التخطيط لتفعيل دور الإرشاد الطلابى فى اکتشاف الطلاب الموهوبين ورعايتهم فى المملکة العربية السعودية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

أستاذ الخدمة الاجتماعية المشارک کلية العلوم الاجتماعية جامعة الإمام محمد بن سعود الإِسلامية

الموضوعات الرئيسية


المقدمة

يعد العقل من أبرز السمات الإنسانية التى فضل الله به الإنسان وکرمه على سائر المخلوقات مصداقاً لقوله تعالى: {وَلَقَدْ کَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى کَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (70) سورة الإسراء.

ولقد أصبح من الطبيعي أن مقياس تقدم الأمم والشعوب يقاس على أساس ما تملکه من ثروة بشرية مادية وليس على أساس ما تملکه من ثروات مادية, ويشکل الموهوبون عماد الثروة البشرية لأي مجتمع إذ يتوقف عليهم وعلى نوعية وحجم طبيعة إبداعاتهم عجلة التقدم ومرحلة التطور بل وإثراء الحضارة العالمية ورفاهية البشر على وجه العموم.

ولهذا السبب أنشأت بعض البلدان المتقدمة ( کالولايات المتحدة الأمريکية مثلا) مؤسسة متخصصة للاهتمام بالموهوبين, ووضع برامج خاصة بهم مرکزة على التفاعل بين الإنسان ومصادر البيئة لاستکشاف وسائل من شانها إحداث التفاعل والتکامل والتعاون, ووضع سياسة عامه لتربية الموهوبين على نطاق وطنى.

إن مشکلة الموهوبين في مجتمعاتنا العربية تتمثل في القدرة على التعرف على مواهبهم أولاً, وتوفير المناخ المناسب لتنميتها وتطويرها ثانيا للإفادة منها فيما يعود بالفائدة على صاحب الموهبة نفسه وعلى المجتمع بأسره . وتؤدي المدرسة بصفتها نسقاً اجتماعياً دورا مهماً في هذا الإطار, لأنها المؤسسة التربوية الأولي التى يلحق بها الطفل بعد الأسرة.

ويدور البحث حول التعرف على طبيعة دور الإرشاد الطلابي( الخدمة الاجتماعية المدرسية) في الکشف عن الموهوبين ورعايتهم في المملکة العربية السعودية, تمهيدا للتوصل إلى التصور التخطيطى الذى من شأنه تفعيل هذا الدور مستقبلا.

هذا وسوف نتناول موضوع البحث من خلال العناصر الآتية:

1-  موضوع البحث وأهميته وأسباب اختياره وأهدافه وتساؤلاته.

2-  الدراسات السابقة.

3-  تحديد المفاهيم الأساسية التى يتناولها البحث.

4-  واقع رعاية الموهوبين بالمملکة العربية السعودية ودور الإرشاد الطلابي في تلک الرعاية.

5-  التصور المقترح لزيادة فاعلىة دور الإرشاد الطلابي في مجال اکتشاف ورعاية الموهوبين.

أسأل الله تعالى أن يجعله عملا خالصا لوجهه الکريم, وأن ينفع به کل من اطلع عليه ونستفتح لوجهه بالذي هو خير ربنا على توکلنا وأنبنا وإليک المصير.

الباحث

أولا: موضوع البحث (أهمية –أهدافه- تساؤلاته):

1- تمهيد :

أخذت العناية بالموهوبين لتنمية قدراتهم في مجال التعليمي دورا بارزا في الآونة الأخيرة, وأصبحت قضية قومية وعالمية تحظي بالاهتمام المتزايد, وبصفة خاصة مع تزايد إدراک المربين في ضوء الاتجاهات الحديثة للتربية بأن تطبيق المساواة الحقيقية بين التلاميذ أمرٌ يتطلب الاهتمام بکل فرد, وتوفير الحرية والبيئة اللازمة لتنمية فرديته, وهذا يعني أن نوفر للجميع فرصا متساوية لتنمية قدرات مواهب غير مساوية, وبتعبير آخر, ينبغي توفير الفرص المناسبة لتنمية طاقة کل موهوب ، ومعوق کل حسب طاقته وقدراته واستعداداته, وکذالک الأطفال العاديين الذين لا يتمتعون بأية مميزات خاصة.

وإذا کنا ننظر إلى رعاية الطفولة على أنها ضرورة حتمية لتقدم أي مجتمع ورقيه, وأساسا لاغنى عنه لنهضتة وتطوره بالنظر إلى أن الطفولة هي مستقبل الأمة, حيث تشکل قوام الموارد البشرية المستقبلية التى تعد أثمن وأغلي ما تمتلک المجتمعات والشعوب, فإن فئة (الموهوبين ) منهم أضحت تلقي العناية الخاصة والاهتمام المتزايد من قبل کافة المجتمعات والدول, لأنهم يمثلون الرکيزة الأساس لأي مجتمع, وعلى عاتقهم تقع- مستقبلا- مسؤولية التنمية والتطور والتقدم المنشود, فإذا ما أحسن اکتشافهم والتعرف عليهم منذ مراحل حياتهم المبکرة, تم وضع السياسات المناسبة وصياغة الخطط والبرامج المتکاملة لرعايتهم وتنمية مواهبهم , وينظر منهم الکثير لأنفسهم ولمجتمعاتهم.

ويؤکد العلماء والمفکرون على أن الفرد الموهوب يعد من أهم عوامل التغيير الاجتماعي والتقدم العملي بصفة الموهوبين هم صفوة الإنسانية التى وهبها الله من القدرات والإمکانيات الخاصة ما يمکنها من القيادة والتوجيه في شتى ميادين الحياة الإنسانية, والسير بمجتمعاتهم نحو التقدم والاذدهار, لذا کان الاهتمام بهؤلاء حتمية وطنية وقومية النهوض بمجتمعاتهم نحو التقدم والازدهار.

إن أي تطلع للتنمية الشاملة وتحقيق رفاهية المجتمع العربي وتقدمه لانتصور أن تقوم وتتحقق إلا من خلال تنمية القوي البشرية ورعاية المواهب والکفاءات العملية الخلاقة لکونها أکثر عطاء وإنتاجا, ومن البديهي تسليم بأن الفرد هو الغاية القصوى أن نموه هو المقصود بالذات, وأن المجتمع لا يکون قوياً وفاضلاً إلا إذا کان أفراده أقوياء وفضلاء, وعلى ذلک فإن النظام التربوي فى أى مجتمع ينبغى أن يراعي حاجات الفرد وميوله ومواهبه وقدراته .(1)

وإذا کانت مهنة الخدمة الاجتماعية تهدف أساسا ضمن ما تهدف إليه إلى الاهتمام بالتنمية البشرية الشاملة والمتکاملة, فهي تسهم بل وينبغي لها أن تسهم بدور بارز وفاعل في اکتشاف الموهوبين والمبدعين, والعمل على رعايتهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم, وذلک بالتعاون مع غيرها من التخصصات والمهن ذات الصلة الوثيقة بهذا المجال, حيث تؤکد الاتجاهات الحديثة للخدمة الاجتماعية على ضرورة الانطلاق من ضيق التوجيه العلاجي الفردي القاصر على التعامل مع غير الأسوياء والعاديين والموهوبين في الوقت نفسه الذي تهتم فيه بأصحاب المشکلات والصعوبات الحياتية الخاصة, وذلک من خلال رعاية مظاهر نمو الشخصية من النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والروحية.

ولما کانت التربية تعد من أبرز وسائل المجتمع الحديث لاستثمار قدرات أبنائه الخلاقة ورعايتها وإتاحة الفرصة المواتية أمامها, وبما أن التعليم أصبح يمثل حقلا مهما من حقول الرعاية الاجتماعية بمفهومها الحديث کما يمثل حقلاً مهماً من مجالات الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية, فإن ذلک کله يبرز الدور الإيجابي والحيوي الذي يمکن أن تسهم به مهنة الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي بصفة عامة وفي ميدان رعاية الموهوبين والمبتکرين بصفة خاصة.

واتساقا مع هذا الاتجاه, وفي ظل النهضة المبارکة التى تستهدف المملکة العربية السعودية في شتي الميادين وخاصة في ميدان التعليم , ذلک الميدان الذي أدرک أولو الأمر أنه مجال الاستثمار الأول لأنه يتعلق بأغلى ما عند الأمة قررت وزارة التربية والتعليم ممثلة في الأمانة العامة للتربية الخاصة تنفيذ برنامج الکشف عن الموهوبين ورعايتهم ،الذي يهدف إلى التعرف والکشف عن التلاميذ والموهوبين وتقدم الرعاية المتکاملة لهم. وإذا کان أول من يمکن أن يتعرف على الطفل الموهوب هو والده أو ولي أمره بما قد يلحظ عليه من علامات النباهة والذکاء, ثم المعلم الذي يعلمه الذي بدوره يقدر سرعته في التعليم وتقدمه وتميزه في التحصيل الدراسي , ثم المرشد الطلابي (الأخصائي الاجتماعي) الذي يجب أن يلحظ تفوق الطفل الموهوب في القدرات والإبداع والابتکار والمواهب الخاصة من خلال ممارسة الأنشطة والبرامج المدرسية التى يخطط لها ويشرف على تنفيذها والتى تمکنه من اکتشاف المواهب وتحديدها وتصنيفها بأسلوب عملي.

ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي يضع به المرشد الطلابي في المجال المدرسي في ميدان رعاية المواهب والموهوبين وهو ماأکد عليه دليل المرشد الطلابي المعد بمعرفة إدارة التوجيه والإرشاد بوزارة التربية والتعليم بالمملکة العربية السعودية ، وذلک من خلال تکليف المرشد الطلابي بالاهتمام باکتشاف الموهوبين في المدارس والتعرف عليهم ورعايتهم وإتاحة الإمکانات والفرص لنمو موهبتهم في إطار البرامج العامة ووضع البرامج الخاصة بهم (2) . وأکد الدليل أيضا, وفي مواضع عدة على دور المرشد الطلابي في العمل على اکتشاف مواهب وقدرات وميول الطلاب المتفوقين  أو غير المتفوقين على حد سواء, والعمل على توجيه واستثمار تلک المواهب والميول والقدرات فيما يعود بالنفع على الطالب خاصة وعلى المجتمع بشکل عام.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا, هل يقوم المرشد الطلابي فعلا بهذه المهام والأدوار والمسؤوليات في الواقع الفعلى, وإلى أي مدى, وما الصعوبات والمعوقات التى قد تعترضه في هذا الصدد؟

الواقع أن العديد من الدراسات العلمية والکتابات والتقارير انتهت إلى أن الخدمة الاجتماعية المدرسية في مجتمعاتنا العربية لم تتمکن من القيام بدور فاعل في تهيئة الفرص للأطفال والتلاميذ الموهوبين بشکل يساعد على استثمار طاقاتهم ومواهبهم إلى أقصي حد ممکن حيث مازالت السيادة في مجال الخدمة الاجتماعية المدرسية للمهام والأدوار التقليدية المتعلقة بالتعامل مع المشکلات المدرسية ومعالجتها وتحقيق التکيف والتوافق بين التلاميذ والمناخ المدرسي(3).

وتأسيسا على ما سبق يأتي هذا البحث محاولة علمية لإبراز أهمية وحيوية ودور الإرشاد الطلابي( الخدمة الاجتماعية المدرسية) في الکشف عن الموهوبين ورعايتهم وتنمية مواهبهم للمزيد من الفعالية والتطور والمسؤوليات التى يضطلع بها المرشد الطلابي في
هذا الإطار.

2- الدراسات السابقة:

رغم أهمية دراسة وسائل واکتشاف الموهوبين والتعرف على سماتهم وتحديد العوامل البيئية المحفزة لدوافع الإبداع لديهم, وإيجاد البرامج التربوية والاجتماعية المناسبة لتنمية مواهبهم ورعايتهم المتکاملة أو رعايتها ، ورغم حاجة المجتمع الملحة والماسة إلى هذا الإمکانات والقدرات کوسيلة إلى التقدم المنشود, وعلى الرغم من أن الدراسات والبحوث العلمية في الخارج قد غطت- تقريبا- جوانب هذا الموضوع کافة إلا أن الباحث يقرر نتيجة للمسح الذي قام به أن الاهتمام بهذا الموضوع مازال في مجال البحث العلمي مازال في المرحلة الباکرة في المجتمعات العربية, کما أن هناک ندرة ظاهرة في الدراسات والبحوث والمتعلقة بدور الخدمة الاجتماعية في رعاية الموهوبين والکشف عن
مواهبهم وتنميتها.

