إثراء البناء التصميمى للوحة الزخرفية بتعدد الأساليب التقنية لتنفيذ الملامس

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

مدرس التصميم بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية. جامعة المنصورة

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

التطور المتلاحق فى العالم "خاصة فى نواحيه المادية" من ثورة صناعية وتکنولوجية تطرح باستمرار على ذهن الفنان حقائق جديدة وتطالبه دائما بأن يتعامل معها ويحاول أن يجد لها الصيغ التى تحتويها. وکذلک محاولة الاستفادة من التقنيات الفنية الحديثة وثورة الخامات المتعددة والمختلفة لکى يواکب العمل الفنى دائما هذا التطور الحضارى فى العالم . ولقد حظيت بحوث التصميم بقدر کبير من الاهتمام وتشعبت فيها مجالات الدراسة والاستکشاف، من دراسة العناصر والأسس الجمالية للتصميم، إلى دراسات تناولت مصادر الاستلهام من الطبيعة ومن الحضارات والتراث والوحدات العضوية والهندسية ودراسات تناولت أعمال فنانين محدثين، أعمالهم وکيفية الاستفادة منها.

والتصميم باعتباره تنظيما جماليا مبتکرا لعناصر إنشاء العمل الفنى ألا وهى النقطة والخط واللون والحجم والملمس، ويعمل على "إشباع حاجة الإنسان نفسيا وجماليا فى وقت واحد"(1)، أصبح منوطا بنا البحث فى هذه العناصر وفى کيفية التعامل معها.

وحيث أن التصميم هو "ترتيب منطقى متصل لمجموع العناصر متشابهة أو مختلفة تهدف لإيجاد تنظيم مرئى مبتکر مترابط مثير للاهتمام يحقق أغراضه أو بمعنى آخر العمل "الخلاق الذى يحقق أغراضه"(1). فإن دراسة عناصره ومنها الملمس بالرصد والتحليل وتناول تقنيات تنفيذه تناولا حديثا يؤدى بنا إلى إثراء سطح العمل الفنى على وجه العموم واللوحة الزخرفية على وجه الخصوص.وتعد الملامس بأنواعها ودرجات ألوانها المختلفة أحد العناصر الأساسية فى بناء اللوحة الزخرفية، فالملمس خليط يجمع بين کل من الإحساس الناتج عن اللمس وذلک الإحساس الناتج عن الإدراک البصرى معا، فلايمکن القول بأن حاسة اللمس وحدها تکفى لإدراک الفرق بين ملمس وآخر

 حيث يمکن وصف الملمس بأنه "طبيعة سطح العمل الفنى الذى تميز مظهره أو هيئته والتي تحرک مشاعر وأحاسيس المشاهد لحثه على اللمس"(2).

وللقيم الملمسية أهمية خاصة فى التصميم عامة وفى اللوحة الزخرفية على وجه الخصوص وذلک لکونها مجالا واسعا للبحث والابتکار ولها دورها الأساسى فى بناء اللوحة الزخرفية، خاصة عندما نطلق العنان للمزج بين قيم تم التعارف عليها وعلى تقنيات تنفيذها ثم القيام بعملية مزج لهذه التقنيات للوصول إلى صياغات جديدة ومحاولة الحصول على تقنيات مستحدثة للقيم الملمسية ورصد أثر ذلک فى بناء اللوحة الزخرفية.

وتعد الملامس بأنواعها ودرجات ألوانها المختلفة أحد العناصر الأساسية فى بناء اللوحة الزخرفية، فالملمس خليط يجمع بين کل من الإحساس الناتج عن اللمس وذلک الإحساس الناتج عن الإدراک البصرى معا، فلايمکن القول بأن حاسة اللمس وحدها تکفى لإدراک الفرق بين ملمس وآخر، حيث يمکن وصف الملمس بأنه طبيعة سطح العمل الفنى الذى تميز مظهره أو هيئته والتى تحرک مشاعر وأحاسيس المشاهد لحثه على اللمس.

وللقيم الملمسية أهمية خاصة فى التصميم عامة وفى اللوحة الزخرفية على وجه الخصوص وذلک لکونها مجالا واسعا للبحث والابتکار ولها دورها الأساسى فى بناء اللوحة الزخرفية، خاصة عندما نطلق العنان للمزج بين قيم تم التعارف عليها وعلى تقنيات تنفيذها ثم القيام بعملية مزج لهذه التقنيات للوصول إلى صياغات جديدة ومحاولة الحصول على تقنيات مستحدثة للقيم الملمسية ورصد أثر ذلک فى بناء اللوحة الزخرفية.

وکان لسعة إدراک الفنان لدور القيم الملمسية فى العمل الفنى من خلال استخدام الخصائص الملمسية لکل خامة مع التدخل فيها بالمعالجات والإضافات أو إجراء محاولات تجريبية على تلک الخصائص الملمسية أکبر الأثر فى تطور مفهوم توظيف القيم الملمسية للأسطح فى مجال الفن التشکيلى. ومن ناحية أخرى تطور مفهوم القيم الملمسية فى اللوحة الزخرفية على وجه الخصوص من خلال إعداد صياغات عديدة ومتنوعة من الأنماط الملمسية من خلال التوزيعات التکرارية واللانهائية للوحدة الملمسية فى اللوحة سواء کانت هذه التوزيعات منتظمة أو
غير منتظمة.  ولاشک أن تلک العوامل مجتمعة ساهمت بقدر کبير فى إثراء الاتجاه القائم على توظيف القيم الملمسية فى الفن التشکيلى بصفة عامة وفى اللوحة الزخرفية بصفة خاصة، وارتبطت القيم الملمسية بالوظائف التعبيرية والرمزية والخداعات البصرية وذلک بتنوع التصميمات من خلال تأثيراتها الزخرفية المختلفة العلاقات والأنماط والمرتبطة بمتغيرات الخصائص اللونية للقيم الملمسية. وإذا کان قد تم تقسيم مصادر ملامس السطوح إلى "ثلاثة مصادر رئيسية هى مصادر طبيعية ومصادر صناعية ومعالجات وتقنيات تشکيلية"
(2)، فإن الباحث فى هذه الدراسة يستفيد من هذه المصادر ليتجه إلى المزج بينها لاستحداث قيما ومعالجات تشکيلية وأنماط جديدة للقيم الملمسية والاستفادة من هذه المعالجات التشکيلية التى تعد مدخلا من مداخل التجريب فى التصميم الزخرفى، وأنه من خلال المنطلقات التجريبية فى مجال التصميم وخاصة اللوحة الزخرفية من تنفيذ عمليات الحذف والإضافة والتداخل والتراکب والتکبير والتصغير، يمکن إيجاد حلول متعددة وتقنيات مستحدثة تعتمد على الضوابط الإجرائية من التبديل والتغيير فى إطار من الثوابت الأخرى بهدف الوصول إلى اکتشاف حلول وقواعد جديدة فى البناء والتحرر من سيطرة الحلول التقليدية المألوفة فى التصميم. وهذه الحلول تعتمد فى جوهرها على التجريب "فالتجريب فى الفن ليس مجرد تشکيل فنى جديد بقدر ما هو سلوک يساعد الطالب على نمو التفکير الإبداعى والطلاقة التشکيلية"(1).

