قابلية توظيف الخط العربي کخاصية فنية وکمدخل لإثراء جماليات ملابس السهرة للسيدات

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

أستاذ مساعد بکلية التربية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية – جامعة الملک عبد العزيز

الموضوعات الرئيسية


المقدمة ومشکلة البحث :

يظهر تصميم الموضة وتنوعه وتطوره کمؤثر حضارى ، من واقع خصائصها المنفردة ، وتطرأ فکرة التصميم عند مصمم الأزياء ، وخاصة فى ملابس السهرة للسيدات من خلال بعض المؤثرات الجديدة مثل المرئيات الثقافية والبيئية والفنية.

وفى الواقع لا يوجد ملبس واحد يمکن أن يکون مثاليا لکل الأجسام ، تبعا لاختلاف مقاييس الجسم الانسانى ، وليس عمليا عمل ملبس واحد يتطابق مع هذا العدد اللانهائى من الأجسام البشرية. لذا ظهر التعدد الشکلى واللونى ، والخطوط التصميمية المختلفة والمقاات النوعية التى تلائم مختلف الأذواق.

کما تعتبر عمليات التطريز والمکملات المضافة وعمليات الطباعة الجزئية هى الوسيلة المناسبة لتحقيق قيم فنية دائمة لأزياء السيدات ، وهذه الاضافات تحمل مضمونا فنياً ومعنويا فى ان واحد ، فمن الممکن أن تحمل رموز متوارثة اضافة إلى الرموز المحلية المستوحاه من البيئة الطبيعية کأوراق الشجر والورود وسنابل القمح والريش الملون والحلزون والشمس والقواقع ، وکذا الزخارف الهندسية البسيطة مثال الدوائر والمثلثات والنقاط والخطوط المتقاطعة والمتوازية والاشعاعية. وترتکز مواضع الاضافات حول الرقبة والصدر وعلى طرفى الأکمام والحافة السفلى للثوب وعلى الجانبين وأعلى الخلف ، واماکن الخياطات ، وکذا المساحات المتاحة فى التنورة.

ولزيادة القيمة المظهرية يتم استخدام العديد من المواد المضافة مثل الخيوط المعدنية والشرائط والسلاسل وبعض الحليات المعدنية والفصوص الملونة والخرز والترتر واللؤلؤ ، بالاضافة على النسيج المنسوج (الأبليک). (مرجع رقم 7 ص 171) ولعل هذه العوامل مجتمعة بالاضافة إلى خصوصية تصميم ملابس السهرات للسيدات ، دفعت الباحثة إلى توظيف الخط العربى باعتباره من الاتجاهات البيئية والتراثية وخصوصيته الجمالية ، کمتيف فنى أو کعنصر بنائى فى تصميم الأزياء المستخدمة للسهرات ، مما يزيد من احساسنا بالانتماء العربى.

ومما سبق يوضح فاعلية استخدام الخط العربى کمتيف فنى يمکن أن يثرى مجال ملابس السهرة للسيدات ، کما يحقق تکوين تراکبى يمکن أن يميزها عن غيرها ويمثل قيمة مضافة وإبداعات فنية تتطلب الکشف عنها والإفادة منها فى تحقيق مداخل إبتکارية جديدة فى مجال ملابس السهرة للسيدات. وهذا ما تحاول الباحثة توضيحه من خلال التساؤل التالى :

  • هل يمکن أن يتأثر زى السهرة للسيدات جماليا باستخدام الخط العربى کمفردة تراکيبة (موتيف) وتحقيق مداخل إبداعية جديدة؟

أهداف البحث :

  • · القاء الضوء على مفاهيم الخط العربى وقدرته التحويرية فى تحقيق مفردات جزئية متراکبة يمکن استيعابها فى تصميمات ملابس السهرة للسيدات.
  • الکشف عن الأبعاد الفنية للتکوينات التحويرية للخط العربى وإمکانية توظيفها فى نماذج تصميمة لملابس السهرة للسيدات.

