خصائص مدرسة زرياب في اختبار الأصوات وتعليم غناء الألحان العربية و توظيفها لطلاب الکليات المتخصصة

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة

المستخلص

      استهل البحث بمقدمة توذضح أهمية الصوت البشري ، وضرورة تدريبه علي أسس فنية ،ومنهجية صحيحة ، ورأت الباحثة أن هناک عدة مدارس للغناء العربي القديم ، يمکن الاستفادة منها في تدريس الغناء العربي للطلاب المتخصصين ، منها مدرسة زرياب والتي أنشأها بقرطبة، في العصر الأندلسي ، أوائل القرن التاسع الميلادي .
      ويرجع الفضل لزرياب في وضع أسلوب مبتکر لاختبار وتعليم الأصوات الغنائية حيث شرح کيفية الغناء ووصف المغني والطرق المتبعة في اکتشاف الأصوات واختبارها وطرق تعليم الألحان .
    وقد قسم طريقته في تعليم الألحان إلى ثلاث مراحل وهي :
1 ـ الإيقاع .
2 ـ اللحن .
    3 ـ الزخارف اللحنية .
وينقسم البحث إلى جزأين :
الجزء الأول : الإطار النظري ويتناول
المقدمة ، مشکلة البحث ، أهمية البحث ، فروض البحث ، إجراءات البحث ، منهج البحث ، حدود البحث ، عينة البحث ، ثم تناول الإطار النظري نبذة تاريخية عن حياة زرياب .
 
الجزء الثاني : الإطار التحليلي ويتناول
شرح وتحليل مدرسة زرياب في اختبار وتصنيف الأصوات وإمکانية الاستفادة منها في اختبار القدرات لطلاب  الکليات والمعاهد المتخصصة،
بالإضافة إلى شرح وتحليل طريقته في تعليم الألحان الغنائية وتطبيق مراحلها التدريجية علي الموشحات عينة البحث .
ثم اختتم البحث بالنتائج ،والتوصيات المقترحة ومن أهمها :
       ¨ ضرورة الاهتمام بمدارس الغناء العربي المختلفة علي مر العصور ومنها مدرسة زرياب .
       ¨ إدراج قسم يهتم بتدريس الأسس العلمية السليمة والأساليب المختلفة للغناء العربي خاصة بالمعاهد والکليات المتخصصة .
       ¨ الاهتمام بتدريس علم التجويد ، ومخارج الألفاظ لطلاب المعاهد والکليات المتخصصة.
 وأخيرا مراجع البحث ثم الملخص . 
 

الموضوعات الرئيسية


مقدمة البحث :

      يعد الغناء من أقدم الوسائل التي أستخدمها الإنسان في التعبير عن نفسه ومشاعره ، غير أنه يصعب تحديد متي بدأ الإنسان في ممارسة الغناء .

والفيلسوف الإغريقي أفلاطون يقول : 

      " من حزن واغتم فليسمع الأصوات الحسنة ، فإن النفس إذا حزنت خمدت نارها ، فإذا سمعت ما يطربها ويسرها ، أشتعل منها ما خمد " .[1]

      وبتطور الحضارة تطور الغناء کسائر العلوم والفنون إلى أن اصبح من ارقي وسائل التعليم الفني عن المشاعر الإنسانية .

      والصوت الجميل هبه من هبات الله سبحانه وتعالي ، فيجب المحافظة عليه بالاهتمام به وتدريبه بطريقة صحيحة وبشکل متواصل حتى ينطبق عليه في النهاية کل المواصفات المطلوبة في الغناء الجيد .

      فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : " حسنوا القرآن بأصواتکم ، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا " )*)صدق رسول الله (r)

و الرسول (r) أختار بلال ليکون مؤذنا له وذلک لحسن وجمال صوته .

      کما يلعب الصوت والغناء دورا أساسيا في مکونات وقوالب الموسيقي العربية، فلقد وضعت لفن الغناء الأسس والطرق التي تکسب الصوت القوة والمرونة والأداء الجيد المعبر ، غير أن هذه الأسس کانت تتناقل بفضل التقاليد الشفهية ـ (أي بالتطبيق العملي والتمرين) ـ من جيل إلى جيل عبر مختلف العصور .

      جاء زرياب ذلک الموسيقي والملحن والشاعر والمغني البارع ، وابتدع طريقة مستحدثة في تعليم الغناء ، تقوم علي أسس فنية ومنهجية تصل بالطالب إلى تحقيق الغاية کما أن طريقته في اختيار الأصوات کانت تحمل جوانب فکرية وفلسفية عميقة .

      ولقد کان لظهور زرياب خلال الفترة من (160 هـ : 230 هـ ) کبير الأثر في تکوينه الفني والثقافي حيث کانت هناک نهضتين ، نهضة في الشرق ومقرها بغداد عاصمة الدولة العباسية ، ونهضة في الغرب مقرها قرطبة عاصمة الدولة الأموية بالأندلس .

      ويعتبر العصر العباسي الأول ( 132 : 232 هـ ) ( 750 : 847 م )هو العصر الذهبي للموسيقي حيث وصلت إلى أوج عظمتها فاتسمت الدولة العباسية بدولة العلوم والفنون ، والتأليف والابتکار والتدوين والنقل والترجمة .

      حيث ازدادت عناية الخلفاء بالموسيقي والغناء وانتشرت مجالس الأدب والثقافة ، وأصبحت مجالس الغناء أشبه بمجالس العلم لدراسة هذا الفن وتهذيبه ، ولقد مارس هذه الصناعة أبناء الخاصة ومنهم ( ابن جامع ) وبعض الأمراء ومنهم
 ( إبراهيم بن المهدي ) والخلفاء ، ومنهم الخليفة محمد المهدي بن
 المنصور ( 158 : 169هـ ) (755 : 785م).

                   ذکر ابن خلکان : " أنه أحسن الناس صوتا "  [2] .

        کما ظهرت الکثير من المؤلفات التاريخية في علم الموسيقي ، تتطرق إلى حياة المغنيين وأخبارهم مثل أبو الفرج الأصفهاني [3]أن أول کتاب عربي دون في الغناء هو کتاب ( الأغاني ) ليونس الکاتب المتوفى عام (148هـ ـ 764 م) .

      هذا وقد أسس المأمون جامعة(بيت الحکمة ) ببغداد مقر الخلافة لدراسة العلوم والفنون ومنها الموسيقي .

     وقد عني العباسيون بتعليم الجواري عناية خاصة ، وقاموا بتدريبهم علي مختلف الفنون ومنها تعليم الموسيقي والغناء حتي وصل الغناء والأدب علي أيديهن إلي أبعد الحدود من التقدم والسمو .

ومن أشهر المغنيات في هذا العصر :

      دنانير ، عريب ، عاتکة بنت شذا ، ذات الخال ، متيم الهاشمية ، المغنية محبوبة ، عنان ، الأميرة عليه بنت المهدي ……وغيرهن کثير.[4]

کما حفل هذا العصر بأساطين الغناء والطرب ومنهم :

حکم الوادي ، مخارق ، زلزل ، إبراهيم الموصلي ، وابنه اسحق ، وهما أستاذا زرياب حيث تتلمذ علي يدهما وتعلم منهما أصول وفن الغناء .

      أما الدولة الأندلسية فقد کان لها من المکانة في الغرب ما للدولة العباسية في الشرق فقد اهتم خلفاء الأندلس بالثقافة والعلوم ، فمنذ فتحها بنو أمية ( معاوية ) ولقب بعبد الرحمن الداخل ( 138 : 172 هـ ) ( 755: 788 م) اهتم بنشر الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية وتعليم اللغة العربية ،کما أنه جمع في عهد الحکم الثاني ما يربو علي أربعمائة ألف مجلد ، وأصبح هناک نهضة علمية وسياسية ، وکانت الموسيقي في طليعة هذه العلوم والفنون التي عني بها خلفاء الأندلس . 

      وقد قاموا بدعوة أساتذة الموسيقي والغناء من مختلف البلاد العربية لتعليم فنون الموسيقي العربية القديمة وخاصة عندما أسست المدرسة الموسيقية بقرطبة ، وغدة الموسيقي ثقافة عامة يشترک فيها جميع طبقات الشعب .[5]

      ونقل العرب إلى الأندلس کل ما سبق لهم معرفته من آلات موسيقية سواء وترية أو نفخ أو نحاسية أو نقر ، کما نقل العرب أيضا أنواع من التأليف الموسيقي بل واستحدثوا الجديد ، وأهما قالب ( النوبة ) ، کذلک ابتدعوا الزجل والموشحات ولعل الفضل في هذا الابتکار يرجع إلى عباقرة الموسيقيين العرب بالأندلس ومنهم ابن باجة ، وعبد الوهاب بن جعفر الحاجب ،وعلي رأسهم زرياب .

      وظلت الأندلس إشعاعا ثقافيا تستنير به أوربا قرابة الخمسة قرون تنشر العلوم والفنون العربية والتي کانت تدرس علي أيدي أئمة العرب بجامعتها ، 

کذلک نقلت أوربا عن العرب الکثير من المؤلفات اليونانية القديمة التي ترجمت إلى العربية ، کما ترجم الکثير من کتب العرب إلى اللاتينية ومنها کتب الفارابي وابن سينا وابن رشد وغيرها الکثير .

