خصوصية الرواية الفلسطينية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

المملکة الأردنية الهاشمية جرش – جامعة جرش الأهلية کلية الآداب – قسم اللغة العربية

المستخلص

عندما يتحدث المرء عن خصوصية الرواية الفلسطينية وتميزها في ذاتها کعمل فني، فإنه يجد فيها إبداع روائي ذاتي، ثم إبداع روائي قومي جاء نتيجة لاحتلال فلسطين.فتحديد خصوصية الرواية الفلسطينية يتضمن بالضرورة جدلاً بين الخاص والعام وجدلاً  بين الذات والآخر المحتل.
لقد عاصر الروائي الفلسطيني المحنة قبل عام 1948م، ثم واکبها حتى انتهي الأمر إلى اغتصاب الأرض وتشريد الشعب الفلسطيني، فعکس هذا الواقع على الإنسان الفلسطيني المثقف تراکمات نفسية أدت بالنهاية إلى انفجار في مسيرة الأدب الفلسطيني أدى إلى التحول في مسيرة الرواية الفلسطينية، مشکلاً بذلک خصوصية تميزت بها الرواية على المستويين القومي والعالمي.
 

محاولة في تعريف الخصوصية:

لقد فرضت الرواية الفلسطينية ضرورة الالتفات الجاد إليها بوصفها نمطاً أدبياً له خصوصيته وأيدولوجيتة ، إذ أفرزت الحالة الثقافية المتطورة نتيجة للأحداث والواقع الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني عدداً من النصوص الروائية ذات خصوصية متميزة ،  والمتتبع لحرکة الرواية الفلسطينية المعاصرة، يرى أنها قطعت شوطاً مهماً في مجاراتها لأساليب  الکتابة الروائية الحديثة ، حيث تستخدم تقنيات سردية متعددة، وأساليب  متنوعة في هذا المجال.

وعند الحديث عن الخصوصية، لا بد من تحديد  مفهوم الخصوصية. أو ما هو مصطلح الخصوصية؟ وعلى الرغم من أن مفهوم الخصوصية قد يبدو واضحاً، ولکنه قد ينحو منحاً آخر متعدد الدلالات. وهناک عدة أسئلة تطرح نفسها، منها: ما هي الخصوصية؟ وما هي الخصوصية الروائية ؟ ثم ما خصوصية الرواية الفلسطينية؟  .

فالخصوصية مصطلحاً "هي عين الذاتية، أي ما تتميز به کينونة الذات عن غيرها من الذوات، على أن الخصوصية أو الذاتية ليست کينونة مغلقة- کما يوهم مصطلحاً- بل هي على تميزها الذاتي مفتوحة  على الذوات الأخرى من حولها من ناحية، ومتنامية مع حرکة الزمن ومتغيرات التاريخ من ناحية أخرى"([i]).

وعندما نتحدث عن خصوصية الرواية الفلسطينية، وتميزها في ذاتها کعمل فني، فهي إبداع روائي ذاتي يعبر عن مشکلات قومية نتيجة لاحتلال فلسطين، فتحديد الخصوصية الروائية الفلسطينية، يتضمن في السياق الراهن  جدلاً بين الخاص والعام،وجدلاً بين الذات والآخر المحتل. على أن کثيراً من الکتابات الروائية جاءت تعالج قضية الذات والآخر سواء في الداخل أم في الخارج.

وقبل الحديث عن خصوصية الرواية الفلسطينية، لا بد من تناول نشأة الرواية الفلسطينية بشکل مختصر ومراحل تطورها عبر الأحداث المتتالية.

 

1.  الرواية الفلسطينية من النشأة حتى النکبة.

أما عن البدايات فلا تکاد الرواية الفلسطينية تتميز بخصوصية عن غيرها في الأقطار العربية، من حيث الذوق أو الاتجاه، فقد خضعت للمؤثرات التي خضعت لها الرواية العربية الحديثة بشکل عام، مع أن الرواية في فلسطين قد تأخرت نسبياً عن بعض الدول العربية : کمصر، وسوريا، ولبنان ، والعراق، ولعل ذلک يعود إلى عدة  أسباب منها: أن الوحدة الثقافية کانت أکثر بروزاً في مصر، وبلاد الشام، والعراق التي عرفت فن الرواية في أواخر القرن التاسع عشر ، وأوائل القرن العشرين. فلم يکن ظهور حرکة ثقافية في إقليم معين، يعني أن هذه الحرکة تتميز بخصوصية في الذوق، وفي الاتجاه،عن غيرها في الأقطار العربية"([ii]) هذا بالإضافة، إلى أن التقسيمات الإدارية لم تکن موجودة. والمتتبع لطبيعة الرواية الفلسطينية من النشأة إلى أن أصبح لها خصوصية متميزة لا بد له أن يرصد تطور الرواية العربية بشکل عام والرواية الفلسطينية بشکل خاص. على الرغم من أنه لم يکن لها خصوصية قبل خليل بيدس في تلک البدايات،بل کانت الرواية في الأقطار العربية المجاورة هي بمثابة إرهاصات وبدايات أولى لنشوء الرواية الفلسطينية.

ويحدد عدد من الدارسين بداية القرن الماضي، نقطة للبدء في دراسة الحياة الأدبية والثقافية في فلسطين، ويرى بعضهم أن الرواية الفلسطينية قد تأخرت عن الفنون الأدبية الأخرى معللاً ذلک بالأحداث والاضطرابات التي حلت بفلسطين، منذ وقوعها تحت الانتداب البريطاني، وعدم اهتمام النقاد أيضاً بالجهود الروائية التي ظهرت، کما أن سلطات الانتداب حصرت التعليم في أبناء الأسر الموالية لسياستها([iii]).

ويرى بعض الدارسين المحدثين أن الرواية الفلسطينية تقارب الرواية في أقطار الوطن العربي المجاور، بسبب الاتصال بين هذه الأقطار، الذي خلق بدوره حالة من الاحتکاک والتلاقي الثقافي في جوانب کثيرة. يضاف إلى ذلک أن فلسطين کانت جزءاً من بلاد الشام،وأن الحدود المتعارف عليها الآن لم تکن موجودة قبل ذلک، منذ أن ظهر هذا الفن الروائي([iv])،وقد ذهب إلى هذا الرأي إبراهيم السعافين([v])، فبين أن الظروف السياسية والثقافية والاجتماعية والفکرية المفروضة على الأقطار العربية في تلک الفترة، لم تسمح بظهور رواية فلسطينية متميزة، غير أن الرواية المتأثرة بالذوق الشعبي قد سيطرت على الرواية في فترة ظهور الرواية العربية، لکن الحديث عن رواية من هذا النوع هو من قبيل التعسف والافتعال .

وقد حدد الدکتور ناصر الدين الأسد ثلاثة مصادر کان لها دور کبير في نشوء هذا اللون الروائي من الفنون الأدبية وهي:

1 - الاتصال المباشر بالثقافة الأجنبية، مثل : الروسية ، والإنجليزية، والفرنسية التبشيرية من خلال الدراسة، ومن أهم هذه المدارس التبشيرية: المدارس الروسية التي تأثر فيها خليل بيدس بشکل کبير جداً.

2 - الصحف والمجلات الثقافية التي کانت تصدر في لبنان، ومصر، مثل: المقتضب، والهلال، والشرق، والأهرام وغيرها.

3 - الاتصال بالثقافة الأجنبية بواسطة اللغة الترکية التي تسربت إليها العديد من الترجمات الأجنبية،فقد کان هناک نفر من المثقفين، والمتعلمين في فلسطين ممن يتقنون اللغة الترکية قراءة وکتابة([vi]).

إلا أن إبراهيم السعافين يؤکد أنه "لا يمکن لدارس الرواية العربية الحديثة أن يغفل أثر الموروث فيها عند ظهورها، فقد ظهرت آثار الموروث وبخاصة الجانب الشعبي منه، ليس في المضمون فحسب، بل في شکل الرواية أيضاً، وأثر الذوق الشعبي في الرواية مسوغ لا يحتاج إثباته إلى عناء، وينسحب هذا على ظهور الرواية في فلسطين،فقد کان سوق الأدب الشعبي رائجاً في ما قبل النهضة، إذ يذکر المؤرخون والباحثون أن الناس لم يکونوا يعرفون من أشکال التعبير الأدبي غير الأدب الشعبي،وخاصة السير الشعبية، التي کانت زادا للأميين وأشباه الأميين، يتعلقون به تعلقاً شديداً يظهر في انفعالهم به وتحمسهم لمضامينه وانتصارهم لبعض شخصياته، فيظهر أحياناً في صورة من العنف([vii]).

وعلى الرغم من قلة النماذج الروائية في هذه المرحلة إلا أن النماذج التي ظهرت أصبح لها خصوصية بأنها ميّزت الرواية الموضوعة من الرواية المترجمة . وبالرغم من التساؤلات التي ظهرت حول قلة النماذج الروائية الفلسطينية على الرغم من وجود المثقفين والکتاب الفلسطينيين حين طرح الکاتب الکويتي عبد العزيز الغربللي"أدباء فلسطين لم يهتموا بشؤون التأليف"([viii]).

لکن إسحق جار الله أجاب على هذا التساؤل بقوله :"کانت فلسطين وما زالت في خطر داهم. خطر يهدد کيانها العربي بالرغم من أن هذا الميدان واسع للأدب ولإشعال نار الحماسة بين الجماهير، إلا أن أحداً لم يکن ليفکر في الکتابة بينما الآخرون في العراک الدامي، إن الميدان هناک للخطابة وليس للکتابة.

إن فلسطين لم تذق طعم الهدوء والأمن منذ انتهاء الحرب الماضية،منذ ذلک الوقت وهي في ثورة تهدأ لتثور وتثور لتهدأ، فهل يستطيع الأدب أن يترعرع في جو هذه صفته؟

وهناک عقبة ما کانت لتسمح لذلک وهي : المراقبة الحکومية على المطبوعات والمنشورات وهذه المراقبة هي عامل ساعد على الرکود الأدبي([ix]) صحيح أن الرواية الفلسطينية  لم تهتم بشؤون المجتمع الفلسطيني ولم تعالج قضاياه، ولأن مثل هذا التخلف جاء نتيجة الأحداث على فلسطين، "أما اسحق موسى الحسيني، الذي يساهم بدوره في تقديم الرواية الفلسطينية (مذکرات دجاجة) الأکثر شهرة وانتشاراً في البلاد العربية في الأربعينات من هذا القرن، فقد کتب مؤکداً على أن الأدب الثوري الذي ظهر في فلسطين خلال الربع الثاني من القرن العشرين، هو أدب مقالات أکثر منه أدب "مؤلفات"، ووصفه بأنه أدب فردي، "ولعل المحنة التي تجتازها البلاد علة العلل جميعاً"([x]).

وقد حظيت الحياة الثقافية في فلسطين بمجموعة من الأعمال الروائية المتقدمة نسبياً، وکانت کلها موضوعة ومؤلفة وهذا ما يدل على أن مرحلة الترجمة مهدت الطريق لبداية کتابة رواية فلسطينية ذات خصوصية متميزة ، وهناک إشارات لعدد من الروايات التي صدرت في فترة الأربعينات مثل:

1 - مذکرات دجاجة التي ظهرت عام 1943 للدکتور اسحق مرسي الحسيني وطبعت عدة طبعات لأهميتها"([xi]).

2 - وفي عام 1946 ظهرت رواية "في السرير" لـ محمد العدناني وهي رواية يسرد فيها الراوي قصته مع مرضه وما واجهه من المصادفات الغريبة والحوادث أثناء تنقله من مکان إلى آخر في فترة علاجه.

3 - ثم صدرت عام 1947 رواية "مرقص العميان" لعارف العارف، وتقوم هذه الرواية وفق سرد خطي متعاقب من خلال شخصية طريف صديقه الأعمى منذ کان تلميذاً حتى أنهى دراسته واستطاع أن يتحدى الواقع من أجل تحقيق وجوده وذاته.

4 - رواية في "صميم" لإسکندر خوري 1947([xii]) وتدور هذه الرواية وفق سرد خطي لا يهتم بالتعاقب الزمني وتدور أحداث هذه الرواية حول علاقة عاطفية بين شاب من أسرة أرستقراطية وبين فتاة فقيرة وزواجه منها.

5 - وثمة إشارات إلى أن رواية "صراخ في ليل" طويل لجبرا إبراهيم جبرا قد ظهرت  عام 1947م، إلا أن طبعتها الأولى ظهرت في بغداد عام 1955([xiii]).

إن المتتنع لأحداث هذه الروايات ، يجد بعضها بعيدة کل البعد عن معالجة قضايا الإنسان الفلسطيني، فلا نجد لها خصوصية فلسطينية متميزة، لأنها بعيدة عن قضايا المجتمع الفلسطيني وما نعنيه، "هي نتاجات معزولة لمثقفين فلسطينيين يبدو أنهم کانوا معزولين عن واقعهم وهموم شعبهم، أو أنهم عزلوا همومهم الإبداعية. عن همومهم السياسية، وفصلوا بين همومهم الفنية وطموحاتهم الأکاديمية. أو ربما عجزوا عن التعبير بهذا الشکل الفني الجديد- نسبياً – (الرواية) عن تلک الهموم، فلم يستطيعوا تحقيق التزاوج والالتئام في داخلهم بين السياسي والفنان الأکاديمي"([xiv]).

لکن المتتبع  للبعض الآخر من هذه الروايات يجدها تتميز بخصوصية فلسطينية واضحة وتعالج قضايا المجتمع الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني. ففي "مذکرات دجاجة" مثلاً، خصوصية واضحة للمؤلف على الرغم من الاختلاف حول تسميتها رواية، إلا أن الخصوصية فيها ظاهرة، متمثلة بالدجاجات الغريبة التي حاولت الاستيلاء على المکان  من أصحابه ، ولم يبق للدجاجات الأخرى خيار سوى التنازل عنه أو طرد الدجاجات الغريبة. لکن الدجاجة الحکيمة  حاولت إقناع الدجاجات الصغيرة بأنهم لا يستطيعون مواجهة  قوة العمالقة، وما عليهم إلا الانتشار في الأرض، ونشر السلام. وهذه وجهة نظر اسحق الحسيني نابعة من عجز الشعب الفلسطيني، عن مواجهة العدو داخل الأرض،وما عليهم إلا الخروج من المکان.

