بواقي المنسوجات ولغة التعبير الفنى

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

مدرس النسيج – قسم التربية الفنية - کلية التربية النوعية – جامعة المنصورة

المستخلص

شهدت الآونة الأخيرة إهتماماً متزايداً للحفاظ على البيئة وصحة الإنسان ، فمعظم البلاد الصناعية الکبرى – ومصر – أصدرت قوانين صارمة لحماية البيئة وظهرت العديد من الدراسات العلمية تبحث فى کيفية مواجهة إختلال التوازن البيئى لکوکب الرض ، ومن هنا تبرز أهمية الأبحاث التطبيقية حول الاستفادة من نفايات وبقايا المنسوجات المتخلفة عن مراحل التشغيل المختلفة من مصانع المنسوجات ، وبدلا من أن تکون عبأً على البيئة حيث تمثل هذه النفايات مشکلة خطيرة لأن معظم الطرق التى تستخدم للتخلص منها تتسبب فى تدمير البيئة ، لهذا يعتبر هذا البحث التطبيقى الذى يعتمد على التجريب والتحليل کأحد الحلول حيث يمکن الاستفادة منها فى عملية التعبير والإبداع الفنى عن طريق تقنيات وأساليب مختلفة .
     فتأليف قطع الأقمشة والمنسوجات المختلفة مع بعضها البعض يعطى نقطة بداية جيدة لعمل فنى مبتکر کما تعطى فرصة للتجديد وبالتالى إنتاج أشياء لا يمکن تکرار وجودها فى أى مکان آخر وهنا تعطى قيمة أخرى وهى قيمة التفرد فى إمتلاک عمل فنى جميل ومفيد فى نفس الوقت ، فالإبداع فى التعبير الفنى ليس له حدود فى الابتکار والموضوعات والصياغة والأسلوب ويعتبر الرسم والتلوين إحدى وسائل الإبداع ، إلا أننا فى هذا البحث تخترق حدود الوسائل التقليدية فى التصوير وفى الألوان باختلاف أنواعها لنرسم ونصمم ببقايا الأقمشة والمنسوجات  المماثل (بالبيئة)  ألوان الفنان ، واختيار مايناسب منها التصميم أو الموضوع  والتثبيت بالإبرة يماثل لمسات فرشاة الفنان ، فالفرشاة هى الإبرة التى تسکن کل خيط أو قصقوصة على سطح القماش لتنتج عملا تصويرياً يسمى بالفسيفساء القماشية وبالتالى تصبح الخيوط والأقمشة وسيلة إبداع واحتراف وتفرد تبهر المتلقين .
 ومن ثم نضيف أهمية أخرى للبحث :
         -     مساعدة الطلاب على العناية بمستواهم الفنى والقدرة على التعبير بوسائط مختلفة.
         -     ممارسة المهارات اليدوية والفنية لإنتاج أعمال مبتکرة .
         -     إعمال الفکر لدى الطلاب وإمکاتية تقويمهم الذاتى لأعمالهم التطبيقية
         -     أهمية التطبيقات التربوية إذ تنمى قوة إدراک الطلاب لخصائص ونوعية الخامات المستخدمة .
ويرکز الباحث على الأساليب والتقنيات الفنية المتنوعة لإنتاج عمل فنى مميز ببقايا المنسوجات ، کما يرکز أيضاً على إمکانية إيجاد العلاقة الترابطية بين التعبيرات الفنية للطلاب بالأشغال الفنية التطبيقية وبالتالى الربط بين مادتى التصوير والنسجيات فى قسم التربية الفنية ، ومن ثم يتم إعداد المعلم الذى تکون له القدرة على إعداد الخطط التربوية والفنية والتطبيقية وبالتالى يتم التوصل إلى الکشف عن العمليات العقلية والفکرية والتعبيرية الناتجة من النشىء فى البيئة المصرية .
ويوصى الباحث :
         -             يجب المساهمة فى إيجاد حلول تساعد فى التخلص من التلوث البصرى کمطلب حضارى وقومى وعالمى .
         -             تشجيع الطلاب على البحث عن جمال التکوين فى الطبيعة ومعرفة العناصر الأساسية له من خطوط وأشکال وألوان وغيرها بالوسائط المتاحة. 
بقايا المنسوجات والأقمشة مادة مألوفة إلى درجة نظن معها أننا تعرف عنها کل إمکانياتها فهى سهلة طيعة فى معالجتها لا تعوق التعبير ، وفى التصميم يجب على الطالب أن يطور قدرته الخاصة بفهم المادة وأن يخرج عن طريقها مايتخيله .
 
 

الموضوعات الرئيسية


المقدمة ومشکلة البحث :

       منذ آلاف السنين وحتى الآن والإنسان يسعى إلى المعرفة ويبحث جاد عنها ليعرف منظومة العالم الذي يحيط به والتراث الذي يرسم هويته والمستقبل الذي يشکل حضارته فتنشأ الاستمرارية والتواصل الذى ينصب محورهما على مدى معرفة الأجيال المتتالية وتقديرهم لقيمة ماضيهم ، ومدى مساهمتهم فى صنع حاضرهم وتطوير مستقبلهم بما يساعد على التنمية التى ينشدها المجتمع  ، ولقد أحرز الإنسان تقدماً ملحوظاً ونجاحاً واضحاً فى التحکم والتعايش مع البيئة وتطويعها وفقاً لمتطلباته ، وبدلاً من أن يصبح کما کان بالأمس کائناً عار خائفاً مما يحيط به ، أصبح اليوم مسيطراً على مجريات الأمور عن طريق حل مشاکله وابتکار المنتجات والوسائل التى تعينه على إعالة الحياة والسيطرة علي الطبيعة ومشاکلها لدرجة ظنه أنه سخر هذه الطبيعة وسيطر عليها ولکنه للأسف ونتيجة للتفاعلات القائمة بينه وبين البيئة اکتشف مؤخراً أنه أصبح ضحية ابتکاراته وبدلاً من أن يحمى مستقبله إذ به يهدده ويکاد يدمره ، بل وأصبحت ابتکاراته نفسها فى خطر مما أحدثه من خلل فى الاتزان الطبيعى للبيئة .

      وإذا کان أجدادنا الفراعنة ترکوا لنا ميراثاً ما زال يشهد بمقدرتهم على الحفاظ على ما أبدعوه وأنتجوه ، فنحن أولى الناس بتحقيق هذا الجانب فى بيئتنا ومنتجاتنا حيث ينصب اهتمام معظم المصممين أثناء إبداعهم وتصميمهم للمنتجات على الجوانب الجمالية والاستخدامية والتقنية ..... إلخ بينما تهمل العلاقة المتبادلة بين البيئة والمنتج مما يؤدى إلى التأثير السلبى على البيئة وتلوثها فضلا عن فقدان حضارتنا الماضية والمعاصرة (7)

  فعندما خلق الله سبحانه وتعالى الکون أو البيئة الطبيعية خلقها فى حالة توازن تام حيث أن کل عنصر من عناصر هذه البيئة خلق بصفات محددة وبحجم معين بما يکفل للبيئة توازنها حيث قال فى کتابه الکريم " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من کل شىء موزون " ( الحجر 19) ، وينص المفهوم العلمى الحديث للتلوث على أنه " إفساد مکونات البيئة حيث تتحول هذه المکونات من عناصر مفيدة إلى عناصر ضارة وملوثات بما يفقدها دورها فى الحياة (2) .