أهمية البحث :

  • · يعتبر البحث الحالى مدخل جديد فى دراسات تصميم الأزياء التى اعتمدت على توظيف الخط العربى وإمکانياته التطبيقية ، والکشف عن مضمونها الجمالى والتعبيرى فى الملبس.
  • إثراء فکر مصمم الازياء بأستخدام عناصر من التراث العربى.
  • التأکيد على الهوية العربية والتميز المحلى فى تصميم الأزياء.
  • يشجع البحث على استخدام أنماط الخط العربى کقيمة تشکيلية مع استبعاد المعانى الإيحائية للخط کوحدات زخرفية.
  • صياغة العلاقات التشکيلية للخط العربى بأحکام واع بما يخدم تصميم الملابس بصفة عامة وملابس السهرات للسيدات بصفة خاصة.

فروض البحث :

  • · استثمار ما يمتلکه الحرف العربى من قيم جمالية تشکيلية وإيقاعات بصرية غير نمطية يساعد على ابتکار استراتيجية جديدة من القيم المضافة لإثراء تصميم الملابس بما يحقق الأهداف الجمالية.
  • · تطبيق متغيرات الحرف العربى وخاصة عمليات التحوير الفنى يساعد على تطور الفکر التصميمى لملابس السهرة وتوجيه القيم التشکيلية للحرف العربى کقيمة فنية.

منهج البحث :

يتبع البحث المنهج الوصفى التحليلى لصياغة متطلبات البحث من وصف المشکلة وعرضها وتحليل مجموعة من النماذج التصميمية للتحقق من صحة الفروض .

النقاط المؤثرة في البحث :

أولا : أساليب الخط العربى ومظاهره المرئية والتحويرية.

ثانيا : الموائمة بين الخط العربى ومظاهره الزخرفية والأنماط التصميمة لملابس السهرة للسيدات.

ثالثا : تقييم بنائى لأستخدام الخط العربى فى ملابس السهر للسيدات.


أولا : أساليب الخط العربى ومظاهره المرئية والتحويرية :

لقد ارتبط الخط العربى بمکانة سامية بين مجالات الفنون الأسلامية ، ولم يبلغ هذه المکانة بمحض الصدفة ، بل أخذ سبيله إلى التقدم والارتقاء والاجادة مرحلة بعد مرحلة حتى بلغ درجة عالية من الجمال "مرجع رقم 9 ص 21".

فقد کتب العرب فى أول أمرهم بالخط الحيرى أو الأنبارى ، المستمد من الخط البنطبى الذى اتى إلى ديار العرب من بلاد البنط مع التجارة على شکليه اللين واليابس وباستقرار الخط فى مکة والمدينة ، فقد عرف بأسميهما (الخط المکى والمدنى) وفى خلافه (عمر) و(على) ، انتقلت الخطوط المکية والمدنية إلى البصرة والکوفة وعرفت فى العراق باسم (الخط الحجازى) ، ثم غلب عليه الجفاف وسمى (بالخط الکوفى) ومن الکوفة انتشر هذا الخط اليابس فى ارجاء العالم الاسلامى تکتب المصاحف وتزخرف به المبانى ، وتسک به النقود ، وظل الخط الحجازى اللين فى خدمة الدواوين لمرونته وسرعة کتابته ، واستخدام الناس له فى أغراضهم اليومية وظل الحال على هذا طيلة العصر الأموى "مرجع 15 ص 118).

ومنذ ذلک الوقت شهد الخط العربى تطورا کبيرا واسهامات فريدة فى العصرين الأموى والعباسى ، فلقد وضع النقط فوق الحروف (ابو الأسود الدؤلى) فى العصر الأموى ثم وضع علامات التشکيل (الخليل بن احمد الفراهيدى) فى العصر العباسى ، ولقى الخط الکوفى مقتصرا على کتابة المصاحف وزخرفة العمائر ، وانقسم إلى خط مشرقى ومغربى ، وظهر فى بلاد الشرق خط الرقعة والنسخ والثلث.

وقد اعتبر المسلمون الخط العربى عنصرا مهما من عناصر الزخرفة الإسلامية وانطلق الفنان فى تحسين وابتکار التکوينات المختلفة المستمدة من الخط."مرجع رقم 1 ص 25".

