متطلبات تطبيق بيئات التعلم الإلکتروني في الجامعات السعودية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

أستاذ تقنيات التعليم المشارک وکيل جامعة الباحة للتطوير الأکاديمي وخدمة المجتمع

الموضوعات الرئيسية


مقدمــــة

إن التطور السريع في تقنيات المعلومات والاتصالات في العالم المعاصر أدى إلى زيادة التنافس الشديد بين مختلف المؤسسات التعليمية من أجل تقديم الخدمات الإلکترونية ، فکل يوم يزداد الطلب من المؤسسات على زيادة المرونة لتکييف أنفسهم للأوضاع المتغيرة في السوق والتي تتغير تبعا للتقنيات الجديدة التي تظهر في العالم ، إن التغيرات والتطورات في تقنية المعلومات سببت النمو الکبير لتقنية التعليم الکتروني الذي لم يعد تطبيقه أحد الخيارات المطروحة بل هو ضرورة للعيش في هذا العصر الرقمي والذي أصبحت فيه تقنية المعلومات العنصر الرئيسي وعصب الحياة لکافة الخدمات التي يحتاجها البشر ، ويصبح التفکير وإمعان النظر في مستقبل تطبيق التعلم أمرا ملحا إذا أردنا أن يکون لبلادنا موطئ قدم في العالم التنافسي الذي نعيش فيه.

وأمام هذا التقدم الإلکتروني کان لزاما على مؤسسات التعليم بصفة عامة والتعليم الجامعي بصفة خاصة أن تأخذ زمام المبادرة في توجيه برامجها ومقرراتها عبر شبکة المعلومات " الإنترنت " لأن الجامعة من أهم المؤسسات القادرة علة مواجهة تلک التحديات وهي مرکز الإشعاع العلمي والحضاري والتکنولوجي لأي مجتمع يريد الحفاظ على هويته الثقافية وحضارته الإنسانية .

ويُعد التعليم الإلکتروني أحد الأساليب الجديدة للتعليم من بعد ، ففي البداية کان التعليم عن بعد بالمراسلة وادي بدء البث الإذاعي إلى استخدام الراديو في التعليم ثم ظهر التلفزيون وتلاه الفيديو وبانتشار الحاسوب الشخصي وشبکات الحاسوب أصبحت تطبيقات الحواسب خاصة تلک القائمة على التفاعل من أهم وسائل التعليم عن بعد وأکثرها فعالية على وجه الخصوص في ميدان التعلم الذاتي وتحاول معظم مؤسسات التعليم العالي تطوير برامج التعلم لتواکب متطلبات وفرص العمل بالسوق لما لها من سرعة في الاستجابة للمتغيرات الحديثة وأنها أکثر مرونة وغير مکلفة اقتصاديا وهذا يتطلب من تلک المؤسسات أن تعيد بنار ترکيبها مرة أخرى ( إيهاب درويش ، 2008  ، 4)

إن هذا البحث لن يتناول تعريف التعلم الإلکتروني ، بما فيها ماذا يعني بالحرف E فاغلب من تحدث عن التعلم الإلکتروني يکفي عن تناولها ، ولن يکون هناک تطرق للفوائد التي من الممکن أن نجنيها من تطبيقات التعليم الإلکتروني والتي أقتنع تماما بها وأومن بأنها حقائق واقعية وفوائد محسوسة سنراها لو تم التطبيق الناجح للتعليم الإلکتروني ، فالحديث الأکاديمي والإعلامي عن فوائد ومميزات التعلم الالکتروني يکاد لا ينقضي ، بينما تأتي هذه الدراسة محاولة إعطاء تصور مبدئي عن بعض المتطلبات العامة المؤثرة على التعليم الإلکتروني ، ثم إبراز العناصر المؤثرة في تطبيقات بيئات التعليم الإلکتروني .

إن تطبيق التعليم الإلکتروني ليس أمرا متعلقا بتوريد تجهيزاته إلى مواقع الدراسة، فقد أثبتت التجارب العالمية أن تطبيق التعليم الالکتروني مسألة يشوبها التعقيد إلى درجة کبيرة و من الممکن تجاوز العقبات و التعقيدات عبر النظرة الثاقبة لما واجهه الآخرون عند تبنيهم للتعليم الالکتروني، و أين نجحوا ؟ و ما سبب نجاحهم؟ إضافة إلى إدراک أين فشل التطبيق و ما الأسباب، و تأتي هذه الدراسة عبر فحص لأدبيات الموضوع و دراسة للتجارب العالمية ، ولأراء العلماء الذين بحثوا الظاهرة لاکتشاف مواقع الخلل في التطبيق ، و الوصول إلى أفضل الممارسات ، وبالتالي يتمکن المسئولون من مراعاة العناصر الحرجة التي تؤثر على نجاحهم في تبني تطبيقات التعليم في منظماتهم وتوفر الموارد التي من الممکن أن تهدر ما لم تکن مراعية لهذه العناصر.

من خلال ذلک انبثقت مشکلة البحث الحالي حيث نلاحظ ارتباط جوانب المشکلة بنقاط الضعف سالفة الذکر

مشکلة الدراسة

تهدف مشکلة البحث إلى التوصل إلى المتطلبات اللازمة لتطبيق بيئات التعلم الإلکتروني بالجامعات السعودية والإفادة بها في مجالات التعليم والتدريب .

تساؤلات الدراسة .