وهذه الدراسة تعد مدخلا لتوسيع آفاق الابتکار المستند إلى إدراک طبيعة القيم الملمسية وکيفية فحصها ودراستها فى الطبيعة وفى الفن للتمکن بعد ذلک من تحسين توظيفها فى اللوحة الزخرفية.

 

مشکلة البحث :

مما سبق نرى أن القيم الملمسية للأسطح تستحق أن تنال من الاهتمام والدراسة ما يوفر للطلاب إدراک قيمها الجمالية وأهميتها في اللوحة الزخرفية والتمکن من استحداث تقنيات وإمکانيات تعتمد على المزج بين تلک التقنيات، وذلک لملاحظة الباحث خلال مشارکته فى تدريس مادة التصميم بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة أن تدريس هذه المادة  يکاد يقتصر على تقنيات محدودة کمصدر أساسى لتحقيق القيم الملمسية فى اللوحة الزخرفية رغم وجود مصادر متعددة يعتبر إلمام الطالب بها من الأمور الضرورية لإدراک أهمية القيم الملمسية ودورها فى إنجاح التصميم. ولهذا يتساءل الباحث فيما يلى : کيف يمکن الاستفادة من دراسة تقنيات تنفيذ القيم الملمسية فى إثراء البناء التصميمى للأعمال الفنية .

 

 

أهداف البحث :

         تهدف الدراسة إلى :

1-        توسيع آفاق الابتکار القائم على الإدراک التام لطبيعة خصائص القيم الملمسية.

2-        دراسة واستحداث تقنيات تجريبية للقيم الملمسية بخامات غير نمطية فى العمل الفنى .

3-        إثراء البناء التصميمى للعمل الفنى عن طريق المزج بين تلک التقنيات لاستحداث قيما جمالية.

 

أهمية البحث :

ترتکز هذه الدراسة على الاهتمام بتنمية وتطوير الفکر التجريبى  فى مجال التصميم حيث أنها:-

1- تعمل على تنمية وإثراء الخبرات التقنية لتنفيذ القيم الملمسية لاثراء البناء التصميمى للعمل الفنى.

2- تفتح آفاق أوسع للتجريب لاستحداث قيما ملمسية ومزجها لإثراء بناء العمل الفنى.

 

فروض البحث :

يفترض البحث أن :

"  توجد علاقة إيجابية بين تعدد أساليب تنفيذ القيم الملمسية واثراء البناء التصميمى للأعمال الفنية " .

مصطلحات البحث :

- القيم الملمسية :

اللمس هو إحدى الحواس الخمس الظاهرة وهو قوة منبثة فى العصب تدرک بها الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة"(1).

والملمس هو "السطح المميز لشىء ما". وهو "درجة الخشونة أو النعومة والصلابة أو اللين فى سطح الأشياء التى نشعر بها عن طريق اللمس". وهو "تأثير السطح الذى يدل على الخصائص السطحية للمواد وهو نوع تشترک فيه جميع الفنون وينتج من طبيعة التکوين الخاص لکل مادة"(2).

والملمس کمصطلح يردد في کثير من الأبحاث الفنية تحت  مسمي ملمس(3) وأحينا تحت لفظ نسج أو نسائج(4) باعتباره مشتقا من اللفظ   Text .

ويقصد بالملمس الصورة الظاهرية لأسطح الأشياء سواء کانت ناعمة أو خشنة لامعة أو معتمة وتتوقف عملية إعجابنا بالأشياء أو نفورنا منها عن طريق ملمسها بواسطة المشاهدة.

وهو السطح المميز لشىء أو مساحة ما وللملمس تأثير کبير فى الأعمال الفنية حيث يعطى تنوعا لعمليات ابتکاريه واسعة، فلکل مادة بنائية خاصية تحدد صفة سطحها وهذه الخاصية يمکن إدراکها باللمس کما أن للبصر دور فى إدراک هذه الخاصية.وهو تعبير يدل على الخصائص السطحية للمواد . ومفهوم الملمس فى العمل الفنى لايعنى الإحساس به عن طريق حاسة اللمس فقط إذ أن إدراک الملمس يتحقق أيضا عن طريق الرؤية البصرية، فإحساس العقل بالقيم السطحية وتخيلها ظاهرة يطلق عليها أحيانا "المعادل البصرى للإحساس اللمسى"(1). "والملمس عنصر هام يساعد فى التعبير ولقد استغل الفنان المعاصر هذا العنصر ولعب به على سطح الصورة وفى أجسام التشکيلات الفنية الأخرى، مما أکسبها قوة ولحنا وأنغاما وقد يلجأ الفنان لحيل متعددة للوصول إلى هذه الملامس السطحية المتنوعة"(2).

التقنيــة :

التقنية تعنى المهارة فى استخدام الأدوات والخامات، وللتقنية مفاهيم کثيرة تعرف حسب موقعها من الاستخدام فى المجالات والأنشطة المختلفة فى الحياة، فهناک من يرى أن التقنية عبارة عن طريق فنية أى أنها "الطريقة المتبعة لإخراج العمل الفنى فى أصول صناعية صحيحة"(3).

وهناک تعريف آخر للتقنية يصنفها إلى جانبين مهمين هما الأول مجموع المهارات والعمليات التى يمر بها الفرد والمشتغل للوصول إلى منتج قائم محدد المعالم، والثاني هو المعرفة أو النظرية أو العلم الذى ينمو ويتطور بعدد المهارات . ويمکن تعريفها بأنها قدرة الفنان على تشغيل الوسيط بنمو ملائم للوصول إلى تأثير تعبيري أو قدرة المصمم على استخدام أدوات العمل وخاماته استخداما يجعلها تحقق الغرض منها.

 

الإطــار النظرى :

الطبيعة مصدرا إلهاميا :

تعد الطبيعة مصدراً لإلهام الفنان عبر آلاف السنين فهو لا يرى الطبيعة من منظور واحد بل أن حالته العقلية والوجدانية يکون لها تأثير فى طريقة رؤيته لها. کما أن عقيدته لعبت دوراً فى رؤيته للکون المحيط به. فليس ثمة اکتمال لأى فنان مبدع دون هذا التواصل والاتصال بالطبيعة بحيث يمکننا القول أن جذور الفن متأصلة فى أعماق الطبيعة باعتبارها المصدر الذى يحوى عناصر فکر وإلهام الفنان فى کل العصور. تلک العناصر التى تنتظم فى نطاق عالم خاص، هو ذلک العالم الذى يخلقه الفنان من مجموعة الوسائط الطبيعية الخاصة حيث يکون الفن ثمرة الامتزاج بين تلک الوسائط. فجسد الفن عبر التاريخ الإنسانى أنواعاً من الحضارات والثقافات التى تعکس فکر وحس الفنان مؤثراً ومتأثراً بکل ما فى الکون من مخلوقات وأشکال وعناصر مرئية وغير مرئية منتهيا إلى صياغة هذه الرؤى على أسس تحکمها وتقننها الطبيعة.

