العنف وعلاقته بتوکيد الذات والأمن النفسي لدى تلميذات المرحلة المتوسطة من السعوديات وغير السعوديات

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

أستاذ علم النفس المساعد جامعة الملک عبد العزيز

المستخلص

ملخص
استهدفت الدراسة الحاليةالتعرف على نسبة انتشار العنف لدى تلميذات المرحلة المتوسطة بالمملکة العربية السعودية، والتعرف على الفروق بين التلميذات السعوديات وغير السعوديات في ( السلوک العنيف – توکيد الذات – الأمن النفسي )، وکذلک التعرف على العلاقة بين العنف وتوکيد الذات و الشعور بالأمن النفسي وقد تکونت عينة الدراسة من تلميذات المرحلة المتوسطة من السعوديات وغير السعوديات حيث بلغت عينة السعوديات 40 تلميذه ، وعينة غير السعوديات 25 تلميذة من جنسيات عربية مختلفة ،وکان متوسط أعمارهن 13.1سنة حيث طبق عليهن مقاييس السلوک العنيف ، توکيد الذات ، الأمن النفسي ،وقد أسفرت الدراسة عن ارتفاع نسبة السلوک العنيف بين طالبات المرحلة المتوسطة ، ووجود فروق بين السعوديات والمغتربات في السلوک العنيف لصالح السعوديات ووجود فروق بين السعوديات والمغتربات في الشعور بالأمن النفسي لصالح السعوديات وفي توکيد الذات لصالح المغتربات ، کما أسفرت الدراسة عن عدم وجود ارتباط بين السلوک العنيف والأمن النفسي أو توکيد الذات سواء عند السعوديات أو المغتربات ،وفي ضوء ما توصلت إليه الدراسة قدمت الباحثة عددا من التوصيات

الموضوعات الرئيسية


مقدمة

أصبح العنف داخل المدارس ظاهرة مقلقة مع تزايد الأخبار عن زيادة حوادث العنف إلى الحد الذى يصل إلى درجة خطيرة مما يعطي مؤشرا خطيرا لمستقبل التعليم ومستقبل الأبناء على السواء.

فزيادة العنف داخل المدارس ظاهرة خطيرة تقود الطلاب إلى مشکلات وسلوکيات سيئة ومن ثم فقد أصبحت المدرسة مصدرا ينمي القابلية لممارسة السلوک العنيف،وتحولت المدرسة عن أداء وظيفتها المرتقبة.(Nancy&Virginia,1995,55  ) 

والعنف لا يقتصر على محيط المدرسة بل تعداه إلى داخل الأسرة فأصبح العنف العائلي له تأثير خطير على سلوک الأبناء فقد لوحظ أن الأبناء الذين شهدوا عنفا عائليا يعانون الکثير من الأمراض النفسية والمشکلات السلوکية کما وجد أن العنف الأخوي الموجود فى معظم العائلات قد انتقل بالتقليد من العنف الوالدي إلى العنف الأخوي ، وهذا العنف يلعب دورا کبيرا فى انتقال العنف إلى المدرسة والمجتمع .(Morrison , Furlong&Morrison.1997,242-243)

کما أن مشاهدة أحداث العنف في التليفزيون والسينما لها تأثير کبير على سلوک المراهقين فمشاهد العنف الإعلامية تشجع السلوک العنيف کما أن البرامج التي تعرض وبها مظاهر السلوک العنيف تجعل المراهقين أکثر تکرارا للسلوک العنيف وتزيد من حدته .(Madeline,1996,256 )

کما قد يزداد العنف عند المراهقين عندما يتعرضون هم أنفسهم للعنف والقسوة فيزداد عندهم الميل للعنف والرغبة في تدمير الآخرين وهذا ما أوضحته دراسة عويد سلطان المشعان (1994 ) من أنه من نتائج الغزو العراقي للکويت أن زاد العنف لدى الشباب وأصبحوا أکثر ميلا لممارسته وذلک بعد تعرضهم لخبرات قاسية من العنف .

کما أن اللجوء إلى العنف قد يکون سببا للحرمان والصراع النفسي الذي يعيش فيه الفرد ،وهذه الحالة قد تؤدي بالفرد إلى توجيه طاقته العنيفة نحو العائق الذي يحول بينه وبين الإشباع وإذا حيل بين الفرد وبين توجيه سلوکه العنيف للخارج فإنه قد يستغل طاقته هذه في عمل مبدع ولو فشلت هذه البدائل فإنه يوجه عدوانه نحو ذاته (عبد السلام عبد الغفار ،1977 ،110 )

ومما يزيد من العنف داخل المدارس الإحباطات والفشل المتکرر للطلاب والرغبة في إثبات الذات والأنانية والرغبة في جذب النظر والشعور بالملل والعناد ووجود عاهة قد يکون لها تأثير نفسي ، والميل للاستعراض (محمد السيد عامر ،1998 ، 133 )

مما سبق فإن هناک بعض المؤشرات أن العنف قد يکون لشعور المراهق بفقد الأمن أو رغبة في تحقيق الذات ، فالطفل يبدأ تعلم الثقة بالنفس من خلال تطور علاقته مع المحيطين به وتوفر بيئة يشعر فيها  بالثقة والأمان (الفرحاتي السيد محمود ،2005 ،295 )

والفرد المؤکد لذاته هو فرد يشعر بالاستقلال ، والاعتماد على النفس ، والقدرة على مساعدة الآخرين ، والفرد المنطوي تعوزه هذه القدرات لما يتعرض له من إحباطات وکثرة التهديدات ، فيشعر بالدونية ( فوزية دياب ، 1990 ، 99 ) .

وتوکيد الذات قدرة يمکن تطويرها والتدريب عليها ، وتتمثل فى التعبير عن النفس والدفاع عن الحقوق الشخصية عندما تخترق دون وجه حق  (Lazarus , 1973 , 697 - 699) .

بينما يرى عادل عبد الفتاح الهجين (1998، 53) أن توکيد الذات  قدرة الفرد على التعبير عن أرائه ومعتقداته نحو الآخرين بطريقة مقبولة اجتماعيا والدفاع عن الحقوق متضمنة فى ذلک حق التعبير عن الذات دون المساس بحقوق الآخرين.

والسؤال الذي يتبادر للذهن هل دائما يکون العنف رغبة في توکيد الذات وبخاصة إذا علمنا أن توکيد الذات يحدث دون المساس بحقوق الآخرين ، وهل يکون نتيجة فقدان الشعور بالأمن کما ذکر سابقا  وبمعنى أخر : هل هناک علاقة بين العنف وتوکيد الذات وفقدان الشعور بالأمن وهذا ما تحاول الدراسة الحالية التعرف عليه.

مشکلة الدراسة:

على الرغم من أهمية الانکباب على موضوع «العنف» في شتى مجالاته(عنف الرجل ضد المرأة، عنف الآباء ضد الأطفال، عنف المشغل ضد العامل…)، فإن ما يمارس من عنف في مؤسساتنا التعليمية لم ينل الحظ الکافي من الدراسة والتحليل، وحتى ما أسهب فيه المحللون في هذا المجال يکاد يدور في نطاق مظاهر العنف التي يمارسها المربي على المتعلم، حيث يغدو المعلِّم/ المربِّي، من خلال هذا المنظور، رجلاً فضاً لا يرحم تلامذته، ويذيقهم أقسى العقوبات.(عبد المالک أشهبون، 2004)

إن سلوک العنف هو محصلة العديد من العوامل ومن ثم فهو سوک متشابک العوامل والمتغيرات وهذا ما يؤکده کل من کمال مرسي(1985) ونبيل حافظ ونادر قاسم(1993) من أن السلوک العنيف شانه شأن أي سلوک إنساني متعدد الأبعاد متشابک المتغيرات متباين الأسباب بحيث لا بمکن رده إلى تفسير واحد .

ولقد زاد العنف في المدارس زيادة مقلقة ، وقد أوضحت بعض الدراسات أن العنف داخل المدارس جزء من المشکة الکلية للعنف داخل المجتمع ، حتى أن العنف انتشر في أکثر الدول تقدما ، ففي المجتمع الأمريکي على سبيل المثال أصبح الاهتمام بقضايا العنف أکبر من الاهتمام بالتحصيل محاولة لفهم هذه الظاهرة الخطيرة للخفض منه لأن العنف إذا لم يتراجع فسنجد المستوى العام منحدر ،لذلک ينبغي تکثيف الدراسات للتعرف على الأسباب الکامنه وراءه ووضع توصيات الحد منه (Noguera ,1995,189 -190 & Ward ,1995 ,175 -185 )  

وفي دراسة قدمها قسم العلوم الاجتماعية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عن المشکلات السلوکية لدي طلاب المراحل التعليمية المختلفة أتضح أن السلوک العدواني (العنف) يمثل نسبة عالية بلغت 35.8% من بين المشکلات السلوکية الأخرى في السعودية.( سهام الصالح، 2005)

وتحاول الدراسة الحالية إلقاء الضوء على بعض المتغيرات المرتبطة بسلوک العنف لدى المراهقات من طالبات المدارس الثانوية ، وتتحدد مشکلة الدراسة الحالية في التساؤلات الأتية

1-ما نسبة انتشار السلوک العنيف لدى طالبات المرحلة المتوسطة بالمملکة العربية السعودية؟

2-هل توجد فروق بين التلميذات السعوديات وغير السعوديات في درجة العنف؟

3-هل توجد فروق بين السعوديات وغير السعوديات في توکيد الذات ؟

4-هل نوجد فروق بين السعوديات وغير السعوديات في الشعور بالأمن النفسي؟

5-ما العلاقة بين درجات الطالبات على مقياس السلوک العنيف ودرجاتهن على مقياس
الأمن النفسي؟

6-ما العلاقة بين درجات الطالبات على مقياس السلوک العنيف ودرجاتهن على مقياس
توکيد الذات ؟

أهداف الدراسة

تهدف الدراسة الحالية:

1-التعرف على نسبة انتشار العنف لدى تلميذات المرحلة المتوسطة بالمملکة العربية السعودية.

2-التعرف على الفروق بين التلميذات السعوديات وغير السعوديات في ( السلوک العنيف – توکيد الذات – الأمن النفسي )

3-التعرف على العلاقة بين العنف وتوکيد الذات و الشعور بالأمن النفسي.

أهمية الدراسة

تتمثل أهمية الدراسة الحالية فيما يلي:

1-                        تتصدي الدراسة لمشکلة من أهم المشکلات التي تؤرق العاملين في حقل التربية  ألا وهى انتشار السلوک العنيف في المدارس.

2-                        تحاول الدراسة التعرف على نسبة انتشار العنف فى المجتمع السعودى وبخاصة لدى الإناث والدراسات في هذا الجانب نادرة.

3-                        تحاول الدراسة التعرف على العلاقة بين بعض المتغيرات النفسية والسلوک العنيف للتعرف على مسبباته

4-                        في ضوء ما تتوصل إليه الدراسة يمکن تقديم عددا من التوصيات التي يستفيد منها المجتمع للحد من العنف.