   ومع بداية الألفية الثالثة والتقدم التقنى السريع الذى أثر بالإيجاب فى أنماط حياتنا بدرجة کبيرة وبالسلب فى التأثيرات التى يمکن أن تتعرض لها البيئة ، هذا ويعد التلوث البيئى واحدة من التى تواجه الانسانية إذ يتخلف عن المجتمعات العمرانية ذات الکثافة السکانية العالية ملايين الأطنان من النفايات فى صور مختلفة منها ماهو فى صورة غازية مثل أول أکسيد الکربون وأخرى فى صورة سائلة مثل مياه الصرف الصحى وثالث فى صورة صلبة تشمل بواقى المنسوجات بشتى أنواعها والورق والزجاج والمنتجات البلاستيکية والألمونيوم والصلب بالإضافة إلى الضوضاء والاشعاع والمطر الحمضى ومبيدات الآفات وبعض الفلزات مثل الزئبق والرصاص ، ونظراً لأن النفايات تؤثر سلباً على البيئة إذا لم يتم التخلص منها بطريقة سليمة ، هذا وتمثل النفايات الصلبة موضوع بحثنا مشکلة خطيرة لأن معظم الطرق التى تستخدم للتخلص منها تتسبب فى تدمير البيئة ، فارتفاع درجة حرارة الأرض يساعد على تدمير طبقة الأوزون ويسبب الهواء شديد التلوث المرض وربما يفضى إلى الموت ، والماء الملوث يقتل السمک والأحياء البحرية الأخرى وتلوث التربة يقلل مساحة الأرض المتوافرة لزراعة المحاصيل الغذائية ، وحينما توضع النفايات فى أماکن مکشوفة فإنها تفسد جمال المناطق المحيطة لعالمنا الطبيعى وتوفر هذه الأماکن أيضاًً مأوى ومنبت للحشرات والحيوانات حاملة الأمراض للإنسان(10)

- هذا وينتج عن معظم المنتجات الصناعية بعض أشکال التلوث التى تختلف من مرحلة إلى أخرى فى دورة حياة المنتج ، فمجالات التلوث تبدأ من المنتج أثناء التصميم ثم أثناء الاستخدام ثم المنتج بعد العمر الاستهلاکى ، وفى کل مرحلة من هذه المراحل يجب على المصمم الفنان وضع الطرق والأساليب التى يمکن أن يعالج بها منشأ التلوث وإعداد الحلول المناسبة للتخلص من آثارها أو تجنب حدوثها (7) 

وفى صناعة المنسوجات کثيرا ما تنتج أشکالاً مختلفة من النفايات أثناء عمليات التصنيع المختلفة والأمثلة التالية توضح صور هذه النفايات :

  1 – الخيوط المستهلکة أثناء عمليات التسدية .

   2 – الخيوط المستهلکة أثناء عمليات التدويرات وتحضيرات خيوط اللحمة .

 3 – فى ماکينات النسيج الحديثة ذات البراسل المقصوصة کثيراً ما تستهلک خيوط هذه البراسل .

4 – الخيوط المستهلکة أثناء عملية التقديم على الأنوال .

5 – الخيوط المستهلکة للسداء فى آخر ثوب القماش وعند " تقشيط الأنوال "

6 – الأقمشة المستهلکة فى بداية ونهاية مطاوى الأقمشة فى مصانع النسيج .

7 – إستهلاک الخيوط أثناء عملية الصباغة .

8 – الأقمشة المستهلکة فى بداية ونهاية عمليات الصباغة والطباعة فى المصانع .

9 – نفايات الأقمشة الناتجة من مصانع الملابس الجاهزة .

10 – نفايات الخيوط من مصانع السجاد والکليم .

11 – نفايات الأقمشة والملابس بعد إستخدامها .

12 – الصبغات بمختلف فصائلها وحالاتها .

هذا وتعد کل أشکال النفايات الصلبة السابق ذکرها المتمثلة فى بواقى المنسوجات من غزول وأقمشة مختلفة الشکل واللون والوزن والنوع والتى قد تذهب هباء صوراً من التلوث البيئى وخاصة ونحن نستورد جزء منها بالعملة الغير محلية(2) لذا تمثلت الجهود الدولية فى عقد مؤتمرات دولية ، وعقد أول مؤتمر لحماية البيئة تحت إشراف الأمم المتحدة عام 1972 بمدينة إستکهولم تدعو إلى تشجيع التعاون العالمى لمحاربة التلوث ، وفى شهر يونيو 1992 عقد مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بالبيئة والتنمية ( قمة الأرض ) فى مدينة ريودى جانيرو بالبرازيل . هذا وتستخدم الهيئات المحلية طريقتين للتخلص من النفايات الصلبة المحلية :

         1-    التخلص الأرضى من النفايات .

         2-     الترميد ( أى حرق النفايات ) وتحويلها إلى رماد .

بالإضافة إلى توافر کميات هائلة من بواقى المنسوجات کنفايات صلبة من مخلفات العملية التعليمية فى الکليات المهتمة بدراسة المنسوجات من ورش وخلافه ، مما دفعنى إلى التفکير فى استخدامها والاستفادة منها وعدم إهدارها وإعادة تصنيعها بصورة جمالية(10)

 

منهج البحث :

استخدم الباحث المنهج التجريبى وهو اتجاه فلسفى يتبناه بعض العلماء ويعد الخبرة أهم مصدر للمعرفة، أى أن المعرفة المکتسبة عن طريق الحواس هى مصدر کل معرفة ، وقد أتاح لى استخدامه طرح المعالجات التشکيلية المختلفة لبناء الأشکال وصياغاتها وقدرتها على التعبير الفنى ببواقى المنسوجات الملونة والمختلفة الشکل والوزن والنوع والمتخلفة عن العمليات الإنتاجية المختلفة .

 

 

 

هدف البحث :

 1 – إعادة إستخدام بواقى المنسوجات " من غزول واقمشة مختلفة الخامات والتراکيب البنائية وکذلک الصباغ بمخنلف فصائلها "  باعتبارها أحد مواد أو خامات النفايات الصلبة التى تعمل على تلوث البيئة .

 2 – إعمال الفکر لدى الدارسين تجاه المشکلة .

 3 – المزاوجة بين فن التصوير وبواقى المنسوجات المختلفة فى الشکل والوزن والنوع فى إنتاج أعمال فنية جديدة بطريقة مبتکرة .

 

أهمية ابحث :

                    1-        المحافظة على البيئة من النفايات والعمل على التقليل منها إلى حد ما .

                    2-        الاتجاه نحو إقتصاديات التصميم حيث توافر خامة التشکيل .

                    3-        يبرز إمکانية توظيف الأعمال الفنية المنتجة من إعادة إستخدام بواقى المنسوجات المختلفة الشکل والوزن والنوع بإقامة صناعات حرفية صغيرة تساعد على المساهمة فى حل مشکلة البطالة .

 

حدود البحث :

   تتجه الدراسة تجاه التشکيل الجمالى الخاص بالأعمال الفنية ذات البعدين بإعادة إستخدام بواقى المنسوجات من غزول وأقمشة ملونة مختلفة الأنواع .

 وزمن إجراء البحث فصل دراسى واحد هو الفصل الدراسى الثانى من العام الدراسى 2003/2004 م بالفرقة الثانية بکلية التربية النوعية بجامعة المنصورة ، وعينة الدراسة تم إختيارها بشکل عشوائى من المجموعات التى أنتجها الطلاب .

 

إصطلاحات البحث :

 إن تقنية القص والطى ثم اللصق والتثبيت تقنية بسيطة تستخدم فيها بواقى المنسوجات المختلفة الشکل واللون والنوع والملمس بالإضافة إلى بعض المواد اللاصقة ، کما أنها تستخدم أدوات بسيطة مثل الإبرة الوبرية والإبرة العادية وذلک کوسيلة تعبيرية لإحداث وتثبيت الزخرفة ، کما تستخدم أدوات بسيطة للقطع کالقواطع بمقاساتها المختلفة أو المقصات بجانب إمکانية إستخدام القطع اليدوى وماله تأثير إلا أنها تقنية تتداخل أو تتفق مع تقنيات فنون کثيرة فى إستخدامها بواقى المنسوجات مثل التقنيات التالية:

1 – فن الکولاج " collage "

 فن التجميع أو التلصيق أو ما يسمى بفنون الترويق أو الترديم کما تسميه الموسوعة العربية العالمية والبناء التشکيلى فى هذا البحث يقترب فى الوقت نفسه فى صياغة بعض الأعمال من أعمال القص واللصق أى ( الکولاج ) لکنها تختلف عنها فى الخامة المستخدمة حيث تتکون من قصاصات الأقمشة المختلفة الأنواع والأوزان والملامس بينما فن الکولاج يستخدم قصاصات الأوراق الملونة المتعددة المساحات والأشکال .

