تصور مقترح لعلاج الجنسية المثلية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

قسم علم النفس جامعة الإمام –المملکة العربية السعودية

المستخلص

ملخص الدراسة:
تعتبر الجنسية المثلية من الانحرافات الحساسة جدا التي لها تأثير کبير ليس على الشخص إلي يعاني منها وإنما المجتمع کذلک. ولکوننا مسلمون فإننا ننظر إليها على إنها مشکلة، حيث يحتاج من يمارسها إلى علاج. لهذا فان هذه الدراسة هي محاولة لتقديم طريقة علاجية تساعد العاملين في المجال النفسي والاجتماعي في مساعدة من يعاني من مشکلة الجنسية المثلية. فمن خلال الدراسات التي تناولت علاج هذه المشکلة وکذلک من خلال خبرة الباحث تم بناء هذه الطريقة. تقوم هذه الطريقة العلاجية على أساس أن تعديل السلوک المنحرف يحدث عن طريق تدخل فردي وتدخل اسري وتدخل رفاق وتدخل مدرسي (مهني). هذه الطريقة سوف تساعد بإذن الله تعالى المعالج على التعامل مع المشکلة بشکل أکثر کفاءة وفعالية.
المصطلحات الرئيسية:
الجنسية المثلية، اللواط، السحاق، العلاج المتعدد الأنظمة. 

الموضوعات الرئيسية


المقدمة:

إن العلاقة الجنسية الطبيعية يجب أن تکون بين الذکر والأنثى وان أي محاولة عن تغيير مسارها هو محاولة للدفاع عن الانحراف المخل بثمرة الغريزة الجنسية وعن الغاية من هذه العلاقة. إن العقول البشرية السليمة تکاد تجمع على أن العلاقة الجنسية هي ممارستها بين الذکر والأنثى. وان کل من ينادي للخروج عن هذه القاعدة فهو سلوک شاذ و مرفوض من البشر لأنه أمر يخالف الفطرة السوية أولا ، وثانيا يخالف الغاية من الجنس الذي هو طاقة موجودة لدى کل إنسان تؤدي وظيفة هامه وهي التکاثر وعمارة الأرض. وثالثا اعتداء على حق الرجل والمرأة في الإشباع الجنسي الطبيعي.

إن الحرية الشخصية هي ممارسة ما يريده الشخص بدون تحکم من الآخرين أو فرض قيود على سلوکه. ولقد کفلها الإسلام ؛ حيث إنه جعل للشخص حرية السلوک وحرية الاختيار بحيث يسلک السلوک الذي يريد بدون تحکم من أحد. ولکن الإسلام اشترط في هذه الحرية الشخصية أن تکون وفق ضوابط معينة لا يجوز الخروج عنها؛ فعلى سبيل المثال الغريزة الجنسية، للشخص الحرية في إشباع هذه الحاجة بطريق الحلال أو عدم إشباعها (أي أن الإنسان يبقى أعزب) ولکن الأولى
هو الإشباع.

ولکن المجتمعات الغربية نظرت إلى الحرية الشخصية نظرة مختلفة تماما؛ حيث إن المدنية الغربية لرعونتها وانسياقها وراء الأهواء الذاتية والشهوات الآنية قد ضلت سبيل الهداية والرشاد. ونتيجة لتحرر الإنسان من ربقة الدين في تلک المجتمعات اندفع الإنسان إلى إشباع الدافع الجنسي بأي شکل يريده متجاوزا الحدود الشرعية و الأخلاقية. حيث انحرف في إشباع هذا الدافع وسلک طرقا شتى. ومن هذه الطرق التي سلکها لإشباع رغباته الجنسية هو الجنسية المثلية (اللواط-السحاق). إن الواقع الفعلي يشير إلى أنه مصاب بالأمراض الجسمية الخطيرة و الإضطرابات النفسية والتفکک الأسري وغير ذلک. إن الانحرافات الجنسية تعتبر من اشد الإضطرابات النفسية تأثيرا على الفرد لأنها محرمة دينيا ومستهجنة اجتماعيا. ومن أکثر هذه الانحرافات تأثيرا على الفرد نفسه وعلى مجتمعه هو أو الجنسية المثلية.

هناک بعض من کان مدافعا عن السلوک الجنسي الشاذ، وانه سلوک فطري ناتج تغيرات داخل الجسم لا دخل للشخص الشاذ بها وأنها ليست مرضا، إلا أن هذا البعض قد غير رأيه مع الوقت وبدا ينظر إلى الشذوذ الجنسي على انه مرض وينبغي تقديم العلاج عنه. يقول(2004)   Bhugra إلى أن سبيتزر  Spitzerکان له دور قوي في حذف السلوک الجنسي الشاذ من قائمة الإضطرابات النفسية  في الکتاب التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسيةDSM  Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders  وانه قد غير رأيه إلى القول بان الشذوذ الجنسي سلوک مرضي. ويقول  (2001) Spitzer عن نفسه إنني کنت من المدافعين عن حقوق الشواذ ضد المعارضين للشذوذ وانه في عام 1973 کان لي دور في حذف الشذوذ الجنسي من قائمة الإضطرابات النفسية وکان لي احترام وتقدير کبير من جمعيات الشواذ. وعلى حسب رأي المؤيدين للشذوذ فان الشخص الذي يمارس الشذوذ لسنوات من الصعب عليه أن يغير هذا السلوک.

ولکون هذا السلوک شاذ ومخالف للفطرة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الإنسان فان الاستمرار في خداع النفس يتوقف ويعود الإنسان إلى صوابه. يؤکد هذا التغير في الموقف Spitzerمن التأييد وبشدة للممارسة الشذوذ الجنسي وانه سلوک طبيعي إلى موقف المعارضة وانه مرض يحتاج إلى علاج. يشير    Spitzer  (2003)  إلى انه وجد أن بعض الحالات التي قام بدراستها قد حدث لها تغير کبير في سلوکها الجنسي من السلوک الجنسي الشاذ إلى السلوک الجنسي الطبيعي أي أنها صارت تتجه جنسيا إلى الجنس الأخر عن طريق علاج إصلاحي Reparative therapy. ونتيجة لهذا الاکتشاف أصبحت الآن عدوا للممارسة الجنسية الشاذة ولجماعات الشذوذ (Spitzer, 2003).

إن الحديث عن المرارة التي يعيش فيها الشاذ لا يمکن أن توصف إلا من خلال من عاشها. يقول احد الشواذ عن معاناته مع السلوک الجنسي الشاذ، لقد خرجت في النهاية إلى أن الشذوذ الجنسي هو السبب في شعوري بالوحدة وعدم الإحساس بطعم السعادة. لقد کنت ابحث عن مخرج لهذا السلوک الشاذ الذي يخالف سلوک الأسوياء من الناس، ولکني أجد بعض من أصدقائي من جماعة الشواذ محاولات إقناعي على أني قد ولدت بهذا الشذوذ(Paulk, 1997). 

أشار Nicolosi في مقدمة کتابه- العلاج الإصلاحي للمثليين جنسيا- إلى أن حرکة التحرر للشواذ جنسيا بدأت في عام 1969 وذلک في مدينة نيويورک حيث أخذت على عاتقها مطلبين أساسيين وهما. الأول: التسامح، وينص هذا على قيام الحرکة بالمطالبة بحقوق الشواذ عن طريق مساواتهم من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع بقية أفراد المجتمع. المطلب الثاني وهو القبول: قيام الحرکة بإقناع الناس الأسوياء بان الشذوذ الجنسي شيء طبيعي وانه أمر عادي(Nicolosi, 1991).

نتيجة للضغوط الشديدة على المعارضين لشذوذ و الدعم الکبير سياسيا وماديا التي تتلقاه جمعيات الشواذ لم يکن هناک أي توجه من الجانب العلاجي للشذوذ الجنسي الذي انتشر في بلاد الغرب انتشار النار في الهشيم. السبب في ذلک هو اعتقاد هؤلاء أن هذا السلوک الجنسي الشاذ هو سلوک فطري وليس مرضي وکذلک إقناع الآخرين منهم في بداية طريق الشذوذ بذلک، إذا کيف تعالج أشخاص ليس لديهم أمراض. يشير( Eidenberg, 1998)  إلى أن هناک بعض المعالجين يقول أن عددا من الشواذ الذين ماتوا بسبب مرض الإيدز قد بحثوا عن علاج لسلوکهم الجنسي الشاذ ولکنهم لم يجدوا الدعم بل وجدوا الإنکار من جماعات الشذوذ وانه ليس هناک علاج لشذوذهم(ص.50).

ومع ذلک فان هناک العديد من العاملين في المجال النفسي من يعتقد بان الشذوذ الجنسي مرض وان هناک علاج له وذلک قبل أن يتم حذف الجنسية المثلية من الکتاب التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية. ومن أمثلة هذه المحاولات العلاجية ما قام به ألبرت أليس (Ellis, 1959). حيث انه في عام 1973تم التصويت على حذف مصطلح الشذوذ الجنسي من قائمة الإضطرابات النفسية في الکتاب التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM 3 Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders    کمرض نفسي واعتبار الشذوذ الجنسي(الجنسية المثلية) خلل عضوي واضطراب في الجينات وليس اضطرابا نفسيا 1994, Berger)).

ومع ذلک استمر بعض العاملين في المجال النفسي ينظر إلى الجنسية المثلية على أنها اضطراب وان له علاج وذلک لان هناک العديد من الشواذ من کان يطلب العلاج في تغيير اتجاهه الجنسي المثلي إلى الاتجاه الطبيعي (الغيري). أشار( 2004)  Bhugra بان هناک عددا من المعالجين النفسيين ينظرون إلى الشذوذ الجنسي على انه مرض لابد من علاجه. حيث أنهم يقومون بتقديم الإرشاد والتوجيه المناسب لمساعدة مرضاهم بعلاج شذوذهم الجنسي عن طريق تغيير اتجاهاتهم الجنسية. وأشار کذلک إلى أن هناک علاج إصلاحي Reparative therapy أو (علاج تحويليConversion therapy ) يهدف إلى أن سبب الانجذاب نحو نفس الجنس ناشئ بسبب اضطراب في النمو وانه يمکن إزالته عن طريق بناء ثقة قوية بنفس الجنس الذي ينتمي إليه(ذکر-أنثى) واعتزازه بها(Bhugra,2004).

ونتيجة لذلک فقد ظهر المدافعين للجنسية المثلية في وجه القائلين بتقديم العلاج النفسي للمثليين. حيث أشار Haldeman (1994) إلى أن أي عمل نفسي يهدف إلى تغيير الاتجاه الجنسي للمثليين باستخدام العلاج الإصلاحي يعتبر عمل غير أخلاقي. وهذا يدل على شدة تعصب هؤلاء المؤيدين للشذوذ الجنسي. ومع استمرار الضغوط التي تمارسها جماعات الشواذ فقد أيدت جمعية الإرشاد الأمريکية قولهم وتبنت رأيهم. ففي عام 1998 أصدرت جمعية الإرشاد الأمريکية قرارا بان أي محاولة علاجية لتغيير الاتجاه الجنسي للمثليين يعتبر تعدي على حقوقهم وأنها غير أخلاقية لان الجنسية المثلية لا تعتبر اضطرابا نفسيا(Throckmorton, 1998).         

