نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلف
جامعة البلقاء التطبيقية -کلية الأميرة عالية الجامعية
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
مقدمـة البحـث :
أحدثت التطورات العلمية المتسارعة تحولات کبرى في مفاهيم جديدة تتطلب استخدام وسائل وأساليب جديدة في التفکير، کما أدت الثورة المعرفية في مجال تکنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى بروز واقع علمي جديد بعيدٍ عن الدور التقليدي المتمثل في التعليم والبحث العلمي والخدمات وعدم مسايرة التغيرات الکبيرة في سوق العمل؛ فالانفجار المعرفي أدى إلى ظهور تقنيات جديدة ووسائل تعليمية باستخدام الحاسوب، وتبع ذلک ظهور شبکة المعلومات في أواخر القرن الماضي الذي أدى إلى حدوث تطورات علمية کبيرة أفرزت أنماطاً جديدة من المهارات والمعارف أسهمت في تشکيل البنية المعرفية للأفراد.
إن عصر العولمة يحملنا على إعادة النظر في مراجعة واقع التعليم في مؤسساتنا التعليمية بصفة عامة وفي جامعاتنا على وجه الخصوص والبحث عن قيادات مبدعة تساير التطورات الجديدة وتتطلع إلى المستقبل بنظرة استشرافية ثاقبة، والبحث فيها عن قادة مبدعيين يستطيعون التفکير إستراتيجياً ويقدرون على إصدار القرارات الإدارية الصائبة. والإسهام في جعل المخرجات التعليمية ذاتاً لها کينونتها وقيمتها اجتماعيا وثقافيا واقتصادياً وسياسياً، وبها إبداعاتها التي تسهم في عملية التنمية الشاملة (عبد السميع، 2003، ص6).
إن الجودة الشاملة في التعليم تتطلب مهارات إبداعية قادرة على معرفة ما يجب عمله متمتعةً ببصيرةٍ صافية قادرة على نقلها للآخرين وترجمتها على أرض الواقع إلى حقيقة واقعة ولا تستطيع أي جامعة أو مؤسسة تحقيق التقدم بلا قيادة ذات قدرات عالية.
والإبداع قضية مهمة وأساسية في کل عمل، والرؤيا الواضحة والإستراتيجية لدى القائد الإبداعي تشکل أساسا لتطور الفرد والمجتمع نحو الأفضل دائما، فالأمم التي وصلت إلى الرقي والتقدم لم تکن لتصل إلى هذا المستوى إلا بوجود المبدعين لديها فالمبدعون هم عماد الأمة
وعنوان رقيها.
فالشعب الياباني الذي ضرب بقنبلتين نوويتين، في الحرب العالمية الثانية، وواجه صعوبات عديدة، هو من أکثر الشعوب إبداعاً وتفوقا، سواء أکان على مستوى الصناعة أم التجارة أم العلوم أم بناء المصانع أم بناء السفن أم تفوق الطلبة على المستوى العالمي هذا الشعب أصبح نبراساً يحتذى، وأخذت الأمم تتسابق للإفادة من تجربة هذا العملاق المبدع الذي تفوق على کثير من الأمم.
لقد طالت حرکة المناداة بالإبداع جميع المؤسسات الخاصة والعامة ومن بينها مؤسسات التعليم العالي باعتبار أن التعليم الجامعي أصبح محط أنظار وتفکير الکثيرين من المسؤولين التربويين ورجال السياسة والاقتصاد، وتأتي أهمية التدريب والتطوير في أداء العمداء ورؤساء الأقسام الأکاديمية في الجامعات مطلباً ملحاً وضرورياً في تفعيل الوحدات الإدارية وأسلوبا حديثا من أساليب تطوير العاملين ورفع کفاءاتهم الإدارية وتنمية قدراتهم ومهاراتهم ومعارفهم وتغيير اتجاهاتهم، لأن الإداريين وفقا للنظرة الحديثة للتطور الإداري الذي طرحته المدارس الفکرية والنظريات الحديثة في الإدارة التربوية، بحاجة ماسة إلى ترجمة هذه الأفکار إلى المواقف العملية، وتحقيق عملية الدمج بين الفکر والعمل الإداري الذي يحتاج بطبيعة الحال إلى برامج تدريبية متطورة.
ويتزايد الاهتمام بالتعليم العالي الجامعي وباستمرار منذ أواخر القرن العشرين تيمناً بالدور الذي يمکن تمثيله بعملية التنمية الوظيفية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.ويواجه التعليم العالي في العالم العربي عامة وفي الأُردن على وجه التخصيص تحديات هائلة حاضرة ومستقبلية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر التزايد الکبير في أعداد الطلاب والترکيز على النمطية حيث تتجلى في الخطط والمناهج والسنوات الدراسية والساعات المعتمدة واعتماد تسلسل علامات الطلبة في الثانوية العامة کمعيار وحيد للقبول واختيار الطلبة من ذوي المعدلات العالية للکليات العلمية وذوي المعدلات المتدنية للکليات الأدبية .
ويشير التل (1998، ص26) إلى أن التعليم العالي يعاني من التصلب والجمود والشکلية في هياکله وبناه التنظيمية وبرامجه ومناهجه المعتمدة، وانعدام المواءمة بين نواتج التعليم واحتياجات خطط التنمية فالسياسات المعتمدة في قبول الطلبة ما زالت تفضل الدراسات الأدبية والإنسانية على الدراسات المهنية والتطبيقية، کما تتمثل هذه الظاهرة من خلال اختلال التوازن بين النمو الکمي ونوعية التعليم وجودته وعدم التناسق بين سياسات التدريب والتعليم وبين حاجات السوق في الأجهزة والمؤسسات العامة وقد نتج عن ذلک بروز نوعين من البطالة الأولى هيکلية والثانية سلوکية وهي الأهم حيث إن نسبةً عالية من الخريجين يبحثون عن العمل في الوظائف الحکومية والقطاع العام وقد تجلت هذه الظاهرة في الاختلال القائم بين نواتج الجامعات وبين متطلبات التنمية في هياکل العمالة المؤهلة والمدربة ومن خلال مظاهر الاختلال ما بين المهارات التي يکتسبها الخريجون وبين متطلبات السوق.