وهذا الأسلوب رغم طرفته وأصالته فإن جذوره فى الفن الحديث تمتد إلى بداية القرن العشرين أى عام 1912 عندما ظهرت المدرسة التکعبية التى استخدمت قصاصات الجرائد والمجلات فى عالم الرسم والتلوين بالإضافة إلى نشارة الخشب وقليل من الرمل وقصاصات رفيعة من اللدائن البلاستيکية وتبدو هذه العناصر کعناصر مکملة للتکوين الفنى العام للوحة بإضافة مزيداً من التنوع فى ملامس السطح الأمر الذى يجعل المشاهد يحس برغبة لتلمس هذه الأشياء(2) وسمى هذا التداخل بينخامات التکوين التقليدية وهذه الأصناف المستخدمة ( بفن الکولاج ) وقد بدأت مسيرة هذا التهجين على يد کل من جورج بارک ،خوان جريس وبابلو بيکاسو(10)

  اعترض النقاد على إقحام هذه العناصر فى ذلک الوقت فى عالم الرسم لکن مع مرور الزمن إعتاد  المشاهدون هذا التقابل والصراع بين مختلف الخامات على سطح الأعمال الفنية فتغيرت المفاهيم المتعلقة بخامة العمل الفنى بل وأصبح تغيير الخامات وتعديلها من مصادر فخر الفنانين المعاصرين وذلک مع إنتشار فکرة ضرورة التجديد والتغيير المستمر فى اشکال الفن وخاماته ، وأصبح هذا التغيير هدفاً بعد أن کان وسيلة للتعبير عن المشاعر وطرح القضايا(6)

    2 – فن الأوريجامى :

وهو أسلوب ظهر فى القرن العشرين وهو فن يابانى يتفق مع تقنية القص واللصق حيث أن الخامة الأساسية له هى الورق الملون إلا أن فن الأوريجامى لم يقتصر على الورق بل إمتد الى الخامات اللينة الناعمة مثل بقايا الأقمشة الملونة کما فى البناء التشکيلى لبعض الأعمال التطبيقية لهذا البحث ، وتعتمد تقنية هذا الفن على الثتى والطى " القصات المبرومة " مع التثبيت ليصور أشکالاً طبيعية مثل الطيور والأزهار والأسماک(10) ، وعند البناء بهذا الأسلوب يتم التأمل فى التکوين والتحقق عدة مرات لإستبدال قطع النسيج والقماش بقطع أخرى تختلف عنها فى اللون أو الملمس أو المساحة فهى تماثل لمسات الفرشاة أما القصات وبقايا المنسوجات المختلفة الألوان فهى تمثل فى حد ذاتها ( بالتة ) الألوان للفنان حيث يختار منها ما يناسب الموضوع  او التصميم قإذا إکتمل بناء العمل الفنى بهذا الأسلوب فإنه يشبه الفسيفساء او الموزاييک لکنه يختلف عنه فى الخامة المستخدمة ، فالفسيفساء خاماتها الأحجار أو القطع الخزفية الملونة بينما فى هذا البناء يستخدم بقايا المنسوجات والأقمشة ( المبرومة ) مع التثبيت ، ويعتبر هذا البناء فى اللوحة الفنية وإن جاز تسميته ( بالفسيفساء القماشية ) من الأساليب البنائية فى الفن التشکيلى الحديث وهذا الاتجاه يمثل تمرداً على اللوحة الزيتية أو اللوحة التى ترسم على حامل الرسم لتحل مکانها أعمال فنية لها نفس قيمتها وقادرة على آداء نفس دورها فى المجتمع ، إنها مساهمة إيجابية فى إعادة الإحترام للفن التطبيقى والذى يمثل فن النسيج المضاف ، والنسيج بصفة عامة والذى يمثل أحد فروعه التى أهملها الفنانون المعاصرون(4)

3 – فن الديکوباج :

    فن إستخدام القصاصات الورقية فى تزيين الأثاث وملحقاته وکذلک اللوحات المنقوشة إلا أنه قد تستخدم خامات ليتة مثل بواقى المنسوجات والأقمشة فى التزيين ويظهر الشکل النهائى فى منظره وملمسه صقيلاً لامعاً ويتم التثبيت عن طريق اللصق أو التطريز ، وکلمة ( ديکوباج ) فرنسية الأصل مشتقة من کلمة ( ديکوبير ) ومعناها يقص (10) .

4 – فن الأباليک :

  وهو فن التطريز باسلوب النسيج المضاف ، وهو عبارة عن الزخرفة ببقايا أقمشة مخالفة للقماش المراد تطريزه أو نفس القماش الأصلى ويعرف هذا النوع من الفنون باسم ( الخيامية ) والذى يتميز بزخارفه النباتية المحورة والهندسية الإسلامية ، وهذا يتضح فى حالة إستخدام قطعة نسيج مضافة وتکون صغيرة الحجم مخيطة بجانب بعضها فإنها تعرف باسم الفسيفساء کما ذکر سابقاً . 

    وقد استوحى المصمم قى العصر الحديث يعض المعالجات التشکيلية المستحدثة من هذا الأسلوب لتجميل سطح العمل الفنى ، وکذلک إضافة بعض الأساليب الفنية والخامات المتنوعة مع غرز التطريز المختلفة کحلول تثرى سطح المشغولةالفنية(4)

 

5 – التطريز بأسلوب التضريب " اللحاف "

  وهو من الأساليب القديمة التى تعطى معالجات تشکيلية متنوعة على سطح العمل الفنى وذلک بواسطة غرز التطريز المختلفة وغالباً ما يستعمل فى هذا الأسلوب خيط من نقس لون النسيج أو مختلف عنه ويتم ذلک عن طريق عدة طبقات من التسيج بداخلهم مادة حشو ناعمة مثل بواقى القطن أو الصوف بأنواعه أو الخيوط السميکة ، وتمر إبرة الخياطة من خلال هذه الطبقات عند تنفيذ الزخرفة على سطح العمل الفنى بغرز التطريز فى أشکال طولية وعرضية مختلفة ، وقد تطور هذا الأسلوب نتيجة إستخدام مواد وخامات مستحدثة مثل الحرير وغيرها من الخامات التى تعطى ملامس ناعمة على سطح العمل الفنى .

  ويتم عمل أسلوب التجسيم بالحشو فى أجزاء محددة فى التصميم المراد تنقيذه على سطح العمل الفنى وذلک بعد غرز التطريز على أطراف القماش أولاً ثم تبطن بغزل القطن أو الصوف أو أى بواقى نسيجية عن طريق فتحة فى الجزء المراد إبرازه ، کما توجد طريقة أخرى للتعبير الفتى بأسلوب التجسيم اللين فى طريقة التجزئة والتى تتم عن طريق تبطين وحشو قطع من القماش ببواقى الغزول المختلفة النوع ثم إضافتها بغرز التطريز أو الحياکة .

   ويعتمد أسلوب التجسيم اللين على الخامات والمواد التى تعطى تأثيرات على سطحه مثل الضوء والظل حيث يعتبر النسيج الأملس ( الساتان ) والقطيفة والحرير والأقمشة الصناعية الرقيقة مثل النايلون من الأقمشة المناسبة لهذا الأسلوب حيث تحتوى على درجات الألوان المضيئة والمعتمة التى تعطى لهذا الأسلوب خصائصه الفنية وتميزه عن غيره من الأساليب الفنية .

  ويتم إثراء سطح العمل الفنى المنفذ بأسلوب التجسيم اللين بمثل أسلوب الخيامية وبإضافة الشرائط الملونة بالخيوط وإضافة غرز التطريز المختلفة مع الخامات الأخرى وأيضاً عن طريق التفريغ والإضافة ، کما يمکن إضافة أسلوب آخر فى التعبير الفنى مثل التزيين بالتنجيد أو الکشکشة وذلک عن طريق غرز التطريز المتنوعة التى تکون ثنيات وکشکشة وطيات فى نسيج الأقمشة التى تتميز بالليونة مثل القطن والکتان والصوف وغيرها من الخامات ، وفى بعض الأحيان تتجمل بأساليب الطباعة اليدوية والرسم بالأصباغ والرش برزاز الألوان وغيرها من المعالجات التشکيلية المستحدثة التى تثرى سطح الأعمال الفنية بأساليب متنوعة مما يجعل المشاهد يحس برغبة لتلمس هذه الأشياء .

 هذا وتستخدم بعض الاتجاهات الفنية فى العصر الحديث تقنية القص وتتعدد السمات والأنماط والأساليب والتى يبدو من خلالها طرق الوصل بالحياکة (الترقيع ) أو التطريز تسمح دائماً بحرية فى التنفيذ والابتکار والتجديد ، حيث يمکن استخدام بعض هذه القصاصات على أطراف الستائر أو مفارش المناضد وحول أسفل الجواکت والجيبات وبطول الأکتاف ونهاية الأکمام وأسفل الفساتين والبلوزات أو الملابس التى تلبس على الجزء الأعلى من الجسم وکذلک الأثاث والتنجيد وذلک باستخدام المربعات والمستطيلات باحجام مختلفة أو أى اشکال هندسية أخرى(4)

   وإستخدام بقايا المنسوجات الملونة فى صياغة وبناء بعض الأعمال الفنية کالمدرسة التکعيبية باعتبار هذه القصاصات أو بقايا المنسوجات کعناصر مکملة للتکوين الفنى العام للوحة ، بجانب التنوع فى الملابس والتأثيرات الخاصة ، وقد استخدمته الدادية وهى حرکة فنية إحتجاجية تقاوم المفاهيم الفنية القديمة ويتميز الفن فيها بنوع من الهزل والتجريد البالغ(5) .

