استخدام علم مصر في عمل تصميمات لزي قومية يعبر عن هويتنا داخل وخارج مصر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

(مدرس) بقسم الموضة أکاديمية الفن والتصميم المعهد العالي للفنون التطبيقية بالسادس من أکتوبر

الموضوعات الرئيسية


مقدمــة

الزي على مر العصور حصيلة شعب له سماته، وخصائصه التي تعبر عن هويته، والتي تميزه. وأن المحافظة على مظاهر الشعب بملبسه جزء من أحياء تراثه لأنه يحافظ على هوية وطن أو دولة تعبر عن تاريخ مُشرف، له علاقة بالحياة التي ترتبط بظروف البيئة. کما أن الزي يعبر ويملک هوية جسدية، ويبعث رسالة خاصة للآخرين هذا بجانب إنه يخاطب مشاعر الفرد باعتباره مقوماً أساسياً وأصيلاً في مجال الثقافة. قال تعالي : " يا أيها الناس إن خلقناکم من ذکر وأنثى وجعلناکم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أکرمکم عند الله اتقاکم إن الله عليم خبير "صدق الله العظيم". وبالرغم من دخول فنون الموضة إلا أن أزياء الشعوب تحمل رموزاً متوارثة تعبر عن الذات العربية أمام
الثقافة العالمية.

مشکلة البحث وأهميته :

يتناول البحث قضية هامة وهي أن مصر ليس لها زي قومي يعبر عن الهوية المصرية بالمقارنة بباقي الشعوب. وان مصر يغزوها الآن أزياء بتصميمات، وألوان، لا تحمل ولا تشير من قريب أو من بعيد إلى الهوية المصرية بل تطلق عليها مقدمة البحث "فوضى الزي وأن تلک التصميمات الفوضوية قد غزت الأسواق، والثقافة المصرية بصفة عامة, والشباب بصفة خاصة. لذا تم اختيار علم مصر في عمل تصميمات زي قومي يعبر عن الهوية المصرية لبعض المهن والفئات التي تمثل مصر في الداخل والخارج. حيث أن العلم يعد رمزاً وشکلاً, وموضوعاً متعارف عليه لأفراد المجتمع منذ الصغر. على أن تکون التصميمات في قالب وشکل معاصر، ويواکب الغزو العولمي ويتمشى مع الموضة بفکر وإبداع مبتکر مبسط. بشکل جديد متطور بقيم جمالية.

أهمية البحث :

ترجع أهمية البحث في عمل زي قومي يعبر عن هويتنا حيث أن لکل بلد زي متعارف عليه من خلال تصميمه. وبما أن مصر ليس لها زي بعينه وتعاني من فوضى الزي لجأت مقدمة البحث لاستخدام علم مصر بألوانه في عمل تصميمات لزي يعبر عن الهوية المصرية لمن يمثل مصر في الداخل، والخارج.


تاريخ الزي المصري وقيمته التراثية :

   ظهرت مهارة المرأة في مجتمع الريف والبدو على مستوى جميع المحافظات في زخرفة الأزياء بتصميمات ورسوم غاية من الجمال والتي بدورها حکت هوية شعب له جذوره التراثية، والتي تعد ثروة تعبر عن هويتهم ولها قيمتها التراثية في التصميمات لمواجهة التغيرات. وحيث الصحوة بأنفسنا وتراثنا، وهويتنا، وقوميتنا دون السعي إلى الثقافة الأوربية المدمرة لعاداتنا، وتقاليدنا، والتي تحاول محو تراثنا ونسيانه لأجيالنا القادمة. فضلاً عن زحف ثقافة شبه العرى والذي أصبح هناک تمرد الشباب من الأهل کما أصبح هناک مزج في أن الزي لا يفرق بين الجنسين. مما يشکل خطورة تتمثل في إلغاء هوية وشخصية الفرد والتخلي عن تراثه.

علاقة الزي بثقافة المجتمع :

   أن علم مصر رمز للدولة ومتعارف عليه لکل فئات المجتمع على مستوى الجنس والعمر، والطبقة، والمکانة الاجتماعية، والوظيفية، والثقافية، والسياسية، فهناک ارتباط بين العلم بألوانه وحياة الإنسان ببيئته خاصة إذا کانت جذوره تقف على جوانب عديدة من عادات، وتقاليد، وثقافة أصيلة. وهنا من خلال البحث تُلقي مقدمته أهمية تحديد ممثلي المهن والوظائف التي يصمم لها الزي فهم واجهة المجتمع من الداخل والخارج. وأن تصميم الزي من علم مصر يکشف عن  أنماط الجانب الإبداعي على مستوى الشعوب – ويعد الواجهة کوسيلة للاتصال على مستوى العالم والتي تعبر عن الهوية المصرية باعتبارها ثقافة مجتمع يواجه حرب الثقافات ومظهر من مظاهر القومية التي تصور شخصية الشعب.