            إلى أن سقطت إشبيلية في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي ، مما أدى إلى هجرة ما يقرب من نصف مليون نسمة إلى شمال إفريقيا وأقاموا بها ونقلوا إليها ما کان في الأندلس من کنوز الموسيقي فأصبحت تلک البلاد وبخاصة تونس وارثة تراثا نفيسا من الفن الأندلسي کالإيقاعات المختلفة والنوبات الکثيرة . ([6])

مشکلة البحث :

      بالرغم من وجود العديد من مدارس الغناء العربي القديم التي يمکن الاستفادة منها وتوظيفها في تدريس الغناء العربي ،ومنها مدرسة زرياب التي بنيت علي أسس فنية ومنهجية تسهم في رفع مستوي أداء الغناء العربي القديم حيث تساعد في حل بعض المشکلات الشائعة في أدائه ، إلا أنه لا يتم الاستفادة من هذه الخصائص .

      وتري الباحثة أن اختبار القدرات في الکليات والمعاهد المتخصصة غير مقنن حيث أنه يجري تبعا لخبرة واجتهاد کل ممتحن وهذا يؤدي أحيانا إلى عدم موضوعية  هذه الاختبارات .

کما لاحظت من خلال تدريسها لمادة الغناء العربي القديم أن هناک طلاب لديهم عيوب في النطق يصعب حلها عند التدريس بالطريقة التقليدية مما يؤثر سلبا علي أدائهم أثناء الغناء ،هذا بالإضافة إلى أن الکثير من الطلاب المتخصصين لا يعرفون فضل زرياب في وضع بعض أسس وقواعد الغناء السليم .

الأهداف :

         1.      التعرف علي حياة زرياب ومدي اهتمامه بالموسيقي .

         2.      التعرف علي أسلوب زرياب في اختيار وتصنيف أصوات المغنيين

     وخصائص مدرسته للغناء العربي .

         3.      الاستفادة من خصائص مدرسته للغناء العربي من خلال توظيفها في تعليم

     الغناء العربي لطلاب الکليات المتخصصة .

الأهمية :

         1.      معرفة فضل وأثر زرياب في الموسيقي العربية .

         2.      تکمن أهميه البحث في إلقاء الضوء علي أسلوب زرياب في اختيار     وتصنيف الأصوات تبعا لنوعيتها .

     3.   وبتحقيق تلک الأهداف قد تسهم في وجود أسلوب مقترح في تدريس الغناء العربي لطلاب الکليات المتخصصة ، وکذلک اختبار القدرات  .

فروض البحث :

         ¨      تفترض الباحثة أنه يمکن الاستفادة من طريقة زرياب في اختبار الأصوات ، وکذلک من خصائص مدرسته في تعليم الغناء العربي .

         ¨      أنه يمکن توظيف خصائص مدرسته لتعليم الغناء العربي في الکليات المتخصصة .

 

إجراءات البحث :

المنهج: يتبع هذا البحث المنهج التاريخ الوصفي التحليلي .

عينة البحث :عينة عشوائية من الموشحات التي تصلح للتدريس لطلاب الکليات المتخصصة وهذه الموشحات هي :

 

موشح يا شادي الألحان

موشح لو کنت تدري

موشح حبي دعاني للوصال

أدوات البحث :

المدونات الموسيقية ـ التسجيلات ـالمراجع التاريخية الخاصة بالعصر العباسي والعصر الأندلسي ،والتي تناولت حياة وأعمال زرياب .

الإطار النظري :

      مولد زرياب ونشأته : هو أبو الحسن علي ابن نافع ، لقب بزرياب تشبيها له بطائر أسود مغرد يقال له الزرياب ، وذلک لفصاحة لسانه وحسن صوته .

      وقد اختلف المؤرخون في تسميته حيث ورد في بعض المراجع أنه سمي بهذا الاسم نظرا لسواد لونه ،غير أنه لم يثبت أن زرياب کان اسود البشرة .

      کما ورد تفسير آخر للقب الزرياب حيث ورد في بعض المعاجم اللغوية أن کلمة زرياب بالفارسية ( زر آب ) تعني ماء الذهب ، وأيضا صاحب الصوت الذهبي ، فلما عرب جعلوا الزاي مکسورة الحرکة.([7])

      ويرجع أصله إلى بعض عشائر الزنوج التي کانت تسکن بغداد خلال الفترة التي ظهر فيها ، والآتية من سواحل أفريقيا الشرقية .([8])

      نشأ زرياب کمولي للخليفة المهدى العباسي (158 :169هـ) (755 :785 م) ، وقد قام الخليفة المهدي بعتقه وهو في مقتبل العمر، وبعد ذلک عاصر الکثير من الخلفاء العباسيين ومنهم الخليفة الهادي ابن المهدي (196 :170هـ)(785 :786 م) ،  کما عاش نديما للخليفة هارون الرشيد (170 : 193 هـ ) (786 : 809 م ) يطرب جلسائه وندمائه؛ وتتلميذ علي اسحق الموصلي ببغداد فحفظ عنه أساليب الغناء وأسرار التلحين ([9]).

      أما عن مولده فلم ينتبه أحد لتاريخ مولده، حيث کان التاريخ في ذلک الوقت يسجل حياة و أعمال الملوک وکبار القادة والأمراء فقط ؛ غير أن بعض المراجع أوردت أنه قد يکون ولد عام  ( 160 هـ ) .([10])

ثقافته : لا شک أن البيئة التي نشأ فيها زرياب کان لها کبير الأثر في شخصيته الفنية بل والاجتماعية ، حيث أنه بحکم تواجده داخل القصور کان عالما بشئون الملوک والخلفاء ، وکان عالما بالنجوم وقسمة الأقاليم مما يدخل في علوم الجغرافيا والطبيعة ؛وجدير بالذکر أنه عندما أنتقل إلى الأندلس أخذ عنه أهلها الکثير من الأمور المتعلقة بالأناقة في المأکل والملبس استعمال الأفاويه الغربية بالإضافة إلى آداب الفن والسلوک المنبثقة عن ذکائه الخاص ما عدا بعض الأشياء التي أخذها عن أستاذة أسحق أو عن غيره ممن تأثر بهم من المطربين وأصحاب الفن الذين عرفهم في بغداد وبذلک فقد کان رائدا للذوق والمدنية .[11] 

       ونظرا لوجود أساطين الفن في هذه القصور ومنهم اسحق الموصلي ووالده إبراهيم أستاذاه وملازمته لهم  لم تکن ثقافته قاصرة علي الموسيقي وجودة الغناء ومهارة العزف فقط بل تخطي ذلک إلى تحسين صناعه العود إلى درجة تصل إلى الکمال بل واستحدث طريقة في اختيار وتصنيف وتعليم الطلاب الغناء . ([12])

      ويعد زرياب أول من فکر في تحقيق ما نعرفه في يومنا هذا باسم ( التبادل الثقافي ) وتبادل البعثات الثقافية حيث أنشأ أول معهد للموسيقي يقوم بتعليم مختلف أنواع العزف والغناء والتلحين والشعر والرقص کان يفد إليه الطلاب من جميع أنحاء العالم وخاصة أوربا وشمال أفريقيا .

      أولاده وجواريه : بلغ زرياب من المجد درجة رفيعة لم يصل إليها سوي البحتري عند المتوکل ،فقد کان له أکثر من مائة مملوک ، وکان لديه من  المال ما لا يحصي ، حتى أن المطرب ( علوية ) قال للخليفة المأمون بعدما غضب عليه الخليفة : " ..مولاکم زرياب عند موالي الأندلس ويقصد بني أمية ، يرکب في مائة غلام ، وأنا عندکم بهذه الحالة ؟وهذا القول يدل علي المکانة التي وصل إليها زرياب من الجاه والثروة . ([13])

      أبنائه : ورث أولاد زرياب فن الغناء عن أبيهم ، وکانوا عشرة أولاد ، ثمانية ذکور وبنتان ،تعلموا جميعا الغناء ومارسوا صناعته وأصبحت الأسرة کلها تحترف هذا الفن الجميل ،فبرع من أولاده عبيد الله ، وعبد الرحمن ، والقاسم ، أما أبنته حمدونة هي فنانه وشاعرة فقد تفوقت علي أختها عليه التي تزوجت من الوزير هشام بن عبد العزيز ، أما حمدونة فقد تقدمت في السن حتى لم يبقي من بيت زرياب علي قيد الحياة سواها ، وأخذ عنها الغناء علي أصوله التي وضعها والدها .

      جواريه : يرجع الفضل إلى زرياب في المکانة الخاصة التي وصلت إليها الجواري في فن الموسيقي والغناء وهذا يرجع إلى تعليمهن وتدريبهن وإلمامهن بالعلم والثقافة إلى جانب الجمال والفن حتي وصل الغناء والأدب علي أيديهن إلى أبعد الحدود من التقدم والسمو ، ولعل أبرز جواريه :

         ¨    ( فضل ) وکانت علي جانب کبير من الخلق والجمال والصوت العذب وهي من جواري هارون الرشيد .

         ¨    ( علم ) وهي مثل فضل في کل شئ .

