سمات الشخصية وأساليب المعاملة الوالدية المدرکة لدى التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

أستاذ الصحة النفسية المساعد کلية التربية – جامعة المنصورة

المستخلص

هدف البحث إلى الکشف عن الفروق فى سمات الشخصية وأساليب المعاملة الوالدية المدرکة بين التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة ونظرائهم غير الضحايا ، کما هدف البحث إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين تعرض التلاميذ لمشاغبة الأقران فى المدرسة وأساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم ، هذا بالإضافة إلى الکشف عن أکثر تلک الأساليب اسهاما فى التنبؤ بإمکانية تعرض التلاميذ لمشاغبة أقرانهم فى المدرسة، ولتحقيق تلک الأهداف أعدت الباحثة مقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران ومقياس أساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها الأبناء وتم تقنين وتطبيق المقياسين بالإضافة إلى استبيان الخمسة الکبرى للأطفال (BFQ_C) ترجمة وإعداد ( فؤاد الموافى وفوقية راضى ، 2006) وکانت عينة البحث من ضحايا مشاغبة الأقران (104) تلميذ وتلميذة من مدارس ابتدائى واعدادى بمحافظة الدقهلية، وباستخدام معاملات الارتباط واختبار (ت) وأسلوب الانحدار اللوغاريتمى متعدد المتغيرات Logistic Regression  تم التحقق من فروض البحث وأسفرت النتائج عن وجود فروق دالة احصائيا بين التلاميذ الضحايا وغير الضحايا فى بعد (عدم الاتزان الانفعالى) من أبعاد الشخصية فى صالح التلاميذ الضحايا ووجود فروق دالة احصائيا بينهما فى أساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم ( الرفض / التفرقة / الحماية الزائدة / الإهمال / التذبذب/ القسوة / التسلط ) فى صالح التلاميذ الضحايا ، کما وجد ارتباط موجب دال بين أساليب المعاملة الولدية موضع البحث بين تعرض الطفل لمشاغبة الأقران عدا أسلوب ( السواء) فالارتباط بينهما سالب دال وأشارت النتائج إلى أن أساليب المعاملة الوالدية ( الرفض / الحماية الزائدة /  التذبذب/ القسوة ) هى أکثر الأساليب اسهاما فى التنبؤ بإمکانية تعرض التلميذ لمشاغبة أقرانه. وفى ضوء تلک النتائج تم صياغة عدد من التوصيات والبحوث المقترحة.
 
 

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

تعد الذاکرة الإنسانية من أهم نواتج حدوث التعلم والتى لا يمکن أن يستمر  بدونها ، فبدون الذاکرة لا يحتفظ الفرد بشىء مما يتعلمه . والذاکرة تؤدى دوراً هاماً في مختلف مجالات السلوک الإنسانى، في القراءة، في الکتابة، في الحديث، في الاستماع، في ممارسة الأعمال والمهارات المختلفة، ولذا فهى المسئولة عن استمرار بقاء النوع الإنسانى وارتقاءه بحضارته.

مقدمة :

تشير بحوث عديدة إلى أن نسبة کبيرة من تلاميذ المدارس هم ضحايا مشاغبة الأقران ، حيث تتراوح نسبتهم ما بين ( 12 – 15% ) ( طه عبد العظيم حسن ، سلامة عبد العظيم حسن ، 2007 ) ؛ وتعتبر المشاغبة مشکلة من المشکلات التى حظيت باهتمام الباحثين على مستوى العالم ، فهى تعد أکثر أشکال العنف انتشارا فى المدارس ولها آثارها السلبية على نمو التلميذ نفسيا واجتماعيا وأکاديميا سواء أکان المشاغب أو ضحية المشاغبة على حد سواء (Nansel , et al ., 2001 ) إلا أن الأطفال من ضحايا المشاغبة معرضون بصورة أکبر لمشکلات التکيف التى قد تستمر حتى البلوغ ( Faye , 2003 ) . فيشير ( Stephen & Meagan , 2004 ) إلى أن 22.6% فى سن الطفولة المبکرة ضحايا مشاغبة الأقران ، بينما فى سن 8 – 12 سنة تصل نسبتهم إلى 10% . ومما يزيد من خطورة تلک المشکلة أن آثارها لا تقع فقط على ضحاياها أو المتسببين فيها ، لکنها تؤثر أيضا على الجو العام فى المدرسة ، لذلک لا يمکن إهمالها ( Susan & Maury , 1998  ). وهنا تجدر الإشارة إلى أن حوالى 85% من ضحايا المشاغبة يعانون من اضطرابات نفسية وسلوکية طويلة المدى وضغوطا مرتبطة بأمراض على مدار حياتهم ( Wikipedia , 2007 ).

إلا أن جانا وآخرين ( Jaana ; Sandra & Mark . 2003 ) أشارت إلى معاناة  کل المشاغبين وضحاياهم من اضطرابات تکيف ؛ إن المشاغبة مشکلة خطيرة حيث أنها تعد أساسا لمعظم المشکلات النفسية والسلوکية لدى المشاغبين ، وعلى الرغم من أنها ذائعة الانتشار فى المدارس إلا أنه لا يوجد إحصائيات أو دراسات تبين حجم ومدى انتشارها بدقة ، وربما يکون ذلک بسبب أنها سلوک خفى غالبا لا يدرکه الآباء والمدرسون هذا من ناحية ، کما أن التلاميذ الضحايا بدورهم ينکرون ولا يخبرون الراشدين بهذه المشاغبة ، وذلک لأنهم يعتقدون أن المدرسين فى المدرسة يکونون غير قادرين على التدخل بشکل فعال لجعل المشاغبة تتوقف ، فمن وجهة نظر ضحايا المشاغبة أن الإفصاح لا يجدى ( Hanish , Cuerra , 2000 ) . أو بسبب اعتقادهم أيضا أن تدخل الآباء والمدرسين يمکن أن يجعلهم عرضة لمزيد من المشاغبة والمضايقة من الأقران ( طه عبد العظيم حسين ، سلامة عبد العظيم حسين ، 2007 ) إلا أن المعلمين والآباء يلعبون دورا حساسا فى تعديل ميزان القوة ودعم الطفل الضحية ( Pepler & Craig , 2000  ) فتدخلاتهم تدعم أهمية کسر ثقافة الصمت لدى الضحايا، حيث تدعم الأسرة السلوک سواء أکان هذا السلوک سويا أو غير سوى ، فقد تشجع المشاغبة أو لا تشجعها ، فالآباء والمعلمون لهم الدور الأکبر فى انتشار تلک المشکلة أو منعها، وبالتالى يکونون قادرين على خلق الجو النفسى الآمن للأبناء ( Susanne , 2006 ).

والتعرض لمشاغبة الأقران يرتبط بعوامل شخصية ( أى خصائص وسلوک ضحايا المشاغبة ) وعوامل بين شخصية ( العلاقات الاجتماعية مع الزملاء ) ، ولا يصبح التلميذ ضحية لمشاغبة الأقران نتيجة للعوامل الشخصية وحدها ، ولکن نتيجة لتفاعل عوامل المخاطرة الشخصية والبين شخصية وبالتالى يحدث تعرض التلميذ لأذى أقرانه عندما تتزامن عوامل المخاطرة الشخصية مع رفض الزملاء والانسحاب وافتقاد الأصدقاء المدعمين . (Line, et al., 2001) . وهذا يعنى أن المشکلات السلوکية لدى الأبناء لا تظهر من تلقاء نفسها ولا يکون ظهورها عشوائيا ، بل أنها تتأثر بالعديد من الجوانب منها : البيولوجى ، الاجتماعى ، والنفسى إلا أن العوامل الأساسية منها ترجع إلى الابن ، وعوامل ترجع إلى الوالدين والأسرة ، وثالثة ترجع إلى المدرسة ( آلان کازدين ، 1995). و يذکر السيد عبدالعزيز الرفاعى ( 1994 ) أن سوء المعاملة الوالدية يترتب عليه بعض الخصائص السلبية فى شخصية الأبناء والتى قد تکمن بدورها وتسهم فيما يتعرضون له من مشکلات ؛ فالشخصية هى جملة السمات الموروثة والمکتسبة التى تميز الشخص عن غيره من الأشخاص والاهتمام بتدعيم السمات الإيجابية لشخصية الأبناء يؤدى إلى انطفاء السمات السالبة ( حامد زهران ، إجلال سرسى ، 2003 ) . لذلک فقد أجمع علماء النفس أمثال : فرويد Freud وإريکسون Erikson وبولبى Bowlby على أهمية الأسرة وأثرها فى التنشئة الاجتماعية للطفل ، وفى تکوين شخصيته ( عماد على مصطفىعبد الرازق ، 2005 ) ؛ فالأسرة الواعية هى التى تستطيع أن تلعب دورا إيجابيا فى التأثير على أبنائها بما تنتهجه من أساليب فى التنشئة الأسرية ، فتصبح مصدرا غنيا وفعالا فى التأثير على ثقافة الأبناء وتنشئتهم صحيا وروحيا وعقليا واجتماعيا تنشئة سليمة ( حامد زهران ، 1984 ) إلا أنه فى دراسة ( Renea . D , 1999 ) وجد أن الأطفال ضحايا مشاغبة الأقران قد خاضوا معدلات أعلى من سوء المعاملة النفسية من قبل الآباء مقارنة بنظرائهم من غير الضحايا. وهنا يؤکد سميث وآخرون ( Smith, Myrom & Wilson, 1998 ) أن الآباء قد يحتاجون مساعدة لإدراک أن سلوکهم قد يساهم فى صعوبات أطفالهم ، وکذا لفهم کيفية مساهمة دنياميات الأسرة فى تعرض الطفل لمشاغبة الأقران . حيث أشار عماد مصطفى عبد الرازق ( 2005 ) إلى أن اضطراب العلاقات التى يعيشها الأبناء فى کنف الأسرة يمثل عامل خطورة للتنبؤ بالمشکلات النفسية والسلوکية ، إذ تعتبر العديد من السمات التى تتعلق بالتفاعل بين الوالدين وأبنائهما من العوامل المساعدة على حدوث المشکلات السلوکية لدى هؤلاء الأبناء ؛ وفى هذا الصدد يشير مصطفى زيور ( 1985 ) إلى أن وراء کل طفل مضطرب شخص أکثر اضطرابا يدفعه إليه ، کما أنه لا يوجد أبناء مشکلون ولکن هناک آباء مشکلون ، وما يعانيه الأبناء من مشکلات سلوکية قد يکون ذلک فى الواقع ما هو لا ترجمة وتعبير عن اضطرابات تعترى شخصيات الوالدين ذاتهم وقصور رعايتهم لأبنائهم .

فالأسرة الواعية هى التى تستطيع أن تلعب دورا إيجابيا فى التأثير على أبنائها بما تنتهجه من أساليب فى التنشئة الأسرية ، فتصبح مصدرا غنيا وفعالا فى التأثير على ثقافة الأبناء وتنشئتهم صحيا وروحيا وعقليا واجتماعيا تنشئة سليمة . ( حامد زهران ، 1984).

مشکلة البحث :

أشارت الأدبيات والدراسات السابقة ( فوقية راضى ، 2001 ؛ Rigby, 2000 ؛
(  Jaana, Sandra & Mark, 2003   Wolk, 2001;إلى أن التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة يخبرون مشکلات نفسية وجسمية تعوق تکيفهم ونموهم الانفعالى والاجتماعى والأکاديمى ، وقد تستمر هذه المشکلات لمدى طويل ( Faye, 2003 ) فهم يعانون الألم النفسى، والنفس جسمى ، والقلق الاجتماعى ، والکبت والوحدة ، ويشعرون بعدم الأمان فى المدرسة ويحملون مشاعر الخوف ويفقدون الأصدقاء ويرفضهم الزملاء.

وقد توصلت دراسة ( Suzanne, 2006 ) إلى أن غياب الدعم الوالدى يمثل أحد العوامل المسهمة فى کون التلميذ ضحية لمشاغبة وأذى أقرانه ، وأوضحت أن الدعم الوالدى يتحقق من خلال أساليب المعاملة الوالدية التى يتبعها الوالدان فى تنشئة الأبناء ( کالدفء ، الرعاية ، المساواة ، القبول ... ) وکان من بين نتائج الدراسة أن التهديد بالرفض من جانب الأم کان من أقوى العوامل إسهاما فى کون التلميذ ضحية لمشاغبة أقرانه وأن الدعم الأبوى کان ذو أهمية أکثر وضوحا مع الفتيات ضحايا مشاغبة الأقران.