لهذه العوامل والضغوط فان الترکيز في العلاج النفسي المقدم للشواذ جنسيا هو للاضطرابات المصاحبة للشذوذ وليس للشذوذ نفسه.  حيث کان يقدم خدمات علاجية للاضطرابات النفسية التي يعاني منها الشواذ کالقلق الإکتئاب و الرهاب الاجتماعي ومحاولات الانتحار والتفکير به. ومن أمثلة ذلک ما قام به Safran & Rogers في استخدام العلاج المعرفي السلوکي في مساعدة حالتين في التغلب على الصعوبات النفسية التي يوجهانها(Safran & Rogers, 2001). وکذلک من الإضطرابات التي يعاني منها الشواذ الناتجة من عدم تقبل الناس لهم رهاب الشذوذ Homophobia . يقصد برهاب الشواذ هو الخوف والاشمئزاز وعدم الراحة والنفور حيث يصاب بها الشخص عندما يتعامل مع الشواذ جنسيا وخصوصا العاملين في المجال النفسي (,1980  Hudson & Ricetts).

أهمية الدراسة:

تکمن أهمية الدراسة في کونه دراسة لموضع في غاية الحساسية على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي وهي مشکلة الجنسية المثلية الذي ازداد انتشارا وأصبح ظاهرة مقلقة لجميع شرائح المجتمع الوالدين-المعلمين-الأخصائيين وغيرهم من المهتمين وعليه تکمن أهمية الدراسة
في جانبين:

الجانب الأول جانب نظري

وهو محاولة جريئة وجادة لتسليط الضوء على مشکلة في غاية الحساسية وهي مشکلة الجنسية المثلية التي أصبحت تؤرق الکثير من المهتمين في المجال النفسي والاجتماعي لأنها الأکثر حساسية من بين مشاکل الشباب الأخرى ولانتشارها بالرغم من أن الإحصائيات الرسمية لا تؤکد ذلک. حيث أن هذه الدراسة سوف تثير اهتمام الباحثين والمهتمين أن يتناولوا هذه المشکلة بالمزيد من الدراسة والتحليل. 

جدول رقم (1): عدد الحالات التي مارست الانحراف الأخلاقي (الجنسية المثلية)

اسم الدار

1425

1426

دار الملاحظ الاجتماعية بالرياض

415

40

دار الملاحظ الاجتماعية بجدة

222

75

دار الملاحظ الاجتماعية بالمدينة المنورة

133

49

دار الملاحظ الاجتماعية ببريدة

118

9

دار الملاحظ الاجتماعية بالدمام

246

25

دار الملاحظ الاجتماعية بابها

26

18

دار الملاحظ الاجتماعية بحائل

26

30

دار الملاحظ الاجتماعية بتبوک

49

13

دار الملاحظ الاجتماعية بالباحه

29

9

دار الملاحظ الاجتماعية بالجوف

21

29

دار الملاحظ الاجتماعية نجران

7

1

دار الملاحظ الاجتماعية بجازان

130

17

دار الملاحظ الاجتماعية بعرعر

-

1

المجموع

1422

316

المصدر: الکتاب الإحصائي السنوي. وزارة الشئون الاجتماعية لعامي (1425)، (1426).

يشير الجدول رقم (1) على تناقص عدد الحالات التي مارست الجنسية المثلية في دور الملاحظة الاجتماعية في المملکة. ففي عام 1425 سجلت 1422 حالة بينما 316 حالة في عام 1426. وهذا لا يدل على أن ممارسة الجنسية المثلية بدأت تتناقص کما هو واضح من الجدول، فالحالات التي لا تسجل کثيرة جدا وذلک بسبب أنها تتم برضا الطرفين أو لأنها لا تصل إلى الشرطة. 

الجانب الثاني جانب تطبيقي

تهدف هذه الدراسة إلى محاولة الإسهام في تقديم طريقة علاجية لعلاج الجنسية المثلية للحالات التي تعاني من هذه المشکلة. حيث أن هذه الطريقة سوف تفيد بإذن الله تعالى المهتمين في التعامل مع هذه المشکلة من الأخصائيين النفسيين العاملين في المجال النفسي لعلها تساعدهم في التقليل من هذه الظاهرة عن طريق تقديم الخدمة العلاجية المناسبة لهذا الانحراف.

منهج الدراسة:

اعتمد الباحث على المنهج الوثائقي لتحقيق هدف الدراسة وذلک من خلال مراجعة الدراسات التي تناولت ظاهرة الجنسية المثلية. ويقصد بالمنهج الوثائقي"الجمع المتأني والدقيق للسجلات والوثائق المتوفرة ذات العلاقة بموضوع مشکلة البحث ومن ثم التحليل الشامل لمحتوياتها بهدف استنتاج ما يتصل بمشکلة البحث"(Hill, 1969, p43) ؛ حيث تناولت إسهامات الآخرين من ناحية تفسير الجنسية المثلية. وکذلک تناولت آراء المؤيدين والمعارضين للجنسية المثلية. بالإضافة إلى مراجعة إسهامات المهتمين في الجانب العلاجي من خلال دراساتهم في علاج هذه المشکلة.

مصطلحات الدراسة:

المصطلح الأساسي الذي تحتويه هذه الدراسة هو الجنسية المثلية وهو المحور الأساسي الذي تدور عليه هذه الدراسة.

الجنسية المثلية  Homosexuality

يقصد بالجنسية المثلية هو الرغبة الجنسية أو الممارسة الجنسية مع شخص من نفس الجنس(Davison & Neale, 1978). أو التفضيل الجنسي (الميل الجنسي) لشخص من نفس الجنس (Carson, Butcher & Mineka,  1996).  

ويشير عاقل (1985) إلى أن الجنسية المثلية إما أن تکون:

 1- اتصال جنسي بين فردين من جنس واحد.

 2- انجذاب جنسي إلى فرد من نفس الجنس (ص-53). 

من خلال هذه المعلومات يتبين لنا أن الجنسية المثلية تشمل نوعين من الممارسات
الجنسية الشاذة:

1-         اللواط:

يقصد به الممارسة الجنسية بين رجل ورجل. فالرجل "لا يميل جنسيا إلا إلى رجل مثله... وقد يلعب احد الرجلين في مثل هذه العلاقة دور المرأة والأخر دور الرجل"(جلال، 1985 ،ص.408)

2-         السحاق

يقصد به هو ممارسة العملية الجنسية بين امرأتين حيث " لا تميل المرأة إلا إلى امرأة مثلها....تلعب إحدى المرأتين دور الذکر وتلعب الأخرى دور الأنثى""(جلال، 1985 ،ص.408).

 العلاج المتعدد الأنظمة Multisystemic treatment

العلاج المتعدد الأنظمة طريقة في علاج السلوک المنحرف للأحداث المنحرفين جاءت کرد فعل على الطرق العلاجية المستخدمة في علاج الانحراف السلوکي لأنها کانت تنظر إلى المشکلة السلوکية من زاوية واحدة فقط. يقول (Henggeler & Borduin, 1990) أن العلاج المتعدد الأنظمة يرکز على تقييم شامل للعوامل التي لها إسهام في المشاکل السلوکية. وان التدخلات العلاجية ترکز على الأنظمة(الفرد-الأسرة-الرفاق-المدرسة-المجتمع) التي لها دور في هذه المشکلة السلوکية(ص.28).

النظريات المفسرة للجنسية المثلية

نظريات التحليل النفسي:

تقوم نظريات التحليل النفسي في تفسيرها للسلوک الجنسي الشاذ على أساس الخوف من الاتصال الجنسي مع الجنس المخالف(الخوف من الغيرية)(Bieber, et al., 1961). إن العلاقة الجنسية الشاذة قائمة على الصراع في إقامة علاقة مع الجنس الأخر.  وان هذا الصراع مبني على عقدة اوديب کما بينها فرويد وأيده بها أتباعه. تقول عقدة اوديب أن الطفل الذکر في حوالي السنة الرابعة من عمرة يتمنى أن يمتلک أمه ويقتل أبية. ويکون إشباع هذه الرغبات الجنسية مصحوبة بمخاوف من انتقام الأب عن طريق اخصائة (Davison & Neale, 1978).

يوضح ذلک احد التحليليين المعاصرين وهوNicolosi، حيث يقول أن التنشئة الأولى في حياة الطفل، البنت والولد يتوحدون مع الأم لأنها هي المصدر الرئيسي في الرعاية والاهتمام. ومع النمو والتقدم في السن فان البنت تستمر في توحدها مع الأم لاکتساب وظيفة الأم الصفات الأنثوية. بينما الولد يحتاج إلى وظيفة أخرى حيث يسعى إلى التحول من التوحد مع الأم إلى التوحد مع شخص آخر(الأب). من خلال علاقة الولد بوالدة فانه يتحول إلى التوحد معه لاکتساب الصفات الذکورية والتي مهمة جدا في نموه الطبيعي (کرجل)(Nicolosi, 1991).

ويضيف کذلک بان السلوک الجنسي عند المثليين يحدث بسبب مشکلة في النمو بين الأب والابن. فالنمو عند الأشخاص ذوي السلوک الجنسي الطبيعي(الغيرية) يحدث نتيجة للدعم التوجية والتعاون الذي يقدمة الوالدان للولد من اجل عدم التوحد مع الأم والعمل على التوحد مع الأب. والفشل في هذا يسبب العجز في تشکيل الهوية الجنسية الذکورية(Nicolosi, 1991). 

النظرية السلوکية:

يرى علماء النفس السلوکيين أن الجنسية المثلية سلوک متعلم (مکتسب). يشير(1991)    Gletmanإلى أن الجنسية المثلية بالنسبة للولد هو تعرضه لاعتداء وإغراءات جنسية من رجل کبير، و البنت عندما تتعرض لاعتداء وإغراءات جنسية من أمراه کبيرة. أي انه مع تکرار هذه الإغراءات والاعتداءات يتولد هناک ارتباط شرطي يؤدي إلى تنبه الجنس لدى هذا الشخص بمثيرات من نفس الجنس. وبصورة أوضح يقول Throckmorton (1998) أن التکيف مع الجنسية المثلية يحدث عندما يتبع هذا السلوک الجنسي بتعزيز جسمي (الشعور باللذة) أو تعزيز اجتماعي (تشجيع).