ومن العوامل التى ساعدت ايضا على الارتقاء فى استخدام الخط العربى کتکوين فنى ، ما يتصل بشخصية الحروف ذاتها ، حيث يعد هذا العامل من أهم الأسباب التى جعلت من الخط العربى فن جميل ، بحيث يقبل الفنانون على رسمه وتشکيل حروفه جماليا بصرف النظر عن المعنى الذى يمکن تحقيقه ، والتى تتمثل فى مجموعة من الصفات الشکلية التى يختص بها الخط العربى وتنفرد يها حروفه :

1-مد (الامتداد الرأسي) وقد يسمى (الانتصاب) کالألف واللام وقوائم الطاء والظاء
واللام والألف.

2-بسط (الامتداد الأفقي) وقد يسمى (الانبساط) وهو بسط الحروف الأفقية کبسط الياء والسين والصاد والکاف.

3-التدوير (تقصر وتحدب الحروف) التدوير أو النقوش أو الاستدارة هى جعل الحروف على هيئة نصف دائرة.

4-المطاطية (في الخطوط اللينة کمثلث) وهى صيغة فى الحروف اللينة المنحنية وهى قابليتها لزيادة الحجم والطول.

5-الضغط القابلية للضغط وانکماش الشکل وتقليل فتحاتها وتجميعها وقابليتها للتشکيل.

6-تشابک وتداخل وتعدد شکل الحرف الواحد (مرجع رقم 13 ص 208).

7-الحرکة والعجم (إلحاق النقط بالحروف) وهى حرکة الخط فى اتجاهات قراءة النص حيث يتحرک العين صعودا وهبوطا.

8-الشکل (إلحاق علامات الإعراب بالحروف) بغرض القراءة الصحيحة.

9-شکل الفراغ وقابلية التحوير ([1]). "مرجع رقم 10 ص 38"

ولقد استفاد الفنان من خاصية التحوير حيث تعد محصلة لما يتصف به الخط العربي من مقومات تشکيلية وجمالية فتنوعت أعماله بين التوظيف الجمالي لهذه المقومات في إبداع أشکال فنية خطية ، وبين التحوير في أشکال الحروف والکلمات للوصول إلي أشکال فنية خطية ، ويساهم التحوير في أشکال الحروف والکلمات الوصول إلي تکوين جمالي مستحدث ، مع الحفاظ والالتزام بقواعد وأصول حروف الخط العربي في أحيان کثيرة ، أو تنميتها زخرفياً بما يخرجها من أى قواعد بنائية متعارف عليها .

فالخط العربي صورة يتضمن صوتاً ومعني وشکلاً مرئياً ، بما يساهم في إمکانية تحويره تشکيلياً ، من حالة لفظية إلي حالة زخرفية هندسية تصويرية (تمثيلية) ، وذلک بأستلام الأشکال ، حيث يمکن أن تستخدم الحروف المنفصلة أو المتصلة کأساس ابتکار توائم متطلبات العمل الفني "مرجع رقم 4 ص 282".

وقد اتبع الفنان في تحويره للخط العربي – سواء أکان تقليدي أو حر بالعديد من الأسس الفنية والنظم البنائية . کما أعتمد علي المقومات التشکيلية والجمالية ، لهذا الخط والسابق ذکرها . بالإضافة إلي الأسلوب الفني المستخدم في کتابتها (صياغتها) حيث تعددت هذه الأساليب الفنية للخط العربي وتنوعت حتي أصبحت کالأسس أو القواعد التي يرجع إليها الخطاطون والفنانون في أعمالهم .

کما قد يلجأ الفنان إلي استخدام أکثر من أسلوب في العمل الفني الواحد مثل التناظر (المرآة) وأسلوب (الجولزار) ([2]) ، وغيرها "مرجع رقم 7 ص 31"

وهکذا يتضح مما سبق أن الفنان في معالجته لخاصية ( قابلية التحوير) في الخط العربي لم يکن القصد الزخرفة فقط ، ولکن لأجل التعبير الشکلي (التشکيلي) مما يوضح أن القابلية للتحوير کخاصية فنية تميز الخط العربي کامکانيات زخرفية وتشکيلية يمکن أن تؤدي إلي إثراء مجال تصميم الأزياء وخاصة ملابس السيدات الخاصة بالسهرات . کما يتضح في (الشکل رقم 1) .

