الإفادة من التشکيلات النحتية في تنمية الحس الجمالي لدى النشء

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث دکتوراه

2 أستاذ النحت المساعد کلية التربية النوعية-ـ جامعة المنصورة

3 أستاذ النحت المساعد کلية التربية النوعية0جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص :
تناولت الباحثة نشأ النحت مع الإنسان بعد أن بدأت الحياة الإنسانية تستقر وأخذ الإنسان يبحث لنفسه عن دور ليحافظ على وجوده بحکم غريزة البقاء، وذلک خلال صراعه الطويل والمرير مع الطبيعة ،. هکذا يؤکد علماء ودارسوا الأديان والانثربولوجيا وقد عرف(توما الأکويني) الإنسان بأنه (عقل ويد) .
استهدفت الباحثة دراسة طرق عديدة لتربية الذوق الجمالي منها : ـ (دور الفن في تربية الذوق الجمالي- الخصائص الجمالية لفن النحت ودوره في تربية الذوق الجمالي -کيفية تلقي النحت) : ـ  
کما تناولت الباحثة بالدراسة طريقة تکرار المثول أمام الموضوع. أي الممارسة المتکررة لعملية التذوق... فيجب أن يحاط الطفل في منزله بالأشياء التي تنطق بالجمال والبساطة وان يتعود على سماع الموسيقى وارتياد المتاحف ومشاهدة الأعمال الفنية بصحبة احد الکبار العارفين بمواطن الجمال فيها .. کذلک يجب تغذية ناظريه بالمناظر الخلوية الخلابة حيث يتجلى الجمال في الطبيعة، فيصبح بذلک الطفل قادرا على إصدار أحکام جمالية سوية تقوم على إدراک متکامل لمعنى الجمال من خلال تراکم الخبرات الجمالية.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

ترتب الفنون بالمجتمع من حيث أنها تعکس، وتعبر عن السمات النوعية لفئات اجتماعية معينة في زمن معين.

وبذلک يتحرک الذوق الجمالي على أرضية التاريخ... من خلال أنه يرتبط ارتباطا وثيقا ببنى فوقية ايدولوجية وبنى تحتية اقتصادية..." وتتعلق کل ابنى الفقية الايدولوجية ـ وفق هذه الرؤية ـ بالظروف الاقتصادية ( وسائل الإنتاج وعلاقات الإنتاج). ومن بين تلک (البنى الفوقية الايدولوجية) تتعرض البنى الفوقية الجمالية، من أدب موسيقى ورسم ونحت لتأثير العامل الاقتصادي بصورة غير مباشرة وعلى نحو بالغ التعقيد" 1 .

إلا أن العامل الاقتصادي الشديد البروز في المجتمعات البدائية، يتوارى عن الأنظار في المجتمعات المتفاوتة التطور ويحتجب خلف العامل السيکولوجي الاجتماعي... حيث لا سبيل لدراسة الذوق الجمالي لشعب معين في عصر معين أو بشکل عام ـ بدون دراسة متأنية لسيکولوجيا ذلک المجتمع بطبقاته الاجتماعية المختلفة وما يدور بينها من صراعات تؤثر على الايدولوجيات وتتجلى في تشکيلاته.

وبذلک تتضح مشکلة البحث وتترکز في الآتي : لماذا يتدهور الذوق الجمالي لطبقة اجتماعية معينة حين تؤول هذه الطبقة ذاتها إلى الأفول... حيث أن رقي الذوق الجمالي وتطوره يتطلب تقدما وتطورا أيضا على المستوى الاجتماعي.

ولما کان هذا البحث يتعلق بدراسة دور النحت في تربية الذوق الجمالي، ثم الإشارة إلى دور أنواع ومجالات الفنون في تربية الذوق الجمالي ومن خلال ذلک يتعرض الباحث في الإطار النظري للبحث إلى الخصائص الجمالية التي تميز بها فن النحت دون غيره من الفنون بما يجعله متفردا ... ثم الولوج إلى نظرية التلقي لتوضيح کيفية تلقي فن النحت وبالتالي التوصل إلى الدور الفاعل لذلک النوع من الإبداع في تربية الذوق الجمالي.


مشکلة البحث:

أن الذوق الجمالي يرتبط ارتباطا وثيقا بشبکة کاملة من الأفکار التي تتجسد في صر ومجلات الفنن الإبداعية المختلفة.

وقد أثبتت دراسات الفن أن الإنسان الأول کان ينظر في بادئ الأمر إلى الأشياء من زاوية منفعتها، وانه لم يأخذ بوجهة النظر الجمالية تجاه بعض من تلک الأشياء ، إلا في زمن لاحق بعد أن ارتقى الذوق الجمالي لديه عبر تراکم الخبرات التقنية المرتبطة بالنشاط الاقتصادي الذي سبق ظهور الفن بکل تأکيد.