 

النظرية البيولوجية:

دعى المؤيدين للشذوذ الجنسي على أن الجنسية المثلية هي أمر بيولوجي. لهذا لا يمکن أن يلام الأشخاص الذين يمارسون السلوک الجنسي الشاذ لأنه أمر لا يتحکمون به خارج عن إرادتهم. لهذا فانه يجب على المجتمع تقبلهم وتقبل السلوکيات التي يقومون بها. وتقوم النظرية البيولوجية على الأسس التالية:

فروق تشريحية:

هناک دراسة قام بها(1991)  LeVay تبين من خلالها أن هناک فرق بين حجم المخ لدى الشواذ وبين غير الشواذ. حيث أوضح ذلک في دراسته الأخرى(1993) LeVay عن الفروق بين الشواذ والعاديين في حجم المخ.  حيث وجد أن هناک فروق في حجم المخ بين الشواذ والعاديين وهذا الفرق راجع إلى السلوک الجنسي لديهم. حيث يقول إلى أن الجزء الأمامي من الهيبوثلامس يکون صغيرا في النساء عنه لدى الرجال. ولقد وجد أن هذا الجزء يکون صغيرا عند الأشخاص الذين يمارسون الشذوذ الجنسي بينما يکون اقل منه لدى الأشخاص العاديين في سلوکهم الجنسي. وأضاف کذلک إلى أن هذا الجزء قريب جدا في حجمه من الحجم الموجود لدى النساء. أي أن المخ لدى النساء و المخ لدى الشواذ متشابهين، إذا فالسلوک الجنسي لديهما متشابه.

الجين الشاذ:

يعتقد أن سبب الشذوذ الجنسي لدى الشواذ ناتج عن وجود جين شاذ. وجد (1993) Hamer, Hu, Magnuson, Hu &Pattatucci أن الجين الشاذ الموجود على الکروموزوم X يحمل علامات جينية مميزة موروثة من أمهات الشواذ. حيث وجدوا أن هناک علامة جينية على الجين الشاذ تبين انه الجين الأنثوي الذي ينتقل عن طريق الأم.

العامل الغدي:

هناک من فسر الشذوذ الجنسي بين الرجال الشواذ والنساء الشاذات على انه خلل في إفراز الهرمونات من الغدد. أي أن السلوک الجنسي الشاذ ناتج عن اضطراب في إفراز الهرمونات الجنسية لدى هؤلاء الشواذ. في الدراسة التي قاموا بها حول إفراز الهرمونات الجنسية ، وجد(1971)  Loraine, Adamopoulose, Kirkam, Ismail & Dove  إن بول ذوي الجنسية المثلية يحتوي على نسبة اقل من هرمون التستستيرونTestosterone   عنه لدى ذوي الجنسية الغيرية.  بينما في النساء وجدوا أن بول السحاقيات يحتوي على نسبة هرمون التستستيرون عالي مقارنة بالنساء ذوات الجنسية الغيرية. بالإضافة إلى ذلک فقد وجدوا أن بول السحاقيات يحتوي على نسبة اقل من هرمون الاستروجين Estrogen(هرمون الأنوثة) مقارنة بالنساء ذوات الجنسية الغيرية.

التعليق:

هذه وجهة نظر کل فريق في تفسيره للجنسية المثلية. وقد أشار -الباحث -الغديان (2007) في دراسته عن مسببات الجنسية المثلية لدى الأحداث أکد على أن تفسير الشذوذ الجنسي يعود إلى الاعتداء في مرحلة الطفولة والاستمرار عليه(تکوين ارتباط شرطي). وکذلک التنشئة الخاطئه بسبب ضعف العلاقة بين الشاذ جنسيا والده من ناحية، وقوتها من ناحية والدته. ويمکن توضيح ذلک من خلال النقاط التالية:

  1. الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة والاستمرار عليه له دور کبير في نشؤ هذا الانحراف الجنسي (الجنسية المثلية). وهو ما تشير إليه نظرية التعلم التي أعطت تفسيرا منطقيا ومشاهدا للجنسية المثلية. وذلک عن طريق تکوين ارتباط شرطي لدى الشخص حيث يکون الإشباع الکامل لديه يتم عن طريق ممارسة الجنسية الشاذة.
  2. التنشئة الخاطئة بسبب ضعف العلاقة بين الشخص الذي لديه سلوک جنسي مثلي وبين والده من ناحية، وقوتها من ناحية والدته في مرحلة الطفولة إما بسبب ضعف شخصية الأب أو فقدانه. أو يکون السبب في ذلک إلى نشأة المثلي جنسيا بين النساء وبعيدا عن الرجال. وکذلک الحماية الزائدة من قبل الأم. حيث يکتسب الشخص هنا سلوکيات الأنثى ويجد صعوبة في القيام بسلوکيات الرجال. وهو ما تشير إليه النظرية التحليلية الحديث، کما ذکره  (1991 Nicolosi، لها وجه کبير من الصحة والتي تقول أن الخلل في التوحد مع الأب أثناء النمو في مرحلة الطفولة يسبب الميل للتوحد مع الأم وبالتالي اکتساب السلوک الأنثوي حيث أن هذه تثبته الحالات التي تم التعامل معها.
  3. أما النظرية البيولوجية فقد قدمت تفسيرا للجنسية المثلية غير منطقي وغير مقبول دينيا وعلميا. فمن الناحية الدينية، فهذا الأمر محرم بجميع الشرائع السماوية غير المحرفة. حيث أن قولهم بان الشذوذ الجنسي أمر فطري حيث ولدوا مزودين بالميل الجنسي الشاذ أمر مردود عليهم. لان هذا السلوک الجنسي الشاذ لم يعرف قبل قوم لوط عليه السلام. فالله سبحانه وتعالى يخبرنا بان قوم لوط هم أول من اخترع هذه الفعلة الشاذة.  قال الله تعالى:   ( ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقکم بها من احد من العالمين * إنکم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل انتم قوم مسرفون* وما کان جواب قومه إلا أن قالو أخرجوهم من قريتکم إنهم أناس يتطهرون* فأنجيناه وأهله إلا امرأته کانت من الغابرين * وأمطرنا عليهم مطرا فانظر کيف کان عاقبة المجرمين ) سورة الأعراف (آية 80-84).   ومن الناحية العلمية ظهر انتقاد شديد لهذه النظرية وما تعطيه من تفسير صارخ للجنسية المثلية. فقد أشار Perloff (1965) إلى أن الجنسية المثلية هو ظاهرة نفسية وليست متعلقة بالهرمونات وان الغدد الصماء ليست مسئولة في إحداث هذا التغيير إلى السلوک الجنسي المثلي. وکذلک يقول Karlen(1971) بان الحقائق الکثيرة تثبت أن الجينات ليست سببا في حدوث الجنسية المثلية. وأکدRoss, Rogers & McCulloch(1978) إلى أن الهرمونات لا تلعب أي دور في تحديد نوع النشاط الجنسي أو التفضيل الجنسي وبالتحديد الجنسية المثلية. بالإضافة إلى ذلک يقول Hoult(1984) أن النظرية البيولوجية تعتمد على حقائق قابلة للتساؤل إما لأنها أتت من دراسات مطبقة على الحيوانات(الفئران) أو لان منهج البحث الذي استخدم يعتريه القصور، لهذا فان السلوکيين قد قدموا تفسيرا للسلوک الجنسي المثلي أکثر وضوحا. و لقد قام کلا من (1993)  Byne & Parsons بدراسة تحليلية للدراسات البيولوجية حول الجنسية المثلية حيث لاحظا انه لا توجد هناک دلائل على أن الجنسية المثلية ناتج عن عوامل بيولوجية کما تدعيه النظرية البيولوجية.

دراسات سابقة تناولت علاج الجنسية المثلية:

کان هناک العديد من الطرق العلاجية المختلفة استخدمت لمساعدة الشواذ لکي يکون أسوياء. قام (Ellis, 1959) باستخدام العلاج العقلاني مع حالة (عمره 35 سنه) تعاني من ممارسة الجنسية المثلية بشکل کبير وذلک لسنوات طويلة من عمره ويريد أن يغير من ميوله الجنسية المثلية من الرغبة في الرجال إلى الرغبة في النساء. وقد افترض أن هذه المخاوف والقلق والإکتئاب ومشاعر الذنب والعدائية التي يحملها المريض تقوم على أساس المعتقدات والأفکار السلبية(الخاطئة). حيث استطاع أن يتغلب على حدة القلق التي تنتابه عن طريق مهاجمة أفکاره ومعتقداته السلبية حول الجنسية المثلية التي تسبب مشاعر الذنب والخوف الشديد من الفشل من التعامل مع الجنس الأخر وإحلال معتقدات ايجابية. وقد استطاع في نهاية البرنامج العلاجي على التقليل من الميول المثلية وتکوين ميول جنسية قوية نحو النساء. 

في الجزء الأول من الدراسة، قام Feldman & MacCulloch (1965) باستخدام Anticipatory Avoidance learning العلاج بالتنفير (وهي من أساليب الاشراط الکلاسيکي القائمة على نظرية التعلم) في علاج حالات الجنسية المثلية. عدد أفراد العينة 19 شاذ جنسيا في البداية حيث ترک البرنامج العلاج ثلاثة مرضي ليصبح العدد 16.  تم عرض صور لشاب وسيم شاذ على المرضى (الأشخاص الذي يعانون من الشذوذ الجنسي) لمدة 8 ثواني حيث يکون المريض في هذه الفترة قادرا على الاستجابة الجنسية لهذا المثير(يستثير جنسيا) في هذه الأثناء يجب على المريض أن يضغط على جهاز لتغيير الصور فان لم يقم بالتغيير فانه سوف يتلقى صدمة کهر بائية. عندما يتبع المريض هذه الإجراءات (تغيير الصورة) فانه لن يتلقى صدمة کهربائية، وبالتالي فان المثير الجذاب له (الصور الشاذة جنسيا) لن تؤثر عليه أي أنها لن تثيره جنسيا. کان المريض في بداية التجربة لا يستطع أن يقاوم إغراء الصور الشاذة مما جعله يفشل في تغيير الصور حيث کان يتلقى صدمات کهر بائية. نتيجة هذه الدراسة تشير إلى أن هناک تحسن في عدد من الحالات باستخدام هذه الطريقة العلاجية.

الجزء الثاني من هذه الدراسة، استخدم    MacCulloch, Feldman & Pinshoff (1965) نفس الطريقة العلاجية التي استخدمت في الجزء الأول حيث کان اهتمامهم في هذه الدراسة هو قياس الاستجابة التجنبية من المثير المنفر (الصدمة الکهربائية ) و کذلک قياس معدل التغير في النبض وذلک لرؤية التغيرات الفسيولوجية المصاحبة أثناء ظهور المثير الجنسي.

بينما في الجزء الثالث من الدراسة، قام Feldman, MacCulloch, Mellor & Pinschof (1966)  باستخدام نفس الطريقة في علاج الشذوذ الجنسي، وکان هدفهم في هذه الدراسة هو قياس مستوى الجنسية المثلية أو الغيرية الجنسية وذلک لقياس مدى التغير الذي يطرأ على المريض خلال فترة العلاج حيث اعدوا مقياسا لذلک.

