التفکير التأملي والإبداع وارتباطهم بفن النحت الحديث والمعاصر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث دکتوراه بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة تخصص التربية الفنية (النحت والخزف)

2 أستاذ انحت المتفرغ بکلية الفنون الجميلة- جامعة حلوان

3 أستاذ علم النفس المعرفي وعميد کلية التربية النوعية الأسبق- جامعة المنصورة

4 أستاذ النحت ورئيس قسم التربية الفنية کلية التربية النوعية- جامعة المنصورة

5 أستاذ النحت المساعد بقسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية ووکيل کلية رياض الأسبق- جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث:
استهدف البحث إلقاء الضوء على أهمية التفکير التأملي للعملية الإبداعية في تحقيق الذات لدى النحات، وتحديد مستوى التفکير التأملي لدى النحاتين المعاصرين والوقوف على القدرات المکونة للإبداع لدى النحات المعاصر، وتوصل البحث إلى إن التفکير التأملي ساعد النحات المعاصر على إدراک الوعي الجمالي والبعد الفلسفي، والمدلولات الرمزية لجميع الظواهر من حوله بشکل أدى إلى تحقيق رغباته الفنية والحياتية والتطلعية نحو الارتقاء والإبداع.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

إن النحت من الفنون التي سجلت تاريخ الحضارات القديمة ومازالت حتى الآن تعمل دور المؤرخ للعصر الحديث بما فيه من انجازات وانتصارات، أو تسجيل وتخليد لبعض الشخصيات السياسية أو الأدبية أو الفنية.

"وإذا کان الفن يتسم بالسمة الروحية، فما ذلک إلا أنه نسيج من روح الشعوب يعبر عن الجوانب الجمالية والمعاني الجوهرية في کل من عالمي الکون والحياة، وهو بذلک يعطي صورة صادقة عن مختلف جوانب حياتنا الإنسانية .. تشاهدها من خلال شخصية الفنان ومستوى ثقافته وتجاربه وأرائه وعواطفه ووجدانه والزاوية الخاصة التي ينظر منها إلى الحياة والوجود ".([1])

إن التوجهات الحديثة في فن النحت المعاصر تجتهد بنجاحکبير في استيعاب أنماط العصر ومتغيراته البيئية المحيطة بالفنان ومتطلباته ومجارات إيقاعه المتسارع، وتظهر کل يوم للوجود إبداعات جديدة تعانق العصر وتندرج في صلب حرکة التطورالعالية السرعة شکلاً ومضموناً.

ويعد التفکير التأملي لدى الفنان النحات من الظواهر النمائية التي تتطور عبر مراحل العمر المختلفة، کما يعد من أکثر الموضوعات التي تختلف فيها الرؤى وتعدد أبعادها، والتي تعکس تعقد العقل البشري وتعقد عملياته،  فمن خلال رحلة الإنسان الطويلة الشّاقة من العصور البدائية إلى عصور الحضارة قد استطاع أن يواجه مشکلات لا حدود لها. هذه المشکلات تزداد صعوبة وتعقيداً بتطور المجتمع وتغيراته السريعة ، فالوصول إلى مستوى راق من المعرفة الذاتية، وإلى إحساس غامر بصلة الفرد الحميمة بکل الموجودات في هذا الکون وبعاطفة مباشرة نحو الآخرين وبتفاؤل عظيم وقدرة متنامية على الإنتاج والتفکير الخلاق من أهم نتائج عملية التفکير التأملي للطبيعة وما وراءها لدى النحات.

ومن هنا تکمن أهمية دراسة الأثر النفسي والروحي لعملية التفکير التأملي التي هي أساس تنمية الإبداع لدى النحات، فالتفکير التأملي هو المؤثر القوي على ذات النحات، وهو يمثل انعکاساً تلقائياً على تطور إبداعه.

وفي ضوء العرض السابق يمکن تحديد مشکلة البحث في التساؤل الرئيسي التالي:ـ

  • ·   ما تأثير التفکير التأملي على الإبداع، وارتباطهم بفن النحت الحدث والمعاصر؟

ويتفرع من هذا السؤال التساؤلات التالية:

1.   ما تأثير التفکير التأملي على الإبداع في الفن بشکل عام؟

2.   ما مدى ارتباط التفکير التأملي للطبيعة وما بفن النحت الحديث والمعاصر؟

أهداف البحث:

تتحدد أهداف البحث الحالي فيما يلي : ـ

1.   تحليل الأطر النظرية لمفهومي الإبداع والتفکير التأملي لدى النحات المعاصر.

2.   إلقاء الضوء على أهمية التفکير التأملي للعملية الإبداعية في تحقيق الذات لدى النحات.

3.   تحديد مستوى التفکير التأملي لدى النحاتين المعاصرين.

4.   الوقوف على القدرات المکونة للإبداع لدى النحات المعاصر.

أهمية البحث:

تکمن أهمية البحث الحالي في النقاط التالية: ـ

1.    يسهم البحث الحالي في وضع تصور حول مستوى التفکير التأملي لدى النحات المعاصر.

2.    تأصيل أعمال النحات المعاصر من خلال التعرف على الوسائل المکونة لعملية الإبداع لديه.

3.    يسهم البحث الحالي في فهم طبيعة رؤية النحات المعاصر في ظل التطور العلمي والتکنولوجي في القرن الحادي والعشرين.

4.    يساعد البحث الحالي في فهم الأعمال النحتية لدى النحات المعاصر من خلال دراسة الاتجاهات الفلسفية لديه.

فروض البحث:

يفترض الباحث الفروض التالية:

1.   هناک ارتباط وثيق بين التفکير التأملي وتنمية الإبداع لدى النحات المعاصر.

2.   التنوع في الأشکال النحتية لدى النحات المعاصر يرتبط بالتفکير التأملي.

منهجية البحث :

يتبع البحث المنهج الوصفي.

مصطلحات البحث

التفکير التأملي  Reflective Thinking:

هو التفکير الذي يتأملفيه الفرد الموقف الذي أمامه، ويحلله إلى عناصره، ويرسم الخطط اللازمة لفهمه بهدفالوصول إلى النتائج التي يتطلبها الموقف، وتقويم النتائج في ضوء الخطط الموضوعة، وهذا يتطلب تحليل الموقف إلى عناصر مختلفة والبحث عن علاقات داخلية بين هذهالعناصر.

الإبداع Creativity :

ورد بالمعجم الفلسفي أن الإبداع  "هو القدرةعلى ابتکار حلول جديدة لمشکلة ما"([2]). وهو النشاط الفردي أو الجماعي الذي يقود إلى إنتاج يتصف بالأصالة والقيمة والجدة والفائدة من
أجل المجتمع
([3]).

والإبداع کذلک هو القدرة على التفکير بموضوع ما بطرق جديدة وغير اعتيادية والتوصل إلى حلول فريدة للمشکلات([4]).

 

وعلماء النفس اتفقوا على أن "الإبداع حالة متميزة من النشاط الإنساني يترتب عليها إنتاج جديد يتميز بالجدة والأصالة والطرافة والمناسبة التکيفية، کما أن الجماعة التي يوجه إليها هذا الإنتاج تميل إلى قبوله على أنه مقنع ومفيد"([5]).

وذکر (جيلفورد Guilford)  في کتابه (القدرات الإبداعية في الفنون) أن "المهارة الفنية الإبداعية ليست شيئا مفردا موحدا، ولکنها مجموعة کبيرة من العوامل والقدرات العقلية الأولية، تختلف لدى العلماء. ونلاحظ في تصور (جيلفورد(  أنه عين موقع الإبداع الفني في موقعه ( الإنتاج متعدد الجوانب)"([6]).

وعلى الرغم من تنوع وتعدد تعريفات مفهوم الإبداع إلا أن بينها عناصر مشترکة تتمثل في الأصالة والحداثة بمعنى تقديم ما هو جديد، وتجديد القديم، والتأکيد على الفائدة للمجتمع کشرط جوهري، تفاعل الفرد مع بيئته، القدرة على حل المشکلات وإدراکها .

ولتحقيق أهداف البحث والتحقق من صحة فروضه يکون من خلال المحاور التالية:

أولاً: التفکير التأملي:

1.   مفهوم التفکير التأملي.

2.   بعض النظريات في التفکير التأملي.

3.   مراحل التفکير التأملي.

4.   خصائص الفنان (النحات) التأملي.

5.   أهداف التفکير التأملي في فن النحت.

ثانياً: الإبداع والعملية الإبداعية:

1.   الإبداع کمصطلح. 