                   
           
 
       
 
   
     
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (1)

تکوينات فنية مستمدة من الخط العربى

بإستخدام القابلية للتحوير (مرجع رقم 5)

 

ومن خلال الشکل السابق نجد إمکانية تجريد الحروف والجملة المقرؤة إلي حال أخري يمکن للفنان أن يجعل منه ظاهرة إبداعية انتشرت في فترات زمنية من فترات عمر الفنون التشکيلية في مختلف أقطار الوطن العربي ، وأصبح لا رواد ومعلمون أبقت لها أثراً بارزاً وجدت فيه الأجيال الجديدة من الفنانين بوابة تختلف عما تعودوا عليه من أعمال أو تجارب فنية أخري . حيث سعي الفنانين تجريد الحرف العربي وتخليصه من تبعية العبارة وتحريره ليصبح له کينونته الجمالية المستقلة في عالم الفن التشکيلي .  مرجع رقم 12 ص 62"

ثانياً : المواءمة بين الخط العربي ومظاهره الزخرفية والأنماط التصميمية لملابس السهرة للسيدات :

تصميم الملبس المناسب للسهرات ، يعتبر وسيلة هامة لتأکيد شخصية المرأة وحضورها العصري وبالطريقة الملاءمة من حيث تميزه بالشروط المناسبة للسهرة بجانب استخدام هذه العناصر کأساليب للخداع البصري وإيجاد الأيهامات المتعلقة بالملابس لإخفاء العيوب الجسمية التي قد تبدو ملفته للأنظار ، مما يعمل علي إشباع الحاجات النفسية والإجتماعية للمرأة "مرجع رقم 2 ص 893".

ويتوقف نوع الخطوط الملاءمة لملابس السهرات للسيدات علي حجم الجسم وشکل القوام . فمثلاً الخطوط الرأسية تعطي إحساساً بالطول والنحافة بينما الخطوط الأفقية تعطي إحساساً بالقصر والبدانة ، أما الأنواع الأخري من الخطوط التصميمة مثل المائلة والمنحية ، فيختلف تأثيرها حسب طريقة الاستخدام . ومن خلال ذلک يمکن عرض أهم مواصفات تصميم ملبس السهرات الخاص بالسيدات والتى تتضمن :

1-الشکل :

العنصر الذي يعکس الأبعاد الخارجية والمحددة للجسم ، ويتضمن الفراغات أو المساحات ، وهناک عدة أشکال أساسية ، منها الشکل المتکرر الذي يکرر نفس شکل الجسم ، والشکل المتباين وفيه يکون الشکل الخارجي للملبس متبايناً مع خطوط الجسم ويوجد أيضاً الشکل المتنقل وفيه يکون التصميم الخارجي متنقلاً بين أجزاء الجسم دون أن يلتصق به "مرجع رقم 14 ص 8". وتتعدد الأشکال التصميمية والتي يمکن عرضها تقريبياً علي الوجه التالي :-

* أشکال تصميمية ترتبط بتقنية العقدة ، أي البرم Twist . وهو عبارة عن التواء القماش أو تشکيله علي شکل عروة بحيث تشکل نقطة محورية تشع منها ثنايا القماش بشکل انسيابي "مرجع رقم 16 ص 96". کما يمکن أن تکون علي هيئة تداخل قطعتين من القماش بشکل معکوس ومکان التداخل يمکن تسميته مرکز العقدة وهو الذي يکون الشکل المميز لها ، ويمکن تشکيل العقدة بقطعة قماش واحدة فقط ويتم تداخلها مرة واحدة لتعطي نفس تأثير الثنايا الإشعاعية . ويمکن حصر أنواع هذه الأشکال :

-  العقدة بقطعة واحدة

-  العقدة بقطعتين من القماش (العقدة المرکبة)

وتتعدد أماکن تشکيل العقدة علي الجسم وتختلف حسب شکل التصميم ونوع الجسم وحجمه فيمکن أن تشکل علي خط نصف الأمام أو عند الرقبة ، أو خط الوسط أو علي أحد إرتفاعي الصدر . (مرجع رقم 3 ص 511) .

