استخدام تقنيات التکنولوجيا الحديثة في عمل وحدات زخرفية مستوحاة من الفن الفرعوني

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث ماجستير

2 أستاذ تصميم النسيج کلية الفنون التطبيقيية0جامعة حلوان

3 أستاذ مساعد التصميم کلية التربية النوعية0جامعة المنصورة

الموضوعات الرئيسية


المقدمة

إهتم الفن المعاصر بالتجريب ومداخله المتعددة وإتجه إلى دراسة تراث الشعوب القديمة، ليستلهم من طرق الصياغة التصميمية للفنان البدائي الأساليب والأسس التى دعمت مداخل التجريب ومدارس وإتجاهات الفن المعاصر.

وتعد الحضارة المصرية القديمة "الفرعونية " من أکثر الحضارات التى تميزت بالإستمرارية والإتساع المکانى والزمنى والتاثير فى سائر الحضارات الأخرى حيث کانت المنهل الذى إقتبست منه العديد من الحضارات التى تلتها وساهم أيضا تنوعها فى ذلک , فقد کان الفن المصرى القديم بمثابة  المرآة التى تعکس بوضوح حضارة هذا الشعب وتقدمه , وهو فى نفس الوقت سجل حضارى مهم يوضح المناخ الفکرى الذى عاش فيه الإنسان المصرى القديم  وتطوره منذ فجر التاريخ . ويعتير الفن المصرى القديم من أکثر الفنون التى تتميز بصدق التعبير ودقته وتنوعه حيث إستمد أسلوبه من العقيدة الدينية والطبيعة الهادئة والبيئة المستقرة خلال أربعة آلاف سنة ق.م .

وإنطلاقا من حضارتنا العريقة ذات الطابع الأصيل يسعى البحث الحالى إلى إستحداث العديد من التصميمات الفنية المستمدة من زخارف ووحدات الفن الفرعونى وذلک بدراستها وتحليلها سواء من الناحية الفنية أو التاريخية ومحاولة صياغتها وتطويعها  لتساهم فى إستلهام تصميمات زخرفية من وحى الفن المصرى القديم وتوظيفها بأسلوب فنى معاصر يواکب التطور الهائل الذى يشهده العصر الحديث , فى محاولة للجمع بين الماضى فى أصالته والحاضر بتطوره  وذلک من خلال إدخال تقنيات التکنولوجيا الحديثة على الأعمال الفنية وبصفة خاصة برامج وإمکانيات الکمبيوتر الحديثة لما لها من قدرات هائلة تساعد على تطويع الأعمال الفنية وفق رؤية المصمم بسهولة وجوده عالية مع إمکانية التنويع فى التصميمات من خلال التحکم فى الألوان والمساحات والخطوط مما يتيح للمصمم حرية الإبداع والتوسع فى أفکاره و تطلعاته الفنية .

مشکلة البحث:

من خلال تتبع وتحليل بعض أعمال الفنانين في الفن المصري المعاصر يتضح أن لغة الشکل هي السائدة، ومع التنوع في اتجاهات الفنانين وإبداعاتهم تنوعت الأساليب، والتقنيات الأکثر حداثة، ليعدد الفنان من صياغات والتصميمية للعنصر الواحد في أعماله، ومن ثم کانت الأساليب المختلفة من التحليل والترکيب والتجريد والإختزال والتحوير والإبدال هي أيديولوجية فکر الفنان في تعدد صياغاته ، ليعبر عن الجوهر الداخلي والجمال المطلق للعنصر وذلک للتأکيد على مضمون العمل الفني والقيم التعبيرية لديه من خلال الأساليب والتقنيات والخامات المختلفة الخاصة بکل فنان . و فى بعض الأحيان يحتاج الفنان إلى عمليات التجريب والمحاولات المتعددة لتوزيع الوحدة الزخرفية حتى يصل إلى عدة حلول ليختار الأنسب منها ، وهنا نجد أن إستخدام الکمبيوتر يساعد الفنان فى التحکم بمکونات العمل الفنى وتعدد الحلول الفنية وسهولة إختيار العناصر والخامات والألوان .

وتهدف هذه الدراسة إلى توظيف وحدات زخرفية قديمة من الفن الفرعونى قائمة على عناصر التصميم بإستخدام جهاز الکمبيوتر والتنقنيات الحديثة مع الحفاظ على مضمون هذا العمل الفنى .