وبصفة عامة يمکن تصنيف الدراسات السابقة حول موضوع الموهوبين إلى:

-دراسات تناولت السمات والخصائص الشخصية للموهوبين کالسمات العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية. ولقد تعددت هذه الدراسات وتباين في تناولها لجوانب الموضوع حيث نجد أن هناک دراسات اهتمت بالموهبة کقدرة خاصة, ومن أمثلة هذه الدراسات دراسة ثيرمان وادون التتبعية, ودراسة لويس, ودراسة کاتل ودريفدال, ومن الدراسات العربية دراسة سيد صبحي, ودراسة على حسن(4).

-دراسات تناولت أثر البيئة المحيطة بالموهوب على نمو أو إعاقة موهبته, فهناک دراسات خاصة بعلاقة المستوي الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والمعاملة الوالدية للأسرة بالموهبة مثل : دراسة هاريسون 1972م, ودراسة بيکر 1974م , ودراسة إبراهيم محمد إبراهيم 1978م, وهناک دراسات أخرى خاصة بعلاقة المجتمع الموهبة کدراسة فرنون1967م (5).

ورغم أن هذه الدراسات لا تتصل مباشرة بموضوع البحث الراهن إلا من زاوية خصائص الموهوبين وسماتهم, أو التأثيرات المحيطة بأصحاب المواهب إلا أن الباحث قد أفاد منها في تناوله لجوانب البحث وبصفة خاصة في إعداد التصور المقترح لتفعيل دور الخدمة الاجتماعية في مجال اکتشاف ورعاية الموهوبين بمدارس التعليم العام.

3-  موضوع البحث ومبررات الاختيار:

سبق أن أشرنا إلى أن موضوع البحث الراهن يدور حول الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية المدرسية في مجال رعاية الموهوبين بالمملکة العربية السعودية, ويستند اختيار الباحث لهذا الموضوع على مجموعة من المبررات والبواعث التى تشکل في الوقت ذاته أهمية البحث على النحو الآتي:

1-الاهتمام الخاص الذي تولية وزارة التربية والتعليم بالمملکة العربية السعودية بقضية رعاية الموهوبين الذي ترجم في:

-تنفيذ برنامج"الکشف عن الموهوبين ورعايتهم وتنمية مواهبهم "حيث بدأ هذا البرنامج عام(1410هـ, 1989م) بالتعاون بين وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات (قبل دمجهما تحت مسمى وزارة التربية والتعليم ) ومدينة الملک عبد العزيز بمدينة الرياض واستمر لمدة خمس سنوات.

-إنشاء وتأسيس مؤسسة الملک عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين عام1419هـ وهي مؤسسة متخصصة في وضع السياسات والخطط والبرامج المتعلقة برعاية الموهوبين ومتابعة الأنشطة والخدمات التى تقدم فى هذا الإطار.

2-ندرة الدراسات والبحوث التى تنصب في مجال رعاية الموهوبين في مجال الخدمة الاجتماعية بصفة عامة والخدمة الاجتماعية المدرسية بوجه خاص, في الوقت الذي تتزايد فيه الدراسات والبحوث النفسية والتربوية حول هذه الفئة بشکل مضطرد وهو ما يعکس اهتماما علميا متزايدا في هذه التخصصات بمجال الموهوبين والمبدعين.

3-تزايد الاهتمام في السنوات الأخيرة بقضية رعاية المواهب والموهوبين على المستوى العالمي لما لها من انعکاسات وآثار إيجابية على تقدم المجتمع وتطوره.

4-وفي ضوء ما فرض على المدرسة حديثا من مسؤوليات اجتماعية حيث زادت من أهمية وخطورة دورها في المجتمع المعاصر, فإن الخدمة الاجتماعية المدرسية تکتسب أهمية خاصة لما يمکن أن تسهم به مهنة الخدمة الاجتماعية من خلال الأدوار والجهود المهنية في تمکين المدرسة من أداء دورها وتحقيق أهدافها في المجتمع على أکمله وجه ممکن.

4- أهداف البحث:

في ضوء طبيعة موضوع البحث الذي تم تحديده في الصفحات السابقة يتوخي في      هذا البحث تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها:            

أ-تحديد واقع وطبيعة الجهود المبذولة للکشف عن الموهوبين ورعايتهم حتى يمکن الوقوف على حجم وطبيعة هذه الجهود, وذلک لمحاولة إثارة اهتمام المسؤولين والمهتمين بالتعليم والطفولة جماعات وأفراد کل في نطاق اهتماماته ومسؤولياته إضافة إلى أهمية وضرورة العناية بفئة الموهوبين ووضع السياسات والخطط والبرامج والمشروعات الکفيلة برعايتهم وتنمية مواهبهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم وأمتهم.

ب-تحديد الصعوبات المعوقات التى تحد من فاعلية الممارسة المهنية مع الموهوبين بالمجال المدرسي, وتلک الصعوبات التى تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق الأهداف المبتغاة في هذا الصدد.

جـ-إثر البناء المعرفي النظري للخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي وبوجه خاص فيما يتعلق برعاية الموهوبين.

د-التوصل إلى مجموعة من المقترحات والتصورات التى تستهدف تفعيل دور الإرشاد الطلابي في مجال اکتشاف رعاية الموهوبين من طلاب المدارس.

5- تساؤلات البحث:

هذا ويحاول الباحث في ثنايا البحث الإجابة على التساؤلات الآتية:

أ-ما واقع وطبيعة الجهود المبذولة في سبيل الکشف عن الموهوبين ورعايتهم بالمملکة؟

وسوف تتم الإجابة عن ذلک التساؤل من خلال تحليل برنامج الکشف عن الموهوبين ورعايتهم وتنمية مواهبهم, سياسات وخطط وبرامج مؤسسة الملک عبد العزيز لرعاية الموهوبين.

ب-ما هي الصعوبات والمعوقات التى تحد من فاعلية الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية(الإرشاد الطلابي بالمدارس) الکشف عن الموهوبين ورعايتهم؟

ويتم الإجابة عن ذلک التساؤل من خلال ما توصلت إليه الدارسات السابقة لتحديد تلک الصعوبات وکيفية مواجهتها.

جـ-ما التصورات المقترحة التى تسهم في تحقيق المزيد من الفعالية لدور الخدمة الاجتماعية المدرسية للکشف عن الموهوبين ورعايتهم؟

وتتم الإجابة عن ذلک التساؤل من خلال ما أوصت به الدراسات السابقة في هذا الصدد, إضافة إلى رؤية الباحث ووجهة نظره في هذا التصورات.

ثانيا: تحديد المفاهيم الأساسية  Main connects :

انطلاقا من أهمية المفهومات العلمية Scientific concepts بصفتها الأساس الذي ينطلق منه البحث العلمي, الأمر الذي يجعل تحديدها من الأمور الضرورية والمهمة والاضطراب الذي يمکن أن يحدث عندما لا يکون هناک تحديد دقيق لهذه المفهومات, يحاول الباحث هنا التعرض لبعض المصطلحات والمفاهيم الأساسية المرتبطة بموضوع رعاية الموهوبين على النحو الآتي:

1- مفهوم الموهوب:

على الرغم من تعدد الدراسات والبحوث التى تناولت الموهبة الموهوبين والتى تضمنت العديد من المحاولات التى تستهدف معنى واضحاً لمصطلح (الموهوب) لأهمية هذا التحديد وضرورته عند تناول موضوع رعاية الموهوبين إلا أن المتتبع للدراسات يتبين له بوضوح أن الاختلاف ما زال قائما وواضحا بين الباحثين بل وحتى بين العلماء والمتخصصين في تعريف( الموهوب) إذ يوجد أکثر من تعريف بحسب المقاييس التى يستند إليها الباحث. فمنهم من يسميه موهوبا ومنهم من يسميه عبقريا وفريق ثالث يطلق عليه لامعا وهناک من يسميه متفوقا ومازال هذا المصطلح لم يحدد بعد التحديد المناسب کغيره من المصطلحات الأخرى (6) رغم أنه يمثل ظاهرة أساسها النبوغ في ميدان من ميادين النشاط الإنساني, ومن الجدير بالذکر أن هذا الاختلاف في تعريف وتحديد مصطلح (الموهوب) يرتبط باختلاط الوسائل والأساليب المستخدمة لتحديد هذا المصطلح إذ نجد أن هناک من يعتمد على الوصف الظاهري للسمات الجسمية وسيلة لتحديد الموهوب(7), وآخرون يعتمدون على معاملات الذکاء وفريق ثالث يستخدم مستوي التحصيل المدرسي وفريق رابع يستند على محکات عدة لتحديد الموهوب(8). ونظرا لطبيعة موضوع البحث الراهن فإن الباحث لن يتعمق في سرد التعريفات المتعددة والمختلفة لمصطلح الموهوب وإنما يتعرض هنا باختصار للاتجاهات الأساسية الشائعة في الدراسات والبحوث السابقة لتحديد مصطلح الموهوب(9) وذلک تمهيدا لتحديد المفهوم الذي نعتمده في هذه الدراسة.

الاتجاه الأول:

الطريقة الوصفية حيث تعتمد هذه الطريقة على الوصف الظاهري للسمات الجسمية و ما يتسم به الموهوب من خصائص وسمات جسمية وسلوکية(10).

الاتجاه الثاني:

حيث يعتمد هذا الاتجاه على نسبة ذکاء الفرد کمحک لتحديد موهبته ومن أشهر أصحاب هذا الاتجاه( تيرمان Terman) حيث يعرف الموهوب بأنه الشخص الذي لا يقل معاملة ذکائه عن (130درجة) حسب مقياس( ستفانورد وبينية) (11), وهذا يعي أن مصطلح الموهوب وفقا لهذا الاتجاه يتحدد في ضوء القدرات العقلية العامة.

الاتجاه الثالث:

المستوى التحصيلى للفرد وعمل المدرس حيث تعرف الموهبة وفقا لهذا الاتجاه على أنها القدرة على الامتياز في التحصيل الدراسي ويعرف الموهوب بأن من استطاع أن يحصل باستمرار تحصيلاً مرموقاً وفائقاً(12) .

الاتجاه الرابع:

هو الاتجاه الشمولي أو المتعدد المحکات ومن بين التعريفات التى تستند إلى هذا الاتجاه التعريف الذي يري أن الموهب هو کل من حقق أداء مرموقا في أي مظهر من مظاهر النشاط الإنساني بصورة مستمرة (13).

وهذا وإذا نظرنا إلى تعريف القاموس (للموهبة) لوجدنا أنها في المنجد تشير إلى الاسم من (وهب) أي أعطي الشيء للفرد دون مقابل, أما المورد فيذکر الموهبة بمعني القدرة, وأما قاموس (وبستر) يشير إلى هذا المصطلح إلى من لديه قدرة أو استعداد طبيعي (14) ويشير الباحث إلى أن البعض يستخدم مصطلح الموهبة والتفوق بصفتيهما مترادفين إلا أنه يميل إلى الرأي القائل بضرورة التمييز بينهما, وذلک باستخدام مصطلح(متفوق) عندما نکون بصدد الحديث عن التميز العام للفرد سواء في الذکاء أو التحصيل الدراسي(الأکاديمي) بصورة عامة, بينما يستخدم مصطلح (موهوب) لوصف الفرد الذي يظهر مستوي أداء أو لديه استعداد متميز في بعض المجالات التى تحتاج إلى قدرات خاصة سواء کانت عملية(رياضيات, کيمياء , طبيعة , هندسة) أم فنية(رسم, تمثيل,) أم عملية( ميکانيکا, زراعة, تجارة,) وليس من الضرورة أن يتميز هذا الفرد بمستوى مرتفع من حيث الذکاء بل قد يکون متوسط الذکاء ولا يشترط أيضا أن يتميز بمستوى تحصيل دراسي عام مرتفع بصورة ملحوظة بالنسبة إلى أقرانه.

