دراسة نقدية لنماذج من الموشحات من حيث الکلمة واللحن

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

مدرس بقسم التربية الموسيقية ، کلية التربية النوعية ، ج المنصورة

المستخلص

بدأت الباحثة بمقدمة عن أهمية الکلمة في نقل الثقافات ، والدور الهام الذي تقوم به القوالب الغنائية بکافة صورها في تکوين الذوق العام للفرد والمجتمع، وأهمية دور القائمين بتدريس ( الغناء العربي ) حيث يجب انتقاء ما يقدم للشباب داخل الحرم الجامعي بعناية ، ثم استعرضت مشکلة البحث ، وأهدافه ، وأهميته ، وتساؤلاته ، ومنهجه ، وعينته ، ومصطلحاته ثم الجانب النظري و التحليلي .
واشتمل الجانب النظري علي : 
نبذة عن تاريخ قالب الموشح ، وترکيبه ، وأجزاءه ، وأنواع الموشحات الملحنة ، الترکيب اللحني له ، والخصائص المميزة له ، ودور العروض الشعري في نظمه .
أما الجانب التحليلي فقد اشتمل علي :
تحليل الموشحات عينة البحث من حيث التقطيع العروضي ، معاني الکلمات ، الترکيب اللحني ، وقد قامت الباحثة بتوجيه بعض النقد الأدبي والفني للموشحات عينة البحث .
وقد قامت الباحثة بتغيير کلمات کل من موشح (بالذي أسکر ) و موشح ( يا بهجت الروح ) ووضعت کلمات تدعوا للفضيلة علي وزن کل منهما وقامت بتقطيع الکلمات الجديدة عروضيا علي لحن الموشحات المذکورة .
ثم اختتمت البحث بالنتائج ، والتوصيات المقترحة ، والمراجع ، ثم ملخص البحث

الموضوعات الرئيسية


المقدمة:

تکمن أهمية الکلمة في أنها تحمل المعني ، وهي وسيلة تناقل الثقافات بين البشر ؛ والکلمات في اللغة تقابلها الأصوات في الموسيقي ، والجملة في الأدب و الشعر تقابلها الجملة الموسيقية التي تجسد أفکار الشاعر وأحاسيسه ؛ فموسيقي الشعر تهيئ الجو والاستعداد النفسي لدى المتلقي لتقبل المعاني والأفکار المراد توصيلها له .

ومن ثم فإن الشعر المغني بکافة صوره يقوم بدور مهم في تکوين الذوق الفردي بل والذوق العام لدي المجتمع ، وليس مجرد وسيلة للتطريب ،

والاستمتاع به في أوقات الفراغ للترويح عن النفس .

وتري الباحثة أن الأغنية هي إحدى المعايير الصحيحة لنمو الأخلاق الفاضلة و وسيلة لتهذيب النفس ، فکلما ساد المجتمع الذوق الرفيع و الأخلاق الحميدة أنعکس ذلک علي معاني الکلمات التي تتألف منها الأغنية والعکس صحيح ،فمن خلال المضامين التي تحتوي عليها الأغنية (**) يمکن التعرف بصورة أقرب إلى الحقيقة علي حياتنا الاجتماعية والفکرية والسياسية و هذا لا ينطبق علي الموسيقي ، فقد يکون هناک فساد في المجتمع وإبداع في الموسيقي .

غير أن الغناء أرتبط تاريخيا بالترف ومجالس اللهو والشراب والنساء ،بل کان جزءا من حياة العابثين ، کما وقد احترف الغناء فئات ابتعدت عن الأخلاق والدين ، لذا کان لعلماء الإسلام وقفة تجاه الغناء استمرت عبر مختلف العصور ما بين التحليل والتحريم ، فالغناء في حد ذاته لا حرج فيه ، إنما الإثم فيما يشتمل عليه أو يقترن به من العوارض التي تنقله من دائرة الحل إلى الحرمة .

فيجب عدم اقتران الغناء بما يجعله محرم مثل الألفاظ التي تخالف آداب الإسلام ومختلف الأديان ، وأدائه بطريقة تثير الغرائز،والإسراف في شغل الوقت به .        

وعلي هذا يقع علي عاتق القائمين بتدريس الغناء العربي بالکليات والمعاهد الموسيقية مهمة الانتقاء من بين الموشحات ( موشحات ذات مضامين هادفة ) ، والاهتمام بالکلمات وحسن مخارج الحروف ، حيث أن تشوهها يذهب بجمال اللفظ وعذوبة موسيقاه ، فاللفظ يستقي موسيقاه من خلال علاقته بالحروف الأخرى بالأضافه إلى عذوبته اللفظية ،فيؤدي دوره الموسيقي في ارتباطه بغيره من الحروف ، فيخرج اللفظ رقيقا عذبا ترتاح له النفس ، وهذا ما نلاحظه لدي مجودي القرآن الکريم .

ويقول أرسطو :   "إن الدافع لنظم الشعر يرجع إلي علتي إحداهما المحاکاة والتقليد ، و الثانية غريزة الموسيقي والإحساس بالنغم " .  

مشکلة البحث :

لاحظت الباحثة من خلال تدريسها للموشحات بمادة ( الغناء العربي )

بالکلية عبر السنوات السابقة ،أن قالب الموشح يتميز بجمال ألحانه ورشاقة أوزانه ، إلا أن کثير من الموشحات أرتبط شعرها بالکأس والخمر والغزل الغث المبتذل ، ومن هنا تکمن مشکلة البحث حيث يتم تدريس کثير من الموشحات ذات الصياغة اللحنية الرائعة
 و الکلمات الشعرية الجميلة غير أنها تحتوي علي ألفاظ غير مناسبة وتلک المرحلة السنية وغالبا ما تدرس کما هي دون التعرض لمعاني الکلمات ،ومعظم هذه الموشحات من التراث القديم فلا نستطيع التعرف علي مؤلفها أو المناسبة التي کتبت فيها وعليه تؤخذ علي علتها.

الهدف من البحث :

توجيه النقد الفني والأدبي لعدد من الموشحات،وسوف تعتمد الباحثة في نقدها علي مقومين أساسيين هما الکلمة،والتقطيع العروضي،وذلک للتعرف علي :

                 ·   معاني الکلمات الغير لائقة التي تحتوي عليها الموشحات ( عينة البحث ) .