وفى دراسة ( Renea  D, 1999 )  وُجد أن الأطفال ضحايا مشاغبة الأقران قد خاضوا معدلات أعلى من سوء المعاملة النفسية من قبل الوالدين مقارنة بغير الضحايا من الأبناء
( م = 25.57 مقابل 17.01 ) . ومن جانب آخر يشير طه عبد العظيم حسين ، وسلامة عبدالعظيم حسين ( 2007 ) أن سلوکيات التلميذ ضحية مشاغبة الأقران وسماته هى المسئولة عن کونه لقمة سائغة فى يد التلميذ المشاغب ، وأن الضحية هو الذى يجعل بعض رفاقه يمارسون سلوک المشاغبة ضده بصورة متکررة ، بمعنى أنه قد اعتاد أن يکون دائما هو الضحية ، ولم يقم بأدنى جهد لتغيير
ذلک الموقف .

وترى الباحثة أنه مع أهمية ما سبق عرضه من عوامل قد تکون مسهمة فى جعل التلميذ ضحية لمشاغبة أقرانه سواء أکانت سماته الشخصية أو ما يدرکه من أساليب معاملة والديه ، إلا أن اهتمام الباحثين قد ألقى الضوء على تلک المتغيرات لدى قطب واحد من قطبى مشکلة مشاغبة الأقران وهو التلميذ المشاغب ، وندر اهتمامهم بالقطب الآخر وهو التلميذ ضحية تلک المشاغبة ، وهنا تجدر الإشارة إلى ما توصلت إليه دراسة ( عماد مصطفى عبد الرازق ، 2005 ) أنه يمکن التنبؤ بالمشکلات السلوکية لدى الأبناء من خلال غياب الدفء والقبول والرعاية والمساندة وغياب نمط التفاعل والحوار الإيجابى بين الآباء والأبناء.

 وعليه فإن توجهات البحث الحالى ترکز على بعض الجوانب النفسية للطفل الضحية متمثلة فى سمات شخصيته وبعض أساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديه نظرا لأهمية الدور الفعال للوالدين فى وقاية الأبناء من عوامل القلق والخوف ، ويزيد من شعورهم بالثقة فى النفس وتقدير الذات، حيث تبين وجود اتفاق على أن التدخلات لمواجهة تلک المشکلة يحتاج إلى إطار شامل لدراستها بالتعامل مع العوامل المسهمة فى تعرض التلميذ لمشاغبة أقرانه فى المدرسة ( Manish , Cuerra , 2000 ) . وقد کان هذا هو الدافع إلى قيام الباحثة بالبحث الحالى کمحاولة للإجابة على التساؤلات التالية:

1-  هل يختلف التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة عن نظرائهم غير الضحايا فى بعض سمات الشخصية ؟

2-  هل يختلف التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة عن نظرائهم غير الضحايا فى أساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم ؟

3-  هل يوجد ارتباط بين تعرض التلاميذ لمشاغبة الأقران فى المدرسة وأساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم ؟

4-  هل يمکن التنبؤ بإمکانية تعرض التلميذ لمشاغبة أقرانه فى المدرسة من خلال أساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديه؟

أهداف البحث :

يهدف البحث الحالى إلى ما يلى :

1- الکشف عن الفروق فى سمات الشخصية وأساليب المعاملة الوالدية المدرکة بين التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة ونظرائهم من غير الضحايا.

2-  الکشف عن طبيعة العلاقة بين تعرض التلاميذ لمشاغبة الأقران فى المدرسة وأساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم .

3-  التعرف على أکثر أساليب المعاملة الوالدية المدرکة إسهاما فى التنبؤ بإمکانية تعرض الطفل لمشاغبة الأقران فى المدرسة.

أهمية البحث :

تتمثل أهمية البحث الحالى فيما يأتى:

1- تناوله لفئة من التلاميذ -لم تحظى بالاهتمام الکافى من قبل  الباحثين- وهى فئة التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة بالرغم من خطورة تلک المشکلة  وما يترتب عليها من آثار سلبية تعوق نمو التلاميذ نفسيا واجتماعيا وأکاديميا ( Nansel , et al , 2001 ) ، إلى جانب أن التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران يمثلون نسبة غير قليلة من تلاميذ المدارس حيث تصل إلى ( 12 : 15% ) ( طه عبد العظيم حسين ، سلامة عبد العظيم حسين ، 2007 ).

2- أهمية المتغيرات موضع اهتمام البحث الحالى والتى قد تکون مسهمة فى وضع التلميذ موضع ضحية مشاغبة أقرانه وهى سمات الشخصية ، أساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها التلميذ الضحية؛ حيث أجمع عديد من الباحثين على أنه قد يکون سلوک الطفل فى حد ذاته هو الذى يحافظ على تعرضه المتکرر لمشاغبة أقرانه ( Vaillancourt , et al ., 2001 ; Poivin , Hymet & Hodges , 2001 ; Kochendorfer , 2003 ) ؛ کما تشير دراسة (Line , et al ., 2001  ) إلى ربط التعرض لأذى الأقران بعوامل شخصية (أى خصائص وسلوک الضحية) وأن التلاميذ الضحايا يظهرون إمکانية تعرضهم للهجوم بصورة أکبر ، فهم قلقون ، أکثر خضوعا ، يفتقرون للثقة بالنفس ، ولديهم تقدير منخفض للذات  وخجلون.

ويذکر ( Stephen , 2004 ) أن الرفض والتهديد والتشجيع المنخفض للتوکيد ارتبط بالمخاطرة العالية للتعرض لأذى الأقران ، وأوضح الضحايا أن آباءهم منخفضون فى الدفء والرعاية برغم ارتفاعهم فى الحماية الزائدة والإهمال .

وأشار ببر وکريج ( Pepler & Craig , 2000 ) إلى الدور الحساس الذى يلعبه الآباء والمعلمون فى تعديل ميزان القوة ودعم الطفل الضحية ، ولذلک يصبح التلميذ ضحية مشاغبة الأقران عندما تتزامن عوامل المخاطرة الشخصية مع غياب الدعم الوالدى (Line, et al., 2001) .

وتتمثل الأهمية التطبيقية للبحث فيما يترتب على نتائجه من تغيير وتعديل فى بعض سلوکيات وخصائص التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران ، استنادا إلى دراسة جارد وآخرون
( Jared , et al ., 2005 ) والتى توصلت إلى إمکانية تحقيق ذلک ؛ فالکشف عن سمات شخصية التلاميذ ضحايا الأقران وأساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم له أهميته ، حيث يشير سميث وآخرون ( Smith , Myrom & Wilson , 1998 ) إلى أن الآباء يحتاجون مساعدة الآخرين لإدراک أن سلوکهم قد يساهم فى إحداث مشکلات لأبنائهم ، وکذا لفهم کيفية مساهمة سمات شخصية الابن ، وإدراکه لأساليبهم فى معاملته فى جعل الطفل عرضة لمشاغبة أقرانه ، وفى هذا الصدد تعد نتائج البحث الحالى مرشدا فى التشخيص وإعداد برامج إرشادية وقائية وعلاجية لتلک الفئة من التلاميذ وأسرهم.

مصطلحات البحث :

مشاغبة الأقران فى المدرسة : Peer Victimization at School

هى إساءة استخدام القوة من قبل تلميذ أو أکثر لإيذاء تلميذ آخر أو أکثر جسديا ونفسيا بطريق مباشرة فى أحيان متکررة مقصودة ( Wolk , et al ., 2001 ) .

الطفل الضحية : Victim Child

أجمع کل من ( Line , 2001 ; Faye , 2003 ; Stephen , 2004 ) على تعريف الطفل ضحية مشاغبة الأقران بأنه الطفل الذى يتعرض بشکل متکرر ومقصود للضرر والإيذاء النفسى أو الجسمى أو کلاهما معا من جانب الطفل المشاغب فى صور مختلفة للإيذاء سواء بطريق مباشر أو غير مباشر دون أن يصدر عنه سلوکا يبرر سلوک المشاغب نحوه ،ويصعب عليه أن يدافع عن نفسه المستخدمة فى البحث الحالى.

وتعرف الباحثة التلميذ ضحية مشاغبة الأقران إجرائيا بأنه التلميذ الذى يحصل على درجة قطع 40 (+1ع فأکثر) على مقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران فى المدرسة المستخدم فى البحث الحالى.

سمات الشخصية :

تعرف الشخصية بأنها نمط سلوکى مرکب ، ثابت ودائم إلى حد کبير يميز الفرد عن غيره ، ويتکون من تنظيم فريد لمجموعة من الوظائف والسمات والأجهزة المتفاعلة معا ، تضم القدرات العقلية ، الوجدان ، والنزوع وترکيب الجسم ، والوظائف الفسيولوجية ، ويحدد طريقة الفرد الخاصة فى الاستجابة ، وأسلوبه الفريد فى التوافق مع البيئة ( أحمد عبد الخالق، 2000 ، 64 ) .

ويشير فؤاد الموافى وفوقية راضى ( 2006 ) إلى ما يفترضه بربارنالى ومعاونوه (Barbaranelli ) أن البنية الأساسية للشخصية تتکون من خمسة عوامل هى:

1 – الانبساط : Extraversion

ويشير إلى مظاهر مثل النشاط ، الحماس ، التوکيدية ، والثقة بالنفس .

2 – الطيبة : Agreeableness

وتعکس محبة الآخرين والحساسية تجاههم وتجاه حاجاتهم .

3 – يقظة الضمير : Conscientiousness

وتعنى الثقة فى الفرد وقدرته على حفظ النظام والإتقان والوفاء بالالتزامات .

4 – عدم الالتزام الانفعالى : Neuroticism  

وتتعلق بالتعرض لخبرة الشعور بالقلق والاکتئاب والغضب وعدم الرضا .

5 – الانفتاح على الخبرة : Openness to Experience

ويرتبط هذا العامل بالوظيفة العقلية للفرد ، الابتکارية ، الخيال ، والاهتمامات
الاجتماعية والثقافية .

أساليب المعاملة الوالدية :

وتعرفها الباحثة بأنها مجموعة السلوکيات التى يتبعها الوالدان فى معاملة الطفل ( کما يدرکها الطفل ) أثناء تفاعلهما معه فى المواقف الحياتية المختلفة ، وتتمثل هذه السلوکيات فى (الرفض ، الإهمال ، التسلط ، الحماية الزائدة ، القسوة ، التفرقة ، التذبذب ، السواء) کما تقاس بالمقياس المستخدم فى البحث الحالى .

الرفض : شعور الابن بأنه غير مرغوب فيه من والديه ، حيث يثيران المشاکل معه ، ولايتقبلان أخطاءه البسيطة .

الإهمال : شعور الابن بتجاهل والديه له ، لا يحاسبانه على أخطائه ، يهملان مطالبه .

القسوة : شعور الابن باستهزاء والديه به ، وهرعهم لعقابه بالضرب والحرمان والتهديد عندما يخطئ.

التفرقة : تشير إلى شعور الابن بتفضيل والديه لأخوته عليه وتحيزهم الدائم لهم والاهتمام بهم أکثر منه .

التذبذب : شعور الأبناء بالتقلب فى معاملة والديهم بين اللين والشدة أو القبول والرفض والتناقض  القول والفعل وسماع نصائح متناقضة .

التسلط : شعور الابن بتعنت والديه أمام رغباته بدون سبب وحرصهم على طاعة الأبناء لأوامرهم طاعة عمياء .

الحماية الزائدة : شعور الأبناء بتلهف الآباء عليهم والإسراف فى إشباع حاجاتهم والتجاوز عن أخطائهم وتحمل المسئولية عنهم .

السوية : شعور الابن بتقبل والديه له وشعوره بالدفء والأمن والمساواة مع أخوته وتشجيعه على الاستقلالية واحترام أفکاره ومناقشته لعلاج أخطائه وإشعاره بمبدأ الأخذ والعطاء، وتحمل المسئولية واتباع طرق غير متقلبة فى التعامل معه .

الإطار النظرى للبحث :

عندما يتناول البحث الحالى مشکلة الطفل ضحية مشاغبة الأقران فى المدرسة يجب الإشارة إلى طبيعة السلوک الذى يسبب تلک المشکلة ويوجد هؤلاء الضحايا من التلاميذ وهو سلوک المشاغبة Victimization ويعنى إساءة استخدام القوة من قبل تلميذ أو أکثر لأذى تلميذ آخر أو أکثر بالألم الجسدى أو النفسى فى أحيان متکررة مقصودة ( Wolke , et al ., 2001 ) وإذا شعر التلميذ بدرجة قليلة من الضيق إذا هو ضحية للمشاغبة ( Crunsell , 1989 ) .