وفي ضوء هذا العرض الموجز للاتجاهات المختلفة في تعريف الموهوب والموهبة نود التأکد أن البحث الراهن يعتمد على الاتجاه الشمولي(متعدد المحکات, وعلى ذلک فإن الموهوب في هذا البحث هو ذلک الطفل (التلميذ ) الذي يظهر أداء مرموقا بصفة مستمرة في أي مجال من المجالات ذات الأهمية في النشاط الإنساني, وبعبارة أخري هو ذلک الطفل الذي يتصف بالامتياز المستمر والأداء العالمي في أي ميدان مهم من ميادين الحياة المختلفة علميا أو فنيا أو أدبيا أو فکريا أو اجتماعيا, وکذلک أولئک الأطفال الذين يمکن تنمية مواهبهم في هذه المجالات.

2.  الخدمة الاجتماعية المدرسية:

وفقا لتعريف الاتحاد الدول للأخصائيين الاجتماعيين (NASW) فإن الخدمة الاجتماعية هي التى تعمل على تعزيزEnhance))  قدرات الأفراد والجماعات والمجتمعات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية أو استعادة Restre) ) الفاقد منها وإيجاد الوضع الاجتماعي المناسب الذي يساعدهم على أداء وظائفهم الاجتماعية بصورة ملائمة(15). وممارسة الخدمة الاجتماعية تتطلب من الأخصائي الاجتماعي الالتزام بقيم ومبادئ المهنة وأساليبها , لتحقيق مجموعة من الأهداف لعل أهمها:

1- مساعدة الأفراد للحصول على الخدمات المالية.

2- توفير التوجيه والمشورة Counseling

3-توفير العلاج النفسي Psycho therapy للأفراد والأسرة والجماعات.

4-مساعدة المجتمعات النفسية وتطور الخدمات الاجتماعية والعلمية.

کما تتطلب ممارسة الخدمة الاجتماعية أيضا تزود الأخصائي الاجتماعي بالمعرفة في مجال السلوک والنمو الإنساني وکذلک المعارف المرتبطة بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع ومعرفة التفاعلات المختلفة بين هذه العوامل. وتمارس الخدمة الاجتماعية في العديد من المجالات والميادين التى من بينها المجال التعليمي ، ولقد ظهرت الخدمة الاجتماعية في المدرسة الأمريکية نتيجة لنجاح المدرس الزائر وما أدت به مفاهيم وأفکار جون ديوي ((John Dewey عن التربية الحديثة وفلسفتها وأهدافها في بداية القرن العشرين.

هذا وقد تعددت تعاريف الخدمة الاجتماعية المدرسية واختلف في ما بينها شأنها في ذلک شأن العديد من مصطلحات العلوم الاجتماعية بصفة عامة ومصطلحات الخدمة الاجتماعية بوجه خاص کما تأثرت هذه التعريفات بالتطور الذي لحق بمهنة الخدمة الاجتماعية. والاتجاهات الحديثة لممارسة المهنة من ناحية وکذلک تطور مفاهيم ومبادئ التربية الحديثة من ناحية أخرى وتطور وظيفة وأهداف المدرسة من ناحية ثالثة .

فلقد ظلت النظرة إلى الخدمة الاجتماعية المدرسية في المجتمعات الغربية وإلى عهد ليس بالبعيد قاصرة على مساعدة التلاميذ الذين يتعثرون في تعليمهم وهو ما يبدوا جليا في التعريف الذى کان يتبناه مکتب الخدمة الاجتماعية المدرسية بالجمعية الأمريکية للأخصائيين الاجتماعيين في المجال المدرسي الذى يشير بأن الخدمة الاجتماعية فى المجال المدرسى هي جزء من تعاون مهني مشترک يفرض فهم البرامج المدرسية وتقديم المساعدة للتلاميذ الذين يواجهون صعوبات في الاستفادة من موارد وإمکانات المدرسة بکفاءة والغرض من الخدمة هي تقديم المساعدة للتلميذ الذي يواجه صعوبات باستمرار, وقاية من خطورة تطور تلک الصعوبات حتى يستحيل علاجها أو مواجهتها (16) .

ووفقا لهذا التعريف فإن عملية التدخل المهني للأخصائي الاجتماعي المدرسي تقتصر على حالات التلاميذ الذين يواجهون صعوبات في العملية التعليمية وهو ما يتفق مع رأي(بارکر) الذي يعرف الخدمة الاجتماعية المدرسية بأنها أحد مجالات الخدمة الاجتماعية التى تعمل على مساعدة الطلاب للتکيف مع البيئة وتنسيق جهود کل من المدرسة والأسرة والمجتمع لإنجاز هذا الهدف ويقوم الأخصائي عادة بمساعدة کل من الطلاب وأسرهم والعاملين في المدرسة للتعامل مع مشکلات مختلفة منها مشکلة الغياب مشکلات الانسحاب الاجتماعي ومشکلات السلوک العدواني والمشکلات الناجمة عن
تأثير العوامل الجسمية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية على عملية التحصيل
الدراسي (17) .

وطبقا للاتجاهات الحديثة في الخدمة الاجتماعية في العقود الأخيرة نلمس تغيراً واضحاً في هذه النظرة القاصرة لطبيعة عمل الأخصائي الاجتماعي المدرسي فلم يعد الأمر قاصراً على العمل مع الحالات المشکلة من التلاميذ والطلاب بل تعدي الأمر ذلک ليصبح العمل مع التلاميذ الأسوياء والموهوبين والمتفوقون وأصحاب القدرات الخاصة من صميم وأدوار ومهام الخدمة الاجتماعية المدرسية التى أصبحت تعمل على اکتشاف المواهب والميول والقدرات الخاصة وتنميتها والعمل على تشجيع الطلاب على ممارسة ألوان الهويات المختلفة داخل المدرسة وخارجها وإکسابهم المعارف والمهارات والخبرات والقيم التى تسهم في تنمية تکامل شخصياتهم فالخدمة الاجتماعية کما تري(بارتلت) Bartlett تهدف أساسا إلى نمو الأفراد وتحسين الوسط الذي يعيشون فيه(الفرد- البيئة) (18).

وتمشيا مع هذا التحول أصبحت الخدمة الاجتماعية المدرسية ينظر إليها على أنها جهود مهنية منظمة تعمل على رعاية النمو الاجتماعي الطلاب بقصد التوصل إلى أنسب الظروف الملائمة لنمو وفهم ميولهم وقدراتهم وتأثيره مع الظروف واحتياجات المجتمع الذي يعيشون فيه (19), وثمة تعريف آخر في نفس الاتجاه نفسه يري بأنها مجموعة المجهودات والبرامج والخدمات التى يؤديها الأخصائيون الاجتماعيون لأطفال وطلبة المدارس بغرض تحقيق أهداف التربية الحديثة(20).

ونخلص من العرض السابق إلى أن البحث الراهن ينظر إلى الخدمة الاجتماعية المدرسية في ضوء التغيرات التى لحقت بکل من مهنة الخدمة الاجتماعية والتربية ووظيفة ومهام المدرسة على أنها تعني :

-مهنة إنسانية تستهدف رفع الکفاءة التعليمية خلال أنماط من الأداء والممارسة التى تخص التلميذ کحالة فردية أو کعضو في جماعة أو کمواطن ينتمي إلى بيئة محلية أو مجتمع قومي.

-أنها أداة لتغير التلميذ أو الجماعة أو المجتمع المحلي الذي توجد فيه المدرسة.

-أنها عمل علمي حيث تتم الممارسة المهنية وفقا لمقتضيات ومتطلبات المنهج العلمي.

-کما أنها أداة لتحقيق رفاهية المجتمع المدرسي باستثمار لکافة الطاقات البشرية المتاحة وحفزها على العمل البناء وربط التلميذ بالمدرسة والبيئة بما يحق
رفاهية المدرسة.

-وأخيراً ما تتضمنه النقاط السابقة من أجه رعاية لجميع التلاميذ وتنمية مواهبهم وقدراتهم في شتي مجالات الحياة.

3-  الإرشاد الطلابي:

يجدر بنا التنويه بداية إلى أن الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي تتم في بعض دول الخليج وبخاصة في المجتمع السعودي(مجتمع البحث) من خلال ما يعرف بعملية الإرشاد الطلابي, ويعرف التوجيه والإرشاد في التعليم بأنه عملية منظمة تهدف إلى مساعدة الطالب لکي يفهم شخصيته ويعرف قدرته وميوله ويحل المشکلات في إطار التعاليم الإسلامية, ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي والتربوي والمهني والاجتماعي, ومن ثم يصل إلى تحقيق أهداف في إطار الأهداف العامة للتعلىم في المملکة العربية السعودية (21). ويعرفه( زهران) بأنه: عملية واعية مستمرة بناءة ومخططة تهدف إلى مساعدة الطالب وتشجيعه ليعرف نفسه ويفهم ذاته وخبرته, ثم يحدد مشکلات واحتياجاته(22).

ومن الملائم الإشارة إلى أن الإرشاد الطلابي بالمعني السابق يختلف عن الإرشاد النفسي الذي يحتاج إلى متخصصين فىالصحة النفسية والطب النفسى ، بينما يحتاج الإرشاد الطلابى إلى مرشدين متخصصين ذوي خلفية تربوية ونفسية اجتماعية(23), وهو ما نعتقد أنه يتوافر في الأخصائي الاجتماعي أکثر من غيره من التخصصات النفسية والتربوية نتيجة للإعداد المهني (نظريا وميدانيا) من إمکانية مما يمکنه من الاضطلاع بالمهام والمسؤوليات التى يتضمنها الإرشاد الطلابي وعليه فقد أحدثت وزارة التربية والتعليم ) بالمملکة العربية السعودية عام 1402هـ إدارة التوجيه والإرشاد الطلابي رغبة منها في تطوير التعليم والأخذ بالوسائل الحديثة في معالجة مشکلات الطلاب, وشکلت أقساماً خاصة بالمناطق التعليمية المختلفة حيث تقوم بالعديد من المهام والأدوار والمسئوليات المهنية التى سنستعرضها فيما يلي من صفحات البحث.

ثالثا: واقع رعاية الموهوبين بالمملکة العربية السعودية ودور الإرشاد الطلابي في هذه الرعاية:

1-  طبيعة وحجم الجهود المبذولة لرعاية الموهوبين بالمملکة العربية السعودية:

في إطار حرکة التغيير والتنمية الشاملة التى تستهدفها المملکة العربية السعودية – من خلال خططها التنموية المتتابعة- يمکن للدارس المدقق والمحلل لما انطوت عليه هذه الخطط أن يخرج بنتيجة مفادها أن المملکة قد أولت جل عنايتها تنمية القوي البشرية ويمکن أن نلحظ ملاحظات مهمة أولت في هذا الصدد, ويتمثل ذلک الملمح في توجيه عناية خاصة للموهوبين لأن حسن إعدادهم والعناية بهم يوفر للمجتمع فئة من العلماء المبدعين – في المستقبل- يمکنها أن تبدع وتبتکر أن تبدع وتبتکر في کافة المجالات, بشکل يمکن المجتمع في النهاية من تحقيق نهضة شاملة في مختلف المجالات على نحو يسهم في تحقيق ازدهار المجتمع وتقدمه.

ونظراً لقيمة وأهمية الاهتمام بهذه الفئة لذا کان من الطبيعي أن يسلک المجتمع السعودي مسلکا علميا في شأن التخطيط لرعايتهم والاهتمام بهم، وقد تمثل هذا المسلک في مشروع أطلق عليه بعدين أساسيين متکاملين هما :

- بعد عملي يشتمل على وضع التصورات العلمية وإجراء البحوث والدراسات المتصلة بأساليب الکشف عن الموهوبين ورعايتهم من الناحية العلمية والبحثية.

-بعد تجريبي يقوم على إجراء دراسات تجريبية للکشف عن مدي ملائمة التصورات العلمية والبرامج لتحقيق الأهداف المتوخاة في مجال رعاية الموهوبين, وقد بدأ هذا المشروع في عام 1410هـ بالتعاون بين وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات سابقا , ومدينة الملک عبد العزيز بمدينة الرياض, وتم تطبيقه على 50ألف طالب وطالبه بمدينة الرياض, واستمر لمدة (5) سنوات.

وضمانا لترسيخ اتجاه رعاية الموهوبين من الجنسين في المجتمع وعده معلماً أساسياً من معالم تنمية القوي البشرية في المجتمع السعودي قامة الدولة بإنشاء مؤسسة الملک عبد العزيز لاکتشاف الموهوبين ورعايتهم, ولعل في رئاسة خادم الحرمين الشريفين الملک عبد الله بن عبد العزيز لمجلس إدارة هذه المؤسسة يعکس مدي حرص المملکة على استمرارية هذه الرعاية وتطويرها بشکل دائم حتى يتضمن تحقيق الأهداف المنشودة في
هذا المجال.