ويؤکد محافظة (2002، ص156) إن التخصصات في الجامعات الأُردنية تزيد على الستين في مستوى الدرجة الجامعية الأولى ....، ويتساءل هل تفي هذه التخصصات العلمية بالحاجات التنموية للمجتمع الأردني؟ وهل تأخذ بالحسبان التطور في سوق العمل والتغيرات في طبيعة المهن التي أفرزتها الحاجات التنموية ؟ وحيث إن الجامعات تعد المنطلق الأساسي الذي يقود المجتمع إلى النمو الاقتصادي والاجتماعي والرقي الفکري والحضاري فعليها مسؤوليات عديدة يجب أن توليها درجة من الاهتمام والدراسة وإعادة النظر فيها من جديد باعتبار أن التعليم الجامعي أصبح محط أنظار المسؤولين في المجال التربوي والفکري والاقتصادي.
مُشکلة الدراسة:
إن الواقع الحالي للجامعات العربية بشکلٍ عام والجامعات الأردنية بشکل خاص واقتصارها على مهام تقليدية کالتعليم والتدريب والبحث العلمي والخدمات وعدم مسايرتها للتطورات العلمية الهائلة والمُتسارعة جعل الحاجة إلى إعادة النظر في واقع هذه الجامعات أمراً ملحاً ومن الطبيعي أن تتناول عمليات التطوير والإصلاح خططاً وبرامج وسياسات هذه الجامعات فنحن بحاجةٍ إلى جامعات تتنافس فيما بينها في مجالات الاستثمار وتسويق التکنولوجيا والزراعة والبيطرة والصناعة، جامعات تعمل على توافر خبرات التعليم التي توجه أداء الجودة قادرةً على مواجهة التحديات وتعمل على التحسين المستمر والدائم على ضوء الجودة الشاملة في التعليم وتدريب الطلاب والعاملين وتهيئة البرامج التدريبية للقيادات الإدارية.
إن الجامعات بحاجةٍ إلى قيادات إبداعية تسهم في تنمية المعارف والخبرات والمهارات لتشکيل البنية الأساسية والمعرفية وتدعيم قدرة الفرد على التعلم وتسهم في رفع کفاءة المدرسين والطلبة على أُسس تربوية وعلمية تحکم تطبيقاتها وتوجه طرائقها وتخلق الاتجاهات الإيجابية في زيادة الأداء ورفع الکفاءات بأفضل الطرق .
هدف الدراسة وأسئلتها:
هدفت هذه الدراسة إلى بناء برنامج تدريبي مقترح لتطوير المهارات القيادية المبدعة لدى العمداء ورؤساء الأقسام في الجامعات الأردنية وانطلاقا من ذلک فإن الغرض من هذه الدراسة يمکن أن يتحقق في الإجابة عن الأسئلة التالية:
أهمية الدراسة:
يمکن إيضاح أهمية إجراء هذه الدراسة على النحو الآتي:
1. قد تفيد الدراسة واضعي السياسات ومتخذي القرارات في الجامعات الأردنية إذ إنها ستضيف مصدرا جديدا للمعلومات يساعدهم في تطوير الأداء الإبداعي والإدارة الإبداعية في الجامعات مما يؤدي إلى إضافة نوعية لتحقيق الأهداف العليا التي وجدت من أجلها الجامعات والتي تتمثل في التطوير والتحديث والابتکار ومتابعة التطورات العلمية وکل ما هو جديد ومفيد .
مصطلحات الدراسة :
تتحدد مصطلحات الدراسة فيما يلي :
تعرف القيادة على أنها " العلاقة بين الرئيس والمرؤوسين والتي تفجر وتحول الطاقات والإمکانات الفاترة والضعيفة لتحقيق الإنجازات تحولها إلى رغبات جامحة ومشتعلة لتحقيق النجاح" (Rusrom S. Daver. 1994, p.9) .
کما يعرف البعض الآخر القيادة على أنها : "استخدام القوة أو النفوذ للتأثير في أفکار وآراء وتصرفات الآخرين بطريقة تجعلهم يحققون أداءً مرتفعًا (نبيل مرسي ، 2006 ، ص 255).
ويقصد بها سلوکات ومميزات وصفات العمداء ورؤساء الأقسام الأکاديمية وفقا للمجالات التي تم تحديدها في أداة الدراسة.
تعني کلمة (إبداع) في اللغة "ابتکار شئ غير نمطي ولا مکرر " ؛ حيث إنها تعود إلى الفعل (بدع)، وبدع الشئ "أوجده على غير مثال" (أديب اللجمي وآخرون ، 1994، ص ص 28-29) ، أما عن مفهوم الإبداع في الأدبيات التربوية ؛ فتناولته بعض التعريفات من ناحية السمات الشخصية للمبدعين ، ومجموعة أخرى من ناحية العملية الإبداعية ؛ ومجموعة ثالثة من ناحية الإمکانية الإبداعية ، ومجموعة رابعة تناولته من ناحية البيئة التي تشجع على الإبداع والتجديد والتغيير" (ضياء الدين زاهر ، 1994، ص 14).
کما أنه يعني القدرة على إنتاج الجديد الممتع والمفيد، إنها إنتاج وکشف حقيقة جديدة، قانون، علاقة وجهاز، ومنتج، ومادة، وهي عملية تستند إلى المعرفة والعلم المتيسر ولکنها لا تنتج مباشرة وبسهولة وببساطة أو حتى بعمليات مجتمعة نمطية معروفة.
ويقصد بالبرنامج التدريبي " وحدة تعليمية مصممة بطريقة مترابطة ومتضمنة مجموعة من الخبرات والأنشطة والوسائل وأساليب التدريس التقويمية المتنوعة بهدف تنمية مهارات محددة" (عزو إسماعيل ، 2000 ، ص 75) .