         ¨    جارية اسمها ( منفعة ) ثقفها زرياب وأحسن تعليمها .

         ¨    ( قلم ) وهي أندلسية الأصل ، وتعلمت أصول الغناء حتىبرعت فيه([14] ).

     ¨  ومن أشهر جواريه ( غزلان ) و( هنيدة ) اللتين کانتا تأخذان عوديهما بمجرد أن يهب زرياب من نومه يأخذ هو عوده ، ثم يکتب الشعر ويعود إلى مضجعه .وقد اشتهرت (هنيدة ) بفرط جمالها فقد أعجب بها الخليفة ([15])عبد الرحمن الأوسط فأهداها زرياب إليه وأصبحت من محظياته المقربات.

         ¨     ( قمر ) قدمت من بغداد وکانت علي علم بفنون الغناء .

      ولعل الجدير بالذکر أن بلاط الخليفة هارون الرشيد کان زاخرا بالجواري([16])  وقد اتخذ للعناية بهن مکانا خاصا ، فوضع في قصره ألفى جارية لکل منهن نبوغها في أفرع الفن والأدب .([17])

     أثر نبوغه في علاقته بأستاذه : ورد في کثير من المراجع رواية عن زرياب أن أستاذه اسحق أشرف علي تثقيفه وتعليمه غير أنه لم يکن يظهر فهمه السريع ، بل وإتقانه حتى يستطيع أن ينهل من علم أستاذه دون أن يحرک حسد أو غيرة أستاذه ؛وقد سأل الرشيد يوما أسحق الموصلي أن يحضر إليه مغنيا علي سبيل التجديد والتنويع ، فأحضر تلميذه زرياب ،أثني عليه وامتدح موهبته ونبوغه، فوجد الرشيد فيه اللياقة والقدرة والأدب والصوت الجميل والضرب الموفق ، وقد امتدحه الرشيد وطار عجبا واستغرابا من عبقرية موسيقية متفردة ولام اسحق لأنه لم يخبره بمثل هذا المغني الرائع ، وأمره بأخذه والعناية به ، مما جعل الحسد يدب في قلب اسحق ، حتى أنه خير زرياب بين اثنتين إما أن يترک البلاد إلى الأرض المتسعة وسيجد مجالا کبيرا ويزوده بما يکفيه من المال ،وإما أن يقيم في بغداد علي کرهه فيستهدف من سهامه واغتياله،

     واستجاب زرياب إلى ما طلبه منه اسحق وآثر الحياة بمنأى عن المکايد والحسد ، ورحل إلى ديار الغرب بعدما زوده اسحق بما وعده به ، فلم يکن أمامه سوي أن يسافر إلى القيروان أو إلى بلاد الأندلس ، ([18])

     وبالفعل رحل زرياب سرا إلى أن وصل إلى القيروان وعندما وصل إلى هناک استراحت نفسه ، وقد کانت في يد إبراهيم بن الأغلب ، ولم تنقض السنوات حتى شاعت النهضة الموسيقية في البلاد ، وأصبحت مکانته رفيعة عند ملک البلاد( زياد الله ) غير أن هذه المکانة تحولت عندما غضب عليه الملک وذلک لأغنية من شعر عنترة بن شداد يمتدح فيها السواد ، مما جعل الملک يأمر بأبعاده عن البلاد .

     في نفس الوقت حضر ( منصور المغني ) مبعوثا من خليفة الأندلس (الحکم بن هشام ) إلى زرياب ، وذلک عام ( 206 هـ ـ 821 م ) ، وبمجرد وصول زرياب أرض الجزيرة حتى بلغه نبأ وفاة الخليفة فهم بالرحيل غير أن( المغني منصور ) أقنعه بلقاء ( عبد الرحمن بن الحکم ) الذي تولي الخلافة بعد أبيه، وبالفعل استقبله الخليفة بکل الحفاوة عندما وصل إلى قرطبة وأجزل له العطايا وأمتعه زرياب بذکر أخبار الملوک وسير الخلفاء.

     ومرة أخري يواجه زرياب الحقد والحسد ممن کانت لهم مکانة قبل وصوله وعلي رأس هؤلاء ( يحيي بن الحکم ) الذي کان يعرف بـ ( الغزال ) وکان شاعر البلاط المقرب إلى الخليفة عبد الرحمن ، وکان يرسله الخليفة کسفير له عند الملوک ؛ ولما بلغ الخليفة الهجاء الجارح لزرياب غضب علي يحيي وأمر بنفيه مما أضطره إلي السفر وأختار بغداد عله يجد فيها ما فقده في قرطبة ، وبرحيله تراجع حساد زرياب وتوقفوا عن مکائدهم .[19]

وفاته :

      توفي أبو الحسن علي بن نافع ( زرياب ) حوالي عام( 238 هـ ـ 852 م ) مع انتهاء حکم الخليفة عند الرحمن بن الحکم . ([20])

 

ابتکارات زرياب في الموسيقي : ([21])

  • ·      أضاف زرياب مقامات کثيرة علي الموسيقي الأندلسية لم تکن متداولة من قبل.
  • ·      وضع أسس الموسيقي الغنائية في الأندلس والتي اعتمدت عليالأسلوب العربي القديم في عهد اسحق .
  • ·      أضاف الوتر الخامس للعود عمليا بعد أن کانت أوتاره أربعة وجعلمضارب العود من قوادم النسر بدلا من الخشب .
  • ·      قام بتأليف مجموعة من الموشحات والنوبات الأندلسية بلغت حواليعشرة آلاف لحن.
  • ·   ابتکاره أسلوبا لم يکن متعارف عليه في الغناء بأن جعل الوصلةالموسيقية تبدأ بالنشيد أو الأغنية دون الاستعانة بآلات الإيقاع ثم ينتقلالمغني إلى لحن آخر بالإيقاعات الثقيلة ثم البسيطة .
  • ·   ادخل أسلوب التناوب الموسيقي علي الفرق الموسيقية ـ ( والتناوب مشتق من کلمة نوبة ) ـ مما جعل آلات الفرقة الموسيقية لا تسير علي خط واحد بل اکثر من خط.([22])

قدراته ومهاراته الشخصية :

          ·       تمتعه بذاکرة قوية استطاع بها أن يلم بنحو عشرة آلاف أغنية بألحانها.

          ·       تضلعه في الموسيقي العربية والغناء بجانب العلوم الأخرى .

          ·       إتقانه بعلوم الجغرافيا والنجوم وعلم الفلک .

          ·       تأثيره الواضح في بعض الثقافات في شمال إفريقيا خلال القرن الرابع

    عشر .([23])

المدرسة التي ينتمي إليها :

       ينتمي زرياب إلى مدرسة الدور الثالث حيث أن الموسيقي العربية مرت في سيرها العلمي علي أربعة أدوار أو مدارس وفي کل مدارسة کانت تحتل مکانة جديدة في النهوض والتجديد ، وهذه المدارس هي :

     مدرسة الدور الأول : وهي مدرسة الموسيقي العربية الأولي وکانت تعمل علي تطوير الغناء العربي ثم إدخال الفنون الرومية والإغريقية .

     مدرسه الدور الثاني : وهي مدرسة الشراح الإغريق وقد عمل أساتذتها غلي نقل الفنون الإغريقية بکل ما تتميز به إلى الموسيقي العربية مما أدى إلى رقي وسمو موسيقانا.

     مدرسة الدور الثالث : وهي المدرسة المنهجية والتي ينتمي إليها زرياب ويعد من أهم أساتذتها ، وقد قامت بتنظيم موسيقانا العربية علي أصول منهجية صحيحة بأساليب تجديدية مما أدي إلى ظهور جمال النغم العربي وتثبيت قواعده وأصوله .

     مدرسة الدور الرابع : وهي المدرسة الحديثة . ([24])

 


الإطار التحليلي :

      تهدف الدراسة التحليلية إلى الإجابة علي فروض البحث حيث قامت الباحثة

بتوضيح  وشرح وتحليل :

  1. مدرسة زرياب في اختيار وتصنيف الأصوات بالإضافة إلى الخصائصالتي أسس عليها هذه المدرسة الغنائية .
  2. مدرسته في تعليم الألحان الغنائية .

      واستعانت الباحثة بعينة عشوائية من الموشحات لتحليلها طبقا لخصائص مدرسةزرياب في تعليم الألحان الغنائية واعتمدت في الاختيار علي أن تکون من الموشحات التي تصلح للتدريس للطلاب المتخصصين في مجال الموسيقي العربية .