وتکمن مشکلة البحث في التساؤل الرئيس التالي:

کيف يمکن لفن النحت أن يؤدي إلى تربية الذوق الجمالي؟

هدف البحث

1.  الکشف عن إمکانية وفاعلية وقدرة فن النحت في تربية الذوق الجمالي.

2.  معرفة الدور الهام والحقيقي لفن النحت باعتباره أحد مجالات الفنون الإبداعية.

3.  تربية وتنمية الذوق الجمالي لدي المشاهد بشکل عام.

فرض البحث

يفترض الباحث أن : يوجد دور لفن النحت في تربية الذوق الجمالي.

حدود البحث

يتعرض الباحث لمختارات من الأعمال الفنية من الحضارات والمدارس الفنية المختلفة (بشکل عام) الممکن الاستفادة منها في نتائج البحث وتأکيد فکرة الارتقاء بالذوق الجمالي .

منهج البحث

يعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي باعتباره انسب المناهج لدراسة وتحليل الأعمال الفنية وکذلک لدراسة مشکلة البحث والتوصل إلى نتائج علمية.

الإطار النظري للبحث:

أولا: تعريف الذوق الجمالي:

يتراءى للباحث منذ الوهلة الأولى أن مصطلح الذوق الجمالي يترادف مصطلح ( الإدراک الجمالي). ومصطلح الإدراک الجمالي بدوره يقابل مصطلح (الإدراک العقلي) الذي يعرف الأشياء کما هي عليه في الواقع (کحقائق).

أما الإدراک الجمالي فهو (إدراک حسي نقدي) يلتق ما في الأشياء من قيم، ... والقيم نوعان : قيم جمالية وأساسها النشوة، وأخلاقية وأساسها التفضيل، وکلا النوعين لا يستندان إلى العقل 2 .

ويرى الباحث أن الذوق الجمالي إنما يقوم على الإدراک العقلي والإدراک الجمالي معا. فان تناول الموضوع الجمالي( الأثر الجمالي) وتحليله إلى عناصر من حيث تاريخ إنتاجه وخصائصه المميزة وشخصية الفنان الذي أنتجه، وتوضيح موقع ذلک العمل بين أعمال الفنان السابقة والتالية عليه، وکذا توضيح أثر السابقين على الفنان في ذلک العمل أو أثره حضارة معينة على أعماله بشکل عام ومن بينها بالتالي ذلک العمل .. الخ .

وهذا التناول يکون الإدراک العقلي المطلوب للولوج إلى الإدراک الجمالي حيث يستشعر المشاهد في نفسه اللذة والنشوة ... أي تذوق القيمة التي تکمن وراء الحدود والمعطيات الواقعية التي لا يختلف عليها اثنان من منطلق أنها تاريخ قد حدث بالفعل.

أي أن الإدراک العقلي إنما يعتبر المرحلة الأولى التي يتلوها الإدراک الجمالي... أو على الأقل فلا تناقض بينهما، حيث بموجبهما معا يتم التوصل إلى الحکم الجمالي الذي يصدره المشاهد أو الناقد على الأثر الجمالي (موضوع المشاهدة) بما يحقق المتعة الجمالية المباشرة التي استهدفها إنتاج الموضوع الجمالي في البداية.

أي أن الإنسان( المتلقي أو المتذوق) يمتلک صورة عقلية مثلى، يقيس عليها جماليات العمل الفني الذي يشاهده. وهنا يجب أن نذکر اسم (أفلاطون) ونظريته عن المثل حيث يفسر الفن تفسيرا أخلاقيا باعتباره محاکاة تصدر عن معرفة بالحقيقة( حقيقة المثال أو الأصل الذي يحاکيه). والفن الأصيل عنده هو الذي يبعد عن محاکاة المظاهر الخادعة.

أي أن " جمال الشيء مستمد من مدى اقترابه من النموذج الذي يرتسم في ذهن المشاهد. 3" فالحکم بجمال الشيء يعني النفاذ إلى عمقه ومحتواه وباطنه، أي تذوقه.

والتذوق هو احد ثلاث أضلاع مثلث التجربة الجمالية ، والتي هي بالترتيب الفنان والموضوع والمتذوق. وتربية الذوق الجمالي ضرورة لإصدار حکم جمالي سليم وسديد ومطابق للعمل الفني وما أبدعه وأراد أن يوصله الفنان. ولذلک يجب أن تبدأ تربية الذوق الجمالي منذ مرحلة الطفولة حيث يتفتح السمع والبصر وهما ملکتا الإحساس في الإنسان في وقت مبکر لدى الطفل.

