فستان الزفاف وتطبيقات التصميم المرن

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث ماجستير

2 مدرس بکلية الفنون التطبيقية جامعة دمياط

3 أستاذ تکنولوجيا الملابس الجاهزة بکليه الفنون التطبيقيه -جامعة دمياط

المستخلص

ملخص البحث
إن دراسة المرونة في أزياء الزفاف والتعرف على المرونة المتاحة بها هو موضوع البحث الأساسي ، والذي يهدف إلى تطوير وزيادة المرونة الموجودة بها ، حيث تعتمد على خامات الزفاف المتاحة لتعطي عدة تصميمات لنفس الموديل والخامة ، کما يتناول البحث المرونة في عالم الأزياء من خلال دراسة النمط " Style " ، الترکيب البنائي " Construction " ، الخامة " Material " ، واللون " Color " .
 کما يعرض البحث دراسة تاريخية لفستان الزفاف عبر العصور الوسطي ويوضح تطورات الفستان من ناحية التصميم والخامات المستخدمة والألوان الشائعة في کل فترة .
يتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي من خلال دراسة فنية لمعرفة الخصائص التي تميز التصميمات المرنة والإستفادة منها فى ابتکار تصميمات مرنة لفستان الزفاف ، والمنهج التجريبي من خلال تغيير شکل ونمط الموديل بعد تنفيذ التصميم .
الکلمات المفتاحية للبحث
التصميم المرن ، التصميم المتحول ، فستان الزفاف المرن .

الموضوعات الرئيسية


1- مقدمة

يتناول البحث دراسة المرونة في عالم الأزياء ومدي تواجدها في مختلف أنواع الأزياء ، ويرکز البحث على فستان الزفاف والمرونة المتاحة به ، کما يستعرض دراسة تاريخية لتطور فستان الزفاف فنجد أنه کغيره من الأزياء شهد تغييرات وتطورات على مر العصور حيث تغيرت الألوان المفضلة في الزفاف وارتبطت بمعتقدات وتقاليد ، وکذلک تغيرت الاکمام والجونلات وتنوعت في شکلها والذي أدى بدوره إلي تغير في الشکل العام للفستان ، بالإضافة إلى مکملات الفستان مثل الطرحة أو ما عرف بـ "بونية الزفاف " فقد اتخذ شکلا مختلفا في کل عصر ، وعلى الصعيد الآخر نجد الدعامات التي استخدمت أيضا في فستان الزفاف لتعطي مظهر جيد له ، فقد شهدت تغيرات کثيرة على مدار التاريخ ومن أبرزها المشدات والتي ترتديها العروس تحت فستان الزفاف .

في السابق ، لم يکن للون فستان الزفاف أهمية بل کانت العروس ترتدي أفضل الثياب وأجملها ، ومع ارتداء الملکة فيکتوريا لفستان أبيض في حفل زفافها ، وانتشار صور الفستان في الصحف ؛ صار اللون الأبيض هو الأکثر شيوعا فأصبح يمثل البراءة والنقاء والإخلاص .

کما تأثر فستان الزفاف أيضا بالأوضاع المادية والاجتماعية التي صاحبت کل فترة حيث أن شکل الفستان عند الطبقة الحاکمة من ملکات وأميرات يختلف عن شکله عند عامة الشعب من حيث الخامات المستخدمة والتطريزات بأنواعها .

في القرن السادس عشر (1500 – 1600 ) کانت فساتين الزفاف تتبع اتجاهات العصر , ولم يکن اللون الأبيض ضروري في ملابس الزفاف بل کان مکروها في بدايات القرن , کما مر هذا القرن في أوروبا بالعديد من التغييرات في الأزياء  من الجزء المبکر من القرن إلي الجزء الأخير والذي کان يعتبر عصر النهضة .

في القرن السابع عشر ( 1600 – 1700 ) اتسم فستان الزفاف بالفخامة حيث تکون من طبقات عديدة مصنوعة من کل المواد الفاخرة المتاحة , وکانت العروس تخلط بين عدة ألوان في الفستان مثل اللون الأزرق الفاتح مع العاج أو الذهب .