                 ·   ما مدي ملائمة أو مطابقة اللحن  للعروض الشعري .

                 ·   ابتکار کلمات تحث علي الفضيلة و ترک الرذيلة ، علي وزن کلمات الموشح الذي نقوم بتغيير کلماته .

أهمية البحث :

محاولة الاستفادة من الصياغة اللحنية الجيدة للموشحات (عينة البحث ) ،وذلک بتغيير کلمات الموشح ، وابتکار کلمات تحث علي الفضيلة وترک الرذيلة وتتفق مع التقطيع العروضي للموشح المراد تغيير کلماته و تتمشى مع لحنه .

تساؤلات البحث :

            ·   هل جميع الموشحات التي تدرس في الکليات والمعاهد الموسيقية تصلح للتدريس؟

            ·   هل توجد علاقة ترابطية بين العروض الموسيقي والعروض الشعري ؟

إجراءات البحث :

                      ·          منهج البحث :المنهج الوصفي (تحليل محتوي ) .

                      ·          عينة البحث : وقد اختارت الباحثة عينة البحث وفقا لما يتم تدريسه بالفعل في الکليات و المعاهد المتخصصة ومنها :

موشح ( يا عذيب المرشف ) .

موشح ( يا بهجت الروح ) . 

موشح ( بالذي أسکر ) .

مصطلحات البحث : 

الموشح :

کمصطلح لغوي هو نسيج عريض يرصع بالجوهر ، وتشده المرأة بين عاتقها وکشحيها، والتوشيح نوع من الشعر استحدثه الأندلسيون، وهو نظم غنائي يعتمد علي تغير الوزن وتعدد القافية([1]) ،ومن معاني التوشيح أيضا التنميق  . 

أما اصطلاحيا فيعرفه ابن سناء الملک بأنه " کلام منظوم علي وزن مخصوص يتألف في الأکثر من ستة أقفال وخمسة أبيات .".

أما ابن خلدون فيوضح أن الموشح فن استحدثه الأندلسيون ، وکانوا ينظمونه أسماطا أسماطا ، وأغصانا أغصانا ، يکثرون من أعاريضها المختلفة ويسمون المتعدد منها بيتا ، ويلتزمون عند قوافي تلک الأغصان وأوزانها ، أکثر ما ينتهي إلي سبعة أبيات .([2])

العروض الشعري :

علم موازين الشعر ، والعروض من بيت الشعر هو آخر شطرهالأول([3]).

العروض الموسيقي :

هو عبارة عن ترجمة المقاطع اللفظية الناتجة عن التقطيع العروضي إلى علامات إيقاعية

الإطار النظري للبحث :

يقول ابن خلدون في مقدمته : " أما أهل الأندلس فلما کثر الشعر في قطرهم و تهذبت مناحيه و فنونه ، و بلغ التنميق للغاية أستحدث المؤرخون منهم فنا سموه بالموشح" .

يعتبر قالب الموشح من القوالب الغنائية الهامة في الموسيقي العربية ،  وهو أندلسي النشأة و يتميز بکثرة قوافيه و تعدد أوزانه و أحيانا تخرج عن أوزان البحور المعروفة في الشعر ، و تعتمد في نظمها علي اللغة الفصحى ، و قد يأتي خليطا بين العامية والأعجمية . 

وقد کان بداية للغناء الجماعي العربي المتقن ،والموشح نموذج من التأليف الغنائي الذي تکتب کلماته من الشعر القصير و الزجل ([4]).

ويعد أبو الصلت أمية بن عبد العزيز هو أول من نقل الموشحات الأندلسية إلى مصر حيث أقام بها أکثر من عشرين عاما قدم فيها الکثير من أشعار الموشحات و ألحانها و نقلها عنه أهل شمال أفريقيا ([5]) .

أما أول من نظم الموشح في مصر فهو أبن سناء الملک (*) الشاعر المصري وذلک في القرن السادس الهجري حيث ولد بالقاهرة عام (550 هـ )،

 وقد وضع کتابه ( دار الطراز ) موضحا به قواعد الموشحات وأوزانها ، ومن أجمل موشحاته :

کللي يا سحب تيجان الربا بالحلي ٭٭٭ واجعلي سوارها منعطف الجدول غير أن الموشح الغنائي لم ينتشر بالفعل إلا حوالي عام 1100هـ عندما حضر شاکر الحلبي إلى مصر ونقل معه بعض الموشحات .        

وبذلک انتقلت الموشحات إلى مصر خلال القرن السابع عشر الميلادي في وقت کانت فيه مصر تحت سلطة الحکم العثماني ( الترکي ) ، مما اضطر المغنون المصريون إلى إضافة بعض الکلمات اللحنية الترکية أثناء غناء الموشحات لإرضاء طبقة الحکام الأتراک دون أن يکون لها أي معنى مرتبط بمعني الشعر المغني ، و هذه الکلمات مثل : ( جانم ، امان ، دوس ، عمرم ، أفندم ،

تانن )هذا إلى جانب بعض الکلمات العربية مثل : ] آه يا عيني ،  يا ليلي..[([6]

وهي کلمات إضافية لتطابق الإيقاع الغنائي الذي يراد التلحين عليه ولتکملة طقم الميزان الإيقاعي حسب ما يراه المؤدي ([7]) .

ولقد استمر الغناء بطريقة الغناء الجماعي والفردي في قالب الموشح و قد تناولته الأجيال فأدخلت عليه الإيقاعات المختلفة لضبط الموازين التي تربط أجزاءه لترابط الغناء الجماعي و وحدته حتى لا يخرج أحد عن الإيقاع ، فابتکر الملحنون وتفننوا في اختيار الضروب والأوزان الموسيقية بأنواعها العديدة ، ووضعت لها أسس وقواعد لاستيعابها وحفظها ،

وفي معظم الدول العربية لا تخرج الوحدة الزمنية عن وحدتي النوار والکرش ، وتحدد موقع النبر القوي بالمصطلح( دم ) ، و النبر الضعيف بـ ( تک ) .

