مدخل ابتکاري في تصميم الأزياء من خلال الفن الإفريقي

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

أستاذ مشارک بقسم تصميم الأزياء وعميد کلية الفنون والتصميم الداخلي


المقدمة :

شوهد في الفترة الحالية تقدما سريعا وملحوظا في کل فروع المعرفة وخاصة في العلوم المتعددة المرتبطة بعملية التصميم کعلم له جوانبه التشکيلية والوظيفية والذي اتخذ شکلا ومضمونا يعبر عن روح العصر الحديث والتطور العلمي والتکنولوجي (جودة وآخرون ، 2004م) .

وتعتبر القدرات الإبداعية جوهر التقدم العلمي والتکنولوجي ، وتنمية هذه القدرات من أهم العوامل التي تحفز جودة التصميم ، وقد تتمثل القدرة في الإبداع والابتکار في إدراک ما يتاح للمصمم من أدوات وخامات وأساليب فنية وخبرات سابقه بالإضافة إلى تمکنه من الإطلاع على کم مختلف من الفنون الشعبية المتنوعة من واقع البيئة أو موروثاتها الحضارية من تراث الشعوب التي التقت به وتواصلت معه بهدف إعادة تشکيلها لتحقيق وحدة تکاملية وتعددية جمالية تجمع عناصر متنوعة من الرؤى الفکرية والحسية تترسخ في تکوينات وأساليب متميزة .

ويعتبر علم أساسيات التصميم المدخل العلمي الحقيقي لتنمية الإبداع والابتکار وکشف العلاقات الجديدة للعناصر من خلال أسس تنظيم الشکل ذات الأهمية الکبيرة في العملية التصميمية (جوده وآخرون ،2003م) .

والمصممون عموما ومصممي الأزياء خاصة ودارسي الفن يجب أن يکونوا على وعي وإلمام بعناصر وأساسيات التصميم لتنشيط العملية الإبداعية وتکوين الخيال لديهم حين يبدءون الممارسة، والتي تحتاج إلى مهارات ومعلومات وتجريب وإطلاع على الحلول وخصوصاً في ظل ثورة التقدم التکنولوجي في مجال الحاسب الآلي والبرمجيات الخاصة بشتى المجالات عامة وتصميم الأزياء خاصة (احمد، 2001م) .

مشکلة البحث:

إن مصممي الأزياء عموما يحتاجون إلى إمدادهم بمداخل جديدة وطرق متنوعة تساعدهم في العملية التصميمية وتوجههم نحو التطوير والارتقاء في الممارسة الإبداعية، وهذا البحث يقدم مدخل جديد للمصمم يتيح له المجال لقدر واسع من الحلول التشکيلية باستخدام وحدات من الفن الإفريقي ذو الخصائص المتميزة ، مما يساعد على تطوير الصياغات والحلول والامتداد بها إلى آفاق إبداعية متنوعة تعتمد في إخراجها على الأسس التنظيمية للشکل .

تساؤلات البحث :

1-ما إمکانية وضع مدخل مبتکر في تصميم الأزياء بتوظيف وحدات الفن الأفريقي .

2-ما مدى الاستفادة من الأسس التنظيمية للشکل في تحقيق حلول تشکيلية متنوعة في تصميم الأزياء باستخدام الحاسب الآلي.

أهمية البحث:

1-فتح آفاق جديدة في تصميم الأزياء .

2-يساهم في التطوير والارتقاء بالممارسة الإبداعية في مجال تصميم الأزياء عن طريق الاستفادة من تجربة الباحثة .

أهداف البحث:

1ـ تحديد مجموعه من وحدات الفن الإفريقي الغني بتفاصيله الزخرفية .

2ـ تطبيق أسس تنظيم الشکل (التشابک ، التقاطع، التراکب الجزئي والکلى ، التماس بضلعين وزاويتين ، وزاوية وضلع) على وحدات الفن الإفريقي .

3ـ تصميم أزياء بحلول تشکيلية مبتکرة باستخدام نواتج تطبيق أسس تنظيم الشکل لبعض وحدات الفن الإفريقي باستخدام الحاسب الآلي کمساعد في التصميم .

