الاستفادة من البيئة التراثية لمنتج سياحي من الأشغال الفنية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 مدرس التصميم بکلية التربية النوعية بنها ، جامعة الزقازيق فرع بنها

2 استاذ التصميم و تاريخ الفن بکلية الفنون التطبيقية ، جامعة حلوان

3 مدرس الأشغال الفنية بکلية التربية النوعية بنها ، جامعة الزقازيق فرع بنها

المستخلص

ملخص البحث
يتميز الفن فى العصر الحالي بمواکبة التقدم العلمي والتکنولوجي اللذين أسهما فى إتاحة مجالات واسعة للتعامل مع عديد من الخامات التقليدية، وغير التقليدية، تلک التى أسهمت منوعاتها، وإمکاناتها التشکيلية المختلفة فى ثراء الأعمال الفنية، والتعبير الفنى.
والأشغال الفنية کأحد مجالات الفنون ترتبط بمتغيرات العصر سواء المتغيرات الفکرية أو الفلسفية أو التقنية، وهى بمفهومها الواسع تستوعب تلک الأفکار والمفاهيم الجديدة، ومن ثم تصوغها حسب مناهجها وفکرها وفلسفتها الخاصة.
ولا شک أن المتغيرات والرؤى العصرية للفنان، بالنظر إلى ما يتاح له من مناخ تعبيرى يوفر له الکثير من الخامات والأساليب الفنية، والتقنية، بالإضافة إلى تمکنه من الإطلاع على کم هائل من التراث الثقافي المتنوع، مما لم يتح لقرينه من قبل، ولا شک أن هذا الفنان يجد نفسه منساقاً إلى التعبير من خلال "هيئات فنية" أو صياغات فنية، لاهى بالتصوير بالمعنى التقليدي ولا هى بالنحت بالمعنى المفهوم.
تعتبر الأشغال الفنية السياحية من المصادر التى يجب الاهتمام بها ودراستها علمياً وفيناً لأسباب عديدة، منها أنها إحدى الصناعات المصرية الصغيرة التى تعبر عن الحضارة والتراث المصرى، فهى تعتبر سفير لمصر عبر دول المشرق والغرب ، و هي تعبر بشکل ما عن البيئة التراثية المصرية ، وتؤثر فى التنمية السياحية والتى تؤثر بدورها فى التنمية الاقتصادية التى تعتبر دعامة من دعامات الدخل القومى للبلاد.
ويحدد البحث الاعتبارات الأساسية لتصميم منتجات الأشغال الفنية السياحية المصرية، کما يقدم طلاب قسم التربية الفنة بعض الحلول التصميمية المبتکرة المنفذة على منتج سياحى متنوع (مشغولات جلدية متنوعة) يرتبط بالتراث المصرى فى شکل جديد ومعاصر، مستخدماً إحدى التقنيات اليدوية للتشکيل على الجلد.
أهدف البحث :
1 تحديد الاعتبارات الأساسية لتصميم منتجات الأشغال الفنية السياحية المصرية.
2 إيجاد ملامح للمنتج السياحى الأشغال الفنية يحمل سمات الأصالة والمعاصرة.
3- تدريب الطلاب على النظام العلمي للاستفادة به من البيئة التراثية المصرية لعمل مشروعات صغيرة للمنتجات السياحية الفنية اليدوية .
4 ابتکار الطلاب بعض الحلول التصميمية المعاصرة لمنتج سياحى بمشغولات جلدية يدوية.

الموضوعات الرئيسية


مقدمــة

يتميز الفن فى العصر الحالى بمواکبة التقدم العلمى والتکنولوجى اللذين أسهما فى إتاحة مجالات واسعة للتعامل مع عديد من الخامات التقليدية، وغير التقليدية، تلک التى أسهمت منوعاتها، وإمکاناتها التشکيلية المختلفة فى ثراء الأعمال الفنية، والتعبير الفنى.

والأشغال الفنية کأحد مجالات الفنون ترتبط ومتغيرات العصر سواء المتغيرات الفکرية أو الفلسفية أو التقنية، وهى بمفهومها الواسع تستوعب تلک الأفکار والمفاهيم الجديدة، ومن ثم تصوغها حسب مناهجها وفکرها وفلسفتها الخاصة.

ولا شک أن المتغيرات والرؤى العصرية للفنان، بالنظر إلى ما يتاح له من مناخ تعبيرى يوفر له الکثير من الخامات والأساليب الفنية، والتقنية، بالإضافة إلى تمکنه من الإطلاع على کم هائل من التراث الثقافى المتنوع، مما لم يتح لقرينه من قبل، ولا شک أن هذا الفنان يجد نفسه منساقاً إلى التعبير من خلال "هيئات فنية" أو صياغات فنية، لاهى بالتصوير بالمعنى التقليدى ولا هى بالنحت بالمعنى المفهوم.

فمجال الأشغال الفنية يتطلب مداخل تجريبية، من خلال محاولات اکتشاف صياغات فنية جديدة تستلهم من التراث الفنى الذى يتضمن العديد من الحلول التشکيلية والتقنية، وتسترشد بأسس التصميم للتعرف على القيم البنائية،  ولا يمکن أن تزدهر الأشغال الفنية بمعنى الکلمة إلا إذا کان المشتغل بها على صلة مباشرة ببعض منابع الحياة، ومنجذباً نحو أفضل ما فى التراث وأن يکون مندفعاً إلى الأمام فى تيار اتجاهات معاصرة.

 

مشکلة البحث وأهميته :

تعتبر الأشغال الفنية السياحية من المصادر التى يجب الاهتمام بها ودراستها علمياً وفيناً لأسباب عديدة، منها أنها إحدى الصناعات المصرية الصغيرة التى تعبر عن الحضارة والتراث المصرى، فهى تعتبر سفير لمصر عبر دول المشرق والغرب، کما أنها تؤثر فى التنمية السياحية والتى تؤثر بدورها فى التنمية الاقتصادية التى تعتبر دعامة من دعامات الدخل القومى للبلاد.

وعند دراسة المنتجات السياحية للأشغال الفنية فى الأسواق المصرية يتبين لنا تشويه التراث الفنى والحضارى القديم، من فنون مصرية قديمة، وفنون قبطية، وإسلامية، وفنون شعبية، کما أن التصميمات والعناصر والمفردات مشوهة وغير معلومة المصدر أو أجنبية الملامح من حيث عناصر التشکيل وطرق التوزيع والتکرار واختيار الألوان وهى بعيدة عن التراث القومى والمعاصر المصرى، فأصبحت المنتجات السياحية للأشغال الفنية منخفضة المستوى من الناحية الفنية.

