الدور الأسري نحو رعاية العضو المدمن أثناء مرحلة العلاج "دراسة ميدانية على مجمع الأمل للصحة النفسية بمدينة الرياض "

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

الموضوعات الرئيسية


أولاً :التمهيد لمشکلة الدراسة :

تعد الأسرة من أقدم النظم الاجتماعية التي عرفها الإنسان، حيث تمثل الجماعة أو الوحدة الأولية الأساسية التي يتکون منها المجتمع الإنساني، حيث تقوم الأسرة بالعديد من الوظائف الهامة في المجتمع، فهي تمثل المرجع الأساس لعملية التنشئة الاجتماعية لأفرادها، وهي مصدر القيم والعادات والتقاليد حيث تمثل الجماعة المرجعية لتکوين وتقييم سلوک واتجاهات أعضائها ومن ثم المجتمع ککل، وهي حلقة الوصل بين الإنسان والمجتمع حيث تقوم بنقل ثقافة المجتمع وتراثه إلى الأجيال الجديدة، کما أنها تقوم بمهمة الحماية لأعضائها من جميع الأخطار المحدقة بهم سواء کانت اجتماعية أو نفسية أو عضوية، کذلک القيام بإشباع العديد من الحاجات المختلفة لأعضائها.

وعلى الرغم من هذه الأهمية للأسرة في المجتمع الحاضر إلا أنها تتعرض إلى صدوع في بنائها وخلل في قيامها بوظائفها من جراء عمليات التغير الاجتماعي والاقتصادي السريع الذي يتعرض له المجتمع الإنساني، مما يکون له التأثير المباشر على تفککها ومن ثم تفکک البناء الاجتماعي للمجتمع ککل، ولعل من أهم هذه المشکلات تلک التي تتعرض للأداء الاجتماعي لأعضائها، مشکلة تعاطي وإدمان المخدرات والتي تعد من أکثر المشکلات في هذا الصدد تأثيرا على الأسرة بصفة خاصة، والبناء المجتمعي بصفة عامة.

حيث تعد مشکلة تعاطي المخدرات والإدمان عليها من أخطر المشـاکل الاجتماعية التي تواجه المجتمعات الإنسانية اليوم وتهدد أمنها واستقرارها وتستنزف طاقات المجتمع المادية والبشرية، وتهدد البناء الاجتماعي والأُسري بالهدم والدمار, فالإدمان بکافة صوره وأشکاله خطر يؤثر تأثيراً مدمراً في شخصية الفرد ويهدم الأسرة ويدهور الإنتاج کماً وکيفاً مما يسبب خسارة فادحة على مستوى الوطن. فلقد أصبحت ظاهرة اجتماعية ذات أبعاد دولية وإقليمية ومحلية، وزادت الاهتمامات العلمية بهذه الظاهرة لتحديدها ورصد أبعادها نتيجة تزايد انتشارها عاماً بعد آخر.

     ففي تقرير الأمم المتحدة لعام 2004 يقدر العدد الإجمالي لمدمني المخدرات في العالم خلال الفترة من 2001م إلى 2003م بحوالي (185) مليون شخص يمثلون 3% من مجموع سکان العالم مقابل (180) مليونا في التسعينيات، وأن الحشيش هو الأکثر انتشاراً بين مختلف أصناف المخدرات بحيث يتناوله (150) مليون شخص، وبلغ عدد مدمني الأفيون والهيروين (15) مليون شخص، کما أشار التقرير إلى أن مدمني الهيروين يشکلون (67%) من الأشخاص الخاضعين للعلاج ضد الإدمان في آسيا و(61%) في أوروبا، وقد شکل القنب الهندي(99%) من کميات المخدرات المضبوطة في أفريقيا (1).

فمشکلة تعاطي المخدرات لم تعد مشکلة محدودة أو مقتصرة على بعض المجتمعات دون غيرها بل إن مداها قد تفاقم إلى درجة مروعة تجتاح حتى تلک المجتمعات التي کانت تحسب أنها محمية من هذا الوباء مثل المجتمعات الإسلامية فقد کشفت الإحصائيات الصادرة عن منظمه التعاون الاقتصادي والتنمية من الانتشار الواسع للمخدرات والعقاقير الخطرة في بعض الدول الإسلامية بأن معدل الاعتماد عليها في بعض هذه الدول يفوق معدله في الولايات المتحدة الأمريکية(2).

فلقد کشفت الإحصائيات في الدراسة التي أجراها المکتب العربي لشؤون المخدرات حول القضايا المضبوطة في البلدان العربية عام 2002م إلى عام 2004م إلى أن إجمالي أعداد القضايا المضبوطة في الدول التي شملتها الدراسة بلغ (185513) قضية، حيث بلغ مجموع القضايا المضبوطة في عام 2002م (54061) قضية ونسبتها (29.2 %)، وفي عام 2003م بلغ مجموع القضايا المضبوطة (61662) قضية ونسبتها (33,2%)، أما في عام 2004م فقد بلغت القضايا المضبوطة (69808) قضية وبنسبة (37.6%) (3).

والمملکة العربية السعودية جزء لا يتجزأ من هذا العالم تتأثر به وتتفاعل معه وتنفعل به، ولهذا لم تسلم المملکة من ظاهرة المخدرات والإدمان عليها، فلقد بلغ إجمالي قضايا المخدرات لعام 1425هـ (28737) قضية بزيادة عن عام 1424هـ بنسبة (17.78%) حيث بلغ مجموع القضايا (24.399) قضية، أما عدد المتهمين في عام 1425هـ فقد بلغ مجموعهم (35440) متهماً بزيادة عن عام 1424هـ بنسبة ( 14.8%) حيث بلغ مجموعهم (30871) متهماً (4).

وتکشف آخر إحصائية لمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض لعام1427هـ أن إجمالي عدد المدمنين الذين راجعوا قسم الطوارئ بلغ (15464) مدمناً مقارنة بعام 1426هـ الذي بلغ عددهم (15264) مدمناً، کما تشير الإحصائية لعام 1426هـ أن عدد المدمنين الذين دخلوا للمرة الأولى (787 ) مدمناً
أي بنسبة (49%) من أجمالي عدد المسجلين في المجمع بينما نجد أن عدد المنتکسين (821) أي ما
نسبته (51%) (5).

إن هذه الأرقام والإحصاءات لتدل دلالة واضحة على ما تنطوي عليه مشکلة المخدرات بأبعادها المختلفة من تهديد حقيقي للمجتمعات والشعوب والأسر والأفراد وبسبب تأثيرها البالغ على کافة أشکال النشاط الاقتصادي والاجتماعي، وقبل ذلک وبعده تأثيراتها الخطيرة والمدمرة على العنصر البشري في کافة النواحي الصحية والعقلية والنفسية والدينية والاجتماعية. ولهذا لم يکن غريباً أن تنال هذه المشکلة ذلک القدر المتزايد والمتنامي من الاهتمام على کافة الأصعدة والمجالات سواء على صعيد الدراسة والبحث العلمي لجوانب المشکلة والتقصي لأسباب الظاهرة وعواملها والتعرف على أضرارها وانعکاساتها على الفرد والأسرة والمجتمع.

ولقد کشفت الدراسات والأبحاث والخبرات إلى أن هناک العديد من الأسباب والعوامل التي يمکن أن تؤدي إلى تعاطي المخدرات والإدمان عليها والتي يمکن أن تتحدد في عنصرين أساسيين هما: اندفاع الفرد بسماته وصفاته الشخصية نحو المخدرات، أو دفع البيئة الاجتماعية (بما فيها من عوامل أو أبعاد أو ظروف انحرافية أو ضاغطة أو إحباطية) للفرد نحو المخدرات. , وأن هذه الأسباب ليست واحدة في کل الحالات بل تختلف من حالة إلى أخرى، ومن جماعة إلى أخرى، ومن مجتمع إلى آخر، بل من فترة زمنية إلى فترة زمنية أخرى في نفس المجتمع.

وبصفة عامة فإن هذه المشکلات، مع اختلاف مسبباتها، تحتاج إلى تضافر الجهود المهنية من
قبل القائمين على العلوم والمهن الإنسانية المختلفة التي تستهدف خدمة الإنسان وذلک لمواجهتها
والتعامل معها.

وتعتبر مهنة الخدمة الاجتماعية من المهن الأساسية التي تهتم بالإنسان بصفة عامة فهي تستهدف إحداث تغييرات مرغوبة في الأفراد والجماعات والمجتمعات، بهدف إيجاد تکيف متبادل بين الأفراد وبيئاتهم الاجتماعية لحل المشکلات الاجتماعية والوقاية منها، کما أنها تهدف أيضا إلى مساعدة الأفراد والجماعات والمجتمعات لاستثمار أقصى ما لديها من قدرات للوصول إلى مستويات اجتماعية لائقة، ولکي تحقق هذه الأهداف فإنها تعمل في مجالات عديدة من ضمنها مجال رعاية الأسرة، ومجال إدمان المخدرات.

وتشير اهتمامات المهنة في هذا النطاق إلى أن من أهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات ثم الإدمان تعود إلى وجود اهتزاز أو خلل أو قصور في النسق الفردي (المدمن) أو الأنساق المتفاعلة معه سواء النسق الأسري أو نسق الأصدقاء أو نسق العمل أو المدرسة أو نسق المؤسسة التي يوجد فيه النسق الفردي أو نسق الحي أو نسق المجتمع المحلي أو المجتمع الکبير أو حدوث تفاعل سلبي أو خاطئ بين النسق الفردي والأنساق الفرعية الأخرى (6) ومن ثم فرعاية المدمن في نطاقه الأسري من ضمن الاهتمامات الرئيسية للمهنة.

فکما أن الأسرة کنسق لها دور رئيسي في حدوث الحالات الإنحرافية لأعضائها ومن بينها حالات تعاطي المخدرات والإدمان عليها، فإن لها دوراً حيويا وهاما في وقاية أعضائها وأبنائها من الوقوع في براثن المخدرات من خلال التوعية والتثقيف بأضرار المخدرات ويکون ذلک في ظل مستوى إيجابي من التفاعل الأسري فيما بين جميع أعضاء الأسرة، کما ينبغي أن يکون لها دور فاعل وإيجابي في مرحلة العلاج لأعضائها المدمنين، وهذا لن يتم إلا إذا کان هناک مستوى اتصال قوي بين الأسرة وعضوها المدمن الذي يخضع للعلاج في المستشفى، وتعاونت الأسرة مع أعضاء الفريق العلاجي، ومن هنا تتضح أهمية التعرف على دور الأسرة نحو رعاية أعضائها المدمنين أثناء مرحلة العلاج وإزالة الصعوبات التي تعرقل دور الأسرة في هذا الجانب. 

الدراسات السابقة:

وفي دراسة (Summitt, W. S. 1987) والتي هدفت إلى التعرف على العلاقة بين استعمال المخدرات بعض المتغيرات – العوامل – السکانية وبين معدل الانتکاس. ولقد توصلت الدراسة إلى أن متوسط درجات التباعد الأبوي في مجموعة المدمنين کان (8.5) درجة مقابل (4.6) لغير المتعاطين و(5.6) درجة للمرضى النفسيين، وباختبار الدلالة الإحصائية تبين أن زيادة التباعد بين الفرد وأبيه في مجموعة المدمنين عن التباعد بين الفرد وأبيه في مجموعة غير المتعاطين، وکانت الدلالة الإحصائية مرتفعة، کما أکدت على أن "الإدمان يرتبط باضطراب العلاقة بين الأب وأبيه بحيث نجدها أکثر من اضطرابها في حالات الأمراض النفسية، وهي نتيجة على أي حال لها أهمية کبرى بالنسبة لعلاج المدمنين خاصة، ومقاومة الإدمان عامة. إذ تشير إلى الأهمية الکبرى لتحسين العلاقات الأسرية بجعلها أکثر وداً ودفئاً بين الآباء والأبناء(7).

وفي دراسة(الضحيان، 1992م) التي هدفت إلى الکشف عن حجم و معدل الانتکاسة والتعرف على الخصائص الديموجرافية والسمات الشخصية للمتعاطين وطرق تعاطيهم للمخدرات والتعرف على علاقة أو تأثير العوامل الخارجية بنجاح برامج العلاج. وقد توصلت الدراسة إلى أن أهم أسباب تعاطي المخدرات هو تأثير مصاحبة أصدقاء السوء، ثم جاءت في المرتبة الثانية المشاکل العائلية وتأتي المشاکل المادية وضعف الرقابة الأسرية في المرتبة الثالثة، کما أوضحت الدراسة على أن 48% من المبحوثين أفادوا بأن علاقاتهم الأسرية ضعيفة ومقبولة، کما أکدت الدراسة أيضاً على أن تعاطي الهيروين وضعف الوازع الديني للمريض هي أحد المتغيرات المتميزة التي يمکن التنبؤ بارتباطها بالانتکاسة (8).

وتوصلت دراسة دإلى ومارلت Daiey, K. Marlatt, 1992)) والتي هدفت للکشف عن العوامل المؤدية لانتکاسة المتعافين من المدمنين، إلى وجود بعض المثيرات والمحضرات التي أسهمت بشکل مباشر في العودة للإدمان لدى المتعافين، فقد توصلت الدراسة إلى أن ما نسبته (38%) من مدمني الکحول، وما نسبته (19) من متعافي الهيروين، قد عادوا نتيجة لعدم الاستقرار الوجداني والانفعالي لديهم. کما أجاب ما نسبته (26%) من المتعافين من الهيروين وما نسبته (18) من المتعافين من الکحول، أن عودتهم کانت نتيجة لصعوبات واجهوها في التکيف الاجتماعي، والتي کان من أهمها عدم قدرة المتعافي على تکوين علاقات اجتماعية سليمة مع المجتمع المرتبط به (9).

وفي دراسة (الحمادي ،1993م) والتي هدفت التعرف على الخصائص الاجتماعية للمدمنين والتعرف على أکثر مواد الإدمان تعاطياً والتعرف على الأسباب المؤدية إلى العود إلى الإدمان، توصلت الدراسة إلى أن أسباب العود للإدمان تتحدد في عدم وجود وظيفة عند الخروج من المستشفى، إلحاح بعض الأصدقاء للتعاطي، الجلوس مع أصدقاء السوء، ونظرة المجتمع إليه بعد خروجه من المستشفى،إضافة إلى وجود مشاکل عائلية وأسرية (10).

وتناولت دراسة (العشماوي، 1994م) والتي هدفت إلى التعرف على الجوانب الاجتماعية لظاهرة الإدمان، والأسباب المؤدية إلى تعاطي المخدرات والعود إلى الإدمان، وقد توصلت الدراسة إلى أن أسباب تعاطي المخدرات في البداية هي: مجارات الأصدقاء، الرغبة في تناسي الهموم والمشاکل، القدرة على تحمل متاعب العمل، وجاءت أسباب العود للإدمان في وجود الأصدقاء الذين شجعوا المتعاطي على العود، وضعف القدرة على العمل، واستمرار المشاکل وملاحقتها على طول الوقت، وعدم وجود ما يشجع على الانقطاع. کما توصلت الدراسة إلى أن أسباب فشل العلاج جاءت مرتبة حسب أهميتها في عدم الاهتمام بالظروف الأسرية والعائلية للمتعاطي، وعدم القدرة على الاستغناء عن المخدر، وملاحقة الأعمال المهنية أو الوظيفية واعتبار المخدر وسيلة للتعامل معها، وعدم تکملة کل أنواع العلاج، وعدم کفاءة العلاج، وعدم اهتمام المسؤولين عن العلاج، وعدم توافر العلاج الجيد(11).