والمشاغبة تتضمن عناصر رئيسية ( طه عبد العظيم حسن ، سلامة عبد العظيم حسن ، 2007 ؛ Smith & Thompson , 1991 ) :

  • هجوم أو تخويف جسمى ، لفظى ، أو نفسى يقصد به إيذاء الضحية .
  • إساءة استخدام القوة فى علاقة غير متکافئة ، فالمشاغب عادة أکثر قوة جسميا ونفسيا وأکثر مهارة لفظية مقارنة بالضحية .
  • غياب عام  للاستفزاز من قبل الطفل الضحية .
  • سلوکيات المشاغبة تحدث بشکل متکرر ومقصود بين الأطفال أنفسهم لفترة طويلة
    من الوقت .

والأطفال المشاغبون يدافعون عن أفعالهم بأن ضحاياهم استفزوهم بطريقة ما ، ويبدو لديهم قلق منخفض وتقدير ذات مرتفع ، وقد يتورطون فى القيام بسلوکيات المشاغبة لأن فکرتهم عن ذواتهم سيئة وغالبا ما يأتون من أسر تلجأ للعقاب البدنى لعلاج المشکلات ،
حيث نقص الرعاية والدفء الوالدى والصراع والعنف الأسرى أو التساهل المفرط
(Duncan , 1999 ; Faye , 2003 Batsche & Knoff , 1994;) ووصف المشاغبون علاقاتهم بإخوتهم على أنها ذات مشاکل  .

وتعد المشاغبة القائمة على استفزاز الضحايا للمشاغبين من رفقاء الصف أکثر شيوعا من المشاغبة التى لم يسبقها استفزاز يبرره ( Melissa , 2007 ) .

فقد أشار ستيفن ( Stephen , 2004 ) إلى نوعين من ضحايا مشاغبة الأقران ، ضحايا سلبيين – غير عدوانيين – يعانون من مشکلات سلوکية داخلية کالألم النفسى والوحدة النفسية، ويمکن وصفهم بأنهم خنوعين أو غير توکيديين ، وضحايا مبادرين ( استفزازيين ) يسببون توترا من خلال إحراج أو عقاب أو مضايقة الآخرين ، ونادرا ما ينسحبون أو يکونون سلبيين ويتصفون بردود أفعال قلقة عدوانية ، ذوى مزاج حاد ، ويردون الضربات إذا هوجموا ، وقد تکون المشاغبة مباشرة فى صورة عدوان بدنى أو لفظى وقد تکون غير مباشرة کالعدوان العلاقى Relational aggression ، ويتضمن التلاعب المؤذى بعلاقات الزملاء وتشويه السمعة وإطلاق الشائعات .. وهذا النوع أکثر إزعاجا وإيلاما ( Stephen , 2004 ) ؛ وأظهرت الدراسات ( Melissa , 2007 ) أن المراهقين الذکور أکثر ميلا إلى المشاغبة ؛ وأکثر تعرضا للاعتداء من الإناث ويتعرضون بصورة أکبر للمشاغبة المباشرة فى حين تتعرض الإناث للمشاغبة غير المباشرة ( Owens , Shute & Slee , 2000 ) .

إن التعرض لمشاغبة الأقران مشکلة تواجه الأطفال والشباب ولها تأثيراتها طويلة المدى على المشاغب والضحية على السواء ، فکلاهما يعانى من اضطرابات نفسية وسلوکية وأکاديمية ( Jaana ; Sandra & Mark , 2003 ) ، ويشعر بالخوف والرعب وعدم الأمان فى المدرسة ، فهى مشکلة خطيرة حيث أنها تمثل أساس معظم المشکلات النفسية والسلوکية (Gwen , et al ., 2005 ) .

إن 80% من المراهقين ضحايا مشاغبة الأقران قد تم إدراکهم على أنهم ( طيبون ) وهذا الاتجاه الکامن يعبر عن التعاطف نحو الضحية ، فقد وصفوا بعدد من الصفات المقبولة اجتماعيا مثل : المطاوعة والهدوء والطيبة عموما والحساسية والتواضع والإخلاص ، کذلک کان هناک إجماع على الصفات الأقل اجتماعية لدى الضحايا وهى : الخجل والخضوع والضعف والتحقير ( Maria ; Ana & Jose , 2006 ) ويتصف الأطفال الضحايا بالسلبية والاستسلام ، ويظهرون إمکانية تعرضهم للهجوم بصورة واضحة فهم يبکون وقلقون ، وغير ناضجين وهم أضعف وأصغر حجما وأکثر خضوعا ، ويفتقرون للثقة بالنفس ، ولديهم تقدير ذات منخفض (Wolke , et al ., 2000 ) ويعانون مشاعر الکبت والقلق الاجتماعى والوحدة ، يفقدون الأصدقاء ويرفضهم الزملاء ( Faye , 2003 ) .

وقد زعم کتّاب مختلفون أنه قد يکون سلوک الطفل فى حد ذاته هو الذى يحافظ على وضعه کضحية لمشاغبة أقرانه  ( Vaillancourt , et al ., 2001 ; Boivin ; Hymel & Hodges , 2001 ; Kochendorfer & Ladd , 2003) .

ويبدو أن التعرض لمشاغبة الأقران فى المدرسة يتأثر بجنس الطفل والصف الدراسى الذى يلتحق به ، فيميل الذکور إلى النظر إلى العدوان الجسمى على أنه أکثر أذى بينما ترى الإناث أن العدوان العلاقى أکثر إزعاجا وإيلاما ، ويتأثرن بهذا النوع من الأذى بصورة أکبر من الأولاد ( Owens , Shute & Slee , 2000 ; Stephen , 2004  ) ، کما أشار آمى وتوماس
( Amie & Thomas , 2002 ) إلى أن ضحايا مشاغبة الأقران من الذکور أکثر من الإناث ، أما الإناث فهن أکثر قلقا وأقل ثقة بأنفسهن من الذکور ضحايا مشاغبة الأقران .

ويشير ستيفن ( Stephen , 2004 ) إلى أن 22.6% من الأطفال فى سن الطفولة المبکرة يمثلون ضحايا مشاغبة الأقران ، بينما فى سن 8 – 12 سنة تصل نسبة ضحايا مشاغبة الأقران إلى 10%. وهذا يعنى أن الأطفال الأصغر سنا يکونون أکثر عرضة لمشاغبة الأقران ، فهم يتعرضون للاعتداء ممن هم فى مرحلتهم العمرية نفسها ، وهم أيضا فى خطر التعرض للاعتداء من الأکبر سنا ، ربما يرجع هذا إلى أن الأکبر سنا يستخدمون استراتيجيات أکثر فعالية عند تعرضهم للمشاغبة أو الاعتداء ( Faye , 2003 )؛ فمعدلات التعرض العلنى للمشاغبة تميل إلى الانخفاض مع تقدم العمر لدى کل من الذکور والإناث ؛ وهذا يعنى أن العدوان البدنى بين الزملاء يقل والعدوان العلاقى يزداد مع السن ( Ron , 2003 ) .

والأطفال ضحايا مشاغبة الأقران أکثر احتمالا لمعاناتهم من أعراض واضطرابات سيکوسوماتية ( Wolk , 2001 ) ومن المحتمل أن يتعرض الضحايا إلى مشکلات داخلية مثل الاکتئاب وتتأثر صحتهم النفسية والجسمية ( Rigby , 2000 ) . ويميل الأطفال ضحايا مشاغبة الأقران إلى الالتصاق بوالدين يتصفان بالحماية الزائدة (Batsche & Knoff , 1994 ) . وجدير بالذکر أن تقبل الوالدين للأبناء وإشباعهما لحاجاتهم يرتبط بالتعرض المنخفض لأذى الأقران ، بينما يرتبط عدم التوافق مع الآباء بالإمکانية المتزايدة للتعرض لمشاغبة الأقران ، حيث ارتبط الرفض والتهديد والتشجيع المنخفض للتوکيد بالمخاطرة العالية للتعرض لمشاغبة الأقران ، وقد أوضح الضحايا المستفزون أن آباءهم منخفضون فى المراقبة والدفء رغم ميلهم إلى الحماية الزائدة والإهمال ، وترجع مشکلات السلوک المرتبطة بعلاقات الضحايا وزملائهم إلى السلوک الأبوى الذى يتسم بالإجبار والسيطرة والسلطة والتهديد بالرفض والإزعاج واللامبالاة وکذلک العلاقة الضعيفة بين المعلم والتلميذ مما يؤدى إلى النظرة المتدنية للذات ، فقد الثقة وسط مجموعة الأقران ، الفشل الاجتماعى ...( Stephen , 2004 ) ، حيث يلعب المعلمون والآباء دورا حساسا فى تعديل ميزان القوة ودعم الطفل الضحية ( Pepler & Craig , 2000 ).

ولا يفصح الطفل الضحية بحدوث الاعتداء عليه خوفا من الانتقام ، أو إلقاء اللوم عليه أو إجباره على معالجة مشکلته بنفسه ، فمن وجهة نظره الإفصاح لن يجدى ( Hanish & Cuerra , 2000 ) فقد سجل ضحايا مشاغبة الأقران فى مسح أجراه سميث وشو ( Smith & Shu , 2000 ) أن تدخلات الآباء والمعلمين والزملاء غالبا ، ما تدعم (ثقافة الصمت )  لدى الضحايا .

وأشار (Finnegan , et al ., 1999 ) إلى إن أمهات الذکور من الضحايا کن مفرطات فى الحماية ، بينما کانت أمهات الإناث عدائيات؛ وقد سجل الأطفال الضحايا علاقات إيجابية مع إخوتهم ( Duncan , 1999 ) ، وأشارت سوزان ( Suzanne , 2006 ) إلى أن غياب الدعم الأبوى يعد أهم العوامل المسهمة فى کون التلميذ ضحية لمشاغبة وأذى الأقران  ، وکان من بين نتائج دراسة Suzanne أن التهديد بالرفض من جهة الأم کان من أقوى العوامل إسهاما فى کون التلميذ ضحية لمشاغبة أقرانه ، هذا بالإضافة إلى أن غياب الدعم الأبوى کان أکثر وضوحا لدى البنات ضحايا مشاغبة الأقران.

وباستقراء الدراسات التى رکزت على الارتباط بين جودة التفاعل بين الأب والطفل فى طفولته والتکيف الاجتماعى اللاحق ، وُجد أنها تمثل عوامل مخاطرة بالنسبة للتکيف الاجتماعى للطفل مما يساعد على تفسير عزلته ورفضه اجتماعيا ، وقد تکون هذه العوامل مسئولة بصورة جزئية عن تعرض الطفل لأذى الأقران ومشاغبتهم(Nadeoul, et al ., 2003 ). کما توصلت دراسة عماد مخيمر وعماد عبد الرازق ( 1999 ) إلى وجود ارتباط موجب دال بين المعاملة الوالدية السيئة وبين التقدير السلبى للذات ، ونقص الکفاية الشخصية ، وقد أشار اکرمان ( Ackerman , 1994 ) إلى أن الطفل المضطرب هو عرض يعبر عن اضطراب شخصيات الوالدين ذاتهم وسوء معاملتهم لأبنائهم ؛ کما اتفقت نتائج الدراسات التى أجريت على الأطفال أصحاب المشکلات أن أسرهم هى المسئولة الأولى عن مشاکهم وتفاقها بشکل مباشر ، لأنها ما أن تکون قد خلقت لهم هذه المشکلات أو ساهمت فى خلقها وتفاقمها ( محمد عودة ، کمال مرسى ، 1994 ) . وأظهرت دراسات عديدة ( Rutter , 1984 ) أن الأطفال ذوى المشاکل السلوکية غالبا ما يأتون من أسر تتسم بإهمالها للأطفال يسودها جو متسلط ؛ ويرى رابل ( Ribble , 1985 ) أن أهم حافز على نمو الشخصية السوية للطفل ونضجها هو سلامة علاقاته بوالديه .