کما ارتدت النساء الأطواق تحت ملابسهن وذلک لإظهار الجيبة الواسعة في بداية القرن , وفي منتصف القرن خُففت الأکوال وأُلغيت الأطواق وأصبحت الفساتين أقرب الي الخط المستقيم مع الخصر العالي حيث خُفضت الأکمام الطويلة قليلا .

في القرن الثامن عشر  ( 1700 – 1800 ) يعد هذا القرن بداية ظهور فستان الزفاف الحديث , فقد شهد أول ظهور لفستان الزفاف الأبيض أو اللون الواحد , حيث بدأت تظهر فساتين خاصة بحفلات الزفاف .

أيضا من التصميمات المميزة لثوب لزفاف في هذا القرن ما يستخدم فيه النقوش فنجد الفستان مزين بالأزهار المنقوشة على القماش ، وأيضا التنورة الواسعة المفتوحة من الأمام والأکمام الواسعة والکشکشة بصورة مختلفة ، کما ظهرت فيه الزيادات في التنورة , وکان شائعا استخدام الـ " puffs " بها وهو الانتفاخ الذي ينتج عن کشکشة کبيرة في الجونلة ، وجدير بالذکر انه في هذا القرن بدأت تظهر المشدات " corset " والتي کانت تلبس تحت الفستان لتظهر الجسم بصورة أفضل .

في أوائل القرن التاسع عشر ( 1800 – 1900 ) بدأت تظهر فساتين بشرائط الکتان الأبيض وکانت تستخدم في أفضل الفساتين , کما قامت الفتيات بصناعة أثواب زفافهن حيث کان متاحاُ لهن ارتداء الفستان بعد الزفاف في مناسبات أخري ، أما في الربع الثاني من هذا القرن فظهرت اتجاهات جديدة ، حيث کانت فساتين الزفاف غالبا ما تصنع من القطن المطبوع أو الصوف خفيف الوزن وأحيانا ما يکون الحرير مختلطا مع الصوف .

ارتدت فيکتوريا ملکة المملکة المتحدة يوم زفافها فستانا أبيض اللون والذي لم يکن اللون الرائج في هذا الوقت لفساتين الأعراس على عکس بقية الألوان ، وبهذا يرجع لفکتوريا الفضل في ابتکار موضة فستان الزفاف الأبيض ، على الرغم من أنها لم تکن أول عروس ملکية ترتدي
فستاناً أبيض .

في القرن العشرين اجتاز فستان الزفاف تغيرات کثيرة فتأثر بالقصور الملکية وبالنجمات السينيمائيات ، حيث أوحت إلى الناس بأفکار فساتين زفاف ، ففي نيسان عام 1956 أقيم زفاف جذب أنظار الناس في إمارة موناکو، حيث غادرت النجمة السينمائية الأميرکية " غريس کايلي " هوليوود لتتزوج من أمير موناکو " ريني الثالث " ، حيث ارتدت العروس فستانا له ياقة مزررة الى العنق وطرحة زفاف مزخرفة ولقيت ترحيبا حارا من قبل الجمهور .

وفي العشرينات من القرن العشرين تغيرت حياة النساء تغيرا جذريا ، حيث بدأ الشباب في هذه الفترة يغيرون کل شيء ، وأصبحت أقمشة الملابس أصغر وأقلّ ، وترکت العرائس الجريئات الملابس التقليدية غير المريحة، واخترن الفستان الأقصر طولا والأخفّ وزنا .

وفي الثلاثينات من القرن العشرين ، بدأت العرائس يلبسن قبعات صغيرة حديثة مع طرحة زفاف بيضاء .

