دراسة تحليلية لمختارات من الفانوس الشعبي والإفادة منها في تصميمات طباعية معاصرة باستخدام الکمبيوتر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 مدرس مساعد -قسم التربية الفنية کلية التربية النوعية - جامعة أسيوط تخصص (طباعة المنسوجات)

2 أستاذ المناهج وطرق التدريس ووکيل کلية التربية الفنية سابقاً-جامعة حلوان

3 أستاذ مساعد طباعة المنسوجات کلية التربية -جامعة عين شمس

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

الفنون الشعبية تعد رافداً من روافد التراث التى لاقت إهتماماً کبيراً من الدراسة والبحث منذ مطلع القرن التاسع عشر "إلى أن أصبح هذا الإهتمام ظاهرة ثقافية عالمية، نجد صداها فى أغلب بلاد العالم مما زاد فى تنبيه الدارسين والفنانين المعاصرين إلى تناول التراث من منطلق التجريب، للکشف عما يحويه من قيم جمالية وإبداعية وأساليب وقوانين ونظم فى الفن فى ضوء الثقافة الفنية المعاصرة"([1])

ويهتم البحث الحالى بدراسة الفانوس الشعبي الذي يحمل في هيئته ملامح ومظاهر حضارية وألوان من الفنون فجمع صفات المبانى ، وهياکل النار والفنارات والمآذن وقد عکس تأثير المشربيات والقباب ، وقد أظهر الصانع الحرفي تغيراً في أسلوب الأداء المستخدم في صناعة الفانوس(2)، کما أن للفانوس الشعبي أهمية وظيفية حيث تطورت أشکاله وأختلفت أحجامه طبقاً لإستخداماته المتنوعة ، فلقد استخدم بهدف الإضاءة ليلاً ، ثم تحولت تلک الوظيفة إلي الترفيه والزينة ، وقد اتضحت أهميته الجمالية من حيث انه يمثل شکل جمالي يصدر عنه أضواء متنوعة(3).

فتتناول الباحثة مختارات من الفانوس الشعبي لإستلهام التصميمات الطباعية فهو يعد مجالاً خصباً للدراسة التحليلية والجمالية للتعرف علي الخصائص البنائية والتشکيلية ، ويتم تنفيذ هذه التصميمات بالکمبيوتر.

فلقد أصبح الکمبيوتر من أهم مظاهر عصرنا الحالي لأنه يعد بمثابة أداة تقنية عالية الجودة تتوائم مع متطلبات الحياة الإنسانية ، فله دوراً کبيراً في تطوير الأفکار التصميمية بألاف الأفکار المبتکرة التي يمکن الإستفادة منها في بناء العمل الفني الواحد ، کما أن الإستخدام الواعي للکمبيوتر وتطويع إمکاناته المتنوعة تساعد الفنان في تحقيق الإبداع من خلال أبعاد جديدة لم تکن متوفرة له مما يتيح فرص التجريب والابتکار بعيداً عن الأفکار المألوفة النمطية ولم تعد الطرق اليدوية تفي باحتياجات العصر من السرعة والدقة والجودة(1).

والبحث الحالي يؤکد علي الإستفادة من برامج الکمبيوتر بصفة خاصة في طباعة المنسوجات في حدود متطلبات هذا التخصص عن طريق المزج بين إمکانات الکمبيوتر والتراث الشعبي متمثلاً في الفانوس الشعبي الذي يتميز بالقيم الفنية والجمالية ومحمل بالأشکال ذات الأبعاد الإجتماعية من عادات وتقاليد وطقوس ومعتقدات.

مشکلة البحث:

هل يمکن الحصول علي تصميمات طباعية معاصرة بإستلهام نماذج من الفانوس الشعبي؟

فرض البحث:

هناک علاقة إيجابية بين إستلهام نماذج من الفانوس الشعبي والحصول علي تصميمات طباعية معاصرة.

هدف البحث :

يمکن الحصول علي تصميمات طباعية معاصرة بإستلهام نماذج من الفانوس الشعبي.