 

مصطلحات الدراسة

1-العنف Violence :

تعرفه الباحثة بأنه سلوک يهدف منه الفرد إيذاء الآخرين أو إلحاق الضرر بهم أو إفساد ممتلکاتهم أو السخرية منهم بأية وسيلة ممکنة دون وجود مبرر منطقي لهذا السلوک.

2-  توکيد الذات :

هو السلوک الذي يمکن الشخص من التصرف بما فيه مصالحه ، من أن يدافع عن نفسه بدون قلق غير ضروري ، من أن يعبر بحرية عن المشاعر الصادقة وأن يعبر عن حقوقه الشخصية بدون أن ينکر حقوق الآخرين.(غريب عبد الفتاح ،1995، 5 )

3- الأمن النفسي:

يعرف بأنه شعور الفرد بأنه محبوب و مقبول و مقدر من قبل الآخرين, و ندرة شعوره بالخطر والتهديد وإدراکه أن الآخرين ذو الأهمية النفسية في حياته(خاصة الوالدين)مستجيبين لحاجاته ومتواجدين معه بدنياً و نفسياً لرعايته وحمايته و مسانداته في الأزمات (Kearns , 2001, p 69)

الإطار النظري

العنف

إن الأسرة لها تأثير کبير في تکوين شخصية أبنائها ،فالطفل السوي هو الذي نشأ في مناخ أسري مستقر ،فاتباع الأسر لأسلوب الاهمال سيعطي فرصة أکبر للانحراف ،ثم يأتي دور المدرسة والأقران ،حيث يتم غرس قيما خلقية تحدد سلوکهم المستقبلي فيما بعد (سهام عبد الحميد ،محمد السيد صديق ،1999 ،126- 127 )

فتشدد الوالدين في معاملة أبنائهم من شأنه أن يؤدي لدرجة عالية من العنف ،کما أن سلوک الوالدين العنيف سيتم تقليده من قبل الأبناء کما اتضح أن العنف أسلوب غير بناء في التعامل مع الأبناء ،وقد يستخدم العنف کحيلة دفاعية للتخلص من التوتر الناشيء عن الفشل في بعض المواقف .( فاروق جبريل ،فؤاد الموافي ،1985 ،189 – 190 )

کما اتضح أن العقاب هو سبب مشاکل سلوکية عديدة ،وفي إثارة العنف لدى المراهقين ،کما انه سبب المشاکل الأکاديمية وإثارة القلق وسؤء النظام والفوضي داخل الفصل المدرسي کما يجعل المراهقين أکثر ميلا لارتکاب جرائم ضد المجتمع ،ولقد کشفت الدراسات أن الذکور أکثر عنفا من الإناث .(Debrayshe&Fryxell ,1998 ,205- 207)

ولقد انتقل العنف من المجتمع الخارجي إى الفصل المدرسي نتيجة افتقار الطلاب الإحساس بتأنيب الضمير ،فهم لا يلومون أنفسهم بل يلومون الأقدار ،وأن العنف ليس بسببهم ولکن بسبب أنهم معتدى عليهم ،ويعزون فشلهم للظروف المحيطة بهم ،ويرون أن ما يفعلونه من سلوک عنيف إنما هورد فعل طبيعي للمعاملة القاسية من المجتمع الذي يعيشون فيه .(سهير کامل،1993،16 )

لقد أصبح العنف سلوکا شبه معتاد داخل المدارس ،ففي دراسة عن علاقة العنف ببعض المتغيرات وجد أن المراهقين المرتبطين بعائلاتهم سلوکهم أکثر سواء من غيرهم کما اتضح أن العنف يزداد في الطبقات الاجتماعية الفقيرة،وأن نقص الأنشطة أثناء اليوم الدراسي يزيد من عنف الطلاب .(Heather,1998 ,6 )

وظاهرة العنف المدرسي عالمية وليست مقصورة على بلد معين وهي ظاهرة معقدة وتدخل فيها عدة عناصر وأسباب منها اجتماعية واقتصادية وسياسية وأسباب عائدة الى نظام التعليم وأنظمة التحفيز (الترهيب ـ الترغيب) وأنظمة التقييم والبيئة المدرسية الى جانب الخلفية العائلية للطلبة والمدرسين والطاقم التعليمي والعملية الإدارية للمدارس.( سهام الصالح، 2005 )

والعنف المدرسي أصبح من أکثر المشکلات شيوعاً إذ شکلت في احصائيات وزارة
الداخلية 82 % من إجمالي الحوادث عموماً فقد بلغت سابقاً في عام 1418ه في منطقة الرياض فقط 1406حوادث اعتداء وأصبحت في عام 1425ه 4528حالة اعتداء بزيادة 400% خلال سبع سنوات  الغريب ان عدوى العنف المدرسي انتقلت من مدارس البنين إلى مدارس البنات مما يعني وجوب الوقوف بحزم وقوة ضد هذه الظاهرة التي قد تنهي ما تم بناؤه من مسيرة الحرکة التعليمية.(متعب أبو ظهير، 2008)

ولقد تبين أن السلوک العنيف هو نتاج عوامل عديدة ولکن لا يؤثر سبب بمعزل عن الآخر بل يتفاعل مع بعضهم البعض فمثلا قد يکون لدى بعض الأطفال حرمان من الأمومة أو عدم الشعور بالأمن ومن ثم يحدث عندهم إحباط ويتولد عندهم العنف.(Christenson ,Hirsh &Hurley 1997 ,329 )

کما ذکرت سعاد البياتي (2003) أن التمرد واختلال مستوى القيّم لدى الطلاب وتأثير القنوات الفضائية، وما تبثه من افلام العنف وتشجع عليه وراء انتشار العنف في المدارس، وقد تحدث نتيجة للاحباط او لتقليد اشخاص آخرين او انفصال الابوين او الخلل في التربية مثل الدلال المفرط والتسيب وعدم قدرة الاهل في السيطرة عليه.. او متابعته دراسيا وملاحظة رفقائه وطريقة سلوکه داخل وخارج البيت

وأشار الى ذلک أيضا متعب أبو ظهير (2008) حيث ذکر أن هناک بعض الأسباب قد تؤدي الى ظهور العنف المدرسي منها: (اضطراب العلاقة بينن الابن والام منذ الصغر لعلاقة ذلک بالنمو الاجتماعي والاستقرار النفسي) نقص مستوى الذکاء، سيطرة شخصية الأم على المنزل مما يتعارض مع نمو نزعة الذکورة لدى الأبناء خلال مرحلة المراهقة، او قبلها مما ينتج عن ذلک اضطراب الابن مما يؤدي لاتيان السلوک العنفي بغية اثبات الذکورة، الرغبة في اثبات الذات وتحقيقها عن طريق العنف على الآخرين، الشعور بالاحباط والتعاسة والتعبير عن الرفض الداخلي، تقلب المزاج والشعور بالاکتئاب، الشعور بالذنب والحاجة اللاشعورية للعقاب، تأثير جماعة الرفاق على تفسير السلوک، الفشل في تحقيق التوافق النفسي للفرد.

کما أن من أسباب العنف المدرسي الصراعات الشديدة والضغوط التي يعاني منها الطلاب داخل أو خارج المدرسة والخلافات بين الطلاب والمعلمين مما يؤدي إلى السلوک العنيف المدمر سواء داخل المدرسة أو خارجها.(Eeden,et al.,1996,28 )

ويرى بعض الإداريين أن مشکل العنف المدرسي يعود أساسًا إلى المدرسين، وإلى الطريقة التي يتواصلون بها مع تلامذتهم، وإلى أسلوب الخطاب المتبع داخل الفصل الدراسي، معتبرين أن شخصية المعلم وکفاءاته وتکوينه المعرفي والبيداغوجي هي الوسائل الکفيلة باحتواء الظاهرة أو على الأقل الحد من خطورتها. ومهما کانت وجاهة هذا الرأي، إلا أنه يحاول تحويل الاهتمام عن الأسباب الحقيقية المتحکمة في هذه الظاهرة، وهي أسباب متشابکة ومتداخلة؛ فانشغالات المدرسين وظروفهم الاجتماعية والمادية ومشکلاتهم البيداغوجية لا تسمح لهم بالتقرب من الأطفال المتعلمين والعناية بهم، فتفتقد العلاقة بينهم التجاوب العاطفي والتواصل الوجداني. کما أن ضغوط الحياة المدرسية وضعف تکوين بعض المدرسين، تساهم في تثبيت ظواهر الخضوع والاستسلام والميل للعنف والعدوان. لکن وفي ظل اکتظاظ الفصول الخانق وضعف البرنامج الدراسي وطول المقررات يصعب على أي مدرس کفء تذليل هذه الصعوبات التي تحول دون تکيف التلميذ مع الجو الدراسي وإقباله على الحياة المدرسية بکل فرح وسعادة ونشاط. (نجيب الجباري ، 2005)

وقد کشفت الدراسات ان الأطفال والمراهقين الذين يتسمون بسلوک عنيف يتميز أداؤهم داخل المدارس بعدم القبول حيث کان سلوکهم يظهر عليه النقص في المهارات الاجتماعية ونقص واضح في الاداء الاکاديمي ويفتقرون القدرة على مواکبة زملائهم في التحصيل الدراسي
(Gagnon ,Conoley ,1997 ,217)

لذلک فإن هناک حاجة ملحة للمربين وأولياء الأمور، ومن يتعاملون مع هؤلاء المراهقين إلى التعرف على خصائص شخصية المراهقين وما يرافقها من انفعالات مختلفة…بحيث يمکنهم التعامل معهم بوعي، ومساعدتهم لتجاوز مشکلاتهم النفسية، وانفعالاتهم الطارئة وردود فعلهم المختلفة… و على هذا الأساس، فإن الهدف الأساس من التعرض لقضية العنف المدرسي لدى المراهق، هو إثارة الانتباه لهذه الظاهرة التي لم تعد مجرد حديث عابر نسمعه في الشارع وکفى، بل وصلت عدواها إلى مؤسساتنا التعليمية. (عبد المالک أشهبون ، 2004)

توکيد الذات  :

هو قدرة على التعبير الملائم عن أى انفعال فيما عدا القلق نحو المواقف المختلفة فى إطار الالتزام بالمعايير والقيم الاجتماعية . (إلهامي عبد العزيز وفؤاد هدية ، 2000 : 20 )

ويعرف مصطفى عبد الباقى عبد المعطى ( 2001 : 145 ) توکيد الذات بأنه قدرة على ضبط النفس بصورة تتيح للفرد حرية الانفعال تجاه الأفراد والموضوعات للتعبير عن نفسه ، والمطالبة بحقوقه تخفيفا لحدة التوتر والقلق النفسى لديه ، مع مراعاة حقوق الآخرين.

وتعرف سامية عباس القطان ( 1981، 3 ) توکيد الذات بأنه حرية التعبير عن مشاعر الحب، والإعجاب ، والود ، مبتعدا عن العدوانية والقلق ، وکذلک الإيجابية فى العلاقات الاجتماعية، وبهذا تتحقق السوية للشخص .

