دور الصحافة المصرية في معالجة قضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر " دراسة في المضمون والقائم بالاتصال

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

المدرس بقسم الإعلام التربوي کلية التربية النوعية – جامعة المنيا

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

فرضت قضايا الفقر والفقراء نفسها على أجندة البحث العلمي الاجتماعي ، وعلى صانعي القرار خلال السنوات الأخيرة ، خاصة على مستوى البلدان النامية ، نظراً لأن الفقر سواء کان فقراً مادياً أو فقراً للقدرات _ يعنى الحاجة والحرمان من الحقوق الأساسية للإنسان، إنه يعنى القهر بأوسع معانيه ، حيث يسهم في عملية الاستبعاد والتهميش الاجتماعي لشرائح وفئات بعينها ، وفوق ذلک يعد الفقر ظاهرة معقدة ، نظراً لتعدد أسبابه ومظاهره وأبعاده وتأثيراته السلبية على الفقير والجماعات الفقيرة وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي للمجتمع(1) فهو يعنى عدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة ، ويتضمن فقر الدخل وفقر القدرات والفقر الذاتي ، ويقصد بفقر الدخل عدم کفاية الدخل للوفاء بمستوى أدنى من الإنفاق لتلبية الحاجة الأساسية للفرد والأسرة ککل خاصة الغذاء والدواء والمأوى ، ويعتبر الفرد فقيراً إذا کان دخله أو إنفاقه يقع تحت المستوى الأدنى للحاجات الأساسية(2) .

إن قضية الفقر هي قضية کل العصور منذ أن وجد التفاوت في قدرات البشر وظروفهم وفى تطلعاتهم وأرزاقهم ، ولعل أخطر نتائج الفقر هو أنه يؤدى إلى تآکل الثروة البشرية التي هي بحق أسمى ما في الوجود ، ومع وضوح أهمية الثروة البشرية ، إلا أن اهتمام العالم بالثروة المادية والطبيعية قد جاء أولاً ، أما الثروة البشرية فقد جاء الاهتمام بها مؤخراً .

ويمثل الفقر عقبة أساسية للتنمية المتواصلة ورفع معدلات النمو الاقتصادي ، کما يشکل الفقر والحرمان خطراً على السلام والاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني ، فهو يولد بيئة خصبة تنمو لها أشکال مختلفة من الانحراف والتطرف والمعارضة الجامحة التي تستهدف الدولة ذاتها ، وبالتالي فإن الحد من الفقر يتضمن آليات الوصول والمشارکة على المستويين الجزئي والمؤسسي ، فعلى سبيل المثال قد تتوافر الخدمات الأساسية کالتعليم والصحة مجاناً ، ولکن أفراداً وجماعات معينة لا يستطيعون الوصول إليها لأنهم أفقر من أن يتحملوا التکاليف المصاحبة للاستفادة من هذه الخدمات (3).

إن الفقر في حقيقة الأمر هو الوجه الأخرى لصور التمايز الاجتماعية واللامساواة وانعدام العدالة التي هي السبب الأساسي الذي ظل ومازال يهدد الحياة البشرية و الحضارات الإنسانية سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات والدول والمجتمعات ، والفقر ليس ظاهرة أبدية متأصلة في الحضارات البشرية تظهر بفعل عوامل بيولوجية يتوارثها الأفراد والمجتمعات ، وإنما هي نتائج لأنماط تاريخية محددة على العلاقات التي تحيط بين البشر ، فمن الواضح أن ظهور مفهومي الغنى والفقر في الحياة الاجتماعية منذ أن ارتبط باستئثار البعض بجانب أکبر من الموارد المتاحة على حساب الآخرين أو ظهور المجتمعات الطبقية ، ففي إطار مثل هذه المجتمعات التي تقوم على التمايز واللامساواة تختلف أوضاع الطبقات المتميزة عن أوضاع غيرها من الطبقات الأخرى(4) وسعياً لمواجهة الفقر على مستوى العالم وفى الدول النامية تحديداً ، تصدر الفقر قائمة الأهداف الإنمائية للألفية ، حيث نص على تخفيض عدد الفقراء أقل من دولار في اليوم للفرد إلى النصف بحلول عام 2015 ، وذلک بتمکين عامة الناس وعدم التمييز بينهما ، وفى عام 2005 اجتمع زعماء العالم ورؤساء الدول لرصد المحرر من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ، وتبين فيما يتعلق بالهدف الأول المعنى بالفقراء ، إنه رغم الجهود التي بذلت لتخفيض عدد الفقراء إلى النصف ، فإن الأعداد المطلقة للفقراء قد زادت ، وأن معدلات الفقر في تزايد مستمر فى کثير من بلدان العالم ، وأن 8 ملايين طفل يموتون کل عام بسبب الفقر ، ويعانى 150 مليون طفل تحت سن 5 سنوات من سوء التغذية الشديدة کما يعيش 100 مليون طفل في الشوارع (5) وتشير البيانات ذات العلاقة على مستوى المجتمع المصري إلى أن التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي مر بها المجتمع منذ منتصف السبعينيات تقريباً کان لها تداعيات خطيرة خاصة فيما يرتبط بأوضاع الفقر وأحوال الفقراء ، وزيادة نسبتهم عموماً وفى الريف تحديداً ، حيث ارتفعت نسبة الفقراء في الريف عنها في الحضر. وفى الوجه القبلي أکثر من الوجه البحري کما تدلل ذلک تقارير التنمية البشرية لمصر لعامي 1996 ، 2005 ، وفى ضوء المسح الذي أجرى من أجل بيانات تقرير التنمية البشرية لعام 2005 تبين أن الفقر مازال يترکز في مناطق معينة کالعشوائيات والمناطق الريفية وبين الإناث أکثر من الذکور ، ويشير نفس التقرير إلى أن نسبة السکان الذين لا يستطيعون الحصول على احتياجاتهم اليومية في صعيد مصر ضعف النسبة السائدة في الوجه البحري ، وأن ثلثي فقراء مصر يعيشون في الريف وريف الوجه القبلي تحديداً ، وإن الفجوة الإقليمية مازالت تتسع وتعکس شدة وکثافة وعمق الفقر في الوجه القبلي (6) .

وتشير إحدى الدراسات الحديثة إلى أن نسبة الفقراء في الحضر قد اتجهت إلى الانخفاض خلال الثلاثين عاما الماضية ، بينما اتجهت نسبة فقراء الريف في صعيد مصر إلى التزايد مما أدى إلى اتساع الفجوة بين الريف والحضر فيما يتعلق بنسبة الفقر في کل منهما(7)

وإذا کانت البطالة والفقر وجهان لعملة واحدة خاصة في الدول النامية ، فإن التقرير الدولي للتنمية البشرية عام 1994 يضع مصر في مجال هذه التنمية في المرتبة 124 من بين 173 دولة ، فمصر وفقاً لهذا التقرير الدولي بين الدول الخمسين الأخيرة الأقل تنمية والأکثر فقراً وأشد تخلفاً(8) والحقيقة أن انتشار الفقر هو انعکاس لرفع يد الدولة عن المرافق والخدمات وإطلاق ليد القطاع الخاص للتحکم في السوق والتباطؤ في إصدار قانون المنافسة ومنع الاحتکار وتوقف الدولة عن تعيين الخريجين ، وزيادة الخضوع لمنظمات التمويل بما يسهم في انتشار الفقر وتفجير العنف والجريمة بکافة أشکالها کنتيجة لما يسمونه بالإصلاح الاقتصادي(9) ويؤخذ على وسائل الإعلام عامة والصحافة خاصة أنها لا تهتم بالمشکلات والقضايا في المجتمع إلا بعد أن تصبح کذلک ، کما يغلب عليها أحياناً طابع الاهتمام الموسمي ، وفى المجتمعات النامية يتصاعد دور الصحافة وأهميتها خاصة في مسيرة التنمية الحديثة ، حيث لم تعد مهمة الصحافة قاصرة على تقديم الأنباء والآراء والمعلومات أو حتى تفسيرها وتحليلها ، بل أصبح دورها أساسياً في معالجة القضايا والمشکلات القومية في المجتمع بما تملکه من قدره على تشکيل وتوجيه الرأي العام وصياغة أجندة الاهتمامات للجماهير ، وبما لها من دور مؤثر في صياغة القرارات بصفة عامة .

وعلى الصحافة وهى تقوم بدورها وتشارک مجتمعها مشکلاته وقضاياه ألا يغيب عنها أن المجتمع ينتظر منها أن تقوم بثلاثة أدوار رئيسية أولها. هو التعبير عن اتجاهات الرأي العام وعليها أن تکون مرآة صادقة تعبر عن أماله والآمه ، وإذا قامت الصحافة بهذا الدور خير قيام فإنها تبصر الحکومة وأجهزة الدولة بأوجه الخلل والقصور فيما تقوم به من أعمال وتکون بمثابة الرقيب الذي يدق ناقوس الخطر دائماً أمام أية أخطاء ، أما الدور الثاني للصحافة فهو الإسهام في تکوين الرأي العام وتوجيهه ، فالصحف تتبنى القضايا الأساسية للشعب وتعمل على توضيحها وربط الناس بها بما يسهم في تکوين رأى عام حولها ، أما الدور الثالث فهو تزويد المجتمع بالمعرفة المستنيرة من خلال نشر الأخبار العالمية والمحلية والإقليمية وتحليلات مختلفة في کافة مجالات الاهتمام الإنساني(10) وإذا کان العائد من مشارکة الصحافة في مواجهة القضايا الاجتماعية يبدو محدوداً في بعض الأحيان ، فإن ذلک لا يعنى عدم أهميته في تلک المواجهة ، بل يرجع إما إلى قصور في الأداء الصحفي ذاته ، أو إن الأسس العلمية التي تم توظيفها على أساسها غير ملائمة .

الدراسات السابقة

أولاً : دراسات تناولت سياسات محاربة الفقر فى العلوم الاجتماعية

أ- الدراسات العربية

1– دراسة ( أحمد مصطفى العتيق 2008 ) وموضوعها :-

المتغيرات النفسية المرتبطة بساکنى مساکن الفقراء في مدينة القاهرة و علاقتها بمستويات توافقهم النفسي " دراسة أيکولوجية "(11)

استهدفت الدراسة تحديد المتغيرات النفسية المرتبطة بإسکان الفقراء لدى عينات من الأفراد ساکنى أنماط مختلفة من مساکن الفقراء من خلال دراسة المتغيرات التالية :- اضطراب الصحة النفسية – الاضطرابات السيکوسوماتية – النظرة للحياة وتقديرات الذات – الاتزان الانفعالي – التحليل الأيکولوجى – المضامين النفسية لبعض العناصر المعمارية من ساکنى الفقراء .

طبقت على عينتين من نمطين سکنيين ، الأولى من الإسکان الشعبي من مساکن أطلس بحلوان والإسکان ذي الطابع الريفي من حي إمبابة وتضم 100 مفردة من أرباب الأسر لکل منهما ، والثانية من الإسکان الجوازى " ساکنى المقابر " بالبساتين ، وساکنى العشش بمنطقة تلال زينهم وتضم 100 مفردة لکل منهما لتصل حجم العينة إلى 400 مفردة ، وأجريت الدراسة في الفترة من أول يناير حتى نهاية مارس 2000 من خلال إجراء مقابلات متعمقة ، واستخدمت الدراسة المعالجات الإحصائية لتحديد معنوية الفروق بين کل نمطين سکنيين ، وتوصلت الدراسة إلى :-

  • · وجود فروق جوهرية بين عينتي الإسکان الشعبي الحکومي والإسکان الشعبي ذو الطابع الريفي على مستوى الاستجابة الکلية على المقاييس التي تصف الحالة النفسية والمقاييس الفرعية ، ووجود فروق جوهرية بين عينتي الإسکان الجوازى سکان المقابر وسکان العشش في بعض متغيرات الحالة النفسية مثل الاضطرابات السيکوسوماتية وتقديرات الذات والاتزان الانفعالي
  • · عکست نتائج الدراسة ارتفاع معدلات الازدحام بجميع المساکن لعينة الدراسة حيث تراوحت ما بين 3-8 أفراد في الغرفة الواحدة مما يترتب عليها حدوث مشاعر سلبية مثل التفکير في الانتحار والعدوانية والاکتئاب والقلق وضعف الأداء العقلي وضعف العلاقات الاجتماعية .
  • إن أحياء السکن الفقير يعتمدون بدرجة أساسية على الإضاءة الصناعية وتواضع معايير النظافة وتلوث الهواء .
  • · کما تشير نتائج الدراسة إلى وجود علاقات ارتباط دالة بين الحالة الانفعالية للأفراد ساکنى أحياء السکن الفقير والاستجابة العامة على مقياس النفسي الاجتماعي بمختلف أنماط الإسکان الشعبي .

2– دراسة ( أنعام عبدالجواد 2008 ) وموضوعها :-

سياسات مواجهة فقر المرأة الريفية " المشروعات الصغيرة نموذجاً"(12)

استهدفت الدراسة استطلاع وتقييم دور المشروعات الصغيرة فى مواجهة فقر المرأة الريفية والتخفيف من حدته .

واعتمدت على الأسلوب الوصفى التحليلي للبيانات الکمية التي جمعت من خلال استمارة استبيان مقننة والتي طبقت على 211 مفردة من النساء الحائزات على مشروعاً من المشروعات الصغيرة.

 وتوصلت الدراسة إلى :-

  • · إن النساء الحائزات للمشروعات الصغيرة من أسر کبيرة الحجم ، حيث يتراوح هذا الحجم ما بين 5-8 أفراداً ، ويعنى هذا أن الأسرة الفقيرة هي الأکثر إنجاباً مما ينتج عنه ارتفاع معدلات الإعالة في تلک الأسرة بما يسهم في إعادة إنتاج فقرها .
  • · کشفت الدراسة إنه کلما ارتفع حجم رأس مال المشروع الصغير قل إقدام المرأة عليه خوفا من عدم استطاعتها الوفاء بالقروض خاصة إذا تعثر المشروع ، حيث وضح أن أکثر من ثلاثة أرباع العينة تراوح حجم رأس مال المشروع ما بين 1000 إلى أقل من 3000 جنيه .
  • إن المشروعات الصغيرة أتاحت فرصاً لتشغيل بعض أفراد من داخل الأسرة وخارجها ، وإن بعض المشروعات الصغيرة حققت ربحا لحائزته .

3- دراسة ( سناء مبروک 2008 ) وموضوعها :-

عمالة الأطفال في العشوائيات "دراسة في فاعلية السياسة الاجتماعية في مواجهة الفقر "(13)

استهدفت الدراسة التعرف على ظاهرة عمالة الأطفال في إحدى المناطق العشوائية بالقاهرة الکبرى ومدى فاعلية السياسة الاجتماعية إيذاء تلک الظاهرة ، وذلک من خلال تحليل نتائج الدراسة الميدانية التي أجريت على الأطفال العاملين بمنطقة منشأة ناصر ، شملت العينة 18 طفلاً عاملاً ذکر ، 12 طفلة عاملة أنثى ، وتمت المقابلات معهم داخل بيئة العمل ، واستخدمت الدراسة منهج البحث الانثروبولوجى .

 وتوصلت الدراسة إلى :-

  • · إن ظاهرة عمالة الأطفال من القضايا الاجتماعية التي تسبب أثارها وتداعياتها نتائج سلبية على العديد من الأطفال وما يلحق بهم نتيجة انخراطهم في بيئة غير أمنة ومن ضغوط وأعباء صحية ونفسية وبدنية تضر بتطور نموهم وتجعلهم شريحة مهمشة تعانى العديد من الأمراض الاجتماعية
  • · إن الأوضاع الراهنة للمناطق العشوائية وقاطنيها لم تتغير على الرغم من الجهود التي وجهت لخدمة وتطوير منطقة الدراسة ، فما زالت المنطقة تعانى من عشوائية السکن والإقامة ، وعشوائية التعليم ، وعشوائية الأعمال الحرفية ، الفقر بکل أبعاده .
  • · إن الوعي بخطورة ظاهرة عمالة الأطفال وأبعادها رغم الجهود المبذولة الموجهه لمصلحة وحماية الأطفال لا تتناسب مع نمو الظاهرة وأثارها السلبية .
  • مازال ينظر للطفل على أنه وسيلة ومصدر دخل الأسرة بغض النظر عما يقوم به وما يقع عليه من مخاطر .

4- دراسة ( على ليله و ليلى عبد الجواد 2008 ) وموضوعها :-

نحو سياسة اجتماعية في مواجهة تعاطى المخدرات لدى الفقراء الهامشيين(14)

تحاول هذه الورقة البحثية اقتراح سياسة اجتماعية لمواجهة التهميش الاجتماعي سواء على المستوى الفردي أو على مستوى المجتمع المحلى أو السياق الهامشي في محاولة للإجابة لهذا التساؤل المحوري الذي يدور حول ماهية السبل والآليات التي يمکن أن تساعد في إعادة بناء قدرات البشر الفقراء الهامشيين .

واعتمدت الدراسة على نتائج دراسة ميدانية أجريت على مجموعة من الفقراء الهامشيين واهتمت باستکشاف طبيعة ثقافة المخدرات عند هذه الجماعات .

واعتمدت على أسلوب المقابلة المتعمقة في جمع البيانات وتحليلها ، وأجريت الدراسة على 28 حالة وفق الأسس التالية : الحالة التعليمية -الحالة المهنية -الدخل

وخلصت الدراسة إلى :-

  • · جاءت المشکلات الاقتصادية " مشکلات العمل والبطالة وانخفاض الدخل " کأبرز المشکلات التي يعانى منها الفقراء الهامشيون ، وتأتى مشکلات التعليم کنوع أخر من المشکلات التي يعانى منها الفقراء ، وتتکامل المشکلات الصحية مع ما سبق من المشکلات لتخلق واقعاً هامشياً متردياً .
  • · ترکزت معظم طموحات الفقراء الهامشيين على آليات الحراک الاجتماعي وتمثلت أهم هذه الآليات في الحراک الاقتصادي والتعليم ، فقد عبرت دراسات الحالة عن طموحها في بعض التحسينات المعقولة والمعتدلة في حياتهم الاقتصادية دون إسراف تمثل ذلک في الحصول على کشک سجاير أو العمل في عربية أجرة أو العمل في وظيفة مستقرة " قهوجي أو حارس أمن " أما طموحاتهم بالنسبة للتعليم ، فقد اتفقت إجاباتهم على أهمية التعليم وقيمته کآلية للخروج من دوائر الفقر والتهميش .

5- دراسة ( هبة الليثى ) وموضوعها :-

القضاء على الفقر(15)

تستهدف الدراسة توضيح الفرق في مستويات فقر الدخل بين الأسر التي يعولها إناث أو ذکور ، کما تهتم برسم ملامح الفقراء من حيث حالة التعليم والتشغيل وعمالة الأطفال في محاولة لرسم سياسة لمحاربة الفقر في مصر .

 وتوصلت الدراسة إلى :-

  • · إن هناک عوامل تؤثر على الفقر هي تکوين الأسرة والمستوى التعليمي والفجوة بين الجنسين فى التعليم ، وذلک يؤدى إلى مشکلات عمالة الأطفال والتشرد والتسرب من التعليم وخاصة الإناث ، وتمثلت آليات واستراتيجيات مکافحة الفقر في الأتي :-
  • تقديم الدعم المادي والسلعي للفقراء وتوفير فرص العمل والمشروعات الصغيرة .
  • · توفير الخدمات اللازمة لتحسين المستوى التعليمي والصحي والمهارات التي تنمى قدرات الفقراء وتؤهلهم على العمل والکسب والإنتاج – عمل دورات للتوعية .
  • التنسيق بين الوزارات المعنية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وتوزيع العمل بين هذه الجهات لمواجهة الفقر والاهتمام بالأمن الاجتماعي للفقراء .

6– دراسة ( الجازى بنت محمد الشبيکى ) وموضوعها :-

المشکلات الاجتماعية للمرأة الفقيرة فى المجتمع السعودي(16)

استهدفت الدراسة التعرف على أبعاد فقر المرأة في المجتمع السعودي ومؤشراته والعوامل المسببة له ، مع رصد أهم المشکلات الاجتماعية المرتبطة بفقر المرأة في المجتمع السعودي في محاولة للوصول إلى نوعية التدخلات الملائمة للتخفيف من حدة هذه الظاهرة .

استخدمت الدراسة المنهج الوصفى التحليلي الذي يستند إلى مصادر أدبية ودراسات وتقارير وإحصاءات متعددة عالمياً وعربياً ومقابلات مع العديد من الأسر الفقيرة.