1-ما المتطلبات المادية اللازمة لتطبيق بيئات التعلم الإلکتروني بالجامعات السعودي

2-ما العناصر البشرية اللازمة لتطبيق بيئات التعلم الإلکتروني بالجامعات السعودي

3-ما المتطلبات التقنية اللازمة لتطبيق بيئات التعلم الإلکتروني بالجامعات السعودي

4-ما التجارب العربية والعالمية التي طبقت التعليم الإلکتروني في مؤسساتها .

أهداف الدراسة .

هدف هذه الدراسة هو التعرف على متطلبات تطبيق بيئات التعليم الإلکتروني في الجامعات السعودية من خلال استخلاص التجارب التي تمت في هذا المجال ، ليتمکن القياديون التربويون من مراعاتها أثناء تطبيقهم للتعليم الإلکتروني في منظماتهم .

أهمية الدراسة .

1- يأمل هذا البحث أن يسهم في تقديم ما يمکن الإفادة منه والرجوع إليه في مجال
التعليم الإلکتروني .

2- قد يساعد هذا البحث في إعداد برامج تعليم إلکتروني بالجامعات السعودية وتزويد المسئولين بالمتطلبات المختلفة لتطبيق برامج التعليم الإلکتروني .

3- تقديم مجموعة من المتطلبات اللازمة التي تساعد القائمين على إنتاج البرامج الإلکترونية بالجامعات السعودية.

4- إيجاد بيئة من التفاهم المشترک بين القائمين على إنتاج برامج التعليم الإلکتروني من خلال تحديد أدوارهم والمهام الوظيفية لکل منهم .

5- إظهار مدى أهمية التعليم الإلکتروني وبيان وسائل سبل تحقيق الاستفادة الکاملة منه في مجالات التعليم والتدريب

6- إلقاء الضوء على أهمية دعم وتوفير متطلبات التعليم الإلکتروني وتوجيه نظر المسئولين عن إعداد برامج التعليم الإلکتروني بالجامعات السعودية إلى الأسباب التي تحول دون استفادة الطلاب منها ، بما يساعدهم في محاولة التغلب على هذه المعوقات

7- مواکبة الاهتمام الذي توليه وزارة التعليم العالي بالمملکة ودور تکنولوجيا التعليم الإلکتروني في إثراء وتدعيم العملية التعليمية .

منهج الدراسة .

تتبع الدراسة المنهج الوصفي التحليلي .

الإطار النظري للدراسة .

أولا : البنية التحتية لبيئة التعلم الإلکتروني وخصائصها.

 يوضح " نبيل عزمي ، 2005 " أن البنية التحتية Infrastructure أساس هام لکل من بيئة التعليم التقليدية أو بيئة التعليم الإلکتروني على حد سواء والبنية التحتية للتعليم عبر الشبکات يجب أن تؤسس بحيث تيسر وتدعم المشارکة من جانب الطلاب المستهدفين ، کما أن تصميم بيئة التعليم الإلکتروني کبيئة افتراضية يجب أن تسمح للمستخدمين بالدخول بحرية والتحرک بداخلها ، کما يجب أن تکون هذه البيئة آمنة ومؤمنة للاستخدام بحيث تدعم التعلم وتکون مرتبة بطريقة تيسر أداء الوظائف والإجراءات والاتصال والمشارکة کما أن الصيانة الدورية تشکل بعدا أساسيا في البنية التحتية لأي بيئة تعلم فالمعلمين الذين يخططون للتدريس عبر الشبکات يحتاجون لتحديد ماهية الخدمات الفنية المساعدة التي تنمي هذه البيئة والأمثلة على ذلک تشمل :

  • الدعم الفني المطلوب للمعلم والمتعلمين
  • · السياسيات والعمليات والممارسات التي يمکن من خلالها تقديم المحتوى التعليمي والتعامل معه والاستفادة منه ومن المفروض أن تقوم هيئة أو مجموعة واحدة بتقديم متطلبات الدعم الفني للمعلم والمتعلم في نفس الوقت .

کما أن تنمية وتجديد وتحديث بيئة التعلم مستحيلة بدون بنية تحتية واضحة ومتماسکة وفي الغالب فإن کل عنصر في بيئة التعليم الإلکتروني يمکنه أن يؤثر في انخراط المعلمين والمتعلمين في هذه البيئة وهناک استراتجيات عامة لخلق بيئة صحية للتعلم الإلکتروني عبر الشبکات وهي :

  • · الحصول على تغذية راجعة بناء على أسس متسقة ومستمرة وذلک من المتعلم عن کل من بيئة التعلم وبنيتها التحتية وعن الهدف أو الغرض من تقديم هذا المحتوى التعليمي وعن التوقعات الخاصة بأدائه
  • تقديم نماذج واقعية لبيئات تعلم ثرية وصحية وبنياتها التحتية
  • تمهيد البنية التحتية لبيئة التعلم کأساس لنجاح التعلم ( نبيل عزمي ، 2008 ، 117 )

وقد أوضح " خضر مصباح 2008 " خصائص البنية التحتية للتعليم الإلکتروني في أنها تحتوي على بنية تحتية متينةSolid   ورشيقةRobust   وقويةStrong   تعتمد على تقنية الاتصالات وتقنية شبکات الحاسوب العالمية والمحلية مثل شبکة الإنترنت والإنترانت .

إن تطبيقات التعليم الإلکتروني تزداد نموا في الحجم والتعقيد يوما بعد يوم وقد أصبح الطلب على البنية التحتية لتقنية المعلومات أکثر قساوة ، فالبنية التحتية لتقنية المعلومات لابد من أن تتوافر فيها الإمکانات التالية .