" والواقع أن التفاوت الملاحظ بين الأفراد بصدد أحکامهم الجمالية ـ وان کان يستند إلى حد ما إلى تأثير قدراتهم الخاصة التي يمکن قياسها سيکولوجيا سواء کانت فطرية أو وراثية أو مکتسبة ـ ، إلا انه قد تأکد لدى علماء التربية، إن قسطا کبيرا من هذا التفاوت إنما يرجع إلى نقص في التربية الجمالية ينسحب بدرجة أکبر على البيئة بمعناها الواسع "4.

إن تربية الذوق الجمالي تعتبر وسيلة لإيقاظ الإحساس بالجمال عند الطفل، وبالتالي يستطيع أن يتذوق الأعمال الفنية ويتوصل إلى الشعور بالجمال وبالتالي التوصل إلى الحکم الجمالي السليم... غير أن تربية الذوق الجمالي تعتبر وسيلة لإيقاظ الإحساس بالجمال عند الطفل ، وبالتالي يستطيع أن يتذوق الأعمال الفنية ويتوصل إلى الشعور بالجمال وبالتالي التوصل إلى الحکم الجمالي السليم.. غير أن تربية الذوق الجمالي ليس من شانها أن تؤدي إلى تحيد الأحکام الجمالية تماما لدى الأفراد.. فيجب الأخذ في الاعتبار الفروق الفردية، من الصفات الفطرية والمکتسبة کالحالة المزاجية والانفعالية والثقافة الخاصة.. الخ.

وهناک طرق عديدة لتربية الذوق الجمالي.. يأتي في مقدمتها ـ وفق ما يرى الباحث ـ  طريقة تکرار المثول أمام الموضوع .. أي الممارسة المتکررة لعملية التذوق... فيجب أن يحاط الطفل في منزله بالأشياء التي تنطق بالجمال والبساطة وان يتعود على سماع الموسيقى وارتياد المتاحف ومشاهدة الأعمال الفنية بصحبة احد الکبار العارفين بمواطن الجمال فيها .. کذلک يجب تغذية ناظريه بالمناظر الخلوية الخلابة حيث يتجلى الجمال في الطبيعة، فيصبح بذلک الطفل قادرا على إصدار أحکام جمالية سوية تقوم على إدراک متکامل لمعنى الجمال من خلال تراکم الخبرات الجمالية.

ثانياً: دور الفن في تربية الذوق الجمالي:

يحسن أن يشير الباحث أولا إلى أنواع ومجالات الفنون المختلفة ودورها في تربية الذوق الجمالي، ثم الانتقال من العام إلى الخاص لمناقشة دور فن النحت باعتباره يتمتع بخصوصه تجعله متفردا بين ألوان الفنون..

يميل الباحث إلى الرأي القائل بان الفن (موضوع الجمال) إنما نشأ في أحضان الدين، الذي کان العامل الهام ـ کنظام اجتماعي، في تشکيل حياة الإنسان. ولنا في تاريخ قدماء المصريين دليل وبرهان على صحة هذا الرأي ، حيث رأى المصري القديم فيما يقول (بريستيد) " آلهته لأول مرة في إطار بحثه عن علة لکل الظواهر الطبيعية المبهمة التي تحدث من حوله "5. وکانت الطقوس الجنائزية ـ وهي طقوس دينية ـ تقوم کلها على أعمال فنية من موسيقى ورقص ونحت وعمارة ورسم .. وکذلک کانت فنون الإغريق تجسيدا لآلهة تدور بينها صراعات تتصل بالأساطير، وکان للوثنية أثرها الکبير على الفن ، ويبدو ذلک واضحا في المظاهر الفنية لاحتفالات الوثنيين، وفيما ينعون من صور ورموز لآلهتهم ، وفي الرسم على الأجسام (الوشم) لما في ذلک من دلالات سحرية.

کما احتضنت الکنيسة ـ في العصور الوسطى الأوربية ـ الفن، فصارت قصص القديسين وصورهم موضوعا أساسيا للفن (سواء النحت أو التصوير)..وکذلک کان الفن الإسلامي معبرا عن روح الدين التي تکمن في سرمدية الله ومفهوم اللانهائية الذي يتجلى في الزخارف الإسلامية وفن الارابسک ، والدلالات الروحية في فن أغلفة الکتب الأثاث والأواني.

قد استفادت الأديان جميعها – بالفنون ـ کوسيلة سهلة للوصول على عقل وقلب الجمهور. ومن هنا کان للأديان دورها الفاعل في تربية الذوق الجمالي من خلال الفنون کوسائط لشرح المحتوى الروحي المعنوي لها. وذلک عن طريق تراکم الخبرة الجمالية لدى جمهور المتلقين من عامة الشعب حيث کان الفن جزءا من الحياة اليومية سواء کان ذلک في المعبد أو حلى فيما عرف بالفنون الدقيقة.

وفي إطار التربية الجمالية يرى الباحث أن المعابد(ودور العبادة عموما) من کنائس وأديرة ومساجد کانت تقوم بدور المدارس والمعاهد في العصر الحديث.