والموازين المستخدمة في غناء الموشحات هي کالتالي : ـ

السربند ، السماعي الدارج ، السماعي الثقيل ، الجورجينة ، سماعي الأقصاق ، الدور الهندي ، القاتيقوفتي ، المربع ، المخمس ، الفاخت ،الستة عشر ، المرصع الشامي ، المحجر ،العويص ، الأربعة وعشرون ،الورشان ، النوخت المصمودي ، الأفرنجي …… إلخ .

ترکيب الموشح :

يحلل ابن سناء الملک الموشح بقوله : "..وهو يتألف من ستة أقفال وخمسة أبيات ويقال له التام ،و في الأقل من خمسة أقفال و خمسة آبيات ويقال له الأقرع ،فالتام ما ابتدئ فيه بالأقفال ، والأقرع ما ابتدئ فيه بالآبيات ".

  • ·   أولا: الموشح التام :

                     1.         يبدأ بالقفل ( المرکز ) .

                     2.         الأبيات : و کل بيت يتکون من ( دور ) و کل دور ينقسم إلى       ( أغصان ) وقفل ينقسم إلى اسماط .

                     3.         الخرجة : وهي القفل الأخير في الموشح ، و يفضل أن يکون باللغة العامية .

  • ·   ثانيا : الموشح الأقرع :  وهو الذي يبدأ بالأبيات وينتهي بالقفل .

أجزاء الموشح ([8]) :

وبهذا يشتمل الموشح علي أجزاء بعينها في بناؤه اصطلح عليها المشتغلون بهذا الفن وهي :

       1.      المطلع أو المذهب .

       2.      الدور .

       3.      السمط .

       4.      القفل .

       5.      البيت .

       6.      الغصن .

       7.      الخرجة .

أنواع الموشحات الملحنة([9]) :

                   1ـ موشح يحتوي علي بدنيات فقط .

                   2ـ موشح يحتوي علي بدنية و خانة دون غطاء .

                   3ـ موشح کامل (تام ) يحتوي علي :

                            (   بدنية   ،   خانة   ،   غطاء   )

الترکيب اللحني للموشح :

غالبا ما يتألف الموشح من ثلاثة أقسام :

القسم الأول : (البدنية أو الدور ) :

وهو عبارة عن دورين غنائيين أول و ثاني ويوءديان بلحن واحد مع اختلاف کلماتهما في المقام الأصلي لاستعراض طابعه وأهم خصائصه وربما يفصل بين الدورين لزمه موسيقية أو يستمر الغناء نفسه للدخول في القسم الثاني " الخانة " .

القسم الثاني : ( الخانة ) :

وهي من حيث الصياغة اللحنية استطراد للمقام الأصلي في منطقته الحادة ،مع إمکانية التحويل النغمي المباشر إلي المقامات القريبة لعائلة المقام الأصلي ، وهذا بغرض الإجادة و التلوين في الغناء واستعراض لمقدرة المغني في الأداء وإبراز لإمکانياته الصوتية ، وعادة ما يتخلل الخانة کثير من الحوار الغنائي بين المطرب والمجموعة الصوتية .

القسم الثالث:  ( الغطاء ) :

وهو غالبا ما يکون تکرار للحن الأساس في البدنية مع اختلاف الکلمات فقط .

وقد تختلف بعض الموشحات عن هذا النظام بحيث يصاغ کل قسم من أقسامها الثلاث السابق ذکرها بلحن وميزان يختلف عن الآخر وفقا للميزان الشعري ولمعاني الکلمات ، غير أن من الأفضل في صياغة ألحان الموشح أن تکون الأقسام الثلاثة موقعة علي ميزان من نوع واحد .

خصائص و مميزات قالب الموشح([10]) :

       1.      عدم التزام الموشح بالقواعد العمودية .

       2.      استعماله أحيانا اللغة الدارجة والأعجمية .

       3.      اتصاله الوثيق بالغناء .

       4.      تعدد القوافي مما يترتب عليه تعدد الأوزان.

       5.      يجنح الموشح إلى رقه الألفاظ ، قصر الفقرات وجمال التصوير .

    6.   خضوعها للنغمات الموسيقية لا للتفاعيل العروضية ، لذي نري أن المغني عند أدائه للموشحات يزيد عليها کلمات مثل : ( يالالالي ، أمان ، أفندم ، عمرم ، جانم ) والهدف منها هو استکمال تطابق الإيقاع في الوزن الملحن عليه الموشح ، کما يمکن لتعويض نقص الوزن مد حرف أو قصره أو غنه .

       7.      اختيار الميزان الإيقاعي الملائم للميزان الشعري .

    8.   عدم الإسراف غي وضع ( اللازمات الموسيقية ) إلا إذا وضعت اضطراريا في مکان ما وسط (الطاقم) أو عند نهاية لحن الشطر أو البيت لتکملة (طاقم) الميزان ، أو لضبطه حتى يکتمل ، بشرط أن تکون اللازمة قصيرة جدا . 

ومن ثم فإن العروض الشعري هو الأساس في نظم الموشح ، حيث يقوم الوشاح بنظم الموشح وتخطيط بناؤه ثم يأتي دور المغني حيث يکمل بتلحينه وغنائه عمل الوشاح في تعميق الإحساس بمضمون الموشح وجمال إيقاعه ، ولذلک کان علي المغني أن يجانس النغم اللفظي واللحن الموسيقي والمضمون الشعري وأن يهتدي بميزان العروض في تلحين الموشح .


  الإطار التحليلي للبحث :

  و فيما يلي سوف تتناول الباحثة التقطيع العروضي و معاني کلمات الموشحات عينة البحث المختارة .

1ـ موشح يا عذيب المرشف

بطاقة التعريف :

غنائي .

نوع التأليف

موشح ( بدنية ثم بدنية ثم خانة ) .

نوع القالب

13            

       (    4     )      

ضرب مربع ( يبدأ من أول الضرب ) :     13                              4      

 

الميزان و الضرب 

راست (ملون بجنس حجاز النوا) سوزناک :

 
   

 

 

 

 


المقام

 

 

سيد درويش .

الملحن

تراث قديم .

الشاعر

نص الموشح مع توضيح الترکيب اللحني :

البدنية الأولي :    يا عذيب المرشـف              يـا مريـر الهجــر

                          لا تجرد مرهــــف              من ظبـا الأجفـان

البدنية الثانية :     رق وارحم مـدنف              مستهـام العـذري 

                          فالجوي قد أتــلف              مهـجة الظمــــآن

الخانـــــــــــــة :     بالـذي قـــــد نظــم              عقد فـيــــک الـــدر

                         و رضا يـا کـــــرم               عن سليف الحـان.

