نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلفون
1 باحث ماجستير – بقسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة
2 أستاذ الرسم والتصوير المساعد بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة
3 مدرس الرسم والتصوير بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
مقدمة
تعددت الآراء والمدارس الفنية المتخصصة فى مجال التصوير الزيتي والتى تلعب دور کبير فى بناء العمل الفنى وصياغته وتقديمه للمشاهد بصورة مختلفة تحمل من الصدق والتعبير والجدية والابتکار والبعد عن التفکير النمطى ولان الفن القبطى من الفنون التى تحمل العديد من انواع الدراما الموجودة فى لوحات الفن القبطى والتى يستطيع الفنان الاستفادة منها فى انتاج اعمال تصويرية جديدة مثل (الدراما النفسية – دراما الهدف الخلقلى – الدراما الشعبية – الدراما الانسانية – الدراما السياسية ) وعلى الرغم من اهمية الفن القبطى الا انه لم يحظ بالنصيب الکافى من الدراسة خاصة فى مجال التصوير وبالرغم من اهميته فى تحقيق الثراء التعبيرى للعمل الفنى کما ان مجال التصوير لم يتطرف الى الاستفادة من صور الدراما المختلفة التى يتمتع بها الفن القبطى لانتاج اعمال تصويرية.
مشکلة البحث :-
ان للفن القبطى دور فى انتاج صياغات تشکيلية جديدة تساعد على تقديم اعمال فنية متميزة تجمع بين الاصالة والمعاصرة ومن هنا يمکن تحديد مشکلة البحث فى التساؤلات التالية:-
أهمية البحث :-
أهداف البحث:-
فروض البحث :-
يفترض البحث عدة فروض يمکن إجمالها على النحو التالي :-
منهج البحث :-
حدود البحث :-
اجراءات البحث :-
اولا : الاطار النظرى
تتعرض الباحثة فى بحثها للنقاط التالية:-
ثانيا الاطار التطبيقى :-
قامت الباحثة بعمل تجربة ذاتية لاستحداث لوحات تصويرية تقوم على دراسة بعض التصاوير القبطية والاستفادة منها فى استلهام لوحات تصويرية معاصرة
مصطلحات البحث :-
هو الفن الاول فى الشرق الاوسط الذى کان من انتاج الشعب ولم توجهه الدولة وقد انتجه مسيحو مصرمنذ فترة الاعتراف بالکنيسة عا313م اى اثناء وجود الدولة القبطية فى مصر[1]
القيم: هى صفات الموضوعات والظواهر المادية التى تميز اهميتها بالنسبة للمجتمع والاشياء المادية نمثل انواعا من القيم لانها موضوعات لمصالح البشرية مختلفة مادية وروحية ويمکن اعتبار العمل الفنى موضوعات لمصلحة انسانية [2]
کلمة ايقونة هى تعريب للکلمة اليونانية ((ايکون)) التى تعنى صورة او شبه او مثال –– الايقونةالقبطية هى فلسفة کنسية روحانية تساعد على ترسيخ الايمان والمعرفة فى الشعب فتعتبر الايقونة ايضا عظة وکتاب مرسوم يترجمها الامى بلغة بسيطة کمن يقرا کتاب او يسمع عظة ويلتمس فيها المتعلم والمثقف ما تعجز المؤلفات من الافصاح عنه يستطيع الامى العاجز عن قراءة الکتب ان يذکر الاعمال المملؤة شجاعةالتى قام بها القديسون[3]
هى مشتقة من کلمة التصوير وهو نقش صورة الاشياء او الاشخاص على حائط او لوح او نحوهما بالقلم او بالفرجون او بالة التصوير[4]
الدراما معناها (الفعل) فى اللغة اليونانية کانت کل الاعمال الدرامية التى ظهرت منذ العصر الاغريقى تعنى الرؤية الحرکية فوق المسرح او رؤية الانسان فوق المسرح [5]
الإطار النظري:-
(1) نشأة الفن القبطي
