الإنهاک النفسي لدى معلمي المدرسة المتوسطة بالکويت

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

أستـاذ مـشـارک - کلية التربية الأساسية بالکويت

الموضوعات الرئيسية


المقدمة :

يمثل المعلم أحد الرکائز الأساسية في العملية التعليمية (المعلم – المنهج – التلميذ ) ويسعى الباحثين بتناول ظاهرة المعلم بالاکتشاف الدائم للعوامل الإيجابية التي تدعم وترتقى بدورة ومدى فاعليته المؤثرة والجاذبية في اتجاه الإنجاز الأکاديمي لکل تلاميذه ، وذلک للعمل على تقوية المعلم بتزويده بالمهارات الشخصية والأکاديمية المسهلة لارتفاع أداء دورة الفصلي والمدرسي ، والعمل على احتفاظه بمستوى أدائه الذي يرتقى إليه ، بينما لاحظ عدد من الباحثين بعض المظاهر والسلوکيات السلبية أدت إلى انخفاض أداء المعلم ، وتسرب حماسة للعمل ، وعلاقات غير متواصلة مع الإدارة المدرسية وزملائه في التخصص ، وإحساسه بالإرهاق الدائم ، واتباع أساليب إنسحابيه في علاقاته مع تلاميذه ، وشعوره بتناقص  الرضا عن ذاته وعن مهنته ، واخضع السيکلوجين هذه الظاهرة للدراسة  لتعرف الأسباب والمظاهر المؤدية لذلک ، وأطلق على هذه السلوکيات مفهوم الإنهاک النفسي Burnout .

ويذکرکوک Cook(2008)  أنه حصل على أکثر من ألف دراسة ومقال تناولت مفهوم الإنهاک النفسي في القرن الواحد والعشرين ، وهو مفهوم مُرکب مرتبط بإدراک المؤثرات النفسية الضاغطة على کيان المعلم الجسمي والنفسي والوجداني ، ويمد أثرة إلى المحيط الأسرى ، حيث تتکرر الشکوى من مشاعر الضيق  والتعب والإحباط والغضب بين المعلمين عامة ومعلمي
أمريکا خاصة .

وتوصل جولد Gold(2007) إلى تمرکز المعلم المنهک نفسياً حول ذاته نفسياً وجسمياواجتماعيا ووجدانياً .

کما يوضح بک ، جارجيلو Beck ; Gargiulo(2008) أن المعلم  المنهک نفسياً يسهم في بطء النمو الأکاديمي لطلابه .

ويرى الباحث الحالي أن ظاهرة الإنهاک النفسي للمعلم مشکلة خطيرة من خلال الاهتمام البحثي العالمي ، ولم يتيسر للباحثين  التعرف على الحجم الکمي لظاهرة الإنهاک النفسي للمعلمين في الحقل التربوي العربي عامة ، والکويتي خاصة .

بينما قدمت التقارير الإحصائية الأجنبية  واقع مخيف لظاهرة الإنهاک النفسي للمعلم ، فهي تقرر أن غالبية المعلمين يمرون بخبرات الإجهاد ، المؤلم والقاس لهم ، وأن 20% من المعلمين يشيرون إلى أن المهنة متطرفة  الإجهاد کما أن 57%  وأن 60% من المعلمين يتغيبون عن المدرسة بسبب الإجهاد الناتج عن مهنة التدريس من معلمي أمريکا يعانون أعراض جسيمة ونفسية ناتجة عن الإجهاد ، ويهدر 60% من وقت المعلمين حتى يتغلبوا على إجهادهم ، بينما يترک المهنة المعلمين الأکفاء تخلصا من الإجهاد الذين يصابون به . Mi lsum (2008) Gold (207) .

کما توصل جلمبيوسکى Golembiewski (2007)  إلى أن بيئة العمل المشبعة بالمجهدات ينتج عنه الإصابة والمعاناة من الإنهاک النفسي .

ويضيف جولد. Gold (2007) بالاتفاق مع نتائج الدراسات التي تناولت ظاهرة الإنهاک النفسي بالبحث أن مظاهرها تتضح في حالات التشاؤم   واللامبالاة ، وانخفاض الدافعية ، ضعف القدرة على الابتکار ، الآلية في الأداء  ، وأداء العمل بدون اکتراث ، التغيب عن العمل بدون مبرر أو ضعف العلاقات مع الطلاب والزملاء والمديرين وأخطرها  هو ترک المهنة .

وأشارت نتائج دراسة خضر مخيمر (2002) إلى أن المنهکين نفسياً ذوى ضبط خارجي في تفسيرهم  للأحداث .  وانخفاض مستوى إنجاز المعلم، کما أن ضغوط العمل التدريسي من المصادر الرئيسية للإنهاک  النفسي للمعلم .

کما توصل عبد الله جاد (2005) أن المعلمات أعلي  إنهاک نفسي مقارنة بالمعلمين ، وان معلمي المرحلة الابتدائية أعلى أنهاک  نفسي مقارنه بمعلمي الثانوي، وجود ارتباط بين موجب بين مستوي الإنهاک النفسي للمعلمين وعامل التوتر  والاندفاعية .

وتوصل ويندل Wendell(2003)  إلى وجود ارتباط دال موجب بين الإنهاک النفسي  وکلاً من العصابية ويقظة الضمير ، وارتباط دال سالب بين الإنهاک النفسي والانبساط والطيبة ( الإذعان والتقبل ) وذلک لدى الأخصائيين النفسين  واثر بيئة العمل .

کما وجد  بودنک Budnik (2004)  ارتباط سالب دال بين الإنهاک  النفسي  والذکاء الوجداني لدى الممرضات

وتوصلت صوفا Sova(2002) إلى أن ضبط التلاميذ داخل الفصل والتفاعل  السلبي بين المعلم والتلاميذ من أقوى مصادر الإنهاک النفسي لدى المعلم

ولم تتوصل نتائج دراسة خولة يحي ورنا حامد (2001) أي فروق بين المعلمين والمعلمات في إدراکهم مصادر الإنهاک النفسي ، بينما توصلت نتائج الدراسة أن أهم مصادر الإنهاک النفسي لدى الطلبة المعاقين هو خصائص الطلاب وظروف  العمل

وأشارت نتائج دراسة کلا من هازتنجز ، بهام  Hastyngs(2003) ؛ Bham إلى أن أسلوب المعلم في مواجهة سلوکيات  التلاميذ يُعد مصدراً للإنهاک النفسي للمعلم .

مشکلة الدراسة :

ويرى الباحث الحالي أن طبيعة مهنة التدريس وسلوکيات أدائها تعُد مصدراً للإنهاک النفسي في کل الدول ذوى الأنظمة التعليمية باختلاف مستوياتها ، والدخل المادي للمعلم باختلاف إشباعا ته ، ومن هنا تولد لدى الباحث الحالي الإحساس بالمشکلة ، انه بالرغم أن المدرسة المتوسطة الکويتية تنتمي لمجتمع ذات إشباع مادي مرتفع ، هل توجد ظاهرة الإنهاک النفسي لدى المعلم الکويتي

ويحاول الباحث الحالي استکشاف حجم المشکلة ومظاهرها في الحقل التربوي الکويتي ، وتعتبر هذه الدراسة غير مسبوقة في دراسة ظاهرة الإنهاک النفسي للمعلم الکويتي ( في حدود علم الباحث )

وتتحد مشکلة الدراسة في التساؤلات التالية :

  1. هل توجد ظاهرة الإنهاک النفسي بين المعلمين والمعلمات في النظام التعليمي الکويتي ؟ وما حجمها ، وما العوامل المسهمه في وجودها .
  2. هل يختلف حجم الظاهرة باختلاف الجنس والتخصص وسنوات الخبرة التعليمية .

مفاهيم الدراسة .

الإنهاک النفسي : Burnout

 ويعرفه الباحث الحالي بأنه : أدراک شعوري للعوامل المسهمة في حقل الخدمات التعليمية التربوية تؤدى إلى آلية وهبوط مستواه وانعدام الحماس له .

يعٌبر عن مظاهرة الأبعاد التالية :

1. الإرهاق الانفعالي  : ويعُبر عن تقلص الطاقة الانفعالية   للمعلم وهبوط الأداء الجسمي العام   مما يؤدى إلى اتجاهات سالبة نحو العمل وظهور بعض الأعراض السيکوسوماتية المعبرة عن سوء الصحة العامة للمعلم .

2. الجمود في العلاقات : ويعُبر عن ضعف العلاقات الاجتماعية بين المعلم وزملاءه ورؤساءه وطلابه حيث يفقد  دفء التفاعل الإنساني في علاقاته بهم کما يدرک نفسه على أنه جزء في آلة ، وتتسع المسافة النفسية بينه وبينهم حيث يتباعد عنهم نفسيا وسلوکيا وانفعاليا في المواقف المدرسية.

3. انخفاض دافعيه الإنجاز : ويعُبر عن انخفاض درجة شعور المعلم بالنجاح والکفاءة والتأثير الموجب في الطلاب ، والتفاعل السالب مع مشکلاتهم ، وآلية الأداء وانخفاض الحماس والمثابرة لبلوغ أهدافه الشخصية ، وتشتت انتباهه بين متطلبات ومجهدات الدور.