 وتوصلت الدراسة إلى :-

  • · إن أهم مؤشرات وقع الفقر على کاهل المرأة في المجتمع السعودي يتمثل في زيادة أعداد النساء المستفيدات من معاشات الضمان الاجتماعي حسب ما دلت عليه تقارير الجمعيات النسائية .
  • · إن من الآثار الناتجة عن فقر المرأة الريفية هي التفکک الأسرى الذي تمثل في العنف العائلي والطلاق وزيادة أعداد القضايا للمرأة داخل المحاکم ، کذلک من الآثار الناتجة أيضاً عن الفقر هي ما يسمى بمشکلات المرأة الفقيرة السجينة وعدم وجود العون والسند من الأهل والزوج .
  • وکانت أهم التدخلات الملائمة للتخفيف من فقر المرأة هي :-
  • · تنظيم برامج مکثفة لتوعية المرأة بحقوقها الشرعية ووجباتها تجاه أسرتها ومجتمعها – تبنى برامج تدريب حکومية وأهلية تتوافق مع احتياجات سوق العمل – تنمية روح المبادرة لدى الفئات والشرائح الفقيرة والاهتمام بالمشاريع الصغيرة – التخفيف من تيار الهجرة – الاهتمام بالمراکز الاستشارية لتوعية المقبلين على الزواج .

7– دراسة ( عثمان الحسن محمد نور ) وموضوعها :-

صحة الأطفال ووفياتهم والفقر الحضري " دراسة تطبيقية في بعض المناطق الطرفية بمدينة الخرطوم الکبرى "(17)

استهدفت الدراسة التعرف على الجوانب والأوضاع السکنية والصحية والاجتماعية والاقتصادية للأسر التي تعيش في مناطق الفقر الحضري على أطراف مدينة الخرطوم الکبرى ، کما اهتمت الدراسة بمعرفة صحة الأطفال ووفياتهم في مناطق الفقر الحضري . اعتمدت الدراسة على نتائج المقابلات التي أجراها الباحث مع بعض أرباب الأسر في مناطق النازحين حول مدينة الخرطوم الکبرى ، کما اعتمدت على نتائج المسوحات الخاصة بإنقاذ الأمومة والمسح السوداني لصحة الطفل الذي أجرى ضمن المشروع العربي للنهوض بالطفولة .

وأوضحت الدراسة أن مدينة الخرطوم الکبرى قد شهدت نمواً سکانياً متسارعاً خلال العقدين الأخيرين حتى أصبح سکانها يمثلون 25% من إجمالى سکان السودان وذلک لارتفاع معدلات الهجرة الوافدة لمدينة الخرطوم نتيجة للتصحر والجفاف وضعف الإنتاج الزراعي والحرب الأهلية الدائرة في جنوب السودان منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين .

کما أوضحت الدراسة أن عدد النازحين الذين يعيشون في مناطق الفقر الحضري بولاية الخرطوم يقدرون بنحو مليون نسمة .

8– دراسة ( عزمي الشعيبى ) وموضوعها :-

الفساد والمحسوبية والفقر "ورقة سياسات لمحاربة الفقر والفساد فى المجتمع الفلسطينى"(18)

تعالج هذه الدراسة العلاقة بين الفقر والفساد کما يراها الفقراء ، وتمت هذه الدراسة في أجواء الانتفاضة والاجتياحات الإسرائيلية للمدن والقرى والمجتمعات الفلسطينية 2002 , حيث هدفت تلک الاجتياحات إلى إضعاف السلطة الوطنية بشکل منهجي ، أدت إلى ازدياد حدة الفقر بشکل کبير .

واعتمدت الدراسة على النقاشات الميدانية في 68 موقعاً في 16 محافظة فلسطينية .

وأوضحت نتائج الدراسة :-

  • وجود إشکالية تتعلق بفقدان الثقة بين جمهور الفقراء ومؤسسات المجتمع الفلسطيني الرسمي والأهلي .
  • · کما أوضحت الدراسة من خلال ما أدلى به الفقراء أنفسهم أن ظاهرة المحسوبية والواسطة طاغية في عمل السلطة ومؤسسات المجتمع المدني في الوقت الذي تغيب فيه اعتبارات العدالة والمساواة و تکافؤ الفرص واحترام سيادة القانون .
  • · وأوضحت الدراسة أن لدى الفقراء شعوراً عاماً بغياب المحاسبة والمساءلة فى إطار عمل السلطة وبشکل خاص التسامح مع مسئولي الأجهزة والمؤسسات العامة الذين يستخدمون مواقعهم لمصالح خاصة ، ويشعر الفقراء أنهم الضحية .
  • · ويرى الفقراء وجود نقص في مستوى الخدمات الحيوية في مجال التعليم والصحة والإعالة وتوفير الماء والکهرباء ، کما أکد الفقراء أن حالة الفقر التي يعانون منها تعود إلى عدم توفر فرص العمل ، وإلى الرواتب المتدنية التي تتراوح مابين 1000 الى 1500 شنکل

 وتوصى الدراسة بالتالي :-

  • إعطاء الأولوية لتوفير فرص العمل وتحسين شروط العمل لذوى الدخل المحدود .
  • تحسين وتوفير مستوى الخدمات الحيوية " التعليم والصحة والمأکل والمسکن والماء والکهرباء "
  • · العمل بشکل سريع من قبل المجلس التشريعي الفلسطيني ومجلس وزراء السلطة على استکمال شبکة الأمان الاجتماعي والتأکد من عملها بشکل نزيه وشفاف .

ب – الدراسات الأجنبية

1– دراسة ( Fatma El_Hamidi 2003 ) وموضوعها :-

الفقر وتوفير العمل للمرأة " دراسة للوضع في مصر "(19)

استهدفت الدراسة التعرف على مدى توفير العمل للمرأة في مستويات الفقر المختلفة من خلال دراسة متغيرات السن والتعليم والمستوى الاقتصادي والاجتماعي وتأثيرها على عمل المرأة في المجتمع المصري مقارنة بالوضع في الشرق الأوسط وأفريقيا .

وأوضحت الدراسة تزايد أعداد الفقراء وخاصة من النساء ، وأن المرأة تعانى من عدم المساواة في العمل وخاصة ذوى المستويات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة والمتوسطة ، وتدنى مستويات تعليم المرأة وخاصة في الريف ، وتحکم العوامل السابقة في قرارات عمل المرأة في معظم المناطق .

وأوضحت الدراسة بضرورة عمل دورات لتوعية أصحاب العمل والعاملين وتوفير برامج تعليم متميزة للمرأة ، والعدالة في التعليم بين الريف والحضر ، وذلک لتجنب العديد من الآثار السلبية التي تنتهک حقوق المرأة .

2– دراسة ( Xiaoywnliv ) وموضوعها :-

قضايا العمالة وعدم المساواة والفقر في المناطق الريفية في الصين(20)

تهدف الدراسة تحديد وتوضيح العوامل التي تحدد أنماط العمالة والعلاقة بين العمالة من جهة وعدم المساواة في الدخل ، والفقر من جهة أخرى ، وتنتمي الدراسة إلى الدراسات الوصفية التي تبحث في کيفية العمل والاختلاف في أنماط الدخل بين فئات المجتمع من خلال القيام بدراسة تحليلية وتجريبية على محددات الدخل ، وتختبر الدراسة عوامل خصائص الأسرة ومکان السکن في الريف .

وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة بين مکان السکن ودخل الأسرة ، حيث يعانى أهالي المناطق الريفية من عدم المساواة في الدخل مع قرنائهم في المناطق الحضرية ، وتنتشر معدلات الفقر بين الأسر الفقيرة وخاصة في الريف .

ثانيا دراسات تناولت دور وسائل الإعلام فى معالجة القضايا الاجتماعية

أ– الدراسات العربية

1– دراسة ( عبد الرحمن الشامي 1997 ) وموضوعها :-

المعالجة الدرامية لقضايا المجتمع " دراسة تطبيقية على التليفزيون اليمنى "(21)

استهدفت الدراسة التعرف على أهم قضايا المجتمع اليمنى وذلک من خلال استقراء الأبحاث المنشورة وغير المنشورة ، والتعرف على أهم القضايا التي تضمنتها الدراما المنتجة محلياً وعلى الأساليب والطرق التي ابتدعتها هذه الأعمال من أجل معالجة القضايا التي أثارتها .

واعتمدت الدراسة على منهج المسح الإعلامى للمسلسلات وسلسلة واحدة وتمثيلية ، واستخدم الباحث تحليل المضمون لجمع البيانات بهدف التعرف على قضايا المجتمع اليمنى في الدراما المذاعة على القناة الأولى .

 وتوصلت الدراسة إلى :-

  • · ترکيز الأعمال الدرامية على تناول البيئة الحضرية أکثر من غيرها 54.61 % ، في حين لم تستأثر البيئة الريفية سوى 22.22 % ، وغلبت الموضوعات الاجتماعية التي تناولتها الدراما التليفزيونية على بقية الموضوعات الأخرى وجاء ترتيبها کالتالي :- المعتقدات الفاسدة ، ثم الصراع من أجل الأرض ، ثم العادات والتقاليد الضارة ، ثم تعاطى القات ، ثم التکافل الاجتماعي، ثم قضية غياب عائل الأسرة ، ثم التسول ، ثم الهجرة الداخلية .

 

2– دراسة ( أمال طه 1997 ) وموضوعها :-

دور الصحافة في وضع أولويات اهتمام الشباب نحو القضايا القومية(22)

هدفت الدراسة إلى التعرف على قائمة أولويات اهتمام الشباب نحو القضايا القومية ، والتعرف على أوجه التشابه والاختلاف بين أولويات الاهتمام عند کل من الصحافة والشباب .

وخلصت الدراسة إلى وجود اختلاف بين أولويات الاهتمام بين صحف الدراسة في ترتيب القضايا القومية في قائمة أولوياتها ، واختلاف جوانب الاهتمام بالقضية الواحدة ، وضعف اهتمام صحف الدراسة بقضايا الإسکان والبطالة والمخدرات والزيادة السکانية ، بينما يرى عدد من جمهور الشباب أن أکثر قضايا قومية هي البطالة ، الإصلاح الاقتصادي ، الإرهاب ، الزيادة السکانية ، بينما جاءت هذه القضايا في مرتبة متأخرة في أولويات الصحف .

3– دراسة ( رفعت البدرى 1998 ) وموضوعها :-

المعالجة الصحفية لقضية البطالة في الصحافة المصرية ( 1991- 1993 ) (23)

رکزت الدراسة على عملية المعالجة الصحفية التي تقوم بها الصحافة المصرية لقضية البطالة کأحد القضايا القومية الهامة في المجتمع المصري .

واستخدمت الدراسة منهج المسح الإعلامى ، والمنهج المقارن ، واعتمدت على تحليل المضمون کأداة رئيسية فى جمع البيانات ، والتي طبقت على صحف الأهرام والوفد والأهالي على مدى ثلاث سنوات يناير 1991 _ ديسمبر 1993 .

وتوصلت الدراسة إلى عدم تبنى الصحافة المصرية لإستراتيجية واضحة المعالم في معالجاتها للقضية ، واتصفت أغلب المعالجات بالمعالجة الجزئية . وتعاملت الصحف مع القضية بقصد أو بدون قصد کأنها أمراض اجتماعية متوطنة دون تقديم أساليب علاج فعالة وعملية لحلها .

کما بالغت الصحف الحزبية المعارضة في النقد والهجوم بحيث أصبحت المعالجة نوعاً من التحدي والإصرار والصراع من أجل التواجد أمام الجمهور والرأي العام ، في حين تعاملت الصحف القومية مع القضية بالتهوين وعلى أنها مشکلة تقع فيها کل دول العالم .

4– دراسة ( اتحاد الإذاعة والتليفزيون 2002 ) وموضوعها :-

أراء جمهور المشاهدين حول المادة الدرامية بالتلفزيون ودورها في التصدي لمشکلات وقضايا المجتمع المصري . (24)

استهدفت الدراسة التعرف على عادات وأنماط مشاهدة المادة الدرامية بالتلفزيون وانعکاساتها على جمهور مشاهديها .

واستخدمت منهج المسح على عينة عشوائية بسيطة قوامها 1209 مفردة من الأفراد البالغين أکثر من 15 سنة ، وخلصت الدراسة إلى تفوق المسلسلات بالنسبة لمتابعة المشاهدين لأشکال الدراما العربية ، وأن الدراما التليفزيونية کان لها دور قوى وفعال في التصدي للمشکلات وقضايا المجتمع المصري .

5– دراسة ( محمد محمد بکير 2005 ) وموضوعها :-

معالجة الدراما التليفزيونية للمشکلات الاجتماعية وأثارها على الشباب المصرى " دراسة مسحية "(25)

استهدفت الدراسة التعرف على مدى تعرض الشباب المصري للدراما التليفزيونية ودوافعه لمشاهدتها ، والإشباعات المتحققة لهم من مشاهدتها ، وتأثير المتغيرا ت الديموغرافية ( النوع _ السن _ المستوى الاقتصادي والاجتماعي ) للشباب المصري على أوجه اتجاهاتهم نحو الدراما ، والکشف عن المشکلات الاجتماعية التي تناولتها الدراما التليفزيونية المصرية وکيفية معالجاتها .

واعتمدت الدراسة على عينة متعددة المراحل من شباب الجامعات 400 مفردة وعلى عينة من المسلسلات ، بلغت 10 مسلسلات عربية مصرية تم عرضها خلال شهر رمضان 2005 واستخدمت تحليل المضمون والاستبيان لجمع البيانات

 وتوصلت الدراسة إلى :-

  • أن الأعمال الدرامية التليفزيونية قدمت المشکلة بأسلوب مباشر ، وغلب الأداء السلبى للشخصيات الدرامية في مواجهتها للمشکلات الاجتماعية
  • · أشارت الدراسة الميدانية إلى أن الشباب يفضلون مشاهدة الموضوعات التى تناقش القضايا والمشکلات الاجتماعية ، تلتها الموضوعات التى تناقش الموضوعات الدينية ، وترى النسبة الکبرى من العينة أن المسلسلات التليفزيونية المصرية لها دور فى معالجة المشکلات الاجتماعية فى المجتمع .

ب – الدراسات الأجنبية :-

1– دراسة ( Stroman & seltzer 1989 ) وموضوعها :-

دور وسائل الإعلام في إمداد الجمهور بالمعلومات عن مرض الإيدز(26)

استهدفت الدراسة اختبار تأثير استخدام کل من الصحف والتليفزيون في تعرف الجمهور بمرض الإيدز .

وتوصلت الدراسة إلى تفوق الصحف کمصدر للمعلومات على التليفزيون وقدرتها الأکبر على نقل المعلومات للأطفال ، حيث أوضحت الدراسة أن الأفراد الذين يعتمدون على الصحف أکثر معرفة ووعياً وتحديداً من المعتمدين على التليفزيون الذين جاءت إجاباتهم سطحية أو خاطئة ، وأکدت الدراسة أن التليفزيون يقدم لمحات موجزة عن أي مشکلة بينما تقدم الصحف غالباً تغطية تفصيلية متعمقة .

 

2– دراسة ( Ghabown , Ayman 1990) وموضوعها :-

دور الصحافة في وضع أولويات الاهتمام لدى الجمهور(27)

تحاول هذه الورقة عمل مقارنة لنتائج هذا التحليل ، تحليل المضمون على عينة من الصحف القومية والحزبية ، ودراسة ميدانية على عينة من الجمهور حول أهم القضايا التي يعتقدون في أهميتها ، وکشفت الدراسة أن کلاً من الصحف القومية والحزبية تهتم بقضايا بعيدة عن تلک التي يهتم بها جمهور القراء ، کما تستخدم کل منها مداخل مختلفة فى التأثير على القراء .

تعقيب عام على الدراسات السابقة

يتضح من مسح الدراسات السابقة العربية والأجنبية سواء في مجال العلوم الاجتماعية أو الإعلامية بروز مجموعة من الملاحظات والاستنتاجات التالية :-

  • تؤکد أغلب الدراسات في العلوم الاجتماعية على أهمية وخطورة قضايا الفقر على اعتبارها من القضايا الاجتماعية التي تمس عامة الشعب .
  • · تعکس نتائج الدراسات السابقة أنه رغم الجهود التي بذلت لتخفيض عدد الفقراء ، إلا أن المشکلة مازالت قائمة وتتفاقم يوماً بعد يوم ، وأن معدلات الفقر فى تزايد مستمر ، وأن الفجوة الإقليمية مازالت تتسع وتعکس شدة وکثافة وعمق الفقر فى الوجه القبلي .
  • · رغم تنوع الدراسات والمشکلات البحثية فى العلوم الاجتماعية ، إلا أن الباحثين عالجوا ظاهرة الفقر حسب تخصصهم العلمي واهتماماتهم البحثية ، حيث کانت أغلب اهتماماتهم تصب على معرفة المشاکل المترتبة أو الناتجة من ظاهرة الفقر مثل المشاکل الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية وتأثيرها على المجتمع .
  • · قلة الدراسات الأجنبية التى اهتمت بدراسة دور الصحافة فى معالجة القضايا الاجتماعية عامة ، ودراسة ظاهرة الفقر خاصة ، وأنصب أغلب اهتماماتها فى تحديد أولويات القضايا التى تطرحها الصحف مقارنة بأولويات القضايا التى يهتم بها جمهور القراء .
  • · لم تحظ المکتبة العربية بکثير من الدراسات أو البحوث فى المجال الأساسي للدراسة وهو المعالجة الصحفية لقضايا الفقر عامة وفى صعيد مصر خاصة ، وما تضمنته بعض الدراسات لم يزد عن اقترابات ثانوية وغير مباشرة من المعالجة الصحفية لبعض القضايا الاجتماعية ، حيث عالجت المشکلة من جوانب متعلقة بها وليس الظاهرة بحد ذاتها .
  • · أفادت الدراسات السابقة الباحث فى تحديد المشکلة بوضوح ، وفى تعميق موضوع البحث ، مع إضافة أبعاد جديدة للمشکلة ، وأيضا فى مقارنة نتائجها مع نتائج هذه الدراسة .
  • لا تزال الحاجة ماسة لإجراء المزيد من الدراسات فى هذا المجال .

مشکلة الدراسة

يعد الفقر ظاهرة مرکبة تنشأ بسبب عوامل متعددة اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية ، وقد تناول الباحثون معالجة ظاهرة الفقر حسب تخصصاتهم العلمية واهتماماتهم البحثية ، وقد کانت أغلب اهتمامات الباحثين فى العلوم الاجتماعية تصب على معرفة المشاکل المترتبة أو الناتجة من ظاهرة الفقر مثل المشاکل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية والصحية وتأثيرها على المجتمع ومحاولة إيجاد حلول لهذه الظاهرة ومن خلال تلک الدراسات السابقة والدراسة الاستطلاعية التى أجراها الباحث تبين أن هناک فروق جوهرية فى خصائص وسمات واتجاهات المعالجة الصحفية فى الصحف القومية والحزبية والخاصة فى تناولها لقضايا الفقر من حيث الشکل والمضمون ، فوسائل الإعلام عامة والصحافة خاصة لا تهتم بالمشکلات والقضايا فى المجتمع إلا بعد أن تصبح قائمة تفرض نفسها على المجتمع ، وهنا نکتفى بأن نحيط الجمهور علماً بما هو قائم دون البحث أو دراسة مدخل جديد أو معالجة غير نمطية لمواجهة تلک القضايا والمشکلات .

ويتزايد أهمية موضوع الدراسة في إطار تفاقم المشکلة وأنها الأصل لبعض المشکلات الأخرى التي تصاحبها والتي تأخذ في الغالب صوراً فردية عديدة ومتنوعة ، فقد يتجه البعض إلى الاقتصاد الأسود ، حيث توافر فرص العمل ، ويدخل في هذا الإطار العمل في إنتاج السلع المغشوشة أو التسول أو البلطجة وفرض الأتوات أو الدعارة أو المتاجرة في المخدرات أو تعاطيها .

ورغم خطورة تلک المشکلة إلا أن الصحافة المصرية لم تضعها في أولويات اهتمامها بل تفضل الأجندة السياسية والفنية والرياضية .

من هنا شعر الباحث بوجود فجوة عميقة بين قدرة الصحافة على القيام بدور أساسي في مواجهة قضايا ومشکلات المجتمع ، وبين ما هو قائم بالفعل من معالجات صحفية تبدو في خطوطها العريضة وملامحها الظاهرة بعيداً عن هذا التوجه ، وذلک في الوقت الذي تتصاعد فيه المشکلة يوماً بعد يوم دون حل أو أمل فى علاجها أو التخفيف من حدته رغم الجهود التي بذلت لتخفيض عدد الفقراء ، فالمشکلة قائمة وإن معدلات الفقر فى تزايد مستمر ، وإن الفجوة الإقليمية مازالت تتسع وتعکس شدة وکثافة وعمق الفقر فى صعيد مصر .