2.   مراحل العملية الإبداعية لدى النحات المعاصر.

3.   مستويات الإبداع.

4.   القدرات الإبداعية لدى النحات المعاصر

5.    الإبداع الفني في النحت المعاصر:

أولاً: التفکير التأملي

يعدالتفکيرمنأبرزالصفاتالتيتسموبالإنسانعنغيرهمنالمخلوقاتوهومن الحاجاتالمهمةالتيلاتستقيمحياةالإنسانبدونها، فهو نوعاً معقداً من أنواع السلوک البشري، والذي يأتي ترتيبه في أعلى مستويات النشاط العقلي.

والتفکير التأملي هو أحد قنوات الإلهام التي تهدف إلى التعمق في العناصر الطبيعية المرئية وغير المرئية بهدف بلوغها من خلال البحث والتأمل بصدق وصفاء، فله أثر عميق في اکتشاف القواعد والقوانين التي تحکم الکون وتنظمه، والتي تساعد في الوصول إلى الجوهر الکامن بداخله. کما أن عملية التفکير التأملي هي التي توصلنا إلى جوهر الأشکال بالطبيعة وما وراءها من جهة والنظرة الجمالية من جهة أخرى، بغية استبصار حقيقة مکونات الطبيعة وما وراءها بما
فيها الإنسان.

1- مفهوم التفکير التأملي:  

إنمصطلح(التفکيرالتأملي)يشيرإلىالأفرادالذينيتسمونبالتأنيوالترکيزفياتخاذ قراراتهمبحيثلايقعونبأخطاءکثيرة، بينمايشيرمصطلح(التفکيرغيرالتأملي)إلىالأفراد الذين يتبنونأولفرضيةتطرأعلىأذهانهم،معانتباهأقلمهماکانتالفرضيةملائمةأوغيرملائمة، للموقفوبالتاليفإنقراراتهمتتسمبالسرعةوعدمالدقة،فيتصفونبصفةالاندفاعيين.

ويعودالفضلفيتبلور مصطلحالتفکيرالتأمليإلىالجهودالعلميةالتيبذلهامجموعةمنالعلماءوالباحثين في مجال علم النفس أمثال (کاجان Kagan) و (موس Moss) و(سيجل Sigal) منذعام 1964،حيثقامهؤلاءالباحثونبدراساتهدفتإلىمعرفةالطرقأوالأساليبالتييفضلهاالأفرادعند تصورهمللمفاهيمالمدرکةوطبيعةتصنيفالمثيراتمنخلالاستخدامالمفاهيمالعديدة([7])".

ولقد عرف (کاجان(*)Kagan) التفکير التأملي "بأنهطريقةالشخصالمميزةفيتنظيم مدرکاتهوموضوعاتالعالمالمحيط،وتمتازهذهالطريقةبالثباتنسبياًممايجعلمنإمکانية توقعالسلوکالصادرعنهذاالشخصيسيراً([8])".

وعرفه (شون (**)Schoon):  بأنهاستقصاءذهنينشطوواعومتأنللفردحولمعتقداتهوخبراتهومعارفهالمفاهيميةوالإجرائيةفيضوءالواقعالذييعملفيه، يمکنه منحلالمشکلاتالعلمية، وإظهارالمعرفةالضمنيةإلىسطحالوعيبمعنىجديدويساعدهذلک  المعنىفياشتقاقاستدلالاتلخبراتهالمرغوبتحقيقهافيالمستقبل([9])".

کما عرفه (جونديوي(***)John Dewey):"علىأنهتبصرفيالأعماليؤديإلىتحليل الإجراءاتوالقراراتوالنواتجمنخلالتقييمالعملياتالتييتمالوصولبهاإلىتلک الإجراءاتوالقراراتوالنواتج([10])".

ويرى الباحث أن التفکير التأملي هو حالة شعورية يمر بها الفنان ليفيض بالتجارب الإبداعية المتصلة بذاته منخلالمهارات وخبراتالرؤيةالبصرية لديه، وأن تلک الإبداعات محملة بالصدق والصفاء المتمثلة في الاستعداد والتوالد والنمو.

2- بعض النظريات في التفکير التأملي:

أ- نظرية ايزنک([11])(Eysenck, 1977) للشخصية:

هناک العديد من النظريات التي اهتمت بالتفکير التأملي، ومن أشهرها وأکثرها تکاملاً نظرية ايزنک (Eysenck, 1977) للشخصية، حيث حدد أربعة أبعاد راقية للشخصية هي: الانبساطية Extravertion ، والعصابية Neuroticism ، والذهانية Psychoticism، والذکاء Intelligence، وأشار إيزنک أن الشخص صاحب الشخصية التأملية هو شخص متحفظ، ومحافظ وهادئ المزاج، ومتردد في التحدث وفي اتخاذ القرارات الحاسمة في حياته، ودائم الانطواء على نفسه، ولکنه يتطلع للکمال في تفکيره.

ب- نظرية کلارک وبترسون([12])Klark & Peterson, 1988)):

اهتمت هذه النظرية بالتفکير التأملي والقائم على أساس الفرضية القائلة أن التفکير له علاقة بمرحلة النضج التي يبلغها الشخص، ويرى الباحث أن هذه النظرية عندما تطبق على الفنان من حيث خصائصه البدنية، والعقلية، والانفعالية، والاجتماعية، إضافة إلى عوامل بيئية معززة تدفع هذا الفنان للتفکير التأملي، وبالتالي المساهمة في اکتساب الاتجاهات والمهارات المهنية الفعالة، وبالتالي فإن القرارات أو الحلول الجمالية التي يتخذها الفنان سواء أکانت أنية أم مستقبلية تمر بأربع مراحل هي:

  • ·     مرحلة التخطيط (الإعداد الذهني حول الفکرة الفنية).
  • ·     مرحلة الإعداد الإجراءات التنفيذية ( التحضير للوسائط المادية).
  • ·     مرحلة التحليل والمقارنة (موائمة الخامة للموضوع).
  • ·     مرحلة التطبيق(الممارسة الفنية).

مع الأخذ في الاعتبار أن مرحلة التطبيق مثل العودة للذات والتأمل في کل المراحل السابق له من أجل تطبيقها في نتاج فني مبتکر يتواصل مع المثير الأول أو الأساس للموضوع

ج- نظرية سولومون([13])(Solomon, 1984):

وهي تدور حول التفکير والتصور الإدراکي، وبنيت هذه النظرية على أساس أنه يمکن تنمية التصور الإدراکي لدى الأطفال من خلال التعلم والتدريب، وذلک من خلال تزويد الموقف التعليمي بالوسائل اللازمة، ويوجد للتصور الإدراکي ثلاثة مستويات هي: التصور الواقعي، والتصور الرمزي، والتصور التأملي التجريدي.

د- نظرية ردنج وکاولي([14])(Riding & Cowley ,1986)

والتي اهتمت بالمقارنة بين الأشخاص أصحاب المستويات العليا والدنيا من التفکير التأملي ولقد توصلت إلى أن الأشخاص الذين يميلون إلى سمة التأمل بمستوياته العليا يتصفون بالاهتمام بالأفکار، والتجريد والرموز، والمشکلات الفلسفية، والمنافسة والحوار، والتفکير التأملي العميق بالمعرفة من أجل المعرفة، في حين أن أصحاب الدرجة الدنيا من التفکير التأملي يميلون للتفکير الواقعي، وإلى عمل الأشياء بدلا من التفکير فيها.

ويلاحظ على النظريات السابقة، أن انصب اهتمامها على دراسة الشخصية وأبعادها وسماتها وتأثير ذلک على سلوک الفرد أثناء عملية التعلم والتعليم، ويرى الباحث أن أهم هذه النظريات وأکثرها تکاملاً وأکثرهم ارتباطاً بعملية الإبداع لدى النحات المعاصر هي نظرية کلارک وبترسونKlark & Peterson, 1988))، حيث أنها تنمي قدرات الفنان النحات في التعامل مع الظواهر المحيطة به بطريقة حرة ومتفتحة نحو الآخر، ومرنة تتضمن کل عناصر التطوير من تعديل وتغيير وإضافة وحذف، فتنمي لديه القدرة على الإثارة والتأمل، يتمکن بذلک للوصول إلى عملية الإبداع بإنتاجه أفکاراً جديدة، کما أنها تکشف عن نوعين من السمات الشخصية لدى الفنان النحات، السمات الخاصة (Specific) وهي مجرد استجابات ملحوظة ووقتية وليست من سمات شخصية الفنان النحات الدائمة، والسمات المعتادة (Habitual) وهي استجابات تمتاز بالعمومية والثبات النسبي وهي أکثر شمولية وتکشف عن شخصية الفنان النحات وعاداته وتقاليده.