ومن أهم المشاکل التى تواجه المنتجات السياحية على اختلاف أنواعها عامة، وفى مجال الأشغال الفنية خاصة، أنها تفتقر إلى التصميم الجيد ذو القيمة الفنية العالية، والذى يعکس السمات والطابع المصرى الأصيل لفنوننا القديمة والمعاصرة، أو المعبرة عن البيئة المصرية، کما أصبح من الضرورى أيضاً القيام بدراسات وبحوث فى مجال التسويق تهدف إلى دراسة رغبات السائح واحتياجاته ومطالبه وأذواقه ودوافعه وعاداته الشرائية، وکذلک القيام بدراسات عن المنافسة وحجم الطلب المتوقع  على المنتجات السياحية حتى يتم إنتاج هذه السلع بالمواصفات والکميات والأسعار المناسبة فى الوقت والمکان المناسبين.

ويحدد البحث الاعتبارات الأساسية لتصميم منتجات الأشغال الفنية السياحية المصرية، کما يقدم بعض الحلول التصميمية المبتکرة المنفذة على منتج سياحى متنوع (مشغولات جلدية متنوعة) يرتبط بالتراث المصرى فى شکل جديد ومعاصر، مستخدماً إحدى التقنيات اليدوية للتشکيل على الجلد.

 

هدف البحث :

1 تحديد الاعتبارات الأساسية لتصميم منتجات الأشغال الفنية السياحية المصرية.

2 إيجاد ملامح للمنتج السياحى الأشغال الفنية يحمل سمات الأصالة والمعاصرة.

3- تدريب الطلاب على النظام العلمي للاستفادة به من البيئة التراثية المصرية لعمل مشروعات     صغيرة للمنتجات السياحية الفنية اليدوية .

4 ابتکار وتقديم بعض الحلول التصميمية المعاصرة لمنتج سياحى بمشغولات جلدية يدوية.

 

يمکن تحديد الاعتبارات الأساسية لتصميم منتجات الأشغال الفنية کالتالى :

1 اعتبارات خاصة بتسويق المنتج السياحي.

2 اعتبارات خاصة بالبيئة والتراث القومى.

3 اعتبارات خاصة بالمنتج السياحى للأشغال الفنية (المشغولات الجلدية).

 

أولاً : الاعتبارات الخاصة بتسويق المنتج السياحى :

المنتج السياحى هو المنتج الذى يستثير السائح لشرائه ، ويجد فيه ما يشبع رغباته أو يحققها، ويسد حاجاته سواء کانت فسيولوجية أو اجتماعية أو ثقافية، ومن ثم تتکون لديه مدرکات تدفعه وتحثه إلى اتخاذ قرار الشراء.

وللمصمم دور هام فى دراسة حاجات السائح ومطالبه ودوافعه حتى يتمکن من إثارة سلوک السائح ليتخذ قرار الشراء.

ويمکن تحديد الدوافع الحقيقية لعملية شراء منتج حيث تترکز فى الآتى([1]):

 

1 الدوافع الأولية :

وهى الدوافع التى تدعو المستهلک لشراء سلعة معينة بغض النظر عن المارکات أو الأنواع المختلفة الأخرى.

2 الدوافع الانتقائية (الثانوية):

هى الأسباب الحقيقية التى تدفع المستهلک لشراء نوع معين من السلع دون أنواع أو مارکات أخرى.

3 دوافع التعامل :

وهى الأسباب التى تؤدى إلى تفضيل المستهلک الأخير للتعامل مع متجر معين أو مکان بيع دون أماکن أخرى وتشمل الأسباب موقع المتجر وشهرته ومواعيد العمل به والتنظيم الداخلى لأقسامه ونوافذ العرض والطريقة التى تعرض بها السلع داخل الأقسام والأسعار، والإعلان عن المتجر . . الخ.

کما صنف کروبف([2]) العوامل التى تدفع المستهلک إلى الشراء فى التالى:

1 الحاجة : وتتمثل فى حاجة المستهلک إلى استعمال أو استخدام سلعة معينة فى وقت ومکان معين.

2 الادخار :يقتنى بعض المستهلکين بعض المنتجات للادخار، مثل المنتجات الفضية أو الذهبية أو القطع الأثرية (العاديات).

3 الضمان : ترتبط بعض المنتجات فى ذهن المستهلک بأن نوع السلعة العالمي ، أوالمصنوعة فى بلد معروف له شهرته بجودة منتجاته، أو ارتباط نوع السلعة بالذوق الرفيع.

4 الاعتداد بالنفس : وهو سعادة المستهلک لشرائه سلعة نادرة تحظى بإعجاب الآخرين، وتفرده بشرائها.

5 التفاخر : تفاخر المستهلک باقتناء السلعة أو المنتج وتقديره لنوعها واعتزازه بتملکها.

6 التحديد والتعريف : يحدد نوع السلعة الطبقة الاجتماعية للمستهلک من حيث کونها سلعة غالية أو رخيصة الثمن.

7 التفرد : تقديم سلعة متميزة من ناحية التصنيع والإخراج، وعلى مستوى رفيع وجودة عالية، أو سلعة قديمة لا تنتج مثل العاديات أو التحف الثمينة.

8 حب الأشياء الجميلة: وهى حب السلع للأشخاص الذين يعشقون الأشکال الجميلة أو الأشياء التى تضفى جمالاً وبهجة على المکان مثل اللوحات الفنية، أو التماثيل، أو القطع الأثرية.

9 عادات متوارثة : وتتمثل فى شراء سلعة أو منتج يرجع إلى العادات والتقاليد المتوارثة مثل سلع الأعياد أو السلع التى تنتقل من جيل إلى آخر.

10 - الإحساس بالطابع القومى : وهى سلعة تحمل اسم وطابع البلد القومى أو التراثى فتشجع على شرائها سواء من أهل البلد أو السائحين الوافدين.

 

4 الدوافع العاطفية والعقلية : تکون دوافع الشراء عقلية إذا بنى قرار الشراء على أساس تحليل ودراسة لجميع العوامل المرتبطة بشراء سلعة أو مارکة معينة، وتکون عاطفية إذا جاء قرار الشراء عفواً أو لأسباب غير معروفة، أو بدون تفکير ودراسة، أو لمجرد المحاکاة والتقليد أو حب الظهور، أى أن التفرقة بين الدوافع العقلية والعاطفية تکمن فى مدى التفکير والدراسة قبل الشراء، ولا تکمن فى السرعة التى يتم بها الشراء الفعلى([3]).

ويمکن تحديد العوامل التي تؤثر على سلوک المستهلک وکيفية اتخاذ القرار بالشراء فى النقاط التالية ([4]):

1 الشعور: وهو الذى يتحکم فى تکوين رؤية معينة عند المستهلک (السائح) عن شکل المنتج وما يتعلق به من عناصر کالهيئة والشکل واللون والملمس وباقى العناصر المکونة لمظهر المنتج.

2 الخبرة : وهى تشکل العنصر الأساسى الذى يتم على أساسه التحليل والمقارنة بين المنتج المراد شرائه والمنتجات المشابهة أو البديلة.