ولقد حدث تحول جوهري فى رؤية الفنان للطبيعة. فقد انتقل من النظر لعناصرها الظاهرة، إلى تأمل القوى التى تختفى وراء الظواهر، وبهذا التحول فى النظرة يواصل الفنان سعيه لفهم وتأمل الظواهر الطبيعية.

وأدرک الفنان تلک الطبيعة حسياً، وتدربت حواسه على رؤيتها وانفعل بها وترسخت فى وجدانه، وبحث عقله عن أسباب انتظامها واستقرارها وعن معنى ما بينها من تناظر. واستطاع بعقله الذى نشأ فى ظل هذه الظواهر وخياله الذى شحذته تلک الطاقات المنتظمة أن يصوغ تصوراته الجمالية ونرى فيها انعکاس تلک الخبرات.

من تلک الزاوية تصبح طاقات الطبيعة ومظاهرها المتغيرة عوامل أساسية للنمو الحسى والعقلى والوجدانى وهى عوامل مؤثرة فيما يتسرب إلى داخل عقل الفنان ونفسه من خبرات وميول تمتزج معا بطريقة لاشعورية لتصبغ رؤيته للجمال وليعکسها على ابتکاراته وفنونه التى ينتجها بطرق تلقائية أو مقصودة أو تجمع بينهما.

لقد کانت رغبات الإنسان الجارفة للتعرف على أسرار الطبيعة دافعاً له للغوص إلى قاع البحر والطيران إلى الفضاء الخارجى، ودراسة کيفية بناء نسيج العنکبوت وخلايا العقل، ونمو الخلايا الحية فى أجزاء النبات والحيوان.

وعلى هذا المنوال نجده قد غاص فى ملايين الدراسات الطبيعية والبيولوجية والجيولوجية والفلکية. وليس غريبا بأن نجد الفنون قد تأثرت بما شاهده الإنسان من خلال کشف أسرار الطبيعة. بل أنها کانت مصدراً للإلهام الفنى ومعياراً للتقدير الجمالى للإنسان، ففى الحياة والطبيعة طاقة لا تتجسد ماديا فقط بل جمالياً أيضا.

القيم الملمسية فى الطبيعة :

   من أهم العناصر التى يتعامل معها الإنسان فى الطبيعة ملامس السطح فى الطبيعة حيث أنها صفة السطح الذى نميز بها کل عنصر عن الآخر ونستدل من خلالها على ماهية الأشياء وطبيعتها. ولما کان المتأمل فى الظواهر الطبيعية لابد له من إدراکها والتعرف عليها نجد أنه لا سبيل لإدراک ما حولنا والتعرف عليه إلا عن طريق معرفة ملامسه کعنصر مميز لکل شئ على حده.

حيث أن الملمس صفة رئيسية تميز کل العناصر والأشياء التى تحويها الطبيعة .. والمتأمل للملامس فى الطبيعة يستطيع أن يدرک خلاله أنظمة تسير وتنمو وفق نظم کونية تخضع للعديد من العوامل والمؤثرات المرتبطة بطبيعة المواد المکونة لهذه العناصر .. فملامس الصخور والأصداف والکائنات والأحجار وکذا جلود الحيوانات وجذوع النخيل والأشجار وأسطح أوراق الشجر والنباتات کلها مختلفة عن بعضها ويمکننا إدراکها دون حتى اللجوء إلى استعمال حاسة اللمس بل يمکننا التمييز بين ما هو خشن وما هو ناعم فى هذه الأسطح إيهامياً عن طريق الخبرات الملمسية السابقة (أشکال1،2،3).

ويکتسب الإنسان منذ ولادته العديد من الخبرات عن طريق حواسه، وتتسع تلک الخبرات والمدرکات بکثرة تعامله واحتکاکه بالبيئة المحيطة به حتى يتکون لديه تراکمات من الخبرات الخاصة بطبيعة الأشياء من حوله. فالإحساس ليس أمرا ناشئا من العدم بل أن کل إحساس هو نتيجة التمايز أو التفضيل الذى يحدثه المنبه الحسى فى نسيج الإحساس الکامن ويمکن اعتبار هذا الإحساس الکامن بمثابة الأرضية التى تکون متجانسة نوعا ما فى حين من الأحيان، ثم تتحول بعض مناطقها إلى شکل بارز أو لأى أشکال بارزة فلکل إحساس إذن صيغة خاصة وهذه الصيغة تفرض نفسها فرضاً إذا کانت قوية ..(1).

ويستجيب الإنسان لمختلف الملامس فى الطبيعة ويميل إلى تصنيف هذه المظاهر ومحاولة ترجمتها وتذوقها والتعرف على ماهيتها عن طريق حواسه إما حاسة اللمس أو حاسة الإبصار فى ضوء خبراته السابقة التى کونها من خلال التعامل المباشر مع هذه الملامس. وتتوقف استجابة الإنسان للتأثيرات الخارجية لملامس العناصر على مجموعة من العوامل بعضها يتصل بالفرد والآخر يتصل بالملمس فى حد ذاته فخبرات الفرد السابقة وحالته النفسية والصحية تؤثر فى تحديد طبيعة استجابته لملامس الأسطح التى يستقبلها من خلال تعامله مع العناصر والأشکال.

أما العوامل التى تتصل بالملامس فهى کثيرة .. حيث أننا لانستجيب لکمية الضوء ونوعه الذى تعکسه الأسطح فحسب، بل أيضا للطريقة التى تعکس الأسطح بها هذا الضوء وهو وثيق الصلة بالصفة اللمسية للسطح وبعض الکلمات التى نستخدمها فى وصف صفات الملامس مأخوذة من تجاربنا اللمسية " خشن - ناعم - صلب - طرى ... أما غيرها فمعظمها مرئى مثل : معتم - لامع - شفاف - معدنى " (جدول 1).

                          

جدول (1)

مسميات الملامس

 

رملـــى

 

غائــــر

 

لامــــع

 

متعــرج

 

صخــرى

 

أملـــس

 

مضلــع

 

حجــرى

 

ناعـــم

 

شبکــى

 

مکســـر

 

مصقـول

 

محبــب

 

مفتفـــت

 

خشـــن

 

زخرفـى

 

مجعـــد

 

مشقــق

 

مبرقـش

 

مضعضـع

 

شوکــى

 

مقبـــب

 

خشبــى

 

مسنــن

 

مخرفـش

 

وبــرى

 

بـــارز

جدول يبين بعض التسميات والألفاظ الدارجة فى وصف القيم الملمسية للسطح(*)

 

وبزيادة تعامل الإنسان مع الأشکال فى الحياة وإدراکه لها يتکون لديه قاموس ملمسى خاص به، حيث يمکن أن تتجرد أنواع الملامس السطحية عن أصولها الطبيعية لتعطى الکثير من المعانى والاستجابات المتباينة وفقا لطبيعة الموقف والترکيب المرئى.