* أشکال تصميمية ذات ثنايا کثيرة تشبه المروحة ، وأيضاً ثنايا مسحوبة أو (ساقطة) ، کما توجد الثنايا الجانبية بحيث تعطينا جمالاً وتناسقاً في شکل الوسط للسيدات ، کما يمکن أن تقل الثنايا بحيث يتقارب الثوب مع الجسم . وهي أشکال ذات خطوط وتموجات وبأطوال غير متساوية الطول .

* أشکال ترتبط بشکل وحيز الصدر الحريمي ذات وصلات القماش المثلثة والهلالية والنصف دائرية والمستطيلة مع إنسدال وتموجات طولية علي بقية الجسم وهذه الأشکال تناسب حالات الحمل للسيدات .

* أشکال ذات فتحات جانبية أو أمامية أو خلفية . تساعد علي تسهيل الحرکة للسيدات حيث تتميز هذه الملابس بأشکال متلاصقة علي جسم السيدات ويمکن أن تکون الفتحات في أعلي الصدر أو الخلف . وهذه الأشکال تنتمي للتصميمات الأسطوانية الطولية التي تغطي الجسم الإنساني کاملاً من الأکتاف حتي الأقدام ، وأحياناً يغطي جزء منه في نطاق حجم الجسم . والشکل رقم (2) يوضح مجموعة من هذه الأشکال .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (2)

بعض أشکال تصميمية لملابس السهرة

2-الخامة :

النسيج يعتبر الخامة الرئيسية للملابس بصفة عامة ، وهو عبارة عن مجموعة من الخيوط المتداخلة مع بعضها البعض في نظام خاص ، بحيث يکون المظهر الخارجي للقماش الناتج وسمکه وشکله يناسب الغرض المطلوب . فمثلاً الأقمشة المناسبة ترتبط بالنوعيات الرخوة واللينة والناعمة مثل :

-الشيفون       Chiffon  

قماش شفاف خفيف الوزن وقوي علي الرغم من مظهره الرقيق وترکيبة النسجي سادة ينسج من الخيوط القطنية أو الرايون ويميز الشيفون بتشکيل الثنايا الناعمة والتصميمات الأنسابية  -الحريرSilk   

إن القماش الحريري هو القماش الناعم الأملس اللامع وتتصف الأقمشة الحريرية بدرجة لمعة بسيطة وتوفير الدفء وتتميز بخفة الوزن ودرجة إنسدال عالية ومطاطية بسيطة جداً وهناک أنواع مختلفة من الحرير الطبيعي وحرير الدبيون وحرير شارميز والحرير الجرسية ، الحرير الصناعي .

- الساتان Satin  

قماش من الحرير أو الراوين ، شارع استخدامه منذ مئات السنين ، وهو نسيج يتصف بوجه اللامع . وتوجد منه الساتان دوشيس ، الساتان المنزلق ، الکريب باک .

- التل Tull  

تصنع هذه الأقمشة من الخيوط السدأ تربط بعضها بخيوط متفرجة في عرض القماش والعکس وهکذا يتکون فراغات وفتحات بين الخيوط .

- الأقمشة المطاطية (الجرسية) :

تعتبر أقمشة الجرسية Jerseg من أکثر الأقمشة مطاطية وهو مصطلح يستخدم علي نطاق واسع ، فکل قماش يتميز بالمطاطية يطلق عليه قماش مطاط کالتل . "مرجع رقم 3 ص 513".

3- الخط التصميمي :

الخطوط التصميمية هي حدود الأشياء وتخلق تأثيرات مختلفة علي المظهر بسبب خداع النظر إلا أن ملابس السهرة تتميز بخطوط متنوعة يصعب حصرها نتيجة التنوع التي تتميز به وحالة الفخامة الشکلية المطلوبة للمناسبات . فمنها الواسع الفضفاض ومنها الضيق الملتصق بالجسم ومنها الخطوط الطولية أو العرضية أو المائلة أو المنفوخة أو المتعارضة بالإضافة إلي حالة الإنسدال .