وفي دراسة (المرزوقي وآخرين، 1995م) والتي هدفت إلى التعرف على الخصائص للمتعاطين والعوامل والأسباب المؤدية إلى تعاطي المخدرات في المجتمع السعودي، وتوصلت الدراسة إلى أن الأسرة لها علاقة قوية بتعاطي المخدرات، کما توصلت الدراسة إلى أن أسباب تعاطي المخدرات جاءت على الترتيب التإلى: المشکلات الأسرية والمدرسية بما نسبته (7.22%)، الفراغ والبطالة والفقر بما نسبته (6.35%)، أصدقاء السوء بما نسبته (4.18%)، ضعف الوازع الديني بما نسبته (2.17%)، کما توصلت الدراسة إلى عدد مرات العود تراوحت ما بين (2-6) مرات سواء للتعاطي أو للعلاج في المستشفى(12).

وفي دراسة أجراها (الريس، 1425هـ) والتي من أهدافها التعرف على الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للمنتکسين وغير المنتکسين إلى تعاطي المخدرات وإلى الکشف عن العوامل الاجتماعية المرتبطة بالعود بعد العلاج في المملکة العربية والسعودية. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة إلى ارتفاع نسبة المنتکسين الذين أجابوا بوفاة أحد والديهم أو کليهما بالمقارنة مع غير المنتکسين. وارتفاع نسبة المنتکسين الذين لم يتلقوا مساعدات أسرية بعد خروجهم من المستشفيات في المرات الماضية بالمقارنة مع وصفائهم من غير المنتکسين، کما توصلت الدراسة إلى وجود نسبة کبيرة من المنتکسين يواجهون مشکلات عائلية مع أفراد أسرهم، وعلى العکس من ذلک عند غير المنتکسين، کما أن غالبية المنتکسين أجابوا بعدم متابعة المستشفى لهم بعد الخروج (13).

وتناولت دراسة(المطيري ، 1417هـ) والتي هدفت للتعرف على أهم المعوقات التي تحول دون إقبال المدمنين على علاج الإدمان في مستشفى الأمل بمدينة الرياض، والتعرف على أنواع المخدرات المستخدمة وعلاقتها بعزوف المدمنين عن العلاج ..  وتوصلت الدراسة إلى أن الرغبة بالعلاج أهم الأسباب التي تدفع المدمن للعلاج. کما أوضحت النتائج أن العزوف يرتفع کلما کان المدمن متزوجاً أو مطلقاً أو أرملاً
بينما يزيد الإقبال لدى العزاب، وأن من أهم العوامل الاجتماعية التي تمنع المدمن من التقدم
للعلاج حسب أولويتها هي الخوف من معرفة الأسرة والخوف على المکانة الاجتماعية والوظيفية وأخيرا
مجاراة الأصدقاء (14).

کما کشفت دراسة (غويدي ، 1418هـ) والتي هدفت إلى معرفة مدى مساهمة علاقة العائد للإدمان بأسرته وأصدقائه والتأهيل وخروجه من مراکز العلاج، وقد توصلت الدراسة إلى أن هناک فروقاً ذات دلالة إحصائية بين العائدين للإدمان والأصحاء في أبعاد مقياس العلاقات الاجتماعية لصالح الأصحاء، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المراجعين والأصحاء في مقياس العلاقات الاجتماعية لصالح الأصحاء، کما أکدت الدراسة على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين العائدين
للإدمان والمراجعين في مقياس العلاقات الاجتماعية، وذلک نتيجة تشابههم في عدم استقرار
علاقاتهم الاجتماعية (15).  

وفي دراسة(العنزي،1419هـ) والتي استهدفت قياس الخصائص العامة وسمات الشخصية لمدمني الهيروين والکحوليات والعقاقير المنشطة، فقد توصلت إلى تدني مستوى الوازع الديني عند فئات الإدمان، وسوء العلاقة بين المدمن وأسرته، وبقية عناصر المجتمع، وأن لأصدقاء السوء وإهمال الفرد لأسرته وکثرة الغياب عن المنزل وافتعال المشاکل داخل الأسرة واللامبالاة دوراً واضحاً في تعاطي المخدرات لمجتمع الدراسة (16).

کما أشارت دراسة (الميمان,1421هـ) والتي سعت للتعرف على دور مراکز الرعاية اللاحقة في تفعيل برامجها ومدى تأثير العوامل الذاتية والاجتماعية المرتبطة بفعالية البرامج التي تقدمها المؤسسة، کما سعت الدراسة إلى کشف المعوقات التي تحد من فعاليه برامج الرعاية اللاحقة، وتوصلت الدراسة إلى عدم وجود ارتباط للحالة الاجتماعية للالتحاق ببرامج الرعاية اللاحقة وتقارب نسبة المتزوجين مع
غير المتزوجين، وأوضحت الدراسة أيضاً وجود تأثير للعامل الاجتماعي (مخالطة الأصدقاء) على
تعاطي المخدرات (17).

وتناولت دراسة (الحازمي ، 1422هـ)، التي هدفت إلى معرفة علاقة تعاطي المخدرات بأبعاد الشخصية وبعض المتغيرات الأسرية لدى المدمنين، وقد توصلت الدراسة إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مدمني المهدئات والمسجونين العاديين بالنسبة لأبعاد الانبساط والانطواء، کما کشفت الدراسة بأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في العلاقات الأسرية بين مدمني المهدئات ومدمني المنبهات المثيرة في الأبعاد التالية: حرية التعبير عن المشاعر، الاستقلال، التوجيه العقلي والثقافي، الضبط، التوجيه نحو القيم الدينية والخلقية، بينما لم يتحقق في الأبعاد الآتية: التماسک، التوجيه نحو التحصيل والإنجاز والتنظيم (18).  

کما توصلت دراسة (الغامدي ، 1425هـ) والتي هدفت إلى تحديد الدور الذي يمکن أن تقوم به الأسرة السعودية مع عضوها المتعافي من الإدمان في إطار عملية الرعاية اللاحقة. ولقد أکدت على أنه من المهم أن تشارک الأسرة في عملية الرعاية اللاحقة، کما أن غالبية المبحوثين يرون أن من المهم التزام الأسرة بالمصارحة والمکاشفة فيما يخص المتعافي من الإدمان مع الفريق العلاجي، وأن تدون ملاحظاتها بشأن السلوکيات الجديدة التي تظهر على المتعافي، وإطلاع الأخصائيين بمدى التزام المتعافي بالتعليمات والإرشادات الطبية، وأشارت النتائج إلى نسبة (50%) من المبحوثين يرون أن الأسرة يجب أن تعرف الأنشطة والواجبات التي ينبغي أن تقوم بها في جميع مراحل عملية الرعاية اللاحقة، وأن غالبية المبحوثين يرون أن تبدي الأسرة مشاعر الاحترام للمتعافي وتکوين علاقات جديدة والانخراط في المجتمع المحيط (19).

وفي دراسة (السبيعي، 1427هـ) والتي هدفت إلى التعرف على دور برامج الرعاية اللاحقة والمشکلات التي تواجهها في الحد من العود لتعاطي المخدرات. وقد توصلت الدراسة إلى أن غالبية المبحوثين اتفقوا على تدهور مستوى الخدمات الاجتماعية المرتبطة بالمتعاطي وأسرته، وکذلک بالمتعاطي وعلاقاته بالآخرين من خلال الأنشطة التي تقدمها برامج الرعاية اللاحقة، کما أظهرت الدراسة أن إهمال الحالة الاجتماعية التي تتصل بأسرة المتعاطي تکون سبباً في ترک المتعاطي العلاج ويعود مرة أخرى إلى التعاطي. کما أکدت الدراسة على أن عدم مراعاة البرامج لأسر المتعاطين أثناء تلقي العلاج من أهم المشکلات التي تواجه برامج الرعاية اللاحقة (20)

التعليق على الدراسات السابقة وسبل الاستفادة :

فيما يلي يتناول الباحث الدراسات السابقة وعلاقتها بالدراسة الحالية من حيث موضوع الدراسة، وأوجه الشبه والاختلاف بين هذه الدراسات والدراسة الحالية حيث اتضح من عرض الدراسات السابقة ، ما يلي:

أن موضوع تعاطي المخدرات من الموضوعات الهامة والمقلقة خاصة في المجتمعات العربية الإسلامية ومنها المجتمع السعودي، حيث تؤدي إلى تفکک المجتمع وعدم ترابطه وبالأخص المجتمع الأسري الذي يمثل النواة الأولى لبنية المجتمع، وهذا ما أجمعت عليه کل الدراسات.

 کشفت الدراسات أن هناک علاقة أو تأثيراً للعوامل الخارجية ونجاح برامج العلاج کما في دراسة "الضحيان"، وهذا يتفق مع الدراسة الحالية حول أهمية الجوانب الخارجية والداخلية المحيطة بالمدمن في نجاح تعافيه من الإدمان وعدم العود إليه مرة أخرى، وتوصلت الدراسة أيضاً إلى أن أغلب العائدين للتعاطي کانت علاقاتهم الأسرية ضعيفة وهذا ما تهتم به الدراسة الحالية خاصة فيما يتعلق بالتعرف على الدور الأسري في مرحلة العلاج.

أوضحت الدراسات عدم الاهتمام بالمشاکل الأسرية من قبل البرامج العلاجية کما في دراسة "الريس" وهذا يتفق مع دراسة "الغامدي" التي أوضحت أن هناک غياباً للتعاون بين الأسرة والمستشفى، فعلاج المدمن ليست مسؤولية المستشفى فقط بل مسؤولية المؤسسات الخدمية والاجتماعية وبالأخص الأسرة مما يؤکد أهمية التعاون بين الأسرة والمستشفى في مساعدة المتعافي لعدم الإحساس بالذنب وتوفير الفرص له لإعادته للحياة من جديد، وهذا ما يتفق مع اهتمامات الدراسة الحالية في التعرف على التعاون بين الأسرة والفريق العلاجي لمساعدة العضو المدمن أثناء فترة العلاج.

کشفت الدراسات السابقة أهمية دور الأصدقاء ومجاراتهم في العودة للتعاطي، وکذلک المشاکل الأسرية وعدم التقبل الأسري للمدمن کسبب رئيسي للتعاطي والعودة للإدمان مرة أخرى وهذا ما شکل محور اهتمام الدراسة الحالية.

رغم ترکيز الکثير من هذه الدراسات على خصائص الإدمان والمدمنين من حيث أنواعها وعوامل حدوثها وکذلک الاهتمام بمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى العود للتعاطي ودور الرعاية اللاحقة في مساعدة المدمنين، ومعوقاتها،فإن الدراسة الحالية تضيف بعدا جديدا وهاما يتمثل في التعرف على الدور الذي يمکن أن تلعبه الأسرة في رعاية عضوها المدمن ومتابعة سلوکه أثناء فترة العلاج بما يکفل ضمان الحصول على أقصى قدر من الرعاية.

تتميز هذه الدراسة في اختلافها عن الدراسات السابقة في کونها تستهدف في النهاية الترکيز في التعرف على دور الأسرة في رعاية العضو المدمن، وأشکال التعاون بينها وبين الفريق العلاجي تمهيدا للوصول إلى آليات لتفعيل هذا الدور لتحقيق رعاية أفضل للأعضاء المدمنين من قبل أسرهم.

وقد بينت الدراسات السابقة عدة طرق للاستفادة منها، فقد کان هناک استفادة من دراسة (Summitt, 1987) حينما أوضحت تأثير طبيعة العلاقة بين الأب وابنه وکونها عاملاً قد يؤدي إلى انحراف الأبناء خاصة فيما يتعلق بالإدمان، وکذلک ما أوضحته دراسة Daiey, K. Marlatt, 1992)) وکذلک دراسة العشماوي (1994م) والتي اهتمت بقضية العلاقات الأسرية وتأثيرها على الإدمان، وقد غطت دراسة (الريس، 1415هـ) جانب أخر في العلاقات الأسرية المساهمة في حدوث الإدمان وهي قضية وفاة الأب أو الوالدين بصفة عامة لما لها من تأثير على طبيعة العلاقات داخل الأسرة، وکذلک دراسة غويدي (1418هـ)، أما دراسة الغامدي (1425هـ) فقد اهتمت أيضاً بقضية العلاقات الأسرية خاصة في إطار الرعاية اللاحقة، مما يؤکد على أهمية الدور الأسري، وقد أکدت ذلک دراسة الحازمي (1422هـ)، ومن ناحية أخرى استفاد الباحث مما أوضحته دراسات کل من الحمادي (1993م) والعشماوي (1994م) حول دور أصدقاء السوء في التحريض على الوقوع في براثن الإدمان وکذلک العود إليه. وهذه الدراسات تفيد الدراسة الحالية في معرفة أثر أصدقاء السوء على المدمنين أثناء مرحلة علاجهم في المستشفى.

ساهمت هذه الدراسات في إرشاد الباحث إلى الحصول على مکونات الإطار النظري للدراسة واستقصاء مشکلة الدراسة وأهدافها بالإضافة إلى تحديد الإجراءات المنهجية لهذه الدراسة والاعتماد عليها في تحليل نتائج الدراسة الميدانية.

ثانياً: صياغة مشکلة الدراسة:

في إطار هذه المعطيات وبناء على ما توصلت إليه الدراسات السابقة وما أوضحته من أن تعدد البيئات الاجتماعية والوحدات الاجتماعية المؤثرة في النسق الفردي، وفي اشتراکها في إحداث حالة التعاطي، إلا أنه مازال النسق الأسري يلعب دوراً أساسياً في العديد من العمليات الاجتماعية والنفسية والعقلية المعرفية والقيمية والاقتصادية المؤثرة على جميع أفرادها وخاصة النشء والمراهقين والشباب لينعکس کل هذا في تکوين الشخصية والتنشئة الاجتماعية ومن ثم في ألوان السلوک وخاصة السلوک الاجتماعي للنسق الفردي، ولکن في حالة إصابة هذا النسق الأسري بنوع معين من التفکک أو التصدع أو حدوث حالة من حالات ملاحقة النسق الأسري بعدد من المشکلات الضاغطة الداخلية أو الخارجية أو کلاهما معاً، فيحدث نوع من الاهتزاز أو الخلل أو القصور في أداء النسق الأسري أو أحد أنساقه الفرعية، وفي عدم قدرته على القيام بدوره في عدم إشباع حاجات أفراده، مما يؤدي ذلک إلى العديد من الانحرافات والتي قد تکون في اتجاه التعاطي، فقد تحددت مشکلة هذه الدراسة في التعرف على الدور الذي يمکن أن تلعبه الأسرة في رعاية عضوها المدمن ومتابعة سلوکه أثناء مرحلة العلاج ومدى تعاونها مع الفريق العلاجي، والتعرف على الصعوبات التي تواجه الأسرة في قيامها بهذا الدور، تمهيدا للوصول إلى التوصيات المناسبة لتفعيل هذا الدور وآليات تنفيذها.