¨       أولا : خصائص المنهج الفني الذي اعتمد عليه زرياب في اختبار وتصنيف الأصوات :

وقد ذکر دکتور محمود أحمد الحفني هذه الخصائص مجملة کالتالي :

      " کان إذا تناول الإلقاء علي تلميذ يعلمه ، أمره بالقعود علي الوساد المدور المعروف ( بالمسورة ) ، وأن يشد صوته جدا إذا کان قوي الصوت ، فإن کان لينا يشد علي بطنه عمامة فإن ذلک يقوي الصوت ، وإن کان ألص الأضراس لا يقدر أن يفتح فاه وکانت عادته زم أسنانه عند النطق راضه بأن يدخل في فيه قطعة خشب عرضها ثلاث أصابع يبيتها في فمه عدة ليالي حتى ينفرج فکاه ، وکان إذا أراد أن يختبر المطبوع الصوت المراد تعليمه من غير المطبوع ، أمره أن يصيح بأقوى صوته ( يا حجام ) ، ويصيح أه ويمد بها صوته فإن سمع صوته نديا قويا مؤديا لا يعتريه غنة ولا حبسة ولا ضيق نفس ، عرف أنه سوف ينجب وأشار بتعليمه و إن وجده خلاف ذلک أبعده " ([25])

 

      وفيما يلي توضيح أسلوب زرياب في اختبار،واختيار ،وتصنيف الأصوات ، من خلال تفسير المقصود من کل عبارة ذکرها الدکتور الحفني ، ومدي الاستفادة منها و توظيفها في اختبار القدرات للطلاب المتخصصين:

حيث ذکر : " القعود علي الوساد المدور المعروف ( بالمسورة ) "

       والمقصود بهذه العبارة أن زرياب يأمر التلميذ بالجلوس علي مکان مرتفع حتي يکون مفرود الصدر ومشدود الرأس والاثنان علي استقامة واحدة حتي يخرج الصوت قويا ممدودا بدون عائق .

ويمکن تطبيق ذلک علي اختبار القدرات کالتالي :

     بأن يطلب من الطالب عند اختبار القدرات أو الغناء أن يقف معتدل القامة بحيث يکون رأسه وصدره علي استقامة واحدة،حيث أن عدم الاعتدال يؤثر سلبا علي الصوت نقصا وفسادا ، وقد ذکر محمد کامل الخلعي أنه : " علي المغني أن يحسن نصبته ،…….ولا يصح أن يغني مستندا أو متکأ لان ذلک يضعف من صوته " ([26])

کما ذکر دکتور الحفني : " وأن يشد صوته جدا إذا کان قوي الصوت " 

  والمقصود بهذه العبارة أن زرياب کان يطلب من التلميذ أن يجهر بصوتهويغني بصوت قوي واضح وذلک لمعرفة نوعية هذا الصوت ومدي حدته،وذلک للبدء في تدريبه.

 ويمکن تطبيق ذلک علي اختبار القدرات کالتالي :

 بأن يطلب من الطالب عند اختبار القدرات أن يأخذ نفس عميق ثم يجهر بصوته ،ويخرج کل ما عنده ، للتعرف علي درجة حدة وغلظ هذا الصوت .

 

و ذکر دکتور الحفني أيضا :"إن کان صوته لينا يشد علي بطنه عمامة، فإن ذلک يقوي الصوت ":

       والمقصود بهذه العبارة أنه في حالة کون الصوت ضعيفا يلف حول وسط المغني عمامة أو ـ (شال) ـ وبذلک يحدد منطقة الحجاب الحاجز ،مما يقوي عضلات البطن ، حتى يصدر صوت قوي ممدود .

ويمکن تطبيق ذلک کالتالي :

       تري الباحثة أن هذه النقطة يمکن الاستفادة منها في علاج عيب ( ضعف الصوت) ، وعدم القدرة علي تنظيم النفس ، بأن يتدرب  الطالب علي أخذ نفس عميق ويقوم بإخراج هواء الزفير ببطء أثناء الغناء حتى يستطيع أداء الجمل الطويلة المربوطة بشکل سليم وبالرنين المطلوب ، وعليه أن لا ينفق کل الهواء الموجود بالرئتين أثناء الغناء بل لابد من التحقق من وجود فائض في الرئتين دائما .

ملحوظة :

       للتأکد من صحة أخذ النفس العميق يجب وضع يد الطالب علي بطنه فإذا ارتفعت يکون النفس صحيح ، حيث أنه عند أخذ نفس عميق يصل الهواء إلى أسفل الرئتين فتمتلئان بالهواء تماما وتتمددان حتى تلامس سطح الحجاب الحاجز الذي ينخفض بدوره ليلامس جدار المعدة ويضغطها مما يؤدي إلى ظهور بروز جدار البطن ، أما إذا أرتفع القفص الصدري فيکون النفس خاطئ  لأنه ملئ الرئتين فقط وبالتالي عند الغناء سيخرج الهواء کله دفعة واحدة أثناء الزفير .

  کما ذکر دکتور الحفني : " وإن کان ألص الأضراس لا يقدر أن يفتح فاه وکانت عادته زم أسنانه عند النطق راضه بأن يدخل في فيه قطعة خشب عرضها ثلاث أصابع يبيتها في فمه عدة ليالي حتى ينفرج فکاه ،"

 

       والمقصود بهذه العبارة إن کانت أضراس الطالب متقاربة ولا يستطيع أن يفتح فمه بالشکل الکافي أثناء الغناء ، طلب منه أن يدخل في فمه قطعة من الخشب عرضها ثلاث أصابع ويبيتها في فمه عدة ليالي حتى يألف الفم الوضع ومن ثم يبقي فرق طبيعي بين الفکين .

ويمکن تطبيق ذلک کالتالي :

      تري الباحثة أن هذه الطريقة جيدة جدا و يمکن الاستفادة منها في معالجة عيوب النطق ( زم الأسنان ) ،وذلک إما باستخدام قطعة من الخشب أو الفلين ، بنفس الطريقة التي اتبعها زرياب ، هذا ويجب عدم المبالغة في فتحة الفم بل تکون مناسبة وکافية بالشکل الذي يحافظ علي الهواء داخل التجويف الفمي وکذلک يسمح بخروج الصوت بشکل جيد أثناء الغناء .

       کما يجب عدم المبالغة في حرکة الرأس أثناء الغناء لأن ذلک فيه خطأ کبير وخاصة عند غناء النغمات الحادة .

      کما تري الباحثة أنه بالرغم من أهمية عدم زم الأسنان أثناء الغناء ، إلا أن هناک من الأصوات المشهورة الجميلة صوت ( ليلي مراد) وقد کانت تزم أسنانها في کثير من الأحيان .

کما ذکر دکتور الحفني : " وکان إذا أراد أن يختبر المطبوع الصوت المراد تعليمه من غير المطبوع ، أمره أن يصيح بأقوى صوته ( يا حجام ) "

       والمقصود بهذه العبارة أنه إذا أراد اختبار الصوت القوي الصالح للغناء، من الصوت الذي لا يصلح ، اختبر مخارج الحروف لديه ، وطلب من التلميذ الجهر بکلمة (يا حجام) .

 

 

 

وتري الباحثة أنه بالإمعان في هذه الکلمة و تحليل حروفها وأماکن خروجها ينتج الآتي:

الحرف

مخرجه   

يا

 

 

الحاء

 

الجيم

 

الميم

استخدام حرف الياء کساکن وتبعه بحرف مد ألف مرققة لأنه لم يتبع بأحد حروف الاستعلاء السبعة ـ ( خص ضغط قظ ) ـ ومخرج حرف الياء من اللسان ،أما الألف فمخرجه من الجوف.

 

من وسط الحلق .

 

وسط اللسان مع ما فوقه من الحنک الأعلى .

 

من الشفتين و هي من الحروف الشفهية لخروجها من الشفة أما إذا أضغمت بغنة فيکون مخرجها من الخيشوم .  ( [27])

جدول رقم ( 1 )

      أي تشتمل علي معظم مخارج الحروف وهي : الشفتان ، اللسان ، الحلق ، الجوف ، والخيشوم .

      أما عن التقطيع العروضي لهذا اللفظ فتأتي کالتالي :

                                                             

.

                                                        لان     ع      فا

                                                         جام     ح      يا

      أي تشتمل علي جميع مقاطع العروض الشعري ( المقطع الطويل] يا[ ، المقطع القصير] ح  [ ، المقطع الأطول] جام[ )

تعليق :

      تري الباحثة أن عبقرية زرياب تکمن في اختيار کلمة ( يا حجام ) لاختبار الطالب ، وذلک لاشتمالها علي معظم مخارج الحروف ، وجميع مقاطع العروض الشعري ، وبالتالي العروض الموسيقي ( . ،  ــ ،    ) .

ويمکن تطبيق ذلک علي اختبار القدرات کالتالي :

      إدراج کلمة ( يا حجام ) ضمن اختبار القدرات في الکليات والمعاهد المتخصصة بأن يطلب من الطالب الجهر بها ، حيث تختبر هذه الکلمة مخارج الحروف بالإضافة إلى قوة الصوت ، والقدرة علي أداء مختلف المقاطع العروضية بسهولة ويسر .

کما ذکر دکتور الحفني : " ويصيح أه ويمد بها صوته " :

      والمقصود بهذه العبارة أنه کان يطلب من التلميذ أن يؤدي بصوته کلمة (آه) علي جميع درجات السلم الموسيقي ، ومن ثم يمکن التعرف علي المساحة الصوتية للطالب ، بالإضافة إلى معرفة قوة حنجرته ومقدرته الغنائية ،ويلاحظ أن هذا الحرف يعطي اتساعا للفم بالقدر الکافي لإصدار الصوت والغناء بشکل جيد .