3- مراحل التفکير التأملي:

تعددتآراءالباحثينفيتحديدمراحلالتفکيرالتأمليحيثيرىفاروقموسى"أن هناکمراحلمتميزةمنالإعداد  Preparation والاستعداد  Readiness والتفاعلالعقليمنخلالعمليةالتفکيريمکنأنتتمثلفيخطوات(جونديويJohn Dewey) الشهيرةلعمليةالتفکيرالتأملي([15])"وهي:

1.   الشعوربالصعوبة (الوعيبالمشکلة).

2.   تحديدالصعوبة(فهمالمشکلة).

3.   تقويموتنظيمالمعرفة (تصنيفالبيانات-  اکتشافالعلاقات - تکوينالفروض).

4.   تقويمالفروض(قبولأورفضالفروض).

5.   تطبيقالحل (قبولأورفضالنتيجة).

4- خصائص الفنان (النحات) التأملي:

يرى الباحث أنه يمکن إيضاح خصائص الفنان النحات التأملي استناداً إلى أراء (نيلسون Nelson) عن الشخص الذي يعتمد على عملية التأمل في الإنتاج الفني والتي يمکن إجمالها
فيما يلي
([16]):

1.    الإدراکالعاليللواقعالمحيطوالقدرةعلىإدراکجوهر الأشياء.

2. الميلإلىالتأنيفي الحلول التشکيلية والجمالية فيمواجهةالموقف الجماليأو
المشکلة الفنية.

3.    السعيلجمعأکبرقدرممکنمنالصياغات التشکيلية والجمالية للعمل النحتي.

4.    وضعاکبرعددممکنمنالافتراضاتوالبدائلالممکنةلحلالمشکلة الجمالية المرتبطة بالموضوع الجمالي.

5.    الترکيزعلىأهمية تحقيق القيمة الجمالية والتشکيلية في العمل النحتيبغضالنظرعنالوقتالذي يستغرقه.

6.    قلةالوقوع فيالأخطاء غير الجمالية.

7. الترقب والخوفوالقلقمنعدم تحقيق اللذة الجمالية والاستمتاع بالأعمال المبتکرة لدى المتلقي، مما يدفعه ثانية لوضع تصورات جمالية أخرى لنفس الموضوع أو لغيره سعياً لتحقيق ذاته وإقناع الآخرين.


5- أهداف التفکير التأملي في فن النحت:

هناک العديد من الأهداف لعملية التفکير التأملي في مجال النحت يرى الباحث أنه يمکن إجمالها فيما يلي:

1.  استحداث موضوعات وأفکار مغايرة لما هو سائد عن طريق الرؤية التأملية، کما نرى في شکل (1،2).

2. المساهمة بأطروحات وحلول إبداعيه مبتکرة في أعمال النحت المعاصر، کما نرى في
شکل (3،4).

3.  سريان مشاعر وأحاسيس مختلفة من قبل الفنان النحات في صياغة العمل الفني النحتي ونقلها إلى المتذوق، کما نرى في شکل (5،6).

4.  فتح آفاق جديدة للاکتشاف الفني والتجريب، کما نرى في شکل (7،8).

5.  تولد حالة إبداعية نشطة وتحقيق صياغات جمالية معاصرة، کما نرى في شکل (9،10).

ثانياً: الإبداع والعملية الإبداعية:

يعتبر الإبداع من أهم الأهداف التربوية في مجال التربية من قبل العلماء والمتخصصين في علم النفس والتربية منذ النصف الثاني من القرن الماضي، ويرجع الاهتمام بالإبداع إلى التطورات الحديثة التي يشهدها علم النفس وعلوم التربية من جهة والتقدم العلمي والتکنولوجي من جهة أخرى، بالإضافة إلى توجه العلماء إلى دراسة الإبداع کقدرة عقلية نامية، يمکن تربيتها من السنوات المبکرة من حياة الفرد، ولقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الإبداع هو ملکة فطرية تولد معنا نستطيع تغذيتها ورعايتها ومتابعة نضوجها حتى تصل إلى أقصى ارتفاع ونمو في أي مجال تقوم به.

فالإبداع هو المادة الأساسية في عمليات التغيير والتطور، حيث يتمثل جوهر الإبداع في نشاط الإنسان الحسي الذي يتصف بالابتکار والتجديد والصدق وهو يمثل النشاط الذي يقف على عکس من الإتباع والتقليد، فهو طريق الابتکار والتطور والارتقاء الوحيد، فإذا أردنا أن نتلمس طريقاً إلى ذلک فعلينا أولاً أن نتفهم عملية الإبداع بالتحليل والاکتشاف، وإن حتمية التطور وأشکال الفن الجديدة تدفع بنا إلى الغوص في جوهر الطبيعة والحياة لنکون على بينه مما يجري في ساحات الفن المعاصر وتتضح لنا ضروريات التغيير، فالملائمة وتوافق صور الإبداع مع الواقع الاجتماعي ومفهوم العصر ومدرکات الإنسان في هذه الفترة بالذات وطريقته في النظر والاستنتاج واستقبال الأشياء تتحدد من خلال عمليات کثيرة ومتداخلة من التطور، فالعمليات التي يقصدها الإبداع متعددة ومنها العمليات المعرفية والحسية والإدراکية والوجدانية والشعورية والتقويمية والأدائية والشخصية والتفاعلية والاجتماعية.

إن بعض علماء النفس يفسرون العملية الإبداعية على أنها تحطيم لکل ما هو مألوف، وخلق أشکال جديدة، على عکس أصحاب النزعات الحضارية، فهم يقرون أن عملية الإبداع الفني لا بد أن تنطوي على تحصيل تدريجي لما تقترحه الجماعة على الفنان من تقاليد فنية واتجاهات جمالية، مع مراعاة تلک التأثيرات الخارجية التي يکون المجتمع نفسه بسبيل تقبلها أو الاعتراف بها، ولکن لا بد أن يندمج کل هذا مع شخصيته وسلوکه، لا عن طريق التأمل الشعوري فحسب .. بل عن طريق الاختيار اللاشعوري أيضاً.

1- الإبداع کمصطلح  Creativity:

لقد أصبحت کلمة الإبداع في الآونة الأخيرة شائعة ومستخدمة من قبل الأکاديميين والتربويين والفنانين ورجال السياسة والاقتصاد والتجارة وحتى العامة، مما يستدعي الاهتمام بمفهوم تلک الکلمة وأبعادها والتطور التاريخي لمفهومها، حيث اتخذ مفهوم الإبداع في القرن العشرين اتجاهاً خاصاً تميز بالحرية والفردية والتجريب.

ويعرف الإبداع في اللغة بأنه: "إحداث شيء جديد على غير مثال سابق، لهذا فإن الإنتاج الذي يتصف بالإبداع تتوفر في صياغته النهائية صفات الخبرة والطرافة، وإن کانت عناصره الأولية موجودة من قبل([17])".

وتعرف الموسوعة الفلسفية العربية الإبداع على أنه إنتاج شيء أو صياغة عناصر موجودة بصورة جديدة في أحد المجالات کالعلوم والفنون والآداب([18])".

کما ذکرت دائرة الموسوعة البريطانية الجديدة الإبداع بأنه "القدرة على إيجاد شيء جديد کحل لمشکلة ما أو أداة جديدة أو أثر فني أو أسلوب جديد([19])".

وفي قاموس علم النفس يعرف الإبداع "بأنه تعبير يستخدمه المتخصصون وغيرهم للإشارة إلى العمليات العقلية التي تؤدي إلى حلول أو أفکار أو أشکال فنية أو نظريات أو نتاجات فريدة أو جديدة([20])".

2- مراحل العملية الإبداعية لدى النحات المعاصر:

ما زال فهم مراحل العملية الإبداعية من أکثر القضايا الخلافية بين التربويين وعلماء النفس، فلقد تناول العلماء وخبراء الفن باختلاف تخصصاتهم مراحل العملية الإبداعية سواءً من الناحية النفسية أو الفنية، فنرى علماء النفس عند تناولهم مراحل العملية الإبداعية في الأعمال الفنية يرکزون على الجانب النفسي للفنان، أما خبراء الفن فيرکزون على الأساليب الفنية المعبرة عن القيم الجمالية والوظيفية للأعمال الفنية.