ومن ثم فإن مشکلة البحث تنحصر فى هذه الدراسة فى محاولة للتعرف على الدور الذى تقوم به الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر من خلال تحليل المواد الصحفية التي تتناول تلک القضية وتحليل وتفسير أبعادها من الناحية الکمية والکيفية، واتجاهات ذلک المضمون ، ومقاييس الاهتمام بعرض ذلک المضمون ، والتعرف على اتجاهات القائم بالاتصال حول تلک القضية من حيث الظروف الموضوعية التي يعمل في إطارها وملائمة ذلک للقضية التي يعالجها وأهم العقبات التي تؤثر في ذلک الأداء في الصحف القومية والحزبية والخاصة ، وربط المضمون بأداء القائم بالاتصال مع إمکانية طرح رؤية مستقبلية بما يجب أن تکون عليه المعالجة الصحفية لتلک القضايا .

 

أهداف الدراسة

تستهدف الدراسة رصد وتحليل دور الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقراء فى صعيد مصر  ، ويندرح تحت هذا الهدف العام أهداف فرعية أکثر دقة وتحديداً تتمثل فى :-

1– التعرف على مقاييس اهتمام الصحف المصرية بقضايا الفقراء فى الصعيد من حيث حجم وموقع وشکل المادة الصحفية المنشورة .

2– الکشف عن نوعية المصادر التى تعتمد عليها الصحف فى عرضها للمادة الصحفية .

3– التعرف على اتجاهات الصحف فى معالجاتها لقضايا الفقراء فى الصعيد وسمات وأهداف تلک المعالجة .

4– تحديد شرائح وفئات القوى الفاعلة التى تستهدفها المعالجة .

5– معالجة الصحف للأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية للفقراء .

6– الکشف عن أهم القضايا التى تحظى باهتمام أکبر من جانب الصحف المصرية .

7– التعرف على إدراک الصحفيين لحدود الدور الذي تقوم به الصحف المصرية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد .

8– تقييم الصحفيين للصحف القومية والحزبية والخاصة فى معالجاتها لقضايا الفقراء فى الصعيد

9– التعرف على مقترحات الصحفيين بشأن تفعيل البرامج والسياسات الحکومية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد .

10– التعرف على مقترحات الصحفيين بشأن تفعيل دور الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد .

تساؤلات وفروض الدراسة

أ– تساؤلات وفروض الدراسة التحليلية

 تسعى الدراسة التحليلية للإجابة على التساؤلات التالية :-

1– ما حجم اهتمام الصحف المصرية بقضايا الفقراء فى صعيد مصر ؟

2– ما نوعية المصادر التى تعتمد عليها الصحف المصرية فى عرضها للمادة الصحفية ؟

3– ما اتجاهات المعالجة الصحفية التى تتبعها الصحف القومية والحزبية والخاصة لقضايا الفقراء فى الصعيد ؟

4– ما الشرائح والفئات التى تحظى باهتمام من قبل الصحف المصرية فى معالجتها لقضايا الفقر فى الصعيد ؟

5– ما القضايا التى تحظى باهتمام أکبر من جانب الصحف فى معالجتها لقضايا الفقر فى الصعيد؟

 

کما تسعى الدراسة التحليلية للتحقق من صحة الفروض التالية :-

1– توجد علاقة دالة بين نمط ملکية الصحيفة وحجم الاهتمام بالمضمون الصحفى من حيث الکم والشکل والموقع

2– توجد علاقة دالة بين نمط ملکية الصحيفة واتجاه المعالجة الصحفية

3– يزداد التکثيف الإعلامى لمشکلة الفقر فى الصحافة المصرية کلما زاد الاهتمام الحکومى بالقضية

ب– تساؤلات وفروض الدراسة الميدانية

 تسعى الدراسة الميدانية للإجابة على التساؤلات التالية :-

1– ما تصورات الصحفيين لحدود الدور الذي تقوم به الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد ؟

2– ما أسباب تدنى معالجة الصحف المصرية لقضايا الفقراء فى الصعيد وفق رؤية الصحفيين؟

3– ما العوامل المؤثرة على معالجة الصحف المصرية لقضايا الفقراء من وجهة نظر الصحفيين؟

4– ما تقييم الصحفيين للصحف القومية والحزبية والخاصة فى معالجاتها لقضايا الفقر فى الصعيد؟

5– ما مقترحات الصحفيين لتفعيل دور البرامج والسياسات الحکومية فى الحد من مشکلة الفقر فى الصعيد ؟

6– ما مقترحات الصحفيين لتفعيل دور الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد؟

 کما تسعى الدراسة للتحقق من صحة الفروض التالية :-

1– توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الصحفيين فيما يتعلق بتقييمهم للصحف المصرية فى معالجاتها لقضايا الفقر فى الصعيد

2– توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الصحفيين والصحفيات فى تقييمهم للصحف المصرية فى معالجاتها لقضايا الفقر فى الصعيد

3– توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الکتاب والمحررين فى تقييمهم للصحف المصرية فى معالجاتها لقضايا الفقر فى الصعيد

نوع الدراسة

تعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التى تسعى لرصد وتوصيف واقع المعالجة الصحفية لقضايا الفقر بأبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية فى صعيد مصر ، واتجاهات وأهداف وسمات المعالجة وتحديد أکثر القضايا وأکثر شرائح الفقراء اهتماماً من جانب الصحف .

 

منهج الدراسة

تعتمد الدراسة بشکل رئيسي على منهج المسح بشقيه الوصفى والتحليلي بهدف رصد وتحليل الوقائع والحقائق المتعلقة بالمعالجة الصحفية لقضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر ، وفى الوقت نفسه سيتم مسح عينه من الصحفيين العاملين بتلک الصحف المدروسة .

کما تستعين الدراسة بالمنهج المقارن للکشف عن العلاقة بين نمط ملکية الصحيفة ومقاييس الاهتمام بنشر المادة الصحفية واتجاهات الصحف نحو معالجة الصحيفة ، وأيضاً الکشف عن الفروق بين الصحفيين فى تقييمهم للصحف المصرية من حيث نمط الملکية والنوع والموقع الوظيفي

أدوات جمع البيانات و تشمل :-

أ– استمارة تحليل مضمون ، وذلک لتحليل مضمون المواد الصحفية المنشورة فى صحف الدراسة ، وتم وضع فئات هذه الاستمارة بعد الرجوع للدراسات السابقة فى هذا الإطار .

ب– استمارة استبيان ، تم جمع بياناتها من خلال المقابلة الشخصية مع الصحفيين العاملين بالصحف الست موضع الدراسة

عينة الدراسة وتشمل :-

أ– عينة الصحف ، وتشمل صحف الأهرام والأخبار والوفد والأحرار والمصري اليوم والدستور، وروعي في اختيار تلک الصحف تنوع أنماط ملکيتها واتجاهاتها وسياستها التحريرية ودورية الصدور .

ب– العينة الزمنية ، اعتمد الباحث فى هذه الدراسة على عينتين زمنيتين الأولى عشوائية ، امتدت من أول شهر سبتمبر 2008 حتى نهاية نوفمبر 2008 باستخدام الأسبوع الصناعي ، فبلغ حجم الأعداد التى خضعت للتحليل فى تلک الفترة 72 عدداً بواقع 12 عدد لکل صحيفة باستخدام المسح الشامل لتلک الأعداد .

الثانية عمدية وهى الفترة التى شهدت اهتماماً حکومياً فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد وتحسين أوضاع القرى الأکثر احتياجاً ، فتم تحليل أسبوع متتالي يبدأ من 13/8/2008 وينتهي فى 19/8/2008 وهى الفترة التى شهدت زيارة أمين سياسات الحزب الوطني الديمقراطي لمحافظة بنى سويف لتحسين أوضاع قرى المحافظة .

وأسبوع أخر متتالي يبدأ من 21/12/2008 وينتهي فى 27/12/2008 وهى الفترة التى شهدت زيارة جمال مبارک لمحافظة المنيا لتحسين أوضاع قرى المحافظة ، فبلغ حجم الأعداد التى خضعت للتحليل فى تلک الفترة 84 عدداً بواقع 14 عدداً لکل صحيفة باستخدام المسح الشامل لتلک الأعداد ، وبذلک يکون إجمالى الأعداد التى خضعت للتحليل فى العينتين 156 عدداً .

 

ب– عينة الصحفيين وتشمل :-

اختبار عينة قوامها 70 مفردة من الصحفيين العاملين بذات الصحف المدروسة ، وروعي فى اختيار العينة تطبيقها على الصحفيين وثيقي الصلة بقضايا الصعيد ، فشملت کتاب المقالات والأعمدة الصحفية ومحرري أقسام الأخبار والتحقيقات ورسامي الکاريکاتير ومراسلي بعض الصحف فى محافظات الصعيد ، وقد تم توزيع 90 استبياناً على المبحوثين بواقع 15 استبيان لکل صحيفة وقد وردت استجابات من 80 محرراً وکاتباً بنسبة 88.9% من إجمالى العينة ، وبعد الفحص والمراجعة تم استبعاد 10 استبياناً غير مکتمل الإجابات ، فوصل عدد الاستجابات المقبولة 70 مفردة بنسبة 87.5%

اختبار الصدق والثبات ويشمل :-

أ– اختبار صدق وثبات استمارة التحليل

تم التحقق من صدق محتوى استمارة التحليل من خلال عرضها على مجموعة من المحکمين٭ . کما أجرى اختبار الثبات بالاستعانة باثنين من الزملاء ، حيث تم التطبيق على عينة محدودة ومتماثلة فى الصحف الست محل الدراسة وتم حساب نسبة الثبات فى التحليل داخل کل الفئات فى الحالتين فتراوحت نسبة الثبات بين 88 ، 92 وهو معامل اتفاق عال يؤکد ثبات الصحيفة.

ب– اختبار صدق وثبات استمارة الاستقصاء .

تم عرض صحيفة الاستقصاء على مجموعة من المحکمين الذين تم عرض صحيفة تحليل المضمون عليهم ، ولإجراء اختبار الثبات ، ثم استخدام طريقة إعادة الاختبار ، حيث أعيد تطبيق الاستمارة بعد مضى أسبوعين من التطبيق الأول وبحساب معامل الثبات بين التطبيق فى المرتين بلغت نسبته (0.89) وهى نسبة مرتفعة تشير إلى ثبات القياس ودقته .

نتائج الدراسة التحليلية

أولاً مدى التنوع في کم ونوع المعلومات

1- حجم المضمون الصحفي المنشور

يتضح من الجدول رقم 1 أن إجمالي حجم المضمون الصحفي المنشور في الصحف الست بوجه عام خلال فترتي الدراسة بلغ 711 مادة صحفية ، وسجلت العينة العشوائية 272 مادة صحفية وهو ما يشير إلى ضعف وتدنى کم المضمون المنشور في الصحف عن قضايا الفقر في الصعيد ، فهو لا يتناسب مع عمق وحجم القضية المطروحة ، في حين ارتفع هذا الحجم إلى 439 مادة في العينة العمدية وهو ما يعکس التزايد الملحوظ في حجم المضمون المنشور في الصحف في تلک الفترة التي شهدت اهتماماً حکومياً مکثفاً بقضايا الفقر في الصعيد .

وجاءت جريدة الأهرام في المقدمة ، حيث سجلت 149 مادة بنسبة 20.9% ، تلتها جريدة الأخبار 130 مادة بنسبة 18.3% ، ثم جريدة الدستور 116 مادة بنسبة 16.3% ، وجريدة الأحرار 115 مادة بنسبة 16.2% ، وجريدة المصري اليوم 103 مادة بنسبة 14.5% ، وأخيراً جريدة الوفد 98 مادة بنسبة 13.8% .

وتعکس تلک النتائج تقدم الصحف القومية بوجه عام ، حيث سجلت 279 مادة بنسبة 39.2%، وهو ما يشير إلى التوجه الغالب لتلک الصحف في معالجاتها للقضية وولائها للسياسة الرسمية للنظام الحاکم وتتبع تحرکات أمين سياسات الحزب الوطني في محافظتي بنى سويف والمنيا لتحسين أوضاع القرى الأکثر فقراً ، تلتها الصحف الخاصة 219 مادة بنسبة 30.8% ، في حين تراجعت الصحف الحزبية التي سجلت 213 مادة بنسبة 30% مما يعکس غلبة التوجه الأيدولوجى على الطابع المهني في تلک الصحف .

2- الفنون التحريرية المستخدمة في المعالجة

- تعکس نتائج الجدول رقم 2 غلبة فن الخبر الصحفي ، حيث ارتفعت نسبته إلى 40.1% يليه بفارق کبير التحقيق الصحفي 19% ثم المقال 16.3% ، والتقرير 12.1% ، والحديث 7.2% ، وأخيراً الکاريکاتير 5.3% ، وهو ما يعکس غلبة نموذج الترکيز على المعلومات في المعالجة ، وتراجع الاهتمام بتوفير خلفية عن القضية تساعد الجمهور على تکوين الآراء والأحکام في مختلف قضاياهم من ناحية ، ومن ناحية أخرى تلفت نظر المسئولين بخطورة القضية التي تفاقمت بشکل کبير في صعيد مصر .

-وتعکس تلک النتائج تراجع فن الخبر الصحفي نسبياً في الفترة التي شهدت تکثيفاً حکومياً للحد من مشکلة الفقر في صعيد مصر عن العينة العشوائية التي لم تشهد هذا الاهتمام والتي سجل فيها الخبر أکثر من نصف المادة المنشورة في الصحف 51.8% ، في حين شهدت نفس العينة ارتفاعاً ملحوظاً في التحقيق والمقال والتقرير ، وهو ما يشير إلى مدى تنوع الصحف في توظيف الفنون التحريرية وتطويع مختلف المواقع الوظيفية في الصحف المصرية بوجه عام بتوفير خلفية عن القضية تساهم في حلها فى تلک الفترة التي شهدت تکثيفاً حکومياً وصاحبه اهتماماً إعلامياً .

العلاقة بين نمط الملکية والتنوع في استخدام الفنون التحريرية

- يوضح الجدول رقم 3 تقدم جريدة الأخبار فيما يتعلق بترکيزها على فن الخبر
الصحفي ، حيث سجلت 62.2% في العينة العشوائية ، 44.7% في العينة العمدية ، تلتها جريدة الأهرام 59.6% في العينة العشوائية ، 42.4% في العينة العمدية وهو ما يعکس اهتمام الجريدتين في الترکيز على کم المعلومات دون طرح المواقف والآراء وتراجع اهتمامهما بتقديم معلومات لها معنى .

-وفى حين سجلت الصحف الحزبية أعلى معدل بروز فيما يتعلق بالتحقيق ، حيث بلغت نسبته في جريدة الوفد 19.4% في العينة العشوائية ، 33.9% في العينة العمدية ، وبلغت نسبته في جريدة الأحرار 17.2% في العينة العشوائية ، 35.1% في العينة العمدية ، وسجلت المصري اليوم أعلى نسبة فيما يتعلق بالمقال 33.3% ، تلتها الدستور 29.7% ، وهو ما يشير إلى تزايد اهتمام الصحف الحزبية والخاصة على التغطية التفسيرية الانتقادية وإلقاء المزيد من الخلفيات والتفاصيل المرتبطة بالقضية في حالة الاهتمام الحکومي بمشکلة الفقر في الصعيد وبتطبيق اختبار کا² تبين عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الصحف الست فيما يتعلق بالتنوع في استخدام الأشکال التحريرية المستخدمة في المعالجة في العينة العشوائية ، حيث بلغت قيمة کا² 14.59 وهى غير دالة ، في حين تبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الصحف في العينة التي شهدت اهتماماً حکومياً مکثفاً ، حيث بلغت قيمة کا² 56.59 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.001 وبدرجة حرية 25 وهو ما يعنى وجود علاقة بين نمط ملکية الصحيفة وشکل المضمون الصحفي المستخدم ، حيث يتزايد الاهتمام بالخبر في الصحف القومية ، في حين يتزايد الاهتمام بالتحقيق والمقال والتقرير في الصحف الحزبية والخاصة .

3- موقع المادة الصحفية المنشورة

- يشير الجدول رقم 4 إلى أن غالبية المضمون الصحفي في الصحف الست بوجه عام تم نشره في الصفحات الداخلية حيث سجلت 69.2% ، مقابل 21.1% في الصفحة الأولى ، و9.7% في الصفحة الأخيرة وهذا ما يتفق مع نتائج ( محمد سعد 2004 )(28) التي ارتفعت فيها نسبة المواد الإخبارية المنشورة في الصفحات الداخلية إلى 71% وهو ما يمکن تفسيره بتخصيص غالبية الصحف صفحة داخلية لأخبار المحافظات بشکل عام والاهتمام بالأجندة السياسية والحزبية والفنية والرياضية والأحداث الهامة في الصفحة الأولى وتهميش محافظات الصعيد حتى ولو کانت المشکلة بحجم وعمق مشکلة الفقر

-ومن الملاحظ ارتفاع نسبة الموضوعات التي تم نشرها في الصفحة الأولى في الفترة التي شهدت اهتماماً حکومياً عن تلک الفترة التي لم تشهد هذا الاهتمام خاصة في الصحف القومية والتي ارتفعت فيها نسبة الموضوعات التي نشرت في الصفحة الأولى من 10.5% إلى 25% في جريدة الأهرام ، ومن 15.5% إلى 25.9% في جريدة الأخبار ، وهو ما يعکس تزايد اهتمام الصحف القومية بمعالجة المشکلة وتخصيص مساحة لها على صفحاتها الأولى في حالة الاهتمام الحکومي بالقضية .

العلاقة بين نمط ملکية الصحيفة وموقع المادة الصحفية المنشورة

- يوضح الجدول رقم 5 تقدم الصحف الحزبية فيما يتعلق بحجم المضمون الصحفي المنشور في الصفحة الأولى عن قضايا الفقر في الصعيد ، حيث سجلت الوفد 30.6% في العينة العشوائية ، 29% في العينة العمدية ، وسجلت الأحرار 19% في العينة العشوائية ، 33.4% في العينة العمدية ، وهو ما يشير إلى غلبة التوجه المهني للجريدتين واهتمامهما بمتابعة البرامج الحکومية لعلاج مشکلة الفقر في صعيد مصر مع إبراز التضارب في التصريحات الرسمية ونواحي السلبية والقصور فضلاً عن التزام جريدة الوفد بتقديم الصفحة الأولى في صفحتين في عددها الأسبوعى ، وفى بعض الأحداث المهمة ، وجاءت الصحف القومية في الترتيب الثاني حيث سجلت الأخبار 15.5% في العينة العشوائية ، 25.9% في العينة العمدية، وسجلت الأهرام 10.5% في العينة العشوائية ، 25% في العينة العمدية

-في حين تراجعت النسبة إلى 8.8% في المصري اليوم ، 7.2% في الدستور وهو ما يمکن تفسيره بالطابع الإخراجى للجريدتين الذي يرکز على التوسع في العناوين وتخصيص مساحة محدودة للأخبار في صفحتهما الأولى .

وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود علاقة دالة بين نمط الملکية وموقع المادة الصحفية المنشورة في العينة العشوائية حيث بلغت قيمة کا² 20.02 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.05 وبدرجة حرية 10 ، في حين تبين عدم وجود فروق دالة بين الصحف الست في العينة العمدية ، حيث بلغت قيمة کا² 11.83 وهى غير دالة .

4-نوعية المصادر التي تعتمد عليها الصحف في تقديمها للمضمون الصحفي عن الفقر في الصعيد

- وفقاً لنتائج الجدول رقم 6 يتضح اعتماد الصحف على النخب غير الرسمية في عرضها للمضمون الصحفي في العينة العشوائية ، حيث ارتفعت نسبتها إلى 25.7% ، في حين ترتفع نسبة الاعتماد على المصادر الرسمية إلى 27.1% في الفترة التي شهدت اهتماماً حکومياً وهو ما يعکس حرص الصحف في الحصول على المعلومات من لسان مصادرها الرسمية على أرض الواقع وخاصة في المشروعات التي تقوم الحکومة بتنفيذها في محاولة لتدارک أحجام بعض المسئولين الحکوميين عن الإدلاء بالمعلومات في وقت أخر .

-في حين تراجع الاعتماد على جمهور الفقراء أصحاب المشکلة الرئيسية في القضية کمصدر للمعلومات إلى 14.7% في العينة العشوائية ، 12.5% في العينة العمدية ، وهذا ما يتفق مع نتائج دراسة (Haward 2002)(29) ونتائج دراسة (Krouss 2003 )(30) والتي أشارت کل منها إلى تزايد اعتماد وسائل الإعلام على المصادر القوية والجماعات الأکثر قوة فى المجتمع.