3 التقييم :

وهو الذى يجمع بين کل العناصر ليجرى بينها تفاعل وحوار ومفاضلة ليصل فى النهاية إلى قرار معين يتضح فيه مدى القيمة التى يمکن الحصول عليها من منتج معين بذاته مقابل ما يدفعه المستهلک (السائح) من ثمن.

لا شک أن معرفة المصمم بالدوافع الحقيقية لعملية شراء المنتج السياحى ، ومن هو صاحب قرار الشراء ، تتيح له القدرة على تحقيق رغبات السائح ، ومعرفة العوامل التى تؤثر على سلوکه الاستخدامى ، وکيفيه اتخاذ القرار بشراء المنتج ، فيصمم له منتج يسد احتياجاته ويخاطب ذوقه([5]).

والسياحة هى مجموع العلاقات والظواهر التى تترتب على سفر وعلى إقامة مؤقتة لشخص أجنبى فى مکان ما طالما أن هذه الإقامة المؤقتة لا تتحول إلى إقامة دائمة، وطالما لم ترتبط هذه الإقامة بنشاط يغل ربحاً لهذا الأجنبى([6]).

وينتقل السائح من مکان إلى مکان أو من بلد إلى آخر ليقوم بأنشطة سياحية مختلفة وليشبع حاجات له تتمثل فى :

1 حاجات عضوية فسيولوجية :

وتتمثل فى الغرائز للمحافظة على النفس وبقائها أو البدن والجسم وتقويته، وتتمثل فى الأنشطة السياحية الرياضية والعلاج البدنى والطبيعى والنفسى والسياحة العلاجية والترويحية.

2 حاجات عاطفية اجتماعية :

وتتمثل فى الغرائز والرغبات المکتسبة مثل الحب والسعادة، والانتماء والصداقة، حب الظهور، التفاخر، والزهور وإثبات الذات، وتتمثل الأنشطة السياحية فى التعرف على خصائص الشعوب وعادات وتقاليد المجتمعات، والسياحة الدينية.

3 حاجات عقلية ثقافية :

ويتمثل هذا النوع فى الأنشطة السياحية الثقافية، مثل سياحة المؤتمرات، زيارات المعارض والمتاحف والآثار والمعابد والأسواق، والأماکن ذات الأهمية الثقافية أو التاريخية.

والتسويق للمنتج السياحى يتم بملاءمة رغبات ودوافع السائح للشراء بقصد الوصول إلى أقصى مستويات الإشباع لهذه الرغبات والدوافع وبالتالى تحقيق أهداف الشراء([7]).

 

 

ويمکن تلخيص الاعتبارات الخاصة بتسويق المنتج السياحى فى النقاط الآتية:

1 يحدد المصمم الدوافع الحقيقية لشراء السائح للمنتج عن طريق استمارات استبيان أو دراسات تسويقية، ومعرفة صاحب قرار الشراء ، وتحديد نوعية السائح عربياً أو أجنبياً لمعرفة افضلياته ، ومثيراته وحاجاته کمستعمل.

2 دراسة الأسواق السياحية والإطلاع على الإحصائيات والبيانات اللازمة لمعرفة مدى احتياج السوق للمنتجات السياحية وأنواعها وأشکالها وکميتها المطلوبة.

3 دراسة المنتجات المماثلة فى السوق المحلى والأسواق العالمية.

4 ملائمة المنتج السياحى لنوعية النشاط السياحى وما إذا کان يسد حاجات عضوية فسيولوجية أو عاطفية اجتماعية، أو عقلية ثقافية.

5 يفضل ارتباط عرض المنتجات السياحية فى الأسواق أو الأماکن التى يقوم السائح بزيارتها مباشرة، حيث يؤثر ذلک على إثارة دوافع الشراء لديه وإقباله على شراء المنتج([8]).

ثانياً : اعتبارات خاصة بالبيئة والتراث القومى للبلد :

مما لا شک فيه أن استخدام المصمم للمدرکات البصرية الموجودة فى مجتمعه واستخدامها کمفردات وعناصر تصميمية فى منتجه السياحى يعتبر من وسائل الدعاية المباشرة للدولة عند اقتناء السائح للمنتج ورجوعه إلى بلده، وتتمثل هذه المدرکات فى البيئة الطبيعية کالحقول والأنهار والجبال والصحارى والبحار والنبات والحيوان والظروف المناخية، وتتمثل أيضاً فى البيئة الصناعية وهى الأشياء التى صنعها الإنسان وتشمل کل ما أقامه الإنسان فى البيئة الطبيعية من مبانى وعمائر ومنشآت وطرق وغيرها.

وتتألف عناصر البيئة الطبيعية والصناعية جميعها من نسق عضوى يتيح للمصمم إحداث تواصل بين السائح وتلک البيئة إذا ما استخدمت هذه المفردات بشکل جيد على المنتجات السياحية.

وتعد البيئة ذات تأثير کبير فى مجال النشاط الفنى وسائر الظواهر التى تشتمل عليها، فلکل جماعة إنسانية لون خاص يولد وينشأ فى أحضانها، فالخامات، وطريقة الأداء، والتقنية، والموضوع والاتجاه الفنى کلها من أثر البيئة على موضوع الفن، أى أن البيئة تؤثر بوضوح على تکوين شخصية المصمم لأنه فرد من المجتمع لا ينفصل عنه بل ينتمى إليه يؤثر فيه ويتأثر به، کما يتأثر تصميم المنتج بالبيئة المحيطة سواء فى مرحلة التصميم أو التنفيذ (الإنتاج) أو الاستهلاک([9]).

ويتنوع التراث القومى لمصر فى مراحل زمنية متعاقبة يبدأ بالتاريخ القديم للإنسان المصرى قبل الأسرات، ثم تأتى الفترة الفرعونية بما تحويه من فنون العمارة والتصوير والنحت والفنون التطبيقية التى تشکل الحضارة المصرية القديمة والتى أعطت للعالم وما زالت تعطى أبعاداً علمية وفنية وفلسفية، ويتبعها العصر القبطى الذى أخذ الفنان يستخدم فيه أساليب وفنون متعددة قديمة، مزجها وأستخلص منها فناً جديداً ظهر فى أواخر القرن الرابع الميلادى فکان فناً له ملامح وسمات مصرية متميزة، وبعد دخول الإسلام مصر أصبح هناک تحولاً فى مسار الفنون ومظاهره، فتميز الفن الإسلامى بتعدد جوانبه وتنوع أشکاله واستخدامه طرائق وعناصر وتقنيات جديدة جمع بينها فى تناسق ووحدة جمالية وتشکيلية، کما صاحبت الفنون الشعبية المصرية فترات التاريخ السابقة واستمرت حتى وقتنا الحالى فى النمو والتطور، وهى تتميز بسمات وخصائص فنية واضحة يمکن الاستفادة منها فى تصميم المنتجات السياحية والأعمال الفنية التطبيقية.

