التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و علاقته بالتوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين

مقدمة و مشکلة البحث :

 يمر الإنسان خلال حياته بمراحل نمو متتالية تبدأ بالطفولة مرورا بالمراهقة و الرشد و صولا إلي مرحلة الشيخوخة , و تعد مرحلة الشيخوخة ظاهرة طبيعية تعبر عن التغيرات التي تحدث في التکوين الجسمي و العقلي و الانفعالي و الاجتماعي , بالإضافة إلي ما يحدث نتيجة ذلک في الأداء أثناء رحلة حياة الفرد , و يشار إليها کمرحلة النضج و اکتمال الشخصية وضعفها و انحدارها , و تمثل فقدانا جوهريا أو انحرافا سلبيا في القدرة الوظيفية (الطفيلي ,2004) , و يري (جمال تفاحة ,2009) أن مرحلة الشيخوخة تعد فترة حرجة يتوقع فيها أن يواجه المسنين بعضا من الصعوبات أو المشکلات , أو بعضا من الاضطراب و عدم الاتزان خلال عمليات التوافق مع البيئة و ضغوطها , وقد أشارت (صفا صيام ,2010) إلي أن الشيخوخة مرحلة مليئة بالصراعات و التحديات مع الذات و مع المجتمع , ولذا فالمسنون يعانون في هذه المرحلة من الکثير من المشکلات , و لهذا فهم بحاجة إلي الرعاية و الاهتمام لمساعدتهم علي التکيف و التوافق مع التغيرات الجديدة التي تطرأ في حياتهم .

و تعتبر مرحلة التقاعد مرحلة هامة و مؤثرة في حياة الإنسان و قد زاد الاهتمام بها دوليا و خاصة في العصر الحديث , و عصر التقدم الصحي و الطبي و الاقتصادي (هيفاء المبريک ,1999) , فقد خصصت الأمم المتحدة عام (1999) عاما دوليا للمسنين تحت شعار "مجتمع لکل الأعمار" ,و أن يخصص الأول من أکتوبر من کل عام ليکون يوما عالميا للمسنين (هشام مخلوف , 2003) ,و قد أوضح (عبد اللطيف ,1997) أن التقاعد واحدا من أهم الأحداث الهامة في مجري حياة الفرد و الذي يترتب عليه ظهور کثير من المشکلات النفسية و الاجتماعية و التي قد تنعکس علي حالته الصحية و تعوق توافقه مع أسرته و مجتمعه بوجه عام و توتر علي حالته النفسية و الجسمية ,کما أکد (حسن الحسيني , 1989) علي أن اغلب المشاکل التي تواجه المسنين و المرتبطة بمرحلة التقاعد تؤثر علي توافقهم بوجه عام ,فقد توصل (Richard,2002) إلي أن المشاکل المرتبطة بمرحلة التقاعد هي مشاکل اقتصادية ,اجتماعية ,صحية ,نفسية , و مشکلات مهنية , وأشار (مرکز الأمم المتحدة ,1989) إلي أن توقف کبار السن عن القيام بدورهم الإنتاجي قد يعطي إحساسا لديهم أو لدي ذويهم في بعض المجتمعات بعدم النفع , وان تکيف المسن لهذه المرحلة يختلف من فرد لأخر تبعا لاختلاف قدراتهم علي التکيف و التوافق (Richard,2002) , وقد أشارت (مني النقيب , 2004) إلي أن المسنين في حاجة للاهتمام بمرحلة التقاعد التي يمرون بها و التي يصاحبها الکثير من التغيرات و أن لم يکن المسن يهيئ لهذه المرحلة يجعلهم يشعرون بالنقص و عدم التوافق , وقد أوضحت دراسة (Smith,et.al,2004) الي ان الشعور بالصحة و المقدرة المالية في مرحلة التقاعد يمثلون محددات مهمة لنوعية جودة الحياة ويسهم ذلک في التقليل من سوء الحالة النفسية لدس المسنين و عدم توافقهم نفسيا و اجتماعيا مع الحياة , في حين أوضحت دراسة (ليلي عبدالله ,1995) أن اغلب المسنين المتقاعدين يعانون من احد أمراض الشيخوخة , و تقلص العلاقات الاجتماعية , مما يؤدي إلي شعورهم بالعزلة الاجتماعية الذي يتسبب في سوء توافقهم اجتماعيا .

ولذا يعد التخطيط لمرحلة التقاعد أهمية بالغة في تجنب المتقاعد کثيرا من سلبيات هذه المرحلة (Mckenna&Nichols,1986) , کما أشار(Baum &Baum,1980) إلي أن عدم التخطيط لمرحلة التقاعد  يعد من أهم العوامل المتسببة في تدهور المتقاعدين في هذه المرحلة, وأکدت دراسة (إبراهيم العبيدي ,1989) علي أن التخطيط لمرحلة التقاعد يلعب دورا هاما في مدي التکيف المتقاعد لمرحلة التقاعد ,وأکدت دراسة (عبد العزيز القريب ,2003) علي أن التخطيط لمرحلة التقاعد يجعل المتقاعد لا يشعر بالعزلة الاجتماعية , وأشارت دراسة (منيرة السليمان ,1994) إلي أن المتقاعدين الذين خططوا لمرحلة التقاعد اقل معاناة من في مشکلة الفراغ من المتقاعدين الذين لم يخططوا لهذه المرحلة , و هذا يبرز أهمية التوعية بأهمية التخطيط و الإعداد المبکر لمرحلة لمرحلة التقاعد قبل الوصول إليها لتجنب المتقاعد الکثير من مشاکل التقاعد حيث أن أساس التقاعد الناجح يرتکز علي مبدأ التخطيط من اجل المستقبل ,وقد أوضح (Schulz&Eween,1993) أن الوعي بالتقاعد و الاستعداد له و التخطيط للانتقال التدريجي من العمل إلي التقاعد , و الإعداد للتغيرات التي ستحدث للشخص في حياته من أهداف التخطيط للتقاعد قبل التقاعد , و أکدت دراسة (Reitzes et.al ,1998) أن المتقاعدين الذين وضعوا خطط لمرحلة التقاعد کانوا أکثر استقرارا من الناحية الاقتصادية خلال مرحلة التقاعد, کما أوضح(Parlson,1998) أن التخطيط قبل التقاعد عن العمل يرتبط بالتوافق الايجابي مع التقاعد, وأشار (Skarbon&Nicki,2000) إلي أن التخطيط للتقاعد يعتبر أمر ضروري لتحقيق الأمن الاقتصادي و الکفاءة الجسمية و العقلية و الاجتماعية خلال مرحلة التقاعد , و أوضح (Skarbon&Nicki,2000) أن التخطيط للتقاعد تتضمن تحليل لادوار المتقاعد و ما تتطلبه من قدرات و مهارات لتنميتها بشکل فعال , و تتضمن معلومات عن مرحلة الشيخوخة و کيفية الحفاظ علي صحة و حيوية و نشاط المتقاعد لتحقيق الشيخوخة الناجحة Successful Aging .

وفي ضوء ما سبق تتضح أهمية التخطيط الاستراتيجي في اتجاهه نحو تحديد الأهداف سواء الطويلة الأجل أو المتوسطة أو القصيرة , فهي بمثابة المرشد للقرارات و الجهود المبذولة ويعد التخطيط الاستراتيجي شکل من أشکال التخطيط مصمم للمساعدة في تقديم قرارات تخطيطية و ممارسات جوهرية تشکل اتجاه الأنشطة المنظمة و طبيعتها , فهو سلسلة من المناقشات و القرارات التي يتخذها صانع القرار(J.Brayson,1995) ,(أسامة علي ,2008) , و أوضح (Marjank,2008) أن أهمية التخطيط الاستراتيجي تکمن في انه أداة للتوافق مع المستقبل غير المضمون .

و يعد التوافق التوافق النفسي و الاجتماعي عملية انسجام بين الفرد و نفسه و بين الفرد و المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه (محمدي عبد الله ,1996) , وقد أوضح (بلحاج قروبة , 2011) أن عملية التوافق النفسي و الاجتماعي للفرد ذات أهمية في تحقيق الأهداف , إشباع الحاجات , إذ تهدف هذه العملية إلي رضا النفس و استبعاد التوتر , و تحقيق الاستقرار , و قدرة تعديل سلوکه لإحداث علاقة توافق بينه و بين البيئة مما يحقق السعادة مع الآخرين و وتحقيق الرضا النفسي و الاجتماعي , وأشار (علي عسکر ,1998) إلي أن الانتقال إلي التقاعد حدث يؤثر في حياة الإنسان و في توافقه الاجتماعي حتى أن البعض يعتبره من الهموم المستقبلية التي تشترک مع عوامل نفسية و اجتماعية , وأکدت دراسة(Charles&Gatz,2001)  أن التوافق الناجح بعد التقاعد يرتبط بالحياة الثرية الهادفة المليئة بالأنشطة و الاهتمامات البديلة الاخري عن تلک التي توقفت بسبب التقاعد حيث أن المسن في هذه المرحلة يحتاج إلي النشاط البدني و الحرکي بالإضافة إلي النشاط الذهني و العقلي و الوجداني , و أي نشاط موجه إلي الهدف خاصة في هذه المرحلة و التي تعد نقلة من النقالات الهامة في حياة المسن , و لذا أوضح کلا من (Richardson&Kitty,1991)& (Hayslip&Nichols,1997) أن التوافق مع التقاعد يتحقق عندما يتوفر للشخص القدرة علي الحفاظ علي المستوي سواء في الدخل أو الحالة الصحية أو العلاقات الاجتماعية .