      وتعد مؤسسة الملک عبد العزيز لاکتشاف الموهوبين ورعايتهم مؤسسة مرکزية على مستوي المملکة تعني بوضع السياسات والخطط والبرامج والمشروعات التى من شأنها ترجمة رعاية الموهوبين إلى واقع يسهم- بإذن الله- في کفالة کل ألوان وأساليب الرعاية المتکاملة للموهوبين على نحو يمکننا في المستقبل من جني ثمار هذه الرعاية والمتمثل في تکوين أجيال من العلماء والمبدعين من مختلف المجالات يمکنهم أن يسهموا بشکل علمي وفعّال في تطوير وازدهار المملکة العربية السعودية.

ترتيبا على ما تقدم ونظراً لأهمية مشروع أو برنامج الکشف عن الموهوبين ورعايتهم في المملکة , وتوخياً مع الهدف والتساؤل الأول لهذه الدراسة کان من اللازم أن نعطي لمحة موجزة عن هذا المشروع فيما يأتي :

أ-برنامج الکشف عن الموهوبين ورعايتهم التابع لمدينة الملک عبد العزيز:

انطلقت أول فعاليات الرصد للمشروع الضخم "رعاية الموهوبين والموهوبات" التى تتراوح نسبتهم من 2% إلى 3% من الطلاب, وهذه النسبة إذا أخضعت للمقاييس الشخصية والمهارية ترتفع من 7 إلى 8% وبعد حوالى ست سنوات من الدراسة والتحليل, واختيار العينات العشوائية أصدر فريق العمل المکلف بهذا المشروع إنجازه الضخم من عدة أجزاء من الإصدارات تم فيها دراسة أفضل السبل لاکتشاف الموهوبين, وهو ما يعرف بالأسلوب الإثرائي . وفريق العمل مکون من مجموعة من الخبراء من وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات سابقا ( وزارة التربية والتعليم حاليا ) تحت إشراف مدينة الملک عبد العزيز للعلوم والتقنية.

ومما هو جدير بالذکر أن السياسة العامة للتعليم نصت على أنه ينبغي على المجتمع ممثلاً في المؤسسات الخاصة بالتعليم تتولي جزءاً من الرعاية التعليمية لهذه الفئة "فئة الموهوبين) إذن فالحاجة لمثل هذه الرعاية مقررة ومنصوص عليها في السياسة العامة للتعليم في المملکة العربية السعودية, وفي الماضي لم يکن لدينا أي اهتمام بهذه الفئة بالرغم من اهتمام الدول الأخرى کأمريکا واليابان وألمانيا اهتماماً ليس مقتصرا على المؤسسات الحکومية بل تشجعه المؤسسات الخاصة ليس لأنه مطلب أساس للتعليم فحسب بل هو استثمار للقوى البشرية (24).

ومن الملاحظ أن السياسة التعليمية مازالت تعد المرجع الأساس للتعلىم في المملکة, وهذا السياسات وضعت قبل عشرين عاما رکزت في فقرتين أو ثلاثة فقرات على الموهوبين والاهتمام برعايتهم, ورغم ذلک فلم تتبلور هذه الرعاية, وتحدد ملامحها, قبل وجود مشروع مدينة الملک عبد العزيز.

أولي خطوات رعاية الموهوبين :

بدأت في مدارس الملک فهد في المرحلة الابتدائية والمتوسط کمدارس للموهوبين واقتصرت على ذلک ولم تتطور, ورغم الحاجة إلى التطوير الدائم, وکان من المتوقع إذا سار الأمر بشکل متطور لأصبحت المملکة سباقة في هذا المجال, خاصة أن عناية دول العالم برعاية الموهوبين لم يمضي عليها وقت طويل.

الأهداف الأساسية لمشروع  الکشف عن الموهوبين ورعايتهم :

تتمثل الأهداف الرئيسية للمشروع في الکشف عن الموهوبين والتعرف عليهم في المقام الأول ثم الاهتمام برعايتهم ثانياً.

الأهداف الفرعية للمشروع :

تحددت هذه الأهداف فيما يأتي :

-التعرف على الکيفية التى يمکن بها الکشف عن الموهوبين .

-إيجاد الوسائل العلمية الصالحة للاستخدام في البيئة المحلية من جهة ، ومن جهة أخري التعرف على المفاهيم السائدة لدي المجتمع سواء أولياء الأمور أو حتى المدرسين والتى تعد بمثابة الانطلاقة الفعلىة للتعامل مع هذه الفئات.

خلاصة القول أن الأهداف الأساسية للمشروع انحصرت في الکشف عن الموهوبين ورعايتهم وانبثق عنها إعداد الاختبارات الصالحة للاستخدام في البيئة المحلية للتعرف على المفاهيم السائدة في المجتمع السعودي بالإضافة إلى المسح الشامل للبرامج القائمة التى يمکن أن تصنف على أنها رعاية الفئة.

بداية خطوات المشروع :

أنشئت في مدينة الملک عبد العزيز للعلوم والتقنية اللجنة الوطنية للتعليم وتضم في عضويتها أعضاء من مدينة الملک عبد العزيز بالإضافة إلى أعضاء يمثلون وزارة (والتربية والتعليم ) وآخرين يمثلون الرئاسة العامة لتعليم البنات, وقد کان بداية إنتاج هذه اللجنة ثلاثة مشاريع هي(مشروع الکشف عن الموهوبين, ومشروع آخر في العلوم ومشروع آخر في الرياضيات) ويهمنا هنا أن نبرز أن مشروع الکشف عن الموهوبين قد وبجانبين أساسيين هما :

-أساليب الکشف عن الموهوبين.

-رعاية الموهوبين.

المعايير التى استخدمت في الکشف عن الموهوبين :

هناک معاييرعدة استخدمت في الکشف عن الموهوبين بعضها يستغرق مدة من الزمن وبعضها لا يستغرق الوقت والجهد الذي تستغرقه بعض الاختبارات الأخرى, مثل اعتمادات اختبار الذکاء سواء الفردية مثل اختبار (کسلر للأطفال المعدل, أو الاختبارات الجماعية مثل اختبارات القدرات العقلية واختبار التفکير الابتکاري).

ويمکن إعطاء المثال الآتي لنبرهن على استخدام الأساليب کافة التى تتناسب مع المجتمع السعودي مثلاً القدرات المکانية : إن الإنسان ممکن أن يتعامل مع المخططات بصورة أکثر فعالية من شخص لا تتوافر لديه الموهبة, فعندما يدخل الهندسة يکون عنده قدرة أفضل لأنه يتعامل مع المخططات المجردة . ومن هنا يتبين أن القدرات الخاصة ترکز في مهارات أساسية , ومن الممکن أن يکون الشخص عنده تفوق فيها وليس من الضروري أن يکون عنده تفوق في جميع القدرات بشکل عام , ومن الأساليب الأخرى التى استخدمت للکشف عن الموهوبين التحصيل وتقديرات المعلمين کجوانب إضافية, کما تم استخدام (استبانة الميول) ووظيفتها الأساسية أنها تحدد لنا ميول الطالب هل هي ميول علمية أم أدبية أما التحصيل الدراسي فقد تم اختبار فاعليته وتبين أنه لا يعکس حجم الموهبة, أو القدرة الفعلية, والاختبارات التى قننت لهذا المشروع هي اختبار التفکير الابتکاري, أو اختبار الذکاء (کسلر) للذکاء المعدل الذي يستغرق تطبيقه ساعتين تقريبا واختبار القدرات العقلية الخاصة للشخص.

الوسائل المستخدمة في رعاية الموهوبين :

الأساليب المستخدمة في رعاية الموهوبين هي تجميع الطلاب من فصول أو من مدارس والأسلوب الآخر هو الإسراع في انتهاء الطالب من مرحلة دراسية بأسرع وقت ممکن, وکذلک الإثراء وهي تقديم وحدات متقدمة للطلاب, وبالنسبة للملکة العربية السعودية فقد تم اختيار أسلوب الإثراء , لأنه أکثر الأساليب المناسبة في المملکة , وسنتحدث فيما يأتي عن البرنامج الإثرائي في العلوم والرياضيات.

الأسلوب الإثرائي کأحد أساليب الکشف عن الموهوبين اتخذ البرنامج أسلوب إثراء الرياضيات والعلوم ثم الترکيز على الاستخدام العملي في المعامل والتجارب التى کانت ومازالت تعطي لهم ويجريها طلبة الجامعة, وهذا فيه نوع من التحدي لهم, وبعد ذلک أثبت البرنامج تفوق الطلاب في مجالات عدة في الاستقصاء وفي التحصيل.

أما الأسلوب الإثرائي في الرياضيات : فإن الطالب الموهوب رياضيا يرى بعض الأشياء التى لا تستطيع أن تراها ، کما أنه يمتاز بالتجريد والشفافية . وباختبار مدى ملائمة هذه الأساليب أسفرت نتائج الدراسة أن هذه الأساليب لها تأثير إيجابي حسب ما أکدته نتائج المجموعة التدريبية (25).

ب-إنشاء الإدارة العامة لرعاية الموهوبين التابعة لوزارة التربية والتعليم

نظرا للحاجة الماسة لإيجاد إدارة عامة لرعاية الموهوبين , ممثلة للجهاز التربوي والتعليمي, الذي يقوم بتنفيذ سياسة المملکة في رعاية الموهوبين, وتحقيق الأهداف التى ترمي لها وزارة التربية والتعليم , فقد تم إنشاء إدارة عامة تعني بالإشراف على اکتشاف الموهوبين ورعايتهم , وذلک بالقرار الوزاري رقم 58054 وتاريخ 4/3/1421هـ وذلک کأحد أبرز الجهود في سبيل الکشف عن الموهوبين ورعايتهم وتنحصر أهم مسؤولياتها في
النقاط الآتية :

- اقتراح الخطط المتعلقة برعاية الموهوبين وتعميمها على إدارات التعليم.

-إعداد الاختبارات والإلىات المناسبة لاکتشاف الموهوبين وتطورها.

-إعداد أساليب وأنماط البرامج المناسبة , لتقديم الرعاية التربوية العملية والنفسية والاجتماعية للموهوبين.

-متابعة توفير متطلبات برامج الرعاية العلمية من الأجهزة والمستلزمات التنفيذية.

-اقتراح البرامج التدريبية والتأهيلية للعاملين في برامج الکشف عن
الموهوبين ورعايتهم.

-الإشراف على برامج الکشف عن الموهوبين ورعايتهم خلال مراحل التنفيذ.

-تقييم برامج الکشف عن الموهوبين وتطويرها.

-التعاون مع الجهات المعنية في مجال رعاية الموهوبين للإفادة من
خبراتها وإمکاناتها.

-وضع أسس ومعايير لاختيار المعلمين في برامج الکشف والرعاية.

-تعميم الخطط والبرامج والتعليمات الإجرائية على إدارات التعليم ومتابعة تنفيذها.

-إعداد الخطط والتقارير السنوية الخاصة بالإدارة.

ونظرا لتقدير هذه المسؤوليات نفد تطلب تنفيذ المهام الواردة في قرار معالى الوزير إنشاء مجموعة من الإدارات الفرعية داخل الإدارة العامة وهي :

-            إدارة الکشف.

-             إدارة الرعاية .

-            إدارة التخطيط والتنسيق والتدريب.

-             الاتصالات الإدارية.

الإستراتيجيات المتبعة في رعاية الموهوبين:

تستخدم الإدارة العامة لرعاية الموهوبين معظم الإستراتيجيات المتبعة لبرامج الرعاية في مراکزها المختلفة, ويمکن تخليص أهمها فيما يأتي :

  • ·  التسريع Acceleration (الترفيع) : وهو أسلوب تربوي يتم من خلاله نقل الطالب – بصفة استثنائية- من مستوي إلى آخر أعلى دون اشتراط إکمال المدة الزمنية المقررة للمستوي السابق, ويجري حاليا الإعداد لهذه المعايير ليتم تعميمها على جميع
    إدارات التعليم .
  • ·  التجمع Groupingوضع مجموعة من الطلاب الموهوبين ذوي القدرات المتقاربة, في إطار تعليمي موحد (کمدرسة أو صف دراسي) وتقديم البرامج المناسبة لهم,ويجري حالياا دراسة العديد من السبل لتأسيس مدارس متخصصة بذلک.
  • ·  الإثراء Enrichmenويتم بتزويد الطالب الموهوب بوحدات تعليمية, ونشاطات لا صفية إضافية زيادة على ما يتعلمه زملاؤه غير الموهوبين, بما يتلاءم مع ميوله وقدراته الخاصة, بهدف توسيع معلوماته , وتعميق خبراته.