 

 

4- اللون :

وهو أکثر عناصر التصميم تأثيراً ومطلباً رئيسياً لملابس السهرة لإکساب الجسم الإنساني مظهراً متميزاً عن الشکل الحقيقي ، إلا أنه دائماً ما يراعي استخدام الألوان الباردة للأجسام ذات الحجم الکبير بينما الألوان الدافئة فتؤکد حجم واستدارة وأبعاد الجسم "مرجع رقم 11ص28" .

وعندما تتکامل العناصر السابقة مع الإضافات المکملة والتي سبق عرضها بالبحث يتحقق زيادة الخصائص اللونية من خلال کمية الإنعکاسات الضوئية لبعض المکملات مثل الفصوص الملونة والترتر والخرز وغيرها بالإضافة إلي المؤثرات الملمسية المنعکسة من حالة حرکة التصميم في الفراغ ومواءمته مع الإضافات .

وحيث أن فروض البحث تتجه إلي توظيف الخط العربي في إثراء ملابس السهرة کمتيف فني فيمکن عرض أهم المناطق في الجسم الإنساني المناسبة لأستقبال کإضافة الخط والتي يمکن تطبيقها علي ملابس السهرة لإعطاء الإنطباع الفني المقترح ، کما في الشکل رقم (3) ، والتي
تنحصر في :

- منطقة الصدر : وهي المنطقة المحصورة بين نقطة التقاء حرده الأبط بخط حياکة الجنب إلي النقطة المقابلة علي نفس المستوي .

- منطقة الکتف والرقبة : وهي منطقة حرده الرقبة الأمامية والخلفية والکتف (نقطة التقاء طى ثني الکول)

- منطقة إسورة الکم : أي الحافة النهائية للکم .

- منطقة الوسط : وهي المنطقة التي تستخدم فيها إضافات خارجية لإکساب الملبس قيمة مضافة مثل الأحزمة وغيرها .

- المنطقة السفلي : وتضم العديد من المناطق المناسبة للإضافات المقترحة للخط العربي مثل إطراف الملبس ومحيط التنورة الأمامي أو الخلفي أو کلاهما .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (3)

إنما تصميمية مقترحة توضح إمکانية الخط العربى

 فى الأثراء الفنى لملابس السهرة للسيدات

ولتطبيق الخط العربي علي ملابس السهرة للسيدات يمکن الاتجاه إلي إمکانات تشکيلية عديدة تبعاً لطبيعة الأقمشة والملامس المتوقعة والأساليب الأدائية ، مما يساعد علي التوصل إلي منطلقات فنية متنوعة وفعالة في إثراء جماليات ملابس السهرة للسيدات ، ومن هذا المنطلق أصبح من الطبيعي وضع تصنيف لبعض أساليب لإظهار الخط العربي ، کما يتضح في الشکل رقم (4)

 

 

 

أساليب الخط العربى فى ملابس السهرة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عجائن طباعية ذات تأثير بارز

 

تطريز

 

إضافات مکملة

 

الرسم المباشر

 

 

 

 

 

 

 

عجائن الفوم

 

تطريز ذاتي (السوماک)

 

خرز وترتر

 

رش ملونات

 

 

 

 

 

 

 

عجائن ذات تأثير الکريب

 

تطريز مضاف (إبليک)

 

حليات معدنية

 

ظلال وتجسيم لونى

 

 

 

 

 

 

 

عجائن ذات تأثير القطيفة

 

خيوط مجدولة

 

فصوص ملونة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عجائن ذات تأثير متعدد

 

 

 

أصداف وجلود

 

 

شکل (4)

أساليب لإظهار الخط العربى فى ملابس السهرة للسيدات

 

ثالثاً : تقييم بنائى لاستخدام الخط العربى فى ملابس السهرة للسيدات :-

تتعدد الأنماط التصميمية والأساليب المتبعة في استخدام الخط العربي کقيمة مضافة في ملابس السهر ة للسيدات حيث أن الملبس بطبيعته يسمح دائماً بمرونة في الأبتکار والتجديد . وهناک عناصر رئيسية لتطبيق الخط العربي منها :

- حالة تصميم الملبس کأحد المکونات الأساسية للهوية المرئية کما أنه يساهم بشکل أساسي في استيعاب الموتيف الزخرفى للخط العربى . بما يسمح بتقديم الملبس بأسلوب بصرى ملائم ، وطبيعة الفئة العمرية المستهدفة .