کما أنه المخطط الذي يوضع في وقت سابق على عمليتي التعليم والتدريس في مرحلة من مراحل التعليم ويلخص الإجراءات الموضوعة خلال مدة معينة (أحمد اللقاني ، علي الجمل ، 1996 ، ص 39)
کما يعرف بأنه مجموعة من الخبرات التي تصمم لغرض التعليم والتدريب بطريقة مترابطة من خلال صفات العمل التعليمي ، وذلک لتطوير کفاءات القادة إلى مستوى أداء معين (فاروق الفرا، 1998، ص 175).
وهو مجموعة الأنشطة المنظمة أو المخططة التي تهدف إلى تطوير معارف وخبرات واتجاهات المتدربين وتساعدهم في تحديث معلوماتهم ورفع کفاءتهم الإنتاجية وتحسين أدائهم في عملهم.
تؤکد الاتجاهات الإدارية الحديثة على توافر قاعدة للمعلومات کأساس لاتخاذ القرارات دون إدخال القيم والاتجاهات في ذلک، وتعد نظرية النظم منظومة شبة متکاملة في ضوء مستجدات الثورة المعلوماتية والانفجار المعرفي وبما ينسجم مع متطلبات عالمية المعرفة والاقتصاد المعرفي.
حدود الدراسة:
تتحدد الدراسة بالحدود التالية :
1. الحدود الموضوعية : تقتصر الدراسة على اقتراح برنامج تدريبي لتطوير المهارات القيادية المبدعة بالجامعات الأردنية في ضوء الاتجاهات الإدارية المعاصرة .
الدراسات السابقة:
قامت فاطمة عناقرة (1990) بدراسة بعنوان: (المنظمات الإبداعية کما يتصورها القادة الإداريون)، وهدفت الدراسة إلى تطوير قائمة بخصائص المنظمات الإدارية الإبداعية کما يتصورها القادة الإداريون وقد توصلت الدراسة إلى أهم خصائص المنظمات الإدارية الإبداعية، وقد شملت عينة الدراسة جميع أفراد المجتمع والبالغ عددهم(82) فردا .
نتائج الدراسة وحددت سبعة مجالات لهذه الخصائص جاء ترتيبها حسب الأولوية على النحو التالي: مجال الأهداف والسياسات والاستراتيجيات على أعلى درجة توافق، يليه مجال الرقابة والمتابعة والتقييم، ثم مجال المهارات القيادية والهيکل التنظيمي، ثم مجال البيئة التنظيمية والتشريعات، وأخيرا جاء مجال إدارة الأفراد.
وقام أيمن المعاني (1990) بدراسة بعنوان ( أثر الولاء التنظيمي على الإبداع الإداري لدى المديرين في الوزارات الأردنية). وقد هدفت إلى التعرف على الولاء التنظيمي للمديرين العاملين في سائر وزارات المملکة الأردنية ، وأثره على إبداعهم الإداري، ومعرفة العلاقة بين الولاء التنظيمي من جهة وبين کل من المتغيرات المتمثلة في جهة العمل، والمؤهل العلمي، والراتب، ومدة الخدمة، والحالة الاجتماعية، والعمر، والجنس.
وأظهرت نتائج الدراسة أن المستجيبين من المديرين أظهروا قبولا لأهداف المنظمات التي يعملون فيها، کما أظهروا استعدادا للعمل في المنظمة دون الأخذ منها بنفس مقدار عطائهم لها، وتبين أن للمستجيبين درجة عالية من الحس الاقتصادي والاجتماعي، ودرجة عالية من الإبداع الإداري کذلک.
وقامت انتصار الدليمي (1990) بدراسة بعنوان (أثر الخصائص التنظيمية على تبني الإبداع). وهدفت الدراسة إلى اختبار الخصائص التنظيمية (الرسمية, المرکزية, التعقيد),على تبني الإبداع معتمداً على عينة قوامها (50) موظفاً من الفنيين والإداريين العاملين في شرکة الصناعات الخفيفة بالعراق وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة دالة بين کل درجة المرکزية والرسمية وحجم الإبداع المُتبنى,کما وجدت علاقة دالة إيجابية بين السلوک القيادي وجودة الاتصالات ودرجة المشارکة في اتخاذ القرارات وکفاية الحوافز مع حجم الإبداع المُتبنى معبرا ًعنه بعدد المتغيرات التي أُدخلت لأول مرة في المنظمة.
وقامت اميابل (Amiable, 1988) بدراسة بعنوان (بناء نموذج لتحديد العوامل التي تؤثر سلبا أو إيجابا على العمل الإداري في المنظمات). وهدفت الدراسة تحديد العوامل المؤثرة سلبا أو إيجاباً على الأعمال الإدارية في المنظمات.وأظهرت الدراسة إلى أن العوامل ذات التأثير الإيجابي تتعلق بشعور الأفراد بحرية التصرف واهتمام ودعم الإدارة لهم، وتشجيعها للأفکار الجيدة، وأدارتها الجيدة للمشروعات التي يتم تنفيذها، وتوافر الوقت الکافي والموارد المطلوبة، وکذلک الرغبة في التحدي والمنافسة في تحقيق الإنجازات المتميزة، بالإضافة إلى خصائص تتعلق بالمنظمة نفسها مثل (مناخ العمل السائد، والاهتمام بالأفکار الجديدة وتوقع نجاحها مثل توقع فشلها).
أما العوامل المؤثرة سلبا فکانت تلک العوامل المتعلقة بخصائص المنظمة (مناخ العمل الذي يفتقر إلى التعاون، قلة الاهتمام بالإبداع ومکافأته بصورة غير مناسبة)، إضافة إلى بعض القيود التي يشعر بها الفرد مثل فقدانه حرية التصرف أو السيطرة على العمل الذي يقوم به، ندرة دعم المنظمة واهتمامها، الإدارة الضعيفة للمشروعات الجديدة، ندرة ملاءمة وعدالة أسلوب التقييم، ندرة کفاية الموارد، ضغط الوقت، عدم الرغبة في التغيير والمخاطرة، علاقات تنافس بين الأفراد بدلا من التعاون.