ومن هنا تبرز أهمية التخطيط الاستراتيجي لمرحلة التقاعد ليتسنى للمسن أن يحقق التوافق النفسي و الاجتماعي خاصة في العصر الحالي و الذي يعتبر عصر التحديات  , ولذا فإن مشکلة البحث الحالي تتبلور في الإجابة على السؤال التالي : ماهى العلاقة بين التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين ؟ ومن السؤال السابق تنبثق التساؤلات الفرعية التالية:

1. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) ؟

2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) ؟

3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) ؟

4. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) ؟

5. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث و بين المتغيرات البحثية ( الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق,العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) ؟

6.     ما العلاقة الارتباطيه بين محاور التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث ؟

7. هل توجد في نسبة مشارکة المتغيرات المستقلة (المستوي التعليمي,العمل السابق,السن,متوسط الدخل الشهري للأسرة) مع المتغير التابع (التخطيط الاستراتيجي للتقاعد ) تبعا لأوزان معاملات الانحدار و درجة الارتباط ؟

8. هل توجد في نسبة مشارکة المتغيرات المستقلة (متوسط الدخل الشهري للأسرة, العمل السابق, المستوي التعليمي, السن )مع المتغير التابع (التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين) تبعا لأوزان معاملات الانحدار و درجة الارتباط ؟

9. ما هي الأوزان النسبية لأولوية ترتيب محاور مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد لأفراد
عينة البحث ؟

أهداف البحث :

يهدف البحث الحالي إلي الکشف عن العلاقة بين التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين من خلال التعرف علي :

1. دلالة الفروق بين التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

2. دلالة الفروق بين التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

3. دلالة الفروق بين التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

4. دلالة الفروق بين التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

5. دلالة الفروق بين التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث و بين المتغيرات البحثية ( الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق,العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

6.    العلاقة الارتباطيه بين محاور التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث.

7. دلالة الفروق في نسبة مشارکة المتغيرات المستقلة (المستوي التعليمي,العمل السابق,السن,متوسط الدخل الشهري للأسرة) مع المتغير التابع (التخطيط الاستراتيجي للتقاعد ) تبعا لأوزان معاملات الانحدار و درجة الارتباط .

8. دلالة الفروق في نسبة مشارکة المتغيرات المستقلة ( متوسط الدخل الشهري للأسرة, العمل السابق, المستوي التعليمي, السن ) مع المتغير التابع (التوافق النفسى والاجتماعى للمسنين ) تبعا لأوزان معاملات الانحدار و درجة الارتباط .

9. الأوزان النسبية لأولوية ترتيب محاور مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد لأفراد
عينة البحث .

أهمية البحث :

تتمثل أهمية البحث فيما يلي :

1. يسهم البحث الحالي في رفع وعي المسنين بأهمية التخطيط الاستراتيجي لمرحلة التقاعد خاصة في العصر الحالي عصر التحديات و المشاکل التي تواجه المسنين في هذه المرحلة من اجل تحقيق قدر مناسب من التوافق النفسي و الاجتماعي لهم .

2. تکمن أهمية الدراسة الحالية بازدياد الاهتمام العالمي بظاهرة کبر السن و التي ترجع إلي توافر الإسهامات و الخبرات العلمية التي يمکن أن تحسن النظرة لمرحلة التقاعد التي يمرون بها .

3. يمکن أن تسهم نتائج البحث الحالي في وضع برامج إرشادية ، ودورات تدريبية من قبل المتخصصين بهدف توعي المسنين بأهمية التخطيط الاستراتيجي لمرحلة التقاعد الأمر الذي يساعدهم علي تحقيق التوافق النفسي و الاجتماعي ويجعلهم مستمتعين بالحياة في هذه المرحلة العمرية .

4. يعد هذا البحث إضافة جديدة في مجال التخصص ،حيث تفتقر المکتبة العربية إلي هذه النوعية من الدراسات و التي تسعي إلي تحقيق الربط بين التخطيط الاستراتيجي للتقاعد وتخصص إدارة مؤسسات الأسرة و الطفولة من اجل توظيف المعلومات الخاصة بمجال التخصص في تحسين و تطوير نظرة المسن لمرحلة التقاعد و توظيفها من اجل تحقيق التوافق النفسي
و الاجتماعي لديهم .

فروض البحث :

1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

3. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

4. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

5. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث و بين المتغيرات البحثية ( الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق,العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

6.   توجد علاقة ارتباطيه بين محاور التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث.

7. تختلف نسبة مشارکة المتغيرات المستقلة (المستوي التعليمي,العمل السابق,السن,متوسط الدخل الشهري للأسرة) مع المتغير التابع (التخطيط الاستراتيجي للتقاعد ) تبعا لأوزان معاملات الانحدار و درجة الارتباط .

8. تختلف نسبة مشارکة المتغيرات المستقلة (متوسط الدخل الشهري للأسرة, العمل السابق, المستوي التعليمي, السن )مع المتغير التابع (التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين) تبعا لأوزان معاملات الانحدار و درجة الارتباط .

9.   تختلف الأوزان النسبية لأولوية ترتيب محاور مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد لأفراد عينة البحث .

منهج البحث :

يتبع هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي و يقصد بالمنهج الوصفي الذي يقوم علي الدراسة العلمية للظواهر الموجودة في جماعة معينة ، وفي مکان معين ، وجمع الحقائق عن الظاهرة ، والبيانات والموضوعات المرتبطة بها و تحليلها و تفسيرها و استخلاص النتائج منها للوصول إلي تعميمات بشأنها و المقارنة بينها و بين الطرق المختلفة (ذوقان عبيدات و آخرون ، 2012) .

حدود البحث :

يتحدد البحث الحالي علي النحو التالي :

 أولا : عينة البحث :

1-عينة الدراسة الاستطلاعية : تم إجراء اختبار مبدئي  Pre-Testلأدوات البحث، بتوزيعها علي عينة استطلاعيـة اختيـرت بطريقة عشوائيـة (30) من المسنين من الأهل و الأقارب والمعارف والأصدقاء و اللاتي يقمن بمحافظة القاهرة و تمثل عينة الدراسة الاستطلاعية المجتمع الأصلي للدراسة ، بهدف معرفة مدي مناسبة عبارات مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد ، و مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي و قد استفادت الباحثة من الدراسة الاستطلاعية بتعديل صياغة بعض العبارات لتکون أکثر وضوحا و فهما للمسنين .

2-عينة الدراسة الأساسية : و تتمثل في عينة من المسنين و قوامها (196) مسن و مسنة ممن يقمن بحي عين شمس ومصر الجديدة و الزيتون و مدينة نصر , المهندسين بمحافظتي القاهرة و الجيزة و تم اختيارهن بطريقة عشوائية و من مستويات اجتماعية و اقتصادية مختلفة.

ثانيا : أدوات البحث :

اشتملت أدوات البحث علي ما يلي :

1-استمارة بيانات عامة للمسنين أفراد عينة البحث (من إعداد الباحثة)

2-مقياس مدي التخطيط الاستراتيجي للتقاعد (من إعداد الباحثة)

3-مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي (من إعداد الباحثة)

خطوات إجراء البحث :

قامت الباحثتين بالخطوات التالية لإجراء البحث :

1-أعداد الإطار النظري و المفاهيم و المصطلحات البحثية ، و استعراض أهم الدراسات و البحوث المرتبطة بموضوع البحث.

2-إعداد أدوات البحث (استمارة البيانات العامة – مقياس مدي التخطيط الاستراتيجي للتقاعد – مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي).

3-عرض أدوات البحث علي العينة الاستطلاعية لتقنين الاستبيان.

4-عرض أدوات البحث علي مجموعة من الأساتذة المتخصصين في إدارة مؤسسات الأسرة و الطفولة ,والخدمة الاجتماعية و علم النفس للحکم علي مدي صدق أدوات البحث و مدي مناسبة محتواها لعينة البحث.

5-حساب معامل الثبات لأدوات البحث ، و إعدادها للتطبيق.

6-تطبيق أدوات البحث علي عينة الدراسة الأساسية.

7-تفريغ البيانات في جداول إحصائية باستخدام الحاسب الآلي.

8-إجراء التحليلات الإحصائية المناسبة لاستخلاص النتائج.

9-مناقشة و تفسير النتائج في ضوء فروض البحث و الدراسات السابقة.

10-استخلاص التوصيات و المقترحات.

وصف أدوات البحث :

اشتملت أدوات البحث الحالية علي ثلاثة أدوات هي :

أولا : استمارة البيانات العامة لعينة البحث (إعداد الباحثة) :

 تم إعداد استمارة البيانات العامة بهدف الحصول علي بعض المعلومات عن خصائص المسن الديموجرافية (المتغيرات البحثية)، وبيانات عامة عن الأنشطة التي يمارسوها ، و قد اشتملت هذه الاستمارة علي بندين قسما کالتالي :

1-             المتغيرات البحثية (الخصائص الديموجرافية لأسرة المسن) :

و تشمل عمر المسن أو المسنة و قد تم تقسمها إلي 4 فئات ، العمل السابق و قد تم تقسيمها إلي 3 فئات , العمل الحالي و قد تم تقسيمها إلي 2 فئات , المستوي التعليمي للمسن أو المسن واشتمل علي أربعة مستويات ، کذلک متوسط الدخل الشهري للأسرة بما فيهم الدخول الإضافية و مشارکة الزوجة و تم تقسيمه إلي 7 فئات.

2-            بيانات عامة عن المسن /المسنة :

و تشمل الحالة الاجتماعية للمسن أو المسنة و قد تم تقسمها إلي 4 فقرات ، الإقامة الحالية و قد تم تقسمها إلي 4 فقرات ، الحالة الصحية و قد تم تقسمها إلي 3 مستويات ، الأنشطة التي يمارسها المسن أو المسنة و قد تم تقسمها إلي 10 فقرات .

ثانيا: مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد : ( من إعداد الباحثة )

اعد هذا المقياس وفقا للمفاهيم و المصطلحات البحثية، وفي إطار التعريف الإجرائي للتخطيط الاستراتيجي للتقاعد ، واشتمل هذا المقياس علي 60 عبارة مقسم إلي 4 محاور هي:

1-           التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي:

اشتمل هذا المحور علي (15) عبارة تقيس مدي وعي المسن أو المسنة بأهمية التخطيط للدخل المالي استعدادا لمرحلة التقاعد من خلال وعيه بطبيعة هذه المرحلة ,متطلباتها , و احتياجاتها و خصائصها , وضعه المالي بعد التقاعد والتي توجه سلوکه نحو التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي .

2-           التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي :

اشتمل هذا المحور علي (15) عبارة تقيس مدي وعي المسن أو المسنة بالتغيرات الجسمية و الصحية التي تحدث بعد التقاعد و انعکاس تلک المتغيرات علي مستوي کفاءة الشخص الجسمية و العقلية , و الذي يوجه سلوکه نحو التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي من خلال ممارسة الرياضة و المتابعة المستمرة للصحة و عمل التحليلات و الفحوصات الطبية من أن لأخر, وإتباع الأنظمة و العادات الغذائية السليمة , و غيرها من السلوکيات الايجابية للصحة .

3-           التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي :

اشتمل هذا المحور علي (15) عبارة تقيس مدي وعي المسن أو المسنة بالتغيرات التي سوف تحدث في شبکة العلاقات الاجتماعية کما و کيفا و تغير مکانته الاجتماعية بعد التقاعد , و الذي يوجه سلوکه نحو التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي من خلال الحرص علي التواصل مع الأقارب و الأهل , تکوين صداقات , و توسيع شبکة العلاقات الاجتماعية , المساهمة في الأعمال الخيرية و التطوعية , و غيرها من السلوکيات الايجابية للجانب الاجتماعي .

4-           التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ :

اشتمل هذا المحور علي (15) عبارة تقيس مدي وعي للمسن أو المسنة بکيفية استغلال وقت الفراغ بعد التقاعد , و کذلک وعيه بأنواع الأنشطة و الهوايات التي سوف يزاولها للقضاء علي الشعور بالملل الناتج عن وقت الفراغ , و الذي يوجه سلوکه نحو التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ من خلال اخذ دورات تدريبية , البحث عن عمل لمزاولته بعد التقاعد , التنزه و الرحلات , الجلوس مع الأصدقاء , حضور الدروس الدينية , و حفظ القران الکريم , قضاء الوقت مع الأحفاد , و غيرها من السلوکيات الايجابية لوقت الفراغ .

و تحدد الاستجابة علي کل عبارة وفق ثلاث اختيارات هي (دائما – أحيانا – لا ) و عند تصحيح المقياس کان يستخدم المقياس المتصل من الدرجات (1,2,3) علي الترتيب للاستجابات علي العبارات الموجبة الصياغة , و تعطي الدرجات (3,2,1) علي الترتيب للاستجابات علي العبارات
السالبة الصياغة .

ثالثا : مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي للمسن ( من إعداد الباحثة ) :

       اعد هذا المقياس وفقا للمفاهيم و المصطلحات البحثية و في إطار التعريف الإجرائي للتوافق النفسي والاجتماعي للمسن أو المسنة . و اشتمل مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي علي (45 ) خمسة وأربعون عبارة , ويختبر المقياس مستوي التوافق النفسي و الاجتماعي للمسن أو المسنة من خلال شعوره بالرضا و تقبل الذات , وشعوره بالرضا الاجتماعي و تقبل الجماعة التي يعيش بداخلها و سعادته مع الآخرين و مدي تقبله للتغير الاجتماعي و التفاعل الاجتماعي السليم و العمل لخير الجماعة من خلال مدي إشباع حاجاته النفسية , و استماعه بحياة تقل فيها التوترات و الصراعات النفسية و استمتاعه بعلاقات اجتماعية صحيحة و مشارکته في الأنشطة الاجتماعية و تقبله لعادات و تقاليد و قيم مجتمعه . و تحدد الاستجابة علي کل عبارة وفق ثلاث اختيارات هي (دائما – أحيانا – لا ) و عند تصحيح المقياس کان يستخدم المقياس المتصل من الدرجات (1,2,3) علي الترتيب للاستجابات علي العبارات الموجبة الصياغة , و تعطي الدرجات (3,2,1) علي الترتيب للاستجابات علي العبارات السالبة الصياغة .

صدق المحکمين : وقد استخدمت الباحثتان الطرق الآتية :

1-      صدق المحتوي (الصدق الظاهري): Validity Content

بهدف الحکم علي مدي تمثيل المقياسين للمجال الذي يقيسهما ، ولتحقيق ذلک تم عرض المقياسين علي مجموعة من أساتذة قسم إدارة مؤسسات الأسرة و الطفولة – بکلية الاقتصاد المنزلي – جامعة حلوان , کلية الخدمة الاجتماعية – جامعة حلوان. وقد أرفق مع المقياسين تعريف التخطيط الاستراتيجي للتقاعد ، التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين وکان المطلوب من کل عضو من الأساتذة المحکمين وضع علامة (صح) أمام العبارات المناسبـة ، وعلامة (خطأ) أمام العبارات غير المناسبة و التأکد من صحة تقدير الأوزان النسبية لکل استجابة مع إبداء أرائهم و ملاحظاتهم في صياغة العبارات للمقياس.

وقد ابدي السادة المحکمين موافقتهم علي المقياسين بنسبة 95% و97% علي التوالي مع إبداء بعض الملاحظات في صياغة بعض العبارات وقد تم تعديل المقياسين وفقا لما أبداه السادة المحکمين بخصوص الصياغة ببعض العبارات .

2-     صدق الاتساق الداخلي Validity internal consistency :

 وذلک عن طريق إيجاد معاملات الارتباط باستخدام معامل بيرسون :

أ‌-            مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد :

و قد تم حساب معامل الارتباط بين الدرجة الکلية لکل محور و الدرجة الکلية للمقياس وجدول (1) يوضح ذلک .

جدول (1) معامل الارتباط بين الدرجة الکلية لکل محور من محاور المقياس و الدرجة الکلية للمقياس

يتضح من جدول (1) أن معاملات ارتباط محاور مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و الدرجة الکلية للمقياس دالة عند مستوي دلالة (0,01)مما يدل علي تجانس کل محاور المقياس و الدرجة الکلية له .

ب‌-          مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين :

تم حساب معامل الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات المقياس و الدرجة الکلية للمقياس , وکانت جميعها دالة عند مستوي دلالة (0,01) , (0,05)کما هو موضح بجدول (2) .

جدول (2) معامل الارتباط بين الدرجة الکلية لکل محور من محاور المقياس و الدرجة الکلية للمقياس

يتضح من جدول (1) أن جميع معاملات الارتباط بين کل عبارة من عبارات المقياس و الدرجة الکلية للمقياس دالة عند مستوي دلالة (0,01),(0,05) مما يدل علي تجانس عبارات المقياس .

ب -ثبات المقاييس:

تم تحديد معامل الثبات بأربعة طرق هي :ـ

1- الفاکرونباخ Alpha Gronbachلتحديد قيمة الاتساق الداخلي .

2- التجزئة النصفية

3- معادلة التصحيح (سبيرمان براون) Spearman Brown

4- جيوتمان Guttman

5- و يوضح جدول (3) معاملات الثبات لمقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد .

6- جدول (4) معاملات الثبات لمقياس التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين .

جدول(3) معاملات الثبات لمقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد

يتضح من جدول (3) أن قيمة معاملات الثبات لمحاور مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد کانت مرتفعة مما يسمح باستخدام هذا المقياس في البحث .

جدول(4) معاملات الثبات لمقياس التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين

يتضح من جدول (4) أن معاملات الثبات لمقياس لمقياس التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين کانت مرتفعة مما يسمح باستخدام هذا المقياس في البحث .

التطبيق الميداني :

تم تطبيق أدوات البحث علي عينة الدراسة الأساسية في الفترة من 24/3/2013 إلي 25/4/2013م  مع مراعاة الضوابط و الإجراءات ووفقا للتعليمات و ضمان السرية التامة للبيانات , و أنها لا تستخدم إلا لأغراض البحث العلمي فقط حتى تکون هناک مصداقية في الإجابات .

المعالجة الإحصائية :

تم استخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (S.P.SS) بالحاسب الآلي وقد استخدمت المعالجات الإحصائية للتحقق من صحة الفروض و الکشف عن العلاقة بين متغيرات الدراسة وقد تمت المعالجات الإحصائية التالية :

1-حساب معامل الصدق إحصائياً باستخدام معامل الارتباط للاتساق الداخلي.

2-حساب الثبات لأدوات البحث باستخدام (ألفا کرونباخ – التجزئة النصفية – سبيرمان- جيوتمان).

3-حساب المتوسط والانحراف المعياري ، الوزن النسبي .

4-حساب النسب المئوية و التوزيعات التکرارية لوصف عينة البحث.

5-تحليل التباين باستخدام اختبار (ف) ( F.Test) الأحادي لمعرفة دلالة الفروق بين متوسطات الدرجات لأفراد عينة الدراسة في کل من مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و محاوره , و مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين .      

6-بيان اتجاه دلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و محاوره , و مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين بتطبيق أدق فرق معنوي L.S.D  .

6-اختبار(ت) (T.Test ) للوقوف علي دلالة الفروق بين متوسطات قيم التخطيط الاستراتيجي للتقاعد لأفراد العينة تبعا لمتغيرات الدراسة , دلالة الفروق بين متوسطات قيم التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد العينة تبعا لمتغيرات الدراسة .

7-تم حساب قيم معاملات الارتباط بين مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد بمحاوره و مقياس قيم التوافق النفسي و الاجتماعي باستخدام مصفوفة معاملات الارتباط . 

المفاهيم و المصطلحات البحثية :

التخطيط : Planning

عرف (عبد الغني النوري,2002) التخطيط "بأنه عملية مقصودة تهدف إلي استخدام طرق البحث العلمي في تحقيق الأهداف التي سبق تحديدها في ضوء احتياجات المستقبل
و إمکانات الحاضر".

و عرفه (محمد فهمي، 2000)"التخطيط هو مجموعة العمليات الذهنية التمهيدية القائمة على إتباع المنهج العلمي والبحث الاجتماعي وأدواته التي تستهدف تحقيق أهداف معينة محددة وموضوعة بقصد رفع المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو هذه المستويات جميعا بما يحقق سعادة الفرد ونمو المجتمع".