الفن القبطى هو الفن الاول فى الشرق الاوسط الذى کان من انتاج الشعب ولم توجهه الدولة وقد انتجه مسيحو مصر منذ الاعتراف بالکنيسة عام 313م وعندما نتتبع مراحل نشاة الفن القبطى تتاکد لنا اصالته وعندما انتشرت المسيحية فى الامبراطورية الرومانية ظهر اسلوب فنى نشا فى مصر وتاثر بالتقاليد الشرقية والمحلية وتطور الفن القبطى وابتعد عن نفوذ الحاکم وسيطرته وکون لنفسه طرازا مسيحيا محليا نابعا من صميم الشعب القبطى حتى ظهرت اثاره فى مصر الوسطى والعليا [6] ونجد ان الفن القبطى امتداد للفکر الفرعونى الذى اخذت موضوعاته فى الانفصال عن فرعونيتها للتقرب من الاغريقية وجعل من الفن الفرعونى والاغريقى مزيجا ظهر فى کتير من کهنة المعابد الفرعونية والاغريقية ولد فنا جديدا ليس فرعونى وليس اغريقى ولکنه تزاوج ثقافات وانتج فنا له شخصية مميزة ذات طابع روحانى عميق وهو الفن القبطى [7]
لم يکن ظهور الفن القبطى مفاجئة انما استمر عدة قرون من الزمان يتخذ اشکالا عديدة حتى اصبحت له مقوماته المادية والمعنوية وقد اکد بعض الباحثين ان الفن القبطى بدا يولد فى مصر حوالى القرن الثالث قبل الميلاد بعد فتح الاسکندر الاکبر لمصر (332)ق . م [8] ولقد کان عصر الشهداء نقطة تحول فى تاريخ المسيحية فى مصر والتى قتل وعزب فيها جماعة کبيرة من المسيحين فى مدينة الاسکندرية على يد الامبراطور الروماني دقلديانوس عام 284م[9] ومنذ ذلک التاريخ ظهرت جماعة فى مصر لها اسلوب خاص وظرازرفنى جديد ابتعد فيه الاقباط عن محاکاة الطبيعة عند رسم عناصره واکتفى بالرمز للتعبير عن المادة وملاءمة حالة التقشف والزهد التى وصل اليها الفنان القبطى بعد فترة اضطهاد وتعذيب فى سبيل الاحتفاظ بالعقيدة[10]
تاثر الفن القبطى بما سبقه من حضارات مثل الاغريقية والرومانية والبيزنطية والفرعونية فايضا اثر الفن القبطى فى الفن الاسلامى وانتج عنه فنا اغريقيا مسيحيا نجد طابعه فى النوبه والحبشة فهذا ولا شک فيه من دواعى فخر الفن القبطى کذلک واهتم الفن القبطى بالاعمال الفنية المعاصرة المقدمة من حين لاخر واستمرت الاديرة فى ابداعاتها للفنون القبطية مستمدة بعض القيم الوراثية فى الفن المصرى القديم والتى استمرت تلقائيا وبنوع من الحمل الثقافى من الفن المصرى القديم الى الفن القبطى مع الاحتفاظ بکينونته وشخصيته المستقلة المرتبطه بالمضمون الفکرى والروحى للعقيدة المسيحية [11]
(2) خصائص الفن القبطى:-
(3) اهم العوامل التى اثرت فى الفن القبطى (التاثير والتاثر ):-
اولا اثر الفن المصرى القديم على الفن القبطى:-
يوجد بعض التشابهات العقائدية فى العصريين التى تتضح فى النقاط التالية :-
کان المصريون القدماء اول من قدسوا الثالوث وکان ثالوث طيبة ( الاقصر ) من اهمهما حيث عبدوا الاله امون وزوجته الاله موت وابنهما الاله خنسو ومن تلک المتشابهات ايضا الولادة من الروح ففى الاسطورة الشهيرة للاله اوزيروس عندما تخيل المصريون القدماءان اخاه اله الشر ست قتله ذکروا ان اخته الاله ايزيس جمعت اشلاءه وتلت عليها التعاويذ السحرية حتى عادت الية الحياة فتزوجها عرفانا بجميلها فانجب منها ابنهما من الروح الاله حورس بعد هزيمته للشر قام من الموت حيث اعتقد القدماء ان الاله اوزيريس بعد هزيمته للشر قام من الموت وايضا کانت هناک علاقة قوية بين اللغتين حيث ان اللغة القبطية هى اللغة المصرية التى کان سکان هذه البلاد يتکلمونها خلال العصور المسيحية الاولى مع بعض التطوير فى القواعد ولو انها اختلفت عنها شکلا حيث انها کتبت بالحروف اليونانية کل هذا التشابه مهد للاقتباس من عناصر الفن المصرى القديم واقتفى فنانوا العصر القبطى اثر فنانى العصر المصرى القديم فى تزيين اماکن عبادتهم بصور القديسين والقديسات ولم يکتفوا بتحويل بعض الهياکل المصرية القديمة فى المعابد الى کنائس على الطراز المعمارى للمعابد القديمة من الداخل والخارج [12]