وقام سکوت وريونيد (Scott & Reoinaid, 1994) بدراسة بعنوان ( الإبداع في مکان العمل). وهدفت الدراسة إلى تطوير نموذج للسلوک الإبداعي من خلال التعرف على تأثير کل من القيادة، والنمط الفردي في حل المشکلات، وعلاقات جماعات العمل، على السلوک الإبداعي المباشر، وغير المباشر، وأظهرت الدراسة إلى ما يلي:
وقام جيج Judge,1997)) بدراسة بعنوان (مقارنة بين المنظمات ذات المناخ الإبداعي وبين المنظمات الأقل إبداعية). وهدفت الدراسة إلى معرفة الفروق بين المنظمات ذات المناخ الإبداعي وبين المنظمات ذات الأقل إبداعية. وأظهرت الدراسة إلى أن عوامل الفصل بين المنظمات الإبداعية وقليلة الإبداع تتمثل في قدرة الإدارة على تکوين شعور اجتماعي في العمل؛ فالمنظمات الإبداعية ترکز على تنمية المجتمعات, بينما المنظمات الأقل إبداعية تکون أقسامها تقليدية وبيروقراطية ولا تهتم إلا بتنمية أوضاعها.
الطريقة والإجراءات:
فيما يلي وصف لمنهج الدراسة ومجتمعها وعينتها والأدوات المستخدمة في جمع البيانات وطرق التحقق من صدقها وثباتها وإجراءات الدراسة والطرق الإحصائية المستخدمة في تحليل البيانات والخطوات المتبعة في بناء البرنامج التدريبي.
منهج الدراسة وأداته :
استخدم الباحث المنهج الوصفي في وصف ما هو کائن وتفسيره ، وهو يهتم بتحديد الظروف والعلاقات التي توجد بين الوقائع ، کما يهتم أيضًا بتحديد الممارسات الشائعة والتعرف على المعتقدات والاتجاهات عند الأفراد والجماعات وطرائقها في النمو والتطور (جابر عبدالحميد وأحمد خيري ، 1996 ، ص 134)
في هذه الدراسة من خلال إستبانة خاصة لقياس درجة امتلاک العمداء ورؤساء الأقسام في الجامعات الأردنية للمهارات القيادية المبدعة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس وبناء البرنامج التدريبي في ضوء ذلک.
مجتمع الدراسة:
تکون مجتمع الدراسة من أعضاء هيئات التدريس في الجامعات الأردنية وعددهم (5959)، وتکونت العينة من (3608) من الجامعات التالية ، کما هو موضح في جدول (1).
جدول (1) توزيع مجتمع الدراسة حسب الجامعات
الجامعة |
عدد أعضاء هيئة التدريس |
المجموع |
|
ذکور |
إناث |
||
الجامعة الأردنية |
861 |
200 |
1061 |
جامعة اليرموک |
642 |
90 |
732 |
جامعة مؤتة |
486 |
54 |
540 |
جامعة البلقاء التطبيقية |
243 |
27 |
270 |
جامعة فيلادلفيا |
276 |
83 |
359 |
جامعة الإسراء |
186 |
39 |
225 |
جامعة البترا |
120 |
84 |
204 |
جامعة العلوم التطبيقية |
177 |
40 |
217 |
المجموع |
2991 |
617 |
3608 |
عينة الدراسة:
قام الباحث باختيار عينة عشوائية (قصدية) من أعضاء هيئات التدريس في الجامعات بلغت (600) عضو هيئة تدريس وذلک لمعرفة وتحديد خصائص المهارات القيادية المبدعة لدى العمداء ورؤساء الأقسام من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس، حيث تم استعادة (499) إستبانة أي أن نسبة الاسترداد بلغت(83%)، ويبين الجدول (2) توزيع عينة الدراسة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
جدول (2) توزيع عينة الدراسة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات
الجامعة |
عدد المستجيبين من أعضاء هيئة التدريس |
النسبة المئوية |
الجامعة الأردنية |
110 |
22.3% |
جامعة اليرموک |
86 |
15% |
جامعة مؤتة |
75 |
13.6% |
جامعة البلقاء التطبيقية |
48 |
10.4% |
جامعة فيلادلفيا |
67 |
11.9% |
جامعة الإسراء |
45 |
10% |
جامعة البترا |
32 |
7.6% |
جامعة العلوم التطبيقية |
36 |
9.2% |
الإجمالي |
499 |
100% |
أداة الدراسة:
بهدف جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بالدراسة وللتعرف على مستوى الإبداع لدى العمداء ورؤساء الأقسام الأکاديمية في الجامعات الأردنية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس قام الباحث ببناء أداة تکونت من (52) سؤالا.
المعالجة الإحصائية:
بعد جمع الاستبانات المستوفاة من عينة الدراسة ، تم معالجتها إحصائيا باستخدام المتوسطات الحسابية للتوصل لتبويبها حسب درجة أهميتها واستجابات عينة الدراسة من أعضاء الهيئة التدريسية ومن ثم اختيار العبارات التي حققت درجة المتوسط لکل مجال من مجالات الدراسة ليتم اعتمادها في تقييم خصائص القيادات المبدعة, وتحديد الحاجات التدريبية التي سوف يتم بناء البرنامج التطبيقي عليها، ويبين الجدول (3) شرح موجز لخصائص ومهارات القيادة المبدعة في ضوء الاتجاهات المعاصرة مصنفة في المجالات الخمسة.