      

             

 

 

 

 

 

 

 

 

                     

بعض القيم الملمسية فى الطبيعة

مصادر القيم الملمسية:

تنقسم مصادر الملامس إلى ثلاثة مصادر رئيسية هى:

أولا : مصادر من خامات طبيعية.

ثانيا : مصادر من خامات صناعية.

ثالثا : مصادر من تقنيات ومعالجات تشکيلية.

 

أولا : مصادر من خامات طبيعية:

لقد خلق الله سبحانه وتعالى مخلوقاته وکل منها له تأثيره السطحى دون تدخل من البشر، فالصخور والرمال والأشجار والطيور بأنواعها وغيرها من مخلوقات الله تتمتع بکافة التأثيرات الملمسية وما بها من تنوع فى مظهرها وأشکالها تعد من أهم المصادر الأساسية التى تمد الفنانين بأنواع مختلفة من الملامس ،وتمتاز بثراء قوى وتکون دائما نبع إلهام لفنانين کثيرين من الذين يستوحون منها أعمالهم الفنية.

ثانيا : مصادر من خامات صناعية:

استخدم الإنسان قدراته العقلية فى تذليل الطبيعة من حوله حتى يتمکن من أن يعيش ويتعايش فيها، ومن هنا بدأ يغير من هيئة المواد الموجودة عليها والخامات التى تتواجد من حوله فى الطبيعة حتى يستفيد منها.

ثالثا: مصادر من تقنيات ومعالجات تشکيلية:

مع التطور المتلاحق ومواکبة الفنان دائما لمستحدثات العصر وظهور المدارس الفنية المتعددة ظهرت الإبداعات الفنية التى يصوغها الفنان فى کافة أعماله الفنية والتى تتميز دائما بقيم ملمسية وفنية هى فى الأصل مصدر ثرى جدا من مصادر الملامس، وهذا النوع من القيم الملمسية التى ينتجها الفنان تکون دائما ملهما للعديد من الفنانين من بعده بعد التدخل فيها والاستحداث عليها لإنتاج قيما ملمسية مبتکرة.

 

تصنيف الملامس :

قامت العديد من الدراسات والبحوث بعمل تصنيفات للملامس أو کما جاء فى بعض دراسات الملامس المرئية وذلک بهدف تسهيل التعامل معها فى مجال الفن والتربية الفنية. إلا أننا نرى أنه يمکننا الاعتماد على تصنيف يعتمد على جانبين أساسيين هما:

 

أولا : تصنيف الملامس من حيث النوع.

ثانيا : تصنيف الملامس من حيت الدرجة.

أولا :  تصنيف الملامس من حيت النوع :

وهذا التصنيف يتعامل مع الملامس من حيث وجودها وکيفية إدراکها ودور کل من حاستى الإبصار واللمس فى التعرف عليها حيث يمکن إرجاع قيمتها إلى نوعين أساسيين هما ملامس حقيقية، وملامس إيهامية :

1- ملامس حقيقية :

وهى تلک المظاهر التى ندرکها بالعقل عن طريق حاسة البصر مع حاسة اللمس معا حيث تتمتع هذه الأسطح بتنويعات ملمسية من الناعم والخشن ومتنوعة المستويات ويمکن إدراک ذلک عن طريق حاسة اللمس تأکيداً للإدراک البصرى للملمس وتنقسم بدورها إلى ملامس طبيعية، وملامس صناعية :

      أ- ملامس طبيعية :

والمقصود بها تلک الموجودة فى الطبيعة بدون تدخل إنساني وهى تلک القيم السطحية التى خلقها الله سبحانه وتعالى فى طبيعة الأشياء ولادخل للإنسان فى إحداثها بشکل مقصود کأسطح الصخور والمسطحات الرملية وجذوع الأشجار والنباتات وأوراقها وجلود الحيوانات .

    ب- ملامس صناعية :

ويقصد بها تلک التأثيرات السطحية التى يحدثها الإنسان باستخدام الأدوات المختلفة. وغالبا ما يستوحيها الإنسان من تلک الملامس الطبيعية التى تملأ الکون حوله. وإن کانت هذه العملية تخضع للتجريب والابتکار، حيث أن الإنسان وهو يستوحى تلک الملامس من الطبيعة فإنما يضع فى اعتباره أن يحرفها أو يضيف إليها أو يحذف منها وذلک طبقا للمجال الذى يقوم بتوظيفها .

 

2- ملامس إيهاميــة :

حيث يقصد بها تلک التأثيرات السطحية الناتجة عن الخطوط والظلال والتى لا نستطيع إدراکها بحاسة اللمس ولکن نستطيع إدراکها بصرياً فهي تثير فى المشاهد استجابات تعادل أو تشابه الاستجابات الناتجة عن الملامس الحقيقية. وبدون اللجوء إلى حاسة اللمس بل إنها فى کثير من الأحيان تثير استجابات جديدة ترتبط بنوع وطبيعة المجال المرئى لتلک الأسطح .

 

ثانيا : تصنيف الملامس من حيت الدرجة :

والدرجة هنا المقصود بها کيفية وحجم إدراک التباين القائم بينهم من حيث الإحساس بالنعومة أو الخشونة، وهذه الدرجات واسعة المدى ولا يمکن حصرها بأى حال من الأحوال ولکنها تنقسم بوجه عام إلى قسمين:

1- ملمس يعطى إحساس بالنعومة :

تتسم الأسطح الناعمة بأن الجزيئات المکونة لها تکون متجانسة تجانساً تاما وتقع فى مستوى واحد بمعنى أنه لا توجد بين تلک الجزيئات المکونة للسطح أدنى درجة من الارتفاعات والانخفاضات، وغالبا ما تکون الأسطح مصقولة فتعکس إحساس بالنعومة.

 2- ملمس يعطى إحساس بالخشونة :

تتسم الأسطح الخشنة بأن الجزيئات المکونة لها غير متجانسة ولا توضع فى مستوى واحد نتيجة لوجود نوع من أنواع الارتفاعات والانخفاضات بين تلک الجزيئات. وتتميز الملامس الخشنة بالتنوع الشديد، فهى واسعة المدى وکذا تعطى إحساسات قوية بالحرکة ويمکن إرجاع هذه الملامس إلى نوعين:

أ- ملمس منتظم :

وهو الذى ينتج عن تکرار وحدة معينة بسيطة کانت أو مرکبة - تکراراً منتظماً وبشکل مستمر فى اتجاهات متباينة . وبالفحص البصرى لهذه الأنواع من الملامس يمکن الاستدلال على الوحدة المستخدمة فى تشکيلها .