المجال المهني کما يدرکه المعلم : ويتمثل في مجموعة الأبعاد التي يدرکها المعلم في تفاعله المهني کضغوط دائمة تؤدى إلى إصابته بالإنهاک النفسي ويصنفها البحث إلى أحد عشر بعُداً :

1. مبنى المدرسة : ويقيس هذا البعُد مستوى إدراک المعلم لمبنى المدرسة من حيث سعته وضيقة لعدد المعلمين والطلاب ومدى توفر الإمکانات المادية المدرسية مما يؤدى إلى شعوره بالراحة أثناء تواجده بالمدرسة .

2. نمط الإدارة المدرسية : ويقيس هذا البُعد مستوى إدراک المعلم لمجموعة التفاعلات والعلاقات النفسية والاجتماعية للنمط الإداري المدرسي ، مما يشعره بالتوتر وعدم الراحة النفسية ، حيث يعتبر مصدراً ضاغطاً يؤدى للإنهاک  النفسي .

3. نظام اليوم المدرسي : ويقيس هذا البعُد مدى إدراک المعلم لنظام اليوم المدرسي ، من حيث طوله أو قصره ، ملائمة وقت الحصة مع موضوعات المنهج ، أوقات الراحة اليومية تناسب النظام مع تحقيق أهداف التنمية التربوية حسب أفکار المعلم ، ويعتبر النظام مصدراً ضاغطاً  قد يؤدى إلى الضيق والثورة على النظام ، وربما للإنهاک النفسي .

4. التوجيه الفني : ويقيس هذا البعد العلاقة التفاعلية بين المعلم والموجه الفني الذي يتابع عملة المهني ، من حيث الموضوعية والبعد عن الذاتية في التقييم ، بالمقارنة بزملائه الآخرين ، مما قد يعُتبر بعُداً ضاغطاً قد ينتج عنه اللامبالاة وعدم الرغبة في العمل مما يؤدى إلى الإنهاک النفسي .

5. السياسة التعليمية : ويقيس هذا البعٌد مدى اقتناع وحماس المعلم للسياسة التعليمية المحددة من قبل الجهات العليا ، ومدى مشارکته في رسم هذه السياسات ، خاصة  وأن المعلم هو الذي يقوم بتنفيذها ، وقد يؤدى ذلک إلى عدم الرغبة في بذل الجهد والشعور بالتشاؤم والثورة على النظام التعليمي .

6. المنهج الدراسي : ويقيس  هذا البُعد مدى تکيف المعلم لموضوعات المنهج الدراسي الذي يقوم بتدريسة ، ومدى حضوره الذهني وحماسة لهذه الموضوعات  ومدى مشارکة المعلم في اختيار موضوعات المنهج ، ويعتبر عدم المشارکة مصدراً ضاغطاً يولد الإنهاک النفسي .

7. المعلم الأول وأسرة التخصص : ويقيس هذا البعُد مدى إدراک المعلم لمجموعة التفاعلات والعلاقات النفسية والاجتماعية التي تحدث  بينه وبين زملائه المعلمين والمعلم الأول والتي تعتبر مصدراً ضاغطاً نتيجة للأشراف والسيطرة وعدم التوجيه وقد ينتج عن ذلک الإنهاک النفسي

8. مستوى تفاعل التلاميذ في العملية التعليمية : ويقيس هذا البعُد مدى إدراک المعلم لمجموعة التفاعلات والعلاقات النفسية والاجتماعية التي تحدث بينه وبين طلابه خلال الحصة الدراسية سواء کانت سلبية أم إيجابية ، وهى تمثل مصدراً ضاغطاً ينتج عنه التوتر والقلق وعدم  الرغبة في العمل مما يؤدى إلى الإنهاک النفسي

9. المکانة الاجتماعية للمعلم : ويقيس هذا البعُد مدى إدراک المعلم للمکانة التي يحتلها في المجتمع بالقياس إلى المهن الأخرى ، وتعتبر مصدراً أساسيا في الضغوط النفسية على المعلم وتحوله عن مبادئ المهنة ويؤدى إلى الإنهاک النفسي .

  1. المستوى الاقتصادي للمعلم : ويقيس هذا البعُد مدى ملائمة دخل المعلم وإشباع  حاجاته الضرورية بالمقارنة بالمهن الأخرى ، فانخفاض الدخل يمثل مصدراً ضاغطاً يؤدى إلى شعوره بالإنهاک النفسي .

11. المستوى العلمي والثقافي  والأخلاقي للمعلم : ويقيس هذا ةالبعُد إدراک المعلم للتفاوت الکبير في المستويات العلمية والثقافية  والأخلاقية للمعلمين ، وعدم وجود حد أدنى لهذه المستويات ، ويعتبر هذا البُعد مصدراً  ضاغطاً على المعلم لعدم قدرته على التکيف مع أعضاء الأسرة التعليمية ، ويؤدى إلى إنهاکه نفسياً .

أهداف  الدراسة : 

تهدف الدراسة الحالية إلى :.

  1. إعداد مقياس للإنهاک النفسي للمعلمين .
  2. تحديد مستوى الإنهاک النفسي للمعلمين ومدى توفره .
  3. توضيح الفروق بين الجنسين والتخصص والخبرة التدريسيه في الإنهاک النفسي للمعلمين.

أدبيات الدراسة  :

يعبُر مفهوم الإنهاک النفسي Burnout عن تعطيل وتعويق القدرات الادائيه للمعلم نتيجة لإدراکه لمجموعة من الضغوط في المجال المهني الذي يعمل فيه والتفاعل مع مکوناته ولذلک يمکن اختزال حالة الإنهاک النفسي التي قد يصل إليها الفرد ، واستعادة نشاطه الطبيعي ، يرفع الضغوط المدرکة ، واستخدام مجموعة من الأنشطة العلاجية .

ويختلف مفهوم الإنهاک النفسي عن مجموعه من المفاهيم السيکولوجية المرتبطة بالأنماط السلوکية للمعلمين في المواقف الاجتماعية فمصطلح Strain يشير إلى الجهد ويقصد به الانفعال ( ماسلاشي ، 1970) وهو بهذا المعنى يمثل أحد مکونات الإنهاک النفسي .

بينما يوضح جولد Gold (2007) الاختلافات بين مفهومي الإنهاک النفسي ، والإجهاد Stress ، حيث أن الإجهاد ينتج عن عدم التوازن بين المطالب البيئية وإمکانات الفرد للاستجابة لهذه المطالب . أما الإنهاک فيشير إلى نتائج الإجهاد وليس لأنظمة الفرد الداخلية.

ويرى وندل Wendell (2003) أن الإنهاک مرحلة متقدمة من الإجهاد ، فالإنهاک يتولد عن زيادة الإجهاد ، نتيجة لتعرض الفرد للضغوط  والخبرات المؤلمة وعدم قدرته على مقاومتها .

ويوضح کارجر Karger(2005) الاختلافات بين مفهوم الإنهاک ومفهوم الاغتراب Alienation ، حيث يشير الاغتراب إلى شعور الفرد بأن عملة ليس جزءا من طبيعة المهنة ويشعر أنه ترس في أله . وهذه المشاعر تصاحب الشعور بالإنهاک النفسي کذلک ، ألا أنه ليس من الضروري أن يؤدى الشعور بالاغتراب إلى نفور وتباعد الفرد عن المجتمع المهني کما يحدث في حالة الشعور بالإنهاک النفسي ، وقد يشعر الفرد بالاغتراب  وهو بين أفراد  جماعة العمل، عندما  يتنازل عن تفرده وتميزه في سبيل عدم رفض  الجماعة  أو تباعدها عنه ، فالإنهاک يؤدى إلى الاغتراب .

وقد ظهر مفهوم الإنهاک النفسي في التراث السيکولوجي ، لکي يعبُر عن الإجهاد المزمن في مجال العمل الاجتماعي ، وذلک من خلال الأفکار التي طرحها فريد فبرجر ، ماسلاش Freudendetger , 1974 , Maslach(1984)   .

وبتفحص أفکار الباحثين الذين تناولوا مفهوم الإنهاک النفسي فقد اتفقت رؤيتهم لمظاهر الإنهاک النفسي بأنه مجموعه أعراض فيزيقية وانفعالية مشتملة على مفهوم ذات سالب ، واتجاهات سالبة نحو العمل ، وفقدان المودة في التعاملات الاجتماعية ، وانخفاض المشارکة الوجدانية للآخرين ، واللامبالاة بالعرف والتقاليد وعدم القدرة على مواجهه الإجهاد المستمر في العمل .

کما اتفقت الدراسات السابقة على أن الإنهاک ظاهرة نفسية مکونه من ثلاث أبعاد :

أ-الإرهاق الانفعالي : ويشير على درجة استفادة الطاقة الفيزيقية والانفعالية  للمعلم في العمل   حتى تصبح صحته رديئة.

ب-ضعف الاهتمام بالبعُد الإنساني في التعامل : ويشير إلى درجة الصلابة والغلظة الانفعالية في التعامل مع الزملاء المستفيدين بالخدمة

ج-انخفاض دافعيه الإنجاز : ويشير إلى درجة شعور المعلم بأنه لا يستطيع توصيل والمعلومات إلى الطلاب أو التأثير الإيجابي فيهم .