قام Gold & Neufeld (1965) باستخدام أحدى أساليب نظرية التعلم في علاج الشذوذ الجنسي. حيث استخدما العلاج بالتنفير عن طريق العلاج التخيلي التنفيري مع مراهق عمره 16 سنة. حيث طلب منه أن يسترخي وان يتخيل نفسه في موقف منفر وان يري نفسه مع شخص کبير السن غير مغري أي غير مثير جنسيا. وعندما يرتبط هذا الموقف مع الشخص فانه يقوم بعد ذلک بتخيل شاب وسيم في هذا الموقف المنفر وبتکرار هذه العملية يؤدي ذلک إلى جعله لا يستثير جنسيا. بعد ذلک طلب من المريض أن يقرن تخيله بالشاب الوسيم المرتبط بالمثير المنفر بمثير جذاب فتاة. مما أدى إلى انطفاء رغبته الشاذة وتقويه ميوله الجنسية الغيرية(ميول طبيعية نحو النساء). الطريقة المستخدمة في هذه الدراسة هي استخدام مثيرات منفرة تخيلية(مواقف مخيفة أو مقززة) تختلف عن طريقة العلاج التنفيري التي تستخدم المثيرات المادية مثل الصدمات الکهربائية.

في الدراسة التي أجراها Ramsay and VanVelzen(1968)  نحو اتجاهات الشواذ وغير الشواذ نحو الجنس المغاير. توصلا إلى أن غير الشواذ لا يتقبلون المواقف الجنسية المثلية، وکذلک فان الشواذ لا يتقبلون المواقف الجنسية الغيرية. وأشارا إلى انه في علاج السلوک الجنسي الشاذ لابد من التعامل مع هذه المشاعر السلبية (الخوف والقلق من الجنس المغاير).

أشار (Kraft,1970) إلى إمکانية استخدام التحصين المنظم Systematic Desensitization في علاج الجنسية المثلية وانه أکثر فاعلية من العلاج بالتنفير عن طريق استخدام الصدمات الکهربائية. حيث قام  ( Huff, 1970) باستخدام التحصين المنظم في علاج شاب عمرة 19 سنة يعاني من الشذوذ الجنسي. استخدم مقياس MMPI ومقياس ليري للعلاقات الشخصية وذلک قبل بداية البرنامج وبعده.  طلب من الحالة وضع مواقف جنسية مثيرة للقلق (علاقة جنسية مع فتاة) في شکل مدرج من الأقل إثارة للقلق في الأسفل إلى الأشد إثارة للقلق في الأعلى. يقوم التحصين المنظم على جعل المرأة من مثير منفر غير مقبول يثير الخوف إلى مثير مقبول ومحبب.  لقد أثبتت نتيجة هذه الدراسة إلى أن التحصين المنظم أدى إلى تحسن کبير في الحالة في النفور من السلوک الجنسي الشاذ إلى تقبل النساء والميل جنسيا إليهن.  

بين (Gray, 1970) في الدراسة التي استخدم فيها عدة تکنيکات سلوکية في علاج شاب عمر 22 سنة يعاني من الشذوذ الجنسي. حيث استخدم:

  • طريقة التحصين المنظم Systematic Desensitization.
  • استرجاع موقف مقززة في حالة رؤيته لمثير جنسي شاذ( شاب وسيم).
  • تخيل فتاة شبة عارية من اجل زيادة الاستثارة الجنسية الطبيعية.
  • قراءة القصص المثيرة للسلوک الجنسي الطبيعي.

أثبتت نتاج هذه الدراسة على أن هناک نتائج ايجابية في مشکلة هذا الشاب حيث حدث تحسن کبير في سلوک الشاب الجنسي.   

من ناحية أخرى، قام (Kendrick & McMullough, 1972) باستخدام طريقتين في علاج حالة شاب يعاني من الشذوذ الجنسي. في الجزء الأول من العلاج استخدم الطريقة الأولى وهي التعزيز الداخلي (الضمني) Covert Reinforcement  حيث طلب من المريض أن يتخيل نفسه في ممارسة جنسية غيرية (طبيعية) مع امرأة. عندما تکون الصورة واضحة في ذهنه، يطلب منه أن يسترجع مواقف جنسية شاذة (کمعززات) حيث تستثيره جنسيا. بعد ذلک يطلب منه قطع ترکيزه على هذا المعزز والترکيز على التخيل الجنسي الطبيعي. بتکرار هذه الطريقة استطاع المريض أن يزيد من رغباته الجنسية الطبيعية وتقل رغباته الجنسية الشاذة. أما الجزء الثاني من العلاج فقد استخدم فيه التحصين الداخلي (الضمني) Covert Sensitization يستخدم في هذه الدراسة لتقليل تکرار حدوث إلحاح الرغبات الجنسية الشاذة الملحة عن طريق ربط خمس خيالات (مواقف) جنسية شاذة بألفاظ منفره تثير الغثيان والاشمئزاز، بينما من الناحية الأخرى يتم تعزيز الخيالات الجنسية الطبيعية(الغيرية) عن طريق خيالات ومواقف غير جنسية. أثبتت نتيجة هذه الدراسة على أن الخيالات الجنسية الشاذة تعزز الخيالات الجنسية الطبيعية.      

کذلک قام  Maletzky & George (1973) باستخدام  لتحصين الداخلي (الضمني) وهو ربط مواقف جنسية شاذة غير مرغوبة بمناظر منفرة مثل (البراز-البول-الحشرات-الاستفراغ –السمعة الحقيرة عند الناس). لم تعطي هذه الدراسة نتائج ايجابية بسبب اعتمادها على أسلوب واحد.

من ناحية أخرى فقد استخدم (Blitch & Haynes, 1972) بعض الفنيات السلوکية في علاج فتاة تعاني من الجنسية المثلية، والفنيات السلوکية هي:

  • طريقة التحصين المنظم Systematic desensitization
  • الاسترخاء Relaxation
  • تکرار السلوک Behavior Rehearsal
  • لعب الأدوار Role playing
  • استخدام العادة السرية Masturbation

أيدت نتيجة هذه الدراسة على أن هذه الفنيات السلوکية يمکن استخدامها في علاج الجنسية المثلية لدى الفتيات. 

قام Barlow & Agras (1973) باستخدام طريقة التبديل في عرض الصور المثيرة جنسيا. حيث استخدموا عرض صور مثلية(لشاب في أوضاع مختلفة) وصور لفتاة(في أوضاع مختلفة) لعلاج ثلاث حالات تعاني من مشکلة الجنسية المثلية. حيث يتم عرض صور الشاب أولا مما يؤدي إلى الاستثارة الجنسية ثم إخفاء هذه الصور تدريجيا وإظهار صور الفتاة. ومع استمرار العرض أصبح هناک استثارة جنسية للجنس الأخر (صور الفتاة). لان السلوک الجنسي المنحرف يحدث بسبب وجود مثير غير مناسب يؤدي إلى ظهور استجابة جنسية غير مناسبة. وقد أسفرت نتائج الدراسة على أن التعريض للصور هو المسئول في تغيير المثير المتحکم في الاستثارة الجنسية. حيث أن حالتين انخفضت حدة الاستثارة بالصور المثلية (صور الشاب) بشکل کبير وذلک بعد التجربة (في فترة المتابعة).

کذلک استخدم  Rehm & Rozensky  (1974) عددا من الفنيات في علاج حالة شاب يعاني من الشذوذ الجنسي وهي:

  • تعليم : حيث يهدف إلى إعطاء المريض معلومات صحيحة عن الشذوذ الجنسي لإزالة المفاهيم الخاطئه والسلبية.
  • طريقة التحصين المنظم  وذلک للتقليل من القلق الناتج من الاتصال مع الجنس الأخر.
  • طريقة ادراة الذات Self-management  تهدف إلى التحکم في السلوک الجنسي الشاذ عن طريق عد الاتصال الجنسي (الممارسة الجنسية) بشکل أسبوعي.
  • التحصين الداخلي(الضمني) covert sensitization وهو ربط مواقف جنسية شاذة تخيليا مع مناظر تثير الاشمئزاز والنفور.
  • الاشراط المنفرAversive Conditioning  تعريض المريض لصدمة کهر بائية عند ظهور صورة جنسية شاذة.
  • الابتعاد عن المثير المنفر Aversion relief وهو الارتباط بين الابتعاد عن الصدمة الکهربائية (المثير المنفر) عن طريق الضغط على الزر للحصول على صور لنساء أو لعلاقات جنسية طبيعية.   
  • استخدام العادة السرية (Masturbation) ممارسة العادة السرية عند روية صور جنسية مثلية ثم تغيير هذه الصور إلى صور جنسية طبيعية أثناء ممارسة العادة السرية للوصول إلى اللذة من خلال مشاهدة مثير جنسي طبيعي.
  • التدريب على السلوک التوکيدي Assertive Training .

هذه الدراسة استخدمت هذه الأساليب العلاجية لتغطية أبعاد المشکلة لأنها تعتقد أن مشکلة الشذوذ ليس ناتج عن عامل واحد وإنما عن عدة عوامل حيث بينت هذه الدراسة على حدوث نتائج ايجابية.

کذلک قام (McConaghy, 1975) باستخدام طريقتين في علاج الشذوذ الجنسي. حيث استخدم العلاج بالتنفير بواسطة الصدمة الکهربائية والاشراط الايجابي. قسم عينة الدراسة إلى مجموعتين،  الأولى استخدم معها الصدمة الکهربائية أثناء رؤية صور رجل عاري. أم الثانية فقد استخدم معها الاشراط الايجابي وهو ربط استثارة المريض جنسيا وذلک عن طريق رؤية صور رجال عراة بصور نساء عرايا ثم بعد ذلک تکون صور تبين العملية الجنسية بين رجال ونساء (الجنسية الغيرية) مما يؤدي إلى أن لا يستثير المريض عندما يرى صور الرجال بينما تکون الصور الجنسية للنساء هي التي تستثير المريض. أشارت نتيجة هذه الدراسة إلى استخدام العلاج بالتنفير عن طريق الصدمة الکهربائية و الاشراط الإجرائي قلل من تأثير المثيرات الجنسية الشاذة (صور الرجال العارية).

کذلک قام Phillips, Fisher, Groves & Singh (1976) باستخدام طريقة التحصين المنظم  في علاج شاب عمره 31 سنة يعاني من مشکلة الجنسية المثلية. وبعد نهاية البرنامج العلاجي أصبح الشاب قادرا على التواصل مع الجنس الأخر. وبعد 18 شهر من العلاج لم تحدث له انتکاسة(إقامة علاقة مع نفس الجنس).

لقد أشار (1986) Keener إلى أن هناک عدد من الأساليب أو الطرق العلاجية التي استخدمت في تعديل وجهة الشواذ جنسيا من الميل الجنسي إلى نفس الجنس إلى الميل الجنسي الجنس الأخر(الميل الطبيعي) وهي:

1-       العلاج النفسي التحليلي.