تقوم معظم المراکز التابعة للإدارة العامة, في رعايتها للموهوبين, بتطبيق إستراتيجية الإثراء بجميع أساليبه المختلفة , بهدف تشجيع الطفل الصغير على التعامل مع المسائل البسيطة بطرائق عظيمة, ويمکن تخليص ذلک في النقاط الآتية:

  • · أسلوب الإثراء عبر المحتوي : حيث قامت فرق متخصصة بتأليف عدد من وحدات النشاطات الإثرائية المعرفية المتخصصة, لتطبيقها في المراکز, ترکز هذه النشاطات على إکساب الطالب خلفية معرفية عامة, يتطرق الطالب من خلالها إلى تطبيقات لهذه المعارف, والتى تقوده إلى توسع مدارکه وخبراته, وإکسابه مهارات جديدة.
  • · أسلوب الإثراء عبر المفهوم : حيث يتم الترکيز على مفهوم محدد, تتم دراسته من زوايا عدة, يحددها الطالب حسب ميوله وقدراته مما يساعد على إثرائية النشاط الموجه.
  • ·   أسلوب الإثراء عبر النتاج : وفيه يسمح للموهوب کمتخصص في أداء أعماله التى يرغبها, بشکل تتوافق مع ميوله وقدراته.

وسائل التنفيذ : تتبع الإدارة العامة لرعاية الموهوبين وسائل عدة لتنفيذ برامجها الإثرائية, ويمکن إيجار أهمها في النقاط الآنية :

  • · البرامج المسائية : وهي برامج متخصصة, يتم تقديمها في الفترة المسائية لجميع الطلاب, کل حسب موهبته, بمعدل ساعات أسبوعيا لکل حسب موهبته, بمعدل أربع ساعات أسبوعيا لکل برنامج.
  • ·   برامج أيام الخميس : وهي برامج متخصصة, يتم تقديمها يوم الخميس للطالب الموهوب بمعدل أربع ساعات.
  • · الملتقيات الصيفية : وهي ملتقيات متخصصة, ذات برامج عدة, تهدف إلى تعريف الطالب بموهبته وقدراته, وتمکينه من صقلها, والتعامل معها.

مراکز رعاية الموهوبين التابعة للإدارة العامة لرعاية الموهوبين:

تشرف الإدارة العامة لرعاية الموهوبين على مجموعة من المراکز المنتشرة في أنحاء المملکة, التابعة إداريا لإدارة التعليم المختلفة في المناطق والمحافظات, وقد تم افتتاح عدد من المراکز حتى نهاية العام الدراسي 1423هـ وهي :

-         مرکز الرياض لرعاية الموهوبين.

-         مرکز الطائف لرعاية الموهوبين.

-         مرکز المدينة المنورة لرعاية الموهوبين.

-         مرکز المنطقة الشرقية لرعاية الموهوبين.

-         مرکز الإحساء لرعاية الموهوبين.

-         مرکز مکة المکرمة لرعاية الموهوبين.

-         مرکز محايل عسير لرعاية الموهوبين.

-         مرکز القصيم لرعاية الموهوبين.

-         مرکز القريات لرعاية الموهوبين.

وقد حققت الإدارة العامة لرعاية الموهوبين من خلال تلک المراکز العديد من الإنجازات لجهود واقعية لها نوجزها فيما يأتي:

  • ·   تجهيز ستة مراکز لرعاية الموهوبين في أنحاء المملکة کافة .
  • ·   إجراء دورات تدريبية للمتخصصين في مجال الکشف والرعاية لتأهيلهم للعمل في المراکز, وهي على النحو الآتي :

- الدورة التدريبية الأولى لتأهيل أخصائي الکشف خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 1418هـ , بمشارکة ثلاثين متدربا من منطقة الرياض
ومحافظة الطائف.

- الدورة التدريبية الثانية لتأهيل أخصائى الکشف خلال الفصل الدراسى الأول من العام الدراسى 1419هـ ، بمشارکة إثنى عشر متدربا من منطقة الرياض.

- الدورة التدريبية الثالثة لتأهيل معلمي الطلبة الموهوبين في الفترة من 20/10 إلى 1/11/1419هـ , بمشارکة خمسين معلما من منطقة الرياض.

- الدورة التدريبية الرابعة لتأهيل أخصائي الکشف خلال الفصل الدراسي الأول من العالم الدراسي 1420هـ, بمشارکة ثمان وعشرين متدربا من المناطق والمحافظات الآتية : منطقة الرياض, والمنطقة الشرقية, ومحافظة جدة, ومحافظة الطائف ، ومحافظة الإحساء, ومنطقة المدينة المنورة.

  • · الدورة التدريبية الخامسة لتأهيل أخصائي الکشف والرعاية خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 1421هـ, بمشارکة اثنين وثلاثين متدربا, من المناطق والمحافظات الآتية : منطقة الرياض, ومحافظة جدة, ومحافظة الطائف, ومحافظة الإحساء, ومنطقة المدينة المنورة.
  • · تنفيذ مراحل الکشف المعتمدة الأعوام 1418 , 1419 هـ وقد بلغ عدد الطلاب المرشحين لبرامج الرعاية في مرکز الرياض لعام 1418هـ, ولعام 1419(2180) طالب, وفي مرکز الطائف لعام 1419وعام 1420هـ (104) طالب وفي مرکز المدينة المنورة لعام 1421هـ ثلاثة وثمانون طالباً.
  • ·   إعداد مواد علمية وفکرية للبرمجة الإثرائية في العلوم الشرعية والعلوم الطبيعية والرياضيات والتنمية الفکرية والفنية.
  • · إجراء برنامج تدريبي خلال العام 1420هـ ولمدة شهر تم فيه تجريب المواد الإثرائية على مجموعة من الطلاب الذين تم الکشف عنهم, کما تم تقييم البرامج المنفذة, وتحديد النقاط الإيجابية والسلبية في تطبيقها.
  • · تنفيذ مجموعة من البرامج الصيفية في مختلف مناطق المملکة, بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الحکومية وغير الحکومية, شملت البرامج الآتية :

- البرنامج الصيفي للطلاب الموهوبين اليوبيل في المملکة الأردنية الهاشمية, في الفترة من 26/3 إلى 28/4/1420هـ بمشارکة ثلاثين طالباً.

-        البرنامج الصيفي للطلاب الموهوبين بکلية المعلمين في أبها, في الفترة من 15/3 إلى 11/4/1421هـ بمشارکة ستين طالباً.

- منتدى الحياة الفطرية للطلاب الموهوبين بالتعاون مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في محميات محازة الصيد – فرسان-ريدة – في الفترة من 27/4/ إلى 22/5/1421هـ بمشارکة عشرة طلاب.

- البرنامج الصيفي للطلاب الموهوبين بالتعاون مع الکلية التقنية بالرياض, في الفترة من 15/3/ إلى 24/4/1421هـ بمشارکة خمسة وعشرين طالبا.

- البرنامج الصيفي للطلاب الموهوبين بالتعاون مع الکلية التقنية بالرياض, في الفترة من 15/إلى 24/4/1421هـ بمشارکة خمسة وعشرين طالباً.

-        البرنامج الصيفي بالتعاون مع الکلية التقنية بجدة, وفي الفترة من 15/3 إلى 24/4/1421هـ بمشارکة خمسة وعشرين طالبا.

-        البرنامج الصيفي بالتعاون مع الکلية التقنية بالدمام, في الفترة من 15/3/ إلى 24/4/1421هـ بمشارکة خمسة وعشرين طالباً.

-        البرنامج الصيفي بالتعاون مع الکلية التقنية بالدمام, في الفترة من 15/3/ إلى 24/4/1421هـ بمشارکة خمسة وعشرين طالبا.

جـ-دور الإرشاد الطلابي في الکشف عن الموهوبين ورعايتهم :

يستهدف هذا الجزء من الدراسة إلقاء الضوء في تاريخ الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي في المملکة العربية السعودية, وطبيعة دورالإرشاد الطلابي (وهو التصنيف الإداري لمهام ومسؤوليات الخدمة الاجتماعية المدرسية بالمملکة) کأحد الجهود المبذولة في اکتشاف الموهوبين ورعايتهم وذلک على النحو التالى:

الخدمة الاجتماعية المدرسية بالمملکة :

سبق أن أشرنا عند تحديد مفاهيم البحث إلى أن الخدمة الاجتماعية المدرسية ينظر إليها اليوم على أنها تلک الجهود المهنية المنظمة التى تعمل على رعاية النمو الاجتماعي للطلاب بقصد تهيئة الظروف الملائمة لنموهم وفق ميولهم وقدراتهم, وبما يتفق مع ظروف واحتياجات المجتمع الذي ينتمون إليه ، وبين کيف أن الممارسة المهنية في المجال المدرسي لم تعد قاصرة على الجوانب العلاجية للحالات المشکلة من التلاميذ فقط- کما کانت الحال في السابق- وإنما تطور الأمر لتمتد الممارسة المهنية لتشمل الخدمات الوقائية والإنشائية جنبا إلى جنب مع الجهود العلاجية, وأيضا فإن الخدمة الاجتماعية المدرسية لا تعمل في معزل عن جميع المؤسسات الموجودة في المجتمع وإنما تتکامل معها في تعاون مشترک, وتتعاون أيضا مع التخصصات والمهن کافة وخاصة مهن المساعدة الإنسانية کالطب والإرشاد النفسي والعلاج النفسي والتربية وغيرها.

إن الخدمة الاجتماعية المدرسية تستهدف في المقام الأول العمل على تهيئة الظروف وتقديم الخدمات التى من شأنها أن تمکن المدرسة بصفتها نسقاً اجتماعياً على تحقيق أهدافها وأداء وظائفها في المجتمع الحديث بکفاءة وفاعلية, خاصة إذا عددنا الخدمة الاجتماعية نظاما اجتماعيا وهو ما يؤيده العديد من المتخصصين في المهنة, إذ تعرف هيلين وزمر  Helen  withmer الخدمة الاجتماعية بأنها : طريقة علمية لخدمة الإنسان, ونظام اجتماعي يساعده على حل مشکلات وتنمية قدراته, ويساعد النظم الاجتماعية الآخري في المجتمع على حسن القيام بدورها, کما تعمل في الوقت نفسه على إيجاد نظم اجتماعية جديدة تظهر حاجة المجتمع إليها في سبيل تحقيق رفاهية أفراده(26).

والخدمة الاجتماعية مهنة حديثة نسبيا نشأت في بدايات القرن العشرين في المجتمعات الغريبة المتقدمة وانتقلت إلى المجتعات الأخرى ومن بينها المجتمعات العربية منذ حوإلى ستة عقود في بعض المجتمعات العربية, وأقل من ذلک في البعض الآخر ولذلک فهي لم تأخذ بعد, وضعها السليم ولم تحتل مکانتها الملائمة حتى الآن في معظم المجتمعات العربية على الرغم من انتشارها في مجالات وميادين عدة.

وقد نشأت الخدمة الاجتماعية المدرسية في المملکة العربية السعودية کبداية لظهورها في المجتمع السعودي مجتمع الرفاهية والرخاء حيث توسعت الحکومة في إنشاء المدارس والجامعات لتقوم بدورها في إعداد المواطن الصالح کجزء من نهضتها التعليمية ويعد التلاميذ بالمدارس هم رأس مال المجتمع الذي ينبغي أن نوفر له کافة الإمکانيات المادية والبشرية لإنمائه واستثماره. فأبناء اليوم هم رجال الغد الذين يتحملون مسئولية البناء والنماء إلا أن المدرسة أمام هذه المسؤولية الکبيرة وأمام المتغيرات الکبرى التى تحدث بالمجتمع لم تستطيع وحدها إعداد هذه الأعداد الکبيرة من أبناء المجتمع واضطرت إلى الاستعانة ببعض الأنظمة الاجتماعية المختلفة التى کان من أهمها الخدمة الاجتماعية .

