مستوى الکالسيوم عند الطلبة ذوي صعوبات التعلم

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 أستاذ التربية الخاصة المشارک کلية التربية الأساسية – قسم التربية الخاصة

2 أستاذ التغذية المساعد کلية التربية الأساسية – قسم الاقتصاد المنزلي

المستخلص

الملخص
هدفت الدراسة إلى التعرف على معدلات مستوى الکالسيوم في الدم لدى الطلبة ذوي صعوبات التعلم، وذلک على عينة بلغ قوامها (12) من الطلبة ذوي صعوبات التعلم، وبعد إجراء عملية فحص الدم لمعدل ترسب الکالسيوم عند عينة الدراسة، جاءت النتائج مبينة عدم وجود خلل في مستوى الکالسيوم عند جميع أفراد العينة.
الکلمات المفتاحية : صعوبات التعلم ـ الکالسيوم

المقدمة

تشير الأدبيات في مجال صعوبات التعلم عن کون السبب الرئيسي وراء صعوبات التعلم يتمثل بوجود خلل في الجهاز العصبي المرکزي للأفراد ذوي صعوبات التعلم، کما تبين کذلک وجود عوامل کثيرة ذات علاقة ارتباطيه بصعوبات التعلم کأمراض الحساسية والسکري وغيرها مما يتعلق بالجانب العضوي للإنسان، ولحداثة مجال صعوبات التعلم النسبية مقارنة بمجالات التربية الخاصة الأخرى، تعد المعرفة بکثير من الجوانب المتعلقة بصعوبات التعلم مثار جدل وتساؤلات عند العاملين والمهتمين بالأفراد ذوي صعوبات التعلم، ومنها الأسباب وراء ظهور صعوبات التعلم ( الظفيري والظفيري، 2013 ).

تسعى الکثير من الدراسات التعرف على العلاقة بين صعوبات التعلم وبعض المتغيرات البيولوجية، وذلک في محاولة منها لربط أسباب صعوبات التعلم بهذه المتغيرات، فقد أظهرت دراسة ( الظفيري، 2014 )  التي هدفت إلى مقارنة مستوى الأملاح المعدنية ( البوتاسيوم، الصوديوم، الکالسيوم، المغنيسيوم ) بين ( 18 ) من الطلبة ذوي صعوبات التعلم و( 28 ) من الطلبة العاديين، وقد أظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الطلبة العاديين والطلبة ذوي صعوبات التعلم، کما أظهرت النتائج أيضا عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الذکور والإناث، کما أظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيا في مستوى هذه الأملاح تبعا للفئات العمرية التي ينتمي لها الطلبة. کما أظهرت نتائج دراسة الظفيري (Aldhafeeri, 2013) عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الطلبة العاديين والطلبة ذوي صعوبات التعلم في نشاط الغدة الدرقية ومعدلات الأملاح المعدنية والبروتين. کما أظهرت نتائج دراسة ( الظفيري والظفيري، 2013 ) عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين العاديين وذوي صعوبات التعلم بمعدل الإصابة باضطراب الغدة الدرقية. کما أظهرت نتائج دراسة وونغ وآخرين  ( Wong et al, 2006 ) عن العديد من النتائج أبرزها وجود نقص في فيتامين د عند ذوي صعوبات التعلم.  کما أظهرت الدراسة التي قام بها  تاتشر وليستر ( Thatcher & Lester, 1985 )والتي هدفت إلى معرفة العوامل الغذائية والبيئية وأثرها على عمل الدماغ عند ذوي صعوبات التعلم ، وذلک من خلال دراسة تحليلية للدراسات التي استخدمت الفحوصات المخبرية وأجهزة التخطيط الکهربائي للدماغ ، وقد جاءت نتائج الدراسة مؤکدة على تأثير المکونات الغذائية للکربوهيدرات والفيتامينات والبروتينات وکذلک المعادن على نشاط الدماغ عند ذوي صعوبات التعلم ، وقدمت الدراسة العديد من التوصيات أبرزها الحد من العوامل الغذائية المؤثرة سلبا على النشاط المعرفي والنمو العقلي ، وتعزيز المکونات الغذائية التي تساهم في النمو المعرفي والعقلي عند الأطفال ذوي صعوبات التعلم . کما بينت دراسة مارلو وآخرين ( Marlowe et al, 1984 ) التي هدفت إلى دراسة مستوى المعادن في الشعر کدلالة ومؤشر على صعوبات التعلم ، وذلک عند (26) من ذوي صعوبات التعلم ومقارنتهم بمجموعة من العاديين عددها (24) ، وقد أسفرت النتائج بعد تحليل عينات الشعر لعينة الدراسة عن ارتفاع في معدلات المعادن السامة کالرصاص والزئبق والنحاس عند ذوي صعوبات التعلم مقارنة بالعاديين ، کما أسفرت النتائج أيضا عن انخفاض في معدلات المعادن المغذية کالکالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والفسفور عند مجموعة ذوي صعوبات التعلم مقارنة بمجموعة العاديين.