2-       العلاج السلوکي ويشمل:

  • العلاج بالتنفــــــــير.
  • الاشراط الإجرائي
  • التحصين المنظـــم.

وکذلک فقد أوضح 2001) )Shildlo, Schroeder & Drescher  أن هناک أساليب علاجية أخرى تم استخدامها في علاج الجنسية المثلية وهي: العلاج الديني والعلاج بالصدمات الکهربائية.  

ومن الطرق العلاجية التي استخدمت في علاج الجنسية المثلية طريقة تدعى علاج إصلاحي ( تعويضي) Reparative therapy. ظهرت هذه الطريقة العلاجية في بداية التسعينات کرد فعل على انتشار الجنسية المثلية حيث قام بها المناهضين لها من العاملين في مجال الصحة النفسية ومن الأفراد العاديين. حيث عمل هؤلاء على إقناع الناس على أن الجنسية المثلية مؤذي وانه خطيئة کبيرة وانه سلوک يمارس بالاختيار من قبل الشخص وانه يمکن علاجه وتغييره(Christianson, 2005). يعتبر Joseph Nicolosi أستاذ علم النفس العيادي واحد رواد العلاج الإصلاحي وصاحب کتاب يحمل اسم الطريقة  العلاج الإصلاحي(التعويضي) ومن المناهضين بشدة لدعاة الجنسية المثلية القائلين بان الشواذ مولودين هکذا وانه ليس لهم علاج (Nicolosi, 1993) .

يعتمد العلاج الإصلاحي ( التعويضي)  على عددا من الأساليب أو الطرق العلاجية والتي استمدت من النظريات العلاجية المختلفة. حيث أشارت إلى ذلک Christianson (2005)وهي:

  1. العلاج السلوکي اخذ منه الأساليب التالية: العلاج بالتنفير، الصدمة الکهربائية، التنفير بالدواء، إعادة الارتباط الشرطي الجنسي.
  2. العلاج السلوکي المعرفي اخذ منه الأساليب التالية: تسجيل الأفکار والسلوکيات الجنسية، الحديث مع الذات، إعادة تشکيل الأفکار، صرف الانتباه عن المشاعر أو الخيالات الجنسية الشاذة إلى أنشطه أخرى، استخدام خيالات سلبية في حالة الشعور الجنسي الشاذ أو في حالة الأفکار الجنسية الشاذة.
  3. العلاج الديني.
  4. العلاج الطبي إعطاء الشاذ الدواء المناسب.
  5. العلاج التحليلي اخذ منه التنويم المغناطيسي.
  6. أساليب علاجية أخرى: التشجيع على الزواج، تعليم مهارات العلاقة مع الجنس الأخر.

يقول LeVay, 2003) ) کانت هناک محاولات علاجية لتغيير التوجه الجنسي للشواذ من التوجه لنفس الجنس إلى التوجه نحو الجنس المغاير. ومن المحاولات العلاجية التدخل الجراحي عن طريق الخصي حيث کان الشاذ يتم خصية، زرع خصية، إعطاء هرمونات جنسية، عمليات جراحية للمخ، التعريض للصدمات الکهربائية، عقاقير تحدث الغثيان. نتيجة لذلک فان معظم هذه الطرق العلاجية المستخدمة لم تنجح في علاج الشذوذ، بل أن لها آثار جسمية ونفسية کبيرة على بعض الحالات LeVay, 2003)). 

أثبت العلاج الإصلاحي ( التعويضي) Reparative therapy جدواه في علاج حالات کثيرة تعاني من الشذوذ الجنسي. فقد ذکرت Christianson (2005) أن هناک العديد من الدراسات التي أشارت إلى أن استخدام العلاج الإصلاحي في علاج حالات الشذوذ أدى إلى نتائج ايجابية ونتائج سلبية. فالنتائج الايجابية التي حدثت لبعض الحالات: حدوث الميل والرغبة الجنسية نحو الجنس الأخر ومعرفة العوامل المسببة للشذوذ. وکانت الآثار السلبية التي ظهرت على البعض الأخر من الشواذ هي: خيبة الأمل في التغيير من الجنسية المثلية إلى الغيرية(الطبيعية)، کراهية الذات، انخفاض تقدير الذات، التجرد من الشخصية الإنسانية، القلق، الإکتئاب، التفکير في الانتحار.

يتضح من هذه الدراسات أنها استخدمت أساليب علاجية مختلفة في علاج حالات الجنسية المثلية.  وسوف نتناول التعليق على هذه الأساليب العلاجية کما يلي:

  1. التعامل مع الأفکار السلبية حيث تم استخدام هذه الطريقة في عدد من المحاولات العلاجية مثل:Rational psychotherapy  (Ellis, 1959)وکذلک طريقة العلاج الإصلاحي Reparative therapy (Christianson, 2005).
  2. التنفير بالصدمة الکهربائية هذه الطريق تم استخدامها في عدد من الدراسات مثل Feldman & MacCulloch (1965) ، (McConaghy, 1975). هذه الطريقة غير مناسبة لسببين. الأول لان لها أثار سلبية على المريض من جراء الصدمات الکهربائية. السبب الثاني أنها تتطلب تامين مثيرات جنسية شاذة حقيقية(صور) وهذا لا يمکن عمله لأنه لا يجوز أخلاقيا وشرعيا.
  3. التحصين المنظم  للتقليل من القلق الناتج من الاتصال مع الجنس الأخر.تم استخدامها في عدد من الدراسات مثل  ( Huff, 1970)، (Kraft, 1970) ، (Blitch & Haynes, 1972)  ، (Rehm & Rozensky, 1974) ، (Gray, 1970).  وهذه الطريقة مهمة جدا وسوف تستخدم في الطريقة العلاجية المقترحة.
  4. التحصين الداخلي (الضمني) وهو العلاج بالتنفير عن طريق التخيل حيث يتم ربط مواقف جنسية شاذة غير مرغوبة بمناظر منفرة، حيث تم استخدام هذه الطريقة في عدد من الدراسات مثل (Gold & Neufeld ,1965) (Kendrick & McMullough, 1972) Maletzky & George ( 1973))  Rehm & Rozensky  ,1974) (. وهذه الطريقة مهمة جدا وسوف تستخدم في الطريقة العلاجية المقترحة.
  5. التعزيز الضمني (الداخلي)  أن يتخيل نفسه في ممارسة جنسية طبيعية ثم بعد يسترجع مواقف جنسية شاذة (کمعززات) حيث تستثيره جنسيا.حيث تم استخدام هذه الطريقة في دراسة  (Kendrick & McMullough, 1972). وهذه الطريقة سوف تستخدم في الطريقة العلاجية المقترحة. 
  6. الاسترخاءRelaxation  تم استخدام هذه الطريقة في بعض الدراسات مثل (Blitch & Haynes, 1972وهو من الأساليب المهمة جدا في التخفيف من حدة القلق وکذلک في تطبيق بعض الطرق العلاجية المختلفة مثل التحصين المنظم والتحصين الضمني.
  7. تکرار السلوک وهو جعل المريض يمارس السلوک الشاذ حتى يصل إلى حد التشبع مما يؤدي به إلى الملل من هذا السلوک الشاذ وبالتالي النفور منه وترکه، وقد تم استخدام هذه الطريقة في إحدى الدراسات (Blitch & Haynes, 1972). وهذه الطريقة لا يمکن استخدامها لأنه لا يجوز شرعا أن نطلب من المريض أن يستمر بممارسة الفاحشة(السلوک الجنسي الشاذ) حتى تفقد لذتها بالنسبة له.

8. استخدام العادة السرية عند رؤية صور جنسية مثلية ثم تغيير هذه الصور إلى صور جنسية طبيعية أثناء ممارسة العادة السرية للوصول إلى اللذة من خلال مشاهدة مثير جنسي طبيعي ؛ حيث تم استخدامها في عدد من الدراسات (Blitch & Haynes, 1972) Rehm & Rozensky (1974) . وهذه الطريقة لايمکن استخدامها لأنها لا تجوز شرعا (ممارسة العادة السرية و الصور الجنسية).

  1. التعليم هي تقديم معلومات مهمة للمريض فيما يتعلق بالسلوک الجنسي الشاذ حيث استخدمت في عدد من الدراسات (Gray, 1970) Rehm & Rozensky  (1974). وهذه الطريقة مهمة وسوف تستخدم في الطريقة المقترحة.

10.طريقة ادراة الذات تهدف إلى التحکم في السلوک الجنسي الشاذ عن طريق عد الاتصال الجنسي (الممارسة الجنسية) أو الرغبة في ذلک بشکل أسبوعي. وقد استخدمت في دراسة Rehm & Rozensky (1974) وهذه الطريقة مهمة وسوف تستخدم في
الطريقة المقترحة.

  1. التدريب على السلوک التوکيدي وهو مساعدة المريض لکي يستعيد ثقته بنفسه من خلال تفاعله مع الآخرين بثقة. وقد استخدم في دراسةRehm & Rozensky  (1974). وهذه الطريقة مهمة وسوف تستخدم في الطريقة المقترحة.
  2. التدخل الجراحي (الطبي)عن طريق الخصي حيث کان الشاذ يتم خصية أو زرع خصية  أو إعطاء هرمونات جنسية أو عمليات جراحية للمخ، کما أشار إلى ذلک  LeVay, 2003)). 

من خلال هذه العرض فإنه يتبين أن هناک أساليب علاجية مهمة مختلفة قد استخدمت في هذه الدراسات، وفي المقابل هناک أساليب استخدمت في هذه الدراسات ولکنها لا تناسب بيئتنا الإسلامية لهذا فإنه لا يمکن أن نستخدمها. لهذا فان الباحث قد استفاد من هذه الأساليب في تدعيم هذا البرنامج العلاجي المقترح.

التصور المقترح لعلاج الجنسية المثلية:

لقد تبنى الباحث هذا التصور العلاجي الذي يتضمن عددا من الأساليب (التدخلات) المختلفة في التعامل مع هذه المشکلة لکي نستطيع أن نتعامل معها بشکل جيد وفعال. وتقوم هذه الطريقة العلاجية على المسلمات التالية:

1- أن الجنسية المثلية ليست مسألة بيولوجية ليس للفرد دخل فيها کما تدعيه النظرية البيولوجية وهذا مخالف للدين الإسلام الحنيف وسائر الشرائع السماوية الأخرى. أي أن الأشخاص الذين يعانون من هذه المشکلة يمکن علاجهم وجعلهم يتمتعون بالسلوک الجنسي الطبيعي(الغيرية).