شرح موجز لخصائص ومهارات القيادة المبدعة في الاتجاهات المعاصرة مصنفة في المجالات الخمسة
المجال |
الخصائص والمهارات للقيادة المبدعة |
حل المشکلات واتخاذ القرار
|
القدرة على اتخاذ قرار حاسم خلال فترة قياسية نسبيا. |
القدرة على تحديد درجة الغموض في الموقف . |
|
متابعة المشکلات التي يعاني منها المرؤوسين . |
|
القدرة على اتخاذ قرارات مهمة رغم عدم توفر المعلومات. |
|
القدرة والسرعة في الحصول على المعلومات التي يحتاجها. |
|
القدرة على تصور بدائل للتعامل مع حل المشکلات . |
|
إعطاء الحرية للمرؤوسين للمشارکة في تحديد المشکلات وحلها . |
|
القدرة على اکتشاف المشاکل بهدف حلها . |
|
القدرة على اتخاذ القرارات الهامة و تحمل مسؤولياتها . |
|
القيام بتجربة أفکار وطرق جديدة لحل المشکلات. |
|
استشارة الخبراء والمختصين في عملية صناعة القرار. |
|
وضع الحلول للمشکلات کلا على حدة . |
|
جمع البيانات والمعلومات الخاصة بالمشکلة قبل اتخاذ القرار . |
|
الرغبة في العمل مع فرق مکلفة بحل المشکلات المعقدة . |
|
القابلية للتغيير |
القيام بإيجاد طرق جديدة و فعالة لتنفيذ العمل. |
استباق الآخرين من الزملاء في تجربة فکرة أو طريقة جديدة فاعلة لحل المشکلات. |
|
الرغبة في التطوير والتجديد . |
|
تخصيص الوقت الکافي لمتابعة الأفکار و المشاريع الخاصة . |
|
التعامل مع التغيير بمرونة وتکيف . |
|
الطموح في الحصول على موقع ذي مکانة و امتياز أعلى. |
|
الرغبة في التعليقات على آراء المرؤوسين أثناء الاجتماعات . |
|
الرغبة في تکوين انطباع بامتلاک أفکاراً جديدة وخلاقة. |
|
الرغبة في جعل التغيير ظاهرة طبيعية في العمل . |
|
التشجيع على وضع الخطط المستقبلية للتطوير و التغيير . |
|
روح المجازفة |
البحث في الأفکار الجديدة والمعقولة لإثراء الحوار . |
المجازفة بالقيام بأعمال تتعلق بالعمل . |
|
الشجاعة الکافية للقيام بأعمال إبداعية . |
|
الرغبة في العمل ضمن فريق تسوده روح المجازفة. |
|
القيام بتجريب أساليب عمل جديدة رغم ما ينطوي عليه ذلک من مجازفة . |
|
رفض الخطأ، ولو کان شائعاًُ في العمل. |
|
تحمل نتائج ارتکاب الأخطاء عند تطبيق الأفکار الجديدة . |
|
سعة الاتصال وشموليته |
تفسير الاتصالات الواردة من المرؤوسين . |
تحمل نتائج ارتکاب الأخطاء عند تطبيق الأفکار الجديدة الخاصة بالعمل. |
|
تنمية الصلات والعلاقات الإنسانية مع المرؤوسين . |
|
بذل الجهود في توسيع الاتصالات الوظيفية . |
|
العمل على إيجاد قنوات اتصال مفتوحة مع الزملاء والمرؤوسين . |
|
تطوير العلاقات مع ذوي الاختصاص العاملين في جامعات أخرى . |
|
الاستعانة بالعلاقات الشخصية من أجل الحصول على الحاجات الخاصة بالعمل . |
|
تشجيع الإبداع ودعمه |
تجريب الأفکار الجديدة والبناءة، وعدم الحکم عليها مسبقاً . |
الثناء على أعضاء هيئة التدريس الذين يحققون أي إنجازات مبدعة . |
|
تبني مفهوم التنافس البناء بين الزملاء والمرؤوسين . |
|
النقد البناء للأفکار الجديدة المطروحة من قبل المرؤوسين . |
|
العمل على إيجاد آليات تساعد في زيادة ثقة المرؤوسين بأنفسهم . |
|
التقدم بتقييمات مکتوبة للأفکار المقترحة. |
|
تشجيع أصحاب الأفکار الجديدة . |
|
إعطاء الزملاء والمرؤوسين الوقت الکافي, والحرية ؛ للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم دون قيود . |
|
تقديم تسهيلات مادية و معنوية ؛ لجذب الزملاء المبدعين، والحرص على استمرار وجودهم في العمل . |
|
تشجيع ذوي الأفکار الخلاقة وإظهارهم في أثناء العمل . |
|
امتلاک القدرة في الإشراف على الزملاء المبدعين . |
|
تشجيع أعضاء هيئة التدريس في الابتعاد عن الروتين . |
|
تشجيع أعضاء هيئة التدريس الذين يفکرون خارج نطاق اختصاصهم . |
|
تعميم الأفکار الجديدة البناءة لأعضاء هيئة التدريس . |
کما يبين الجدول (4) حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد العينة لاستبانه درجة توافر خصائص ومهارات القيادة المبدعة للعمداء ورؤساء الأقسام في الجامعات الأردنية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس على مجالات الأداة والأداة الکلية.وقد تم اعتبار المتوسط الحسابي الذي يقع بين (2.33-1) يمثل مستوى منخفضا من الإبداع، والمتوسط الحسابي الذي يقع بين (3.69-2.34) يمثل مستوى متوسطا من الإبداع والمتوسط (3.70-5) يمثل مستوى مرتفعا کما هو في الجدول (4):
جدول (4) يبين المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية ومستوى التوافر لخصائص ومهارات القيادة المبدعة لدى العمداء ورؤساء الأقسام من وجهه نظر أعضاء هيئة التدريس مرتبة تنازلياً حسب المجال
الرقم |
المجال |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
مستوى التوافر |
1 |
سعة الاتصالات. |
3.79 |
0.82 |
عال |
2 |
القابلية للتغيير. |
3.74 |
0.69 |
عال |
3 |
تشجيع الإبداع . |
3.69 |
0.83 |
متوسط |
4 |
حل المشکلات واتخاذ القرار. |
3.67 |
0.87 |
متوسط |
5 |
روح المجازفة. |
3.53 |
0.96 |
متوسط |
القيادة الإبداعية بشکل عام |
3.69 |
0.78 |
متوسط |
يبين الجدول (4) أن درجة توافر خصائص ومهارات القيادة المبدعة لدى عمداء الکليات ورؤساء الأقسام في الجامعات الأردنية جاءت متوسطة بشکل عام، أما على مستوى المجالات فجاءت درجة توافر الخصائص المبدعة بمستوى عالٍ على مجالي القابلية للتغيير وسعة الاتصالات، بينما جاءت متوسطة في مجالات تشجيع الإبداع وحل المشکلات واتخاذ القرار وروح المجازفة.