وتعتبر العملية الإبداعية "مظهر نفسي داخلي للنشاط الإبداعي الذي يحتوي اللحظات والآليات والديناميات النفسية، بدءاً من ولادة المشکلة إلى صياغة الافتراضات الأولية، وانتهاء بتحقيق النتاج الإبداعي، کما تضم العملية الإبداعية أيضاً بعض نشاطات التفکير والقدرة على تبادل المعلومات، کما تشمل على دينامية الحياة الانفعالية والعاطفية والعوامل الشخصية([21])".

لذا نجد أن عملية الإبداع غير ظاهرة ومعقدة، حيث تجرى داخل المخ والجهاز العصبي للإنسان، وأن من حاولوا تعريفها قد لجئوا في معظم الأحوال إلى محاولة تبسيطها بتقسيمها إلى مراحل، وأشهر هذه التقسيمات وأقدمها هو تقسيم (جراهام والاس Graham Wallas) عام 1926، الذي وصف العملية الإبداعية بأنها تتم في مراحل متباينة، تتولد خلالها الفکرة الجديدة من خلال أربع مراحل، هي([22])":

أ‌-  مرحلة الإعداد Preparation:

تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل بالنسبة للعملية الإبداعية في الفن بشکل عام وفن النحت على وجه الخصوص، حيث تعتبر هي المرحلة التي تُبحث من خلالها المشکلة من مختلف جوانبها، والفترة التي يمضي فيها الفنان النحات لاکتساب عناصر الخبرة، والمهارة المعرفية، والأساليب التي تمکنه من تحديد المشکلة التي يفکر بها، کما أنها مرحلة بزوغ الفکرة وإنبات البذرة الأساسية للفکرة الإبداعية، وفيها يتفتح فکر النحات على البدايات الأولى لعمله، کما أنه يتجه لتنمية فکرته الإبداعية، وما يميز الفنان المبدع عن غيره هو تفوقه من حيث کمية الأفکار التي يقترحها بالنسبة لموضوع معين في وحدة زمنية ثابتة. فيجب أن يکون على درجة عالية من القدرة لإثراء الأفکار
وسهولة إسهابها.

ب‌- مرحلة الکمون أو الاختمار  Incubation:

تتضمن هذه المرحلة "تنظيم المعلومات والخبرات المتعلقة بالمشکلة واستيعابها وبعد ذلک استبعاد العناصر غير المتعلقة بالمشکلة وذلک تمهيداً لحالة الإبداع أو الظهور بحالة فريدة، ويمکن لهذه المرحلة أن تدوم لفترة قصيرة أو طويلة وقد يظهر الحل فجأة دون توقع([23])"، وتعتبر مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من کثير من الشوائب والأفکار التي لا صلة لها بالمشکلة، وهي تتضمن هضماً عقلياً ( شعورياً ولا شعورياً) وامتصاصاً لکل المعلومات والخبرات المکتسبة الملائمة التي تتعلق بالمشکلة.

"ويرى (جوان Gowan) أن هناک ارتباطاً قوياً بين عملية الاختمار والصور الخيالية الإبداعية، وأوضح أن ذلک من مهمة الشق الأيمن من المخ، وأن الاختمار (الاسترخاء) يعد من الظروف الملائمة التي تساعد الاستبصار والرؤى الإبداعية على النمو والظهور([24])".

ويکون النحات خلال تلک المرحلة منشغلاً بصورة شعورية يتفحص من خلالها الفکرة الأصلية للمثير الفني وصولاً إلى المرحلة اللاحقة، کما نجد أن النحات في تلک المرحلة يعاني أقصى درجات القلق والتوتر خلال عملية الابتکار الإبداعي بأکملها، وخاصة إذا کان الإبداع في مجال فن النحت الذي يملک على النحات عقله ووقته، وأحيانا تطول تلک المرحلة أو تقصر لکنها تنتهي في النهاية بوضوح الفکرة الأصلية. ونجده أيضاً يعاني من التوتر والقلق ، وان ما يميز النحات المبدع هو تمتعه بقدرة غير عادية في اکتشاف العلاقات بين العناصر والأشياء التي تبدو للآخرين وکأن لا علاقة بينهما حتى يصل في النهاية إلى الفکرة الأصلية.ومثال على ذلک شکل (11،12).

ج‌-                       مرحلة الإشراق أو الکشف أو الوميض  Illumination :

تعتبر هذه مرحلة الوصول للذروة بالنسبة للعملية الإبداعية، وتلک المرحلة هي التي يتضح فيها الغموض ويتأکد ما کان مبهماً، فتظهر الفکرة الإبداعية بعد ذلک بشکل مفاجئ وکأنها ظهرت تلقائياً دون تخطيط (أي يکون هناک بداية فکرة أو إشراقها أمام المبدع)، وأحياناً کثيرة يتم ذلک في الوقت الذي يکون المبدع ]الفنان النحات[ فيه مستغرقاً في نشاطات بعيدة تماماً، "وعادة ما تکون هذه المرحلة مسبوقة بسلسلة من الأفکار التي تم التعامل معها في المرحلة السابقة، وعلى الرغم من وجود جوانب لاشعورية لهذه العملية، إلا أن لها جانباً شعورياً خافتاً، ممايجعلها تبدو غير واضحة المعالم في البداية، ويجعل الإنسان يعي بالعلاقات ولکن بشکل غير واضح، وبعيداً عن متناوله بشکل مباشر، ويعقب ذلک حدوثالتجلي، وانبثاق شرارة الإبداع([25])".

فالإلهام يوفر للمبدع ]الفنان النحات[ حالة من الحرية من أجل إعادة النظر في المشکلة من وجهات نظر مختلفة، واهتم علماء الجمال بالإلهام، واعتبروه محوراً للعمليات الإبداعية والجمالية، کما اعتبروا أن خلوها منه يحولها إلى جوانب ميکانيکية رتيبة لا حياة فيها وبالرغم من اعتبار الاستبصار بمثابة مرحلة الذروة إلا أن النتاج لا يکون مقبولاً إلا إذا مرّ بمرحلة التحقق والتحقيق.

د‌- مرحلة التحقق  Verification:

في هذه المرحلة يتعين على النحات المبدع أن يختار الفکرة المبدعة ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فکرة مکتملة ومفيدة أم تتطلب شيئاً من التهذيب أو الصقل، وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب (الاختبار التجريبي) للفکرة الجديدة (المبدعة)، وهي الحالة التي تتملک الفرد بعد وصوله إلى مرحلة إشراق الحل يتبعها حالة توليد استثارة جديدة لحل آخر جديد، أو توليد مشکلة في جزء من الحل للوصول إلى حل أکثر تقدماً وإبداعاً، لذا فالفنان ]النحات[ لا يستقر في حالة انفعالية ثابتة لسعيه المتواصل عن الحل، حيث يمثل ذلک تنقية للأفکار والخطوات والمظاهر بهدف الوصول إلى صورة يرضى عنها المبدع([26]).

وأخيراً لا يوجد اتفاق تام بين الباحثين على مراحل التفکير الإبداعي، وعلى الرغم من أن المراحل الأربعة السابقة موجودة في العملية الإبداعية، إلا أنه يجب النظر إلى الإبداع بوصفة عملية ديناميکية متفاعلة مستمرة شأنها شأن الکثير من العمليات النفسية الأخرى، وأنها دائماً عملية متداخلة المراحل ومتفاعلة.

3-مستويات الإبداع:

حاول (تايلور Taylor) أن يوجد تسوية أو يقوم بعمليات تکامل ما بين الآراء المختلفة في الإبداع من خلال مستويات مختلفة هي([27]):

1.  الإبداع التعبيري Expressive Creativity :

يتعلق الرأي هنا بالتعبير المستقل حيث تکون المهارات والأصالة وکفاءة العمل الفني النحتي غير هامة کما في رسومات الأطفال التلقائية مثلاً.

2.  الإبداع الإنتاجي Productive Creativity :

يتعلق ذلک بالنواتج الفنية أو العلمية حيث يوجد ميل لتقييد وضبط اللعب الحر وتطوير أساليب لإنتاج منتجات مکتملة (کما في حالة إنتاج آلات جديدة أو تحسين منتج موجود مثلاً).

3.  الإبداع الإبتکاري Innovative Creativity :

يتعلق ذلک بعمليات التحسين المستمرة من خلال القيام بتعديلات تشتمل على مهارات تجريدية وتصورية (ابتکار نظريات جديدة في فن النحت) ولکن من خلال الاعتماد على أفکار ونظريات موجودة سلفاً (نظرية النسبية مثلاً).

4.  إبداع الانبثاق Emergence Creativity :

يتعلق هذا الإبداع بالمبدأ أو الافتراض الجديد کلية والذي تزدهر حوله مدارس جديدة.