أهمية البحث:

1- إستخلاص مداخل تصميمية جديدة تثري مجال طباعة المنسوجات.

2- زيادة توجه فنان طباعة المنسوجات إلي التراث الشعبي وإستلهام عناصره لتوظيفها في عملية إبداع فني جديد وبتقنيات الفنان الشعبي الأصيل.

3- التعرف علي التحليل التشکيلي والجمالي للفانوس الشعبي.

4- إستخلاص السمات البنائية والتشکيلية للفانوس الشعبي بالدراسة التحليلية.

حدود البحث :

1-  يتناول البحث نماذج مختلفة من الفوانيس الشعبية.

2-  إدخال تأثيرات مختلفة علي الفانوس الشعبي بإستخدام الکمبيوتر تحدد في:ـ

أ     - تأثيرات مختارات من الفن الشعبي (الخرز ـ المروحة ـ التلي).

ب   - تأثيرات التقنيات الطباعية ( الباتيک ـ العقد والربط).

جـ  - إختلاف مصدر الضوء.

د    - بعد الظل عن الفوانيس.

هـ  -  تکرار الفوانيس.

و    - تأثير الفلاتر أو المرشحات.

منهج البحث :

وصفي تحليلي

الدراسة :

التحليل التشکيلي والجمالي للفانوس الشعبي :

تعرض الفانوس الشعبي مثله مثل الکثير من الحرف التقليدية العريقة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ المصري ووجد أنه إلي فترات ازدهار وخفوت ، يرجع ذلک إلي عدة أسباب رئيسية منها عدم تبني الجماعة الشعبية له وانصرافهم عنه بعد ظهور فانوس الکهرباء وعدم جودة خامته التي يصنع منها وهي خامة (الصفيح) التي تؤدي إلي جرح أيدي الأطفال أو حرقهم عندما يقومون بإشعال الشموع بداخله ولعدم احتوائه علي عناصر جذب مثل الفانوس الصيني الذي يأتي کل رمضان بجديد من الأشکال الآدمية والحيوانية مصحوبة بالحرکة علاوة علي خفة وزنه، ولکن رغم ذلک تحول الفانوس الصيني للعبة في يد الأطفال  واستطاع أن يصمد ويقاوم ويحافظ علي أشکاله التقليدية بالجهد الکبير الذي يقوم به صناع الفانوس والإجتهاد في تطوير أشکاله وأحجامه عاماً بعد آخر ، حتي أصبح لکل فانوس العديد من المقاسات والأشکال التي تزين برسوم أو بکتابات أو بزخارف، فالفانوس الشعبي هو خلاصة فکر وخبرة وعادات شعب له حضارة فنية منذ ألاف السنين ، وقد أفرزت لنا منتجاً شعبياً له سماته المعمارية والزخرفية والجمالية ورغم مرور الحقب الزمنية عليه والسعي لتطويره إلا أنه مازال محتفظاً بسمات معمارية ووحدات زخرفية وأشکال جمالية مستلهمة من المنازل الأثرية القديمة والکنائس والمساجد بعماراتها وقبابها ومآذنها وأبوابها ونوافذها فالفانوس الشعبي هو عصارة حضارات وفنون عاشت في مصر وتشربت في اذهان الصناع المهرة ووجدان أحفادهم جيلاً تلو الآخر ليفرزوا لنا في النهاية منتجاً شعبياً له سماته الجمالية والتشکيلية التي سوف نتعرض لتحليلها في الجزء التالي(1).

أولاً: أجزاء الفانوس وهيئته:

الفانوس شکل مجسم ثلاثى الأبعاد له طول وعرض وعمق مثل العمل النحتي ويمکن رويته والألتفاف حوله والاستمتاع بجمالياته من جميع الجهات لذلک تفاني الحرفي في تزينه وتجميله من جميع الجهات بشتي الوسائل والتقنيات سواء بالرسوم او الزخارف أو الکتابات علي الزجاج أو بالتقبيب أو التفريغ أو القص علي الصفيح أو إضافة أجزاء من الصفيح المفرغ عليه وتثبيته باستخدام اللحام ليظهر لنا تنوعاً في أشکاله فالفانوس شکل فني له سماته الجمالية والتشکيلية (2) وعندما نستعرض شکل الفانوس نجده يتکون من(3):

(1) العلاقة : وهي تعادل حمالات القناديل والمشکاوات وهي تختلف حسب أنواع الفوانيس.