  • · تمتلک السعة الکافية لدعم المستخدمين وحمولة الشبکة من المعلومات المختلفة الشکل وذات الأحجام الکبيرة والتي تشمل مختلف أنواع الوسائط المتعددة .
  • يجب على البنية التحتية أن تکون ذات قدرة على استيعاب الأعداد الکبيرة المتزايدة لحجم المستخدمين وعدد الأجهزة التي يستخدمونها .
  • · لابد أن تکون البنية التحتية داعمة للتعليم الإلکتروني في استقررها وثابتها لتاکيد مستوي عالي من توفر الخدمة المستمرة للمتعلمين وکافة الأطراف والذين لهم علاقة بالتعليم الإلکتروني مثل المشرفين والأساتذة وشرکاء العمل ومؤلفين المحتوى التعليمي
    والمبرمجين وغيرهم .
  • · لابد لنية التعليم الإلکتروني التحتية أن تزود ببيئة منفتحة وذلک لدعم کافة الأنظمة والأجهزة التي يستخدمها مختلف المتعلمين وذوي المصلحة
  • · لابد أن تکون البنية التحتية قادرة على حماية المستخدمين وخصوصياتهم وحماية المحتوى التعليمي لتخلق الثقة الکاملة بين المستخدمين والمؤسسات التعليمية أو الشرکات . ( خضر مصباح ، 2008 ، 39 )

ويعرف " عبد العزيز طلبة 2010م" بيئة التعلم الإلکتروني بأنها بيئة مرنة للتعلم بلا أرض أو جدران أو أسقف تتخطى حدود الزمان والمکان يجلس فيها المتعلمون أمام أجهزة الکمبيوتر في منازلهم أو في أي مکان آخر يدرسون مقررات مبرمجة على الکمبيوتر أو من خلال مواقع الإنترنت ويتصلون بأساتذتهم بشکل متزامن للحصول على الحوار والمصادر والمعلومات وغيرها ، ويتفاعلون مع زملائهم وأساتذتهم . ( عبد العزيز طلبة ، 2010 ، 49 )

ويري محمد عبد الحميد (2001) أن بيئة التعلم الإلکتروني هي البيئة التي تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنية لتقديم الخدمة التعليمية والاستفادة منها وخير مثال لهذه البيئة هو التعلم القائم على الشبکات ، ويرى أنه لکي يتحقق توظيف فعال لبيئة التعلم الإلکتروني لابد من تأمين بعض المتطلبات منها :

  • تبني المؤسسات التعليمية لنظام التعليم الإلکتروني واعتباره هدف قومي تتجاوز به العديد من صعوبات التعلم التقليدي
  • تحديد جهات تمويل وإنشاء البنية الأساسية للتعلم الإلکتروني
  • إعادة النظر في المناهج والبرامج التعليمية والمواد لتتفق مع متطلبات التعليم الإلکتروني
  • تعديل الاتجاهات نحو المستحدثات التکنولوجية بصفة عامة ونظم التعليم والتعلم الإلکتروني بصفة خاصة
  • رفع کل القيود التي تضعها النظم التقليدية على التحاق المتعلمين ببرامج التعليم الإلکتروني .

مما سبق يتضح لنا أن نأخذ في الاعتبار بعض النقاط الأساسية بعين الاعتبار عند اختيار البنية التحتية في أنظمة التعليم الإلکتروني ، منها مثلا أن تکون مبنية ومستمرة بالعمل طبقا للمقياس والمعايير الدولية والتي تضمن الجودة العالية للتواصل بين کافة الأطراف حيث يتواجد حاليا العديد من الجهود الدولية لتطوير هذه المعايير والمقاييس .

ثانيا :العناصر الأساسية المؤثرة في تطبيق التعلم الإلکتروني

تأتي الأدبيات المتعلقة بتطبيق التعليم الإلکتروني بالعديد من القضايا والأبعاد التي تعتبر متطلبات أساسية للتبني الناجح للتعليم الإلکتروني في عملية التعليم والتعلم ، وکل بحث يأخذ الموضوع من زاوية اهتمام معينة ويحکي تجربة خاصة ويحاول تعميم نتائجها على الحالات الأخرى ، وليس المجال هنا في هذه الورقة بمناقشة التفاصيل بکل رؤية ولکن من الممکن إجمال العناصر التي تحدثت عنها الأدبيات في ثلاثة أبعاد هامة ، البعد المتعلق بالإنسان ، البعد المتعلق بالتصميم ويشمل (التصميم في هذا السياق الجانب التعليمي والتربوي) ، والبعد الثالث المتعلق بالتقنية نفسها .

1-البعد المتعلق بالعنصر البشري وتدريبهم ( معلمون + طلاب )

أ-المعلمون :

يتغير دور المعلم في بيئة التعليم الإلکتروني من ناقل للمعرفة إلى موجه ومرشد للطلاب يساعدهم على تطوير المهارات ويرى نولتون (2000) Knowlton  أن المعلم يجب أن يأخذ دور الميسر Facilitator  أو المدرب Coach  وليس الدور الوحيد "  کناقل للمعرفة "

ولتقديم تعليم الکتروني ناجح ينبغي على المعلم أن يقدم تغذية راجعة فورية وکافية بصورة متتابعة لمشارکات واستجابات الطلاب وأن يشارک في المناقشات الإلکترونية کما يجب عليه تطبيق استراتيجيات تقويم متنوعة .( إيهاب درويش ، 2008 ، 105)