فإذا کان الإبداع يعتمد بشکل کلي على تلک المستويات المعرفية، فإنه يعتمد بصورة مبدئية على الخيال الإنساني، وهو لا يعني ذلک العالم المطلق المجهول کما في خيال البشر العاديين، ولکنه بالنسبة للفنان النحات يعني رؤية مشکله ما تثير کوامنه الإبداعية والنقدية وتدفعه دفعاً لوضع تصورات تخيلية تبدأ من اختمار الفکرة وتنتهي بالعمل الفني.

4-القدرات الإبداعية لدى النحات المعاصر

لقد لجأ الکثير من الباحثين والتربويين على تسميتها بالمهارات الإبداعية کما يمکن التعامل مع القدرات الإبداعية على أنها سمات شخصية إبداعية مثل الدعابة والسخرية والأصالة والطلاقة والمرونة والاهتمام الفني.

والقدرات الإبداعية لدى النحات المعاصر ليست موهبة وحسب وإنما هي مجموعة من الأنشطة العقلية والذهنية والنفسية تتظافر وتتشکل لتنتج عملاً نحتياً جديداً وأصيلاً.

1- الطلاقة Fluency:

هي القدرة التي تظهر في السهولة التي يستدعي بها الفرد [الفنان النحات] المعلومات المخزنة في ذاکرته کلما احتاج إليها في المواقف المختلفة، ويمکن تقديرها کمياً بعدد الاستجابات أو الأفکار التي يطرحها الفرد [الفنان النحات] في وحدة زمنية معينة استجابة لمثير محدد بصرف النظر عن مستوى تنوع هذه الأفکار أو الجدية أو ما تتسم به من مهارة([28])".

ونجد کذلک أنها "القدرة على إنتاج أکبر عدد ممکن من الأفکار الإبداعية، وتقاس هذه القدرة بحساب عدد الأفکار التي يقدمها الفرد [الفنان النحات] عن موضوع معين في وحدة زمنية ثابتة مقارنة مع أداء الأقران([29])".

  • ·   أنواع الطلاقة:

أ-طلاقة الأشکال Figural Fluency:

هي قدرة الفنان النحات على إنتاج عدد معين من الأشکال النحتية في فترة زمنية معينة من خلال رؤيته التأملية، کما في أعمال الفنان هنري مور شکل (1،12).

ب- طلاقة الرموز Symbols Fluency:

وهي قدرة الفنان النحات على استنباط عدد من الرموز من خلال رؤيته التأملية للطبيعة وما ورائها، کما في أعمال الفنان بيکاسو شکل (8،10).

ج- طلاقة الأفکار Ideational Fluency:

کأن يکون لدى الفنان النحات عملاً نحتياً ويتطلب هذا العمل بعض الإضافات أو التعديلات فيکون لديه عدداً من الأفکار التي يختار من بينها ما يتلاءم مع عمله النحتي، کما في أعمال الفنان ألکسندر کالدر شکل (3،13).

د- الطلاقة التعبيرية Expressional Fluency:

وتتمثل في قدرة الفنان النحات على سرعة صياغة الأفکار المناسبة أفکار متعددة في موقف محدد شريطة أن تتصف هذه الأفکار بالثراء والتنوع والغزارة والندرة([30])".کما في أعمال الفنان هنري مور شکل (5،14).

هـ- طلاقة التداعي Association Fluency:

وتتجسد في قدرة الفنان النحات على توليد عدد کبير من الأفکار تتوافر فيها شروط معينة من حيث المعنى ويحدد فيها الزمن أحياناً.

2- المرونة Flexibility:

هي القدرة على ابتکار أنواع مختلفة من الأفکار، وتغيير الحالة الذهنية بتغيير الموقف تلقائياً حيث ينتقل من فئة فکرية إلى أخرى، باستخدام مجموعة ثرية من الأساليب، مما يشکل المرونة الإبداعية وهي أيضاً "تشمل القدرة على رؤية الأمور من زوايا مختلفة والنظر للأمر الواحد من أکثر من زاوية وأيضاً إعادة سياق الطرق والمفاهيم القديمة وترتيبها بطرق جديدة، کما تشمل القدرة على استخدام جميع الحواس عند ابتکار الأفکار الجديدة، وتقاس هذه القدرة کمياً بعدد النقلات الذهنية من فئة إلى أخرى([31])". وهذا ما يطلق عليه بالتفکير التباعدي، وعکسها الجمود والصلابةRigidity  أي التمسک بالموقف أو الرأي أو التعصب، وقد أوضحت البحوث وجود نوعين من المرونة في التفکير هما:

 أ‌- المرونة التلقائية Spontaneous Flexibility:

وتتمثل في حرية تغيير الوجهة الذهنية، حرية غير موجهة نحو حل معين، أي إمکان تغيير النحات المبدع لمجرى تفکيره بشکل تلقائي نحو اتجاهات جديدة بسرعة وسهولة، والتحرر من القصور الذاتي في التفکير الذي يمنع من تغيير زاوية التفکير، کما في أعمال الفنان هنري مور شکل (1،5،12،14).

 ب‌- المرونة التکيفية Adaptive Flexibility  :

وتتمثل في تغيير النحات المبدع لوجهته الذهنية لمواجهة مستلزمات جديدة تفرضها المشکلات المتغيرة مما يتطلب قدرة على إعادة بناء المشکلات وحلها، کما في أعمال الفنان هنري مور شکل (1،5،12،14).

3- الأصالة  Originality:

تمثل الأصالة جوهر العملية الإبداعية ويقصد بها قدرة النحات المبدع على إنتاج أفکار تتسم بالجدية وتکون مناسبة وملائمة للهدف أو الوظيفة التي سيؤديها الإنتاج الجديد ويمکن الحکم على الفکرة بالأصالة في ضوء عدم خضوعها للأفکار الشائعة وخروجها عن الجانب التقليدي، وبذلک تکون الأصالة هي القدرة الإبداعية الأساسية، "وقد استخدمت کما لو کانت مرادفاً للإبداع، کما اعتبر بعض الباحثون أن الأصالة هي حجر الرحى في تکوين العقل الإبداعي، سواء کانت مرادفة أم شاملة أم متضمنة في القدرة الإبداعية([32])".

ويجب الأخذ في الاعتبار أن "الأصالة ضد التقليد وهي تعني أن الأفکار تنبعث من الشخصية وتنتمي إليه دون تغير عن طابعه وعن شخصيته فالمبدع الأصيل يفکر بفنه وإبداعه، ويستخدم حواسه، ويستنفذ مواهبه کلها واستعداداته([33])".

وعليه فإن الأصالة هي إنتاج غير المألوف الذي لم يسبق إليه أحد، وتسمى الفکرة أصيلة، إذا کانت لا تخضع للأفکار الشائعة وتتصف بالتميز، والشخص صاحب الفکر الأصيل هو الذي يستخدم الأفکار المتکررة والحلول التقليدية للمشکلات.

وتختلف الأصالة عن عاملي الطلاقة والمرونة بما يلي:

  • ·   الأصالة لا تشير إلى کمية الأفکار الإبداعية التي يعطيها الفنان النحات.
  • ·   الأصالة تشير إلى الابتعاد عن تکرار ما يفعله الآخرون وهذا ما يميز الأصالة عن المرونة.

4- الحساسية للمشکلات Sensitivity Of Problems:

القدرة على إدراک مواطن الضعف أو النقص في الموقف المثير ]العمل النحتي[، فالشخص ]النحات[ المبدع يستطيع رؤية الکثير من المشکلات في الموقف الواحد فهو يعي نواحي النقص والقصور بسبب نظرته للمشکلة نظرة غير مألوفة، فلديه حساسية أکثر للمشکلة أو الموقف المثير
من المعتاد
([34])".

5- إدراک التفاصيل Elaboration:

تتضمن هذه القدرة الإبداعية تقديم تفصيلات متعددة لأشياء محددة وتوسيع فکرة ملخصة أو تفصيل موضوع غامض([35])"،کما في أعمال الفنان هنري مور شکل (1،5،12،14).

6- المحافظة على الاتجاه Maintaining Direction :

المحافظة على الاتجاه يضمن قدرة استمرار الفنان النحات على التفکير في المشکلة لفترة زمنية طويلة حتى يتم الوصول إلى حلول جديدة، کما في أعمال الفنان ألبرتو جياکوميتي
شکل (2،16).

 

7- التأليف Synthesis:

ويقصد بها قدرة الفنان النحات على دمج أجزاء أو عناصر أو خامات مختلفة في عمل نحتي. کما في أعمال الفنان دوين هانسون شکل (7).