ب- ملمس غير منتظم :

وهو الذى لا يعتمد فى تشکيله على تکرار وحدة معينة بشکل منتظم کالنوع السابق، بل ينتج من توظيف وحدة أو أکثر فى إحداث تأثيرات حرة لا يحکمها نوع من النظام الثابت.

 

القيم الملمسية فى الفن الحديث:

لقد وظفت الملامس فى الفن الحديث من خلال مفاهيم مختلفة وإدراک جديد لمعنى الخامة والإحساس بها. وکان من الطبيعى أن يتأثر هذا التوظيف الجديد بعوامل کثيرة مثل الدراسات البيولوجية الحديثة للطبيعة حيث أمدت هذه الدراسات الفنان الحديث بثروة هائلة من مشاهدات المجهر الإلکترونى لمختلف المواد والعناصر وأدق الخلايا کذلک کان للتقدم الصناعى والتکنولوجى للعصر أثر فى استحداث خامات ومواد جديدة، مما مکن الفنان الحديث من استخدامها فى حد ذاتها کملامس ممتعة، فقد استوعب الفنان الحديث قيمة تلک الخامات لتصبح جزءاً من مفهومه ورؤيته الجديدة فتحول توظيف الخامة فى الفن التشکيلى الحديث من مجرد کونها مادة إلى اعتبارها مفهوم قائم بذاته .

ويرتبط اختيار الفنان للخامة وکذلک تقنية تنفيذها والعمل بها بالملمس الذى يريده للسطح فملمس الخدش غير ملمس سطح العمل الفنى المنفذ بالألوان الزيتية غير ملمس الفحم أو القلم الرصاص أو الباستيل، کما أن ملمس الحجر مثلا أو الرخام يختلف کل منه عن الآخر، وقام کثير من الفنانين بتقديم إبداعاتهم الفنية متضمنة العديد والعديد من الملامس للأسطح التى تتعايش مع مفردات العمل التشکيلى لتضيف بعدا جديداً وتساهم بقوة فى التعبير عن موضوع العمل الفنى وتکشف لنا أسلوبه البنائى الذى يعطى للعمل طابعه المميز . وقد ساعد على ذلک تأملات الفنانين لنظم الطبيعة ومحاولة رصدها وذلک دوما مع محاولاته الشخصية بتحرير فکرة وطرق أدائه ورغبته الدؤبة فى استحداث الجديد والمبتکر من خلال التجريب والممارسة . ورغبته الدائمة فى تقييم طرق أدائه، لذلک أسهم بشکل فعال فى تطور مفهوم التوليف بين الملامس والنظر إليها باعتبارها عنصر من عناصر العمل الفنى فقط بل کقيمة جمالية فى حد ذاتها تعکس علاقات ترکيبية جمالية متعددة .

وقد أدى ذلک الاتجاه إلى تغير المعالجة التقنية للعمل الفنى، إذ لم تعد الفرشاة والطرق المألوفة وخامة الزيت هما الأداتان الأساسيتان فى فن التصوير کما کان مألوف من قبل، فمن لصق قصاصات الجرائد أو الرمال، أو بطاقات الزجاجات ورقائق الفورميکا أو الرسم على الأسطح الزجاجية والأسطح المعدنية إلى استخدام التسخين والضغط لأخذ بصمة الأشياء، وتنوعت الملامس وتداخلت وتآلفت وامتزجت وذلک لإثراء العمل الفنى وهذا الاستخدام أدى إلى قيم جمالية جديدة للملمس فى حد ذاته .

کما أن تغير النظرة بالنسبة للموضوع فى الفن الحديث والاتجاهات الفنية المستحدثة والتى أولت اهتماما کبيراً بتحقيق کيان جمالى وغنى للعمل الفنى کشئ قائم فى حد ذاته وذلک بديلا عن الموضات التقليدية لمعالجة الأسطح، والذى کان من أثره استحداث بناءات تصميمية استوجبت وجود الترکيب والتکرار والخداع البصرى والخطوط الموحية والمساحات والإيقاعات اللونية .

کل ذلک کان طريقا طبيعيا بل ومنطقيا أدى إلى إبداع ملامس ذات إمتاع جمالى منفرد، ولذلک يمکن اعتبار أن التصميم فى جملته عندما استثمر الخامات والعناصر الطبيعية والمصنوعة فى التعبير عن جوهر الطبيعة وحرکية العنصر .. ماهو إلا أنماط غير محددة کنسق ونظم الملامس . تلک المظاهر التى تحمل معانى التوالد والنماء والاندفاع والصراع کمعان تنبثق من الطبيعة أو من الحياة والکون أو من خلال الکشوف والمخترعات العلمية الحديثة مما أدى فى النهاية إلى کشف ملامس قائمة بذاتها على تصميمات إبداعية شکلت بعداً جماليا وحيويا فى بناء اللوحة الزخرفية .

لقد کانت ولا تزال القيمة الجمالية للملمس أحد العناصر الهامة ذات التأثير الحيوى وأداة من أدوات الفنان فى تشکيل عمله الفنى . وساهم الملمس مع غيره من عناصر التصميم الأخرى فى تکوين معالمه وتحديد شخصيته ولعل الوعى بإمکانياته التشکيلية والتعبير به وبطرق تحقيقه من الوجهة الأدائية يساعد کثيراً فى التوصل إلى إمکانيات متنوعة لتوظيفها فى الفن بشکل فعال وجيد، "وإن کنا لا نستطيع الجزم بحصر وتحديد وظيفة الملمس ودوره فى العمل الفنى بشکل قاطع ولکننا نستطيع أن نذکر أهم تلک الوظائف التى من خلال رؤية الفنان لها حاول أن ينقلها إلى أعماله الفنية التشکيلية کما فى أعمال النحت والعمارة وبعض الفنون الصناعية الصغيرة"(1).

 

       
   
     
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

       
   
     
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 

مصطفى عبد المعطى: أکريلک على قماش مثبت على خشب، 100×100سم، 1987

 

 

 

 

                                 

 التقنيات الفنية المقترحة والأساليب المختلفة لتنفيذ القيم الملمسية :

استندت هذه التقنيات على الدراسات السابقة  وعلى تتبع النشاطات الفنية فى المدارس الفنية الحديثة ودراسة الاتجاهات الفنية لدى العديد من الفنانين المصريين والعالميين وذلک فى مجالات الفن عموما وأمکن رصد هذه الأساليب والتقنيات من خلال هذه الأعمال الفنية وهى :

أ- أسلوب التنقيط:

تميز أسلوب التنقيط عن بقية الأساليب بالسهولة المطلقة فى استخدامه، کذلک الأحاسيس المتدفقة من خلال توزيع النقاط وکما عرف عن النقطة بأنها أبسط العناصر التى يمکن أن تدخل فى أى تکوين، وهى أينما کانت لا تعبر إلا عن مجرد تحديد مکانى، ورغم ذلک فهى تثير فى الرائى إحساسا بميلها إلى الحرکة، وهذا أمر من شأنه أن يثير نشاطا حرکيا لا يقتصر على المکان الذى حددته النقطة، بل يمتد إلى ما يجاورها من فراغ. وکلما تکاثرت تلک النقاط وتجمعت واختلفت أحجامها، زاد الإحساس بالکثير من الإيقاعات والقيم الحرکية، والعمق الذى من شأنه إنجاح أى عمل فنى .