وبناء على ما سبيق يمکن تحديد مشکلة البحث فى الأتى :-

  • ·   ما أوجه الإستفادة من تقنيات التکنولوجيا الحديثة فى الحصول على صياغات تصميمية جديدة تحمل طابع الفن الفرعونى .
  • ·   ما أنسب المعالجات والأساليب التى يمکن إتباعها مع الوحدات الزخرفية القديمة لکى يستخلص منها صياغات جديدة ذو طابع معاصر .
  • ·   کيف يمکن إدخال برامج الکمبيوتر الحديثة على الزخارف الفرعونية القديمة مع الإحتفاظ بطابعها الفرعونى .

ويمکن صياغة المشکلة بصورة أکثر تحديدا في التساؤل الآتي :

 هل يمکن إدخال  تقنيات الکمبيوتر الحديثة  على الزخارف الفرعونية القديمة مع الإحتفاظ على الطابع المميز لتلک الوحدات .

أهمية البحث:

تکمن أهمية هذه الدراسة في الآتي:-

1. التأکيد على التفاعل بين الفنان وعناصره الفنية، ودعم فکرة حفاظ الفنان على هويته القديمة مع العمل على تطويرها لتتلائم وروح العصر الحديث .

2.   توضيح طرق التعامل مع الوحدة الزخرفية الواحدة  والحصول على عدة وحدات متنوعة من خلال خلال تقنيات الکمبيوتر الحديثة .

3. طرح مداخل متنوعة لتعدد الصياغات التصميمية للعنصر الواحد في مختارات من الفن المصرى القديم ، للإفادة منها في إثراء الوحدات الزخرفية المعاصرة .

4.   العمل على الربط بين القديم والحديث کوسيلة للحفاظ على هويتنا الفنية وإثرائها وتحقيق عنصر الإستمرارية .

5.   يسهم هذا البحث فى الکشف عن صياغات وحلول جديدة مبتکرة للوحة الزخرفية.

أهداف البحث:

1. الکشف عن الاتجاهات والأساليب المختلفة ، لتعدد الصياغات التصميمية للعنصر الواحد للوحدات الزخرفية الفرعونية , من خلال تحليل الوحدات الزخرفية وإعادة صياغتها من جديد بحلول فنية معاصرة  .

2.  استخلاص المعالجات والتقنيات التي تتلائم مع الوحدات الفرعونية القديمة للحصول على منتج فنى جديد يحمل طابع الأصالة والمعاصرة معا .

3.  تحديد أوجه الاستفادة من هذه التقنيات في إثراء اللوحة الزخرفية .

فرض البحث:

يفترض البحث عدة فروض وهى على النحو التالي :

  • · يمکن الاستفادة من دراسة تعدد الصياغات التصميمية للعنصر الواحد في الفن المصري القديم  لاستخلاص مداخل تصميمية تسهم في إثراء اللوحة الزخرفية المعاصرة .
  • ·   هناک علاقة إيجابية بين الفن المصري القديم والفن المعاصر .

حدود البحث:

  • ·   يرکز البحث على دراسة وتحليل وحدات الفن المصري القديم وکيفية الاستفادة منها في الحصول على وحدات زخرفية معاصرة .
  • ·   تقتصر الممارسات الفنية على تجارب يقوم بإعدادها الباحث.

منهجية البحث:

يتبع البحث منهجين هما المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التجريبي على النحو التالي :

 1 -المنهج الوصفى التحليلى : فى تناول مفردات من الفن المصري القديم وصفا وتحليلا والوصول إلى أفضل القيم التشکيلية فيه .

2 - المنهج التجربيى : وفيه تقوم الباحثة بعمل تجرية ذاتية لتحقيق هدف البحث والتأکد من صدق فروضه .

وذلک من خلال الدراسة النظرية والتطبيقية من خلال :-

  • ·   إطار عملي :

استحداث تصميمات معاصرة مستمدة من الفن المصرى القديم .

 

 

أولا : الإطار النظري:-

1.  دراسة وحدات وزخارف الفن المصرى القديم ومعرفة مدى ملائمتها لروح العصر الحديث.

2. عرض السمات التشکيلية ،  لتعدد الصياغات التصميمية للعنصر الواحد في الفن المصرى القديم وأهمية ذلک فى القدرة على إستحداث وحدات زخرفية متعددة .

ثانيا : الإطار العملي:

1.  تحليل مجموعة من زخارف ووحدات الفن المصرى القديم وتحديد مدى ملائمتها للتحديث والتطوير وفق روح العصر الحديث .

2. إستخلاص المعالجات والممارسات المختلفة لدي الفنان ، ليعدد من صياغته التصميمية للعنصر الواحد بعد إدخال برامج وتقنيات الکمبيوتر الحديثة .