الدراسات السابقة :

أولا : دراسات تناولت الطفل الضحية وسماته وخصائصه الشخصية وأساليب معاملته الوالدية:

قامت ماريا وآخرون ( Maria , Ana & Jose , 2006 ) بدراسة الخصائص المدرکة لضحايا مشاغبة الأقران على عينة قوامها ( 1237 ) مراهقا ( بمتوسط عمر 13.3 عاما ) من 35 فصلا من مدارس حکومية فى دولتين بجنوب أوربا بهدف دراسة مدى اختلاف صفات الضحايا تبعا للدولة والعمر والنوع ووضع الاعتداء (سواء کان معتدى أو متفرج أو ضحية ) ، وتم جمع البيانات من خلال تقييم ذاتى التسجيل وأظهرت النتائج أن 80% من المراهقين الضحايا قد تم إدراکهم على أنهم
( طيبون ) وأن المشارکين من أفراد العينة قد وصفوا الضحية بعدد من الصفات المقبولة اجتماعيا مثل : المطاوعة والهدوء والطيبة عموما، والحساسية والتواضع والإخلاص ، وکذلک عدد من الصفات الأقل اجتماعيا ( الخجل ، الضعف ، الملل ، وعدم الکفاءة ) بينما يصف المشاغبون ضحاياهم بصورة أکثر سلبية ، أما وصف الضحايا لأنفسهم فيکشف عن صورة أکثر اجتماعية وتکيفا إيجابيا نحو مجموعتهم .

وقد أجرت سوزانا ( Suzanne , 2006 ) دراسة هدفت إلى استخدام أکثر من طريقة لتحديد کيفية قدرة طلاب المدرسة الوسطى على حل مشکلتهم کضحايا لمشاغبة الأقران وکانت الدراسة على 80 طالبا وطالبة ، وقد استنبطت الباحثة من المقابلات الشخصية العوامل التى تدعم أو تعوق استخدام الاستجابات المتوافقة ، وکان من بينها الدعم الوالدى ، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن تدعيم الأب أکثر صقلا لاستجابات البنات التوافقية على الرغم من أن التدعيم الأبوى بالتدخل يقلل احتمالية توافق الشباب مع مشکلة التعرض لأذى الأقران ، بينما نقص التدعيم الأموي المدرک يضع الشاب فى خطر التعرض لمشاغبة الأقران حيث أن التهديد بالرفض من جهة الأم – وهو ما أشارت إليه Suzanne – له دور واضح فى التعرض لأذى الأقران .

وتوصلت دراسة جيمس وأونيز ( James & Owens , 2004 ) والتى هدفت إلى بحث خبرات التعرض لمشاغبة الأقران وحل النزاع بين المراهقات من طالبات مدرسة أحادية الجنس ، لدى عينة من 325 طالبة تتراوح أعمارهن بين 8 – 11 سنة ، توصلت النتائج إلى أن الفتيات اللاتى لم يتعرضن لمشاغبة الأقران کن أقل من حيث سلوکيات الانسحاب بالمقارنة بالفتيات اللاتى
تعرضن للمشاغبة .

وقد هدفت دراسة ( Amie & Thomas , 2002 ) بحث العلاقة بين ضحايا القرناء من الذکور والإناث واحترام الذات والقلق ، وقد تکونت عينة الدراسة من 279 طالبا من مدارس جنوب غرب فرجينيا ، وأشارت النتائج إلى أن ضحايا المشاغبة من الذکور أکثر من الإناث ، وکذلک البنات أکثر قلقا وأقل ثقة بأنفسهم واحتراما وتقديرا لذواتهن من الذکور ضحايا مشاغبة الأقران.

وقد قام لين وآخرون ( Line , et al ., 2001 ) بدراسة تتبعية طولية لـ 194 طفلا مولدون أقل من 1500 جرام وتم تقييمهم فى 3 مناسبات ( فترات ) فى متوسط سن 18 شهرا ، وفى سن 5 سنوات و 9 أشهر ، وفى سن 7 سنوات ، وقد هدفت الدراسة إلى ربط التعرض لأذى الأقران بعوامل شخصية ( أى خصائص وسلوک الضحية ) وعوامل بين شخصية ( العلاقات الاجتماعية مع الزملاء ) وقد أشارت النتائج إلى أن الأطفال الضحايا يظهرون إمکانية تعرضهم للهجوم بصورة أکبر ، فهم يبکون وقلقون وغير ناضجين ، وهم أضعف وأصغر حجما وأکثر خضوعا ، ويفتقرون للثقة بالنفس ، ولديهم تقدير منخفض للذات ومشکلات سلوکية ، وأشارت إلى أن التلميذ معرض لأن يکون ضحية ليس فقط نتيجة العوامل الشخصية ولکن نتيجة للتفاعل بين عوامل المخاطرة الشخصية والبين شخصية وبذلک يحدث تعرض الطفل لأذى أقرانه عندما يتزامن العاملان معا .

وکان من بين نتائج دراسة فوقية راضى ( 2001 ) والتى کانت على عينة من ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة ( 75 ) تلميذا وتلميذة بالمدارس الابتدائية والإعدادية أن الأطفال ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة لديهم تقدير منخفض للذات .

وقد حاول إيجان وبيرى ( Egane & Perry , 1998 ) اختبار فرضين ، الأول : أن التقدير المنخفض للذات يسهم فى تعرض الأطفال لمشاغبة الأقران ، الثانى : أن الضعف الجسمى ، القلق ، ونقص المهارات الاجتماعية يجعل الطفل أکثر عرضة لمشاغبة الأقران حينما يکون تقدير الذات منخفضا لديه ، تکونت عينة الدراسة من ( 189 ) طفلا وطفلة ، وأشارت النتائج إلى أن الأطفال ذوو التقدير المنخفض للذات يصبحون ضحايا لمشاغبة الأقران بدرجة کبيرة ، کما أن التعرض لمشاغبة الأقران يعد سببا فى فقدان تقدير الذات .

وفى دراسة رينيا ( Renea  D , 1999 ) وهى دراسة استرجاعية حيث أکمل 210 طالب بالسنة الأولى بالجامعة استبيانا حول تقييم مدى تکرار تعرضهم لسوء المعاملة الوالدية، وتوصلت إلى أن الأطفال ضحايا مشاغبة الأقران قد خاضوا معدلات أعلى من سوء المعاملة النفسية من قبل الآباء مقارنة بالأبناء غير الضحايا ( م = 25.57 مقابل 17.01 ).

کما  أجرى دومکان ( Dumcan , 1999 ) دراسة مسحية حول ما سجله الأطفال الضحايا عن علاقاتهم الإيجابية بإخوتهم أما الأطفال المشاغبين فقد وصفوا علاقاتهم بإخوتهم على أنها ذات مشاکل ، بينما الأطفال الذين تم وضعهم کمشاغبين أو ضحايا بين الزملاء – فى نفس الوقت - کان احتمال کونهم معتدين أو ضحايا مع أخواتهم کبيرا وبصورة دالة.

ووجدت شارب ( Sharp , 1996 ) فى دراستها التى أجريت على عينة من ( 377 ) تلميذا تراوحت أعمارهم بين ( 11 – 12 ) سنة أن التلاميذ ذوو التقدير المنخفض للذات والأنماط السلبية للاستجابة أکثر تعرضا لمشاغبة الأقران ، کما أنهم يعانون ضغوط نفسية بدرجة أکبر .

وتوصل کالجهان وجوزيف ( Callaghan & Joseph , 1995 ) إلى أن الأطفال ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة يشعرون بانخفاض قيمة الذات ، وضعف الکفاءة الأکاديمية ، وذلک فى دراسة على ( 63 ) تلميذا ، ( 57 ) تلميذة بالمدارس الابتدائية تراوحت أعمارهم بين ( 10 – 12 ) سنة .

وأظهرت نتائج دراسة نيرى وجوزيف ( Neary & Josepj , 1994 ) والتى هدفت إلى بحث العلاقة بين التعرض لمشاغبة الأقران ومفهوم الذات لدى عينة تکونت من ( 60 ) تلميذة تراوحت أعمارهن بين ( 10 – 12 ) عام ، أن البنات ضحايا المشاغبة فى المدرسة حصلن على درجات منخفضة على مقياس مفهوم الذات .

ثانيا : دراسات تناولت علاقة أساليب المعاملة الوالدية ببعض الاضطرابات النفسية لدى الأبناء :

استهدفت دراسة ترنر وآخرون ( Turner , et al ., 1996 ) التعرف على استخدام أسلوب القسوة والعقاب الشديد والاضطراب النفسى للطفل على عينة ( 1042 ) طفل تراوحت أعمارهم ( 10 – 16 ) سنة ذکور وإناث باستخدام أسلوب المقابلة المقننة ، وأشارت النتائج إلى أن تکرار عقاب الطفل بدنيا له علاقة وثيقة باضطرابه نفسيا ، کما أشارت النتائج إلى أن عدد کبير من الأبناء الذين يتعرضوا لأساليب معاملة والدية سيئة يعانون من اضطرابات نفسية عديدة . ويشير السيد عبد العزيز الرفاعى ( 1994 ) إلى أن سوء المعاملة الوالدية ( قسوة / الرفض / إهمال ) يترتب عليه بعض خصائص الشخصية السلبية للأبناء ( صعوبة التکيف ، انخفاض تقدير الذات ، الاکتئاب ، السلوک الانسحابى ، وعدم الإقدام على إقامة علاقات اجتماعية ) .

وفى دراسة أولفت وفرارى ( Olivette & Ferrari , 1993 ) والتى استهدفت التعرف على أسلوب التربية المتبع مع الأبناء فى طفولتهم ، ومدى تأثيره على شخصيتهم المستقبلية وکانت عينة الدراسة ( 86 ) طالبا وطالبة ، وتوصلت إلى أن الطلبة الذين تربوا على أسلوب السيطرة کانوا يعانون من النزعات الترددية فى المعاملة ، ويشعرون بعدم الثقة على العکس ممن تربوا على الأسلوب الديمقراطى المرن المتصف بالتسامح والقبول .

وفى دراسة إبراهيم أحمد إسماعيل ( 1993 ) والتى استهدفت دراسة العلاقة بين القبول/ الرفض الوالدى وتوکيد الذات والعدوانية لدى المراهقين ، أشارت النتائج إلى وجود علاقة بين إدراک الأفراد للرفض الوالدى والسلوک غير التوکيدى بمعنى الارتباط الوثيق بين ما يتلقاه الأبناء من معاملة والدية وبين توکيد الذات لديهم ، کما وجد ارتباط موجب بين إدراک الأفراد للرفض الوالدى وبين صفة الشخصية السلبية ( التقدير السلبى للذات ، عدم الکفاية الشخصية ، عدم الثبات الانفعالى ) .

تعقيب :

فى ضوء الدراسات السابقة يمکن استنتاج أن الأطفال ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة :

-لديهم متغيرات شخصية أقل إيجابية من أقرانهم غير الضحايا کتقدير
الذات ومفهوم الذات والکفاءة الأکاديمية ، ويعانون من مشکلات نفسية
کالاکتئاب والوحدة النفسية ، ولديهم نقص فى المهارات الاجتماعية (فوقية راضي 2001; ;Egane&perry;1998;Ami&Thomas,2002)

- لخصائص الشخصية دور فى تعرضهم لمشاغبة الأقران  ( Maria , Ana , & Jose , 2006 )  .

- لغياب الدعم الوالدى دور مهم فى تعرضهم لمشاغبة الأقران ( Suzanne. 2006).

وترى الباحثة أن معظم تلک الدراسات التى تناولت الطفل ضحية مشاغبة الأقران تمت فى ثقافات أجنبية ولا يوجد سوى دراسة عربية واحدة – فى حدود علم الباحثة – اهتمت بدراسة تقدير الذات والاکتئاب والوحدة النفسية کاضطرابات نفسية يعانى منها التلميذ ضحية مشاغبة الأقران ( فوقية راضى ، 2001 ) ولم تجد الباحثة – فى حدود علمها – أى من الدراسات العربية تناولت سمات شخصية الطفل الضحية وأساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديه رغم أهمية دورها فى تعرض الطفل لمشاغبة أقرانه فى المدرسة کما أوضحته الدراسات السابقة فى الثقافات الأجنبية.

فروض البحث :

1- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة ومتوسطات درجات نظرائهم غير الضحايا فى سمات الشخصية (الانبساط، الطيبة ، يقظة الضمير ، عدم الاتزان الانفعالى ، الانفتاح على الخبرة ) .

2- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة ومتوسطات درجات نظرائهم غير الضحايا فى أساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم ( الرفض ، الإهمال ، التسلط ، الحماية الزائدة ، القسوة ، التفرقة ، التذبذب ، السواء ).

3- يوجد معامل ارتباط دال إحصائيا بين درجات التلاميذ على مقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران فى المدرسة ودرجاتهم على مقياس أساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم.