ثالثاً: أهمية الدراسة:

1-  تنبع أهمية هذه الدراسة من خلال ترکيزها على معرفة الدور الأسري نحو رعاية العضو المدمن أثناء فترة العلاج، کذلک معرفة أهم الصعوبات التي يمکن أن تواجه ذلک.

2-  تشکل هذه الدراسة وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات العلمية التي تهتم بقضايا الإدمان والمدمنين ومشکلاتهم، انفرادا لها في دراستها للدور الأسري وما يمکن تقديمه من رعاية وتعاون مع أعضاء الفريق العلاجي للمدمن أثناء مرحلة العلاج.

3-  کما تتشکل أهمية هذه الدراسة فيما يمکن التوصل إليه من آليات لتفعيل دور الأسرة في نطاق تعاملها مع عضوها المدمن والفريق العلاجي أثناء فترة العلاج لضمان حصول المدمن على أفضل رعاية ممکنة.

4-  محاولة الوصول إلى نتائج مستمدة من الواقع الميداني ويمکن لها أن تثري الجانب النظري للخدمة الاجتماعية في هذا المجال، کذلک إفادة القائمين على تقديم البرامج العلاجية والجهات المعنية بصياغات السياسات الحالية والمستقبلية لما يمکن أن تشارک به الأسرة لرعاية عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج.

رابعاً: أهداف الدراسة:

تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق عدد من الأهداف تتحدد فيما يلي:

1-         التعرف على دور الأسرة فيما يتعلق بأوجه الرعاية الاجتماعية وبمتابعة سلوک عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج.

2-  التعرف على أساليب وأشکال التعاون بين الأسرة وأعضاء الفريق العلاجي أثناء مرحلة علاج
عضوها المدمن.

3-         تحديد الصعوبات التي تواجه الأسرة لتقديم المساعدة لعضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج.

4-         محاولة الوصول إلى مجموعة من التوصيات التي تستهدف إيجاد آليات لتفعيل دور الأسرة في رعاية عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج.

خامساً: تساؤلات الدراسة:  

تستهدف هذه الدراسة الإجابة على التساؤلات التالية:

التساؤل الرئيسي الأول ومؤداه: " ما هو دور الأسرة نحو رعاية عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج من وجهة نظر أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي"؟

 وينبثق عن هذا التساؤل الرئيس الأول مجموعة من التساؤلات الفرعية تتضمن ما يلي:

1- ما دور الأسرة فيما يتعلق بأوجه الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج من وجهة نظر أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي؟

2- ما أساليب وأشکال التعاون بين الأسرة وأعضاء الفريق العلاجي في مرحلة علاج عضوها المدمن من وجهة نظر أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي؟

3- ما الصعوبات التي تواجه الأسرة لتقديم المساعدة لعضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج من وجهة نظر أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي؟

التساؤل الرئيسي الثاني ومؤداه: "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات کلاً
من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي فيما يتعلق بدور الأسرة في رعاية عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج"؟

وينبثق عن هذا التساؤل الرئيس الثاني مجموعة من التساؤلات الفرعية تتضمن ما يلي:

1- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات کلاً من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي فيما يتعلق بدور الأسرة في خدمات الرعاية المنزلية ومتابعة سلوک عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج؟

2- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات کلاً من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي فيما يتعلق بأساليب وأشکال تعاون الأسرة مع أعضاء الفريق العلاجي أثناء مرحلة علاج عضوها المدمن؟

3- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات کلاً من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه الأسرة أثناء مرحلة العلاج لعضوها المدمن؟

التساؤل الرئيسي الثالث ومؤداه : " هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات أولياء أمور المدمنين فيما يتعلق ببعد الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن، وبعد تعاون الأسرة مع أعضاء الفريق العلاجي باختلاف طبيعة العلاقات داخل الأسرة؟"

خامسًا: مفاهيم الدراسة: تتحدد مفاهيم هذه الدراسة في:

1-مفهوم الدور : يعرف الدور على أنه "نمط من الفعل متوقع من کل أعضاء الجماعة الذين يشغلون مرکزاً معيناً بصرف النظر عن أشخاصهم". (21). کما يشير إلى " نموذج محدد للسلوک وملزم للفرد الذي يحتل مکانة محددة متوقع من الفرد في الجماعة تحدده الثقافة السائدة" (22).

ويعرف ساربن (Sarbin) الدور بأنه نمط من الأفعال أو السلوکيات التي يمارسها شخص معين في موقف معين. وتعرفه بيرلمان (Perlman) بأنه الأنماط السلوکية المنظمة لشخص معين يشغل وضعاً اجتماعياً معينا في علاقته بشخص أو أکثر (23).

بينما وجهة نظر أخرى ترى أن الدور يتکون من نسق من التوقعات التي توجد في البيئة الاجتماعية وهذه التوقعات تتعلق بسلوک الشخص تجاه الآخرين الذين يشغلون مراکز أخرى(24)، ويقصد الباحث بالدور في هذه الدراسة بجملة السلوکيات التي تنتهجها الأسرة في رعاية عضوها المدمن ومتابعة سلوکه أثناء مرحلة علاجه من الإدمان داخل المستشفى، وکذلک السلوکيات المرتبطة بتعاونها مع أعضاء الفريق العلاجي.

2-مفهوم الأسرة : مازالت الأسرة تمثل القاعدة الأساسية في حياة الأفراد والمجتمعات لما توفره من الأمن والتدعيم والمشاعر الإنسانية التي يحتاجها البشر خلال مسيرة الحياة. ويتفق کثير من العلماء على صعوبة تحديد مفهوم محدد لمصطلح الأسرة، إلا أن هناک بعض الخصائص الأساسية التي يمکن أن نتفق عليها بالأسرة کوحدة اجتماعية.

تعرف الأسرة على أنها "الوحدة الاجتماعية الأولى التي تهدف إلى المحافظة على النوع الإنساني وتقوم على المقتضيات التي يرتضيها العقل الجمعي والقواعد التي تقررها المجتمعات المختلفة (25). وهناک من يرى أن الأسرة تتألف من مجموعة من الأفراد لديهم تاريخ مشترک ومستقبل متوحد حيث تجمعهم معاً روابط الدم والعلاقات القانونية والروابط التاريخية، ويرتکز نسق الأسرة على نظام متکامل
من العواطف والمشاعر التي يمکنها الاستمرار لفترات طويلة تصل إلى أکثر من ثلاثة أو أربعة أجيال متعاقبة (26)، ويضيف آخرون ، أن مصطلح الأسرة يشير من الناحية التقليدية إلى روابط العصب والدم التي تحدث نتيجة الزواج والميلاد، والأسرة ککيان اجتماعي يراها آخر على أنها تعني "العلاقات الإنسانية التي تنشأ بين مجموعة من الأفراد وتتواصل عبر الأجيال بصورة مستمرة نتيجة الروابط البيولوجية والعاطفية والاجتماعية في إطار مجموعة من العمليات التنموية خلال علاقات التناسل والنشأة وتضطلع برعاية وتدعيم الأبناء" (27).

ووجهة نظر أخرى ترى أن الأسرة عبارة عن مجموعة من الأفراد يشترکون معاً في خلفية تاريخية واحدة تتضمن مجموعة من القيم والعادات والمشاعر المشترکة والسلوکيات ولهم توقعات مستقبلية مشترکة تتم من خلال علاقات متوازنة ومتبادلة (28).

ويقصد الباحث بالأسرة وفقا لهذه الدراسة في کونها مجموعة من الأفراد يعيشون معاً وينتمون إلى بعضهم البعض بروابط الدم تحدد التزامات أفرادها تجاه بعضهم البعض بحيث يوفر ذلک المشارکة الوجدانية والعاطفية وقدر من التفاهم والموافقة على تبني تطلعات مشترکة وبذل الطاقة والجهد لتحقيق أهداف مستقبلية مشترکة، ويمثل الأسرة في هذه الدراسة ولي أمر المدمن الذي قد يکون الأب أو الأخ أو ابن الأخ.

3-مفهوم المدمن : الإدمان حالة من الاعتماد النفسي والجسمي أو کليهما على إحدى أو بعض المواد المخدرة تنتج عن تکرار تناول الفرد لها وتؤثر في سلوک الفرد وتجعله أسيرا للمخدر الذي يتناوله وتؤثر عليه نفسيا أو بدنيا أوکليهما (29).

ويعرف الإدمان على أنه المداومة على تعاطي مادة أو مواد معينة، أو القيام بأنشطة محددة لمدة زمنية طويلة بقصد الدخول في حالة من النشوة وإبعاد الحزن والاکتئاب. کما أنه يعني أيضاً الاعتماد الفسيولوجي (العضوي) على المواد الکيميائية، الذي يؤدي بالشخص إلى عدم القدرة على مقاومة الامتناع عن تناولها، مما ينتج عنه ظهور أعراض المنع (الأعراض الانسحابية) عليه في حالة عدم الحصول عليها، ومن المواد القابلة للإدمان (30).

ويعرف المدمن بأنه الشخص الذي يتعود على تعاطي عقار معين مثل الکحول أو المخدرات، وفي حالة توقف تعاطيه يشعر بحالة من الاضطراب النفسي والجسمي، حتى يتناول جرعة من المادة التي
تعود عليها (31).

کما عرف المدمن على أنه کل فرد يتعاطى مادة مخدرة أيا کانت فيتحول تعاطيه إلى
تبعية نفسية أو جسدية أو الاثنين معا، کما ينتج عن ذلک تصرفات اجتماعية ولا أخلاقية من جانب المدمن (32) ، ويقصد الباحث بالمدمن في هذه الدراسة بأنه المريض الذي يخضع للعلاج من الإدمان، ومودع بمجمع الأمل للصحة النفسية بمدينة الرياض.

سادساً : المرتکزات النظرية التي تعتمد عليها الدراسة :

تعتمد هذه الدراسة في أساسها النظري على النظريات التالية:

أ. نظرية النسق : يعرف النسق بأنه مجموعة عناصر يحدث بينها نوع من التفاعل، أو مجموعة من الوحدات الفرعية التي يربط بينها علاقة، وترى وجهة نظر أن النسق هو بناء يحدث فيه تفاعل بطريقة معينة تؤدي إلى حدوث تأثيرات لکل منها خصائص متميزة (33).

ويشير مفهوم النسق إلى مجموعة من العناصر المتبادلة الاعتماد أو المتفاعلة عموماً، وهو لکل المنظم والمعقد ومجموعة من أشياء تکون کلاً موحد (34).

 ويرى "بارسونز" أن الأنساق تتضمن أربعة وظائف:

1-  تحقيق الهدف أو إشباع احتياجات النسق.

2-  التکيف مع تأثير البيئة فيما يتصل بتحقيق الهدف.

3-  التکامل بمعنى ارتباط الوحدات الفرعية مع بعضها البعض.

4-  التعامل مع التوترات والحفاظ على البقاء.

الأسرة کنسق اجتماعي:

تعد الأسرة نسقاً اجتماعياً يتسم بخصائص وسمات محددة، ويعمل في إطار مجموعة من التفاعلات والعلاقات المتصلة المتبادلة، وتستند نظرية الأنساق العامة على تحليل وتفهم المشکلات التي تواجهها الأنساق الاجتماعية على اختلاف مستوياتها، لذا فإننا إذا ما أخذنا نسق الأسرة نجد أنها تتکون من الأب والأم وابن وابنة، وربما نعتقد أن مجموع هؤلاء الأفراد هو أربعة، ولکن في حقيقة الأمر فإن مجموع هؤلاء الأفراد هو "أسرة" لأن هؤلاء الأفراد ينتمون إلى بعض في إطار وحدة اجتماعية تعمل من خلال العلاقات المترابطة بين أعضائها ويجمعهم تاريخ مشترک وهدف واحد، ويعد التفاعل داخل الأسرة من أهم الرکائز التي تتيح ظهور جو وبيئة عائلية تؤدي إلى التطور والنمو وتساهم في تحقيق الأسرة لأهدافها. ويتم التفاعل عن طريق استخدام وسائل اتصال إيجابية وفعالة داخل الأسرة حتى تستطيع أن تحقق ما يعرف بالتفاعل والتأييد التبادلي Interdependent بين أعضاء الأسرة، وبشکل مبسط فإن التفاعل البناء يتيح تحقيق علاقات ودية وإشباع الحاجات النفسية بين أفراد الأسرة، وعلى العکس فإن ضعف التفاعل أو ظهوره في صورة سلبية سوف يؤدي إلى ظهور الصراعات بين الأفراد وسيطرة الاتجاهات الفردية ومشاعر اللامبالاة والأنانية وما إلى ذلک.

وتسعى الأسر إلى ترسيخ مبادئ وقواعد معينة تساعد على زيادة التفاعل بين الأفراد مثل الاحترام المتبادل والصراحة والتعبير عن المشاعر ومشارکتها بين الأفراد. ولکن مبدأ التأييد التبادلي يظهر في توقع أفراد الأسرة واستعدادهم لتقديم خدمات حقيقة، أو المشارکة الوجدانية للفرد الذي يحتاجها داخل الأسرة، وهناک أحداث معينة تحدث في الأسرة تتطلب من الأفراد تقديم التأييد والدعم التبادلي بدرجة عاليه، لعل ما يدخل في اهتمام الدراسة هنا وجود أحد الأعضاء في حالة الإدمان (35). وسوف يستفاد من معطيات هذه النظرية خاصة فيما يرتبط بتناول الأسرة کنسق اجتماعي وما يتم فيه من تفاعلات اجتماعية يتم في إطار تحقيق وظائفها کنسق اجتماعي وخاصة قيامها بوظيفة التساند الوظيفي أو ما يسمى بالتأييد التبادلي، کذلک وظيفة التعامل مع التوترات والمحافظة على البقاء وتحقيق التکامل بين مکوناتها حيث يعد المدمن وحالة الإدمان من أهم المواقف التي تحتاج فيها الأسرة إلى التکامل والتساند الوظيفي.

ب. نظرية الدور : تقوم هذه النظرية على حقيقة مؤداها أن کل فرد يشغل مرکزاً اجتماعياً معيناً
في السلم الاجتماعي، وهذا المرکز يحتم على الذي يشغله مجموعة من الحقوق والالتزامات
التي تنظم تفاعله مع الآخرين الذين يشغلون مراکز اجتماعية أخرى ، وعندما يضع الفرد الشاغل لمرکز معين عناصر المرکزين الحقوق والواجبات موضع التنفيذ في هذه الحالة يکون يمارس دوراً (36).

ولهذه النظرية العديد من المفاهيم يمکن اختيار ما قد يفيد منها الدراسة الحالية:

1- توقعات الدور : وهي الفکرة التي يحملها آخرون لهم أهميتهم للشخص عما يجب أن يکون عليه سلوک شاغل الدور في أدائه لحقوق وواجبات المرکز.