منهج البحث :

تتبع الدراسة المنهج الوصفي الذي يقوم على دراسة الظواهر وجمع المعلومات والبيانات والتعبير عنها للوصول إلى تعميمات تساعدنا في تطوير الواقع الذي ندرسه إلى جانب استخدام أسلوب التجريب للوصول إلى حلول ابتکاريه عديدة ( عبيدات وآخرون ، 2005م ) حيث ذکر عزام ( 1999م) أن التجريب وسيلة لاستحداث الجديد حيث التجربة بداية للتعلم واکتساب المهارات ، بمعنى أن يکون هناک هدف يسبق التجربة ومخطط علمي يحدد مسارها .

أدوات البحث :

  1. برنامج الرسم في الحاسب الآلي (photo shop)
  2. صور لبعض وحدات الفن الإفريقي.

مصطلحات البحث :

  1. الابتکار ( CREATION ) :

يعرفه علي ( 1998م ) على أنه اکتشاف الجديد سواء کان في هيئة أفکار ، أشکال ، رموز ، مضامين ، وغير ذلک ، أو إعادة تنظيم لأشياء موجودة بالفعل بشکل جديد ، أو إضافة عامل جديد على نظام أو شيء موجود بالفعل يؤدي إلى فتح مجال التفرد وتغيير نظرة معتادة، أو إعادة اکتشاف نظرة سابقة غلبها الإهمال .

  1. إفريقيا ) ( Africa:

وتسمى "القارة السمراء"، وهي ثاني أکبر قارة بالعالم بعد آسيا. يحيطها البحر الأبيض من الشمال والبحر الأحمر والمحيط الهندي من الشرق والمحيط الأطلنطي من الغرب وفي أقصي شمال شرقها تتصل بآسيا براً في شبه جزيرة سيناء. وأفريقيا قارة متعددة الثقافات و بها مئات اللغات المختلفة. و العديد من القرى بها مازالت تعيش عيشة بدائية لم تتطور منذ مئات السنين.

تعود تسمية القارة الأفريقية نسبة إلى الملک "افريقش اليمني" الذي بعد تصدع "سد مارب" هاجر إلى شمال إفريقيا واستوطنه.

 وقد قسمت إفريقيا سياسيا إلى:

  • · دول شرق أفريقيا: (بوروندي- جيبوتي- إريتريا- إثيوبيا- کينيا- مدغشقر- الصومال- تنزانيا - ملاوي-موزمبيق – أوغندا -زامبيا- زمبابوي – رواندا)
  • · دول وسط أفريقيا:( أنجولا-الکاميرون-جمهورية أفريقيا الوسطى-تشاد-الکونغو-الکونغو الديمقراطية (زائير سابقا) -غينيا الاستوائية -الجابون-ساو تومي وبرينسيبي)
  • دول شمال أفريقيا:( الجزائر-مصر-ليبيا-المغرب-السودان- تونس)
  • دول جنوب أفريقيا :(بتسوانا- ليسوثو- ناميبيا- جنوب أفريقيا- سوازيلاند)
  • · دول غرب أفريقيا: ) بنين- بورکينا فاسو-الرأس الأخضر-ساحل العاج -جامبيا- غانا-غينيا-ليبيريا-مالي-موريتانيا-النيجر-نيجيريا-السنغال-سيراليون توجو)             http://ar.wikipedia.org/wiki

الفن الإفريقيArt)  Africa) :

 الفن هو : تطبيق الفنان معارفه على مايتناوله من صور الطبيعة ، فيرتفع به إلى مثل أعلى ؛ تحقيقا لفکرة ، أو عاطفة ، يقصد بها التعبير الجمالي ، والفنان : صاحب فن من الفنون المبدع في فنه ، والآتي بعجائب الأمور .(البستاني وآخرون ، 1998م )

 والفن الأفريقي : هو ثمرة المواهب الإنسانية الإفريقية منذ أقدم العصور(زهدي،2005).

  1. تصميم الأزياء ( FASHION DESIGN ) :

 لغة فنية قوامها مجموعة من العناصر المترابطة " کالخط ، الشکل ، اللون ، المساحة " المحکومة بعدد من الأسس کالسيطرة و التوازن والإيقاع والتناغم وغيرها مما يساعد على استخدامها بما يتلاءم مع طبيعة الجسم البشرى ومحققاً الجانب النفعي والوظيفي لها في إطار يبرز جمال التصميم والمصمم له في آن واحد ( الشاذلي ، 2003م ) .