-       الخروج من الأنماط المتعاف عليها للخط العربى التقليدى وتأکيد حالة التحوير بما يتلائم مع المتطلبات الملبسية لملابس المرأة .

-       نسبة مساحة الموتيف الزخرفى للخط بالنسبة لمساحة تصميم الملبس يعتبر عنصر أساسى فى تأکيد الوحدة للملبس .

-       تقديم أکثر من معالجة لتصميم الملبس المقترح بما يتلائم مع متطلبات المرآة .

-       أن تتسم الأشکال المتاحة للخط العربى ، بالبساطة وملاءمة شکلها الخارجى والفراغات البينية وحالة ونوعية الأقمشة .

- أن يستبعد الأنماط اللفظية للخط العربى ذات الدلالة ، سواء من حيث التراکيب أو التى ترمز إلى أفکار أو مفاهيم مجردة أو تعطى تأثيرات وجدانية بصرية .

- يمکن أستخدام أکثر من حالة للحروف فى تصميم الموتيف الزخرفى المقترح ، تبعا لحالة تصميم الملبس ، مثل أستخدام الحروف السميکة أو الحروف الرفيعة أو الحروف ذات الألوان المتباينة أو الحروف ذات الأشکال أو المضغوطة أو تکون فى الحالة المائلة .

-       يعتبر الأسلوب الطباعى بالفوم من الأساليب المواءمة للأقمشة الشفافة (الشيفون) لخفة وزنه ومستوى تحمله .

يعتبر الإيقاع الخطى من الخصائص الهامة للحروف المستخدمة ، بما يضيفه من حيوية وديناميکية وتنوع ، بالإضافة إلى جماليات النسب وترتيب الحروف ، وحالة الفراغ بين الحروف والأتزان والتناسب والأنسجام والوحدة والتى تعتبر من المبادئ الجمالية من خلال :-

-  علاقة الحروف بعضها البعض .

-  علاقة التصميم والوحدة الکلية للشکل . "مرجع رقم 6 ص 1-7"

-  حالة التکرار والنمطية وحالة الأبتکار والتطوير .

تعد عملية الأبصار أنتقائية بطبيعتها ، لذا فإنه من الضرورى على مصمم الأزياء التدريب على الأنتقاء البصرى لتکوينات الخط العربى وموقعها فى الملبس ومدى أهميتها المرئية وجاذبيتها وقدرتها على تمييز الملبس .

 

إجمالاً يمکن حصر القيمة الأبداعية لأستخدام الخط العربى فى ملابس السهرة ،
فى مجموعة العوامل الموضحة بالشکل رقم (5) .

 

 

العوامل الأبداعية لأستخدام الخط  العربى فى ملابس السهرة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عوامل مادية

 

عوامل فنية

 

عوامل حسية

 

 

           

 

الأقمشة

 

الشکل

 

القيمة البصرية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إضافات الأظهار

 

الملائمة التصميمية

 

البعد الجمالى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الألوان

 

التقارب العاطفى والوجدانى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التراکيب والحوير الخطى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الملمس

 

 

 

 

شکل رقم (5)

 

نتائج البحث :

-    يمکن لمصمم الأزياء أستخدام أنواع وأساليب الخط لآحداث إيقاعات مختلفة وتناغم فنى ، بما يتماشى مع الميول الفردية وأزواق السيدات .

- أن أختلاف إتجاهات التعبير والتحوير للخط العربى ، أدى إلى تعدد الحلول التشکيلية للمفردات المتراکبة لملابس السهرات ، کما أدت إلى وجود علاقات تشکيلية متعددة .

- يمکن للعديد من الخطوط التصميمية المقترحة لملابس السهرة ، أن تستوعب الأمکانات الفنية للخط العربى ، من خلال إمکانيات التنفيذ المقترحة ، مثل الأعمال الطباعية والتطريز والإضافات المتنوعة .