(2) القبة : وهي تلي العلاقة من أعلي وتعلق بها وهي تتکون عادة من شرائح رقيقة عديدة قصت لتصطف إلي جوار بعضها بدقة واتقان، وقد يتدلي من حواف هذه القبة کحلية عدة شرائط مستطيلة تسمي "دلايات"(1).

(3) الشرفة : وتحيط بالقبة.

(4) الوجه : وهو جانب الفانوس من الزجاج ويتخذ شکله هيئة الفانوس العامة من حيث أن يکون مکعب منتظم أو محرود من أسفل.

(5) الترترة : وهي الحشوة من الصفيح المخرم (المثقوب) وتوضع علي الوجه من أعلي وأحياناً من
 أعلي وأسفل.

(6) الضلع : وهو ما يحيط بالوجه الزجاجي من شريط من الصفيح.

(7) القعر : قاعدة الفانوس ويسهل فصلها من الفانوس وتسمي "کعب".

(8) الشماعة: ترکب بالقعر في منتصفه لتوضع بها الشمعة.

(9) الأرجل : توجد في بعض الفوانيس أسفل "القعر".

وقد يکون زجاج الفانوس مقرنص ـ شق البطيخة ( مربع أو مدور) ـ شمسية ـ بدلاية ، ومن الفوانيس ما يصنع من أعلي بشرائح مثلثة تسمي "مشطوبة" ، يليها زجاج واجهاته ، وهو إما عدل أو محرود أو بيضوي الشکل ويسمي "لوح"(2).

 

وفى شکل (1) توضيح لأجزاء الفانوس

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (1) أجزاء الفانوس

ثانياً: الخصائص البنائية والتشکيلية للفانوس:

باستعراض شکل الفانوس وهيئته نجده بتکون من قاعدة مکونة من ثلاثة أجزاء وقبة لها شرفة تحيط بها مثبته علي قمة البدن والجزء التالي يوضح جماليات أجزاء الفانوس:ـ

1- العلاقة (التعليقة).

2- القبة (قبة عربي ـ قبة مشرحة) .

3-  الشرفة.

4- البدن.

5- القاعدة (قاعدة عربي ـ قاعدة مشرحة).

وفي الجزء التالي يتم تحليل ووصف لخمسة نماذج رئيسية من الفوانيس الشعبية حيث يتم شرح لأجزاء الفانوس وجمالياته.

ثالثاً: تحليل وتوصيف لبعض النماذج الرئيسية من الفوانيس الشعبية : ـ

في هذا الجزء من الدراسة تتناول الباحثة بالوصف والتحليل خمس نماذج مختلفة حيث يتم معرفة (مکان العمل ـ الخامة ـ الوحدات المستخدمة ـ توصيف العمل) ، وفي توصيف الأعمال وتحليلها يتم إستعراض أجزاء الفانوس في کل نموذج ، وسوف تقوم الباحثة بتحليل النماذج کالتالي :

1- فانوس النجمة المخمس شکل (2)

شکل الفانوس

 

 

 

 

 

 

مکان العمل

حوش أيوب (القاهرة).

الخامة

صفيح برين (أبيض) ـ زجاج ملون بالألوان (أحمر ـ کحلي ـ أخضر).

الوحدات المستخدمة

وحدات مطروقة (نقط دائرية) .

توصيف العمل

بإستعراض أجزاء الفانوس شکل (2) نجده يتکون من:

العلاقة : والعلاقة في هذا الفانوس ذات مستويين الأولي علي شکل لوزة والثانية علي شکل قوس.

القبة : وهي قبة مشرحة ذات مستويين.