4- يمکن التنبؤ بإمکانية تعرض التلميذ لمشاغبة الأقران فى المدرسة من خلال أساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها مع تثبيت أثر سمات الشخصية.

إجراءات البحث :

عينة البحث :

تکونت عينة البحث الکلية من ( 554 ) تلميذا وتلميذة من بعض المدارس* الابتدائية (الصف الرابع والخامس والسادس ) والإعدادية ( الصف الأول والثانى والثالث ) بمحافظة الدقهلية بمتوسط عمر زمنى ( 12.59 ) وانحراف معيارى ( 1.54 ) ، وکانت عينة ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة (104) تلميذاَ وتلميذة بمتوسط عمر زمني (12.04) ، وانحراف معياري (1.837) ممن حصلوا على درجة قطع 40 درجة على مقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران (+1ع فأکثر) .

أدوات البحث :

أولا : مقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران :  (إعداد الباحثة)

أعدته الباحثة بغرض التعرف على الأطفال ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة، وذلک بعد استقراء معظم الکتابات عن الطفل الضحية وخصائصه وسماته، وکذلک الطفل المشاغب والمشاغبة ومظاهرها(طه عبد العظيم حسن، سلامة عبد العظيم حسن، 2007 ؛ فوقية راضى،2001Hanish & Guerra ,2002 ; Faye, 2003  Line , et al ., 2001; Wolke, et al., 2001;) وبعض المقاييس التى اهتمت بالکشف عن ضحايا مشاغبة الأقران ( فوقية راضى ، 2001 ؛ Suzanne , 2006 ؛ James & Owens , 2004 )، وأيضا فى ضوء ما کشفت عنه الدراسات والأدبيات فى مجال مشاغبة الأقران فى المدرسة ، والمظاهر العدوانية التى يمکن أن يتعرض لها الطفل ضحية المشاغبة ، تلک المظاهر کانت فى أشکال ثلاثة لفظية ، جسمية ، وغير مباشرة ؛ ويقصد بها  السلوکيات السرية المميزة مثل : نشر الشائعات ، النظرات الحادة، والأکاذيب ، تشويه السمعة ، الاستبعاد الاجتماعى (James & Owens , 2004 ) .

قامت الباحثة بصياغة المفردات لأشکال المشاغبة الثلاثة ( الجسمية ، اللفظية ، غير المباشرة ) وبعد تنقيح تلک المفردات صياغة ومعنى ، کان المقياس فى صورته النهائية من    (18 ) مفردة يمثل کل من أشکال المشاغبة ( 6 ) مفردات کما هو موضح بجدول (1).

جدول (1) توزيع مفردات مقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران فى المدرسة طبقا لأشکال المشاغبة

أشکال المشاغبة

أرقام المفردات فى المقياس

المشاغبة اللفظية

3 ، 6 ، 9 ، 12 ، 18 ، 15

المشاغبة الجسمية

2 ، 5، 8 ، 11 ، 14 ، 17

المشاغبة غير المباشرة

1 ، 4 ، 7 ، 10 ، 13 ،16

صدق المقياس :

تم تقدير الصدق التلازمى لمقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران إعداد الباحثة الحالية بإيجاد معامل الارتباط بين درجات التلاميذ ( ن = 50 ) على المقياس الحالى وبين درجاتهم على مقياس الطفل الضحية إعداد فوقية راضى ( 2001 ) کما هو موضح بجدول (2).

جدول (2) معاملات الارتباط بين درجات التلاميذ ( ن = 50 ) على مقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران
( الحالى ) ومقياس الطفل الضحية ( المحک )

       المقياس الحالى

المقياس المحک

المشاغبة اللفظية

المشاغبة الجسمية

المشاغبة غير المباشرة

الدرجة الکلية

المشاغبة اللفظية

0.50**

 

 

 

المشاغبة الجسمية

 

0.36**

 

 

الاستبعاد الاجتماعى

 

 

0.29*

 

الدرجة الکلية

 

 

 

0.57**

* دالة عند 0.001 .           ** دالة عند 0.05 .

ثبات المقياس :

استخدمت الباحثة معامل ألفا کرونباخ لحساب ثبات المقياس على عينة ( 100 ) تلميذ وتلميذة من تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية ، وجدول (3)  يوضح قيمة معاملات ثبات ألفا کرونباخ لکل شکل من أشکال المشاغبة الثلاثة والدرجة الکلية للمقياس.

جدول (3) معاملات ثبات ألفا
لدرجات کل بعد والدرجة الکلية لمقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران ( ن = 100)

أشکال المشاغبة

معامل ثبات ألفا

اللفظية

0.645

الجسمية

0.617

غير المباشرة

0.646

الدرجة الکلية

0.818

تصحيح المقياس :

طبقا لطريقة ليکرت يختار التلميذ إجابة من ثلاث ( کثيرا ، أحيانا  ، قليلا ) أمام کل مفردة من مفردات المقياس تحصل الأولى على ثلاث درجات فدرجتان فدرجة واحدة ، وتشير الدرجة المرتفعة على المقياس إلى زيادة تعرض التلميذ لمشاغبة أقرانه فى المدرسة .

ثانيا : مقياس أساليب المعاملة الوالدية : ( إعداد الباحثة )

أعدت الباحثة هذا المقياس بهدف التعرف على أساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها الأبناء ،  وقد اتبعت الباحثة الإجراءات التالية فى تصميم المقياس وتقنينه :

-        الاطلاع على الأدبيات فى مجال أساليب المعاملة الوالدية والاتجاهات الوالدية والتنشئة الاجتماعية .

- استقراء بعض المقاييس السابقة والتى أعدت للتعرف على أساليب المعاملة الوالدية (فاروق جبريل ، 1989 ؛ محمد النوبى محمد 2004 ؛ أمانى عبدالمقصود "د.ت").

- تم صياغة عدد من المفردات التى تعبر عن رأى الأبناء فى معاملة الآباء بناء على ما تناوله التراث السيکولوجى فى مجال التنشئة الاجتماعية تلک المفردات تعبر عن أساليب مختلفة للمعاملة الوالدية سلبا وإيجابا .

بناء على ذلک تکون المقياس من ثمانى أساليب للمعاملة الوالدية کما يدرکها الأبناء تمثل مقاييس فرعية للمقياس ( الرفض ، الإهمال ، القسوة ، التذبذب ، التفرقة ، الحماية الزائدة ، التسلط ، السواء ) . کل مقياس فرعى يتکون من ( 6 ) مفردات ماعدا الأسلوب الثامن الذى يتکون من (12) مفردة موجبة تمثل أسلوب السواء ، وبذلک بلغ عدد مفردات المقياس ( 54 ) مفردة تعبر عن رأى الأبناء فى معاملة الوالدين معا . والجدول (4) يوضح أرقام المفردات الخاصة بکل مقياس فرعى .

 

جدول (4) أرقام مفردات المقاييس الفرعية لمقياس أساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها الأبناء

أساليب المعاملة الوالدية

أرقام المفردات

الرفض

1 ، 10 ، 19 ، 28 ، 37 ، 46

الإهمال

47 ، 38 ، 29 ، 20 ، 11 ، 2

السيطرة

3 ، 12 ، 21 ، 30 ، 39 ، 48

التفرقة

49 ، 40 ، 31 ، 22 ، 13 ، 4

الحماية الزائدة

5 ، 14 ، 23 ، 32 ، 41 ، 50

التذبذب

51 ، 42 ، 33 ، 24 ، 15 ، 6

القسوة

7 ، 16 ، 25 ، 34 ، 43 ، 52

السواء

54 ، 53 ، 45 ، 44 ، 36 ، 35

27 ، 26 ، 18 ، 17 ، 9 ، 8

يجيب التلميذ على مفردات المقياس باختيار بديل واحد لکل مفردة من ثلاث بدائل (دائما، أحيانا ، نادرا ) تتراوح درجاتها من ( 3 – 1 ) على الترتيب .

صدق المقياس :

أ – صدق المحکمين :

تم عرض المقياس على مجموعة من المحکمين * المتخصصين فى مجال الصحة النفسية وعلم النفس للحکم على مدى صدق المفردات لقياس أساليب المعاملة الوالدية من وجهة نظر الأبناء ، وقد کانت نسب الاتفاق على مفردات المقياس لا تقل عن 80% .

ب – صدق التکوين الفرضى:

قامت الباحثة بحساب صدق التکوين الفرضى على عينة قوامها ( 100 ) تلميذ وتلميذة من تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية بمحافظة الدقهلية . وذلک بإيجاد معاملات الاتساق الداخلى بين درجات کل مفردة من المفردات ودرجة المقياس الفرعى الذى تنتمى إليه ، وکانت معاملات ارتباط بيرسون جميعها دالة عند مستوى (0.01) .

ثبات المقياس :

تم تقدير ثبات المقياس بحساب معامل ألفا کرونباخ على عينة ( 100 ) تلميذ وتلميذة من تلاميذ المرحلة الابتدائية والإعدادية ، وکانت جميعها دالة عند مستوى 0.01 ، ويوضح جدول (5) قيمة معاملات ثبات ألفا للمقاييس الفرعية لمقياس المعاملة الوالدية کما يدرکها الأبناء .

جدول (5) معاملات ثبات ألفا کرونباخ
لمقاييس الفرعية لمقياس أساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها الأبناء

المقاييس الفرعية

الرفض

الإهمال

السيطرة

التفرقة

الحماية الزائدة

التذبذب

القسوة

السواء

معامل ألفا

0.680

0.733

0.688

0.769

0.566

0.579

0.642

0.834

ثالثا : استبيان الخمسة الکبرى للأطفال Big Five Questionnaire for Children ( BFQ-C)

قام الباحثان فؤاد الموافى وفوقية راضى ( 2006 ) بترجمة مفردات استبيان الخمسة الکبرى للأطفال إعداد بربارنالى ، کابيرارا ، رابيسکا ، وباستورالى Barbaranelli , Caprara , Rabasca & Pastorelli من الإنجليزية إلى العربية ، يتکون المقياس من( 65 ) مفردة موزعة بالتساوى على العوامل الخمسة المکونة له وهى: ( الانبساط ، الطيبة ، يقظة الضمير، عدم الاتزان الانفعالى ، الانفتاح على الخبرة ) . يطلب من الطفل أن يقرر إلى أى حد تصف کل مفردة شخصيته تبعا لمقياس ليکرت الثلاثى الذى يتراوح بين نادرا درجة واحدة – دائما ثلاثة درجات .

صدق وثبات المقياس :

قام الباحثان فؤاد الموافى ، فوقية راضى ( 2006 ) بحساب معاملات الارتباط بين درجات الأطفال على استبيان الخمسة الکبرى ودرجاتهم على استخبار ايزنک Eysenck للشخصية " صيغة الأطفال " وکانت معاملات الارتباط دالة عند 0.01 ، مما يشير إلى صدق الاستبيان ، کما تم حساب ثبات الاستبيان باستخدام معادلة ألفا کرونباخ ، وکانت معاملات الارتباط مقبولة .

وقامت الباحثة الحالية بتقدير ثبات الاستبيان بحساب معامل الفا کرونباخ لکل بعد من أبعاد الاستبيان على عينة (100) تلميذ وتلميذة بالمدارس الابتدائية والإعدادية بمحافظة الدقهلية وکانت جميعها دالة عند 0.01 کما هو موضح بجدول (6).

جدول (6) معاملات ثبات ألفا کرونباخ لأبعاد استبيان الخمسة الکبرى للأطفال

الأبعاد

الانبساط

الطيبة

يقظة الضمير

عدم الإتزان الإنفعالى

الانفتاح على الخبرة

معامل ألفا

0.803

0.832

0.857

0.743

0.769

کما قامت بحساب صدق التکوين الفرضى على عينة الثبات وذلک بإيجاد معاملات صدق الإتساق الداخلى بين درجات کل مفردة من المفردات ودرجة المقياس الفرعى الذى تنتمى إليه وکانت معاملات اربتاط بيرسون دالة عند (0.01) .

 

نتائج البحث ومناقشتها وتفسيرها :

الفرض الأول : توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة ومتوسطات درجات نظرائهم من غير الضحايا فى سمات الشخصية
(الانبساط ، الطيبة ، يقظة الضمير ، عدم الاتزان الانفعالى ، الانفتاح على الخبرة).

