مقال بعنوان " صناعة الجوت بين الاستخدام التقليدي والمستقبلي في مصر "

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

مدرس بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة

الموضوعات الرئيسية


نبذة تاريخية

يرى بعض الباحثين أن نبات الجوت عرف من قديم الزمان حيث استخدمت أوراقه کغذاء للإنسان ، کما عرفه أيضًا قدماء المصريين وبعض بلاد حوض البحر الأبيض ، وعلى الرغم من عدم وجود الأدلة التاريخية التي تحدد بدء استخدام ألياف الجوت فمن المعروف أن الهنود زرعوا هذا النبات واستخلصوا أليافه ونسجوها فى صناعات منزلية ولازالت آثار هذه الصناعة باقية في مقاطعة (ديناجبورDinajpore ) .

أما اهتمام العالم الغربي باستخدام ألياف الجوت في صناعة الغزل والنسيج فقد بدء حينما قام العالم النباتي الدکتور روکسبيرج (Dr. roxporg) بتنبيه شرکة الهند الشرقية (East India Co.) إلى هذا النبات وکان ذلک في عام 1975 وکان الهنود يطلقون على هذا النبات اسم (بات) کما استمر استعمال هذا الاسم في انجلترا لعدة سنوات . أما الاسم الحالي وهو الجوت فيقال إنه استخدم لأول مرة عام 1746 ، وهناک عدة تفسيرات لمنشأ هذا الاسم ومنها ما يقول إنه مشتق من کلمة (جهات Jhat) باللغة السينسکربتية ومعناها (متشابک) غير أنه لا يوجد أي دليل يؤيد أي رأي من الآراء .

وبدأت شرکة الهند الشرقية في استخدام ألياف الجوت في صناعة الحبال حوالي عام1820 – کما أجريت عليه عدة تجارب غزلية لم تؤد إلى نتائج مرضية.

وحوالي عام 1822 قامت في مدينة داندي عدة محاولات لإدخال ألياف الجوت في صناعة الغزل والنسيج ، إلا أن النتائج تعثرت حتى عام 1833 حيث تمکن مصنع بلفور وملدرم (Belfour & Meldern) من غزل ألياف الجوت بنجاح بعد أن اکتشف ضرورة تشبع ألياف الجوت بالزيت والماء حتى لا تکون عرضة للتقصف أثناء العمليات المختلفة واستخدم لهذا الغرض زيت الجوت لتوفره في هذه المنطقة واستمر استخدامه لمدة طويلة حتى استعيض عنه حديثًا بالزيوت
المعدنية الخفيفة .

واستمر تطور صناعة الجوت يسير بخطوات بطيئة حتى اضطرت الحاجة في انجلترا إلى ضرورة إيجاد مادة رخيصة للتغليف تحل محل القنب الذي انقطع وروده من روسيا بسبب حرب القرم وکذلک القطن الذي انقطع وروده من أمريکا بسبب الحرب الأمريکية . وکان الجوت أنسب هذه المواد ، واستمرت مدينة دنداي کمصدر لتموين العالم ببضائع الجوت حتى بلغ الأمر في عام 1855 أن أصبح الجوت أکثر أهمية من الکتان ، ثم انتقلت بعد ذلک صناعة الجوت إلى الهند التي تمتاز بملاءمة الظروف الطبيعية بها وکذلک بکونها مصدر إنتاج الخامات اللازمة واستجلبت لهذا الغرض الآلات والفنيين من انجلترا . وحوالي عام 1900 أصبحت مدينة کالکتا المرکز الرئيسي لصناعة وتجارة الجوت ولازالت الهند أکبر منتجي الجوت المصنع في العالم إلى وقتنا هذا .

وقبل أن نختتم الحديث عن تاريخ نبات الجوت أرجو أن نبين انه يزرع الآن فصيلتان من نبات الجوت الأولى وتعرف باسم Corcorus Capsularis وينتج منها الجوت الأبيض الذي يمتاز بمتانة أليافه ويشکل ثلثي الإنتاج . والفصيلة الأخرى وتعرف باسم Corcorus Olitorius وتمتاز أليافه باللمعان کما وأن أوراق الفصيلة الأخيرة تستخدم کخضار وهي المعروفة في الشرق بالملوخية .ونبات الجوت بصفة عامة من النباتات الحساسة للضوء . ويبدأ في الإزهار في أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر حيث تنخفض ساعات النهار عن 12 ساعة .