 ويرى بيبرس ( 2003م ) أن تصميم الأزياء عملية تخطيطية لأسس وعناصر التصميم بهدف تنظيم العلاقات الجمالية بينهم وذلک لإبداع زي مبتکر .

 

الدراسات السابقة :

  1. دراسة : بيبرس ، أحمد فتحي فرج ( 2003م ) : بعنوان " فعالية برنامج مقترح لتنمية الإبداع في
    تصميم الأزياء " :

هدفت إلى تصميم برنامج يهدف إلي تنمية الإبداع في تصميم الأزياء وإکساب الأفراد المهارات والمعلومات وتنمية قدرات التفکير الإبداعي من خلال إدراک وفهم العناصر التشکيلية وإعادة استثمارها في أشکال وقيم جديدة .

وتوصلت النتائج إلى نجاح فعالية البرنامج المقترح في تنمية المهارات المتضمنة به .

  1. دراسة: رضوان, محمد عبد الله محمد وسعد الدين, فکري فضل (1999م): بعنوان" تنمية الابتکار لدى المصمم کعامل أساسي من أساسيات التصميم ونجاح العملية التصميمية":

 هدف إلى توضيح وإبراز العوامل المؤثرة في عملية التفکير الابتکاري وکيفية استثارتها وتنميتها کعامل أساسي في بناء وتنمية فکر المصمم, ونجاح العملية التصميمية.

 وتوصلت إلى أن عملية التفکير الابتکاري ترتکز عند المصمم على إدراکه الکامل والواعي للمشکلة التصميمية بکل عناصرها وکيفية استخدامه لخبراته الشخصية ومخزونه المعرفي لصياغة أکبر عدد ممکن من الصياغات المتميزة مع قدرته على تقييمها وتحليلها واختبارها واختيار أفضلها.

  1. دراسة : جودة عبد العزيز أحمد و الخولي ، محمد حافظ ( 1996م ) : بعنوان "منظومة تدريس أسس التصميم " .

هدفت إلى تقديم نموذج لمنظومة يمکن من خلالها تدريس أسس التصميم في کليات الفنون

وقد أکدت نتائج البحث على أهمية تدريس مادة أسس التصميم کمدخل أساسي لتنشيط العملية الإبداعية لتدريس التصميم بمختلف أنواعه ، بالإضافة إلى أنه تم عمل نموذج لمنظومة يمکن من خلالها تدريس أسس التصميم في کليات الفنون وقد أضاف البحث أبعاداً جديدة في مجال تدريس أسس التصميم .

  1. دراسة : الدمرداش ، ضحى مصطفى عبد المنعم ( 2002م ) : تنمية القدرات التصميمية من خلال منظومة لأساسيات تصميم الملابس الجاهزة .

 هدفت إلى وضع منظومة للارتقاء بالقدرات التصميمية في مجال الملابس الجاهزة من خلال أساسيات التصميم .

 وکانت أهم النتائج أن : المنظومة زودت مصمم الأزياء بالناحية المعرفية ، والمهارية ، وأن يلمس أهمية عناصر التصميم وأسسه ، کما أمدت الدراسة بمجموعة من الأنماط الملبسية المبتکرة التي تعتبر مصدر استلهام ونواة لأنماط قابلة للإنتاج .

 

ويشمل الإطار النظري للبحث:

1-الفن الإفريقي.

2-الفنان الأفريقي والمجتمع

3- أسس تنظيم الشکل .