ويشير إبراهيم أحمد عليان ( 1992 ، 25 ) أن توکيد الذات هو التعبير بشکل إيجابى عن المشاعر الإيجابية مثل : الاستحسان ، والتقبل ، والاهتمام ، والود ، والمشارکة ، والصداقة ، والإعجاب أو عن المشاعر السلبية مثل : الرفض ، وعدم التقبل ، والألم ، والاستياء ، والحزن ، والشک ، وذلک دونما تردد ، أو تراجع ، أو المرور بأى قدر من القلق، وکذلک دونما إضرار غير مشروع بالآخرين
أو بالذات .

ويعرف هارتلىHartely , 1993 , 210)) توکيد الذات بأنه التعبير عن المطالب والرغبات دون التعدى على حقوق الآخرين ، وبدون التنازل عن الحقوق المشروعة للشخص.

ويعرفه ألبرت وايمونز ( Alberti & Emmons , 2001  ) بأنه السلوک الذى يمکن الشخص من التصرف بأسلوب حسن ، وأن يدافع عن نفسه دون قلق ، ويعبر عن حقوقه ويطالب بها دون أن يعتدى على حقوق الآخرين .

ويوضح طريف شوقى فرج ( 1998 ، 59 ) أن توکيد الذات مهارة سلوکية لفظية وغير لفظية ، ونوعية موقفية ، ومتعلمة ، وذات فاعلية نسبية ، وتتضمن تعبير الفرد عن المشاعر الإيجابية ( تقدير – ثناء ) والسلبية ( غضب – احتجاج ) بصورة ملائمة ومقاومة الضغوط التى يمارسها الآخرون لإجباره على إتيان ما لا يرغبه والکف عن فعل ما يرغبه .

ولقد تناول العديد من الباحثين أبعاد توکيد الذات التى يمکن أن تشترک جميعها فى القدرة على بدء ومواصلة وإنهاء محادثة ، والدفاع عن الحقوق والمطالب دون إيذاء الآخرين ، والتعبير عن المشاعر الموجبة والسالبة ، وعدم الخجل فى المواقف الاجتماعية

يوضح ديليوتى ( Deluty , 1985, 1054- 1065  ) أن توکيد الذات يتضمن  :

-    القدرة على بدء ومواصلة وإنهاء حديث مع الآخرين .

-    القدرة على التعبير عما يجول فى خاطر الطفل .

-    التعبير عن الأفکار والمشاعر بطريقة مقبولة بدون إيذاء الآخرين .

ويرى محمود الأرضى ( 1985 ، 42 ) أن توکيد الذات يتضمن الأبعاد التالية : الرفض ، والثقة بالذات فى العلاقات الشخصية ، والتعبير عن المشاعر الموجبة والسالبة ، والمبادأة فى الاتصالات الاجتماعية ، والتفاعل فى المواقف الاجتماعية ، والاستجابة للنقد ، والاختلاف مع الآخرين .

ويشير طريف شوقى  ( 1998 ، 73 ) أن توکيد الذات يشتمل على الأبعاد التالية: القدرة على مواجهة الآخرين ، والدفاع عن الحقوق الخاصة ، والاحترام الاجتماعى ، وتوجيه النقد والمساومة ، والدفاع عن الحقوق العامة ، وإبداء الإعجاب ، وعدم التورط خجلا، والقدرة على الاختلاف ، وتوجيه العتاب ، وإظهار الغضب ، والقدرة على الاعتذار العلنى ، والاعتراف بقدرة الذات ، والاستقلال فى الرأى ، وضبط الذات ، ومواجهة السخافات ، والقدرة على طلب تفسيرات ، وتوجيه المدح .

ويرى منتصر علام ( 2001 ، 16 ) أن أبعاد توکيد الذات تشمل : القدرة على شرح وجهة النظر الخاصة ، والتحدث والعمل أمام جماعة ، والاشتراک فى عمل جماعى ، والقدرة على القيادة الاجتماعية ، والدفاع عن النفس ، والمشارکة فى الاهتمامات الأسرية ، ومواجهة الأزمات والمفاجآت ، والاختيار ، والتقدم بطلب أمام عدد من الناس ، والدفاع عن الحقوق الخاصة ، وبدء محادثة والاستمرار فيها ، وتبادل الحديث مع الآخرين ، والاستفسار عن شئ، وتقديم المساعدة للآخرين ، وتحمل المسئولية ، وإظهار الغضب ، وکسب صداقة الآخرين ، والقدرة على الرفض وقول لا ، والاعتذار العلنى ، وإدراک السمة الشخصية ، وتقديم الشکر للآخرين ، ومقاومة محاولة الآخرين لعرض آرائهم ورغباتهم ، والمساومة ، وعدم الخجل ، وتوجيه النقد ، والتعبير عن المشاعر الإيجابية والسلبية ، والاختلاف ، وإيجاد أعذار لتصرفات الآخرين ، وإظهار علامات الثقة بالنفس .

وتشير العديد من الدراسات إلى أن توکيد الذات هو أحدى المهارات الاجتماعية التى تجعل الفرد يشعر بالمسئولية،ويظهر الاهتمام بالآخرين ويشارکهم فى أنشطتهم الاجتماعية المختلفة فالعلاقة بينهم علاقة الجزء بالکل(محمد السيد عبد الرحمن، 1998 ، 16& على عبد السلام على ،2001 ،55)

وتوکيد الذات يقترب من مفهوم الإيجابية حيث يشير حسام عبدالعزيز
عبدالمعطى(2001 ، 59) أن الإيجابية تشير إلى ثقة الفرد بنفسه، وقدرته على المبادأة ، واختيار السلوک التوکيدى ، وتحمل نتائج اختياره ، وأن الإيجابية أساس لا غنى عنه فى التوکيد ، فلا يوجد شخص توکيدى وليس بإيجابى والعکس صحيح ، فالإيجابية وتوکيد الذات مفهومان يترادفان أو هما على الأقل يتداخلان بحيث يصعب التمييز بينهما ، وبوجه عام يمکن اعتبار أن الإيجابية هى القوة التى تدفع إلى توکيد الذات .

وتتميز الشخصية الإيجابية بعدد من الأرکان الأساسية ، منها قوة الأنا ، والاتزان الانفعالى ، والتوکيدية وتقدير الذات ( محمد إبراهيم عيد ، 2001 ، 263 ) .

توکيد الذات والعدوانية :

الشخص العدوانى هو الذى يحقق أهدافه على حساب الآخرين ومصالحهم ، ويتفق هذا مع ما أشار إليه فارلان (Farlane , 2002 , 1  ) من أن العدوان هو نوع من أنواع السلوک الذى ينطوى على عدم احترام حقوق الآخرين ، فهو أن تفعل ما تريد على حساب الآخرين بدون مراعاة مشاعرهم .

کما أن الشخص المؤکد لذاته تقل لديه مشاعر القلق لأن الشخص القلق يسلک أحد مسلکين : الأول إما أن يفقده هذا القلق القدرة على إمکانية الاستجابة المناسبة للموقف ، ويجد نفسه عاجزا أو مترددا ، والثانى أن يدفعه القلق للعدوان على الطرف الآخر ، وعلى ذلک فمن الضرورى خلو الاستجابة التوکيدية من القلق التى تقود إلى العدوانية ( منتصر علام ، 2001 ، 52 ) .

وتوکيد الذات يقترب من مفهوم تأکيد الذات حيثيرى محمود محمد الأرضى ( 1985 ، 35 ) أن سلوک الفرد الذى يسعى لتأکيد ذاته کثيرا ما يکون مصحوبا بالقلق الدافع نحو الإنجاز ، فى حين يسعى الشخص المؤکد لذاته لخفض القلق جزئيا أو کليا من خلال العلاقات الاجتماعية مع الآخرين .

ويشمل تأکيد الذات جميع مجالات الحياة ، فالشخص الذى يسعى لتأکيد ذاته قد لا يکون توکيديا ، بينما توکيد الذات يقتصر على مجالات العلاقات الاجتماعية ، لأن الشخص الذى يؤکد ذاته يسعى لتأکيدها ( عادل عبد الفتاح الهجين ، 1998 ، 45 – 46 ) .

وعلى الرغم من هذا الاختلاف بين المفهومين إلا أن هناک بعض الباحثين فى هذا المجال استخدموا توکيد الذات بمعنى تأکيد الذات

توکيد الذات وتقدير الذات :

تقدير الذات هو حکم الفرد تجاه نفسه وإلى أى مدى يعتقد أنه لديه القدرات والإمکانيات المناسبة التى تشعره بأهميته فى الحياة ( Crozier , 1995 , 18  ) .

ويوضح يسرى مصطفى السيد ( 2000 ، 207 - 248 ) أن الأشخاص الذين يحصلون على درجات مرتفعة فى تقدير الذات لديهم قدر کبير من الثقة فى ذواتهم وقدراتهم بينما الأشخاص الذين يحصلون على درجات منخفضة فى تقدير الذات لديهم فکرة متدنية عن ذواتهم ، حيث يعتقدون أنهم فاشلون وغير جذابين . ومن خلال تقدير الذات يکون الفرد قادرا على توکيد نفسه فى الفکر والسلوک والمواقف ( محمد إبراهيم عيد ، 2001 ، 263 ) .

وتسهم جماعة الأقران فى إمداد الفرد بالدعم اللازم لتقدير الذات ، وأن إيجابية الأفراد ترتبط بعضوية الفرد فى الجماعة ، وتکوين الصداقات مما يؤثر فى إحداث التوافق النفسى لدى الأفراد ( Rotenberg , etal ., 2004 , 46 - 67  ) .

الأمن النفسي  :

يتحدث الناس هذه الأيام عما يسمونه بالأمن الغذائي, و الأمن الاجتماعي, و الأمن السياسي, والأمن العام, و لکن لم يتحدث أحد عن أهم وأخطر أنواع الأمن, و هو الأمن النفسي, ذلک لأن الفرد وإن کان مهدداً من الداخل لا تصلح معه کافة إجراءات الأمن و وسائله الداخلية سواء کانت أمنا اقتصادياً أو أمناً غذائياً أو أمناً عاماً ,فإن الأمن النفسي أشدهم خطراً و أهمية علي وجه الإطلاق أو يظل الفرد خائفاً مرتعداً فزعاً دون أن يکون هناک في العالم المحيط به ما يدعو إلي القلق من الناحية الموضوعية , ولذلک قيل أنه لا يغني شيئاً أن يکسب الإنسان کل العالم و يخسر نفسه (عبد الرحمن العيسوي,1985 ، 113).

فالشخص الذي لا يشعر بالاستقرار والطمأنينة لا يستطيع أن يواجه الحياة بمشکلاتها وصعوباتها والتي تحتاج منا إلي جهد نفسي لمواجهتها مواجهة الشخص الأمن انفعالياً لأنه لا يستجيب عندئذ إلي الموقف الخارجي فقط بقدر ما تتداخل في استجابته مخاوفه و مناحي قلقه و أنواع الصراع الذي يعاني منها(عثمان فراج, 1970,  115).