Harrison , (2003) perlman & Hartman , (2002) , Cook (2008) , Beck & Gargiulo (2008) , Zager , (2003) , Birmingham (2008) , Micheal & Gold (2005) , Scharf (2005) , Hberty , Hyebner (2008).

وقد توصل الباحثين الذين تناولوا مفهوم الإنهاک النفسي بالدراسة ، على أن أعراضه تظهر في عدم وجود رغبة لدى الفرد لمواصلة عملة ، ونقص الدافع لبذل المزيد من الجهد في العمل ، والاتجاهات السالبة نحو العمل ، وقلة الفاعلية في العمل وترک العمل دون إتمامه ، وخروجه من اليوم الدراسي دون الشعور بأي التزام تجاه الطلاب أو تجاه زملائه بالمدرسة ، وعدم الرضا الوظيفي وتزايد معدلات الغياب ، واشتهائية الإجازات ، والعزم على ترک العمل بالتدريس وترک مهنة التدريس کرد فعل نهائي للإنهاک النفسي ، التدهور في سمات الفرد الإنفاعليه ، الشعور بالإحباط أمام أقل الأزمات ، سرعة البکاء في المواقف المحيطة وکثرة الغضب ، الانفعال الزائد ، الاکتئاب وانخفاض الروح المعنوية ، الاعتداء على حقوق الآخرين ، السخط على الذات وبلاده العواطف ، والصلابة العالية والسخرية من کل شئ ، والاتکالية والمعاناة من الأرق أثناء النوم ، وفقدان الشهية ، وزيادة معدل التدخين .

Bateman & Organ (2003) , perlman & Harrison (2000), Karger(2005) .

وباستعراض النماذج التي تناولت تحليل أسباب ظاهرة الإنهاک النفسي والتي قدمتها الدراسات الأجنبية ، ويرى الباحث أن أبعاد المناخ المهني التعليمي ، وشخصية المعلم بما في ذلک تکوينه العلمي والنفسي ، وإدراک المعلم للمجهدات والجوانب السلبية في المجال المهني ، کل هذه العناصر في تفاعل مستمر مع بعضها البعض ، وقد تؤدى إلى نتائج سلبية على الصحة النفسية للمعلم ومنها القلق والإحباط والاکتئاب واللاٍمبالاة وعدم الانتماء وضعف العلاقات الاجتماعية وعدم الرغبة في العمل وهبوط مستوى الأداء  والانفعال الزائد ، ويعنى ذلک کله ، الإنهاک النفسي للمعلم .

ويوضح هذا التصور مستويات التفاعل الحادثة والمتکررة والتي يدرکها المعلم خلال أداء دوره المهني في المدرسة ، ويتجدد مستوى أدراک الإجهاد على ثقافة وخبرة المعلم وقدرته على مواجهتها . إدراک الإجهاد يتم من خلال التفاعل بين مواقف العمل والمعلم بقدراته ومهاراته وخبراته ومکونات شخصية التي يوظفها لأداء دورة في العمل  فإذا کان هذا الدور يتسم بکثافة الأعباء والشعور بعدم القدرة على أدائها فان الفرد يشعر بالإجهاد .

 

ومع ثبات مکونات وأبعاد المناخ المهني في المدرسة ، وتکرار الأحداث يدرک المعلم الضغوط باستمرار أثناء تفاعله داخل  المؤسسة التعليمية ، ويبدأ شعوره بالإجهاد – ومع التکرار المستمر للتفاعل بينه وبين المناخ في المؤسسة وباعتبار الفروق الفردية بين المعلمين في درجات مقاومتهم ومدى تحملهم لمستويات الضغوط المرتبطة بمکونات شخصياتهم ، يبدأ مستوى الأداء في التناقص ، ومستوى التفاعل في الهبوط ويتدرج الضعف  في العلاقات الاجتماعية بينه وبين الهيئة الإشرافية والإدارة في المدرسة ، وکذلک مع زملائه وطلابه .

وتستمر الضغوط في المجال المهني ، ويستمر التفاعل السلبي مع هذه العوامل ، ويبدأ شعور المعُلم بالإجهاد الذاتي ، وتتأثر شخصية المعلم  نتيجة لهذه الضغوط ، ويشعر بآلية الأداء في عملة المهني ويتولد لدية الحرمان الذاتي ، ويتدرج شعوره بالإحباط من خلال المواقف التفاعلية التي لا يستطيع التوافق معها 0

وينعکس ذلک في هبوط مستويات الأداء ، سواء الجسيمة أو المهنية أو الانفعالية أو الاجتماعية . وهذه المکونات الشخصية للمعلم التي لا يستطيع  القيام بأداء وظائفه في مناخ يتسم بالضغوط وشعوره المستمر بالإحباط ، تؤدى إلى بداية إدراکه للإنهاک النفسي کنتيجة للعوامل المجهدة المحيطة به .

ويحاول الباحث استکشاف مدى تطابق هذه الرؤية والتنظير لظاهرة الإنهاک النفسي على المعلم المتفاعل مع المؤسسة التربوية في البيئة الکويتية بأبعادها ومکوناته ، کما هو موجود في الحقل التعليمي .

الدراسة السابقة :

تعرضت الدراسات السابقة إلى کشف الأبعاد الضاغطة  في المجال المهني للمعلم والتي ينتج عنها الإنهاک النفسي الذي يصاب به المعلمين في المراحل التعليمية المختلفة . ومجموعة المظاهر المعبُرة عن هذا الإنهاک .

ويکشف راسک وستراث Raschke & Strahe (2005) عن العوامل  المسئولة عن إصابة معلمي المرحلة الابتدائية بالإنهاک النفسي في دراستهما عن الإجهاد النفسي لمعلم المرحلة الابتدائية على 230 معلم بمتوسط عمر زمني 35 سنه ، 12 سنه خبرة . حيث توصلت الدراسة على أن العوامل المؤدية للإصابة بالإنهاک النفسي تنحصر في ضيق الوقت اللازم لإنجاز الأعمال التدريسية ، الأعمال الإدارية وأوراق الامتحانات ، الانحلال الأخلاقي للطلاب والعلاقات الاجتماعية السيئة بين الزملاء ، التغير الاجتماعي في الاتجاهات الاجتماعية نحو مهنة التدريس .

ويذکر کيبر وآخرين ( Kwiper et al (2005  في دراستهم عن الأحداث المسببة لإجهاد المعلم ، وذلک على عينه من 399 معلما ، أن أکثر الأحداث سبباً في أصابه المعلم بالإنهاک النفسي تتحدد في إبلاغ المعلم بأن أدائه غير جيد ، ونقل المعلم من المدرسة بدون رغبته والتهديدات من لجان المشرفين ، وإنکار فرصة المعلم  في الترقي .

وتناول هاريسون Harrison (2003) مصادر الإنهاک النفسي لمعلمي المرحلة الابتدائية بالدراسة على عينة من معلمي عشر مدارس بالمسيسبى . حيث توصل إلى أن المعلمين الأصغر سناً مصابين بإنهاک أعلى من الأکبر سناً .

وباستخدام عينة عشوائية مکونة من 172 معلما في المسيسبى درس هوبر Hooper (2003) الإنهاک النفسي وعلاقته  بالرضا عن العمل وبعض المتغيرات ، وتوصل على عدم وجود علاقة بين الإنهاک النفسي والمتغيرات الديموجرافية ووجود علاقة عکسية بين الإنهاک النفسي للمعلم ودرجة رضاه الوظيفي ، وان المعلمين الأکثر خبرة يشعرون بدرجة مرتفعة من الرضا عن العمل وانخفاض في درجات الإنهاک النفسي .

وفى نفس الاتجاه تناولت برمنجهام Birmingham(2008) دراسة الإنهاک النفسي والرضا عن العمل بين معلمي مينسوتا على عينة عشوائية من 329 من معلمي مينسوتا الحاصلين على مؤهلات تربوية واحدة . وکشف نتائج الدراسة عن أن المعلمات أکثر رضا عن العمل من المعلمين ، وان المعلمين اکثر انخفاضا في دافعية الإنجاز وضعف الاهتمام بالبعُد الإنساني في التعامل عن المعلمات ، کما أن المعلمين  ذوى العمر الزمني (35-44) سنه أعلى مستوى من الإرهاق الانفعالي عن إقرائهم في الفئات الأخرى .

وفى سنة (2008) تناولت کوک  Cook دراسة الإنهاک النفسي للمعلم وعلاقته بنمط السلوک الإشرافي المدرک ، وذلک على عينة من 500 معلم بالمدارس العامة وتوصل لوجود علاقة عکسية بين النزعة الإنسانية في السلوک الإشرافي وبعُد الإرهاق الانفعالي .

وتناول ويتمان ويونج Whiteman & Young(2005) دراسة الإنهاک النفسي للمعلم وإدراکه لسلوک الطلاب ، وذلک على عينة من 127 معلما من مدارس ريفية وحضرية في لويزيانا ووجدت الدراسة علاقة بين الإنهاک  النفسي للمعلم وبين إدراکه للسلوک العدائي للطلاب . کما أن هناک فروق لصالح المعلمين  ذوى سنوات الخبرة من 5-10 سنوات عن المعلمين ذوى الخبرة اکثر من عشر سنوات في الإنهاک النفسي .