ويمکن تطبيق ذلک علي اختبار القدرات کالتالي :

       بأن يطلب من الطالب عند اختبار القدرات أن يغني ـ ( ما يسمعه مستخدما لفظ لا ) ـ درجات السلم صعودا وهبوطا ، للتعرف علي المساحة الصوتية للطالب ، کما يجب تدريب الطلاب المتخصصين علي أداء درجات السلم الموسيقي صعودا وهبوطا مثلما کان يفعل زرياب ، مع مراعاة توضيح کل درجة صوتية صعودا وهبوطا ، ومع ملاحظة استخدام التنفس الصحيح ، وبصورة طبيعية للتعود علي إخراج الصوت بطريقة سليمة ،ويمکن أداء بعض التلوين و التظليل علي الأداء .

 

کما ذکر دکتور الحفني : " فإن سمع صوته نديا قويا مؤديا لا يعتريه غنة ولا حبسة ولا ضيق نفس ، عرف أنه سوف ينجب وأشار بتعليمه و إن وجده خلاف ذلک أبعده "

    والمقصود بهذه العبارة أن الطالب الذي يجتاز هذه الاختبارات يصلح لتعلم أسس الغناء الصحيح ، أما إذا لم يجتزه أبعده ، ولم يعلمه .

 تعليق : هکذا ابتکر زرياب طريقة جديدة و جيدة لاختبار الصوت من حيث القوة و المرونة، إلى جانب النطق السليم لمخارج الحروف والألفاظ والمساحة الصوتية ، القدرة علي التنفس بطريقة منظمة ميکانيکية ( إراديا ) حيث أن التنفس من أهم ما يساعد علي جودة الصوت .

       ¨ ثانيا : خصائص مدرسة زرياب في تعليم الألحان الغنائية :

اعتمد زرياب في تدريسه للألحان الغنائية علي ثلاث مراحل  کالتالي :

المرحلة الأولى : ( الإيقاع )

       وفيها يدرس التلميذ نص الشعر المغني ، ليتعرف علي معانيه ، وليتعرف علي الميزان الشعري ، ؛ يصاحب القراءة النقر علي الدف ليدل علي تفاصيل الميزان الشعري ، ( أي يقرأ الکلمات مع إيقاع اللحن فقط )، ليعرف مواضع السکون والحرکة ، أي النغمات الطويلة وأماکن السکتات وتقسيم العمل إلى جمل موسيقية .([28])

المرحلة الثانية : ( اللحن البسيط )

       يدرس التلميذ اللحن بصورة بسيطة دون أي زخارف أو حليات ويکرر حتي يتقنه إتقانا تاما ، ثم يمزجه بالشعر الموقع علي الدف .

المرحلة الثالثة : ( الزخارف اللحنية )

     تعلم مواضع الزخارف اللحنية ، الحليات بعد ما يکون الدارس قد أتقن اللحن وأصبح متمکنا من أدائه . 

التطبيق علي خصائص مدرسة زرياب في تعليم غناء الألحان العربية :         

موشح يا شادي الألحان

بدنية ( 1 )         يــا شــادي الألـحـــان        أسمـعـنـــا رنــة العـيـــــدان

بدنية ( 2 )         واطرب من في الحان       واحسبنا من ضمن الندمـان

خــــانة               شــعــرک والجـبـيـــن         والوجـــدان کالليـل والنهار

تحليل موشح (  يا شادي الألحان )

 الصيغة  : تأليف غنائي

نوع القالب : الموشح

اسم الملحن  : الشيخ سيد درويش

اسم المقام  : مقام الراست

 

 

             

8

4

 

الضرب :      المصمودي الکبير

 

 

 

هيکل القالب  : يتکون من بدنية ( 1 ، 2 ) ، خانة .

إجمالي عدد الموازير : 26  مازورة ، من م 1 : م 20 بدنية ( 1 ) ،

                        من م21 : م 26 الخانة .

تحليل المسار اللحني للموشح :

 رقم المقياس

الخلية النغمية أو المقام

البدنية الأولي :

العبارة الأولي : من م1 : م2   

ع 2  من م3 : م6 

 

ع 3  من م7 : م8

ع 4  من م9 : م12 ـ 1

 

ع 5  من م12 ـ 2 : م12 ـ 4

ع 6  من م13 : م15

 

 

 

ع 7  من م16 : م17

 

 

ع8  من م 18 :م 20

 

 

البدنية الثانية : تکرار للحن البدنية الأولي مع تغيير الکلمات .

 

الخانة من م 21 : م 26

ع1 من م21 : م22 ـ 2

ع 2  من م22 ـ 3 : م23

ع 3  من م24 : م 26 .         

 

جنس راست النوا هبوطا .

استعراض جنس راست النوا هابط والرکوز علي غماز المقام ( النوا ).

تکرار للحن العبارة الأولي .

تکرار للحن العبارة الثانية من  

     م3 : م6 ـ1

جنس نهاوند النوا

جنس حجاز النوا ، وظهور طبع راست الراست ، ليعطي مقام سوزناک لوجود نغمتي عربة حصار،وعربة ماهور .

 

استعراض لمقام الراست صعودا ،

وهابط والرکوز علي جواب الأساس (الکردان ).

 

جنس راست والرکوز علي أساس المقام (الراست ) .

 

 

 

 

تتکون من ثلاث عبارات :

جنس راست النوا هبوطا .

استعراض جنس راست النوا .

جنس راست الکردان و جنس نهاوند النوا هابط مما أدي إلى مقام السوزدلار والرکوز علي أساس المقام ( الراست ) .

جدول رقم ( 2 )

التطبيق علي خصائص مدرسة زرياب :

   1.   قراءة الأبيات الشعرية مع مراعاة صوتيات اللغة العربية وقواعد الإعراب ؛ يصاحب القراءة النقر علي الدف وذلک لمعرفة التقطيع العروضي للأبيات ،ومنه يعرف الميزان الشعري ،ومعرفة أماکن النبر القوي والنبر الضعيف في الضرب الواحد أو ما يعرف في وقتنا هذا (دم ، تک ) .

يــا شــادي الألـحـــان       أسمـعـنـــا رنــة العـيــــــــدان

يا شا  دل أل  حا ني       أس معن  رن ن تل  عـيـ  دان

/o /o   /o /  o / o/           o/o //o     /o   / /   o  /    o/ o o

ــ  ــ    ــ ــ    ــ ــ          ــ  . ــ     ــ  . ــ     ــ  

                                

فعــلن فعــلن  فعــلن        فــاعـ لن  فــاعـ لن   فــا علن

 

واطرب من في الحان        واحسبنا من ضمــــن الندمان

وط رب من فل  حاني      وح سب نا من ضم نن  ند مان

 

/o  /o     /o /  o   / o/ o           /o  /o    /o /o    / o /    o/  o/ o o

ــ  ــ     ــ  ــ   ــ  ــ         ــ  ــ   ــ  ــ     ــ  ــ    ــ

 

 

فعــلن   فعــلن  فعـلن       فـعــلـن  فعـلن  فـعــلـن  فا علن

 

شعرک والجبـيــن والوجـــــدان        کالــلـيـل والنــهــــار

شع رک ول ج بين ول وج دان        کل ليـل  ون ن هــار

 /o /o    /o  / / o o/o /o  / o o         /o  /oo    /o   / /  o o

 ــ  ــ     ــ  .       ــ  ــ               ــ          ــ  .

 
   

 

 

 

فـعـــلن  فـا عـلان  متــفـعــلات        فـا علن   فـا عــلان

الموشح من بحر المتدارک وهو من أوزان الشعر العربي المشهورة .

 إعراب الموشح:

الکلمة

إعرابها

يا شادي

الألحان

أسمـعـنـــا

 

 

رنــة

العـيـــدان

(يا) حرف نداء ،و(شادي) منادي منصوب وسکن لإقامة الوزن.

مضاف إليه مجرور بالکسرة .

(أسمع) فعل أمر مبني علي السکون المقدر و(النون) هي نون التوکيد والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت .

مفعول به منصوب بالفتحة .

مضاف إليه مجرور بالکسرة .

واطرب

 

 

من

في الحان

 

واحسبنا

 

 

من ضمن

الندمان

( الواو) حرف عطف ، (اطرب) فعل أمر مبني علي السکون والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنت) والجملة معطوفة علي جملة ( اسمعنا ) .

اسم موصول بمعني (الذين) في محل نصب مفعول به .

جار ومجرور و(شبه الجملة) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .

 

(الواو) حرف عطف ، (احسب) فعل أمر مبني علي السکون والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنت) ،و(النون) هي نون

التوکيد والجملة معطوفة علي ما قبلها .

جار ومجرور

شــعــرک

 

والجـبـيـــن

 

والوجـــدان

کالليـل

والنهار

شعر مبتدأ مرفوع بالضمة ، و(الکاف) ضمير مبني في محل جر مضاف إليه .

الواو حرف عطف ، الجبين معطوف علي شعرک مرفوع ،

وسکن للوزن . 

معطوف علي (شعرک) مرفوع .

جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ ( شعرک ) .

معطوف علي الليل مرفوع وسکن للوزن والقافية .

جدول رقم ( 3 )

   2.     يغني الطالب اللحن من النوتة الموسيقية صولفائيا علي أن يلم بإحساس وطابع وترکيب مقام ( الراست ) وکذلک احتياج نغماته بالزيادة أو النقصان حتى يتقن اللحن، ثم يرکب الکلمات المقطعة ( تقطيعا عروضيا) علي اللحن، حتى يتقن غناء الموشح مبسطا دون حليات .