ويعتقد أندرسون (2004) Anderson  أن أول مهمة للمعلم الإلکتروني هي تنمية الإحساس بالثقة والأمان داخل المجتمع الإلکتروني ، ففي غياب هذه الثقة يشعر الطلاب بعدم الراحة والتقيد في إرسال أفکارهم وتعليقاتهم ، ويمکن للمعلم بناء تلک الثقة عن طريق جعل الطلاب يرسلون سلسلة من التعليقات الأولية عن أنفسهم ، کما يمکن له السؤال عن معلومات خاصة کالسؤال عن أسباب تسجيل الطلاب في المقرر ، ويحدد البعض أدوار المعلم الإلکتروني فيما يلي ، الدور التنظيمي ، الدور الاجتماعي ، الدور المعرفي ( الأکاديمي)

وهناک کثير من الدراسات الحديثة تشير إلى الدور المحوري الذي يقوم به المعلمون في إنجاح تطبيقات التعلم الإلکتروني ، فهم في الحقيقة يمثلون العربة التي تنقل التعلم الإلکتروني من حيز الفکرة والخطة إلى فضاء التطبيق ، ولازال العديد منهم مترددين في الإفادة من الطاقات الکامنة في عملية التعليم والتعلم .

ولا تزال الجهود في مجال التدريب على تقنية المعلومات والاتصالات في المجال التربوي أقل بکثير من المأمول ، فعلى الرغم من أهميتها فلا زالت في درجة متدنية ، وينص تقرير حديث صادر عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملکة العربية السعودية ( القطاع التعليمي) " أن 58% من المؤسسات التعليمية لا توفر برامج تدريبية لمجالات تقنية المعلومات وتسجل الدراسة أن من بين أولئک الذين أجابوا أنهم تلقوا تدريبا على مجالات تتعلق بتقنية المعلومات کانت حصة التدريب الأکبر على برنامجي " إدارة قواعد البيانات Database management  بنسبة 21% وبرامج المحاسبة بنسبة 28% ، أما نسبة التدريب للمجالات الأخرى فهي متدنية کما حاءات بالدراسة  ( هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ، 2008 ) وهذا يؤکد مدى الحاجة إلى استشعار الأهمية الواجب توافرها لقضية التدريب على التطبيقات التربوية لتقنية المعلومات والاتصالات لأعضاء هيئة التدريس ، وأن الموارد التي تنفق على التدريب لا تخصص للمجال الأهم عند تنفيذ البرامج المهتمة بتطبيقات التعليم الإلکتروني .

هل يعارض المعلمون تدريبهم على استخدام تقنية المعلومات والاتصالات ؟ يجيب الباحثون عن هذا السؤال العام بأن الکثير من لا يعارضون ، ولکنهم في الوقت نفسه لا يشعرون بالثقة في کيفية تبنيها فعلا داخل حجرة الصف الدراسي في عملية التعليم والتعلم ، وهل تکون تقنية المعلومات والاتصالات أساسية أو مساعدة ، وتستخدم في النشاطات فحسب فيحتاجون إلى معرفة النمط التعليمي الذي يضمن الاستفادة الکاملة ، ويختلف المعلمون حديثي التخرج عن المعلمون القدامى غالبا من ناحية التعاطي مع تقنية المعلومات والاتصالات فحديثي التخرج على الأرجح يکونون قد تعودوا أثناء دراستهم الجامعية على استخدام الحاسب الآلي وکذلک الإبحار في الانترنت وبالتالي سيکون تقبلهم من نظرائهم القدامى .

إن الدليل البحثي وعبر دراسات متعددة يؤکد على أن تدريب المعلمين لدى کل من يرغب بتطبيق التعلم الإلکتروني من إعطاء هذا البعد الأهمية اللازمة وخاصة عند النظر إلى الطبيعة الدينامکية لصناعة وتقنية المعلومات والاتصالات وما يرتبط منها من أدوات تعليم إلکتروني مستحدثة نتيجة لهذه التطورات , وأدبيات هذا البحث توضح لنا أن المعلمين يجب أن يکونوا قادرين عبر التدريب الذي يتلقونه من الحصول على المعرفة والمهارات التي تدعم تطبيقهم واستخدامهم لمعطيات تقنية المعلومات والاتصالات والموارد المتاحة عبرها ، فالتدريب يجب أن يمکنهم من متابعة کافة التطورات التقنية بالإضافة إلى تطبيقاتها التعليمية في سبيل رفع کفاءتهم في عملية التعليم والتعلم ، وتحفيز قدراتهم التعليمية ورفع مستواهم التحصيلي .

بصفة عامة يمکن القول أن مخرجات أي برنامج تدريبي متکامل للمعلمين على استخدام التعلم الإلکتروني والاستفادة من التطورات السريعة في تقنية المعلومات والاتصالات يجب أن تجيب على الأسئلة التالية :

  • ما هو أفضل استخدام لتقنية المعلومات والاتصالات للتدريس
  • متى نستخدم ( ومتى لا تستخدم ) تقنية المعلومات والاتصالات في مادتک التعليمية
  • کيف تستخدم تقنية المعلومات والاتصالات في التخطيط والإعداد للدروس المختلفة
  • کيف تقوم عمل الطلاب بعد أدائهم للمهام باستخدامهم لتقنية المعلومات والاتصالات

ب-الطلاب

يختلف طلاب التعليم الالکتروني عن طلاب التعليم التقليدي من حيث الخصائص والاستعدادات ، فطلاب التعليم الإلکتروني يفضلون التحکم في معدل التحصيل الدراسي وفقا لمستواهم الفردي کما يفضلون الدراسة المستقلة ، ولديهم الرغبة في التعامل مع تکنولوجيا المعلومات والاتصالات مع توافر المهارات اللازمة ، کما لديهم تصورات إيجابية نحو التعليم الإلکتروني ( إيهاب درويش ، 2008 ، 107 )

2-البعد المتعلق بالتصميم :