2- غموض الدور : عدم وضوح توقعات الدور حول حقوق وواجبات مرکز معين (37).

3- الأدوار الظاهرة والأدوار الضمنية : الأدوار الظاهرة هي الأدوار القابلة للملاحظة، والممارس لهذه الأدوار يؤدي هذه الأدوار على مستوى شعوري أي يؤديها وهو مدرک لها وداع لها، أما الأدوار الضمنية هي تلک الأدوار التي لا يکون الفرد واعياً لها أو متنبهاً لمتطلباتها.

4- استعادة التوازن : عندما يکون هناک غموض أو تضارب في الأدوار غالباً ما يحدث عدم توازن في النسق الاجتماعي تتطلب محاولات لاستعادة التوازن من الأطراف المختلفة المتفاعلة (38).

ولقد ثبت أن نظرية الدور تتسم بالفاعلية في مساعدة الأفراد على تصنيف المواقف التي ترتبط بالدور وفهمها وترتيب أولويات حياتهم، وسيتم الاستفادة من هذه النظرية في هذه الدراسة في تفسير الدور الذي تلعبه الأسرة في رعاية عضوها المدمن وهو الذي يشکل الأداء الاجتماعي لها، وهو يعني قدرات الأسرة المختلفة على أداء الأدوار الاجتماعية التي ينبغي أن تقوم بها تجاه عضوها المدمن حيث يمثل الأداء الاجتماعي للأسرة نقطة الالتقاء بينها کنسق سيکولوجي وبين المجتمع کنسق اجتماعي ،  والذي يعد المدمن أحد أجزاء هذا النسق.

کما ترتبط هذه النظرية بالدراسة الحالية في أن هناک مقومات أساسية للدور ينبغي على الأسرة أن تقوم بها والتي يتوقع أن تمارسها تجاه عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج من خلال قيامها بواجباتها ومسؤولياتها تجاهه، حيث من المتوقع أن عدم القيام بهذا الدور يؤدي إلى حالات من التصدع والتفکک في علاقتها مع العضو المدمن، وبالتالي فإن هذا يسهم في فشل تعافي المدمن من حالة الإدمان وهذا الأمر يتطلب ضرورة التقويم والعلاج وذلک بهدف استعادة التوازن من جديد. وهذا يشکل محور الاستفادة من هذه النظرية في الدراسة الحالية.

ثامنا: الإجراءات المنهجية للدراسة :

1- نوع الدراسة : تعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التحليلية التي تستهدف وصف الدور الأسري في رعاية العضو المدمن أثناء مرحلة العلاج، والصعوبات التي تواجه الأسرة في رعاية عضـوها المدمن.

2- منهج الدراسة : تستخدم الدراسة منهج المسح الاجتماعي بنوعيه الحصر الشامل لجميع أعضاء الفريق العلاجي بقسم الإدمان بمجمع الأمل للصحة النفسية بمدينة الرياض، والمسح الاجتماعي بطريقة العينة العشوائية البسيطة * لأولياء أمور المدمنين الذين يعالجون بمجمع الأمل للصحة النفسية من أنسب المناهج استخداما ومناسبة لهذه الدراسة (39).

3- أدوات الدراسة : استخدم الباحث الاستبيان کأداة رئيسية للحصول على بيانات الدراسة، فقد أعد الباحث استبانتين للدراسة لتحقيق أهداف الدراسة في التعرف على الدور الأسري في رعاية العضو المدمن أثناء مرحلة العلاج والصعوبات التي تواجه الأسرة للقيام بهذا الدور من وجهة نظر أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي، وذلک بالرجوع إلى أدبيات الدراسة ذات الصلة والدراسات السابقة من أجل الاستفادة منها في بناء الاستبانة ، وقد تضمنت الاستبانتين لأولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي ثلاثة أجزاء تضمن الجزء الأول " البيانات الأولية"، والجزء الثاني " محور دور الأسرة في الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن"، وعدد العبارات (24) عبارة، والجزء الثالث، "محور تعاون الأسرة مع أعضاء الفريق العلاجي "، وعدد العبارات (12) عبارة، والجزء الرابع  الصعوبات التي تواجه الأسرة في رعاية العضو المدمن"، وعدد العبارات (12) عبارة، وطريقة الإجابة على فقرات الاستبانة (أعدت بناء على مقياس ليکرت) باختيار إجابة واحدة من بين ثلاث إجابات متدرجة للإجابة على أبعاد الدراسة، وللتأکد من الصدق الظاهري للأداة قام الباحث بتوزيعها على (15) من المحکمين من ذوي الخبرة والمتخصصين في الخدمة الاجتماعية، والعاملين في مجال رعاية وعلاج المدمنين بمجمع الأمل للصحة النفسية. وقد قام الباحث بإجراء التعديلات التي اتفق عليها أکثر من (75%) من عدد المحکمين، کما تم التأکد من الصدق الإحصائي للأداة وذلک بحساب صدق الاتساق الداخلي وذلک باستخدام معامل ارتباط بيرسون، بالإضافة إلى التأکد من ثبات الاستبانة بطريقة الاتساق الداخلي (الفاکرونباخ) وقد بلغ 0.89.

4-  مجالات الدراسة : تتحدد مجالات الدراسة في:

  • المجال المکاني : تحدد المجال المکاني للدراسة في مجمع الأمل للصحة النفسية بمدينة الرياض (قسم الإدمان).
  • · المجال البشري: ويتمثل المجال البشري في جميع أعضاء الفريق العلاجي بقسم الإدمان بمجمع الأمل للصحة النفسية بمدينة الرياض، وأولياء أمور المدمنين الذين يعالجون بمجمع الأمل للصحة النفسية بمدينة الرياض، وقد بلغ عدد أعضاء الفريق العلاجي(41) عضواً، وبلغ عدد أولياء أمور المدمنين الذين تم اختيارهم عشوائياً (89) ولي أمر.
  • المجال الزمني: تحدد المجال الزمني للدراسة في فترة جمع البيانات الميدانية والتي استغرقت نحو عشرين يوماً من بداية تاريخ 6/10/1427هـ.

تاسعا: العرض الجدولي لنتائج الدراسة الميدانية والتعليق عليها.

أولا: النتائج العامة المرتبطة بالخصائص الديموجرافية لمجتمع الدراسة :

1. النتائج العامة المرتبطة بالخصائص الديموجرافية لأولياء أمور المدمنين :

جدول (1)

الخصائص الديموجرافية لمجتمع الدراسة من أولياء أمور المدمنين

 

الفئات

التکرار

النسبة

 

الفئات

التکرار

النسبة

العمر

أقل من 30عاماً

33

37.1

عدد أفراد الأسرة

أقل من 5

3

3.4

من30عاماً إلى أقل من40

33

37.1

من 5 إلى 9

49

55.1

من 40عاماً إلى أقل من 50عام

14

15.7

من 9إلى 12

24

27

50 عام فأکثر

9

10.1

أکثر من12

13

14.6

المستوى التعليمي

يقرأ ويکتب

2

2.2

صلة القرابة للمدمن

الأب

18

20.2

ابتدائي

11

12.4

ابن

3

3.4

متوسط

29

32.6

أخ

54

60.7

ثانوي

21

23.6

ابن أخ

5

5.6

جامعي

22

24.7

أخرى

9

10.1

ماجستير

4

4.5

ترتيب المدمن في الأسرة

الأول

19

21.3

الحالة العملية

موظف حکومي

41

46.1

الثاني

18

20.2

متسبب

13

14.6

الثالث

16

18

لايعمل

16

18

الرابع

16

18

قطاع خاص

10

11.2

الخامس

10

11.2

عمل مهني

9

10.1

السادس

4

4.5

الحالة الاجتماعية

أعزب

33

37.1

السابع

2

2.2

متزوج

46

51.7

الثامن

4

4.5

مطلق

10

11.2

بداية الإدمان

سنة واحدة

14

15.7

الدخل الشهري

أقل من 2000

10

11.2

سنتين

8

9

2000 إلى أقل من 4000

15

16.9

ثلاث سنوات

10

11.2

4000 إلى أقل من 6000

23

25.8

أربع سنوات فأکثر

57

64

6000 إلى أقل من 8000

21

23.6

نوعية مادة التعاطي

حشيش

32

36

8000 فأکثر

20

22.5

أفيون

4

4.5

العلاقات الأسرية

غير جيدة

22

24.7

هيروين

18

20.2

متوسطة

27

30.3

برشام

11

12.4

جيدة

40

44.9

أخرى

24

27

تأتي معطيات الجدول رقم (1) موضحة لأهم الخصائص الديموجرافية لمجتمع الدراسة من أولياء أمور المدمنين، حيث بينت الخصائص عدة جوانب نلخصها فيما يلي:

فيما يتعلق بتوزيع المبحوثين وفق متغير العمر، أوضحت نتائج الجدول توزيعاً للمبحوثين ليرتکز حول الفئة العمرية (أقل من 30 عاماً إلى أقل من 40 عاماً) وذلک بنسب متساوية بلغت جملتها (74.2%) وهي غالبية المبحوثين، يليهم في المرتبة الثانية من هم في الفئة العمرية من (40 عاماً إلى أقل من 50 عاماً) بنسبة بلغت (15.7%) أما من کانت أعمارهم (50 عاماً فأکثر) فکانوا تسعة مبحوثين بنسبة (10.1%) وهذا التوزيع بين أن معظم أولياء الأمور في فترة عمرية متوسطة فغالبية المبحوثين هم في سن الشباب أو بالقرب من نهايته وهذا قد يدلل على أن هؤلاء الآباء من الجيل الذي تعرض في الآونة الأخيرة للتغيرات المجتمعية المختلفة التي کان لها تأثير بالغ على الأفکار والقيم المخصصة مما قد يدلل على زيادة عدد المدمنين لهذه الأسر خاصة مع ظهور العديد من المشکلات المعاصرة المرتبطة بالأسرة وطرق تربيتها لأبنائها خاصة ما يتعلق بالضبط الأسري وانخفاض معدلاته بالإضافة إلى تمتع الأسر الحالية بالعديد من جوانب الرفاهية کانتشار الأطباق الفضائية وانتشار تفکک القيم الأسرية وضعف دور الأب والمشکلات التي قد تنشأ بين الزوج والزوجة مما قد يکون له دور في حدوث انحرافات لدى الأبناء خاصة إذا ما کانوا في فترة سنية بين الطفولة والشباب وما لهذه الفترة من تأثيرات عليهم.

وقد أکدت النتائج بالجدول على ارتفاع المستوى التعليمي لأولياء الأمور حيث بلغ من هم من ذوي التعليم الجامعي فما فوق نحو (26) مبحوثاً بنسبة بلغت (29.2%) وهي نسبة عإليه يليهم من تعليمهم يقع في حدود التعليم الثانوي بنسبة (23.6%). أما من تعليمهم متوسط فبلغ عددهم (29) مبحوثاً بنسبة (32.6%)، ثم من تعليمهم متدني (ابتدائي ويقرأ ويکتب) بنسبة (14.6%)، وبصفة عامة فإن المستوى التعليمي عامة يبدو مرتفعاً حيث إذا تم جمع نسب من حصل على التعليم المتوسط إلى التعليم فوق الجامعي نجدهم نحو (54.8%) وهي غالبية المبحوثين مما يؤکد ارتفاع مستوى تعليمهم والذي من المفترض أن يکون له تأثير على تعليم وتربية أبنائهم خاصة فيما يتعلق بمتابعتهم ومراقبتهم.

وعن حالة أولياء الأمور الوظيفية، جاءت النتائج لتبين أن نحو ما يقرب من نصف المبحوثين بنسبة بلغت (46.1%) هم موظفين حکوميين يليهم من هم من المتسببين بنسبة بلغت (14.6%) ثم من لا يعملون بنسبة (18%) ثم العاملين في القطاع الخاص بنسبة (11.2%) ثم العاملين بأعمال مهنية بنسبة (10.1%) وهذا يدلل على أن غالبية المبحوثين آباءهم ممن لهم دخول وإن کانت متفاوتة إلا أنها مستمرة فجميع الأعمال تدر الدخول. فما عدا نحو (32.6%) ممن ليس لهم أعمال (متسبب أو لا يعمل) والذين قد تنخفض دخولهم.

وعن الحالة الاجتماعية لأولياء أمور المدمنين من مجتمع الدارسة بلغ الغالبية منهم بنحو ما يقرب من (52%) تقريباً من المتزوجين يليهم العزاب بنسبة (37.1%) ثم المطلقين بنسبة (11.2%). وهذا يدلل على أن بعض أولياء الأمور قد لا يکونوا من الوالدين فقد يکونون إخوة أکبر أو غير ذلک خاصة عندما تظهر النتائج أن (37.1%) منهم من العزاب.

وقد بلغت دخول أولياء الأمور نسباً عاليه فقد کان هناک ارتفاعاً ملحوظاً في الدخول لنحو (41) مبحوثاً بنسبة (46.1%) وهم من تقع دخولهم من (6000 إلى أکثر من 8000 آلاف) ريال في حين کان نحو (42.7%) ممن لهم دخول متوسطة تقع دخولهم بين ( 2000 إلى أقل من 6000 ريال) أما من هم دخولهم ضعيفة أقل من (2000) ريال فکانوا في نهاية القائمة بنسبة بلغت (11.2%) مما يدلل على أن معظم المبحوثين من ذوي الدخول المتوسطة إلى العالية، وهي التي يتوقع أن تسمح لأعضاء المدمنين من الحصول على الأموال التي تمکنهم من شراء مواد الإدمان المختلفة.

وقد أوضح أولياء الأمور بنسبة قربت من (45%) أن علاقاتهم الأسرية جيدة، أما نحو (30.3%) منهم فقد أوضحوا أن علاقاتهم الأسرية متوسطة، في حين أوضح (24.7%) منهم أن علاقاتهم غير جيدة، وبصفة عامة فإن حال الأسر ووفق رؤية المبحوثين بأنها بين المتوسطة والجيدة.

وقد أوضح المبحوثون أن عدد أفراد أسرهم قد يتراوح بين 5 إلى أقل من 9 أفراد بنسبة (55.1%) من المبحوثين يليهم من بلغ أفراد أسرته (9 إلى أقل من 12) بنسبة (27%) ثم من تقع أفراد أسرتهم أعلى من (12) عضواً بنسبة (14.6%). وفي نهاية القائمة جاءت الأسر التي تبلغ أقل من 5 أفراد بنسبة (3.4%)، وبصفة عامة نجد أن جميع المبحوثين في أسر من ذوي العدد الکبير مما قد يکون له الأثر المتوقع في انخفاض معدلات الضبط والرقابة بها.

وعن صلة القرابة بين ولي الأمر والمدمن جاء الأخوة في المرتبة الأولى بنسبة (6.7%) وهو ما تؤکده معطيات الجدول فيما يتعلق بالحالة الاجتماعية يليهم الأب بنسبة (20.2%) مما يؤکد التقارب بين ولي الأمر والمبحوثين بما کان نحو (5.6%) من أبناء الأخ ونحو (3.4%) هم أبناء، وبصفة عامة فإن الدرجة القريبة هي الدرجة الأولى.