صناعة الجوت في مصر

بدأت صناعة الجوت في مصر في عام 1943 خلال الحرب العالمية الثانية بتکوين شرکة الجوت المصرية وبإقامة مصنع بطاقة إنتاجية تبلغ حوالي 1500 طن في العام . وفي عام 1956 صفيت هذه الشرکة وتکونت الشرکة العامة لمنتجات الجوت بطاقة إنتاجية تبلغ 25000 طن في العام من عبوات المحاصيل الزراعية المختلفة ومن ضمن نشاط هذه الشرکة العمل على إيجاد خامة محلية تحل محل الخامات المستوردة .

وکانت الشرکة تستورد خام الجوت من الباکستان بما قيمته 4.5 مليون جنيها سنويا . وبدأت الشرکة إنتاجها الکامل في عام 1960/1961 وکان هذا الإنتاج يغطي حوالي 75% من احتياجات البلاد الزراعية. إلا أن هذه النسبة أخذت تتناقص تدريجيًا حتى وصلت الآن حوالي 50% فقط وذلک بسبب زيادة الاحتياجات نتيجة للنمو الزراعي وزيادة کميات القمح المستورد في حين أن الإنتاج ظل ثابتًا تقريبًا وذلک لارتباطه بطاقة الآلات الزراعية .

ومنذ إنشاء الشرکة بدأت في عمل تجارب على أقرب الألياف النباتية شبها بألياف الجوت . وباتصالها المختلف سواء بالفنيين بوزارة الزراعية وبعض الجهات الخارجية المعينة تبين أن أقرب الألياف النباتية لألياف الجوت وتحمل اکبر قدر من صفاته هي ألياف نبات التيل وعلى ذلک رکزت الشرکة أبحاثها على هذا النبات بالإضافة إلى بعض النباتات الأخرى التي أثبتت عدم صلاحيتها واستبعدت .

ونجمل فيما يلي نبذة مختصرة عن نبات التيل وتاريخه في مصر .

تاريخ التيل في مصر

استخدم لفظ " التيل " في مصر ليقصد به أنواعًا مختلفة من الألياف المتباينة في صفاتها وخواصها مثل ألياف القنب والمانيلا بالإضافة إلى ألياف التيل ، کذلک أطلق لفظ تيل على بعض منتجات الکتان الأمر الذي يحتمل معه حدوث اللبس في بعض الأحيان .

ولکن بعد التوسع في زراعة التيل فقد أصبحت ألياف التيل تعني المدلول الحقيقي لها أي الألياف المستخرجة من نبات التيل Hibiscus Cannabinus الذي يتبع العائلة الخبازية Malvaceae ويجدر الإيضاح بأن النبات لا يتبع العائلة
الزيرفونية Tiliaceae  .

ونبات التيل من النباتات الحساسة جدًا للضوء مثل نبات الجوت لذلک يزرع في الفترة من 15 أبريل إلى 15 مايو ويستمر في النمو حتى أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر فيبدأ في التزهير ويکون طول النهار في ذلک الوقت أقل من12.5 ساعة . وهو يزرع على مسافات ضيقة لمنع النبات من التفريغ ويروي على فترات متقاربة مع التسميد النترائي لتشجيع النمو الخضري .

وقد کانت صناعة نسيج التيل قائمة في مصر أبان حکم البطالسة . وأشارت إحدى وثائق ذلک العصر إلى أن مشاکل العمال المشتغلين بصناعته قد عرضت أمام الايکونوموس لاتخاذ قرار بخصوصها ، ولکن يحتمل أن الألياف المشار إليها کانت من ألياف القنب .

وقد ظل النبات موجودًا في مصر حيث کان يزرع بکميات ضئيلة جدًا عند حواف بعض الحقول إلى أن کون محمد علي أسطوله فأخذ يوجه عنايته إلى التوسع في زراعته کما أدخل نوعًا غير الذي کان يزرع بمصر العليا من قبل بهدف استخدامه في صنع حبال السفن .