   3. بعد إتقان غناء الموشح ، يدرس إمکانية دخول بعض الزخارف ، أو الحليات أو ما يسمي بـ ( العرب ) وذلک وفقا لقدرات وخبرة القائم بوضع هذه العرب سواء الطالب المتخصص أو الأستاذ.

موشح ( لو کنت تدري )

لو کنت تدري ما الحب يفعل                 بالوصل يوما ما کنت تبخل

ظبي کحيل ، حلو المحيـــــــا                الغصن منه إن ماس يخجـــل

يا من هواه أضني فــــــؤادي                کالبدر أنت بل أنت أجمـــــل

إن کان حبي يقضي بقتلـــــي                 سلـــمت أمــــري لله فافعـــل

تحليل موشح ( لو کنت تدري )

الصيغة  : تأليف غنائي

نوع القالب : موشح

اسم الملحن  : مجدي العقيلي

اسم المقام  : مقام هزام

 

 

 

اسم مؤلف الکلمات : من الشعر القديم

3

4

 

الضرب :         سماعي دارج .

 

 

هيکل القالب  : يتکون من تکرار أربع بدنيات ولازمة موسيقية .

إجمالي عدد الموازير : 11  مازورة ،من م 1 : م 11 ـ 1 بدنية تتکرر أربع مرات، من م11 ـ2 : م 11 ـ3 لازمة موسيقية.

تحليل المسار اللحني للموشح :

 رقم المقياس

الخلية النغمية أو المقام

 الموشح يتکون من لحن بدنية ،ويتکرر أربع مرات لکن بکلمات مختلفة:

العبارة الأولي : من م1 : م3 ـ1

 

 لازمة موسيقية  من م 3ـ2 : م 4 ـ1

ع 2  من م4 ـ2 : م11 ـ1 

 

 

لازمة موسيقية من م11ـ2

 

 

مقام سوزناک ورکوز مؤقت علي غماز المقام ( النوا ) .

جنس راست الراست .

جنس راست النوا والصعود ،

 جنس راست الکردان ثم الهبوط إلى سيکاه علي السيکاه ( مقام هزام ).

في طبع السيکاه والرکوز التام .

جدول رقم ( 3 )

التطبيق علي خصائص مدرسة زرياب :

      1.         الخطوة الأولي : الإيقاع

الموشح من بحر المنسرح التام وهو بحر مشهور بين بحور الشعر العربي .

لو کنت تدري ما الحب يفعل                 بالوصل يوما ما کنت تبخل

لو کن ت تد ري مل حب ب يف ع لو     بل وص ل يو من ما کن ت تب خ لو

/o /o /  /o   /  o/o /o    /  / o  / /   o    /o   /   o/  /    o/  o/o /o  / /    o/ /o

ــ  ــ  .  ــ    ــ  ــ  ــ     .   ــ   . ــ       ــ   ــ   .  ــ    ــ  ــ  ــ   .  ــ   . ــ

                                               

 

مسـتفـعـــلن  مفــعولـن   مــــفاعـــلن       مسـتفـــعـــلن  مفــعولن  مــــفا عـــلن

 

    ظبي کحيل ، حلو المحيا                  الغصن منه إن ماس يخجل

ظب ين ک حي لن حل ول م حي يا     ال غص ن من هو إن ما  س يخ ج لن

  /o /o /  /o    /  o/o /o  / / o  /   o    /o   /   o/  /    o/  o/o /o  /  /   o/ /o

  ــ  ــ  .  ــ     ــ  ــ  ــ   .  ــ   ــ       ــ   ــ   .  ــ    ــ  ــ  ــ   .  ــ   . ــ

                                                

 

 مسـتفـعـــلن    مفــعولـن  مـــفاعـل      مسـتفـــعـــلن   مفــعولن  مـــفا عـــلن

 

يا من هواه أضني فؤادي                      کالبدر أنت بل أنت أجمل

يا من هـ وا هو أض ني ف ءا دي       کل بد ر أن تا بل أن  ت أج م لو

/o /o /  /o    /  o/o /o  / / o  /   o      /o /  o/ /   o/  o/o /o  /  /  o/ /o

ــ  ــ  .  ــ     ــ  ــ  ــ   .  ــ  ــ         ــ  ــ  .  ــ   ــ  ــ  ــ   .  ــ  . ــ

                                            

 

مسـتفـعـــلن    مفــعولـن مـــفاعـل       مسـتفــعـــلن مفــعولن  مـــفاعـــلن

 

 

إن کــــــان حبي يقضـــــــــي بقتلي       سلمــت أمـــــــري لله فافعـــــــــل

إن کا ن حب بي يق ضي ب قت لي     سل لم ت أم ري لل لاهي فف ع لي

 /o /o /  /o  /  o/o /o     / / o /   o      /o /  o/ /   o/   o/o /o  / o /   o/ /o

 ــ  ــ  .  ــ   ــ  ــ  ــ      . ــ  ــ         ــ  ــ  .  ــ   ــ  ــ  ــ    ــ  ــ   . ــ

                                            

 

مســتفــعــلن مفـــعولـن    مــفا عل       مستفــعــلن  مفــعولن   مسـتـفــعـلن

 

 

 

 

إعراب الموشح:

الکلمة

إعرابها

لو کنت

 

تدري

 

 

ما

 

الحب

يفعل

 

بالوصل

يوما

ما کنت

 

تبخل

(لو) حرف امتناع لامتناع ،(کنت) فعل ماضي ناقص و(التاء) أسمها.

فعل مضارع مرفوع بضمه مقدرة ، (والفاعل) ضمير مستتر تقديره أنت والجملة في محل نصب خبر کان .

أسم موصول بمعني (الذي) مبني في محل نصب مفعول به .

فاعل لفعل مقدم عليه .

فعل مضارع مرفوع والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .

جار ومجرور

ظرف زمان منصوب

(ما) نافية ،(کنت) فعل ماضي ناقص والتاء اسمها .

فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنت)،والجملة في محل نصب خبر کان .

 

الکلمة

إعرابها

ظبي

کحيل

حلو

المحيا

الغصن

منه

إن

ماس

سيخجل

 

خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو) .

نعت لـ (ظبي) مرفوع بالضمة الظاهرة .

نعت ثاني مرفوع .

مضاف إليه مجرور بالکسرة المقدرة لظهور حرف علة .

مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .

جار ومجرور .

أداة شرط جازمه .

فعل ماضي مبني علي الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو) .

(السين) حرف استقبال ،(يخجل) فعل مضارع مرفوع سکن للوزن والقافية ، وجملة (سيخجل) جواب الشرط في محل جزم ، وجملة

الشرط ، وجوابه في محل رفع خبر مبتدأ (الغصن) .

 

يا من

هواه

 

أضن

 

فؤادي

 

کالبدر

أنت

بل

أنت

أجمل

(يا) حرف نداء ، (من) اسم موصول مبني في محل نصب لأنه منادي .

(هوي) مبتدأ مرفوع بضمه مقدرة ، (الهاء) ضمير مبني علي الضم في محل جر مضاف إليه .

فعل ماضي مبني علي الفتح ، والفاعل مستتر تقديره (هو) ، والجملة خبر المبتدأ في محل رفع .

مفعول به منصوب بفتحة مقدرة ،و(الياء) ياء المتکلم ضمير مبني علي السکون في محل جر مضاف إليه .

جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم .

ضمير مبني علي الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر .

حرف إضراب مبني علي السکون .

ضمير مبني علي الفتح في محل رفع مبتدأ .

خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمه الظاهرة علي آخره .

إن

کان

حبي

 

يقضي

 

بقتلي

سلمت

أمري

 

لله

فافعل

أداة شرط جازمة .

فعل ماضي ناقص ، فعل الشرط في محل جزم .

(حب) اسم کان مرفوع بضمه مقدرة ، و(الياء) ياء المتکلم ضمير مبني في محل جر مضاف إليه .

فعل ماضي مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو) والجملة في محل نصب خبر کان .

جار ومجرور

(سلم) فعل ماضي مبني علي السکون ، (التاء) تاء الفاعل .

(أمر) مفعول به منصوب بفتحة مقدرة ، (الياء) ضمير مبني في محل جر مضاف إليه .

جار ومجرور

(الفاء) واقعة في جواب الشرط ،(افعل) فعل أمر مبني علي السکون وهو

 

جدول رقم ( 4)

 

      2.         الخطوة الثانية : إتقان اللحن مبسطا مع الإلمام بمقام الهزام ثم  

   3.     الخطوة الثالثة : غناء اللحن مضافا إليه بعض العرب وذلک وفقا لقدرات وخبرة القائم بوضع هذه العرب سواء الطالب المتخصص أو الأستاذ.

موشح ( حبي دعاني للوصال )

  حبي دعاني للوصال                  من بعد ذلي والهوان

والوصل يحلو لا کلام                   والحر يأبي أن يهان

تحليل موشح ( حبي دعاني للوصال )

نوع القالب  : غنائي

نوع التأليف : الموشح

اسم الملحن  : الشيخ سيد درويش

اسم المقام  : مقام قارجغار

 

 

 

11

 4

 

الضرب :         العويص

 

 

 

هيکل القالب    : يتکون من بدنية ( 1 ، 2 ).