ويمکننا أن نستخلص الاستنتاجات والاستدلات التالية فيما يتعلق بمقاييس حجم اهتمام الصحف المصرية بقضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر

1- ضعف المضمون الصحفي المنشور في الصحف الست عن قضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر بوجه عام ، فهو لا يتناسب مع حجم وعمق القضية المطروحة ، مع التزايد الملحوظ في حجم المضمون المنشور في الفترة التي شهدت اهتماماً حکومياً مکثفاً لتحسين أوضاع القرى الأکثر فقراً، والتي شهدت جولة أمين سياسات الحزب الوطني الديموقراطي لمحافظتي بنى سويف والمنيا ، وتقدمت الصحف القومية بکم المضمون المنشور ، تلتها الصحف الخاصة ، ثم الصحف الحزبية .

2- کشفت النتائج غلبة فن الخبر الصحفي المستخدم في المعالجة الصحفية في الصحف الست بوجه عام وهو ما يعکس الترکيز على المعلومات في المعالجة دون طرح المواقف والآراء ، وتراجع الاهتمام بتقديم خلفية عن القضية تساعد الجمهور على تکوين الآراء والأحکام .

کما تبين وجود علاقة ذات دلالة بين نمط ملکية الصحيفة والتنوع في استخدام الفنون التحريرية في المعالجة ، حيث يتزايد الاهتمام بالخبر في الصحف القومية في حين يتزايد الاهتمام بالتحقيق والمقال والتقرير في الصحف الحزبية والخاصة .

3- أوضحت النتائج أن غالبية المضمون في الصحف الست عن قضايا الفقر في الصعيد تم نشره في الصفحات الداخلية ، مع الارتفاع الملحوظ في نسبة الموضوعات التي تم نشرها في الصفحة الأولى في الفترة التي شهدت اهتماماً حکومياً مکثفاً مما يعکس الاهتمام الإعلامي المتزايد خاصة في الصحف القومية في حالة التکثيف الحکومي لعلاج القضية .

  کما تبين وجود علاقة ذات دلالة بين نمط ملکية الصحيفة وموقع نشر المضمون الصحفي في العينة العشوائية ، في حين لم تثبت تلک العلاقة في العينة العمدية التي شهدت اهتماماً
حکومياً مکثفاً .

4- أکدت النتائج اعتماد الصحف المصرية بوجه عام على المصادر الرسمية والنخب غير الرسمية والمصادر الإعلامية في عرضها للمضمون الصحفي والتي استأثرت على ما يقرب من ثلثي المصادر ، وتراجع الاعتماد على جمهور الفقراء کمصدر هام للمعلومات ، مما يعکس تزايد الاعتماد على المصادر القوية والجماعات الأکثر قوة في المجتمع .

ثانيا اتجاهات الصحف نحو المعالجة الصحفية

وفقاً لنتائج الجدول رقم 7 يتضح ارتفاع نسبة المعالجة التي ترکز على الأبعاد السلبية لمشکلة الفقر في الصعيد في الصحف الست بوجه عام والتي بلغت 39.1% بإجمالى العينتين، مقابل 34.6% للمعالجة التي ترکز على الأبعاد الايجابية ، وتراجع نسبة المعالجة المتوازنة إلى 26.3% وهو ما يعکس اختلال التوازن في عرض المعلومات في النظام الحزبي المصري سواء في بنيته أو أدائه أو فاعليته .

العلاقة بين نمط الملکية واتجاه المعالجة

وعلى صعيد المقارنة بين الصحف الست کما يوضح الجدول رقم 8 يلاحظ تفوق الصحف الحزبية والخاصة في ترکيزها على الأبعاد السلبية لقضية الفقر في الصعيد ، حيث ارتفعت النسبة في الدستور إلى 69% في العينة العشوائية ، تلتها الأحرار 65.5% ، وفى حين بلغت النسبة 62.9% في الوفد في العينة التي شهدت اهتماماً حکومياً ، تلتها جريدة الأحرار 61.4% ، انخفضت النسبة إلى 6.5% في الأهرام ، 7.1% في الأخبار ، وهو ما يشير إلى حساسية تعرض الصحف القومية لمثل هذه القضايا في إطار طبيعة العلاقة التي تربطها بالسلطة السياسية ، واستغلال الصحف الحزبية والخاصة الهامش المتاح لها من النقد کصحف مستقلة عن الحکومة في التنقيب والبحث عن الخلل وإظهار السلبيات .

وفى حين تقدمت الصحف القومية فيما يتعلق بالترکيز على الأبعاد الايجابية لقضية الفقر في صعيد مصر حيث سجلت الأهرام 52.6% في العينة العشوائية ، 54.4% في العينة التي شهدت التکثيف الحکومي ، وسجلت الأخبار 51.1% ، 56.5% في العينتين .

وهکذا يلاحظ ازدواجية الخطاب الصحفي المصري حيث يبرز الخطاب الرسمي والأجندة الرسمية في الصحف القومية ، وتبرز الملامح الايجابية تدعيماً للاستقرار والوضع الراهن ، وعلى الجانب الأخر يبرز الخطاب البديل والأجندة البديلة في الصحف الحزبية والخاصة ، وتغطية تکشف الملامح السلبية استثارة لعدم الرضا ودعوة لتغيير شامل

وتباينت المعالجة الصحفية بشکل واضح بين الصحف القومية والحزبية والخاصة ، فبينما رکزت الصحف القومية خلال العينة العشوائية على استجابة السوق المحلية لتراجع الأسعار في السوق العالمية، وانخفاض أسعار اللحوم والدواجن والجبن والبيض والفول والعدس وإقامة المشروعات الاستثمارية في الوادي الجديد وقنا وسوهاج(31) والإجراءات المشددة لضمان استفادة المستهلک من تراجع الأسعار عالمياً ، واستقرار في إنتاج الخبز وتوفير 2.3 مليون رغيف شهرياً (32) ، اهتمت الصحف الحزبية والخاصة باحتلال مصر المرتبة الثانية في قائمة أکبر الدول استيراداً للقمح ، وفقدان حکومة الوطني السيطرة على مخابز الفينو ومافيا الدقيق بالقطاع الخاص ومواصلة الدقيق الفاخر الانخفاض ، وصدمة الشباب في المشروع القومي للإسکان ، وفتح ملف کارثة العبارة استناداً لدراسة جامعية أثبتت أن الکارثة ترکت ورائها 258 يتيماً ورملت 81 زوجة بقنا ، وسوهاج الأولى بين المحافظات فى عدد الضحايا(33) وعودة أزمة الخبز واتهام مسئولي التموين بالتواطؤ مع أصحاب المخابز ، والاستشهاد بتقارير جهاز المحاسبات في تلوث البيئة في 8 محافظات نتيجة مخلفات الأسمنت ، وانتشار أمراض الکبد في جميع محافظات الصعيد ، والاستشهاد بتقارير جهاز الإحصاء الذي رصد 2.1 مليون عاطل ومعدل البطالة فى الصعيد 11.7%(34) ونقص في الأطباء وطرد المرضى من المستشفيات ، واعتصام المئات من أصحاب المعاشات للمطالبة بصرف الأثر الرجعى ، ورصد 30% من المناطق السکنية بأنها عشوائيات(35) ونقدها لمؤتمرات الوطني في المحافظات بأنها وصلات نفاق ، وقرار رشيد بإلغاء رسم الصادر على الحديد والأسمنت صدر لصالح رجال الأعمال وليس الفقراء ، وتقرير وزارة الصحة بوفاة 1028 مريضاً بالإيدز من إجمالي 2183 مصاباً بالمرض(36) .

وفى حين رکزت الصحف القومية في العينة التي شهدت اهتماماً حکومياً مکثفاً على زيارة أمين سياسات الحزب الوطني الديمقراطي لمحافظة بنى سويف ولقاءه المباشر مع أهالي الصعيد حول القضايا الجماهيرية ومکافحة الفقر ، والتعامل مع قضايا الفقر على أرض الواقع والأولوية في الإنفاق للخدمات الاجتماعية ، والتنسيق بين الحزب الوطني والحکومة لتطوير القرى الأکثر احتياجاً ، والاستمرار في معدلات النمو لزيادة الإنفاق على برامج العدالة الاجتماعية ، ومساندة الأسر الأولى بالرعاية وفتح باب رزق للعاطلين ، ومواجهة حاسمة للفقر في ألف قرية ، وحواره من القلب مع البسطاء من أهالي قرية ننا بمحافظة بنى سويف ، وتوفير فرص عمل للشباب وقروض ميسرة للمشروعات الصغيرة ، وتوسيع الضمان الاجتماعي ، وأهالي ننا يردون التحية " شکراً لجمال مبارک بن البلد " ، وتوزيع السلطات بين الوزارات والمحافظات لتحقيق اللامرکزية في التعليم والخدمات(37) کما رکزت أيضاً على زيارة جمال مبارک لمحافظة المنيا وخطة لرفع مستوى الخدمات بالقرى الأکثر فقراً بالمحافظة ، وتصريحات أمين سياسات الوطني خلال زيارته لقرية أبشادات بمحافظة المنيا ، تعديل قانون الضمان الاجتماعي لزيادة الأسر المستفيدة بالقرى الأکثر احتياجاً ، وتطوير الخدمات والبنية الأساسية وتوفير فرص العمل والقروض الميسرة وإنشاء مدارس جديدة ، وتعاون الحزب والحکومة للارتقاء بالقرية المصرية وتحسين دخل الأسرة ودعم الخدمات الأساسية ، وتهذيب العشوائيات ، ومخطط متکامل لتنمية 1221 منطقة عشوائية لحماية أرواح المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية(38) .

في حين اتجهت الصحف الحزبية إلى خطاب أخر وأجندة أخرى بديلة دون الاهتمام ببرامج الحکومة التي تتخذها لتحسين أوضاع القرى الأکثر فقراً ، يدلنا ذلک ما نشرته جريدة الوفد في تلک الفترة على سبيل المثال: الوفد يحذر من الفتنة الطائفية في بنى سويف ، الفقراء يتحدثون عن لحمة الحکومة ، وسکان العشوائيات لا تشغلهم قضية لحمة رمضان لأنهم لا يمتلکون أواني الطهي أصلاً ، وسيدة تقول : لحمة إيه أنا بنام مع بناتي في الشارع ، وقف إنتاج الفينو المدعم نهائياً بجميع المحافظات ، بسبب ارتفاع أسعار اللحوم ، نساء أسوان يبدأن مقاطعة الجزارين ، خريطة ارتفاع أسعار السلع الغذائية في رمضان "اللحوم والدواجن في المقدمة واستقرار نسبى في الدقيق والأرز" التضخم يصل إلى أين في مصر؟ ، فشل الحکومة في السيطرة على الأسعار وضعف مراقبة الأسواق ، والمواطنون يواجهون لهيب زيادة الأسعار في رمضان ، الأسعار انخفضت في الخارج ، ارتفعت في الداخل ، في مصر الأسعار اتجهت اتجاه واحد . في المجتمعات الاستهلاکية السلع متوفرة والأسعار نار ، 9.1 مليار جنيه ديوناً متراکمة منها 1% فقط على المواطنين ، الإنفاق الحکومي يتراجع من 23 مليار جنيه في عام 2005 إلى 12 مليار جنيه في عام 2009 ، د/ هاني سراج يصرح أنياب الخصخصة العشوائية تلتهم حقوق المواطنين في العلاج والفقراء يموتون بحثاً عنهم(39) .

ونشرت جريدة الأحرار خلال تلک الفترة على سبيل المثال: المجلس القومي للشباب يناقش دور الأحزاب في القضاء على البطالة ، مستشفى منفلوط المرکزي غياب الأطباء ، سوء معاملة المرضى ، نقص حاد في الأدوية ، البلطجية تتحکم في إدارة مواقف الفيوم ، المصرية للاتصالات وتى إى داتا تطلقان أکبر مشروع لمحو الأمية ونشر التعليم في جنوب الصعيد ، رغم التصريحات الوردية الأسعار تواصل ارتفاعها ، وسيارات الکسح مرفوعة من الخدمة في قويسنا ، قصور حاد في خدمة التليفون الهوائي بالمنيا ، نقص حاد بمدارس أسوان(40) .

ونشرت جريدة المصري اليوم خلال تلک الفترة على سبيل المثال: محامى مطرانية ملوي يتهم لجنة أبوفانا بتضليل الکنيسة ، المياه الجوفية تهدد منازل قرى 6 مراکز بالمنيا ، النمل الأبيض يغزو 8 نجوع بالأقصر والأهالي يتهمون الزراعة بالتقاعس ، تعثر توطين 50 شاباً في الوادي الجديد لتعمير 500 فدان بسبب التمويل ، أصحاب المخابز في سوهاج يطالبون المحافظ بحل مشکلة الدقيق الفاسد ، جمال مبارک : 2009 عام صعب وأثار الأزمة المالية بدأت تتضح ، انخفاض البلهارسيا إلى 1% فى معظم القرى وأعلى نسبة انتشار فى کفر الشيخ والبحيرة وقنا وسوهاج والمنيا ، أزهري المنيا يقطع 250 کيلومتر سيراً على الأقدام لمقابلة مبارک ومناقشته في حال الأمة ، 28 أسرة في قنا يواصلون اعتصامهم لليوم الثالث اعتراضاً على طردهم من مساکنهم (41) .

ونشرت الدستور خلال تلک الفترة على سبيل المثال: ارتباک وأجازات إجبارية في محافظة بنى سويف بسبب زيارة أمين لجنة السياسات بالوطني ، " جمال مبارک " افتتح محطة مياه ووحدة صحية وأخرى للتضامن الاجتماعي ، خبراء الحکومة : نستورد کميات کبيرة من القمح غير صالحة للاستخدام الأدمى ، طلب إحاطة لوزراء الصحة والبيئة والاتصالات لتأخر الکشف عن حالات الإغماء بجرجا ، تلوث مياه الشرب يصل إلى محافظة القليوبية ، وتفاقم الأزمة في قرى ومراکز المنيا ، الأمن يقبض على محافظة المنيا استعداداً لزيارة جمال مبارک "مصادرة 33 سيارة وإغلاق 8 طرق" ، استمرار أزمة الحديد في معظم المحافظات للأسبوع الثاني على التوالي ومواطنون ضد الغلاء : نتقدم ببلاغ للنائب العام ضد عز وأحد کبار موزعيه لتعطيش السوق ، حصار أمنى مکثف لنجعي سالم وقابول بقنا بعد تصاعد أعمال العنف بين قبيلتى العرب والهوارة، بعد القرار التاريخي لمحکمة النقض بتأييد براءة المتهم بارتکاب مذبحة بنى مزار : ارتياح بين أهل المتهم البرئ ، وذهول وسط أهالي الضحايا ، وصدمة في الأجهزة الأمنية(42) .

وهکذا يلاحظ التباين الواضح في المعالجة الصحفية للصحف الست بوجه عام ولم يکن هناک نوع من التوازن في المعالجة ، صحف قومية تدعم وتساند أي عمل أو مشروع تقوم به الحکومة ، وصحف أخرى حزبية وخاصة تعتم وتهون من أي مشروع تقوم به الحکومة ، ونسيت الصحف أن الجمهور هو أحد العناصر الهامة في إطار معالجاتها للقضايا والمشکلات القومية سواء کمصدر للمعلومات أو کمتلقي لتلک المعلومات ، لأن الجمهور هو الهدف الأول لتلک المعالجة وهو اللقطة التي تلتقي عندها کل الجهود ومراحل العمل الصحفي .

وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود فروق جوهرية دالة إحصائياً بين نمط ملکية الصحيفة واتجاه المعالجة الصحفية في العينتين ، حيث بلغت قيمة کا² في العينة العشوائية 56.59 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.001 وبدرجة حرية 25 ، وبلغت قيمة کا² في الفترة التي شهدت اهتماماً حکومياً 116.66 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.001 وبدرجة حرية 10 .

وهو ما يعنى وجود علاقة قوية بين نمط الملکية واتجاه المعالجة الصحفية ، حيث تهتم الصحف القومية بالمعالجة التي ترکز على الأبعاد الايجابية لمشکلة الفقر في الصعيد ، في حين تهتم الصحف الحزبية والخاصة بالمعالجة التي ترکز على الأبعاد السلبية .

2- سمات وأهداف المعالجة الصحفية

يتضح من الجدول رقم 9 أن مجرد عرض القضية يأتي في مقدمة أهداف وسمات المعالجة الصحفية في الصحف الست بوجه عام حيث ارتفعت نسبتها بإجمالى العينتين 25.7% ، تلتها تحليل وتفسير للقضية 19.1% ، ثم الحث على اتخاذ موقف 18.8% ، ووضع حلول للقضية 18.4% ، وأخيراً الحث على حل القضية 18% .

وتعکس تلک النتائج أنه في الوقت الذي تعتمد فيه الصحف المصرية على المعالجة الجزئية لمشکلة الفقر بوجه عام ، فإنها تتبنى أهدافاً وسمات متعددة في المعالجة في محاولة الانتقال من منظومة جذب الاهتمام إلى منظومة تبنى رأى أو موقف واضح يقوم على وفرة من مواد الشرح والتفسير .

3- القوى الفاعلة التي تستهدفها الصحف من المعالجة

يشير الجدول رقم 10 أن سکان العشوائيات حازوا بأکبر معدل بروز في الصحف الست بوجه عام ، حيث ارتفعت نسبتها بإجمالى العينتين 25.7% ، وهو ما يعکس مدى اهتمام الصحف بتلک الشريحة التي تمثل نسبة کبيرة من الفقراء في صعيد مصر ، يليهم سکان المناطق المحرومة 23.5% ، ثم فقراء الريف 18.9% ، والمهمشون 18.5% ، وأصحاب المعاشات 14.6% ، والمتسولون 11.8% ، والمرأة المعيلة 10.9% ، وتراجع الاهتمام بمعالجة فئتي أطفال الشوارع 7.3% ، وساکنى المقابر 5.5% ، مما يثير التساؤل حول تراجع معالجة الصحف لهاتين الفئتين وهما ينتشران بعمق وکثافة في صعيد مصر .

4- تصنيف الفئات الفقيرة وفقا لمعالجة الصحف

وفقاً لنتائج الجدول رقم 11 يتضح أن فقر العشوائيات يأتي في مقدمة اهتمام الصحف الست بوجه عام حيث ارتفعت نسبتها بإجمالى العينتين إلى 28.5% ، تلتها فقر أصحاب الضمان الاجتماعي 23.9% ، ثم فقر الموظفين 23.7% ، وفقر العمال 18% ، وفقر الفلاحين 14.6% ، وفقر ساکنى المقابر 6.6% ، وأخيراً فقر ساکنى الجبال 1.6% .

وتعکس تلک النتائج ترکيز الصحف على سکان العشوائيات الذين يمثلون نسبة کبيرة في صعيد مصر ، وفقر أصحاب الضمان الاجتماعي لاعتماد أغلب الأسر الفقيرة على هذا الدخل البسيط سواء ما يسمى بمعاش السادات أو المساعدات المالية من وحدات الشئون الاجتماعية بالمحافظات والمراکز والقرى .

5- أنواع الفقر کما جاء في المعالجة

يعکس الجدول رقم 12 ترکيز المعالجة الصحفية للجرائد الست بوجه عام على فقر الخدمات ، حيث ارتفعت نسبتها بإجمالى العينتين إلى 87.6% ، مقابل 12.4% فقط لفقر الموارد ، وهو ما يشير إلى اهتمام الصحف في معالجاتها لقضايا الفقر في الصعيد على الحاجات الأساسية المتمثلة في الخدمات التعليمية والصحية والثقافية وإعادة بناء نوعية الحياة وفق أسس إنسانية تمکن الفقراء القدرة على التدفق في المجرى الرئيسي للمجتمع والمشارکة بفاعلية في أنشطته وتفاعلاته ، بدلاً من الانخراط في أنشطة وبائية تقودها إلى الانحراف والتطرف .

معالجة الصحف لأنواع فقر الخدمات

وطبقاً للجدول رقم 13 يتضح أن افتقار منازل الفقراء في صعيد مصر للمياه والکهرباء يأتي في مقدمة معالجة الصحف الست لأنواع فقر الخدمات ، حيث ارتفعت نسبتها بإجمالى العينتين 25.4% وهو ما يعنى اعتماد نسبة کبيرة من المساکن الريفية على الإضاءة الصناعية، وهذا ما يتفق مع نتائج دراسة ( أحمد مصطفى العتيق 2008 ) التي أشارت إلى أن أغلب المساکن الريفية تعانى من مشکلة التلوث السکنى ، حيث تسکن أکثر من أسرة في السکن الواحد ، وأن أغلب المساکن يعتمدون على الإضاءة الصناعية ، وأن دورات المياه غير متوافرة في غالبية المساکن الجوازية ( مساکن القبور والعشش ) ، تليها فقر في الصرف الصحي 18.7% ، ثم فقر في الخدمات الصحية 13.8% ، وفقر في الخدمات التعليمية 13.3% ، وفقر في المسکن 12.4% ، وفقر في الخدمات الثقافية 8.5% ، وأخيراً فقر في الخدمات الترفيهية 7.9% .