المبررات والأسباب التي دعت الباحثة لعمل زي مصري :

   لما کان اختيار الباحثة لقضية تطرح موضوعاً هاماً وهو کيف ننظر إلى مجتمعنا وليس له زي قومي يحمل الهوية المصرية حتى الآن مقارنة بباقي شعوب العالم. وإدراک الباحثة للصعوبات التي تکشف القصور حتى الآن لذا کان دورها کمتخصصة في مجال الأزياء، والموضة، والتراث منذ مرحلة الدراسات العليا، ورسالة الماجستير عن المجتمع الريفي، ورسالة الدکتوراه عن المجتمع البدوي، فقد شغلتها الفکرة عن عمل زي يعبر عن هويتنا حيث مرت بالآتي :

·في عام 1982 کلفت بتصميم ملابس لعدد 150 طفل مشارکون في عرض احتفالية عيد العمال أمام رئيس الجمهورية ولا تجد سوى تصميم بدلة العمال وارتدت الباحثة علم مصر.

·وفي عام 1988 کلفت فترة تدريسها لطالبات معهد الإدارة والسکرتارية لعمل زي مصري لعروض فرقة الفنون الشعبية من الطالبات، لکن تصميم الملابس کان من الريف والبدو وهذا لا يعد حل, کما أسند إليها تمثيل شخصية مصر فلا تجد أمامها سوى
الزي الفلاحي.

·عام 1990 وأثناء سفرها لألمانيا ضمن تبادل ثقافي مع أعضاء مجلس الشعب شغلها نوع الهدايا فلا تجد غير تکليف أحد المصانع بالمحلة الکبرى لطبع عدد من الايشاربات وکتب عليها مصر واستخدمتها الباحثة والمرأة الألمانية إيشارب على الشعر واستخدمها الرجال جرافت على عنق الرقبة.

   ومن خلال تدريسها لمادة الأزياء لکلاً من الفنون المسرحية ومعهد السينما ومعهد الفنون التطبيقية وکلية الآداب مسرح، هذا بخلاف اللقاءات التليفزيونية والإذاعية, وما نشر من مقالات لوسائل الأعلام کان يشغلها أن مصر ليس لها زي قومي يعبر عن الهوية المصرية. وعندما شارکت في مؤتمر ثقافة الشعوب العربية الذي تم انعقاده بجامعة المنصورة– کلية الآداب الفترة 2-4/4/2002م شارکت ببحث : التعرف على ثقافة الشعوب العربية من خلال الزي في الماضي والحاضر. وحيث أن مصر ليس لديها زي قومي وأن الزي الريفي والبدوي وأزياء المحافظات خاصة بثقافات مجتمعات. وکان الفشل سابق الاختيار. ولا تجد أمامها سوى الزي الفرعوني بالرغم أنه يحمل ويسجل فترة تاريخية ولا يصلح أن يکون زي قومي. لـذا کان موضوع البحث هو الشغل الشاغل للباحثة في اختيار علم مصر، فهو اصدق سجل, ورمز للدولة، ومتعارف عليه لدي شعوب العالم وأنه يسمح للإبداع والاستلهام والاستمرار.

مقومات اختيار علم مصر :

أولاً :  على المستوى المحلي (داخل مصر)

   علم مصر بألوانه متعارف عليه على مستوى المجتمع طبقا للتصنيف التالي :

1-على مستوى المراحل التعليمية : يرفع علم مصر مع طابور الصباح الذي يصاحبه نشيد الوطن في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية, وعندما تأتي مرحلة الجامعة وما بعد التخرج يکون ابن الوطن قد عرف وعشق رمز بلده "العلم" وغار عليه حيث تعامله مع العلم في الاحتفالات التي يمر بها المجتمع من مناسبات قومية.

2-على المستوى السياسي : يرفع علم الانتصار بعد الحروب، وعند الاستقبال الدولي، وأثناء عزف السلام الجمهوري، کما يلف به الشهيد.