  وکذلک المدرسة الوحسية التى استخدمت هذه التقنية – خاصة فى أعمال هنرى ماتيس بأسلوب يعبر عن عبقريته عند مقارنته بما أنتجه التکعبيون لما فيها من طابع قوى يمثل شخصية ماتيس(6)

  وعلى ذلک فالمقصود من إستخدام بقايا الأقمشة " المختلفة التراکيب البنائية مثل السادة ، المبارد ، الأطالس والوبرة وکذلک الأقمشة الغير منسوجة بالإضافة إلى أقمشة التريکو " هو التجريب الذى يتميز بالنشاط الابتکارى الذى يساعد على نمو التفکير والآداء المبتکر والطلاقة فى التشکيل ، حيث يعتبر التجريب أکثر الکلمات استخداماً فى التشاط التربوى والتربية الفنية بخاصة ،إذ توصل إليه علماء التربية الفنية کمدخل علمى بالنشاط الابتکارى فى ضوء التقدم العلمى والمنهج القياسى الذى أسهم فى التفاعل بين العلم والفن(1)

    وتأليف قطع الأقمشة المختلفة مع بعضها البعض يعطى نقطة بداية جيدة لعمل فنى مبتکر حيث يعتبر التجريب فى المشغولة الفنية منهج للفکر يقدم بدائل للحلول المختلفة فى صورة جديدة تتضمن دلالات ومعنى غير مألوف ، کما أنه الأسلوب الذى يوضح ويعرف الجوانب الجمالية المختلفة للموضوع الواحد(4)

   والتجديد فى العمل الفنى يتم من خلال ممارسة الأسلوب التجريبى حيث تکون الأصالة محور الإبداع والابتکار وحجر الزاوية فى الناتج الابتکارى فى العمل الفنى فآداء بعض التنظيمات الحرکية فى التصميم المسبق للعمل الفنى وخاصة بين الأشکال والمساحات کالتبادل والتجميع والتنظيم المرتبط ، والتجميع والتنظيم بالحذف والإضافة وغيرها بهدف الکشف عن مظاهر وکيفيات لها دلالات جديدة مستحدثة من خلال رؤية غير مألوفة للعلاقات الأساسية لشکل العمل الفنى وإيجاد التآلف بين الألوان والأشکال والخطوط والمساحات فى وحدة کلية مترابطة (9)

 

 

 

   إن فن إستخدام بقايا الأقمشة يجب أن يتم على أسس هى :

1 – الاهتمام بالأبعاد الخاصة بالعمل الفنى الذى يتم تنفيذه ومدى ملائمته للمکان .

2 – الاهتمام بالألوان والخامات المستخدمة .

3 – الاهتمام بالتصميم الذى سيتم تنفيذه والعمل على التطوير والتجديد فيه .

    وليس من الضرورى وجود التوافق فى الألوان ولکن وجود التضاد فى أحيان کثيرة قد يؤدى إلى إنتاج عمل جيد إذا بنى هذا الاستخدام على مراعاة الذوق الفنى والحس بالألوان ، وکذلک الخامات ليس من الضرورى أن تکون واحدة ولکن اختلاف الملمس والخامة يثرى العمل ويعطيه قيمة فنية وجمالية أخرى .

   إن استخدام بقايا الأقمشة يعطى فرصة للتجديد والابتکاروانتاج أشياء لا يمکن تکرار وجودها فى أى مکان آخر وهنا تعطى قيمة أخرى وهى قيمة التفرد فى امتلاک عمل فنى جميل ومفيد فى نفس الوقت(6) .

    واتخذ البحث مساره من خلال محورين أساسيين ، الأول منهما يتناول عرض ومناقشة الأعمال التطبيقية التى قام بتنفيذها الطلاب سعياً إلى تحقيق أهداف البحث عن طريق اختيار عينة عشوائية من مجموعات الأعمال التى تم إنتاجها ، أما المحور الثانى فيتناول عرض أهم النتائج التى توصل إليها البحث بالإضافة إلى التوصيات .

 

المحور الأول :

              فى اللقاءات الأولى مع الطلاب تم طرح الإطار النظرى للمقرر الذى يتناول تعريف الفن ودوره وأهميته فى حياتنا المعاصرة ، ومن ثم التعريف بعناصر ومواصفات العمل الفنى والتى تشمل :

أ  - الأرضية أوالخلفية .          ب – الأقمشة المستخدمة لتنفيذ التصميم 

ج – أنواع الخيوط المستخدمة فى التثبيت والتطريز .

د  - الأدوات الواجب توافرها .

ومناقشة العلاقات التى تحکم هذه العناصر داخله ، وبعد ذلک تم طرح الإطار التطبيقى للمقرر فى صورة موضوعات مستمدة من البيئة المحلية والتراث المصرى يعالجها الطلاب تشکيلياً باستخدام بواقى المنسوجات المتخلفة من مراحل التصنيع المختلفة .

    وکانت الموضوعات المطلوب التعبير عنها :

 1 – الريف ( مناظر من وحى الريف )

 2 – مناظر من وحى الطبيعة( طيور)

3 – مناظر من وحى الطبيعة ( أسماک )

4 – من وحى التراث الشعبى .

    وبعد عرض هذه الموضوعات والتعرف على مفرداتها وعناصرها قدم الطلاب نوع من أنواع الاستجابات الفعالة المتمثلة فى مجموعة من الأعمال التى قدمت ، وعن طريق التوجيه الفردى والجماعى وعرض النتائج التى يتم التوصل إليها تباعاً وإعادة الصياغة مرة ومرات تمکن للطلاب من إنتاج عدة اعمال فنية نعرض عينة منها تم اختيارها عشوائياً من خلال أربع مجموعات هى کالتالى :

المجموعة الأولى : وتضم الأشکال رقم (1) ، (2) ، (3) ، (4) .

الموضوع : مناظر من وحى الريف .. مقاس الأعمال 50×70 سم

وهنا يتبادر لنا عدة أسئلة يطرحها البحث لمناقشة تلک الأعمال وتتمثل فيما يلى:

1 – هل استطاع الطلاب التعبير عن الموضوع؟

2 – هل مثلت الأشکال دورها فى التکوين ؟

3 - هل استطاع الطلاب التعبير عن البيئة ؟

4 – هل تحققت الوحدة فى أعمال الطلاب ؟

5 – هل لعب التناسب دوراً فى أعمال الطلاب ؟

6 –ماهو دور الخط داخل أعمال الطلاب ؟

7 – کيف عبر الطلاب عن العمق او المنظور ؟

8 – هل کان للإتزان دور فى أعمال الطلاب

9 – هل استطاع الطلاب استخدام بواقى المنسوجات فى بناء أعمالهم بشکل بناء ؟

  وللإجابة على هذه التساؤلات علينا ان نستعرض الأشکال ( من رقم 1 إلى 4) من أشکال المجموعة الأولى وموضوعها مناظر من وحى الريف ، نرى أن الطلاب استطاعوا إعمال فکرهم بالتعبير عن الموضوع المستمد من البيئة التى يعايشونها وکانت مفردات هذا الموضوع متمثلة فى عدة عناصر منها ماهو طبيعى من خلق الله سبحانه وتعالى کالإنسان والحيوان والأشجار والعشب والسماء وما بها من سحاب والأنهار وما بها من طيور تسبح وأسماک ، والعناصر الأخرى التى من صنع الإنسان متمثلة فى الملابس والأدوات الاستخدامية وخلافه .

        ·            هذا وقد لقيت الأشکال دورها کلاً فى مکانه ، فتواجد البيئة الزراعية فى خلفية العمل واختلاف درجات لونها مع تواجد اللون البيج واللبنى ( الزرق الفاتح ) کما فى شکل (1) ، (3) يمثل لون السماء بما فيها من سحاب وطيور باللون السود ونظراً لأنها عکس الضوء کما فى شکل (3) ، کما يتضح فى شکل (1) ، شکل (3) بعض الحيوانات ذات الألوان المتناسقة کما يتميز شکل (3) بوجود اللون الأزرق کسحاب وقد تم بنائه باسلوب الوبرة وذلک يمثل حلاً تشکيلياً يعطى العمل الفنى قيمة جمالية جديدة بالإضافة إلى تقسيم أرضية مقدمة العمل بدرجات الأخضر مع البنى والبيج .