3.  يقوم الباحث بإجراء تطبيقات فنية لإظهار مدي إمکانية الإفادة من تقنيات التکنولوجيا الحديثة .

4.  عرض نتائج البحث وتوصياته.

مصطلحات البحث:

1 – الزخرفة المصرية القديمة :

هى جميع الوحدات الزخرفية التى قام المصريون القدماء بإستخدامها , والمبتکرة بمعرفتهم والتى وجدت فى المناطق التاريخية فى مصر القديمة , والتى جمعت منفصلة أو فى علاقات تکوينية أخدت طابعا مميزا ([1]) .

وکانت الزخرفة المصرية القديمة بوجه عام زخرفة رمزية استوحاها الفنان المصرى القديم من بعض ما يحيط به من مشاهد بخطوط بدائية زين به کفه ووشم بها جسده , واستخدم عناصر زخرفية بسيطة من الأشکال الهندسية والنبائية والحيوانية بها  (2) .

2 - الوحدة الزخرفية Ornamental Motif :

هى أساس المکون للتصميم وکل الأشکال التى يصلح إستخدامها فى الزخرفة ويمکن تقسيمها إلى نوعين رئيسين " وحدات زخرفية هندسية – وحدات زخرفية طبيعية ".

3- الصياغة  Formulation   :

هي محصلة التفاعل بين خبرة الفنان المصمم الإنسانية والثقافية التي تظهر في طرق معالجته الشکلية للعناصر المادية، التي يتعامل معها للوصول إلى صياغات متعددة للعناصر ليحقق قيم متنوعة من الإيقاع والاتزان والتناسب لتتوافق مع المضمون التعبيري للعمل الفني الذي يعبر عنه.

التعريف الإجرائي:

الصياغة التصميمية هي کيان له بنية داخلية وخارجية (عنصر) مر على مجموعة من المعالجات الشکلية ( التحليل- التفکيک وإعادة الترکيب- التجريد- التحطيم- التحوير- الاختزال- المبالغة- التسطيح ) لينتج عنها تعدد للصياغات التصميمية للعنصر الواحد وذلک بواسطة الفنان، لتعبر عن دلالات متنوعة تعطي مضموناً تعبيرياً لديه، متأثراً في ذلک بطرق التفکير الإبداعي، والأسلوب والتقنيات المستخدمة وطرق الرؤية ومستوياتها .

الدراسات المرتبطة :

أولا : رسائل علمية:

1. دراسة (محي الدين السيد احمد)([2]) بعنوان (الإمکانات التشکيلية لاستخدام المربع في التصوير الحديث):

تناولت المربع کمفردة تجريدية هندسية لاستخدامه على نطاق واسع في تشکيل الکثير من الأعمال الفنية المتنوعة. وتؤکد الدراسة على استخدام أسلوب التفکير الإبداعي مع مفردة تشکيلية واحدة تحقق احتمالات وصياغات تشکيلية متنوعة، وتفيد هذه الدراسة في توضيح طرق التفکير الإبداعي في تناول المفردة الواحدة وکيف ينوع ويعدد الفنان طرق صياغته للعنصر الواحد للوصول إلى حلول متنوعة ومرتبطة بشخصيته.

2. دراسة (ثريا محمود عبد الرسول)([3]) بعنوان (تصنيف للعناصر للحيوانية على النسيج في مصر منذ الفتح الإسلامي وحتى نهاية العصر الفاطمي وأثره في التربية الفنية).

تهتم بالوحدات الزخرفية الحيوانية التي وجدت على النسيج الفاطمي في مصر والقواعد التي تحکم هذه الزخارف الأسس الهندسية التي يبني عليها الفنان الإسلامي جميع تصميماته سواء کانت على النسيج، أو الخشب، أو الجلد، أو المعدن، أو الفخار، وتوضح الدراسة مدى ارتباط هذه الوحدات بطابع واحد تميز به العصر الفاطمي.

الجدير بالذکر هذه الدراسة تفيد البحث في التعرف على الأنواع المختلفة من الطيور والحيوانات وکيف صاغها الفنان، وما القواعد التي اتبعها في صياغة هذه العناصر الحيوانية ومدى تأثير الخامة التي يصمم عليها في الصياغة.

3. تناولت دراسة (روز رأفت زکي)([4]) بعنوان (تقنيات تصوير ما بعد الفن الحديث لإثراء التعبير الفني):

التي تهدف هذه الدراسة إلى تحديد مظاهر العلاقة بين التقنيات الحديثة وما يرتبط بها من کيفيات التعبير، وکذلک بتحليل نماذج مختارة من اللوحات ذات التقنيات المتعددة، والتعرف على دلالاتها الفلسفية وجذورها التاريخية، وقدم هذا البحث للدراسة الحالية عرضاً وتحليلاً للتقنيات والأساليب المختلفة في التصوير الحديث، مع بيان تأثير التقنيات على القيم التعبيرية في العمل الفني.