ثانياً :  خارج الوطن (خارج مصر)

   يرفع علم مصر في الاستقبالات السياسية والمؤتمرات بخلاف بروتوکول البلد.

تصميم الزي وارتباطه باللون والبيئة :

   إن هناک تذوقاً ودلالة عامة للون في البيئة، فهناک تشابه للون بعناصره من الناحية النفسية، والاجتماعية، والثقافية، والجمالية. کما أن للون دلالات ترتبط بتأثيرات ذات قيم تشکيلية تتعلق بعلم الجمال، وسيکولوجية أي تأثير اللون على نفسية الإنسان، وفسيولوجية أي تأثير اللون على جسم الإنسان. بجانب أبعاد التذوق الملبسي والتي تشمل الموضة، والعادات والتقاليد، والشکل الجمالي (التزين) حيث تتوافر الألوان المألوفة (جذب الانتباه).

تصنيف الوظائف أو المهن التي تمثل مصر في الداخل والخارج:

أولاً :  المهن والوظائف التي تمثل مصر في الداخل : کالشرطة، والجيش, والبحرية، والطيران, والسفارات والقنصليات، والکشافة، والجوالة، والرياضة بمراکزها وتصنيفاتها، والفرق الشعبية، وممثلي الوحدات الصحية، والطلبة والطالبات على مستوى الوطن کلاً في موقعه حيث يمثل واجهة مصر والوطن.

ثانياً : المهن والوظائف التي تمثل مصر في الخارج : کالسفراء، والدبلوماسيين، والملحق السياسي، وموظفي شرکات الطيران، والمصريين بالخارج، وممثلي الوطن. فهي عنوان المجتمع بکل فئاته ومستوياته، حيث تنوع الملابس والتصميمات للنساء والرجال والأطفال بما يتمشى مع الموضة منها : بدلة، تايور، بالطو، جاکيت، کاب، سالوبيت، بنطلون، بلوزة، قميص، صديري، جيليه، درل، جلباب، شوب، توب.

تعقيب :

تذکر مقدمة البحث أنها عندما اختارت بعض المهن سواء داخل مصر أو خارجها في عمل أزياء لهم من علم مصر حيث أنها وجدت من الصعوبة الکبرى توحيد الزي لجميع أفراد المجتمع وهي تجربة قد حاولت الدولة ومسئوليتها کلاً في تخصصه خاصة في المدارس والجامعات توحيد الزي وفشل هذه الاتجاه. وأن ما نراه الآن في تنوع المدارس الحکومية، والصناعية بصفة عامة, والمدارس الخاصة بصفة خاصة في ألوان الزي مما جعل هناک أهواء لا نعرف مصدرها المقنع في فوضى ألوان ملابس المدارس. وتغلغلت ثقافات على المجتمع المصري تحت عبارة الحرية التي صنعت
التلوث الجمالي.


الدراسة الميدانية

دليل العمل الميداني

   عند وضع الأسئلة تم مراعاة أن تکون الأسئلة موجهة لشرائح من المجتمع بالتصنيف الآتي :

– شرائح من الجنسين لم ينالوا حظ من التعليم، والوظائف المختلفة.

– شرائح من المثقفين بأعمار ووظائف مختلفة.

– الجنسين من المتعلمين بأعمار مختلفة.

– الأطفال من الجنسين منذ مرحلة الحضانة حتى الجامعة.

– الجنسين من المهن، والوظائف ذات الواجهة للوطن في الداخل والخارج ولهم دور فعال في الإعلام.

أسئلة الدليل :

-   هل هناک زي يعبر عن الهوية المصرية؟ ما شکله؟

-   من المسئول عن عدم وجود زي يعبر عن الهوية حتى الآن؟

-   هل تشکل العادات والتقاليد دور في السعي لعمل زي قومي مصري؟

-   ما هو اقتراحک للفئة التي ترتدي الزي وتکون واجهة المجتمع؟

-   ما رأيک في عمل زي من علم مصر وهل هناک بديل؟

-   هل هناک وظائف أو مهن يمکن أن ترتدي الزي المصمم من علم مصر؟

-   کيف يمکن إقناع المجتمع في القضاء على الآراء السلبية التي تسعى وراء الموضة، ومحو
الهوية المصرية؟