کما قام بإجراءات لتعليم الفلاحين طريقة زراعته مع تشجيعهم في هذا المجال وقد أطلق عليه المصريون اسم " الکندر " .

کذلک أقام محمد علي سنة 1820 مصنعًا بالقاهرة لصناعة الحبال من أليافه ولکن أخذ الاهتمام يقل به تدريجيًا نتيجة لانتشار صناعة القطن في مصر .

وعند تکوين شرکة الجوت المصرية عام 1942 قامت ببعض الدراسات والتجارب لزراعة نبات التيل واستخدام أليافه في التصنيع إلا أن هذه التجارب کانت محدودة النتائج نظرًا لأن سعر الجوت المستورد في ذلک الوقت کان منخفضًا جدًا بالإضافة إلى سهولة عمليات الاستيراد وصغر طاقة المصنع الإنتاجية التي کانت حوالي 1500 طنًا في العام .

وبعد تأسيس الشرکة العامة لمنتجات الجوت عام 1956 بطاقة إنتاجية سنوية مقدارها 25000 طنًا عاد الاهتمام بزراعة التيل واستخدام أليافه في بعض أنواع المنتجات بهدف الحصول على خامة محلية يمکن إحلالها بنسبة 100% محل الجوت المستورد أو بخلطها مع ألياف الجوت بأکبر نسبة يمکن الوصول إليها في البعض الآخر .

بدأت الشرکة تجاربها بجدية منذ إنشائها عام 1956 وانتهت منها عام 1965 وقد واجهتها في ذلک صعوبات ومشاکل عديدة وأنفقت في هذه التجارب مئات الألوف من الجنيهات وکانت على اتصال مستمر بجميع بلاد العالم المعنية بزراعة التيل . ولم تهمل أي فکرة حول هذا الموضوع ظهرت في أي بلد من هذه البلاد . کما کانت توفد مندوبًا عنها لحضور جميع المؤتمرات الفنية التي عقدت في الخارج لتبادل الخبرات وآخر ما وصلت إليه في مجال زراعة التيل واستخراج أليافه وتتلخص تجارب الشرکة التي أجرتها في الآتي :

أولاً : تجارب الميکنة :

1- رأت الشرکة في بادئ الأمر أن تسير في نفس الطريق الذي سارت فيه الدول التي سبقتها في هذا المجال وهو استخلاص قشرة النبات ميکانيکيًا وتعطين هذه القشور الناتجة . إذ أن القشرة هي الجزء من النبات الذي يحتوي على الألياف .

2- لتنفيذ ذلک استوردت الشرکة نماذج من آلات تقشير التيل من أمريکا Deribboning Machine وقامت بتجريبها في مساحات محدودة کانت تتفق على زراعتها مع بعض المزارعين . وکانت تسجل نتائج التشغيل وتدرس العقبات لمحاولة التغلب عليها .

3- استمرت الشرکة في تجربة الوسائل الميکانيکية واستوردت نماذج أخرى من آلات التقشير من ايطاليا وألمانيا وکوبا وجنوب أفريقيا کما قامت بتصنيع عدد کبير من هذه الآلات محلياً وکانت في نفس الوقت تسير في سياسة التوسع الزراعي حتى تضمن بذلک أن تتعرض لجميع الظروف والعقبات التي قد تواجهها ولا تفاجأ بها عند وضع المشروع موضع التنفيذ النهائي . فبلغت المساحة المنزرعة بالتيل في عام 1959 حوالي 3000 فدانًا . کان معظمها زراعات مجمعة بأراضي الإصلاح الزراعي والباقي مساحات محدودة متفرقة لدى المزارعين وقامت بتجربة الميکانيکي في معظم هذه المساحة . کما ترکت مساحات صغيرة يصير استخلاص أليافها بتعطين النبات کاملاً أي بدون تقشير وذلک في مصادر المياه القريبة من الزراعات وذلک لعمل المقارنة بين الطريقتين .

4- استمرت الشرکة في هذه التجارب حتى عام 1964محاولةً التغلب على کثير من العقبات التي صادفتها واليت لم يکن من الممکن تذليل أکثرها . ولاحظت انخفاضًا تدريجيًا في الإقبال على الزراعة في المساحات التي تتم فيها عمليات التقشير الميکانيکي حتى بلغت 100 فدانًا فقط أما المساحات الأخرى فلم يتأثر الإقبال على الزراعة بها .