ثانيا: بحوث ودراسات علمية:

4. دارسة (ليلي حسن علام)([5]) بعنوان (رؤية تشکيلية مستنبطة من زهرة اللوتس الفرعونية مدخل لإثراء التصميمات الزخرفية):

تناولت المفهوم الفلسفي لزهرة اللوتس، والعلامات المصرية للزهرة ورموزها، وکذلک أهمية هذه الزهرة وتطورها التاريخي، من خلال حصل ودراسة لأشکالها على المسطحات المتعددة، للتعرف على تطورها الفني والتغير والتعدد الذي طرأ على أشکالها في الفن المصري القديم، واختارت الباحثة خمس من زهرات اللوتس الفرعونية لبيان النظام البنائي القائمة عليه وتم تحليل مکونات وأجزاء کل زهرة، ثم تعرضت لعدة ضوابط لإحداث تعدد وتنوع في الصياغات التصميمية الناتجة عن هذه الزهرات، وتفيد هذه الدراسة البحث الحالي في تحليل العناصر التي سوف يتعرض لها، وکذلک التعرف على بعض الضوابط التي تسهم في تعدد وتنوع الصياغات التصميمية للعنصر الواحد.

وتختلف من حيث العناصر المتناولة، وکذلک الفترة الزمنية التي يتعامل معها البحث الحالي مع العنصر الواحد في مختارات من الفن المصري المعاصر.

5. دراسة (احمد محمد على عبد الکريم) بعنوان (مداخل تحليلية لتعريف اللوحة الزخرفية):

تناولت عرضا لمجموعة من المداخل التحليلية التي يمکن عن طريقها تحليل محتوى اللوحات الزخرفية، ومن هذه المداخل ( الصياغات التشکيلية- التقنيات)، حيث تعرض البحث لمعني الصياغات التشکيلية بالتعرف، وکذلک قام بعرض مجموعة من الخطوات لصياغة أي مفردة تشکيلية، وکذلک قدم البحث تعريفاً للتقنيات، وعرض مجموعة منها التقنيات في اللوحات الزخرفية، واد على أن هناک علاقة ارتباطيه عضوية بين التقنيات التي تنفذ بها اللوحة الزخرفية وکل من الصياغات التشکيلية والمضامين الإيديولوجية في موقعها الجمالي.

قدم هذا البحث للدراسة الحالية تعريفاً لمصطلح الصياغات التصميمية کما أکد على دور التقنيات وفاعليتها في التأثير على الصياغات التشکيلية.

6. دراسة ( إيهاب فاضل أبو موسى ) (1) :

هدفت تلک الدراسة إلى  :

إيجاد علاقات تشکيلية جديدة مستمدة من القيم الفنية التى تجمع بين فن الزخرفة المصرية القديمة وإتجاهات الفن الحديث , مع إيضاح تلک القيم فى صورة مقترحات فنية لما لهذه الفنون من تسلسل فکرى فنى . وهدفت الدراسة إلى عمل دراسة فنية تحليلية للزخارف المصرية القديمة فى ضوء المفاهيم الحديثة للفن والتصميم وتطبيقها فى مجال التصميم .

کما توصلت الرسالة إلى أن الفنان المصرى القديم ربط بين الجمال والفائدة الوظيفية وبين الواقعية والخيال فى أعماله الفنية المختلفة , کما أن الوحدات الزخرفية للفن المصرى القديم جميعها مشتقة من الطبيعة لتأثره بها فى صورة إنسان أو حيوان أو نبات .

وقد أفادت هذه الدراسة البحث الحالى فى الخطوات الإجرائية .

ومن تلک الدراسات نلاحظ أن الفن المصرى القديم له سمات ثابتة ومميزة , ويتمتع أيضا بالإستمرارية والثراء وذلک نابع من تعدد زخارفه وتنوعها والتى أتاحت للفنانين على مر العصور فرصة الإستزادة منه والرجوع إليه دواما وساهم ذلک فى تواجده حتى الآن وإحتفاظه بمکانته من بين فنون العالم .