لقد اباح الفنان لنفسه فى العصور المسيحية الاولى ان يمثل السيدة العذراء فى الرسوم الحائطية والقطع الحجرية المنحوته ترضع الطفل من ثديه ويوجد حاليا فى المتحف القبطى شکل يظهر السيدة العذراء وهى تشرع فى ارضاع المسيح الطفل وهى واردة من دير الانبا ارميا بسقارة والتى يرجع تاريخها الى القرن السادس الميلادى وهذا الوضع لم يقدم على اظاهره فنانوا البلدان المسيحية الاخرى فى العصور المبکرة ولقد استقى الفنان المصرى فى العصر القبطى مصدره من الرسوم والتماثيل المصرية التى تمثل الالهة ايزيس وهى تخرج ثديها لترضع ابنها حورس حيث واضح الاثر بالفن المصرى القديم فى فکرة العمل الفنى ( الام ترضع طفلها ) – وضع الجلوس للالهه ايزيس هو نفس وضع الجلوس للسيدة العذراء – الاهتمام بالزخارف – عيون العذراء فى نظرة الى الافق کما کان فى الفن المصرى القديم وکذلک فى اتساع العيون شکل رقم ( 1 ) شکل رقم ( 2 )
ثانيا اثر الفن الهيللينستى على الفن القبطى :-
ظهر الاسکندر المقدوني على المسرح العالمي في النصف الأول من القرن الرابع قبل الميلاد وکان ذلک امتزاج الشرق مع الغرب حيث استرد ممتلکات الإمبراطورية الإغريقية فى آسيا الصغرى من الإمبراطورية الفارسية واستطاع أن يستولى على مصر والشام وبلاد النهرين وإيران وامتدت فتوحاته حتى بلاد الهند واتخذ بابل عاصمة لممتلکاته الجديدة بدأت الحقبة الهللينيسية من النصف الأول من القرن الرابع الميلادي وترجع أصل هذه التسمية (الهللينيسية )الى امتزاج التقاليد الإغريقية (الهيللينية) بالروح الشرقية حيث حرص الاسکندر وخلفاؤه على نشر الحضارة الهيللينية فى الممتلکات الشرقية التى تم الاستيلاء عليها [13] فالفن الهيللينستى هو نتج عن امتزاج الفن الهيلينى الاغريقى فى خلال الحقبتين المقدونية والرومانية مع الفنون المحلية القديمة ولقد اذدهرت فى الاقاليم التى تاثرت بالهيلينسية ولقد نشات ثقافة وفنون هيللينيسية فى الاسکندرية[14]
ثالثا: اثر الفن اليونانى على الفن القبطى :-
لقد تفاعلت مصر أکثر من ثلاثة قرون مع الفن الإغريقى فتأثرت فنونها به ومارسوا العادات المصرية ونسبوا أنفسهم للمصريين القدماء وأقاموا المعابد الفخمة فى فيله وکوم أمبو وإدفو ودندرة وغيرها کما أنهم مثلوا فى فنونهم الأساطير المصرية بجانب الأساطير الإغريقيه يين فنشأ فن خليط من الفن المصرى القديم والفن اليونانى ولم يکن فى يوم من الايام فنا يونانياً بحتا إذ أن اليونان لم يستطيعوا ان ينالوا من الطابع الفنى المصرى المتأصل بل صبغوه فقط بالصبغة الهيلينية أى اليونانية ولذا سمى هذا الفن هيلينسيا وظهرت على بعض الأعمال الفنية فى العصر القبطى کلمات ونصوص يونانيه بحته وهى تعتبر جزءاً من العمل الفنى ومن مظاهر تأثر الحضارة اليونانية أيضاً فى العصر القبطى إصطبغت الاعمال الفنية بالليونة والحرية التى سادت العصر الهيللينستى ومع جود الأساطير(الميثولوجيا) اليونانية وقصص البطولة والصراع والفروسية التى نشأت فى بلاد اليونان ممثلة فى الفنون فى العصور المسيحية المبکرة إلا أن إخراجها أخذ إسلوباً مصرياً.[15] إن أول ما ظهر تأثير الفن القبطى بالعصر اليونانى بدأ فى لغة البلاد فکتبت بالحروف اليونانية بدلا من الحروف الديموطيقية أى أنها صارت يونانيه شکلاً بينما مصرية معناً ولفظاً.[16]