وقد احتل "مجال سعة الاتصالات " المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (3.79) وانحراف معياري (0.82)، جاء " مجال القابلية للتغيير " في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (3.74) وانحراف معياري (0.69) وجاء " مجال تشجيع الإبداع " في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي(3.69) وانحراف معياري (0.83) وجاء " مجال حل المشکلات واتخاذ القرار " في المرتبة الرابعة بمتوسط حسابي(3.67) وانحراف معياري (0.87)، أما " مجال روح المجازفة " فقد جاء في المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (3.53) وانحراف معياري (0.96)، وقد بلغ المتوسط الحسابي لتقديرات أفراد العينة على الأداة الکلية (3.69) بانحراف معياري( 0.78) وهو يقابل التقدير بدرجة متوسطة.واستکمالاً لجواب السؤال الأول، فقد تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لتقديرات أفراد العينة لکل فقرة من فقرات مجالات الخصائص القيادية المبدعة.
خطوات بناء البرنامج المقترح: بعد إجراء المعالجة الإحصائية وما أفرزته من احتياجات تدريبية للعمداء ورؤساء الأقسام في الجامعات فقد طور الباحث برنامجا تدريبيا تضمن مؤشرات لتطوير وزيادة فعالية أداء العمداء ورؤساء الأقسام في الجامعات ومن ثم تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله هذه الدراسة وقد سار البرنامج عبر خطوات ومراحل متتابعة.
المرحلة الأولى:البناء النظري للبرنامج حيث اشتمل هذا الجانب على الاحتياجات التدريبية الحقيقية ومن أهمها:
المرحلة الثانية: وتشمل المتغيرات التي سيبنى عليها البرنامج من الجانب العملي وأهمها تمويل البرنامج ومکان تنفيذ البرنامج والموضوعات التي سيتم التدريب عليها والمدربون الذين سيقومون بعملية التدريب إضافة إلى النشاطات التدريبية المرافقة وأساليب ووسائل التدريب وأساليب التقويم.
المرحلـة الثالثة: قام الباحث بتطوير البرنامج المقترح في ضوء الواقع والاتجاهات التدريبية وذلک إيمانا بالدور الفاعل والهام للعمداء ورؤساء الأقسام في الجامعات فعليهم تقع المسؤولية الأولى في تطوير أداء الجامعات ورقي المجتمع وتطوره وذلک بإتباعهم الأساليب العلمية الحديثة في التوجيه والإدارة ومتابعة المستجدات العلمية الحديثة وتقييم جميع الفعاليات الإدارية وإدارة المصادر البشرية والمالية.
المرحلـة الرابعة: تم عرض البرنامج على مجموعة من الخبراء والمختصين بلغ عددهم (16) خبيرا في الإدارة والإدارة التربوية وذلک بقصد التثبت من صحة اشتقاق الأهداف والموضوعات والمفردات ومدى مناسبة محتوى البرنامج لأهدافه وبيان رأيهم بالخطوات العملية للبرنامج,وکانت درجة قبول الفقرة حصولها على نسبة اتفاق (90% فأکثر ) من آراء الخبراء والمختصين.
المرحلة الخامسة: البرنامج المقترح بشکله النهائي
تضمن البرنامج بشکله النهائي مجموعة من الأهداف والموضوعات والکفايات التدريبية التي تؤهل العمداء ورؤساء الأقسام في الجامعات وتمکنهم من أداء دورهم بشکل فاعل في إدارة کلياتهم وأقسامهم.
نتائج الدراسة:
مناقشة النتائج المتعلقة بالسؤال الأول :
نص السؤال الأول :"ما درجة توافر خصائص ومهارات القيادة المبدعة لدى عمداء الکليات ورؤساء الأقسام الأکاديمية في الجامعات الأردنية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس؟".
دلت النتائج المتعلقة بمجالات الدراسة بصورتها الکلية على ما يلي :
إن درجة توافر خصائص ومهارات القيادة المبدعة لدى عمداء الکليات ورؤساء الأقسام الأکاديمية في الجامعات الأردنية جاءت متوسطة بشکل عام.
أما على مستوى المجالات فجاءت درجة توافر الخصائص الإبداعية بمستوى عالٍ على مجالي القابلية للتغير وسعة الاتصالات فيما جاءت متوسطة في مجالات حل المشکلات واتخاذ القرار، وتشجيع الإبداع، وروح المجازفة.
ويؤکد ذلک على أن هناک وعياً واهتماماً متوسطين لأهمية القيادة المبدعة في الجامعات وفي العمل الإداري. کما أن هناک رغبة شديدة في التطوير والتغيير والتجويد لدى العمداء ورؤساء الأقسام في الجامعات، وهذا الاهتمام يعکس تحولا ووعيا کبيرا لديهم، کما يعکس النظرة المتفحصة والواعية لأهمية التحولات الکبرى التي يشهدها العالم من ثورة في الاتصالات والمعلومات، کما يعکس رغبة العمداء ورؤساء الأقسام بأهمية وشمولية الاتصالات الداخلية والخارجية کما ويؤکد حرصهم على التجديد والتطوير والإبداع ورفع مستوى الأداء وصولا إلى الغايات التي تهدف إليها الجامعات في رفع مستوى التعليم والترکيز على أهمية الجودة في المخرجات التعليمية.
کما يعکس وعي القيادات الجامعية بأهمية الإدارة الإبداعية وأبعادها المستقبلية ونظرتها الاستشرافية لمستقبل التعليم العالي والذي يشکل المحور الأهم لبناء الشعوب وتقدمها وازدهارها ومواکبتها لأحدث النظريات العلمية الحديثة في الإدارة الجامعية.والترکيز على نوعية المخرجات التي تسهم في بناء المؤسسات التعليمية والإدارية. کما ويؤکد على التوجه السياسي الرسمي لتطوير العملية التعلمية في الجامعات وتحسين مخرجاتها حيث أکدت المؤتمرات والندوات التي عقدت في البحر الميت في شباط( 2007 ) على أهمية التعليم الجامعي وضرورة تميزه وتجويده من حيث المدخلات والمخرجات التعليمية والتأسيس لثقافة مؤسسية جديدة تؤمن بالإبداع وتسعى إليه.