و الشعور بالأمن شرط ضروري من شروط الصحة النفسية ,کما أن الخوف مصدر کثير من العلل و المتاعب النفسية, وإذا کان أمن الفرد أساس توازنه النفسي فأن أمن الجماعة أساس کل إصلاح اجتماعي (أحمد عزت راجح, 1995, 113).

ويعتبر فروم (Fromm, 1971,  120) الحاجة الي الأمن هي قاعدة الحاجات الإنسانية جميعاً, و أن هذه الحاجة ينبغي أن تشبع و الإنسان مازال في المهد صبياً و إن إشباع هذه الحاجة يعني أن يتقدم الفرد نحو الحرية الإيجابية , و أن يتعلق بالعالم علي نحو تلقائي من خلال الحب والعمل معبراً بذلک عن إمکانياته العاطفية و الحسية و العقلية علي نحو طلق.

وهو أن يشعر الفرد بالأمان و الطمأنينة و التقبل من الآخرين مع قلة شعوره بعدم الأمان و ما قد يصاحبه من توترات و عدم الاستقرار و قلة المشارکة الاجتماعية,وهذا الشعور بالأمن ضروري لمواجهة صعوبات الحياة, ومعالجتها بطريقة ملائمة تؤدي في النهاية إلي تحقيق الذات. (مشيرة عبد الحميد.2002, 364).

لقد ذکر أريکسون (Erikson, 1985, 57) أن الشعور بالأمن النفسي هو حجر الزاوية في الشخصية السوية, و ينشأ الأمن من إشباع حاجات  الطفل الأساسية من طعام ودفء و غيرها من أشکال الرعاية الوالديه التي تخلق لدي الطفل إحساسا بالأمن و الثقة المطلقة في ذاته حيث يدرک نفسه علي انه يستحق الرعاية و التقدير و يري العالم علي أنه مکان آمن و مستقر و يري من فيه علي أنهم معطاءين و يمکن الوثوق بهم, و يضع هذا الإحساس بالأمن النفسي قاعدة لنجاح الفرد و انجازاته وقدرته علي تحمل الاحباطات بينما الرفض و الرعاية غير الملائمة يجعلان الطفل يشعر بعدم الأمن وعدم الثقة و التوجس تجاه العالم و الآخرين.

ويري ماکوبي (Maccoby, 1985. 281) أن الشعور بالأمن النفسي ينتج عن قدرة الآباء علي إعطاء أبنائهم التقبل و الحب و الاهتمام بميولهم ومشکلاتهم و وضع ضوابط و حدود معقولة وواضحة ومتسقة لهم , و إعطائهم حرية التعبير عن الرأي والاستماع لوجهات نظرهم و السماح لهم بالمشارکة في صنع بعض القرارات الذاتية.

و لقد أکد لازاروس (Lozarus, 1966) أن أحداث الطفولة غير السارة التي تتضمن العقاب والرفض يؤديان إلي الشعور بعدم الامن ,وتوقع الخطر مما يؤدي إلي حالة من القلق المستمر, وبشکل أکثر تفصيلاً فإن أحداث الحياة الضاغطة في الطفولة المتمثلة في الرفض و العقاب تجعل الفرد يشعر بعدم الأمان, و انخفاض في قيمة الذات مما يجعل الفرد ينظر إلي العالم علي أنه مکان غير آمن,ويتوقع منه الشر والمخاطر, وهذا يؤثر في تقديره لذاته وإدراکه لمصادر تلک الأحداث الضاغطة, و يقلل من قدرته علي مواجهة تلک الأحداث ,و هذا ينعکس عليه بالإحساس بالقلق.

و لقد ذکر روجرز (Rogers, 1985) أن الأفراد قد يلجئون بدافع من حماية الذات و الخوف الفطري إلي أفعال غاية في القسوة والتدمير الرهيب والعدوان و الإضرار بالمجتمع و بأنفسهم وبالآخرين.

وهذا الرأي من وجهة نظر الباحثة في غاية الخطورة ,و باعث قوي لأهمية کهذه الدراسة.و لقد ذکر رونر (Rohner, 1975, 79) أن شعور الأبناء بالأمن النفسي يرتبط بشعور الآباء ذاتهم بالأمن النفسي, فالراشدين الذين سبق أن أدرکوا الرفض من قبل والديهم في مرحلة الطفولة يعانون من فقدان المحبة ولا يستطيعون أن يقدموا المحبة التي فقدوها إلي أبنائهم فيشعر الطفل بأنه غير محبوب و غير مرغوب فيه أو مهمل من قبل الآخرين ,مما يؤدي إلي شعوره بعدم الأمن و العجز و انخفاض تقدير الذات والشعور بعدم الکفاية و عدم القدرة علي المواجهة واليأس.

و لقد أشار ماسلو (Maslow, 1975) إلي أن الأمن النفسي له حاجات و من أهمها:

- الحاجة إلي الطمأنينة: وهي حاجة الفرد للحماية من الخطر والتهديد و المعاناة الاقتصادية.

- الحاجة إلي النظام: وهي الحاجة إلي ضوابط و قواعد للسلوک و العلاقات ,و کذلک  وضع الأشياء في ترتيب منتظم وکذلک الحاجة إلي القانون.

- الحاجة إلي الاستقرار: و هي توفير جو أسري آمن و هادئ و الحماية من الشقاق الأسري والانفصال والطلاق.

- الحاجة إلي الاستقلالية: أي إعطاء الفرد فرصة لاتخاذ القرارات وتحمل المسؤلية والشعور بالثقة.

-الحاجة إلي التخفيف من الألم الجسمي و النفسي والهروب من اتخاذ المواقف الخطرة وتجنب الاعتداء الجسمي و الجنسي وتجنب الذل و السخرية من الآخرين.

ولقد ذکر أحمد عزت راجح (1995, 133) أن الشعور بالأمن النفسي يعني التحرر من الخوف أيا کان مصدر هذا الخوف , ويشعر الإنسان بالخوف متى کان مطمئناً علي صحته وعمله و مستقبل أولاده وحقوقه ومرکزه الاجتماعي, فإن حدث ما يهدد هذه الأشخاص و الأشياء أو أن يتوقع الفرد هذه التهديدات فقد شعوره بالأمن .

 ولإرضاء هذه الحاجة:

  1. يتعين علي الفرد أن يعمل علي کسب رضاء الناس وحبهم واهتمامهم و مساندتهم العاطفية , بحيث يشعر أن هناک من يرجع إليه عند الحاجة.
  2. أن يکون لدي الفرد قدر کافي من المعلومات و المهارات اللازمة للکفاح في الحياة.
  3. الثقة بالنفس من أهم ما يدعم شعور الفرد بالأمن, فشعور الفرد بالنقص والعجز عن حل المشکلات في الحياة اليومية من أهم أسباب فقد الشعور بالامن و من أهم أسباب اضطرابات الشخصية.

و يضيف عبد الرحمن العيسوي (1985, 113) أن تکوين هذا الشعور الايجابي في الفرد يحتاج إلي العناية, و منذ الطفولة المبکرة فنحسن معاملة الطفل و نشعره بالثقة في نفسه وألا نعمد إلي صده أو زجره  أو حرمانه أو القسوة عليه و ضربه ضرباً مبرحاً أو معايرته و مقارنته بأقرانه ممن هم أکثر تفوقاً منه, أو عدم معاملته بالتساوي مع بقية أشقائه وشقيقاته, وإشباع حاجاته المادية والنفسية و الاجتماعية بقدر ما تحتمل إمکانيات الأسرة وتعويده علي تحمل مسؤليات بسيطة تتفق وقدرته واستعداداته وميوله.

ويضيف أيضا في موضع أخر أن اهتزاز قيم الحق والعدل والخير والجمال يؤدي إلي اهتزاز شعور الفرد بالأمن النفسي, کذلک فإن ظلام الرؤية للمستقبل تجعل الفرد يفقد شعوره بالأمن النفسي ليحل محله الشعور باليأس والقنوط والسخط و الغضب حتى علي نفسه و يشعر الفرد الذي يفتقر إلي الأمن النفسي أنه يعيش وحيداً منفرداً منعزلاً عن بقية الناس, و يشعر بالوحدة حتى وان کان يعيش في مکان يعج بالناس.

مما سبق يتأکد أهمية موضوع الأمن النفسي للفرد کي يعيش هانئاً مطمئناً کي يستطيع أن يستمتع بحياته دون منغصات وترتفع صورة الفرد أمام نفسه , و يشعر بالسعادة , لذلک فإن کرمب (Krump, 1995) قد ذکر أن علي المعلمين أن يأخذوا في عين الاعتبار حاجات طلابهم مثل الحاجات الأولية و الحاجة للأمن وتقدير الذات عند تخطيط الدروس وتخطيط استراتجيات الدافعية, ومحاولة إشباع هذه الحاجات من خلال عمليات التفاعل معهم.

الدراسات السابقة

تحاول الباحثة في هذا الجزء استعرض عددا من الدراسات المرتبطة بمتغيرات البحث في تتابع زمني کما يلي :

أجرى السيد کامل الشربيني(1991) دراسة للمقارنة في الاتجاه نحو العنف بين طلاب  الريف والحضر وأجريت الدراسة على عينة بلغت (308) طالبا من طلاب الصف الثاني الثانوى وأسفرت الدراسة عن أن الطلاب الذکور من الحضر کانوا أکثر عدوانا وتنفيسا عن العدوان بالمقارنة بالطلاب الذکور من الريف.

وأجرى جون وزملاؤه .John , et al (1992) دراسة لمعرفة الاضطرابات المبکرة لدى المراهقين من جراء الاعتداءات التى تعرضوا لها فى مرحلة الطفولة ، وقد تکونت عينة الدراسة من مجموعتين من الأطفال الأفريقيين ، الأمريکيين فى الصف الثالث وحتى بداية المراهقة ، وعن طريق التقدير الذاتى للمراهقين أوضحت النتائج أن العدوان الذى يتعرض له الفرد فى مرحلة الطفولة يعد مؤشرا يمکن معه التنبؤ بالاضطراب السلوکي فى مرحلة المراهقة ، وظهور السلوک المشکل المضطرب .

وهدفت دراسة عبد الله سليمان إبراهيم ، محمد نبيل عبد الحميد ( 1994 ) إلى التعرف على العدوانية وعلاقتها بموضع الضبط وتقدير الذات ،وقد تکونت عينة الدراسة من ( 208 ) طالبا من أقسام مختلفة بکلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وقد أوضحت النتائج وجود علاقة ارتباط سالبة بين تقدير الذات الإيجابى والعدوانية ، وهذه الارتباطات دالة عند مستوى 0.01 ، فکلما زاد تقدير الفرد لذاته قلت عدوانيته والعکس .