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

ب- أسلوب التخطيط (التهشير):

أسلوب أخر من استخدام کافة الملامس اللونية التى تزيد إحساسنا بالموضوع والهدف داخل تصميم اللوحة الزخرفية، وهو نابع أساسا من فکرة إدراک الفرد لمجموعات الخطوط المتقطعة کوحدة متصلة وبالتالى فإنه يبنى فى مخيلته خطوطا ودوائر وهمية ناتجة عن هذه الطاقات الکامنة فتصل بين أطراف الخطوط المتقطعة. وقد استخدم الکثير من الفنانين هذا الأسلوب فى محاولة لصناعة ظلال بسيطة وجميلة فى نفس الوقت وبطريقة مختلفة عن استخدام النقاط المتجاورة. وبوضع مجموعات کبيرة من الخطوط المتقطعة والمتقاطعة فى نفس الوقت يجعلها کالموجات الموجهة إلى حيث يريد الفنان، أو مثل الشبکيات المنسوجة من خلال تلک

الخطوط المتقطعة واتجاهاتها والتى تحمل

 فوقها الأشکال فتزيد من عمق تلک

 الأشکال عن طريق سقوط ظلالهاعلى الأرضية .

 

 

 

 

 

ج- أسلوب رسم الملمس الطبيعى للخامة:

يستلزم فى بعض الأحيان أن يکون التعبير عن ملمس أکثر صدقا وذلک عن طريق رسم الملمس الطبيعى لتلک الخامة وبالتالى يحقق رسمها بتلک الطريقة ثراء أکثر، ودقة تقنع بها مشاهد العمل الفنى على حقيقة أجزاء العمل الفنى. وغالبا ما نجد فى خلفيات الأعمال تصويرا للأرض أو للأحجار أو الخشب أو حتى إحساس الورق نفسه، وفى بعض الأعمال يلجأ الفنان إلى محاولة إضفاء روح من الأصالة والقدم على عناصر موضوعه لکى يبرز فيها شيئا محددا، فيقوم بمحاولة تقليد تفاصيل الأشياء المکسورة أو الممزقة، أو التجزيعات الموجودة داخل لحاء الأشجار .

د- استخدام أسطح الورق المختلفة:

وجد الباحث أن هناک أنواع عديدة من الورق فى الأسواق تحمل العديد  من الأشکال السطحية المميزة لکل منها، فمنها الورق الذى يتميز بملمس السطوح الخشبية، والآخر الذى يأخذ ملمس الجلد الطبيعى، والأکثر تجزيعا، والمحبب من الناعم إلى الخشن، والورق القماش والذى يعطى إحساس أن هناک نسيجا ذو سداء ولحمة على سطحه، والورق المصدف والذى يعطى

 إحساس الرخام أو الجرانيت،

 والورق اللامع، وورق البردى .

 

 

 

 

 

 

هـ- أسلوب البصمات بالاحتکاک والکشط (فروتاج):

إن کلمة فروتاج ذات أصل فرنسى بمعنى (يحک)، وأسلوب الفروتاج يمکننا من الحصول على تأثيرات مختلفة ناتجة عن البصمات المأخوذة بتمرير قلم أو قطعة من الفحم أو أى لون على سطح خشن أو ذو بروز من خلال الورق الأبيض الذى يوضع على ذلک السطح، فتظهر ملامس تلک السطوح واضحة على الورق. وغالبا ما يستخدم هذا الأسلوب فى التصوير للحصول على تأثيرات ملمسية، کما هو الحال فى الفن التجريدى، وذلک عن طريق نقل قطعة من الورق وإعادة استخدامها داخل العمل الفنى سواء کان من القماش أو أى خامة أخرى بطريقة الکولاج أو التجميع .

ويمکن للطالب استخدام تلک التقنية فى إظهار ملامس الورق المستخدم فى تنفيذ لوحاته عن طريق رش سطح اللوحة بألوان مختلفة وبطرق تشبه کثيرا أسلوب الفروتاج، وإعادة رسم التصميم الأساسى على اللوحة، واستغلال تلک الملامس فى توصيل المعنى المقصود.    وکان "ماکس أرنست" من الفنانين الذين اتبعوا أسلوب الفروتاج مستخدما سطوحا خشبية ذات ملامس متعددة وأوراق أشجار وغيرها فى إنتاج عدد من اللوحات ذات القيم الملمسية الفريدة.

و- أسلوب الکولاج "Collage":

إن کلمة کولاج تعنى قطع الورق المغرى أو الملصق، ويدين الفن للفنان "براک" بکشف ذلک الأسلوب، والذى قال حينما تذکر ما عرف عن والده من عادة قطع وتلصيق الخشب أو الرخام المطلى بالزيت إن قطع الورقة الملصوقة تنمو إلى أن تکون لوحات قائمة بذاتها.  والفکرة الأساسية فى الکولاج أن اللوحة التى يستخدم فيها الکولاج هى لوحة مصممة کليا أو جزئيا من قطع الورق أو القماش أو أى مادة أخرى مضافة إلى أى سطح يصلح لأن يکون أرضية للوحة ما.

ونجد ذلک متمثلا بصورة کبيرة فى بدايات المدرسة التکعيبية والأعمال الأخيرة "لماتيس" والتى نجد فيها استخدامات لقطع من الورق الملون کبديل کامل لخامات الزيت.

ز- أنواع الألوان المختلفة:

من أهم أهداف التربية الفنية فى الوقت الحاضر، الأخذ والاستفادة من کل عناصر التطور السريع فى التقنيات الحديثة وتطبيقها فى المجال التعليمى للتربية الفنية، سواء کانت هذه التقنيات فى الخامات أو الأدوات المستخدمة لتنفيذ الفکر الفنى.  لأن اللون من العناصر الرئيسية فى تنفيذ أى عمل فنى فإنه من الضرورى شرح تفاصيل أکثر دقة عن طبيعة الألوان ونوعياتها المختلفة واعتبار تلک الاختلافات ومميزات کل منها عوامل مؤثرة فى إنجاز أعمال فنية ذات فکر متميز .

            ويرى الباحث أنه يمکن  الاستفادة بعمل أرضيات ملونة جاهزة من خلال تطبيق الصدفة اللونية (الألوان العشوائية) وهى تجربة تتم بصورة جيدة إذا استخدمنا فيها الألوان الزيتية، وفى أرضيات أخرى يمکن استخدام الألوان المائية (الأکوريل) وما لها من حس وملمس ناعم وشفاف رغم اختلاف الدرجات اللونية والتى تسمح بالعمل عليها دون مشقة تذکر، أيضا يمکن استخدام الأحبار الملونة والأقلام بکافة أنواعها، والباستيل وأقلام الفلوماستر .