2- نظرا لتعقد هذا المشکلة وصعوبتها، فانه لا يمکن لطريقة أو أسلوب علاجي واحد أن يتعامل معها بکفاءة. لهذا فان هذه الطريقة العلاجية تستخدم التدخلات العلاجية المستخدمة في الدراسات السابقة بالإضافة إلى تدخلات أخرى وذلک لتغطية المشکلة بشکل کامل. ولکي تحقق النظرة الکاملة للمشکلة فان الباحث اعتمد على طريقة العلاج المتعدد الأنظمة في معالجة السلوک المنحرف Multisystemic treatment  . بما أن الجنسية المثلية هي انحراف جنسي فقد بين Henggeler    على أن السلوک المنحرف لا يحدث بسبب عامل واحد وإنما بسبب عدة عوامل متداخلة. أي أن السلوک المنحرف يحدث نتيجة لعوامل متعددة ومتفاعلة مع بعضها البعض وهي الفرد والأسرة والرفاق والمدرسة والبيئة. (Henggeler, 1991)      

3- نظرا لأهمية الجانب الديني في حياة الإنسان بشکل عام، فهو في غاية الأهمية لدى الإنسان المسلم بشکل خاص. لهذا فان الباحث سوف يرکز على هذا الجانب لان له تأثير کبير في تعديل السلوک المنحرف والتقليل أو إزالة من مشاعر الذنب وتأنيب الضمير.

التدخلات العلاجية: 

طبقا لطريقة العلاج المتعدد الأنظمة فان علاج السلوک المنحرف يتم عن طريق عددا من التدخلات: التدخل الفردي، التدخل الأسري، تدخل الرفاق، تدخل المدرسي. وهذه التدخلات تقوم أساس نظرية العوامل المتعددة الأبعاد المسببة للسلوک المنحرف حيث انه يحدث نتيجة لتأثير متبادل لتفاعل الأنظمة المختلفة الفرد-الأسرة-الرفاق-المدرسة-البيئة (Henggeler, Schoenwald, Borduin, Rowland & Cunningham, 1998) . لهذا فان الباحث سوف يستند على هذه التدخلات العلاجية لطريقة العلاج المتعدد الأنظمة في التعامل مع مشکلة
الجنسية المثلية.

التدخل الفردي:  

وهو أهم التدخلات العلاجية لأنه يتعامل مع الحالة بشکل مباشر حيث يشمل التدخل الفردي الجوانب التالية: الإستبصار و العلاج الديني والعلاج المعرفي السلوکي

أولا: جانب الإستبصار

يشير (Corey, 1995) إلى أن الإستبصار هو إدراک العميل للأسباب الحقيقية التي تکمن وراء معاناته. يهدف هذا الجانب إلى مساعدة المريض على إدراک مشکلته (إنحرافه الجنسي المثلي) إدراکا صحيحا بحيث يبدأ يشعر بحجم المشکلة ومدى تأثيرها عليه. ويتم ذلک عن طريق:

1- حث المريض على الحديث عن مشکلة شذوذه الجنسي بشکل واضح وصريح حيث يتضمن هذا النقاط التالية:

  • يطلب من المريض أن يتحدث عن کيف بدأت المشکلة أي ماهي الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه المشکلة ومتى بدأت ومع من بدأت ولماذا لم يتحدث عن المشکلة في بدايتها ولماذا استمر في ممارسة هذه السلوکيات الشاذ أي معرفة الأسباب والعوامل التي ساعدت على استمرار المشکلة (هي تلک الرغبة الملحة الصادرة من الشخص نفسه لممارسة هذا السلوک الجنسي الشاذ السلبي).
  • حث المريض على استرجاع المواقف الايجابية (المحببة) والتي تعرض لها ولها علاقة بالسلوک الجنسي الشاذ والتي تثير الرغبة الجنسية الشاذة لديه.
  • حث المريض على استرجاع المواقف السلبية (السيئة أو المخزية) التي تعرض لها والتي لها صلة بمشکلة السلوک الجنسي الشاذ والتي تثير الخزي والعار والخوف. أي أن المريض يتحدث عن تاريخ مشکلته. 

2- مساعدة المريض على إدراک الواقع الفعلي لسلوکه الجنسي الشاذ (الآن).

عندما يتحدث المريض عن مشکلته بشکل صريح فانه يبدأ يدرک الواقع المر الذي يعيشه والسلوکيات الشاذة التي يمارسها ومدى المعاناة التي يعانيها. وکذلک إدراک النظرة الحقيقة للمجتمع لسلوکه الجنسي الشاذ وللأشخاص الذين يمارسونه. والنهاية الحقيقة التي تنتظره نتيجة لسلوکه الشاذ کما حدثت للحالات الشاذة. 

3- مساعدة المريض على اتخاذ قرار صادق وجاد في طلب المساعدة(علاج مشکلته).

 في هذه الحالة فان المريض يصل إلى قناعه حقيقية ورغبة صادقة في الخروج من هذه المشکلة مما يجعل العملية العلاجية أکثر سهولة وتقبلا.

ثانيا: الجانب الديني

العلاج الديني يعتبر من أهم أساسيات العلاج النفسي. وقد استخدم العلاج الديني في علاج الجنسية المثلية کما في طريقة العلاج الإصلاحي(التعويضي) التي استخدمها Nicolosi (Christianson, 2005). ويعتبر من أهم الجوانب العلاجية المستخدمة في علاج الجنسية المثلية. يتم العلاج الديني عن طريق الأمور التالية:

1- التوبة إلى الله سبحانه وتعالى من هذا الفعل.

يجب على المريض أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى من الوقوع في هذه الفعلة الشنيعة.

ويجب عليه معرفة حکم جريمة اللواط وعقوبة فاعله بالأدلة من القران الکريم ومن السنة النبوية المطهرة. وان يستشعر عقاب الله سبحانه وتعالى لقوم لوط على فعلهم هذه الفاحشة التي ما سبقهم بها احد من العالمين.

2- تقوية الوازع الديني عن طريق: الحفاظ على أداء الصلوات في أوقاتها مع الجماعة في المسجد، کثرة قراءة القران الکريم و الکتب النافعة، المداومة على الأذکار الشرعية في أوقاتها(بعد الصلاة-أذکار المساء والصباح وأذکار النوم)، کثرة الاستغفار، الصيام، صحبة رفاق صالحين.

3-التشجيع على الزواج لأنها وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب. إن الزواج يساعد المريض على إشباع الدافع الجنسي بالطريقة الطبيعية ويساعده کذلک على العفاف والحياء. ومن الآثار الايجابية التي تنشأ من الزواج هو تکوين الأسرة و الاستقرار النفسي. 

ثالثا: الجانب المعرفي السلوکي

يعتمد على أساليب العلاج المعرفي السلوکي حيث تهدف هذه الطريقة على مساعدة المريض في التغلب على مشکلة سلوکه الشاذ من خلال تغيير الأفکار والمعتقدات لديه وإلغاء السلوکيات السلبية وإکسابه سلوکيات ايجابية وذلک عن طريق استخدام الأساليب التالية:

  1. التعامل مع الأفکار السلبية (الخاطئة):

الشخص الذي يمارس السلوک الجنسي الشاذ يکون لديه أفکارا سلبية تکونت لديه من خلال ممارسته للسلوک الجنسي الشاذ. وهذه الأفکار السلبية تقوم بتعزيز سلوکه الجنسي السلبي. ولکي يتم علاج مشکلة شذوذه الجنسي فلابد من التعامل مع الأفکار السلبية باستخدام طريقة إيقاف الأفکار السلبية. حيث تتم طريقة إيقاف الأفکار عن طريق: وضع قائمة بالأفکار السلبية(غير المحببة)، وضع قائمة بالأفکار الايجابية(المحببة)، استرخي وفکر بالأشياء السلبية(غير المحببة)، اقطع التفکير بالأشياء غير المحببة(السلبية)، انتقل إلى الأشياء (الأفکار) المحببة، اعد التدريب عدة مرات حتى تتقن عملية التحکم بالأفکار السلبية والايجابية تخيليا، استخدم إيقاف الأفکار بالحياة الواقعية( McKay, Davis & Fanning, 1997).

  1. التعليم:

يتم ذلک عن طرق زيادة المعلومات الصحيحة لدى المريض عن الجنسية المثلية وآثارها السلبية. يقوم المريض بقراءة الکتب والمقالات التي تتحدث عن الآثار النفسية والاجتماعية والأمراض الجنسية الخطيرة التي يعاني منها من يمارس هذه السلوکيات الجنسية الشاذة والتي تؤدي بالفرد إلى الهلاک مما يؤدي إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة. کما في دراسة (Rehm & Rozensky, 1974.

  1. التعزيز الخفي (الداخلي):

يقصد به ربط السلوک المرغوب مع تعزيز ايجابي وذلک تخيليا ومع تکرار هذه العملية فان حدة القلق في ممارسة السلوک المرغوب تقل وبالتالي يمکن ممارسة هذا في الحياة اليومية (McKay, Davis & Fanning,1981). يطلب من المريض أن يتخيل نفسه في ممارسة جنسية غيرية (طبيعية). عندما تکون الصورة واضحة في ذهنه، يطلب منه أن يسترجع مواقف جنسية شاذة (کمعززات) حيث تستثيره جنسيا. بعد ذلک يطلب منه قطع ترکيزه على هذا المعزز والترکيز على التخيل الجنسي الطبيعي. بتکرار هذه الطريقة يستطيع المريض أن يزيد من رغباته الجنسية الطبيعية(الميل للجنس الأخر) وتقل رغباته الجنسية الشاذة. وقد استخدم هذا الأسلوب في دراسة  (Kendrick & McMullough, 1972) .

  1. التحصين الخفي (الداخلي) :

يقصد به أن السلوک الجنسي المثلي يکون عادة تأصلت بسبب تعزيزها باستمرار بأشياء محببة، ولإزالة هذه العادة السلبية يتم ربطها تخيليا بأشياء غير محببة مثل موقف مخيف، موقف مخزي، الشعور بألم، التطريش، النظرة السلبية من الآخرين مما يؤدي إلى التقليل من قوة هذه العادة وبالتالي إزالتها( McKay, Davis & Fanning, 1997).  يتم ربط مواقف جنسية شاذة عن طريق التخيل مع مناظر ومواقف تثير الاشمئزاز والنفور لتقليل تکرار حدوث إلحاح الرغبات الجنسية المثلية.  دعوة المريض على أن يقوم بعملية الاسترخاء ثم يقوم بتخيل وبوضوح موقف محبب يمارس فيه السلوک الجنسي الشاذ. في هذه الحالة يطلب منه وهو في هذه الحالة أن يقطع سلسلة خيالاته الجنسية المحببة إلى نفسه، ثم يتصور بدلا عن ذلک نفسه في موقف سلبي شائن يثير التقزز أو العار أو الخزي أو الخوف أو القلق. مما يثير في نفسه مشاعر الخوف و القلق و العار و بالتالي إلى کراهية هذا السلوک و عدم الرغبة في ممارسته.