في هذا البعد الهام لابد من التأکد من أن البرامج التعليمية المستخدمة في التعليم الإلکتروني قابلة للتطبيق ، وميسرة للمستخدمين ، فلا حاجة إلى برمجيات تعليمية معقدة لا يمکن استخدامها إلا من قبل المختصين بتقنية المعلومات والاتصالات ، فمستخدمو البرمجيات التعليمية في التعليم الإلکتروني الناجح هم إما مدرسين في تخصصات مختلفة أو يکونوا من المختصين بتقنية المعلومات والاتصالات أو من المتعلمين الذين هم في طور التعلم ، فلابد من أن يکون المحتوى التعليمي مبنيا على أساليب تربوية أثبتت نجاح استخدمها في هذا النمط من التعلم وذات منهجية مرتکزة على المتعلم نفسه يستطيع من خلالها تحفيز قدراته الذهنية ويتحداها بشکل يحثه على التعلم من أجل أن يکون متفاعلا .

وقد أشار ( إيهاب درويش ، 2008 ) إن هناک حاجة إلى تصميم تربوي فعال للمناهج الإلکترونية ، وينبغي ألا يرکز هذا التصميم فقط على الجوانب التکنولوجية للمقرر ، بل ينبغي الترکيز على بعض الأساليب التربوية التي تدفع الطلاب للمشارکة في برامج التعليم الإلکتروني والتي منها ما يلي :

  • · إنشاء صفحة ترحيب Welcome page  والتي تمثل " البوابة الأمامية " للطلاب حيث تعتبر الصفحة " تحية افتراضية " للطلاب عند التحاقهم بالفصول الإلکترونية ، وتجيب هذه الصفحة على أسئلة الطلاب المتنوعة وتزودهم بالمعلومات التي يحتاجونها للنجاح في الفصل .وينبغي أن تحتوى الصفحة على ما يلي :
  • معلومات عن المعلم وصورته ، وعنوان بريده الإلکتروني ورقم تليفونه وساعاته المکتبية
  • مکونات الکمبيوتر اللازمة وکذلک البرمجيات
  • مؤشرات النجاح في الفصل الإلکتروني

ومن الجيد أن تصل هذه المعلومات من خلال أسلوب ترحيبي مفعم بالود والحب للتقليل من التجاهل والشعور بالعزلة والتي تحدث عادة في برامج التعليم الإلکتروني .

وقد أکد روفال (Roval) على أن التصميم الجيد للمقرر هو الذي يحدد فعالية وکفاءة التعلم ، ويقدم نموذجا لمقرر الکتروني يتضمن العناصر الفعالة لعملية التعليم الإلکتروني .

3-البعد المتعلق بالتقنية :

يتضمن هذا البعد عدة عناصر ، منها ما يتعلق بمدى مناسبة التقنية المستخدمة في تطبيق التعليم الإلکتروني للنشاطات التعليمية المطلوبة ، ومدى ملائمة البنية التحتية لاستخدام الأدوات التعليمية المناسبة ، فضلا عن قدرة المستخدمين على استخدام الموارد التقنية .

وهناک اتفاق بين کثير من الدراسات التي وضعت بعض المتطلبات الخاصة بالأجهزة والبرامج ( المتطلبات الفنية ) مثل :

  • جهاز کمبيوتر يعمل على الأقل بنظام ويندوز XP
  • إتاحة الدخول إلى الإنترنت عن طريق Internet Explorer
  • إتاحة 40 : 50 ميجابيت على الأقل على سطح المکتب Desktop
  • عنوان بريد الکتروني
  • برنامج معالجة الکلمات مثل Microsoft Office  
  • آلة طابعة من أجل طبع المقالات والمنهج والواجبات
  • برنامج أکروبات ريدر Acrobat Reader
  • برنامج لتشغيل الصوت والصورة  Real Player  
  • برنامج عرض الشرائح Power Point حيث يستخدمه بعض المعلمين في المحاضرات أو أثناء عرض الدروس
  • برنامج حماية ضد الفيروسات Virus protection software  مثل مکافي أو نورتون MacAfee & Norton

ويظن الکثيرون أن هذه البرامج ذات کلفة عالية ، ولکن الأمر عکس ذلک حيث يمکن تحميل معظم تلک البرامج من على شبکة الإنترنت مجانا أما بالنسبة لأجهزة الکمبيوتر وآلات الطباعة فسعرها في انخفاض مستمر .

هناک العديد ممن تحدث عن الوعود المشرقة والمستقبل الوردي للتعلم الإلکتروني مقارنة بما کان يحدث في الماضي عندما کانت التقنيات التعليمية عبارة عن أفلام وأشرطة کاسيت وتعلم مدمج کلها لم تنجح ولم يکتب لها النجاح ولم يکتب لها الانتشار في مجال التعليم کما ينبغي ، ولکن التعليم الإلکتروني سينجح وحجتهم هنا وجود الإنترنت ، هل الإنترنت هو الذي سيصنع الفرق ؟ أم إن التربويين المتحمسين لتطبيقات التقنيات الجديدة في مجال التعليم هم دائما متفائلون لکل تقنية جديدة تظهر في مجال التعليم ؟

وقد أوضح العقلا (Alagla ,2003)  في دراسته رصده لطموحات التربويين عند
طرح التقنيات التي استخدمها العاملون في المجال التعليمي على مدى عقود القرن الميلادي ، حيث أثبتت الدراسات أن أيا من تلک التقنيات لم يکن عنصرا بارزا في حجرة الصف الدراسي ، ولم يشکل أي تهديد للسبورة الطباشيرية التقليدية ، ويرى العديد من الباحثين أن هذه المسالة تحتاج
إلى تحديد الدور الذي من الممکن أن تساهم فيه تقنية المعلومات والاتصالات في حجرة الدراسة
 ( Tondeure et al .2007 ) وهذا يوضح بکل تأکيد أن الموضوع مرتبط ومتعلق بالتعلم أکثر من التقنية نفسها .