للتحقق من الفرض الأول تم استخدام اختبار ( ت ) لمعرفة مدى ودلالة الفروق بين متوسطات درجات التلاميذ ( ضحايا مشاغبة الأقران ونظرائهم غير الضحايا ) فى سمات الشخصية کما هو موضح بجدول (7).

جدول (7) الفروق بين متوسطات الدرجات والانحرافات المعيارية وقيم (ت) ومستوى دلالتها الإحصائية للتلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران ونظرائهم غير الضحايا فى سمات الشخصية

العينة

سمات

الشخصية

ضحايا

غير ضحايا

قيمة "ت"

مستوى الدلالة

م

ع

م

ع

الانبساط

27.26

4.823

27.09

5.721

0.275

غير دالة

الطيبة

28.98

4.750

28.88

5.950

0.154

غير دالة

يقظة الضمير

29.37

5.046

29.95

6.231

0.890

غير دالة

عدم الاتزان الانفعالى

25.40

4.071

22.81

4.898

5.021

0.001

الانفتاح على الخبرة

27.72

5.117

28.41

5.881

1.1

غير دالة

يتضح من جدول (7) وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسط درجات التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران ومتوسط درجات نظرائهم من غير الضحايا على عامل ( عدم الاتزان الانفعالى ) کأحد العوامل الخمسة الکبرى للأطفال فى صالح التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران ، حيث بلغت قيمة ت ( 5.021 ) وهى دالة إحصائيا عند مستوى ( 0.001 ) ، بينما لا توجد فروق دالة إحصائيا بينهما فى عوامل الشخصية الأخرى ( الانبساط ، الطيبة ، يقظة الضمير،  الانفتاح على الخبرة ) تلک النتائج تتفق جزئيا مع دراسة ( Maria ; Ana ; Jose , 2006 )، وتعنى أن التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران أکثر عرضة لعدم الأمن ويميلون إلى الأفکار والمشاعر السلبية والحزن والتشاؤم ، ويخبرون الغضب والقلق وعدم الرضا وانخفاض تقدير الذات والإحباط ، ويمکن تفسير ذلک فى ضوء تعرض التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران لفقد الأصدقاء ورفض الزملاء واستبعادهم من الأنشطة ، وکذلک فقدهم لتدعيم هؤلاء الزملاء فيشعرون بالحزن والتوتر ؛ رغم ما سجله معظم الأطفال حول دعمهم للضحايا إلا أنهم يترددون فى مساعدتهم ،  وهذا التناقض بين أقوالهم وأفعالهم يعود إلى اعتبارات حماية الذات والخوف من الانتقام وتحدى المشاغبين لهم ( Faye , 2003 ) مما يزيد شعور الضحايا بعدم الاستقرار الانفعالى والارتباک والقلق وعدم الرضا ، بالإضافة إلى أن خُمس الطلاب سجلوا أنهم قد يشترکون مع المشاغب ضد الضحية ، وجدير بالذکر أن ضحايا مشاغبة الأقران يدرکون أهمية المساندة والدعم الاجتماعى من المعلمين بصورة أکبر ممن لا يتعرضون لمشاغبة الأقران ، إلا أنهم ذکروا أنهم يتلقون دعما من معلميهم أقل مما يتلقاه زملاؤهم
 من غير الضحايا ، مما يزيد من شعورهم بالغضب والقلق والتوتر لفقدهم هذا الدعم
( Stephen , 2004 ) ، وبالنظر إلى ما سبق يتضح أن ضحايا مشاغبة الأقران يعانون الأذى ويفقدون الأصدقاء ويرفضهم الزملاء ويفتقدون لدعم معلمهم مما يزيدهم توترا وعدم استقرار، ويکونون أقل اتزانا انفعاليا من غير الضحايا .

الفرض الثانى : توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة ومتوسطات درجات نظرائهم من غير ضحايا مشاغبة الأقران فى أساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم ( الرفض ، الإهمال ، التسلط ، الحماية الزائدة ، القسوة ، التفرقة ، التذبذب ، السواء ) .

باستخدام اختبار (ت) تم التحقق من الفرض الثانى کما هو موضح بجدول (8)

جدول (8) الفروق بين متوسطات الدرجات والانحرافات المعيارية وقيم (ت) ومستوى دلالتها الإحصائية للتلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران ونظرائهم غير الضحايا فى أساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم

العينة

أساليب

المعاملة الوالدية

الضحايا

غير الضحايا

قيمة "ت"

مستوى الدلالة

م

ع

م

ع

الرفض

10.71

2.232

8.71

2.373

7.832

0.001

الإهمال

10.34

2.491

8.58

2.360

6.777

0.001

التسلط

11.13

2.377

9.16

2.380

7.609

0.001

التفرقة

10.5

2.852

8.4

2.386

7.767

0.001

الحماية الزائدة

12.36

2.194

11.4

2.344

3.791

0.001

التذبذب

11.09

2.497

9.01

2.277

8.512

0.001

القسوة

11.43

2.392

9.1

2.525

8.580

0.001

السواء

25.68

4.488

26.08

6.025

0.637

غير دالة

يتضح من جدول (8) وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران ومتوسطات درجات نظرائهم من غير الضحايا على مقياس أساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم ( الرفض ، الإهمال ، التسلط ، التفرقة ، الحماية الزائدة ، التذبذب ، القسوة ) لصالح التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران ، بينما لم يوجد فرق دال إحصائيا بين متوسطى درجات الضحايا وغير الضحايا فى أسلوب ( السواء ) . وتتفق النتائج الحالية جزئيا مع دراسة ( Suzanne , 2006) .

تفسر تلک النتائج فى ضوء ما ذکره ستيفن ( Stephen , 2004  ) من أن تقبل الوالدين للأطفال يرتبط بالتعرض المنخفض لأذى الأقران ، بينما يرتبط عدم التوافق مع الآباء بالإمکانية المتزايدة للتعرض لأذى ومشاغبة الأقران ؛ حيث ارتبط الرفض والتهديد والتشجيع المنخفض للتوکيد بالمخاطرة العالية للتعرض لمشاغبة وأذى الأقران ، فمشکلات السلوک المرتبطة بعلاقات الضحايا بزملائهم ترجع إلى السلوک الأبوى المسيطر والتهديد بالرفض واللامبالاة ( Maria ; Ana & Jose , 2006 ) . کما تشير سوزانا ( Suzanne , 2006 ) إلى أنه من العوامل المسهمة فى وقوع التلميذ ضحية لمشاغبة الأقران غياب الدعم الوالدى ، وتؤکد النتائج على أن التهديد بالرفض کان من أقوى العوامل المسهمة فى تعرض الطفل لمشاغبة الأقران . ويؤکد ذلک ما أشار إليه کريج وببلر ( Craig & Pepler , 2000 ) من أن الآباء يلعبون دورا حساسا فى تعديل ميزان القوة ودعم الطفل الضحية ؛ إلا أن الطفل عندما يبحث عن هذا الدعم الوالدى – رغم إدراکه لأهميته – لا يجده ، خاصة وأن الدعم الأبوى يعبر عنه من خلال أساليب المعاملة الوالدية السوية وليس من خلال الأساليب غير السوية مثل :  ( الرفض ، الإهمال ، التسلط ، التفرقة ، الحماية الزائدة ، التذبذب ، القسوة ) ، فإذا لم يحصل الطفل على ذلک الدعم الأبوى، أدرک أن والديه يرفضانه ويهملانه ويتناسيان احتياجاته ، ويسخران منه ويقيدان نشاطه ولا يشجعانه على الاندماج مع زملائه ، ويتقلبان فى معاملته بين القبول والرفض واللين والشدة ؛ خاصة وأن الوالدين يحتاجان إلى المساعدة لإدراک أن سلوکهم قد يساهم فى صعوبات أطفالهم ، وکذا لفهم کيفية مساهمة ديناميات الأسرة فى وقوع الطفل ضحية لمشاغبة أقرانه ( Smith , Myrom & Wilson , 1998 ). فقد توصلت دراسة (Finnega, et al., 1988) إلى أن أسر ضحايا مشاغبة الأقران مشوشة جدا وکانت أمهات الذکور منهن مفرطات فى الحماية ، بينما أمهات الإناث عدائيات ، وتذکر الباحثة الحالية أن الکتابات عن ضحايا المشاغبة أجمعت على أنهم أضعف وأصغر حجما ، ويتم إدراکهم بصورة أکثر سلبية ويکون الآباء أکثر حماية لهم وتضييق على أنشطتهم وحرمانهم من حقهم فى تحمل المسئولية والاندماج مع زملائهم خوفا عليهم .

وترى الباحثة أن غياب الدعم الوالدى قد يعانيه التلميذ الضحية نتيجة عدم معرفة الآباء بوجود تلک المشکلة لدى أبنائهم ، فقد يؤثر الطفل الضحية الصمت ولا يفصح لوالديه عن الأذى الذى يتعرض له من أقرانه خوفا من الانتقام أو اللوم أو الإجبار على معالجة مشکلته بنفسه فمن وجهة نظره الإفصاح للوالدين لن يجدى ( Hanish, Cuerra, 2000 ) ويستمر بذلک غياب الدعم الوالدى وينعزل الطفل ويکتئب وينخفض تقديره لذاته  (فوقية راضى ، 2001 ؛ Egan & Perry , 1998 ؛ Sharp , 1996 ) ، ويصبح مثيرا لرفض والديه له أو عقابهما إياه بمعنى أنها تکون دائرة قاسية يکون فيها التعرض لمشاغبة الأقران سببا ونتيجة لأساليب المعاملة الوالدية غير السوية ، ولذلک تساءل أوليفر وآخرون ( Oliver, et al., 1994) عما إذا کانت العلاقة القوية بين الطفل الضحية والآباء تسبق أو تلى تعرضه للمشاغبة . 

 

الفرض الثالث : توجد معاملات ارتباط دالة إحصائيا بين درجات التلاميذ على مقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران فى المدرسة ودرجاتهم على مقياس أساليب المعاملة الوالدية المدرکة لديهم ( الرفض ، الإهمال ، التسلط ، الحماية الزائدة ، القسوة ، التفرقة ، التذبذب، السواء ) .

استخدمت معادلة بيرسون لحساب معامل الارتباط للتحقق  من الفرض الخامس کما هو موضح بجدول (9) .

جدول (9) قيم معاملات الارتباط بين درجات التلاميذ على مقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران
ودرجاتهم على مقياس أساليب المعاملة الوالدية المدرکة

أساليب المعاملة الوالدية

قيمة معاملات الارتباط

مستوى الدلالة

الرفض

0.372

0.01

الإهمال

0.350

0.01

السيطرة

0.418

0.01

التفرقة

0.409

0.01

الحماية الزائدة

0.170

0.01

التذبذب

0.431

0.01

القسوة

0.419

0.01

السواء

-0.115

0.01

يوضح جدول (9) وجود ارتباط دال موجب بين درجات التلاميذ على مقياس الطفل ضحية مشاغبة الأقران ودرجاتهم على مقياس أساليب المعاملة الوالدية ( الرفض / الإهمال / السيطرة / التفرقة / الحماية الزائدة / التذبذب / القسوة ) بينما وجد ارتباط دال سالب بين درجات التلاميذ على مقياس الطفل الضحية ودرجاتهم على أسلوب السواء . وتتفق تلک النتائج مع دراسة ( Nadeou , et al ., 2003 )

تلک النتائج تعنى أن أساليب المعاملة الوالدية السيئة تمثل عوامل مخاطرة بالنسبة لتعرض الطفل لأذى الأقران ، بينما أسلوب السواء والذى يتمثل فى العلاقة الآمنة التى يسودها الدفء والحب بين الطفل ووالديه تمثل عاملا وقائيا له من التعرض لأذى أقرانه ، فتعرض الطفل للرفض والإهمال والتفرقة والحماية الزائدة والتذبذب والقسوة يکسبه إدراکا سلبيا لکفاءته الشخصية وانخفاض تقديره لذاته ( عماد مخيمر وعماد عبد الرازق ، 1999 ) ، وسلبية مفهومه عن نفسه ونقص مهاراته الاجتماعية ، والرغبة فى الانعزال ، مما  لا يساعده على اکتساب مهارات وخبرات انفعالية تساعده على التمتع بالاتزان الانفعالى ( أحمد عزت راجح ، 1994 ) ، وقد تکون تلک الخصائص هى مسئولة بصورة جزئية عن تعرض الطفل لأذى الأقران .

الفرض الرابع : يمکن التنبؤ بإمکانية تعرض التلميذ لمشاغبة الأقران فى المدرسة من خلال أساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها مع تثبيت أثر سمات الشخصية .