ويعکس الترتيب التنازلي لمستوى الإبداع للعمداء ورؤساء الأقسام الاتجاه الشخصي للمجالات التي يمکن أن يتأثر ويؤثروا بها؛حيث جاء مجال سعة الاتصالات والقابلية للتغيير في المراتب المتقدمة وجاءت مجالات روح المجازفة وتشجيع الإبداع وحل المشکلات بدرجة أقل؛حيث إن هذه المجالات تحتاج إلى قرارات إدارية عليا.
کما ويؤکد على أن مستقبل الجامعات ومستقبل الأمة يتوقف على مدى ما تطبقه هذه القيادات من أساليب علمية حديثة، وما تغرسه من أفکار متجددة ومتطورة في عقول الطلبة في هذه الجامعات الذين يتوقف عليهم بناء مستقبل أمتهم فهم عدة الأمة وعتادها وذخيرتها في التجديد والتطوير والتحسين والإبداع.
وقد جاءت نتائج الدراسة مرتبة تنازليا على النحو التالي: سعة الاتصالات، القابلية للتغيير، تشجيع الإبداع، حل المشکلات واتخاذ القرار وروح المجازفة.
النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني:
نص السؤال الثاني على: "ما البرنامج التدريبي المقترح لتطوير المهارات القيادية المبدعة لعمداء الکليات ورؤساء الأقسام في الجامعات الأردنية ؟"
للإجابة عن هذا السؤال قام الباحث بتطوير برنامج تدريبي لتطوير المهارات القيادية المبدعة لعمداء الکليات ورؤساء الأقسام في الجامعات الأردنية اعتمادا على الاتجاهات المعاصرة وواقع توافر المهارات القيادية المبدعة عندهم وحدد في هذا البرنامج الأهداف والمحتوى والکفايات والاحتياجات والأساليب التدريبية والتقويمية المتمثلة في تدريب وتأهيل العمداء ورؤساء الأقسام وزيادة فعاليتهم في إدارة کلياتهم وأقسامهم، وفهم العمداء واستيعابهم لعملية اتخاذ القرار الإداري وحل المشکلات التي تعترض عملهم داخل المنظومة العلمية.
النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث:
نص السؤال الثالث على: "ما مدى مصداقية البرنامج التدريبي المقترح ؟ "
وللإجابة عن هذا السؤال قام الباحث بعرض البرنامج المقترح على مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مجال الإدارة التربوية والإدارة العامة، للتأکد من ملاءمة عناصر هذا البرنامج، لتطوير الکفايات الإبداعية للعمداء ورؤساء الأقسام الأکاديمية في الجامعات الأردنية وفي ضوء ملاحظاتهم؛ قام الباحث بتعديل عناصر البرنامج حيث اعتمد على موافقة (90%) فأکثر من المحکمين على کل عنصر في هذا البرنامج وفيما يلي وصف لهذا البرنامج بعد التعديل.
وصف البرنامج التدريبي المعدل في القيادة الإبداعية للعمداء ورؤساء الأقسام في الجامعات.
اسم البرنامج:
برنامج تدريبي في المهارات القيادية المبدعة لعمداء الکليات ورؤساء الأقسام في الجامعات الأردنية.
الهدف العام للبرنامج:
تدريب العمداء ورؤساء الأقسام في الجامعات الأردنية على مهارات القيادة الإبداعية.
الأهداف الخاصة :
الفئات المستهدفة:
عدد المشارکين: (30 مشارک)
مدة التدريب: بمعدل (60) ساعة تدريبية تنفذ في 5 ، أسابيع ، بواقع 3 أيام في الأسبوع ،
و4 ساعات يوميا .
المدربون:
الحوافز والامتيازات:
تمويل البرنامج :
الميزانية التقديرية بالدينار الأردني :
البند |
الکلفة بالدينار الأردني |
مواد تعليمية |
650 |
أجور محاضرين |
2200 |
أجور طباعة وسکرتاريا |
650 |
أجور إشراف إداري |
550 |
نفقات ضيافة |
450 |
أجور مواصلات للزيارات الميدانية |
500 |
|
المجموع 5000 دينار أردني |
مکان تنفيذ البرنامج:
حسب المکان الذي تحدده الجامعة الراغبة في تطبيقه.
أساليب التدريب:
النشاطات التدريبية:
محتوى البرنامج :
يبين الجدول التالي موضوعات التدريب موزعة على الأسابيع الخمسة في المجالات الخمسة لکفايات المهارات القيادية المبدعة وعدد الساعات النظرية والعملية المخصصة لکل موضوع .