وعن ترتيب المدمن في الأسرة جاء ترتيبه يتراوح بين الأول والخامس في المرتبة الأولى يليهم من کان ترتيبه الخامس إلى الثامن.

أما فيما يتعلق بتعود المدمن على إدمان المخدرات فقد أشار أولياء الأمور أن نحو (64%) من المدمنين کان بداية الإدمان لديهم منذ 4 سنوات فأکثر يليهم من کان بداية إدمانه سنة واحدة بنسبة (15.7%)، ثم من هم لهم نحو ثلاث سنوات في الإدمان بنسبة (11.2%) ثم أخيراً من هم لديهم نحو سنتين في الإدمان بنسبة (9%) وبصفة عامة نجد أن هناک ارتفاعاً في الإدمان تراوح بين السنتين إلى الأربع سنوات فأکثر مما يدلل على أن هؤلاء المدمنين مروا بالعديد من مراحل العلاج والعديد من المراحل
المختلفة للإدمان.

وعن نوعية التعاطي جاء الحشيش في المرتبة الأولى بنسبة (36%) يليه الهيروين بنسبة (20.2%) ثم البرشام بنسبة (12.4%) يليه الأفيون بنسبة (4.5%) وهو يدلل على تنوع المخدر ويبدوا أن الحشيش هو المادة الأکثر شيوعاً بينهم، أما الأفيون فکان أقل شيء وقد رجع ذلک إلى سهولة أو صعوبة الحصول على المادة والمعتقد حولها.

 

2.  النتائج العامة المرتبطة بالخصائص الديموجرافية لمجتمع الدراسة من الفريق العلاجي:

جدول (2)

الخصائص الديموجرافية لمجتمع الدراسة من الفريق العلاجي

 

الفئات

التکرار

النسبة

 

الفئات

التکرار

النسبة

العمر

أقل من 30عاماً

11

26.8

المؤهل العلمي

بکالوريوس

26

63.4

من30عاماً إلى أقل من40عاماً

18

43.9

دبلوم

7

17.1

من 40إلى أقل من 50 عاماً

8

19.5

ماجستير

7

17.1

50 عام فأکثر

4

9.8

دکتوراه

1

2.4

التخصص

الخدمة الاجتماعية

10

24.4

سنوات الخبرة

أقل من 5 سنوات

15

36.6

علم الاجتماع

6

14.6

من 5 إلى أقل من 10 سنوات

15

36.6

علم النفس

11

26.8

من 10 إلى أقل من 15 سنة

5

12.2

الطب

7

17.1

15 سنة فأکثر

6

14.6

التمريض

7

17.1

 

تبين نتائج الجدول رقم (2) المعطيات الخاصة بالخصائص الديموجرافية لمجتمع الدراسة من الفريق العلاجي ويتضح خصائصهم في:

فيما يتعلق بمتغير العمر لديهم کان ما يقرب من (44%) منهم ممن تقع أعمارهم بين (30إلى أقل من 40 عاماً) يليهم من کان عمره (أقل من 30 عاماً) بنسبة (26.8%)، ثم من کان عمره (من 40 إلى50 عاماً) بنسبة (19.5%) يليهم من کان عمره من 50 عاماً فأکثر بنسبة (9.8%)، وبصفة عامة يتضح لنا ارتفاع العمر لدى المبحوثين مما قد يدلل من ناحية أخرى على مستوى خبرتهم والتي تؤکدها أيضا معطيات الجدول حيث أوضحت أن من له خبرة من (10 إلى 15 سنة فأکثر) بلغ عددهم نحو (11) مبحوث بنسبة (26.8%) يليهم من خبرته (من 5 إلى أقل من 10 سنوات) بنسبة (36.6%) ثم من خبرته (أقل من 5 سنوات) بنسبة (36.6%). وبصفة عامة فإن مستوى الخبرة يعتبر من المتوسط إلى العالي مما قد يدلل على دورها في تعاملهم مع المبحوثين.

وعن تخصصهم جاء المتخصصون في علم النفس في المقام الأول بنسبة (26.8%) يليهم تخصص الخدمة الاجتماعية بنسبة (24.4%) ثم علم الاجتماع بنسبة (14.6%) وهي تخصصات هامة وفعالة في هذا المجال يليها في الأهمية تخصصات العلاج النفسي والاجتماعي للمرضى حيث تلعب هذه التخصصات دوراً هاماً معهم وقد جاء تخصص الطب والتمريض بنفس النسب حيث بلغت لکل منها (17.1%).

وعن مؤهلهم العلمي نجد أن أغلبهم حاصلون على درجة البکالوريوس بنسبة (63.4%) يليهم من حصل على درجات أعلى من البکالوريوس تراوحت بين الدبلوم والدکتوراه بنسبة بلغت نحو (36.6%).


ثانياً: النتائج المتعلقة بدور الأسرة في رعاية العضو المدمن أثناء مرحلة العلاج:

1. النتائج المتعلقة باستجابات المبحوثين حول دور الأسرة فيما يتعلق بالرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن.

جدول (3)

استجابات المبحوثين حول دور الأسرة فيما يتعلق بأوجه الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن

العبـــــارات

مجتمع الدراسة

مجموع الأوزان

المتوسط

الانحراف

المتوسط العام

الترتيب

يصاحب أحد أفراد الأسرة العضو المدمن عند الذهاب للمستشفى

الفريق العلاجي

100

2.44

0.55

2.53

8

أولياء الأمور

233

2.62

0.67

تتأکد الأسرة من إتباع عضوها المدمن للتعليمات والإرشادات العلاجية

الفريق العلاجي

98

2.39

0.59

2.49

12

أولياء الأمور

230

2.58

0.62

تتابع الأسرة التزام عضوها المدمن بالعلاج المصروف له

الفريق العلاجي

100

2.44

0.55

2.48

13

أولياء الأمور

224

2.52

0.66

تشجع الأسرة عضوها المدمن على الاستمرار في تلقي العلاج

الفريق العلاجي

107

2.61

0.49

2.66

3

أولياء الأمور

241

2.71

0.55

تسارع الأسرة في حل أي خلاف يتصل بحالة عضوها المدمن مع المحيطين به

الفريق العلاجي

101

2.46

0.50

2.50

11

أولياء الأمور

227

2.55

0.71

يقابل أفراد الأسرة العضو المدمن بالود والارتياح

الفريق العلاجي

97

2.37

0.62

2.42

16

أولياء الأمور

219

2.46

0.68

لا تفرق الأسرة في المعاملة بين عضوها المدمن وبين أي من أعضائها

الفريق العلاجي

89

2.17

0.70

2.39

18

أولياء الأمور

231

2.60

0.63

تتيح الأسرة لعضوها المدمن فرصة الحوار والمناقشة في کافة الأمور الأسرية

الفريق العلاجي

94

2.29

0.64

2.43

15

أولياء الأمور

231

2.66

0.62

تحترم الأسرة آراء عضوها المدمن حول أساليب العلاج المتبعة معه

الفريق العلاجي

89

2.17

0.63

2.43

15

أولياء الأمور

237

2.69

0.60

تحاول الأسرة تخفيف الأعباء النفسية لعضوها المدمن

الفريق العلاجي

93

2.27

0.55

2.50

11

أولياء الأمور

239

2.73

0.58

تدعم الأسرة أي سلوک إيجابي يقوم به عضوها المدمن

الفريق العلاجي

98

2.39

0.54

2.47

14

أولياء الأمور

243

2.55

0.54

تشجع الأسرة تحمل عضوها المدمن على المشارکة في کافة المسؤوليات

الفريق العلاجي

96

2.34

0.62

2.40

17

أولياء الأمور

227

2.45

0.60

لا تذکر الأسرة عضوها المدمن ببداية الإدمان

الفريق العلاجي

94

2.29

0.68

2.51

10

أولياء الأمور

218

2.72

0.72

تحاول الأسرة تقوية الوازع الديني لدى عضوها المدمن

الفريق العلاجي

110

2.68

0.47

2.72

2

أولياء الأمور

242

2.76

0.54

تؤکد الأسرة لعضوها المدمن على شفاء حالات کثيرة من الإدمان

الفريق العلاجي

109

2.66

0.48

2.57

7

أولياء الأمور

246

2.48

0.48

تحاول الأسرة التعرف على أصدقاء عضوها المدمن باستمرار

الفريق العلاجي

98

2.39

0.54

2.63

4

أولياء الأمور

221

2.87

0.69

تنصح الأسرة عضوها المدمن بالابتعاد عن رفاق السوء

الفريق العلاجي

107

2.61

0.54

2.66

3

أولياء الأمور

255

2.71

0.43

توفر الأسرة لعضوها المدمن کل ما يشغل وقت فراغه

الفريق العلاجي

99

2.41

0.67

2.60

6

أولياء الأمور

241

2.78

0.53

تشجع الأسرة عضوها المدمن على العودة إلى العمل أو المدرسة

الفريق العلاجي

100

2.54

0.50

2.66

3

أولياء الأمور

247

2.78

0.45

تقوم الأسرة باصطحاب عضوها المدمن في جميع المناسبات العائلية

الفريق العلاجي

101

2.71

0.55

2.63

4

أولياء الأمور

226

2.54

0.60

تساعد الأسرة عضوها المدمن في الشعور بالأمان

الفريق العلاجي

99

2.74

0.55

2.73

1

أولياء الأمور

241

2.71

0.55

تساعد الأسرة عضوها المدمن في زيادة الثقة بنفسه

الفريق العلاجي

102

2.49

0.60

2.62

5

أولياء الأمور

244

2.74

0.53

تعمل الأسرة على زيادة قدرة عضوها المدمن على مواجهة الآخرين

الفريق العلاجي

96

2.34

0.57

2.49

12

أولياء الأمور

236

2.65

0.59

تساعد الأسرة في زيادة قدرة عضوها المدمن على التعامل مع الآخرين

الفريق العلاجي

96

2.34

0.57

2.52

9

أولياء الأمور

239

2.69

0.58

تشير معطيات الجدول السابق رقم (3) والذي يبين استجابات المبحوثين من مجتمعي الدراسة (أولياء الأمور وأعضاء الفريق العلاجي) حول ما يتعلق بدور الأسرة الخاصة بالمدمن فيما يرتبط بالرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن، حيث جاءت النتائج لتبين اتفاقا بين المبحوثين مجتمعي الدراسة حول تفاصيل هذه الرعاية بأن أهم سلوک تسلکه الأسرة واتفق عليه المبحوثين هو أن الأسرة تساعد عضوها المدمن في الشعور بالأمان" بمتوسط عام بلغ (2.73%) أي الاقتراب من درجة موافق يليها "أن الأسرة تحاول تقوية الوازع الديني لدى الأعضاء المدمنين" بمتوسط أيضاً اقترب من الموافقة الکلية (موافق) حيث بلغ (2.72%) وبانحراف معياري (0.47)، ثم " قيام الأسرة بتشجيع عضوها المدمن على العودة إلى العمل أو المدرسة" بمتوسط اتفاق بلغ (2.66%) وقد أوضحت النتائج ترتيباً لدور الأسرة وفق ما يلي:

أ. أدوار تم الاتفاق عليها بدرجة موافق إلى حد ما في اتجاه قوي إلى درجة موافق.

  • تقوم الأسرة باصطحاب عضوها المدمن في جميع المناسبات العائلية في المرتبة الرابعة بمتوسط اتفاق (2.63) إلى حد ما في اتجاه موافق.
  • · تساعد الأسرة عضوها المدمن في زيادة الثقة بنفسه بمتوسط اتفاق بلغ (2.62) أي إلى حد ما في
    اتجاه موافق.
  • توفر الأسرة لعضوها المدمن کل ما يشغل وقت فراغه بمتوسط اتفاق بلغ (2.60) أي الموافقة إلى حد ما في اتجاه موافق.

ب. أدوار تم الاتفاق عيها بدرجة موافق إلى حد ما في اتجاه بسيط نحو الموافقة:

  • تؤکد الأسرة لعضوها المدمن على شفاء حالات کثيرة من الإدمان بمتوسط اتفاق (2.57) أي إلى حد ما في اتجاه بسيط إلى موافق.
  • يصاحب أحد أفراد الأسرة العضو المدمن عند الذهاب للمستشفى بمتوسط اتفاق (2.53) أي إلى حد ما في اتجاه بسيط إلى موافق.
  • تساعد الأسرة في زيادة قدرة عضوها المدمن على التعامل مع الآخرين بمتوسط اتفاق بلغ (2.52) أي موافق إلى حد ما في اتجاه بسيط إلى موافق.
  • لا تذکّر الأسرة عضوها المدمن ببداية الإدمان بمتوسط اتفاق (2.51) أي موافق إلى حد ما في اتجاه بسيط إلى موافق.
  • · تسارع الأسرة في حل أي خلاف يتصل بحالة عضوها المدمن مع المحيطين، وتحاول الأسرة تخفيف الأعباء النفسية لعضوها المدمن بمتوسط اتفاق بلغ (2.50) أي الموافقة إلى حد ما في اتجاه بسيط إلى موافق.

جـ. أدوار تم الاتفاق عليها على کونها تمارس إلى حد ما:

  • تتأکد الأسرة من اتباع عضوها المدمن للتعليمات والإرشادات العلاجية بمتوسط اتفاق (2.49).
  • تتابع الأسرة التزام عضوها المدمن بتناول العلاج المصروف له بمتوسط اتفاق (2.48).
  • تدعم الأسرة أي سلوک إيجابي يقوم به عضوها المدمن بمتوسط اتفاق (2.47).
  • · تتيح الأسرة لعضوها المدمن فرصة الحوار والمناقشة في کافة الأمور الأسرية بمتوسط (2.43) وتهتم الأسرة بتخفيف الأعباء المعيشية لعضوها المدمن بمتوسط اتفاق (2.43).
  • يقابل أفراد الأسرة العضو المدمن بالود والارتياح بمتوسط اتفاق (2.42).
  • تشجع الأسرة تحمل عضوها المدمن على المشارکة في کافة المسؤوليات بمتوسط (2.40).
  • لا تفرق الأسرة في المعاملة بين عضوها المدمن وبين أعضائها الآخرين بمتوسط (2.39).

وبصفة عامة فإن في تناولنا لترتيب هذه الأدوار يتضح لنا أن هناک نحو خمسة أدوار فقط من المطروح بالجدول هي تمثل أدواراً رئيسة يتم القيام بها وهي تلک التي حصلت على الموافقة إلى حد ما في اتجاه قوي نحو موافق. أما بقية الأدوار فنجد أن هناک انخفاض متوسطات الموافقة بين کل من مجتمعي الدراسة (أولياء الأمور والفريق العلاجي) حول القيام بها مما يتطلب ضرورة تفعيل هذه الأدوار، حيث لم تحسم الإجابات وفيما يتصل للقيام بها.