الشرفة : وقد تفنن الصنايعي في قصها علي شکل نصف دائرية ، وقد قام بزخرفتها بطريقة التقبيب علي شکل نقط دائرية ، وتلتصق الأربع شرائح بعضها ببعض في شکل سيمتري منتظم لتکون الشرفة بشکل جمالي يشبه العرائس الحجرية التي تعلو جدار المساجد.

البدن : وبدن هذا الفانوس نجمي الشکل حيث کل طرف من اطراف النجمة عبارة عن هرم، وتتجمع هذه الأهرامات في الوسط بين القبة والقاعدة ، فيتکون من ثلاث مستويات المستوي الأول مربع يتکون من أربعة مستطيلات من الصفيح منقوش عليها بالدق (نقط دائرية) وبداخل الصفيح قطع الزجاج الملون بالألوان (الأحمرـ الکحلي) بالتبادل، والمستوي الثاني يتکون من اثني عشر هرم من الصفيح في شکل دائري منتفخ في الجزء الأوسط من الفانوس ، وکل شکل هرمي مخمس الأضلاع ، وداخل کل شکل هرم من الصفيح الزجاج الملون بالألوان (الأحمر ـ الکحلي ـ الأخضر) بالتبادل في الأثني عشر هرم الباقية ، أما المستوي الثالث فهو ترديد المستطيل الذي في المستوي الأول.

القاعدة : وهي قاعدة عربية مصمتة تتکون من أربعة جوانب علي هيئة شبه منحرف متساوي الساقين قاعدته الصغري ملحومه في المستوي الثالث من البدن، ولقد قص الجزء السفلي للقاعدة علي هيئة مربع، والقاعدة مزخرفة بالدق بنقط دائرية عباره عن إطارات من الصفيح والجزء العلوي من القاعدة الصفيح مقصوص علي شکل أنصاق دوائر، ومحصور بين الصفيح الزجاج الملون باللون الأحمر ويسمي هذا النوع من الفوانيس بالقرطاس(1).

ويطغي علي هذا الفانوس التشکيل النحتي ، فهو بناء معماري مستلهم من العمارة الإسلامية بمشربياتها ومآذنها وقبابها ، والکنائس بشبابيکها وهشواتها الجصية ، فهو عصارة فکر وخبرة وحضارات متعاقبة تظهر لنا في عمل رمزي تشکيلي وهو فانوس النجمة المخمس(2).

2- فانوس برلمان شمسية شکل (3):

شکل الفانوس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مکان العمل

"شارع نور الظلام" برکة الفيل بالسيدة زينب (القاهرة).

الخامة

صفيح برين (أصفر) ـ زجاج وملون بالألوان (أحمر ـ کحلي).

الوحدات المستخدمة

وحدات مطروقة (نقط دائرية) 

توصيف العمل

بإستعراض أجزاء الفانوس شکل (3) نجده يتکون من :

العلاقة : وهي ذات مستويين ، الجزء العلوي منها علي شکل لوزة ومنقوش عليه زخارف هندسية بسيطة بطريقة التقبيب، والجزء السفلي علي شکل قوس ، ويفصل بينهما وردة منثنية والتي تتمم التلخيص الجيد لهذا التشکيل الجمالي للفانوس.

القبة : وهي قبة مشرحة ذات مستويين.

الشرفة : وهي شرفة مفتوحة علي هيئة مثلثات متتابعة، ولکل المثلثات في هذا الفانوس مائلة مما يعطي شکل جمالي جديد مختلف عن باقي الفوانيس السابقة وهذه الشرفة منقوش عليها زخارف لنقط دائرية مما يزيد من جماليات الفانوس.

البدن : يتکون بدن هذا الفانوس من عشرين ضلعاً التي تمثل جوانب بناء الفانوس عشرة علوية وعشرة سفلية تتقابل من عند القاعدة ، وکل جانب يتکون من إطار من الصفيح علي شکل مثلث ناقص بداخله قطعة من الزجاج المزخرف الملون بالألوان (الأحمر ـ الکحلي) بالتبادل مع باقي الجوانب ، وقد تم تجميع قطع الزجاج والصفيح مع بعضها البعض کي تعطي شکل جمالي مرتبط بالعمارة الإسلامية غاية في الروعة والدقة والمهارة.