جاء بعد ذلک دور الفن الرومانى وتأثيره فى الفن القبطى:
لم يطرأ على الفن فى مصر أى تغيير إذ أن الحضارة اليونانية الرومانية حضارة کانت متجانسة وفنونهم واحدة فقد بنى الرومان فنونهم على أساس الفن اليونانى لذ إتفق البعلماء على توحيد العصريين اليونانى والرومانى فى مصر تحت إسم العصر اليونانى الرومانى حيث أن الفنون الرومانية وليدة الروح اليونانية ومن ثم إستمر الطابع الفن المصرى هيللنستياً خلال العهد الرومانى کما ظهر فى الاعمال الفنية سواء کانت نقش أو تصوير النصوص اليونانية وهى جزء من العمل الفنى ومن مظاهر تأثير الفن الهيللينستى على الفن القبطى نجد أنة أخذ الليونه والحرية ومحاکاته فى الطبيعة والاساطير اليونانية وقصص البطولة والصراع والفروسية التى نشأت فى البلاد اليونان نجدة ممثله فى الفنون القبطيه:
افروديت هى الهة الحب والجمال ويروى عنها انها وليدة الزبد وانها خرجت من الماء وتمثل دائما على شکل غادة عارية وهى من المناظر التى زخرفة بها افاريز وشرفات المتحف القبطلى من اثار العصرالمبکر وايضا رسوم ونقوش تمثل اطفالا عراة وهى ترمز الى الهة الحب والتى تعرف فى الاساطير اليونانية باسم (ايروس) وفى اليونانية باسم (کيوبيد) واحيانا نشاهدها وهى تحمل طيورا وفى المتحف القبطى بالقاهرة منظر يمثل افروديت وهى خارجة من القوقعة وعلى مقربة منها اتباعها شکل ( 3 ) [17]
رابعا اثر الفن البيزنطى على الفن القبطى :-
لقد کان للأسلوب البيزنطى فى بلاد الشرق تأثيره على فن مصر فى العصر القبطى لقربة من مصر ولإرتباط بلاد الشرق بمصر إرتباطا يرجع إلى أقدم العصور وليس بصحيح أن الفن القبطى فن بيزنطى کليه لأنه برغم من أنها قام على أسس واحدة وهى اسس الفن الهيللينستى ألا أن کل منهما سلک طريقاً يختلف عن الاخر ونهج نهجاً خاصة به کما ان الفن البيزنطى لم يخرج إلى الوجود إلا فى وقت کان الفن البيزنطى فية قد أظهر خصائصة وبدا يوصد أقدامة ويکتمل أصولة[18] .فأننا نجد فيها تاثير الفن البيزنطى الشرقى واضحاً إذ تسودة الروح الدينية الخالصة کما ان بعض تفاصيل الرسوم کالملابس وغيرها تؤيد هذا تماماً وذلک لأن أغلب الأيقونات وخصوصاً المجموعة المعروضه فى المتحف القبطى ترجع إلى قرون متأخرة وفى نفس الوقت تجد الطابع البيزنطى اليونانى واضحاً فى بعض اللوحات التى قام برسمها مصورون يونانيون فهى تتسم بمحاکاة الطبيعة والليونة فى حرکات الأشخاص وکذلک الإهتمام بإبراز العضلات فى الأجسام وإظهار جمال الأشکال وتعبير الوجوه
خامسا اثر الفن القبطى على الفن الاسلامى :-