و يعرف التخطيط إجرائيا "بأنه مجموعة العمليات الذهنية التي يستخدمها المسن لتحقيق الأهداف المستقبلية من خلال إتباعه للمنهجية العلمية و التي تشمل استغلال الموارد و الإمکانيات المتاحة في تحقيق هذه الأهداف بما يحقق سعادته " .  

الإستراتيجية : Strategy

عرفها (احمد حجي , 2002) "بأنها مجموعة الأفکار و المبادئ التي تتناول ميدانا من ميادين النشاط الإنساني بصورة شاملة متکاملة أو تکون ذات دلالة علي وسائل العمل و متطلباته و اتجاهات مساراته بقصد أحداث تغيرات فيه وصولا إلي أهداف محددة " .

و تعرف الإستراتيجية إجرائيا " بأنها مجموعة الأفکار و المبادئ التي يوظفها المسن من خلال إتباعه للمنهجية العلمية من اجل تحقيق الأهداف المستقبلية في ضوء إمکانيات حاضره المتاحة "

التخطيط الاستراتيجي : Strategic Planning

عرفه (احمد مصطفي,2005) "بأنه فن التعامل مع المستقبل ,و هو الوظيفة المبکرة عند نقطة البداية في أي عملية إدارية ,وتتضمن مسحا لبيئة المنظمة الداخلية و الخارجية , ثم تحديدا للأهداف الرئيسية ,و تقييمها ,واختيار المناسب منها ,و تصميم الاستراتيجيات التي تتبع ,من خلال برامج و جداول زمنية , توظف علي مداها موارد معينة لبلوغ هذه الأهداف التي تعد بمثابة معايير يقاس عليها الأداء الفعلي , کما انه عملية مستمرة لتصميم , و تطوير خطط تشمل
وظائف المنظمة".

و عرفه (جون برايسون ,2003) "بأنه عبارة عن شکل من أشکال التخطيط ,مصمم لمساعدة المؤسسات علي الاستجابة بشکل فعال للظروف المتغيرة و تنفيذها بطريقة إستراتيجية ,فهو عبارة عن جهد منظم من اجل صياغة قرارات جوهرية , و القيام بتصرفات أساسية تشکل دليلا و تصنع إطارا لما ينبغي أن تکون عليه المؤسسة , و ما تفعله و لماذا تفعله ؟ و للحصول علي أفضل النتائج , فان التخطيط الاستراتيجي يتطلب القيام بعملية کبيرة و فعالة لجمع المعلومات و لوضع البدائل الإستراتيجية , و الترکيز علي اثر القرارات الحالية علي المستقبل".

و يعرف التخطيط الاستراتيجي إجرائيا " بأنه ذلک الشکل من التخطيط الذي يتضمن حصر للإمکانيات المتاحة وتقييم البدائل من اجل توظيفها لأخذ القرارات المناسبة والقابلة للتنفيذ من خلال جداول زمنية تساعد علي تحقيق الأهداف المستقبلية الطويلة الأجل  " .

المتقاعد : Retired

عرف (عبد اللطيف خليفة ,1997) المتقاعد "بأنه کل من ترک وظيفته , سواء کان إجباريا بسبب بلوغه سن التقاعد أو اختياريا بسبب ظروفه الصحية " .

و يعرف المتقاعد إجرائيا"بأنه ذلک الفرد الذي ترک وظيفته إجباريا لبلوغه سن التقاعد".

التخطيط الاستراتيجي للتقاعد : Strategic Planning for retirement

يعرف التخطيط الاستراتيجي للتقاعد إجرائيا "بأنه تلک العملية العقلية التي يدرک فيها المتقاعد بأهمية الحاجة إلي التخطيط الاستراتيجي لمرحلة التقاعد و التي تتضمن الوعي بطبيعة هذه المرحلة , وخصائصها, و احتياجاتها , و متطلباتها ,و العمل علي وضع تصور محدد و هادف يحقق الأهداف المرجوة من تحقيق التوافق النفسي و الاجتماعي عند بلوغ مرحلة التقاعد " .

و تحدد الباحثة التخطيط الاستراتيجي للتقاعد في المحاور الآتية :

التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي : Strategic Planning for financial income

عرفه (حسين عمر,1992) "بأنه التخطيط طويل المدي للدخل المالي المبني علي قرارات تتميز بالثبات لاستخدام الدخل المالي من اجل تحقيق أهداف نهائية طويلة المدي قد تمتد عدة سنوات " .

يعرف التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي إجرائيا "بأنه إدراک المتقاعد للمتطلبات المالية لمرحلة التقاعد والتي تتسم بقلة الدخل المالي من خلال وضعه لتصور طويل المدي عن کيفية زيادة دخله المالي باستخدام الطرق و الممارسات و الأنشطة التي تکفل زيادة الدخل المالي لادخاره لمواجهة المتطلبات الحالية و متطلبات مرحلة التقاعد " .

التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي : Strategic planning for the health

يعرف التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي إجرائيا "بأنه إدراک المتقاعد للمتطلبات الصحية لمرحلة التقاعد والتي تتسم بتغيرات صحية تنعکس أثارها علي مستوي کفاءة الشخص الجسمية و العقلية و الذي يوجه سلوکه نحو وضع تصور طويل المدي للجانب الصحي من خلال ممارسة الرياضة و المتابعة المستمرة للصحة و عمل التحليلات و الفحوصات الطبية من أن لأخر, وإتباع الأنظمة و العادات الغذائية السليمة , و غيرها من السلوکيات الايجابية للصحة" .

التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي : Strategic planning for the social side

يعرف التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي إجرائيا "بأنه إدراک المتقاعد للمتطلبات الاجتماعية لمرحلة التقاعد والتي تتسم بالتغيرات التي سوف تحدث في شبکة العلاقات الاجتماعية کما و کيفا و تغير مکانته الاجتماعية بعد التقاعد , و الذي يوجه سلوکه نحو التخطيط طويل المدي للجانب الاجتماعي من خلال الحرص علي التواصل مع الأقارب و الأهل , تکوين صداقات , و توسيع شبکة العلاقات الاجتماعية , المساهمة في الأعمال الخيرية و التطوعية , و غيرها من السلوکيات الايجابية للجانب الاجتماعي" .

التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ : Strategic planning for leisure time

يعرف التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ إجرائيا "بأنه وضع المتقاعد لتصور طويل المدي موضحا فيه کيفية استغلال وقت الفراغ بعد التقاعد, و الذي يتضمن ممارسة لأنواع مختلفة من الأنشطة و الهوايات التي سوف يزاولها للقضاء علي الشعور بالملل الناتج عن وقت الفراغ, و غيرها من السلوکيات الايجابية لوقت الفراغ  في مرحلة التقاعد .

التوافق : Compatibility

عرف ( نوال عطية ,2001) التوافق "بأنه بناء متماسک موحد سليم لشخصية الفرد , و تقبله لذاته , و تقبل الأفراد الآخرين له , و شعوره بالرضا و الارتياح النفسي و الاجتماعي , إذ يهدف الفرد إلي تعديل سلوکه نحو مثيرات البيئة , و تکوين ارتباطات و علاقات توافق بينه و بين تلک المثيرات البيئية و الاجتماعية المتنوعة " .

يعرف التوافق إجرائيا " بأنه تصور المسن لطبيعة مرحلته التي يمر بها و التي تدفعه لإحداث بعض التغيرات السلوکية بما يحقق التوازن مع نفسه و البيئة المحيطة به والذي يحقق بناء متماسکا لشخصيته و تقبله لذاته , و تقبل الأفراد الآخرين له , مما يجعله يشعر بالرضا و الارتياح النفسي و الاجتماعي " .

التوافق النفسي : Psychological adjustment

عرفت (سهير الشافعي , 2011) التوافق النفسي "بأنه قدرة الفرد علي حل صراعاته و توتراته الداخلية حلا ملائما حتى تحدث حالة من التوازن بين الوظائف الشخصية المختلفة , و تتضمن القدرة علي ضبط النفس و الايجابية ,وإشباع حاجات الفرد بما لا يتعارض مع قيم المجتمع فيشعر الفرد بالأمان و السعادة و الثقة بالنفس " .

و عرف (عزت مبروک ,1994) التوافق النفسي "بأنه تلک التغيرات التکيفية التي تحدث في سلوک الفرد کاستجابة للمواقف الجديدة , و تعني بذلک علي وجه الخصوص المظاهر الذاتية للتوافق الخاصة بالفرد کدرجة رضا الفرد و ثقته بنفسه و الشعور بالأمن و القيمة الذاتية
و إشباع الحاجات " .

و عرفه (مصطفي مصطفي ,1995) " بأنه الرضا من الناحية الانفعالية عن الذات بمعني تقبل الفرد لذاته و لحياته بعيد عن أحاسيس المرارة و الندم , و هذا الرضا علي المستوي الانفعالي يستحيل ان يکون بغير نضج الأنا , يتبدي في سيطرته علي ذاتها بينما يتبدي في المجال الاجتماعي في استقلالية تبعد بالفرد عن التبعية , و تجعله قادرا ليس فقط علي المشارکة في مظاهر الحياة الاجتماعية المختلفة بل و أيضا علي إقامة علاقات اجتماعية ناجحة " .

 يعرف التوافق النفسي إجرائيا " بأنه قدرة المسن علي التکيف مع الظروف المتغيرة و التي تتسم بها هذه المرحلة التي يمرون بها و تجعله قادرا ليس فقط علي المشارکة في مظاهر الحياة الاجتماعية المختلفة بل و أيضا علي إقامة علاقات اجتماعية ناجحة تجعله يشعر بالرضا الذاتي و الثقة بالنفس و الشعور بالأمن " .