 


التقطيع العروضي :

البدنية الأولي : يا عـــــذيب المـرشـــــف          يا مـريــــــر الـهـجــر

                      يا ع ذي بل مـــر ش ف          يا م  ري  رل هــج  ر   

                      فا ع لن مـس تف ع لن           فا ع  لن مس تف عل

_.*_   _   _      _ . _ _ _ _

                     لا تـجـــرد مـرهـــــــــــف           مــــن ظبـا الأجـفـــــان

                     لا ت جـــر رد مـــر هـ ف           مـــن ظ بـل أج فـــــان

                     فا ع لــن مــس تف ع  ل           فــا  ع  لـن  فـــع   لات

_ . _ _ _ . .        _ . _ _

البدنية الثانية :   رق وارحـــــم مـدنـف              مسـتـهـــام العــــــذري 

                       رق ق ور حم مد ن ف              مس ت ها مـل عـذ ري

                       فا ع لن مس تف ع  ل               فا  ع  لن مــــت فا عل  

                      _ . _ _ _ . .               _ . _ _ _ _     

فالـجـوي قــــد أتـلـــف               مهـجـــــة الظـمــــــــآن

فل ج وي قد أت ل ف                مهــــ ج تـــل ظــــم آن

فا ع لن مس تف ع ل                فـــا   ع  لـــن  فـع  لات  

 _ . _ _ _ . .        _ . _  _                              

الـخـانــــــــة :    بـالـذي قـد نـظــــــــم                عقـــــــد فـيک الـــــدر

                      بل ل ذي قـد نظ ظـم                عـــق د فــي  کد در ر

                     فا ع لن  مس تف عل                فـــا ع لن  فـا  عل ت

_ . _ _ _ _       _ . _ _ _ .

و رضـــــا يا کـــــــــرم               عن سـليــف ألـحــان

و ر ضـــا يـــــــا ک رم               عن س لي فـل حـــان

ف ع لـــن فـــــا ع لـن                فا  ع  لن  فــع   لات

. . _ _ . _            _ . _ *    *

معاني المفردات :

مـعـنــاهـا

الکلمة

أي يا عذب الشفاه.

رقيق الحس .

أي لا تسلب رقتي و حسي المرهف .

مريض أشتد مرضه .

حد السيف

جمع جفن و هو ما يعلو العين .

جمال الأجفان وهو ما يزيد العين بهجة ،أو سحرها القاطع الفتاک .

يقال هوي عذري : عفيف ، نسبة إلى بني عذرة لاشتهارهم به.

من مرض صدره من العشق .

المراد بها الروح .

يا عذيب المرشف

المرهف

لا تجرد مرهف

مدنف

ظبا

الأجفان

ظبا الأجفان

العذري

الجوي

مهجة

الشرح العام :

يخاطب الشاعر محبوبه بإظهار محاسنه و کشف بعض صفاته ، ففي البداية يناديه بأداة النداء المکررة مرة بأنه عذيب المرشف أي عذب الشفاه والتصغير هنا لتدليل المحبوب ، و مرة بأنه مرير الهجر ويطلب منه بالا يجرده ويحجب عنه جمال الأجفان وسحر عينيه لأنه بذلک الحجب يجرده من رقته

و إحساسه ثم يطلب منه بطريقة فعل الأمر والمعني المجازي له هو الاستعطاف بأن يرق ويرحم مريض أشتد مرضه من سهام المحب لأن الجوي أي مرض صدره من العشق قد أفسد مهجة وقلب الظمآن الذي يطلب الارتواء من محبوبه.

الـنقد الأدبي :

الکلمات أوصاف حسية للمحبوب يظهر فيها صورة التذلل زائدة عن الحالة التي يشتهر بها المحبوب مما يقلل شأن المحب في عين محبوبه .

وتري الباحثة أن مثل هذه الکلمات والصور لا يليق أن تدرس لطلاب الجامعة بخاصة الفرقة الأولي والثانية ( حيث أنهم في سن حرجة ) وقد تستثير مثل هذه الکلمات مشاعرهم وهو ما لا يتناسب والعملية التربوية فمهمة الفن الأولي تهذيب وترويض النفس و السمو بالمشاعر .

 

الـنقد الفني :

أتي العمل بشکل عام مطابق للترکيب اللحني لقالب الموشح ومميزاته الفنية من حيث :

  ·   عدم التزام الملحن بالتقطيع العروضي للموشح ، حيث أطال حرف النداء( يا ) من (م1-1 : م1-5 ) ومن (م2-2 : م2-6 ) وهذا لتجسيد معني بعد المحبوب.

کما أطال حرف الياء في کلمة (عذيب) من (م1-4: م1-9) ،وقد استعرض جنس الأصل (راست علي الراست) بعمل تتابع لحني هابط من درجة الغماز ، إلى درجة الأساس ، وقد سبق التتابع اللحني ببعد أوکتاف من ( درجة اليکاه : درجة النوا)  .

وکرر ذلک في کلمة (مرير) من (م2-4 : م2-9) وهذا تأکيد علي المعني ،( وهذه اطالات جائزة لأنها علي حروف مد ) .

غير أنه أطال حرف ( ج ) من کلمة ( تجرد ) دون وجود حرف مد ،وذلک من (م4-5 :م4-6 ) .

کما أطال حرف ( ل ) من کلمة ( بالذي ) دون وجود حرف مد،وذلک من

(م1-2: م1-3  ) من الخانة .

  ·   استعان بلزم موسيقية قصيرة جدا من أمثلتها ما جاء في البدنية الأولي :            
 ( م1-24 : م1-26 )،ومن (م2-24 : م2-26

ومن(م4-12 : م4-14 ). و (م4-13  :م4-15  ) من الخانة .

  ·    أضاف الملحن بعض الکلمات الخارجة عن الموشح والتي تعرف اصطلاحا بـ (الترنيمات) مثل کلمات ( ليل ، أمان ، عمرم ، أفندم ، أمان ) وهي الواقعة من (م3-1 :م3-13 ) ، وقد استعرض الملحن مقام السوزناک حيث بدأ باستعراض جنس الفرع (حجاز النوى) ثم انتهي باستعراض جنس الأصل (راست علي الراست) ليستقر بقفله مؤقتة علي درجة النوي .