أما في الستينيات ، فقد أصبح الشباب أکثر إبداعا ، حيث رفضوا الملابس المتشابهة ، وعارضوا المفاهيم الأخلاقية القديمة والزفاف التقليدي ودعت بعض العرائس الى العودة الى الطبيعة ، وأقمن زفافهن في غابة أو على شاطئ، وترکن عربات الخيل المزخرفة ونسجن فساتين زفافهن
بمادة نايلون .

أما عن فترة السبعينيات فکان أکثر ما يميزها في الملابس هي الأکمام ، فبعد عشرين عاما من الأکمام الضيقة ، بدأت الأميرة " آني " وهي ابنة الملکة اليزابيث الثانية في الإسراف في الأکمام الخاصة بفستان الزفاف ، وقد تغير شکل الفستان تغيرا تدريجيا حيث انخفض الخصر تدريجيا إلى موضعه الطبيعي قبل عام 1980، کما أصبحت الأنماط الإبداعية أکثر شعبية .

وتوالت التغييرات السريعة في فستان الزفاف حتى يومنا هذا فنجد في کل يوم تظهر أفکار إبداعية جديدة وتصميمات مختلفة ، والتي تأثرت تأثرًا ملحوظًا بالأوضاع الإجتماعية والمادية مما ساعد على ظهور أفکار أخرى تناسب هذه الأوضاع مثل ظاهرة الإيجار لفستان الزفاف حيث يکون متاح لأکثر من عروس أن تلبس نفس الفستان مما يقلل من نفقات شراء فستان جديد .

2- الدراسات السابقة

2-1 دراسة مرتبطة بالمرونة

دراسة لـ " إيناس عادل الفواخري " تهدف إلى ابتکار معالجات تصميمية لملابس المرأة العاملة للتغلب على الظروف الاقتصادية من خلال ابتکار قطع ملبسية متجددة في مظهرها تتغير في شکلها بتغير طريقة ارتدائها ، لذا فإن هذه الدراسة تتشابه مع البحث في تناول المرونة في الأزياء ، ولکنها تختلف في نوع الملابس ، فتلک الدراسة ترکز على ملابس المرأة العاملة بينما البحث يرکز على فستان الزفاف .

دراسة لـ " أحمد سمير کامل علي " يتناول فيها المرونة في التصميم ، ووضع معيار محدد لمفهوم المرونه فى التصميم الداخلى والاثاث ، لذا فإن هذه الدراسة تتشابه مع البحث في تناول جانب المرونة في التصميم عامة ، ولکنها تختلف في نوع التصميم المراد دراسته وتحقيق المرونة فيه ، حيث يهتم البحث بدراسة المرونة في أزياء الزفاف .

2-2 دراسة مرتبطة بفستان الزفاف

دراسة لـ " صافيناز محمد النبوي محمد " وهي دراسة تحليلية تتناول ملابس الزفاف في القرن العشرين بداية من الخمسينيات وحتى التسعينيات في بعض محافظات الوجه البحري وکذلک إعداد منظومة الکترونية لوصفهم ، لذا يکون وجه التشابه بين هذه الدراسة والبحث هو تناول فستان الزفاف من الناحية التاريخية .

2-3 مصممى الأزياء الذين عملوا في المجال

2-3-1 مصمم الأزياء ديموتروس "Demetrious "

وهو مصمم أزياء عالمي عرضت تصميماته في أکثر من مائة مجلة من مجلات الزفاف ، وله عدة تصميمات جديدة لفساتين زفاف تتسم بالمرونة حيث يعطي التصميم مظهرين مختلفين فقط ، فنجد في شکل ( 1 ) تصميم لفستان زفاف مرن اعتمد فيه على الإضافة والحذف ليعطي مظهرين أحدهما يبدو الفستان طويلا والآخر قصيرا ، وهو تصميم به أزهار رقيقة تعطي الحس الکلاسيکي ومن تحتها کشکشة وطبقات تعطي الطول للفستان وعند الاستغناء عن هذه الطبقات وفصلها يصبح الفستان قصيرا وبذلک يظهر التصميم بمظهرين مختلفين .