وهنا أعود للسؤال السابق " هل الإنترنت " سيصنع الفرق بين حقيقة ؟ الجواب لاشي
إن تناولنا الأمر من الناحية التقنية فقط ، إن النقاش الوارد سابقا لم يکن ضد التقنية في مجال التربية والتعليم بل کان يشير الى النظر الى التقنية وکأنها عنصر النجاح الرئيسي ونسيان
التعلم أو عدم الأهتمام به ، فهذان الأمران کفيلان بالحکم على التجربة منذ الخطوة الأولى ،
بل أن کثير من الباحثين أشاروا الى اهمية تبني اساليب متعددة لتطبيق التعلم الإلکتروني
 (Condia &Livingston ,2007) وقد أشار العديد من الخبراء التعلم الإلکتروني في المملکة العربية السعودية لهذة النقطة ، وأنها من أبرز عوائق تطبيق التعلم الإلکتروني ( العقلا ، 2006 ) ، حيث أبرزوا في أن العديد من مشروعات التعلم الإلکتروني تفشل إذا تم الترکيز على الجانب التقني ، مع إهمال الشق التربوي التعليمي .

الموضوع يحتاج للتساؤل : هل الميزانيات هي السبب ؟ فأسهل أمر يقوم به الشخص المسئول عن التعلم الإلکتروني هو إصدار أمر شراء لأجهزة حاسب آلي وخوادم والتعاقد لتنفيذ شبکات ، وبذلک يتم التخلص من جزء کبير من الميزانية ، أما القضايا الأهم کتدريب المعلمين بفاعلية ، وتهيئة المناخ المناسب لتطبيق التعلم الإلکتروني وتطوير المناهج ، وإعداد کوادر الدعم التربوي والتقني ، لا تظهر نتائجها محسوسة کما هو الحال بالنسبة إلى الأجهزة ، مع أن الأجهزة لا تزال تتناقص قيمتها وفق معادلة ثابتة کل ثمانية عشر شهرا ، وهذا يؤکد مرة أخرى أننا نفقد ونهدر موارد کثيرة بترکيزنا على التقنية فحسب ، بل يجب أن لاننسى أن التعلم الإلکتروني هو تعلم في المقام الأول وليس منتجا إلکترونيا .

على ذلک ، ينبغي أن يکون للمعلمين يدا ومشارکة فاعلة في تطوير برامج التعلم الإلکتروني عند کل مستويات تطويرها بما في ذلک تحديد الأهداف التعليمية ، والمستوى المتوقع من استخدام البرمجيات التعليمية ، وبهذه الطريقة نضمن أن المعلمين لم يکونوا غائبين عند التخطيط للتعلم الإلکتروني مما يزيد فرصة التفاعل الأکبر منهم عند التطبيق بينما لو ترک الأمر للتقنين ، فلا شک أنهم سيرکزون على الأمور التقنية فقط ، وهذا ليس المطلوب فقط بل التکامل بين التقنية والتعلم هو الهدف الأساسي من تطبيقات التعلم الإلکتروني .

وقد أکد " کنساره " (2008) على أن الفوائد المتوقعة من تطبيقات التعلم الإلکتروني بالمملکة العربية السعودية کثيرة في العملية التعليمية منها

  • سهولة الوصول إلى المعلم في أسرع وقت خارج أوقات العمل الرسمي
  • الاستفادة القصوى من الزمن
  • الإحساس بالمساواة
  • إمکانية تحوير طريقة التدريس
  • إمکانية الاتصال بين الطلاب

ثالثا :إهمال الفجوة الرقمية :

بداية هناک سؤال هام " هل يوجد لدينا فجوة رقمية ؟ " ونحتاج إلى البحث في الدراسات والتجارب السابقة حتى نستطيع أن نؤکد أو ننفي وجود هذه الفجوة الرقمية ، کما إننا أيضا بحاجة إلى تعريف ما المقصود بالفجوة الرقمية ، حيث هناک العديد من التعريفات المنطلقة من زوايا مختلفة ولکن في هذه الدراسة يهمنا المجال التربوي استخدام تطبيقات تقنية المعلومات والاتصالات اللازمة للتعليم الإلکتروني ، وبشکل مختصر فالفجوة الرقمية تشير إلى الفروقات في القدرة على النفاذ الى الموارد المتاحة عبر تقنية المعلومات والاتصالات  ((Fink&Kenny;2003)Bertot, 2003) ، بمعنى أن البعض يمتلک الموارد اللازمة للنفاذ والدخول الى شبکة الانترنت ، بينما البعض الآخر لا يمتلک ذلک ، وبهذا يتبين الحاجة إلى معرفة مدى وجودها من عدمه في المملکة العربية السعودية .