- ان تحليل القيم الفنية فى الخط العربى بأنماطه التراثية المختلفة منبعاً أساسياً فى أستقاء المعانى والتکوينات الممکن أستخدامها فى تصميم الملابس .

- من النتائج السابقة ، يمکن القول بأنه کلما تعمق فهم طبيعة العلاقة بين الخصائص التصميمية لملابس السهرة ، والخط کموتيف زخرفى ، کلما أمکن التوصل إلى مرئيات مستحدثة مواءمة للموضة العالمية .



([1] ) التحوير يعرف في الفن – بأنه أسلوب يستخدم عند التعبير عن موضوع ما ، قيطرأ عليه تغيير معين کثيراً ما يکون مطابقاً في شکله لمظهره الطبيعي ( مرجع رقم 7 ص 448 ) .

([2] ) الجولزار – طريقة لحشو المساحات التي داخل الحروف الکبيرة برسوم متنوعة کرسوم الأزهار ، والأشکال الهندسية والحروف والکلمات الصغيرة وغيرها من الزخارف . 

المراجع
أولا : المراجع باللغة العربية :
1-المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب – حلق بحث الخط العربى – القاهرة 1998.
2-أمل بسيونى عابدين ، ميرال عادل شبل – دراسة التصميم الملبس المناسب لحجاب المرآة المسلمة – بحث منشور – المؤتمر العلمى السنوى الثانى – جامعة المنصورة – 2007 .
3-إيمان عبد السلام عبد القادر – رباب حسن محمد – فاعلية برنامج تعليمى بإستخدام الوسائل المتعددة – بحث منشور – المؤتمر العلمى الثالث – جامعة المنصورة – 2008.
4-ثروت عکاشة – المعجم الموسوعى للمصطلحات الثقافية – مکتبة لبنان – الشرکة المصرية العالمية للنشر (لونجمان)  - القاهرة .
5-حسن حسن طه – قابلية التحوير کخاصية فنية فى الخط العربى وکمدخل لآثراء التصميمات الزخرفية – بحث ماجستير غير منشور – کلية التربية الفنية – جامعة حلوان .
6-خليل محمد الکوفحى – الأسس الجمالية لفن الخط العربى – المجلة التشکيلى – الکويت – 2005.
7-سنية خميس أحمد – الزى الخارجى التقليدى للنساء فى بعض بلدان الوطن العربى – دراسة تاريخية وصفية تحليلية – مجلة علوم وفنون – جامعة حلوان – المجلد الثانى عشر – العدد الثانى – ابريل 2000.
8-عمر النجدى– إبجدية التصميم – الهيئة المصرية العامة للکتاب – القاهرة – 1996م.
9-محمد مرزوق – الفن الأسلامى فى العصر الأيوبى – المؤسسة العامة للتأليف والنشر والترجمة والطباعة والنشر – القاهرة – مارس 1963.
10-مصطفى رشاد – المقومات التشکيلية والجمالية للخط العربى – مجلة دراسات وبحوث مجلد 11 – العدد الثانى – جامعة حلوان 1988.
11-نجاة محمد بوازير – الموضة وفن أختيار الملبس المناسب – دار الفکر العربى – 1998.
12-ياسر أحمد حسن عمار – إيجاد منظومة بعدية متکاملة للعلاقة المبتادلة بين تصميم الجملة الأعلانية والعناصر الجرافيکية فى الملصق الإعلانى المصرى – رسالة دکتوراه غير منشورة – کلية الفنون التطبيقية – جامعة حلوان – 2006
13-يحيى الجبورى – الخط والکتابة فى الحضارة العربية – بيروت – لبنان – دار الغرب الأسلامى – 1994.
14-يسرى معوض عيسى – قواعد وأسس تصميم الازياء – عالم الکتب - 2001.
ثانيا : المراجع باللغة الأجنبية :
15- Branham – Begond Modern Secapture, Gorge Barazilar, London 1986
16- Hilde Jaffe & Narie Relies : Droping for fashion design, regents prentice hell, second edition, New York, 1993
17- Safadi, Y-H Islamic calligrphy thames and hadson, limited, London, 1978