وتعتبر هذه المنتجات بمحتواها الشکلى ومضمونها الثقافى التاريخى رسالة ثقافية حضارية محملة بمضامين فکرية تراثية، وسلوکية إنسانية، والمخزون الثقافى هو المحرک الأساسى نحو إبداع المصمم المصرى، فتفاعله مع بيئته التراثية بجانب دراسته العلمية، يحقق تکامل وإثراء فى العملية التصميمية، کما يعتمد المصمم على مقومات هامة منها الإبداع الذى يعطى کيان التصميم، والأصالة التى تعطى للتصميم تفرده وتميزه، إلى جانب الخيال الفنى([10]).

 

ويمکن تلخيص الاعتبارات الخاصة بالبيئة والتراث القومى فيما يلى:

1 يراعى المصمم ارتباط تصميم منتجه السياحى بالبيئة والتراث القومى حتى يستطيع أن يصمم ما يتناسب مع متطلبات السائح واحتياجاته ودوافعه الشرائية.

2 اعتبار المنتج السياحى رسالة ثقافية تحمل مضامين يمکن أن تمثل الأصالة والمعاصرة.

3 التفاعل بين التصميم الحديث وبين تراثنا الموروث فى منتجات العصور المصرية المختلفة يکسب المنتج المصرى السياحى السمة القومية المعاصرة .

4- الفن يتضمن ثقافة فکرية ونفسية وإبداعية وهى التى تبرز السمة القومية للمنتج السياحى المصرى([11]).

 

ثالثا : اعتبارات خاصة بالمنتج السياحى للأشغال الفنية (المشغولات الجلدية)

المنتج السياحى هو المنتج الذى يستثير السائح لشرائه ويجد فيه ما يشبع رغباته ويسد حاجاته سواء کانت فسيولوجية أو اجتماعية أو ثقافية ومن ثم تتکون لديه مدرکات تدفعه إلى اتخاذ قرار الشراء.

کما أن المثيرات السياحية الطبيعية والصناعية الموجودة فى البيئة هى عوامل هامة لجذب السائح لزيارة بلد معين أو مکان بذاته وتدفعه هذه المثيرات إلى اقتناء منتج سياحى کتذکار من هذا البلد . وعادة ما يشتمل على بعض المعالم والآثار السياحية أو يحمل طابع التراث القومى للبلد أى تتوفر فيه وسائل جذب ثقافية أو تاريخية أو اقتصادية أو اجتماعية أو وظيفية جمالية.

 

 وتشمل الاعتبارات الخاصة بالأشغال الفنية على :

1 لغة التشکيل :

الأشغال الفنية کمجال عام لها سماتها المميزة کلغة تشکيل، فهى أحد مجالات ممارسات الفن، من خلالها يتاح للفرد فرص التعبير فى إحدى صورتين: الأولى : إنجاز أعمال لها وظائف نفعية، بجانب قيمتها الفنية بالاستعانة بأسس التصميم، والثانية: عمل أشياء ذات هدف جمالى بحت، منها المجسمة ثلاثية الأبعاد ومنها المسطحة ذات البعدين.

والأشغال الفنية مجال للتعبير الفنى بمواد مختلفة وهى تعتمد على استغلال الخامات المتوفرة حيث يقوم الفرد بالتعبير من خلال هذه الخامات فيعيد تشکيلها أو يقوم بالتوليف بينها أو يضيف إليها أو يحذف منها، مستخدماً فى ذلک الخبرات والمعلومات والمهارات المختلفة لتطويع هذه الخامات بما يتناسب مع شخصيته.

أن الأشغال الفنية تعد عملية متکاملة تتضمن الجمع بين الأسس التقنية فى أعمال ابتکاريه، تتصف بالجانب الوظيفى وذلک على أساس من الفهم بأن تکامل العمل الفنى لن يکون إلا بمقدرة وکفاءة([12]) ،ويقصد بالمقدرة معنى الموهبة والاستعداد أما الکفاءة فتعنى التقنية اللازمة لتحقيق إبداع الموهبة، حيث تعد مادة الأشغال الفنية محوراً للإبداع، واکتساب الخبرات المختلفة بطريقة عملية عند تعاملنا مع مختلف الخامات البيئية، والمستحدثة بفهم ووعى يؤدى إلى إحکام الوحدة الفنية والتى هى أساس أى عمل فنى- وبالتالى تأکيد القيم الجمالية التى تهدف إليها.

فالاستفادة من جميع الطرق التى تتبع فى تنفيذ عمل فنى بأشکال مبتکرة، مع استعمال بعض الخامات المساعدة لتزيد من قيمته، يعتمد على خيال المبدع الذى يدرک العلاقات بين تلک الخامات، ويرى فى صياغتها بعضها مع البعض الآخر، نوعاً من التوليف الجيد، الذى يعنى عملية المواءمة عند استخدام اکثر من خامة فى تشکيل العمل الفنى الواحد، فى إطار الالتزام بقوانين التجانس والانسجام الکامل بين موضوع تلک الخامات بما يؤدى إلى إحکام الوحدة الفنية لهذا العمل، وبالتالى تأکيد القيمة الفنية التى يختص بها، "والتوليف هنا بمعناه الاصطلاحى يعنى التفکير بمجموعة الخامات أو توالف بمؤالفة ، وولف الشيئان: ائتلفت أحدهما إلى الآخر، وليس من لفظه([13]).ويتطلب هذا بالضرورة فناناً متمرساً، متفهماً لأساسيات التصميم تفهماً کاملاً ولديه القدرة على السيطرة على عناصر التشکيل([14]) المجسم والمرکب من خامات متعددة تحکم کل منها متغيرات من حيث طبيعتها وقابليتها للتشکيل وکيفية إبراز عنصر الجمال الفنى فى تداخلها مع غيرها من الخامات، حيث يعيد صياغة هذه الخبرات الإنسانية والتقنية من وجهة نظر جديدة تتصف بالمرونة والأصالة لتتلاءم مع جميع العناصر التى أبدع فيها العمل الفنى من خامات، وأساليب، وکذا الأهداف التى أنتج من أجلها سواء کانت جمالية أو وظيفية.