التوافق الاجتماعي : Social consensus

يعرف (حامد زهران ,1995) "يعني السعادة عن النفس و الرضا عنها و إشباع الدوافع الفطرية الأولية (الداخلية ) و الدوافع الثانوية المکتسبة (الخارجية ) ,و بالتالي يعبر عن سلام داخلي کما يتضمن التوافق مطالب النمو في مختلف المراحل المتتابعة " .

و عرف (حسين المجالي ,2011) التوافق الاجتماعي "بأنه مجموعة الاستجابات التي تشير إلي شعور الفرد بالأمن الاجتماعي و شعوره بأنه متقبل من الآخرين ,وانه يتمتع بعلاقات أسرية و اجتماعية حسنة , و انه لديه ميل و رغبة في تکوين صداقات متعددة , و لديه القدرة علي التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة بکفاية , بالإضافة الي مراعاته للقيم و الأنظمة الاجتماعية السائدة " .

يعرف التوافق الاجتماعي إجرائيا " بأنه مجموعة الاستجابات التي تعکس شعور المسن بالأمن الاجتماعي من خلال تمتعه بعلاقات أسرية متوافقة و اجتماعية من خلال رغبته في تکوين صداقات متعددة تجعله يشعر بالرضا و التوافق الاجتماعي " .

التوافق النفسي و الاجتماعي : Psychological and social compatibility

عرف (السيد خيرالله ,1981) التوافق النفسي و الاجتماعي "بأنه قدرة الفرد في التوفيق بين رغباته و حاجاته من جهة و متطلبات المجتمع من جهة أخري , تبدو مظاهرها في شعور الفرد بالأمن الشخصي و الاجتماعي و إحساسه بقيمته و شعوره بالانتماء و التحرر و الصحة العقلية و الخلو من الميول المعتادة للمجتمع " .

يعرف التوافق النفسي و الاجتماعي إجرائيا " بأنه قدرة المسن في التوفيق بين رغباته و حاجاته الحالية و المستقبلية و التي تنعکس علي شعوره بالأمن النفسي و الاجتماعي في هذه
المرحلة العمرية " .

المسن :Elderly

يعرف (إياد الشوارب ,2012) المسن " بأنه الفرد الذي تجاوز سن الستين من العمر " .

نتائج الدراسة الميدانية :

أولا : النتائج الوصفية لعينة البحث :

فيما يلي وصف عينة البحث الأساسية و التي اشتملت علي (196) مسن و مسنة بعد استبعاد (4) أربعة استمارات لعدم استکمال بياناتهم ، تم اختيار العينة عشوائيا من المسنين و المسنات الذين و اللاتي يقيموا و يقيمن بمحافظة القاهرة و الجيزة ومن مستويات اجتماعية و اقتصادية مختلفة . وفيما يلي استعراض لجداول النتائج الوصفية لعينة البحث :

1-المتغيرات البحثية (الخصائص الديموجرافية ) :

جدول (5) توزيع عينة البحث تبعا للمتغيرات البحثية  ( ن = 196 )

ثانيا : بيانات عامة عن المسن/المسنة :ـ

ثالثا : النتائج في ضوء الفروض :

الفرض الأول : توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

وللتحقق من صحة الفرض تم حساب دلالة الفروق باستخدام اختبار T. Test للمتغيرات ثنائية الأبعاد ، اختبار F. test  لتحليل التباين للمتغيرات ثلاثية الأبعاد .

جدول (6) تحليل التباين في التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (6) وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) وعند مستوي دلالة (0,01) لجميع المتغيرات .

و لتحديد اتجاه دلالة الفروق تم تطبيق اختبار أقل فرق معنوي L.S.D و الموضح
بجدول (7) . 

جدول (7) دلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (7) دلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي لأفراد عينة البحث الأساسية تبعا لاختلاف متغير السن  و عند مستوي دلالة (0,01)لصالح فئة السن (من 60 سنة إلي اقل من 65 سنة )و تفسر الباحثة ذلک بأنه کلما کان المسن أو المسنة اصغر سنا کلما کان أکثر إدراکا ووعيا بطبيعة و احتياجات و متطلبات مرحلة التقاعد والتي تتسم بقلة الدخل المالي عما کان قبل التقاعد  الأمر الذي يدفعه إلي الوعي بأهمية التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي في المراحل التي تسبق مرحلة التقاعد يکون هدفه استغلال موارده في زيادة دخله وادخار جزء منه استعدادا لمرحلة التقاعد ة خاصة و انه في هذا السن تکون لديه القدرة علي مزاولة الأنشطة و ممارسة الحياة بصورة طبيعية عما کان قبل التقاعد لأنه في بدايات مرحلة التقاعد التي تکون فيها نظرته متفائلة للحياة المقبلة من خلال التفکير في استغلال قدراته في استثمار دخله المالي من خلال التخطيط له, وهذا يتفق مع دراسة(أسماء إبراهيم , 2009) في أن الأصغر سنا لديهم تخطيط حيث سيستمرون في ممارسة حياتهم فيخططون للتکيف للدخل المالي مع التقاعد .و فيما يتعلق بتأثير المستوي التعليمي علي  التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي فتوضح النتائج وجود فروق في التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي بين أفراد عينة البحث الأساسية لصالح المستوي التعليمي المرتفع و عند مستوي دلالة (0,01), و تفسر الباحثة هذا بان المستوي التعليمي المرتفع له تأثير ايجابي في زيادة وعي المسن أو المسنة بأهمية التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي في مرحلة ما قبل التقاعد الذي يهدف إلي زيادة الاستثمار للدخل المالي المتاح  وادخار جزء منه لهذه المرحلة حتى يتسنى له تلبية احتياجاته المالية في هذه المرحلة , و هذا يتفق مع دراسة (إبراهيم العبيدي ,1988) , (Mckenna&Nichols,1988) ,(فاتن لطفي,1995) ,(إيمان احمد,1997) و التي أظهرت أن التخطيط للدخل المالي للتقاعد بصفة خاصة و التخطيط المالي للأسرة بصفة عامة يتأثر بالمتغيرات الشخصية , و السيکولوجية , و العائلية , و الاقتصادية .وبالنسبة لتأثير متغير العمل السابق فتشير النتائج إلي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد عينة البحث الأساسية في التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي تبعا للعمل السابق و عند مستوي دلالة (0,01)لصالح الأعمال الحرة يليها العمل الخاص , و أخيرا العمل الحکومي , و تفسر الباحثة ذلک بأن الأعمال الحرة , و العمل الخاص  يزيد مستوي الدخل المالي فيهما مقارنة بالعمل الحکومي الأمر الذي يجعل المسن في استطاعته التخطيط للدخل المالي في المراحل التي تسبق مرحلة التقاعد حتى تتوفر لديه الاستطاعة لسد احتياجاته في مرحلة التقاعد في حين أن المسن الذي يعمل عمل حکومي قد يکون دخله يکفي  بسد احتياجاته فقط أو لا يکفي لسد احتياجاته في المراحل التي تسبق مرحلة التقاعد مما يجعله لا يقبل علي التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي لعدم وجود فائض في الدخل , کما أن معظم الأفراد الذين يعملون العمل الحکومي لديهم قناعة داخلية بأنهم يتکيفوا مع دخلهم الجديد بعد التقاعد رغم علمهم بانخفاضه و هذا يتفق مع دراستي(إبراهيم العبيدي ,1988) اللتين أشارتا إلي أن مهنة عائل الأسرة تؤثر علي التخطيط المالي للتقاعد .

وبالنسبة لتأثير لمتغير الحالة الاجتماعية فتوضح النتائج إلي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد عينة البحث الأساسية في التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي تبعا للحالة الاجتماعية و عند  مستوي دلالة (0,01) لصالح المتزوج و قد يرجع ذلک إلي أن الزواج يفرض التزامات و مسئوليات مختلفة و عديدة تدفع الفرد إلي اللجوء إلي التخطيط للدخل المالي لتحقيق الموازنة بين الحاجات و المتطلبات المتعددة لأفراد الأسرة الحالية و المستقبلية و بين الدخل المحدود حتى يتمکن القائم بالتخطيط من تحقيق التوازن للحياة الحالية مع عمل حساب للحياة المستقبلية.

وبالنسبة إلي تأثير الدخل الشهري للأسرة فتوضح النتائج إلي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد عينة البحث الأساسية في التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي تبعا لمتغير الدخل الشهري للأسرة و عند  مستوي دلالة (0,01) لصالح الدخل المرتفع , وهذا يتفق مع دراسة (مايسة الحبشي ,2011) في وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مدي التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي تبعا لمتغير دخل الأسرة عند مستوي دلالة (0,05) کما اتفقت أيضا مع دراسات کلا من (فاتن لطفي ,1995) , (إيمان احمد ,1997) , (مني موسي ,2005) و التي أظهرت التأثير الايجابي لدخل الأسرة علي تخطيط الدخل المالي لها .   

جدول (8) حساب قيمة (ت) لدلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي
للدخل المالي تبعا لاختلاف (الجنس – العمل الحالي )

يوضح جدول (8) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي دلالة (0.01) في التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي تبعا لاختلاف (الجنس – العمل الحالي ) لصالح الذکور بالنسبة لمتغير الجنس, و لصالح العاملين بالنسبة لمتغير العمل الحالي  ، فبالنسبة لمتغير الجنس فقد يرجع ذلک إلي أن مسئولية الإنفاق و الصرف تقع عادة علي عائل الأسرة (الرجل) فهم المسؤلون عن تدابير الشؤون المالية  للأسرة في الأول و الأخر وهذا يجعله يخطط للدخل المالي ليتمکن من تلبية المتطلبات المتعددة الحالية مع عمل حساب للاحتياجات المستقبلية , هذا يتفق مع دراسة (Lee,W,2003) التي أسفرت نتائجها أن الذکور أکثر انشغالا بالتخطيط المالي عن الإناث  .

الفرض الثاني :  توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

وللتحقق من صحة الفرض تم حساب دلالة الفروق باستخدام اختبار T. test للمتغيرات ثنائية الأبعاد، اختبار F. test  لتحليل التباين للمتغيرات ثلاثية الأبعاد.