6- الأبعاد المختلفة للفقر

يتضح من الجدول رقم 14 أن قضايا البعد الاجتماعي حققت أعلى معدل بروز في الصحف الست بوجه عام ، حيث ارتفعت نسبتها إلى 64.3% في العينة العشوائية وهو ما يشير إلى اهتمام الصحف المصرية بالمشکلات التي يتوافر فيها عنصر الإثارة خاصة فيما يتعلق بقضايا البلطجة والسرقة وتعاطى المخدرات والقتل والثأر والتحرش والزنا ، تلاه قضايا البعد الاقتصادي 40.8% ، ثم البعد السياسي 23.2% ، وأخيراً البعد النفسي 8.5%

في حين حققت قضايا البعد الاقتصادي أعلى معدل بروز في الفترة التي شهدت اهتماماً حکومياً، حيث ارتفعت نسبتها إلى 40.1% في الوقت الذي انخفضت فيه قضايا البعد الاجتماعي إلى 37.8% ، ثم قضايا البعد السياسي 23.2% ، وأخيراً قضايا البعد النفسي 13.2% ، وهو ما يشير إلى لجوء الصحف بالاهتمام بقضايا البعد الاقتصادي نتيجة التکثيف الحکومي وتصريحات أمين سياسات الحزب الوطني بمساندة الأسر الأولى بالرعاية وفتح باب رزق للعاطلين ، ومتابعة الصحف القومية لهذا النشاط الحکومي ، ولجوء الصحف الحزبية والخاصة بمتابعة خريطة ارتفاع الأسعار ، وفشل الحکومة في السيطرة عليها وضعف مراقبة الأسعار کرد فعل للتفخيم والتمجيد الذي أشادت به الصحف القومية بتلک الزيارات الميدانية لجمال مبارک لتحسين أوضاع القرى الأکثر فقراً .

معالجة الصحف لقضايا البعد السياسي للفقر

وبتحليل بيانات الجدول رقم 15 يتضح أن شريحة أصحاب الضمان الاجتماعي تأتى في مقدمة معالجة الصحف الست لقضايا البعد السياسي للفقر بوجه عام في العينة العشوائية والعمدية أيضاً ، حيث ارتفعت نسبتها بإجمالى العينتين إلى 38.2% ، وهو ما يشير إلى اهتمام الصحف المصرية بالقوى الفاعلة الأکثر تواجداً والأوسع انتشاراً في شرائح وفئات المجتمع الصعيدي على وجه التحديد والتي تعيش تحت خط الفقر التي يقل متوسط دخلها الشهري عن 150 جنيه ، أي ما يعادل أقل من دولار في اليوم الواحد ، يليهم الدعم الحکومي 27.9% ، حيث ارتفعت نسبته من 23.8% في العينة العشوائية الى 30.4% في العينة العمدية ، ثم دعم السلع الاستهلاکية والتي انخفضت فيها النسبة من 28.6% في العينة العشوائية إلى 18.6% في العينة العمدية ، وأخيراً العلاج على نفقة الدولة 11.5% .

معالجة الصحف لقضايا البعد الاجتماعي للفقر

بتحليل بيانات الجدول رقم 16 يتضح أن إلغاء الدعم لبعض السلع الاستهلاکية يأتي في مقدمة معالجة الصحف المصرية لقضايا البعد الاجتماعي للفقر ، حيث ارتفعت نسبته بإجمالى العينتين إلى 17.1% ، تليه البطالة 15.4% ، وهو ما يعکس أهمية الدعم للسلع الأساسية وخاصة بالنسبة للفئات الفقيرة التي تعانى من أزمة البطالة وما تسببه من أثار اجتماعية ونفسية على أفراد تلک الشرائح ، ثم العنف ، والتحرش والزنا 11.4% لکل منهما ، والبلطجة 10.5% ، وتعاطى المخدرات 9.7% ، والتفاوت في توزيع الدخل 9.1% ، وأخيراً الدعارة 3.7% .

وتعکس تلک النتائج الارتفاع الملحوظ في معالجة الصحف لقضايا البطالة في الفترة التي شهدت اهتماماً حکومياً مکثفاً عن الفترة التي لم تشهد هذا الاهتمام واحتلالها مقدمة معالجة الصحف لهذا البعد الاجتماعي ، وهو ما يمکن تفسيره بمردود البرامج والسياسات التي تتخذها الحکومة لمعالجة مشکلة الفقر وتصاعد المشکلة على المستويين الرسمي والجماهيري بفعل عدة عوامل مباشرة وغير مباشرة وارتباطها ببعض الظواهر المجتمعية الأخرى مثل تصاعد موجة الإرهاب والعنف والتطرف الديني والفکري ، وظهور نوعيات من الجرائم والحوادث التي يعانى مرتکبوها غالباً من التعطل عن العمل .

معالجة الصحف لقضايا البعد الاقتصادي للفقر

يتضح من نتائج الجدول رقم 17 احتلال قضية ارتفاع الأسعار مقدمة اهتمام الصحف بمعالجة القضايا الاقتصادية للفقر في العينتين 33.3% في العينة العشوائية ، 32.5% في العينة العمدية وبإجمالى 32.9% ، مما يعکس شدة وعمق هذا البعد في حياة الفئات الفقيرة وعدم القدرة على تلبية الأعباء المعيشية خاصة الغذاء والدواء والمسکن والمأوى في ظل ارتفاع الأسعار وتفاقمها يوماً بعد يوم حتى في حالة الاهتمام الحکومي والنهوض بالأسر الفقيرة وتخفيف الأعباء على مواطني الصعيد ، يليها نقص موارد التمويل 25.6% ، ثم النتائج العکسية للإصلاحات الاقتصادية 20.2% ، وضعف المرتبات 16.2% ، وأخيراً سوء التغذية 5.1% .

معالجة الصحف لقضايا البعد النفسي للفقر

يتضح من الجدول رقم 18 أن قضية الشغب تحتل مقدمة معالجة الصحف لقضايا البعد النفسي للفقر ، حيث ارتفعت نسبتها في العينة العشوائية إلى 30.4% ، 34.5% في الفترة التي شهدت الاهتمام الحکومي وبإجمالى 33.3% ، يليها الإحباط 24.7% ، ثم الميول العدوانية 19.8% ، والکذب والخداع 13.6% ، وأخيراً الانفعالية الشديدة 8.6% .

وتعکس تلک النتائج اهتمام الصحف المصرية وترکيزها على ربط العلاقة بين الفقر في الصعيد وکل من العنف والبلطجة والميول العدوانية من ناحية ، وإضافة عنصر الإثارة والتشويق من ناحية أخرى .

ويمکننا أن نستخلص الاستنتاجات التالية فيما يتعلق باتجاهات وسمات المعالجة الصحفية

1- تباينت المعالجة الصحفية بشکل واضح بين الصحف القومية والحزبية والخاصة ، حيث يبرز الخطاب الرسمي والأجندة الرسمية في الصحف القومية ،وتبرز الملامح الايجابية تدعيماً للاستقرار والوضع الراهن ، في حين تبرز الخطاب البديل والأجندة البديلة في الصحف الحزبية والخاصة وتغطية تکشف الملامح السلبية استثارة لعدم الرضا ودعوة للتغيير الشامل ، ومن ثم تتجه المعالجة في الصحافة المصرية وجهتين متعارضتين ، صحف قومية ترکز على الأبعاد الايجابية کالاستثمارات وإقامة المشروعات القومية في الصعيد في إطار العلاقة التي تربطها بالسلطة السياسية ، وصحف حزبية وخاصة تبحث عن أوجه الخلل وإظهار السلبيات لأي عمل أو مشروع حکومي ، وتراجعت نسبة المعالجة المتوازنة مما يعکس اختلال التوازن في عرض المعلومات في النظام الحزبي المصري .

وتبين وجود علاقة ذات دلالة بين نمط ملکية الصحيفة واتجاه المعالجة الصحفية في العينتين العشوائية ، والعينة التي شهدت اهتماماً حکومياً مکثفاً .

2- أوضحت النتائج أنه بالرغم من التنوع في سمات وأهداف المعالجة في الصحافة المصرية، إلا أن السمة الغالبة هي الاعتماد على الکم والعرض ، مما يعکس الترکيز فقط على المسئولين کمصدر رئيسي للمعلومات دون الاستعانة بالمتخصصين والجمهور والتقارير والدراسات العلمية .

3- عکست النتائج ترکيز الصحف المصرية في معالجاتها للقوى الفاعلة على سکان العشوائيات وسکان المناطق المحرومة ، وفقراء الريف ، والمهمشون ، وهم يمثلون السواد الأعظم من فقراء صعيد مصر ، إلا أنه تلاحظ تراجع الاهتمام بفئتي أطفال الشوارع والمتسولون الذين ينتشرون بکثافة عددية في صعيد مصر .

4- أوضحت النتائج ترکيز المعالجة الصحفية على فقر الخدمات بوجه عام مما يعکس وجود نقص حاد في الخدمات التعليمية والصحية والثقافية والترفيهية في معظم قرى ومراکز الصعيد وافتقار منازلهم للمياه والکهرباء والصرف الصحي .

5- تصدرت البطالة وارتفاع الأسعار أهم القضايا التي حازت باهتمام الصحافة المصرية في معالجاتها لقضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر وهو ما يعکس تصاعد القضيتين على المستويين الرسمي والجماهيري وارتباطهما ببعض الظواهر المجتمعية الأخرى مثل الإرهاب والعنف والتطرف الديني والفکري ، وعدم القدرة على تلبية الأعباء المعيشية من دواء ومسکن وملبس .

نتائج الدراسة الميدانية

أولاً الخصائص العامة لعينة الدراسة

– توضح نتائج الجدول رقم 19 أن عدد الذکور بلغ 56 صحفياً بنسبة 80% والإناث 14 صحفية بنسبة 20% وهو ما يتقارب إلى حد ما مع دراسة ( حنفي حيدر 2003 )(43) والتي بلغت فيها نسبة الذکور 89.2% ، مما يشير إلى اضطلاع الصحفيين الذکور بالعبء الأکبر ، وانخفاض إقبال الصحفيات إلى العمل فى الأقسام التى يتطلب فيها القيام بمخاطرة ومشقة السفر إلى محافظات الصعيد والنزول إلى أرض الواقع .

– تشير نتائج الجدول رقم 20 إلى أن نسبة عدد الصحفيين الذين يعملون فى الصحف الخاصة بلغت 37.1% من عينة الدراسة ، يليهم الصحفيون الذين يعملون فى الصحف الحزبية 32.9% ، ثم الصحفيون الذين يعملون فى الصحف القومية 30% ، وتوزعت العينة على النحو التالي ، المصري اليوم ، و الدستور 13 لکل منهما ، الوفد 12 ، و الأحرار ، و الأهرام 11 لکل منهما ، والأخبار 10 .

– وفقاً للجدول رقم 21 ارتفعت نسبة المحررين إلى ما يقرب من ثلثي العينة 65.7% ، مقابل 34.3% لکتاب المقالات والأعمدة الصحفية .

– يتضح من الجدول رقم 22 ارتفاع نسبة الصحفيين الذين تتراوح مدة خبرتهم فى العمل الصحفي بين عشرة وأقل من عشرين عاماً إلى 40% ، يليهم الصحفيين الذين تزيد مدة خبرتهم عن عشرين عاماً 35.7% ، ثم الصحفيين الذين تقل مدة خبرتهم عن عشرين عاما 24.3% . وهکذا ترتفع نسبة الصحفيين الذين تقل مدة خبرتهم عن عشرين عاماً إلى 64.3% ، وهو ما يعکس تصاعد عدد شباب الصحفيين خلال العقدين الأخيرين مع تزايد عدد الصحف الحزبية و الخاصة .

ثانياً إدراک الصحفيين لحدود الدور الذي تقوم به الصحف المصرية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد .

– وفقاً لنتائج الجدول رقم 23 يتضح أن درجة فاعلية الدور الذي تقوم به الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر يتحدد وفق مجموعة من المحددات تتصدرها الظروف الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع ، حيث أوضح نصف المبحوثين 50% أن هذا الدور يتحدد وفق المناخ السائد فى المجتمع ، مقابل 45.7% قالوا أنها تتحدد وفق سياسة الصحيفة ، و 32.9% قالوا أن البعد الشخصي ووعى الصحفي هو المتغير الحاکم ، وهو ما يعکس دور المتغيرات المجتمعية والاتجاه السياسي للصحيفة فى التأثير على دور المعالجة الصحفية لقضايا الفقر فى الصعيد .

دلالة الفروق بين المبحوثين فيما يتعلق بنمط الملکية

– وبالمقارنة بين المبحوثين فى کل من الصحف القومية والحزبية والخاصة کما هو موضح بالجدول رقم 24 . يتضح ارتفاع نسبة الذين قالوا أن درجة فاعلية الدور الذى تقوم به الصحف المصرية يتحدد وفق سياسة الصحيفة إلى 62.5% لدى الصحفيين في الصحف الخاصة ، فى حين ارتفعت نسبة الذين قالوا أن المناخ السائد فى المجتمع لدى الصحفيين فى الصحف القومية إلى 48.3% ، و41.4% لدى الصحفيين فى الصحف الحزبية ، وهو ما يعکس عمق تأثير الضغوط الإدارية للمؤسسة الصحفية کمحدد مؤثر على ممارسة الصحفيين لمعالجة قضايا الفقر فى الصعيد لدى الصحف الخاصة ، بينما تزايد أهمية البعد السياسى والأيديولوجى لدى الصحفيين فى الصحف القومية والحزبية .

وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود فروق دالة بين المجموعات الثلاث للمبحوثين ، حيث بلغت قيمة کا² 17.077 و هى دالة عند مستوى معنوية 0.01 و بدرجة حرية 4 وهو ما يعنى وجود علاقة بين الصحف القومية والحزبية والخاصة فيما يتعلق بإدراکهم لحدود الدور الذى تقوم به الصحف فى معالجة قضايا الفقر فى صعيد مصر .

دلالة الفروق بين الذکور والإناث

– يتضح من الجدول رقم 25 أن 44.4% من الإناث أوضحوا أن الدور الذى تقوم به الصحف فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد يتحدد وفق المناخ السائد فى المجتمع ، مقابل 33.3% للذکور، فى حين أوضح 27.8% من الذکور أن هذا الدور يتحدد وفق وعى الصحفى ، مقابل 16.7% للإناث ، وهو ما يعکس تزايد أهمية البعد الشخصى لدى الصحفيين ، وتزايد أهمية البعد السياسى والأيديولوجى لدى الصحفيات .

و بتطبيق اختبار کا2 تبين عدم وجود فروق دالة بين المجموعتين حيث بلغت قيمة کا² 1.196 وهى غير دالة .

دلالة الفروق بين الکتاب والمحررين

– وفقاً لنتائج الجدول رقم 26 اتضح أن 45.2% من الکتاب قالو أن سياسة الصحيفة هى العنصر الحاکم فى تحديد الدور الذى تقوم به الصحف فى معالجة الفقر فى الصعيد ، مقابل 30.5% قالو انه يتحدد وفق المناخ السائد فى المجتمع ، فى حين ارتفعت نسبة المحررين الذين قالوا أن المناخ السائد فى المجتمع هو المحدد لهذا الدور إلى 40.7% ، مقابل 28.8% قالو البعد الشخصى ، وهو ما يعکس مدى تأثير الخبرة المهنية على استجابات المبحوثين ، حيث رکز الکتاب بحکم مواقعهم الوظيفية وخبرتهم المهنية على الضغوط التنظيمية والإدارية ، بينما رکز المحررون وهم أقل خبرة من الکتاب على المتغيرات المجتمعية ، إلا أن تطبيق اختبار کا² يوضح عدم وجود فروق ذات دلالة بين المجموعتين.

– وبسؤال المبحوثين عما اسفرت عنه نتائج الدراسة التحليلية عن أسباب تدنى معالجة الصحافة المصرية لقضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر ، کما هو مبين بالجدول رقم 27 جاء الغياب الواضح للدور الحکومي في معالجة تلک المشکلة فى المقدمة ، حيث ارتفعت نسبته إلى 34.3% ، وهو ما يعکس الأداء السلبي والاهتمام الوهمي لدور الحکومة فى معالجة تلک المشکلة ، يليه السبق الصحفي هو الغالب والأهم وليست القضية فى حد ذاتها 31.4% ، ثم غياب المعلومات الموثقة 28.6% ، وتأخر وضع الصعيد على خريطة التنمية المحلية 27.1% ، وسياسة المرکزية والاهتمام بالعاصمة على حساب الأطراف ، ومرکزية الإدارة المالية والموازنة العامة للدولة 22.9% لکل منهما ، والأداء السلبي لرجال الأعمال 20% ، ولأن الصحف أصبحت ذو طبيعة نوعية سياسية 18.6% ، وتقاعس مؤسسات المجتمع المدني فى البحث عن مشکلاته 15.7% ، والدور السلبي لأعضاء المجالس النيابية فى الصعيد 10% ، وأخيراً لأن أهل الصعيد ليسوا من أصحاب الصوت العالي 7.1% .

وتعکس أراء الصحفيين أن هناک تقاعس من کل الأطراف المعنية ، ليست فى الجهود الحکومية فقط ولکن تشمل أيضاً رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني وأعضاء المجالس النيابية فى الصعيد ، ومرکزية العاصمة والموازنة وعدم العدالة في توزيع السلطات لتحقيق اللامرکزية

– وفقاً للجدول رقم 28 يتضح أن السياسة التحريرية تتصدر العوامل المؤثرة على معالجة الصحف المصرية لقضايا الفقر في الصعيد ، حيث ارتفعت نسبتها إلى 55.7% ، يليها الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع 48.6% وهو ما يؤکد عمق تأثير الضغوط المؤسسية والمتغيرات المجتمعية على المعالجة الصحفية لقضايا الفقراء فى الصعيد ، فى حين تراجع دور أيديولوجية الأحزاب السياسية إلى 32.9% ، وأيديولوجية الدولة إلى 21.4% .

دلالة الفروق بين المبحوثين فيما يتعلق بنمط الملکية

– يتضح من الجدول رقم 29 ارتفاع نسبة الذين قالوا أن السياسة التحريرية هى العامل الأول المحدد لدور الصحف المصرية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد إلى 50% لدى الصحفيين فى الصحف الخاصة ، وهو ما يعکس دور التدخلات السياسية والمالية ورؤساء تحرير تلک الصحف فى توجيه السياسات التحريرية والتأثير على القائم بالاتصال وکتاباته ، وفى حين ارتفعت نسبة الذين قالوا أن الواقع الاجتماعي والاقتصادي هي العامل الأول المحدد إلى 38.9% لدى الصحفيين فى الصحف القومية ، ارتفعت نسبة الذين قالوا أن أيديولوجية الدولة إلى 17.1% لدى الصحفيين فى الصحف الحزبية .

وبتطبيق اختبار کا² تبين عدم وجود فروق جوهرية دالة بين المجموعات الثلاث فيما يتعلق برؤيتهم للعوامل المؤثرة على درجة فعالية دور الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقر فى
الصعيد ، حيث بلغت قيمة کا² 8.397 وهى غير دالة

دلالة الفروق بين الذکور والإناث

– يوضح الجدول رقم 30 تقارب النسب بين المجموعتين فيما يتعلق بإدراکهم للعوامل المؤثرة على معالجة الصحف المصرية لقضايا الفقر فى الصعيد ، ففى حين ارتفعت نسبة الذين قالوا أن أيديولوجية الدولة هى العامل الأول المحدد لتلک المعالجة إلى 25% لدى الإناث ، مقابل 11% لدى الذکور ارتفعت نسبة الذين قالو أن أيديولوجية الأحزاب السياسية هى المحدد الأول لتلک المعالجة إلى 23% لدى الذکور ، مقابل 10% لدى الإناث. ولم يظهر اختبار کا² أى فروق دالة بين المجموعتين ، حيث بلغت قيمة کا² 3.738 وهى غير دالة ، وهو ما يعنى عدم وجود علاقة دالة بين النوع ورؤية المبحوثين للعوامل المؤثرة على درجة فعالية الدور الذى تقوم به الصحف المصرية فى معالجة قضايا الفقراء فى الصعيد

دلالة الفروق بين الکتاب والمحررين

– يوضح الجدول رقم 31 أن هناک تبايناً واضحاً بين الکتاب والمحررين فى إدراکهم للعوامل المؤثرة على معالجة الصحافة المصرية لقضايا الفقر فى الصعيد ، حيث ارتفعت نسبة الذين قالوا أن السياسة التحريرية هى العامل الأساسي المحدد لتلک المعالجة إلى 45.5% لدى الکتاب ، مقابل 30.8% لدى المحررين ، وارتفعت نسبة الذين قالوا أن الواقع الاجتماعي والاقتصادي هو العنصر الحاکم إلى 35.9% لدى المحررين ، انخفضت النسبة إلى 18.2% لدى الکتاب ، وفى حين ارتفعت نسبة الذين قالوا أن أيديولوجية الأحزاب هى عامل مؤثر وفعال إلى 24.1% لدى المحررين ، مقابل 12.1% لدى الکتاب ، ارتفعت نسبة الذين قالوا أن أيديولوجية الدولة هى العنصر الأقوى فى المعالجة إلى 24.2% لدى الکتاب ، انخفضت النسبة إلى 9% فقط لدى المحررين ، ويلاحظ التباين الواضح بين الکتاب والمحررين حيث رکز الکتاب على السياسة التحريرية وأيديولوجية الدولة ، فى حين رکز المحررون على الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع ، أيديولوجية الأحزاب السياسية .