وتکرر استخدام کلمة (ليل آه) من (م5-1 :م5-3 ) ، وکلمة (أه يا ليل ) من  (م5-10 :م5-13 ) .

   ·      جاءت البدنية الثانية مطابقة في اللحن للبدنية الأولي مع اختلاف الکلمات .

   ·      جاء لحن الخانة استعراض لجوابات مقام الراست ثم انتهي بالرکوز علي درجة الأساس في مقام السوزناک (درجة الراست) .


2ـ موشح بالذي أسکر

بطاقة التعريف :

غنائي .

نوع التأليف

موشح ( بدنية ثم خانة ) .

نوع القالب

    3

  ( 4 ) 

ضرب ( سماعي دارج )  :

4

                         تاک  تک  تک    دم                  

الميزان و الضرب 

 

      b

 

  بياتي ( ملون بجنس بياتي الحسيني ):

المقام

تراث قديم  .

الملحن

تراث قديم .

الشاعر

 


نص الموشح مع توضيح الترکيب اللحني :

البدنية الأولي :   بالذي أسکر من عرف اللمي        کل کأس تحتسيـــــه و حبــب

                        والـذي کحــــــل جـفنـيک بما         سجـــــد السحر لديه واقترب  

الخانـــــــــــــة :   والـذي أجري دموعي عندما       عندما أعرضت من غير سبب

                   ضع علي صدري يمناک فما         أجدر المـاء بإطفـــــاء اللـهب     

 

 


التقطيع العروضي :

البدنية الأولي :

بالذي أسکر من عرف اللمـــــــــي        کــــــــــل کــــأس تحتسيــه و حبــب

بل ل ذي أس ک ر من عر فل ل ما      کل ل کأ سن نح ت سي هي و ح بب

 فا ع  لا تن ف ع لا تن  فا ع لــن        فا  ع لا  تن  فا ع  لا  تن ف ع  لن

- .  - -  .   . - - - .  -       -  .  -  -  -  .  -  -  .  .  -

والـــذي کحـــل جـفنـيـــک بمـــا        سجــد السحــــر لديــــه واقتــــرب

 ول ل ذي کح ح ل جف ني ک ب ما         س ج دس سح ر ل دي هــــي وق ت رب  

فا ع  لا  تن ف ع لا  تن ف ع  لن         ف ع  لا  تن ف ع  لا  تن  فا  ع  لـــــن

- .  -  -  .  .  -  -  .  .   -       .  .  -  -  .   .  -  -   -   .  -

الـخـانـــة :

والــــذي أجري دموعــــــي عندما        عندما أعرضــت مــــــن غيــر سبب

ول ل ذي أج ر د مو عي عن د ما     عن د ما أع رض ت من غي ر س بب

فا ع  لا  تن ف ع لا  تن فا  ع لـن       فـــا ع  لا تن  فا   ع  لا  تن ف ع لـن

- . -   -  .   .  -  - -  .  -         -  .  - -  -   .  -  -  .   . -

ضــع علـــي صــــدري يمناک فما       أجــــدر المـــاء بإطفـــاء اللـــــــــــهب     

ضع ع لا صد ر ي يم نا ک ف ما         أج  د رل ما  أ  ب إط فــا إل ل هـــب

فا  ع  لا تن ف ع لا تن ف ع لن         فا  ع  لا تــن ف ع  لا تن فـــــا ع  لن

-  .  - -  .  .  - -  .  .  -          -  .  -  -   .  .   - -  -  .  -


معاني المفردات :

مـعـنــاهـا

الکلمة

الرائحة مطلقا ، وکثيرا ما تطلق علي الرائحة الطيبة .

 سمرة في الشفة تستحسن .

رائحة الشفاه الحسنة .

الأسنان المنضدة ، أي المزينة الجميلة .

صد و ولي .

العرف

اللمي

عرف اللمي 

وحبب

أعرض

الشرح العام :

يستميل الشاعر قلب محبوبه ليلبي له غرضا ( ما ) يوضحه آخر بيت،فيقول له : بحق المسکر من شفتيک الجميلتين و کل کأس تشربه أسنانک المنضدة والمزينة .

وبحق من کحل جفنيک بما سجد السحر عنده واقترب .

وبحق الذي أجري دموعي عندما هجرتني وهنا کناية عن کثرة البکاء واللوعة لفراق المحبوب و بدون سبب .

أطلب منک أن تضع يدک اليمني علي صدري ، فما أقوى علي إطفاء اللهب إلا الماء ، وهنا تشبيه وکأنه جعل يد المحبوب علي صدره بمثابة إزالة لمل به من لهيب الحب نحوه .

ملحوظة :

          الشاعر هنا يتغزل بمحاسن محبوبه في صورة تذلل له ، ويطلب منه دوام الوصال حيث يظهر الهجر والإعراض من المحبوب له .

 

الـنقد الأدبي :

المحب لا يکشف سر حبيبه و هنا بطريقة خبيثة يفشي سر الوصال بل ويظهر أن محبوبه أعرض عنه ، وهو المظلوم و الهيمان بحبه ويتمني رجوعه إليه ويرمز لذلک بأنه يتمني وضع يد المحبوب علي صدره وهي بداية لجذب المحبوب إليه ولا يعلم أن المح لا يکشف سر حبيبه .

وتري الباحثة أن مثل هذه الکلمات والصور غير لائقة و تستثير  المشاعر وهو ما لا يتناسب والدور الأساسي للفن الرفيع ألا وهو الرقي بالمشاعر والأحاسيس .