أما بالنسبة لرواية على "سکة الحجاز" لجمال الحسيني، فهي تؤکد  مأساة لترحيل قرية عربية کاملة من موطنها في اللواء الشمالي، ورسم ظروف عائلات تلک القرية وأنواع الارتباک والمتاعب التي استولت على أفکارهم وحياتهم المادية عندما هوجموا بإنذار الحکومة، وقد تعودوا أن يعيشوا من محصولهم کل عام. وفي "سکة الحجاز" وصف الوطنية المؤزرة بعناصر التضحية في نفوس الشباب العربي الفلسطيني([xv]).

لکن ضياع هذه الرواية وعدم إمکانية الحصول عليها مما جعل الحکم عليها يفتقد الکثير من المصداقية([xvi]).

إن غياب النصوص الروائية التي تفرض رؤيتها حول قضية محددة وبنظرتها الإيديولوجية تجاه فلسطين ظلت غائبة حتى عام 1948م، مقارنة بالأشکال الأدبية الأخرى التي تعايشت مع طبيعة الأحداث، واستجابة لها أکثر من الرواية التي عجزت عن إثبات حضورها کفن له خصوصيته ودوره الفعال، فظلت مجرد محاولات لم تتضح رؤيتها الإيديولوجية تجاه فلسطين والواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، وبالرغم من حضور بعض النماذج الروائية القليلة ومعالجتها للموقف الفلسطيني ولجوانب من حياته کرواية: مذکرات دجاجة، وعلى سکة حجاز التي أعطت کل منهما للرواية الفلسطينية خصوصية متميزة فعالجت الواقع الفلسطيني ممثلة برحيل قرية عربية کاملة من موطنها وما أصابها من متاعب وإرباک في رواية (على سکة الحجاز) ، ثم رواية الحسيني مذکرات دجاجة التي أظهرت مأساة حقيقية برحيل الدجاجات من مکانها وانتشرت في الأرض تنشر المحبة والسلام والعدل.

وقد شغلت السياسة حيزاً واضحاً داخل بنية الرواية، فظهر الصراع على الأرض،ولکنه لم يأخذ المساحة الفنية التي تساوي أهميته وحجمه في أرض الواقع، وقد تجلى هذا الصراع في عدد من الروايات کما ظهر في رواية مذکرات دجاجة للدکتور اسحق موسى الحسيني على سبيل المثال([xvii]).

وقد اتخذ اسحق الحسيني من فلسطين الوجدانية أداة لمعالجة شؤون مجتمعه السياسي والاجتماعي بتدبر وتعمق متخذاً الرمز لکي يعبر من خلاله عن الواقع والظروف السياسية التي لا تسمح بالتصريح، فجاء هذا الرمز طبيعياً يصور الواقع الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني کما ظهر في رواية "مذکرات دجاجة" حيث صدرت عام 1942([xviii]). لقد قدمت هذه الرواية شکلاً فنياً متقدماً، حيث عکست في بنيتها السردية أحداثاً لتجربته الشخصية التي مرت بها الدجاجة الذکية . کما تحدث الدکتور"طه حسين " عن صفات هذه الدجاجة الحکيمة واصفاً إياها "هذه دجاجة عاقلة جد عاقلة، فإذا‍ً، بل هي دجاجة مفلسفة تدرس شؤون الاجتماع في کثير من التعمق، وتدبر الرأي، فتصل إلى استکشاف بعض الأدوار الاجتماعية وتصف لها الدواء.. ماذا أقول: بل هي دجاجة شاعرة تجد ألم الحب ولذته وعواطفه المختلفة التي تدق أحياناً حتى لا يهتدي إليها إلا الشعراء الملهمون، ولا يقدر على تصويرها إلا الذين أوتوا حظاً من سحر البيان ‍‍! بل هي دجاجة رحيمة تعطف على الضعفاء والبائسين، وترق للمحرومين، وتؤثرهم على نفسها وإن کان بها خصاصة([xix]).لقد أثارت هذه الرواية "ضجة حينذاک واختارها القراء وقدموها على سائر ما صدر في سلسلة (اقرأ) من کتب في استفتاء أجرته دار المعارف لقُرَّاء العربية"([xx]).

وتعود أهمية هذه الرواية – مذکرات دجاجة-إلى أنها النص الروائي الفلسطيني الوحيد الذي صدر في مرحلة الأربعينات وتجسدت  فيه خصوصية للرواية الفلسطينية حيث أعيد طباعته مرتين بعد ذلک محققة انتشاراً جغرافيا على مستوى الوطن العربي، فکان لها حضوراً أدبياَ وتاريخياً کرواية "فلسطينية مميزة، لکن أهميتها تنبع من الموقف السياسي والأيدولوجي الذي طرحته، والذي يفصح عن مواقف طبيعة معينة في ثقافتها ورؤيتها ([xxi]).

ويذهب طه حسين في تقديمه للرواية الي  عندما يقول:  إن هذه الدجاجة قد کشفت لنا "عن نظراء يشارکوننا في لذاتنا وآلامنا، وفي محاسننا وعيوبنا، وهي في ذلک تشبه تلک الحيوانات التي تحدثت عنها کليلة ودمنة منذ قرون طوال".

أما غالب هلسة فيري يرى أن هذه الرواية على الرغم مما تعانيه من ضعف إلا أنها  تضع "بين أيدينا خيوطاً روائية هامة، إذا وضعناها في سياقها التاريخي، نستطيع القول: إنها تحمل تميزاً يستمر حتى وقتنا هذا، نجد فيها مثلاً بنا الشخصية (الدجاجة)،اعتقد لو  تم وضعها في سياق مقنع؛ لحقق إنجازاً مهماً في تاريخ الرواية العربية"([xxii]).

وبالرغم مما تقدم، ومما تعانيه هذه الرواية من ضعف في البناء الروائي وهذه مشکلة أي أدب في بداياته- إلا أنها تحمل تميزاً مهماً، فنجد فيها بناء شخصية الدجاجة التي رسمها المؤلف، والتي تعد أداة جردها المؤلف  ليعبر من خلالها عن أزمة نفسيه،فنجدها تنتقل من بيتها إلى مکان آخر لا يوجد فيه أحد وليس له صاحب؛ لأن مواجهة العمالقة في نظرها تدهشها وتسبب لها خوفاً وذعراً لا يمکن مواجهته. لکن الهموم التي تحملها الدجاجة تحمل من الملامح الإنسانية ما يجعلنا ندين هذا الهروب،ونعتبره تخاذلاً منها.

وتنتهي الرواية باستيلاء الدجاجات الغريبة على المأوى الذي لم يعد يتسع لأصحابه وللدجاجات الطارئة معاً، ولا يبقى لأصحاب البيت من خيار سوى التنازل عن مأواهم أو التمسک به وطرد الدجاجات الغريبة، فيعبرون عن رأيهم بالتمسک في الحل الثاني، لکن الدجاجة "الحکيمة". التي تستمد حکمتها من حکمة الکاتب نفسه – تحول دونهم  والالتجاء إلى القوة في التصدي للأعداء الأقوياء، أما الحل الذي تقدمه فيتمثل في الانتشار في الارض والتبشير بالحق ، "ليس لکم إلا أن تنتشروا في الأرض وتبشروا الخلق بالخضوع للحق وحده وتقنعوا الباغي بأن بغيه يرديه. وعندئذ تحلون قضية عامة إنما قضيتکم جزء منها"([xxiii]). ثم تتابع الدجاجة الحکيمة بإسداء النصح وتقديم الحلول، "فسيحوا  في الأرض وتوزعوا بين الخلق وانشروا بينهم المثل العليا والمبادئ السامية وإني لواثقة بأن سنلتقي في مأوانا هذا بعد أن نطهر العالم – لا وطننا الصغير فحسب- من هذه الغلالات"([xxiv]).

ومن خلال الرؤية التي تطرحها الدجاجة اتجاه قبول الآخر أو رفضه نجد بأنها تقدم رؤية فلسفية بقبول الآخر. لأن مقابلة الشر بالشر، والظلم بالظلم يؤدي إلى نتيجة معروفة ، لأن القرار لصاحب القوة. وفي الوقت الحالي لا تستطيع هذه الدجاجة مواجهة هذه القوة؛ لأنها تعتقد أن الهزيمة لا مفر منها.

وعلى الرغم مما تقدم تظل هذه الدجاجة الحکيمة، تدعو إلى تغير العالم من خلال مسألة الهجرة تنتهجها قائلة:"اخرجوا إلى العالم وغيروه بالکلمة الصالحة"([xxv]) وجاء مصدر هذه الرسالة نابع من الدين. وهذا ما حدث بالنسبة للدين الإسلامي، الذي انتشر بعد هجرة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وأرسل رسله إلى جميع أنحاء العالم ، داعين إلى الإسلام. کما عمت المسيحية في معظم مناطق العالم بسبب هذه الهجرة ، والانتشار في العالم".

ويبدو أن هذه الرواية ، قد تبنت رسالة الهجرة والانتشار من أجل العمل على تغيير العالم. ولعل هذه الرؤية تعد تناصاً دينياً يؤکد خصوصية الرواية ، حيث يکون النزوع الديني ملاذاً عندما تتعرض الشخصية للخطر  .

 

 

أ -الانفجار الروائي والتحول .

لقد خضعت الرواية الفلسطينية لمؤثرات خارجية وداخلية أثرت بشکل مباشر أو غير مباشر على سير الرواية الفلسطينية واتجاهاتها، فجاءت خصوصية الرواية الفلسطينية کنتيجة للأحداث المتتالية التي أثرت على فلسطين من خلال الاحتلال والاغتصاب لأرض فلسطين بعد نکبة 1948م، وما تبعها من هزيمة 1967م، وغيرهما من الأحداث ، فعاصر الروائي الفلسطيني المحنة قبل عام 1948م، ثم واکبها حتى انتهى الأمر إلى اغتصاب الأرض وتشريد الشعب الفلسطيني، فعکس هذا الواقع على الإنسان المثقف تراکمات نفسية أدت بالنهاية إلى انفجار روائي فلسطيني أدى إلى التحول في مسيرة الرواية الفلسطينية، مشکلاً بذلک خصوصية تميزت بها الرواية الفلسطينية على المستويين القومي والعالمي.

واستطاع الروائي الفلسطيني أن يقدم أعمالاً روائية ذات رؤية متفاوتة من الناحية الفنية للواقع الذي يعيشه متحسساً الآخر، وبما سببه له من معاناة وظلم وقهر وتشريد،متخذة الأحداث الکبرى المتتالية مادتها ومضمونها، وبهذا استمدت الرواية الفلسطينية خصوصيتها بأن بعض الروائيين  ذاقوا مرارة الخروج من الوطن المغتصب.

ويرى الباحث أن خصوصية الرواية الفلسطينية قد برزت من خلال ثلاثة روائيين ينتمون إلى جيل واحد تقريباً، مشکلين بذلک خصوصية متميزة للرواية الفلسطينية وهم غسان کنفاني (1963 – 1972) الذي استشهد في وقت مبکر من حياته، ولم يشهد الانفجار الروائي الذي تميزت به الرواية الفلسطينية فيما بعد، ثم إميل حبيبي، والذي عاش طفولته وشبابه في فلسطين في الداخل، وله عدد من الروايات التي تميزت بخصوصيتها بداية "بالمتشائل"، ثم جبرا إبراهيم جبرا الذي عاش في الشتات بعيداً عن وطنه لکن الوطن  عاش فيه وشارک الشعب الفلسطيني في محنته وجهاده في الدفاع عن قضاياه، حاملاً همومهم ومعاناتهم من العراق بما قدمه من روايات وأشعار ولوحات فنية کانت جميعها تعکس خصوصية الإنسان الفلسطيني في شتى المجالات، وبخاصة في مجال الرواية. وجاء اختيار هؤلاء الرواة کنماذج نتيجة للدور الريادي الذي بذلوه من أجل فلسطين دون إنکار الدور الهام الذي بذله جميع الروائيين الفلسطينيين والذين ساروا على نهجهم مشکلين بذلک خصوصية للرواية الفلسطينية.

ب - خصوصية الرواية الفلسطينية:

الأحداث :- تلک الأحداث التي شکلت أکبر مأساة عرفها التاريخ العربي هي نکبة فلسطين، فقد ترکت النکبة أثراً کبيراً داخل  النفوس، لذا نجد الرواية أکثر الأشکال الأدبية شدة في التأثر بالنکبة في شتى أشکالها ومعانيها، فکان للأحداث المتتالية والواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بأن شکل لديه وضعاً مأزوماً، حيث جعلت العوامل النفسية تنشط من أجل خلق رواية فلسطينية لها خصوصية متميزة، وما ينطوي عليه ذلک من تأزم وتمرد وثورة ، فجاءت الرواية الفلسطينية حريصة کل الحرص على تصوير البيئة الفلسطينية بکل ما يميزها عن غيرها،فظهرت معظم الروايات الفلسطينية مصورة للبيئة سواء في الريف أو في المدينة والقرى الصغيرة والمتوسطة، وبخاصة القرى لأنها هي التي تکاد تحتفظ بسماتها الفلسطينية الأصيلة الحقة، وقد تمثلت هذه الخصوصية في رواية المتشائل لإميل حبيبي ونتعامل معها بوصفها نموذجاً يجسد خصوصيته الرواية الفلسطينية ، فجاءت هذه الرواية تؤرخ للنکبتين اللتين حلتا بالشعب الفلسطيني.

تدور فکرة هذه الرواية حول نموذج الإنسان الفلسطيني العاجز عن فعل أي شيء في مواجهة العدو، فشخصية المتشائل تمثل تجربة الفلسطيني العاجز وهو يبحث عن طريق الخلاص، هذا الخلاص الوهمي الذي جاء من خلال تعامله مع الآخر المحتل والذي يکشف بالنهاية استحالة الاستمرار في علاقته بالآخر المحتل، وفي الوقت نفسه يصور حياة شعب بأکمله في ظل الاحتلال.