تشير الباحثة إلى أنها قد حرصت على التنبؤ بإمکانية تعرض التلميذ لمشاغبة أقرانه من خلال أساليب المعاملة الوالدية لما لها من دور مهم فى خلق أو المساهمة فى خلق المشکلات السلوکية لدى الأبناء في حالة کونها أساليب غير سوية إلى جانب أن نتائج الفرض الأول أشارت إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الضحايا وغير الضحايا فى سمات الشخصية (عدا عدم الاتزان الانفعالى ) . کما أن سمات الشخصية وخصائصها تتأثر بالعديد من العوامل التى من أهمها أساليب المعاملة الوالدية ، وعليه ترى الباحثة أهمية التنبؤ بإمکانية تعرض التلميذ لمشاغبة الأقران من خلال أساليب المعاملة الوالدية مع تثبيت أثر سمات الشخصية إحصائيا .

وباستخدام (الانحدار المتعدد ) وجدت الباحثة أنه باستخدام الثابت فقط يمکن التنبؤ من أساليب المعاملة الوالدية بنسبة 18.8% من أفراد العينة الکلية من حيث احتمالية تعرض التلميذ لمشاغبة الأقران أو عدم تعرضه ، وباستخدام طريقة Backward Stepwise على أربع خطوات تم التوصل إلى أساليب المعاملة الوالية ( کما يدرکها التلاميذ ) الأکثر تنبؤا باحتمالية تعرض التلميذ لمشاغبة أقرانه وهى أسلوب ( الرفض – الحماية الزائدة – التذبذب – القسوة) حيث تم التنبؤ بشکل صحيح بنسبة 60.6% من أفراد العينة الکلية من حيث احتمالية تعرض التلميذ لمشاغبة الأقران أم لا ، فى حين تم التنبؤ بشکل صحيح بنسبة 87.5% من عينة الضحايا البالغ عددهم (104) بأنهم معرضون لمشاغبة الأقران وباستخدام أسلوب الانحدار اللوغاريتمى متعدد المتغيرات Logistic Regression وبعد تثبيت أثر سمات الشخصية کانت أساليب المعاملة الوالدية ( کما يدرکها التلاميذ ) الأکثر إسهاما فى التنبؤ بإمکانية تعرض التلميذ لمشاغبة أقرانه ( الرفض ، الحماية الزائدة ، التذبذب ، القسوة ) کما هو موضح بجدول (10).

جدول (10) قيم معاملات الانحدار متعدد المتغيرات ومستوى دلالتها لأساليب المعاملة الوالدية ( الرفض – الحماية الزائدة – التذبذب – القسوة ) والنسبة بين احتمال تعرض التلميذ لمشاغبة الأقران من عدمه

المتغيرات

أساليب المعاملة الوالدية

معامل الانحدار

الخطأ المعيارى

مستوى الدلالة

نسبة احتمالية کون التلميذ ضحية add Ratio

الرفض

0.156

0.055

0.01

1.169

التفرقة

0.101

0.054

غير دالة

1.106

الحماية الزائدة

0.144

0.06

0.05

1.155

التذبذب

0.164

0.061

0.01

1.178

القسوة

0.127

0.058

0.05

1.135

يتضح من جدول (10) أن أساليب المعاملة الوالدية ( الرفض – الحماية الزائدة – التذبذب – القسوة ) کما يدرکها الطفل منبئة بتعرض التلميذ لمشاغبة الأقران ، وأن نسبة إسهامها متقاربة ودالة عند مستوى ( 0.01 ، 0.05 ) ، والأسلوب الخامس ( التفرقة ) قريب من مستوى الدلالة ( 0.062 ) .

تتفق تلک النتائج مع نتائج دراسة ( Renea . D , 1999 ;  Stephen , 2004 ). وفى ضوء نتائج الفرض الثانى والثالث يتضح أهمية الدور الذى يلعبه الوالدان بالنسبة للأطفال ضحايا مشاغبة الأقران من خلال أساليبهما فى التعامل معهم. واستنادا إلى ما کشفت عنه نتائج دراسة ( عماد مصطفى عبد الرازق ، 2005 ) أنه يمکن التنبؤ بالمشکلات السلوکية لدى الأبناء من خلال غياب الدفء والقبول والرعاية والمساندة وغياب نمط التفاعل والحوار الإيجابى بين الآباء والأبناء ، وما أشارت إليه نتائج الفرض الثانى والثالث للبحث الحالى من وجود معاملات ارتباط دالة بين درجات الضحايا على مقياس أساليب المعاملة الوالدية ودرجاتهم على مقياس الطفل الضحية إلى جانب وجود فروق دالة إحصائيا بين الضحايا ونظرائهم غير الضحايا فى تلک الأساليب .

 وبمراجعة أدبيات البحث الحالى والدراسات السابقة ( فوقية راضى ، 2001 ؛ طه عبد العظيم حسين وسلامة عبد العظيم حسين ، 2007 ؛ Schwartzi , et al ., 1993 ; Olweus , 1993  , 1994 ; Batsche & Knoff , 1994 ; Renea . D  , 1999 ; Rigby , 2000 ; Wolk , 2001 ; Jaana , Sandra & Mark , 2003 ; Maria , Ana& Jose , 2006 )؛ اتضح أنه من الخصائص النفسية للطفل الضحية انخفاض تقدير الذات ، الإدراک السلبى لکفاءة الشخصية ، مفهوم الذات السلبى ، نقص المهارات الاجتماعية ، المعاناة من الوحدة النفسية والعزلة الاجتماعية ، القلق ، الاکتئاب ، الخنوع ، الحساسية ، الجبن ، الملل ، الطيبة ، وبصفة عامة المعاناة من مشکلات التکيف. وتلک الأساليب ذات الأهمية فى التنبؤ بضحايا مشاغبة الأقران (الرفض ، الحماية الزائدة ، التذبذب ، القسوة )  تکسب التلميذ الخصائص السابقة والتى تمثل عوامل المخاطرة بکونه ضحية لمشاغبة أقرانه .  فالرفض : أسلوب له مظاهره المادية والمعنوية ونتيجته فقدان الطفل شعوره بالأمن واتسامه بالخنوع والتوتر والفشل فى العلاقات الاجتماعية ، والرغبة فى الانعزال ، مما لا يساعده على اکتساب مهارات وخبرات انفعالية تساعده على التمتع بالاتزان الانفعالى ( أحمد عزت راجح ، 1994).  فقد أشارت دراسة إبراهيم أحمد السيد عليان (1993) إلى الارتباط الموجب بين إدراک الأبناء للرفض الوالدى وعدم الکفاية الشخصية وعدم الثبات الانفعالى .

 أما الحماية الزائدة : ليست أقل ضررا من القسوة والتشدد ، فالطفل لا يمتثل لأية قيمة أو يتحمل أية مسئولية فى حياته وفى معاملته مع الآخرين ومعرض لاضطرابات الشخصية ، هذا الأسلوب لا يتيح للطفل أن يظهر عداءه لشعوره بالخجل من والديه ، وينتهى به الأمر إلى الکبت ( أحمد عزت راجح ، 1994 ) ، کما أن الحماية المفرطة تخلق شخصا حساسا لا يطيق مواجهة الصعاب ، فيجتهد للخلاص منها بأى ثمن ( و إن کان الخنوع والخضوع ) ، فحماية الطفل الزائدة توهمه بأنه مرکز العالم ينتظر من الآخرين دعمه  - وهذا ما أشار إليه ( Faye , 2003 ) من أن ضحايا مشاغبة الأقران يعتقدون بأن الآخرين ملتزمون بالتدخل بناء على الاعتقاد بأن الحماية من الاعتداء عليهم حق أساسى لهم – وتضيع ثقته بنفسه وتجعله فى صراع بين رغبته فى الاتکال على غيره ورغبته فى التمرد لتوکيد ذاته ( نصر الدين جابر ، 2000 ) . أما أسلوب التذبذب يعد من أشد الأمور خطرا على تکوين شخصية الناشئ وعلى صحته النفسية حيث يجد صعوبة فى معرفة الصواب والخطأ فيکف عن التعبير عن آرائه ويتردد فى حسم أموره ، ويعيش فى حالة من القلق .

والقسوة : تخلق شخصية مهزومة خاضعة خائفة قلقة (محمد عودة محمد ، کمال
مرسى ، 1994) فيکف الطفل عن أغلب نشاطاته لأنه لا يعمل شيئا إلا عوقب عليه ، ويرى الخلاص فى الخنوع لأى مصدر سلطة أو قوة ، وتدمر ثقته بنفسه وتقتل فيه روح المبادأة وينزوى من معترک الحياة الاجتماعية ، ويصبح من الصعب عليه التعبير عن نفسه .

وبالنظر إلى أساليب المعاملة الوالدية الأربعة ( الرفض / الحماية الزائدة / التذبذب / القسوة ) وما تکسبه للأبناء من خصائص شخصية تتمثل في الإدراک السلبي لکفاءة الذات وتقدير الذات المنخفضة ومفهوم الذات السلبي ونقص المهارات الاجتماعية والخنوع والتردد  في حسم الأمور وعدم القدرة على مواجهة الصعاب ، يتضح أنها تمثل عوامل مخاطرة بالنسبة لتعرض الأبناء لمشاغبة أقرانهم وبذلک تکون هذه الأساليب (الرفض / الحماية الزائدة / التذبذب/ القسوة ) هى المنبئة بتعرض التلميذ فى المدرسة لمشاغبة أقرانه.

توصيات :

وعلى ضوء نتائج البحث الحالى توصى الباحثة بما يلى :

-عقد لقاءات إرشادية لتبصير الوالدين بأساليب المعاملة الوالدين المسهمة فى تعرض الأبناء لمشاغبة الأقران .

-تقويم السمات غير السوية لشخصية التلميذ ضحية مشاغبة الأقران من خلال الأنشطة التعاونية المنهجية واللامنهجية بالمدرسة.

-تزويد الوالدين بمعلومات عن مشکلة مشاغبة الأقران فى المدرسة والآثار النفسية المترتبة على تعرض الأبناء لتلک المشاغبات وکيفية تجنبها وإتباع الأساليب السوية.

-ارشاد الآباء إلى أن الأبناء ذکورا وإناثا من ضحايات مشاغبة الأقران معرضون للألم النفسى ومشکلات التکيف مع تعرضهم لمشاغبة وأذى أقرانهم فى المدرسة .

-الاهتمام بآراء الأبناء ووجهة نظرهم وإدراکهم للمعاملة الوالدية وأخذها فى الاعتبار وإرشاد الوالدين إلى ذلک.

بحوث مقترحة :

-أثر تفاعل سمات الشخصية وأساليب المعاملة الوالدية المدرکة على إمکانية تعرض الأطفال لمشاغبة الأقران فى المدرسة .

-نمذجة العلاقة السببية بين أساليب المعاملة الوالدية وتعرض الطفل لمشاغبة الأقران
فى المدرسة .



*  مجمع سندوب الابتدائى والإعدادى

* فخر الدين خالد بالمنصورة

* معهد فتيات محلة دمنة

* الصديق الإسلامية بالمنصورة

* الإمام الشافعى الابتدائية

* معهد فتيات ميت ضافر الإعدادى

* کفر الدبوسى الإعدادية المشترکة

*   أ.د فاروق جبريل ،  أ.د فؤاد الموافى ، أ.د. علاء الشعراوي ، أ.د. يوسف جلال  ، أ.م.د فوقية راضى ،
 د . نبيل على محمود ،  د . عصام زيدان ، د . محمود مندوه .