-   هل الاحتلال الذي غزا مصر له دور في عدم وجود زي قومي؟ کيف؟

-   هل هناک علاقة بين دور المجتمع کمسئول من الناحية السياسية، ودور المتخصص کمصمم في تجاهل عمل زي يعبر عن الهوية المصرية؟

-   هل هناک ارتباط بين ثقافة المجتمع بصفة عامة وثقافته في عمل زي قومي يحمل الهوية المصرية في داخل وخارج الوطن کعنوان أعلامي؟

-   کيف يصور الإعلام مصر کهوية ليس لها زي مناظرة لباقي الدول؟

-   ما هو الشکل الرسمي لمصر عند تمثيلها في المؤتمرات والندوات خارج الوطن لمصر دون زي قومي؟

-   ما هو مبررک عند حضورک مناسبات رسمية داخل أو خارج مصر وصعوبة الإعلان عن هويتک للآخر في عدم وجود زي قومي مصري؟

        وقد تبين من تحليل الأسئلة أن هناک جذور لمصر ممثلة في العادات والتقاليد. وأن هناک شريحة کبيرة من المجتمع تدعو إلى الرغبة في الحاجة لعمل زي قومي يعبر عن الهوية المصرية. ومن هذا المنطلق يعد البحث رؤية مستقبلية للتأکيد على دور المجتمع بفئاته ووطنيته في جعل مصر واجهة للعالم بصور عديدة.

نتائج البحث :

-        استخدام علم مصر في عمل زي قومي من علم مصر يعبر عن الهوية المصرية وليس هناک بديل في الوقت الحالي.

-        عمل زي من علم مصر يعد شکل إعلامي بصفة عامة وللدول التي لا تعرف عن مصر شيئاً بصفة خاصة.

-        دعوى بعض أصحاب المصانع في تنفيذ الأزياء المصممة بمعايير الجودة والشکل الجمالي بما يحقق الهدف.

-        ما زالت هناک رواسب ثقافية تغزو بعض أفراد المجتمع لعدم عرض قضية فکرة علم مصر لتصميم زي قومي يعبر عن الهوية المصرية حيث لا يستهان بذلک.

توصيـات :

-        عمل لجنة لحصر التصميمات المقترحة والمشارکة في الرأي.

-        عمل ندوات، ودورات للشباب والأجيال الصاعدة من جهة، ومن خلال المدارس، والجامعات من جهة أخرى لمحاربة غزو ثقافات الملابس الوافدة والتي تتعارض مع ثقافتنا والدعوة لعمل زي قومي.

-        إتاحة الفرصة للمستلهمين، والمتخصصين في عمل تصميمات يتوافر فيها الإبداع، والابتکار من علم مصر.

-        تدعيم الاهتمام بعمل زي قومي من علم مصر بتصميمات لمن يمثل مصر في الداخل والخارج من خلال ندوات ومحاضرات والدعوة للجهات التالية للاهتمام:-

o        الکليات المتخصصة والمهتمة بالأزياء والملابس.

o        کليات الاقتصاد المنزلي.

o        کليات الفنون التطبيقية (قسم الملابس– الموضة...)

o        کليات التربية النوعية.

o        مراکز الموضة.

o        المدارس الصناعية قسم الملابس.

o        الأسر المنتجة.

o        قصور الثقافة.

المراجــع :
-        دوزي – زاينهارات – المعجم المفصل بأسماء الملابس عند العرب – ترجمة أکرم فاضل – مطبوعات وزارة الأعلام العراقية 1971م.
-        حامد سعيد : المدرسة المصرية في الفن والحياة، الهيئة العامة للکتاب, 1983م.
-        نجله العزي : أنماط من الأزياء النسائية، مرکز التراث لدول الخليج العربية – الدوحة – قطر 1975م.
-        يونس الشيخ إبراهيم السامرائي : الأزياء الشعبية في سامراء 1969م.
-        يحيي حمودة :الألوان– القاهرة – دار ومطابع الشعب، ديسمبر 1965م.
-          Edward Lame: Manners & Customs of Modern: Egyptian Everyone Library, 1963, Egyptian.
-          Patrick John: "Fashion Design" Published by B.T.Btas Ford, Ltd, London, 1997.
-          Lehnert Gertrud: "A History of Fashion in the 20th Century" Lucille for Creation Services, Ltd., London, 2000.
-          Luence Vorfe: "Fashion and Costumes" Mac.Milan Publishing Co., Inc, 1990.