جاءت هذه الرواية مستخدمة تقنية سردية تنتشر على امتداد الرواية متمثلة بمجموعة من الرسائل، والتي يسرد فيها الراوي الأحداث بالاعتماد على الشخصيات، فکان الراوي يتصرف بالأبعاد النفسية التي تحکم الشخصيات متمثلة في شخصية سعيد المتشائل وعلاقته بالآخر الصهيوني حيث تعکس في مجمل بنيتها السردية واقع الإنسان الفلسطيني بعد لاحتلال، هذا الواقع الذي انعکس سلباً على الأبعاد النفسية للعلاقات الاجتماعية، فجعل منها علاقات نفعية مادية في ظاهرها، وجوفاء ممزقة في باطنها، أما شخصيات هذه الرواية فهم:

1 - سعيد المتشائل: وهو بطل الرواية، ويعده معظم الذين کتبوا عنه نموذجاً انهزامياً کان ولاؤه للعدو، فظهر رمزاً لکل المتخاذلين الذين يعشون بيننا.

2 - باقية: فتاة تزوجها سعيد ورزق منها بمولودة، تدخلت السلطة حتى في تسمية هذا المولود وسمته (ولاء) ولعل الاسم يحمل دلالة معنوية تدل على الطاعة والانقياد للآخر، کنه لم يکن کذلک.

3 - يعاد الأولى : الفتاة التي أحبها بطل الرواية سعيد المتشائل ثم أبعدته ظروف نکبة عام 1984م، عنها ثم التقاها بعد النکبة، ثم ابتعدت عنه وهي في الرواية رمز للعودة.

4- يعاد الثانية : وهي ابنة يعاد الأولى.

5-يعقوب : رجل مخابرات وهو على صلة وثيقة بسعيد المتشائل وهو مسؤول عنه.

6 - سفسارشک : شخصية إسرائيلية، صاحبة قوة ونفوذ في دولة الاحتلال.

7 - الرجل الکبير : قصير القامة( الربعة ) ذو النظارات السوداء ، مسؤول أعلى في المخابرات الإسرائيلية([xxvi]).

 

الزمان والمکان

للزمن خصوصية في رواية المتشائل؛ لأنه أخذ منذ البداية يؤرخ للنکبتين فيمتد زمن الرواية منذ عام 1984م، إلى ما بعد النکبة الثانية 1967م ، أما بالنسبة للحکاية أو الزمان أو الأحداث فقد جاءت منسجمة مع متطلبات البيئة الروائية شکلاً ومضموناً، فمن ناحية الشکل يشير عنوان الرواية " الوقائع " إلى أحداث قد وقعت بالفعل ، ثم الإحساس بهذه الأحداث التي تتطلب وجود عامل الزمن المتتابع، وقد جعل إميل حبيبي روايته تدور عبر فترة زمنية واسعة جداً، فهي تمتد على مساحة عام 1984م فما قبل، إلى وقت الانتهاء من کتابة هذه الرواية والزمن لا ينتهي إلى هذا الحد لأن إميل حبيبي يحاول مع القارئ في نهاية الرواية أن يستمر ويتابع معه في البحث عن سعيد أبي النحس.

وربما تتضح خصوصية الزمان والمکان  في رواية المتشائل في أنها جاءت تؤرخ للنکبتين" فهي تتحدث عن الزمان والمکان الفلسطيني، إلا أن السياسي وفق تصوري لم يطغ على الأدبي، أن الرؤية الفنية، في المتشائل لم تختف وراء السياسي، فقد امتلک إميل حبيبي من الوعي والخبرة والممارسة والحساسية الفنية ما أهله لأن يقدم نصاً مبدعاً، ومکنه من تحديد ملامح بطله بدقة وترکه يعيش زمانه ومکانه، ويتحرک في أرض الواقع مصوراً قوته وضعفه، ورفضه ومهادنته، ذکاءه وغباءه بعد أن وضعه في دائرة الضوء وترک له حرية التصرف، ولم يتدخل في حرکة بطله الداخلية، بل ظل بطله إنساناً حتى العظم، وقد استطاع إميل حبيبي المبدع أن يحيا وطنه وهموم وطنه التاريخية والسياسية في نسيج حياته الشخصية".([xxvii]) 

أما التقنية السردية التي أستخدمها إميل حبيبي في أسلوب الرسائل التي فرق فيها بين عدة أساليب سردية في الکاتبة مثل: المذکرات والتداعي والمنولوج. وهناک مواقف کثيرة جاءت على لسان البطل يحدث فيها نفسه" وکنت کلما أمعن في هذا التلقين ازداد يقيناً أنه لا فرق بين ما هو مطلوب، فإن السجن وما هو مطلوب من خارج حتى صحت من شدة الاستحسان ما شاء الله" ([xxviii]).

فظهر هذا الأسلوب السردي بلسان المتکلم، ولکنه جاء بأسلوب ساخر فتميز عطاء إميل حبيبي الأدبي والفني بترسيخه لأسلوب جديد في الرواية الفلسطينية والأدب الفلسطيني بشکل عام مستخدماً الأسلوب الساخر، حيث غابت البسمة عنه لشدة وطأة الأحداث التي ألمت بشعب فلسطين، فکأنما لم يعد في حياة هذا الشعب متسع من الوقت لممارسة حقه الإنساني في العمل، کغيره من الشعوب ، أننا نقف أمام نموذج أدبي ساخر في شکله، ولکنه جاد في ضمونه فشخصية سعيد المتشائل هي الشخصية المحورية، إنها شخصية ساخرة هازلة في ترکيبها، فسعيد أبي النحس عاش واقعاً مأساوياً  شهد أحداثاً درامية متتالية، فالشخصية تدعي العظمة ولکن بأسلوب ساخر من خلال علاقة سعيد أبي النحس بالرجل الکبير عندما يقول:" لم يشأ الرجل الکبير إلا أن يصطحبني إلى بيت خالتي فيسلمني إلى مدير السجن تسليم اليد باليد([xxix])

أما المکان : فنجد للمکان الروائي أهمية کبيرة في الرواية الفلسطينية بخاصة نتيجة للاحتلال والبعد عن الوطن وإذا کانت الرواية في المقام الأول فناً زمانياً يضاهي الموسيقى في بعض تکوينات خضوعه لمقاييس معينة مثل: الإيقاع ودرجة السرعة،فأنها من جانب آخر تشبه الفنون التشکيلية من رسم، ونحت في تشکيلها للمکان([xxx]).

ويمکن أن يأتي المکان عنصراً تابعاً للزمان الروائي نظراً لارتباط المکان بتقنية الوصف الزمانية، وهذا لا يقلل من أهميته-  في شيء خاصة إذا کانت العلاقة وطيدة بين عنصري الزمان والمکان إلى الحد الذي لا يمکن فيه "تناول المکان بمعزل عن تضمين الزمان، کما يستحيل تناول في دراسة تنصب على عمل سردي أن لا ينشأ عن ذلک مفهوم المکان في أي مظهر من مظاهره"([xxxi])   ،   أما فضاء الرواية، فهو الأرض الفلسطينية بمدنها وقراها وجبالها وسهولها، فهي رواية تحمل صورة الأرض  الفلسطينية بتفاصيلها الجغرافية والبشرية والعرقية. وبالإضافة إلى المکان- الأرض- يحدد إميل حبيبي مکاناً آخر من خلال وجود الرجال الفضائيين الذين أنقذوا أباً النحس المتشائل، ورفعوه عن خازوقه ثم أخذوه إلى ما وراء العالم الآخر ومن هناک بدأ يبعث الرسائل إلى الراوي التي کشفت الکثير من الوقائع الغريبة وعن سبب اختفائه.

الشخصيات:

إن النص الروائي من حيث کونه حکاية يفترض فيه تقديم أحداث تستند إلى شخصيات، وقد تشترک بتقديم حدث واحد کما قد تقوم بعدة أحداث، إذ أن هناک علاقة أکيدة بين الشخصية والحدث. أما رواية المتشائل فإنها تعکس في مجمل بنيتها السردية واقع الإنسان الفلسطيني بعد الاحتلال، هذا الواقع الذي انعکس سلباً على الأبعاد النفسية للعلاقات الاجتماعية، فجعل منها علاقات نفعية مادية في ظاهرها وجوفاء محترقة في باطنها، فقد اتصفت الشخصيات بالثنائية الضدية من حيث القبول والرفض، الظلم والإذعان، وهذه الثنائية قد سيطرت على شخصيات الرواية بشکل أو بآخر .

شخصية بطل الرواية أبي النحس تشير إلى رؤية الکاتب حول الواقع الذي يعيشه وهوالذي يمثل واقع الشعب الفلسطيني، ومن خلال هذه الشخصية يحاول أن يجد طريقة للخلاص من هذا الواقع.

ولعلنا نلمس هنا التناقضات ما بين المحتل صاحب القوة، والأنا المتمثلة في الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الظلم والاضطهاد، فجعل لهذه الشخصية المقدرة على خلق الطرافة والهزل والسخرية، فهذه الشخصية هي محور تجتمع فيها جميع المتناقضات وتتصارع : کالعلم والغيب ، الثقافة والجهل، الخضوع والرفض، والذکاء والغباء(أو ادعائه)،الغرور وتحقير الذات، وتظل الطيبة والعفوية من أبرز سماتها"([xxxii]).

أما المحور الذي اختاره إميل حبيبي لرواية المتشائل هو الصراع بين الأنا والآخر صراعاً سياسياً وعسکرياً . لکنه جعل الصراع النفسي في شخصية سعيد المتشائل المنهزم محوراً لروايته، وتمثل هذه مرحلة حاسمة، وهي مرحلة الاحتلال والاغتصاب لأرض فلسطين، فظهرت نبرة الأسلوب الذاتي أو أسلوب الرسائل التي تتجه نحو الخضوع في رسائله، وخاصة عندما يکون الحوار بين الأنا والآخر،فشخصية سعيد المتشائل تکاد تکون معدومة، تستجيب بسرعة دون أن تعطي لنفسها فرصة التفکير "فقال : انکتم،  فانکتمت"([xxxiii]) "فزجرني فانزجرت([xxxiv]) إذن فلا نجد من سعيد سوى الإذعان المستمر والطاعة العمياء.

إن حياة سعيد التي عاشها في إسرائيل منذ بدايتها کما يقول هي فضلة عبر عنها بأسلوب سردي ساخر وهذه الفضلة حمار، ففي الحوادث کمنوا لنا وأطلقوا الرصاص علينا. فصرعوا والدي رحمة الله عليه- ، أما أنا فوقع بيني وبينهم حمار سائب. فجندلوه. فنفق عوضاً عني. إن حياتي التي عشتها في إسرائيل بعد هي فضلة هذه الداية المسکينة"([xxxv]).

ومع أن شخصية سعيد بقيت ثابتة من الناحية الفکرية والانتماء، لکنها کانت نامية على النقيض من خلال تعرفها على بعض الشخصيات الأخرى المحيطة به مثل: يعاد الأولى ويعاد الثانية ، وباقية التي تزوجها يعقوب، وفي نفس الوقت کانت هذه الشخصية متميزة بالمعرفة وکثرة الاکتشافات، "ففي کل فصل وفي کل عنوان نجد أبا النحس يکتشف شيئاً جديداً قد يتعلق هذا الشيء بما هو حوله مثل: اکتشافه لکثير من أسرار الرجل الکبير ومعلمه يعقوب ويعاد وباقية وآخرين، فالشخصية إذن لا تنحصر ضمن إطارها بل تنعکس على شخصيات کثيرة مما يؤکد اعتقادنا بأن أبا النحس شخصية أسطورية ترمز إلى طبقة من الطبقات الانهزامية هي طبقة العملاء الذين يتعاونون مع الاحتلال"([xxxvi]).

لقد عاش بطل الرواية سعيد المتشائل مهزوماً على المستويين الوطني والنفسي،فقد عاش مستسلماً في بداية حياته متحرراً قوياً في النهاية، أنها حياة سعيد أبى النحس التي تمثل قصة الشعب الفلسطيني خلال العشرين عاماً التي استمرت تحت الاحتلال،لقد عبر عن هذا بأسلوب سردي ذا بعد دلالي متحيز جاء بواسطة ضمير المتکلم ،يقول: "لقد عشت في الدار الخارجة، خارج الدياميس عشرين عاماً وأنا أريد أن أتنفس فأعجز کالغريق عن التنفس، ولکنني لا أموت وأريد أن أنطلق فأعجز کالسجين من الانطلاق ولکنني أبقى حراً" ([xxxvii])لقد صور نفسه خلال العشرين عاماً الماضية انهزامياً يقول: "عشرين عاماً أهر وأموء حتى أصبح هذا الحل يقيناً في خاطري فإذا رأيت هرة توسوست لعلها والدتي رحمها الله فأهش لها وأبش  وکنا نتماوا أحياناً"([xxxviii]).

أما المرأة في رواية الوقائع الغريبة تبقى رمزاً وتظل الأسماء تحمل دلالات رمزية . فالدلالة الإيجابية لاسم "يعاد" الذي يوحي بالعودة. إنها المرأة التي أُخرجت وأبعدت عن الأرض الفلسطينية قسراً، وأن انتزاع يعاد من بيتها أنما هو رمز لاقتلاع شعب من أرضه، لکن يعاد تُرَدِّد مخاطبة سعيد "سعيد يا سعيد لا يهمک فإنني عائدة"([xxxix]) إذن يعاد لديها إصرار على العودة، لکن باقية والتي ترمز لِمن بقي في فلسطين ولأرض فلسطين الباقية، أما ولاء فکان الآخر يعتقد بأن يکون موالياً له في المستقبل وهو رمز للجيل الجديد لولادة الآخر ولکنه لم يکن موالياً للعدو حيث شکل خلية سرية لضرب العدو.