نستنتج مما سبق، أن القدرة على التفکير الإبداعي لدى النحات المعاصر، هي قدرة عامة وليست وحدة أولية لا تتجزأ، بل تتکون من قدرات فرعية تعمل جميعها على تکوين القدرة الإبداعية لديه، حتى وإن اختلفت المفاهيم لهذه المکونات الأساسية للقدرة على التفکير الإبداعي في النحت، فإنها لا تخرج عن الإطار العام الذي يتمثل في تنوع العوامل التي يظهر فيها التفکير الإبداعي، عندما يخرج العمل النحتي إلى حيز الوجود في إنتاج فني جديد.

5- الإبداع الفني في النحت المعاصر:

مشکلة الإبداع الفني تعتبر من أعمق المشاکل وأعقدها على حد سواء، فهي أعمقها لأنها ترتبط بالأعماق الدفينة للفنان، والتي انبثق منها عمله الفني، ومن ثم فهي لا تنظر في نتاج فني ملموس قدر نظرها في منبع وعلة وکيفية حدوث هذا النتاج الفني، وتعتبر أعقدهم لأن البدايات الکامنة غالباً ما تکون غامضة ومعقدة عن النتاج الفني الظاهر وهي بالإضافة إلى ذلک تعتبر أکثر مسائل الفن أهمية باعتبار أن الإبداع ابتکار ينم عن أصالة، وهذه الأصالة تنم عن عبقرية الفنان وتکشف مدى عظمته وجديته([36])".

وتشغل قضية الإبداع وجدان الفنان النحات في کل عصر، حيث تتفاعل ذاته مع موضوع خارجي معين ومن ثم تظهر فکرة العمل الفني الذي يؤکد هذا التفاعل والاندماج بين ما أحسه الفنان وشعر به وجدانه، وبين الإبعاد الخارجية المختلفة من ثقافية واجتماعية وتکنولوجية ومکانية وزمانية، مضافاً إلى ذلک، خبرة النحات المعرفية والبصرية وما خاض فيه من ممارسة فنية قبل ذلک تکون قد اکتسب التقنية والصنعة التي يستخدمها کوسيلة لتحقيق إبداعه.

وبما أن الإبداع مرتبط أشد الارتباط بوجدان الفنان النحات، فلابد له أن يختار سبيلاً وطريقاً للإبداع يتوافق مع ذلک الوجدان ومع الخبرة الباطنة لديه فتکون الحرية هي المثير الأول لوجدان الفنان في العملية الإبداعية، والروح الداخلية هي الدليل الموجه لهذه العملية.

کما أن الإبداع في النحت هو إحالة الوجدان إلى حقيقة موضوعية بحيث يکون في وسعنا أن نتأمله ونفهمه، وإذا کان من شأن الفنان النحات أن يعمل على صياغة الخبرة الباطنة أو أن يقوم بتشکيل الحياة الداخلية، ففن النحت هو الذي يأتي فيخلع طابعاً موضوعياً على الحساسية، والرغبة، والوعي الذاتي، والشعور بالعالم والانفعالات وشتى الحالات الوجدانية، فالفن هو الرمز الطبيعي لحياتنا الوجدانية.

"والإبداع في الفن [فن النحت] لا يعني التوجيه الشعوري أو التنظيم العقلي، لأن هذه قد تشکل حواجز وقيود لا تدخل في حيثيات الإبداع وإنما هو يعني التحقيق والصياغة والأداء دون أن يکون ثمة تصور عقلي محدد يوجه منذ البداية کل نشاط الفنان الإبداعي([37])"، فدور العقل يقتصر على تنظيم الأفکار واختيار مفردات وعناصر العمل التشکيلية، والتقنية ليستطيع السيطرة على الجانب الانفعالي في الذات ويخرجها بشکل صحيح ومتوازن لتؤدي دورها في الإبداع.

وعليه فإن جوهر عملية الإبداع في الفن الحديث هو مضمون داخلي روحي يتطلب من الفنان التزاماً صادقاً بقواعد وأفکار وخطوات وحدود معينة لضمان سلامة تلک العملية بکافة جوانبها البالغة الحساسية وهي في نفس الوقت لا تحتمل الضغط على طاقاته بأي نوع من الإلزام، بل بتوافر قدر کافٍ من الحرية يضمن صدق تعبيره وانفعالاته.

فالإبداع الفني [في النحت] ما هو إلا استجابة لمثير ما جسد في شکل مرئي ملموس تشعر من خلاله بالفکر والمعنى المراد توصيله للآخرين فلو نظرنا إلى الفنون بصفة خاصة لوجدنا أصحابها يؤکدون في أغلب الأحيان على أنهم قد استخدموا أفکارهم من ملاحظة الطبيعة أو استقراء الواقع، فنجد أن الإبداع الفني الحقيقي يرتکز على إبداع صور أو أشکال جديدة تعبر عن أوضاع ومضامين جديدة، "وثراء الفن لا يتم إلا بالترکيز التام على الدعائم الأساسية لشکل العمل الفني ومضمونة، وذلک يؤدي إلى إنتاج مجموعة مُثل جمالية جديدة([38])".

ولکل نحات طريقته في الإبداع، أو تصوره لأشکاله بصورة جديدة أو مختلفة کما أن معنى الإبداع تکاد تکون المشکلة الهامة أو السؤال الغامض أو السر المحير الذي يحاول کل نحات فک رموزه والإجابة عليه، بل نقول محاولة إدراک معنى ما يعمل أو يبتکر وهو في کل محاولة له بالإبداع يرينا معنى ووجهاً جديداً للحياة.

ويبلغ الفنان النحات أقصى درجة ممکنة من الحشد لمشاعره، وأحاسيسه حين يدخل عملية الإبداع، فالإبداع الفني هو مجموعة من العمليات المرکبة البالغة التضارب داخل نفس وذات الفنان، واللحظة الإبداعية التي يمر فيها الفنان يتعذر تکررها بنفس الصورة، والعمل الإبداعي انعکاس للحظة معينة من تاريخ حياته ولذلک نتوقع دائماً أن ينفرد کل عمل مبدع بطبيعة خاصة([39])"، ولقد حاول عدد من المبدعين أن يسجلوا لحظات إبداعهم وهم يتعايشون فيها ومعها، فکان ما قدموه من أجمل الخواطر التي تعبر عن الذات ووصف نادر للحظات نادرة.

فالإبداع في فن النحت يحمل فکر النحات – (خلفيته الثقافية وما يتراکم بها من المعارف العامة والمتخصصة) – يحمل القدر الذي يستطيع وجدانه التعبير عنه تعبيراً صادقاً بعيداً عن التقليد وعن روح الافتعال، حيث يتم تحويل الإبداع الفني من هذا المنطلق عن قوقعة الذاتية للنحات ليصبح هدف الإبداع هو عملية تشکيل للوعي الإنساني سواء للفنان النحات أو للمتلقي، وکذلک تنمية العلاقة بين هذا الوعي وبين التکنيک، لان الفن يخاطب العامة ومن المفترض أنه لا يخاطبها بأسلوب الخطاب المباشر أو الموجه، فالفن والعلم يوجهان تساؤلات لانهائية، وبالتالي فلا توجد إجابات نهائية ومجزمة، بل هناک محاولات للوصول لنماذج وقتية وعرض للخبرات.

إن القدرة على الإبصار العقلي أو الرؤية الفکرية هي ما يجعل المتلقي يستمتع بالعمل الفني القائم على فکر المضمون والجوهر لأن ما يبدعه الفنان في هذه الحالة سيعتمد على ما يحسه ويعرفه وليس على ما يراه فقط، وهنا تتأکد أيضاً قيمة المعارف للفنان المبدع حيث تتفاعل ذاتية الفنان مع موضوع خارجي معين في تکامل واندماج، ويحتاج العمل الفني لمعنى فلسفي يعبر عنه ويعکس فکر فترته الزمنية وحدوده المکانية، والعملية متبادلة بين الفکر والإبداع، فلا يوجد إبداع فني بلا فکر فلسفي يوجهه ومن ناحية أخرى فالفکر الفلسفي يحتاج إلى الإبداع الفني حتى يصل إلى المتلقي.