 

شکل ( 1 ) مظهرين مختلفين لفستان الزفاف

2-3-2 مصممة الأزياء مارتينا ليانا "Martina Liana"

لها عدة تصميمات تتسم بالمرونة والتي تعتمد أيضا فيها على إضافة جزء على الفستان أو حذف هذا الجزء ليتحول الفستان من قصير ضيق إلي فستان طويل أو العکس ومع وجود مساحة من التطريز ووجودها أيضا على الجيبة ليظهر الفستان متکاملا عند ترکيب الجيبة الطويلة. شکل(2)

 

شکل ( 2 ) فستان زفاف بمظهرين مختلفين

3- المرونة في تصميم الأزياء

إذا کان تصميم الأزياء هو ابتکار أشکال جديدة لها أسلوب جديد وتفاصيل جديدة ، فإن التصميم المرن للأزياء يعد ابتکارا لأفکار مختلفة نابعة من تصميم واحد ، حيث يمکننا من تصميم واحد الحصول على عدة أشکال مختلفة بدون أن يفقد التصميم شکله الأساسي ، لذا يمکننا تعريف التصميم المرن بأنه " التصميم الذي يمکن الحصول منه على عدة تصميمات مختلفة الأشکال وقد يکون مهيئا لإضافه أجزاء إليه أو حذف أجزاء منه ، وقد تکون المرونة نابعة من التصميم نفسه من خلال الترکيب البنائي للتصميم ".

ظهرت المرونة في مختلف أنواع الأزياء بنسب متفاوتة حيث تباينت أعداد التصميمات أو الأشکال التي يمکن الحصول عليها من التصميم الواحد ، وتظهر المرونة في أبسط صورها في الملابس ذات الوجهين " double face " حيث التصميم يعطى مظهرين مختلفين فقط .

کما تؤثر الخامة على مرونة التصميم فنجد أنه کلما زادت الإنسدالية والمطاطية فيها کلما کانت أکثر قدرة على إعطاء مرونة أکبر في التصميم ، وقد ظهر ذلک في بعض الفساتين البسيطة التي نُفذت بخامات بها مطاطية عالية فيسهل تشکيلها وتغييرها على الجسم لتعطى لنا أشکالا مختلفة .

وعلى سبيل المثال التصميم الأساسي لأحد الأزياء المرنة ومعه الباترون الخاص به کما في شکل ( 3 ) .

 

شکل ( 3 ) تصميم مرن وباترونه

ومع تنفيذ هذا التصميم تصبح الصورة النهائية له قبل بدء تشکيله کما بالشکل ( 4 )

   

شکل ( 4 ) شکل التصميم في بداية التشکيل

کما ظهرت أيضا تصميمات مرنة لأزياء من خامات مختلفة قد تکون أقل مطاطية ولکنها اعتمدت على الترکيب البنائي للتصميم نفسه بالإضافة لبعض اکسسوارات الملابس مثل الشرائط والکبسون والأزرار .. وغيرها من الأدوات التي ساعدت على الوصول إلى أشکال مختلفة لنفس التصميم . شکل ( 5 )

    

شکل ( 5 ) يوضح المرونة في ملابس بخامات ليس بها مطاطية

کما ظهرت المرونة في بعض الملابس الوظيفية ، منها ما تناولته المصممة " رودريغينز ماريسول " في ملابس الحمل حيث ابتکرت تصميما يتغير ليناسب جسم المرأة خلال فترة الحمل ، وذلک لما به من شقوق تکشف عن لون آخر يعطي توسيعا ليناسب الزيادة التي تکون في الشهور الأخيرة من الحمل . شکل ( 6 )

    

شکل ( 6 ) تصميم مرن لملابس الحمل

قد تعتمد المرونة على إضافة قطعة زائدة عن التصميم الأساسي قد تختلف عنه في اللون أو في نوع الخامة ، وعند إضافتها إلى التصميم تعطي مظهرا مختلفا لنفس التصميم ، ولکن لابد أن يکون هذا التصميم مجهزا بحيث يسهل إضافة اللون الآخر أوحذفه أو تغييره بلون مختلف .