وفي داخل السجن عندما التقى سعيد المتشائل بالفدائي سعيد أبن يعاد الأولى کانت بداية التحول بعد هذا اللقاء، لکن التحول لم يکن مطلقاً للخدمة الطويلة للآخر والمغالاة في هذه الخدمة والولاء له . وبعدم أن يکتشف سعيد أبي النحس جوهر التناقض بينه وبين سعيد الفدائي بدأ هذا التحول البسيط، فکان بمثابة الصحوة وامتداداً لبذرة الانتماء التي حملها معه طويلاً ، وکلما زاد القمع کلما زاد التحول عند سعيد "دوسي أيتها الأقدام الضخمة على صدري! اخنقي أنفاسي أيتها الغرف السوداء أطبقي على جسدي العاجز! فلولاکم لما اجتمعنا من جديد"([xl]).

وبعد هذه الصحوة يجد سعيد أبي النحس نفسه جالساً على خازوق، فبقي سعيد وحيداً على خازوقه ينظر إلى الجميع من أعلى خازوقه يقول: فأين صديقي القديم يعقوب. وکان حزيناً فصمت به: الخازوق ، يا صديقَ العمر! قال : کلنا نقعد عليه! قلت ولکنني لا أراکم! قال ولا نحن نرى أحداً . کل وخازوقه وحيد. وهذا هو خازوقنا المشترک ومضى.

ويتابع السرد تسلسل الأحداث بحضور الرجل الکبير عندما يقول: وأتاني الرجل الکبير. وکان مذهولاً. فصحت به: الخازوق يا عم! قال: ما هو بخازوق بل هوائي تلفزيون. صار الواحد منکم مثل الراکب في غواصة کلما أوغلتم في العمق زودتم الهوائي ارتفاعاً . اقعد على هوائيک واسترح. ومضى.

وأتاني الشاب الذي يتأبط الجريدة. وکان شاباً. فصمت به: الخازوق ، يا ولد! قال: الذي لا يريد أن يعقد عليه ينزل إلى الشارع معنا. لا بديل ثالث، فاختر! ومضى في الشارع. ألا يوجد لي مکان تحت الشمس إلا فوق هذا الخازوق؟ ألا يوجد لديکم خازوق أقصر ارتفاعاً أقعد عليه؟ ربع خازوق، نصف خازوق، ثلاثة أرباع خازوق؟

وأتتني يعاد الأولى فمددت لها يدي حتى أرفعها إلى فوق. فأمسکت بيدي وأخذت تشدني إلى قبر الغربة. فتشبثت بخازوق. ثم أتتني باقية منادية أن أنزل فقد بنى لک ولاء إلى جانب قصره من صدف البحر. فتشبثت بخازوقي. وأتاني سعيد الفدائي ابن يعاد، وهو يلوح بعباءته الأرجوانية ويناديني: تعال يا والدي أدفئک بعباءتي! فتشبثت بخازوقي.

ورأيت الشاب الذي يتأبط الجريدة وقد تأبط فأساً. ثم رأيته يهوي بفأسه على قاعدة الخازوق وهو يقول: أريد أن أنقذک! فصحت به أن کف لئلا أقع وتشبثت بخازوقي([xli]).

نلاحظ من خلال هذا النص بأنه قد طُرح على سعيد عدة حلول وخيارات. وما کان عليه إلا أن يختار، فقد طرح عليه الحل الثوري من قبل الشاب الثوري الذي کان يحمل جريدة الحزب، فاختار سعيد الخازوق. کما طرح عليه من قبل الرجل الکبير بأن موه عليه بان يجلس عليه ليس بخازوق. وهناک خيار من يعاد التي حاولت أن تشده معها لکنه حاول أن يرفعها معه على الخازوق. وثمة خيار آخر تطرحه عليه باقية متمثلا بولاء وسعيد القدائي، عليک بالمقاومة. فقد بنى لک ولاء بيتا من صدف البحر. لکن مطالبة سعيد لا تتجاوز سوى خازوق أقصر ويرفض أن تمد له يد المساعدة متشبثاً بخازوقه.

إن کل هذه الخيارات التي قدمت له يرفضها ويتمسک بالخازوق وينتظر الحل الغيبي الذي هيأ نفسه لتقبل هذا الاختيار متمثلا بالرجل الفضائي، "إن هذا الاختيار، لا يقود سعيد إلى عالمه المادي، بل يقوده إلى عزلة عقلية تتمثل ورؤيتها في الجنون الذي قاد نفسه إليه، تلک هي نهايته، وکل ما اعتقده حول وجود الکائن الغيبي الذي ذهب معه، لم يکن سوى محض خيالات وأوهام"([xlii]).

تلک هي نهاية سعيد آبي النحس المتشائل حين اختار غيمة تمر في السماء وتمضي لتشرق الشمس بعدها، فکانت هذه رؤية يعاد الأولى حينما نظرت إلى السماء فنظرت إلى سعيد الراحل في الفضاء على ظهر الرجل الفضائي. لقد أراح واستراح ولکن يعاد الثانية اکتفت بخبر وفاته.

إن إميل حبيبي في هذه الرواية نجده يختلف کشخص له موقفه ونظرته الخاصة إلى الذات والحياة وهکذا يتحرک السرد عنده باتجاهين:

الأول: الزمن الماضي ليروي فيه عن التاريخ.

الثاني: الحاضر وواقع الاحتلال والظلم والإذعان الذي يعيشه، فجاءت التقنية السردية التي يسرد فيها إميل حبيبي أحداثه في رواية المتشائل هي المزج بين أسلوبين من أساليب السرد هما: الرؤيا الداخلية والرؤيا الخارجية. فقدم من خلالهما نماذج لأدب المقاومة الثورية متمثلة بسعيد الفدائي والشاب متأبط الجريدة.

 

2. الطابع السياسي

لقد کان للأحداث المتتالية على فلسطين اثر کبير في فترات التحول الاجتماعي والحضاري والثقافي والسياسي، کما تميزت فترة التحول بحدة الصراع بين الأنا والآخر، الأنا المتثبت في أعماق الوجدان الجمعي والفردي على السواء، والآخر الزاحف المتسلق والمغتصب. هذه أحد المحاور التي أثرت في الرواية الفلسطينية وجعلها تتميز بطابع سياسي، فظهرت صورة الصحراء في رواية "رجال في الشمس" لغسان کنفاني فکان للهروب من الذات إلى الموت. أما الصحراء في رواية "ما رجال في الشمس" فقد جاءت مساحة للصراع مع العدو، أنها جسر للعبور إلى الذات لذلک يموت الفلسطينيون الثلاثة في الخزان دون أن يروا عددهم. أما في رواية ما "تبقى لکم" يرى الفلسطيني عدوه الداخلي والخارجي، فيقتل الاثنين في لحظة واحدة"([xliii]).

وبسبب اغتصاب فلسطين کان لا بد للرواية الفلسطينية أن تتجه نحو السياسية من اجل تصوير الواقع محاولة منها إبراز وجهة النظر الفلسطينية أمام الرأي العام التي أصبحت أکثر انتشاراً.

  وتأتي خصوصية الرواية الفلسطينية في النماذج الروائية التي لا تستمد ذاتيتها من الأوصاف التي يسبغها الراوي على المواقع التفصيلية. بل هناک نبع آخر لهذه الخصوصية وهو النموذج البشري، نموذج الفلسطيني المشرد المسحوق من کل الجوانب، الذي اغتصب العدو أرضه وطرده منها، فکان الفلسطيني يعيش حالة من الاستلاب النفسي والاجتماعي لمکاني.

لقد بدأ غسان کنفاني في رواية "العاشق" عام 1966م، في بداية حرکة المقاومة والکفاح المسلح، فجاءت استمرارية لما سبقها من جهود روائية تدعم عنصر الکفاح للشعب الفلسطيني "ولا تتحقق کونية الفن إلا من خلال خصوصيته، وبقدر التصاق غسان کنفاني بخصوصية التجربة الفلسطينية والتزامه بالتعبير عنها، فإنه استطاع الانطلاق بتلقائية إلى رواية العالم، ليتحقق في ذلک اللقاء والتطابق بين الهم الفلسطيني بتفاصيله والهموم الإنسانية بعموميتها، حيث يمتلک الجزء قوة التعبير عن کلية أشمل"([xliv]).

وإذا تحدثنا عن فلسطين المکان فهي تمثل ثنائية متلازمة بالنسبة للفلسطيني، فلسطين المکان، والأرض، والوطن، وتنبع خصوصية هذا المکان بأنه أرض الشتات والشهداء، وأرض الديانات والمقدسات، ويتحدث کنفاني عن فلسطين "إن فلسطين تمثل العالم برمته في قصصي"([xlv]).

لقد تميزت کتابات کنفاني بأنه لا يتناول الفرد الفلسطيني فحسب، بل يتناول حالة إنسانية عامة،هذه الحالة الإنسانية تعاني من المشاکل التي تحيط بها من کل جانب. وجاءت هذه الحالة اکثر ظهورا عند الإنسان الفلسطيني، فعندما کان يکتب "عن فلسطين کقضية قائمة بحد ذاتها. وعن الأطفال الفلسطينيين وعن الإنسان الفلسطيني، وعن آمال الفلسطينيين بحد ذاتها کأشياء منفصلة عن عالمنا هذا مستقلة وقائمة بذاتها کوقائع فلسطينية محضة([xlvi]).

وبقدر ما يصور لنا غسان کنفاني هذا الواقع وعن مفهومه المستمد من قضية فلسطين بقدر ما يصور لنا أيضا معنى الرحيل والخروج والأبعاد معنى الفقر، فيما يمتد هذا ليشمل الأرض والبيت والوطن والذکريات والطفولة ، فيقول تبين لي أنني أصبحت أرى فلسطين رمزاً إنسانياً متکاملا، فأنها عندما اکتب عن عائلة فلسطينية، فإنما اکتب في الواقع عن تجربة إنسانية، ولا توجد في العالم مشکلة غير متمثلة في المأساة الفلسطينية"([xlvii]). وهذه الجوانب التي ميزت الرواية الفلسطينية وجعلت لها  خصوصية تميزها في ذاتها.

أما الرواية فقد کانت عند کنفاني أکثر من مجرد المجابهة، فمن خلالها عبر عن الواقع الذي تعيشه فلسطين بما فيها من احتلال واغتصاب وقتل وتشريد مستذکرا الماضي ليوقظه ويحييه من أجل مجابهة الحاضر، إن غسان کنفاني قد جعل للرواية الفلسطينية خصوصيتها المتميزة.من خلال تطور الوعي السياسي لديه مما انعکس هذا مباشرة على أعماله الروائية، ففي رواياته الأربعة التي نشرها قبل استشهاده ترسم بکثافتها الشديدة خصوصية الرواية الفلسطينية ورحلة الفلسطيني من الفرار إلى المواجهة. ففي رواية "رجال في الشمس" جاءت هذه الرواية ترسم رحلة الفرار الجهنمية من المنفى إلى لظى الصحراء الحارقة الممتدة على طول الطريق من البصرة إلى الکويت، فجاءت هذه الرواية تلخيصا لعلاقات اجتماعية سياسية ولدت وتشابکت مشکلة علاقات ودلالات من خلال ارتباطها بخصوصية الزمان والمکان واللغة ثم البعد الإنساني سواء کان ظاهراً أم رمزا أم إشارة.

وتتمثل هذه الخصوصية في روايات غسان کنفاني بشکل لافت للنظر ونحاول أن نختصر الحديث عن هذه الخصوصية في رواية "رجال في الشمس".

تدور فکرة هذه الرواية حول رحلة ثلاثة رجال من فلسطين إلى الکويت عبر الصحراء بطريقة غير شرعية. لکن الرجال الثلاثة ماتوا دون مواجهة العدو. کما وتصور رحلة الشعب الفلسطيني، رحلة المواجهة مع المصير، ثم جاءت لتصف حالة الشعب الفلسطيني بعد نکبة 1948م، فهي ليست إلا رحلة من العذاب والمشقة والبحث عن المصير.

أما أبطال هذه الرواية فهم:

1. أبو القيس: وهو مزارع فلسطيني طرد من أرضه وسلب منه کل شيء حتى زوجته وطفليه ترکهما في المخيم وعزم على السفر.

2.   أسعد: مناضل فلسطيني مطلوب للقبض عليه بسبب تصديه للعدو. يضطر لاستدانة بعض النقود من أجل الهرب.

3.  مروان: وهو شاب صغير لکنه تحمل مسؤولية الإنفاق على أمه وإخوانه في المخيم بعد أن تزوج والده من زوجة أخرى وشقيقه الذي يعمل في الکويت تخلى عنهم أيضا بسبب زواجه وأصبح له مسؤولياته الخاصة .

4.   أبو الخيزران: وهو سائق السيارة الذي حملهم معه إلى الکويت من أجل العمل هناک فقد رجولته أثناء الحرب.

لقد قدمت رواية "رجال في الشمس" رحلة العذاب الفلسطيني في صورة فنية ظهرت فيها خصوصية الرواية الفلسطينية من خلال الزمان والمکان بشکل خاص مؤکدة بذلک هذه الخصوصية.

وعند الحديث عن رجال في الشمس يعود إلى الذهن سؤال: ما الذي جعل والد مروان  يترک زوجته و أبناءه ويتزوج من أخرى؟ على الرغم من أنها عرجاء قطعت رجلها بسبب القصف، إذن هناک وضع نفسي. وهو حياة المخيم، وبيوت الطين. هذا المکان الذي کان له وضع نفسي  قائم على الإنسان الفلسطيني، هو الذي جعل والد مروان وغيره يتخلون عن کل شيء من اجل أن يلبي طموحه، فکان طموح والد مروان أن يترک بيت الطين ويسکن في بيت من الإسمنت. وهذا ما وجد عند شفيقة العرجا، ومنظرها هي أيضا يدعو للشفقة، فکان "وجهها جميلا، ولکنه حاد الملامح مثل وجوه کل أولئک المرضى الذين لا يرجى لهم الشفاء أو کانت شفتها السفلى مقوسة کأنها على وشک أن تبکي"([xlviii]).

لقد صور کنفاني هذه الشخصيات ليعبر من خلالها عن مصير أمة بکاملها، ومن خلال سفر أبطال هذه الرواية مع" أبو الخيزران " کل منهم کان يحلم أن يصل الکويت ويقطع هذه المسافات الطويلة فى الحر اللاذع. مروان وأسعد ما زالا في مقتبل العمر لم يکن لهما تجربة بالسفر ومواجهة الصعاب، وأبو القيس الرجل الکهل المزارع الذي تعود أن يعمل بين المياه والخضرة، نجده الآن يتوجه إلى عمق الصحراء فوق الرمال تحت الشمس الحارقة، إذن هو قدر الشعب الفلسطيني الذي اصبح غريباً بين المجتمعات.