 

2 - الممارسة الفنية :

  • ·   التعرف على الخامات المتاحة وتقنياتها، وإمکاناتها التشکيلية، وطرق معالجتها فى المجالات المختلفة تبعاً للأهداف الابتکارية.
  • ·        الانتقاء الواعى للخامات الداخلة فى تکوين العمل الفنى لخدمة الفکرة، والبناء التشکيلى فى التعبير.
  • ·    التعريف بضرورة ملاءمة التصميم للخامة المستخدمة من خلال التطبيقات العملية وعمليات النقد الفنى المصاحبة للعمليات الإبداعية.
  • ·    التعرف على الطرز والأساليب الفنية المرتبطة بمجالات المواد المختلفة، لزيادة رصيده من الخبرات التى تدفع إلى التفکير والتأمل والبلورة، ثم إلى خلق وابتکار أعمال متميزة ذات طابع إبداعى.
  • ·    تقبل التغير المعرفى والتقنى المتجدد، عن طريق الإلمام بکل ما هو جديد فى المجال وربطة بالمدارس، والاتجاهات الفنية الحديثة، ومسايرة التطور التکنولوجى بکل أبعاده، مما يتيح الفرصة لاحتواء کل هذه الاتجاهات.
  • ·    الاهتمام بمبدأ التجريب فى الشکل والخامة، بما يدعم الفکر التجريبى الابتکارى الذى ينعکس على الشخصية الفنية والشکل الإبداعى، وبما يسهم به الفکر التجريبى کوسيط يمکن عن طريقه، القفز نحو آفاق المستقبل برؤية واضحة، لعوامل ثقافية، وتقنية تحدد ملامح مجالات بعينها يمکنها أن تسهم بقدر وافر نحو تنمية عوامل ابداعية قادرة على التغيير المستمر للأفضل.

 

3- الجانب الوظيفى :

من العوامل المؤثرة على تصميم الأشغال الجلدية نوع الجلد وسمکه وشکله ومظهره، فدراسة  أنواع الجلود المختلفة من العوامل الضرورية لتوجيه خيال المصمم عند وضع فکرة التصميم فلکل مصمم أسلوبه فى معالجة المادة والسيطرة عليها والاستفادة بکل الإمکانيات المتاحة ليعطى تصميمه نجاحه و يکسبه جمالا يلائم الوظيفة والأشغال الجلدية تحقق وظيفة مادية من خلال خصائصها الطبيعية والعملية، کما أن لها وظيفة معنوية تتحقق من خلال شکلها ومظهرها لذا يجب أن يفصح کل من شکل الجلد ومظهره عن وظيفته فى وضوح تام . ([15])

لذلک لزم على المصمم أن يختار نوع معين من الخامات الجلدية سواء منها الطبيعى مثل الجلد البقرى الکبير والصغير ، الجلد الجاموسى وهو أکثر الجلود شعبية ، جلد الماعز ، جلد الثعبان وهو غالى الثمن ، أما جلد الغزال فيستخدم کبطانة للأحذية ……أو إضافة خامات أخرى عند التشکيل مثل الجلود الصناعية الملونة أو الخرز بأشکاله وأنواعه المختلفة والودع والفصوص الزجاجية الملونة ورقائق المعادن والسلاسل بألوانها المختلفة وقطع البلاستيک أو العظم أو الأخشاب المخروطة والثمار الجافة ، وذلک حسب الغرض الوظيفى أو الاستعمالى للمنتج حيث تناسب کل خامة الوظيفة الملائمة للمنتج ونوعية المستهلک ويفضل عادة السائح الخامات الطبيعية بصفة خاصة التى تتميز بجودتها العالية وقيمتها المميزة.

 

4 - التصميم البنائى :

 وهو يحدد الخطوط الخارجية لشکل المشغولة حسب الغرض الاستعمالى والذى يتفق مع الجانب الوظيفى لها، ومن المهم أن يقدم المصمم خطوطاً مصرية للمشغولات السياحية، کما يمکنه أن يستخدم بعض الأنماط التراثية لأشغال الجلود المتعارف عليها  بالنسبة للسائح فى شکل جديد بعد إضافة اللمسات المعاصرة على المشغولة حتى يلائم بيئة ومجتمع السائح.

وللون وظيفة بنائية تترکز فى الحجم والتأثير والطريقة، ويعمل اللون على تأکيد المعنى البنائى فى علاقة التصميم بالشکل الخارجى للمنتج ومرکز الجذب فيه. ([16])

 

5 التصميم الزخرفي:

وهو يحدد التفاصيل العامة لشکل المشغولة، فهو يخدم الشکل النهائي له ولا يؤثر على الأداء الوظيفى.

ويعتبر التصميم الزخرفي تغيير مرئى أو بصرى فى مظهر المشغولات الجلدية اللون الواحد، والتراث القومى المصرى يعتبر مصدراً رئيسياً وهاماً للمصمم  عند وضع الحلول للتصميم الزخرفى للمنتج السياحى، فيتوافر فيه سمات ومميزات تراثية حضارية ( الفن المصري القديم ، القبطي ،الإسلامي ، الشعبي ، الفن المعاصر ) نجدها فى القيم التجريدية والرمزية للأشکال والمفردات والعناصر والترکيبات والتکوينات القومية المصرية، وهى محصلة الفهم العميق لروح مصر وفلسفاتها، واستظهار خصائصها المميزة، کما تکشف هذه القيم لعناصر الشکل واللون عما سنته الفنون على أرض مصر من قوانين هى من وحى هذه الطبيعة، وهى عنصر ثابت خالد من مصادر إثراء التجربة المعاصرة فى التصميم([17]).

 

التوليف وأثره على المشغولة الفنية  :

لقد أصبحت ظاهرة التوليف تعکس فکر العصر وثقافته، فقد أصبح للخامة أبعاداً فلسفية وعصرية، ففکرة توليف الخامات تکمن وراء الوصول إلى القيمة التعبيرية والفنية، إلى جانب أنها تعکس حرية الفنان فى استخدامه لکافة الخامات الممکنة دون الارتباط بالأساليب التقليدية لتوصيل أفکاره من خلالها.

ومفهوم التوليف هنا يعنى التوفيق بين أکثر من خامة تجتمع فى العمل الفنى الواحد، فهو إذن حصيلة تفاعل الخامات المتعددة ذات المصادر المختلفة بحيث تتوازن العملية "الوظيفية" والقيم "الجمالية" داخل إطار الإمکانيات والحدود الطبيعية لتلک الخامات سواء کانت تشکيلية أو تقنية.

ونعنى بحصيلة التفاعل أن لکل خامة تجتمع فى العمل الفنى وضع جدير تکتسبه من الحوار المميز والوسط المحيط بها وبمقتضى هذا تکون لکل خامة فى العمل الفنى سواء کانت أساسية أو ثانوية دوراً تؤديه فى انبثاق الوحدة الکلية للعمل الفنى .

ولقد شغلت ظاهرة التوليف فکر الفنان منذ القدم فهى صورة من صور التفکير فى کيفية المزج،وإيجاد العلاقات بين الشکل المادى والمضمون التعبيرى لمکونات بنية العمل الفنى التشکيلى.