ويکشف سينجر Singer(2003)  عن العلاقة بين الإنهاک النفسي للمعلم ونمط  السلوک الإشرافي للمدير کما يدرکه المعلم ، ذلک على عينة من 525 معلما في مدارس تينس ، وتوصلت الدراسة لوجود علاقة بين الإنهاک النفسي للمعلم وإدراکه لنمط الشکلية في العلم بسلوک المدير . کما أن المعلمين ذوى سنوات الخبرة الأقل ( 1-6 سنوات) اکثر حماسا من المعلمين ذوى الخبرة الأعلى (7-21سنه ).

وباستعراض الدراسات السابقة يستخلص أفکارا متفقة في نتائجها وأفکارا متعارضة في نتائجها ، ولکن هناک شبة اتفاق بأن ظاهرة الإنهاک موجودة بشکل نسبى وتنتشر بين المعلمين العاملين في الحقل التربوي بمختلف مستوياته ولا تقتصر على مرحلة تعليمية بعينها ، کذلک تعارضت نتائج الدراسات التي تناولت العلاقة بين الإنهاک النفسي للمعلم وعوامل الجنس ، والخبرة . والتخصص ، وأوضحت الدراسات أن الفروق الفردية معياراً أساسياً في إدراک المجهدات المسببة للشعور بالإنهاک النفسي لدى المعلم .

وفى مجال علاقة  الاحتراق النفسي بمفهوم الذات أجرى کل من فاربر وفريدمان Farder& Friedman , I , A (2006) دراسة للتعرف على العلاقة بين مفهوم الذات والاحتراق النفسي ، ولتحقيق هدف الدراسة تم تطبيق مقياس ماسلاش (M . B . I) ومقياس مفهوم الذات على 129 من معلمي المرحلة الأولية . وتوصلت الدراسة إلى ارتفاع مستوى الاحتراق النفسي لدى المعلمين ذوى مفهوم الذات السلبي  وان معتقدات المعلم التربوية (المثالية / الواقعية ) تؤثر على مدى تعرضه للاحتراق .

وهدفت دراسة برويرز وآخرين Brouwers , M, et al (2007)  للتعرف على العلاقة بين شعور المعلم بکفاية الذات ومدى تعرضه للاحتراق النفسي  على عينه من معلمي المرحلة الثانوية (277) معلما ، تم تطبيق  مقياس للاحتراق النفسي M . B I ومقياس کفاية الذات. کشفت الدراسة على أن نقص مستوى کفاية الذات للمعلم منبئ  قوى للاحتراق النفسي .

وآجرت ما MA , K , W (2006) دراسة هدفت إلى فحص العلاقة بين الاحتراق النفسي ونمط الشخصية (A) لدى عينه من معلمي المدارس الثانوية (ن=213) وتم تطبيق مقياس ماسلاش للاحتراق النفسي( M . B . I) ومقياس نمط الشخصية (A) . کشفت نتائج الدراسة على أن ذوى النمط (A) لديهم معاناة أقل من الاحتراق النفسي .

وکان من أهداف دراسة ويلي Wylie , C , D(2003) التعرف على دور المتغيرات الشخصية ومتغيرات  بيئة العمل في التنبؤ بالاحتراق النفسي لدى مجموعة من الأخصائيين النفسين بأريزونا وللتحقق من هدف الدراسة تم تطبيق مقياس ماسلاش( M . B . I)  للاحتراق النفسي وبطارية العوامل الخمس الکبرى للشخصية (کوستا – ماکرى ) FFI – NEO. کشفت نتائج الدراسة وجود ارتباط دال موجب بين الاحتراق النفسي وکل من العصابية ويقظة الضمير وارتباط دال سالب بين الاحتراق النفسي والانبساط والطيبة ( الإذعان و التقبل ).

وحول علاقة الاحتراق النفسي بالذکاء الانفعالي کشفت دراسة بودنک Budnik , M , F (2004)  عن وجود ارتباط دال سالب بين الاحتراق النفسي والذکاء الانفعالي ( تفهم وتقبل مشاعر الآخرين ، والقدرة على التعبير عن المشاعر ) لدى عينه من الممرضات (ن = 154) وتم تطبيق مقياس ماسلاش للاحتراق النفسي ومقياس الذکاء الانفعالي .

وفى مجال علاقة الاحتراق النفسي بالدافع للإنجاز کشفت دراسة خضر مخيمر (2002) عن وجود علاقة ارتباطيه بين الاحتراق ودافعيه الإنجاز وذلک في دراسة على عينة من معلمي المرحلة الثانوية (ن = 197) وتم تطبيق مقياس ماسلاش للاحتراق النفسي (M . B . I) ومقياس موقع الضبط ودافعيه الإنجاز .

 

وقام عدنان الفرج (2001) بدراسة هدفت على الکشف عن مستوى الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوى الاحتياجات  الخاصة (53معلما و 44 أخصائي و 35 إدراى ) وتم تطبيق مقياس ماسلاش للاحتراق النفسي کشفت نتائج الدراسة على ان الفروق في الاحتراق  النفسي بين الذکور والإناث  غير دالة ولم تظهر فروق داله في الاحتراق النفسي تعزى للخبره وان مستوى الاحتراق لدى الأخصائيين في العلاج والتدريب أعلى منه لدى المعلمين والإداريين.

 وفى دراسة على عينه من المرشدين النفسين (ن = 100) توصل نادر فهمي الزيود (2002) إلى أن مستوى الاحتراق النفسي لدى أفراد العينة متوسط  وان مستوى الاحتراق لدى الإناث أعلى منه لدى الذکور ولا توجد فروق في الاحتراق النفسي تعزى للمتغيرات التالية ( الخبرة ، التخصص ، المؤهل ، مکان العمل ).

وأسفرت نتائج دراسة کل من خوله يحي ورنا حامد (2001) آن خصائص الطلاب وظروف العمل من أهم مصادر الاحتراق النفسي لدى معلمي الطلبة المعاقين وانه لا توجد فروق في مصادر الاحتراق تعزى للجنس والمؤهل الدراسي وسنوات الخدمة  وذلک في دراسة على 42  معلمة و 45 معلما وتم تطبيق مقياس مصادر الاحتراق النفسي .

وأشارت نتائج دراسة کل من هازتنجز بهام Hastings , R , P & Bham , m , s (2003)  إلى أن أسلوب المعلم في مواجهه سلوکيات التلاميذ يعد مصدراً للاحتراق النفسي للمعلم . وذلک على عينة من المعلمين ( ن = 116 معلمي ) في مدارس کاليفورنيا .

وتوصلت صوفا Sova , f (2002) على أن ضبط التلاميذ داخل الصف  والتفاعل السلبي بين المعلم والتلاميذ من أقوى مصادر الاحتراق النفسي لدى المعلم ، وذلک في دراسة أجريت على    (87) من معلمي المرحلة الأولية .

وتوصل کل من لومنبرج وکاداود Lumenburg , F , C & Cadawid , V (2004)  إلى أن ضبط التلاميذ يعد مصدرا الاحتراق النفسي لدى معلمي المرحلة الابتدائية وذلک في دراسة على (91 معلماً ) طبق عليهم الباحثان مقياس ماسلاش للاحتراق النفسي .

وأجرى فريدمان Friedman, l(2005) دراسة على 348  من المعلمين البريطانيين  بالمدارس الدينية والعادية مستخدما ماسلاش للاحتراق النفسي . توصلت نتائج الدراسة إلى أن سلوکيات  التلاميذ تعد المصدر الرئيسي للاحتراق النفسي لدى المعلم وهذه السلوکيات عدم الاحترام والتقدير للمعلم وضعف الانتباه وانخفاض الدافعية للتعلم والسلوک الفوضوي .

کما درس عبد الله جاد محمود (2005) بعض عوامل  الشخصية والمتغيرات الديموقرافية المسهمه في الاحتراق النفسي لدى المعلمين ، وتکونت عينة الدراسة من 444 معلما من معلمي التخصصات الأدبية والعلمية بالمرحلة الابتدائية والثانوي بالدمام ، وتشير نتائج الدراسة أن معلمي المرحلة الابتدائية أعلى أنهاک نفسي مقارنة بمعلمي المرحلة الثانوية ، کما لا توجد فروق بين معلمي التخصصات الأدبية مقارنه بالعلمي في الإنهاک النفسي ، ينخفض مستوى الإنهاک النفسي لدى المعلمين بزيادة مدة الخبرة في التدريس ، الثبات الانفعالي والسيطرة  والتنظيم  الذاتي والتوتر من أهم  عوامل الشخصية المسهمة في الاحتراق النفسي لدى المعلمين .

وفى ضوء الأفکار التي تناولتها الدراسات الأجنبية  يضع الباحث فروضا للدراسة کما يلى :

الفروض :                   

  1. لا توجد فروق دالة إحصائيا بين المعلمين والمعلمات في درجات أبعاد الإنهاک النفسي .

2. لا توجد فروق دالة إحصائيا بين معلمي التخصصات ( عربي – رياضة –علوم – لغات – دراسات اجتماعية – تخصصات نوعية ) في درجات أبعاد الإنهاک النفسي .

  1. لا توجد فروق دالة إحصائيا بين سنوات الخبرة المرتفعة و المنخفضة للمعلمين في درجات أبعاد الإنهاک النفسي .