"ومن الأهمية أن يحدث التواصل الفکري بين هيئة الخامة والفنان [النحات] حيث يعد ذلک هو الخطوة الأولى الضرورية للخلق وإبداع صياغات مستحدثة من الخامات التي انتقاها ذلک الفنان [النحات] لتشکيل أدواته ووسائطه وهو أيضاً بوابة العبور داخل العمل الفني([40])"، وهکذا تحررت سبل الإبداع والنظرة الفنية لدى النحات، وأصبح عليه الانتقال من الأوضاع التقليدية في التناول إلى انطلاق جديد يخلق في آفاق الحياة، واجداً طريقاً جديداً في الإدراک والتناول والتعبير، يتدفق بالحيوية ويتسم بالبحث عن کوامن الأشياء، ليجدد من جذوة الحماس والانفعال وانطلاقة التعبير، کثمرة للحرية التي يحسها الفنان [النحات] الحديث والتزاماً منه بمجتمعه دون أن يفرض عليه رأي أو يلزمه باتجاه.

وبالتالي لم تعد عملية الإبداع في النحت کما يقول (جارودي Garaudy) "مجرد انفعال أو أوهام، بل عملية واعية تهدف إلى خلق صورة جديدة للواقع، وأن مهمة المبدع الفني أن ينجز فناً يساهم في صنع المعرفة ويفجر الطاقة لدى متلقيه، ويعاونه في إدراک حقائق واقعة کما يدعوه إلى المساهمة الإبداعية([41])".

ويتطلب الإبداع تعددية الحلول والإجابات على المشکل الواحد والاستقلالية في الرأي والتفکير وتحتاج تلک الأمور إلى شمولية الثقافة وتراکمية المعارف التي بدورها تسهل مهمة الفنان النحات في حواره مع ظواهر الطبيعة، وفي مجابهته للمواقف المختلفة وتمده بصياغات جديدة وحلول ابتکاريه متطورة لکافة المجالات العلمية والحياتية من خلال رؤيته التأملية للطبيعة وما وراءها، وليس المهم أن ينظر الفنان النحات المبدع إلى الأشياء فحسب، بل أن تتعلق عيناه بما يرى فيها من
جمال يتأمله.

والمعرفة العلمية تعطي الفرصة للفنان النحات أن يبدع بأسلوب جديد يواکبه ويتعايش مع الفکر الجديد لهذه المعرفة، حيث أن هذا المبدع يرى العالم بروح التطور ويؤکد على الفکر السائد في عصره، کما يؤثر هذا التراکم المعرفي في العلم على مجال الإبداع التشکيلي في النحت من خلال اکتساب النحات للخبرات المعرفية الحسية والبصرية بما يعني مجموع قراءاته ومشاهداته وخبراته الفنية والمهارية، التي تمثل مخزونه المعرفي الحسي والبصري سواء التراثي أو المعاصر في کل المجالات، وقد تحقق هذا المخزون الشامل بفضل تکنولوجيا استوعبت النظرية وأمدت النحات بوسائل تسهل له النهل من المعارف وتحقق له من جهة أخرى الفرصة للتعبير عن تلک الثقافة المعرفية الشاملة برؤية تشکيلية جديدة ومختلفة ومتأثرة في نفس الوقت بالکشف العلمي عن الحقيقة.

ولقد رأينا أن الإبداع هو حالة تعبير عن تصورات وخيال ووجدان الفنان النحات، من خلال تفاعل الذات المبدعة مع الموضوع المثير لهذه العملية وکذلک مع الوسيط المادي، هذا التفاعل يتبع الحالة الوجدانية والنفسية ويتداخل معها وينتج من صميمها، کما أن هذه الحالة تتمتع بالحرية التي تساعدها في التطور والنمو والوصول إلى قمة الإبداع والتعبير، من حيث أنها تتبع الغاية الجمالية الخاصة بعيداً عن الارتباط المباشر بالواقع.

نتائج البحث:

  • · إن لکل نحات معاصر سماته الفنية وأسلوبه المميز من خلال التفکير التأملي، وقد يجمع الفنان الواحد بين أکثر من أسلوب نتيجة للحرية التي أتاحها الفن الحديث للفنانين.
  • · اعتمد النحات المعاصر بصفة أساسية –إلى جانب الخامات التقليدية- على استخدام خامات عصرية غير تقليدية لها من الإمکانات التشکيلية والتعبيرية ما يحقق أبعاداً غير محددة، وذلک من خلال التفکير والتأمل في ما حوله، حيث ساعدت هذه الإمکانات على تعدد وتنوع أساليب التجريد في النحت المعاصر.
  • ·    تطور الفکر الإبداعي لدى النحات المعاصر نتيجة لإيجاد علاقة متبادلة بين ما يستلهمه من قوانين ونظم الطبيعة وسبل وطرق تنفيذها.
  • ·    إن التفکير التأملي ساعد النحات المعاصر على إدراک الوعي الجمالي والبعد الفلسفي والمدلولات الرمزية لجميع الظواهر من حوله.
  • · إن تأمل الأعمال الفنية المعاصرة تساعد في إفراز صياغات تشکيلية جديدة بعيداً عن المحاکاة والتقليد، حيث يخرج المنتج الفني أکثر عمقاً وتعبيراً وتطوراً.
  • · إن هناک علاقة وثيقة بين فن النحت وعلم النفس، فهما عضوان في جسد واحد يتمثل في کيان الفنان، فهو إنسان يمتلک ذات تسعى لتحقيق رغباتها الفنية والحياتية والتطلعية نحو
    الارتقاء والإبداع.

توصيات البحث:

  • · يوصي البحث بالنظر في مناهج التربية الفنية لتتماشى مع معطيات العصر وعقول الطلاب الذين اعتادوا على استخدام التکنولوجيا حتى يتم توظيفها في مجال التربية الفنية.
  • · ضرورة مواکبة الفکر المعاصر بصورة عملية أکثر فاعلية مع الترکيز على أن المنطلق الفکري والفلسفي الواحد يمکن أن يحقق أبعاد ورؤى فنية متباينة.
  • ·    الاهتمام بالحصيلة العلمية والثقافية لدى ممارس فن النحت وتسخيرها في الإبداعات النحتية.
  • · ضرورة التفکير التأملي في العناصر الطبيعية وعدم الاکتفاء بتذوق مظهرها السطحي فقط بحثاً عما قد تحتويه من نظم مرتبطة بالبنية الأساسية للعناصر الطبيعية.
  • · يوصي الباحث بالاهتمام بالموضوعات ذات السمة الميتافيزيقية، بحيث يستطيع الفنانين تصور عوالم خيالية ، تعينهم على تنمية التصور والخيال في أعمالهم.

أشکـال البحـث

     

شکل (1)

من أعمال الفنان هنري مور

شکل (2)

من أعمال الفنان ألبرتو جياکوميتي

شکل (3)

من أعمال الفنان ألکسندر کالدر

     

شکل (4)

من أعمال الفنان هانز آرب

شکل (5)

من أعمال الفنان هنري مور

شکل (6)

من أعمال الفنان هانز آرب

     

شکل (7)

من أعمال الفنان دوين هانسون

شکل (8)

من أعمال الفنان بيکاسو

شکل (9)

من أعمال الفنان برانکوزي

     

شکل (10)

من أعمال الفنان بيکاسو

شکل (11)

من اسکتشات هنري مور

شکل (12)

من أعمال الفنان هنري مور

     

شکل (13)

من أعمال الفنان ألکسندر کالدر

شکل (14)

من أعمال الفنان هنري مور

شکل (15)

من أعمال الفنان برانکوزي



6 حسن محمد حسن: "الأصول الجمالية للفن الحديث"، دار الفکر العربي، القاهرة، 1984، ص21.

1 مراد وهبه: "لمعجم الفلسفي" ، دار قباء الحديثة، القاهرة،  ط1، 2007، ص 11.

2  ألکسندرو روشکا: "الإبداع العام والخاص "، ترجمة غسان أبو فخر ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الکويت، 1989 ، ص69.

3J.W. Santrock : Educational Psychology ,New York : Mc Grow- Hill co, 2001,p 136. 

1 مصطفى سويف: "الأسس النفسية للإبداع الفني" ، دار المعارف ، القاهرة، ط1 ، 1970، ص291.

2 مختار العطار: "الفنون الجميلة"، الهيئة المصرية العامة للکتاب"، القاهرة ، 2002 ، ص 70.

1 L.H.Chiu : The Relation Of Cognitive Style And An xiety To Academic Performance Amoung Chinese children., social psychology, 1985, p.241.

(*)جيروم کاجان (1929 )، هو عالم نفس أمريکي، وهو يعد أحد الرواد الرئيسيين في علم النفس التنموي.

2 J, M Kagan : "Teaching as clinical proplem solving: critical examination of nalogy and its implications", Teaching & Teacher Education, 1988 , p.124 .