           

 

 

 

 

ح- الألوان المسکوبة (الصدفة اللونية):

يميز فنان العصر الحديث تمتعه بقدر کبير من الحرية فى تعبيره الفنى، کذلک استحداث تقنيات وخامات جديدة مبتکرة أساسها التجريب، ومن تلک التقنيات الهامة ظهرت طريقة الصدفة اللونية وهى تتم بطريقتين:

الأولى : تتلخص فى سکب الألوان على سطح اللوحة، أو قذفها أو توزيعها بمعدلات تتفاوت فى قوة اندفاعها، وفى أشکال تنظيمية تختلف من لوحة إلى أخرى، فتبدو فى ترکيبات لونية متداخلة تعطى قيما سطحية متباينة الشدة على

 

 

 
   

 


هيئة مساحات منسوجة متشابکة الألوان بتقاطعات غير منتظمة، وکان من أهم الفنانين الذين استخدموا هذا الأسلوب وتميزوا به الفنان العالمى "جاکسون بولوک".

                 ط- أسلوب الطباعة:

لا شک أن الأعمال الفنية التى أنتجها الفنانون على مر العصور هى جزء أساسى من التراث الفنى الذى يمثل الحضارات الإنسانية المتنوعة وتؤکد تلک الأعمال بما تتضمنه من أساليب واتجاهات أن عمليات التنمية الإبداعية الفنية لا تتم إلا من خلال التنوع فى الأساليب الأدائية والتقنيات، والوسائل والخامات المتعددة. کان الاستعانة بأسلوب الطباعة بالاستنسل لما له من طبيعة تقترب من الأسلوب السابق -أسلوب الرش- مع الاحتفاظ بکل القيم والمعانى التى يتميز بها هذا الأسلوب عن بقية الأساليب الأخرى أيضا فالاستعانة بهذا الأسلوب فى بعض الأحيان يغنينا عن استخدام أسلوب الرش ،هذا مع الأخذ فى الاعتبار أهمية باقى الأساليب الطباعية مثل أسلوب القوالب البارزة، والشاشة الحريرية، وقلم الشمع والتحبير، وإمکانية الاستفادة من أى منها إذا ما تطلب العمل ذلک.

ک- أسلوب الفرشاة وسکينة الألوان :

الرسم والتصوير وإن کانا من أقدم وابسط الطرق للحصول على الملامس إلا أنهما تقنية تنفيذ لن تنضب مهما نهلنا منها ، فقد نجد الفنان يعمل على زيادة سمک الألوان الزيتية التى يستخدمها على لوحته، وقد يترک عليها أثر حرکة شعر الفرشاة أو السکين وذلک للاستدلال على اتجاه الحرکة.

ففى أعمال الفنان "فان جوخ Van Goch" نجد أن اتجاه لمسات الفرشاة يمثل جزءا هاما من التأثير الذى أراده الفنان فى العمل الفنى. حيث جعل الفنان لمساته دائرية حول قرص الشمس مرة، ومسايرة لاتجاه العضلات فى الوجه مرة أخرى، ومنحنية بانحناءات ثنيات الملابس مرة ثالثة .

 

 
   

 

 

 

 

           

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ل- أسلوب الصب "النثر" :

 

 

 
   

 


يمکن الوصول إلى تقنيات جديدة للملامس عن طريق سکب خامات مختلفة أو ملونات أو عجائن على سطح العمل الفنى وذلک بأى من تقنيات التنفيذ وذلک بعد معالجة تلک المواد لإحداث تمام الجفاف وهذه الطريقة من صياغة الملامس تعتمد على التجريب والممارسة للوصول إلى نتائج جيدة للملامس للتحکم فى تقنية تنفيذ عملية السکب أو النثر. وتساعد هذه التقنية دائما على اکتشاف إمکانيات وأشکال جديدة للملامس .

م- أسلوب الحرق والتدخين:

وتعطى هذه التقنية تأثيرات متميزة وغير متکررة من خلال تدخين سطح معين فوق النار ثم إجراء تعديلات بالحذف أو الإضافة على هذا العمل للحصول على الملمس الناتج وکذلک عملية الحرق على أسطح معينة للحصول على تأثيرات تعطى ملامس مختلفة يسعى ورائها الفنان مثل أعمال الحرق على الجلد والتدخين وأعمال مسدس النار "باشبورى" وتأثيره على الأسطح الخشبية والغاب وأعمال السدائب. واستخدم الفنان الحديث هذه التقنية لإبراز قيم تعبيرية رأيناها فى معارض حديثة لإبراز معنى أو تعبير معين داخل عقل الفنان .

 

 

أسلوب الخدش والکشــط :

تستلزم هذه التقنية أدوات خاصة ومختلفة لإحداث عملية الخدش أو الکشط على السطح المراد صياغة الملمس عليه وهذه التقنية عبارة عن حذف فقط بدون إضافة ويمکن العمل على أسطح ملونة أو محبرة أو خامات مختلفة وکذلک فى أعمال الجرافيک الفنى للحصول على نسخ فنية تؤکد القيم الملمسية .

ش- الفوتوغرافيـــا :

 

 
 

 

 

       
       
 

 


وهى تکنولوجيا تقنية جديدة ومستحدثة ولاتتوقف عملية استحداثها وذلک باستخدام الإمکانيات الفوتوغرافية للحصول على تقنيات عالية من الصياغة الملمسية وهى إما إضافة للسطح المطبوع أو ملمس فى الموضوع المصور واستخدام الخدع التصويرية المتعارف عليها وکذلک التلوين بالضوء والتحکم فى عمليات التحميض والصبغ لصياغة تقنيات مستحدثة من الملامس وتتطلب مهارة وإلمام تکنولوجى بالمهارات الفوتوغرافية .

 

           
           
 

 


     قيم ملمسية لونية، توضح التقنيات العالية والإلمام التکنولوجى بالتصوير الفوتوغرافى(*).

من کل تلک الأساليب لإظهار القيم الملمسية ظهرت لنا عدة اتجاهات يمکن اعتبارها من المتغيرات التى لو توفرت کحلول شبه جاهزة أمام الفنان من الممکن أن تعطى له حرية أوسع فى محاولاته الوصول لتقنيات مستحدثة للقيم الملمسية ولو عن طريق تلک التقنيات اللونية.

النتائج و التوصيات

         نتائج البحث :استخلص الباحث النتائج التالية:

1-  الکشف عن مصادر جديدة مبتکرة للقيم الملمسية مما يساهم فى تنمية الفکر الإبداعى لاستحداث تقنيات غير مألوفة فى تنفيذ العمل الفنى .

2-  يحقق استحداث تقنيات تنفيذ القيم الملمسية باتباع المنهج التجريبى فى التدريس بخامات مختلفة إلى تحسن فى مستوى الأداء التجريبى والإدراکى، وکذلک الأداء التصميمى بصفة عامة.

3-  غيرت هذه الدراسة المفهوم التقليدى لتناول الملامس فى العمل الفنى وکذلک ربطت بين العديد من المجالات المختلفة للتربية الفنية.