أداة الدراسة :

نظرا لعدم توفر  أداة جيدة لقياس الإنهاک النفسي ، ومحاولة  من الباحث في استکشاف حدود ظاهرة الإنهاک من خلال الإدراک الذاتي  للمعلم لهذه الظاهرة ، والذي تکون أثناء تفاعله في أداء دوره المهني ، ومدى استشعاره بنوعيات الضغوط المؤدية إلى تعويق وتعطيل قدراته الأدائية ، قام الباحث بأعداد مقياس للإنهاک النفسي .

واسترشد الباحث في تخطيط وتنظيم بناء الاختبار بطريقة هاريسون (Harrison , 2004) حيث قدمت قائمة الأحداث المجهدة متمثل في بروفيل ويلسون للإجهاد ، وتلقت استجابات المعلمين على مدى الإجهاد الذي  يشعرون به من هذه الأحداث المحددة في القائمة المقدمة لهم . کما استرشد الباحث بالطريقة التي يستخدمها کلا من : Reschke & Strathe , 2005 , Shaw & Keiper & Flaherty , 2005 من حيث  قدموا للمعلمين استبيانا مفتوحا ليحددوا فيه الأحداث والمواقف التي يشعرون تجاهها بالإنهاک النفسي . وقد قام الباحث بعمل دراسة استکشافية لإدراک المعلمين لظاهرة الإنهاک النفسي بين مجموعه من معلمي المدرسة المتوسطة والثانوية حجمها 118 ( 74 معلما ، 44 معلمة ) بمتوسط 4.9 سنوات خبرة تدريسية . وتمت الإجراءات کالآتي .

1. وجه سؤال لأفراد العينة عن عوامل  الضغط التي يدرکها المعلم في المؤسسات التعليمية  ، والمؤدية إلى إنهاکه نفسيا مما يترتب علية تعطيل توظيف قدراته الإدائية أثناء عملة في العملية التعليمية . واتفق أفراد العينة بنسبة 98.8% على أن عوامل الضغط تتمثل في مبنى المدرسة ، نمط الإدارة المدرسية ، التوجيه الفني ، نظام اليوم الدراسي السياسة التعليمية ، المنهج الدراسي ، مستوى تفاعل التلاميذ في العملية التعليمية ، المکانة الاجتماعية للمعلم ، المستوى الاقتصادي للمعلم ، المعلم  الأول  وأسرة التخصص.

2. طلب الباحث من أفراد العينة صياغة أسئلة تعُبر عن کل بعُد من أبعاد الضغط المؤدية للإنهاک النفسي للمعلم ، من وجهة نظرهم کعاملين في الحقل التعليمي ، قام أفراد  العينة بصياغة أسئلة تعُبر عن کل بعُد کما يستشعروها بمتوسط سبعه أسئلة للبعٌد الواحد

3. قام الباحث بترتيب مجموعات الأسئلة تحت کل بعُد من أبعاد الضغط في حدود سبعة أسئلة للبعُد الواحد حسب النسب التکرارية  لفکرة السؤال کما صاغها أفراد العينة الاستکشافية .

الدراسة الاستطلاعية :

أجريت الدراسة الاستطلاعية على عينه عشوائية حجمها (145)  من المعلمين والمعلمات من خمسة مدارس متوسطة (72 معلم ، 73 معلمة ) وتغطى التخصصات التالية :

لغة عربية – لغات أجنبية – رياضيات – علوم دراسات اجتماعية – التخصصات النوعية .

وطلب الباحث من أفراد العينة الاستطلاعية إبداء رأيهم في أبعاد الضغوط الموضحة في  الاستمارة الموزعة عليهم وعلى کل سؤال تحت کل بعُد منها . وإضافة  أبعاد أخرى أو أسئلة أخرى حسب مستويات إدراکهم  لذلک في العملية التعليمية .

وتحددت نتيجة الدراسة الاستطلاعية بنسبة  98.4 % على الأبعاد والأسئلة المعُبرة عن کل بعُد واتفق أفراد العينة الاستطلاعية  بنسبة 74 % على إضافة بعُد المستوى العلمي والثقافي والأخلاقي للمعلم ، وکان متوسط الأسئلة المعبرة عن هذا البعُد ستة أسئلة فقط .

تصميم وصياغة الاختبار :

قام الباحث بصياغة أسئلة الاختبار باللغة العامية کما عبر عنها أفراد العينة الاستکشافية  والاستطلاعية ، وحدد الباحث خمسة أسئلة تعُبر عن الإنهاک النفسي کميزان موحد لکل بعُد من أبعاد الضغوط کما يدرکها المعلمون ، فأصبح عدد الأسئلة الکلية للاختبار 55 سؤال  تعُبر عن 11 سؤال تعبُر بعُد من أبعاد الضغوط ، ولکل سؤال أربعة استجابات هى : موافق تماما 4 درجات موافق 3 درجات ، غير موافق درجتان ، غير موافق تماما درجة واحدة . (*)

ولحساب صدق الاختبار قام الباحث بعرض الاختبار في صورته النهائية على ثلاثة محکمين في مجال علم النفس  والصحة النفسية وکانت نسبة اتفاق المحکمين الثلاث 100% .

صدق  الاختبار :

يعُد الاختبار صادقا إذا قاس ما وضع لقياسه ، وتعُد نسبة اتفاق أفراد عينة الدراسة الاستطلاعية 98.4% ، ونسبة اتفاق المحکمين 100% ، ودليلا على أن الاختبار صادق في قياس الإنهاک النفسي کما يدرکه المعلم .

ثبات الاختبار :

قام الباحث بحساب ثبات الاختبار بطريقة إعادة  تطبيق الاختبار على عينة من المعلمين (145)  بفارق زمني أسبوعين ، وکان معامل الارتباط الدال على ثبات الاختبار بين  التطبيقين هو 0.876 وهو معامل مرتفع ويدل على درجة عالية من الثبات للاختبار .

 

 

عينة الدراسة الميدانية :

 قام  الباحث بتطبيق اختبار الإنهاک النفسي على عينه عشوائية من المعلمين  والمعلمات    499 ( 276معلما ، 223 معلمة ) من 27 مدرسة متوسطة ، وموزعة على 6 تخصصات لکل جنس ( اللغة العربية – الرياضيات – العلوم – اللغات – اللغات (إنجليزي وفرنسي) الدراسات الاجتماعية ( التاريخ ، الجغرافيا ، علم النفس )- التخصصات النوعية ( فنية ، اقتصاد منزلي – تربية رياضية ) .

جدول رقم (1)

توصيف عينه الدراسات من حيث التخصص والجنس وسنوات الخبرة

التخصص

المعلمون

المعلمات

عربى

رياضيات

لغات

علوم

دراسات

التخصصات النوعية

عربى

رياضيات

لغات

علوم

دراسات

التخصصات النوعية

العدد

47

53

52

34

35

55

39

20

41

40

45

35

متوسط سنوات العمر

4.74

5.38

4.79

5.54

5.45

5.70

1.14

3.58

3.53

3.89

4.36

4.42

ويتضح من الجدول رقم (1) أن متوسط سنوات الخبرة للمعلمين أعلى من المعلمات

نتائج الدراسة :

 أ‌- قام الباحث بتحليل البيانات باستخدام أساليب النسب المئوية واختبار (ت) وتحليل التباين والمقارنات المتعددة للمتوسطات وذلک لاختبار صحة الفروض التي وضعت محل الاختبار والدراسة . فيما يلي نتائج الدراسة لاختبار صحة الفرض :.

يوضح الجدول رقم (2) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والنسب المئوية لدرجات الإنهاک النفسي  وذلک  لاختيار التساؤل عن حجم الإنهاک  النفسي بين المعلمين والمعلمات . وقد وضع الباحث  مستوى 50% لدرجة الإنهاک النفسي على أنها الدرجة الوسطى والتي تدل على الشخص العادي وإذا زادت الدرجة عن ذلک زيادة معنوية فأنها تدل على شعور بالضغوط النفسية والإجهاد الذي يؤدى إلى الإنهاک النفسي .

ويبين الجدول رقم (2) أن النسب المئوية لدرجات الإنهاک النفسي لکل من المعلمين والمعلمات في جميع التخصصات  هي نسب دالة عن مستوى 001, ويعنى ذلک ارتفاع درجات  الإنهاک النفسي  بصفة عامة عند جميع المعلمين  وفى جميع التخصصات موضع الدراسة .

 

 

 

 

 

 

 

جدول رقم (2)

المتوسطات والانحرافات المعيارية والنسبة المئوية لدرجات الإنهاک النفسي للمعلمين والمعلمات طبقا لتخصصاتهم ، ومدى دلالة النسبة

الجنس

التخصص

ت

المتوسط

ع

النسبة المئوية المتوسطة

النسبة

مستوى الدلالة

المعـــلمـــين

اللغـــة العــربيـــــــة

الريــــاضيـــــــــــات

اللغـــات الأجنبيــــــة

العلــــــــــــــــــــــوم

الدراسات الاجتماعية

التخصصات النوعية

276

176.18

174.66

176.25

174.14

176.16

75.55

15.07

13.98

15.12

14.46

14.77

14.40

80.08

79.39

80.11

79.15

80.07

79.79

12.77

12.29

12.76

12.14

12.76

12.55

001,

001,

001,

001,

001,

001,

المعــــلــــمات

اللغـــة العــربيـــــــة

الريــــاضيـــــــــــات

اللغـــات الأجنبيــــــة

العلــــــــــــــــــــــوم

الدراسات الاجتماعية

التخصصات النوعية

223

174.73

173.62

174.72

169.74

175.24

177.44

14.17

13.86

14.05

16.07

16.62

16.18

79.42

78.91

79.41

77.15

97.65

80.65

10.62

10.34

10.61

9.44

10.75

11.32

001,

001,

001,

001,

001,

001,

  ب‌- ولاختبار صحة الفرض الأول عن الفروق بين المعلمين والمعلمات في الإنهاک النفسي، قام الباحث بإجراء اختبار (ت) بين المتوسطين . کما هو موضح بالجدول رقم (3) حيث لا توجد فروق دالة بين الجنسين  في الإنهاک النفسي بصفة عامة .