ومثال على ذلک تصميم لفستان أسود به درابيه على الصدر وفي المنتصف توجد عروة من نفس لون الفستان . شکل ( 7 )

 

شکل ( 7 ) تصميم لفستان أسود به عروة على الصدر

وفي هذا التصميم يضاف اللون الآخر حول الصدر ليمر من خلال العروة ثم يُرفع ليُربط حول الرقبة أو يُترک لينسدل للأسفل ومع اختلاف الألوان والخامات المضافة وطريقة تشکيلها يعطى هذا التصميم أکثر من شکل في کل مرة . شکل ( 8 )

 

        

شکل ( 8 ) صور مختلفة توضح الإضافة إلى نفس التصميم

المرونة أيضا قد تعتمد على الترکيب البنائي للتصميم ، والمقصود هنا هو شکل التصميم نفسه والأجزاء المکونة له وکيفية تصميمها بحيث تعمل على تغيير شکله بکل سهولة ومثال على ذلک المرونة المعتمدة على تصميم الأکمام التي تتيح تغيير وضعيتها کما في شکل ( 9 ) .

 

 

شکل ( 9 ) تصميم مرن معتمد على تغيير وضعية الکم

وقد تکون معتمدة على تصميم الکول بما يسمح بتغيير وضعيته ليعطي أشکالا مختلفة لنفس التصميم ، ومن الأقمشة الحرة التي هي بدون تفصيل لموديل معين يمکننا من خلالها أن نشکل أفکارا مختلفة ومتنوعة أکثر .

 

4- المرونة في فستان الزفاف

فستان الزفاف من أروع أزياء المرأة والذي ينفرد باهتمام خاص عندها ، على الرغم من أنه في وقتنا الحالى لا يلبس إلا مرة واحدة في حفل الزفاف إلا أنه يحظى بإهتمام أکثر من غيره من الأزياء وقد تظل العروس في حيرة عدة أشهر ما بين اختيارات متعددة حتى تستقر على الفستان الذي يجتمع فيه صفات تناسبها من حيث الذوق المفضل لشکل الفستان وما يناسب قوامها وأيضا ما يناسب الأعراف التي تلتزم بها ، لذا کان الترکيز على هذا النوع من الأزياء والعمل على ايجاد مرونة بنسبة کبيرة فيه .

4-1 ظهور المرونة في فستان الزفاف

اعتادت بعض العرائس في مجتمعات مختلفة على ارتداء ألبسة متعددة طوال يوم الزفاف ، ليس فقط لحرية الحرکة ولکن تکريما لتقليد ثقافي .

فکانت العروس في اليابان في بداية الحفل ترتدي کيمونو أبيض White Kimono ثم غالبا ما يتحول بعد ذلک إلى کيمونو أکثر سخونة ومطرز بشکل مسهب للاستقبال .

أما في الصين فالعروس غالبا ما ترتدي الفستان الأبيض ثم يتغير إلى الزي التقليدي ليناسب حفل الشاي .

کذلک الزفاف الهندي الذي يتم في البلدان الغربية غالبا ما ترتدي العروس الساري في حفل الزفاف ، ثم تستبدل بالملابس التقليدية بعد ذلک .

نجد أيضا أن بعض العرائس يفضلن ارتداء فستان العمر والبقاء به خلال اليوم وغالبا ما يکون الفستان ضخم وبذيل طويل ، فلا يتيح حرية الحرکة خلال حفل الزفاف .

کما أن هناک بعض العرائس اللاتي تفضلن اختيار اثنين أو أکثر من فساتين الزفاف حتى يمکن تغيير فستان الزفاف بآخر تقليدي يتماشى مع بقية الحفلة ، أما إذا کانت العروس لديها بالکاد ميزانية لفستان واحد ، فإن بعض الشرکات المصنعة لفساتين الزفاف اتجهت إلى عمل فستان زفاف متحول Convertible Wedding Dress وتعتمد فکرته على قدرة العروس على إزالة جزء من الفستان وغالبا ما تکون الطبقات الطويلة في التنورة حيث تقوم بفصله عن باقي الفستان ليکشف عن فستان آخر أنيق وقصير ومناسب للحرکة والرقص ، وذلک من خلال إنشاء ثوب واحد مع شکلين متميزين .