بعد ظهور الاسلام فى مصر استمرت الفنون القبطية فى العطاء مؤکدة فلسفتها وفکرتها من خلال تحول الفنون الى التجريد والتحويرو التسطيح والايجاز والتبسيط والابتعاد عن تصوير الانسان والحيوان فى اعمالها متتبعة بذلک الفکر الاسلامى وتطورت الأشکال النباتية والحيوانية فى هذه المرحلة حتى اصبحت هندسية وبالتالى قام الفنان بتطويع هذه العناصر وتحويلها لتلائم المساحات الهندسية المتاحة لتصبح مجردة وثنائية الابعاد غير مجسمة وتحولت الى اشکال مجردة تماما وتأثر التصوير الاسلامى فى مصر بتقاليد التصوير القبطى وذلک فى المرحلة الاولى من وجوده فى مصر
ويتصف انتاج هذه الفترة بالجمع بين العناصر الفنية وبين الميول الاسلامية سواء کان مبعثها التعاليم الدينية الاسلامية او الذوق الاسلامى ونعنى بذلک استخدام العناصر الزخرفية التى کانت سائدة فى التصوير القبطى مثل رسوم اشجار العنب وعناقيد وورق الاکانتس والنخيل والسلال والسمک والحمام تستمر فى التصوير الاسلامى مع مراعاة انها عناصر ظلت کما کانت فى الفن القبطى مسطحة لا تجسيم فيها واختفاء العناصر الزخرفية التى کانت مستمدة من القصص القديمة التى اعتادها الفنانون فى العصر القبطى وکذلک العناصر المستمدة من القصص الدينى المسيحى والتى لاتتفق مع الدين الجديد ولقد تميز التصوير القبطى ايضا بخصائص فنية کثيرة مثل تصوير الحياة اليومية وکذلک الرمزية والبعد عن الواقع مما ادى الى سيادة الطابع الزخرفى وکثرة الوحدات وتنوعها التى من بينها رسم الخطوط المتقاطعة والمتشابکة وتحديد الاشکال بخطوط قوية واضحة واستعمال الالوان الزاهية مما ادى الى اقتباس الفن الاسلامى بعض هذه الاساليب فى القرون الاولى للفتح الاسلامى لذا نستطيع القول ان الفن الاسلامى فى مصر فى العصور الاولى سار على نفس منوال الفن القبطى بشکل کبير بل بکل صفاته مع محاولة تجنب الرموز والموضوعات الدينية الى کانت موجودة فى الفن القبطى [19]
استخدم الفنان المسلم العناصر الزخرفية التى کانت سائدة فى الفن القطبى والسمک وما إلى ذلک مع العمل على تهذيبها وإختفاء العناصر المستمدة من القصص الدينى المسيحى والتى تتفق مع الدين الجديد.ومن الملاحظ أن هذه العناصر الزخرفية التى إستخدمها الفنان فى العصر الإسلامى بعيدة کل البعد عن أصولها الطبيعيه أى أنها کانت مسطحه لا تجسيم فيها فالفنان المسلم کان يجمع من الفنون ما يروق له ويصبغها لکى تتناسب مع الدين الجديد[20]. شکل رقم(4),(5)
(4) القيم الجمالية فى الايقونات القبطية:-
اول ما يجذب المشاهد نحو اعمال الفن هو جمال الشکل والناس يستجيبون فى العادة للطابع الحسى للاشياء ويستمتعون به والطابع الحسى يعنى ترتيب الاجزاء او ربط العناصر بعضها ببعض
الخط هو احد العناصر الاساسية التى استخدمها الفنان القبطى فى تحديد الاشکال والزخارف على مختلف انواعها الهندسية والحرة والنباتية واظهار التفاصيل وتبسيط الاشکال ولعبت الخطوط دورا تعبيريا ايجابيا حين استغلها الفنان فى تاکيد الجانب التعبيرى [21] نجد فى شکل ( 6 ) ايقونة نصفية للقديس ابراهيم من القرن السادس[22] استخدم الفنان الخط السميک فىتحديد راس القديس ولحيته ليتاکد عاى ضخامة الراس التى هى رمز الله وبخطوط قوسية رفيعة رسم الاعين المتسعة علامة البصيرة الداخلية ومثل الانف بخط مستقيم يوحى بالاستقرار فيعطى ايحاء بالتسطيح والفم تم رسمه بخط منحنى بسيط به تلقائية وملامح الوجه کلها اصابها التحوير وامتازت هذه الفترة بالتحديد بالاطار الغامق والقديس يحمل بيده الکتاب المقدس وحدد الفنان صفحات الکتاب بمجموعة من الخطوط المتلاحقة الرفيعة المستقيمة ليظهر التجسيم