جدول رقم (3)

المتوسطات والانحرافات المعيارية واختبارا ت المعلمين والمعلمات في الإنهاک النفسي .

المجموعة

ن

المتوسط

ع

قيمة ت

مستوى الدلالة

المعلمون

276

175.75

14.34

1.07

غير دال

المعلمات

223

174.31

15.43

وقد قام  الباحث بإجراء تحليل لدرجات أبعاد الإنهاک النفسي حيث استخدم أسلوب تحليل التباين الثنائي ( الجنس × التخصص) وذلک لاختبار صحة الفرضين الأول والثاني .

ويوضح الجدول رقم (4) تحليل التباين لدرجات أبعاد الإنهاک النفسي الإحدى عشر . ونبين النتائج أن هناک فروقا دالة عن مستوى 0.01 بين المعلمين والمعلمات في أبعاد : مبنى المدرسة ، والسياسة التعليمية والمستوى الاقتصادي للمعلم لصالح المعلمين بمعنى أن المعلمين اکثر إنهاکا من المعلمات في هذه الأبعاد . وقد يرجع ذلک إلى أن المعلمات اکثر صبرا وتحملا وطاعة فيما يتعلق بمبنى المدرسة والسياسة التعليمية والمستوى الاقتصادي .

ويتضح أيضا من الجدول رقم (4) عدم وجود فروق دالة بين الجنسين في الإبعاد الأخرى ( نظام اليوم المدرسي ، نمط الإدارة المدرسية ، التوجيه الفني وأسرة التخصص ، المنهج الدراسي ،  التفاعل مع التلاميذ ، المکانة الاجتماعية للمعلم ، المستوى العلمي والثقافي والأخلاقي للمعلم ). ويدل ذلک على تحقق جزئي للفرض الأول .

جدول رقم (4)

تحليل التباين ( الجنس × التخصص) لدرجات أبعاد الإنهاک النفسي (ن = 499)

البعد

متوسط المربعات

ف

الجنس

(د ح=1)

التخصص

(د ح=5)

التفاعل

(د ح=5)

الخطأ

(د ح=487)

الجنس

التخصص

التفاعل

مبنـــــــى المــــدرسة

نظام اليـوم المدرســـي

نمط الإدارة المـدرسية

التوجيـــــــه الفنـــــــي

المعلـم الأول وأســــرة التخصــــــــــــــــــص

السياســـــة التعليميــــة

المنهـــج الــدراســـــي

التفاعــل مـــع التلاميذ

المکـــانة الاجتمـــاعية للمعلـــــــــــــــــــــــــم

المستوى الاقتصـــادي للمعلــــــــــــــــــــــــم

المستوى العلمـــــــــي والثقافـــي والأخــلاقي  للمعلـــــــــــــــــــــــــم

144.58

14.14

صفر

12.33

0.28

42.88

3.62

0.18

0.48

44.59

0.14

36.62

5.75

7.34

10.61

1.16

11.63

11.86

24.47

3.26

14.69

17.18

43.23

5.69

3.09

14.47

3.00

4.94

1.14

6.27

4.58

46.29

9.21

14.22

7.16

1.85

7.68

7.25

7.70

6.27

5.07

12.45

8.24

5.65

10.17

1.97

صفر

1.60

0.05

0.57

0.58

0.03

0.04

5.41

5.65

2.57*

0.80

1.25

1.38

0.73

1.51

1.89

4.83**

0.26

1.78

3.04

3.04*

0.79

0.53

0.88

0.41

0.64

0.18

1.24

0.37

5.62**

1.63

* دال عند مستوى 05,

* دال عند مستوى 0.01

جـ -ولاختبار صحة الفرض الثاني بين معلمي التخصصات المختلفة في درجات أبعاد الإنهاک النفسي، قام الباحث بإجراء تحليل التباين الثنائي والموضحة نتائجه في الجدول السابق رقم  (4).

ويتضح من الجدول (4) وجود فروق دالة بين التخصصات في أبعاد : مبنى المدرسة ، التفاعل مع التلاميذ ، المستوى العلمي والثقافي والأخلاقي للمعلم . ولا توجد فروق في الأبعاد الأخرى . ولمعرفة أي التخصصات اکثر إنهاکا  من الأخرى قام الباحث بإجراء  المقارنات المتعددة باستخدام طريقة توکى ( صلاح مراد ، 2003) .

وتوضح الجداول أرقام 7،6،5 المقارنات المتعددة في أبعاد : مبنى المدرسة ، التفاعل مع التلاميذ ، المستوى العلمي والثقافي والأخلاقي .

جدول (5)

فروق المتوسطات ومدى توکى بين مجموعات التخصص في درجات مبنى المدرسة

المتوسطات

علوم 17.11

رياضيات 17.34

لغات 17.52

التخصصات النوعية 17.52

عربي 17.56

مدى توکى

دراســــات

15.83

علـــــــــوم

17.11

رياضــيات

17.34

لغـــــــــات

17.52

النوعيــــــة

17.52

1.28

 

-

 

-

 

-

 

-

1.51

 

0.28

 

-

 

-

 

-

1.69*

 

0.41

 

0.18

 

-

 

-

1.69*

 

0.41

 

0.18

 

صفر

 

-

1.73*

 

0.43

 

0.22

 

0.04

 

0.04

1.68

* دال عند مستوى 05,

 وتدل نتائج الجدول رقم (5) على آن معلمي اللغات والتخصصات النوعية واللغة العربية اکثر إنهاکا من معلمي الدراسات الاجتماعية فيما يتعلق بمبنى المدرسة بينما لا توجد فروق بينهم وبين معلمي التخصصات الأخرى . وقد يرجع ذلک إلى أن معلمي اللغات والتخصصات النوعية في حاجة إلى تجهيزات مختلفة في مبنى المدرسة . کما آن معلمي اللغة العربية في حاجة إلى حجرات للاطلاع معدة لذلک.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 

شکل (1) تفاعل ( الجنس × التخصص)

فــى درجـــات مبنى المــدرســـة

 

 

 

 

 

ويوضح الجدول (4) وجود تفاعل دال ( بين الجنس والتخصص ) في بعد مبنى المدرسة وتبين متوسطات المجموعات ان تفاعل  يرجع إلى الانخفاض الشديد لمتوسط مجموعة معلمات الدراسات (14.02) عن المعلمين (18.14) وارتفاع طفيف في متوسط معلمات اللغات          (17.66) عن المعلمين (17.40) .

وبمقارنة فروق المتوسطات في بعد التفاعل مع التلاميذ ، کما بالجدول رقم (6) يتضح وجود فروق دالة بين مجموعة معلمي  الدراسات وکل من معلمي الرياضيات والعلوم نتيجة لتفاعلهم مع  التلاميذ . کما يوجد فروق دالة بين معلمي المجالات ومعلمي الرياضيات .

 

 

 

 

 

جدول رقم (6)

فروق المتوسطات ومدى توکى بين مجموعات  التخصص في درجات التفاعل مع التلاميذ

المتوسطات

علوم 15.22

لغة عربية 15.51

لغات 15.54

مجالات 16.20

دراسات 17.56

مدى توکى

رياضــيات

15.07

علـــــــــوم

15.22

لغة عربيــة

15.51

لغـــــــــات

15.54

النوعيــــــة

16.20

0.15

 

-

 

-

 

-

 

-

0.44

 

0.29

 

-

 

-

 

-

0.47

 

0.32

 

0.03

 

-

 

-

1.13

 

0.29

 

-

 

-

 

-

1.41

 

1.26

 

0.97

 

0.94

 

0.28

1.01

 ولا توجد فروق دالة بين المجموعات الأخرى ، وإن کان هناک اتجاه نحو الفروق بين معلمي الدراسات وکل من معلمي اللغات الأجنبية لاقتراب الفروق (0.97،0.94) من مدى توکى       (1.01) . ويعنى ذلک أن معلمي الدراسات يعانون أکثر من معلمي الرياضيات والعلوم واللغة العربية نتيجة تفاعلهم مع التلاميذ مما يؤدى على الإجهاد والإنهاک النفسي وقد يرجع ذلک لعدم اهتمام التلاميذ بالدراسات الاجتماعية .