معظم فساتين الزفاف المتحولة هي فساتين لها تفاصيل معقدة وقابلة للإزالة على الجيبة بحيث لا يظهر مکان اتصال القطعتين وعلى هذا يلجأ المصمم لاستخدام الکشکشة والطبقات وبعض الإکسسوارات ، وما يميزها أيضا هو إمکانية أن تحصل منها على فستان بسيط وذلک بإزالة القطعة المضافة ليصبح أقصر وأبسط .

ولأن فستان الزفاف الکامل له فخامة وإبهار في بداية حفل الزفاف ، وبعد ذلک يمکنها التخلى عن القطعة المضافة ليصبح أقصر أو بدون ذيل ليعطي لها حرية أکبر في الحرکة
خلال الحفل .

4-2 معوقات المرونة في الزفاف ومدي تأثيرها على إنتاج تصميم مرن

حين نفکر في تصميم فستان زفاف بدرجة مرونة أکبر من المتاحة حاليا أي عندما نريد الوصول إلى مجموعة أفکار تعطي أشکالا مختلفة داخل التصميم الواحد فإننا قد نواجه بعض المعوقات التى تشکل صعوبة في الوصول إلى مرونة بنسبة أکبر ، وحين يمکننا التغلب على هذه المعوقات فإن هذا يساعدنا على الوصول إلى درجات مرونة أکبر في تصميم فستان الزفاف فيمکننا الحصول على أکثر من 3 أو 4 أشکال مختلفة أو أکثر .

4-2-1 اختلاف المقاسات للعرائس

تماشيا مع ظاهرة الإيجار التى أصبحت شبه سائدة والتى تتيح لأکثر من عروس ارتداء نفس الفستان تطلب ذلک أن يکون الفستان مناسبا للمقاسات المختلفة ، وتم التصرف مع هذا العائق من خلال استبدال السوستة الخلفية في الفستان بعدد من العراوي ليمرر من خلالها شريط عند ربطه يعمل على توسيع أوتضييق الفستان حسب المقاس المطلوب . شکل ( 10 )

 

شکل ( 10 ) يوضح فکرة توسيع الفستان من الخلف

4-2-2 الدعامات

من أهم ما يعتبر عائق في الوصول إلى المرونة هو الدعامات التي تستخدم في أجزاء متفرقة من فستان الزفاف ، فتوجد في الجيونة أسفل التنورة متمثلة في أسلاک يتم ترکيبها في الجيبونة حتى تعطيها المظهر الواسع ، وأيضا تستخدم الدعامات في کورساج الفستان وتأخذ شکلين الأول عبارة عن شرائط طولية تعرف باسم  " باللينة " وهي مصنوعة من البلاستيک المقوي وتکون مرنة بحيث تأخذ شکل منحنيات الجسم ، ويتم وضعها في قصات الکورساج من خلال مجري تدخل فيه وهي تساعد على ضبط الکورساج وزيادة التجسيم الخاص به ، حيث أن هذه الدعامات يقل ويکثر استخدامها في فستان الزفاف حسب التصميم ، کما يمکن تطويعها والإستفادة منها في تصميمات مرنة لفستان الزفاف ، حتى لا تکون عائقا في هذا النوع من التصميمات .

4-2-3 تطريز فستان الزفاف

من أهم ما يميز أغلب فساتين الزفاف هو التطريز وأشکاله المختلفة والخامات المتنوعة المستخدمة فيه ، ومع الوقت تغيرت أشکال التطريزات وخاماتها فقد کان في السابق التطريز اليدوي بالخرز والخيوط ، بعد ذلک بدأت تظهر أشکال خرز لا تحتاج للخياطة اليدوية بل تعتمد على التثبيت بمواد لاصقة ، ومع التطور السريع في خامات التطريز وظهور القطع المطرزة التي يمکن ترکيبها وخلعها من على الفستان فيصبح التطريز لا يشکل عائقا للمرونة .