يشبه کنفاني هذا العالم بأنه کالجرذان يأکل الکبير منه الصغير، ثم نجد الدليل يوجه حديثه لأسعد ويقول له:"حاذر أن تأکلک الجرذان قبل أن تسافر"([xlix]) وبعد أن بدأ المسافرون الثلاثة رحيلهم بسلام وانطلقوا متجهين إلى الکويت إلا أن القدر کان له رأى آخر. فقد مات الرجال الثلاثة داخل الخزان خنقا تحت وطأة الشمس الحارقة " وقبل أن يصلوا نجد أن ساعاتهم قد استقرت في جوف الجرذ الذي رافقهم: أبو الخيزران"([l]).

وللزمان والمکان خصوصية ودلالة مميزة في رواية"رجال في الشمس" بسبب الاقتلاع والنفي القسري للإنسان الفلسطيني عن أرضه "فالخزان  هو الزمن الفلسطيني (العربي)، زمن جامد يتحرک من خارجه، من خارج إرادات الذين يفترض فيهم صناعة الزمن هو هنا لحظات، ست دقائق: يقول أبو الخيزران؛ لکن الدقائق جاءت خافته سريعة ملتهبة. قرارها خارج الرمال الذين ارتضوا الخزان، هربا من خزان المخيم. فکما يتحکم البوليس بأطراف المخيم يتحکم البوليس بأطراف الخزان وکما يصنع البوليس زمن المخيم يصنع رجال الحدود زمن موت الرجال الثلاثة في خزان الماء!

لقد فرضت تجربة الاقتلاع التي عاشها الشعب الفلسطيني والنفي القسري عن أرضه نوعاً من الخصوصية من خلال علاقته مع الزمان والمکان ففي الرواية الفلسطينية لا يقدم المکان دلالته من ذاته للمکان فحسب، و إنما يکتسب من الزمان دلالات أخرى لها دلالات نفسية داخل الشخصيات، فالزمن يترک أثره على الإنسان فيغير من ملامحه فنجد التجاعيد تعلو الوجه، ثم يتحول لون الشعر إلى البياض ثم انحناء الظهر وغيره من الملامح.

فالزمن يقترن بحرکة المخلوقات فلا قيمة للزمن إذن مع السکون ولا قيمة للزمن خارج وعي الإنسان، فالإنسان هو الذي يعطي الزمن مفهوماً محدداً سلباً أو إيجابا من خلال تأثيره النفسي والاجتماعي والثقافي.

إذن يشکل الزمن عاملا مهما في الرواية بشکل عام وللفلسطيني بشکل خاص، فقد شکل الزمن بعدا هاما في الرواية الفلسطينية، وبهذا فقد تلون الزمن في الروايات الفلسطينية، حسب طبيعة ونفسية الإنسان الفلسطيني، ولطبيعة الأحداث وانعکاسها على نفسيه الإنسان الفلسطيني ففي رواية "سجينة" على سبيل المثال لم تعد أم صابر "تتذکر عندما ترى الشجرة إلا بضعة أيام… يوم نزلت إلى  المدينة  تشتري الکفن لزوجها… ويوم ودعت صابر عندما ذهب إلى الجامعة للمرة الأولى … نعمم وتتذکر أنها ذات يوم، وهي في الرابعة عشرة من عمرها وقفت تحت الشجرة نفسها ثلاث ساعات قبل أن تأتي سيارة تقلها إلى المدينة مع والدتها الحاجة عائشة لشراء حاجات العريس…"([li]) نلاحظ أن المکان قد استدعى من ذاکرة أم صابر ذکريات ترکت للزمان أثره على نفسيه أم صابر، أما غسان کنفاني فيقدم لنا الزمان الذي يدق دقاته القاسية على رجال الخزان الثلاثة.

لا شک أن الزمن التاريخي الذي يسوقه السارد يظهر بشکل واضح في الرواية الفلسطينية فالقارئ يجد أن الاحتلال والهجرة اليهودية لها علاقة وثيقة بتواريخ هامة في الرواية الفلسطينية، فنجد احمد حرب في روايته "إسماعيل" يقول:هاجرت سنة 1935 م، … حيث جئت هنا ابحث عن السلام لا عن المال. جئت هنا ابحث عن ارض، عن هوية، عن الحب الضائع منذ ألفى عام. حاربت في عام 1948م، في 56، في 67، 73، وفقدت ابني الأکبر في حرب حزيران، فقد على الجبهة في أورشليم، لم نجد له أثراً، وأمة تعيش زي المجنونة"([lii]) لقد رکز احمد حرب على عامل الزمن في هذا المقطع من روايته من اجل أن يجد له حلا لکنه ارتبط بألم هذه الحروب بأزمنة لها حضور واضح بين طرفي الصراع الأنا والآخر.

إن الدارس لرواية "رجال في الشمس"يجدها مليئة بالصور الرمزية التي أصبحت نارا وجحيما تحرق الفلسطيني. هذا العذاب الذي يعادل الواقع الفلسطيني في المنفى والداخل والمحاولات للهروب من هذا الواقع الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني.

وهذه صورة تمثل المخاطرة في الحياة لمن يريد الوصول إلى الکويت فعليه أن يمر بصحراء العذاب والشقاء "الشمس في وسط السماء ترسم فوق الصحراء قبة عريضة من لهب ابيض، وشريط الغبار يعکس وهجاً يکاد يعمي العيون… کأن هذا الخلاء عملاق خفي يجلد رؤوسهم بسياط من نار وقار مغلي"([liii]).

لقد أصبحت هذه الصحراء الملتهبة کجهنم، وهي الطريق الذي لا بد منه من أجل الوصول إلى بر الأمان. لقد صور غسان کنفاني المنفى کجهنم بالنسبة للفلسطينيين " وأن جهنم الفلسطيني في المنفى تتجسد في صورة أکثر عنفاً وتصدم الإنسان بقدر ما في الواقع نفسه من قيمة صادقة… إن هذه الشخصيات ليس عليها فقط أن تمر من الصحراء العربية وتصطلي بنارها، ولکن عليها أيضا أن تتماشى حرس الحدود لأنها تدخل الکويت مهربة فيخفيها السائق في مخزن الماء الضخم الذي على ظهر السيارة الخالي طبعا من المياه"([liv]).

 

هذه أهم الطرق  التي تمنح لهم السعادة والأمل في الوصول إلى الکويت لا بد من الاختفاء داخل خزان المياه وعندما دخلوا إلى الخزان کانوا يصيحون هذه جهنم تتقد ناراً.

إن رواية کنفاني " رجال في الشمس" ما هي إلا تصور حقيقي لأمة في فترة تاريخية قدمت بأسلوب سردي تقني لافت للنظر، فجاءت تمثل الرؤية الخاصة بالواقع الفلسطيني من خلال الاستخدام المستمر للصورة والرمز.

 

خصوصية المکان: 

 " ففلسطين بالنسبة للفلسطيني هي المکان وهي الزمان وأرض الشهداء والمقدسات، وهي الوطن والحنين والانتماء إليه، ويرى أفنان القاسم أن "الوطن هو الأرض وأين هي الأرض؟ اغتصبوها واقتلعونا منها ليقذفوا بنا في العذاب، نحن جيل العذاب!  والموت هو سيدنا ومولانا! ومع هذا إذا سألت عنا تجدنا کلنا نريد استرجاع الأرض، ولکن کيف ونحن لا نعرف بعد طريقا لتحقيق ذلک"([lv]).

 

لقد ظهر المکان في الرواية الفلسطينية بشکل جلي بصوره المختلفة، فجاء المکان في روايتي غسان کنفاني "رجال في الشمس" و "أم سعد" على النقيض في کل منهما بالنسبة للفلسطيني، ففي رواية "رجال في الشمس" حين غرق الرجال الثلاثة في أوهام المکان، هذا المکان البديل الذي اصبح بالنهاية مقبرة جماعية للرجال الثلاثة، أما في رواية " أم سعد" التي تعيش في تفاصيل هذا الزمن الحاضر نجدها تقترب اکثر من المکان من اجل تحقيق الحلم  ،  فالصحراء التي کانت مقبرة جماعية للرجال الثلاثة في رجال في الشمس تتحول في رواية ما تبقى لکم إلى متنفس، فأصبحت الصحراء أليفة بالنسبة لهم على الرغم من غموضها.

"رآها الآن لأول مرة مخلوقا يتنفس على امتداد البصر، غامضاً ومريعاً وأليفاً في وقت واحد، يتقلب في تموج الضوء الذي أخذ يوحد منسحبا خطوة خطوة أمام نزول السماء السوداء من فوق"([lvi]).

هکذا برزت صورة الصحراء في الروايتين، فکانت في الأولى مکانا للموت وفي الثانية مکانا للمواجهة والحياة. ويرى الباحث أن رواية "ما تبقى لکم" هي رواية الزمان والمکان معا، أما رواية " أم سعد" فهي رواية الزمان" مثل دقات الساعة جاءت هذه المرأة" تجيء دائماً، تصعد من قلب الأرض، وکأنها ترتقي سلما لا نهاية له"([lvii]).

کما برزت صورة السجن في الرواية الفلسطينية بشکل مميز وهو شکل آخر من أشکال المکان الذي ينزل فيه الإنسان الفلسطيني ويقيم فيه إقامة جبرية، والسجن بشکل عام هو عالم مقابل لعالم الإذلال (فالسجن للرجال)، ويظهر السجن کمکان نتيجة لمواجهته مع الآخر . ففي رواية حمزة يونس " الهروب من سجن الرملة" تظهر صورة المکان - السجن - بکل ما فيه من معانى الظلم والانتقام والقهر من قبل الأخر.

فالسجن إذن لا يظهر في الرواية الفلسطينية مناقضاً لعالم الحرية ولا يبدو مذلا؛لأن السجين هنا يختلف عن معنى السجين المجرم، وما ذلک إلا لأن الرواية الفلسطينية بحد ذاتها هي رواية سياسية وهي في مواجهة مستمرة مع هذا الواقع الذي فرض على الإنسان الفلسطيني وجدير بنا في هذا المقام ان نرصد خصوصية سياسية مهمة للرواية الفلسطينية تتمثل في حالة التشتت التي عانى منها الروائي الفلسطيني في أغلب الأقطار العربية بعيدا عن وطنه و أرضه. فقد انعکس آثار هذا التشتت على کتاباتهم الروائية، لأنه ذاق مرارة الخروج من الوطن وعاش بعيدا عنه بشکل قسري، فجاءت هذه الکتابات تعکس صورة النکبة 1948م، کما أن بعض الروائيين والمثقفين قد تعرضوا للملاحقة المتصلة وخاصة بعد قيام دولة الاحتلال على أرض فلسطين لکنهم استعملوا الکلمة وهي الأداة التي استطاعوا من خلالها مواجهة العدو وکفاحه من اجل الحفاظ على الطابع القومي لعرب فلسطين المحتلة، مؤکدين على عروبة فلسطين، ثم تمجيد الکفاح من اجل الوطن وتصوير حياة العمال العرب والفلاحين البسيطة وما أصابهم على أيدي الآخر المحتل.

لقد تعرضت الرواية الفلسطينية طويلا للأحداث التي عمّت فلسطين والتي عنيت بتصوير حياة بعض الأسرى في المجتمع الفلسطيني، وما کانت تعانيه نفوس الناس قبل النکبة وبعدها، وما کانوا يقدمونه من تضحيات، ثم الابتلاء الذي حل بهم حين اضطروا إلى ترک بلادهم وأوطانهم مهاجرين ونازحين سواء داخل فلسطين أم خارجها.

إن الانصراف شبه الکلي لدى القصاصين إلى معالجة القضية الوطنية والمأساة  الفلسطينية لدى معظم القصص تتميز بشکل الکلاسيکي المتقن، وبترکيزها على القضية الفلسطينية من منطلقات شبه رومانسية، وإن کانت أکثر القصص التي نشرت لهؤلاء الکتاب تميل إلى الترکيز على جوانب البطولة في الکفاح الفلسطيني وتؤکد على حتمية تحرير الأرض"([lviii]).

لقد عاش بعض الروائيين الفلسطينيين خارج فلسطين في الشتات وصدرت لهم أعداد کثيرة من الروايات التي عالجت قضية فلسطين ونکبة 1948، وهزيمة 1967م، ومن هؤلاء نختار جبرا إبراهيم جبرا أنموذجا ليمثل هذه الخصوصية في هذا الاتجاه فکان جبرا إضافة إلى أنه روائي کان شاعراً ومترجماً ورساماً وناقداً، لقد عرف جبرا جميع هذه الوجوه والاتجاهات التي لونت شخصية جبرا الفنية ومن خلال الحديث عن الرواية على أنها محاولة لتبرز ذلک الجانب الأکثر وضوحاً وبرزوا لتلک الشخصية .

وإذا تأملنا قسمات جبرا الإبداعية کما رآها الناقد العربي صلاح فضل لوجدنا "أنه يمکن اختزالها في ثلاثة ملامح؛ يسارة الفکر، وحرکية التقنية الفنية، وشعرية التعبير اللغوي، مما يجعل دوره في تطور السرد العربي الحديث شبيهاً إلى حد کبير بدور "فوکنر" الروائي الأثير لديه- في الآداب الغربية"([lix]).

ولجبرا عدد من الروايات لکننا نختار رواية السفينة کنموذج للحديث عنها متمثلة فيها خصوصية الرواية الفلسطينية، ففي رواية السفينة بدأ الفلسطيني يبحث عن بداية الطريق للعودة إلى الوطن والأرض من المنفى، أما الزمن فحدده الروائي على ظهر السفينة لا يتجاوز الأسبوع. لکن لأهمية الزمن هنا يحاول حبرا أن  يختزل التاريخ فإنه لا يحدد زمن رحلة السفينة بالضبط، لکنها أيام من سنة في الأعوام الأولى للستينات.