وبتطبيق اختبار کا2 تبين وجود فروق دالة بين المجموعتين فيما يتعلق بإدراکهم للعوامل المؤثرة على دور الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقراء فى الصعيد ، حيث بلغت قيمة کا² 9.476 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.05 و بدرجة حرية 3

– وبسؤال المبحوثين عما أسفرت عنه نتائج الدراسة التحليلية عن أسباب التکثيف الإعلامى للصحف فى حالة الاهتمام الحکومي بالقضية کما هو مبين بالجدول رقم 32 ، أوضح 30% منهم لارتباط معظم الصحف بالسلطة ، 27.1% قالوا لسيطرة الدولة على الإعلام ، وأقر 25.7% لعدم استقلال الإعلام وانقياده وراء توجهات الحکومة ، في حين أعرب 24.3% من الصحفيين لتوفير المعلومات وتسهيل مهمة الصحفي ، 20% قالوا إن الصحف تتناول ما تقوم به الحکومة سواء بالسلب أو بالإيجاب ، و17.1% قالوا إن الاهتمام الحکومي بالقضية يعنى أنها ظاهرة يجب معالجاتها إعلامياً ، فى حين قال 12.9% من الصحفيين أن کل صحيفة تعتبر الموضوع بمثابة حدث تتصارع لتغطيته من کل عناصره.

 وتعکس تلک الأسباب التي اقرها الصحفيون السيطرة والهيمنة التي تفرضها السلطة السياسية على الإعلام المصري ککل ، سواء أکانت السيطرة على مصادر المعلومات أو الهيمنة على معظم الصحف .

 ويمکننا أن نستخلص الاستنتاجات والاستدلالات التالية فيما يتعلق بإدراک الصحفيين لحدود الدور الذي تقوم به الصحف المصرية في معالجة قضايا الفقر في الصعيد :

1- کشفت النتائج قوة تأثير الظروف الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع ، يليها في الأهمية سياسة الصحيفة ، وهو ما يعکس أهمية التفاعل بين تأثير الضغوط التنظيمية والإدارية داخل المنظمة الصحفية والظروف الاجتماعية والاقتصادية .

کما تبين وجود علاقة ذات دلالة بين إدراک الصحفيين لحدود الدور الذي تقوم به الصحف المصرية في معالجة قضايا الفقر في الصعيد ونمط الملکية ولم تثبت وجود علاقة ذات دلالة فيما يتعلق بمتغيري النوع ، والموقع الوظيفي .

2- أسند المبحوثون أسباب تدنى معالجة الصحافة المصرية لقضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر لعدة أسباب بتقدمها الغياب الواضح للدور الحکومي في معالجة تلک المشکلة ، يليه السبق الصحفي ، ثم غياب المعلومات الموثقة ، وتأخر وضع الصعيد على خريطة التنمية المحلية ، وسياسة المرکزية ، والأداء السلبي لرجال الأعمال ، وتقاعس مؤسسات المجتمع المدني ، والدور السلبي لأعضاء المجالس النيابية وهو ما يعکس تراجع جميع الأطراف المعنية في علاج المشکلة ، فبجانب الحکومة هناک رجال أعمال ومؤسسات المجتمع المدني وأعضاء مجلسي الشعب والشورى .

3- تتصدر السياسة التحريرية العوامل المحددة لدور الصحف المصرية في معالجة قضايا الفقر في الصعيد ، يليها الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع ، وهو ما يعکس عمق تأثير الضغوط الإدارية والمتغيرات المجتمعية والتدخلات السياسية والمالية في المعالجة الصحفية لقضايا الفقر في صعيد مصر .

کما تبين وجود علاقة ذات دلالة بين إدراک الصحفيين لحدود الدور الذي تقوم به الصحف المصرية في معالجة قضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر والموقع الوظيفي ، ولم تثبت وجود علاقة ذات دلالة فيما يتعلق بمتغيري نمط الملکية ، والنوع .

ثالثاً تقييم الصحفيين لدور الصحافة المصرية في معالجة قضايا الفقر في الصعيد

رؤية المبحوثين للدور الذي تقوم به الصحف القومية في معالجة قضايا الفقر في الصعيد

– يتضح من الجدول رقم 33 محدودية الدور الذي تقوم به الصحف القومية في معالجة قضايا الفقر في الصعيد ، حيث أعرب 52.8% عن رؤيتهم فى أن تلک الصحف تقوم بدور نسبى ومحدود ، بما يشير إلى ارتباط هامش التعددية بالظروف والملابسات السياسية ، وقدر التسامح السياسي الذي تبديه السلطة السياسية ، وفى حين انخفضت نسبة الذين قالوا أنها تقوم بدور قوى وفعال الى 12.9% ، بلغت نسبة الذين أشارو أنها لا تقوم بأي دور على الإطلاق 34.3% .

وتعکس تلک الآراء تراجع معالجة الصحف القومية لقضايا الفقراء فى الصعيد ومحدودية هامش الدور الذي تقوم به مما يعکس تأثير الممارسة الصحفية فى تلک الصحف بالظروف والملابسات السياسية ، فهي تحاول تأکيد ذاتها واستقلاليتها من خلال ما تسهم به في کم وتعدد الموضوعات ، وفى معظم الأحيان تقوم بدور دفاعي وتبريري للسياسات الحکومية.

دلالة الفروق بين الصحفيين فيما يتعلق بنمط الملکية

– يتضح من الجدول رقم 34 ارتفاع نسبة الاتجاه السلبي للصحفيين العاملين فى الصحف الحزبية والخاصة تجاه الصحف القومية ، حيث أوضح ما يزيد عن نصف المبحوثين 52.2% فى الصحف الحزبية ، أنها لا تقوم بأي دور على الإطلاق مقابل 38.5% فى الصحف الخاصة ، وانخفضت تلک النسبة إلى 9.5% لدى الصحفيين فى الصحف القومية ، وفى حين دافع 33.4% من محرري الصحف القومية عن قيام صحفهم بدور قوى وفعال ، أکد 57.7% من محرري الصحف الخاصة قيامها بدور نسبى ومحدود ، مما يشير إلى ارتفاع نسبة عدم الرضا من محرري الصحف الحزبية والخاصة واعتقادهم الصارخ بأن الصحف القومية صحف ذات نزعة حکومية ودورها دفاعي وتبريري للسياسات التي تتخذها الحکومة فى معالجة القضايا القومية الهامة .

وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الصحفيين فى کل من الصحف القومية والحزبية والخاصة فيما يتعلق بتقييمهم لدور الصحف القومية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد ، حيث بلغت قيمة کا² 11.758 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.01 و بدرجة حرية 3 ، وهو ما يعنى وجود علاقة ذات دلالة بين نمط ملکية الصحيفة ورؤية المبحوثين .

دلالة الفروق بين الذکور والإناث

– وفقاً لنتائج الجدول رقم 35 اختلف تقييم الصحفيين لدور الصحف القومية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد عن تقييم الصحفيات ، حيث أکد 71.4% من الإناث أن الصحف القومية تقوم بدور نسبى ومحدود ، مقابل 48.2% للذکور ، وفى حين ارتفعت نسبة الذين قالوا أن الصحف القومية لا تقوم بأى دور على الإطلاق إلى 42.9% لدى الذکور ، بلغت نسبة الذين قالوا أنها تقوم بدور قوى و فعال 28.6% لدى الإناث ، وهو ما يعکس ارتفاع نسبة الاتجاهات الايجابية إلى حد ما لدى الإناث ، فى حين ترتفع نسبة الاتجاهات السلبية لدى الذکور .

-وتبين وجود فروق ذات دلالة بين الذکور والإناث فيما يتعلق بتقييمهم لدور الصحف القومية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد ، حيث بلغت قيمة کا² 10.503 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.005 ودرجة حرية 2

دلالة الفروق بين الکتاب والمحررين

– يوضح الجدول رقم 36 ارتفاع نسبة الاتجاهات السلبية لدى المحررين لدور الصحف القومية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد ، حيث أقر 43.5% أن الصحف القومية ليس لها أي دور على الإطلاق ، مقابل 16.7% فقط لدى الکتاب ، فى حين أعرب 25% من الکتاب أنها تقوم بدور قوى وفعال ، مقابل 6.5% فقط لدى المحررين ، مما يعکس ارتفاع نسبة الاتجاهات الايجابية لدى الکتاب قدامى الخبرة ،فى حين ترتفع نسبة الاتجاهات السلبية لدى المحررين حديثي الخبرة ، وهو ما يمکن تفسيره بتطلع شباب الصحفيين إلى توسيع هامش الحرية والتعددية فى الصحف القومية بما يواکب مقتضيات التعددية الحزبية والصحفية .

وبتطبيق اختبار کا2 تبين وجود فروق ذات دلالة بين الکتاب والمحررين فيما يتعلق بتقييمهم لدور الصحف القومية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد ، حيث بلغت قيمة کا² 7.702 و هي دالة عند مستوى معنوية 0.05 و بدرجة حرية 2

رؤية المبحوثين للدور الذي تقوم به الصحف الحزبية المعارضة فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد

– يتضح من نتائج الجدول رقم 37 ارتباط الدور الذي تقوم به الصحف الحزبية المعارضة فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد بالتوجهات السياسية والأيديولوجية للأحزاب الناطقة بلسانها ، حيث أکد 58.6% من المبحوثين أنها تقوم بدور نسبى ومحدود ، وهو ما يشير إلى ارتفاع نسبة عدم الرضا عن الدور الذي تقوم به الصحف الحزبية المعارضة فى ظل الرکود السياسي الذي أصاب الأحزاب علاوة على الانقسامات والانشقاقات الحزبية ، وفى حين ارتفعت نسبة الذين قالوا أنها تقوم بدور قوى وفعال إلى 34.3% ، انخفضت نسبة الذين قالوا ليس لها أى دور على الإطلاق إلى 7.1%

وهکذا يلاحظ اتساع حدود الدور الذي تقوم به الصحف الحزبية المعارضة بالمقارنة مع الصحف القومية ، والتى بلغت فيها نسبة الذين قالوا أنها تقوم بدور قوى وفعال 12.9% ، مقابل 34.3% قالوا لا تقوم بأي دور على الإطلاق .

دلالة الفروق بين الصحفيين فيما يتعلق بنمط الملکية

– يشير الجدول رقم 38 إلى تقارب النسب بين محرري الصحف القومية ومحرري الصحف الخاصة فيما يتعلق برؤيتهم لحدود الدور الذي تقوم به الصحف الحزبية المعارضة ، حيث اتفق غالبية الصحفيين فى الصحف القومية 76.2% مع غالبية الصحفيين فى الصحف الخاصة 65.4% على قيام الصحف الحزبية المعارضة بدور نسبى محدود فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد ، مما يعکس محدودية الدور الذي تقوم به الصحف الحزبية تجاه تلک المعالجة ، فى حين دافع 60.9% من محرري الصحف الحزبية المعارضة على قيام صحفهم بدور قوى وفعال ، مقابل 34.8% قالوا أنها تقوم بدور نسبى وفعال ، وهو ما يعکس ارتفاع نسبة الرضا النسبي عن الدور الذي تقوم به الصحف الحزبية بين العاملين فى تلک الصحف الأمر الذي يعکس ازدواجية الخطاب الصحفي المصري الذي أسفرت عنه الدراسة التحليلية .

وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود فروق دالة إحصائياً بين نمط ملکية الصحيفة ورؤية الصحفيين للدور الذي تقوم به الصحف الحزبية المعارضة فى معالجة قضايا الفقراء فى الصعيد ، حيث بلغت قيمة کا² 11.572 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.05 وبدرجة حرية 4

دلالة الفروق بين الذکور والإناث

– تشير نتائج الجدول رقم 39 إلى تقارب النسب بين الذکور والإناث فيما يتعلق بإدراکهم لحدود الدور الذي تقوم به الصحف الحزبية المعارضة فى معالجة قضايا الفقراء فى صعيد مصر ، حيث اتفقت غالبية الذکور 58.9% مع غالبية الإناث 57.1% على أن تلک الصحف تقوم بدور معالج نسبى ومحدود .

وتبين عدم وجود فروق دالة بين المجموعتين فيما يتعلق بإدراکهم للدور الذى تقوم به الصحف الحزبية المعارضة فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد ، حيث بلغت قيمة کا² 1.426 و هى غير دالة .

دلالة الفروق بين الکتاب والمحررين

– وفقاً لنتائج الجدول رقم 40 يتضح تقارب النسب بين الکتاب والمحررين فيما يتعلق بإدراکهم لحدود الدور الذي تقوم به الصحف الحزبية المعارضة فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد ، حيث اتفقت غالبية المحررين 63.1% مع غالبية الکتاب 50% على قيام تلک الصحف بدور نسبى ومحدود ، ولم يظهر اختبار کا² أي فروق دالة بين المجموعتين حيث بلغت قيمة کا² 1.111 وهى غير دالة

رؤية المبحوثين للدور الذى تقوم به الصحف الخاصة فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد

– يتضح من الجدول رقم 41 محدودية الدور الذي تقوم به الصحف الخاصة فى معالجة قضايا الفقر فى صعيد مصر ، حيث ارتفعت نسبة الذين قالوا أنها تقوم بدور نسبى ومحدود إلى 48.6%، مقابل 32.8% قالوا أنها لا تقوم بأي دور على الإطلاق ، 18.6% فقط اقروا أنها تقوم بدور قوى وفعال ، مما يعکس ارتباط هذا الدور بتوجهات رئيس التحرير المالک الفعلي للشرکة المساهمة ، فغالبا تميل إلى الإثارة لتحقيق الربح والصراع من أجل البقاء .

دلالة الفروق بين الصحفيين فيما يتعلق بنمط الملکية

– يتضح من الجدول رقم 42 الاتجاه السلبي للصحفيين العاملين فى الصحف القومية تجاه الصحف الخاصة ،حيث أوضح غالبية المبحوثين 95.2% أن تلک الصحف لا تقوم بأي دور على الإطلاق, مقابل 4.8% قالوا أنها تقوم بدور نسبى و محدود ، وفى حين ارتفعت نسبة الذين قالوا أنها تقوم بدور نسبى ومحدود إلى 73.9% لدى العاملين فى الصحف الحزبية ، مقابل 61.5% لدى العاملين فى الصحف الخاصة ، دافع 34.6% من محرري تلک الصحف عن قيام صحفهم بدور قوى وفعال ، وهو ما يعکس ارتفاع نسبة التقييم السلبي لدى محرري الصحف القومية ، فى حين يرتفع نسبة التقييم الايجابي المحدود لدى الصحف الحزبية و الخاصة

وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الصحفيين فى کل من الصحف القومية والحزبية والخاصة فيما يتعلق بتقييمهم لدور الصحف الخاصة فى معالجة قضايا الفقراء فى الصعيد ، حيث بلغت قيمة کا² 32.927 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.001 وبدرجة حرية 2 وهو ما يعنى وجود علاقة دالة بين نمط الملکية ورؤية المبحوثين

دلالة الفروق بين الذکور والإناث

– يوضح جدول رقم 43 تقارب النسب بين الذکور والإناث فى تقييمهم لدور الصحف الخاصة فى معالجة قضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر ، حيث أعرب 57.1% من الإناث ، 46.4% من الذکور قيام تلک الصحف بدور نسبى ومحدود ، ولم تظهر بينهما فروق جوهرية ، حيث بلغت قيمة کا² 3.044 و هى غير دالة

دلالة الفروق بين الکتاب والمحررين

– وفقاً لنتائج الجدول رقم 44 يتضح ارتفاع نسبة عدم رضا المحررين عن الدور الذى تقوم به الصحف الخاصة فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد ، حيث أعرب 43.5% أنها لا تقوم بأي دور على الإطلاق ، فى حين أوضح 66.7% من الکتاب أنها تقوم بدور نسبى ومحدود ، مقابل 39.1% للمحررين ، مما يعکس اتفاق الغالبية العظمى من الکتاب والمحررين على محدودية الدور الذي تقوم به الصحف الخاصة فى معالجة قضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر

وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود فروق دالة بين المجموعتين ، حيث بلغت قيمة کا² 7.169 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.05 وبدرجة حرية 2 وهو ما يعنى وجود علاقة دالة بين الموقع الوظيفي للمبحوثين ورؤيتهم لدور الصحف الخاصة فى معالجة قضايا الفقراء فى صعيد مصر

تقديرات المبحوثين للدور الذي تقوم به الصحف المصرية فى معالجة قضايا الفقراء فى الصعيد

– وفقاً لنتائج الجدول رقم 45 الذي تضمن تقديرات المبحوثين لدرجة الدور الذى تقوم به الصحف المصرية فى معالجة قضايا الفقر فى صعيد مصر وفق الأوزان النسبية للتکرارات ، جاءت الصحف الحزبية فى المقدمة من حيث درجة معالجاتها لتلک القضايا ، حيث سجلت وزناً نسبياً يبلغ 215 وهى درجة مرتفعة للمعالجة ، مما يعکس أهمية دور الصحف الحزبية فى البحث والتنقيب وکشف أوجه الخلل فى القضايا القومية التى تهم الرأى العام وضرورة توفير الدعم لها للتغلب على مشکلاتها الاقتصادية حتى تنهض بالمسئوليات المنوطة بها ، وجاءت الصحف الخاصة فى الترتيب الثانى بدرجة معالجة متوسطة ، حيث سجلت وزناً نسبياً يبلغ 142 ، وهو ما يعکس اتساع هامش التعددية فى الصحف الخاصة وسعيها لتنشيط دورها کصحف مستقلة عن الحکومة لمواکبة مقتضيات التعددية السياسية والصحفية ، وتراجعت الصحف القومية إلى الترتيب الثالث بدرجة معالجة ضعيفة مسجلة 112 ، وهو ما يمکن تفسيره بوضعية العلاقة التى تربطها بالسلطة السياسية وحساسية تعرضها لمثل هذه القضايا

– ويوضح الجدول رقم 46 درجة الدور الذي تقوم به کل صحيفة من الصحف التى خضعت للتحليل فى معالجاتها لقضايا الفقر فى الصعيد وفق مقياس متدرج يبدأ من صفر إلى 10 ، بحيث تعبر الاستجابات من صفر إلى 3 عن درجة فعالية منخفضة ، والاستجابات من 4-6 عن درجة فعالية متوسطة ، والاستجابات من 7-10 عن درجة فعالية مرتفعة ، وبحساب إجمالى التکرارات وضربها فى درجات الفعالية ، تأتى الدرجات على النحو التالي :

  • درجة الفعالية المرتفعة 420 فأکثر
  • درجة الفعالية المتوسطة وتتراوح ما بين 240 – 419
  • درجة الفعالية المنخفضة وهى 239

ومن بين ست صحف خضعت للتحليل والتقييم تم قياس درجة فعاليتها ، جاءت صحيفة الوفد فى الترتيب الأول بدرجة فعالية مرتفعة مسجلة 435 ، وهو ما يعکس الدور الرقابى للجريدة ، واعتماد حزب الوفد على جريدته کوسيلة لتأکيد الوجود السياسى على الساحة الحزبية ، وجاءت جريدة المصري اليوم في الترتيب الثاني 395 بدرجة فعالية متوسطة ، تلتها جريدة الدستور 316 بدرجة فعالية متوسطة ، ثم جريدة الأحرار304 بدرجة فعالية متوسطة ، وجاءت الصحف القومية بدرجة فعالية منخفضة مسجلة الأهرام 212 ، والأخبار 203 ، وهو ما يؤکد أن هامش التعددية في الصحف القومية محکوما بالتوجه العام للسلطة السياسية .

 ويمکننا أن نستخلص الاستنتاجات والاستدلالات التالية فيما يتعلق بتقييم الصحفيين للدور الذي تقوم به الصحف المصرية في معالجة قضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر :

1-أکدت النتائج محدودية الدور الذي تقوم به الصحف القومية في معالجة قضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر ، وهو ما يمکن تفسيره بطبيعة العلاقة الراهنة بين الصحف القومية والسلطة السياسية وارتباط هامش التعددية والنقد في هذه الصحف بالظروف والملابسات السياسية ومدى تسامح السلطة .