إجمالي عدد الموازير :  أربع موازير .

تحليل المسار اللحني للموشح :

رقم المقياس

الخلية النغمية أو المقام

 الموشح يتکون من لحن بدنية يتکرر مرتين لکن بکلمات مختلفة:

العبارة الأولي :  م1

 

ع 2   : م2  

 

ع3  :  م3

 ع 4 : م 4

 

 

استعراض جنس حجاز النوا .

 

 جنس حجاز النوا وجنس نهاوند الکردان .

جنس حجاز النوا .

استعراض لمقام القارجغار صعودا وهبوطا ، ورکوز تام علي أساس المقام درجة الدوکاه .

جدول رقم ( 5)

التطبيق علي خصائص مدرسة زرياب :

1       ـ الخطوة الأولي : الإيقاع

التقطيع العروضي :

حبــي دعانــي للوصــــــــــال          مـــن بعـــد ذلـــي والهــوان

حب بي د عا  ني  لل و صال          من بع د ذل  لي ول هـ وان   

  /o /o  /  /o  /o  /o  /  /oo             /o /o / /    o /o /o  /  /oo

  ــ  ــ   .  ــ  ــ   ــ   .                  ــ  ــ  .  ــ    ــ  ــ  .

                                

  مسـتفــعـــلن مســتفــعـــلان            مسـتفــعــلن   مسـتفـعـــلان

والوصــل يحــلو لا کــــــلام             والحـــر يأبــــــي أن يهـان

ول وص ل يح  لو لا ک  لام           ول حر ر يأ  بي أن ي هان

  /o /o   /  /o   /o /o /  /oo             /o /o  / /   o /o /o  /  /oo

   ــ  ــ   .  ــ   ــ  ــ   .                 ــ  ــ   . ــ    ــ  ــ   .

                                

  مسـتفـــعــلن   مستفـــعــلان           مســتفـــعـلن  مسـتفـــعـــلان

والموشح علي بحر ( مجزوء الرجز ) وهو من أوزان الشعر العربي المشهورة وتفعيلته ( مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن )

          ( /o/o//o   /o/o//o  /o/o//    o/o/o//o  )

إعراب الموشح

الکلمة

إعرابها

حبي

دعاني

 

للوصال

من بعد

ذلي

والهوان

(حب) مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة لظهور حرف العلة و(الياء) مضاف إليه .

دعا فعل ماضي مبني علي الفتح ، والفاعل ضمير مستتر تقديره

(هو) ، و(النون) للوقاية ،و(الياء) ضمير مبني في محل نصب مفعول به .

جار ومجرور وقد سکن المجرور للوقف .

جار ومجرور

مضاف إليه مجرور و(الياء) ضمير مضاف إليه .

معطوف علي (ذلي) مجرور .

 

 والوصل

يحلو

 

لا

کلام

والحر

يأبي

 

أن

يهان

 

الواو استئنافية ، (الوصل) مبتدأ مرفوع .

فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو) ،والجملة في محل رفع خبر المبتدأ .

نافية للجنس .

اسم لا مبني علي الفتح وخبرها محذوف

الواو استئنافية و(الحر) مبتدأ مرفوع

فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر والجملة في محل رفع خبر المبتدأ .

حرف مصدري ونصب .

فعل مضارع منصوب بأن وسکن للوقف والمصدر المؤول من أن والفعل (الإهانة) في محل نصب مفعول به (يأبي) .

جدول رقم ( 4)

 

2ـ الخطوة الثانية : إتقان اللحن مبسطا دون حليات ، يغني الطالب اللحن من النوتة الموسيقية صولفائيا علي أن يلم بإحساس وطابع وترکيب مقام (القارجغار) وکذلک احتياج نغماته بالزيادة أو النقصان حتى يتقن اللحن، ثم يرکب الکلمات المقطعة ( تقطيعا عروضيا) علي اللحن .

    3 ـ الخطوة الثالثة : غناء اللحن مضافا إليه بعض العرب والزخارف اللحنية.

نتائج البحث :

            بعد التطرق إلى مدرسة زرياب وتحليل خصائصها في الکشف عن الأصوات ، وکذلک قواعده الخاصة في تعليم الألحان الغنائية لطلابه توصلت الباحثة إلى ما يلي :

أولا : نتائج خاصة بهذه المدرسة في کشف الأصوات يمکن الاستفادة منها في اختبار القدرات للطلاب المتخصصين :

   ·          يري زرياب أن أداء الطالب لکلمة ( يا حجام ) تساعده في اختبار قوة الصوت ومخارج الحروف .

  · وأهتم زرياب بالتعرف علي المساحة الصوتية للتلميذ المختبر وذلک بأدائه کلمة ( آه) علي جميع درجات السلم الموسيقي وبذلک التعرف علي مقدرته الغنائية .

  · أهتم أيضا بالوقفة الصحيحة للمؤدي حتي يستطيع التنفس بشکل صحيح وعميق ،والعمل علي تقوية عضلات البطن والحجاب الحاجز حتي يخرج الصوت قويا .

   ·  اهتم زرياب بأن يکون الصوت مفتوحا وطبيعيا غير مکتوم أو مزموم .

   ·  کما اهتم بکشف عيوب النطق وزم الأسنان .

  · ابتکر زرياب علاجا طبيعيا لعيوب النطق والفک المزموم وذلک بوضع قطعة من الخشب عرضها ثلاث أصابع في فم الطالب لمدة ثلاث ليالي حتي ينفرج فکاه.

   ·  کما اهتم بأخذ النفس وإخراجه .

 

ثانيا : نتائج خاصة بمدرسة زرياب في تعليم غناء الألحان  :

أولاـ

* يقرأ الطالب الکلمات الشعرية ليتعرف علي الميزان الشعري ، بالإضافة إلى معرفة معاني الکلمات وموقعها الأعرابي .

*   ينقر الطالب الشعر علي الدف لمعرفة تفاصيل الميزان الغنائي ، فيعرف مواضع الحرکة والسکون ( أي يقرأ الکلمات مستخدما النبر لمعرفة النغمات الطويلة وأماکن السکتات ) .

ثانيا ـ

يمزج الشعر الموقع علي الدف حسب الإيقاع الموسيقي المطلوب بالألحان دون أي زخارف أو حليات ويکرره حتي يتقنه .

ثالثا ـ

تعلم مواضع الحليات بعد أن يکون الدارس قد أتقن اللحن وأصبح متمکنا في أدائه.

إمکانية الاستفادة من مدرسة زرياب في رفع مستوي الغناء العربي القديم للطالب المتخصص :

بعد أن توصلت الباحثة إلى معرفة أسلوب تعليم الغناء العربي عند زرياب ، وما وضعته هذه المدرسة من طرق لتعليم الغناء ، بالإضافة إلى تحليل الباحثة لعينة من الموشحات التي تتناسب والطالب المتخصص وذلک تبعا لخصائص مدرسة زرياب .

           رأت الباحثة  أن هذه الخصائص  في الحقيقة هي التي يجب أن تفرض علي کل مغني أو طالب متخصص وذلک عند الغناء العربي القديم فبغيرها يکون الغناء غير مکتمل التکوين .

 

 

 أولا : من حيث اختبار وتصنيف الأصوات :

  1. يجب أن يقف الطالب عند الغناء معتدل القامة ، مفرود الصدر .
  2. أخذ نفس عميق قبل الغناء حتى يسهل أداء النغمات بتردداتها الصحيحة.
  3. يقوم الطالب عند اختباره الأول بأداء تمرين صولفيج علي درجات السلم المختلفة صعودا وهبوطا مستخدما لفظ (آه) وذلک لمعرفة (مساحته الصوتية).
  4. يمکن الاستفادة من طريقة زرياب في معالجة عيوب النطق مثل ( زم الأسنان ) حتى يأخذ الفکان الوضع الصحيح للغناء .
  5. استخدام کلمة ( يا حجام ) لاختبار مخارج الحروف ، حيث يجب التأکد علي هذه النقطة في اختبار الطالب المتخصص حيث أنه فيما بعد سيکون مثل يحتذي به فيجب أن تکون مخارج الحروف سليمة لا يعتريها أي عيوب .

ثانيا : من حيث تعليم غناء الألحان العربية : 

      1.  يجب غناء الطلاب المتخصصين وهم مستخدمين المدونات الموسيقية

   2. يجب أن يدرس الطالب النص الشعري من حيث الأوزان والضبط ثم يقرأه مستعينا بالدف لمعرفة النقر القوي والنقر الضعيف والسکتات ومنها معرفة الميزان الغنائي للحن  .

      3. غناء اللحن بصورة مبسطة دون الزخارف اللحنية حتي يتم إتقان اللحن الأساسي .

وترکيب الإيقاع علي اللحن أثناء الغناء باستخدام الدف أو اليد .

   4. إدخال الزخارف اللحنية والحليات الموسيقية إلى اللحن ، بذلک يکون الطالب قد استطاع غناء اللحن بشکل سليم مصاحبا للإيقاع والزخارف اللحنية ، ودون عيوب في النطق أو النفس .