إن آخر التقديرات الصادرة من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملکة العربية السعودية تشير إلى نسبة انتشار 66.5 هاتفاً لکل سکن (هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات (2007))، ولم يوضح هذا التقرير نسبة المساکن التي تملک أکثر من خط هاتفي واحد، حيث أن هذا سيؤثر حتماً في مجمل المساکن التي ليس فيها خط هاتفي (ناهيک عن الخطوط الهاتفية في المساکن الصيفية ومساکن الإجازات) وهذا ربما يقربنا من حقيقة أن نصف السکان أساساً لا يملکون خطوطاً هاتفية، وهي متطلب أساسي لأدنى اتصال ممکن بالانترنت، وهو اتصال لا يزال مکلفاً، وسيئاً، ولا يمکن محال أن يکون ذا فاعلية في استخدامات وتطبيقات التعلم الالکتروني، فالوسائط المتعددة، وهي ما يسم التعليم الإلکتروني تستلزم استخدام إنترنت ذات سرعة عالية، ولنعد هنا مجدداً لتقدير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الصادر في العام 2007م، فنجد أن نسبة انتشار خطوط الانترنت ذات النطاق العريض لم تتجاوز نسبة 2.5% من السکان!

هذا الرقم الصادر يعيدنا إلى المربع الأول ونقطة البداية، هل التعلم الالکتروني يعني استخدام وسائل تقنية مکلفة داخل حجرة الصف الدراسي، فتستخدم شاشة العرض بدلاً من اللوح، وجهاز الحاسوب بدلاً من الکتاب؟ أم أن التعلم الالکتروني في نمط من التعلم مرتکز على المتعلم، ويکون فيه المتعلم فاعلاً في عملية التعلم داخل الصف وخارج أوقات المدرسة؟ الجواب قطعاً هو الأخير، ولکن لن يتحقق ما دامت نسبة من لا يمتلک اتصالاً ذي نطاق عريض تتجاوز 95% من السکان، هذا من جهة الاتصال بالنطاق العريض، ولم يتم الحديث عن التکلفة التي قد تکون عائقاً حقيقياً أمام انتشاره، وفي الجهة المقابلة، نحتاج إلى دراسة حقيقية دقيقة تبين لنا مدى انتشار أجهزة الحاسب الآلي في المنازل، فعلى الرغم من استمرار انخفاض تکلفة الحاسب الآلي، لا زالت العديد من الأسر لا تمتلکها، وبذلک قد تزيد الفجوة الرقمية أخرى عند إضافة المتغير المتعلق بامتلاک جهاز حاسب آلي، فتوافر التجهيزات والموارد من الأمور التي يدل البحث العلمي على أنها من العوامل التي تساعد في زيادة انتشار استخدام تطبيقات تقنية المعلومات والاتصالات (Bozionelos, 2003)،  وهذا أمر بدهي، فمن يملک الأجهزة يغلب على الظن أنه سيستخدمها، بينما من لا يملکها، أو لا يملک الموارد اللازمة للاتصال بالشبکة فسيکون محروما من الاستفادة من العديد من الخدمات التي يحصل
عليها نظراؤه.

هذه الأرقام تتحدث عن انتشار خطوط الهاتف وخطوط الاتصال ذات النطاق العريض ولکني قد شاهدت قرى فيها مدارس لا تبعد عن المدينة التي أعيش فيها أکثر من عشرين کيلومتراً، وکنت أقوم ببحث (لازال مستمراً) عن الطريقة الأمثل لتطبيق التعلم الالکتروني في تلک المناطق المهمشة، فوجدت أن المدرسة تعيش على مولد الديزل، ولا يوجد فيها خط هاتف ثابت ولا تغطية للهاتف المتنقل، فما بالنا بالقرى والهجر التي أکثر من ذلک عن النطاق العمراني، فالتحدي أمام طموحات المؤسسات التعليمية کبير، ولکن عزم الرجال – بعد توفيق الله- کفيل بأن يتم إيجاد حلول لهذه التحديات والعقبات وتجاوزها بإذن الله تعالى.

إن تطبيق التعلم الالکتروني مع إهمال مدى تمکن الغالبية العظمى من السکان من استخدامه أمر مضر بالمساواة الاجتماعية التي نص عليها النظام الأساسي للحکم في المملکة العربية السعودية، ولابد من التفکير الجدي في القيام بمبادرات لردم هذه الفجوة الرقمية التي يؤثر على الأجيال الناشئة بصورة کبيرة، وتؤثر على مستقبلهم بصورة أکبر، ومن الممکن الاستفادة بالدراسات التي أجريت لإعداد الخطة الوطنية لتقنية المعلومات والاتصالات، حيث رصدت العديد من التجارب الناجحة في محاولة ردم الفجوة الرقمية في عدد من البلدان المشابهة في کثير من سياقاتها للملکة العربية السعودية، فمسألة الفجوة الرقمية مسألة أخلاقية في المقام الأول، فلا يعقل أن يتم حرمان الناشئة من الاستفادة من التقدم المذهل في تقنية الاتصالات وتقنية المعلومات بحجة فقر آبائهم وعدم تمکنهم من دفع المقابل لهذا الاستخدام .

رابعا :واقع التعليم الإلکتروني بالمملکة العربية السعودية .

أشار کل من " عبد الله إسحاق ،( 2005 ،2008 ) محمد توفيق (2009) أن هناک جهودا تبذل في المملکة العربية السعودية من أجل توفير البنية الأساسية لدمج التعليم الإلکتروني منذ منتصف القرن الماضي ، حيث يتضح أن نظام التعلم الإلکتروني المنفذ يمتاز بواجهة استخدام سهلة ومرنة وبتکامله مع نظام وزارة التربية والتعلم وإدارة المدارس حيث يحتوى على معلومات عن الطلاب على مستوى المملکة ، کما يمتاز النظام بقدرته على الاحتفاظ بأرشيف للطالب والمدرس على مدى سنوات الدراسة وإمکانية إرسال الواجبات المدرسية للطلاب حسب صفوفهم وشعبهم عبر الإنترنت ، ومتابعة حلول الطلاب وتسليمهم لواجباتهم المدرسية وملاحظات المدرسين على أداء الطلاب فيها کما توفر للطالب أداة للمساعدة في حل الواجب مع إمکانية إطلاع ولي الأمر وإدارة المدرسة على تلک الواجبات.