2-أکدت النتائج ارتفاع نسبة التقييم السلبي للصحفيين العاملين في الصحف الحزبية والخاصة تجاه الصحف القومية لمعالجة قضايا الفقر في الصعيد .

وتبين وجود علاقة ذات دلالة بين إدراک الصحفيين لحدود الدور الذي تقوم به الصحف القومية في معالجة قضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر وکل من المتغيرات التالية : نمط الملکية ، النوع ، الموقع الوظيفي .

3-أکدت النتائج اتساع حدود الدور الذي تقوم به الصحف الحزبية المعارضة في معالجة قضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر مقارنة بالصحف القومية ، إلا أن المؤشرات تتجه إلى عم الرضا عن هذا الدور لتلک الصحف من جانب محرري الصحف القومية والخاصة ، مما يعکس عمق الرکود السياسي الذي أصاب الأحزاب فضلاً عن الانقسامات والانشقاقات الحزبية وانعکاس ذلک على صحفها .

کما تبين وجود علاقة ذات دلالة بين إدراک الصحفيين لحدود الدور الذي تقوم به الصحف الحزبية في معالجة قضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر ونمط ملکية الصحيفة ، في حين لم تثبت وجود علاقة ذات دلالة فيما يتعلق بمتغيري النوع ، والموقع الوظيفي .

4-أکدت النتائج محدودية الدور الذي تقوم به الصحف الخاصة في معالجة قضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر ، وهو ما يعکس ارتباط هذا الدور بالتدخلات السياسية والمالية ، وتوجهات رئيس التحرير المالک الفعلي للشرکة المساهمة .

5-عکست النتائج ارتفاع نسبة التقييم السلبي للصحفيين العاملين في الصحف الخاصة تجاه الصحف القومية في معالجة قضايا الفقر في الصعيد .

  کما تبين وجود علاقة ذات دلالة بين إدراک الصحفيين لحدود الدور الذي تقوم به الصحف الخاصة في معالجة قضايا الفقر في الصعيد ومتغيري نمط الملکية ، والموقع الوظيفي ، في حين لم تثبت وجود علاقة ذات دلالة فيما يتعلق بالنوع .

6-سجلت الصحف الحزبية المعارضة أعلى درجة فعالية حسب تقديرات المبحوثين لدرجة فعالية الدور الذي تقوم به الصحف المصرية في معالجة قضايا الفقر في صعيد مصر ، وهو ما يشير إلى مساهمة تلک الصحف في مراقبة برامج وسياسات الحکومة وتعدد الحملات الصحفية التي تشنها الصحف الحزبية على أرض الواقع ، يليها في الدور الصحف الخاصة ، وأخيراً الصحف القومية .

وجاءت جريدة الوفد في الترتيب الأول من حيث قيامها بدور ايجابي وفعال في معالجة قضايا الفقر في الصعيد ، وهو ما يشير إلى اتساع هامش التعدد والنقد في تلک الصحيفة ، واعتماد حزب الوفد على صحيفته کأداة لتأکيد التواجد السياسي على الساحة الحزبية ، يليها في الدرجة جريدة المصري اليوم .

رابعاً إدراک المبحوثين لأهم الشرائح والقضايا والخدمات التي تنال اهتمامهم

رؤية المبحوثين حول الشرائح التى تحظى باهتمام أکبر من قبل القائم بالاتصال

– وفقاً لنتائج الجدول رقم 47 يتضح أن العمال نالوا أکبر قدر من الاهتمام وفق رؤية المبحوثين، حيث سجلوا 57.1% ، يليهم سکان العشوائيات 45.7% ، وهو ما يقترب إلى حد ما مع نتائج الدراسة التحليلية بعينتيها العشوائية والعمدية ، والتي سجل فيها أصحاب الضمان الاجتماعي أعلى معدل بروز 40.1% ، يليهم سکان العشوائيات 26.5% ، ثم العمال 22.8% فى العينة العشوائية، فى حين سجل سکان العشوائيات أعلى معدل بروز 28.5% يليهم أصحاب الضمان الاجتماعي 23.9% ، ثم العمال 18% فى العينة العمدية وجاء أطفال الشوارع فى المرکز الثالث بنسبة 32.9% ، وتراجع أصحاب الضمان الاجتماعي إلى المرکز الرابع 21.4% ، والفلاحين 17.1% وأخيراً عمالة الأطفال 14.3% .

وتعکس تلک النتائج التقارب بين ما هو واقع فى الدراسة التحليلية ، ورؤية الصحفيين الذين يقومون بتحرير هذا المضمون فى الصحف ، وطبقا لتلک النتائج سواء التحليلية أو الميدانية نالت شرائح أصحاب الضمان الاجتماعي وسکان العشوائيات والعمال أکبر الفئات معالجة من قبل الصحافة المصرية ، يضاف إليهم أطفال الشوارع وفق رؤية المبحوثين والذين لم يکن لهم معدل بارز فى الدراسة التحليلية .

رؤية المبحوثين فيما يتعلق بأولويات الخدمات التى تحظى باهتمام من قبل القائم بالاتصال

– يوضح الجدول رقم 48 أن افتقار منازل الفقراء فى صعيد مصر للمياه والکهرباء هى أولى الخدمات التى تحظى باهتمام الصحفيين ، حيث ارتفعت نسبتهم إلى 58.6% ، وهو ما يتفق تماماً مع نتائج الدراسة التحليلية بعينتيها العشوائية والعمدية باحتلال تلک الخدمة الترتيب الأول فى العينتين ، وجاءت الخدمات الصحية فى الترتيب الثاني بنسبة 54.3% وهو ما يعکس تزايد الاهتمام بالخدمات الصحية فى ظل انتشار الأمراض والأوبئة مثل أمراض الکبد والبلهارسيا ، ثم الخدمات التعليمية 31.4% ، وتوفير السلع الاستهلاکية 28.6% ، واحتياجات الأسر الفقيرة إلى الإيواء 21.4% ، وتراجع خدمات الصرف الصحي إلى 18.6% والذى احتل المرکز الثاني فى الدراسة التحليلية بعينتيها العشوائية والعمدية ، وأخيراً الخدمات الثقافية 8.6% .


القضايا التى تحظى باهتمام أکبر من قبل القائم بالاتصال

– وفقاً لنتائج الجدول رقم 49 تصدر ارتفاع الأسعار أولويات القضايا التى تحظى باهتمام الصحفيين, حيث ارتفعت نسبتها إلى 70% ، وهو ما يتفق مع نتائج الدراسة التحليلية التى احتلت فيها ارتفاع الأسعار أولويات قضايا البعد الاقتصادى للفقر ، وجاءت البطالة فى الترتيب الثانى بنسبة 51.4% واحتلت تلک القضية أولويات قضايا البعد الاجتماعى للفقر فى الدراسة التحليلية ، وجاءت قضية انتشار الأمراض فى الترتيب الثالث بنسبة 44.3% ، ثم العنف 30% ، وانخفاض الدخل 20% ،والتحرش والزنا 15.7% ،والسرقة 14.3%، وأخيراً تعاطى المخدرات 12.9% .

وتعکس تلک النتائج التقارب من حيث المبدأ فى تصدر قضيتي ارتفاع الأسعار ،والبطالة اهتمامات المبحوثين فى الصحافة المصرية مع ما أسفرت عنه نتائج الدراسة التحليلية باحتلال تلک القضيتين أولويات اهتمام الصحف المصرية .

 ويمکننا أن نستخلص الاستنتاجات والاستدلالات التالية فيما يتعلق بإدراک المبحوثين للشرائح والقضايا التي تحظى باهتمامهم :

1-نالت شرائح أصحاب الضمان الاجتماعي وسکان العشوائيات والعمال اهتمام القائمين بالاتصال في معالجاتهم لفئات وشرائح المجتمع الصعيدي عند معالجاتهم لقضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر ، وهو ما يعکس عمق وکثافة تلک الفئات في الصعيد .

2-کما عکست النتائج أن احتياج منازل الفقراء في صعيد مصر إلى المياه والکهرباء تأتى في مقدمة اهتمامات المبحوثين عند معالجاتهم لقضايا الفقر في الصعيد ، وهو ما يشير إلى تزايد اهتمام الصحفيين بضرورة توفير المياه والکهرباء لمنازل الصعيد بدلاً من الاعتماد على الإضاءة الصناعية .

3-أوضحت النتائج تصدر قضيتي البطالة وارتفاع الأسعار مقدمة اهتمامات المبحوثين عند معالجاتهم لأنواع القضايا التي يعانى منها فقراء صعيد مصر ، وهو ما يعکس شدة وعمق هاذين البعدين وتأثيرهما المباشر وغير المباشر لشرائح الفئات الفقيرة في الصعيد وما تسبباه من آثار اجتماعية ونفسية مثل البلطجة والسرقة والعنف والإحباط والخداع .

خامساً إدراک المبحوثين للبرامج والسياسات الحکومية لمکافحة قضايا الفقر فى الصعيد

– يتضح من الجدول رقم 50 ارتفاع نسبة عدم الرضا لدى الصحفيين عن البرامج والسياسات التى تتبناها حکومة الوطنى لمعالجة قضايا الفقر فى صعيد مصر ، حيث أعرب 61.4% رفضهم الصريح بعدم کفاية تلک البرامج والسياسات ، مقابل 22.9% قالوا إلى حد ما ، 15.7% فقط اقروا بأنها کافية ، مما يعکس ارتفاع نسبة عدم الرضا من الصحفيين بوجه عام عن تلک البرامج والسياسات ، وأن بوسع الحکومة أن تتبنى برامج أکثر ايجابية وأکثر واقعية وأن تدخل حيز التنفيذ على أرض الواقع


دلالة الفروق بين الصحفيين فيما يتعلق بنمط الملکية

– يوضح الجدول رقم 51 ارتفاع نسبة عدم الرضا عن تلک البرامج والسياسات لدى المبحوثين فى الصحف الحزبية والخاصة ، حيث أعرب 87% من العاملين فى الصحف الحزبية ، و80.8% فى الصحف الخاصة رفضهم الصريح عن عدم کفاية تلک البرامج والسياسات ، مقابل 9.5% فقط فى الصحف القومية ، وهو ما يعکس هيمنة الأحزاب ورؤساء تحرير الصحف فى ممارسة الضغط على القائم بالاتصال فى الصحف الحزبية والخاصة ، الأمر الذى يؤدى إلى الإخلال بمبدأ الدقة والموضوعية فى التناول والمعالجة ، وفى حين أقر 42.9% من العاملين فى الصحف القومية بأنها کافية ، انخفضت النسبة إلى 4.3% لدى العاملين فى الصحف الحزبية ، و3.8% لدى العاملين فى الصحف الخاصة ، مما يعکس ازدواجية الخطاب الصحفي المصري الذي أسفرت عنه نتائج الدراسة التحليلية .

وبشکل عام تتجه الصحف فى معالجة قضايا الفقر فى صعيد مصر وجهتين متعارضتين ، صحف قومية يحکمها توجه عام يسعى إلى التأييد والمساندة ، وصحف حزبية وخاصة يحکمها توجه عام يسعى إلى النقد والتشکيک فى سلامة ما يتخذ من إجراءات وقرارات ، وفى کل التوجهين يسود الغموض معالجات تلک الصحف للقضايا والمشکلات القومية الهامة. وتبين وجود فروق جوهرية دالة بين المجموعات الثلاث فيما يتعلق بإدراکهم للبرامج والسياسات التى تتخذها الحکومة فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد ، حيث بلغت قيمة کا² 35.587 و هى دالة عند مستوى معنوية 0.001 و بدرجة حرية 4

دلالة الفروق بين الذکور والإناث

– يتضح من الجدول رقم 52 ارتفاع نسبة عدم الرضا لدى الذکور عن البرامج والسياسات التى تتخذها حکومة الوطني لمعالجة قضايا الفقر فى الصعيد ، حيث أعرب 71.4% من الذکور عدم کفاية تلک البرامج والسياسات، مقابل 16.1% قالوا کافية إلى حد ما ، و12.5% فقط أقروا أنها کافية ، فى حين أقر نصف عينة الإناث 50% بأنها کافية إلى حد ما ، مقابل 21.4% قالوا ليست کافية ، و28.6% قالوا کافية ، وهو ما يعکس تتطلع الصحفيين الذکور لتفعيل دور البرامج والسياسات الحکومية لتواکب حجم الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية للفقر

وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين فيما يتعلق بإدراکهم بمدى کفاية البرامج والسياسات الحکومية ، حيث بلغت قيمة کا² 12.04 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.01 وبدرجة حرية 2 وهو ما يعنى وجود علاقة دالة بين النوع ورؤية المبحوثين للبرامج والسياسات الحکومية .

دلالة الفروق بين الکتاب والمحررين

– وفقاً لنتائج الجدول رقم 53 يتضح ارتفاع نسبة عدم الرضا لدى المحررين عن البرامج والسياسات التى تتخذها الحکومة لمواجهة قضايا الفقراء فى الصعيد ، حيث أقر 71.7% أنها غير کافية على الإطلاق ، مقابل 17.4% قالوا کافية إلى حد ما ، 10.9% فقط أقروا بأنها کافية ، فى حين أعرب 25% من الکتاب بأنها کافية ، مقابل 33.3% قالوا کافية إلى حد ما ، و 41.7% أقروا أنها ليست کافية ، الأمر الذى يشير إلى ارتفاع نسبة الاتجاهات الايجابية إلى حد ما لدى قدامى الخبرة ، فى حين ترتفع نسبة الاتجاهات السلبية لدى حديثي الخبرة ، وهو ما يمکن تفسيره بتطلع شباب الصحفيين إلى توسيع فعالية البرامج بما يواکب حجم المشکلة وکثافتها .

وتبين وجود فروق دالة إحصائياً بين الصحفيين حسب الموقع الوظيفى فيما يتعلق بإدراکهم للبرامج والسياسات التى تتخذها الحکومة فى معالجة قضايا الفقراء فى الصعيد ، حيث بلغت قيمة کا² 6.079 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.05 و بدرجة حرية 2 .

 ويمکننا أن نستخلص الاستنتاج التالي فيما يتعلق بإدراک المبحوثين للبرامج والسياسات الحکومية لمکافحة قضايا الفقر في الصعيد :

- تأييد غالبية المبحوثين على عدم کفاية البرامج والسياسات التى تتخذها الحکومة لمعالجة قضايا الفقر في صعيد مصر ، مما يعکس ارتفاع نسبة عدم الرضا من جانب الصحفيين بوجه عام عن تلک البرامج والسياسات وبإمکانها أن تتبنى برامج أکثر واقعية ودخولها موضع التنفيذ.

  کما تبين وجو علاقة ذات دلالة بين إدراک الصحفيين للبرامج والسياسات الحکومية لمکافحة قضايا الفقر في الصعيد ومتغيرات نمط الملکية ، والنوع ، والموقع الوظيفي

سادساً مقترحات الصحفيين بشأن تفعيل دور البرامج والسياسات الحکومية

– وفقاً لنتائج الجدول رقم 54 يتضح أن الابتعاد عن التقليدية ودخول تلک البرامج حيز التنفيذ يأتي فى مقدمة مقترحات المبحوثين بشأن تفعيل دور تلک البرامج والسياسات ، حيث ارتفعت نسبتها إلى 48.6% وهو ما يعکس ارتفاع نسبة فقدان الثقة بين القائم بالاتصال فى الصحافة المصرية ، وما يتخذ من إجراءات وسياسات حکومية لمکافحة قضايا الفقر والفقراء فى الصعيد ، وجاء تدعيم دور منظمات المجتمع المدني لتعمل بشکل موسع وفعال فى الصعيد فى الترتيب الثاني 31.4% ، ثم القضاء على مرکزية القاهرة وتخصيص کتلة استثمارية لمحافظات الصعيد 27.1% ، والإعلان عن مشروع قومي لتنمية الصعيد يتم تنفيذه وفق برنامج زمني 24.3% ، ومناقشة القضايا من خلال مسئولين يتميزون بالأمانة بعيداً عن ضوضاء الإعلام والتلاعب بآلام الجماهير 20% ، وخلق نوع من المشارکة المجتمعية فى معالجة الفقر فى الصعيد 11.4% ، وفرض ضرائب جديدة على الشرائح مرتفعة الدخل 8.6% ، وأخيراً زيادة جرعات الوعي لدى المواطن لاستيعاب تلک البرامج والسياسات 5.7% .

 

سابعاً مقترحات الصحفيين بشأن تفعيل دور الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد

– يتضح من الجدول رقم 55 أن القيام بتفجير وکشف کل أنواع القصور الموجودة فى الصعيد والتى تؤدى إلى مزيد من الفقر تأتى فى مقدمة مقترحات الصحفيين لتفعيل دور الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقراء فى الصعيد ، حيث ارتفعت نسبتها إلى 30% ، وهو ما يعکس أهمية دور الصحف الحزبية والخاصة فى ممارسة دورها لکشف أوجه الخلل والخلافات بعيداً عن التيارات الحزبية وتصفية الخلافات فى إطار محدودية هامش التعددية التى تتيحه الصحف القومية لمختلف التيارات السياسية فى ظل العلاقة الراهنة التى تربطها بالتوجهات السياسية للسلطة السياسية .

ويأتى الاهتمام من جانب المسئولين فى إمداد الصحفيين بالمعلومات الصحيحة مع وجود شفافية فى مناقشة وعلاج القضايا التى تواجهها ، وإنشاء مراکز تهتم بالدراسات حول الفقر فى الصعيد لتسهيل مهمة الصحفى فى الترتيب الثانى بنسبة 24.3% لکل منهما ، ثم قيام الصحف بزيارات ميدانية لکى ترصد صورة حية عن الواقع 22.3% ، وتبنى حملات صحفية لمواجهة تلک الظاهرة 12.9% ، والسماح بإصدار الصحف الأقليمية دون قيد أو شرط ، وتخصيص صفحات ثابتة لمحافظات الصعيد تحت عنوان "الوطن المنسى" بنسبة 8.6% لکل منهما ، والاهتمام بالمشروعات المعطلة فى الصعيد 7.1% ، وفرد ملفات بصفة دورية من جانب الصحف مخصصة لدراسات الفقر فى الصعيد 5.7% ، وتبنى نقابة الصحفيين هذا الملف 4.3% ، وأخيراً رفع القيود المفروضة على أداء الصحفى لعمله 2.9%

وتعکس تلک المقترحات مسئوليات تقع على عاتق الصحف تتمثل فى قيامها بحملات صحفية مکثفة لرصد صورة حية عن الواقع وتخصيص صفحات ثابتة عن محافظات الصعيد تعالج مشکلاته ، وتبنى نقابة الصحفيين هذا الملف وتشجيع الصحف للاهتمام به

کما تعکس تلک المقترحات مسئوليات تقع على عاتق الحکومة تتمثل في توفير المعلومات الکافية والصحيحة مع السماح بمناقشة القضايا بشفافية ، والسماح بإصدار الصحف الإقليمية دون قيد أو شرط ، ورفع القيود المفروضة على أداء الصحفي للقيام بعمله على أکمل وجه ، مع إنشاء مراکز متخصصة تهتم بالدراسات المتعلقة بالفقر فى الصعيد

 - نخلص مما سبق إلى التباين الواضح بين ما أسفرت عنه نتائج الدراسة التحليلية وبين رؤى واتجاهات الصحفيين للدور الذي تقوم به الصحافة المصرية في معالجة قضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر ، حيث احتلت الصحف القومية المقدمة في الدراسة التحليلية ، في حين احتلت الصحف الحزبية المقدمة ، وتراجعت الصحف القومية إلى المرکز الأخير حسب تقديرات المبحوثين لدور الصحف القومية والحزبية والخاصة ، وهو ما يمکن تفسيره بترکيز الصحف القومية على حجم وکم المعلومات بينما تعنى تقديرات الصحفيين لدرجة الايجابية والفعالية وإلقاء المزيد من الخلفيات المرتبطة بالقضية ، کما تبين وجود تباين واضح بين رؤى وتقييم واتجاهات الصحفيين لصحف الدراسة ، حيث احتلت الوفد المرتبة الأولى من حيث درجة فعاليتها للدور الذي تقوم به في معالجة قضايا الفقراء في الصعيد حسب تقديرات الصحفيين ، في حين احتلت الأهرام المرتبة الأولى من حيث حجم وکم المعلومات المنشورة عن قضايا الفقر في الصعيد .