أما الجانب العملي فيشمل :

تجربة الباحثــــــــــــــــة

أولاً: الإطار النظري:

1- الفن الإفريقي:

تعتبر قارة إفريقيا تلک القارة الغنية والثرية جداً بالموروث الشعبي والفنون التشکيلية وقد خلفت بعض القبائل الإفريقية المتفرقة في أنحاء القارة آثاراً فنية تتبدى في عدد کبير من المنحوتات والتماثيل والرسوم المصورة على الجدران أو الصخور المستوية، والآثار المحفورة على الخشب، والفخاريات ، ويعود أقدم ما عثر عليه منها في إفريقيا إلى القرن الثالث للميلاد، حيث عثر في نيجيرية على بعض الأدوات الفنية، وعلى أجزاء متنوعة من التيجان والتماثيل والمقاعد الحجرية التي تعود إلى حضارة نوک Nok، کما عثر في الجنوب الغربي من نيجيرية على بعض المقاعد المصنوعة من الکوارتزيت، وبعض الأدوات البرونزية التي تعود إلى ما بين القرنين الثامن والعاشر للميلاد، واکتشفت على الضفة اليسرى من نهر النيجر وفي شمالي إفريقية آثار ومخلفات حضارية کثيرة کالتماثيل المصنوعة من الفخار، وعثر في المنطقة الممتدة بين بحيرة تشاد ونيجيرية والکمرون على مواقع أثرية فيها قطع من الفخار والبرونز تعود إلى المدة الواقعة بين القرنين العاشر والسادس
عشر للميلاد.

و تعرضت أفريقيا في القرن التاسع عشر أو ما يسمي بالفترة الاستعمارية إلى مصادرة المواد الثقافية فحصلت أوروبا علي قطع فنية أفريقية قبل القرن التاسع عشر ، مثل تلک التماثيل التي اشتراها تشارلز الملقب بالجسور من " الغار دي فير " في أبريل عام 1470 .. کما کانت هناک تماثيل من العاج والخشب في مجموعة ويدمان الفنية في مدينة " أولم " الألمانية ومتحف الفن في دريسدن.

کما عرفت القطع الفنية الإفريقية طريقها إلي المتحف البريطاني الذي تم إنشاؤه عام 1753 ، وتأسس المتحف الأثنوغرافي في برلين عام 1873 واحتوي عام 1886 علي 10 آلاف قطعة . کما ذکر توماس ماساي أمين عام متحف الکونغو البلجيکي الملکي عام 1899 وجود عشرين ألف قطعة من الکونغو وحدها في المتاحف الأوروبية . وقد باعت وزارة الخارجية في لندن ما يقارب 100 صفيحة من البرونز المنحوتة والمنقوشة والتي أخذت من قصر " الأوبا " في بنين .

http://leqatar.net/vb/showthread.php?t=25868

 وقد تأثرت أوروبا بالفن الأفريقي في مجال الفنون التشکيلية ، وقد کان الفنانون يبحثون عن بديل للحرکة الکلاسيکية الجديدة في بداية القرن العشرين وشکل فني جديد . في هذه الفترة تنامى الاهتمام بدراسة الفن الإفريقي وأقيمت معارض في المتاحف ودور العرض أکثر من أي وقت مضى خاصة عن النسيج الأفريقي وعن النحاتين والفنانين الأفارقة. ونجد أن العديد من الأنسجة المعاصرة التي أنتجها مصممو الأزياء في الغرب تستمد تصاميمها ورسومها وألوانها من الزخارف والأقمشة الأفريقية التقليدية( جويل، 1998م) .

وقد توارثت الأجيال المتعاقبة التقاليد الفنية والخبرات المهنية التي ساعدت الفنانين في إبداع روائع مختلفة، فأسهمت في إغنائه فکرياً وتشکيلياً الأمر الذي منحه خصائص متميزة جعلته أحد الفنون العالمية، التي لها تأثيرها الجمالي الخاص، يقدّره کل من يتمتع بحس حضاري.

2- الفنان الإفريقي والمجتمع :

       ‌أ-  تمسک الفنان الإفريقي بالتقاليد الفنية والتزم بتلبية متطلبات مجتمعه المختلفة.وتمتع بتقدير المجتمع لفنه وموهبته وإبداعه

      ‌ب-      استفاد الفنان الإفريقي من المواد الأولية المتوافرة في بيئته کالخشب والمعادن والأحجار والعاج وغيرها.

      ‌ج- تفوق الفنان الإفريقي في ميادين فن النحت الخشبي والزخارف المتميزة بالمفردات الرمزية والإيحاءات الذکية.

       ‌د- زهد الفنان الإفريقي في تخليد اسمه الشخصي.

       ‌ه- نجح الفنان الإفريقي في إبداع روائع فنية بأدوات بسيطة من صنعه.