وکان نتيجة ذلک اهتمام وزارة المعارف بالخدمة الاجتماعية حيث عينت أخصائياً اجتماعياً لکل منطقة تعليمية يتولى الإشراف على جميع الأنشطة التربوية الاجتماعية المختلفة في جميع مدارس المملکة وبعد ظهور الخدمة الاجتماعية المدرسية في مدارس التعليم العام حيث قامت وزارة التربية والتعليم بتعيين الموجهين في کل منطقة تعليمية لمتابعة أداء الأخصائي الاجتماعي لمهامه في المدرسة وأنشأت وزارة المعارف وظيفة المرشد الطلابي الذي يساعد التلاميذ في حل مشکلاتهم وتنمية شخصيتهم کما يساهم في اکتشاف الموهوبين وتقديم أوجه الرعاية المختلفة لهم بذلک أصبح العبء الأکبر يقع على المرشد الطلابي في حل المشکلات وفي اکتشاف الموهوبين ورعايتهم إلا أن هذا الدور تقف في طريقه العقبات التى تحول دون اکتماله وفاعليتة في تحقيق الأهداف المبتغاة (27).

المهام الوظيفية للمرشد الطلابي :

أحدثت وزارة التربية والتعليم في المملکة العربية السعودية إدارة التوجيه والإرشاد الطلابي في عام 1402هـ رغبة منها في تطوير التعليم والأخذ بالوسائل الحديثة في معالجة مشکلات الطلاب وشکلت أقساما في المناطق التعليمية ، ثم وظفت مرشدا طلابيا في کل مدرسة متوسطة وثانوية ولاحقا في المدارس الابتدائية , والإرشاد الطلابي عملية واعية مستمرة بناء ومخططة تهدف إلى مساعدة الطالب وتشجيعه, ليعرف نفسه ويفهم ذاته وخبرته، ثم يحدد مشکلاته واحتياجاته، وعلى هذا الأساس فهناک مرشد طلابي له مهام وظيفية محددة في المدرسة يقوم من خلالها بمساعدة الطالب لفهم ذاته, ومعرفة قدراته, والتغلب على ما يواجه من صعوبات , ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي والمهني لبناء شخصية بناءة في إطار التعاليم الإسلامية وذلک عن
طريق الآتي:

  • ·  مهام ترتبط ببرامج ومشروعات الإرشاد وتتضمن الآتى:

- إعداد خطة الإرشاد والبرنامج الزمني لتنفيذها في المدرسة ، حيث يقوم المرشد في بداية کل عام دراسي بإعداد خطة للإرشاد بالمدرسة ويحدد البرامج الهادفة التى يسعى إلى تنفيذها والمدة الزمنية اللازمة للتنفيذ.

متابعة وتطور وتقويم هذه الخطة :

وتتم المتابعة والتقويم عن طريق تکاتف جميع القائمين على العلمية الإرشادية في المدارس وتطوير وتقويم هذه الخطة بناء على ما تم إنجازه من برامج وخدمات إرشادية.

الاهتمام بالإرشاد الديني والأخلاقي للطلاب :

ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز القيم والمفاهيم الإسلامية من أجل تدعيم السلوک الإيجابي وتعديل وتغيير السلوک السالب، ويتم تحقيق أهداف هذا البرنامج عن طريق عقد الندوات والمحاضرات الإسلامية، وإعداد النشرات الهادفة، ودعم وتشجيع السلوک الإيجابي بمختلف الوسائل المتاحة ويکون هذا البرنامج على مدار العام وفي
المناسبات الخاصة.

- يقوم المرشد الطلابي بتبصير المجتمع المدرسي بأهداف التوجيه والإرشاد وخططه وبرامجه وخدماته لضمان قيام کل عضو بمسؤوليته في تحقيق أهداف التوجيه والإرشاد بالمدرسة على أفضل وجه.

-        تهيئة الإمکانات اللازمة للعمل للإرشاد من سجلات وأدوات يتطلبها تنفيذ البرامج الإرشادية في المدرسة.

-        تشکيل لجان التوجيه والإرشاد وفقا للتعليمات المنظمة لذلک ومتابعة تنفيذ توصيتها وتقويم نتائجها.

مهام ترتبط بتنفيذ برامج التوجيه والإرشاد وخدماته الإنمائية والوقائية والعلاجية التى تشتمل على الآتي :

-        مساعدة الطالب على استغلال ما لديه من قدرات واستعدادات إلى أقصى درجة ممکنة في تحقيق النمو البناء في شخصيته.

- تنمية السمات الإيجابية وتعزيزها لدى الطالب في ضوء مبادىء الدين
الإسلامي الحنيف.

-        متابعة الدافعية لدى الطالب نحو التعليم والارتقاء بمستوى طموحه.

-        متابعة مستوى التحصيل الدراسي لفئات الطلاب جميعا للارتقاء بمستوياتهم إلى أقصي درجة تمکنهم قدراتهم منها.

-        تحديد الطلاب المتفوقين دراسياً وتعهد تفوقهم بالرعاية, والتشجيع, والتکريم.

- استثمار الفرص جميعها في تکوين اتجاهات إيجابية نحو العمل المهني لدى الطلاب وفقا لأهداف التوجيه والإرشاد المهني في ضوء حاجة التنمية في المجتمع.

-        مساعدة الطالب المستجد على التکيف مع البيئة المدرسية, وتکوين اتجاهات إيجابية نحو المدرسة.

-        التعرف على الطلاب ذوي المواهب والقدرات والخاصة ورعايتهم.

-        العمل على اکتشاف الإعاقات المختلف والحالات الخاصة في وقت مبکر لاتخاذ الإجراء الملائم.

-        العمل على تحقيق مبادئ التوعية الواقعية السليمة في الجوانب الصحية والتربوية والنفسية والاجتماعية.

- توثيق العلاقة بين المنزل والمدرسة وتعزيزها واستثمار القنوات المتاحة جميعها بما يحقق رسالة المدرسة على خير وجه في رعاية الطالب من مختلف الجوانب.

-        التعرف على حاجات الطلاب ومطالبة نموهم في ضوء خصائص النمو لديهم والعمل على تلبيتها.

- التعرف على أحوال الطلاب الصحية والنفسية والاجتماعية والتحصيلية قبل بدء العام الدراسي, وتحديد من يتحمل أنهم بحاجة إلى خدمات وقائية فردية أو جماعية, ولاسيما الطلاب المستجدين في کل مرحلة من المراحل الثلاث.

- تصميم البرامج والخطط العلاجية المبنية على الدراسة العلمية للحالات الفردية والظواهر الجماعية للمشکلات السلوکية والتحصيلية وتنفيذها.

-        مساعدة الطلاب في خلق علاقات اجتماعية سليمة وجيدة بينهم وذلک عن طريق الجماعات والأنشطة الصيفية.

  • · تنمية القدرات المعرفية الذاتية والخبرات العلمية للمرشد الطلابي وبخاصة في الجانب المهني التطبيقي في ميدان التربية والتعليم عامة وفي مجال التوجيه والإرشاد وخاصة للارتقاء بمستوي أدائه.
  • · بناء علاقات مهنية مثمرة مع أعضاء هيئة التدريس جميعهم ومع الطلاب وأولياء الأمور تکون مبنية على الثقة والکفاءة في العمل والاحترام المتبادل بما يحقق الهدف من العمل الإرشادي.
  • · إجراء البحوث والدراسات التربوية التى يتطلبها عمل المرشد الميداني ذاتياً, بالتعاون مع زملائه المشرفين بقسم التوجيه والإرشاد, أو المرشدين في المدارس الأخرى.
  • · إعداد التقرير الختامي للإنجاز في ضوء الخطة التى وضعها المرشد الطلابي لبرامج التوجيه والإرشاد متضمناً التقويم والمرئيات حول الخدمات المقدمة(28).

دور المرشد الطلابي في اکتشاف رعاية الموهوبين بالمملکة :

سبقت الإشارة إلى أن أهمية الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي تکمن في أنها تقوم بمعاونة المدرسة على أداء رسالتها التعليمية والتربوية عن طريق ما تقدمه للتلاميذ من خدمات فردية وجماعية ومجتمعية للطلاب والبيئة المحيطة, وتعمل على تهيئة المناخ لتمکين التلاميذ من الانضمام إلى جماعات النشاط المدرسي التى يمکنهم عن طريقها تنمية هواياتهم ومواهبهم وتدعيم علاقاتهم واکتساب الخبرات والمهارات والقيم والمرغوبة, وتعمل الخدمة الاجتماعية في الوقت نفسه على تدعيم العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي(29) بينما مهنة الخدمة الاجتماعية اتجهت حديثاً إلى تدعيم وجودها في المجتمع وتوسيع دورها ليصبح دوراً وقائياً إنمائياً واتجهت إلى التعامل مع الظواهر الإيجابية کالتفوق الدراسي ورعاية الموهوبين وزيادة الأداء الاجتماعي للفرد (30).

وتعد الأنشطة المدرسية وسيلة مهمة لتهيئة المناخ المناسب لعملية التفوق وتشجيعه وهو اکتشاف الموهوبين ورعايتهم, والأخصائي الاجتماعي المدرسي يمکن أن يؤدي دوراً مهماً في هذا الإطار بما لديه من مهارات وخبرات(31) ، وللدلالة على أهمية الکشف عن المواهب والقدرات الخاصة ورعايتها وتنميتها في المجال التعليمي يشير(توماس وولف) إلى أنه إذا ما توازنت لدي الفرد موهبة معينة ولم يستطع تنميتها واستخدامها يکون قد فشل في حياته وإذا استخدم نصفها فقط يکون قد فشل جزئياً, وأما إذا کانت لديه الموهبة وتعلم کيفية تنميتها واستخدامها فضلاً عن وصوله إلى مستوي من الرضا ولم يحققه سوي القليل من الناس(32) ولعل هذا القول يشير إلى الخسارة الجسمية التى تلحق بالمجتمع إذا ما أهمل رعاية الموهوبين, ومن ثم فهو يشير إلى الأهمية القصوى لتوفير برامج خاصة للموهوبين وذوي القدرات الخاصة بهدف تنمية مواهبهم وقدراتهم وبما يؤدي إلى حسن استثمارها الأمر الذي يعود بالنفع على الفرد وعلى المجتمع على حد السواء.

والمتتبع لما کتب حول رعاية الموهوبين يتبين له بوضوح أن معظم هذه الکتابات تکاد تقتصر على إبراز أهمية دور الرعاية العلمية وتکاد تغفل الجوانب والمجالات الأخرى للرعاية والتى لا تقل أهمية عنها کالرعاية النفسية والروحية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية الثقافية, ومن هنا يبرز دور الأنشطة في المدارس في رعاية المواهب وتنميتها خاصة وقد أصبحت- کما يشير (روجرز) للترفيه والمناشط الرياضية والأدبية والإبداعية أهمية لا تقل عن مناشط أهمية التحصيل الدراسي(33).

وفيما يأتي عرض موجز لدور المرشد الطلابي (الأخصائي الاجتماعي المدرسي ) في الکشف عن المواهب ورعايتها في المجال المدرسي, فبجانب تلقي التلاميذ الموهوبين لخدمات ومساعدات الخدمة الاجتماعية المدرسية کبقية زملائهم فإنهم يتلقون رعاية خاصة من المرشد الطلابي يمکن تناولها فيما يأتي:

  • · الکشف عن التلاميذ الموهوبين بالمدرسة, ونظرا لامتداد مفهوم الموهبة ليشمل القدرات الإبتکارية والمواهب الخاصة, فإن أساليب التعرف على الموهوبين لم تعد قاصرة على استخدام اختبارات الذکاء التقليدية کما کانت الحال في الماضي, ولکنها امتدت لتشمل تقارير علمية واختبارات القدرات الابتکارية والمواهب الخاصة, فإن أساليب التعرف على الموهوبين لم تعد قاصرة على استخدام اختبارات القدرات الابتکارية, والقدرات الخاصة, واختبارات التحصيل الدراسي بالإضافة إلى وسائل التقدير الذاتي.
  • · مساعدة التلميذ الموهوب على اکتشاف حقيقة دوافعه وميوله وأهدافه في الحياة بحيث تکون هذه الأهداف واقعية يمکن تحقيقها وتتناسب مع قدراته وميوله وإمکاناته وموهبته.
  • · التوجيه الدراسي والمهني للطالب الموهوب عن طريق معاونته على التعرف على ميادين الدراسة المختلفة التى تناسب ونوع المهنة التى يمکن أن يمارسها في المستقبل حتى ينبغي اختباره على أساس من المعرفة بنوع الدراسة أو المهنة مع تطبيق الاختبارات العملية المناسبة.
  • ·   مساعدة الطالب الموهوب على مواجهة مشکلاته التى تعترضه سواء بتلک التى تتعلق بالمدرسة    أم  الأسرة أم المجتمع المحلي.
  • · الاهتمام بالنشاط الإبداعي للطالب الموهوب وخاصة في مجال موهبته کالرسم أو الأدب أو المجال العلمي أو الرياضي ومساعدة الطالب وتشجيعه على ممارسة هذه الأنشطة والإفادة منها في تنمية مواهب وتطويرها وإثرائها.
  • ·   العمل على توفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والروحية للتلميذ الموهوب.
  • · العمل على معاونة الطالب الموهوب على استثمار أوقات فراغه بما ينمي موهبته سواء في أوقات الدراسة أو في العطلات وتذليل الصعوبات التى تعترض سبيل التلميذ في هذا الصدد.