فکانت تنظم من خلالها عمليات التعليم والتربية الدينية والتربية الفنية. من خلال ورش لتعليم الفنون لتخريج المنوط بهم عملية التعبير عن روح الدين في الأعمال الفنية التي يأمر بها الکهنة ورجال الدين.

أما في العصر الحديث فأن التربية الجمالية يتلقاها الفرد عبر القنوات المتعددة تبدأ من الأسرة اهتمامها بالفنون المختلفة الأمر الذي ينعکس على أفرادها بشکل مبار وتقوم دور الحضانات والمدارس والکليات والمعاهد الفنية المتخصصة بإذکاء الذوق الجمالي عبر مادة التربية الفنية.

وکذلک الأنشطة الأخرى التي يمارسها الطلاب بالکليات غير المتخصصة بالجامعات  .

وهناک هيئات أخرى بالمجتمع لها دورها الفاعل في هذا الحقل کالمتاحف حيث يتم تنظيم دورات لتعليم الفنون . وقصور الثقافة وکذلک مراکز الثقافة الأجنبية حيث تنظم الدورات الخاصة لتعليم مجالات الفنون المختلفة وکذلک الأنشطة الطوعية الأخرى من خلال تنظيم المعارض العامة.

کما تقوم المتاحف الکبرى کمؤسسات تربوية على نشر الوعي الثقافي والجمالي ورفع مستوى التذوق الفني من خلال تشجيع الفنانين بمختلف الوسائل، وإتاحة الفرص أمام المواهب الفنية واکتشافها وصقلها .

ثالثا: الخصائص الجمالية لفن النحت ودوره في تربية الذوق الجمالي:

نشأ النحت مع الإنسان بعد أن بدأت الحياة الإنسانية تستقر وأخذ الإنسان يبحث لنفسه عن دور ليحافظ على وجوده بحکم غريزة البقاء، وذلک خلال صراعه الطويل والمرير مع الطبيعة ،. هکذا يؤکد علماء ودارسوا الأديان والانثربولوجيا وقد عرف(توما الأکويني) الإنسان بأنه (عقل ويد) .

" والمعروف أن وظيفة العقل هي التفکير ، ووظيفة اليد هي الفعل اغو العمل . وفي المرحلة الأولى من الحياة الإنسانية کانت اليد هي الأداة التي فتحت العقل ونشطت وظيفته، فعن طريق اليد راح الإنسان الأول يستکشف ثم راح العقل يربط ما استکشفته الأيدي بين الفعل والنتيجة فتکونت من خلال  ذلک معرفة مباشرة "6.

والحق أن الإنسان في تلک الفترة المبکرة لم يکن يقصد إلى زخرفة أو تجميل . بل قصد الوظيفة بالأساس . فلم يکن يشغل بال النحات الذي يصنع حربه أو کينا من الحجر الو العظم غير مدى فعالية هذه الأداة أو تلک وقدرتها على الأداء وظيفتها. والذي يعنينا في هذا المقام التأکيد على أن الإنسان لجأ إلى التجسيد أول ما لجأ من خلال صياغة علاقته بالطبيعة ومحاولته السيطرة عليها .وعلى هذا النحو نشأ النحت لدى إنسان العصر الحجري.

وحين خطى ذلک الإنسان إلى تعارف الوجود واکتشف الزراعة کانت قد ظهرت الأسطورة التي امتلأت بالمفاهيم التي تشفي غليل سماعيها من مبررات وتفسيرات للوجود والظواهر الطبيعية ، الأمر الذي مهد لظهور الديانات والعقائد، وظهر فکرة الآلة والاعتقاد بالأرواح وإعادة البعث. وسرعان ما تجسدت تلک الأساطير وهذه الأديان في أعمال النحت. بعد أن بني الإنسان لأديانه هياکل زين جدرانها بخيالاته وأساطيره عن العالم الآخر رسما ونقشا ونحتا.

وهنا انتقل النحت من مجرد صنع لأدوات الصيد والأسلحة إلى أن يصبح ذو مضمون.

ثم تطورت أساليب النحت واتجاهاته مع تطور الحياة الإنسانية لتتلاءم ذلک مع ظروف الإنسان في کل عصر .

حيث لم يعد النحت في العصور الحديثة انعکاسا للعقائد الدينية والأوضاع الاجتماعية کما کان طيلة عهود الحضارات والعصر الوسطى بل أخذ ينحو منحى تعبيرا جديدا ، ليواصل بذلک دوره التاريخي في تجسيد التطور المادي والروحي للإنسان  . وحين يقول بعض فلاسفة الجمال: أن الفن هو تلک القدرة الفعالة على إحالة کل شيء إلى تعبير ، فإنهم يعنون بهذا القول أن أي موضوع تمد إليه يد الفنان لا يمکن أن يظل بمجرد موضوع ، بل يستحيل إلى ظاهرة تحمل في باطنها من التعبير ما يجعلها متضخمة بالقيم والمعاني والدلالات ، عامرة بالمشاعر والعواطف والانفعالات7.