  کما يمثل شکل (4) التهر وما به من طيور مختلفة النسب فهذا کله يمثل عمقاً يحقق المنظور فى هذه الأعمال ذات البعدين وقد لعب الخط دوراً هاماً فى تحديد المساحات أو الأشکال فى صورة خط رأسى مرة وأفقى مرة أخرى ومنحنى مرة ثالثة ومتعرج مرة رابعة وإشعاعى مرة خامسة ، وهذا يتضح فى تعبير الخط عن الأشکال أو الهيئات الى تتخذها بواقى الأقمشة .

    هذا وترتبط أجزاء العمل فيما بينها ترابطاًعضويا وتجعله کلاً متماسکاً مما يحقق نوع من الوحدة فى العمل الفنى نظراً لأنها تحتوى على نظام خاص من العلاقات يمکن إدراکه عن طريق :

 1 – علاقة الأجزاء بعضها ببعض .

 2 – علاقة کل جزء بالکل .

 3 – علاقة الکل بالکل .

أما عن النسب والتتناسب فقد طبقها الطلاب بالإحساس الفطرى التلقائى للإنشائية الجمالية عن طريق تناسب العنصر المفرد مع الشکل الکلى ، وبالترتيب المناسب لاتجاه وموقع کل عنصر من العناصر الجزئية بشکل يقترب إلى حد ما من النسب الذهبية البسيطة .

       وقد تحقق التوازن وهو من الخصائص الأساسية اتى تلعب دوراً هاماً فى جماليات التکوين من خلال تنظيم علاقات الأجزاء او الأشکال فى الأعمال الفنية عن طريق تواجد الخطوط واتجاهاتها يمينا ويساراً ورأسياً وأفقياً حول محور العمل الفنى فى الأشکال ( من رقم 1 إلى رقم 4 ) وعن طريق الأشکال حول محور العمل ممثلة نوعاً من الاتزان اللاشکلى وهو يمثل قيمة جمالية للأعمال بالإضافة إلى تحقيق التوازن عن طريق إستخدام اللون بشکل يؤکد توازن العمل(9) .

     ولتحقيق الإيقاع الذى يضفى الحيوية والديناميکية والتنويع وجماليات النسبة القائمة على التوازن داخل نظام التکوين هناک قيمة فرعية تبرز الإيقاع من خلال تکرار بعض الأشکال کما فى أشکال الأشجار والأعشاب ، ومن خلال التدرج اللونى لتقسيمات أرضية الأعمال کما يتضح فى الشکل (من رقم 1 إلى رقم 3 ) وأيضا يتحقق الإيقاع عن طريق التنوع فى أشکال الأشجار والأعشاب والطيور واختلاف المساحات عن بعضها ومن ثم يتحقق الإيقاع عن طريق مساحات وألوان مستمرة داخل هذه المجموعة مما يمثل ضرباً من الإيقاع ، قدم الشکل رقم(3) حلا تشکيليا للأعشاب والسماء وما بها من سحاب يختلف عما قدمه أقرانه وهذا الحل يتسم بقيم جمالية ذات بعد مهارى ، هذا ويتحقق فى شکل (4) قيم جمالية وإبداعية تتسم بالأصالة والطلاقة والمرونة والتعبير الصادق عن البيئة الريفية وتتضح معالم هذه القيم فى إستخدام الطالب بواقى المنسوجات ذات ألوان وملامس تعبر عن طبيعة الأشجار والحيوان وغيرها من العناصر فى البيئة الريفية ، وتم اختيار لون السماء بالأزرق الفاتح والذى يتکامل مع اللون الزرق للمياه فى الجندل الصغير بالاضافة إلى اللون البيج فى الأرضية يتکامل مع اللون الخضر المستخدم فى التعبير عن عشبية الأرض وإنباتها بجوار الجندل الصغير الذى يجرى فيه المياه وتسبح فيه مجموعة من الطيور على اختلاف أشکالها ، ومن ثم يتضح من هذا العمل جرأة الطالب باستخدامه العناصر النباتية والحيوانية البيئية فى عمله ، ونضيف أن الطالب حاول فى مجموعة الحلول التشکيلية التى قدمها استخدم الشجرة کحل تشکيلى رمزى هو تمثيل لطبيعة الشجرة والخضرة بصفة عامة والتى يتعايش معها ، کما أن الحيوان فى الشکل رقم (3) قد بالغ وعنى بدراسته لأهميته ودلالته فى الاعتماد عليه فى البيئة الريفية ، وکذلک عنصر الجرة التى تحملها الفلاحة فى العمل الفتى رقم(2) قد عالجه بشکل جيد لأهميته أيضاً فى الحفاظ على الماء الذى هو سر الحياة ولکونه أيضاً أکسير الحياه الريفية بصفة خاصة والحياة بصفة عامة کما يتضح فى أعمال المجموعة خاصة شکل 1 ، 2 ، 3 باستخدام بواقى المنسوجات الملونة الملفوفة أى التى لها لون واحد لا شىء فيه فيما عدا العمل رقم(4).

المجموعة الثانية : وتضم الأشکال رقم (5) ،(6) ، (7) ، (8) :- الموضوع : مناظر من وحى الطبيعة ( طيور ) مقاس الأعمال 50سم ×70سم

      کل عمل فنى يخضع فيه تمثيل الطبيعة ومحاکاتها للتعبير عن الاتفعالات والأحاسيس الذاتية ويطلق بصفة خاصة على الفنون التى تتميز بأسلوب فطرى ويتم فيه الانطلاق والتغيير والتبديل فى العناصر أو الأشکال الطبيعية لإبرازالقيم الانفعالية وحلول تشکيلية أخرى ذات مضمون تعبيرى (8) ، هذا ما حققته أعمال هذه المجموعة المتمثلة فى الأشکال رقم (5) ،(6) ، (7) ، (8) .

         -            يمثل شکل رقم (5) حلاً تشکيلياً يتسم بالبساطة يعبر عن منظر طبيعى للطيور والزهور ، فنجده من الأمام غصن زهرة يقف عليها طائر صغير مستعد للهروب ومن الخلف طائر آخر مستعداً للإتقضاض عليه فارداً جناحيه ، هذا وقد عبر اللون اللبنى عن العمق خاصة فى أرضية العمل الفنى وفى معالجته الرمزية للأشکال وعناصر العمل الفنى حيث يتغير اللون کلما ابتعد عن مقدمة العمل ، هذا ونجد أنه توجد وردة کبيرة فى مقدمة العمل الفنى ذات اللون الأحمر المصفر بشکل تلقائى بسيط وفى مؤخرة العمل تتناثر بعض الزهور ذات الألوان المختلفة ، وقد عبر اللون الأخضر واللون الأسود فى عدة عناصر تشکيلية ، فهو فى مؤخرة العمل يمثل الطائر الجارح وفى مقدمة العمل يعبر اللون الأخضر عن الأوراق التلى يقف عليها الطائر الصغير .

         -            وتتضح الوحدة فى هذا العمل کقيمة جمالية من خلال تماسک العناصر الفنية وترابطها ومن خلال الأسلوب المستخدم فى الصياغة التشکيلية وعن طريق السيادة للون اللبنى والذى يمثل الخلفية الرئيسية للمنظر الطبيعى بالنسبة لمساحة العمل .

         -            والاتزان کقيمة جمالية نجده قد تحقق عن طريق توزيع العناصر والأشکال حول محور العمل إتزاناً لا شکلياً يضفى على العمل بعداً جمالياً فحسب ، بل ليتحقق التنوع وهو القيمة الجمالية من خلال اختلاف العناصر فى الحجم أو فى الدرجة اللونية أو النوع فهناک الزهور والطيور والأغصان والأوراق وکلا له شخصيته الاعتبارية داخل التکوين أو العمل ويؤدى دوره، کما يمثل ترديد اللون الأخضر ضرباً من الإيقاع داخل العمل ويمثل اللون اللبنى ( الأزرق الفاتح ) بدرجاته وهو لون منسحب خلفية للعمل ويبرز فى المقدمة للمنظر الطبيعى الذى يغلب عليه اللون الأخضر ويحتوى ضمنياً درجة من السخونة والدفء بجانب لون الأغصان والأوراق ولون الأزهار المبهج ولون الأغصان المعبر عن الطمأنينة، ويتحقق التباين فى تلک الأعمال نتيجة قدرة الطالب على الإدراک البصرى للفروق الکبيرة بين الأشکال والخطوط والدرجات اللونية .

أما التوافق فقد تحقق بين اللون الأخضر ودرجاته وبين اللون الأزرق ودرجاته، هذا والتقسيم الرأسى للتکوين يعطى انطباعاً ودلالة على الإيقاع والسمو والاتساع فى نفس الوقت .