وکان لفلسفات کل عصر أثره على تلک الظاهرة بما يغير من شکل العمل والمضمون الذى يسعى إليه ، فکان تارة ذات غرض دينى عقائدى ،وتارة أخرى لغرض تقنى ثم تغير مفهوم التوليف فى الفن الحديث ، فکان لتداخل الحضارات والثقافات بشکل کبير أن أصبحت جزءاً من کيان الفنان الذى تعرض بالتالى لطبيعية حياة مختلفة وبالتالى تغيرت المفاهيم لديه، وطريقة تناوله الموضوعات، فکان لابد وأن تختلف طريقة التوليف بالخامات بالتبعية فأصبحت الرمزية تأخذ شکلاً جديداً فى التوليف وأصبحت الحلول التجريبية بالخامات المختلفة هى نفسها يمکن أن تعد أعمالا فنية مستقلة . ([18])

وکان نتيجة استخدام الفنان المعاصر سواء فى مصر أو أوربا لتلک الخامات العديدة والمتنوعة، وتوليفها مع بعضها البعض أن ألغيت الفواصل التقليدية بين مجالات الفن التشکيلى المختلفة وبالتالى ظهر مفهوم العمل الفنى Work of Art  من خلال أعمال يصعب تصنيفها فى أشکال وأصبح التوليف وإعادة صياغة المستهلکات الآن أمراً مطروحاً على ساحة الفن التشکيلى، وقد تستخدم الخامات فى التوليف مبدئياً لقيمتها التماثلية، أو على اعتبار أنها أشکال تشير إلى معانى،وتستدعى قيماً مترابطة، ولهذا نجد أن مجال التوليف يؤکد رابطة الإنسان ببيئته المحيطة وإحداث وفاق بينهما، والتفاعل الصادق بينه وبين محيطه المادى، کما أنه فرصه للعمل من خلال خامات متعددة ومتنوعة من حيث الشکل واللون والملمس. ([19])

والتوليف بين أکثر من خامة أمر حيوى جداً لإثراء العمل الفنى من حيث الشکل والقيمة ولکنه ليس غاية فى حد ذاته، وينبغى أن يکون له هدف فنى يتصل بالانسجام والوحدة العضوية بين المواد التى تشترک معاً فى خلق عمل فنى واحد، فهو إذن وسيلة لتحقيق قيم فنية تؤدى فى نهاية الأمر إلى إثراء کل من الخامات الداخلة فى التوليف على اعتبار أنها توحدت فى وحدة واحدة وأصبح لها کيان جديد، فعمليات بناء العلاقات التشکيلية فى العمل الفنى والتعبير عن ذلک بتوليف الخامات لم يعد مجرد ترکيب مساحات تجاور بعضها البعض ولکن أصبحت عملية تجدد نفسها بنفسها أثناء الممارسة العملية، ولا تتبع تصميماً مسبقاً،فهو مفهوم أکثر شمولا ، أما الخامة فتتجدد علاقتها بالموضوع تارة، وبالمضمون الفکرى تارة أخرى. ([20])

وطالما أن العمل الفنى شکل معبر بلغة وسيطة فإن مراعاة الإمکانات التشکيلية والتعبيرية لذلک الوسيط تکون ذات أهمية حتى تصبح الخامة مناسبة للشکل وما يتضمنه من محتوى تعبيرى، وقد أضاف الفنان وسائط أخرى بغرض تأکيد الخصائص التشکيلية والتعبيرية للخامة التى تسود عمله الفنى، فمن المعروف أن الضوء يتأکد بالظل والليونه تتاکد بالصلابة ، . . الخ فأى شئ يتأکد بضده، وتبرز سماته وتکشف عندما يقترن بسمات مضادة، وهنا نجد أن الجمع بين الخامتين من طبيعة مضادة فى عمل فنى واحد، يبرز إمکانات کل منهما وقد تجتمع خامات فى عمل واحد وليس بينها تنافر وهنا يکون التآلف بينها أبسط، فمن المسلم به أن التآلف بين المتضادات أصعب من التآلف بين الأشياء التى بينها صفات مشترکة، وإذا کان التأکيد على الخصائص التشکيلية والتعبيرية للوسيط المادى له دوراً هاماً فى الحفاظ على وحده العمل، فإن التوليف بين الخامات يؤدى بالمبدع التى التأکيد على تلک الخصائص حتى يمکن التوليف بينها، وهذا بدوره يؤدى إلى الحفاظ على وحده العمل العضوية.

 

وبالتالى يتميز الفنان بحساسيته لوسيط معين، ونظراً لأن المادة ليست جامدة، بل نابضة حية فإنها تعمل على توجيه مجرى النشاط الإبداعى، وهناک قدر کبير من النشاط الخلاق مکرس لاستغلال الجاذبية الحسية للمادة، والاسترشاد بإيحاءاتها، ولا تتمثل قيمة المادة فى جاذبيتها فحسب بل أن المادة معبرة.

ومن هنا يتضح أن للتوليف قيمة بالنسبة للعمل الفنى ولکنه يجعل المبدع حريصاً على مراعاة خصائص وسائطه الماديه، فالفنان المبدع يميل إلى الوثوق والاعتماد على بديهته الفنية، من أجل الانتقاء التمهيدى لمادته الخام وتقديرها حق قدرها هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن تعدد الخامات فى العمل الفنى الواحد يثرى العمل من حيث أنه يمد الفنان بمتغيرات شکليه وتعبيريه تحفز من قدراته الإبداعية، وتزيد من عمل تصوره وسعه مخيلته.

 

وتتم العملية التصميمية لإخراج المنتج السياحى للمشغولة الجلدية کالتالى:

 

1 الجانب التشکيلى :

وفيه يختار المصمم من عناصر التصميم مثل النقطة ، الخط ، الشکل والأرضية ، المساحة ، اللون ، الملمس ليصبغ تصميمه ، کما تلعب الأسس الجمالية للتصميم دوراً هاماً فى توزيع هذه العناصر وطرق بناءها، وأشکالها وکيفية صياغتها مثل التباين، الانسجام، الوحدة،الترديد، التنوع، الإيقاع، التکرار، التماثل، الاتزان، الحرکة، التناسب، کما أن کل عنصر من عناصر التصميم- مع مراعاة الأسس الجمالية له يکسب التصميم قيماً تشکيلية وإيحاءات نفسية وخواص ومفاهيم وتعبيرات جمالية تؤثر فى شکل المشغولة الجلدية الخارجية، وتتضمن تأثيرات وظيفية فسيولوجية مثل الطول والعرض والارتفاع والاتساع، والخشونة أو النعومة، الزهاء أو القتامة، کما تتضمن تأثيرات نفسية يمکن أن يؤکدها المصمم بدوره مثل مشاعر العزة والفخر والوقار والارتقاء والخيلاء والزهو، أو تؤثر فى الحالة المزاجية للشخص مثل النشاط والحيوية، والشعور بالسعادة والغبطة، أو الحزن والکآبة . . . الخ، ويحدد المصمم الوحدات والعناصر المستخدمة المستمدة من الطرز التاريخية، ويمکنه أن يجمع بين أکثر من عنصر أو أکثر من طراز، کما يمکنه أن يستخدم المعالم الطبيعية والأثرية کعناصر ووحدات للمنتج السياحى، ويتطلب ذلک معرفة المصمم بتاريخ الطرز وکذلک العناصر التراثية القومية.