اللون من اکثر عناصر العمل الفنى تاثيرا فقد استخدم الفنان القبطى الوان براقة ربما لتعطى ببريقها بساطة للرسوم بما ان المصورالقبطى يهدف الى محاکاة الطبيعة فاحتاج الى تکوين ألوان عديدة ودرجات متفاوته فى رسوماته واتسع فى عملية مزج الالوان ببعضها واجادتها حتى يستطيع تکوين الوان تناسب الاشکال المصورة وتصلح لتمثيل الموضوع بشکل طبيعى فظهرت الالوان نابضة بالحياة مما اضاف قيمة جمالية للشکل واذا تجاورت الالوان المتضادة مثل الاحمر فى مقابل الاخضر والازرق فى مقابل البرتقالى فان کلا منهما يقوى الاخر ويحدث تباينا قويا فيما بينهما[23] وايضا استخدم الفنان القبطى فى بعض الاحيان الالوان الهادئة وذلک لاضفاء المهابة على موضوعاته وفى ايقونة القديس ابو نفروتکلا الهيمتونى شکل (7) استخدم الفنان اللون الاحمر قد اکتسب قوة على الخلفية الذهبية ويغلب على الايقونة الالوان الساخنة فنجد البرتقالى بدرجاته والاصفر الذى له تاثير مبهج
الفن القبطى فن شعبى يتسم بالتلقائية فالفنان القبطى ويعتمد على البساطة والفطرة فى التعبير عن موضوعاته العقائدية من النصوص الکتابية فهو لا يخضع لاية نماذج موجهة ولم يتلق اية تدريبات فنية بل اعتمد على استجابة اللاشعور فهو وليد اللحظة التى يعبر فيها عن قوى لايراها
بدا فن التصوير عند الاقباط فى القرن الرابع وتميزت الصورة القبطية الحائطية التى ظهرت فى القرن الخامس الميلادى اذ وضح فيها المميزات القبطية من زخارف هندسية وعضوية وتمثيل رمزى واکتفى الفنان بالرؤية غير المنظورية التى تعتمد على التصوير السطحي للموضوعات مع الاحتفاظ بالمضمون والهدف من هذه السمة يمکن ملاحظتها فى اکثر من صورة فى مقابر البجوات نلاحظ ان الفنان صاغها وفق طابعه الارتجالى دون اللجوء الى اية نماذج مصورة او مکتوبة ليتبعها فالسفينة تکشف عما يدور داخلها ان مؤخرة ومقدمة السفينة ممتدان بدرجة کبيرة مبالغ فيها ومثنيان الى الداخل ومتلامسان تقريبا فوق السفينة وقد شکلا ما هو اشبه بسقف ونجد المبالغة والتلقائية فى التکوين والاسلوب الزخرفى فى رسم الأشخاص والملابس بدون زخارف وتميزت بالخطوط الداکنة لتحقيق مزيد من الواقعية للصورة من خلال استخدام ألوان متدرجة من ألوان الملبس نفسه شکل (8) سفينة نوح[24]
التناغم يکمن فى بساطة ونقاء الخطوط والأسلوب التجريدى الذى يتسم به العمل الفنى وتبدو هذه الصفة واضحة فى العصر القبطى حيث نجد الخطوط والاسلوب التجريدى توحى بالتناغم والتناسق لعيون الناظر على سبيل المثال شکل (9) تخطى الخط دوره التقليدى فى التحديد والزخرفة الى ايجاز الشحنة التعبيرية عند الفنان وجعلت التلقائية من استخدام الخط اداة صادقة للتعبير عن صياغة الفنان لتفاصيل الاشکال فقد لجا الى الخطوط المتجاورة القصيرة فى اظهار شعر الاسد بالاضافة الى خطوط صغيرة فى جسم الاسدين والغزال ليکسب تفاصيل الشکل وضوحا نسبيا فى معالمه کما استخدم الخط السميک فى التعبير عن مستوى خط الارض ومنذ العصر الحجرى القديم والانسان کان يراعى فى رسومه التقابلات الجمالية حيث يتشابه حرکة رسوم الظهر فى رسم الحيوان مع خطوط البطن مما يحقق المتع البصرية [25]
5- دراسة تحليلة وصفية لبعض التصاوير القبطية :-
أيقونة (والدة الاله) شکل رقم (10)
ملابس العذراء