التغذية السليمة وتوفير الغذاء من الحاجات الأولية أو البيولوجية الواجب توفيرها واشباعها لاستمرار حياة الفرد وبقاءه بصورة طبيعية خالية من الاعتلالات، فالتغذية السليمة وتوافر العناصر والمکونات الغذائية بمعدلاتها الطبيعية في جسم الإنسان، کفيلة بضمان حياة متوازنة للفرد جسميا وصحيا ونفسيا، والنقص في بعض المکونات الغذائية قد يتسبب بمشکلات تفقد الفرد لهذه التوازنات، ومن ضمن هذه التوازنات ما تقوم به الأملاح المعدنية من تنشيط للأعصاب ومساعدة للغدد لتقوم بوظائفها الحيوية . لذلک يجب أن يکون هناک توازن داخلي بين نسب هذه الأملاح بحث لا يزيد أو يقل عن المعدل الطبيعي في الجسم ، ذلک لأن الخلل في المعدلات الطبيعية لهذه الأملاح قد ينتج عنه بعض المشکلات والأمراض التي تؤثر على صحة الإنسان. فيشير أوزمن وآخرين ( Ozmen et al, 2013 ) إلى أن الخلل في توازن بعض العناصر کالکالسيوم والمغنيسيوم والزنک والحديد والنحاس، يؤدي إلى خلل في النمو العصبي ينتج عنه الکثير من الإعاقات الفکرية والمعرفية والسلوکية.

ويعد الکالسيوم أحد أملاح المعادن الکبيرة وتتراوح کميته في جسم الإنسان ما بين ( 1 - 1.5 کجم ) ويترکز معظم هذه الکمية بالعظام والأسنان بنسبة 98%. کما يعتبر الکالسيوم معدنا أساسيا للکائنات الحية لدوره المهم في الکثير من وظائف الخلايا الحية کبناء العظام والأسنان وذلک بتکوين فوسفات الکالسيوم، وتنظيم انتقال النبضات العصبية في الجهاز العصبي المرکزي، وتنظيم ضربات القلب وانقباض وانبساط عضلات الجسم، ويؤدي نقص الکالسيوم إلى الکثير من الأمراض والمشکلات المتعلقة بالعظام والعضلات مثل الکساح، لين العظام، تشنج وتقلص العضلات، آلام عصبية، وارتفاع ضغط الدم ( المراسي وعبد المجيد، 2010 ). 