وهدفت دراسة الجوايب AL-Goaib (1992)التعرف علي مدي تأثير الأنشطة المدرسية للتلاميذ في حاجاتهم للإنجاز و أيضا مدي تأثير حاجات التلاميذ للانجاز في نمو الأخلاق, وأجريت الدراسة علي عينة بلغت 430 تلميذا بالسعودية. و حللت استجابات التلاميذ علي أثني عشر بعداً فرعياً منها ست أبعاد فرعية تقيس الحاجة للإنجاز, وهي ذات علاقة ارتباطية مع مستويات هرم ماسلو للحاجات , و الست الآخرين تقيس النمو الأخلاقي, وأسفرت الدراسة عن  وجود ارتباط بين الأنشطة المدرسية وحاجات التلاميذ للإنجازو وجود فروق دالة لتأثير النشاطات المدرسية التي تم ملاحظتها في ثلاث عوامل من عوامل الحاجة للإنجاز وهي الحاجة للأمن ـ الحاجة إلي احترام الذات ـ الحاجات الفسيولوجية ـ الحاجة لتحقيق الذات والحاجة للأمن و الحاجة لتحقيق الذات تعد من أهم العوامل المؤثرة في الإنجاز أي أن التلاميذ الذين يشعرون بالأمن وتحقيق الذات يکون الانجاز لديهم أعلي  من الذين لا يشعرن بالأمن و تحقيق الذات.

کما هدفت دراسة محمود عطا الله (1993): الکشف عن العلاقة بين الشعور بالأمن النفسي ومستوي التحصيل الدراسي و أجريت علي عينة بلغت 176 طالبا من طلاب الجامعة في الرياض بالسعودية , وأسفرت الدراسة عن النتائج التالية:

لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الشعور بالأمن النفسي لدي الطلاب من تخصصات مختلفة، کما يوجد تأثير للشعور بالأمن النفسي علي التحصيل الدراسي.

واستهدفت دراسة ياماموتو Yamamoto (1995) معرفة آثار الصداقة بين أطفال ما قبل المدرسة على توکيد الذات وحل الصراعات ، وأجريت الدراسة على(134) طفلا وطفلة من الأطفال اليابانيين فى مرحلة ما قبل المدرسة ، تراوحت أعمارهم من(5 :6) سنوات، طبق عليهم مقياس توکيد الذات . ومن أهم ما توصلت إليه الدراسة أن الصداقة بين الأطفال تسهم فى تنمية توکيد الذات ، وتساعد على حل الصراعات نتيجة المناقشات والحوار الذى يدور بينهم ، و أظهر الأطفال تحسنا کيفيا فى طريقة التصرف بتوکيدية مع أقرانهم فى مواقف الاستثارة ، والصراع.

وهدفت دراسة جبر محمود جبر (1996)الکشف عن بعض المتغيرات الديموجرافية المرتبطة بالأمن النفسي ,وأجريت علي عينة صنفها إلي أربعة مجموعات طبقاً للسن و الجنس و الحالة الزواجية و المستوي التعليمي ,و أسفرت الدراسة عن أن: مستوي الشعور بالأمن النفسي يزداد بزيادة السن، مستوي الشعور بالأمن النفسي يرتفع لدي المتزوجين عن غير المتزوجين، مستوي الشعور بالأمن النفسي يزداد بزيادة المستوي التعليمي و الأکاديمي،   وجود فروق دالة بين المتعلمين و غير المتعلمين في الشعور بالأمن النفسي لصالح المتعلمين،  ولا توجد دالة بين الجنسين في مستوي الشعور
بالأمن النفسي.

بينما هدفت دراسة کيرنز و زملائه .Kerns, et al (1996): الکشف عن العلاقة بين إدراک الأمن النفسي لدي الأطفال و الشعور بالوحدة النفسية, وأجريت الدراسة علي عينة بلغت 76 من طلاب الصف الخامس (46طفلا,30طفلة), وأسفرت الدراسة عن وجود ارتباط سالب بين الشعور بالأمن النفسي و الشعور بالوحدة النفسية.

-الأطفال الذين يتسمون بدرجة مرتفعة من الأمن النفسي أکثر إدراکا للتحکم ولديهم نظرة ايجابية نحو ذواتهم و نحو الآخرين ونحو العالم ,أما الذين يشعرون بانخفاض الأمن النفسي فهم أکثر قلقا في المواقف الاجتماعية ونظرتهم سلبية لذاوتهم وللعالم وللآخرين.

کما هدفت دراسة کونترياس و کيرنزContreas & Kerns ( 2000): الکشف عن العلاقة بين التعلق الآمن بالأب و الأم وارتباطه بالتعلق بالأقران وکفاءة المواجهة لدي الأبناء , و أجريت الدراسة علي عينة بلغت 53 تلميذاً و47 تلميذة , و أسفرت الدراسة عن وجود  ارتباط دال موجب بين التعلق الآمن للطفل و کفاءة المواجهة لديه، کما  يوجد ارتباط دال موجب بين التعلق الآمن للطفل بالأب والأم وتقرير المعلم لکفاءة العلاقة مع الأقران،کما أن التعلق الآمن بالأب والأم هو أساس العلاقات الانفعالية والاجتماعية مع الأقران.

وأجرى هيندرسون Henderson (2000) دراسة استهدفت محاولة علاج الخجل عند الأطفال من خلال تدريبهم على توکيد الذات من خلال لعب الأدوار ، وأجريت الدراسة على عينة من أطفال المرحلة الابتدائية ، طبق عليهم برامج للتدريب على مهارات التفاعل اللفظى، والتحدث ، والاستماع من خلال لعب الأدوار لمدة 10 أسابيع ، و أکدت نتائج الدراسة  انخفاض درجة الخجل لدى عينة البحث ، و أصبح الأطفال أکثر نجاحا وفعالية فى الاتصال بالآخرين، وأکثر ثقة فى أنفسهم، وأکثر قدرة على التعبير عن آرائهم بدرجة کبيرة من الکفاءة أي أکثر توکيدا لذواتهم .

کما هدفت دراسة کوثر رزق (2002) تشخيص مسببات العنف بين طلاب المدارس الثانوية العامة والفنية ،وقد تکونت عينة الدراسة من (800) طالبا وطالبة وقد أسفرت الدراسة عن وجود فروق دالة بين الجنسين في العنف في اتجاه الذکور ،ووجود فروق دالة بين ذکور المدارس الثانوية العامة والفنية في کل من العنف البدني واللفظي والمادي في اتجاه الذکور من المدارس الثانوية العامة ، کما اتضح أن الاناث من المدارس الثانوية الفنية أکثر عنفا من الاناث بالمدارس الثانوية العامة.

وأجرى عماد مخيمر (2003): دراسة هدفت الکشف عن العلاقة بين إدراک الأطفال للأمن النفسي من الوالدين وعلاقته بالقلق واليأس, وأجريت الدراسة علي عينة بلغت 102 طفلاً و104 طفلة متوسط أعمارهم 10.5 سنة. و أسفرت الدراسة عن عدم وجود فروق دالة بين الذکور و الإناث في إدراک الأمن النفسي من الأب و الأم و کذلک اليأس،کما  يوجد ارتباط سالب بين إدراک الأمن النفسي وبين کل من القلق واليأس و ذلک لدي عينة الذکور و الإناث.

فروض الدراسة :

في ضوء الاطار النظري والدراسات السابقة يمکن صياغة فروض الدراسة کما يلي:

1-نسبة انتشار السلوک العنيف لدى طالبات المرحلة المتوسطة بالمملکة العربية
السعودية منخفضة ؟

2-توجد فروق بين متوسطي درجات  التلميذات السعوديات وغير السعوديات في مقياس
السلوک العنيف؟

3-توجد فروق بين متوسطي درجات التلميذات  السعوديات وغير السعوديات في مقياس
توکيد الذات ؟

4-توجد فروق بين متوسطي درجات التلميذات السعوديات وغير السعوديات في الشعور
بالأمن النفسي؟

5-توجد علاقة بين درجات الطالبات على مقياس السلوک العنيف ودرجاتهن على مقياس
الأمن النفسي؟

6-توجد علاقة بين درجات الطالبات على مقياس السلوک العنيف ودرجاتهن على مقياس توکيد الذات ؟

إجراءات الدراسة

أولا : عينة الدراسة  :

تکونت عينة الدراسة من تلميذات المرحلة المتوسطة من السعوديات وغير السعوديات حيث بلغت عينة السعوديات 40 تلميذه ، وعينة غير السعوديات 25 تلميذة من جنسيات عربية مختلفة ،وکان متوسط اعمارهن 13.1سنة .

ثانياً: ادوات الدراسة : 

1-مقياس الأمن النفسي:

اعده عماد محمد مخيمر(2003) وهو آداة للتقدير الذاتي لقياس مدي إدراک الطفل للامن النفسي اعدته کاترين کيرنر وزملاءها(Kerns,etal) وتقيس مفردات الاستبيان إدراک الطفل للامن النفسي من الاب (صورة الاب) ومن الام(صورة الام) من خلال:

-     مدي إعتقاده ان الوالدين متواجدين معه بدنياً ونفسياً ومتفهمين لاشاراته ومستجيبين لحاجاته.

-     مدي إعتقاده انه يمکن الاعتماد علي الوالدين للمساندة في أوقات الشدة والضغط.

-     مدي إعتقاده انه يستطيع ان يتواصل بسهولة مع الوالدين وان يخبرهم بأفکاره ومشاعره بدون قيود او حدود.

-     مدي شعوره بالراحة والطمأنينة مع وجود الوالدين.

وقد تأکد معد المقياس من ثباته وصدقه بعدة طرق، حيث حسب الثبات بطريقة الفا کرونباخ فکان لصورة الاب0.81، وصورة الام 0.85 وبطريقة إعادة التطبيق فکان 0.75، 0.79
علي التوالي.

کما حسب الاتساق الداخلي بين مفردات الاختبار، واتبع في حساب الصدق طرق صدق المحکمين، والصدق التلازمي، والصدق العاملي.

والمقياس يتکون من 14 مفردة تترواح درجات کل مفردة ما بين 1-4 درجات والدرجة الکلية تتراوح ما بين 14-56 في کل صورة.

ويمکن إستخدام صورة واحدة فقط والجمع بينهما، وتشير الدرجة المرتفعة الي شعور الطفل بالامن النفسي، والعبارات التي تشير الي إدراک الامن هي العبارات ارقام(1-2-3-8-9-12-14) في الصورة(أ) والعبارات التي تشير إلي إدراک الامن في الصورة(ب) هي العبارات ارقام(4-5-6-7-10-11-13).

وفي الدراسة الحالية حسب الثبات بطريقة الفاکرونباخ للصورة(ا) فبلغ 0.78 واستخدمت الباحثة صورة الأب فقط .

کما حسبت الباحثة الاتساق الداخلي للمقياس من خلال حساب الارتباط بين درجة المفردة والدرجة الکلية للمقياس فتراوحت معاملات الارتباط بين 0.40 – 0.61 وکلها قيم معاملات دالة عند مستوى 0.05.