" المحتوى"

الاستلهام من الفنون البدائية والتراث وإدخال التقنيات الحديثة عليها  :

اهتم الفنان المعاصر بتحليل فنون العالم القديم والبحث في شتي جوانبها المختلفة في تلک الأزمنة السحيقة علي أضواء علم النفس والاجتماع والأساليب التربوية ، وقد أوحت هذه الفنون بطرق الأداء في الصياغات التصميمية للفنان المعاصر، حيث إتجه (بيکاسو) إلى إستلهام أنماط متعددة في صياغاته التصميمية متأثرا بالفن البدائي وخاصة الفن الزنجي، وأخضعها لعملية فکرية تتعلق بالتکوينات المعقدة والصياغات التصميمية المجردة التي تحمل کثيرا من سمات هذا الفن حيث إستفاد من الأسلوب في زيادة الشحنة التعبيرية لأعماله , کما إتجه الفنان ( حامد ندا) إلى إستلهام طرق صياغاته التصميمية في الفنون البدائية في تسطيحها للعناصر وعدم اهتمامها بالتفاصيل مضيفا إليها حسه التجريدي التعبيري المتأثر بطرق التنظيم للعناصر في الفن المصري القديم , أما (بولي کلي) و (مارک شاجال) فإتجها إلى استلهام الجوانب الروحية والتصوفية في الفن البدائي بصياغات تصميمية تجريدية مبتکرة , وهکذا أصبحت الفنون التراثية بمثابة رصيد ضخم إستمد منه الفنانون المعاصرون أفکارهم، وأثر في صياغاتهم التصميمية لعناصر الطبيعة من حولهم.

تناول الفنان- على مر التاريخ- عناصره بالتغيير والتبديل، والتطوير، سعياً للوصول للصياغة المناسبة، التي تعبر عن فکره، وتنقل للمشاهد رؤيته من خلال مضمون معين يسعى للتعبير عنه، وإظهاره في أعماله الفنية.  فمنذ القدم طالعنا الفنان البدائي بصياغاته التصميمية المتعددة لعناصره سواء أکانت آدميه أو حيوانية أو نباتيه أو وحدات هندسية تتغير وتتبدل وفق اعتقاده في قوة السحر التي تتولد منها، حيث تميز إنتاج الفنان البدائي بتخليص العناصر، والتسطيح، وعدم الاهتمام بالظل والنور، والمنظور في صياغاته التصميمية.

وفي الفن المصري القديم ظهرت صياغات عديدة لعناصر مختلفة  ومتنوعة، والصياغات التصميمية جاءت معبره عن العقيدة الدينية السائدة- آنذاک – فإتخذ من عناصر الطبيعة مفردات له، وصاغتها في حلول أعمال تشکيلية متنوعة تميزت بالمثالية، والتجريد لتحقق متغيرات فنية تلاءم أغراضه الوظيفية، وخاماته المتنوعة.

ويستمر التطور والتغير في الفن المصري المعاصر ويطالعنا الفنان (مصطفي الرزاز) بأسلوبه  الفني الذي يعتمد فيه علي إستلهام عناصره من الفن النوبي والفن الشعبي حيث صاغ الفنان عناصره بطرق وأساليب متعددة في کل لوحة، فعلى سبيل المثال : ذلک الطائر الصغير الذي تحول إلى رمز للسلام للانتماء لأرض الوطن([6]).

والفنان يعدد من صياغة عناصره، ليعبر عن حالات، ومضامين خاصة تنم عن التزام شديد، ودراية عالية بماهية العنصر الذي يصوغه في العمل الواحد أکثر من مرة دون تکرار أو تشابه، وتنوعت عناصر الفنان بين الطيور والأشجار.

يعد التراث المصري القديم من أهم المصادر إلى إستقى منها الفنان المصري المعاصر بنائية أعماله، وذلک خلال التطور الفني من بداية الفنون في العصور البدائية إلى نهاية العهود الفرعونية المصرية القديمة، وظهور الطرز المصرية المتأثرة بالفنون الإغريقية والرومانية وصولاً إلى الفنون القبطية والإسلامية.

قد خلف هذا الإنسان کثيرا من الرسوم التي يرجع تاريخها إلى العصور البدائية، وذلک علي جدران الصخور في بعض المواقع التي کانت تحل بها بعض القبائل النازحة من الصحراء، وکذلک رسوم من آثار بعض القبائل الأخرى التي نزحت من الشرق ([7]) والتي تحتوي علي قيم فنية لا يمکن إنکارها حتى لو کان الغرض حتى لو کان الغرض منها عند الإنسان الأول نفعياً بالدرجة الأولى، ويصعب إغفال وجود هذه القيم التي تتمثل في: البساطة والتلقائية والجمال ، والتي جذبت إليها بعضاً من الفنانين في العصر الحديث .