         -            ويمثل شکل (6) معالجة تشکيلية وحلا جماليا يتسم بالطابع الزخرفى البسيط وبشکل تلقائى على الرغم من التنوع فى أشکال الطيور أو الأغصان ويتضح فى تصميم أوراق الأغصان بشکل زخرفى مع أنه تمثيل للواقع بالإضافة للزهور التى تنبثق من الخلف ثم مجموعة من أوراق الشجر والتى تبدو کمصفوفة يليها فى نهاية العمل الفنى مصفوفة أخرى من أوراق الشجر لبنية اللون( أزرق فاتح ) فى تتابع ثم الخلفية البيج التى تمثل الفضاء باتساعه ، ثم يوجد فى منتصف العمل الفنى الطيور المختلفة الألوان ونظراً لأن هذا العمل فطرى الطابع ، وتعبير ذاتى من الطالب يقترب إلى حد ما من مبدأ التماثل إلا أنه تماثل لا شکلى هذا ونجد أن الطالب قد استخدم تراکيب بعض الأقمشة ليعطى انطباعاًبالظلال وليحقق البعد والعمق .

         -            ويمثل شکل رقم (7) حلاً تشکيلياً آخر محملاً بقيم جمالية إلا أنه قد يختلف عما سبق من أعمال نظراً لأن الطالب قد استخدم فى تقنيته لهذا العمل نمطين من أنماط بواقى المنسوجات الملونة ، الأول ذات لون واحد لا يخالطها لون آخر والثانى بواقى أقمشة ذات تداخل لونى مرسوم يدوياً من الأخضر والبيج کما فى بعض أوراق الغصن أو الفرع والأبيض مع الرمادى وکذلک الأخضر مع الأصفر فى أوراق الأفرع الصغيرة من الغصن ،کما استخدم اللون البنفسجى مع الأحمر بدرجاته کما فى الزهور والتى تمثل عمق العمل وتتنوع الرمادى والأبيض مع الأزرق والبنفسجى والأحمر فى أشکال الطيور هذا من جهة الخامة أما من جهة طريق الآداء والتقنية فنجد أن هذا الطالب يمتلک قدرات مهارية وتحليلية عالية فهو قد استخدم طريقة القص واللصق کما فى أوراق الزهور وتقنية فن الأوريجامى التى تستخدم الثنى والطى فى تنفيذ عمله ، وهذا يتضح فى ثنى أو طى بواقى الأقمشة التى تعبر عن الطيور وسکونها على الأغصان وأيضا استخدم نفس تقنية فن الأوريجامى فى تصميم الزهور التى فى عمق العمل الفنى باستخدام الطى والثنى مع التثبيت هذا وقد استخدم الطالب فى هذا العمل الفنى بعض الأقمشة السميکة الملونة بألوان الزيت لتعطى انطباعاً بالظلال ، وقد عالج الزهور على نحو يمثل تنوعاً فى الشکل واللون أو النوع ، ويتضح من العمل امتلاک الطالب مهارة التقنية والتعبير عن الموضوع بجراة .

         -            ويمثل شکل (8) معالجة تشکيلية أخرى عن موضوع الطيور بشکل يتسم بالتجريد وبشکل کرنفالى أو احتفالى يعبر عن ذات الموضوع ، والتجريد يوضح مدى نجاح الطالب فى استخلاص الجوهر من الشکل الطبيعى وعرضه فى شکل جديد بهدف الحصول على نتائج فنية عن طريق الخط والشکل واللون حيث تتحول الأشکال الطبيعية إلى أشکال محورة تقترب من تقنية المدرسة التعبيرية التجريدية (9) ، هذا وقد عبر الطالب عن کل عناصر الموضوع بشکل إبداعى عندما اتخذ التجريد مبدأ لصياغته عناصر موضوعه متمثلة فى الماء والطائر والزهور والأعشاب الخضراء فى مقدمة الصورة ونلمس فى هذا العمل الکثير من القبيم الجمالية کالاتزان اللاشکلى للعتاصرداخل التکوين ، والوحدة العضوية کقيمة جمالية تنبع من أسلوب الصياغة وارتباط العناصر بعضها ببعض ، والتباين عن طريق تباين الدرجات اللونية ، والتوافق اللونى قد تحقق عن طريق درجات اللون الأخضر مع الأزرق فى بداية ونهاية الصورة بالإضافة إلى الإيقاع الناتج عن حرکة الألوان وتوزيعها داخل العمل .

 

 

المجموعة الثالثة: وتضم الأشکال رقم (9) ، (10) ،(11) ، (12)

 الموضوع : مناظر من وحى الطبيعة (أسماک) مقاس الأعمال 50 سم × 70 سم :

يمثل شکل رقم (9) تکوين من الأسماک تسبح فى قاع البحر وفى مقدمة الصورة بعض الشعب المرجانية بالإضافة إلى دوامات المياه باللون الأزرق الغامق وقد استطاع الطالب فى هذا العمل التعبير عن الحرکة المتمثلة فى أوضاع السمک المختلفة ، کما استطاع أن يعبر عن المکان فى أوضاع القاع وفى المقدمة لبعض قطع الشعب المرجانية بألوانها والتى تتوافق مع لون السمک ولون المياه بزرقتها والتى ينتشر بها بعض الدومات بلونها الغامق ، ويتحقق فى هذا العمل الاتزان اللاشکلى عن طريق الحرکة المتبادلة الاتجاه من السمک والدومات المائية وقد أکدت مجموعة الشعب المرجانية هذا النمط من الاتزان .

   وقد تحقق أيضاًً فى هذا العمل قيمة جمالية أخرى هى الايقاع عن طريق تکرار الشعب المرجانية وکذلک حرکة الدومات المائية وأکد ذلک شکل السمک .

         -            وقد لعب التباين بين الأشکال والخلفية دوراً يتمثل فى تأکيد الأسماک باستخدام بواقى الأقمشة الملونة والتى تم تجهيزها لهذا الغرض .

         -            ويمثل شکل (10) حلاً تشکيلياً آخر يختلف عن الحل السابق فى التعبير عن بتاء الموضوع فقد استطاع الطالب استخدام تقنية القص والتثبيت بالتطريز لبقايا الأقمشة ذات التدرج اللونى ، کما نجح فى الجمع بين الزمان والمکان والحرکة، فالزمان ترجمه فى صياغته التشکيلية للون المياه بما فيها من صفاء ونقاء وشفافية والتى تعطى أنطباعاً بأن هذا التوقيت فى وضح النهار حيث يظهر بوضوح تفاصيل القاع ، أما التعبير عن المکان فقد تم عن طريق صياغته لقاع البحر وما يحويه من أشکال الشعب المرجانية والنبات بأحجام وأشکال مختلفة وترجم الحرکة عن طريق حرکة الأسماک إلى أعلى وإلى اليمين تارة وإلى اليسار تارة أخرى ، کما أکد ذلک حرکة الفقاقيع الهوائية ذات الأحجام المختلفة حيث تصعد من أسفل إلى أعلى محققة الإيقاع کقيمة جمالية ، وقد اقترب الطالب فى عمله من الاتزان اللا شکلى ، وتحققت فى هذا العمل الوحدة العضوية عن طريق علاقة الأشکال ببعضها البعض وعن طريق کل شکل بالکل وعمل على تاکيد هذه الوحدة توحيد اللون الذهبى للخيط المستخدم فى التثبيت بطريقة التطريز والذى يحدد کذلک الأشکال لمجموعة الأسماک واستخدم البيج بشکل سيادى ، کما أن صياغة مجموعة الأسماک بأحجام مختلفة ، وکذلک الفقاقيع الهوائية فى الخلفية تعمل على تحقيق العمق فى العمل وتعطى إحساساً بان هناک مسافة بين العناصر ، هذا ويحقق اللون الأزرق الفاتح فى الخلفية والممثل للماء بعداً آخر يؤکد العمق فى العمل أو الإحساس بالمنظور ، هذا ويؤکد الترتيب المناسب لاتجاه کل عنصر من العناصر الجزئية فى العمل بالاضافة إلى وحدة العمل قيمة التناسب کقيمة جمالية.

         -            ويمثل شکل (11) حلاً تشکيلياً آخر لنفس الموضوع فى لقطة مقربة تجمع بين تکوين ثنائى من الأسماک فى القاع وتزينه بعض النباتات المائية بأسلوب تلخيص مبتکر يقترب من تجريد الشکل الطبيعى ويمکن توظيف هذا الکادر فى أعمال الدعاية لأحد الهرجانات التى تهتم بالبحار وما تحويه ، ويتميز هذا العمل بالتعبير القوى والصادق عن الأسماک التى على الرغم من إلغاء کل التفاصيل أو التخلص منها والتى تؤکد التجسيد ، وأهم القيم الجمالية التى بنى عليها هذا العمل القيمة التعبيرية والحرکة بالإضافة إلى التلخيص والتباين .