جدول (9) تحليل التباين في التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (9) وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) وعند مستوي دلالة (0,01) لجميع المتغيرات .

و لتحديد اتجاه دلالة الفروق تم تطبيق اختبار أقل فرق معنوي L.S.D و الموضح
بجدول (10) .

جدول (10) دلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (10) دلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي لأفراد عينة البحث الأساسية تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية (السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) عند مستوي دلالة (0,01) ,وکانت الفروق لصالح فئة السن (من 60 سنة إلي اقل من 65 سنة ) بالنسبة لمتغير السن , ويرجع هذا إلي أن الأصغر سنا لديهم تخطيط للجانب الصحي حيث أنهم مازالوا لديهم المقدرة علي تحمل مسئولية أنفسهم للجانب الصحي و مستمرون في ممارسة حياتهم بصورة طبيعية کما کانوا قبل التقاعد فيخططون للتکيف للجانب الصحي مع التقاعد , و بالنسبة لمتغير المستوي التعليمي فکانت الفروق لصالح المستوي التعليمي المرتفع , وقد يرجع هذا إلي أن المستوي التعليمي المرتفع يزيد من الوعي و الإدراک لأهمية التخطيط للجانب الصحي استعدادا لمرحلة التقاعد نتيجة لزيادة تفهمه لطبيعة الجانب الصحي في هذه المرحلة العمرية والتي يصاحبها تدهور متدرج للصحة , و بالنسبة لمتغير العمل السابق فکانت الفروق لصالح الأعمال الحرة , و قد يرجع هذا إلي أن الأعمال الحرة تمکن من الاهتمام بالجانب الصحي من خلال التخطيط له نظرا لان الأفراد الذين يعملون بالأعمال الحرة يستمرون في العمل و العطاء دون الارتباط بسن التقاعد (سن الستين) بخلاف الأعمال الحکومية مما يدفعهم للاهتمام بالجانب الصحي من خلال التخطيط له حتى تتوافر لديهم القدرة الصحية التي تمکنهم من الاستمرار في العمل , و بالنسبة لمتغير الحالة الاجتماعية فکانت الفروق لصالح المتزوج , وهذا يتفق مع دراسة کلا من (إيناس إبراهيم ,2008) , (Hankey,1993)و التي أوضحا أن المسن المتزوج يتمتع بدرجة عالية من التکيف الصحي , و بالنسبة لمتغير الدخل الشهري للأسرة فکانت الفروق لصالح الدخل المرتفع  , وتفسر الباحثة ذلک إلي أن الدخل المرتفع يمکن من توفر الإمکانيات المادية التي تمکن المسن من التخطيط للجانب الصحي في المراحل التي تسبق مرحلة التقاعد بعمل الفحوصات و التحاليل الطبية للاعتناء بالصحة استعدادا لمرحلة التقاعد , وهذا يؤکد علي أن الدخل المرتفع له تأثير ايجابي علي التخطيط للجانب الصحي في التقاعد .

جدول (11) حساب قيمة (ت) لدلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي

تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (11) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي دلالة (0.01) في التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي تبعا لاختلاف العمل الحالي لصالح العاملين ,وتفسر الباحثة ذلک إلي أن العاملين في مرحلة التقاعد يزاولون حياتهم بصورة طبيعية کما کانت قبل بلوغ سن التقاعد (الستين سنة ) و هذا يجعلهم مستمرون في الاهتمام بالجانب الصحي الأمر الذي يدفعهم للتخطيط له استعداد لهذه المرحلة حتى يتمکنوا من الاستمرار في العمل بعد بلوغ سن التقاعد ، فبالنسبة لمتغير الجنس فکانت الفروق غير دالة إحصائيا , و تفسر الباحثة هذا إلي أن الاهتمام بالجانب الصحي من خلال التخطيط  له استعدادا لمرحلة التقاعد يمثل أهمية لکل من الذکور و الإناث علي السواء حيث أن التدهور الصحي لا يفرق بين ذکر أم أنثي في مرحلة التقاعد ولذا فان الإنسان بصفة عامة و المتقاعد بصفة خاصة يحرص علي التخطيط للجانب الصحي سواء کان رجل أم امرأة .

الفرض الثالث : توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

وللتحقق من صحة الفرض تم حساب دلالة الفروق باستخدام اختبار T. test للمتغيرات ثنائية الأبعاد، اختبار F. test  لتحليل التباين للمتغيرات ثلاثية الأبعاد.

جدول (12) تحليل التباين في التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي

تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (12) وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, الحالة الاجتماعية, متوسط الدخل الشهري للأسرة ) وعند مستوي دلالة (0,01) لجميع المتغيرات .

و لتحديد اتجاه دلالة الفروق تم تطبيق اختبار أقل فرق معنوي L.S.D و الموضح
بجدول (13) .

جدول (13) دلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (13) دلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي لأفراد عينة البحث الأساسية تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية (السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) عند مستوي دلالة (0,01) , (0,05),وکانت الفروق لصالح فئة السن (من 60 سنة إلي اقل من 65 سنة ) بالنسبة لمتغير السن , ويرجع هذا إلي أن الأصغر سنا لديهم تخطيط للجانب الاجتماعي حيث أنهم مازالوا لديهم المقدرة علي ممارسة العلاقات الاجتماعية حيث أنهم في بداية التقاعد والتي يستمر فيها التواصل مع الأصدقاء و زملاء العمل وتکون هناک رغبة و احتياج زائد للتخطيط للجانب الاجتماعي في المراحل التي تسبق التقاعد تجنبا للشعور بالعزلة الاجتماعية خاصة في مرحلة التقاعد وهذا يدفعهم لتوسيع شبکة العلاقات الاجتماعية مع الأهل و الأصدقاء استعدادا للتقاعد , هذا اتفق مع دراسة (أسماء إبراهيم ,2009) في أن الأصغر سنا لديهم تخطيط حيث سيستمرون في ممارسة حياتهم فيخططون للتکيف للجانب الاجتماعي مع التقاعد .

و بالنسبة لمتغير المستوي التعليمي فکانت الفروق لصالح المستوي التعليمي المرتفع , وقد يرجع هذا إلي أن المستوي التعليمي المرتفع يزيد من الوعي و الإدراک لأهمية التخطيط للجانب الاجتماعي استعدادا لمرحلة التقاعد نتيجة لزيادة تفهمه لطبيعة الجانب الاجتماعي في هذه المرحلة العمرية والتي يصاحبها قلة شبکة العلاقات الاجتماعية نتيجة لترک العمل والذي يصاحبه البعد عن زملاء و أصدقاء العمل , و بالنسبة لمتغير العمل السابق فکانت الفروق دالة عند مستوي دلالة (0,01) , (0,05) لصالح الأعمال الحرة , و قد يرجع هذا إلي أن الأعمال الحرة  لا تغير من الاستمرار في التخطيط للجانب الاجتماعي حتى بعد بلوغ سن التقاعد (الستين) لعدم تغير شبکة العلاقات الاجتماعية بعکس العاملين بالحکومة فبلغوهم لسن التقاعد يبعدهم عن العمل الذي بصحبه تغير في شبکة العلاقات الاجتماعية من زملاء و أصدقاء العمل,

و بالنسبة لمتغير الحالة الاجتماعية فکانت الفروق دالة عند مستوي دلالة (0,01) , (0,05) لصالح المتزوج , وقد يرجع ذلک إلي أن المتزوج تستمر حياته الاجتماعية بعد التقاعد کما کانت قبل التقاعد وبالتالي تکون لديه الرغبة و الحاجة أکثر للاستمرار في التخطيط للجانب الاجتماعي کما کان قبل التقاعد فالحياة مستقرة ولا يوجد فيها أي تغير سوا بلوغ التقاعد و حتى يتمتع بدرجة عالية من التکيف الاجتماعي في التقاعد  .

و بالنسبة لمتغير الدخل الشهري للأسرة فکانت الفروق دالة عند مستوي دلالة (0,01) ولصالح الدخل المرتفع  , وتفسر الباحثة ذلک إلي أن الدخل المرتفع ذات تأثير ايجابي علي التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي ,و هذا اتفق مع دراسات کلا من (فاتن لطفي ,1995) , (مني موسي ,2005) و التي أظهرت التأثير الايجابي لدخل الأسرة علي تخطيط للجانب الاجتماعي  .

جدول (14) حساب قيمة (ت) لدلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي

تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول(14) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي دلالة (0.01) في التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي تبعا لاختلاف الجنس و کانت الفروق لصالح الإناث , و قد يرجع ذلک إلي أن طبيعة الإناث طبيعة تتسم بالميل للاجتماعية فهي لديها القدرة علي تکوين شبکة علاقات اجتماعية مع الأهل و الأقارب و الزملاء و الأصدقاء و الاهتمام بالأحفاد لکونها أنثي سواء کانت کبيرة أم صغيرة في السن وهذا ما يدفعها إلي الاستمرار في التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي حتى بعد بلوغ سن التقاعد و الذي يمکنها من التکيف الاجتماعي في هذه المرحلة العمرية.

وبالنسبة للعمل الحالي فکانت الفروق لصالح غير العاملين ,وتفسر الباحثة ذلک إلي أن عدم العمل بعد بلوغ التقاعد يجعلهم في أمس الحاجة للتخطيط للجانب الاجتماعي بزيادة مساحة العلاقات الاجتماعية في تلک المرحلة  لاتساع وقت الفراغ وقلة شبکة العلاقات الاجتماعية لترک العمل مقارنة بالعاملين .

الفرض الرابع : توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

وللتحقق من صحة الفرض تم حساب دلالة الفروق باستخدام اختبار T. test للمتغيرات ثنائية الأبعاد، اختبار F. test  لتحليل التباين للمتغيرات ثلاثية الأبعاد.

جدول (15) تحليل التباين في التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (15) وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) وعند مستوي دلالة (0,01) لجميع المتغيرات .

و لتحديد اتجاه دلالة الفروق تم تطبيق اختبار أقل فرق معنوي L.S.D و الموضح
بجدول (16) . 