ويبين لومان ( Lohmann, 2009 ) وجود أدلة تدعم دور الکالسيوم الموجود داخل الخلايا العصبية في تکوين الدارات العصبية، وذلک خلال فترة نضوج الدماغ والتطور الخاص بالاتصالات الأساسية المتشابکة. کما يبين دراک ( Drake, 2011 ) قدرة الکالسيوم على دمج المعلومات من عوامل خارج الخلية العصبية، حيث يتم من خلال هذه المعلومات تنظيم النمو العصبي، والإشارات الجزيئية أو النشاطات العصبية، وبالإضافة إلى ذلک فقد أظهرت أيونات الکالسيوم قدرتها على العمل کإشارات داخل الخلايا وتنظم عدد من العمليات الفسيولوجية المتمثلة بالتعبير العصبي الجيني وإفرازات الناقلات العصبية، کما أن الخلل في شبکة النضج في مادة الکالسيوم ينتج عنها اضطرابات في النمو العصبي. وقد أظهرت دراسة بادنج ( Bading, 2013 ) دور الکالسيوم في تنظيم وظائف الدماغ ودوره في بدء عمليات الکيمياء الحيوية، کما أظهرت الدراسة أيضا حاجة الجهاز العصبي المرکزي لوجود الکالسيوم النووي بمعدل طبيعي، فالانحراف عن ذلک المعدل قد يؤدي إلى خلل في الجهاز العصبي المرکزي وقصور في القدرات المعرفية. کما أظهرت دراسة رول وکيني ( Rull & Kenny, 2013 ) على مجموعة من الحالات السريرية التي تعاني من أمراض نفسية وإعاقات فکرية، بأن أدوية مانع قناة الکالسيوم التي تهدف إلى منع انتشار وترسب بقع الکالسيوم في الدماغ، تعمل کواقيات عصبية للجسم بسبب قدرتها على حفظ توازن الکالسيوم في الجسم، وبالتالي فهي تساهم في الوقاية من الاصابات والسکتات الدماغية، کما يعتقد أنها تساعد في تطوير الأداء التعليمي والمعرفي وخصوصا عند کبار السن. کما أظهرت أيضا دراسة کارا ( Kharra, 2010 ) أن تخزين الکالسيوم في الدماغ أو کما يعرف بتکلس الجمجمة کحالة مرضية، حيث يکون الجسم غير قادر على امتصاص الکالسيوم بصورة کاملة، فينتج عن ذلک ظهور بقع بيضاء في قشرة الدماغ، مما ينتج عن ذلک إصابة الفرد بنوع من الإعاقات الفکرية، کما أظهرت الدراسة عدم وجود فروق في معدل الإصابة بين الذکور والإناث.

   يتضح من العرض السابق لمقدمة الدراسة عن وجود خلل في الجهاز العصبي المرکزي عند ذوي صعوبات التعلم، وهذا الخلل يعد المسبب الرئيسي لهذه الحالات، وقد أظهرت نتائج الدراسات تفاوت وتباين بين علاقة صعوبات التعلم ببعض العناصر البيولوجية والغذائية، فقد أظهرت نتائج بعض هذه الدراسات وجود فروق في بعض العوامل بين ذوي صعوبات التعلم والعاديين، بينما ظهرت نتائج عکس ذلک في بعض الدراسات، کما يتضح أيضا أهمية الکالسيوم ودوره وارتباطه في عمل الجهاز العصبي المرکزي عند الفرد، وهذا کله يجعل من الدراسة الحالية أهمية خاصة، متمثلة بدراسة الجانب السيکولوجي الغذائي عند ذوي صعوبات التعلم، وذلک من خلال معرفة معدل الکالسيوم عند هذه الفئة، وهي بذلک تحقق التکامل بين العلوم النظرية الإنسانية والعلوم التطبيقية، وذلک من خلال الإجابة عن التساؤل الرئيسي لمشکلة الدراسة "هل يوجد خلل في مستوى الکالسيوم عند ذوي صعوبات التعلم؟".

منهج الدراسة وإجراءاتها

   اتبعت الدراسة الحالية في التوصل إلى نتائجها المنهج الوصفي من خلال استخدام أساليب نوعيةQualitative method  ، وذلک لملائمته مع طبيعة وإجراءات هذه الدراسة، والمتمثل بأخذ عينات دم من (12) من الطلبة المشخصين بأنهم يعانون من صعوبات التعلم حسب معايير الذکاء والتحصيل والخصائص السلوکية، وذلک بعد الحصول على الموافقات الرسمية من وزارة التربية، وإدارة المدرسة، وأولياء الأمور، وقد تم الاتفاق مع هذه الجهات على أن تتم عملية سحب عينات الدم داخل المدرسة، وقد تم ذلک بالرغم من الصعوبات التي واجهت هذا العمل کتوفير الکوادر الطبية، والتکلفة المادية، ونقل المواد الطبية، وبعد عملية أخذ العينات من دم ذوي صعوبات التعلم، تم مقارنتها بالمعدلات المعروفة لمستوى الکالسيوم بالدم، ويوضح الجدول رقم ( 1 ) المعدل الطبيعي لمستوى الکالسيوم بالدم حسب نتائج تحليل أجهزة المختبر الطبي.