         -            ويمثل شکل (12) حلاً إبداعيا آخر لذات الموضوع فهـو لمنظـر

طبيعى مکون من مجموعة من الأسماک وکأنها تمثيل لإحتفالية يتضح فيها البيئة البحرية عن طريق تصوير الأعماق وما تحويه من أنواع مختلفة من الأسماک والأعشاب کما يبرهن ذلک ويؤکده تصوير حرکة الفقاقيع المتصاعدة والتى تخرج من فم الأسماک ويتضح من هذا العمل الاستخدام الأمثل لبقايا الأقمشة الملونة خاصة فى لون الأسماک المختلفة النوع والحرکة مما يعطى ذلک إحساساً وکأنها فى احتفالية وحققت نوعا من الإيقاع اللونى الذى يتوافق مع هذا الوضع ، وقد حققت حرکة الأسماک فى مقدمة العمل ضرباً آخر من الإيقاع ، والتباين الناتج من تباين لون الأسماک المختلفة أکد وجودهم وعمل على لفت النظر وجذب الانتباه إلى العمل المشحون بالتعبيرية والانفعال .

المجموعة الرابعة: وتضم الأشکال رقم (13)، (14) ،(15) ، (16) ، (17)

         -            الموضوع مناظر من وحى التراث الشعبى ، مقاس الأعمال 50×70 سم

  الفن الشعبى هو الفن الذى ابتدعته الجماهير أى أفراد الشعب أو مايسمونه " الفولکلور " وهى کلمة من أصل المانى وتستعمل کما هى فى معظم لغات العالم ، تزين ماتتطلبه حياتنا اليومية من أدوات أو ماتتطلبه عقائدها الفطرية او أفراحها أو مناسباتها على اختلاف غاياتها ومظاهرها .

    فالفن الشعبى فن جمالى لا يعرف الفردية لأنه فن الجماهير العريضة والفنان الشعبى لا يتناول سوى الموضوعات التى يعرفها معرفة متوارثة وتتجاوب مع احتياجات المجتمع الذى يعيش فيه ، فالرسم عند الفنان الشعبى يمثل واقعاً عقلياً أکثر مما يمثل واقعاً بصرياً ، کما أنه يرسم الأشياء المرئية وغير المرئية مادام غير المرئى معروف کما أن الفن الشعبى لا يعترف بقواعد المنظور .

     ومصر غنية بفنونها الشعبية التى تنبع من صميم الحياة الشعبية منها مايرسمه الفنان الشعبى على جدران المعابد ودور العبادة وکذلک التصوير الحائطى وبخاصة ماکان معبراً عن سفر المحمل أو عودته وحوله الجماهيرالفرحة به ، وفى رسم الوشم والعرائس المتعددة الأشکال والزخارف والحصان وعليه الفارس وفوانيس رمضان ... الخ 

      کما ان حياة الفنان الشعبى فى حد ذاتها تعتمد على الرؤية والتأمل اليومى لأحوال کل ما يحيط به ، حيث أن الفکرة الأساسية تقوم على تذوق الجمال المحيط بالجماعة والاستمتاع به فى أوسع صورة ومجالاته فى حياتهم اليومية ، وکذلک التعبير عن أحاسيسهم وآمالهم وعاداتهم وتقاليدهم تعبيراً حراً مطلقاً ، ولهذا نجد أن الفن الشعبى تميز باستخدام الوحدات المحلية وکذلک الخامات المستمدة من البيئة .

   وقد عالج الطلاب بعض هذه الموضوعات(5) ، فيمثل شکل رقم(13) معالجة تشکيلية تلقائية للتعبير عن أحد موضوعات الفن الشعبى وهى تعبر عن سفر المحمل وحوله الجماهيرالفرحة به وتحمل الرايات ، ويتضح فيها قدرات الطالب المحدودة فى صياغة الأشکال ، والتعبير التلقائى عن حرکة الجمال وتبدو فى الخلفية مناظر الطبيعة بتشکيلاتها المختلفة البسيطة الترکيب والتى تعبر عن بعض معالم وطبيعة البيئة المصرية .. يقترب الطالب فى هذا البناء من الاتزان اللاشکلى وهو قيمة جمالية ، کما نجده اعتمد على تدفق انفعالاته وفرحته وعلى تلقائية تعبيره وبساطته ، ويمثل شکل (14) معالجة تشکيلية وحلاً آخر فى للتعبير عن أحد موضوعات الفن الشعبى إذ يمثل حرکة العودة لفلاحة وولدها من السوق ، وهما محملان بما اشترياه وبصرهما مرکزاً على الطريق وفى خلفية الصورة نرى العمق ممثلاً فى صاحب الناى وبجواره عنزته وهو جالس مطمئن مستمتع بما يفعل ، وفى هذا البناء تجد أن الطالب قد استطاع استخدام بقايا المنسوجات المختلفة المتوافقة اللون والمختلفة الملمس لتساعده على بتاء تصميمه ، فقد عبر عنه بشکل بسيط وتلقائى يتسم بالتجريدية باعداً عن القواعد المدروسة حيث نجده انتقل بالأشکال الطبيعية من خلال التجريدية إلى أشکالها الجوهرية ويتضح ذلک من خلال البناء.

ويمثل شکل (15) حلاً تشکيلياً للتعبير عن أحد موضوعات الفن الشعبى وهى العروسة ، قدم فيه الطالب محاولة الجمع بين أسلوب البناء باستخدام الترکيب النسجى الوبرى اليدوى مع القص واللصق وفن الأوريجامى ، کما استعان بمعالجات تشکيلية ليثرى سطح العمل الفنى بأساليب متنوعة من استخدام خامات مختلفة مما يثرى العمل ويعطيه قيمة فنية وجمالية أخرى ، فنجده قد عبر عن الفن الشعبى باستخدام الألوان الساطعة فى بناء التصميم بصورة مقصودة لأنها من سماته ، کما نجد استخدام خامات متنوعة وتم حشوها بألياف نسيجية لإظهار تجسيم الکفين اللذان يرمزان على أنهما يبعدان الحسد والشر کما يعتقد العامة وبهما الهلال باللون الأزرق الذى يدل على بعد عين الحاسد والحسود ، کما استخدم بواقى الخيوط الملونة فى عمل شعر العروسة .

ونجد أن بناء التصميم فى هذا العمل قد إعتمد على عنصرين : الأول الوحدات الهندسية البسيطة ويتضح ذلک فى عمل الإطار ، والعامل الثانى هى الزخارف العضوية البسيطة التى تعتمد على خطوط منحنية لينة ، وقد استخدم الطالب فى بناء عمله بقايا الأقمشة والمنسوجات الملونة بالألوان الأحمر والأصفر والأزرق والذهبى وهى من سمات ودلائل الفن الشعبى والتعبير عن التصميم بشکل تلقائى تتأکد فيه فطرية التعبير والتناول ، ونجد أنه تحرر من الواقع المألوف واعتمد على الفکرة والرمز أکثر من الصورة المتکاملة .

ويمثل شکل (16) حلاً تشکيلياً آخر للتعبير عن أحد الموضوعات الخاصة بالفن الشعبى وهو حرفة ممن الحرف الشعبية ( بائع العرقسوس ) ، فهذه المعالجة اتسمت إلى حد ما بالنضج والوضوح ويظهر ذلک فى توضيح الأشياء وإبرازها وإظهارها بکل تفاصيلها ، فقد استطاع الطالب فى هذا البناء التعبير عن الموضوع تمثيلاً رمزياً للواقع فمثل السيدة وهى تشترى من البائع مرتدية الجلباب الشعبى ذى الألوان الساخنة المتباينة وهى تمد يدها بحرکة تدل على الوقار وکذلک حرکات البائع وهو يمد يده إليها بالإناء فى حالة رضا وطمأنينة بالإضافة إلى أنه إستطاع أيضاً التعبير عن العمق أو المنظور عن طريق تصغير المبانى الإسلامية والمتمثلة فى القباب والمآذن کلما إبتعدنا عن مقدمة العمل وعن طريق التدرج اللونى للأبنية فى خلفية الصورة وبالتالى قدم الطالب محاولة للجمع بين الأشکال المتعددة الأبعاد کما نجح الطالب فى الجمع بين الزمان والمکان والحرکة ، فالزمان ترجمه فى صياغته التشکيلية للسماء بما فيها من صفاء ونقاء وذلک يعطى انطباعاً بأن التوقيت هو النصف الثانى من النهار ، أما التعبير عن المکان فقد تم عن طريق صياغته  لأحد المبانى الاسلامية بشکل زخرفى يحتوى على فناء واسع أمامه ، وترجم الحرکة عن طريق رفع الأيدى للسيدة وخفضها من البائع بالإضافة إلى حرکة قدميه محققاً الإيقاع کقيمة جمالية .