جدول (7)

فروق المتوسطات ومدى توکى بين مجموعات التخصص في درجات المستوى العلمي  والثقافي والأخلاقي

المتوسطات

علوم 16.38

رياضيات

16.66

دراسات

16.81

مجالات 17.10

لغة عربية

17.44

مدى توکى

لغـــــــــات 16.26

علـــــــــوم

16.38

رياضيـــات

16.66

دراســــــات

16.81

النوعيــــــة

17.10

0.12

 

-

 

-

 

-

 

-

0.40

 

0.28

 

-

 

-

 

-

0.55

 

0.43

 

0.15

 

-

 

-

0.84

 

0.72

 

0.44

 

0.29

 

-

1.18

 

1.06

 

0.78

 

0.63

 

0.34

1.06

وبمقارنه متوسطات مجموعات التخصص في درجات المستوى العلمي والثقافي والأخلاقي للمعلم کما بالجدول رقم (7) يتضح وجود فروق دالة بين مجموعة  اللغة العربية وکل من مجموعة اللغات الأجنبية والعلوم ، بينما لا توجد فروق دالة أخرى بين المجموعات . وقد ترجع الفروق الدالة إلى النوعية الخاصة لمعلمي اللغة العربية  والتي تختلف عن معلمى اللغات والعلوم في المؤهلات الدراسية  وفى مفهوم  الآخرين عنهم مما يؤدى إلى الإنهاک النفسي لمعلمي اللغة العربية اکثر من اللغات الأجنبية والعلوم .

وبين الجدول رقم (7) وجود تفاعل دال بين الجنس والتخصص في بعد المستوى الاقتصادي للمعلم والرسم البياني للمتوسطات يوضح أن التفاعل غير حقيقي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

د- ولاختبار صحة الفرض الثالث عن دور الخبرة التدريسية في أبعاد الإنهاک النفسي ، قام الباحث بتحديد مستويين متطرفين للخبرة إحداهما أقل من خمس سنوات والآخر أعلى من عشر سنوات . ووزعت العينة طبقا لهذين المستويين وبذلک أصبحت المجموعتين 126 ذوى الخبرة الأقل من خمس سنوات ، 109 ذوى الخبرة الأعلى من عشر سنوات . ثم أجرى اختبارا (ت) لبحث الفروق بين المجموعتين في أبعاد الإنهاک النفسي کما هو موضح بالجدول رقم (8)

جدول رقم (8)

المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيمة (ت) بين مجموعتين الخبرة  في أبعاد الإنهاک النفسي

أبعاد الإنهاک

مجموعة الخبرة لأقل من خمس سنوات

مجموعة الخبرة الأعلى من عشر سنوات

ت

مستوى الدلالة

ن

م

ع

ن

م

ع

مبنـــــــى المــــدرسة

اليــــوم المـــدرســـي

نمط الإدارة المـدرسية

التوجيـــــــه الفنـــــــي

المعلـم الأول وأســــرة التخصــــــــــــــــــص

السياســـــة  التعليميــــة

المنهـــج الــدراســـــي

التفاعــل مـــع التلاميذ

المکـــانة الاجتمـــاعية للمعلـــــــــــــــــــــــــم

المستوى الاقتصـــادي

للمعلــــــــــــــــــــــــم

المستوى العلمـــــــــي والثقافـــي والأخــلاقي

126

126

126

126

126

 

126

126

126

126

 

126

 

126

 

17.42

14.37

15.43

13.40

15.46

 

15.36

15.62

15.67

16.20

 

16.23

 

16.73

2.12

3.00

2.39

2.81

1.72

 

2.62

2.28

2.20

2.23

 

2.85

 

2.24

109

109

109

109

109

 

109

109

109

109

 

109

 

109

17.37

13.55

15.78

13.56

15.41

 

15.94

16.24

15.35

16.50

 

15.95

 

16.74

2.41

2.60

2.18

2.85

2.60

 

2.87

2.55

2.34

3.40

 

2.93

 

2.45

-0.17

2.22

-1.17

-0.18

-1.62

 

-1.62

-1.97

1.08

-81,

 

0.74

 

-03,

 

غير دال

05,

غير دال

غير دال

غير دال

 

غير دال

05,

غير دال

غير دال

 

غير دال

 

غير دال

يتضح من الجدول رقم (8) وجود فروق دالة عند مستوى 05, بين مجموعتي الخبرة في درجات نظام اليوم المدرسي لصالح الخبرة الأقل ،ومعنى ذلک أن ذوى الخبرة الأقل من خمس سنوات معرضون للإنهاک النفسي الناتج عن نظام اليوم المدرسي اکثر من ذوى الخبرة الأعلى من  عشر سنوات . کما توجد فروق دالة عن مستوى 0.05فى درجات المنهج الدراسي لصالح ذوى الخبرة الأعلى ، فهم اکثر إنهاکا من ذوى الخبرة الأقل  . بينما لا توجد فروق دالة في الأبعاد  الأخرى .

 

تفسير النتائج  :

دلت نتائج الدراسة على تحقيق الهدف الأول من الدراسة عن حجم ظاهرة الإنهاک النفسي للمعلمين والمعلمات في جميع التخصصات ويؤدى ذلک إلى أثار سلبية على البيئة التعليمية وضياع الوقت أثناء تأدية واجبهم ويتفق ذلک من ما ذکره کل من ( ميلسام ، 2008، نيدوميلا 2008 ، جولد ، 2008) بأن 60% من وقت المعلمين يهدر للتغلب على الإنهاک النفسي ، بينما يتغيب 60% من المعلمين عن المدرسة بسبب الإنهاک النفسي .

وقد أتضح من نتائج الدراسة عدم وجود فروق دالة بين المعلمين والمعلمات في أبعاد الإنهاک النفسي باستثناء أبعاد مبنى المدرسة ، والسياسة التعليمية المستوى  الاقتصادي للمعلم حيث وجد أن المعلمين أکثر إنهاکا من المعلمات . وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه برمنجهام 2008 بأن المعلمين أکثر رضا عن العمل من المعلمين ، وانخفاض دافعيه الإنجاز عند المعلمين وعدم اهتمامهم بالبعد الإنساني . وتعنى هذه النتائج زيادة الضغوط  والإجهاد النفسي عند المعلمين ، اکثر من المعلمات فيما يتعلق بکثافة الفصول وضيقها  وعدم مناسبتها وعدم توفر أماکن العمل تشجع المعلم على البقاء في المدرسة وأداء عملة دون إجبار . بينما يقل ذلک  عند المعلمات اللاتي يزداد اهتمامهم بالآسرة اکثر من العمل کما يضيق المعلمون أيضا بالسياسة التعليمية اکثر من  المعلمات من حيث الأسابيع  الدراسية ونظم الامتحانات وعدم استقرار المعلم والسياسة التعليمية . وبينت نتائج الدراسة أيضا وجود فروق بين معلمي التخصصات  المختلفة في أبعاد  : مبنى المدرسة ، والتفاعل  مع التلاميذ  ، والمستوى العلمي والثقافي والأخلاقي  وتتفق هذه النتائج مع ما توصل إليه بک وجارجيلو (2008) بأن المعلم المنهک نفسياً يسهم  في بطء النمو الأکاديمي لطلابه ، والتخصصات النوعية  اکثر إنهاکا من معلمي الدراسات  الاجتماعية فيما يتعلق  بمبنى المدرسة والذي يهتم به کثيرا بالتفاعل مع التلاميذ عن معلمي الدراسات الاجتماعية فيما يتعلق بمبنى المدرسة والذي يهتم به کثير بالتفاعل مع التلاميذ عن معلمي الرياضيات  والعلوم وربما  يرجع ذلک لاهتمام التلاميذ بالعلوم والرياضيات اکثر من الدراسات الاجتماعية . 

وقد يرجع ذلک إلى ظاهرة الدروس الخصوصية بين معلمي العلوم والرياضة أکثر من الدراسات . وتزداد درجة الإنهاک النفسي عند معلمات اللغات اکثر من المعلمين وقد يرجع ذلک  إلى انتشار ظاهرة الدروس  الخصوصية  التي يهتم بها المعلمون اکثر من المعلمات .

وقد ارتفعت درجات معلمي  اللغة العربية في المستوى العلمي  والثقافي والأخلاقي عن معلمي اللغات الأجنبية والعلوم ويرجع ذلک إلى أن الأعداد المهني  لمعلمي  اللغة العربية مشبعا بالقيم والمثل والالتزام  الخلقي ، وانهم يمثلون عنوان الفضيلة لقيامهم بتدريس التربية الدينية للتلاميذ . ولا توجد دراسات تناولت هذه البعد بالبحث للطبيعة الخاصة  لهذا الموضوع في مجتمعنا العربي.

وقد بينت نتائج  الدراسة وجود فروق دالة بين مجموعتي الخبرة الأقل والأعلى في بعد نظام اليوم المدرسي حيث تزيد درجة الإنهاک عند المعلمين ذوى الخبرة الأقل ، وتتفق هذه النتيجة  مع ما توصل آلية هوبر (2007) من شعور المعلمين ذوى الخبرة الأعلى بالرضا عن العمل وانخفاض الإنهاک النفسي لديهم . بينما تتعارض النتيجة مع نتائج دراسة ويتمان ويونج (2008) بأن ذوى الخبرة الأعلى إنهاکا من ذوى الخبرة الأقل . وقد اتفقت هذه النتيجة مع نتائج بعد المنهج الدراسي وما توصل إلية سنجر ( 2006) حيث وجد آن الخبرة الأقل اکثر حماسا في العمل  من ذوى الخبرة الأعلى . ويرجع ذلک إلى الآلية في الأداء وانخفاض الدافعية وضعف التکيف مع الأجيال الجديدة واتساع الهوه في القيم والمثل عند المعلمين ذوى الخبرة الأعلى .