ويعتقد المسؤلون عن التعليم بالمملکة العربية السعودية أن استخدام التعلم الإلکتروني سيؤدي إلى خفض تکاليف التعليم ومساندة التطوير والتعلم الذاتي وتحقق استفادة أکبر من الموارد وانظمة تقنية المعلومات ، وإن استمرارية تطوير البنية التحتية لتقنية المعلومات لتوسيع وسائل الاتصال وشموليتها شيء ضروريا وکذلک توفير معامل حديثة للحاسب الآلي وتدريب المعلمات على استخدام التقنية وبناء المناهج ومواد تعليمية جذابة وبرامج فعالة لإدارة العملية التعليمية من تسجيل الطلاب والطالبات والمتابعة والتقيم وتوفير المواد التعليمية على مدار الساعة .

ومشروع المناهج الرقمية أو التعلم الإلکتروني تتماشى مع مشروع خادم الحرمين الشريفين الملک عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام لربط المدارس بالإنترنت وتزويد المدارس بالحاسب الآلي ضمن الخطة الوطنية لتقنية المعلومات وذلک بربط المدارس الحکومية والجامعات بتدريس الحاسب الآلي في جميع المستويات الدراسية وتهدف برامج تطوير المناهج التعليمية إلى بناء محتوى المقررات الدراسية ، وبناء المعايير والمواصفات الفنية وهيکلة المحتوى والتصميم التعليمي وحجم المحتوى ومداه وتتابعه موضحة آلية التنفيذ التي تضمن العديد من البرامج الفرعية ، کذلک بناء المعايير للمقررات الدراسية ، وبناء معايير دمج التقنية في المناهج الدراسية ، وإعداد المناهج الرقمية والکتب الإلکترونية والعناصر التعليمية للمناهج وتطوير بوابة تعليمية الکترونية للمناهج الدراسية .

 

المراجــــع
أولا :المراجع العربية
1-إيهاب درويش(2008) ،التعليم الإلکتروني ، ط1 ، القاهرة
2-إحسان محمد کنساره (2008) ، الجمعية المصرية لتکنولوجيا التعليم ، المؤتمر العلمي السنوى الحادي عشر " تکنولوجيا التعليم الإلکتروني وتحديات التطوير التربوي في الوطن العربي " ، القاهرة
3-عبد الله أسحاق العطار (2005) ، الجمعية المصرية لتکنولوجيا التعليم ، " المؤتمر العلمي السنوي العاشر ، تکنولوجيا التعليم الإلکتروني ومتطلبات الجودة الشاملة ، القاهرة ، الجزء الثاني .
4-.............................. (2008) الجمعية المصرية لتکنولوجيا التعليم ، المؤتمر العلمي السنوى الحادي عشر " تکنولوجيا التعليم الإلکتروني وتحديات التطوير التربوي في الوطن العربي " ، القاهرة .
5-محمد توفيق سلام (2009) ، التعليم الإلکتروني کمدخل لتطوير التعليم " تجارب عربية وعالمية " ، المکتبة العصرية ، المنصورة .
6-نبيل جاد عزمي (2008) ، تکنولوجيا التعليم الإلکتروني ، دار الفکر العربي ، القاهرة .
7-هيئة المعلومات وتقنية الاتصالات (2007). التقرير السنوي: حقائق وأرقام.
ثانيا :المراجع الأجنبية
8- Fink, C., Kenny, C. (2003). W(h)ither the digital divide. Info, v(5), p 15-24
9- Bertot, J. (2003) “The Multiple Dimensions of the Digital Divide: More than the Technology ‘Haves’ and ‘Have Nots’,” Government Information Quarterly, (20)2, pp. 185-191.
10- Eaton, J. and S. Kortum (2002) “Technology, Geography, and Trade,” Econometrica, (70)5, pp. 1741-1779.
16- James Hartley (2007) Teaching, learning and new technology: a review for teachers British Journal of Educational Technology 38 (1) , 42–62
17- Tondeur, J., Braak, J. & Valcke, M (2007) Curricula and the use of ICT in education: Two worlds apart? British Journal of Educational Technology 38 (6) , 962–976
18- Condie, R. & Livingston, K. (2007) Blending online learning with traditional approaches: changing practices British Journal of Educational Technology 38 (2) , 337–348
19- UNESCO (2002). Information and communication technology in teacher education: A planning guide. Paris, France: UNESCO.
20- Carneiro, R. (2005) The big picture: Where is learning going? In the proceedings of the Futures for Learning Seminar Report, Glasgow, pp 19 – 21.
21- Peters, M. with Besley, A. (2006) Building Knowledge Cultures: Education and Development in the Age of Knowledge Capitalism. Oxford, UK. Rowman and Littlefield.
22- Terhart, E. (2003) Constructivism and teaching: a new paradigm in general didactics? Journal of Curriculum Studies, 2003, 35, (1), 25–44
23- Carr, N.; & Chambers, D. P. (2006). Cultural and organisational issues facing online learning communities of teachers. Education and Information Technologies Volume: 11, Issue: 3, pp. 269–282.
24- Dettori, G., Forcheri, P., Molfino, M.T, Moretti, S., & Quarati, A. (2002). Shaping teacher preparation content according to emerging pedagogical paradigms. Proceedings of Int. Conf. On Computers in Education, IEEE Computer Society, pp. 1044–1050.