  هذا وقد حقق التناسب فى العمل کقيمة جمالية عن طريق علاقة الأشکال ببعضها ، وعن طريق التقسيم العرضى لمساحة العمل بنسب متباينة وباستخدامه الترديد اللونى للأشکال داخل العمل يتحقق الإيقاع کبعد جمالى ، ويتضح أيضاً الاتزان اللاشکلى فيه عن طريق تنظيم الأشکال بألوانها داخل العمل ، وقد استخدم الطالب فى بناء العمل الفنى بقايا منسوجات وأقمشة ملونة ذات ملمس يقترب من طبيعة التصميم .

         -            ويمثل شکل (17) حلاً تشکيلياً جديداً للتعبير عن وحدة التراث المصرى بصفة عامة وبحقبه المختلفة للوصول إلى بناء يتسم بالأصالة والمعاصرة ، فهذه المعالجة اتسمت إلى حد کبير بالنضج الفنى إذ استطاع لطلاب فيه التعبير عن الحضارة الفرعونية بعظمتها وشموخها متمثلة فى التمثال الفرعونى مع مفتاح الحياة والشمس الفرعونية وبعض زهور اللوتس وعن الحضارة الإسلامية بما فيها وسموها وتوحيده متمثلة فى المسجد بمآذنه وقبابه وترمز الفراشة فى منتصف العمل الفنى للحداثة وماتحويه رموز لفنون شعبية وقبطية ، وقد نجح الطلاب فى هذا التصميم فى وضعهم للشمس الفرعونية وهى تحوى کل هذه الرموز المختلفة للدلالة على أن تجمع کل هذه الحضارات فى تسامح ومحبة لکونها دولة عظمى ثقافياً وحضارياً ، وهذا العمل عمل جماعى من الطلاب حيث تناول کل طالب جزئية منه وتم تجميع هذا العمل ليظهر بهذا الشکل الکامل النضج ، ونجد أن الطلاب استطاعوا أيضاً التعبير عن العمق والمنظور عن طريق التدرج اللونى للعناصر المجسمة فيتضح فى هذا التصميم التکوين الرصين ويمثله صياغة الطلاب للعناصر بظلالها التى تحقق نوعاً من التجسيم(8) .

      هذا ونجد أن الطلاب قد حققوا التناسب فى العمل کقيمة جمالية عن طريق علاقة الأشکال بعضها ببعض وعن طريق التقسيم لمساحة العمل بنسب متباينة ، کما استخدموا الترديد اللونى للأشکال داخل العمل الذى يحقق الايقاع کبعد جمالى(3) .

 ويتضح الاتزان عن طريق تنظيم الأشکال بألوانها داخل العمل الفنى هذا وقد استخدم الطلاب فى بناء العمل الفنى أنواع مختلفة من بقايا الأقمشة والمنسوجات ذات ملامس تعطى التصميم قيمة فنية أکبر ولتزيده ثراءاً .  

 

المحور الثانى :

         -            النتائج والتوصيات :

أولا : النتائج

       بعد عرض ومناقشة الأعمال التطبيقية التى قام الطلاب بنتفيذها باستخدام بقايا الأقمشة والمنسوجات الملونة کأحد المخلفات الصلبة الناتجة عن عمليات التصنيع المختلفة والتى تؤدى إلى تلوث البيئة خرجت الدراسة التجريبية بالنتائج التالية :

1 – إن التعبير الفردى عن الاتفعالات فى الفن يعطى النشىء فرصة لإظهار بعض ردود الأفعال فى ربط أنفسهم بالبيئة .

2 – أمکن إستخدام بقايا المنسوجات والأقمشة الملونة باعتبارها أحد النفايات الصلبة المتخلفة عن عمليات التصنيع المختلفة قام بها الطلاب بإعمال فکرهم فى بناء أعمال فنية جديدة وبطريقة مبتکرة .

3 – العمل على التقليل من کمية النفايات الصلبة بالتخلص أو الإقلال من أحد مکوناتها عن طريق إعادة الاستخدام .

4 – إن إعادة إستخدام بقايا المتسوجات کأحد النفايات الصلبة يعد بعداً اقتصادياً فى عملية التصميم نظراً لتوافر خامة التشکيل وقلة التکاليف فى إنتاج مثل هذه الأعمال .

5 – يمکن توظيف تلک الأعمال الفنية کأصول طباعية فى مجال الأعمال الفنية .

6 – إتضح فى أعمال الطلاب الفروق الفردية بين أعمالهم عن طريق طرح المعالجات التشکيلية المختلفة حول الموضوع الواحد على اختلاف بيئاتهم .

7 – تمکن بعض الطلاب من التعبير عن الحرکة والزمان والمکان فى أعمالهم المطروحة .

8 – على الرغم من أن قدرات الطلاب فى هذه المرحلة محدودة إلا أن عامل الخبرة الفنية غير المباشرة جعل البعض منهم يحقق بعض مقومات العملية الإبداعية من أصالة وطلاقة ومرونة .

9 – مع تلقائية التناول والتعبير الفتى البسيط فى صياغة الأشکال الرمزية أمکن توظيف اللون لکى يؤدى دوره داخل العمل الفنى عن طريق دلالته وإدراک العلاقات بين الأشکال .

10 – تفيد تجارب هذه التقنية فى تطوير التفکير الإبداعى لدى الطلاب وفى الوقت نفسه تفتح الباب لدراسة وسائل ووسائط جديدة فى مجال التعبير الفنى .

 

ثانياً التوصيات :

1 – يجب المساهمة فى إيجاد حلول تساعد فى التخلص من التلوث البيئى کمطلب حضارى وقومى وعالمى .

2 – تشجيع الطلاب على البحث عن جمال التکوين فى الطبيعة ومعرفة العناصر الأساسية له من خطوط وأشکال وألوان وغيرها بالوسائط المتاحة .

3 – بقايا المنسوجات والأقمشة مادة مألوفة إلى درجة نظن معها أننا تعرف عنها کل إمکانياتها فهى سهلة طيعة فى معالجتها لا تعوق التعبير ، وفى التصميم يجب على الطالب أن يطور قدرته الخاصة بفهم المادة وأن يخرج عن طريقها ما يتخيله .

4 – إقامة صناعات صغيرة لإثراء التراث الفنى باستخدام بقايا الأقمشة مساهمة فى حل مشکلة البطالة .

المراجــــع :
1 – لطفى محمد زکى (دکتور) & محمود النبوى الشال (دکتور) – طرق تدريس التربية الفنية – الجهاز المرکزى للکتب الجامعية والمدرسية والوسائل التعليمية طبعة 1976 .
2 – الإنسان والبيئة – مرجع فى العلوم البيئية للتعليم العالى والجامعى – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – جامعة الدول العربية 1978 .
3 – روبرت جيلان سکوت – ترجمة عبد القادر محمد إبراهيم ، محمد محمد يوسف – دار نهضة مصر للطبع والتشر – الفجالة – القاهرة يونيو 1980 .
4 – ثريا عبد الرسول – فن الأباليک – الفجالة – القاهرة 1982 .
5- أبو صالح أحمد الألفى (دکتور) & فؤاد محمود حسنى (دکتور) – التذوق الفنى وتاريخ الفن - الجهاز المرکزى للکتب الجامعية والمدرسية والوسائل التعليمية 1988 .
6 – هدى أحمد زکى – المنهج التجريبى فى التصوير الحديث – دار المعارف – القاهرة 1992 .
7 – محمد عبد القادر – البيئة – مشاکلها وقضاياها وحمايتها من التلوث – مکتبة بن سينا – القاهرة 1993 .
8 – إسماعيل شوقى – الفن والتصميم – الناشر المؤلف – الطبعة الثانية يناير 1998 .
9 – محسن محمد عطية (دکتور) – القيم الجمالية فى الفنون التشکيلية – دار الفکر العربى – الطبعة الأولى 2000م .
10 – محمد محمود أحمد شحاته (دکتور) – بحث مقدم إلى المؤتمر العلمى السابع – نحو بيئة نظيفة – کلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان نوفمبر 2000 .