ومع تطور الزمن أدخل على الفن العديد من التقنيات التى ساهمت فى إثراء الأعمال الفنية وأتاحت للفنان العديد من الأساليب والمعالجات التى جعلت له من الصعب متاحا حيث نوع فى صياغاته وأدواته وطوع  الخطوط والألوان للتماشى مع التطور السريع الذى شهده العصر الحديث ومن أهم تلک المدخلات على الفن إستخدام تقنيات الکمبيوتر الحديثة فى التصميمات الفنية وما له من تقنيات متعدده وبرامج متشعبه ساهمت فى إثراء المجال الفنى .

 

تعريف الکمبيوتر و أهميته :

الکمبيوتر هو آلة تقوم بتنفيذ مجموعة من العمليات حسب قواعد معينة رسمت له سلفا ولا يحيد عنها فهو ينفذ الأوامر المعطاة له بحذافيرها بدقة و بسرعة کبيرة .

وتظهر أهمية الکمبيوتر فى القدرة على توليد الأشکال و الألوان و التأثيرات المختلفة و أمکانية تعديلها و تطويرها بسرعة و أتاحة معاينة التأثيرات اللونية بأقل جهد وبسرعة فائقة .

کما يستطيع الفنان تخزين أعمالة الفنية و إسترجاعها و تعديلها فى أى وقت يشاء فيستطيع تغيير الألوان أو تحريک الأشکال أو محوها أو أعادة ترتيبها بصورة متکررة دون أتلاف العمل الفنى الأصلى ، کما يمکن الأحتفاظ بمراحل تطور العمل الفنى .

فکلما أتسعت معرفة الفنان بلغة الکمبيوتر و أدواتة و أمکانياتة و حدوده أدى ذلک الى قدرات أبتکارية و أمکانيات کبيرة للأبداع. فالکمبيوتر يمد الفنان بکل أبجديات لغة التشکيل مما جعلها تفوق أدوات التشکيل التقليدية الأخرى .

دور الکمبيوتر وأثرة فى تصميم اللوحة الزخرفية

أن تأثير تکنولوجيا الکمبيوتر خاصة فى التربية الفنية کان تاثيرا مذهلا حقا فقد طرأت تطورات کثيرة فى شکل و إمکانيات الکمبيوتر ووسائل تخزين المعلومات و البيانات و البرمجة و شبکات الاتصال مما أتاح معالجة المعلومات ونقلها بدقة و بسرعة فى نفس الوقت وقد تسببت التغييرات السريعة لتلک التکنولوجيا من تطوير البرامج و إکتساب مهارات عديدة مما يتطلب من القائمون على التخطيط المنهجى لکلية التربية الفنية الى تخطيط مستمر للمناهج الدراسية وتزويد متعلمى الفن بنوع جديد من التعليم و التوجية للإرتقاء بقدراتهم و تطويرها وتنمية قدراتهم الإبتکارية والإبداعية حتى نواکب هذا العصر من تقدم و إستخدام الکمبيوتر جعل متعلم الفن أکثر ثراء و تفاعل مع العمل الفنى ووسيلة جديدة لإخراج عملة الفنى بإمکانيات مستحدثة .

إمکانيات الکمبيوتر فى تصميم اللوحة الزخرفية :

1.  إنتاج تصميمات معتمدة بدقة  وسهولة مع توفير الوقت والجهد .

2.  تخزين العمل الفنى بعناصره و سرعة إستعادة الأعمال المخزنة مع إمکانية تغيير شکل و حجم عناصر العمل الفنى .

3.  يساعد الفنان فى عمل صياغات متعددة في تصميم اللوحة الزخرفية الواحدة .

4.  يساعد الفنان على الخلق و الإبداع من خلال تعدد توزيع عناصر التصميم .

5.  يستطيع الفنان أن يغير موقع الأشکال و الألوان لأى جزء من أجزاء اللوحة .

6.  إمکانية محو أو تکرار أى جزء من أجزاء اللوحة الزخرفية بکل سهولة وسرعة .

7.  يوفر الکمبيوتر أدوات تشکيلية کثيرة تساعد الفنان على أنتاج أعمالة الفنية بسهولة وبسرعة.

8.  يتيح إمکانية خلط الألوان بدقة کبيرة  و الحصول على درجات متعددة للون الواحد .

9.  التحکم فى رسم الخطوط و الأشکال الهندسية بأنواعها بدقة و بسهولة .

10.       الأشکال و نسبها بسهولة ويسر .

11. يستطيع أن يعدل أى جزء من أجزاء التصميم بالحذف أو بالأضافة و تغيير أماکن يتيح أمکانية أعادة تصميم أى لوحة بکل سهولة و دون معاناة .