تلبس العذراء ملابس واسعة لونها احمر فهو لون ملکى لايلبسه الا الملوک وهى الملکة وام الملک ويوجد على ملابسها زخارف تشبه النجوم وذلک اشارة الى انها السماء الثانية وبالطبع مزينة بالنجوم فهى رمز الطهارة واما عيسى الطفل يلبس لون اصفر يرمز الى النقاوة کالذهب المصفى وهو اون القيامة والنصرة ويحمل فى يده مايشبه الکرة فهى رمز للکون کله اما اليد الثانية (اليمنى) نجده يشير باصبعين متجاورين السبابة والوسطى فهذه الحرکة تعنى انى کامل فى اللاهوت وکامل فى الناسوت ,فاتحدا الناسوت واللاهوت معا وذلک فى نهاية الاصبعين ويوجد حول راس المسيح والعذراء والملائکة هالة صفراء او ذهبية اللون وهى رمز التقديس والنور الالهى
ايقونة الملاک ميخائيل شکل رقم (11)
ان ايقونة الملاک ميخائيل ترسم لنا مزايا الملاک فهى ايقونة يونانية الاصل قديمة وفيها لرئيس الملائکة جناحان اشارة للانتقال بسرعة من مکان لاخر وتوجد هالة حول راس الملاک اشارة الى الملک والعظمة وهى لها قيمة قدسية – الخلفية لونها اصفر ذهبى وذلک رمز للملک والعظمة و الصورة طولية تعنى التوجه الى الاعلى (السماء – الله ) بما يؤکد على الرؤية الدينية فى رسم الايقونات 150*100 سم تقريبا
شکل (1) تصوير جدارى للعذراء مريم ,القرن الرابع,المتحف القبطى |
شکل (2) تمثال الالهة ايزيس ترضع حورس, دولة حديثة ,المتحف المصرى |
شکل (3) منظر يمثل (افروديت )
خارجة من الموج وعلى مقربة منها احد اتباعها والقرن الثالث والرابع ,المتحف القبطى
شکل (4) قرط ,سورية,القرنين السادس والسابع م , المتحف الاسلامى بالقاهرة (فى مرکز الزهرية مع زوج من الطواويس فى الجانبين , هذا النموذج کان سائدا فى الفن الاسلامى القديم ومستوحى شکله من الفن البيزنطى |
شکل (5) صحن من ترکيا ,القرن 16 , المتحف الاسلامى بالقاهرة , مصنوع من الفخار المزجج ومزخرف بعناقيد عنب ملونة باللون الازرق |
شکل رقم (6) ايقونة نصفية للقديس ابراهيم
القرن السادس ,متحف اللوفر,باريس
شکل (7) ايقونة القديسين الانبا تکلا وابو نفر السائح ,القرن 18 م,کنيسة القديس مرقريوس ابوسيفين,مصر القديمة |
شکل (8) تصوير جدارى لسفينة نوح,القرن الرابع الميلادى ,مقابر البجوات |
شکل (9) اناء من الفخار 52*35سم ,القرن الرابع الميلادي,متحف اللوفر , باريس
شکل (10) ايقونة والدة الاله ,کنيسة العذراء بدکرنس ,50*70 تقريبا ,القرن الرابع الميلادي. |
شکل رقم (11) ايقونة الملاک ميخائيل ,کنيسة السيدة العذراء بدکرنس ,القرن الرابع الميلادى 150*100 سم تقريبا |
الإطار التطبيقى:-
التجربة العملية:-
يتضمن هذا الجزء من البحث التجربة الفنية للباحثة حيث تأتى أهمية هذه التجربة من إجراء دراسة على الايقونات القبطية والاستفادة من القيم الفنية الموجودة بها واستخدامها فى عمل لوحات فنية معاصرة حيث ان الباحثة قامت بزيارة المتحف القبطى والعديد من الکنائس فى محافظة الدقهلية مثل (کنيسة السيدة العذراء بالريدانية بدکرنس) و(کنيسة السيدة العذراء مريم بدقادوس بميت غمر)ورات العديد من الايقونات ومنها ماتم تحليله فى البحث وقامت بدراسة التصوير القبطى دراسة مستفيضة من بدايته من القرن الرابع الميلادى حتى القرن الثامن عشر وبالتالى تم الوصول الىالقيم الفنية الموجودة فى الايقونات القبطية واستفادة منها الباحثة فى عمل لوحات فنية معاصرة مستمدة قيمها الفنية من الايقونات القبطية