تدور أحداث رواية جبرا إبراهيم جبرا "السفينة" على سطح سفينة يونانية سياحية في عرض البحر الأبيض المتوسط (مرکيوليز) في رحلة من ميناء بيروت إلى موانئ أوروبا، يجتمع الرکاب في الدرجة الثانية داخل السفينة مصادفة، فهناک الطبيب "فالح" وزوجته "لمى" وهما شخصيتان عراقيتان، وهناک أربعة شباب مسافرين أحدهم عراقي وفلسطيني وآخران لبنانيان وثمة مجموعة من النساء على متن السفينة، وهناک " رجل فرنسي" عائد بجثة زوجته لتدفن في أرض الوطن، ثم رجل إسباني "غومير" کان يعمل في أحد ملاهي بيروت وهو عائد إلى أرض الوطن من إجازة، فتحدث هناک علاقات متفاوتة بين رکاب السفينة.

تميزت الشخصيات بأنها نمت من خلال ذکرياتها وعلاقاتها مع بعضها نتيجة لعلاقات قديمة، بأسلوب سردي مميز، کما حدث بين عصام ولمى "فان فلسطين عند جبرا محور فقط من محاور عدة، يقيم من خلالها الماضي الذي يحمل في طياته الألم والانکسار النفسي لأغلب رموز السفينة البشرية خاصة الرمز الفلسطيني "وديع عساف"([lx]) فجاءت هذه الرواية تربط الماضي بالحاضر، وتتطلع نحو المستقبل من خلال ارتباط جبرا بفلسطين کوطن.

 

وعلى الرغم من وضوح فلسطين کرمز وحقيقة في کتابات جبرا فهو يرى: انه لم يکتب عنها بالقدر الذي کان يتمنى أن يکتب فيه فهذا ليس حنينا إلى الماضي، وإنما إعادة بلورة لهذا الماضي حتى يبقى دائما في الذاکرة([lxi]). ولعل الفلسطيني المسافر على ظهر السفينة "وديع عساف" يمثل مدى تعلق جبرا بفلسطين، فجاءت هذه الشخصية تمثل رؤية جبرا تجاه الأرض والوطن "يقولون عني: انحطاطي ماکر يناقض نفسه، يعبد القرش ما عادت أرضه تعني له شيئا، کأنهم يريدونني أن احمل حفنة من ترابها في کيس من ورق في جيبي دليلا على ألمي، وأنا احمل صخورها البرکانية الزرقاء کلها في دمي…"([lxii]).

لقد ظهرت فلسطين "شعبا و أرضاً، مستقراً…، ماثلة في کتابات جبرا، من خلال امتزاجها بکل ما في هذا الواقع الذي يلف الفلسطيني، وجبرا يتکئ باستمرار على الماضي لأنه يطمح إلى الدخول في المستقبل إلى البراءة التي عاشها على أرضه في الماضي"([lxiii]) لذلک فإن جبرا يرى أن رواية السفينة هي من افضل ما کتب لأنها حققت له اکثر مما کان يطمح إليه من الرموز التي يريد أن يجعلها معبرة عن ارتباطه وتعلقه بشيئين أولهما: الأرض الفلسطينية، والثاني إيمانه بالمستقبل بالرغم مما يواجهه من قتل وتشريد([lxiv]).

ولعل نموذج الإنسان الفلسطيني يکون هو الشخصية المحورية في روايات جبرا، وتدل هذه المحورية على خصوصيته الفلسطينية وتميزه وحضوره، وحضور الشخصية الفلسطينية في روايات جبرا نابعة من خصوصية الکاتب الفلسطيني، فهو يکتب عن تجربة عاشها عن قرب تعکس تجربة جبرا الذاتية وتجربة سفينته. أما ذکراة الفلسطيني في روايته فهي ذاکرة الکاتب جاءت خيالية تستمد الصورة من ارض الواقع.

وهنا نجد أن الفلسطيني يعيش في زمانه ومکانه سواء داخل فلسطين أو خارج فلسطين، لقد جاء الزمن في رواية السفينة يشکل عبئاً ثقيلا على جميع الشخصيات على الرغم من لحظات السعادة التي عاشتها بعض شخصيات هذه الرواية على ظهر السفينة والذي کان ماضيه يختلف عن غيره، فهو يحاول أن يهرب من هذا الماضي منطلقا لمستقبل مشرق عله يجد فيه تعويضا عن هذا الألم الذي عاشه في الماضي.

إن الحديث المستمر عن الوطن والعودة إلى الماضي ما هو إلا تشبت بتراب الوطن والدعوة إلى العودة من قبل وديع عساف، لقد وصفه عصام السلمان قائلا إن " حديثه عن الأرض على هذا النحو الذي لا ينقطع لا يمکن أن يکون مجرد هوس صوفي. أنه يريد للعرب عودة إلى الأرض، تشبثا عضويا بالتراث"([lxv]) ويرى وديع عساف انه لن يکون هو نفسه "إلا إذا عاد إلى الله والأرض معا. فإذا احتل اليهود الأرض فقد احتلوا إلهه، لقد احتلوا نفسه هو الآن إذن کمدينته مشطور، منفصم، وعليه أن يعيد إلى النفس وحدتها؛ لا بد من استعادة الثالوث بأکمله بالدم، ومن هنا کانت ضرورة التحشيد ضرورة الفداء"([lxvi]).

و نجد هنا  من خلال حديث جبرا ، أنه لابد من التحرير الذي لا يأتي إلا عن طريق الفداء والتضحية بالدم والنفس، وإن الصفة الهروبية التي تميزت بها شخصيات رواية السفينة وخاصة الهروب من الماضي المتطلعة نحو المستقبل حيث جاءت تعکس هذه الرؤية الواقع العربي الواقع العربي بعامة والإنسان الفلسطيني بخاصة. إن هذه النفس بإنقسامها وتوزعها " ومواجهتها للموت على امتداد الساحات العربية ومجابهتها للعديد من المخاطر والمکاره الشاقة التي اضطرت تحت ثقلها واحدا کالدکتور فالح أن يقدم على الانتحار"([lxvii]). وانتحاره ليس انتحارا يائسا. إنه جنون. فعدم القدرة على التواصل مع الآخرين والضغط الاجتماعي الذي يقذفه خارجا، يدفع به إلى تدمير ذاته بعد أن عجز عن رؤية العالم"([lxviii]).

فتميزت خصوصية فلسطين في رواية السفينة لأنها بالنسبة لشخصية وديع عساف تشکل کل ماضيه النضالي، ثم استشهاد صديقه النضالي على ذراعيه، کما أنها تشکل کل أحلامه المستقبلية أيضا، فهو لا يحلم إلا بالعودة إلى القدس وبناء منزل وشراء الأرض. إذن فلسطين هي واقعه الذي يعه، ثم يتحدث عن أيام النضال والذکريات الجميلة عندما يقول:  "لقد وقع أحد زملائنا أرضا مجروحا في ساقه ودمه يسيل على حذائه فرسم به فراشات حمراء على الأسفلت([lxix]).

وتتمثل خصوصية هذه الرواية في بنائها البالغ حين يصور انهيار طبقة اجتماعية على الرغم من أنها تفصح عن هذا الانهيار بلغة قوية موحية بذلک إلى انهيار الوطن من خلال الاحتلال بانهيار هذه الطبقة، فجاءت " هذه القدرة على تصوير هذا الواقع يجب أن لا تحميها عنا رومانسية وديع ما دعاة الفکري وثقته المبالغة في النفس غير أنه رغم کل هذا يبقى کنموذج فاعل على الطرف الآخر من العملية التاريخية"([lxx]) کما تظهر خصوصية الرواية الفلسطينية في رواية السفينة من خلال الحنين والانتماء والحب لفلسطين، وهو الطرف الآخر للأرض الفلسطينية التي جاءت على لسان وديع عساف. لکن وديع يواجه هذا العالم بانخراطه متمثلا بالرقصة الغجرية التي قامت بها (لمى) على سطح السفينة، لکن الخصوصية تتلخص في الواقع الذي يعشيه جبرا کنموذج للتشرد الفلسطيني، فطرحت رواية السفينة موضوع الهزيمة محاولة منها في تقديم الدروس والعبر متمثلة بهزيمة حزيران رؤيته لحدة الصراع، لکنه يبقى عاجزا هو الآخر عن تلمس طريق المستقبل، فجاءت هذه الرواية في بنيتها السردية معبرة عن أحداث التجربة الذاتية التي مر بها جبرا.

وترجع خصوصية الرواية الفلسطينية"في أنها أخذت تشکل تيارا فنيا له خصائصه المضمونية والتکنيکية التي تمنحه صفة الامتياز والتميز عن غيره من تيارات القصة، ولعلي أستطيع الزعم بان المقارنة بين هذه النماذج القصصية مع نماذج الکتاب القصصيين في الداخل نضعها في موضع خاص،  فعندما نقرأ لکاتب کغسان کنفاني أو سميرة عزام أو أي کاتب آخر نجد أنهم يتناولون في قصصهم ورواياتهم القضية الفلسطينية وشعبها بدرجات متفاوتة من الإخلاص والمعاناة، ومستويات مختلفة من حيث الجودة والإتقان التکنيکي([lxxi]) وهذا الرأي نابع من کون أميل حبيبي وحنا إبراهيم وغيرهم يعيشون داخل الأرض المحتلة، ويکتبون رواياتهم من خلال إحساسهم بالمعاناة والقهر والواقع الذي يعشيونه کل يوم و"نحس ونحن نقرأ قصص حنا إبراهيم لکثرة ما هي لاصقة ببال شعبنا ومعبرة عن همومه بوجه من أوجه التقارب بينه وبين إميل حبيبي ولا عجبا في ذلک، فالرجلان يعيشان في مناخ اجتماعي ونفسي واحد وينتميان لفکر سياسي واحد، ويکرسان نفسيهما لأمل واحد ومصير واحد، لکن هناک فرق في المستوى فإميل حبيبي استطاع أن يخطو بالعناصر التي يستعملها الاثنان خطوة کبيرة في مضمار التطور التکنيکي"([lxxii]).

وبهذا نجد أن الرواية الفلسطينية قطعت شوطا لا باس به في التعبير عن المضمون الثوري الأيديولوجي، وشوطا أطول في التطور الفني، مما جعل لها خصوصية متميزة طارحة بذلک أنماطا وانساقا جديدة سواء أکان لکفي الشکل الروائي أم الأقصوصي، وسيلاحظ القارئ هذه النزعة جلية في ميدان الرواية بصفة أوضح منها في ميدان الأقصوصة والشعر.

وان ارتباط الروائي الفلسطيني بواقع مجتمعة جعله أکثر دقة في تصويره لجوانب من حياته، فجاءت رواياته من صميم هذا الواقع، لذا جاء بناء الرواية وقفا للأحداث بمفهومها التقليدي، ثم الشخصية التقليدية التي تسير في خط سردي تقليدي للأحداث متصورة واقع هذا الحاضر.

إن ما تميزت به الرواية الفلسطينية من خصائص فنية قبل النکبة هو السرد الخطي التعاقبي، وهو السرد الغالب على مجموع هذه الروايات ولا وجود لتقنيات السرد المتقدمة مثل: الاستذکارات والاستنتاجات إلا في حدود ضيقة، کما أن الذهنية کانت تطغى على لغة السرد الروائي، مما يحول الرواية إلى ميدان للمناظرات والمناقشات الفعلية المتصارعة.



([i]) محمود أمين العالم – مجلة فصول . ج1، المجلد السادس عشر العدد الثالث، شتاء، 1997، ص10.

([ii]) إبراهيم السعافين – نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948، دار الفکر للنشر والتوزيع ، ص 6، عمان 1985.

([iii])أنظر إبراهيم حسين الفيومي – الواقعية في الرواية الحديثة في بلاد الشام، ط1، بيروت، دار الفکر، ص16- 17، 1983م، وانظر قسطندي الشوملي، الاتجاهات الأدبية الحديثة في فلسطين ، دار العودة للدراسات والنشر ، ط1، القدس،ص17، 1995م.

([iv]) أنظر ناصر الدين الأسد، محاضرات عن خليل بيدس، ص11، معهد الدراسات العربية، مطبعة الدين ، القاهرة، 1963م.

([v] ) أنظر إبراهيم السعافين. نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948م، ص8.

([vi]) أنظر ناصر الدين الأسد، محاضرات عن خليل بيدس رائد النهضة العربية في فلسطين،ص 81- 94.

([vii])  إبراهيم السعافين. نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948م، ص7.

([viii]) عبد العزيز الغربللي: "أدباء فلسطين لم يهتموا بشؤون التأليف" مجلة الأديب (لبنان) العدد2، کانون أول ، 12 ديسمبر، 1944،ص 226.

([ix]) إسحاق جار الله "صالة الإنتاج الأدبي في فلسطين "الأدب" العدد1، کانون ثاني، يناير1945، وانظر فاروق وادي، ص26.

([x]) أنظر اسحق موسى الحسيني "الحياة الأدبية في فلسطين" الأديب العدد 5 أيار (مايو) 1945.

([xi]) اسحق موسى الحسيني: مذکرات دجاجة، الاتحاد العام للکتاب والصحفيين الفلسطينيين الأمانة العامة (بيروت) ط4، 1981.

([xii])  أحمد عطية أبو مطر، الرواية في الأدب الفلسطيني، ص32- ص33، ط1، المؤسسة العربية للدراسات، 1982.

([xiii]) اعتمدت على طبعة اتحاد الکتاب العرب في دمشق 1972، وانظر فاروق وادي ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية. حيث تشير إلى رواية أخرى لجبرا کتبت بالإنجليزية عام 1946، بعنوان "الصدى والقدير" إلا أنها لم تنشر.

([xiv] )  فاروق وادي ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية، ص31.

([xv] ) إبراهيم عبد الستار "لمحة عن أدباء فلسطين، الأديب، العدد9، أيلول، ديسمبر 1944.

([xvi] ) فاروق وادي ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية، ص32.

([xvii]) أحمد أبو مطر: الرواية في الأدب الفلسطيني، المؤسسة العربية للدراسات، 1982م، ص106.