إن الرغبة في ممارسة السلوک الجنسي السلبي لدى الشخص الشاذ ناتجة عن استرجاعه و تذکره للمواقف الجميلة والمحببة لنفسه( على حد زعمه) و التي مرت علية مما يؤدي إلى نشوء الرغبة وبالتالي القيام بممارسة هذا الفعل. و لکي يتجنب هذا الأمر فعلية أن يقوم سلوک تنفيري عن طريق تذکر المواقف السيئة و التي مرت علية مما يجعله يشعر بالاشمئزاز و النفور من هذه الفعلة وبالتالي يقل حدة الرغبة لهذه الفعلة. على هذا الأساس فان الشخص يقوم بممارسة هذه الطريقة کلما شعر برغبة جنسية سلبية فانه يقوم في هذه الحالة بعمل هذه الطريقة التنفيرية. في هذه الحالة يکون قد ازدادت ميوله الجنسية الطبيعية. استخدم هذا الأسلوب عددا من الدراسات (Gold & Neufeld,1965) (Kendrick & McMullough, 1972) (Maletzky & George, 1973)  (Rehm & Rozensky, 1974)

 

  1. التحصين المنظم   :

يقصد به أن يسترخي الفرد وان يضع المواقف التي تثير قلقه بقائمة. حيث يکون في أعلى القائمة الأشد إثارة للقلق وفي الأسفل الأقل إثارة للقلق ثم يتخيل هذه المواقف من الأسفل إلى الأعلى وفي النهاية يکون الشخص قادرا على التحکم بهذه المواقف تخيليا ثم بعد ذلک يکون قادرا على تطبيقها في الواقع (McKay, Davis & Fanning,1981).  هنا يتم مساعدة المريض في وضع مواقف جنسية مثيرة للقلق بالنسبة له (علاقة جنسية مع فتاة لأنها تثير النفور لدبه وعدم التقبل ) في شکل مدرج من الأقل إثارة للقلق في الأسفل إلى الأشد إثارة للقلق في الأعلى. يقوم التحصين المنظم على جعل المرأة من مثير منفر غير مقبول يثير الخوف إلى مثير مقبول ومحبب. وبالتالي تخف حدة القلق الناتج من الاتصال مع الجنس الأخر. ( Huff, 1970) (Kraft, 1970) (Blitch & Haynes, 1972) Phillips, Fisher, Groves & Singh (1976).

  1. الاسترخاء    

 يقصد بتدريب الاسترخاء هو الربط بين ثلاث عمليات وهي التنفس العميق واسترخاء العضلات والتخيل، حيث انه يؤدي إلى التخفيف من حدة الشد العضلي الذي تم تخزينه بالجسم أثناء فترة التوتر ( McKay, Davis & Fanning, 1997). يتم تدريب المريض على الاسترخاء لمساعدته للتغلب على القلق والتوتر التي يعاني منها. وکذلک ليستطيع تأدية التدريبات المختلفة.

  1. التدريب على السلوک التوکيدي                                                                              

بسبب ممارسة السلوک الجنسي الشاذ، فان الأشخاص الذين يمارسون هذه السلوکيات يکون لديهم تقدير منخفض لذواتهم وثقة ضعيفة بأنفسهم. لهذا يحتاج المريض إلى استعادة ثقته بنفسة کما في دراسة  (Rehm & Rozensky, 1974) .

  1. إزالة السلوکيات الأنثوية     

يعاني الشخص الذي يمارس السلوکيات الجنسية الشاذة من بعض السلوکيات الأنثوية مثل التخنث effeminate التي تشير على أن الشخص يمارس سلوکيات غير طبيعية مقارنة بسلوک الأسوياء. وسلوکيات التخنث تشمل: اللباس، المظهر، الکلام ، الحرکات والإيماءات .

يهدف هذا الأسلوب على مساعدة المريض على التخلص منها بتباع الخطوات التالية:

1- التعريف بهذه السلوکيات والهدف منها.

2- تحديد نوعية سلوکيات التخنث التي يمارسها المريض.

3- متى تظهر هذه السلوکيات(تحديد المواقف-الأشخاص –الأوقات).

4- التحکم الذاتي بظهور هذه السلوکيات عن طريق وضع جدول يومي يهدف إلى التقليل من ظهورها وبالتالي زوالها.

5- العمل على إکساب المريض سلوکيات جديدة عن طريق ملاحظة الآخرين وهم يمارسون السلوکيات الايجابية في المواقف المختلفة.

  1. البعد عن المثيرات 

في البداية يتم تحديد المثيرات التي تثير السلوک الجنسي المثلي في البيئة التي يعيش فيها المريض. ثم بعد ذلک مساعدته في کيفية الابتعاد عن جميع هذه المثيرات التي تثير ميوله الجنسية المثلية سواء في المنزل أو خارج المنزل (القنوات الفضائية-الصحف و المجلات -الانترنت -الموسيقى و الأغاني).

  1. وقت الفراغ 

مساعدة المريض على تحديد أوقات فراغه وکيفية شغلها وذلک عن طريق مساعدته على تنظيم وقته عن طريق: أوقات محددة للاستذکار، أوقات محددة للجلوس مع الأهل وملاحظة مطالبهم، أوقات محددة لزيارة الأقارب والأصدقاء، أوقات محددة للتسوق، أوقات محددة للترفيه و ممارسة التمارين الرياضية، أوقات محددة للنوم وعدم الذهاب للفراش إلا في حالة التعب والرغبة
في النوم. 

التدخل الأسري

يعتبر العلاج الأسري مهم جدا بالنسبة لعلاج الفرد الذي يعاني من السلوک الجنسي الشاذ. لان للأسرة دور کبير في تقبل العلاج وعدم حدوث الانتکاسة حيث يشمل العلاج الأسري على
الأمور التالية:

1- تبصير الأسرة بمشکلة الابن الذي يعاني من ممارسة السلوک الجنسي السلبي ويتم ذلک عن طريق تقديم معلومات للأسرة عن المشکلة، وأنها مشکلة نفسية يتعرض لها الکثير من الشباب، وانه من الممکن علاجها بإذن الله سبحانه وتعالى إذا کان هناک تعاون وتفاعل
من الأسرة.

2-  توفير الجو الأسري الهادي الخالي من المشاحنات وذلک بحل الخلافات الأسرية التي قد يکون لها دور في وقوع الابن في ممارسة السلوک الجنسي الشاذ. ويتم ذلک عن طرق تحديد هذه الخلافات ومدى إسهام کل عضو فيها وإزالة الأفکار السلبية التي يحملها کل طرف على الأخر.

3- تدريب الأسرة على أساليب التنشئة الصحيحة التي تساعد في بناء علاقة ايجابية مع الابن وعلى إزالة النظرة السلبية لابنهم بسبب سلوکه الجنسي الشاذ وبالتالي تقبله کفرد من أفراد الأسرة.

4- وضع قوانين معينة تحکم سلوک الابن، وان يبين النتائج المترتبة لإتباع أو عدم إتباع
هذه القوانين.

5- التدريب على بناء الثقة في الابن وذلک عن طريق مساعدة الأسرة على إعطائه دورا مهما في الأسرة لکي يستعيد ثقته بنفسه عن طريق ثقة الآخرين به.

 

تدخل الرفاق 

يهدف هذا إلى مساعدة الحالة على کيفية الابتعاد عن رفاق السوء والارتباط برفاق صالحين ويتم ذلک عن طريق:

  1. تعريف الحالة بمن هم رفاق السوء.
  2. تبصير الحالة بالعواقب الناتجة من مصاحبتهم وذلک عن طريق تقديم حوادث حصلت له من خلال علاقته بهم حيث يثبت ذلک حقيقتهم.
  3. مساعدة الحالة في کيفية موجهة و التعامل مع ضغوط رفاق السوء وذلک عن طريق التدريب على السلوک التوکيدي.
  4. التقليل من ارتباط الحالة برفاق السوء وازدياد ارتباطه برفاق صالحين وذلک من خلال: معرفة الوالدين أين يذهب الابن؟ ومنهم رفاقه وآبائهم؟ منع الابن من الأشياء المحببة إلى نفسه في حال عودته إلى رفاق السوء.
  5. مساعدة الحالة في کيفية تکوين علاقات ايجابية مع رفاق آخرين (صالحين) وذلک عن طريق تدريب الحالة على مهارة التعامل مع الآخرين.

التدخل المدرسي ( المهني):

يهدف إلى حل المشکلات التي لها علاقة بمشکلة الحالة الأساسية (الجنسية المثلية)التالية:

  1. مساعدة الحالة في التغلب على الصعوبات في المجال الدراسي وذلک عن طريق إزالة الخلاف مع إدارة المدرسة أو المساعدة في کيفية الاستذکار الصحيح. وفي مجال العمل وذلک عن طريق التدريب على کيفية التعامل مع ضغوط العمل بالتدريب على الاسترخاء.
  2. بناء علاقة ايجابية مع الآخرين عن طريق التدريب على مهارة التفاعل الاجتماعي.
  3. مساعدة الحالة على اختيار الدراسة المناسبة أو العمل المناسب عن طريق التدريب على مهارة اتخاذ القرار.

خطوات الطريقة العلاجية:

يتضمن تنفيذ الطريقة العلاجية على مرحلتين أساسيتين وهما:

المرحلة الأولى :

تتضمن هذه المرحلة عدة جلسات حيث يکون الترکيز فيها على الجانب الاستبصاري والجانب الديني من جوانب التدخل الفردي. الهدف من الترکيز على هذين الجانبين هو زيادة الدافع الداخلي للحالة لعلاج مشکلته أي تقوية الرغبة في طلب المساعدة لإنهاء معاناته. فعندما يدرک وضعه السيئ من خلال ممارسته لهذا السلوک الشاذ عن طريق الإستبصار فان هذا يثير في نفسه النفور والکراهية لهذه الفعلة. وکذلک عندما يدرک لماذا حرم الإسلام هذا السلوک وکيفية العقوبة التي عاقب الله سبحانه وتعالى قوم لوط على ارتکابهم لهذه الفعلة فانه في هذه الحالة يبدأ يدرک عظم هذه الفعلة ومدى شناعتها مما يؤدي إلى زيادة خوفه من الله سبحانه وتعالى، وکذلک النظر إلى سعة رحمة الله سبحانه وتعالى وانه غفور رحيم فان هذا يزيد لديه الجانب الإيماني. ونتيجة للجانب الاستبصاري والديني فإنها تبدأ تزداد لدية الرغبة الحقيقة النابعة من الداخل(من الذات) وليست الرغبة الناتجة من الضغوط الخارجية(أسرية) في علاج المشکلة. لأنه إذا لم تتکون لديه الرغبة الحقيقية في علاج المشکلة فانه لا يمکن إحداث تغيير صادق في سلوکه.

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم(1): رسم توضيحي لمراحل الطريقة العلاجية

المرحلة الثانية:

عندما تتکون لدى الحالة الرغبة الحقيقية في علاج سلوکه الجنسي الشاذ، فانه في هذه الحالة يقوم المعالج باستکمال العملية العلاجية الأساسية وهي بالتالي:

  1. استکمال جوانب التدخل الفردي وهو الجانب المعرفي السلوکي.
  2. التدخل الأسري.
  3. تدخل الرفاق.
  4. التدخل المدرسي أو المهني.