 

التوصيات :

   لقد خلصت هذه الدراسة إلى بعض التوصيات من أهمها:

1-  السعى الدائم فى البحث والتجريب لاستحداث قيم ملمسية جديدة وکسر حاجز الخامة أمام الفنان المبدع.

2-  الاستفادة من فلسفات المدارس الفنية الحديثة فى استحداث تقنيات تصميمية تهتم بالقيم الملمسية کعنصر فاعل فى تنمية القدرات الفنية.

3-إنشاء موقع مفهرس شامل للفن التشکيلى المصرى على شبکة المعلومات الدولية أسوة بموقع www.art.com الخاص بالحرکة الفنية التشکيلية العالمية.

 

 

 

تجارب بحثية :

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعض الأعمال الفنية للباحث تطبيقا على موضوع البحث

 

 

 

 

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعض الأعمال الفنية للباحث تطبيقا على موضوع البحث



(1) فتح الباب عبد الحليم، أحمد حافظ رشدان: التصميم فى الفن التشکيلى، عالم الکتب، القاهرة، 1970، ص8.

(1) روبرت جيلام سکوت : أسس التصميم، ترجمة عبد الباقي محمد إبراهيم ومحمد محمود يوسف، دار النهضة، القاهرة، 1980، ص6.

(2) نادية فؤاد السيد: مداخل تجريبية لملامس السطوح فى الطباعة اليدوية وتطبيقاتها فى المدارس الثانوية، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1989.

(2) شعيب محمد على: دراسات تجريبية فى تحليل العلاقة المتبادلة بين متغيرات القيم الملمسية واللونية فى الطباعة اليدوية، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1991 .

(1) هدى أحمد زکى: المنهج التجريبى فى التصوير الحديث وما يتضمنه من أساليب ابتکاريه وتربوية، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1979، ص19.

(1) مجمع اللغة العربية، المعجم الوجيز، دار التحرير للطبع والنشر، القاهرة، 1980، ص564.

(2)نادية فؤاد السيد: مداخل تجريبية لملامس السطوح فى الطباعة اليدوية وتطبيقاتها فى المدارس الثانوية، مرجع سابق، ص18.

(3)             Dorathca C. Malcolm: Design Elements and Principles. New Gercay. U.S.A. 1972. P. 21.

(4) سارة نيو ماير: "قصة الفن الحديث"، تعريب رمسيس يونان، مکتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1960.

(1) أبو صالح الألفى: "الموجز فى تاريخ الفن العام"، دار المطبوعات، القاهرة، 1965، ص19.

(2) عبد الغنى النبوى الشال: "مصطلحات فى الفن والتربية الفنية"، عمادة شئون المکتبات، جامعة الملک سعود، 1984، ص286.

(3) أحمد عبد الحفيظ محمد: "تقنيات جديدة لاستخدام بقايا الخامات فى التصوير المعاصر"، بحوث المؤتمر العلمى السادس، الجزء الأول، المحور الأول، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، مايو 1997، ص83.

(1)يوسف مراد: " مبادئ علم النفس"، دار المعارف، القاهرة، 1960، ص60.

(*)  مشيرة بلبوش: "تصميم وحدة تعليمية فى التربية الفنية مبنية على طريقة تعلم المفاهيم"، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1995، ص90.

(1)   برنارد مايرز: "الفنون التشکيلية وکيف نتذوقها"، ترجمة سعد المنصورى ومسعد القاضى، مکتبة نهضة مصر ،القاهرة. ، 1966.

(*) شبکة المعلومات الدولية  :        com.www.texture

مراجع البحث :
أولا : المؤلفات العربية.
الموجز فى تاريخ الفن العام، دار المطبوعات، القاهرة، 1965.
الفن والتصميم، مطبعة العمرانية، القاهرة، 1999.
الأسس الجمالية والإنشائية للتصميم، الکاتب المصرى للطباعة والنشر، 1992.
التکوين فى الفنون التشکيلية دار النهضة العربية، القاهرة، 1973.
التصميم فى الفن التشکيلى، عالم الکتب، القاهرة، 1970.
نظرية اللون، دار المعارف، القاهرة، 1981.
1- أبو صالح الألفى
2- إسماعيل شوقى
3- إيهاب بسمارک الصيفى
4- عبد الفتاح رياض
 
5- فتح الباب عبد الحليم،
    أحمد حافظ رشدان
6- يحى حموده
ثانيا: المؤلفات الأجنبية المترجمة.
الفنون التشکيلية وکيف نتذوقها، ترجمة سعد المنصورى وسعد القاضى، مکتبة نهضة مصر، القاهرة، 1966.
الفن خبرة، ترجمة زکريا ابراهيم، دار النهضة العربية، القاهرة، 1963.
أسس التصميم، ترجمة، محمد محمود يوسف، عبد الباقى إبراهيم، نهضة مصر، القاهرة، 1968.
معنى الفن، ترجمة سامى خشبة، دار الکتاب العربى، القاهرة.
7- برنارد ماير
 
8- جون ديوى
 
9- روبرت جيلام سکوت
10- هربرت ريد
 
ثالثا: الدوريات:
"نقنيات جديدة باستخدام بقايا الخامات فى التصوير المعاصر"، بحوث المؤتمر العلمى السادس، الجزء الأول، المحور الأول، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1997.
"دور ملامس السطوح فى بناء العمل الفنى"، مجلة دراسات وبحوث، المجلد الحادى عشر، العدد الأول، جامعة حلوان، 1988م.
"الفکر التجريبى فى الصورة التشکيلية"، مجلة دراسات وبحوث، المجلد العاشر، العدد الخامس، جامعة حلوان، 1987.
11- أحمد عبد الحفيظ محمد
 
12- محيى الدين طرابية
      وسيد حامد البذرة
 
13- هدى أحمد زکى
رابعا: الرسائل العلمية:
وحدة تدريسية قائمة على المزج بين تقنيات مستحدثه للقيم الملمسية وأثرة فى بناء اللوحة الزخرفية،رسالة دکتوراة،کلية التربية النوعية،جامعة عين شمس،2003 .
"نظم الحرکة فى الملامس فى مختارات من عناصر الطبيعة کمدخل لتدريس التصميم"، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1996.
"بعض الخامات غير التقليدية فى التصوير الحديث إمکانياتها ومدى الإفادة منها فى مجال التربية الفنية"، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1973.
"مداخل تجريبية لملامس السطوح فى الطباعة اليدوية وتطبيقاتها فى المدارس الثانوية"، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1989.
""ملامس السطوح النسجية کمدخل لإثراء التصميمات الزخرفية لطلاب التربية النوعية"، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 2002.
14- أحمد السعيد عبد القادر صقر
 
15- جيهان فوزى عبد الرازق
16- مصطفى عبد العزيز
      محمد عبيد
 
17- نادية فؤاد السيد مصطفى
 
18- هشام محمد السرسى