توصلت الدراسة الى :-
وفيما يلى عرض لبعض نماذج من تطبيقات الدراسة:
شکل رقم (12)
شکل رقم (13)
شکل رقم (14)
شکل رقم (15)
شکل رقم (16)
1-راجى طلعت حلمى :الوشم والرموز الشعبية فى الفن القبطى کمدخل لاستلهام اعمال فنية معاصرة ,رسالة ماجستير,کلية الاربية الفنية ,جامعة حلوان ,2008م,ص127
[3]- Wwwstmaurius.org/article/icon-history.htm
4-د. مى محمد العزازى: اثر الابداع الدرامى للرواية فى اثارة الرؤى التشکيلية لاستلهام لوحات تصويرية معاصرة ,رسالة دکتوراة, کلية التربية النوعية ,جامعة المنصورة2012,ص8
5-نعمت اسماعيل :فنون الشرق الاوسط فى الفترات الهيلينستية ,الساسانية ,دار المعارف ,الطبعة الثالثة ,1991,ص96
1-عماد لمعى :مداخل جديدة لاستلهام التراث فى ظل العالمية ,رسالة دکتوراه,2002 ,کلية التربية الفنية ,جامعة حلوان , ص112
3-جرمين فوزى اسعد :الشبکات الهندسية کمدخل لاستحداث صياغات حلى معدنية مستوحاة من الفن القبطى ,رسالة دکتوراه ,کلية التربية الفنية .,جامعة حلوان ,ص27
4-راجى طلعت ,الوشم ورموزه الشعبية فى الفن القبطى لاستلهام اعمال فنية معاصرة ,رسالة ماجستير ,2008,کلية التربية الفنية ,جامعة حلوان ,ص174
1-نرمين فتحى المصرى :تطور فن الفيسفساء فى العصر البيزنطى من القرن التاسع الى القرن الثالث عشر الميلادى ,رسالة ماحستير,2010,کلية الفنون الجميلة ,جامعة الفنون ,جامعة حلوان ,ص 27
1-جرجس لطفى واصف :التصوير القبطى وتاثيره فى الفن الحديث, دکتوراه ,1994,کلية الفنون الجميلة ,جامعة حلوان , ص34
2-جيهان غبريال عزيز :الايقونةالبزنطية والايقونة القبطية فى القرنين السابع عشر والثامن عشر –ماجستير 1999م, کلية الفنون الجميلة ,جامعة حلوان ,ص33
1-جرجس لطفى واصف :التصوير القبطى وتاثيره فى الفن الحديث ,رسالة دکتوراه ,کلية الفنون الجميلة,جامعة حلوان,1994,ص-80
2-مارى ميخائيل بسخرون القيم الجمالية للفن المصرى القديم فى تشکيل رموز الفن القبطى ,رسالة ماجستير وکلية التربية الفنية ,جامعة حلوان . ص101
المراجع
3. مى محمد العزازى :اثر الابداع الدرامى للرواية فى اثارة الرؤى التشکيلية لاستلهام لوحات تصويرية معاصرة ,رسالة دکتوراه,کلية الاربية النوعية ,جامعة تامنصورة,2012
7. جرمين فوزى اسعد :الشبکات الهندسية کمدخل لاستحداث صياغات حلى معدنية مستوحاه من الفن القبطى ,رسالة دکتوراه ,کلية التربية الفنية ,جامعة حلوان
10. ابراهيم محمد غزالة :وجوه الفيوم ,رسالة ماجستير ,کلية الفنون الجميلة ,جامعة حلوان,1992م
11. نرمين فتحى المصرى : تطور الفسفساء فى العصر البيزنطى من القرن التاسع الى القرن الثالث عشر الميلادى , رسالة ماجستير کلية الفنون الجميلة ,جامعة حلوان .2010م
12. جرجس لطفى واصف : التصوير القبطى وتاثيره فى الفن الحديث ,رسالة دکتوراه:کلية الفنون الجميلة, جامعة حلوان ,1994م
13. جيهان غبريال عزيز: الايقونة البيزنطية والايقونة القبطية فى القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلادى, رسالة ماجستير ,کلية الفنون الجميلة, جامعة حلوان ,1999م
14. محسن عطية : اکتشاف الجمال فى الفن والطبيعة ,عالم الکتاب,2005م
15. مارى ميخائيل بسخرون : القيم الجمالية للفن المصرى القديم فى تشکيل رموز الفن القبطى ,رسالة ماجستير,کلية التربية الفنية ,جامعة حلوان,2006