وتؤدى التغيرات المستمرة في المنهج الدراسي إلى عدم رضا المعلم ذو الخبرة الکبيرة وعدم رغبته في التدريب على الجديد مما يزيد من شعوره بالإجهاد والإنهاک اکثر من المعلم ذوى
الخبرة القليلة .

ومن الواضح أن نتائج الدراسة تعکس مدى ما يعانيه المعلم من ضغوط نفسية وتعقيدات روتينية  وتغيرات غير مدروسة في السياسة  التعليمية  وضعف الامتحانات  الفيزيقية  والفنية ، والسطحية في کثير من الأمور الفنية مما يؤدى إلى عدم رضائه عن عملة وعدم رغبته في أداء المطلوب منه ويسبب ذلک إجهاد نفسي وملل وربما آلية في الأداء إذا ما تغاضى عن المجهدات التي يتعرض لها کما يبدو اختلاف  المعلمين  عن المعلمات  بسبب طبيعة  کل منهم وتحمل المعلم لأعباء أسرية ولذلک فأن المجهدات تختلف باختلاف التخصص بالرغم من ارتفاع مستواها لدى جميع التخصصات من المعلمين والمعلمات .

وتقودنا نتائج الدراسة إلى ضرورة الاهتمام بمصادر الإنهاک النفسي والعمل على تقليلها أو الحد منها وقد يستلزم ذلک قيادات جديدة متفهمة ومرنه تشجع المعلمون وتساعدهم على تقبل المجهدات بصدر رحب وبأقل الآثار النفسية السالبة ، ودفعهم للتفاني في العمل بعد توعيتهم وعقد الندوات وحلقات المناقشة في کل تخصص وفى الموضوعات التي تمس مصادر الإنهاک النفسي .  

  1. المراجع

    1. عبد الله محمود (2005) بعض العوامل الشخصية والمتغيرات الديموجرافية  المسهمة في الاحتراق النفسي لدى عينة من المعلمين ، مجلة کلية التربية جامعه المنصورة ، العدد 57.

    1. صلاح مراد (2000)  الأساليب الإحصائية في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية ، القاهرة ، مکتبة الانجلو المصرية .

    3. خضر مخيمر أبو زيد (2002) ، الاحتراق النفسي لدى عينة من معلمي  التعليم الثانوي ، وعلاقته ببعض المتغيرات ، مجلة کلية التربية ، جامعة أسيوط ، المجلد (12) العدد   (2)
    ص ص 249-281.

    4. خوله يحي ، رنا نجيب حامد (2001) ، مصادر الاحتراق النفسي لدي معلمي الثانوي الطلبة المعوقين عقليا في اليمن ، مجلة مرکز البحوث التربوية ، جامعة قطر ، السنة العاشرة ، العدد 20 ، ص ص 97-124.

    5. زيد محمد البتال (2000) ، الاحتراق النفسي ( ضغوط العمل النفسية ) لدي معلمي  ومعلمات  التربية الحاصلة ، ماهيته ، أسبابه ، علاجه ، سلسلة إصدارات أکاديمية للتربية الخاصة ، الرياض

    6. عدنان الفرج (2001) ، الاحتراق النفسي لدى العاملين مع الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة  في دولة قطر ، دراسات العلوم التربوية ، المجلد 28 ، العدد (2) ،ص ص 247 – 270.

    7. نادر فهمى الزيود (2002) ، واقع الاحتراق النفسي للمرشد التربوي في محافظة الزرقاء في الأردن ، مجلة العلوم التربوية ، قطر ، العدد الأول ، ص ص 199 – 221

    1. Bateman , T . S . & Organ, D . W . (2003) Job satisfaction and the good soldier : the RelationshipAcademy if Manag – ement Journal 26.PP, 587 – 595.
    2. Beck , C . L & Gargiulo , R . M (2008) : Burnout in Teacher of  Retarded and non Retarded children . Journal of Educational Reseach , 76(3) PP . 167 – 173 .

    10. Birmingham , J . A ( 2008) : J ob  stisfation and Burn – out Among Minnsta teacher . Diss . Abst . Inter , 45 (8-A) PP . 2318-2319.

    11. Brouwers, M et al (2007) , Teachers Burnout and self Effiacy social support , ERIC,ED 437342.

    12. Budnik , M , F (2004) , Emotional Intelligence and Burnout Influece an Intent of staff Nurses to leave Nursing , D M , Universuty of phoeix.

    13. Cook , K . E . : (2008) The Relationship between Teacher perceptiopns of supervisory Behavior style and perceived Teacher Burnout . Diss. Abst . Inter , 44 (4-A) , P . 25 .

    14. Freudeberger , H . (1974) : Surnout : Journal of social lssue , 30(1),PP. 159 – 265.

    15. Farber , B , A & Friedman, I , A(2006) , Professional self – concept as a predictor of Taeacher Burnout , Journal of Educational Research , V (86) , N (1) , PP 28-35.

    16. Friedman , I , A(2005), STUDENTS Behavior patterns contributing to Teachers Burnout , Journal of Educational Research , v (88), n (5) , pp 281-85.

    17. Golembewski , R . R . (2007): Some Effects OF multiple Interventions on Burnout and work site futures. Journal Applied Behavior science , 23 (2) , pp . 295-313.

    18. Gold , Y . (2007) : Dose Teacher burnout begin with student teaching . Education , 105(3) , pp . 254 –257.

    19. Harrison ,  D . (2000): Role strain and Burnout in Child proteing service work . social servies Review 54 , pp . 31-44.

    20. Harrison (2003) The soures of teache Burnout Among the Elemantry school teacher of mississpi . Diss . Abst . Inter . ,44(5-A) , 1333.

    21. Hopper , M . L (2003) : The Reltionship between selected Demographic variables, Je satisfaction and Teacher Burnout . Diss. Abst . Inter . 43(7-A) PP . 2163-2164.

    22. Huberty , T . & Huebner , E . (2008) : A National survey of Burnout among school psychologi – sts . psychology in the scholl , PP . 54-61.

    23. Hastings , R , P , & Bham ,M , S , (2003), The Relaionship between  studets Behavior patterns and Teacher Burnout , School psychology , v (24) , n (1) , pp 115 – 27 .

    24. Keiper, W . R . ؛ Shaw, G . ,Flaherty , E . (2005) : Stress causing Events for Teacher. Eduation , 106 (1) , pp. 72 – 77.

    25. Karger , H . J . (2005) Burnout as Alination . social Servce Review , 55 (2) , pp . 270-283.

    26. Luneburg , F,C& Cadawid ,  V (2004) : Locusof control , pupli control ldeology and dimension of Teacher Burnout , J of Intenational psychology, v (19) , n (1),pp 13 – 22.

    27. Maslach, C . (1978) : The client role in staff Burn-out , journal of social lssue 34, pp . 111 +124.

    28. Maslach ,C . & Jackson , s . (1984) : Burnout in orgaiz –ation settings . ln s . oskamp . : Applied social psychology Annual. London : Magraw – Hill Inter , Book co . ,

    29. Micheal , W . & Gold , y (2005): A Cademic self concept corrlates of potential Burnout in Asample of furst semester Elemen – tary school practics teachers : A Concurrent validity study. Educational and psychological Measrument ,45,909 – 914.

    30. Milsum , J . H (2008): A Model the Eu – stress system for Healthy lllness . Behavior science , 30, pp. 179 – 186.

    31. Ma, K , W (2006) , Teach er Burnout Relations with stress, personality  and social support , Educational Journal , V (19) , n (1) , pp 3-11.

    32. Perlman , P . & Hartan , A (2003) : Burnout : sammary and Future Research . Human Relat – ions , 35 (4) , pp. 283 – 305 .

    33. Raschke , B.D. & Strathe , L . M . (2005) Teacher stress , The Elementary teacher s  perspective . The Elementary school Journal , The Elementary school Journal , 85(4),pp. 556 – 559.

    34. Scharf , S . (2005): Factors underling the Measura – ment of teacher Buronut . Diss . Abst . Inter . , 105(7-A) , PP. 2363 – 2364 .

    35. Sova , F , A (2002) , Causes and Effects of Teacher conflict – Inducing Attitudes towards pupils : A Path Analysis Model Teaching and teacher Education , V (18) , p 1007 –21.

    36. Singer , P . L . (2003) : A Study of Relationship between teacher Burnout and lead – ership style of the prinipal as perceived by teacher . Diss. Abst . lnter . , 46(10-A) P . 2883.

    37. Whiteman , J. L . , & young, J.C. (2005) : Teacher Burnout and the perception of student Behavior . Education . 103(3) , pp. 299-305.

    38. Wendell L . F (2003):Understanding Human Behavior in orgaization , N . Y : Mcgrow – Hill , Inc .

    39. Wylie , C , D (2003) An Investion into Burnout in the Field of school psychology , EdD Northern , Arizona university.

    40. Zager, J. (2003) The relationship of personality , situational stress and anexiety factor to teacher Burnout . Diss . Abst . Inter . , 43(8-A),P.272.