12.       إمکانية التحکم و التغيير فى اللون و الخامة التى يرغبها الفنان .

13.       يتيح للفنان استخدام مصادر أضاءة و الظل و النور .

14.       يتيح للفنان وضع خلفيات متعددة التى تناسب خلفية العمل الفنى .

15. إمکانية تصوير الأشکال المجسمة من خلال البرامج الخاصة بالبعد الثالث و  مشاهدة الصور فى الحال لأتاحة الفرصة للفنان للتعديل حسب رؤيتة لتوزيع عناصر اللوحة .

16.       إمکانية تحريک الأشکال المجسمة و تدويرها فى شتى الأتجاهات لمشاهدة أوضاعها المختلفة لأختيار أفضل الحلول .

أهم برامج الکمبيوتر التى يتم استخدامها المعالجات التصميمية :

  • ·  البرنامج المستخدم: برنامج الفوتوشوب  Photo Shop :

يرجع السبب فى إختيار هذا البرنامج نظراً لإمکاناته المتعددة من خلال الأدوات الکثيرة التى تساعد الفنان فى عمل صياغات لا نهائيه فى بناء الشکل الزخرفي والتنوع وتقديم البدائل والتخزين والتوليف بين الوحدات بالإضافة إلى الدقة والسرعة فى صياغة هذه الوحدات.

ومن مميزات هذا البرنامج فى تشکيل اللوحة أن تکون العناصر المکونة للوحة عبارة عن مجموعة من الليرات (Layers) التى يمکن التحکم فى کل لير فيها على حده من تحريک وتصغير وتکبير وعکسه وتکراره أو إضافة تأثيرات ملمسية أو لونية على هذا العنصر. کما يمکن إضافة ظلال للأشکال أو جعلها بارزة أو غائرة أو إعادة ترتيب هذه الليرات أى العناصر حسب رؤية الفنان. کما يحتوي البرنامج على مجموعة من الفلاتر الکثيرة والمتعددة التى تعطي تأثيرات متنوعة مثل  تأثير الألوان الزيتية أو المائية أو الباستيل أو الفحم أو الشمع أو الزجاج أو السيراميک أو الخشب أو الفسيفساء.

کما يمکن إضافة إضاءات متنوعة ملونة على الأشکال المکونة للعمل الفني. کما يمکن إضافة مجموعة أخري من الفلاتر للبرنامج الذي تضيف إمکانات أخري متعددة للفنان مثل الفلاتر الآتية:-

Eye Candy      Extensis     Photo Tools 

KPT        Digimarc         Photo Optics

Flaming Pear     Andromeda    Virtigo  3D

  • ·  خطوات تنفيذ العمل الفني:-

1.   عمل تصميمات متنوعة لوحدات زخرفية قائمة على عناصر التصميم بما يحقق التوازن والوحدة للوحدة الزخرفية.

2.   إدخال هذه الوحدات الزخرفية داخل جهاز الکمبيوتر.

3.   نبدأ فى استخدام الأدوات الخاصة بالبرنامج مثل تکرار الوحدة وتصغيرها وتکبيرها وعکسها أو إضافة الظلال والشفافية ..... ألخ

4.   ثم يأتى بعد ذلک دور الفلاتر التي تعطي اللمسة النهائية للعمل بتأثيراتها المختلفة والمتنوعة.

بعض الأعمال التي تم تنفيذها باستخدام برامج الکمبيوتر الحديثة :

 

 

 
 
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التوصيات :

1.  ضرورة الرجوع للتراث الفنى القديم وخاصة الفن المصرى القديم  وإثراء الأعمال الفنية به لما يتمتع به من ثراء وإستمرارية وتنوع .

2.  ضرورة الربط بين الماضى والحاضر للحفاظ على ثراثنا القديم والإستفادة منه على مر الأجيال.

3. يوصى البحث بدراسة التقنيات الفنية الحديثة و خاصة تقنيات الکمبيوتر وبرامجه لما فيه من إمکانيات متنوعة و حلول تشکيلية للوحدات الزخرفية الهندسية .

4.  الاهتمام بتدريس التراث للحصول على وحدات زخرفية حديثة  .

5.  ضرورة الإستعانة بالکمبيوتر کأداة تعليمية فى الأعمال الفنية بصفة عامة والتصميم بصفة خاصة ، لما له من إمکانات هائلة و غير محدودة.

6.  يوصى الباحث بضرورة المزيد من الأبحاث التى تتناول الکمبيوتر و برامجة فى مجالات الفنون المختلفة .

7.  يوصى الباحث بالإستعانة بالکمبيوتر فى حفظ الأعمال و عمل معارض لتلک الأعمال المنفذة بواسطة الکمبيوتر .