2. النتائج المتعلقة برؤية المبحوثين حول مدى تعاون الأسرة مع الفريق العلاجي:

جدول (4) استجابات المبحوثين حول مدى تعاون الأسرة مع الفريق العلاجي

العبـــــــــــارات

مجتمع الدراسة

مجموع الأوزان

المتوسط

الانحراف

المتوسط العام

الترتيب

تتشاور الأسرة مع الفريق العلاجي حول خطوات علاج عضوها المدمن

الفريق العلاجي

104

2.54

0.55

2.63

2

أولياء الأمور

241

2.71

0.55

تعمل الأسرة على تنفيذ کل ما يطلب منها من قبل المستشفى

الفريق العلاجي

99

2.41

0.59

2.53

5

أولياء الأمور

235

2.64

0.53

تسجل الأسرة ملاحظاتها على عضوها المدمن أثناء العلاج وتقدمها للفريق العلاجي

الفريق العلاجي

94

2.29

0.72

2.38

9

أولياء الأمور

220

2.47

0.66

تقوم الأسرة بالسؤال عن الأنشطة والواجبات التي يجب أن ينفذها عضوها المدمن

الفريق العلاجي

96

2.34

0.69

2.46

7

أولياء الأمور

230

2.58

0.62

تطلع الأسرة الفريق العلاجي بشکل مستمر على أي تطور في سلوک عضوها المدمن سلباً

الفريق العلاجي

99

2.41

0.55

2.48

6

أولياء الأمور

226

2.54

0.60

تشارک الأسرة بفعإليه في خطة علاج عضوها المدمن

الفريق العلاجي

92

2.24

0.62

2.36

10

أولياء الأمور

220

2.47

0.71

تقوم الأسرة بالعمل على تنفيذ التعليمات الخاصة بخطة تعديل سلوک عضوها المدمن

الفريق العلاجي

96

2.34

0.62

2.45

8

أولياء الأمور

228

2.56

0.56

تتعاون الأسرة مع الفريق العلاجي بالإدلاء بأية معلومات عن حالة مريضها المدمن

الفريق العلاجي

105

2.56

0.50

2.60

3

أولياء الأمور

235

2.64

0.55

تناقش الأسرة الفريق العلاجي في أي معوقات لعلاج عضوها المدمن

الفريق العلاجي

103

2.51

0.51

2.56

4

أولياء الأمور

232

2.61

0.58

تحافظ الأسرة على سرية المعلومات حول سبل علاج عضوها المدمن

الفريق العلاجي

112

2.73

0.45

2.72

1

أولياء الأمور

241

2.71

0.55

تعرض الأسرة على الفريق العلاجي کل المسؤوليات التي يقوم بها عضوها المدمن

الفريق العلاجي

100

2.44

0.59

2.53

5

أولياء الأمور

233

2.62

0.61

تطلع الأسرة الفريق العلاجي بشکل مستمر على أي تطور في سلوک عضوها المدمن إيجابياً

الفريق العلاجي

98

2.39

0.63

2.53

5

أولياء الأمور

237

2.66

0.54

تأتي معطيات جدول رقم (4) ليبين النتائج المتعلقة برؤية المبحوثين من مجتمعي الدراسة (أولياء الأمور، أعضاء الفريق العلاجي) حول مدى تعاون الأسرة مع الفريق العلاجي حيث جاءت النتائج لتبين تدرج الاتفاق على عدة أدوار کما هي موضحة بالجدول وذلک على النحو التالي:

أ. أدوار تم الاتفاق عليها تميل الاستجابات فيها إلى الاتفاق الکلي (موافق) وقد تضمنت:

  • تحافظ الأسرة على سرية المعلومات حول سبل علاج عضوها المدمن في المرتبة الأولى للاتفاق القوي بمتوسط (2.72).
  • تتشاور الأسرة مع الفريق العلاجي حول خطوات علاج عضوها المدمن بمتوسط (2.63).
  • تتعاون الأسرة مع الفريق العلاجي بالإدلاء بأية معلومات عن حالة مريضها المدمن بمتوسط اتفاق بلغ (2.60).

ب. أدوار تم الاتفاق عليها إلى حد ما باتجاه بسيط نحو درجة موافق وتضمنت:

  • تناقش الأسرة الفريق العلاجي في أي معوقات لعلاج عضوها المدمن بمتوسط اتفاق (2.56).
  • · تعرض الأسرة على الفريق العلاجي کل المسؤوليات التي يقوم بها عضوها المدمن، کذلک تطلع الأسرة الفريق العلاجي بشکل مستمر على أي تطور في سلوک عضوها المدمن إيجابياً، وکذلک تعمل الأسرة على تنفيذ کل ما يطلب منها من قبل المستشفى باتفاق (2.53) لکل دور.

جـ. أدوار لم يتم الاتفاق عليها بقوة وانحصرت فيما يلي:

  • · تطلع الأسرة الفريق العلاجي بشکل مستمر على أي تطور في سلوک عضوها المدمن سلبياً
    بمتوسط (2.48).
  • تقوم الأسرة بالسؤال عن الأنشطة والواجبات التي يجب أن ينفذها عضوها المدمن بمتوسط (2.46).
  • تقوم الأسرة بالعمل على تنفيذ التعليمات الخاصة بخطة تعديل سلوک عضوها المدمن بمتوسط عام بلغ (2.45).
  • تسجيل الأسرة ملاحظاتها على عضوها المدمن أثناء العلاج وتقدمها للفريق العلاجي.
  • تشارک الأسرة بفاعلية في خطة علاج عضوها المدمن بمتوسط (2.36).

وهذا يدلل على أن قيام الأسرة بأدوارها وفقاً لاستجابات أولياء الأمور والفريق العلاجي محدودة في بعض الأدوار التي تم سردها في بداية التعليق على الجدول وهي الأدوار التي تقترب متوسطاتها من الاتفاق الکلي. أما بقية الأدوار فإن دلالات المتوسطات تشير إلى عدم حسم الفريق العلاجي وأولياء الأمور للقيام بها مما قد يدلل على ضرورة الانتباه إليها ضمن المحتوى المتضمن بتفعيل دور الأسرة في
هذا السياق.

 

3. النتائج المرتبطة باستجابات المبحوثين حول طبيعة الصعوبات التي تواجه الأسرة أثناء فترة العلاج:

جدول (5)

استجابات المبحوثين حول طبيعة الصعوبات التي تواجه الأسرة أثناء فترة علاج العضو المدمن

العبـــــــــــارات

مجتمع الدراسة

مجموع الأوزان

المتوسط

الانحراف

المتوسط العام

الترتيب

ضعف المستوي الاقتصادي للأسرة بسبب علاج أحد أعضائها

الفريق العلاجي

84

2.05

0.74

2.16

9

أولياء الأمور

203

2.28

0.80

تدني مستوى التعليم بالأسرة

الفريق العلاجي

93

2.27

0.59

2.23

7

أولياء الأمور

195

2.19

0.85

عدم اتباع عضوها المدمن لتعليمات وإرشادات الفريق المعالج

الفريق العلاجي

100

2.44

0.55

2.42

4

أولياء الأمور

214

2.40

0.79

عدم استمرار عضوها المدمن في تلقي العلاج

الفريق العلاجي

105

2.56

0.50

2.46

3

أولياء الأمور

211

2.37

0.82

لا تجد الأسرة من يعاونها في متابعة حالة عضوها المدمن

الفريق العلاجي

89

2.17

0.59

2.19

8

أولياء الأمور

198

2.22

0.79

جهل الأسرة بأساليب التعامل مع عضوها المدمن

الفريق العلاجي

93

2.27

0.50

2.26

5

أولياء الأمور

201

2.26

0.81

عدم إتاحة الوقت الکافي للأسرة للتحدث مع الفريق المعالج

الفريق العلاجي

78

1.90

0.74

2.12

10

أولياء الأمور

207

2.33

0.78

ارتفاع تکاليف العلاج بالنسبة للأسرة

الفريق العلاجي

60

1.46

0.74

1.73

12

أولياء الأمور

179

2.01

0.90

قلة التسهيلات التي تمنح للأسرة من قبل المستشفى

الفريق العلاجي

65

1.59

0.74

1.86

11

أولياء الأمور

190

2.13

0.83

العزلة الاجتماعية التي تعاني منها الأسرة بسبب عضوها المدمن

الفريق العلاجي

93

2.27

0.50

2.25

6

أولياء الأمور

198

2.22

0.85

تأثير رفاق السوء على عضوها المدمن

الفريق العلاجي

119

2.90

0.30

2.88

1

أولياء الأمور

255

2.87

0.43

غياب الدور الفعال لوسائل الإعلام المساعدة للأسرة في رعاية المدمن

الفريق العلاجي

117

2.85

0.42

2.57

2

أولياء الأمور

236

2.65

0.62

تأتي معطيات الجدول السابق رقم (5) لتبين رؤية المبحوثين من مجتمعي الدراسة (أولياء الأمور والعاملين) حول طبيعة الصعوبات التي تواجه الأسرة أثناء فترة العلاج، حيث جاءت النتائج معبرة عن مدى الاتفاق، وحيث أن هذه الصعوبات قد تم صياغتها بطريقة سلبية فقد جاءت النتائج لتبين الاتفاق عليها کما يلي:

أ. صعوبات تم الاتفاق على تأثيرها الکبير وتتضمن:

  • تأثير رفقاء السوء على عضوها المدمن بمتوسط اتفاق (2.88).
  •  غياب الدور الفعال لوسائل الإعلام المساعدة للأسرة في رعاية المدمن بمتوسط (2.57).

ب. صعوبات تم الاتفاق على تأثيرها إلى حد ما في اتجاه بسيط نحو التأثير:

  • عدم استمرار عضوها المدمن في تلقي العلاج بمتوسط (2.46).
  • عدم إتباع عضوها المدمن لتعليمات وإرشادات الفريق المعالج بمتوسط (2.42).
  • جهل الأسرة بأساليب التعامل مع عضوها المدمن بمتوسط اتفاق (2.26).
  • العزلة الاجتماعية التي تعاني منها الأسرة بسبب عضوها المدمن بمتوسط اتفاق (2.25).
  • تدني مستوى التعليم بالأسرة بمتوسط اتفاق (2.23).
  • لا تحد الأسرة من تعاونها في متابعة حالة عضوها المدمن بمتوسط اتفاق (2.19).
  • ضعف المستوى الاقتصادي للأسرة بسبب علاج أحد أعضائها بمتوسط اتفاق (2.16).
  • عدم إتاحة الوقت الکافي للأسرة للتحدث مع الفريق المعالج بمتوسط اتفاق (2.12).

جـ. صعوبات لم يتفق على تأثيرها إلى حد ما:

  • قلة التسهيلات التي تمنح للأسرة من قبل المستشفى بمتوسط اتفاق (1.86).
  • ارتفاع تکاليف العلاج بالنسبة للأسرة بمتوسط اتفاق (1.73).

وهذا يدلل على أن المبحوثين کان لديهم توجهاً بوجود صعوبات کثيرة تواجه عمل علاج المدمن وقد ارتبطت کلها بأسباب ترتبط بالأسرة يليها الأسباب المرتبطة برفقاء السوء والدور الخاص بوسائل الإعلام، وهي مؤشرات يجب أخذها في الاهتمام عند أية جهود لتفعيل الدور الأسري في علاج المدمن.

4. النتائج المرتبطة بدلالات الفروق في المتوسطات بين استجابات کل من أولياء أمور المدمنين أو أعضاء الفريق العلاجي، فيما يتعلق بدور الأسرة في رعاية عضوها المدمن حول أبعاد الدور الأسري:

جدول (6)

دلالة الفروق بين متوسطي مجموعة الفريق العلاجي ومجموعة أولياء الأمور للمدمنين
في بعد أوجه الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن

المجموعات

ن

المتوسط

الانحراف المعياري

قيمة ت

درجة الحرية

مستوى الدلالة

الفريق العلاجي

41

57.87

7.67

3.43

128

0.805

أولياء الأمور

89

63.35

8.75

ولبيان دلالات الفروق بين المتوسطات بين مجموعتي الدراسة الفريق العلاجي وأولياء أمور المدمنين حول الاتفاق على الدور الأسري في رعاية الأعضاء المدمنين فيما يتعلق ببعد الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن، وباستخدام اختبار (ت) لبيان دلالات الفروق بين المتوسطات جاءت النتائج لتبين عدم وجود فروق دالة معنوياً بين کل من أولياء أمور المدمنين، والفريق العلاجي حول هذا الدور مما يؤکد اتفاقهم على عناصره المختلفة.

 

جدول (7)

دلالة الفروق بين متوسطي مجموعة الفريق العلاجي ومجموعة أولياء الأمور للمدمنين
في بعد التعاون مع الفريق العلاجي

المجموعات

ن

المتوسط

الانحراف المعياري

قيمة ت

درجة الحرية

مستوى الدلالة

الفريق العلاجي

41

29.22

4.46

2.16

128

0.47

أولياء الأمور

89

31.21

5.06

وبتحليل أکثر عمقاً ولبيان دلالات الفروق بين متوسطات مجموعة الفريق العلاجي ومجموعة أولياء الأمور للمدمنين حول بعد التعاون مع الفريق العلاجي، جاءت النتائج لتبين عدم وجود فروق دالة إحصائيا في استجابات المبحوثين مجموعتي الدراسة فيما يتعلق بهذا البعد، وهذا يعني اتفاق المبحوثين على وجود نوع من التعاون بين کل من الأسرة والفريق العلاجي فيما يتعلق بأسس رعاية المدمن
وخطط علاجه.

جدول (8)

دلالة الفروق بين متوسطي مجموعة الفريق العلاجي ومجموعة أولياء الأمور للمدمنين
في بعد الصعوبات التي تواجه الأسرة أثناء فترة علاج العضو المدمن

المجموعات

ن

المتوسط

الانحراف المعياري

قيمة ت

درجة الحرية

مستوى الدلالة

الفريق العلاجي

41

26.73

3.84

1.11

128

0.000

أولياء الأمور

89

27.94

6.49

وفيما يتعلق ببيان الفروق في المتوسطات بين مجموعتي الدراسة (أولياء الأمور للمدمنين والفريق العلاجي) حول الصعوبات التي تواجه الأسرة أثناء فترة علاج المدمن جاءت النتائج لتبين وجود فروق دالة إحصائيا بين مجموعتي الدراسة حول هذا الشأن، فقد کانت هذه الفروق لصالح أولياء الأمور بمتوسط (27.94) مما يؤکد على اتفاق المبحوثين من أولياء الأمور حول هذه الصعوبات حيث يعتبر ذلک أمراً طبيعياً فالأسرة هي الأکثر احتکاکاً بالمدمن ومعرفة بالظروف المحيطة به والتي أدت به إلى حالة الإدمان بالإضافة إلى معرفتها الأوسع للعوامل المهيئة للعودة إلى الإدمان.

جدول (10)

تحليل التباين الأحادي لدلالة الفروق في استجابة المبحوثين من أولياء أمور المدمنين حول بعد الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن باختلاف طبيعة العلاقات داخل الأسرة

المتغيرات

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط المربعات

قيمة ف

الدلالة

التعليق

الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن المدمن

بين المجموعات

1157.34

2

578.672

1.91

0.000

دال

داخل المجموعات

5584.86

86

64.94

المجموع

6742.25

88

 

  • تعني وجود فروق معنوية عند مستوى 0.05

بالنظر إلى الجدول السابق وحول تحليل التباين الأحادي لدلالة الفروق في استجابة المبحوثين من أولياء أمور المدمنين حول بعد الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن باختلاف طبيعة العلاقات داخل الأسرة، جاءت نتائج الجدول لتوضح وجود فروق دالة إحصائيا بين طبيعة العلاقات داخل الأسرة واستجابات المبحوثين من أولياء أمور المدمنين حول بعد الرعاية الاجتماعية ومتابعه سلوک المدمن، وبتحليل أعمق لبيان تمرکز هذه الفروق وباستخدام اختبار( Tuky ) أوضحت النتائج تمرکز هذه الفروق لصالح الأسر ذات العلاقات الجيدة والمتوسطة.