المراجــــع
1- إبراهيم أحمد السيد عليان ( 1993 ) : دراسة العلاقة بين القبول / الرفض الوالدى وتوکيد الذات والعدوانية لدى المراهقين ، مجلة علم النفس ، العدد (27) ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للکتاب ، 90 – 92 .
2-    أحمد عزت راجح ( 1994 ) : أصول علم النفس . القاهرة : دار المعارف .
3-    أحمد محمد عبد الخالق ( 2000 ) : قياس الشخصية ، دار المعرفة الجامعية : الإسکندرية .
4-    آلان کازدين ( 1995 ) : الاضطرابات السلوکية للأطفال والمراهقين ، ترجمة عادل عبد الله ، القاهرة ، دار الرشاد .
5- أمانى عبد المقصود ( د.ت ) : دليل مقياس أساليب المعاملة الوالدية . القاهرة  مکتبة
الأنجلو المصرية .
6- السيد عبد العزيز الرفاعى ( 1994 ) : إساءة معاملة الطفل وعلاقتها ببعض المشکلات النفسية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، معهد الدراسات العليا للطفولة ، جامعة
عين شمس ، 44 – 46 .
7- بشار عبد الله مصلح وموسى أبو البوح ( 2005 ) : واقع التنشئة الاجتماعية الديمقراطية فى الأسرة الأردنية فى محافظة المفرق . مجلة العلوم التربوية، العدد (7) ، 65 – 101 .
8-    حامد عبد السلام زهران ( 1984 ) : علم النفس الاجتماعى ، ط(5) ، القاهرة : عالم الکتب .
9- حامد عبد السلام زهران ، إجلال محمد سرى ( 2003 ) : دراسات فى علم نفس النمو . القاهرة ،
عالم الکتب .
10- طه عبد العظيم حسين ، سلامة عبد العظيم حسين ( 2007 ) : استراتيجيات إدارة الصراع المدرسى . عمان : دار الفکر.
11- عماد على مصطفى عبد الرازق ( 2005 ) : إدراک الغياب النفسى للأب والمشکلات السلوکية لدى الأبناء . المؤتمر السنوى الثانى عشر ، مرکز الإرشاد النفسى ، جامعة عين شمس ، 263 – 343 .
12- عماد مخيمر وعماد عبد الرازق ( 1999 ) : خبرات الإساءة التى يتعرض لها الفرد فى مرحلة الطفولة وعلاقتها بخصائص الشخصية ، دراسة مقارنة بين الجانحين وغير الجانحين ، المؤتمر الدولى السادس . مرکز الإرشاد النفسى – جامعة عين شمس ، 315 – 371 .
13- فاروق السعيد جبريل ( 1989 ) : مقياس أساليب المعاملة الوالدية للأبناء ، کراسة التعليمات . القاهرة : مکتبة الأنجلو المصرية  .
14- فؤاد الموافى وفوقية راضى ( 2006 ) : الخصائص السيکومترية لاستبيان الخمسة الکبرى للأطفال
( BFQ-C ) لدى عينة من الأطفال المصريين فى مرحلة الطفولة المتأخرة ، المجلة المصرية للدراسات النفسية ، العدد 53 ، المجلد السادس عشر ، 2  - 25 .
15- فوقية محمد محمد راضى ( 2001 ) : تقدير الذات والاکتئاب والوحدة النفسية لدى التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران فى المدرسة ، المجلة المصرية للدراسات النفسية ، المجلد الحادى عشر ، العدد ( 29 ) ، 119 : 150 .
16- محمد النوبى محمد على ( 2004 ) : اختبار أساليب المعاملة الوالدية . القاهرة: مکتبة النهضة
17- محمد عودة محمد وکمال إبراهيم مرسى ( 1994 ) : الصحة النفسية فى ضوء علم النفس والإسلام ، الکويت : دار القلم .
18- نصر الدين جابر ( 2000 ) : العوامل المؤثرة فى طبيعة التنشئة الأسرية للأبناء ، مجلة الآداب والعلوم الإنسانية والتربوية ، جامعة دمشق ، المجلد السادس عشر ، العدد (3) ، 43 – 77 .
19- Ackerman , N . ( 1994 ) : The psychodynamics of family life . Diagnosis and treatment of family realtionships , New Jersy : Jason Aronson Inc .
20- Amie , E .& Thomas , H . ( 2002 ) : Peer Victimization , Global Self- Worth , and Anxiety in Middle School Children . Journal of Clinical Child & Adolescent Psychology . vol . 31 , No (1) , 59 – 68 .
21- Batsche . G . & Knoff , H . ( 1994 ) : Bullies and their Victims : Understanding a Pervasive in the Schools . Psychology Review . 23 , (2) ,
174 – 165 .
22- Boivin , M . ; Hymel , S . & Hodges , E . ( 2001 ) : Toward           a process view of peer rejection and harassment , In . J. Juvonen & S. Graham ( Eds ) , Peer Harassment in School : The Plight of the Vulnerable and Victimized . New York : The Guilford press .
23- Bullying (2007): Form Wikipedia , the free encyclopedia : http://en.Wikipedia.Org/Woki/Bullying .
24- Callaghan , S . & Joseph , S . ( 1995 ) : Self – Concept and peer Victimization among school children . Personality and Individual Differences , vol 18 (1) , 161 – 163 .
25- Craig , W .; Pepler , D . & Atlas , R . ( 2000 ) : Observations of bullying in the Playground and in the classroom . School Psychology International . vol . 21 , 22 – 36 .
26- Crunsell , A . ( 1989 ) : Bullying . London : Gloucester press .
27- Duncan , R . ( 1999 ) : Peer and Sibling aggression : An investigation of intra and extra – familial bullying . Journal of interpersonal violence . 14 , 871 – 886 .
28- Egan , S . & Perry , D . ( 1998 ) : Does low Self- Regard invite Victimization ? Developmental Psychology ,vol. 34, (2) , 299 – 309 .
29- Faye , M . ( 2003 ) : Peer victimization , The Case for Social work Intervention Families in Society : The Journal of Contemporary Human Services ,vol. 84 , (4) , 513 – 522.
30- Finnegan , R . , Hodges , E . & Perry , D . ( 1998 ) : victimization by peers : Associations with children’s reports of mother – child interaction . Journal of Personality and Social Psychology. Vol . 75 , 1076 – 1086 .
 
31- Gwen , G .; Ming , F .; Wayne , K ; Frederick , R . & Mary , K . (2005): Bulling , Psychosocial Adjustment , and Academic performance in Elementary School . Arch pediatr Adolesc Med , vol . 154 , 1026 – 1031 .
32- Hanish , L . & Guerra , N . ( 2000 ) : Children who get victimized at school what is known ? What can be done ? Professional School Counseling ,vol. 4 , 113 – 119 .
33- Hanish , L . & Guerra , N . ( 2002 ) : A Longitudinal analysis of patterns of adjustement following peer victimization . Development psychology. vol . 14 , 69 – 89 .
34- Jaana , J . ; Sandra , G . & Mark , A . ( 2003 ) : Bullying among young adolescents : The Strong , the weak , and the Troubled , PEDIATRICS , vol 112 ,( 6 ), 1231  - 1237 .
35- James , H . ; Owens , D . ( 2004 ) : Peer Victimization and Conflict resolution among adolescent girts in a Single – SexSouthAustralianSchool . International Education Journal.  vol. 5 (1), 37 – 49.
36- Jared , D . ; Gary , F . & Eugene , W . ( 2006 ) : Transitioning out of peer victimization in School children : Gender and Behavioral Characteristics . Journal of Psychopathology and Behavioral Assessment . vol . 28 , No(4) , 271–280.
37- Kochenderfer , B . & Ladd , G . ( 2003 ) : Identification of Aggressive and Asocial Victims and the Stability of their peer victimization. Merrill – Palmer Quarterly. vol. 49, (4), 401 .
38- Line , N . ; Rejean , T . ; Francine , L . & Philippe , R . ( 2001 ) : Victimization :a newly recognized outcome of prematurity.  Developmental Medicine & Child Neurology . vol 16 , 508 – 513 .
39- Maria , J .; Ana, A . & Jose , M ( 2006 ) : Perceived Characteristics of Victims according to their Victimized and non victimized peers . Electronic Journal of Research in Educational Psychology, vol . 4 (2) , 371 – 396 .
40- Melissa , R .; Hsi- Sheng , W . & Hui- Ling , T . ( 2007 ) : Bullying and Victimizatior Traiwanese 7th Graders : A Method Assessment . School Psychology International. vol. 28, (4), DOI: 10 – 1177.
41- Nadeaul , L ; Tessier , R .; Boivin , M ., Lefebvre ,F . & Robaey , P . ( 2003 ) : Extreme premature and very low birth weight infant : a double hazard population ? Social Development vol. 12 , 235 – 248 .
42- Nansel , T . , Overpeck , M ., Pilla , R ., Ruan , N., Simons  Morton, B . & Schcidt , P .( 2001 ) : Bullying behaviors among us youth prevalence and association with psychosocial adjustement . Journal of the American Medical Association. Vol. 258 , 2094 – 2100.
43- Neary , A . & Joseph , S . ( 1994 ) : Peer Victimization and its relationship to self- concept and depression among school girls . Personality and Individual Differences . vol .16 , (1) , 183 – 186 .
44- Oliver , R .; Oaks , I .& Hoover , J . ( 1994 ) : Family Issucs and Interventions in Bully and Victim relationships . The School Counselor , 41 , 199 – 202 .
45- Olweus , D . ( 1993 ) : Victimization by Peers : Antecedents and long term outcomes . In K.H. Rubin . J . Asendorph . Social withdrawal . Inhibition and shyness in childhood . Hillsdale . NJ : Eribaum .
46- Olweus , D . ( 1994 ) : Annotation : Bulling at School : Basic Facts and effects of a school based intervention program . Journal of child psychology and psychiatry. vol . 5(7). 1171 – 1190 .
47- Owens , L ., Shute , R . & Slee , P . ( 2000 ) : Cuess what I Just heard ! Indirect aggression among tcenage girls in Australia . Aggressive Behavior. Vol. 26 , 67 – 83 .
48- Pepler , D ; Criag , N ; Ziegler , S . & Charach , A . ( 1994 ) : An evaluation of anti- bullying intervention in Toronto schools  Canadian Journal of Community Mental Health , 13 , 95 – 110 .
49- Renae  D,D. ( 1999 ) : Maltreatment by parents and peers : The Relathionship between child Abuse , Bully Victomozation, and Psychological Distress , Hild Malthreatment , vol . 4, (1) , 45 – 55 .
50- Ribble , M . ( 1985 ) : The Personality of the young child . New York : ColumbiaUniversity press .
51- Rigby , K . ( 2000 ) : Effects of peer victimization in Schools and perceived Social Support on adolescent well – being . Journal of Adolescent , vol . 23 , 57 – 68 .
52- Ron , B . ( 2003 ) : Peer Victimization Experiences in High School . Community . University Institute for Social Research . University of Saskatchewan .
53- Rutter , M . ( 1984 ) : Family and school influences on Behavioral Development , Child Psychology , 26 , (3) , 149 .
54- Schwartz , D .; Dodge , K .& Coie , J . ( 1993 ) : The emergence of Chronic Peer Victimization in boys plays groups . Child Development . 64 , 1755 – 1772 .
55- Sharp , S . ( 1996 ) : Self- esteem , response style and victimization : Possible ways of Preventing Victimization through parenting and School training programs . School psychology international. vol . 17 , (4) , 347 – 357 .
56- Smith , P . & Myronl – Wilson , R . ( 1998 ) : Parenting and School bullying . Chinical child psychology and psychiatry ,vol 3 , 405 – 417 .
57- Smith , P . & Shu , S . ( 2000 ) : What good schools can do about bullying findings from a survey in English Schools after a decade of research and action . Childhood ,vol 7 , 193 – 212 .
58- Smith , P . & Thompson , D . ( 1991 ) : Practicl Approaches to Bullying . London : David Fulton .
59- Stephen , E . ( 2004 ) : The Nature and Consequences of Peer victimization. , www.csus.edu/indiv/b/brsocks/Worksops/APA/Peer victimization.pdf .
60- Susan , P . & Maury , M . ( 1998 ) : Bullying among children and youth , Institute for families in Society , University of South Carolina , CarolinaPlaza , Columbia . SC 29208 , 803 – 737 – 3186 .
61- Suzanne , C . ( 2006 ) : Understanding how African – AmericanMiddle School Students Cope with the Peer Victimization : A Mixed Methods Approach . Virginia Commonwealth University Richmond .
62- Turner , A & Finkelhor , D . ( 1996 ) : Corporal punishment as a tressor among youth  . Journal of Marriage and the family , vol.58 , (1) , 155- 166 .
63- Vaillancourt , T ., McDougall , P . ;Hymel , S . & Welch , E . (2001) : A Comprehensive profile of peer Victimized adolescent and their Oppressors . Poster Presented at the X European Conference on Developmental psychology , Augsust , 22 – 26 .
64- Wolke , D .; Woods , S ., Stanford , K . & Schulz , H . ( 2001 ) : Bullying and victimization of primary school children in England and Germany Prevalence and School factors ,   Br-Journal Psychol , 92 : 673 – 696 .
Wolke , D .; Woods , S .; Bloomfield , L . & Karstadt , L . ( 2000 ) : Bullying involvement in primary school and common health problems . Arch Dis Child , 85 ,197 – 201 .