دور المرشد الطلابي مع أسرة التلميذ الموهوب :

  • · العمل على إيجاد علاقة تعاونية بين المدرسة وربط أسرة التلميذ بالمدرسة لتتبع
    تقدمه وموهبته.
  • · التوجيه النفسي والاجتماعي للآباء والأمهات, وتعريفهم بکيفية التعامل مع
    التلميذ الموهوب.
  • ·   حث الأسرة على ضرورة توفير المناخ الملائم لتنمية موهبة الابن في حدود إمکاناتها.


المرشد الطلابي مع المجتمع المدرسي :

  • ·   المشارکة في إعداد المعايير والأساليب المختلفة التى يمکن عن طريقها الکشف عن التلاميذ الموهوبين وتحديدهم.
  • ·   الإسهام في استخدام هذه الأساليب المختلفة وتطبيقها على التلاميذ لتحيد الموهوبين منهم وما يتمتعون به من مواهب وابتکارات.
  • ·   القيام بالبحوث والدراسات النظرية والميدانية المتعلقة برعاية الموهوبين.
  • · الدعوة إلى تطوير المناهج الدراسية والإسهام في إعداد برامج خاصة للموهوبين بجانب البرامج التى تراعي فيها نوعية الموهبة وکيفية تنميتها.
  • ·   حث إدارة المدرسة على إنشاء نوادي العلوم واللغات وإعداد المشروعات الخاصة بخدمة البيئة بحيث يسهم فيها التلاميذ الموهوبون.
  • ·   العمل على التعاون مع جميع التخصصات والمهن العامة في المجال المدرسي من خلال العمل الفريقى للکشف عن الموهوبين رعايتهم.

دور المرشد الطلابي مع المجتمع ککل فيما يتعلق برعاية الموهوبين

  • · المطالبة بإنشاء وحدة (أو إدارة) للموهوبين بکل منطقة تعليمية تکون مهمتها الکشف عن الموهوبين وإعداد المعايير والأساليب التى تساعد على الکشف عنهم وبرامج رعايتهم وتدريبهم لتنمية مواهبهم, وإيجاد نوع من التنسيق بين المدرسة والأسرة المؤسسات کافة التى تهتم بالمتفوقين بالمجتمع.
  • · المشارکة في الحملات الإعلامية التى من شأنها إثارة الاهتمام بالموهوبين وضرورة رعايتهم من مختلف الجوانب نظراً لما للبعد الإعلامي من أهمية قصوى في هذا الصدد.
  • · الدعوة إلى تطوير التشريعات المختلفة التى تهتم بتوفير الحوافز التشجيعية للموهوبين وتوفير الإمکانات کافة والموارد اللازمة لتحقيق ذلک .
  • ·   توجيه المجتمع إلى أهمية وضرورة الاهتمام بالطفولة منذ المراحل الأولي وتوفير الرعاية الشاملة والمتکاملة للأطفال.

ومن خلال العرض السابق لهذه الجهود يمکن القول أن الدراسة حققت هدفها فى هذا الشأن وأجابت عن التساؤل الأول .


رابعا  :  التصور المقترح لزيادة فاعلية الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية المدرسية في مجال التعريف على الطلاب الموهوبون ورعايتهم.

تمهيد :

باستقراء الأطر النظرية المتصلة بموضوع ممارسة الخدمة الاجتماعية المدرسية في مجال رعاية الطلاب الموهوبين وبتحليل الدراسات والبحوث النظرية والأمبريقية التى اهتمت بالقضية ذاتها وبالرجوع إلى الدليل الذي ينظم عملية الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في هذا المجال يمکن أن نصل إلى نتيجة مؤادها أن هناک بوناً شاسعاً بين الدور المتوقع للمرشد الطلابي کما حددته الجهات الفنية- والدور الممارس أو الفعلى , وقد تبين أن ذلک يرجع لوجود مجموعة من المعوقات التى تحول دون قيام الأخصائي الاجتماعي بدوره على النحو المطلوب , وکان أبرز هذه المعوقات ما يأتي:

1- معوقات تتصل بتخصص المرشد الطلابي :

حيث يوجد أعداد کبيرة من المرشدين غير المؤهلين للقيام بدور المرشد الطلابي , بالرغم من أن الأخصائي الاجتماعي خريج أقسام وکليات الخدمة الاجتماعية – يعد العنصر المهني المطلوب للقيام بدور المرشد الطلابي, إلا أن الواقع يشير إلى أن أغلب القائمين بدور المرشد الطلابي من غير المتخصصين في الخدمة الاجتماعية, وکان من الطبيعي والأمر کذلک أن ينعکس هذا الوضع سلبياً على ممارسة المرشدين الطلابيين لدورهم بشکل فاعل.

2- معوقات تتعلق بحجم الطلاب :

تشير الدارسات الميدانية المتصلة بموضوع الدارسة إلى زيادة أعداد الطلاب في المدارس, ونقص في أعداد المرشدين الطلابيين, ومن المتوقع نتيجة لذلک أن أصبح حجم الطلاب المکلف بهم المرشد الطلابي بالتعامل معهم کبيرا, ومن ثم أدى ذلک إلى قصور في تأدية المرشد لدوره في هذا الصدد.

3-  معوقات ترتبط بالأعمال الإدارية  :

تقوم إدارة المدرسة بإسناد أعمال إدارية للمرشد الطلابي تستنفذ الکثير من الوقت, وإذا ما أضيف لذلک عنصر حجم الطلاب الکبير المکلف بإرشادهم يتضح لنا أن المرشد الطلابي لديه الوقت الکافي للقيام بالأعمال المهنية الفنية المتصلة برعاية الطلاب وتوجيههم وإرشادهم أو الکشف عن مواهبهم وقدراتهم.

4- معوقات خاصة بعدم اهتمام إدارة المدرسة بالتعرف على الطلاب الموهوبين :

رغم وجود توجيهات من الجهات الفنية بأهمية دور المدرسة في العناية باکتشاف الطلاب الموهوبين ورعايتهم إلا أن الإدارة المدرسية – في الأغلب والأعم – لا تعطي لهذا الأمر الأهمية التى تستحقها, وقد أسهم هذا الوضع في عدم فاعلية دور المرشدين الطلابيين فيما يتعلق باکتشاف الموهوبين ورعايتهم.

 

5- معوقات تتصل بعدم توافر وسائل وأساليب الکشف عن الموهوبين :

انعکس عدم اهتمام الإدارة المدرسية برعاية الموهوبين على عدم إعطاء الاهتمام الکافي والإمکانات اللازمة لتصميم وسائل وابتکار أساليب ملائمة لرعاية الموهوبين, ولقد أدى ذلک- بشکل أو بآخر – إلى افتقار المرشدين الطلابيين للأساليب والوسائل التى تعينهم على الکشف عن هؤلاء الطلاب الموهوبين .

6-  معوقات ترتبط بنقص الأنشطة والبرامج التى تساعد في الکشف في الموهوبين :

تشير الدارسات المتصلة بالأنشطة والبرامج إلى وجود نقص کبير في البرامج والأنشطة التى تعني بالکشف عن الموهوبين, ومن ثم لا يتمکن المرشد الطلابي من القيام بدوره في هذا الشأن بالکفاءة المطلوبة.

7- معوقات تتعلق بعدم وجود تعاون کاف بين المدرسين وإدارة المدرسة وأولياء الأمور :

رغم ما أکدت عليه أدبيات الموضوع من أهمية وجود تعاون وتکامل بين المدرسين وإدارة المدرسة وأولياء الأمور في اکتشاف الموهوبين ورعايتهم من الطلاب إلا أن الواقع الأمبريقي يشير إلى الافتقار لوجود هذا التعاون, وهذا القصور امتد تأثيره بطبيعة الحال إلى دور المرشد الطلابي, الذي أصبح وحيدا في هذا المجال, فهو لا يمتلک الأدوات أو الوسائل أو الأساليب, ولا يجد التعاون الکافي من الأطراف التى من المفترض تعاونها في ذلک ، هذا إلى جانب کون الغالبية العظمي من المرشدين من غير المتخصصين في الخدمة الاجتماعية, مما انعکس في النهاية بشکل سلبي على أداء المرشد لدوره في اکتشاف الموهوبين ورعايتهم.

8- معوقات خاصة بعد موجود برامج لتأهيل المرشد الطلابي للقيام بهذه المهمة :

أشرنا فيما سبق إلى أن المرشدين الطلابيين في المدارس- في الغالب والأعم من غير أهل الاختصاص ورغم ذلک فليس هناک دورات أو برامج مناسبة لتأهيلهم للقيام بدورهم في اکتشاف الموهوبين من الطلاب ورعايتهم مما انعکس سلبا على الدور يقوم به في هذا الشأن.

وتأسيسا على کل ما سبق يصبح من الواجب وضع تصور يکفل تهيئة المناخ المناسب لممارسة المرشدين الطلابيين لدورهم بشکل فاعل ويواجه المعوقات التى تحول دون قيامهم بمسؤولياتهم بکفاءة.

ينطوي هذا التصور على مجموعة من الأبعاد هي:

1-أهداف التصور المقترح.

2-المنطلقات النظرية للتصور المقترح.

3-محتوى التصور المقترح.

4-متطلبات لنجاح التصور المقترح.


ويمکن أن نتناول هذه الأبعاد بالتحديد فيما يأتي:

أولا : أهداف التصور المقترح:

يستهدف هذا التصور تحقيق هدف رئيس مؤداه فاعلية ممارسة الخدمة الاجتماعية في مجال اکتشاف الموهوبين من الطلاب ورعايتهم.

ثانيا : المنطلقات النظرية للتصور المقترح:

ينطلق هذا التصور من مجوعة من المنطلقات النظرية التى تتمثل في الکتابات النظرية المتصلة باکتشاف ورعاية الموهوبين, وممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي, والدراسات, والبحوث المتصلة بالموضع ذاته.

ثالثا : التصور المقترح :

أ-بلورة السياسية ووضع الخطط :

1-يتعين وضع سياسات محددة وواضحة فيما يتصل باکتشاف الموهوبين ورعايتهم على أن تتسم هذه السياسات بالمرونة, وأن يتم مراجعتها بشکل مستمر ضمانا لملاءمتها لمتطلبات وظروف وأوضاع المجتمع العربي السعودي.

2-من اللازم وضع خطة على المستوي الوطني في ضوء تلک السياسات-تحدد فيها مهام کافة والأجهزة والتنظيمات المجتمعية المسؤولة عن رعاية الموهوبين على مختلف
المستويات المجتمعية.

3-ترجمة هذه الخطط – على کل مستوي – إلى برامج ومشروعات محددة وتوفير کافة الإمکانات اللازمة لتنفيذها – من موارد بشرية وفنية ومادية ...الخ.

4-أن تخضع هذه الخطط – والبرامج والمشروعات للمراجعة المستمرة لتطويرها وتعديلها بالشکل الذي يحقق الأهداف المتوخاة منها.

5-الاهتمام بالتنسيق بين الخطط والبرامج والمشروعات على المستوي الرأسي والأفقي من خلال الأجهزة المعنية ضماناً لتکامل الجهود وللقضاء على الازدواجية والتضارب.