الـنقد الفني :

أتي العمل بشکل عام مطابق للترکيب اللحني لقالب الموشح ومميزاته الفنية من حيث :

  • ·        يحتوي هذا الموشح علي بدنية وخانة ،دون غطاء ولذلک فهو غير تام .
  • ·    استعرض الملحن جنس ( نهاوند النوى ) مع الرکوز علي درجة الغماز (النوي) عند تلحينه للشطر الأول من البدنية ( بالذي أسکر من عرف اللمي ) ، ثم استعرض جنس الأصل ( بياتي علي درجة الدوکاه ) وانتهي برکوز تام علي درجة الأساس (الدوکاه)عند تلحينه الشطر الثاني من البيت الأول (کل کاس نحتسيه وحبب) .
  • ·        استعرض الملحن جنس ( بياتي الحسيني ) عند تلحينه لشطر (والذي أجري دموعي عندما ) .
  • ·    ثم عاد لجنس فرع مقام الأصل ( جنس نهاوند النوي ) ، ثم انهي الخانة باستعراض جنس أصل المقام ( بياتي الدوکاه ) مع رکوز تام علي أساس المقام ( درجه الدوکاه ) . 
  • ·        جاء اللحن بسيط الأنغام ، وهو مقام غني بالإيحاء للسامع ، وتجسيد للألفاظ الرقيقة وجمال التصوير .
  • ·    جاء التقطيع العروضي للموشح قريبا جدا من إيقاع اللحن مما قد يدل علي أن الملحن قد استعان بالتقطيع العروضي للموشح في وضع لحنه ؛ غير لأن هناک بعض المقاطع کانت تحتاج إلى تطويل اکثر ( مضاعفه زمنها ) في اللحن مثل :

(بل) وهو المقطع الأول الطويل من لفظ (بالذي) ، ومقطع (فل) من کلمة (عرف اللمي) ، ومقطع (کل) من لفظ (کل) ، ومقطع ( نح ) من کلمة ( نحتسيه ) .

 

 

 

 


ربي جئت إليک تائبا

 

ربي جئـت إليــــک تائبـــــا               فأغفر لي يا أکرم الأکرمين

ربي طهر قلبي بالإيمـــان               واهدني يا أرحـم الراحمـــين

ربي أسألک العفو فأعفني                فاعفني أنت خير الغافـريـــن

ربي إن جئتک يوما ظالمـا               نجني اجعلني مع المتقـــــين

 

3ـ موشح بهجت الروح

بطاقة التعريف :

غنائي .

نوع التأليف

موشح ( بدنية ثم خانة ثم غطاء ) .

نوع القالب

3

  ( 4 )

ضرب ( سماعي دارج )  :                                         

4           

                                           تاک  تک  تک    دم            

الميزان و الضرب

  حجاز کار کرد  (کرد مصور علي درجة الراست ):

المقام

تراث قديم  .

الملحن

تراث قديم .

الشاعر

 

نص الموشح مع توضيح الترکيب اللحني :

البدنية الأولي :  يا بهجت الروح جدلي بالوصــــــال        الفؤاد مجروح ولا له احتمــال

البدنية الثانية :ازاي تهجرني و أنـــــا قــــــلبي يهــــواک         بعدک جنني اسمــــح بالوصــــــــــال الخانـــــــــــة : هات کأس الراح واسقيني الأقــــداح        وجهک الوضاح ماله من مثال

الغطــــــــــاء : جـــــدلي يـا بــــدري بلثـم الثـغـــــر        لــــو کنت تدري أن حالي حـال

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التقطيع العروضي :

 

البدنية الأولي :

يا بهجت الروح جدلــــي بالوصــــال             الفــــؤاد مجـــــــــروح ولا له احتمـــــــــال   

يا به ج تر روح جد لي بل و صــــال             إل فــــو أد مـــــج روح و لا لــــــح ت مـال            

 مت فا ع لن  مفا عي لن  فا ع لات            مس تف عل  فا  لات   ف عو لن ف  لات

- -  . -        -  - - .                   -  -  -  -             .  - -  .     

البدنية الثانية :

ازاي تهجرنـــي و أنـــا قلبي يهـــــواک           بعـــــدک جننــــي اسمــــــــح بالوصـــــــــال

أز زي ته جر ني و نا قل بي يــــه واک           بـــع دک جـــن ن نـــي اس مــح بل و صـال

مس تف عل مس تف ع لا تن مف عولات          مس تف  عل  ف عو   لن   مت   فا   ع  لات

- - -  -   -  .  -  - -  -                -  -   -  .  -   -   -  -   . 

الـخـانـة :

هات کأس الراح واسقينـــي الأقـــداح           وجهک الوضـــاح مالــــــــــه مـــن مثـــــال

ها ت کأ سر راح وس قي نل أق  داح           وج هــک کــــل وض ضاح ما له من م  ثال

فا   ع   لن  فا لات  مس تف عل فا  لات            مف  عو  لا    تن    مفا  عل  تن   فا ع   لات

- .  -  -         -  -  - -                -   -  -   -         - - - .

 

الغطاء :

جـدلـــــي يـا بــــــدري بلثــــم الثـغر        لـــــو کنــــــــــــــت تــــــدري أن حالــي حـــــــال

جـد لي يا بد ري ب لثـم مث ثـــغ ر         لو کـــن ت تـــــــــــــد ري أن ن حا لــــــي حـــال

مف  عو لا تن فا ع لات  فا عل  ت          مس  تف   ع   لن  مس   تف  ع  لن  فا    لات

-  -  - -  -  .      -  -  .             -   -  .   -   -   -   . - -

معاني المفردات :

مـعـنــاهـا

الکلمة

وتأتي من وصل فلان وصلا : أي اتصل به ولم يهجره .

 الخمر .

الأبيض اللون الحسنه ،و البسام .

أي يقبل .

المراد الفم والأسنان .

الوصال

الراح

الوضاح

0يلثم

الثغر

الشرح العام :

يخاطب الشاعر محبوبه ويبدأ بأداة النداء وبمنادي مرکب ( بهجة الروح ) حتى يجذب فؤاده إلى ما يقول ، ويحقق له مأربه .

وطريقة الجذب تکمن في أنه يتعطف عليه بأن يجعل طريق الود والحب دائم لأن قلبه مجروح ولا يقوي علي احتمال صدوده .

بل ويتعجب من محبوبه لأنه هجره رغم حبه له ويوضح له أثر البعد بأنه قد جن ،ويطلب منه بطريقة من يتسول الحب أن يجعل الوصال والحب ممتد .

ثم يطلب منه أن يأتي بکأس الخمر ويسقيه من الأقداح ، ويوضح اه محاسن الوجه المضيء والمنير بأنه ليس لمثله وجود .