(1) سنيه خميس صبحى رضوان :  تطويع زخارف الفن المصري القديم لخدمة الإعلام السياحي  ­_ رسالة دکتوراه غير منشورة _ کلية الاقتصاد المنزلي _ جامعة حلوان 1991 ­_ ص78 .

(2) حسن على حموده :  فن الزخرفة_الهيئة المصرية للکتاب _ 1989_ ص16

[2] - محي الدين السيد احمد: الإمکانات التشکيلية لاستخدام المربع في التصوير الحديث، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلون، القاهرة، 1981.

[3] - ثريا محمود عبد الرسول: تصنيف للعناصر الحيوانية على النسيج في مصر منذ الفتوح الإسلامي وحتى نهاية العصر الفاطمي وأثره في التربية الفنية، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، القاهرة، 1978.

[4]- روز رأفت زکي : تقنيات تصوير ما بعد الفن الحديث لإثراء التعبير الفني، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1995.

[5]- ليلي حسن علام: رؤية تشکيلية مستنبطة من زهرة اللوتس الفرعونية مدخل لإثراء التصميمات الزخرفية، بحث منشور، المؤتمر العلمي الثاني لکلية التربية الفنية التربية الفنية وقضية لانتماء الجزء الثاني،1980.

[6]- Fatma Ismail: 29 ARTISTS in the museum of Egyptian on Modern art, AICA national section of Egypt, 1995, P53.

[7]- عماد فاروق، مرجع سابق، صـ 22.

المصادر والمراجع
أولا :الکتب العلمية :
·   حسن على حموده :  فن الزخرفة– الهيئة المصرية للکتاب _ 1989_ص16 .
·سنيه خميس صبحى رضوان :  تطويع زخارف الفن المصرى القديم لخدمة الإعلام السياحى  – رسالة دکتوراه غير منشورة- کلية الإقتصاد المنزلى _ جامعة حلوان 1991 –ص78 .
·   سيد توفيق :معالم تاريخ وحضارة مصر الفرعونية , دار النهضة العربية , القاهرة 1987-ص1.
·   محمد أحمد يوسف – يوسف خفاجى : الزخرفة المصرية القديمة , دار المعارف , القاهرة 1980- ص7 .
·   محمد عبد العزيز مرزوق :  قواعد الزخرفة  –الهيئة المصرية العامه للکتاب – القاهرة
·ثريا محمود عبد الرسول: تصنيف للعناصر الحيوانية على النسيج في مصر منذ الفتوح الإسلامي وحتى نهاية العصر الفاطمي وأثره في التربية الفنية، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، القاهرة، 1978.
·   Fatma Ismail: 29 ARTISTS in the museum of Egyptian on Modern art,          AICA national section of Egypt, 1995, P53.
ثانيا: الرسائل العلمية :
(1) إيهاب فاضل أبو موسى : " دراسة فنية تطبيقية للزخارف الفرعونية فة ظل مفهوم الفن الحديث وإستخدامها فى تصميم الأزياء – رسالة ماجستير غير منشورة .
(2) حنان حسنى بشار أحمد :دراسة فنية تطبيقية للإستفادة من بقايا الأقمشة لعمل زخارف مستمدة من العصر الفرعونى لزخرفة الملابس والمفروشات "جامعة المنوفية - 1995.
(3) رشدى على أحمد عيد : إستحدات وحدات زخرفية معاصرة مستوحاة من الزخارف المصرية القديمة وإستغلالها فى عمل تصميمات - رسالة دکتوراه غير منشورة - جامعة المنوفية - 1998.
(4) شهربان جابر عبد الغفار إسماعيل : " إبتکار تصميمات مستمدة من الزخارف المصرية القديمة لإنتاج أقمشة تصلح لعمل زى مناسب يتناسب مع تراثنا القومى "- رسالة دکتوراه غير منشورة –کلية الفنون التطبيقية – جامعة حلوان – 1998 .
(5) روز رأفت زکي : تقنيات تصوير ما بعد الفن الحديث لإثراء التعبير الفني، رسالة  ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1995.
(6) ليلي حسن علام: رؤية تشکيلية مستنبطة من زهرة اللوتس الفرعونية مدخل لإثراء التصميمات الزخرفية، بحث منشور، المؤتمر العلمي الثاني لکلية التربية الفنية التربية الفنية وقضية الإنتماء الجزء الثاني،1980.
ثالثا :مواقع شبکة الإنترنت :
·   http://www.filefactory.com/file/af7cd14/n/A7lam 135gb com  Egyptian SymbolsBrrushes.rar