ب-فيما يتصل بمواجهة المعوقات التى تحول دون قيام المرشد الطلابي بدوره :

1- تضمين خطط الدراسة المتصلة بإعداد الأخصائيين الاجتماعيين على مقررات خاصة بالتعامل مع الطلاب الموهوبين من کافة النواحي.

2-قصر تعيين المرشدين الطلابيين على خريجي أقسام وکليات الخدمة الاجتماعية لأنهم أفضل العناصر التى يمکن أن تقوم بممارسة الخدمة الاجتماعية بشکل فاعل مع الطلاب الموهوبين.

3-العمل على تنظيم برامج التنمية المهنية للمرشدين الطلابيين على أن تنطوي هذه البرامج على دورات تدريبية قبل وأثناء الالتحاق بالعمل, بالإضافة إلى تنظم الندوات, وأعداد الکتيبات والنشرات التى تدورحول تزويد المرشدين الطلابيين بالمعارف والخبرات والمهارات والقيم اللازمة للعمل في مجال اکتشاف ورعاية الموهوبين.

4-التوسع في توظيف المرشدين الطلابيين من المتخصصين في الخدمة الاجتماعية والعمل على تناسب عدد المرشدين مع حجم الطلاب لکل مدرسة ضماناً لفاعلية دور المرشد في هذا الشأن.

5-ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة التى من شأنها إلزام إدارة المدرسة بإعطاء قضية اکتشاف ورعاية الموهوبين العناية التى تستحقها, ومحاسبة الإدارة التى لا تقوم بالدور المتوقع منها في هذا الشأن.

6-تعاون المؤسسات الأکاديمية في الخدمة الاجتماعية في إنجاح عمل المرشدين الطلابيين في المدارس ولا سيما فيما يتصل باکتشاف ورعاية الموهوبين من خلال القيام بالدراسات والبحوث الأمبريقية التى تخدم هذا المجال والتى تعني بتطوير أدوار المرشدين في هذا الشأن, مع التأکيد على أهمية الدراسات والبحوث المتصلة بالتدخل المهني ، حيث يمکن من خلالها بلورة نماذج واقعية للممارسة المهنية في هذا المجال وتصميم البرامج والأنشطة الملائمة والتى تمکن المرشدين الطلابيين حال تطبيقها من القيام بأدوارهم بشکل فاعل.

7-إعطاء المرشد الطلابي الوقت الکافي والإمکانات اللازمة لممارسة دوره بنجاح في هذا الخصوص, وعدم تکليفه بأعباء إدارية تحول دون القيام بدوره المهني بالشکل الفعال.

8-وضع الصيغ الملائمة وإقرار الأساليب المناسبة لإيجاد التعاون والتکامل بين دور المدرسين وأولياء الأمور وإدارة الدراسة والمرشدين الطلابيين والمجتمع العام بحيث تظهر هذه الأدوار جميعا وتتناسق وتتناغم بشکل فاعل يضمن تحقيق الأهداف المبتغاة من برنامج اکتشاف ورعاية الموهوبين بالمملکة.

9-الإفادة من تجارب وخبرات الدول المتقدمة والنامية في مجال رعاية الموهوبين وتطويرها بما يناسب ظروف وإمکانات المجتمع العربي السعودي.

جـ – فيما يتصل بتطوير دوار المرشد الطلابي :

العمل المهني عمل علمي مخطط ومن ثم يتعين على المرشدين الطلابيين تطوير أدوارهم في مجال اکتشاف ورعاية الموهوبين وهذا يقتضي منهم:

1-الفهم والدراسة الواعية لمحتوي دليل الإرشاد الطلابي ولا سيما فيما يتصل باکتشاف ورعاية الموهوبين.

2-مراجعة خطط وبرامج العمل السابقة مع الموهوبين, وإعادة النظر فيها وإعادة بلورتها بالشکل الذي يضمن فاعليتها.

3-الإلمام بالقرارات والنشرات واللوائح المنظمة لعمله في هذا المجال.

4-تبادل الخبرة مع غيره من المرشدين الطلابيين في إطار المجتمع المحلي من خلال تنظيم لقاءات أو ندوات تتصل بهذا الموضوع.

5-القيام بالدراسات والبحوث التى تتصل بتغطية کافة الجوانب المتصلة بالموهوبين والاعتماد على نتائجها ومعطياتها في تطوير الدور الذي يقوم به.

6-العمل على تنمية فريق العمل في المدرسة فيما يتصل برعاية وتنمية الموهوبين بجميع الطرائق والأساليب العلمية المتعارف عليها المتاحة في إطار المدرسة.

7-تنظيم برامج لتوعية أولياء الأمور بمسؤولياتهم في اکتشاف ورعاية الموهوبين.

8-إعداد خطة لتوعية المجتمع المحلي بهذه القضية من خلال أجهزة الإعلام المختلفة
المتاحة محليا.

9-إعداد سجل خاص لکل طالب موهوب ينطوي على کافة البيانات والمعلومات التى تفيد في التعامل معه.

10-تصميم برامج وأنشطة خاصة للطلاب الموهوبين تتفق مع قدراتهم وتتوافق مع ميولهم ورغباتهم والحرص على تطويرها بشکل مستمر.

11-التعرف على المشکلات والمعوقات التى تواجه الطلاب الموهوبين واتخاذ التدابير الملائمة للتعامل معها ضماناً لتنمية الموهوبين بالشکل المطلوب. 

رابعاً : متطلبات نجاح التصور المقترح : ضماناً لنجاح التصور المقترح في تحقيق أهدافه فإنه يلزم توفير المتطلبات الآتية :

1-إيجاد التنظيمات المناسبة – على المستويات المختلفة – بداية من المستوى القومي وحتى مستوى المدرسة والتى يعهد إليلف المستويات نهاية بمستوى المدرسة يتحدد فيها البرامج والمشروعات الواجب تنفيذها في هذا المجال.

3-تأمين کافة الإمکانات المادية والبشرية والفنية والتنظيمية اللازمة لترجمة هذه الخطة إلى واقع.

4.إعداد دليل ملزم للمرشدين الطلابيين يحدد الأدوار المتوقعة منهم في مجال العناية والاهتمام بالطلبة الموهوبين.


المراجـع :
1.       الشريف محمد بن فيصل الهاشمي: الأساليب العلمية لرعاية الموهوبين في الوطن العربي، دار المنار للنشر : الکويت ، 1988م، ص11.
2.وزارة المعارف بالمملکة العربية السعودية ، شؤون الطلاب، الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد دليل المرشد الطلابي في مدارس التعليم العام بوزارة المعارف، الرياض، 1417هـ ،ص2.
3.       الفاروق زکي يونس : الخدمة الاجتماعية والتغير الاجتماعي، عالم الکتب ، القاهرة ،1995م ، ص123.
4.       راجع :
·  کمال إبراهيم مرسي : مکتبة الطفل الموهوب في المدرسة الإعدادية، ترجمة عزيز حنا، وعماد الدين إسماعيل، مکتبة النهضة المصرية، 1958م، ص26-30.
·  عبدالمجيد نشواني: العلاقة بين التفوق وبعض جوانب الدافعية والسمات الشخصية لطلاب الثانوية بسوريا: رسالة دکتوراه، کلية التربية، جامعة عين شمس، القاهرة، 1977م، ص ص45-55.
·  سيد صبحي : دراسات وبحوث في الابتکار، عالم الکتب، القاهرة، 1986م،
ص ص 29-104.
5.       راجع :
·   Hersion J. Barabara : variables of home environment association with creatitity children, Den. Abdt- 1973, Vol.33, No 8, 1983.
·  إبراهيم محمد إبراهيم : التأثير المختلف لمستوى تعلىم الوالدين على الأبناء من حيث تحصيلهم التربوي، رسالة ماجستير ، کلية التربية جامعة عين شمس، القاهرة، 1978م.
6.       أديب الخالدي: تلخيص مناقشات مؤتمر رعاية الموهوبين، مجلة التوثيق التربوي، العدد 15، السنة الرابعة، بغداد، 1975م، ص د.
7.       کمال السيد درويش، تربية الموهوبين، منشورات الجامعة الليبية ، بنغازي، 1970م، ص27.
8.       عبدالسلام عبدالغفار ، يوسف الشيخ: سيکلولوجية الطفل غير العادي، دار النهضة العربية، القاهرة، 1993م، ص89.
9.أحمد يوسف محمد بشير، بواب شاکر على : دورا لخدمة الاجتماعية المدرسية في الکشف عن الطلاب الموهوبين ورعايتهم، بحث مقدم للمؤتمر العاشر لکلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان، القاهرة ، 1999م، ص304.
10.    کمال السيد درويش، تربية الموهوبين، منشورات الجامعة الليبية، بنغازي، مرجع سبق ذکره، ص27.
11.عبدالسلام على سعيد ، الموهوبين في الجماهيرية، سماتهم وظروف نموهم، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان ، طرابلس ، 1986م ، ص32.
12.    عبدالسلام عبدالغفار، يوسف الشيخ، سيکولوجية الطفل غير العادي، مرجع سبق ذکره، ص89.
13.    بول وني: أطفالنا الموهوبين، ترجمة صادق سمعان، مکتبة النهضة العربية، القاهرة، 1958م. ص16.
14.عبدالعزيز سيد الشخصي، الطلبة الموهوبين في التعليم العام بدول الخليج العربي، أساليب اکتشافهم وسبل رعايتهم ، مکتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، 1990م، ص52.
15.    أحمد زکي بدوي: معجم مصطلحات الرعاية والتنمية الاجتماعية، دار الکتاب اللبناني، بيروت ، ص137.
16.  National association of Social workers administration of social work ,ed.by John, c.nels, New York,1987,p17.
17.  Robert barker, the soicla work dictionary national association of social work, siber spring Maryland, 1991,p88.
18.  Baritlett: The common base of social work practice, New York, Nasw,1970,p.55.
19.عبدالحليم رضا عبدالعال وآخرون: أجهزة وحالات في تنظيم المجتمع، سلسلة قراءات في تنظيم المجتمع – الکتاب الخامس، توت للطباعة والنشر، القاهرة، ط 1، 1985م، ص203.
20.مصطفى حسن : الجهود المهنية للأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي ومدى الجدوى منها، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، جامعة الکويت، العدد 61 السنة 61 يناير 1990م، ص124.
21.    وزارة المعارف بالمملکة العربية السعودية، شؤون الطلاب، الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد، مرجع سبق ذکره، ص15.
22.    حامد عبدالسلام زهران: التوجيه والإرشاد النفسي، عالم الکتب، القاهرة، 1982م، ص10.
23.محمد نور حسن الصائغ: دور برامج التوجيه والإرشاد الطلابي في علاج مشکلة التأخير الدراسي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية في المملکة العربية السعودية، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، العدد 7 الرياض، ربيع الآخر 1413هـ، ص451.
24.    ندوة جريدة الجزيرة : الاثنين الموافق 12 من جمادى الآخرة 1418هـ ، العدد 9164، الرياض.
25.    وزارة المعارف بالمملکة العربية ، الأمانة العامة للتربية الخاصة، برنامج الکشف عن الموهوبين ورعايتهم، الرياض، 1410هـ، ص5.
26.    الفاروق زکي يونس: الخدمة الاجتماعية والتغيير الاجتماعي، عالم الکتب، القاهرة، 1995م، ص 123.
27.    محمد سلامة غباري : الخدمة الاجتماعية المدرسية ، المکتب الجامعي الحديث، الإسکندرية (د.ت)، ص95.
28.    انظر :
·  تعميم منطقة المدينة المنورة التعليمية : صادر عن قسم التوجيه والإرشاد الطلابي، رقم 37/3/1/94 بتاريخ 20/2/1409هـ ، ص 12: 19.
·         وزارة المعارف بالمملکة العربية السعودية، دليل المرشد الطلابي، مرجع سبق ذکره، ص20 : 22.
29.    محمد نجيب توفيق، الخدمة الاجتماعية المدرسية، مکتبة الأنجلو العربية، القاهرة، ط3، 1996م، ص82.
30.    عبدالحليم رضا عبدالعال: الخدمة الاجتماعية المعاصرة، دار النهضة العربية: القاهرة، 1995م، ص215.
31.Charled Zastrow : The practice of social work, New  York, the Dorsey press, 1981,p,18
32.     عبدالعزيز السيد : مرجع سبق ذکره، ص 80.
33.B Rogers : The study of social policy , London: caearge allen and unwin 1979, pp,28:29.