جدول (16) دلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (16) دلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ لأفراد عينة البحث الأساسية تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية (السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) عند مستوي دلالة (0,01),وکانت الفروق لصالح فئة السن (من 60 سنة إلي اقل من 65 سنة ) بالنسبة لمتغير السن , ويرجع هذا إلي أن الأصغر سنا لديهم تخطيط لوقت الفراغ حيث أنهم مازالوا لديهم المقدرة علي ممارسة الأنشطة و الهوايات المختلفة حيث أنهم في بداية التقاعد وتکون لديهم رغبة و احتياج زائد للتخطيط لوقت الفراغ في المراحل التي تسبق التقاعد تجنبا للشعور بالملل الناتج من زيادة مساحة وقت فراغ غير مستغل خاصة في مرحلة التقاعد وهذا يدفعهم للتخطيط لوقت الفراغ , وهذا يتفق مع دراسة (أسماء إبراهيم ,2009) في أن الأصغر سنا لديهم تخطيط للأنشطة و الهوايات حيث سيستمرون في ممارستها و خاصة المهارات اليدوية ,الثقافية,ويخططون لوقت الفراغ خاصة في مرحلة التقاعد حتى يستمتعوا بوقت الفراغ في ممارسة الأنشطة الدينية , و بالنسبة لمتغير المستوي التعليمي فکانت الفروق لصالح المستوي التعليمي المرتفع , وقد يرجع هذا إلي أن المستوي التعليمي المرتفع يزيد من الوعي و الإدراک لأهمية التخطيط لوقت الفراغ استعدادا لمرحلة التقاعد نتيجة لزيادة تفهمه لطبيعة وقت الفراغ في هذه المرحلة العمرية والتي يصاحبها زيادة في وقت الفراغ نتيجة لترک العمل, و بالنسبة لمتغير العمل السابق فکانت الفروق لصالح الأعمال الحرة , و قد يرجع هذا إلي أن الأعمال الحرة  تتسم بإمکانية الاستمرار في العمل حتى بعد بلوغ سن التقاعد مما يجعلهم مستمرين في التخطيط لوقت الفراغ کما کانوا قبل بلوغ سن التقاعد بعکس غيرهم من الذين يعملون في القطاع الحکومي,

و بالنسبة لمتغير الحالة الاجتماعية فکانت الفروق دالة عند مستوي دلالة (0,01) لصالح المتزوج , وقد يرجع ذلک إلي أن المتزوج لديه البيئة الأسرية الطبيعية و المستقرة التي تدفعه للحرص علي التخطيط لوقت الفراغ ليتمکن من القيام بالأعمال التي لم يستطيع القيام بها قبل التقاعد لانشغاله بالعمل و ضيق الوقت , وببلوغ سن التقاعد ينتهز هذه الفرصة في القيام بهذه الأعمال و المتمثلة في مشارکة الزوجة في بعض الأنشطة و الأعمال , الجلوس و التقرب من الأبناء و الأحفاد و الأهل و الأصدقاء و الأعمال الخيرية و المجاملات الاجتماعية  .

 , و بالنسبة لمتغير الدخل الشهري للأسرة فکانت الفروق دالة عند مستوي دلالة (0,01) ولصالح الدخل المرتفع  , وتفسر الباحثة ذلک إلي أن الدخل المرتفع ذات تأثير ايجابي علي التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ , وتفسر الباحثة ذلک إلي أن الدخل المرتفع يمکن من توفير الإمکانيات المادية اللازمة للأنشطة و الهوايات التي يمکن للمسن أن يمارسها للقضاء علي وقت الفراغ في مرحلة التقاعد مثل السفر و الرحلات و العمرة و الحج , و غيرها بما يحقق السعادة و المتعة بمرحلة التقاعد , وهذا يتفق مع دراسة ( Turner,M,Scott,j&Baily,W,1990) في أن هناک علاقة ايجابية بين الاتجاه نحو التقاعد و بين مستوي الحالة الاقتصادية لصالح المستوي الاقتصادي المرتفع .

جدول (17) حساب قيمة (ت) لدلالة الفروق في التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ

تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (17) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي دلالة (0.01) في التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ تبعا لاختلاف الجنس و کانت الفروق لصالح الإناث , و قد يرجع ذلک إلي أن الإناث تتسم بقدرة علي التخطيط لوقت الفراغ بجميع المراحل العمرية فهي التي تکون مسئولة عن الرحلات و السفر و التخطيط للمصيف لأسرتها و غيرها مما يجعلها قادرة علي تخطيط وقت الفراغ عند بلوغ سن التقاعد بخلاف الرجل الذي يکون مشغول طول حياته بالعمل , هذا يتفق مع دراسة (Paulason,S.F,1997) في أن الإناث أکثر احتمالا لوضع الخطط للتقاعد قبل التقاعد
عن الذکور.

العمل الحالي لصالح العاملين ,وتفسر الباحثة ذلک إلي أن العمل بعد بلوغ التقاعد ذات تأثير ايجابي علي التخطيط لوقت الفراغ حيث أن العاملين في مرحلة التقاعد يمارسون حياتهم بصورة طبيعية کما کانت قبل بلوغ سن (الستين سنة ) لاستمرارهم في العمل و الذي لا يؤثر علي وقت الفراغ لديهم مقارنة بالذين لم يعملوا ببلوغهم سن التقاعد .

الفرض الخامس : توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث و بين المتغيرات البحثية ( الجنس,السن,المستوي التعليمي,العمل السابق,العمل الحالي,الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) .

وللتحقق من صحة الفرض تم حساب دلالة الفروق باستخدام اختبار T. test للمتغيرات ثنائية الأبعاد، اختبار F. test  لتحليل التباين للمتغيرات ثلاثية الأبعاد.

جدول (18) تحليل التباين في التوافق النفسي و الاجتماعي تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (18) وجود فروق ذات دلالة إحصائية في التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث وبين المتغيرات البحثية (السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) وعند مستوي دلالة (0,01) لجميع المتغيرات .

و لتحديد اتجاه دلالة الفروق تم تطبيق اختبار أقل فرق معنوي L.S.D و الموضح
بجدول (19) .  

جدول (19) دلالة الفروق في التوافق النفسي و الاجتماعي تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية 

يوضح جدول (19) دلالة الفروق في التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث الأساسية تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية (السن,المستوي التعليمي,العمل السابق, الحالة الاجتماعية,متوسط الدخل الشهري للأسرة ) عند مستوي دلالة (0,01), (0,05),وکانت الفروق لصالح فئة السن (من 60 سنة إلي اقل من 65 سنة) بالنسبة لمتغير السن , و يرجع هذا إلي أن المسنين في بداية مرحلة التقاعد بتکون لديهم قدرة علي التکيف مع الظروف المتغيرة في هذه المرحلة العمرية الجديدة مما يجعلهم أکثر توافقا نفسيا و اجتماعيا مقارنة ممن هم اکبر سنا , وهذا يتفق مع دراسة کلا من (إياد الشوارب,2012) , (نحوي اليجغوفي ,2004) اللتان أظهرا أن المسنين في سن (اقل من 65 سنة ) يکونوا أکثر توافقا اجتماعيا و انفعاليا ممن هم اکبر سنا .

و بالنسبة لمتغير المستوي التعليمي فکانت الفروق لصالح المستوي التعليمي المرتفع , ويرجع ذلک إلي أن المستوي التعليمي المرتفع ذات تأثير ايجابي علي التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين حيث يکون قادرا علي التکيف للتغيرات التي تصاحب هذه المرحلة أکثر من الأقل في
المستوي التعليمي.

و بالنسبة لمتغير العمل السابق فکانت الفروق لصالح الأعمال الحرة , ويرجع ذلک إلي أن الأعمال الحرة بتمکن المتقاعد من الاستمرار في العمل حتى بعد بلوغ سن التقاعد مما يکون له تأثير ايجابي علي التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين مقارنه بالمسنين الذين يعملون في القطاع الحکومي و الذي لا يمکنهم من الاستمرار في العمل بعد بلوغ سن التقاعد .

و بالنسبة لمتغير الحالة الاجتماعية فکانت الفروق لصالح المتزوج ,و هذا يتفق مع دراسة (اياد الشوارب ,2012) و التي أظهرت وجود فروق في التوافق الاجتماعي بين المتقاعدين لصالح المتزوجين مقارنة بالعزاب,الأرامل,و المطلقين .

و بالنسبة لمتغير متوسط الدخل الشهري للأسرة فکانت الفروق لصالح الدخل المرتفع ,و هذا يتفق مع دراسة (Wong&Earl,2009) و التي أظهرت أن ارتفاع الدخل يؤدي إلي توافق نفسي أفضل لدي المسنين , وأوضحت دراسة کلا من  (Lennget.al,2005) ,(Pinquart&Sorensen,2000)أن الوضع المالي للمسن و الحالة الاقتصادية ترتبط ايجابيا بشعوره بالتفاؤل و الرضا عن الحياة و التي تعد مظهر من مظاهر توافقه النفسي .

جدول (20) حساب قيمة (ت) لدلالة الفروق في التوافق النفسي و الاجتماعي

تبعا لاختلاف المتغيرات البحثية

يوضح جدول (20) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي دلالة (0.01) في التوافق النفسي و الاجتماعي تبعا لاختلاف الجنس و کانت الفروق لصالح الإناث , و قد يرجع ذلک إلي أن الإناث تتسم بقدرة علي التخطيط لوقت الفراغ بجميع المراحل العمرية فهي التي تکون مسئولة عن الرحلات و السفر و التخطيط للمصيف لأسرتها و غيرها مما يجعلها قادرة علي تخطيط وقت الفراغ عند بلوغ سن التقاعد بخلاف الرجل الذي يکون مشغول طول حياته بالعمل , هذا يتفق مع دراسة (Paulason,S.F,1997) في أن الإناث أکثر احتمالا لوضع الخطط للتقاعد قبل التقاعد
عن الذکور.