 

2 الجانب الاقتصادى :

ويتناول هذا الجانب تکلفة المنتج وأسعاره وتکلفة ونوعية الخامات المستخدمة وعدد ساعات العمالة اللازمة وکذلک المواصفات الفنية لإنتاج عدد محدد من المنتج السياحى، ويدخل فى الجانب الاقتصادى أيضاً حساب وتکلفة کل العمليات التى تجرى على المنتج من إعداد وتجهيز وتقسيم مراحل العمل اليدوى والتشطيب وإخراج المشغولة الجلدية . . . الخ.

 

3 الجانب التکنولوجى أو التقنى :

تزخرف المشغولة الجلدية بطرق وتقنيات عديدة، ويفضل من يقوم بعملية التصميم فنانون يدرکون حدود هذه الطرق، ومميزاتها وإمکانياتها.

والجانب التقنى يعنى طرق التنفيذ المختلفة للتصميم، وهو يمثل المراحل المختلفة للتصنيع التى يمر بها المنتج السياحى وإخراجه فى صورته النهائية، ومن الأهمية أن يتعرف المصمم على الطرق اليدوية، والميکانيکية لعمليات التنفيذ، الألوان، والتقنيات المستخدمة وطرق تنفيذها وإخراجها حتى  يتمکن من استخدام قدراته الفنية والعملية فى ابتکار تصميم ناجح يفى بالغرض المطلوب، وفى نفس الوقت يمکن تنفيذه على الجلود طبقاً للأساليب العملية والمواصفات الفنية، وغالباً ما ينحصر أوجه الاختلاف بين الوسائل المتعددة للتنفيذ فى العوامل الآتية:

1 نوعية التصميم وحجمه.

2 نوعية الخامة ومقاسها.

3 کمية الإنتاج المطلوب.

4 وسائل يدوية أو ميکانيکية.

وتطبيقاً للکلام السابق لوضع الاعتبارات الخاصة بالمشغولة الجلدية کنموذج قد تم تطبيقه على طلاب کلية التربية النوعية "قسم التربية الفنية" الفرقة الثالثة، وذلک بدراسة المراحل العملية التصميمية کالتالى([21]):

 

1 مرحلة التشعب وتشمل جوانب واقعية:

وقد تم توجيه الطلاب لجمع البيانات والمعلومات المطلوبة عن المشکلة التصميمية فى صورة أسئلة:

  • ·        وظيفة المنتج (وظيفة) ؟
  • ·        حجم السوق وتحديد الشريحة أو الفئة التى تستهلک هذا المنتج (تسويق) ؟
  • ·        أنواع الخامات المستخدمة وتحديد نوعيتها ومواصفاتها (خامات) ؟
  • ·        تحديد التقنيات اللازمة لإخراج التصميم الزخرفى والبنائى للمشغولة الجلدية (تکنولوجيا) ؟
  • ·   تحديد أنواع الألوان والصبغات المناسبة لکل خامة والعدد المطلوب تنفيذه (خامات)، وخامات تشکيلها (الجلود الصناعية الملونة أو الخرز بأشکاله وأنواعه المختلفة، والودع والفصوص الزجاجية الملونة ورقائق المعادن والسلاسل بألوانها المختلفة وقطع  البلاستيک .الخ ؟
  • ·        تحديد سعر بيع المنتج فى ضوء منافسة الأسواق (أسعار) ؟
  • ·        دراسة المنتجات المماثلة فى الأسواق المحلية (تسويق) ؟

 

وکانت الإجابات کالتالى :

   ·    حدد وظيفة المنتج السياحى فى المشغولات الجلدية المصرية فى معلقات فنية ومنتجات وظيفية:( خدديات، بوفات، ملابس، وحدات إضاءة، مفارش . . . الخ)، تعتبر بسيطة فى الإنتاج من حيث العمليات الإنتاجية ، و يظهر عليها التصميم الزخرفى کاملاً.

کما أن المشغولات الجلدية المصرية التراثية من المنتجات التى يقبل عليها السائح کلما کانت مصنوعة من الخامات الطبيعية لذلک اختير الجلد الکوارى للتنفيذ.

  • ·   وقد وجد أن طريقة الضغط على الجلد کطريقة يدوية لها تميزها بين الطرق المستخدمة المختلفة التى يمکن أن تجذب السائح للشراء، ولذلک استخدم فى إخراج هذه المنتجات طريقة الضغط اليدوى الذى يعطى قيم فنية من خلال الظل والنور والملامس السطحية للمشغولة الجلدية مع استخدام إضافات تقنية مثل (الحرق، التدکيک ، والاکسسوارات المختلفة التى تتناسب مع التصميم العام والهدف الوظيفى).
  • ·   ويمکن أن يحدد سعر بيع المشغولة الجلدية بحساب التکاليف الفعلية للمنتج من حيث الخامات، وقت العمل، ثم إضافة هامش ربحى 50% على اعتبار أنه عمل فنى تطبيقى.

 

2- مرحلة التحويل وتشمل جوانب منهجية :

  • ·   بعد تحديد البيانات والمعلومات اللازمة للعملية التصميمية کما أوضحنا فى مرحلة التشعب بدأ الباحثين فى توجيه الطلاب فى التفکير لکيفية ترتيب وتصنيف هذه المعلومات بغرض التوصل لعمل اسکتشات أولية من عمل طلاب قسم التربية الفنية والوصول منها إلى تصميمات نهائية يتم تنفيذها .
  • ·       وقد روعى  الآتى :
  • ·       وظيفة المنتج التى يصمم من أجلها المشغولة الجلدية .
  • ·   تحديد العناصر والمفردات والأشکال المستخدمة بناءاً للوظيفة وقد اختير الفن الإسلامي خاصة الزخرفة الإسلامية ، والفن الشعبى لما لهما من أهمية تاريخية وحضارية .
  • ·       تحديد مواصفات الإنتاج سواء التصميم الزخرفى أو التصميم البنائى للمشغولة .
  • ·   ثم تم طبع التصميم على الجلد لإجراء عليه عمليات الضغط والحرق أو العمليات وذلک لسهولة تحديد الأماکن المزخرفة من المشغولة والأماکن ذات التأثيرات الظلية ، ومواصفات الإنتاج هنا تتم بالطريقة اليدوية لقطعة قطعة من المشغولات الجلدية .

 

3- مرحلة التقارب وتشمل جوانب معيارية :

حيث تم جمع أحسن الاسکتشات کنتائج يمکن تنفيذها بتقنية الضغط والحرق للجلد حيث يتم تقييم الخطة التصميمية لإخراج المنتج السياحى الجديد بعد التعديلات اللازمة .

و يعبر ما سبق عن  مراحل العمليات التصميمية الثلاثة التى تبدأ بتلک العمليات العقلية التى تؤدى الى اکتشاف المشکلة و تحديدها ، وتنتهي بتلک العمليات التى تختبر صحة ما قدم من حلول ، والتحقق من ملاءمتها للوظيفة والتى تنتهى بظهور تصميم لمنتج جديد .