القاعدة : القاعدة عربي مصمته ذات مستويين وهي مکملة لبدن الفانوس فتأخذ نفس الشکل ، المستوي الأول يتکون من عشرة جوانب من الصفيح بداخلها قطع الزجاج المزخرف الملون ، والمستوي الثاني يتکون من عشرة جوانب صغيرة مستطيلة الشکل من الصفيح بداخلها قطع الزجاج الملون بالألوان (الأحمر ـ الکحلي) وبذلک تکون القاعدة بشکلها وألوانها ترديد لبدن الفانوس.

 


3- فانوس علامة النصر شکل (4):

شکل الفانوس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مکان العمل

"جنينة نميش" بالسيدة زينب (القاهرة).

الخامة

صفيح برين (أبيض) ـ زجاج ملون بالألوان (أحمر ـ کحلي ـ أخضر ـ أصفر).

الوحدات المستخدمة

وحدات مطروقة (نقط دائرية ــ ورود)

توصيف العمل

بإستعراض أجزاء الفانوس شکل (4) نجده يتکون من:

العلاقة : وهي تأخذ شکل بيضاوي وهي مصنعة من جزء واحد.

القبة : وهي قبة مشرحة ذات مستويين.

الشرفة : وهي شرفة مفتوحة بها أربع جوانب ، وقد تم قصها بطريقة زخرفية هندسية علي شکل مثلثات متتابعة مع ترديد للزخارف بطريقة التقبيب الموجودة في القاعدة مما يعطي غني وثراء ويؤکد علي الوحدات الزخرفية وجمالياتها.

البدن : يتکون بدن هذا الفانوس من ثلاث مستويات المستوي الأول رباعي کل وجه من الأوجه مستطيل من الصفيح بداخله الزجاج الملون ، بالألوان (الأحمر ــ الأخضر) بالتبادل في الأربع جوانب ، المستوي الثاني يتکون من أربعة منشورات ثلاثية متعامدة علي أوجه الفانوس ، وهذه المنشورات إطاراتها من الصفيح بداخلها قطع الزجاج الملون بالألوان (الأحمر ـ الأخضر ـ کحلي) بالتبادل والمستوي الثالث مثل الأول ولکن مع اختلاف ألوان الزجاج ففي هذا المستوي تم استخدام الألوان (الکحلي ـ الأصفر) بالتبادل ، ويفتح هذا الفانوس بتحريک أحد المنشورات الثلاثية إلي الخارج حيث تثبت بجانبها بمفصلات.

القاعدة : وقاعدة عربية مصمته مقصوصة من أسفل بشکل زخرفي علي شکل أرش هندسي ، وهذه القاعدة ذات مستويين المستوي الأول مصمت تماماً ومنقوش بالدق بنقط دائرية متصلة تعطي شکل مثلثات ، وأحياناً أخري تتجمع ثلاث نقط فتعطي شکل أخر، المستوي الثاني مفتوح من أسفل منقوش عليه أيضاً بالدق بنقط دائرية علي هيئة ورود بأشکال مختلفة وهذا التنوع في المستويات والترديد لبعض الوحدات الزخرفية يزيد من ثراء وتنوع شکل الفانوس وجمالياته.

4- فانوس تاج الملک شکل (5):

شکل الفانوس

 

 

 

 

 

 

 

 

مکان العمل

"حارة شقبون" برکة الفيل بالسيدة زينب (القاهرة).

الخامة

صفيح برين (أصفر) ـ زجاج ملون بالألوان (کحلي).

الوحدات المستخدمة

وحدات مفرغة (نجوم ـ ورود).

وحدات مطروقة (نجوم ـ ورود).

توصيف العمل

بإستعراض أجزاء الفانوس شکل (5) نجده يتکون من:

العلاقة : وهي علاقة علي شکل قوس صغير مثبتة عن طريق وردة مزخرفة.