ويرجو منه بصورة متذللة أن يجود عليه بتقبيل شفتيه ويخاطبه ( جد لي يا بدري ) وکأن المحبوب قمر خاص به فقط ،لأن حاله حال أي متغير ومکتئب لبعد المحبوب عنه.

الـنقد الأدبي :

وهنا أيضا يتغزل الشاعر بمحاسن محبوبه في صورة تذلل له ، ويطلب منه دوام الوصال حيث يظهر عدم قدرة علي الهجر والإعراض من المحبوب له .

وتلاحظ الباحثة من خلال الموشحات عينة البحث وکأن الإعراض والهجر من المحبوب ، وتذلل المحب له هو السمة الغالبة في هذه الموشحات .

هذا إلي جانب اشتمال الموشحات عينة البحث علي ألفاظ وصور بلاغية لا يليق أن تلقي علي طلابنا داخل الحرم الجامعي .

وترجع الباحثة ارتباط مثل هذه الموشحات بتلک الکلمات الغير لائقة والمبتذلة إلي غنائها في صالات ( حانات ) للرقص و شرب الخمر ، والغناء _ ولابد أن يتناسب الأخير مع ما سبقه _ لقطع الوقت .

الـنقد الفني :

أتي العمل بشکل عام مطابق للترکيب اللحني لقالب الموشح ومميزاته الفنية من حيث:

   ·      من خلال التقطيع العروضي للموشح تبين أنه يخضع للنغمات الموسيقية لا للتفاعيل العروضية .

  ·   وقد قام الملحن بتقصير زمن کل المقاطع المسماة بالمقطع ( الأطول ) والتي يستغرق زمن کل منها ثلاث حروف، حيث جعل الملحن زمانها (   ) بدلا من(   ) أو ما يعادلها.

  • ·          الموشح تام حيث يحتوي علي بدنية ، وخانة ،وغطاء .
  • ·          جاء لحن البدنية الثانية مطابق للحن البدنية الأولي مع اختلاف الکلمات ، وأشار إلى لحن البدنية الثانية بمرجع آخر البدنية الأولي .
  • ·          لحن البدنية الأولي يستعرض مقام الأساس وهو ( حجاز کار کرد )مع لمس نغمة الحسيني کحلية في ( م5-1) .
  • ·     أما لحن الخانة فبدأ بجنس ( بياتي النوا ) من ( م9-1 : م10-3 ) وأعاد هذا الجزء لتأکيد طلبه وهو ( هات کأس الراح واسقني الأقداح ) .
  • ·     أما الشطر الثاني من الخانة ( وجهک الوضاح )ما له من مثال ) جاء لحنه في جنس حجاز النوا بظهور نغمة ( الماهور ) من ( م11-1 : م 12-1 ) ، وأعاده الملحن مرة أخري لينهي اللحن في مقام الأصل(حجاز کار کرد)، والإعادة هنا أيضا للتأکيد علي جمال وجه المحبوب .
  • ·           أما القفلة فقد جاءت بنفس لحن البدنية ، وهذا يتفق مع ترکيب الموشح . 

 

 

 

 

 

 

 

 



يا طفلي العزيز

    يا طفلي العزيز أذکر اسم الله          هيکون لـک مغيث من شــــــر الحيـــاة

    وأعـلم أن الله مجـيب الدعاء           فادعو في السراء وأدعو في الضراء

أذکر اسم الله

    فاقرأ القرآن يملـؤک الإيمان            وأسمــع الآذان وأسجــــد لـــلرحمـن

أذکر اسم الله

 

نتائج البحث :

سوف تتناول الباحثة فيما يلي نتائج البحث من خلال الإجابة علي تساؤلات البحث کما يلي :

السؤال الأول : هل جميع الموشحات التي تدرس في الکليات والمعاهد الموسيقية تصلح للتدريس؟

يهدف هذا التساؤل إلى التعرف علي مدي ملائمة النصوص الکلامية للموشح للتدريس .

وقد توصلت الباحثة من خلال تحليل معاني کلمات الموشحات عينة البحث لما يلي:

    1.   نظرا لاحتواء الموشحات عينة البحث علي الألفاظ ذات معاني غير لائقة وصور بلاغية تصل إلي الابتذال في بعض الأحيان ، يصعب تدريس هذه الموشحات کما هي ، ولما کان من الصعب تعديل أو حذف في التراث ، فقد رأت الباحثة الاستعانة بالصياغة اللحنية لتلک الموشحات وتوظيفها بوضع کلمات جديدة علي وزن الموشح الأصلي المراد تغيير کلماته .

    2.   کما يمکن انتقاء بعض الموشحات الدينية والتي تهدف  إلى مناجاة الله سبحانه وتعالي ، والتقرب والخشوع إليه ، غير أنت هذا النوع من الموشحات لا يلتزم بالترکيب الفني للموشح الغنائي العاطفي ، فالموشح الديني عبارة عن حوار وتبادل إنشادي بين المغني وبطانته دون مصاحبة آلية .

السؤال الثاني :

  • ·        هل توجد علاقة ترابطية بين العروض الموسيقي والعروض الشعري ؟

ويهدف هذا التساؤل إلى :

         1.    التعرف علي أصل العلاقة بين العروض الشعري والعروض الموسيقي .

         2.    التعرف علي مدي ملائمة الإيقاع الموسيقي للتقطيع العروضي للموشحات عينة البحث .

نتائج خاصة بالعلاقة بين العروض الشعري والعروض الموسيقي :

رأت الباحثة : أن هناک علاقة وثيقة بين العروض الشعري والعروض الموسيقى وأن العلاقة بينهما تکاملية حيث يعتمد العروض الموسيقي على العروض الشعري ويعتمد الإيقاع الغنائي على العروض الموسيقي .

فکلاهما يعتمد على قانون واحد وهو التفعيلة وتتابع المتحرکات والساکنات ، فالتفاعيل الشعرية تشتمل على ائتلاف ثلاث أصول هي الأسباب ، والأوتاد ، والفواصل ، وهذه التفاعيل ثمانية کما يلي :

فعولن – مفاعيلن – متفاعلن – مستفعلن – فاعلاتن – فاعلن – مفعولات – مفاعلتن .

فالعروض هو ميزان الشعر يعرف به المستوى من المزحف ، والإيقاع الغنائي مرجعه الوزن ، والوزن عبارة عن مدد زمنية تعينها النقرات .