جدول ( 1 )

المعدل الطبيعي لمستوى الکالسيوم حسب الفئة العمرية

الفئة العمرية

المعدل الطبيعي لمستوى الکالسيوم

4 سنوات – 11 سنة

2.17 – 2.44

12 سنة – 19 سنة

2.19 – 2.66

نتائج الدراسة

للتعامل مع بيانات الدراسة الحالية والإجابة عن تساؤل الدراسة بوجود خلل بمستوى الکالسيوم عند الطلبة ذوي صعوبات التعلم من عدمه، وبعد فحص نتائج تحليل الدم لمعدل ترکيز الکالسيوم في دم أجسام عينة الدراسة، أظهرت النتائج عدم وجود أي خلل من حيث الزيادة أو النقص في معدل ترکيز الکالسيوم لدى جميع أفراد عينة الدراسة ، وذلک عند مقارنة نتائج التحليل لکل طالب بالمعدل الطبيعي لترکيز البروتين في الجسم والمبينة بالجدول رقم ( 1 )، ويبين الجدول رقم (2) نتائج ذلک مع توضيح الجنس والعمر لکل فرد من عينة الدراسة.

 

جدول ( 2 )

نتائج عينة الدراسة لمستوى الکالسيوم

الرقم

الجنس

العمر

مستوى الکالسيوم

الحالة

1

أنثى

15سنة و3 شهور

2.38

طبيعي

2

أنثى

13سنة و11شهر

2.60

طبيعي

3

أنثى

11سنة و11شهر

2.38

طبيعي

4

أنثى

9سنوات و8 شهور

2.34

طبيعي

5

أنثى

10سنوات وشهرين

2.42

طبيعي

6

أنثى

10سنوات و8أشهر

2.23

طبيعي

7

ذکر

15سنة

2.40

طبيعي

8

ذکر

11سنة و4شهور

2.58

طبيعي

9

ذکر

12سنة و9شهور

2.43

طبيعي

10

ذکر

11سنة و3شهور

2.40

طبيعي

11

ذکر

13سنة و11شهر

2051

طبيعي

12

ذکر

11سنة و6شهور

2.64

طبيعي

يتضح من الجدول السابق عدم وجود خلل بمعدل ترکيز الکالسيوم في الجسم عند جميع الطلبة ذوي صعوبات التعلم، کما تظهر النتائج عدم وجود خلل بين الطلاب من ذوي صعوبات التعلم، والطالبات من ذوات صعوبات التعلم بمعدل ترکيز الکالسيوم في الجسم، فمعدل ترسب وترکيز الکالسيوم في جسم الطلاب بمعدله الطبيعي ولا يختلف عن معدل ترسب وترکيز الکالسيوم في جسم الطالبات، کذلک تظهر النتائج أيضا عدم وجود خلل بين طلبة حسب الفئة العمرية. فقد جاءت النتائج مبينة عدم وجود اضطراب أو مشکلة أو خلل بمستوى الکالسيوم عند ذوي صعوبات التعلم بمختلف أعمارهم وجنسهم، فالکالسيوم عند ذوي صعوبات التعلم متوفر بمعدله الطبيعي بالجسم، وهو قادر على القيام بوظائفه الهامة والحيوية المساهمة في صحة الفرد وحيويته کبناء العظام والأسنان من خلال تکوين فوسفات الکالسيوم، وکذلک تنظيم انتقال النبضات العصبية في الجهاز العصبي المرکزي، کما أنه قادر على أداء دوره في تنظيم ضربات القلب وانقباض وانبساط عضلات الجسم، کما أنه قادر على أداء دوره بتکوين الدارات العصبية خلال فترة نضوج الدماغ والتطور الخاص بالاتصالات الموجودة داخل الخلايا العصبية. وبالتالي فإن الکالسيوم عند أفراد عينة الدراسة الحالية من الطلبة ذوي صعوبات التعلم موجود بمعدله الطبيعي دون أي خلل وهو قادر على أداء وظائفه ودوره بصورة فاعلة بما يتعلق بعمل الجهاز العصبي المرکزي.