 

(**) دونالد شون (1930-1997)، هو عالم نفس وفليسوف أمريکي، کان أستاذ بمعهد ماساتشوستس للتکنولوجيا.

1 Schoon , D.A:"Educating the Reflective Practitioner ,Towards A New Design for Teaching and earning in the Professions", Teaching and Teacher Education, Vo1:4, 1987, p.49.

(***) جون ديوي (1859- 1952م)، هو مربي وفيلسوف وعالم نفس أمريکي وزعيم من زعماء الفلسفة.

2 j.p. Killion and G.R Todnem: A Process for Personal  heory Building ,Educational Leadership, Vo1:48,No.6, 1999, p.14.

3 Eysenk, H: Psychology Is About People, London, Aplican Original, 1977, p.85-89.

4 Klark, C. & Peterson, P: Teachers: Thought Processes, 3td ed, New York, Mcmillan,1988, p.112-115.

1 Solomon, G. : The analysis ofconcept to abstract classroom instructional, Journal of Research and Development in Education, (8), 1984, p. 261-278.

2 Riding, R. & Cowley, W. : Extraversion and sex differences in reading performance, British Journal of Educational Psychology,.(56),1986, p. 88-94.

1 فاروق عبد الفتاح موسى: "علم النفس التربوي"، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، 1981، ص336.

2Nelson, W.f.: Effects reinforcement and response, cost on cognitive styles in emctionnally distributed boys, journal of abnormal psychology, 1990, p. 956.

1 عبد الحليم محمود السيد: "الإبداع" ، دار المعارف، القاهرة، 1977، ص7

2  فتحي عبد الرحمن جروان: "الإبداع" ، دار الفکر العربي، عمان، 2002، ص20.

3 The New Encyclopedia Britanica – vo3 – Chicago – IL – 1992.

4 Reber ,a,s-the Penguin dictionary of psychology – Harmondswarth ,Middlesex: Penguin – 1985.

1  ألکسندر روشکا: مرجع سابق، ص38.

2 Herrman, N. : The Creative Brain, Wallis’ Model Of The Creative Process, 1st ,
1996, p123.

3  فاخر عاقل: "التربية والإبداع"، مرجع سابق، ص123.

4 عبد اللطيف خليفة، شاکر عبد الحميد: دراسات في حب الاستطلاع والخيال، القاهرة، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،2000، ص196.

1 رمضان محمد القذافي: "رعاية الموهوبين والمبدعين"، المکتب الجامعي الحديث، الإسکندرية، ط2،2000، ص54.

2  فاخر عاقل: "التربية والإبداع"، مرجع سابق، ص126.

1  شاکر عبد الحميد: "علم نفس الإبداع"، دار غريب للطباعة والنشر، القاهرة، 1995،ص13.

1 أيمن عامر: "الحل الإبداعي للمشکلات بين الوعي والأسلوب"، مکتبة الدار العربية للکتاب، القاهرة، 2003، ص342.

2 عبد المجيد نشواتي: "علم النفس التربوي"، دار الفرقان، عمان، 1985، ص36.

1عبد المجيد نشواتي: مرجع سابق، ص65.

2  أيمن عامر: مرجع سابق، ص342.

1 مصري عبد الحميد: "الأسس النفسية للإبداع الفني في الرؤية"، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة، ص73.

2 محمود البسيوني: "العملية الإبتکارية"، دار المعارف، القاهرة، 1985، ص35.

3 تيسير صبحي: مرجع سابق، ص125.

4 المرجع السابق ، ص136.

1 زکريا ابراهيم: "مشکلة الفن"، القاهرة، مکتبة مصر ، 1979.، ص616.

1 مصطفى سويف: مرجع سابق ، ص284.

2 رمضان الصباغ: "عناصر العمل الفني (دراسة جمالية)"، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 2000، ص52.

3 عادل الالوس: مرجع سابق، ص80.

1 Judith Peck: Sculpture As Experience, Chilton Book Company, 1989, p.64.

2 نبيل علي: "الثقافة العربية وعصر المعلومات"، الکويت، سلسلة عالم المعرفة، مطابع السياسة، ديسمبر2001.، ص543.

المـــراجع
أولاً: المراجع العربية:
1.     ألکسندرو روشکا: "الإبداع العام والخاص "، ترجمة غسان أبو فخر، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الکويت، 1989.
2.     أيمن عامر: "الحل الإبداعي للمشکلات بين الوعي والأسلوب"، مکتبة الدار العربية للکتاب، القاهرة، 2003.
3.     تيسير صبحي: "الموهبة والإبداع"، عمان، دار التنوير العلمي ، 1992.
4.     حسن محمد حسن: "الأصول الجمالية للفن الحديث"، دار الفکر العربي، القاهرة، 1984.
5.     رمضان الصباغ: "عناصر العمل الفني (دراسة جمالية)"، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 2000، ص52.
6.     رمضان محمد القذافي: "رعاية الموهوبين والمبدعين"، المکتب الجامعي الحديث، الإسکندرية، ط2،2000.
7.     زکريا ابراهيم: "مشکلة الفن"، القاهرة، مکتبة مصر ، 1979.
8.     شاکر عبد الحميد: "علم نفس الإبداع"، دار غريب للطباعة والنشر، القاهرة، 1995.
9.     عادل الألوسي: "الإبداع والعبقرية"، القاهرة، دار الفکر العربي، 2003.
10.  عبد الحليم محمود السيد: "الإبداع"، دار المعارف، القاهرة، 1977.
11.  عبد اللطيف خليفة، شاکر عبد الحميد: دراسات في حب الاستطلاع والخيال، القاهرة، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،2000.
12.  عبد المجيد نشواتي: "علم النفس التربوي"، دار الفرقان، عمان، 1985.
13.  فاخر عاقل: "التربية والإبداع"، دار العلم للملايين ، بيروت، 1975.
14.  فاروق عبد الفتاح موسى: "علم النفس التربوي"، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، 1981.
15.  فتحي عبد الرحمن جروان: "الإبداع"، دار الفکر العربي، عمان، 2002.
16.  محمود البسيوني: "العملية الإبتکارية"، دار المعارف، القاهرة، 1985.
17.  مختار العطار: "الفنون الجميلة"، الهيئة المصرية العامة للکتاب"، القاهرة ، 2002.
18.  مراد وهبه: "لمعجم الفلسفي"، دار قباء الحديثة، القاهرة، ط1، 2007.
19.  مصري عبد الحميد: "الأسس النفسية للإبداع الفني في الرؤية"، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة.
20.      مصطفى سويف: "الأسس النفسية للإبداع الفني" ، دار المعارف ، القاهرة، ط1 ، 1970.
21.  نبيل علي: "الثقافة العربية وعصر المعلومات"، الکويت، سلسلة عالم المعرفة، مطابع السياسة، ديسمبر2001.
ثانيأ: المراجع الأجنبية
22.J.W. Santrock : Educational Psychology ,New York : Mc Grow- Hill co, 2001. 
23.L.H.Chiu : The Relation Of Cognitive Style And An xiety To Academic Performance Amoung Chinese children., social psychology, 1985.
24.J, M Kagan : "Teaching as clinical proplem solving: critical examination of nalogy and its implications", Teaching & Teacher Education, 1988.
25.Schoon , D.A:"Educating the Reflective Practitioner ,Towards A New Design for Teaching and earning in the Professions", Teaching and Teacher Education,
Vo1:4, 1987.
26.j.p. Killion and G.R Todnem: A Process for Personal  heory Building ,Educational Leadership, Vo1:48,No.6, 1999, p.14.
27.Eysenk, H: Psychology Is About People, London, Aplican Original, 1977.
28.Klark, C. & Peterson, P: Teachers: Thought Processes, 3td ed, New York, Mcmillan,1988.
29.Solomon, G. : The analysis ofconcept to abstract classroom instructional, Journal of Research and Development in Education, (8), 1984.
30.Riding, R. & Cowley, W. : Extraversion and sex differences in reading performance, British Journal of Educational Psychology,.(56),1986.
31.Nelson, W.f.: Effects reinforcement and response, cost on cognitive styles in emctionnally distributed boys, journal of abnormal psychology, 1990.
32.The New Encyclopedia Britanica – vo3 – Chicago – IL – 1992.
33.Reber ,a,s-the Penguin dictionary of psychology – Harmondswarth ,Middlesex: Penguin – 1985.
34.Herrman, N. : The Creative Brain, Wallis’ Model Of The Creative Process, 1st ,1996.
35.Judith Peck: Sculpture As Experience, Chilton Book Company, 1989.