وقوانين العروض الموسيقي أيضاً تعتمد على نفس الأصول الثلاث التي يعتمد عليها العروض الشعري إلا وهي السبب ، الوتد ، الفاصلة .

ولکن باختلاف طريقة التناول فالسبب في الشعر متحرک فساکن إذا کان سبب خفيف أما في العروض الموسيقى فالسبب الخفيف نقرة ثم إمساک مثل :( تن ) .

وعلى هذا فإن الملحن إذا ما جاء بالنص الکلامي ، وقام بتقطيعه عروضياً ثم ترجم العروض الشعري إلى عروض موسيقي ، يسهل عليه بذلک اختيار الإيقاع الموسيقي الملائم لهذا العمل المغنى .

وقد توصلت الباحثة إلى أن التفاعيل التي تکون منها کل موشح لم تخضع لبحر معين من بحور الشعر الخليلية المعروفة .

نتائج خاصة بمدي ملائمة الإيقاع الموسيقي للتقطيع العروضي للموشحات عينة البحث :

توصلت الباحثة من خلال تحليل الموشحات عينة البحث ما يلي :

¨     أن الملحن قد يعمد في بعض الأحيان إلى إطالة مقطع قصير کما جاء في موشح ( يا عذيب المرشف ) ، أو يقصر مقطع طويل کما جاء في موشح ( يا بهجت الروح ) .

¨     قد يضيف الملحن أو المغني بعض الکلمات التي لا علاقة لها بمعني الموشح المغني وإنما توضع لجبر الميزان الإيقاعي مثلما جاء في موشح ( يا عذيب المرشف ) .

¨     اللزم الموسيقية تکاد تکون غير موجودة في الموشحات عينة البحث حيث لم تظهر اللزم الموسيقية إلا في موشح ( يا عذيب المرشف ) وکانت قصيرة للغاية.

التوصيات المقترحة :

  • ·     توصي الباحثة بتشجيع المؤلفين والمبدعين علي الاستعانة بألحان الموشحات ـ ( التي تحمل معاني غير لائقة ) ـ في تأليف کلمات جديدة تساهم في تنمية الذوق الوجداني والحسي والأخلاقي لدي الدارسين بالأکاديميات العلمية .

الاهتمام بدراسة النصوص الکلامية للموشحات الغنائية وبخاصة التي تدرس للطلاب في الفرق الأولي من مرحلة التعليم الجامعي ، والأکاديميات العلمية وجعلها في منزلة القبول والرفض ، فنستبقي الصالح ونتجنب المبتذل .



(** ) والمقصود بالأغنية هنا : أي قالب من القوالب الغنائية .

[1] المعجم الوجيز ، مادة ( وشح ) ، مجمع اللغة العربية ،الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية ، ص 670 .

[2]سليم الحلو : الموشحات الأندلسية نشأتها وتطورها،دار مکتبة الحياة بيروت،لبنان،الطبعة الأولي،1994م، ص 54 .

[3] المعجم الوجيز ، مادة ( عرض ) ، مرجع سابق ، ص 414 .

[4] سليم الحلو : الموشحات الأندلسية ونشأتها و تطورها،دار مکتبة الحياة بيروت،لبنان ،الطبعة

الأولي،1994م،ص 76 .

[5] مصطفي عوض الکريم : فن التوشيح ، دار الثقافة بيروت  ، لبنان ، الطبعة الثانية ، 1974م ، ص 123 ـ 145 .

* ) (أبو القاسم هبه الله بن جعفر القاضي الرشيد بن سناء الملک ، المتوفى عام  (608هـ ـ 1211م ) صاحب مخطوط ] دار الطراز في عمل الموشحات [  .

[6] سهير عبد العظيم : اجندة الموسيقي العربية ، دار الکتب القومية ، القاهرة ، 1984م ، ص 65 .

[7] سليم الحلو : الموشحات الأندلسية ونشأتها و تطورها ، مرجع سابق ، ص 85 .

[8] عبد الحميد توفيق زکي: الموشح بين القديم و الحديث ، بحث مقدم لمؤتمر الموسيقي العربية الثامن ، القاهرة، 1999م ، ص 3 .

 

[9] نبيل عبد الهادي شورة : الموشح الغنائي ، بحث مقدم لمؤتمر الموسيقي العربية الثامن ، القاهرة ، 1999م ، ص 8 .

[10] نبيل عبد الهادي شورة : الموسيقي العربية تاريخ وأعلام وألحان ، مصر للخدمات العلمية ، القاهرة ، 1995م ، ص 29

* في التقطيع العروضي نرمز للمقطع القصير بنقطة (0) وتساوي موسيقيا علامة الکروش (♪ ) ،

* ونرمز للمقطع الأطول بقوس لأعلي (    ) ويساوي موسيقيا علامة النوار المنقوط ( ) .

مراجع البحث :
ابن سناء الملک: دار الطراز ، الطبعة الثانية تحقيق جودت الرکابي ،دار الفکر ، دمشق ،1977م .
المعجم الوجيز: مجمع اللغة العربية ،الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية.
سليم الحلو: الموشحات الأندلسية ونشأتها و تطورها ، دار مکتبة الحياة بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولي ، 1994م .
سهير عبد العظيم : اجندة الموسيقي العربية ، دار الکتب القومية ، القاهرة ،1984م.
عبد الحميد توفيق زکي : الموشح بين القديم و الحديث ، بحث مقدم لمؤتمر الموسيقي العربية الثامن ، القاهرة ، 1999م .
مصطفي عوض الکريم : فن التوشيح ، دار الثقافة بيروت ، لبنان ، الطبعة الثانية ،1974م .
نبيل عبد الهادي شورة : الموشح الغنائي ، بحث مقدم لمؤتمر الموسيقي العربية الثامن ، القاهرة ، 1999م .
: الموسيقي العربية تاريخ وأعلام وألحان ، مصرللخدمات العلمية ، القاهرة ، 1995م .
: دليل الموسيقي العربية ، دار علاء الدين للطباعة  والنشر،مصر الجديدة ، القاهرة ، 1993م .
: المقدمة في تذوق وتحليل الموسيقي العربية ، مصر للخدمات العلمية ، القاهرة ، 1995م .