مقياس توکيد الذات

أعد المقياس في الأصل وولب ،ولازاروس (Wolpe &Lazarus, 1966) وقام باعداده باللغة العربية  غريب عبد الفتاح (1983 ) ويتکون المقياس في صورته الأصلية من 30 سؤالا وفي صورته العربية من 25 سؤالا بعد حذف خمسة أسئلة من المقياس الأصلي بعد أن أظهرت التطبيقات الأولية على عينات مصرية عدم مناسبتها للتطبيق في البيئة العربية ،وقد اتضح أن حذف الأسئلة الخمسة لم يؤثر على بناء المقياس ،وأن هناک ارتباطا کبيرا بين الصورة الأصلية والصورة المعدلة حيث بلغ معامل الارتباط بين الدرجة على المقياس کاملا والمقياس المعدل 0.95 .

وعبارات المقياس تصف کيف يتصرف الناس في مواقف الحياة المختلفة ،ويتطلب من المفحوص أن يضع علامة خطأ تحت کلمة نعم وامام العبارة إذا کان عادة يتصرف بالطريقة التي تصفها العبارة ،أو يضع علامة خطأ تحت کلمة لا وأمام العبارة إذا لم يکن يتصرف بالطريقة التي تصفها العبارة.

وقد تأکد معد المقياس للعربية من صدقه وثباته بعدة طرق کالأتي

الثبات : حسب الثبات بطريقة اعادة التطبيق في دراستين فبلغ معامل الارتباط بين درجات التطبيق الأول والثاني في الدراسة الأولى 0.84 والثانية 0.94 .

الصدق :استخدم فيه طريقتي صدق المحک أو الصدق الارتباطي في ست دراسات حيث حسب الارتباط بين درجات الأفراد على المقياس ودرجاتهم على مقياس آخر يتضمن مکونات السلوک التوکيدي فبلغ معامل الارتباط 0.87 ، کما حسب الارتباط بين الدرجات على المقياس والدرجات على مقاييس الاکتئاب والخجل والقلق ،وکانت کلها معاملات ارتباط دالة

وفي الدراسة الحالية تأکدت الباحثة من ثبات المقياس بطريقة اعادة التطبيق على عينة تتکون من 33 طالبة بالمرحلة المتوسطة فبلغ معامل الارتباط بين التطبيقين 0.81 .

کما حسبت الباحثة الصدق بطريقة الاتساق الداخلي من خلال حساب الارتباط بين درجة المفردة والدرجة الکلية للمقياس وجاءت النتائج کما بالجدول التالي

جدول (1) قيمة معاملات ارتباط درجات المفردات بالدرجة الکلية للمقياس

م

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

م

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

م

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

1

0.51

دال عند 0.01

11

0.44

دال عند 0.01

21

0.56

دال عند 0.01

2

0.49

12

0.50

22

0.38

3

051.

13

0.39

23

0.44

4

0.39

14

0.40

24

0.45

5

0.44

15

0.55

25

0.51

6

0.61

16

0.61

 

 

 

7

0.62

17

0.70

 

 

 

8

0.51

18

0.66

 

 

 

9

0.62

19

0.52

 

 

 

10

0.41

20

0.52

 

 

 

يتضح مما سبق أن المقياس يتمتع بدرجة مقبولة من الصدق والثبات .

مقياس السلوک العنيف

من اعداد الباحثة وقد مر اعداد المقياس بالخطوات التالية

1- اطلعت الباحثة على الأطر النظرية التي تناولت السلوک العنيف داخل المدارس ومظاهره مثل دراسات

           (Alferd &Steven,1996, Darnal .1996, Wilson,Akert,1999, Squash,1999)

2-      اطلعت الباحثة على عدد من المقاييس ذات الصلة بالمقياس الحالى مثل (أسعد النمر ،1993 ؛ حسن الفنجري ،1995 ؛ حسين علي فايد ،1996)

3-   صاغت الباحثة بناء على ما سبق 35 مفردة تصف السلوک العنيف وعلى الطالبة ان تختار البديل المناسب من بين أربعة بدائل هي ( غالبا ، أحيانا ، نادرا ، أبدا )

4-   عرضت الباحثة المقياس في صورته الأولية على عدد من المحکمن من المتخصصين في علم النفس للتعرف على مدى دقة العبارات ومناسبتها لقياس ما وضعت من أجله ، وجاءت نتائج المحکمين بتعديل في صياغات بعض المفردات لتناسب مستوى الطالبة في المرحلة المتوسطة

5-   حسبت الباحثة ثبات المقياس بطريق اعادة التطبيق بفاصل زمني أسبوعين فکان معامل الارتباط بين درجات التطبيقين 0.77 وهي قيمة دالة عند 0.01

6- حسبت الباحثة الصدق من خلال الاتساق الداخلي بحساب الارتباط بين درجة المفردة والدرجة الکلية للمقياس فجاءت النتائج کما بالجدول الأتي

جدول (2) قيمة معاملات ارتباط درجة المفردة بالدرجة الکلية للمقياس

م

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

م

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

م

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

1

0.44

دال عند 0.01

14

0.43

دال عند 0.01

25

0.05

غير دالة

2

0.45

15

0.39

26

0.39

دال عند 0.01

3

0.51

16

0.38

27

0.52

4

0.52

17

0.53

28

0.42

5

0.53

18

0.52

29

0.43

6

0.61

19

0.19

غير دالة

30

0.46

7

0.51

20

0.54

 

31

0.45

8

0.55

21

0.45

32

0.44

9

0.52

22

0.42

33

0.11

غير دالة

10

0.41

23

0.41

34

0.42

دال عند 0.01

11

0.44

24

0.49

35

0.41

12

0.49

25

0.41

 

 

13

0.09

غير دالة

26

0.51

 

 

وقد أسفر الاجراء السابق عن حذف أربعة عبارات لم تکن درجاتها مرتبطة بالدرجة الکلية للمقياس وبذلک أصبح المقياس يتکون من 31 مفردة.

7- حسبت الباحثة الصدق المرتبط بالمحک للمقياس عن طريق حساب معامل الارتباط بين درجات الطالبت على المقياس ودرجاتهن على مقياس السلوک العدواني من إعداد أسعد النمر (1997) فکان معامل الارتباط 0.67 وهي قيمة دالة عند 0.01

يتبين مما سبق ان المقياس على درجة مقبولة من الصدق والثبات

نتائج الدراسة

الفرض الأول : وينص على "نسبة انتشار السلوک العنيف لدى طالبات المرحلة المتوسطة بالمملکة العربية السعودية منخفضة "

وللتحقق من هذا الفرض حسبت الباحثة المتوسط والانحراف المعياري لدرجات الطالبات  على مقياس السلوک العنيف ، تم حددت الطالبات ذات السلوک العنيف بأنهن من تزيد درجاتهن عن امتوسط + انحراف معيار واحد فجاءت النتائج کالتالي  :

 المتوسط =     34.34       ،   الانحراف المعياري = 9.34

عدد من تزيد درجاتهن عن المتوسط + انحرف معياري واحد = 15 من العدد الکلي البالغ 65 طالبة فتکون نسبة انتشار السلوک العنيف في العينة = 23%

ويلاحظ على هذه النسبة أنها مرتفعة نوعا ما في مجتمع مثل المجتمع السعودي ذو الطبيعة الخاصة وعند الفتيات بوجه خاص لکن هه النتيجة تشير اليها الدراسات التي تقول أن العنف ساد في المدارس بدرجة کبيرة وأن ذلک العنف انتقل من البنين الي البنات .(متعب أبو ظهير، 2008) ، ولکن يمکن تفسير هذا الارتفاع في ضوء المرحلة العمرية وهي أعتاب المراهقة حيث يکثر فيها التمرد والعصيان والعنف بطبيعة الحال ، کما أن للمستجدات الحالية والعولمة والثورة المعلوماتية متمثلة في الانترنت والأقمار الصناعية وانتشار أفلام العنف سواء أفلام الکارتون أو غيرها قد يکون له انعکاساته على سلوک الطالبات العنيف  ، کما أن لأسلوب التربية دور کبير في انتشار نسبة العنف في المدارس وغياب بعض القيم الجميلة مثل قيم التسامح والرحمة وغيرها التي ندر تعليمها للأبناء ،کما قد يکون تجاور السعوديات مع المغتربات من جنسيات مختلفة في فصل واحد سبب انتشار السلوکيات العنيفة ، لأن الباحثة قد لاحظت وجود مشکلة في توافق المغتربات مع السعوديات .

الفرض الثاني: وينص على" توجد فروق بين متوسطي درجات  التلميذات السعوديات وغير السعوديات في مقياس السلوک العنيف "

وللتحقق من هذا الفرض استخدمت الباحثة اختبار  ت للفروق بين المجموعات المستقلة وجاءت النتائج کما بالجدول التالي

جدول (3) جدول قيمة ت ودلالتها للفروق بين السعوديات وغير السعوديات في السلوک العنيف

المتغير

المجموعة

ن

المتوسط

الانحراف المعياري

قيمة ت

مستوى الدلالة

السلوک العنيف

سعوديات

40

39.78

7.59

8.59

0.01

غير سعوديات

25

25.64

3.96

يتضح من الجدول السابق أن قيمة ت للفروق بين السعوديات والمغتربات دالة لصالح السعوديات مما يعني أن السعوديات أکثر عنفا من المغتربات ، ويمکن تفسير هذه النتيجة على أن الطالبات المغتربات لوجودهن في بيئة جديدة بالنسبة لهن يدفعهن ذلک الى السکينة والهدوء کما أن عوامل انخفاض الأمن والطمأنينة قد يکون لها دور في ذلک ،وقد يکون هدوء الطالبات المغتربات مثيرا لعدوان الطالبات السعوديات عليهن ،وهذه النتيجة تؤکدها شواهد کثيرا فغالبا ما يکون الغريب في بلد ما ضعيف الجانب اللهم الا في بعض الحالات التي يحاول أن يثبت فيها ذاته ،ولا تظن الباحثة أن ذلک يحدث مع البنات ، لکنه قد يحدث مع البنين.