محتوى البرنامج والجدول الزمني لتنفيذ البرنامج:
الأسبوع |
المجال |
اليوم |
الحاجات التدريبية |
المفردات والأساليب |
عدد الساعات |
||
النظرية |
العملية |
المجموع |
|||||
الأول
|
القيادة الإبداعية |
الأول |
تعريف العمداء ورؤساء الأقسام بمفهوم القيادة المبدعة |
|
2
2 |
- |
4 |
الثاني |
تنمية قدرات وکفايات القيادة المبدعة للعمداء ورؤساء الأقسام. |
|
2 |
2 |
4 |
||
الثالث |
تنمية مهارات البحث العلمي في مجال القيادة المبدعة |
مشروع بحث في القيادة المبدعة |
|
2 2 |
4 |
||
الثاني |
حل المشکلات واتخاذ القرار |
الأول |
تنمية مهارات العمداء ورؤساء الأقسام باتخاذ القرار |
وحل المشکلات
|
2 |
2 |
4 |
الاتصال الفعال |
الثاني |
تعريف العمداء ورؤساء الأقسام بالاتصال الفعال وإکسابهم مهارات الاتصال |
|
2 |
2 |
4 |
|
|
الثالث |
|
تطبيقات عملية في الاتصال تطبيقات عملية في مهارات الاتصال نماذج خاصة من الاتصال الفعال |
|
2
2 |
4 |
|
الثالث |
تقبل التغيير والتجديد في العمل الإداري
|
الأول |
تعريف العمداء ورؤساء الأقسام بإدارة التغيير |
|
2 |
2 |
4 |
الثاني |
تنمية الکفايات في إدارة التغيير |
4. .خصائص المناخ التنظيمي المساند للتغيير |
3 |
1 |
4
|
||
الرابع |
المجازفة وتشجيع الإبداع |
الأول |
تنمية کفايات ومفاهيم ذات صلة بالمجازفة والأداء الإبداعي |
2. التغذية الراجعة وعلاقتها بالإبداع 3. المجازفة والمخاطرة في تجريب الأفکار الجديدة وعلاقتها بالإبداع |
2 |
2 |
4 |
تشجيع الإبداع |
الثاني |
تنمية الکفايات والاتجاهات الإيجابية لتشجيع الإبداع وتقديره |
|
2 |
2 |
4 |
|
|
الثالث |
|
تطبيقات عملية في روح المجازفة تطبيقات عملية في تشجيع الإبداع |
|
2 2 |
4 |
|
الخامس |
|
|
|
|
|
4 4 4 |
12 |
وسائل التدريب:
تنفيذ مشاريع تتناول موضوعات البرنامج التدريبي، أفلام تدريبية، الحاسوب الآلي، الزيارات الميدانية للجامعات، عقد ندوات مفتوحة مع خبراء في الإدارة الجامعية، بحوث ميدانية من قبل المشارکين في الدورة.
أساليب التقويم:
سيتم تقويم البرنامج بالطرق التالية:
مناقشة النتائج:
النتائج المتعلقة بالسؤالين الأول والثاني:
نص السؤال الأول على: "ما البرنامج التدريبي المقترح لتطوير المهارات القيادية المبدعة المهارات القيادية المبدعة لعمداء الکليات ورؤساء الأقسام في الجامعات الأردنية ؟ ".کما نص السؤال الثاني على: "ما مدى مصداقية البرنامج التدريبي المقترح ؟ ".
للإجابة عن هذين السؤالين فقد قام الباحث بتطوير برنامج تدريبي لتطوير المهارات القيادية المبدعة لعمداء الکليات ورؤساء الأقسام في الجامعات الأردنية اعتمادا على الاتجاهات المعاصرة وواقع توافر المهارات القيادية المبدعة عندهم وقد حدد في هذا البرنامج الأهداف والمحتوى والأساليب التدريبية والتقويمية والکفايات والاحتياجات التدريبية المتمثلة في تدريب وتأهيل العمداء ورؤساء الأقسام وزيادة فعاليتهم في إدارة کلياتهم وأقسامهم، وفهم العمداء واستيعابهم لعملية اتخاذ القرار الإداري وحل المشکلات التي تعترض عملهم ومعرفة أبعاد الصراع داخل المنظومة العلمية.
وقد مر البرنامج بمراحل منهجية واعتمد فيها على الاتجاهات المعاصرة في المهارات القيادية المبدعة، وعلى دراسة واقع هذه القيادة عند العمداء ورؤساء الأقسام في الجامعات، ونالت فقرات هذا البرنامج وعناصره الصدق التحکيمي من المُحکمين الخارجيين وبذلک اعتبر هذا البرنامج مناسبا للأهداف والکفايات التي وضع من أجلها.
ويأمل الباحث بأن يجرب هذا البرنامج مستقبلا لمعرفة أثره على أرض الواقع وإمکانية الإفادة منه في خدمة الإدارات الجامعية وتطويرها ورفع کفاءتها وتجويد المخرجات التعليمية ورفع المستوى العلمي للطلبة وأن تعمل الجامعات على النهوض بالمجتمع وتقدمه وازدهاره وأن تکون الجامعات منارة علم تسهم في رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي والاستفادة بالطاقات الشبابية المسلحة بالعلم والإيمان وحب الوطن والاعتزاز به.
التوصيات:
7. وضع معايير وأسس علمية وعملية خاصة باختيار العمداء ورؤساء الأقسام (کالمرتبة العلمية، مدة الخدمة الجامعية، الإنجاز العلمي) وأن يکون لأعضاء هيئة التدريس دور في اختيار عمدائهم ورؤساء أقسامهم ضمن ضوابط موضوعية وشروط عملية وعلمية.
11. .إعداد الکوادر من أعضاء هيئات التدريس والتأکيد على مبدأ الکفاءة والقدرة، واختيار هذه الکوادر لتکون قادرة ومبدعة وتتحمل دورها في التغيير والتجديد والتطوير لمواکبة ثورة التکنولوجيا والتفجر المعرفي.
12. تنمية مهارات التدريب الإبداعي ويتمثل ذلک في منح المتدربين الحرية في انتقاء برامج التنمية التي يرغبونها أو تصميم أخرى لسد احتياجاتهم التي تساعد على النمو الشخصي أو ترک مساحة من الحرية للمتدرب في تطبيق المهارات المکتسبة وابتکار أخرى .
المراجـــع
المراجع العربية :
1. عزو اسماعيل عفانة (2000). حجم التأثير واستخداماته في الکشف عن مصداقية النتائج في البحوث التربوية والنفسية ، مجلة البحوث والدراسات التربوية الفلسطينية ، ع 3 ، فلسطين .
6. کامل محمد المغربي (1995). السلوک التنظيمي – مفاهيم وأسس وسلوک الفرد والجماعة في
التنظيم ، ط 2 ، عمان ، دار الفکر للنشر والتوزيع .
7. نبيل محمد مرسي (2006). المهارات والوظائف الإدارية – کيف تنمي مهاراتک الإدارية ؟ ،
الإسکندرية ، المکتب الجامعي الحديث .
11. مصطفى محمد عبد السميع (2003)، التکامل بين التعليم العالي والتعليم قبل العالي، تنمية الإبداع والابتکار، بحث مقدم إلى المؤتمر التاسع للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، دمشق 15-18 کانون اول2003.
المراجع الأجنبية :
16. Scott, S., and Reoinaid, A.,) 1994), "Determinates of Innovation in the Work Place ", Academy of Management Journal, Vol .37,No.3.