وهکذا يستطيع الباحث أن يؤکد على أنه للنحت خصائص جمالية تجعله يتخذ مکانته المتفردة بين فروع الفنون المختلفة، حيث کان النحت أول أشکال الفنون التعبيرية التي لجأ إليها الإنسان وأبدعها منذ التاريخ البعيد، کما أنه کان أول الأشکال الفنية التي يعبر بها الطفل عن نفسه. حيث يظهر ميل الأطفال إلى التجسيد قبل أن يظهر لديهم الاهتمام بالرسم أو بالفنون الأخرى، وتتلخص تلک الخصائص الجمالية في تلک العلاقات الثنائية التي يظهر من خلالها جمال الأعمال النحتية، کالکتلة والفراغ والنتوء والتجويف، والملمس الخشن والناعم، وعلاقات اتجاهات السطوح، والإضاءة والإعتام، وقيمة الخامة، إلى غير ذلک.

وکما أن هناک تربية للعقل وأصول للتفکير العلمي فإن هناک تربية للذوق الجمالي . ويضطلع النحت هنا بدور کبير في هذا المجال باعتبار قربه من الإنسان بالصورة التي سبق توضيحها, وتهدف تربية الذوق الجمالي إلى تنمية الشعور الجمالي. بالدرجة التي تسمح للجمهور بالاستمتاع بالأعمال الفنية الأمر الذي يکون سببا ونتيجة في نفس الوقت لتوازن الشخصية رقي السلوک في عملية جدلية متنامية باضطراد، تتم في تواز مع عملية النم العقلي وتطور التفکير " بحيث أن ما يؤثر على الوجدان لابد في الوقت نفسه أن يؤثر على التفکير. فليست التربية الوجدانية عملية نفسية مستقلة تمام الاستقلال، أو منفصلة عن التربية الذهنية، بل هي جزء لا يجزأ من تلک العملية السيکولوجية المتکاملة التي اصطلحنا على تسميتها باسم ( بناء الشخصية) " 8 .

ويقول (جون ديوي): "لا يمکن تمييز الخبرة الجمالية تمييزا حاسما عن الخبرة الذهنية، ما دام من الضروري لکل خبرة ذهنية أن تحمل طابعا جماليا حتى تکون هي نفسها تامة مکتملة"9.

ويتعاظم دور النحت ، في العصر الحديث، في عملية تربية الذوق الجمالي، حيث أن إنسان ذلک العصر لهو في مسيس الحاجة إلى وعي جمالي يوقظ إحساسه بالقيم ويقل ذوقه.

إلا أن فن النحت ـ على ما له من علاقة تاريخية بالإنسان يحتاج إلى رعاية العديد من الهيئات الکبرى المسئولة التي تستطيع أن توجهه وتستثمره في الارتقاء بالذوق الجمالي لدى الجمهور.


ويقصد الباحث بذلک عدة أمور يأتي في مقدمتها:

1ـ أن تربية الذوق الجمالي من أکثر الوسائل فاعلية في إتاحة الفرصة أمام الحدث الصغير لکي ترتقي مشاعره وتصقل شخصيته. وهنا يقع على عاتق معلم التربية الفنية أن يهيئ الفرصة لتلاميذه ـ ليس فقط ليشاهدوا بعض روائع الفن الأصيلة. وإنما يجب عليهم أن يدعوهم إلى الممارسة ، وذلک حتى يستخدموا أيديهم في ممارسة بعض النشاطات الفنية التي يأتي في مقدمتها النحت ولا جدال.

2ـ هناک العديد من الهيئات التي تنظم أنشطة فنية تلعب دورها الفعال کذلک في تربية الذوق الجمالي من خلال استخدام خامة الطين الصلصال وصنع التماثيل، مثل المتاحف الکبرى وقصور الثقافة والمکتبات المرکزية.

3ـ تشهد الفترة الأخيرة انتشارا جماهيريا واسع النطاق لمختلف أناع الفنون. والسبيل إلى ذلک بالنسبة لفن النحت هو اهتمام هيئة تجميل المدن بإقامة( تمثال الميدان وتمثال الحديقة) في مختلف أرجاء المدن وإقامة التماثيل الشخصية للأدباء والفنانين الزعماء والقادة العسکريين والعلماء والأکاديميين ورواد التربية ورجال التعليم.

ولنا في التجربة السوفيتية نموذج حي. حيث اهتمت الدولة ـ من خلال الهيئات المختلفة ـ بفن النحت بشکل عام من خلال الدعوى إلى إنشاء أعمال تجسد الروح المعنوية العالية فصار النحت بذلک أحد أکثر مجالات الفنون الجميلة قدرة على تنظيم وتطوير وتربية الوعي الجماهيري والذوق العام وتشکيل وعي ومعتقدات المواطن السوفيتي.