       ‌و- أسهمت المرأة الإفريقية في الإبداع وخاصة في ميادين الفخار والنسيج وغيرها.

3- أسس تنظيم الشکل

إن عملية تنظيم الأشکال تتأثر بالجاذبية فمثلا لو وضعنا کتلتين (بقعتين) مربعتين على أرضية خالية، فإنه يکون لکل منهما قوة جذب معينة تتضح من التباين الذي تصنعه مع الأرضية فإذا کان هذان المربعان متقاربين بدرجة معينة فان التوترات الناشئة في المجال تربط المربعين أحدهما بالآخر ، و ندرکهما کشکل واحد مکون من عنصرين مربعين. ونسمي تأثير الجاذبية هذا على: الشد الفراغي، وإذا تم تحريک المربعين بعيداً عن بعضهما، فسيظهران کعناصر شکل مفککة وليست کشکل مرکب. ويتأثر الشد الفراغي بعوامل أخرى سيکولوجية تتصل بإدراکنا الخاص، التي تحاول باستمرار تجميع عدد من العناصر في شکل وحدات أکبر.

 وعندما يکون الشد الفراغي لا يحقق إمکانية عمل تجمعات أکبر سهلة الإدراک، فمعنى ذلک وجود تناسب بين جاذبية العناصر. (سکوت، 1980م)

وعملية تنظيم الأشکال تعتمد على مجموعة من الأسس نحددها في التالي:

‌أ-     التماس :

 إذا تلامست عناصر شکلين فيما بينهما، فإنهما يکونان مجموعة مترابطة لشکل مرکب واحد. (سکوت، 1980م)

وينقسم التماس إلى ثلاثة أنواع:

1-تماس الجوانب (تماس ضلعين)

2-تماس الأرکان للجوانب (تماس زاوية وضلع)

3-تماس الأرکان (تماس زاويتين)

‌ب-   التراکب :

يعتبر التراکب أحد مؤهلات التجميع الهامة، وعندما يمثل الشکل المسطح في طبيعته خداعاً بالعمق، فإنه يمکن تجريد الأشکال من العمق عن طريق التراکب ، وهو أيضاً ينتج تجميعاً شکليا سطحياً، والتراکب هو الخاصية الثانية الهامة لحقل الرؤيا ذي العمق الحقيقي. فالأشياء التي تقع بعيدة بمسافات مختلفة لا بد أن تتراکب أثناء إسقاطها على شبکية العين. (سکوت، 1980م)

وينقسم التراکب إلى نوعين:

1-التراکب الجزئي: أن يکون هناک شکلان يدخل جزءٌ من أحدهما داخل الآخر. کما أن التراکب في الأعمال ثنائية الأبعاد يمکن أن يکون ذا دلالة فراغية، إذا کان مصحوباً بدلالات أخرى. (شوقي، 2001م)

2-التراکب الکلي: أن يکون الشکلان متراکبين على بعض، أحدهما کبير، والثاني صغير. ويمکن أن تکرر العملية أکثر من مرة ويکون التراکب واضحاً إذا کان مصحوباً بالتباين والتدريج في الحجم. (شوقي، 2001م)

‌ج-    التقاطع:

 أن تکون الأشکال متقاطعة، أي: التقاطع بين عنصرين، فمثلاً: يتداخل مربعان، أحد أضلاع المربع تمر في وسط المربع الآخر.

‌د-    التشابک:

أي: تداخل أکثر من عنصرين، ثلاثة فأکثر في شکل واحد، فمثلاً: يتداخل خط مستقيم وسط مربع ويتقاطع مع خط مستقيم آخر يمر في المربع نفسه.

ثانيا : تجربة الباحثة :

اقتصرت الباحثة في تجربتها على وحدات الفن الإفريقي أساسا لتطبيقها على تصميمات أزياء تتسم بالأصالة والمعاصرة ؛ من خلال أسس تنظيم الشکل کأساس في العملية التصميمية ومدخل مبتکر في هذا المجال , وباستخدام تقنية الحاسب الآلي الذي يتسم بإمکاناته المتعددة ؛ لينتج تصميمات متنوعة ومبتکرة .