جدول (11)

تحليل التباين الأحادي لدلالة الفروق في استجابة المبحوثين من أولياء أمور المدمنين

حول بعد تعاون الأسرة مع أعضاء الفريق العلاجي باختلاف طبيعة العلاقات داخل الأسرة

المتغيرات

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط المربعات

قيمة ف

الدلالة

التعليق

تعاون الأسرة مع الفريق العلاجي

بين المجموعات

79.226

2

48.613

1.93

0.15

غير دال

داخل المجموعات

2163.72

86

25.160

المجموع

2260.944

88

 

بالنظر إلى الجدول السابق رقم (11) وفيما يتعلق بتحليل التباين الأحادي لدلالة الفروق في استجابة المبحوثين من أولياء أمور المدمنين حول بعد تعاون الأسرة مع أعضاء الفريق العلاجي باختلاف طبيعة العلاقات داخل الأسرة، جاءت نتائج الجدول لتوضح عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين طبيعة العلاقات داخل الأسرة واستجابات المبحوثين من أولياء أمور المدمنين حول بعد تعاون الأسرة مع أعضاء الفريق العلاجي.

ثالثًا: الإجابة على تساؤلات الدراسة واستخلاص النتائج :

وتقوم في هذا الجزء بالإجابة على التساؤلات التي تضمنتها الدراسة سعياً وراء مناقشتها ويتضمن ذلک ما يلي:

أولاً : الإجابة عن التساؤل الرئيسي الأول للدراسة ومؤداه:

" ما هو دور الأسرة نحو رعاية عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج من وجهة نظر أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي"؟

ويتم الإجابة على هذا التساؤل من خلال الإجابة على تساؤلاته الفرعية والتي تتضمن:

أ‌.   الإجابة على التساؤل الفرعي الأول للتساؤل الرئيسي الأول ومؤداه :

ما هو دور الأسرة فيما يتعلق بأوجه الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج من وجهة نظر أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي؟

وقد أتاحت لنا الدراسة الميدانية الإجابة على هذا التساؤل الفرعي وذلک من خلال معطيات جدول رقم (3) والذي أوضح وجود نوع من الاتفاق على بعض سلوکيات هذا الدور إلى حد ما الاتجاه الواضح إلى الموافقة الکلية وذلک من خلال جملة المتوسطات التي حصلت عليها العبارات وکان في مقدمتها "مقدرة الأسرة على مساعدة عضوها المدمن في الشعور بالأمان"، کذلک أن" الأسرة تحاول تقوية الوازع الديني لدى الأعضاء المدمنين" وکذلک السلوک الخاص" بقيام الأسرة بتشجيع عضوها المدمن على العودة إلى العمل أو المدرسة"، حيث کانت هذه السلوکيات من أکثر السلوکيات التي تم الاتفاق عليها من قبل کل من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي مما يعني أنهم يشعرون بالقيام بها وممارستها حيث تراوحت المتوسطات الخاصة بالموافقة بين (2.66) – (2.73) وهي متوسطات تقترب بشدة من الاتفاق على التدرج المحدد.

وهنا نود أن نشير إلى عدم قدرة المبحوثين من (أولياء أمور المدمنين، أعضاء الفريق العلاجي) على حسم الاتفاق على بقية السلوکيات التي تضمنها هذا البعد، حيث کانت معظم أو بقية السلوکيات يدور الاتفاق عليها (إلى حد ما) وهذا يعني حسم ضم المبحوثين للاتفاق على قيام الأسرة بهذه السلوکيات تجاه المدمنين بصفة عامة مما تؤکد على عدم وجود دور أسري للأسرة الخاصة بالمدمن تجاهه أثناء فترة العلاج، وهذا ما يتطلب منا ضرورة أن نضع ذلک في الاهتمام عند وضع أية آليات لتفعيل دور الأسرة في هذا النطاق وقد بلغ المتوسط العام للاتفاق على هذه السلوکيات التي يتضمنها هذا البعد (2.54) وهذا يعني أن متوسط الاتفاق على السلوکيات التي تضمنها هذا البعد هو اتفاق إلى حد ما في اتجاه بسيط للموافقة، حيث أوضحت النتائج أن الدور الأسري فيما يتعلق بالرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن قد بلغ الموافقة عليه إلى (حد ما) في اتجاه بسيط إلى درجة موافق مما يعني عدم الحسم العام من قبل المبحوثين حول الاتفاق على هذا الدور مما يعني الانخفاض الواضح في أدائه سواء من وجهة نظر أولياء أمور المدمنين وکذلک الفريق العلاجي.

ب. الإجابة على التساؤل الفرعي الثاني للتساؤل الرئيسي الأول ومؤداه:

" ما هي أساليب وأشکال التعاون بين الأسرة وأعضاء الفريق العلاجي في مرحلة علاج عضوها المدمن من وجهة نظر أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي؟

جاءت النتائج لتبين الإجابة على هذا التساؤل وذلک من خلال معطيات جدول رقم (4)، حيث جاءت النتائج لتبين انخفاضاً في متوسط الاتفاق حول السلوکيات المرتبطة بهذا البعد لتأخذ مجموعة من السلوکيات درجة موافقة تقترب من الموافقة الکلية وإن کانت لم تصل إليها وهذه السلوکيات تتضمن "محافظة الأسرة على سرية المعلومات حول علاج عضوها لمدمن"، کذلک إن "الأسرة تتشاور مع الفريق العلاجي حول خطوات علاج عضوها المدمن"، کذلک سلوک "تعاون الأسرة مع الفريق العلاجي بالإدلاء بأية معلومات عن حالة مريضها المدمن" وقد تراوحت متوسطات الاتفاق بين (2.60)، (2.72) في حين لم تسفر نتائج الاتفاق على بقية السلوکيات التي يتضمنها هذا البعد إلا على اتفاق منخفض وصل إلى حد ما في اتجاه بسيط إلى الموافقة مما يؤکد عدم انتشار هذه السلوکيات من وجهة نظر کل من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي وهذا يعني انخفاضاً في القيام بهذه السلوکيات، وبحساب المتوسط العام للاتفاق على عناصر هذا البعد نجده بلغ (2.51)، وهو يعني الاتفاق إلى حد ما في اتجاه بسيط نحو موافق مما يؤکد وجود انخفاض لدى کل من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي حول قيام الأسرة بعناصر وسلوکيات هذا الدور، مما يتطلب ضرورة العمل على وضعها محل الاهتمام عند تحديد آليات لتفعيل دورها في هذا النطاق.


جـ. الإجابة على التساؤل الفرعي الثالث للتساؤل الرئيسي الأول ومؤداه:

"ما هي الصعوبات التي تواجه الأسرة لتقديم المساعدة لعضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج من وجهة نظر أولياء أمور المدمنين و أعضاء الفريق العلاجي؟

وقد جاءت النتائج لتبين الإجابة على هذا التساؤل من خلال معطيات جدول رقم (5) حيث أوضحت النتائج وجود العديد من الصعوبات التي تم الاتفاق عليها معظمها يعود إلى البيئة خاصة فيما يتعلق برفقاء السوء، وغياب الدور الفعال لوسائل الإعلام، يليها الصعوبات التي تعود إلى الأسرة وکلها کانت ترتکز على الافتقار إلى دور الأسرة من حيث توافر خصائصها التي تؤهلها لمساعدة العضو المدمن، وقد بلغ المتوسط العام للاتفاق على وجود هذه الصعوبات من وجهة نظر کل من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي (2.26)، ونظراً لأن استجابات هذه الصعوبات صنفت بطريقة سلبية فإن المتوسط يشير إلى الاتفاق الواضح على وجود هذه الصعوبات. مما يعني بصفة عامة وجود نوع من القصور يؤثر على الدور الأسري لمساعدة عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج.

وبالإجابة على التساؤلات الفرعية للتساؤل الرئيسي يمکننا الإجابة على التساؤل الرئيسي الأول وفق متوسطات الاتفاق الذي حصل عليها البعدين کما يلي:

جدول (9)

المتوسط العام للاتفاق على دور الأسرة في رعاية عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج

من وجهة نظر کل من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي.

البعـــــد

المتوسط

1- خدمات الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک العضو المدمن أثناء مرحلة العلاج

2.54

2- أساليب وأشکال تعاون الأسرة مع أعضاء الفريق العلاجي في مرحلة علاج عضوها المدمن

2.51

المتوسط العام

2.52

وهذا يشير إلى انخفاض في رؤية کل من مجتمعي الدراسة (أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي) على طبيعة الدور الأسري في رعاية عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج کما ينبغي أن تقوم به الأسرة في هذه المرحلة مع العضو المدمن، وهذا يعني ضرورة إيجاد سبل للتدخل في صورة وضع آليات لتفعيل هذا الدور، وهذا ما يتفق مع رؤية هذه الدراسة التي وضعت ضمن أهدافها هدفاً يرتبط بمحاولة الوصول إلى آليات لتفعيل الدور الأسري في هذا الشأن.

ثانياً: الإجابة على التساؤل الرئيسي الثاني للدراسة ومؤداه:

 "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات کلاً من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي فيما يتعلق بدور الأسرة في رعاية عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج"؟

ونحاول الإجابة على هذا التساؤل من خلال الإجابة على تساؤلاته الفرعية وفق ما يلي:


أ. الإجابة على التساؤل الفرعي الأول للتساؤل الرئيسي الثاني للدراسة ومؤداه:

"هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات کلاً من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي فيما يتعلق بدور الأسرة في خدمات الرعاية المنزلية ومتابعة سلوک عضوها المدمن أثناء
مرحلة العلاج؟

جاءت نتائج الدراسة الميدانية لتبين طبيعة الإجابة على هذا التساؤل من خلال معطيات جدول رقم (6)، حيث أوضحت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات المبحوثين من أولياء أمور المدمنين، وأعضاء الفريق العلاجي، حيث بلغت قيمة (ت) المحسوبة (3.43)، بمستوى دلالة بلغ (0.805) وهذا يؤکد عدم وجود فروق في استجابات کل من مجموعتي الدراسة مما يعني اتفاقهم حول بعد الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک العضو المدمن.

ب. الإجابة على التساؤل الفرعي الثاني للتساؤل الرئيسي الثاني للدراسة ومؤداه:

" هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات کلاً من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي فيما يتعلق بأساليب وأشکال تعاون الأسرة مع أعضاء الفريق العلاجي أثناء مرحلة علاج
عضوها المدمن؟ "

حيث جاءت النتائج لتبين الإجابة على هذا التساؤل من خلال جدول رقم (7) حيث أوضح عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات کل من مجموعتي الدارسة (أولياء أمور المدمنين، أعضاء الفريق العلاجي) حول أسإلىب وأشکال تعاون الأسرة مع الفريق العلاجي لرعاية العضو المدمن مما يعني اتفاق المبحوثين من کلا المجموعتين على وجود شکل من أشکال التعاون بينهما في رعاية العضو المدمن، وهذا ما تؤکده النتائج الوصفية للدراسة.

جـ. الإجابة على التساؤل الفرعي الثالث للتساؤل الرئيسي الثاني للدراسة ومؤداه:

" هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات کلاً من أولياء أمور المدمنين وأعضاء الفريق العلاجي فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه الأسرة أثناء مرحلة العلاج لعضوها المدمن؟ "

جاءت نتائج الدراسة الميدانية لتبين ذلک من خلال معطيات جدول رقم (8) والذي أوضح وجود فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات المبحوثين من کل من (أولياء أمور المدمنين، وأعضاء الفريق العلاجي) حول هذه الصعوبات وکانت الفروق لصالح أولياء الأمور حيث حصلت على متوسطات أعلى من المتوسطات التي حصل عليها أعضاء الفريق العلاجي بلغت (27.94) وهذا يؤکد اتجاه المبحوثين من أولياء أمور المدمنين على وجود صعوبات تعترض الدور الأسري الفاعل في رعاية العضو المدمن أثناء مرحلة العلاج، وبتحليل النتائج الخاصة بهذه الصعوبات نجد أن أولياء الأمور من المبحوثين يرون أن معظم هذه الصعوبات تعود للبيئة ثم الأسرة ذاتها، مما يؤکد وجود صعوبات تعترض قيام الأسر بدورها المتوقع في رعاية العضو المدمن أثناء مرحلة العلاج، مما يتطلب ضرورة وضع ذلک في محور الاهتمام عند صياغة الآليات التي تستهدف تفعيل هذا الدور.

 

ثالثاً: الإجابة على التساؤل الرئيسي الثالث ومؤداه:

" هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات أولياء أمور المدمنين فيما يتعلق ببعد الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن، وبعد تعاون الأسرة مع أعضاء الفريق العلاجي باختلاف طبيعة العلاقات داخل الأسرة؟"

وقد جاءت النتائج لتبين الإجابة على هذا التساؤل من خلال معطيات جدولي رقم (10) (11) حيث أوضحت النتائج ما يلي:

أ. وجود فروق دالة إحصائيا في استجابات المبحوثين من أولياء أمور المدمنين حول بعد الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک المدمن باختلاف طبيعة العلاقات داخل الأسرة حيث تمرکزت هذه الفروق لصالح الأسر ذات العلاقات الجيدة والمتوسطة، وهذه النتيجة تشير إلى أنه کلما کانت طبيعة العلاقات داخل الأسرة جيدة أو متوسطة کان هناک ارتفاعاً في أداء تفاعل الأسرة نحو مساعدة عضوها المدمن لمتابعة علاجه ومن ناحية أخرى يدلل هذا على أهمية العلاقات داخل الأسرة ودورها في التأثير على توجه الأسرة نحو مساعدة عضوها المدمن.

ب. عدم وجود فروق دالة إحصائيا في استجابات المبحوثين من أولياء أمور المدمنين حول بعد تعاون الأسرة مع أعضاء الفريق العلاجي باختلاف طبيعة العلاقات داخل الأسرة.

توصيات الدراسة وآليات تنفيذها:

أولاً: التوصيات المرتبطة بأداء المؤسسات العلاجية:

1. تنمية أداء الفرق العلاجية في استيعاب التطورات العلاجية لمواجهة حالات الإدمان:

أ. أن تتضمن المؤهلات العلمية للمتخصصين في العمل مع المدمنين ضرورة الحصول على مؤهلات فرعية تخصصية لخبراتهم باختلاف تخصصاتهم (أخصائيين اجتماعيين- أطباء – ممرضين – الخ) بحيث تتضمن مؤهلاتهم الفرعية خبرات تدريبية متعمقة في مجال التعامل مع المدمن ومحيطه الاجتماعي (خاصة المحيط الأسري).