وقد نال فن النحت من الرعاية منذ بداية ثورة 1917 ما لم ينله غيره من الفنون الأخرى. حيث خرج الزعيم السوفيتي ( لينن) في عنفوان حياة الثورة، في صيف 1918، بمشروع خطير وجرئ ، طلب تنفيذه في وقت قصير ومحدود. هذا المشروع هو تزويد ميادين وشوارع موسکو وليننجراد، بنصب تذکارية، وتماثيل لزعماء دول العالم الخارجي بشکل عام، وهکذا کان للنحت الدور الأهم في صنع الإنسان الجديد.

رابعا: کيفية تلقي النحت:

(نظرية التلقي ـ جمالية التلقي)

يرى الباحث، انه في إطار تفعيل دور النحت في تربية الذوق الجمالي، لابد من التطرق إلى نظرية التلقي وتبيان کيفية تلقي فن النحت وفق احدث النظريات في مجال النقد.

والحق أن التطرق( لجمالية التلقي) بمفهومها الحديث يتطلب الإشارة إلى أنها طرحت أصلا في مجال تلقي الأدب على يد (هانز روبرت ياوس) و(فولفجانج ايزر) على التفاعل بين المبدع والجمهور.

ذلک في إطار انتقاد المنهج الوضعي الذي عالج الأعمال الفنية على أساس أنها نتائج لأسباب مؤکدة، ومعارضة الشرح العلي لجماليات الإبداع غير العقلاني من ناحية ، ومن ناحية أخرى انتقاد مفهوم الانعکاس عند(جورج لوکاتش) و (لوسيان جولدمان).

ومن ناحية ثالثة الانتقاص من منهج الشکلانيين الروس لتعلقهم بجماليات الفن للفن، وعدم قدرتهم على الربط بين تطور الفنون والتطورات التاريخية الأعم.

" أما المنهج الجديد الذي يراه (ياوس) ملائما لدراسة تاريخ (الفنون) فهو الذي يجمع بين مزايا المارکسية ( جورج لوکاتش ولوسيان جولدمان) والشکلانية الروسية ، وقد خرج (ياوس) من هذه الثنائية بما سماه( جماليات التلقي) والتي ترکز على التفاعل بين المؤلف والجمهور"10. 

فالعمل الفني من وجهة النظر هذه له قدرات فنية جمالية تکمن في طبيعته ومرتبطة أصلا ببنيته. غير أن الجمال يوجد في الذات المتلقية للعمل الفني. وتکمن جمالية التلقي هنا فيما تسمح به قدرات العمل الفني( أو امکانيتة الجمالية من ناحية وکذا ما تملکه الذات المتلقية من رؤى جمالية.

أما فيما قبل ظهور نظرية التلقي فکان المبدع (المؤلف) يشغل مرکز اهتمام الدراسات النقدية. وهو مرکز التأويل والفهم والتفسير أي (المعنى في بطن الشاعر) ، قد التقت عند المبدع المناهج التاريخية والنفسية والاجتماعية. فترسخ في الأذهان ما سمى (بسلطة المؤلف) . ونتيجة لذلک ظهرت مفاهيم أخرى لدى الشکلانيين الروس کصورة من رد الفعل إزاء سلطة المؤلف الطاغية. فظهر في النقد البنيوي في فرنسا المطالبة (بموت المؤلف) والاهتمام بمفهوم النص ـ الموضوع أو العمل الفني ذاته في مقابل المبدع ـ أو الذات المنتجة. وهکذا ظهرت سلطة العمل الفني في مقابل سلطة المبدع.

وجاءت (نظرية التلقي) لتلقي الضوء على أهمية المتلقي ذاته کعنصر أهم ، فترد له الاعتبار بعد أن کاد يختنق بسبب طغيان سلطة المبدع من ناحية وسلطة العمل الفني من ناحية أخرى.

ولعل من الضروري هنا الإشارة إلى أهم أسس ومظاهر الاختلاف بين کل من (ياوس وأيزر)، رغم الإطار العام الذي يوحد بينهما ـ ذلک أن الناظم لأفکار وآراء (ياوس) هو التاريخ ،سواء تاريخ الأدب نفسه أو علاقته بالتاريخ العام، وهو ما يفسر طبيعة القضايا المرکزية عنده. وهنا نجد أنفسنا أمام منظومة مفاهيمية تضع التلقي في إطار التاريخ وتقرا الأعمال الأدبية وتحکم على قيمتها الجمالية من خلال تاريخ التلقيات المتعاقبة.بينما يتجه (ايزر) وجهة أخرى بالترکيز على نظرية الواقع الجمالي والتي تبنى عنده على أسس ثلاثة:"( النص ـ القارئ ـ تفاعلهما)" 11.