وقد تم سير التجربة کالتالي :

1-جمع صور مختلفة لوحدات من الفن الأفريقي الغنية بتفاصيلها الزخرفية, وتتضح في الجدول رقم (1).

2-تم اختيار خمس وحدات من الفن الأفريقي من جدول (1)

شکل (1 ) ديک عاجي .

شکل (6) مشط خشبي .

شکل (11) لوحة السمکة .

شکل (12) تاج مرصع بالخرز.

شکل (19) وسادة جلدية.

من أجل تطبيق أسس تنظيم الشکل عليها ( التشابک ، التقاطع، التراکب الجزئي والکلى ، التماس بضلعين وزاويتين ، وزاوية وضلع ) وتتضح في الجداول ( 2، 4، 6، 8 ،10 )

3-تصميم مجموعة من الأزياء عدد (5) بتکرارين من کل تصميم , باستخدام البرنامج التطبيقي (Photo shop) لتطبيق بعض وحدات الفن الأفريقي المطبق عليها أسس تنظيم الشکل کالآتي :

  • استخدام تماس زاويتين على التصميم الأول (أ), والتشابک على التصميم الأول (ب) ويتضح في جدول ( 3 ).
  • استخدام تماس زاويتين على التصميم الثاني (أ), والتشابک على التصميم الثاني (ب) ويتضح في جدول (5).
  • استخدام تراکب کلي , وتماس زاوية وضلع على التصميم الثالث (أ), والتشابک على التصميم الثالث (ب) ويتضح في جدول (7).
  • استخدام تراکب کلي على التصميم الرابع (أ), والتشابک على التصميم الرابع (ب) ويتضح في جدول (9).
  • استخدام تماس زاويتين على التصميم الخامس (أ), والتشابک على التصميم الخامس (ب) ويتضح في جدول (11).

جدول (1) وحدات من الفن الإفريقي

شکل (1) عاجيات، محفورة بشکل معقد بزخارف حيوانات، وهذه الزخارف مأخوذة من آنية وکؤوس الشرب في القرن، السادس عشر.

 

شکل(2)أشغال معدنية، وهو الطرف المسطح لمتکأ الذراع الخاص بالملک، القرن السادس عشر.

 

شکل(3) متکآت للرأس من الخشب المحفور.

 

شکل(4)کراسي زعيم الآساند من الخشب المحفور.

 

شکل(5)أکياس من الجلد مطرزة بالخرز.

 

شکل(6)امشاط خشبية محفورة.

 

شکل(7) دروع الرقص.

 

شکل(8)عباءات مطرزة .

 

شکل(9)أغطية رأس احتفالية من الخشب المحفور على شکل ظباء

 

شکل(10) محفورة من العروق القاسية للأشجار

 

شکل(11)لوحات برونزية (التمساح ، السمکة)

 

شکل(12)تاج مرصع بالخرز، تتدلى منه شراريب من الخرز لتخفي وجه الملک ، وبه عصفور من الخرز.

 

شکل(13)أشغال يقطين مزخرفة

 

شکل(14)أشغال معدنية، وهو الطرف المسطح لمتکأ الذراع الخاص بالملک.

 

شکل(15)الشکل الدائري (سلة غير عميقة)، والشکل المربع (غطاة طاولة)، من زيمبابوي.

 

شکل(16) منسوجات(اديار) وزخارفها تلون يدوياً.

 

شکل(17) سيوف وخناجر ، کلها لها انصال معدنية مزخرفة، مع مقابض خشبية أو جلدية أو نحاسية.

 

شکل(18) حلي فضية .

 

شکل(19) وسائد جلدية مدبوغة مزينة برسوم مدمجة بأشکال هندسية وحيوانية.

 

شکل(20) زخارف على العاج، من بنين، القرن السادس عشر.

 

شکل(21) صندوق عاجي محفور.

 

شکل(22) کأسان للشراب من الخشب المحفور.