القبة : وهي قبة عربي مصمتة ذات ثلاث مستويات ، مزخرف عليها تشکيلات من النجوم والورود المفرغة والمطروقة بطريقة التقبيب.

الشرفة : ليس له شرفة.

البدن : بدن هذا الفانوس شکل دائري علي هيئة کورة له عشرة أضلاع کل ضلع خماسي الشکل، وقد استخدم الصنايعي الزخرفة بزخارف مفرغة ومدقوقة (ورود ـ نجوم) بطريقة التقبيب علي الإطارات الصفيح للعشرة أوجه الخمسة العلوية والخمسة السفلية، وقد لون الزجاح الموجود داخل الصفيح باللون الکحلي.

القاعدة : وهي قاعدة عربي مصمتة ذات مستويين مقصوصة من أسفل علي شکل أرش هندسي، المستوي الأول مزخرف ومفرع بالدق بالورود ، أما المستوي الثاني منقوش بزخارف مفرغة ومدقوقة (ورود ـ نجوم) بطريقة التقبيب.

وترجع تسمية هذا الفانوس بتاج الملک لأنه يشبه تاج الملک، والفانوس هنا رمز لطراز معماري حيث تستخدم فيه فنون شتي من الفنون الجمالية سواء في عمليات البناء أو الزخرفة سواء کان التجميل يتم بالتفريغ أو التقبيب أو يتناسق الشکل المعماري والمحافظة علي کتلته المعمارية ومعالجتها بأسلوب واحد، کما أستخدم الصنايعي الطلاء لدهان جسم الفانوس سواء علي الصفيح أو الزجاج للإستزادة في إضفاء الجو الجمالي للفانوس(1).

5- فانوس مقرنص بحجاب شکل (6):

شکل الفانوس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مکان العمل

"جنينة نميش" بالسيدة زينب (القاهرة).

الخامة

صفيح برين (أصفر) ـ زجاج مزخرف وملون بالألوان (أحمر ـ کحلي ـ أخضر).

الوحدات المستخدمة

وحدات مطروقة (قلوب ـ نجوم)

کتابات وزخارف باستخدام الرش داخل حاجز مثقب علي الزجاج الملون

ماشاء الله ـ الله أکبر ـ کل عام وأنتم بخير ـ جامع)

توصيف العمل

بإستعراض أجزاء الفانوس شکل (6) نجده يتکون من:

العلاقة : وهي علي شکل بيضاوي وهي تکمل الشکل الجمالي للفانوس.

القبة : وهي قبة مشرحة ذات مستويين.

الشرفة : وهي تمثل التاج الذي يعلو بدن الفانوس ، وقد استلهمها صانع الفانوس من العرائس الحجرية المتراصة فوق بدن المسجد ، وهي شرفة مفتوحة مقصوصة ومزخرفة بطريقة الدق (بقلوب ونجوم) بارزة بالتقبيب.

البدن : يتکون من وحدات مثلثة (أحجبة) مع وحدات مربعة لتشکل بدن الفانوس بطريقة هندسية غاية في الروعة أبدعها الصنايعي بتلاقي المربعات عند نقطة تماس وکأنها تمثل شکلاً معيناً ، وقد تم ترکيب المثلثات في الفراغات المثلثية بحيث تصبح قمة المثلث مثبته مع نقطة تماس المربعين وباقي أطرافه مثبته کل واحدة مع طرف مربع من الناحية الأخري(1) ، وداخل الإطارات المربعة والمثلثة المصنوعة من الصفيح يوجد قطع الزجاج الملون بالألوان (الأحمر ـ الکحلي) بالتبادل ، بالإضافة لعمل (رليف) بارز لجوامع وکتابات إمعاناً في تجميل الفانوس.

القاعدة : قاعدة عربي مفتوحة من أسفل بشکل معماري هندسي جميل وهي من مستوي واحد ، ومنقوش عليها زخارف لنجوم وقلوب مدقوقة بارزة بالتقبيب.