5- التصميمات المقترحة

أحد التصميمات المرنة المقترحة ومعها التغييرات في التصميم

الخامات المقترحة لتنفيذ التصميم: الفستان من الستان ، والأکمام من الشيفون ستان ، أو الشيفون ، أو التل الخفيف المطاطي .

التصميم الأساسي شکل ( 11 ) والذي تعتمد المرونة فيه على الترکيب البنائي للتصميم حيث أن الکم هو الجزء الذي يتم تغيير وضعيته في التصميم ليعطي التصميمات المختلفة
لنفس الفستان

 

شکل ( 11 ) التصميم الأساسي

 

التغيير الأول: حيث يظهر الفستان بدون أکمام وذلک بدمج الأکمام مع الفستان ليشکل طبقة مضافة على الفستان مع الاستعانة باکسسوار " حزام من الستان " ليجمع قماش الأکمام على الوسط فيعطي مظهرًا جديدًا للتصميم کما بشکل ( 12 )

 

  

شکل ( 12 ) التصميم المرن الأول

التغيير الثاني: ويعتمد هذا التصميم على إضافة کورساج خارجي ليغطي الجزء العلوي من الفستان بعد ضم قماش الأکمام إليه حيث يکون الکورساج عليهم ، ويظهر باقي القماش على جزء الجيبة لتعطي شکلا جديدا لنفس الفستان . شکل ( 13 )

 

 شکل ( 13 ) التصميم المرن الثاني

 

التغيير الثالث: ويعتمد هذا التغيير على حرکة أحد الأکمام ليمر من أسفل الصدر ويشکل حزاما ، مع ترک الکم الآخر لينسدل على الفستان في مکانه . شکل ( 14 )

 

شکل ( 14 ) التصميم المرن الثالث

 

التغيير الرابع: ويعتمد على عدم وجود الأکمام في مکانها الطبيعي مثل الشکل الأساسي للتصميم بل نترکها منسدلة على الفستان ويضاف إلى الفستان شريط من الستان أسفل الصدر ويمر فوق قماش الأکمام ثم تترک قطعة کما هي وترفع الأخرى لتمر على الکتف وتثبت في الخلف في نفس الشريط . شکل ( 15 )

 

شکل ( 15 ) التصميم المرن الرابع


التغيير الخامس: وفي هذا التغيير تستخدم قطعتا القماش الممثلتان للکم في التصميم الأساسي بشکل متعاکس على الصدر ثم تربط إلى الخلف فتعطي مظهرا جديدا للفستان .
شکل ( 16 )

 

شکل ( 16 ) التصميم المرن الخامس

الخاتمة

في نهاية البحث تم التوصل إلى مجموعة من النتائج أهمها :

1. تکمن المرونه التصميمية في القدرة على التغيير والتطوير المستمر وذلک لملائمه التغيرات والمتطلبات المستقبلية ، کما تشکل المرونة أحد أسس انطلاق وتنوع الفکر التصميمي وتتعدد صورها وأشکالها فى المنتجات .

2.    من مقومات التصميم المرن أن يکون مهيئا لإضافة أجزاء إليه أو حذف أجزاء منه على أن يکون التصميم متزنا أثناء استخدامه في صوره المختلفة .

3. تتطلب المرونة في فستان الزفاف معرفة إمکانيات الخامات المستخدمة في فستان الزفاف وکذلک الإکسسوارات التي يمکن إضافتها للحصول على تصميمات مبتکرة .

4. يمکن الوصول إلى تصميم أکثر مرونة في فستان الزفاف وذلک بعد معرفة المعوقات الموجودة بفستان الزفاف والتعامل معها بما يحقق المرونة التصميمية المرجوة .