ب. عقد اجتماعات مستمرة بين الفرق العلاجية باختلاف التخصصات وباستمرار للتشاور وعرض الحالات وأخذ الرأي بشأنها سواء على المستوى الفردي أو الحالات المتشابهة لضمان تعميم أو تخصيص طرق العلاج التي يتم الاتفاق عليها.

جـ. زيادة مهارات أعضاء الفرق العلاجية خاصة من المتخصصين الاجتماعيين والنفسيين فيما يتعلق بالمقابلات ومهارات إدارتها کذلک المناقشات وطرق الاستماع والإنصات الجيد کمهارات يحتاجها العمل مع المدمنين، بالإضافة إلى التدريب على سبل الإنصات الفاعل سواء مع المدمن وأعضاء أسرته ومکونات المحيط البيئي له.

د. تفعيل فکرة التعامل مع موقف الأزمة بزيادة وعي الفرق العلاجية بمفهوم الأزمة وأسسها ومحدداتها ونظرياتها وکيفية التعامل مع موقف الإدمان کموقف أزمة سواء للمدمن أو للأسرة.


2. زيادة التسهيلات لتنمية العلاقة بين المؤسسة العلاجية والمحيط الأسري للمدمن. ويتحقق ذلک بالآليات التالية:

أ. إيجاد لوائح لتنظيم العلاقة بين المؤسسة وأنساق الهدف سواء المدمن أو المحيط الأسري، وتتضمن ذلک سبل الاتصال بينهم مما يضمن سرية المعلومات واستخدامها، التواصل المستمر والدوري مع الأسر سواء عبر اجتماعات شهرية أو حتى نصف شهرية، أو من خلال الوسائط الالکترونية (بريد الکتروني، انترنت، الخ) لضمان المتابعة المستمرة ودعم حلقة التواصل بين الجهة العلاجية والأسرة لصالح المدمن.

ب. إيجاد تشريعات على المستوى الرسمي لضمان أن يکشف المدمن والأسرة عن حالة الإدمان لديها وطلبها للعلاج دون أن يقع عليها أي مسؤوليات قانونية طالما ثبت جدية المدمن وأسرته في
طلب العلاج.

جـ. إيجاد خطوط للاتصال غير مباشرة من الجهة العلاجية والمدمنين الذين يجدون صعوبات في الاتصال بالمؤسسات العلاجية لطلب العلاج سواء من المدمن أو الأسرة وذلک عبر الاتصالات التليفونية الآمنة.

3. البحث عن أفضل سبل العلاج من قبل المتخصصين (أعضاء الفريق العلاجي) والمؤسسات العلاجية
من خلال:

أ. من الضروري العمل على تثقيف العاملين وتطويرهم وذلک من خلال توفير أحدث الدوريات والمجلات العلمية الخاصة في مجال الإدمان وتوفير البحوث العلمية في المجالات المختلفة التي تتعامل مع حالات الإدمان.

ب. عقد دورات تدريبية مستمرة لجميع الفرق العلاجية لربطها بآخر تطورات التقنية في مجال
علاج المدمنين.

جـ. الاهتمام بإعداد الأخصائيين الاجتماعيين بحيث يتم إعدادهم النظري والميداني من قبل کليات وأقسام الخدمة الاجتماعية على کيفية العمل مع حالات الإدمان ويدخل في ذلک تنمية قدراتهم الفنية في العمل معها باستخدام جميع آليات المساعدة التي تقدمها مهنة الخدمة الاجتماعية لهذه الفئة (إجراء الدراسة، التشخيص، الخطط العلاجية، استخدام نماذج المساعدة، العلاج الفردي، العلاج الجماعي.. الخ).

ثانياً: التوصيات المرتبطة بأداء الأسرة کجماعة للدعم الاجتماعي والنفسي للعضو المدمن: ويتضمن ذلک توصية رئيسية هي زيادة قدرة الأسرة على مساعدة عضوها المدمن أثناء مرحلة العلاج من خلال:

أ. العمل على زيادة وعي الأسرة فيما يتعلق باکتشاف حالة العضو المدمن لديها، أو الوقاية لأعضائها من الوقوع في الإدمان، المعرفة الدائمة بأصدقاء أعضاء الأسرة لضمان عدم انحرافهم بأي شکل، تقبل الأسرة لعضوها الذي وصل إلى حالة الإدمان، تنمية وعيها بکيفية اتصالها بالمؤسسات العلاجية طلباً للعلاج.

ب. تصميم برامج مختلفة ( لتفعيل دور الأسرة نحو الرعاية الاجتماعية ومتابعة سلوک العضو المدمن) لزيادة مشارکة الأسرة في التفاعل مع العضو المدمن أثناء تواجده بالمؤسسة العلاجية ويتضمن ذلک القيام بمساعدة الأسرة على القيام بـ:

  • · السعي وراء تعليم وتوجيه الأسر إلى تأکيدها لعضوها المدمن على أن حالته تمثل حالة أزمة وأنه تم شفاء الکثير من مثل حالته في حال اتباعه سبل العلاج.
  • السعي وراء التأکيد على الأسرة بضرورة توفير من يصاحب عضوها المدمن باستمرار إلى المستشفى طلباً للعلاج لضمان دعمه النفسي.
  • توجيه الأسر في کيفية مساعدتها لعضوها المدمن على تتمة مهاراته في التعامل مع الآخرين.
  • · التوجيه للأسرة بآليات التعامل الشخصي مع عضوها المدمن مثل قيامها بعدم تذکيره بإدمانه، حل أي خلاف يقع بينه وبين أعضاء الأسرة، متابعة الأسرة بالتزام عضوها بتناول العلاج واتباعه للإرشادات والتعليمات، تدعيم سلوکه الإيجابي، تنمية فرص الحوار والمناقشة، تحميله بعض المسؤوليات، عدم التفرقة بينه وبين أعضاء الأسرة.

جـ. زيادة مقدرة الأسرة على التعاون مع الفريق العلاجي لحالة عضوها المدمن ويتضمن ذلک عدة آليات فرعية:

  • تسهيل فرص مناقشة الأسرة للفريق العلاجي حول أي صعوبة تراها تعيق علاج عضوها.
  • · ترکيز الفريق العلاجي على اطلاع الأسرة بمسؤولياتها تجاه عضوها المدمن، وضمان تسجيلها لملاحظاتها عن عضوها وإبلاغها للفريق العلاجي.
  • التأکيد على الأسرة باطلاع الفريق العلاجي على أي تطور سلبي يظهر على عضوها المدمن.
  • إعطاء الأسرة قائمة بالأنشطة والواجبات التي يمکن لعضوها المدمن أن ينفذها.

ثالثاً: التوصيات المرتبطة بسبل الدعم المجتمعي:

ويتضمن ذلک ما يلي:

1- العمل على تحسين المستوى الاقتصادي للأسر ذات حالات الإدمان، لکي تکون قادرة على الوفاء بالمتطلبات والاحتياجات الأساسية لأعضائها مسبقا لوقوعهم في حالات انحراف قد يکون الإدمان منها، وکعامل مساعد فينعکس أثره على مساهمة الأسرة في رعاية العضو المدمن أثناء
مرحلة العلاج.

2- تسهيل السبل المجتمعية التي توفر العلاج المناسب لجميع حالات الإدمان والتعاطي بطريقة من اتسامه بقبوله من خلال تشريعات تضمن العلاج المدعم لهذه الفئات.

3- العمل على إيجاد تعاون بين المؤسسة العلاجية ومراکز الإرشاد الأسري والاجتماعي وغيرها من المؤسسات الاجتماعية لضمان عمليات التحويل للحالات والاستفادة من الخبرات بالإضافة إلى عقد الندوات واللقاءات التي تستهدف مناقشة قضايا وحالات الإدمان.

4- توجيه وسائل الإعلام من قبل المسؤولين على العمليات العلاجية للمدمنين على تناول قضايا الإدمان بأسلوب علمي يستهدف إظهار کل ما يتعلق بها من طرق الوقوع في حالاتها، سبل التغرير بالشباب، أضرارها، والآثار المترتبة عليها، الخ..

 



* قام الباحث بحصر جميع الحالات المرضية بقسم الإدمان بالمجمع حيث بلغ عددهم أثناء فترة جمع بيانات الدراسة (188) مدمنا، تم إعطاء کل مدمن رقم  وتم بعد ذلک سحب (50%) منهم بطريقة عشوائية بسيطة ليبلغ عددهم (89) مدمن، وبالتالي تم اختيار أولياء أمور هؤلاء المدمنين ليمثلوا عينة أولياء الأمور الذين سيطبق عليهم أداة الدراسة.

المراجـــــــع :
1-  عيد، محمد فتحي (2005م)، الإرهاب والمخدرات، منشورات جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، ص13.
2-  عطيات، عبدالرحمن شعبان (2000م)، المخدرات والعقاقير الخطيرة مسؤولية المکافحة، منشورات جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، ص21.
3-  المکتب العربي لشؤون المخدرات (2004م)، دراسة تحليلية مقارنة حول قضايا المخدرات المضبوطة في البلدان العربية، تونس، ص1-5.
4-  الإدارة العامة لمکافحة المخدرات (1425هـ)، الکتاب الإحصائي السنوي، وزارة الداخلية، الأمن العام، المملکة العربية السعودية، ص21.
5-  مجمع الأمل للصحة النفسية (1427هـ)، التقرير السنوي لمجمع الأمل للصحة النفسية، الإدارة العامة للعلاقات والإحصاء، الرياض، ص2.
6-  رجب، زين العابدين محمد (2004م)، الخدمة الاجتماعية والمخدرات، ثلاثية المواجهة، مکتبة النهضة المصرية، القاهرة، ص ص 95-96.
7-      Summitt. W.S. (1987) The relation of durg abuse ad selected demographic variables to rates of recidivism. PhD thesis, University of Louisville, U.S.A
8-الضحيان، سعود عبدالعزيز (1992م)، الانتکاسة في استعمال المخدرات في المملکة العربية السعودية، رسالة دکتوراه غير منشورة، الولايات المتحدة الأمريکية، جامعة بتسبرج.
9-      Daley, D.C. & Marlatt, G.A, (1992) Relapse prevention: Cognitive and Behavioral interventsions. In J.Lowinsion et al.(eds) substance abuse ,PP533-542.
10-الحمادي، أحمد (1993م)، مشکلة المخدرات وتأثيرها، سلسلة الدراسات الاجتماعية والعمإليه، العدد (22)، المکتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، البحرين، ص 265-314.
11-العشماوي، السيد (1994م)، الجوانب الاجتماعية لظاهرة الإدمان، المرکز العربي للدراسات الأمنية
والتدريب، الرياض.
12-المرزوقي، حمد وآخرون (1995م)، ظاهرة إدمان المخدرات في المجتمع العربي السعودي، مرکز أبحاث
الجريمة، الرياض.
13-الريس، عبدالعزيز (1415هـ)، العوامل الاجتماعية المرتبطة بالعودة لتعاطي المخدرات، رسالة ماجستير، قسم الدراسات الاجتماعية، جامعة الملک سعود، الرياض.
14-المطيري، فواز مخلد (1417هـ)، معوقات إقبال المدمنين على مراکز علاج الإدمان، رسالة ماجستير، أکاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.
15-غويدي، محمد حسن موسى (1418هـ)، الفروق في علاقات الأسرة والأصدقاء بين الأصحاء والعائدين إلى الإدمان والمراجعين لمستشفى بجدة، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.
16-العنزي، عيد شريدة (1419هـ)، بعض السمات المميزة لشخصية مدمن المخدرات في مستشفى الأمل بالرياض، رسالة ماجستير، جامعة الملک سعود، الرياض.
17-الميمان، ميمان إبراهيم (1421هـ)، العوامل الذاتية والاجتماعية المرتبطة بفاعلية برامج الرعاية اللاحقة، رسالة ماجستير، أکاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.
18-الحازمي، صالح عمر (1422هـ)، تعاطي المخدرات وعلاقته بأبعاد الشخصية وبعض المتغيرات الأسرية، معهد الدراسات والبحوث التربوية، القاهرة.
19-الغامدي، خالد محمد (1425هـ)، دور الأسرة في الرعاية اللاحقة لأعضائها المتعافين من الإدمان، کلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.
20-السبيعي، منصور عبدالله (1427هـ)، دور برامج الرعاية اللاحقة في الحد من العود لتعاطي المخدرات، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة نايف للعلوم الأمنية، الرياض.
21-السکري، أحمد شفيق (2000م)، قاموس الخدمة الاجتماعية والخدمات الاجتماعية، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، ص451.
22-زيدان، علي حسين (2003م) خدمة الفرد، نظريات وتطبيقات، دار الکتب القاهرة، ص126.
23-صادق، نبيل محمد (1991م)، نحو مدرسة إسلامية في الخدمة الاجتماعية، مطبعة مرکز الدراسات الوطنية، کفر الشيخ، ص206.
24-بدوي، أحمد زکي (1986م)، معجم العلوم الاجتماعية، مکتبة لبنان، بيروت، ط 2، 152.
25-    Carter B & Mc Gildrick, M.(1999) , The Expanded Family life Cycle, Individual, Family and Social Perspectives. (Eds.), (3rdm edition), Boston: Allyn and Bacon.
26-    Galvin, K., & Brommel , B. (1991) Family communication : Cohesion and change, 3rd edition Harper Collins.
27-سليمان، حسين حسن وآخرون (2005م)، الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية مع الفرد والأسرة، مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ، بيروت، الطبعة الأولى، ص81.
28-    Robert L. Barker (1987), The social work Dictionary, NASW, Washington DC. Silrer spring, Mary land, p.3.
29-الدامغ، سامي عبدالعزيز (1997م)، تصنيف مدمني الکحول في المملکة العربية السعودية، مرکز أبحاث الجريمة، وزارة الداخلية، الرياض، ص36.
30-عبداللطيف، رشاد أحمد (1999م) الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات: تقدير المشکلة وسبل العلاج والوقاية، الأسکندرية، المکتب الجامعي الحديث، ص38.
31-صفر، محمد شريف (1987م)، نظرية النسق وتطبيقاتها في خدمة الفرد، برنت سنتر، القاهرة،
الناشر، ص ص 1-2.
32-    Herbent G.Hichs. "The Management of organizations : Asystems and Human- Resources Approach 2nd edition , N.Y MC. Grow- Hill, In C, 1972,P.461.
33-أحمد، تومارد مصطفى(1984م)، "نظرية أدوار المنظم الاجتماعي" فن عبدالحليم رضا وآخرون تنظيم المجتمع نظريات وقضايا، دار نشر الثقافة، القاهرة، ص 28.
34-رجب، إبراهيم وآخرون (1983م)، نماذج ونظريات تنظيم المجتمع، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة،
ص ص 37-38.
35-النوحي، عبدالعزيز (1983م)، نظريات خدمة الفرد، القاهرة، دار الثقافة للطباعة والنشر، الجزء الثاني،
ص ص 8-15.
36-          العساف، صالح (1989م)، المدخل في العلوم السلوکية، الرياض، مکتبة العبيکان، ص 98.