الخاتمة

إن انتشار ظاهرة الجنسية المثلية بشکل متزايد في العديد من دول العالم قد اقلق العديد من الأفراد في تلک المجتمعات بشکل عام والمهتمين بالمجال العلاجي سواء کان الطبي أو النفسي والاجتماعي بشکل خاص. لهذا سعى المهتمون في التعامل مع هذه المشکلة على في استخدام العديد من الأساليب العلاجية المختلفة لمساعدة من يعاني من الجنسية المثلية ليصبح إنسان سوي يميل إلى الجنس الأخر(الميل الطبيعي). هذه الطريقة التي اقترحها الباحث تعتمد على طريقة العلاج المتعدد الأنظمة والتي تنظر إلى أن تعديل السلوک المنحرف يقوم على خمس تدخلات. وقد استفاد الباحث من الأساليب العلاجية المستخدمة في الدراسات السابقة حيث کانت تدخلات الطريقة العلاجية على النحو التالي:

  • التدخل الفردي

وهو أهم هذه التدخلات حيث أنها ترکز على الحالة ويشمل العديد من الأساليب العلاجية المستخدمة في الدراسات السابقة بالإضافة إلى أساليب علاجية أخرى وهي:   

1-  جانب الإستبصار

2-  الجانب الديني

3-  الجانب السلوکي المعرفي ويشمل الأساليب التالية:

التعامل مع الأفکار السلبية، التعليم، التعزيز الخفي، التحصين الخفي، التحصين المنظم، الاسترخاء، التدريب على السلوک التوکيدي، إزالة السلوکيات الأنثوية، البعد عن المثيرات،
وقت الفراغ.

  • التدخل الأسري
  • تدخل الرفاق
  • التدخل المدرسي(المهني)

سوف تکون هذه الطريقة بإذن الله تعالى أکثر فاعلية لأنها تستخدم هذه التدخلات والتي تتناول جوانب قد يکون لها علاقة مباشرة بالمشکلة أو جوانب لها علاقة غير مباشرة، وکذلک يقلل من احتمالية حدوث الانتکاسة.

فعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة، فإنه لازال هناک جانبا من القصور يتمثل في إثبات فعالية هذه الطريقة. وهذا يعود إلى أن إثبات فعالية هذه الطريقة يحتاج إلى جهد کبير مما حدا بالباحث إلى أن يجعله جهدا مستقلا وهو ما سوف يقوم به بإذن الله تعالى في دراسة أخرى. 

المراجــــــع
الغديان، سليمان (2007). دراسة لبعض مسببات الجنسية المثلية لدى الأحداث (دراسة حالة). مجلة الإرشاد النفسي، جامعة عين شمس: العدد الحادي والعشرون.
جلال، سعد (1986). في الصحة العقلية-الأمراض النفسية والعقلية والانحرافات الجنسية. القاهرة: دار الفکر العربي .
عاقل، فاخر(1985). معجم علم النفس ،  بيروت: لبنان، دار العلم للملايين
Barlow, D., & Agras, W. (1973). Fading to increase heterosexual responsiveness in homosexuals. Journal of Applied behavior Analysis. Vol.6, pp.355-366.
Berger, J. (1994). The psychotherapeutic treatment male homosexuality. American Journal of Psychotherapy.Vol.48, Issue 2, pp. 251-262.
Bhugra, D. (2004). Literature update: a critical review. Sexual and Relationship Therapy. Vol. 19, No. 2.
Blitch, J. & Haynes, S. (1972). Multiple behavioral techniques in a case of females homosexuality. Journal of Behavior & Experimental Psychiatry. Vol. 3, pp. 319-322.
Byne, W. & Parsons, B. (1993). Human Sexual Orientation: The Biolgie Theories Reappraised. Archives of General Psychiatry. Vol. 50, no3.pp228-239.
Carson, R., Butcher, J. & Mineka, S. (1996). Abnormal Psychology and Modern Life. New York: Harper Collins College Publishers.
Christianson, A. (2005). A re-emergence of reparative therapy. Contemporary Sexuality. Vol. 39. Issue 10, pp8-17.
Davison, G. & Neale, J. (1978). Abnormal Psychology. (2nd edition). New York: John Wiley & sons.
Eidenberg, D. (1998). It’s all in your head. Academic Search Premier; Advocate. Issue 760, pp.49-51.
Ellis, A. (1959). A homosexual treated with rational psychotherapy. Journal of Clinical Psychology, Vol.15, pp.338-343.
Feldman, M. & MacCulloch, M. (1965). The application of anticipatory avoidance learning to the treatment of homosexuality (part 1). Behaviour Research and Therapy. Vol. 2, pp. 165-183.
Feldman, M., MacCulloch, M., Mellor, V. & Pinschof, J. (1966).  The application of anticipatory avoidance learning to the treatment of homosexuality (part 2). The sexual orientation method. Behaviour Research and Therapy. Vol. 4, pp. 289-299.
Gletman, H. (1991). Psychology. (3ed edition). New York: W.W. Norton & Company.
Gold, S. & Neufeld, I. (1965). A learning approach to the treatment of homosexuality. Behaviour Research and Therapy. Vol. 2, pp. 201-204.
Gray, J. (1970). Case conference: behavior therapy in a patient with homosexual fantasies and heterosexual anxiety. Journal of behavior Therapy and Experimental Psychiatry. Vol.1, pp. 225-232.
Hamer, D., Hu, S., Magnuson, V., Hu., N. & Pattatucci, A. (1993). Alinkage between DNA markes on the X chromosome and male sexual orientation.  Science, Vol. 261, pp. 321-327.
Henggeler, S. & Borduin, C. (1990). Family Therapy and Beyond: A Multisystemic Approach to Treating the Behavior Problems of children and Adolescents. Pacific Grove, California: Brooks/Cole publishing Company.
Henggeler, S. (1991). Multidimensional causal models delinquent behavior and their implications for treatment. In R. Cohen & A.W. Siegel (Eds.), Context and development (pp. 211-231). Hillsdale, New Jersey: Erlbaum. 
Henggeler, S., Schoenwald, S., Borduin, C., Rowland, M & Cunningham, P. (1998). Multisystemic treatment of Antisocial Behavior in Children and Adolescents. New York: The Guilford Press.
Hill Way, T. (1969). Hand book of Educational Research. Boston: Houghton Mifflin Co.
Hoult, T. (1984). Human sexuality in biological perspective.  In Bieseual and homosexual Identities: Critical Theoretical issues, ed. J. DeCecco and M. Shiveley. New York: Haworth Press.
Hudson, W. & Ricetts, W. (1980). A strategy for the measurement of homophobia. Journal of Homosexuality. Vol. 5, P.357-372.
Huff, F. (1970). The desensitization of a homosexual. Behaviour research and Therapy, Vol.8, pp. 99-102.
Karlen, A.(1971). Sexuality and Homosexuality: A New View. New York: W.W. Norton.
Kendrick, S. & McCullough, J. (1972). Sequential phases of covert reinforcement and covert sensitization in the treatment of homosexuality. Behaviour research and Experimental Psychiatry, Vol.3, pp. 229-231.
Keener, D. (1986). Is changing sexual orientation a viable option for ego-dystonic homosexuality? http://search.epnet.com/login.aspx?direct=true&db=eric&an=ED   275919 . Database: ERIC.
Kraft, T. (1970). Systematic desensitization in the treatment of homosexuality. Behaviour Research and Therapy. Vol. 8, pp. 319.
LeVay, S. (1991). A difference in hypothalamic structure between heterosexual and homosexual men. Science, Vol.253, pp.1034-1037.      
LeVay, S. (1993). The sexual brain. Cambridge: MIT press.
LeVay, S. (2003). Can gays become straight? Academic Search Premier. Vol. 180, Issue 2416.
Loraine, J., Adamopoulose, D. A., Kirkahm, E.E., Ismail, A. A. A., & Dove, G. A. (1971). Patterns of hormone excertion in male and female homosexuals. Nature, vol. 234: 552-555.
Maletzky, B. & George, F. (1973). Case histories and shorter communications: the treatment of homosexuality by assisted covert sensitization. Behaviour Research and Therapy, Vol.11, pp. 655-657.
McConaghy, N. (1975). Aversive and positive conditioning treatments of homosexuality. Behaviour Research and Therapy, Vol.13, pp. 309-319.
McKay, M., Davis, M. & Fanning, P. (1981). Thoughts & Feelings: The Art of Cognitive Stress Intervention. Richmond, CA: New Harbinger Publications, Inc.
McKay, M., Davis, M. & Fanning, P. (1997). Thoughts & Feelings: Taking Control of Your Moods and Your Life. Oakland, CA: New Harbinger         Publications, Inc.
Nicolosi, J. (1991). Reparative therapy of male homosexuality. Northvale, New Jersey: Jason Aronson Inc.
Nicolosi, J. (1993). Gays are the worst victims of their own propaganda. Alberta Report/Newsmagazine, Vol.20, Issue 13.
Paulk, J. (1997). Overcoming the biological imperative. Wall Street Journal (Eastern edition). New York. Page A19.
Perloff, W. (1965). Hormones and homosexuality. In Sexual Inversion, ed. J. Marmor. New York: Basic Books.
Phillips, D. Fischer, S. C., Groves, G. A., & Singh, R. (1976). Alternative behavioral approaches to the treatment of homosexuality. Archives of Sexual Behavior, Vol.5, pp.223-228.
Ramsay, R. & VanVelzen, V. (1968). Behaviour therapy for sexual perversions. Behaviour Research and Therapy. Vol. 6, pp. 233.
Rehm, L. & Rozensky, R. (1974). Multiple behavior therapy techniques with          a homosexual client: a case study. Behaviour therapy & experimental psychiatry, Vol.5, pp. 53-57.
Ross, M. W., Rogers, L. J., & McCulloch, H.(1978). Stigma, sex and society: a new look at gender differentiation and sexual variation. Journal of Homosexuality. Vol. 3, pp.315-329.
Safran S A, Rogers T. (2001). Cognitive-behavior therapy with gay, lesbian, and bisexual clients. Journal of clinical Psychology. Vol. 57, No. 5, pp. 629-643.
Shildlo, A., Schroeder, M. & Drescher, J. (2001). Sexual Conversion Therapy: Ethical, Clinical and Research Perspectives. Binghamton, New York: Haworth Medical Press.
Spitzer, R. (2001). Psychiatry and homosexuality. Wall Street Journal (eastern edition). New York, NY.: May 23, 2001. Page A26.
Spitzer, R. (2003). Can some gay men and lesbians change their sexual orientation? 200 participants reporting a change from homosexual to heterosexual orientation. Archives of Sexual Behavior. Vol. 32, Issue5, pp. 403-418.
Throckmorton, W. (1998). Attempts to modify sexual orientation: A review of outcome literature and ethical issues. Journal of Mental Health Counseling, Vol.20, pp.283-304.