وهکذا فإن هذا النابغة الذي أرسي هذه القواعد والأسس قد سبق عصره بأجيال ومراحل ، بتطوره الواضح وأسلوبه المميز يمکن أن نستمد أسس ومناهج علمية ناضجة تجعل لهذا الفن مناهج وخطوات يسير علي نهجها کل من يطلب الکمال في أداء الغناء العربي .

التوصيات :

*    ضرورة الاهتمام بمدارس الغناء العربي في العصور المختلفة مثل مدرسة زرياب ، وأسحق الموصلي .وغيرهم ،والاستفادة منها في تدريس الغناء العربي للطلبة المتخصصين ولکل من يؤدي الغناء .

*       ضرورة الاستفادة من مدرسة زرياب في اختبار وتصنيف الأصوات ، تطبيقها في اختبار القدرات لطلاب الکليات والمعاهد المتخصصة .

*       ضرورة تطبيق مدرسة زرياب في تعليم الغناء العربي بالخطوات التدريجية المطلوبة.

*    إدراج قسم خاص بالغناء العربي بالکليات والمعاهد المتخصصة علي غرار قسم الغناء الغربي بمعهد الموسيقي العربية بأکاديمية الفنون يدرس فيه الطرق السليمة والمختلفة للغناء العربي .



[1] زينب حسن : الفن المعاصر ، مجلة فصلية متخصصة ، أکاديمية الفنون ، القاهرة ، 1986 ، ص 141 .

)*( حديث نبوي شريف .

[2] فاطمة أحمد إبراهيم غريب : أساليب تدوين الإيقاعات العربية في العصر العباسي وامکانية الاستفادة منها في تدريس الإيقاعات والضروب العربية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية النوعية ، ج. عين شمس ، القاهرة ، 1999 ، ص

[3] أبو الفرج الأصفهاني : الأغاني ، الجزء التاسع ، دار التحرير للطبع والنشر ، القاهرة ، 1970 ، ص 54 .

[4] فاطمة أحمد إبراهيم غريب : أساليب تدوين الإيقاعات العربية في العصر العباسي وامکانية الاستفادة منها في تدريس الإيقاعات والضروب العربية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، مرجع سابق ، ص

[5] عبد الحميد العيادي : المجمل في تاريخ الأندلس ، المکتبة التاريخية ، دار العلم ، القاهرة ، 1964 ، ص

[6] احمد الجندي : من تاريخ الغناء عند العرب ، القاهرة ، ص 31 ـ 38 .

[7] مجمع اللغة : المعجم الوسيط ، الجزء الأول ، الطبعة الثالثة ، القاهرة ، 1972 ، ص 288.

[8] أحمد سعد : تقنيات الغناء عند زرياب ، رسالة ماجستير غير منشورة ، المعهد العالي للموسيقي العربية ، أکاديمية الفنون ، القاهرة ، 1990 ، ص 35   

[9] أحمد الجندي : من تاريخ الغناء عند العرب ، ص 35 .

[10] عبد الحميد مشعل : موسيقي الغناء العربي ، دار مکتبة الفکر العربي ،طرابلس ، ليبيا ،1973 ،ص 123

[11] نبيل عبد الهادي شورة : قراءات في تاريخ الموسيقي العربية،دار العلاء للطباعة ،القاهرة ،1992،ص 54. 

[12] سمير شيخان : أشهر المغنيين ، المطبعة الکاثوليکية ، بيروت ، بدون تاريخ ، ص 18 ـ 19 .

[13] محمود أحمد الحفني : زرياب أبو الحسن علي ابن نافع موسيقار الأندلس ، الدار المصرية للتأليف ، القاهرة ، 1970 ، ص 167 ـ178 .

[14] محمود أحمد الحفني : زرياب أبو الحسن علي ابن نافع ، مرجع سابق ، ص 135 .

[15] علي إبراهيم حسن : التاريخ الإسلامي العام ، مکتبة النهضة ، القاهرة ، بدون تاريخ ، ص 593 : 597 .

[16] عبد الحميد مشعل : موسيقي الغناء العربي ،مرجع سابق ،  ص59

[17] محمود أحمد الحفني : زرياب أبو الحسن علي بن نافع ، مرجع سابق ، ص 135 .

[18]کمال النجمي : تراث الغناء العربي بين الموصلي وزرياب ، دار الشروق ، القاهرة ،1993 ، ص 45 .

[19] راجي عنايت : علماء العرب للفتيان والفتايات ( زرياب ) ، ص 30 .

[20] محمود الحفني : زرياب أبو الحسن علي ابن نافع ، مرجع سابق ، ص  178 .

[21] محمد محمود سامي حافظ : تاريخ الموسيقي والغناء العربي ، مکتبة الأنجلوا المصرية ، القاهرة ، 1978 ، ص 107

[22] هنري جورج فارمر : تاريخ الموسيقي العربية حتي القرن الثالث عشر الميلادي ، ترجمة جرجيس فتح الله المحامي ، منشورات دار مکتبة الحياة ، لبنان ، بيروت ، 1972 ، ص

[23]محمد محمود  سامي : تاريخ الموسيقي والغناء ، مرجع سابق ، ص 107 .

[24] مجدي العقيلي : السماع عند العرب ، ط1، ج1 ، ص 111 ـ 112  .

([25]) محمود أحمد الحفني : زرياب أبو الحسن علي بن نافع ، الدار المصرية للتأليف ، 1968 .

وهنري جورج فارمر : تاريخ الموسيقي العربية ، ترجمة حسين نصار ، مکتبة مصر الفجالة ، ص 179 .

[26] محمد کامل الخلعي : الموسيقي الشرقي ، القاهرة ،1923 ،ص 101

[27] محمد سالم :  الرائد في تجويد القرآن ،مکتبة الأنجلو المصرية ، ص 41 .

[28] نبيل عبد الهادي شورة : قراءات في تاريخ الموسيقي العربية ،  

المراجـــع :
أبو الفرج الأصفهاني : الأغاني ، الجزء التاسع ، دار التحرير للطبع والنشر ، القاهرة ، 1970 .
أحمد سعد : تقنيات الغناء عند زرياب ،رسالة ماجستير غير منشورة ، المعهد العالي للموسيقي العربية ، أکاديمية الفنون ، القاهرة ، 1990 .
 أحمد الجندي : من تاريخ الغناء عند العرب ، ط1 ، وزارة الثقافة ، دمشق 1989 .
راجي عنايت : علماء العرب للفتيان والفتايات ( زرياب ) ،
زينب حسن : الفن المعاصر ، مجلة فصلية متخصصة ، أکاديمية الفنون ،  المجلد الأول ، القاهرة ، 1986 .
سمير شيخان : أشهر المغنين ، المطبعة الکاثوليکية ، بيروت .
علي إبراهيم حسن : التاريخ  الإسلامي العام ، مکتبة النهضة ، القاهرة ، بدون تاريخ .
عواطف الشرقاوي : طرق الغناء العربي وإمکانية تطويعها لأصوات اللغة العربية ، رسالة دکتوراه منشورة ، الکونسيرفاتوار ، القاهرة ، 1986
عبد الحميد العايدي : المجمل فى تاريخ الأندلس ، المکتبة التاريخية ، دار العلم القاهرة 1964 .
عبد الحميد مشعل : موسيقي الغناء العربي طرابلس ليبيا ، دار مکتبة الفکر ، طرابلس ليبيا ، 1973 .
عبد الحميد مشعل : مراحل تطور الموسيقي العربية و الموشحات العربية ،دار مکتبة الفکر ، طرابلس ليبيا ، الطبعة الأولي ، 1973 .
فاطمة أحمد إبراهيم غريب : أساليب تدوين الإيقاعات العربية في العصر العباسي وإمکانية الاستفادة منها في تدريس الإيقاعات والضروب العربية ،رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية النوعية ،ج عين شمس ، القاهرة ، 1999 .
کمال النجمى : تراث الغناء العربى بين الموصلى وزرياب وأم کلثوم وعبد الوهاب ، دار الشروق ، 1413هـ – 1993 م
محمود أحمد الحفني : زرياب أبو الحسن علي بن نافع ، الدار المصرية للتأليف ، 1968 .
مجدي العقيلي : السماع عند العرب ، الجزء الثاني ، الطبعة الأولي ، 1970 .
محمد سالم : الرائد في تجويد القرآن ، مکتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة .
محمد کامل الخلعي : الموسيقي الشرقي ، مطبعة التقدم شارع محمد علي ، القاهرة ، مصر ، 1993 .
محمد محمود سامي حافظ : تاريخ الموسيقي والغناء العربي ، مکتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1978 .  
نبيل عبد الهادي شورة : قراءات في تاريخ الموسيقي العربية ، دار العلاء للطباعة، القاهرة ، 1992. 
هنري جورج فارمر : تاريخ الموسيقي العربية ، ترجمة جرجيس فتح الله المحامي ، منشورات دار مکتبة الحياة ، لبنان ، بيروت ، 1972 .
هنري جورج فارمر : تاريخ الموسيقي العربية ، ترجمة حسين نصار ،مراجعة وتصدير احمد فؤاد الأهواني ، مکتبة مصر الفجالة ، القاهرة ، 1929 .