وهذا الفانوس يخرج لما شکل معماري رصين مکون من قطعة واحدة وليس مجموعة قطع مجمعة بدقة ومهارة عالية وکأنها مئذنة مسجد بها شموخها وجلالها وانسيابيتها، فقد استطاع الصنايعي أن يوفق بين توظيف المربع والمثلث والقاعدة والشرفة والقبة بخبرة صنايعي ماهر حفيد معماريين عظام(2).

وقد سمي هذا الفانوس بهذا الاسم لأنه يشبه المقرنصة الإسلامية الموجودة علي مداخل الأبواب والشبابيک وأماکن عديدة في العمارة الإسلامية(3).

رابعاً : الإستفادة من إمکانات الکمبيوتر في عمل تأثيرات علي الفانوس الشعبي:

وقد تم إختيار فانوس (النجمة المخمس) کنموذج لتطبيق التأثيرات المختلفة عليه ويتضح ذلک في الأشکال من (7) إلي (14).

أ- إدخال تأثيرات الخرز الموجودة في أفاريز الطرحة علي الفوانيس وهي کالتالي:

 وقد تم وضع الخرز کما هو في الإفريز وقد تم تکرار الإفريز في اتجاهات مختلفة کما تم إدخال فلتر علي الإفريز کما في شکل (7).

 

شکل رقم (7)

 

ب – إدخال تأثيرات المروحة علي الفوانيس:

وقد تم اختيار بعض المراوح وإدخالها علي الفوانيس بالإضافة إلي عمل تأثيرات باستخدام الفلاتر (المرشحات) ، وأيضاً عمل تأثيرات ملمسية وکذلک الحصول علي التدرج اللوني باستخدام أداة التدرج الخطي کما في الشکل (8).

 

شکل رقم (8)

جـ - إدخال تأثيرات التلي علي الفوانيس:

وقد تم اختيار بعض الوحدات المتنوعة الموجودة علي نماذج مختلفة من التلي وإدخالها وتوزيعها علي الفانوس کما في الشکل (9).

 

شکل رقم (9)

 

د – إدخال التأثيرات الملمسية الناتجة عن التقنيات المختلفة المرتبطة بطباعة وصباغة المنسوجات
علي الفوانيس :ـ

وقد تم اختيار بعض التقنيات الطباعية وإدخالها علي الفانوس مثل تأثيرات (الباتيک ــ العقد والربط) کما في شکل (10).

 

شکل رقم (10)

ز- إحداث اختلاف في مصدر الضوء:

وهذا يؤدي إلي تحديد الفانوس بصور فنية مختلفة فنجد تفاصيل الفانوس اختفت ولم يبقي إلا التحديد کما في شکل (11)

 

شکل رقم (11)


هـ - بعد الظل عن الفوانيس:

وهذا يؤدي إلي أشکال مختلفة من الفانوس تثري الفانوس کما في شکل (12).

 

شکل رقم (12)

و- إحداث تغيرات في أشکال الفوانيس بالاستفادة من المرشحات (Filter) :ـ

وهذا يؤدي إلي تغيير في شکل الفانوس کما في الشکل (13)

 

شکل رقم (13)

هـ - تکرار الفانوس :

حيث يتم التکرار في شکل دائري وشکل معين مما يؤدي إلي أشکال مبتکرة ، کما في
شکل (14) .

کل هذه التأثيرات تساعد في عمل تصميمات مبتکرة معاصرة يمکن تطبيقها علي فوانيس أخري بأشکال متنوعة وجديدة.

 

 

  

شکل رقم (14)

النتائج والتوصيات :

من الدراسة التحليلية لمختارات من الفانوس الشعبي للإستفادة منها في تصميمات طباعية معاصرة کانت النتائج:

(1)    أن هناک علاقة إيجابية بين أستلهام نماذج من الفانوس الشعبي والحصول علي تصميمات طباعية معاصرة.

(2)    يمکن توظيف الکمبيوتر في عمل تصميمات طباعية مبتکرة.