        ·    وقد تم التوصل إلى مجموعة التصميمات المنفذة على المشغولات الجلدية المصرية السياحية  شکل (1) ، (2) و التى تمثل نتاج من نتائج البحث .

 

نتائج البحث :

1 - قدم البحث الاعتبارات الأساسية لتصميم منتجات الأشغال الفنية السياحية المصرية .

2- قدم البحث للطلاب نظام علمى يمکن الاستفادة به من البيئة التراثية المصرية لعمل مشروعات صغيرة للمنتجات اليدوية السياحية الفنية .

3- قدم البحث بعض الحلول التصميمية المعاصرة لمنتج سياحى (المشغولات الجلدية اليدوية ).

 



([1]) محمود صادق بازرعة : إدارة التسويق، دار النهضة العربية ، 1983 ، ص96، 97.

([2])Kropff, H.F.J.: : Psychologie deer Reklame als Hilfe Zur best Gestaltung des Entwurfs, Sttutgart, 1934. 79.

([3]) عبد النبى أبو المجد : أثر الاتجاهات الحديثة لعلوم السيکوإرجونوميکس فى التصميم الصناعى و تطبيقتها فى التصميم الأجهزة المنزلية ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية الفنون التطبيقية ، 1995 ، ص66.

([4]) محمد عزت سعد: نظريات تصميم المنتجات ذات الطبيعة الهندسية، 1994 ، ص10.

([5]) عبد العزيز جوده : المنتج بين التصميم والتسويق ، بحث مقدم للمؤتمر العلمى السنوى الرابع ، من اجل منتج صمم و صنع فى مصر ، کلية الفنون التطبيقية ـ جامعة حلوان ، نوفمبر ، 1990 ، ص8 .

([6]) محمود کامل: السياحة الحديثة علماً وتطبيقاً، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة ، 1970 ، ص15، ص16.

([7]) صلاح الدين عبد الوهاب: السياسة القومية للتسويق السياحى، ص74.

([8]) عايدة إسماعيل فرج الريفى : الاستفادة من الأصول والقواعد التشکيلية للمعادن الإسلامية فى تصميم منتجات معدنية سياحية، رسالة ماجستير ، کلية الفنون التطبيقية ، 1986 ، ص181.

([9]) عبد النبى أبوالمجد : أثر الاتجاهات الحديثة لعلوم السيکوإرجونوميکس فى التصميم الصناعى، ص75، 76.

([10]) عبد العزيز جوده وآخرون: تصميم طباعة المنسوجات اليدوية، مطبعة جامعة حلوان ، 1993  ص15.

([11]) محمد متولى مرسى محمد : السمة المصرية فى التصميم المعاصر، ص247.

([12]) ثريا عبد الرسول: مدخل الأشغال الفنية ،(ط2)، دار الهدى، القاهرة، 1987

([13]) المعجم الوسيط: الجزء الثانى، الطبعة الثالثة، 1985، ص1099

([14]) أحمد حافظ وفتح الباب عبد الحليم : التصميم فى الفن التشکيلى، عالم الکتب، القاهرة، 1971.

 ([15])  Davis, M.L.: Visual Design in Dress, P. 26, 27.

([16]) ياسر محمد سهيل : اتجاهات فى التصميم و الإبداع ، مطبعة جامعة بنها ، 2000 ، ص247.

([17]) محمد متولى مرسى محمد : السمة المصرية فى التصميم المعاصر، ص247.

([18]) مجدى عبد العزيز  : الأشغال الفنية ،مطبعة سعد بنها ، 1999 ،  ص18.

([19])عبد العزيز جودة : دراسات فى تاريخ الفنون ، مطبعة دار الفنون ، 1999 ، ص24.

([20]) احمد عوض : التصميم التشکيلى ، مطبعة زکريا ، القاهرة ، 1995 ،  ص120.

([21])عبد العزيز جوده وآخرون: تصميم طباعة المنسوجات اليدوية، ، ص12.

المراجع العربية والأجنبية :
1-         أحمد حافظ وفتح الباب عبد الحليم . التصميم فى الفن التشکيلى ، عالم الکتب ، القاهرة 1971 .
2-         المعجم الوسيط ، الجزء الثانى (ط3) مجمع اللغة العربية القاهرة ،1985. ص1099
3-         ثريا عبد الرسول : مدخل الأشغال الفنية (ط2) دار الهدى ، القاهرة ، 1987
4-          صلاح الدين عبد الوهاب : السياسة القومية للتسويق السياحى ، کلية السياحة والفنادق ،1984 .
5-   عايدة إسماعيل فرج الريفى : الاستفادة من الأصول والقواعد التشکيلية للمعادن الإسلامية فى تصميم منتجات معدنية سياحية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية الفنون التطبيقية ، 1986 .
6-   عبد العزيز أحمد جودة : المنتج بين التصميم والتسويق ، بحث مقدم للمؤتمر العلم السنوى الرابع من أجل منتج صمم وصنع فى مصر (الصناعات الصغيرة) ، کلية الفنون التطبيقية / جامعة حلوان ، نوفمبر 1990 .
7-         عبد العزيز أحمد جودة وآخرون : تصميم طباعة المنسوجات اليدوية مطبعة جامعة حلوان ، 1993 .
8-    عبد النبى أبو المجد أحمد : أثر الاتجاهات الحديثة لعلم السيکوإرجونوميکس فى التصميم الصناعى وتطبيقاتها فى تصميم الأجهزة المنزلية ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية الفنون التطبيقية ، 1995 .
9-         مجدي عبد العزيز : الأشغال الفنية ،مطبعة سعد بنها ، 1999 .
10-    محمد عزت سعد : نظريات تصميم المنتجات ذات الطبيعة الهندسية ، 1984.
11-    محمد عزت سعد اقتصاديات تصميم المنتجات ذات الطبيعة الهندسية ، 1986 .
12-  محمد متولى مرسى محمد : السمة المصرية فى التصميم المعاصر ، وتطبيقها فى منتجات  التأثيث المعدنى للمعارض ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية الفنون التطبيقية 1995 .
13-    محمود صادق بازرعة : إدارة التسويق ، دار النهضة العربية ، 1983 .
14-    محمود کامل :السياحة الحديثة علماً وتطبيقا ،الهيئة المصرية العامة للکتاب ،القاهرة ،1970.
15-    ياسر محمد سهيل : اتجاهات فى التصميم و الإبداع ، مطبعة جامعة بنها ، 2000.
16-Davis, Marian .L : Visual Design in Dress, Preutice Hall Inc Englewood Cliffs , New Jersey , U . S. A., 1980
17- Kropff , H.F.J : Psychologie deer Reklame als Hilfe Zur best Gestaltung des Entwurfs, Sttutgart, 1934