([xviii])  اسحق موسى الحسيني: "مذکرات دجاجة"،سلسلة اقرأ 8، القاهرة ، مکتبة المعارف، 1943.

([xix] ) المصدر نفسه، ص 6- 7.

([xx] ) عبد الرحمن ياغي، مصدر سابق، ص519.

([xxi] ) فاروق وادي، مصدر سابق،ص 27.

([xxii] ) اسحق موسى الحسيني: "مذکرات دجاجة"، ص7.

([xxiii] )  اسحق موسى الحسيني: "مذکرات دجاجة"، ص153.

([xxiv] ) المصدر نفسه، ص157.

([xxv] ) أنظر المصدر السابق، ص16.

([xxvi] ) أنظر واصف أبو الشباب، صورة الفلسطيني في القصة الفلسطينية، ص    201- 206.

([xxvii] ) بسام قطوس ، مقاربات نصيه في الأدب الفلسطيني الحديث، ص38، دار الشروق، عمان، 2000.

([xxviii] )  إميل حبيبي ، البحث عن سعيد أبي النحس المتشائل، ص 122.

([xxix] ) المصدر السابق، ص 164.

([xxx] ) سيزا قاسم، بناء الرواية ، ط1، دار القوير، بيروت، ص99 ، 1985.

([xxxi] ) عبد الملک مرتاض، تحليل الخطاب السردي. ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر، ص 227، 1995.

([xxxii] ) فاروق وادي، ثلاث علامات ، ص 18.

([xxxiii] ) إميل حبيبي، المتشائل، ص69.

([xxxiv] ) المصدر السابق، ص 92.

([xxxv] )المصدر السابق، ص 61.

([xxxvi] ) إبراهيم خليل مصدر سابق في القضية والآراء الفلسطينية، ص 84.

([xxxvii] ) إميل حبيبي، المتشائل، ص122.

([xxxviii] ) المصدر نفسه، ص 122.

([xxxix] )  المصدر نفسه، ص109.

([xl] ) إميل حبيبي، المتشائل، ص172.

([xli] ) إميل حبيبي، المتشائل، ص194- ص195.

([xlii]) فاروق داوي، ثلاث علامات، ص122.

([xliii]) أنطر غسان کنفاني، ما تبقى لکم ، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، ط4،، ص7 1986م.

([xliv]) فاروق داوي، ثلاث علامات، ص43.

([xlv]) غسان کنفاني، شؤون فلسطينية، بيروت، مرکز الأبحاث منظمة التحرير الفلسطينية، العدد 35، تموز، 1974م.

([xlvi]) غسان کنفاني، المصدر السابق. ص30.

([xlvii]) فاروق داوي، ثلاث علامات، ص44.

([xlviii]) غسان کنفاني، الأعمال الکاملة، بيروت، ص86.

([xlix]) رضوى عاشور، الطريق إلى الخيمة الأخرى ، دار الأدب، بيروت، ط1،، ص68 1977م.

([l]) المصدر نفسه، ص62.

([li]) عزت الغزاوي، سجينة ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط2،، ص23 1998.

([lii]) أحمد حرب، إسماعيل، ص14.

([liii]) رضوى عاشور، الطريق إلى ضحية الخيمة الأخرى، ص67.

([liv]) المصدر نفسه، ص67.

([lv]) افنان القاسم، مدام حرب. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1،، ص48 1980.

([lvi]) غسان کنفاني، ما تبقى لکم. مؤسسة الأبحاث العربية، ط4، بيروت،، ص13 1986.

([lvii]) غسان کنفاني، أم سعد، ص15. بيروت، 1969.

([lviii]) محمد عطيات، القصة الطويلة في الأدب الأردني ، دائرة الثقافة والفنون، عمان، ص41 1985.

([lix]) صلاح فضل ، أشکال التخيل من فتات الأدب والنقد ، الشرکة  المصرية العالمية لنشر ، لونجمان، ط1 ،  1996م،ص33.

([lx]) أحمد أبو عطية أبو مطر، ص244.

([lxi]) انظر جبرا إبراهيم جبرا في مقابلة أجراها ماجد السامرائي مجلة "قضايا عربية" العدد الثالث- حزيران 1974م، ص158.

([lxii]) جبرا إبراهيم جبرا، السفينة - دار النهار، بيروت، ص28، 1970م.

([lxiii]) أحمد أبو مطر، مصدر سابق، ص246.

([lxiv]) انظر جبرا إبراهيم جبرا، مقابلة أجراها ماجد السامرائي، مجلة قضايا عربية العدد الثالث، حزيران، 1974م، ص193.

([lxv]) جبرا إبراهيم جبرا، السفينة، ص115.

([lxvi]) أحمد أبو مطر، مصدر سابق، ص254.

([lxvii]) المصدر السابق، ص254.

([lxviii]) الياس خوري، تجربة البحث عن أفق ، منظمة التحرير الفلسطينية، مرکز الأبحاث، بيروت، ص70، 1974م.

([lxix]) جبرا إبراهيم جبرا، السفينة، ص60.

([lxx]) المصدر السابق، ص73.

([lxxi]) إبراهيم خليل، تجربة البحث عن أفق، ص19.

([lxxii]) المصدر نفسه، ص16.

 

 

المصادر :

1-     احمد حرب، إسماعيل، ط2، منشورات جامعة بيرزيت، بيرزيت، 1994م.

2-  اسحق موسى الحسيني، مذکرات دجاجة، الاتحاد العام للکتاب والصحفيين الفلسطينيين، الأمانة العامة، بيروت، ط4، 1981م.

3-     أفنان القاسم، مدام حرب،المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت،ط2،1980م.

4-     أميل حبيبي، الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبى النحس المتشائل دار الجليل، دمشق، 1984م.

5-     جبرا إبراهيم جبرا، السفينة، دار النهار، بيروت، 1970م.

6-     غسان کنفاني، العاشق، 1966.

7-     غسان کنفاني، أم سعد، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت ، ط4، 1987م.

8-     غسان کنفاني، ما تبقى لکم، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، ط4، 1986م.

9-     عزت الغزاوي، سجينة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت، ط2، 1998م.

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجـع :

1-        إبراهيم السعافين، نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948م، دار الفکر للنشر والتوزيع، عمان، 1985م.

2-        إبراهيم الفيومي، الواقعية في الرواية الحديثة في بلاد الشام،بيروت، دار الفکر،ط1، ب. ت.

3-        إبراهيم خليل، في القصة والرواية الفلسطينية، دار ابن رشد، عمان، ط1، 1984م.

4-        أحمد عطية أبو مطر، الرواية في الأدب الفلسطيني (1950-1975)، بغداد منشورات وزارة الثقافة والإعلام، 1980.

5-        أحمد محمد عطية، البطل الثوري في الرواية العربية الحديثة (وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1977).

6-   أرنولد هاوزر، الفن والمجتمع عبر التاريخ، ت: فؤاد زکريا، ج2.(الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر والتوزيع، 1971م).

7-        آمنة يوسف، تقنيات السرد بين النظرية والتطبيق، (ط1، دار الحوار للنشر والتوزيع، اللاذقية، 1997م.

8-        البير ميمي، صورة المستعمِر والمستعمَر، ت: جيروم شاهين (دار الحقيقة ، بيروت، 1980م.

9-        الياس خوري، تجربة البحث عن أفق، منظمة التحرير الفلسطينية، مرکز الأبحاث، بيروت، 1974م.

10-   بسام قطوس، مقاربات نصية في الأدب الفلسطيني الحديث، دار الشروق، عمان، 2000م.

11-   جان ريکاردو، قضايا الرواية الحديثة. ت: صياح الجهيم(ط1، وزارة الثقافة، دار الإرشاد القومي، دمشق، 1977م.

12-   حسان رشاد الشامي، المرأة في الرواية الفلسطينية(1965- 1985) (ط1، منشورات اتحاد الکتاب العرب، 1998م).

13-   حسن بحراوي، بنية الشکل الروائي (الفضاء ، الزمن، الشخصية)، (ط1، المرکز الثقافي العربي، بيروت، 1990م).

14- حسن صبري الخولي، سياسة الاستعمارات والصهيونية تجاه فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين (ج2، دار المعارف، القاهرة، 1970م).

15-   رضوى عاشور، الطريق إلى الخيمة الأخرى، دار الأدب،بيروت، ط1،1977م.

16-   سيزا قاسم، بناء الرواية، دار التنوير، بيروت، ط1، 1985م.

17-    صلاح فضل، أساليب السرد في الرواية العربية(ط1،سعاد الصباح،الکويت،1999)

18-   صلاح فضل، أشکال التخيل من فتات الأدب والنقد، الشرکة العالمية المصرية للنشر، لونجمان، ط1، 1996م.

19-   عبد الرحمن ياغي، حياة الأدب الفلسطيني من أول النهضة حتى النکبة، دار الأفاق الجديدة، بيروت، ط2، 1985م.

20-   عبد الرحمن ياغي، الرواية في الأردن، دار الشروق، عمان، 1999م.

21-   غسان کفناني، الاعمال الکاملة ، بيروت.

22-   عبد الملک مرتاض، تحليل الخطاب السردي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1995م.

23- عزيز حيدر، الحرکة الوطنية المتقدمة، أبناء البلد( بيرزيت، جامعة بيرزيت، مرکز دراسة وتوثيق المجتمع الفلسطيني ، الفصل الثاني، 1995م).

24-   فاروق ودي، ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 19981م.

25-   فخري صالح، في الرواية الفلسطينية (ط1، مؤسسة دار الکتاب الحديث، بيروت، 1985م).

26-   قسطندي الشوملي، الاتجاهات الأدبية الحديثة في فلسطين، دار العودة للدراسات والنشر، القدس، ط1، 1995م.

27-   کامل السوافيري، الأدب العالمي المعاصر في فلسطين (1860-1960) دار المعارف، القاهرة، ط1، ب.ت.

28-   ناصر الدين الأسد، محاضرات عن خليل بيرس، معهد البحوث الدراسات العربية، مطبعة الدين، القاهرة، 1963م.

29-   ماجدة محمد، النقد الفلسطيني في الشتات،(ط1، مؤسسة عيبال نيقوسيا،1992م).

30-   محمد عطيات، القصة القصيرة في الأدب الأردني، دار الثقافة والفنون، عمان، 1985م.

31-   محمود زلوم، الشخصية اليهودية في الأدب الفلسطيني، د. ت.

32-   محمود العابدي وآخرون، ثقافتنا في خمسين عاماً، دائرة الإعلام والثقافة والفنون، عمان، 1972م.

33-   واصف أبو الشباب، صورة فلسطين في القصة الفلسطينية المعاصرة، دار الطليعة، بيروت، 1977.

34- يمنى العيد، تقنيات السرد الروائي، في ضوء المنهج البنيوي(ط2، جار الفارابي، بيروت، 1999م).

 

المجلات والدوريات:

1-     إبراهيم عبد الستار، لمحة عن أدباء فلسطين، الأدب، ع9، أيلول، ديسمبر،1944م.

2-     إسحق جابر الله ،أصالة الإنتاج الأدبي في فلسطين(الأدب)،العدد/ 1، کانون ثاني، يناير، 1945م.

3-     اسحق موسى الحسيني، الحياة الأدبية في فلسطين، الأديب، ع5 أيار (مايو)، 1945م.

4-     جميل البحري، مجلة الزهرة، ع15، أيلول، 1921.

5-     جبرا إبراهيم جبرا، مقابلة أجراها ماجد السامرائي، مجلة قضايا عربية، العدد الثالث.

6-  عبد العزيز الغربللي، أدباء فلسطين لم يهتموا بشؤون التأليف، مجلة الأديب (لبنان) العدد 2، کانون أول، ش12، ديسمبر 1944م.

7-     غسان کنفاني، شؤون فلسطينية، بيروت مرکز الأبحاث، وزارة التحرير الفلسطينية، ع35، تموز، 1974.

8-     محمود أمين العالم، مجلة فصول، ج1، المجلد السادس عشر، العدد الثالث، شتاء، 1997م.

9-       يوسف حطيني، بنية الرواية العربية الفلسطينية، رسالة دکتوراه، جامعة دمشق،1997م.

 

 

 

 

 

 

الملخص البحث

 

عندما يتحدث المرء عن خصوصية الرواية الفلسطينية وتميزها في ذاتها کعمل فني، فإنه يجد فيها إبداع روائي ذاتي، ثم إبداع روائي قومي جاء نتيجة لاحتلال فلسطين.فتحديد خصوصية الرواية الفلسطينية يتضمن بالضرورة جدلاً بين الخاص والعام وجدلاً  بين الذات والآخر المحتل.

لقد عاصر الروائي الفلسطيني المحنة قبل عام 1948م، ثم واکبها حتى انتهي الأمر إلى اغتصاب الأرض وتشريد الشعب الفلسطيني، فعکس هذا الواقع على الإنسان الفلسطيني المثقف تراکمات نفسية أدت بالنهاية إلى انفجار في مسيرة الأدب الفلسطيني أدى إلى التحول في مسيرة الرواية الفلسطينية، مشکلاً بذلک خصوصية تميزت بها الرواية على المستويين القومي والعالمي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Summary

 

When Man talks about specify of Palestinian novel and its particularity in itsilf as an act work,  he notes in it a self narrator creative then national narative creative, that comes as result of the occupied to Palestine, so , determined the Palestinian narrator is nessacary in clouds controversy between specific and general and discusses between self and occupied.

 

The Palestinian narrator had been lived with the problem in 1948 ago. Then suffered from at even the matter finished to rabe the land and run away its nations “peoples” .