العمل الحالي لصالح العاملين ,وتفسر الباحثة ذلک إلي أن العمل بعد بلوغ التقاعد ذات تأثير ايجابي علي التخطيط لوقت الفراغ حيث أن العاملين في مرحلة التقاعد يمارسون حياتهم بصورة طبيعية کما کانت قبل بلوغ سن (الستين سنة ) لاستمرارهم في العمل و الذي لا يؤثر علي وقت الفراغ لديهم مقارنة بغير العاملين , و هذا يتفق مع دراسة کلا من(جهاد علاء الدين , 2004) , ( إياد الشوارب ,2012), (نبيلة الشوربجي,2002) و اللاتي اظهرن وجود فروق بين المتقاعدين العاملين و غير العاملين لصالح المتقاعدين العاملين في التوافق النفسي , و تحسين علاقاتهم بأسرهم , في حين أوضحت دراسة کلا من (علي الديب ,1994) , (هشام فيخمر ,1996) أن المسنين غير العاملين بعد التقاعد أکثر شعورا بالوحدة النفسية , و أن المتقاعدين العاملين أکثر توافق و رضا عن الحياة من المسنين غير العاملين .

الفرض السادس : توجد علاقة ارتباطيه بين محاور التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث.

و للتحقق من صحة هذا الفرض تم إيجاد قيم معاملات الارتباط بين بين محاور مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث وجدول (21) يوضح ذلک.

جدول (21) مصفوفة معاملات الارتباط بين محاور مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد

و مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث

يتضح من جدول (21) وجود علاقة ارتباطيه موجبة بين محاور مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد و مقياس التوافق النفسي و الاجتماعي لأفراد عينة البحث وعند مستوي دلالة (0,01) , وهذا يدل علي الدور الايجابي للتخطيط الاستراتيجي للتقاعد في تحقيق التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين , و بهذا يتحقق الفرض السادس , وهذا يتفق مع دراسة (تهاني عبد السلام ,1999) و التي أظهرت وجود علاقة بين ممارسة الأنشطة الترويحية في وقت الفراغ و بين شعوره بالسعادة لدي المسنين .

الفرض السابع : تختلف نسبة مشارکة المتغيرات المستقلة (المستوي التعليمي,العمل السابق,السن,متوسط الدخل الشهري للأسرة) مع المتغير التابع (التخطيط الاستراتيجي للتقاعد ) تبعا لأوزان معاملات الانحدار و درجة الارتباط .

وللتحقق من صحة هذا الفرض ، تم استخدام معامل الانحدار المتعدد باستخدام طريقة الخطوة المتدرجة إلي الأمام للتعرف علي نسبة مشارکة (المستوي التعليمي,العمل السابق,السن,متوسط الدخل الشهري للأسرة) علي (التخطيط الاستراتيجي للتقاعد ) لأفراد
عينة البحث.

جدول  ( 22 ) الأهمية النسبية لأهم المتغيرات البحثية التي أثرت علي

التخطيط الاستراتيجي للتقاعد لأفراد عينة البحث

يتضح من جدول (  22 ) أن کلا من  (المستوي التعليمي,العمل السابق,السن,متوسط الدخل الشهري للأسرة)  متغيرات تؤثر علي التخطيط الاستراتيجي للتقاعد لأفراد عينة البحث الأساسية , حيث يتضح أن المستوي التعليمي للمسن  کان أکثر و أهم المتغيرات التي أثرت علي التخطيط الاستراتيجي للتقاعد حيث بلغت نسبة المشارکة (0.800) بمستوي دلالة (0.01) , ويليه المستوي العمل السابق بنسبة مشارکة (0.676) و مستوي دلالة (0.01), ثم يليه السن بنسبة مشارکة (0.590) و مستوي دلالة (0.01) و أخيرا الدخل الشهري بنسبة مشارکة (0.539) و مستوي دلالة (0.01) .و تفسر الباحثة هذا إلي أن للتعليم تأثيره القوي و الواضح علي رفع الوعي و الإدراک لأهمية التخطيط الاستراتيجي للتقاعد لدي أفراد عينة البحث الأساسية حيث أن التعليم له دور في زيادة المعرفة و اتساع الأفق و زيادة الوعي والأهمية للتخطيط الاستراتيجي للتقاعد خاصة في عصرنا الحالي عصر اتسم بانشغال الأبناء عن الآباء  مما دعت الحاجة الماسة للتخطيط الاستراتيجي للتقاعد حتى يستطيع التکيف مع المتغيرات التي تصاحب هذه المرحلة العمرية .

الفرض الثامن : تختلف نسبة مشارکة المتغيرات المستقلة (متوسط الدخل الشهري للأسرة, العمل السابق, المستوي التعليمي, السن )مع المتغير التابع (التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين) تبعا لأوزان معاملات الانحدار و درجة الارتباط .

وللتحقق من صحة هذا الفرض ، تم استخدام معامل الانحدار المتعدد باستخدام طريقة الخطوة المتدرجة إلي الأمام للتعرف علي نسبة مشارکة (متوسط الدخل الشهري للأسرة, العمل السابق, المستوي التعليمي, السن )علي (التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين) لأفراد عينة البحث. 

جدول  ( 23 ) الأهمية النسبية لأهم المتغيرات التي أثرت علي التوافق النفسي

 و الاجتماعي للمسنين لأفراد عينة البحث

يتضح من جدول (  23 ) أن کلا من  (متوسط الدخل الشهري للأسرة , العمل السابق ,المستوي التعليمي, السن)  متغيرات تؤثر علي التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين أفراد عينة البحث الأساسية , حيث يتضح أن متوسط الدخل الشهري لأسرة المسن  کان أکثر و أهم المتغيرات التي أثرت علي التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين حيث بلغت نسبة المشارکة (0.729) بمستوي دلالة (0.01) , ويليه متغيرالعمل السابق بنسبة مشارکة (0.632) و  مستوي دلالة (0.01), ثم يليه متغير المستوي التعليمي بنسبة مشارکة (0.559) و مستوي دلالة (0.01) و أخيرا متغير السن بنسبة مشارکة (0.503) و مستوي دلالة (0.01) .و تفسر الباحثة هذا إلي أن الدخل المرتفع ذات تأثير ايجابي علي التوافق النفسي و الاجتماعي للمسنين حيث ارتفاع الدخل يمکن من توفر الإمکانيات المادية التي تحتاجها بعض الأنشطة و الهوايات و الممارسات بما يحقق التکيف مع التغيرات التي تصاحب مرحلة التقاعد بالقدر الذي يتحقق معه التوافق النفسي و الاجتماعي لدي المسنين .

الفرض التاسع : الأوزان النسبية لأولوية ترتيب محاور مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد لأفراد عينة البحث.

جدول (24)الوزن النسبي لمحاور مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد

تبعا لأولوياتها لدي لأفراد عينة البحث

يتضح من الجدول (24) اختلاف أولويات محاور مقياس التخطيط الاستراتيجي للتقاعد لدي أفراد عينة البحث حيث يحتل محور التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي الترتيب الأول بنسبة (29.4%) لدي المسنين أفراد عينة البحث ثم يليها محور التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي بنسبة (26.7%) حيث احتل الترتيب الثاني ويليها محور التخطيط الاستراتيجي لوقت الفراغ بنسبة (23.2%) والذي يحتل الترتيب الثالث وأخيرا محور التخطيط الاستراتيجي للجانب الاجتماعي بنسبة (20.7%) حيث احتل الترتيب الرابع , وتفسر الباحثة ذلک إلي أن الجانب الصحي يحظي باهتمام اکبر من جانب معظم المسنين لزيادة الوعي لدي المسنين أفراد عينة البحث لارتفاع المستوي التعليمي لديهم حيث ان غالبية أفراد عينة البحث من مستويات تعليمية مرتفعة (جامعي او فوق الجامعي ) حيث کانت نسبتهم (40.3) بطبيعة مرحلة التقاعد في أنها تتسم بالتدهور أن لم يأخذ المسن الحظر من خلال التخطيط الاستراتيجي للجانب الصحي بالمتابعة الطبية الدورية و عمل الفحوصات و التحاليل الطبية اللازمة من اجل التمتع بصحة جيدة في مرحلة التقاعد  .

التوصيات :

توصي الباحثة بما يلي :

1. إعداد البرامج الإرشادية ضمن تخصص قسم إدارة مؤسسات الأسرة و الطفولة لتوعية العاملين الذين لم يصلوا لمرحلة التقاعد بأهمية التخطيط الاستراتيجي لمرحلة التقاعد استعداد لهذه المرحلة . 

2. ضرورة تنظيم العديد من الدورات التدريبية  للفئة المسنين لتحسين توافقهم النفسي و الاجتماعي خاصة في هذه المرحلة العمرية و التي تتسم بکثير من التغيرات .

3. نشر ثقافة التخطيط الاستراتيجي للفئة المسنين من خلال البرامج الإذاعية و التليفزيونية لما لها من أهمية في تحقيق الطاقات الايجابية لهم و انعکاسها علي تطوير الأهداف و تنميتها و تحقيق أقصي قدر من التوافق النفسي و الاجتماعي لديهم .

4. حث المسؤلين بوزارة التربية و التعليم علي إعداد مقرر دراسي عن التخطيط الاستراتيجي لکل مرحلة من المراحل العمرية المختلفة بصفة عامة و مرحلة التقاعد بصفة خاصة لما للتخطيط الاستراتيجي من أهمية و مطلب من مطالب العصر الحالي عصر انشغال الأبناء عن الآباء ,وکثرة الضغوط الحياتية , و التغيرات المصاحبة لهذه المرحلة العمرية .

5. حث المسئولين بوزارة الشئون الاجتماعية علي إعداد دورات تدريبية ,ندوات ,لقاءات في المؤسسات المختلفة بالدولة تهدف إلي رفع وعي العاملين خاصة المقبلين علي التقاعد بثقافة التوافق النفسي و الاجتماعي کمدخل للتنمية البشرية و التي تعد من متطلبات العصر الحالي .