الفرض الثالث:وينص على" توجد فروق بين متوسطي درجات التلميذات  السعوديات وغير السعوديات في مقياس توکيد الذات  "

وللتحقق من هذا الفرض استخدمت الباحثة اختبار  ت للفروق بين المجموعات المستقلة وجاءت النتائج کما بالجدول التالي

جدول (4) جدول قيمة ت ودلالتها للفروق بين السعوديات وغير السعوديات في توکيد الذات

المتغير

المجموعة

ن

المتوسط

الإنحراف المعياري

قيمة ت

مستوى الدلالة

توکيد الذات

سعوديات

40

11.95

3.4

3.46

0.01

غير سعوديات

25

15.08

3.77

يتضح من الجدول السابق أن قيمة ت للفروق بين السعوديات والمغتربات دالة لصالح المغتربات مما يعني أنهن أکثر توکيدا لذواتهن من السعوديات ، وهذه النتيجة تشير الى رد الفعل الذي يحدث نتيجة الغربة حيث يحاول الفرد أن يثبت ذاته ، أو يلفت الأنظار اليه ، کما أن هذه النتيجة تشير الى أن العدوان ليس بالضرورة يکون بحثا عن تأکيد الذات لأن الفرض السابق لم يؤکد أن المغتربات أکثر عدوانا مع أنهن أکثر ميلا لتوکيد الذات، وهذه النتيجة تختلف مع ما ذکره محمد السيد عامر (1998 ، 133 ) أن  مما يزيد العنف داخل المدارس الإحباطات والفشل المتکرر للطلاب والرغبة في إثبات الذات والأنانية والرغبة في جذب النظر والشعور بالملل والعناد ، کما أن هذه النتيجة تتفق مع کثير من الرؤي التي قالت بأن توکيد الذات يتضمن عدم المساس بحقوق الآخرين ، ولذلک يجب التفرقة بين توکيد الذات والعدوانية : حيث أن توکيد الذات يعنى احترام الآخرين ، لأن الشخص المؤکد لذاته يدافع عن حقوقه ولکنه يحترم حقوق الآخرين ، ويحقق أهدافه دون الإضرار بهم ، فى حين أن الشخص العدوانى ينتهک حقوق الآخرين ويسلبهم مزاياهم ، وقد ينجز أهدافه على حسابهم ( طريف شوقى فرج ، 1998 : 88 )

الفرض الربع: وينص على " نوجد فروق بين متوسطات درجات التلميذات السعوديات وغير السعوديات في الشعور بالأمن النفسي"

وللتحقق من هذا الفرض استخدمت الباحثة اختبار  ت للفروق بين المجموعات المستقلة وجاءت النتائج کما بالجدول التالي

جدول (5) جدول قيمة ت ودلالتها للفروق بين السعوديات وغير السعوديات في الأمن النفسي

المتغير

المجموعة

ن

المتوسط

الإنحراف المعياري

قيمة ت

مستوى الدلالة

الأمن النفسي

سعوديات

40

28.1

6.31

2.19

0.01

غير سعوديات

25

24.56

6.42

يتضح من الجدول السابق أن قيمة ت للفروق بين السعوديات والمغتربات دالة لصالح السعوديات  مما يعني أنهن أکثر احساسا بالأمن من المغتربات ،وتعتقد الباحثة أن هذه النتيجة منطقية شيئا ما، فوجود الطالبات في بلاد الغربة يسهم بدرجة کبيرة في فقدان الشعور بالأمن ، وقد يکون ذلک انعکاسا لعدم شعور الأباء انفسهم بالأمن فلقد ذکر رونر (Rohner, 1975, 79) أن شعور الأبناء بالأمن النفسي يرتبط بشعور الآباء ذاتهم بالأمن النفسي,، وهذه النتيجة تشير أيضا الى أن العدوان ليس بالضرورة ان يکون نتيجة فقدان الأمن ،وهذه النتيجة تختلف مع ما ذکره الفرحاتي السيد محمود(2005 ،295 ) من أن العنف قد يکون لشعور المراهق بفقد الأمن أو رغبة في تحقيق الذات .فقد ثبت من نتائج الفروض السابق أن المغتربات أقل عدوانا مع أنهن أکثر احساسا بفقد الأمن .

الفرض الخامس: وينص على " توجد علاقة بين درجات الطالبات على مقياس السلوک العنيف ودرجاتهن على مقياس الأمن النفسي"

وللتحقق من هذا الفرض استخدمت الباحثة معامل ارتباط بيرسون بين درجات الطالبات على مقياسي السلوک العنيف والأمن النفسي عند السعوديات والمغتربات فجاءت کما بالجدول الأتي

جدول (6) قيمة ر للارتباط بين العنف والأمن النفسي

المجموعة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

سعوديات

0.17

غير دالة

مغتربات

0.13

غير دالة

يتضح من الجدول السابق أن قيمة ر غير دالة بين العنف والأمن سواء عند عينة السعوديات أو عينة المغتربات ، وهذه النتيجة تعني أنه لا توجد علاقة بين العنف والشعور بفقد الأمن رغم اختلاف هذه النتيجة عما توصلت اليه بعض الدراسات السابقة ، لکن يمکن تفسير هذه النتيجة في ضوء أن الارتباط کما هو معروف لا يعني السببية ، کما هناک الکثير من المتغيرات النفسية والمجتمعية قد تکون وراء سلوک العنف وإن کان فقدان الأمن واحدا منها الا أنه ليس السبب الوحيد ،وقد تکون محددات العينة سببا في ظهور هذه النتيجة ،ولکنها نتيجة تتسق مع نتائج الفروض السابقة ،وهي تشير الى أن العوامل المجتمعية يفوق تأثيرها العوامل النفسية في تشکيل السلوک العنيف .

الفرض السادس وينص على " توجد علاقة بين درجات الطالبات على مقياس السلوک العنيف ودرجاتهن على مقياس توکيد الذات "

وللتحقق من هذا الفرض استخدمت الباحثة معامل ارتباط بيرسون بين درجات الطالبات على مقياسي السلوک العنيف وتوکيد الذات عند السعوديات والمغتربات فجاءت کما بالجدول الأتي

جدول (7) قيمة ر للارتباط بين العنف وتوکيد الذات

المجموعة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

سعوديات

0.12

غير دالة

مغتربات

0.19

غير دالة

يتضح من الجدول السابق أن قيمة ر غير دالة بين العنف وتوکيد الذات وهذا يعني أن العنف لا يکون نتاج دوافع اثبات الذات أو رغبة في التوکيدية ،وهذه النتيجة رغم اختلافها مع نتائج بعض الدراسات الآخرى الا أنها تشير الى الفرق بين العنف وتوکيد الذات فتوکيد الذات مفهوم ايجابي يتضمن تحقيق الفرد لرغباته وامکاناته دون المساس بحقوق الأخرين ،فليس بالضرورة أن يحاول الفرد بسلوکه العدواني توکيد ذاته  وهذه النتيجة تتفق في جزء منها مع دراسة عبد الله سليمان إبراهيم ، محمد نبيل عبد الحميد ( 1994 ) ، ولکنها مع نتيجة الفرض السابق تلفت الانتباه لخطورة العوامل المجتمعية في تأثيرها على تشکيل السلوک العنيف وتقلل من تأثير العوامل النفسية ، مع الوضع في الاعتبار محددات الدراسة.

توصيات الدراسة :

 في ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج توصي الباحثة بما يلي

1-   ضرورة تقديم رعاية نفسية مناسبة للطالبات في هذه السن وهن على اعتاب مرحلة المراهقة

2-   عقد ندوات تجمع بين أولياء الأمور والطالبات لبيان مسببات وآثار السلوک العنيف وسبل التخفيف منه .

3-   التوسع في نشر الأنشطة الطلابية لإستنفاد طاقات الطالبات فى أعمال مفيدة .

4-   ضرورة الإشراف التربوي على وسائل الإعلام وبخاصة أفلام العنف

5-    عمل برامج علاجية للطالبات مرتفعات السلوک العنيف حتى لا يمتد تاثير هذا السلوک الى آخرين .

 

  1. المراجع

    1. إبراهيم أحمد عليان ( 1992 ) : دراسة العلاقة بين القبول / الرفض الوالدى وتوکيد الذات والعدوانية لدى المراهقين.رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية الآداب ، جامعة الزقازيق
    2. احمد عزت راجح(1995): اصول علم النفس، القاهرة، دار المعارف.
    3. أسعد النمر (1997): مقياس السلوک العدواني،لبنان ،بيروت ،دار الآفاق الجديدة.
    4. السيد کامل الشربيني(1991). دراسة نفسية مقارنة للاتجاه نحو العنف في الريف والحضر ، رسالة ماجستير غير منشورة ،کلية الأداب ،جامعة عين شمس.
    5. الفرحاتى السيد محمود ( 2005 ) : سيکولوجية تحصين الأطفال ضد العجز المتعلم رؤى معرفية . القاهرة : دار السحاب للنشر والتوزيع .
    6. إلهامى عبد العزيز وفؤاد هدية ( 2000 ) : السلوک التوکيدى لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية فى ضوء بعض المتغيرات الاجتماعية . مجلة الآداب والعلوم الإنسانية ، جامعة المنيا ، المجلد ( 34 ) ، 15 – 35 .
    7. جبر محمود جبر(1996): بعض المتغيرات الديموجرافية المرتبطة بالامن النفسي، القاهرة، مجلة علم النفس، الهيئة المصرية العامة للکتاب، العدد العاشر، 80-93.
    8. حسام عبد العزيز عبد المعطى ( 2001 ) : الاتجاهات الوالدية فى التنشئة کما يدرکها الأبناء وعلاقتها بتأکيد الذات ، دراسة مقارنة بين الطفل الکفيف وغير الکفيف . رسالة ماجستير غير منشورة ، معهد الدراسات العليا للطفولة ، جامعة عين شمس
    9. حسن الفنجري (1995): بعض المتغيرات المعرفية وعلاقتها بالسلوک العدواني لدى عينة من الأطفال – دراسة حضارية مقارنة بين الأطفال الريفيين في مصر ودولة الإمارات ،المؤتمر السنوي الثالث ،مجلة بحوث مؤتمر الطفل المصري بين الخطر والأمان ،معهد الدراسات العليا للطفولة ،جامعة عين شمس.
    10. حسين علي فايد(1996): أبعاد السلوک السلوک العدواني لدى شباب الجامعة – دراسة مقارنة ، المؤتمر الدولي الثالث لمرکز الارشاد النفسي ، الارشاد النفسي في عالم متغير، مرکز الارشاد النفسي ، جامعة عين شمس ،1 .
    11. سامية عباس القطان ( 1986 ) : دراسة مقارنة للاتزان الانفعالى ومستوى التوکيدية لدى طلبة وطالبات المرحلة الثانوية . مجلة کلية التربية ، کلية التربية، جامعة عين شمس ، ع (10) ، 73 – 91 .
    12. سعاد البياتي (2003) :العنف المدرسي أسبابه ومدياته المخيفة، جريدة الصباح ، العدد 318
    13. سهام عبد الحميد ،محمد السيد صديق(1999):دراسة تحليلية ارشادية لسلوک السرقة لدى الجانحين المودعين باحدى المؤسسات،مجلة علم النفس،الهيئة المصرية العامة للکتاب ،51
    14. سهام الصالح (2005 ) : العنف المدرسي يمثل 35.8 % من المشاکل السلوکية لدى الشباب، جريدة الشرق الأوسط، العدد 9803 .
    15. سهير کامل (1993): القيم السائدة والقيم المرغوبة لدى عينة من الأسر المصرية العائدة من المهجر ، مجلة علم النفس ، الهيئة المصرية العامة للکتاب،21.
    16. طريف شوقى فرج ( 1998 ) : توکيد الذات مدخل لتنمية الکفاءة الشخصية . القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر .
    17. طريف شوقى فرج ( 2003 ) : المهارات الاجتماعية والاتصالية ، دراسات وبحوث مستقبلية. القاهرة :
      دار غريب .