 

This things has reflected at Palestinian human to appeared a apalatruian harator who made achanged in Palestinian novel that makes aspecify which particularly by it the Palestinian novel in two scop, the international and local .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

([1]) محمود أمين العالم – مجلة فصول . ج1، المجلد السادس عشر العدد الثالث، شتاء، 1997، ص10.
([1]) إبراهيم السعافين – نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948، دار الفکر للنشر والتوزيع ، ص 6، عمان 1985.
([1])أنظر إبراهيم حسين الفيومي – الواقعية في الرواية الحديثة في بلاد الشام، ط1، بيروت، دار الفکر، ص16- 17، 1983م، وانظر قسطندي الشوملي، الاتجاهات الأدبية الحديثة في فلسطين ، دار العودة للدراسات والنشر ، ط1، القدس،ص17، 1995م.
([1]) أنظر ناصر الدين الأسد، محاضرات عن خليل بيدس، ص11، معهد الدراسات العربية، مطبعة الدين ، القاهرة، 1963م.
([1] ) أنظر إبراهيم السعافين. نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948م، ص8.
([1]) أنظر ناصر الدين الأسد، محاضرات عن خليل بيدس رائد النهضة العربية في فلسطين،ص 81- 94.
([1])  إبراهيم السعافين. نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948م، ص7.
([1]) عبد العزيز الغربللي: "أدباء فلسطين لم يهتموا بشؤون التأليف" مجلة الأديب (لبنان) العدد2، کانون أول ، 12 ديسمبر، 1944،ص 226.
([1]) إسحاق جار الله "صالة الإنتاج الأدبي في فلسطين "الأدب" العدد1، کانون ثاني، يناير1945، وانظر فاروق وادي، ص26.
([1]) أنظر اسحق موسى الحسيني "الحياة الأدبية في فلسطين" الأديب العدد 5 أيار (مايو) 1945.
([1]) اسحق موسى الحسيني: مذکرات دجاجة، الاتحاد العام للکتاب والصحفيين الفلسطينيين الأمانة العامة (بيروت) ط4، 1981.
([1])  أحمد عطية أبو مطر، الرواية في الأدب الفلسطيني، ص32- ص33، ط1، المؤسسة العربية للدراسات، 1982.
([1]) اعتمدت على طبعة اتحاد الکتاب العرب في دمشق 1972، وانظر فاروق وادي ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية. حيث تشير إلى رواية أخرى لجبرا کتبت بالإنجليزية عام 1946، بعنوان "الصدى والقدير" إلا أنها لم تنشر.
([1] )  فاروق وادي ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية، ص31.
([1] ) إبراهيم عبد الستار "لمحة عن أدباء فلسطين، الأديب، العدد9، أيلول، ديسمبر 1944.
([1] ) فاروق وادي ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية، ص32.
([1]) أحمد أبو مطر: الرواية في الأدب الفلسطيني، المؤسسة العربية للدراسات، 1982م، ص106.
([1])  اسحق موسى الحسيني: "مذکرات دجاجة"،سلسلة اقرأ 8، القاهرة ، مکتبة المعارف، 1943.
([1] ) المصدر نفسه، ص 6- 7.
([1] ) عبد الرحمن ياغي، مصدر سابق، ص519.
([1] ) فاروق وادي، مصدر سابق،ص 27.
([1] ) اسحق موسى الحسيني: "مذکرات دجاجة"، ص7.
([1] )  اسحق موسى الحسيني: "مذکرات دجاجة"، ص153.
([1] ) المصدر نفسه، ص157.
([1] ) أنظر المصدر السابق، ص16.
([1] ) أنظر واصف أبو الشباب، صورة الفلسطيني في القصة الفلسطينية، ص    201- 206.
([1] ) بسام قطوس ، مقاربات نصيه في الأدب الفلسطيني الحديث، ص38، دار الشروق، عمان، 2000.
([1] )  إميل حبيبي ، البحث عن سعيد أبي النحس المتشائل، ص 122.
([1] ) المصدر السابق، ص 164.
([1] ) سيزا قاسم، بناء الرواية ، ط1، دار القوير، بيروت، ص99 ، 1985.
([1] ) عبد الملک مرتاض، تحليل الخطاب السردي. ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر، ص 227، 1995.
([1] ) فاروق وادي، ثلاث علامات ، ص 18.
([1] ) إميل حبيبي، المتشائل، ص69.
([1] ) المصدر السابق، ص 92.
([1] )المصدر السابق، ص 61.
([1] ) إبراهيم خليل مصدر سابق في القضية والآراء الفلسطينية، ص 84.
([1] ) إميل حبيبي، المتشائل، ص122.
([1] ) المصدر نفسه، ص 122.
([1] )  المصدر نفسه، ص109.
([1] ) إميل حبيبي، المتشائل، ص172.
([1] ) إميل حبيبي، المتشائل، ص194- ص195.
([1]) فاروق داوي، ثلاث علامات، ص122.
([1]) أنطر غسان کنفاني، ما تبقى لکم ، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، ط4،، ص7 1986م.
([1]) فاروق داوي، ثلاث علامات، ص43.
([1]) غسان کنفاني، شؤون فلسطينية، بيروت، مرکز الأبحاث منظمة التحرير الفلسطينية، العدد 35، تموز، 1974م.
([1]) غسان کنفاني، المصدر السابق. ص30.
([1]) فاروق داوي، ثلاث علامات، ص44.
([1]) غسان کنفاني، الأعمال الکاملة، بيروت، ص86.
([1]) رضوى عاشور، الطريق إلى الخيمة الأخرى ، دار الأدب، بيروت، ط1،، ص68 1977م.
([1]) المصدر نفسه، ص62.
([1]) عزت الغزاوي، سجينة ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط2،، ص23 1998.
([1]) أحمد حرب، إسماعيل، ص14.
([1]) رضوى عاشور، الطريق إلى ضحية الخيمة الأخرى، ص67.
([1]) المصدر نفسه، ص67.
([1]) افنان القاسم، مدام حرب. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1،، ص48 1980.
([1]) غسان کنفاني، ما تبقى لکم. مؤسسة الأبحاث العربية، ط4، بيروت،، ص13 1986.
([1]) غسان کنفاني، أم سعد، ص15. بيروت، 1969.
([1]) محمد عطيات، القصة الطويلة في الأدب الأردني ، دائرة الثقافة والفنون، عمان، ص41 1985.
([1]) صلاح فضل ، أشکال التخيل من فتات الأدب والنقد ، الشرکة  المصرية العالمية لنشر ، لونجمان، ط1 ،  1996م،ص33.
([1]) أحمد أبو عطية أبو مطر، ص244.
([1]) انظر جبرا إبراهيم جبرا في مقابلة أجراها ماجد السامرائي مجلة "قضايا عربية" العدد الثالث- حزيران 1974م، ص158.
([1]) جبرا إبراهيم جبرا، السفينة - دار النهار، بيروت، ص28، 1970م.
([1]) أحمد أبو مطر، مصدر سابق، ص246.
([1]) انظر جبرا إبراهيم جبرا، مقابلة أجراها ماجد السامرائي، مجلة قضايا عربية العدد الثالث، حزيران، 1974م، ص193.
([1]) جبرا إبراهيم جبرا، السفينة، ص115.
([1]) أحمد أبو مطر، مصدر سابق، ص254.
([1]) المصدر السابق، ص254.
([1]) الياس خوري، تجربة البحث عن أفق ، منظمة التحرير الفلسطينية، مرکز الأبحاث، بيروت، ص70، 1974م.
([1]) جبرا إبراهيم جبرا، السفينة، ص60.
([1]) المصدر السابق، ص73.
([1]) إبراهيم خليل، تجربة البحث عن أفق، ص19.
([1]) المصدر نفسه، ص16.
 
 
المصادر :
1-     احمد حرب، إسماعيل، ط2، منشورات جامعة بيرزيت، بيرزيت، 1994م.
2-  اسحق موسى الحسيني، مذکرات دجاجة، الاتحاد العام للکتاب والصحفيين الفلسطينيين، الأمانة العامة، بيروت، ط4، 1981م.
3-     أفنان القاسم، مدام حرب،المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت،ط2،1980م.
4-     أميل حبيبي، الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبى النحس المتشائل دار الجليل، دمشق، 1984م.
5-     جبرا إبراهيم جبرا، السفينة، دار النهار، بيروت، 1970م.
6-     غسان کنفاني، العاشق، 1966.
7-     غسان کنفاني، أم سعد، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت ، ط4، 1987م.
8-     غسان کنفاني، ما تبقى لکم، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، ط4، 1986م.
9-     عزت الغزاوي، سجينة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت، ط2، 1998م.
 
 
 
 
 
 
 
 

المراجـع :

1-        إبراهيم السعافين، نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948م، دار الفکر للنشر والتوزيع، عمان، 1985م.
2-        إبراهيم الفيومي، الواقعية في الرواية الحديثة في بلاد الشام،بيروت، دار الفکر،ط1، ب. ت.
3-        إبراهيم خليل، في القصة والرواية الفلسطينية، دار ابن رشد، عمان، ط1، 1984م.
4-        أحمد عطية أبو مطر، الرواية في الأدب الفلسطيني (1950-1975)، بغداد منشورات وزارة الثقافة والإعلام، 1980.
5-        أحمد محمد عطية، البطل الثوري في الرواية العربية الحديثة (وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1977).
6-   أرنولد هاوزر، الفن والمجتمع عبر التاريخ، ت: فؤاد زکريا، ج2.(الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر والتوزيع، 1971م).
7-        آمنة يوسف، تقنيات السرد بين النظرية والتطبيق، (ط1، دار الحوار للنشر والتوزيع، اللاذقية، 1997م.
8-        البير ميمي، صورة المستعمِر والمستعمَر، ت: جيروم شاهين (دار الحقيقة ، بيروت، 1980م.
9-        الياس خوري، تجربة البحث عن أفق، منظمة التحرير الفلسطينية، مرکز الأبحاث، بيروت، 1974م.
10-   بسام قطوس، مقاربات نصية في الأدب الفلسطيني الحديث، دار الشروق، عمان، 2000م.
11-   جان ريکاردو، قضايا الرواية الحديثة. ت: صياح الجهيم(ط1، وزارة الثقافة، دار الإرشاد القومي، دمشق، 1977م.
12-   حسان رشاد الشامي، المرأة في الرواية الفلسطينية(1965- 1985) (ط1، منشورات اتحاد الکتاب العرب، 1998م).
13-   حسن بحراوي، بنية الشکل الروائي (الفضاء ، الزمن، الشخصية)، (ط1، المرکز الثقافي العربي، بيروت، 1990م).
14-حسن صبري الخولي، سياسة الاستعمارات والصهيونية تجاه فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين (ج2، دار المعارف، القاهرة، 1970م).
15-   رضوى عاشور، الطريق إلى الخيمة الأخرى، دار الأدب،بيروت، ط1،1977م.
16-   سيزا قاسم، بناء الرواية، دار التنوير، بيروت، ط1، 1985م.
17-    صلاح فضل، أساليب السرد في الرواية العربية(ط1،سعاد الصباح،الکويت،1999)
18-   صلاح فضل، أشکال التخيل من فتات الأدب والنقد، الشرکة العالمية المصرية للنشر، لونجمان، ط1، 1996م.
19-   عبد الرحمن ياغي، حياة الأدب الفلسطيني من أول النهضة حتى النکبة، دار الأفاق الجديدة، بيروت، ط2، 1985م.
20-   عبد الرحمن ياغي، الرواية في الأردن، دار الشروق، عمان، 1999م.
21-   غسان کفناني، الاعمال الکاملة ، بيروت.
22-   عبد الملک مرتاض، تحليل الخطاب السردي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1995م.
23-عزيز حيدر، الحرکة الوطنية المتقدمة، أبناء البلد( بيرزيت، جامعة بيرزيت، مرکز دراسة وتوثيق المجتمع الفلسطيني ، الفصل الثاني، 1995م).
24-   فاروق ودي، ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 19981م.
25-   فخري صالح، في الرواية الفلسطينية (ط1، مؤسسة دار الکتاب الحديث، بيروت، 1985م).
26-   قسطندي الشوملي، الاتجاهات الأدبية الحديثة في فلسطين، دار العودة للدراسات والنشر، القدس، ط1، 1995م.
27-   کامل السوافيري، الأدب العالمي المعاصر في فلسطين (1860-1960) دار المعارف، القاهرة، ط1، ب.ت.
28-   ناصر الدين الأسد، محاضرات عن خليل بيرس، معهد البحوث الدراسات العربية، مطبعة الدين، القاهرة، 1963م.
29-   ماجدة محمد، النقد الفلسطيني في الشتات،(ط1، مؤسسة عيبال نيقوسيا،1992م).
30-   محمد عطيات، القصة القصيرة في الأدب الأردني، دار الثقافة والفنون، عمان، 1985م.
31-   محمود زلوم، الشخصية اليهودية في الأدب الفلسطيني، د. ت.
32-   محمود العابدي وآخرون، ثقافتنا في خمسين عاماً، دائرة الإعلام والثقافة والفنون، عمان، 1972م.
33-   واصف أبو الشباب، صورة فلسطين في القصة الفلسطينية المعاصرة، دار الطليعة، بيروت، 1977.
34-يمنى العيد، تقنيات السرد الروائي، في ضوء المنهج البنيوي(ط2، جار الفارابي، بيروت، 1999م).
 
المجلات والدوريات:
1-     إبراهيم عبد الستار، لمحة عن أدباء فلسطين، الأدب، ع9، أيلول، ديسمبر،1944م.
2-     إسحق جابر الله ،أصالة الإنتاج الأدبي في فلسطين(الأدب)،العدد/ 1، کانون ثاني، يناير، 1945م.
3-     اسحق موسى الحسيني، الحياة الأدبية في فلسطين، الأديب، ع5 أيار (مايو)، 1945م.
4-     جميل البحري، مجلة الزهرة، ع15، أيلول، 1921.
5-     جبرا إبراهيم جبرا، مقابلة أجراها ماجد السامرائي، مجلة قضايا عربية، العدد الثالث.
6-  عبد العزيز الغربللي، أدباء فلسطين لم يهتموا بشؤون التأليف، مجلة الأديب (لبنان) العدد 2، کانون أول، ش12، ديسمبر 1944م.
7-     غسان کنفاني، شؤون فلسطينية، بيروت مرکز الأبحاث، وزارة التحرير الفلسطينية، ع35، تموز، 1974.
8-     محمود أمين العالم، مجلة فصول، ج1، المجلد السادس عشر، العدد الثالث، شتاء، 1997م.
9-       يوسف حطيني، بنية الرواية العربية الفلسطينية، رسالة دکتوراه، جامعة دمشق،1997م.