 

جدول(2)تطبيق أسس تنظيم الشکل على وحدة الفن الإفريقي الأولى(الديک العاجي)

الوحدة الأساسية

 

التشابک

 

التقاطع

 

التراکب

 

 

تراکب جزئي

تراکب کلي

التماس

     

تماس ضلعين

تماس زاوية وضلع

تماس زاويتين

         

 

جدول (3)تطبيق أسس تنظيم الشکل على التصميم الأول

تطبيق التماس على التصميم (1 - أ)

 
 
 

تماس زاويتين

تطبيق التشابک على التصميم (1 - ب)

 

 

 
 

تشابک

 

 

 

 

تطبيق التماس على التصميم (1 - أ)

 
 
 

تماس زاويتين

تطبيق التشابک على التصميم (1 - ب)

 

 

 
 

تشابک

 

 

جدول(4) تطبيق أسس تنظيم الشکل على وحدة الفن الإفريقي الثانية( المشط الخشبي)

الوحدة الأساسية

 

 

 

التشابک

 

 

التقاطع

 

التراکب

   

تراکب جزئي

تراکب کلي

التماس

     

تماس ضلعين

تماس زاوية وضلع

تماس زاويتين

         

 

جدول(5) تطبيق أسس تنظيم الشکل على التصميم الثاني

تطبيق التماس على التصميم (2- أ)

 
 
 

تماس زاويتين

تطبيق التشابک على التصميم (2 - ب)

 

  

 

 
 

تشابک

 

 

جدول(6) تطبيق أسس تنظيم الشکل على وحدة الفن الإفريقي الثالثة( لوحة السمکة )

الوحدة الأساسية

 

 

 

التشابک

 

 

 

التقاطع

 

 

 

التراکب

   

تراکب جزئي

تراکب کلي

التماس

     

تماس ضلعين

تماس زاوية وضلع

تماس زاويتين

 

 

جدول(7) تطبيق أسس تنظيم الشکل على التصميم الثالث

تطبيق التماس على التصميم (3- أ)

 
 
   

تراکب کلي

تماس زاوية وضلع

تطبيق التشابک على التصميم (3- ب)

 

 

 
 

تشابک

 

 

جدول(8) تطبيق أسس تنظيم الشکل على وحدة الفن الإفريقي الرابعة (تاج مرصع بالخرز)

الوحدة الأساسية

 

 

 

 

التشابک

 

 

 

التقاطع

 

التراکب

 

 

 

 

 

 

تراکب جزئي

تراکب کلي

التماس

 

 

 

تماس ضلعين

تماس زاوية وضلع

تماس زاويتين

         

 

 

جدول(9) تطبيق أسس تنظيم الشکل على التصميم الرابع

تطبيق التماس على التصميم (4- أ)

 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تراکب کلي

الشکل الأساسي

تطبيق التشابک على التصميم (4- ب)

 

 

 
 

تشابک

جدول(10) تطبيق أسس تنظيم الشکل على وحدة الفن الإفريقي الخامسة(وسادة جلدية)

الوحدة الأساسية

 

 

 

 

التشابک

 

 

 

التقاطع

 

التراکب

 

 

 

 

 

تراکب جزئي

تراکب کلي

التماس

     

تماس ضلعين

تماس زاوية وضلع

تماس زاويتين

         

 

جدول(11) تطبيق أسس تنظيم الشکل على التصميم الخامس

تطبيق التماس على التصميم (5- أ)

 
 
 

تماس زاويتين

تطبيق التشابک على التصميم (5- ب)

 
 
 

تشابک

 

النتائج والتوصيات

أولاً : النتائج:

1-قدم البحث مدخل مبتکر، من خلال الفن الأفريقي يمکن الاستفادة به لعمل حلول تشکيلية جديدة في مجال تصميم الأزياء .

2-صممت الباحثة مجموعة أزياء مبتکرة باستخدام الحاسب الآلي وعددها (10) من خلال الفن الأفريقي باستخدام أسس تنظيم الشکل .

3-أمکن استخدام الفن الإفريقي کمصدر إلهام للمصمم من أجل ابتکار تصميمات للأزياء تجمع بين الأصالة والمعاصرة .

4-ساهم الحاسب الآلي في تصميم أزياء مبتکرة من حيث التنوع , التصغير , التکبير , اللون , ترتيب العناصر .

ثانيا : التوصيات :

1-الوصول لأفاق إبداعية متطورة لم تکن متاحة من قبل لفتح مجالات إبتکارية متعددة للمصممين .

2-إجراء الدراسات العلمية بالاستفادة من الفنون العالمية الشعبية وتوظيفها کمداخل إبتکارية في تصميم الأزياء من خلال علم أسس التصميم .