من هذه التجارب التي استمرت عدة سنوات خرجت الشرکة بنتيجة مؤکدة وهي أن عملية التقشير الميکانيکي للتيل لم تنجح وذلک للأسباب الآتية :

1- انخفاض الطاقة الإنتاجية العملية للآلات عن طاقتها الواردة بالمواصفات حيث أنها رغم سرعتها العالية فإن إنتاجها محدد بطاقة العامل البشري الذي يقوم بتغذيتها . فقد کان المفروض أن تقوم الآلة الواحدة بتقشير محصول فدان في اليوم غير أن الممارسة العملية وعلى نطاق واسع أثبتت أن الآلة لا تستطيع إنجاز أکثر من محصول فدان في اليوم الواحد وبذلک يحتاج المشروع إلى عدد کبير جدًا من الآلات .

2- رغم الصيانة المستمرة التي کانت تقوم بها الشرکة فإن الآلات کانت تتعطل کثيرًا خلال موسم التقشير لما بعد شهر أکتوبر مما يعرض المزارع لضياع المحصول الشتوي لعدم إخلاء الأرض من التيل .

3- أن عمليات توزيع الآلات على المساحات وهي آلات ثقيلة يبلغ وزنها حوالي 3 طن وکذلک عمليات تحريکها في الحقل کل يوم أو يومين حتى تکون بجوار المحصول کانت من العقبات الکبيرة التي صادفت الشرکة حيث أن هذه الآلات لا تتحرک ميکانيکيًا بل لابد من وسيلة لسحبها من مکان إلى آخر . وکان يتعذر وجود هذه الوسيلة  في کثير من الأحيان .

4- کانت القشور تترک بالحقل حتى تجف تمامًا ثم تنقل إلى مصانع الشرکة لتعطينها وکانت خلال فترة التجفيف عرضة للحريق مع عدم توفر وسائل الإطفاء في الحقل .

5- کانت عملية نقل القشور إلى مصانع الشرکة تتکلف کثيرًا خصوصًا وأن نسبة الألياف بها60% وبذلک تعتبر40% من مصاريف النقل لا داعي لها.

هذه باختصار هي أهم العوامل التي أثبتت للشرکة بما لا يدع مجالاً للشک أن عملية الميکنة بالنسبة للتيل تعتبر غير ناجحة .

ثانيًا : تجارب التعطين :

1- بدأت الشرکة في استخدام معاطن الکتان في تعطين القشور ولم تکن الألياف الناتجة على درجة من الجودة المطلوبة وذلک لاختلاف طبيعة التيل عن الکتان من ناحية التعطين .

2- استعانت الشرکة بخبير عالمي في عمليات التعطين وهو الدکتور هنري شنيدر الذي زار الشرکة أکثر من مرة وأعطى لها خبرته دون مقابل مکتفيًا بأن الشرکة أشرکته في دراسة أکبر مشروع لإنتاج ألياف التيل في العالم في البلاد التي ليست بها الظروف الطبيعية الموجودة في الهند
وباکستان وتايلاند .

3- وضع الخبير المذکور تصميمًا لمعاطن نموذجية لتعطين قشور التيل تتکون کل معطنة من قناة بطول 150 مترًا وعرض 2 متر وعمق 1.5 مترًا توضع قشور التيل من أحد طرفي القناة ويصير تحريکها ببطء يوميًا إلى الطرف الآخر وفي نفس الوقت تغذي هذه القناة بتيار مستمر من الماء مضاد لاتجاه سير القشور يمول 5 م3 في الساعة وقد أنشأت الشرکة 16 وحدة من هذه الوحدات لإجراء تجارب تعطين القشور بها .

4-  استحضرت الشرکة وحدتين من الآلات تقوم بغسيل الألياف الناتجة وعصرها ميکانيکيًا .

 

وفيما يلي ملخصًا لنتائج تجارب التعطين :

1-  کانت الألياف الناتجة على درجة کبيرة من الجودة .