5. يمکن التعامل مع الأوضاع الاقتصادية وذلک بتوفير النفقات في تنفيذ کل تصميم على حدة ودمج عدة تصميمات في موديل واحد بما يحقق المرونة المطلوبة في أزياء الزفاف .

المراجع
الکتب العربية:
1) د.علية عابدين: "دراسات في سيکولوجية الملابس"- دار الفکر العربي
2) دکتور مهندس صلاح الدين عويس السيد: "الموضة وتصميم الملابس" الجزء الأول
3) د.تحية کامل حسين: "الأزياء لغة کل عصر"
4) د.نجاة محمد باوزير: "فن تصميم الأزياء"- دار الفکر العربي- 1998
5) د.علية عابدين: "نظريات الإبتکار في تصميم الأزياء"- دار الفکر العربي
6) تحية کامل حسين: "المؤثرات غير المرئية على الأزياء"
7) د. صلاح الدين عويس السيد: " الموضة وتصميم الملابس " الجزء الأول .
الرسائل العلمية:
1) أحمد فتحي فرج بيبرس: "التأثيرات الوظيفية والجمالية للأقمشة المطاطة على تصميم الملابس الجاهزة" رسالة دکتوراه – کلية الاقتصاد المنزلي –  جامعة حلوان – 2010 .
2) نجلاء عبد المجيد محمد فرج: "أثر اختلاف أبعاد جسم الفتيات على التصميم في صناعة الملابس" رسالة دکتوراه – کلية الاقتصاد المنزلي – جامعة حلوان – 2008 .
3) أحمد سمير کامل علي: " مفهوم المرونة في التصميم الداخلي من خلال منظومة التفکير الإبداعي " رسالة دکتوراه – کلية الفنون التطبيقية – جامعة حلوان .
4) صافيناز محمد النبوي محمد: " إعداد منظومة الکترونية لوصف وتحليل ملابس الزفاف في الوجه البحري م.م.ع في القرن العشرين " رسالة ماجستير – کلية الإقتصاد المنزلي – جامعة المنوفية – 2008 .
5) فاطمة کمال عنتر سالم: " خاصية نفاذية الهواء لدى أقمشة المشدات ودراسة العوامل المؤثرة عليها لإثراء القيمة الجمالية " رسالة ماجستير – کلية الإقتصاد المنزلي – جامعة
المنوفية – 2006
  .
6) رانيا نبيل زکي عطية: " دراسة امکانية استخدام أسلوب التشکيل على المانيکان من خلال خط انتاج صناعي لتنفيذ بعض ملابس السهرة الحريمي المقتبسة من مدارس الفن الحديث " رسالة ماجستير – کلية الإقتصاد المنزلي – جامعة المنوفية – 2002 .
7) إيناس عادل الفواخري: " معالجات تصميمية مستحدثة لإثراء جماليات ملابس المرأة العاملة والتغلب على الظروف الاقتصادية " رسالة دکتوراه – کلية التربية النوعية – جامعة کفر الشيخ – 2012 .
الکتب الأجنبية:
1) TASCHEN: "Fashion , A History from the 18th to the 20th century, volume I:18th and 19th century "
2) TASCHEN: "Fashion , A History from the 18th to the 20th century, volumeII: 20th century "
3) Christian Lacroix:" 20th Century Fashion "
4) Harriet Worsley: "The White Dress, fashion inspiration for brides " – ISBN- 13: 978 1 85669 507 7
مواقع الانترنت:

1) YAY Convertible Clothing, 2013, www.youtube.com/watch?v=IA5d3j1fCco#t=129

2) Phillip Lim, 2012, http://www.hawesandfreerblog.com/2012/06/phillip-lim-transforms-fashion.html

3) shesgotplenty, 2010, http://shesgotplenty.wordpress.com/2010/06/13/attila-design

4) Johanne, 2009, http://fashioninmotion.wordpress.com/2009/06/11/the-7-way-dress