وفقا لنتائج الدراسة الحالية فالخلل في الأداء الوظيفي لعمل الجهاز العصبي المرکزي والذي ينتج عنه صعوبات التعلم بجوانبها النمائية المختلفة من قصور في  القدرات المعرفية وصعوبات اللغة والکلام، وصعوبات ادراکية – حسية، وصعوبات الانتباه والترکيز، وصعوبات الذاکرة والاحتفاظ بالمعلومات، وصعوبات المعرفة والتفکير وحل المشکلات، وصعوبة تجهيز المعلومات للذاکرة، وغيرها من صعوبات التعلم النمائية، والتي ينتج عنها صعوبات تعلم أکاديمية يواجه من خلالها الطلبة صعوبة تعلم في اکتساب مهارات القراءة المختلفة والتهجئة، أو عدم القدرة على الکتابة بصورة صحيحة وکذلک عدم قدرتهم على التعبير الکتابي، أو صعوبة في إجراء العمليات الحسابية الأساسية والتعرف على المفاهيم الرياضية، غير ناتج عن وجود خلل في معدل الکالسيوم عند هؤلاء الطلبة، ولا يرتبط بمستوى الکالسيوم لديهم، وذلک بالرغم من القيمة الغذائية المهمة التي يقدمها لأجهزة الجسم المختلفة ومنها الجهاز العصبي المرکزي، فنتيجة الدراسة الحالية لا تقلل من قيمة وأهمية الکالسيوم وارتباطه بعمل الجهاز المرکزي کم ورد عن الکثيرين ( Ozmen et al, 2013 ; Drake, 2011 ; Lohmann, 2009) والآثار المترتبة على وجود خلل في مستواه عند الفرد، والذي أکدته نتائج الدراسات السابقة کدراسة بادنج ( Bading, 2013 ) ودراسة رول وکيني ( Rull & Kenny, 2013 ) .

کما جاءت نتائج الدراسة الحالية متوافقة مع نتائج الدراسات السابقة الحديثة کدراسة الظفيري ( 2014 ) ، ونتائج دراسة الظفيري (Aldhafeeri, 2013)، ونتائج دراسة الظفيري والظفيري ( 2013 )، حيث أظهرت نتائج هذه الدراسات عدم وجود فروق بين الطلبة ذوي صعوبات التعلم وأقرانهم العاديين في الکثير من العوامل البيولوجية ومنها الکالسيوم. کما أن النتائج بالدراسة الحالية لم تتوافق مع نتائج الدراسات السابقة کدراسة وونغ وآخرين  ( Wong et al, 2006 )، ونتائج دراسة تاتشر وليستر ( Thatcher & Lester, 1985 ، ونتائج دراسة مارلو وآخرين ( Marlowe et al, 1984 )، حيث أظهرت نتائج هذه الدراسات وجود فروق بين ذوي صعوبات التعلم والعاديين في کثير من العوامل ومنها مستوى الکالسيوم، وبالرغم من اختلاف نتائج الدراسة الحالية مع نتائج هذه الدراسات، إلا أن ذلک لا يقلل من أهمية هذا الدراسات، فيبقى لکل دراسة أهميتها وأهدافها وظروفها وطبيعتها الخاصة، فکل هذه العوامل تجعل من الأبحاث والدراسات جديدة أو مجددة للنتائج في أي مجال من مجالات البحث العلمي المختلفة.