والحق أن مسألة التلقي والعلاقة بين العمل الإبداعي (الموضوع، المبدع ـ الذات المنتجة، والمتلقي ـ الذات المستهلکة، متلازمة وقديمة قدم المبدع والمتلقي معا. إلا أن هذا التلازم وذلک القدم لا يعني بالضرورة تنظيرا له أو وعيا به . الأمر هنا شأنه شأن قانون الجاذبية الأرضية الذي کان موجودا وفاعلا قبل أن يکتشفه (نيوتن). إلا أن الحديث عن الجاذبية يؤرخ بلحظة سقوط التفاحة وقصة اکتشاف القانون على يد (نيوتن).

هکذا يعزي إلى (روبرت ياوس) و(فولجانج ايزر) اکتشاف نظرية التلقي وکان ذلک في أواخر ستينات القرن العشرين في ألمانيا اعتمادا على الميراث الفلسفي الفني. ومنها انتقلت إلى فرنسا وأمريکا والکثير من دول العالم الأخرى.

إلا أن الباحث يجد نفسه أمام بديهية، مؤداها أن التلقي يختلف من بيئة إلى أخرى. الأمر الذي يراه مبررا للارتداد إلى محلية التلقي حيث لکل مجتمع إبداعاته وفنونه التي تميز شخصيته والتي يسعى إلى بلورتها وتميزها عبر مساهمات أبنائه الإبداعية في الأحقاب الزمنية المتتالية.

إن طرح الباحث لنظرية التلقي على هذا النحو في سياق مناقشة دور فن النحت في تربية الذوق الجمالي، لهو أمر له مغزاه الذي يترکز في منطقة الهدف بالنسبة لعملية التربية بشکل عام وهو المتلقي أو الذات المستهلکة.

وان کانت نظرية التلقي قد ظهرت في مجال النقد الأدبي، فإن الباحث يطرحها في مجال نقد الفنون التشکيلية وذلک في حدود معرفته بتاريخ النقد التشکيلي.

حيث يرى انه يمکن أن ينسحب نفس التفکير وذات النسق في مجال الفنون. ولا غرور في ذلک . فمتى کان النقد الأدبي والنقد التشکيلي منفصلان؟!. الم تظهر السريالية أول ما ظهرت في مجال الأدب على يد (اندريه بروتن وبودلير)!! ، وعلى أية حال فإن النقد الفني هو اکتشاف للقيم الحديثة التي يعبر عنها الفنان وإبرازها لتذوقها معرفة قدرها سواء کان ذلک في مجال الأدب أم في مجال الفن.

إن عملية تلقي فن النحت تأتي بلا جدال ، ضمن عملية تذوق الفنون الرفيعة بالمعنى الشامل. وهنا تکن أهمية الترکيز على مهمة التربية الفنية أيضا وبشکل عام، في إطار تحقيق تنمية الوظائف الوجدانية لدى الفرد المتلقي وکذا تنمية الوظائف العقلية باتجاه تحقيق نمو متوازن للشخصية. عند ذلک يتم التفاعل بين المتلقي ـ الذات المستهلکة وبين العمل الفني ـ الموضوع وبين المبدع والذات المنتجة.

أي إن عملية تلقي فن النحت تمر عبر إثراء المتلقي بإمکانيات التأمل والمشاهدة والاندهاش وتنمية الوعي الجمالي والقدرة على النقد والتقييم بل والممارسة والإنتاج. وهي أمور کلها مترابطة وتأتي ضمن أهداف التربية الجمالية أو(التربية الفنية) التي تستهدف في نهاية المطاف إيقاظ الإحساس بالقيم . وتحقيق التوازن النفسي لشخصية الفرد بشکل عام انطلاقا من أن تکامل الشخصية رهن بأصالة الوجدان وصدق العاطفة.

ويمکن استثمار قرب فن النحت من الإنسان باعتباره مادة مجسمة ومحسوسة( الأمر الذي يميزه عن غيره من الفنون کما تمت الإشارة تواً) ـ في تغذية وإذکاء الحس الجمالي. ويمر ذلک عبر نفس الوسائل التي تمت الإشارة إليها بدءا من تهيئة الفرصة للمشاهدة وانتهاءا بتنمية الوعي الجمالي من خلال التفاعل بين الفنان والمتلقي.


خامسا: نتائج البحث وتوصياته

في نهاية البحث توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج والتوصيات يسردها الباحث فيما يلي:

أ ـ النتائج

1ـ إن رقي الذوق الجمالي وتطوره يتطلب تقدما وتطورا أيضا على المستوى الاجتماعي.

2ـ إن الذوق الجمالي إنما يقوم على الإدراک العقلي والإدراک الجمالي معا

3ـ أن الترکيز على مهمة التربية الفنية أيضا وبشکل عام، في إطار تحقيق تنمية الوظائف الوجدانية لدى الفرد المتلقي.