(3)    أمکن الحصول علي تأثيرات جمالية مختلفة وذلک لاستخدام طرق طباعية مختلفة ونماذج متنوعة من الفنون الشعبية.

ولذلک توصي الباحثة :

(1)    الاهتمام بدراسة التراث الشعبي في مجال طباعة المنسوجات.

(2)    دراسة إمکانات برامج الکمبيوتر المختلفة وتطبيقها والإستفادة في مجال تصميم طباعة المنسوجات.

(3) کما توصي الباحثة بمزيد من الأبحاث في مجال التراث الشعبي والحرف اليدوية الشعبية الأصيلة أحياء لتلک الحرف وتطبيقها في التخصصات المختلفة.

 



([1]) رشدى صالح : "الفنون الشعبية"، المکتبة الثقافية، القاهرة، 1961 ، صـ 4.

(2) مصطفى الرزاز وآخرون : مشروع إنشاء قاعدة بيانات لحماية الحرف اليديوية الفنية في مصر من الإندثار (حرفة الفوانيس بالقاهرة ) ، 2008م ، صـ 299.

(3) مصطفى الرزاز وآخرون : المرجع السابق ، صـ 232.

(1) هدى صدقى ، ميسة فکرى : "توظيف إمکانات الکمبيوتر جرافيک في عمل تصميمات لطباعة المنسوجات" المؤتمر العلمي الثالث ، کلية التربية النوعية ، جامعة دمياط ، 2004م ، صـ2.

(1) محمد دسوقي : الشموع والفوانيس والخيامية في الدرب الأحمر ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، 2009م ، ، صـ 80 ، 81.

(2) محمد دسوقي : المرجع السابق ، صـ 81.

(3) محمود السطوحي عباس توفيق : الفانوس الشعبي في القاهرة أصوله ، أشکاله ، أغراضه الوظيفية و الاجتماعية، وسبل تطويره وأثر ذلک في التربية الفنية ، ماجستير ، 1971م ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان صــ 140 ، 141

(1) أيمن خوري: توثيق الحرف والمهن الشعبية والحرف والمهن بمدينة الفاهرة ، مرکز توثيق التراث الحضاري والطبيعي ، مکتبة الإسکندرية ، 2009، صــ 63

(2) أيمن خوري: نفس المرجع السابق.

(1) محمود السطوحي : مرجع سابق ، صــ 144.

(2) محمود دسوقي : مرجع سابق ، صـ 91.

(1) محمد دسوقي : مرجع سابق صــ 91 ، صــ 92.

(1) محمد دسوقي : مرجع سابق صــ 95.

(2) محمد دسوقي : مرجع سابق صــ 95 ، صــ 96.

(3) محمد دسوقي : مرجع سابق صــ 94.

المراجع :
(1)  أيمن خوري: توثيق الحرف والمهن الشعبية والحرف والمهن بمدينة الفاهرة ، مرکز توثيق التراث الحضاري والطبيعي ، مکتبة الإسکندرية ، 2009.
(2)  رشدى صالح : "الفنون الشعبية"، المکتبة الثقافية، القاهرة، 1961 .
(3)  محمد دسوقي : الشموع والفوانيس والخيامية في الدرب الأحمر ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، 2009م .
(4) محمود السطوحي عباس توفيق : الفانوس الشعبي في القاهرة أصوله ، أشکاله ، أغراضه الوظيفية و الاجتماعية، وسبل تطويره وأثر ذلک في التربية الفنية ، ماجستير ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان،1971م .
(5)  مصطفى الرزاز وآخرون : مشروع إنشاء قاعدة بيانات لحماية الحرف اليديوية الفنية في مصر من الإندثار (حرفة الفوانيس بالقاهرة ) ، 2008م ،.
(6) هدى صدقى ، مايسة فکرى : "توظيف إمکانات الکمبيوتر جرافيک في عمل تصميمات لطباعة المنسوجات" المؤتمر العلمي الثالث ، کلية التربية النوعية ، جامعة دمياط ، 2004م .