- في حين تتوافق رؤى واتجاهات الصحفيين مع ما أسفرت عنه نتائج الدراسة التحليلية في ضعف وتدنى المضمون المنشور عن قضايا الفقر والفقراء في صعيد مصر مما يعکس قصور في معالجة الصحافة المصرية لتلک الشريحة من فئات المجتمع المصري والترکيز على الأجندة السياسية والفنية والرياضية ، کما تتوافق الاتجاهات مع ما أسفرت عنه نتائج الدراسة التحليلية في أن سکان العشوائيات والفقراء والمهمشون وأصحاب المعاشات حازوا بأعلى معدل بروز في الدراستين مما يعکس اهتمام الصحف والصحفيين بتلک الشرائح التي تمثل نسبة کبيرة من الفقراء في صعيد مصر ، کما تتوافق رؤى واتجاهات الصحفيين مع ما أسفرت عنه نتائج الدراسة التحليلية في أن قضيتي البطالة وارتفاع الأسعار حازتا باهتمامات الصحف والصحفيين عند معالجاتهم لقضايا الفقر في الصعيد ، وهو ما يعکس تأثير هاتين القضيتين على الفئات الفقيرة والمهمشة في صعيد مصر وما ينتج عنهما من أثار اجتماعية ونفسية على أفراد تلک الشرائح والفئات

نتائج اختبار صحة فروض الدراسة

أولاً نتائج اختبار صحة فروض الدراسة التحليلية

1– الفرض الأول : توجد علاقة دالة بين نمط ملکية الصحيفة وحجم الاهتمام بالمضمون الصحفي من حيث الکم والشکل والموقع .

أوضحت نتائج الدراسة صحة هذا الفرض من حيث الموقع ، حيث تقدمت الصحف الحزبية والقومية فيما يتعلق بحجم المضمون المنشور فى الصفحة الأولى ، وسجلت الوفد أعلى معدل بروز ، تلتها جريدة الأحرار ، ثم الأخبار ،والأهرام ، فى حين تراجع هذا المعدل فى جريدتى المصري اليوم والدستور وذلک فى العينة العشوائية ، والتنوع فى الشکل من حيث استخدام الفنون التحريرية فى العينة العمدية ، حيث يتزايد الاهتمام بالخبر فى الصحف القومية ، فى حين يتزايد الاهتمام بالتحقيق والتقرير فى الصحف الحزبية والخاصة .

ولم تثبت صحة هذا الفرض فى شکل المضمون ، وإن کانت المعدلات تتجه إلى اهتمام الصحف القومية بالخبر ، وتزايد اهتمام الصحف الحزبية والخاصة بالتحقيق والتقرير فى العينة العشوائية ، وحجم المضمون المنشور فى الصفحة الأولى فى العينة العمدية ، وإن کانت المعدلات تتجه إلى زيادة المضمون المنشور فى الصفحة الأولى فى الصحف القومية عن معدلاتها فى العينة العشوائية.

2– الفرض الثاني : توجد علاقة ذات دلالة بين نمط ملکية الصحيفة واتجاه المعالجة الصحفية أوضحت نتائج الدراسة صحة هذا الفرض فى العينتين العشوائية والعمدية ، حيث رکزت الصحف القومية على الأبعاد الايجابية لقضايا الفقر فى الصعيد ، فأبرزت الملامح الايجابية تدعيماً للاستقرار والوضع الراهن ، فى حين رکزت الصحف الحزبية والخاصة على الأبعاد السلبية استثارة لعدم الرضا ودعوة للتغيير

3– الفرض الثالث : يزداد التکثيف الإعلامي لمشکلة الفقر فى الصحافة المصرية کلما زاد الاهتمام الحکومي بمعالجة القضية .

أوضحت نتائج الدراسة صحة هذا الفرض ، حيث تزايد حجم المضمون الصحفي المنشور عن تلک القضايا من 272 مادة صحفية فى العينة العشوائية إلى 439 في العينة العمدية التي شهدت اهتمام حکومي ، وتقدمت الصحف القومية ، مسجلة الأهرام 92 مادة ، تليها الأخبار 85 مادة ، ثم الدستور 74 مادة ، والمصري اليوم 69 مادة ، في حين تراجعت الصحف الحزبية إلى 62 مادة لجريدة الوفد ، 57 مادة لجريدة الأحرار

ثانياً نتائج اختبار صحة فروض الدراسة الميدانية

1– الفرض الأول : توجد فروق ذات دلالة بين الصحفيين فى کل من الصحف القومية والحزبية والخاصة فيما يتعلق برؤيتهم لدور الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر .

أوضحت نتائج الدراسة صحة هذا الفرض فيما يتعلق برؤيتهم لحدود الدور الذى تقوم به الصحف المصرية فى تلک المعالجة ، وتقييمهم لدور الصحف القومية والحزبية والخاصة فى هذا الشأن ، وإدراکهم للبرامج والسياسات الحکومية .

ولم تثبت صحة هذا الفرض فيما يتعلق برؤيتهم للعوامل المؤثرة على معالجة الصحف لتلک القضايا .

2– الفرض الثاني : توجد فروق ذات دلالة بين الصحفيين والصحفيات فيما يتعلق برؤيتهم للدور الذي تقوم به الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر .

أوضحت نتائج الدراسة صحة هذا الفرض فيما يتعلق بتقييمهم لدور الصحف القومية فى معالجة تلک القضايا ، وإدراکهم للبرامج والسياسات الحکومية .

ولم تثبت صحة هذا الفرض فيما يتعلق برؤيتهم لحدود الدور الذى تقوم به الصحافة المصرية ، ورؤيتهم للعوامل المؤثرة على معالجة الصحف لتلک القضايا ، وتقييمهم لدور الصحف الحزبية المعارضة و الخاصة .

3– الفرض الثالث : توجد فروق ذات دلالة بين الکتاب والمحررين فيما يتعلق برؤيتهم للدور الذي تقوم الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر .

أوضحت نتائج الدراسة صحة هذا الفرض فيما يتعلق برؤيتهم للعوامل المؤثرة على معالجة الصحف لتلک القضايا ، وتقييمهم لدور الصحف القومية والخاصة ، وإدراکهم للبرامج والسياسات الحکومية .

ولم تثبت صحة هذا الفرض فيما يتعلق برؤيتهم لحدود الدور الذى تقوم به الصحف المصرية فى تلک المعالجة ، و تقييمهم لدور الصحف الحزبية المعارضة .

الخاتمة

استهدفت الدراسة رصد وتحليل دور الصحافة المصرية فى معالجة قضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر ، ومقاييس اهتمام تلک الصحف بهذه القضايا واتجاهاتهم نحو تلک المعالجة ، ومسح اتجاهات الصحفيين نحو تقييمهم لدور الصحف القومية والحزبية والخاصة ، والعوامل المؤثرة على تلک المعالجة ، وإدراکهم للبرامج والسياسات الحکومية فى مکافحة الفقر ، مع وضع رؤية مستقبلية لتفعيل دور تلک البرامج ودور الصحافة فى معالجة قضايا الفقر فى الصعيد .

وإذا کانت هذه الدراسة قد رکزت على قضية تهم کافة الفئات الفقيرة فى صعيد مصر ، فإن الحاجة تتزايد لإجراء دراسات جديدة تتعلق بقضايا أخرى يعانى منها المجتمع المصري عامة وصعيد مصر خاصة مثل قضايا البطالة والأمية وارتفاع الأسعار ، والعنف ، وانتشار الجريمة .

  • · وخلصت الدراسة إلى ضعف المضمون الصحفي المنشور عن قضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر فى الصحف المصرية بوجه عام رغم الجهود الحکومية المبذولة لتحسين أوضاع القرى الأکثر فقراً ، وإن ما نشر خلال فترة الدراسة لا يتناسب مع کثافة وعمق القضية .
  • · کشفت نتائج الدراسة تبنى الصحف القومية للأجندة الرسمية التى توازن بين الإصلاح والتطوير من ناحية والاستقرار والأمن من ناحية أخرى ، فى حين أبرزت الصحف الحزبية والخاصة أجندات بديلة تلتقى عند أولوية التغيير والإصلاح السياسى الشامل وتعکس فى الوقت نفسه رؤى بعض الأحزاب والقوى السياسية ، الأمر الذى أحرز معالجة شبه رسمية ترکز على الأبعاد الايجابية فى الصحف القومية ، ومعالجة تفسيرية وإنتقادية ترکز على الأبعاد السلبية تميل إلى أدلجة الأحداث فى الاتجاه الذى يخدم مصالح الصحف الحزبية والخاصة .
  • · يزداد التکثيف الإعلامى لقضايا الفقر فى الصعيد کلما زاد الاهتمام الحکومى بعلاج تلک القضايا ، وهو ما يعکس ارتباط المعالجة الصحفية لقضية الفقراء فى صعيد مصر بأحداث ذو وقائع آنية تنتهى بانتهاء الحدث .
  • · عکست النتائج أنه بالرغم من تراجع الصحف المصرية فى معالجاتها لقضايا الفقر فى الصعيد بتوفير خلفية الأحداث التى تساعد الجمهور على تکوين الآراء والأحکام فى مختلف القضايا والترکيز على کم المعلومات ، إلا أنها تبنت أهدافاً وسمات فى المعالجة فى محاولة الانتقال من منظومة جذب الاهتمام إلى منظومة تبنى رأى أو موقف واضح يقوم على وفرة من مواد الشرح والتفسير .
  • · تراجع مؤشرات المشارکة المجتمعية فى معالجة قضايا الفقر فى صعيد مصر ، حيث جاءت المعدلات متدنية وخاصة من مؤسسات المجتمع المدنى ورجال الأعمال وأعضاء المجالس النيابية، الأمر الذى يهيئ المناخ لتفاقم المشکلة فى المستقبل إذا ظل الحال على ما هو عليه .
  • · أظهرت نتائج الدراسة محدودية الدور الذى تقوم به الصحف القومية فى معالجة قضايا الفقر فى صعيد مصر حسب تقديرات المبحوثين وفق الأوزان النسبية للتکرارات ، مما يعکس ارتباط هامش التعددية فى تلک الصحف بالظروف والملابسات السياسية وقدر التسامح السياسى الذى تبديه السلطة السياسية .
  • · عکست النتائج اتساع حدود الدور الذى تقوم به الصحف الحزبية المعارضة نسبياً فى معالجة قضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر حسب تقديرات المبحوثين وفق الأوزان النسبية للتکرارات ، مما يشير إلى اتساع هامش التنوع فى الصحف الحزبية وسعيها إلى کشف ملف الفقراء فى صعيد مصر ، وتوسيع دائرة الحوار حول مختلف القضايا ، غير أن ارتباط هذا الدور فى تلک الصحف بالتوجهات السياسية والأيديولوجية للأحزاب قلل من درجة فعاليتها، فجنحت فى أغلب الأحيان إلى المبالغة وتصفية الحسابات الشخصية ، فکانت السمة الغالبة للممارسة الصحفية فى تلک الصحف هى الترکيز على جوانب القصور فقط فى السياسات والبرامج الحکومية مما يفقدها جانب من الموضوعية فى معالجاتها للقضايا المختلفة .
  • · خلصت النتائج إلى محدودية الدور الذى تقوم به الصحف الخاصة فى معالجة قضايا الفقر والفقراء فى صعيد مصر حسب تقديرات المبحوثين ، مما يعکس ارتباط هذا الدور فى تلک الصحف بتوجهات رئيس التحرير المالک الفعلى للشرکة المساهمة الصحفية ، والسعى وراء الإثارة للصراع من أجل البقاء .
  • · اتفقت أراء المبحوثين مع ما اسفرت عنه نتائج الدراسة التحليلية فى أن قضيتى ارتفاع الأسعار والبطالة نالتا اهتمامات الصحف المصرية وهو ما يشير إلى عمق القضيتين وتأثيرهما المباشر وغير المباشر على الأسر الفقيرة فى صعيد مصر .

عکست نتائج الدراسة ارتفاع نسبة عدم رضا المبحوثين عن البرامج والسياسات التى تتخذها حکومة الوطنى فى مکافحة قضايا الفقر فى الصعيد ، وأن بوسع الحکومة أن تتبنى برامج أکثر ايجابية وأکثر واقعية وتدخل حيز التنفيذ . 

هوامش الدراسة
1- أنعام عبد الجواد ، سياسات مواجهة فقر المرأة الريفية " المشروعات الصغيرة نموذجا " ، المؤتمر السنوي العاشر 26-29 مايو 2008 " السياسة الاجتماعية وتحقيق العدالة الاجتماعية " ( القاهرة : المرکز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ،2008 ) ص 333
2- Egypt , Achieving the millennium. Development goals successes challenges of planning 2005 , P. 10 .
3- هبة الليثى ، القضاء على الفقر " الحد من الفقر " مؤتمر المرأة المصرية والأهداف التنموية للألفية للجنة الاقتصادية" متاح على موقع http://www.ncwegypt.com/arabic/..../4th/conf_economic
4- حميد وش على ، برابح محمد ، الملتقى الدولى حول الفقر وطرق محاربته ، مداخلة بعنوان "الفقر و آليات محاربته" متاح على موقع www.kantakji.com
5- بيتر سانيه ، الفقر ، الجبهة التالية فى الکفاح من أجل حقوق الإنسان ، المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية ، اليونسکو ، العدد 180 ، يونيو 2004 ، ص 127-132
- الأهداف الإنمائية فى المنطقة العربية ، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربى أسيا 2005 ، ص 36
6- مصر ، تقرير التنمية البشرية ( القاهرة : معهد التخطيط القومى ، 2005 ) ص 45-50
7- ابراهيم العيسوى ، الاقتصاد المصرى في ثلاثين عاما ، تحليل التطورات الاقتصادية الکلية منذ عام 1974 وبيان تداعياتها الاجتماعية مع تصور لنموذج تنموى بديل مشروع مصر 2020 ( القاهرة ، المکتبة الاکاديمية ، 2007 ، ص 550 )
8- صلاح حافظ ، ثلاثية الإعلام والعنف والتنمية ، مجلة الدراسات الإعلامية ، القاهرة ، العدد 75 ، يونيه 1994 ، ص 5
9- وحدة الدراسات والبحوث إخوان أون لاين ، العنف والفقر والجريمة فى مصر " ارتباک المجتمع " متاح على موقع http://www.ikhwanoline.com/article.asp?artid=20206
10-جعفر عبدالسلام ، الإطار التشريعى للنشاط الإعلامى ( القاهرة : دار المنار ، 1993 ) ص 260 ، 261
11-أحمد مصطفى العتيق ، المتغيرات النفسية المرتبطة بساکنى مساکن الفقراء فى مدينة القاهرة وعلاقتها بمستويات توافقهم النفسى " دراسة أيکولوجية " المجلة الاجتماعية القومية ، المجلد الثامن والثلاثون ، العدد الأول يناير 2001 ، ص 1-67
12-أنعام عبد الجواد ، مرجع سابق ، ص 333-375
13-سناء مبروک ، عمالة الأطفال فى العشوائيات ، دراسة فى فعالية السياسة الاجتماعية فى مواجهة الفقر ، المؤتمر السنوى العاشر 26-29 مايو 2008 " السياسة الاجتماعية وتحقيق العدالة الاجتماعية " ( القاهرة : المرکز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ،2008 ) ص 378-407
14-على ليلة ، ليلى عبدالجواد ، نحو سياسة اجتماعية فى مواجهة تعاطى المخدرات لدى الفقراء الهامشيين ، المرجع السابق ، ص 833-889
15-هبة الليثى ، مرجع سابق ، متاح على موقع
16-الجازى بنت الشبيکى ، المشکلات الاجتماعية للمرأة الفقيرة في المجتمع السعودي ، متاح على موقع http://www.arabvolunteering.org/corner/avt138.html
17- عثمان الحسن محمد نور ، صحة الأطفال ووفياتهم والفقر الحضري ، دراسة تطبيقية فى بعض المناطق الطرفية بمدينة الخرطوم ، متاح على موقع
 18- عزمي الشعيبى ، الفساد والمحسوبية " ورقة سياسات لمحاربة الفقر والفساد فى المجتمع الفلسطيني ، متاح على موقع
19- Fatma El- Hamidi , poverty and labour supply of women , evidence from Egypt , tenth annual . conference of the aconomic research forum 16- 18 december 2003, avaliable at http://www.erf.org.eg/cms/getfile.php
 20- Xiaoyum liv , employment , Ineqvality and poverty in rural , china , avaliable at www.iglool.org
21-عبدالرحمن الشامى ، المعالجة الدرامية لقضايا المجتمع ، رسالة ماجستير غير منشورة (جامعة الازهر : کلية اللغة العربية ، 1997 )
22-آمال طه ، دور الصحافة في وضع آولويات اهتمام الشباب نحو القضايا القومية ، رسالة ماجستير غير منشورة ( جامعة القاهرة : کلية الاعلام ، 1997 )
23-رفعت البدرى ، المعالجة الصحفية لقضية البطالة فى الصحافة المصرية 1991-1993 ، رسالة ماجستير غير منشورة ( جامعة الزقازيق : کلية الاداب ، 1998 )
24-اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، أراء جمهور المشاهدين حول المادة الدرامية بالتليفزيون ودورها فى التصدى لمشکلات وقضايا المجتمع المصرى ، الإدارة العامة لبحوث المستمعين والمشاهدين ، ديسمبر 2002
25-محمد محمد بکير ، معالجة الدراما التليفزيونية للمشکلات الاجتماعية وأثرها على الشباب المصرى " دراسة مسحية " المجلة المصرية لبحوث الرأى العام ، العدد الثانى ( جامعة القاهرة : کلية الاعلام ، يونيه – ديسمبر 2005 ) ص 69-148
26- Stroman, & Seltzer, mass media and knowedg of aids, In: journalism quarterly . Vol 66 ( 4) . 1989 , P. 60-87
27- Ghabour, ayman, The agenda setting function of the Egyptian news -(1) paper unpublished M: 4 thesis, department of sourulism and mass comunication, American university in Cairo , 1990
٭ تم عرض استمارتى تحليل المحتوى والاستبيان على السادة المحکمين الآتية أسماؤهم :
 - ا.د/ حسن على محمد عميد کلية الإعلام – جامعة النهضة ببنى سويف
 - ا.د / محمد سعد إبراهيم أستاذ ورئيس قسم الإعلام بکلية الآداب – جامعة المنيا
 - ا.د / فوزي عبدالغنى خلاف أستاذ ورئيس قسم الصحافة بأکاديمية أخبار اليوم
 - ا.د / محمود حسن إسماعيل أستاذ ورئيس قسم الإعلام وثقافة الطفل بمعهد الدراسات العليا للطفولة– جامعة عين شمس
 - د / أميمة أحمد عمران أستاذ الصحافة المساعد بکلية الآداب – جامعة أسيوط
28-محمد سعد ، حدود التعدد في المصادر وآليات تشکيل أجندة الأخبار الداخلية فى الصحف المصرية "دراسة تحليلية مقارنة للصحف القومية والحزبية والخاصة" مجلة الآداب والعلوم الإنسانية ، العدد الثاني والخمسون ( جامعة المنيا : کلية الآداب ، 2004 ) ص 319-410
29- Haward, Ina, power sources, in Fair's Magazine, June 2002, at (http://www.fair.org/extra/0205/powersources.html)
30- Krauss. Ellis, TV News in Japan : Reporting on Politics or shaping it, In Japan Media Review, June 11, 2003 )http://www.ojr.org/japan/home/section.phr(
31-جريدة الأهرام بتاريخ 12 ، 20 / 10 / 2008
32-جريدة الأخبار بتاريخ 12 ، 20 / 10 / 2008
33-جريدة الوفد بتاريخ 28 / 10 ، 5 / 11 / 2008
34-جريدة الأحرار بتاريخ 12 / 10 ، 5 / 11 / 2008
35-جريدة المصري اليوم بتاريخ 4 ، 20 / 10 ، 21 / 11 / 2008
36-جريدة الدستور بتاريخ 20 / 10 ، 29 / 11 / 2008
37-جريدة الأهرام بتاريخ 15 ، 16 / 8 / 2008
 -  جريدة الأخبار بتاريخ 15 ، 16 ، 18 / 8 / 2008
38-جريدة الأهرام بتاريخ 22 ، 24 ، 27 / 12 / 2008
 -  جريدة الأخبار بتاريخ 21 ، 24 ، 27 / 12 / 2008
39-جريدة الوفد بتاريخ 14 ، 15 ، 16 ، 17 ، 18 / 8 ، 22 ، 26 ، 27 / 12 / 2008
40-جريدة الأحرار بتاريخ 17 ، 18 / 8 ، 22 ، 23 ، 26 ، 27 / 12 /2008
41-جريدة المصرى اليوم بتاريخ 15 ، 16 ، 17 ، 18 / 8 ، 21 ، 22 ، 26 ، 28 ، 29 / 12 /2008
42-جريدة الدستور بتاريخ 15 ، 16 ، 17 / 8 ، 21 ، 23 ، 25 ، 27 / 12 / 2008
43-حنفى حيدر ، العوامل المؤثرة على ممارسة الصحافة المصرية لوظيفتها النقدية "دراسة تطبيقية على القائم بالاتصال في الصحف المصرية " رسالة دکتوراه غير منشورة (جامعة المنيا : کلية الآداب ، 2003 )