4ـ إن عملية تلقي فن النحت تأتي بلا جدال، ضمن عملية تذوق الفنون الرفيعة.

ب. التوصيات

1ـ ضرورة الاهتمام من جانب الأسرة بالجانب التربوي. حيث يجب ان تهتم بتنمية مواهب الطفل منذ الصغر وارتياد المعارض والمتاحف ومتابعة المهرجانات الفنية حتى ينمو الطفل على حب الجمال فيکون بذلک جزءا من تکوينه لا شيء دخيل عليه.

2ـ الاهتمام بفن النحت کجزء أساسي من الأنشطة الفنية داخل المدارس وتوجيه النشء منذ حداثة سنهم لتذوقه وتهيئة الظروف حتى ينشئوا على ألفة لا تنقطع بالقيم الجمالية للأعمال النحتية.

3ـ تثقيف النشء بمذاهب واتجاهات النقد الفني والأدبي بهدف تغذية روح الناقد بداخلهم ورفع مستوى ثقافتهم ، فعلى قدر ثقافته ، يرى المشاهد ومن البديهي أن الأعمال الفنية ذات المستوى الرفيع ليست في متناول تذوق الجمهور العادي.

4ـ العمل على توجيه المؤسسات الکبرى لإقامة التماثيل بالميادين العامة والحدائق وتخطيط المدن، الأمر الذي لابد وأن ينعکس ايجابيا باتجاه تنمية الذوق الجمالي لدى العامة وإحداث حالة من التصالح مع الذات من خلال الراحة النفسية التي يحققها العمل الفني للمشاهد.

5ـ تشجيع المتاحف وقصور الثقافة على زيادة فتح مدارس (مراسم) للموهوبين والهواة فيکون إنتاج الممارسين هنا على صلة التراث المعروض بکل متحف حسب نوعه.

6ـ العمل على تکرار التجارب والمهرجانات الفنية الناجحة الخاصة بفن النحت والمتمثلة في سيمبوزيوم أسوان السنوي لنحت الجرانيت.

وهذا أمرا من شأنه التشجيع على ممارسة النحت وبالتالي تفعيل دوره في صقل الذوق الجمالي، حيث يتوفر في المحصلة مجموعة لا باس بها من الأعمال النحتية التي تمثل اتجاهات مبدعيها المختلفة ويمکن الاستفادة بها، وتوظيفها ووضعها أو إقامتها في الميادين العامة أو الحدائق الداخلية للهيئات الحکومية الکبرى کالجامعات حيث تجمهر أعداد کبيرة ومتجددة من الطلاب  لمشاهدتها ، وربما کانت سببا لإقامة حوارات ومناقشات حولها من شانها أن تؤدي في النهاية إلى نشر الثقافة الفنية والوعي الجمالي واعتياد عامة الجمهور على عملية التلقي وصولا في النهاية إلى تربية الذوق الجمالي عن طريق فن النحت.

مراجع البحث :
1.     جورج بلينحانوف: الفن والتصوير المادي للتاريخ . ترجمة جورج طرابيشي – دار الطليعة للطباعة والنشر – بيروت لطبعه الأولى نوفمبر 1977 .ص 23
2.جورج سانتيانا: الإحساس بالجمال : تخطيط النظرية في علم الجمال : ترجمة د.محمد  مصطفى بدوي مراجعه وتقديم د.زکي نجيب محمود –الهيئة المصرية العامة للکتاب سنة 2001 .ص 25.
3.     ـــــــــــ:المرجع السابق ص30
4.     محمد علي أبو ريان : فلسفة الجمال ونشاه الفنون الجميلة ـ  دار المعارف بمصر 1970 ص 92
5.     جيمس هنري بريستد : فجر الضمير ,ترجمة سليم حسن ,مراجعه عمر السکندري وعلي ادهم مکتبة مصر بالفجالة 1980 – ص5
6.     عز الدين اسماعيل : الفن والإنسان – الهيئة المصرية العامة للکتاب بالقاهرة 2003 –ص 18
7.     زکريا إبراهيم : الفنان الإنسان مکتبة غريب 1973 ص 144.
8.     ــــــــــــــــــــــ: المرجع السابق ص 98
9.     محمود البسيوني : تربية الذوق الجمالي – دار المعارف 1986 ص 28
10.  احمد احمد يوسف :الفن السوفيتي .دار المعارف بمصر 1971- ص 319.
11.  سامي اسماعيل : جماليات التلقي – الأعلى للثقافة القاهرة 2002 ص 45
12.عبد العزيز طليمات : فعل القراءة بناء المعني وبناء الذات . دراسة ضمن کتاب : نظرية التلقي إشکاليات وتطبيقات . المملکة المغربية جامعه محمد الخامس منشورات کلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سلسلة ندوات ومناظرات رقم 24 سنة 1993 . ص 150.