    18. عادل عبد الفتاح الهجين ( 1998 ) : أثر التفاعل بين البيئة الأسرية والبيئة المدرسية على مستوى التوکيدية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية . رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية ، جامعة
    عين شمس .

    1. عبد الرحمن العيسوي(1985):سيکولوجية التنشئة الاجتماعية،الاسکندرية،دار الفکر الجامعي.    
    2. عبد السلام عبد الغفار (1977) :مقدمة في الصحة النفسية ،القاهرة ندار النهضة المصرية .

    21. عبد الله سليمان إبراهيم ، محمد نبيل عبد الحميد ( 1994 ) . العدوانية وعلاقتها بموضع الضبط وتقدير الذات لدى عينة من طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملکة العربية
    السعودية ، مجلة علم النفس ، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للکتاب ، ع (30) ، 38 – 58

    22. عبد المالک أشهبون) 2004 ) العنف المدرسي (المظاهر، العوامل، بعض وسائل العلاج) ، مرکز
    نور للدراسات .

    1. عثمان لبيب فراج(1970): اضواء علي الشخصية والصحة العقلية، القاهرة، مکتبة النهضة المصرية.

    24. على عبد السلام على ( 2001 ) : السلوک التوکيدى والمهارات الاجتماعية وعلاقتهما بالسلوک الانفعالى للغضب بين العاملين والعاملات . مجلة علمالنفس، الهيئة العامة للکتاب ، القاهرة ،
    ع (57) ، 50 – 67 .

    1. عماد محمد مخيمر(2003): إدراک الاطفال للامن النفسي من الوالدين وعلاقته بالقلق واليأس، مجلة دراسات نفسية، المجلد13، العدد(2).
    2. عويد سلطان المشعان (1994 ): معدلات العدوانية لدى المراهقين والشباب الکويتيين ، مجلة کلية الآداب ،جامعة الاسکندرية ،41
    3. غريب عبد الفتاح غريب ( 1995 ) : مقياس توکيد الذات ، ط 2، القاهرة : مکتبة الأنجلو المصرية.
    4. فاروق جبريل ،فؤاد الموافي(1985):العدوانية والتسلطية لدى الأمهات وعلاقتها بعدوانية الأبناء وبعض المتغيرات الديموجرافية للأمهات،مجلة کلية التربية ،جامعة المنصورة،7 (2).

    29. فوزية دياب ( 1990 ) : نمو الطفل وتنشئته بين الأسرة ودور الحضانة . القاهرة : مکتبة
    النهضة المصرية.

    1. کمال مرسي (1985 ): سيکولوجية العدوان ،الکويت ، مجلة العلوم الاجتماعية ،2 (13 ).
    2. کوثر ابراهيم رزق(2002). العنف بين طلاب المدارس الثانوية (العامة والفنية): دراسة تشخيصية وعلاجية مقارنة ،مجلة کلية التربية بدمياط ،جامعة المنصورة،ع(39) .
    3. متعب أبو ظهير ( 2008) : العنف المدرسي يشکل 82% من إجمالي الحوادث.. والعدوى تصل إلى الطالبات ،جريدة الرياض ، العدد 14472
    4. محمد إبراهيم عيد ( 2001 ) : دراسة للخصائص الإيجابية للشخصية فى علاقتها بمتغيرى
      النوع والتخصص الدراسى لدى طلاب الجامعة . مجلة کلية التربية ، جامعة عين شمس ، ع (25) ،
      جـ 1 ، 250 – 285
    5. محمد السيد عامر (1998 ) : دراسة مقارنة للعوامل المؤدية للعنف في البيئة المدرسية وکيفية التخفيف من حدتها من منظور الخدمة الاجتماعية في کل من الريف والحضر ، مجلة البحوث النفسية والتربوية ،کية لبتربية ، جامعة المنوفية ،3 .
    6. محمد السيد عبد الرحمن ( 1998 ) : المهارات الاجتماعية وعلاقتها بالاکتئاب لدى الأطفال  دراسات فى الصحة النفسية ( القاهرة ) ، دار قباء للطباعة والنشر،جـ (2)،13 – 81 .
    7. محمود عطا الله(1993): الشعور بالامن النفسي في ضوء متغيرات المستوي المنخفض والتحصيل الدراسي لدي طلاب المرحلة الثانوية في مدينة الرياض، في محمود عطا النمو الانساني(الطفولة والمراهقة)، جدة، دار الحزيجي
    8. محمود محمد الأرضى ( 1985 ) : علاقة بعض اتجاهات الوالدين بالاستجابات التوکيدية لتلاميذ المرحلة الإعدادية . رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية ، جامعة عين شمس .
    9. مشيرة عبد الحميد اليوسفي(2002): تحقيق الذات والشعور بالامن النفسي لدي المعيدين والباحثين بجامعة المنيا، مجلة البحث في التربية وعلم النفس، المجلد15،العدد3،357-394.
    10. مصطفى عبد الباقى عبد المعطى ( 2001 ) : دراسة لأثر فاعلية برنامج السلوک التوکيدى لدى المعاقين حرکيا . مجلة علم النفس ، ع (59) ، السنة (15) ، 140 – 154 .

    40. منتصر علام ( 2001 ) : مدى فاعلية برنامج إرشادى فى خفض معدلات السلوک الترددى لدى تلاميذ وتلميذات المرحلة الإعدادية . رسالة ماجستير غير منشورة ، معهد دراسات الطفولة ،
    جامعة عين شمس.

    1. نبيل حافظ ،نادر قاسم (1993): برنامج ارشادي لخفض السلوک العدواني لدى الأطفال في ضوء بعض المتغيرات،مجلة الارشاد النفسي ،جامعة عين شمس،1 .
    2. نجيب الجباري (1426 ه ) : أسباب العنف المدرسي ، مجلة المعرفة العدد12 8 .
    3. يسرى مصطفى السيد (2000 ):فعالية استراتيجية بناء خرائط المفاهيم تعاونيا فى تعلم العلوم بالمرحلة الابتدائية بالإمارات.مجلة التربية العلمية، المجلد الثالث، ع (4)،207 – 248 .
      1. Alberti , R. E & Emmons , M . E . ( 1996 ) : Your Perfect Right : a Guide to Assertive Living ( 6th ed ).  Sanluis obispo (CA): Impact publishers.
      2. Alferd,D. &Steven,S.(1996 ):Female victims of spousal violence :factors influencing their level of fearfulness ,family relations ,45(1).
      3. Al-Goaib, S.M(1992).the influence of school activities on the student's needs fulfillment and their moral development at school, an exploratory study of the intermediate stage of the Saudi Arabian public school system students,D.A.I,53 (2). 4476.
      4. Christenson,L ,Hirsh,A &Hurley ,M.(1997):Families with aggressive children and adolescents, in Arnold,P.&Conoly,J:School violence intervention a practical hand book,U.S.A.,The Guilford press ,new York
      5. Crozier ,W . R. (1995) :Shyness and self esteem in middle childhood . British Journal and Educational psychology , 21 , 17 – 28
      6. Crump,C.A(1995): Motivation students A teacher's challenges, Presented at annual sooner communication conference, April U.S. Taxas, opinin papers
      7.  Darnel,F .(1996):Ethnicity ,race,class,and adolescent violence ,U.S.A.,Solorado university ,center for the study and prevention of violence,77.
      8. Debrayshe,D.&Fryxell ,D.(1998):A development perspection on anger : family and pear context ,in Furlong,J.&Smith ,c. Special issue :addressing youth anger and aggression in school setting ,psychology in the school , 35(3).
      9. Deluty , R . H .( 1985 ) : Consistency of assertive , aggressive and submissive behavior for children . Journal of personality social psychology , 49
      10. Eeden,R.(1996): School violence :psychologist's perspective ,paper presented at the annual meeting of the American psychological association ,28.
      11. Erikson,E.(1980):Identity and the life cycle, New York ,WW.norton and company
      12. Farlane , K . M. ( 2002 ) : Assertiveness . Appositive process (Beels) . Hopson and Scally , 1 – 5
      13. Fromm,E(1971): Escape from freedom ,New York ,Avon
      14. Gagnon ,A.,Conoley ,J.(1997): Academic and curriculum interventions with aggressive youths ,in Arnold, P.& Conoly ,J.: School violence intervention a practical hand book ,U.S.A.,The Guilford press ,new York
      15. Hartely , P . ( 1993 ) : Interpersonal Communication : London : Rouledge
      16. Heather,H.(1998):Invest kids- Californians support new approach to prevent youth violence : living well, spending for center for health improvement ,sacramento ,U.S.A.,California.
      17. Henderson , L. ( 2000 ) : Shyness in Encyclopedia of Mental Health. (Sandiego ) CA . Academic press
      18. Kerns.K..(1996):peer relationship and pre adolescent's perceptions security in child mother relationship developmental psychology,32(3), 457-466
      19. Lazarus , A . A. ( 1973 ) : Assertive Behavior A brief , Note . Behavior therapy , 3 (4)
      20. Lazarus,R.(1966): Psychological stress and the coping process, Mcgraw-Hill, Book Company,P. New York
      21. Maccoby,E (1980):social development, psychological growth and the parent-child relationship ,New York , Harcourt,Brace Jovanovich
      22. Madeline ,L.(1996):Viewing violence affects your child's and adolescent's development California, U.S.A. 
      23. Maslow,A.(1975):Motivation and personality ,2nd. ed .NewYork,Harper and Row
      24. Morrison ,M.,Furlong.J&Morrison,L.(1997):The Safe school:moving beyond crime prevention to school empowerment ,in social psychology , U.S.A ,.New  York .
      25. Nancy ,S,Verginia ,P.(1995): Violence and young children :preventing its impact ,early child development and care ,144(55).
      26.   Noguera ,p.(1995): preventing and producing violence :a critical analysis of responses to school violence , Harvard education review ,65(2).
      27. Rogers,C.R.(1980):Away of being, Boston, Houghton Mifflin.
      28. Rohner,R.P.(1975):they love me, they love me not: A world wide study of the effects of parental acceptance and rejection, New Havan,Hraf Press.
      29. Rotenberg K.J., McDougall & Boulton, M. (2004): Cross reported trust worthiness, Social relationships and psychological adjustment in children and early adolescents from the united Kingdom and Canada. Journal of Experimental child psychology, 1 , 4-67.
      30. Ward ,V.(1995):Cultivating a morality of care African  American adolescent : a culture based model of violence prevention , Harvard education review,65(2).
      31. Wilson,K.Akert,G.(1999): Violence in development : the functions of aggression in children , paper presented at the annual convention ,Harvard education review ,65(2).
      32. Yamamoto , A. ( 1995 ) : Effect of intimacy and familiarity on self assertive strategy in interpersonal conflicts among preschool children . Japanese Journal of Psychology , 66 (3) , 205 – 212 .