التوصيات

   بناء على النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية يستخلص الباحثان بعض التوصيات التي قد تساهم في إثراء العاملين والمختصين في مجال التغذية ومجال صعوبات التعلم.

  • الکشف المستمر عن المکونات الغذائية المختلفة عند الطلبة وربطها بالمشکلات التعليمية التي يعانون منها، يساهم في إيجاد حلول لهذه المشکلات.
  • · توازنات الکيمياحيوية ضرورة في عمل الجهاز العصبي المرکزي للفرد، والخلل في هذه التوازنات يؤدي إلى خلل في عمل الجهاز العصبي المرکزي، وهذا الخلل يؤدي إلى ظهور صعوبات التعلم عند الأفراد، ولکن ذلک لا يجعل الاضطراب في الکيمياحيوية سبب مباشر لصعوبات التعلم.
  • · الأسباب وراء الخلل في الجهاز العصبي المرکزي متعددة ومنها الکالسيوم، فالعلاقة بينهما علاقة طردية بالنسبة لحالات صعوبات التعلم وليست علاقة سببية. 
  • · ترتبط عملية التعلم وقدرات الفرد المعرفية بالکثير من المکونات الغذائية الواجب توفرها بمعدلاتها الطبيعية، لذا يجب الاهتمام بنوعية الغذاء المقدم لذوي المشکلات التعليمية.
المراجع العربية
·الظفيري، نواف ( 2014 ). مستوى الأملاح المعدنية لدى الطلبة ذوي صعوبات التعلم والطلبة العاديين في دولة الکويت: دراسة مقارنة. مجلة دراسات التربوية، الجامعة الأردنية (قبول نشر 9/1/2014).
·الظفيري، نواف والظفيري، شريفة ( 2013 ).الفروق في نشاط الغدة الدرقية ومعدل الإصابة باضطراباتها بين ذوي صعوبات التعلم والعاديين بدولة الکويت، المجلة التربوية 27 (108) الجزء الأول 61-96
·  المراسي، سونيا وعبد المجيد، أشرف ( 2010 ). تغذية الإنسان. عمان : دار الفکر .
المراجع الأجنبية
·  Aldhafeeri, N ( 2013 ) Learning Disabilities Relationship With Some Biological Factor. International Journal of Educational  Science and Research , 3(5)43-52.
·  Bading, H. (2013). Nuclear calcium signalling in the regulation of brain function. Nature Reviews Neuroscience, 14(9), 593-608.
·  Drake, V. (2011). Micronutrients and Cognitive function. The Linus Pauling Institute research newsletter. Spring\ Summer, 12-14.
·  Kharra, K. (2010) Calcium Deposits in Brain. Available at: http://www.buzzle.com/articles/calcium-deposits-in-brain.html (Accessed: 20 Feb 2014).
·  Lohmann, C. (2009). Calcium signaling and the development of specific neuronal connections. Progress in brain research, 175, 443-452.
·  Marlowe, M. cossairt, A. Welch, K & Errera, J ( 1984 ).Hair Mineral Content as a Predictor of learning Disabilities. Journal of Learning Disabilities,17(7)418-421. 
·  Ozmen, H., Akarsu, S., Polat, F., & Cukurovali, A. (2013). The Levels of Calcium and Magnesium, and of Selected Trace Elements, in Whole Blood and Scalp Hair of Children with Growth Retardation. Iranian journal of pediatrics, 23(2), 125-130.
·  Rull, G. & Kenny, T. (2013) Calcium Channel Blockers. Available at: http://www.patient.co.uk/health/calcium-channel-blockers-leaflet (Accessed: 24 Feb 2014)
·  *Thatcher, R.W & Lester, M.L (1985 ). Nutrition , Environmental Toxins and computerized EEG : A Mini-Max Approach to learning Disabilities. Journal of learning Disabilities, 18(5)287-297.
·  *Wong, T. Lau, V. Lim, W & Fung, G ( 2006 ).A survey of vitamin D level in people with learning disability in long-stay hospital wards in Hong Kong . Journal of Intellectual Disabilities, 10(1)47-59.