2- کانت عملية التعطين تستغرق من 12-15 يومًا خلال شهور الدفء أما في الشتاء فکانت عملية التعطين تسير ببطء شديد لانخفاض نشاط البکتريا فکانت تستغرق أکثر من 40 يومًا ومع ذلک تنتج أليافًا ذات درجة منخفضة.

3- أجريت محاولات لتسخين مياه التعطين وجعلها في حدود درجة ثابتة . إلا أن ذلک لم يمکن تحقيقه عمليًا نظرًا لطول القناة ولکونها مکشوفة وتعذر ضبط درجة الحرارة في جميع أجزائها هذا بالإضافة إلى الارتفاع الشديد في تکلفة إنتاج الألياف مما يجعلها تزيد کثيرًا عن سعر ألياف الجوت المستورد وبالتالي يخرج عن اقتصاديات المشروع . زد على ذلک ما سبق ذکره من عدم نجاح عملية التقشير الميکانيکي .

ألياف التيل من الناحية الغزلية :

تختلف خواص الخامة النباتية عنها في حالة الألياف الصناعية وذلک بسبب إمکان التحکم بوسائل معملية في مراحل خلق الخامة الصناعية بعکس الحال في الخامة النباتية ، لذلک تختلف خواص ألياف الجوت أو ألياف التيل تبعًا لعدة عوامل أهمها :

1-   ظروف نمو النبات مثل التربة والتسميد والأحوال الجوية .

2-   ميعاد الحصاد إذا کان في دور انتشار الزهر أو بعد تکوين البذور .

3-   طريقة وميعاد التعطين واستخلاص الألياف .

وکذلک فإن حزم الألياف في النبات الواحد تختلف حسب موقعها من النبات .

ولو تساوت جميع العوامل السابقة بالنسبة للجوت والتيل فإننا نجد أن ألياف التيل تزيد خشونة عن ألياف الجوت التي تمتاز بنعومتها وهذا بطبيعة الحال يؤثر بدرجة ملموسة على أسلوب التصنيع . وتعني الخشونة زيادة سمک الليفة في حالة التيل عنها في حالة الجوت . وهذه الزيادة في سمک ليفة التيل تؤدي بطبيعة الحال إلى الإقلال من قابلية الانثناء وهي خاصية غزلية هامة .

ولتوضيح ذلک يکفي أن نقول أن سمک عمود مصنوع من مادة معينة بمقدار 10% يؤدي من الناجية النظرية إلى انخفاض قابليته للانثناء بنحو 46% - على هذا الأساس فإن التجارب – الغزلية لألياف التيل تطلبت معاملة خاصة تزيد عم مثيلتها في ألياف الجوت .

فبالنسبة لزيوت الخلط فإن التيل يحتاج إلى کمية منها تزيد عما تحتاجه
ألياف الجوت .

وبالنسبة لفترة التخمير بعد عملية التطرية بالزيوت وقبيل المراحل الغزلية فإن التيل يحتاج لمدة أطول من ألياف الجوت لإتمام عملية التخمير .

وقد تمکنت الشرکة حتى الآن من تحقيق النتائج الآتية :

أولاً : وصلت الشرکة إلى تشغيل الغزل السميک ومقداره حوالي 10000 طنًا في العام بنسبة 100% من تيل الدرجة الثالثة .

ثانيًا: بالنسبة للغزل الرفيع ومقداره 16000 طنًا في العام توصلت الشرکة من تشغيله بنسبة 40% من تيل الدرجة الأولى والثانية والباقي من الجوت ولازالت تجرى التجارب لزيادة نسبة التيل في الغزل الرفيع والمتوقع أن تزداد هذه النسبة بزيادة جودة التيل المورد .

 

على هذا الأساس يکون الآن إنتاج مصنع بلبيس وقدره 18000 طنًا سنويًا من العبوات الثقيلة بنسبة 77% تيل وإنتاج مصنع شبرا وهو 8000 طنًا من عبوات القطن والبصل بنسبة 40% تيل .

ولازالت التجارب الغزلية وسياسة التوعية والإرشاد بالنسبة لمزارعي التيل تسير قدمًا إلى الأمام ونأمل بعون الله أن تزداد کميات المصدر من الفائض منه .

وللحديث بقية ......

د. أشرف عبدالفتاح