3- الإطلاع الدائم على الثقافات الشعبية المختلفة لفتح المجال للإبداع والابتکار في تصميم الأزياء إلى آفاق ممتدة .

4-إقامة دورات تدريبية لطالبات قسم الملابس والنسيج بالاستفادة من تجربة الباحثة .

5-تطوير المناهج الدراسية بقسم الملابس والنسيج وتعديلها للاستفادة من برامج الحاسب الآلي في العملية التصميمية .

  1. المراجع

    1. أحمد ، يسري معوض عيسى (2001م) : قواعد وأسس تصميم الأزياء ، الطبعة الأولى ، عالم الکتب ، القاهرة .

    2. البستاني , کرم , وبولس موترد, وعادل أنبوبا , وأنطوان نعمة (1998م) : المنجد في اللغة العربية , الطبعة السابعة والثلاثون , دار المشرق , بيروت .

    3. بيبرس ، أحمد فتحي فرج ( 2003م ) : فعالية برنامج مقترح لتنمية الإبداع في تصميم الأزياء – رسالة ماجستير ، کلية الاقتصاد المنزلي ، جامعة حلوان .

    4. جودة, عبد العزيز و الخولي, محمد حافظ وسهيل، ياسر محمد وعبد المنعم, ضحى مصطفى(2003م): خطة دراسية لتنمية الجانب الابتکاري في تصميم الملابس, المؤتمر العلمي السنوي الرابع, مايو, جامعة المنصورة, کلية التربية النوعية.

    5. جودة عبد العزيز أحمد و الخولي ، محمد حافظ ( 1996م ) : منظومة تدريس أسس التصميم ، مجلة علوم وفنون ، العدد الثالث ، المجلد الثامن ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان.

    6. جويل، ربيکا،(1998م)، الزخارف والرسوم الأفريقية، ترجمة جبور سمعان، منشورات قسم الصحافة في المتحف البريطاني، الطبعة الأولى.

    7. الدمرداش ، ضحى مصطفى عبدالمنعم (2002م) : تنمية القدرات التصميمية من خلال منظومة لأساسيات تصميم الملابس الجاهزة ، رسالة ماجستير ، کلية الفنون التطبيقية ،جامعة حلوان.

    8. رضوان, محمد عبد الله محمد وسعد الدين, فکري فضل (1999م): تنمية التفکير الابتکاري لدى المصمم کعامل أساسي من أساسيات التصميم ونجاح العملية التصميمية, علوم وفنون, العدد الرابع, الجلد الحادي عشر, أکتوبر, کلية التربية الفنية ،جامعة حلوان.

    9. زهدي ، بشير (2005): الموسوعة العربية ، المجلد الثاني ،التربية والفنون ، دار الفکر ، سوريا ، دمشق.

    1. سکوت، روبرت جيلام،(1980م)، أسس التصميم، القاهرة، دار نهضة مصر للطبع والنشر.

    11. الشاذلي ، نجلاء عبد المجيد محمد فرج ( 2003م ) : الفن البدائي کمدخل لرؤية تشکيلية معاصرة في تصميم الأزياء - رسالة ماجستير – کلية الاقتصاد المنزلي – جامعة حلوان ــ القاهرة.

    1. شوقي, إسماعيل (2005م): التصميم, عناصره وأسسه في الفن التشکيلي, الطبعة الثالثة, الناشر (المؤلف), القاهرة.
    2. عبيدات ، ذوقان وعدس ، عبد الرحمن وعبد الحق ، کايد (2005م) : البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه ، دار أسامة للنشر والتوزيع ، الرياض .
    3. عزام ، أبو العباس ( 1999م ) : التذوق والنقد الفني في الفنون التشکيلية ، الطبعة الأولى ، دار المفردات للنشر والتوزيع ، الرياض .
    4. علي ، أحمد رفقي ( 1998م ) التذوق والنقد الفني ، الطبعة الثانية ، المفرد للنشر والتوزيع ، الرياض .
    5. مواقع الشبکة العنکبوتية :
    • http://leqatar.net/vb/showthread.php?t=25868
    • http://ar.wikipedia.org/wiki/