القيم الجمالية في الفنون الإسلامية کمدخل لإعادة صياغة الإعلان العربي على شبکة المعلومات الدولية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث ماجستير

2 أستاذ التصميم بقسم الإعلان وعميد معهد الفنون التطبيقية -6 أکتوبر

3 أستاذ التصميم ورئيس قسم التربية الفنية کلية التربية النوعية -جامعة المنصورة

الموضوعات الرئيسية


خلفية البحث :

تعد الفنون العربية من أعظم الفنون التي ظهرت لما يتميز به من إبداعات ، ومن أجمل التعريفات التي ذکرت عنه أنه " الفن الذي يهىء اللقاء الکامل بين الجمال والحق ، فالجمال حقيقة في هذا الکون ، والحق هو ذروة الجمال ، ومن هنا يلتقيان في القمة التي تلتقي عندها کل حقائق الوجود " . ([1])

وهناک مجالات عدة استفادت من تلک الفنون وتذکر الباحثة منها ما هو يرتبط بموضوع البحث وهو الاستفادة من تلک الفنون في إعادة صياغة الشکل الاعلاني العربي للحفاظ على الهوية العربية وهروبا من الغزو الأجنبي على تفاصيل الحياة العربية ، وقد ارتبط الاعلان في اعصر الحالي بالتطور التکنولوجي الذي مهد للعديد من الوسائل والسبل التي من خلالها ينتقل الاعلان إلى کل انحاء العالم بيسر ومن تلک التطورات هي شبکة المعلومات الدولية وقد " نشأت تلک الشبکة من خلال التزاوج بين تکنولوجيا المعلومات والاتصالات. وفي کل تکنولوجيا متقدمة شيء من السحر. وسحر الإنترنت هو التکنولوجيا الرقمية Digital Technology التي تتعامل کما يدل
اسمها بالأرقام، حيث تحيل المعطيات الإعلامية المرئية والمسموعة إلى العدد الزوجي واحد وصفر، أو بالعکس تعيد تحويل المادة الرقمية إلى نصوص مکتوبة، وصوتية، وصور فيديو، ويُطلق عليها اسم "متعدد الوسائط" Multimedia. يقوم بهذه المهمة في الاتجاهين الکومبيوتر، أي "الحاسوب" وهو کما يدل اسمه بالعربية والإنجليزية آلة حاسبة تتعامل برقمي الواحد والصفر اللذين يشکلان الوحدات القياسية للمعلومات، ويُطلق عليهما اسم "بتات" Bits. کل ثمان "بتات" تعادل "بايت" Byte واحداً" ([2]).

والإعلان على الانترنت حاليا من أهم وسائل الإعلان العالمي والمحلي في مختلف المجالات ،وتعددت وسائل هذا النوع من الإعلان فمنها ما کان عبر المواقع الشهيرة أو عبر الشرکات المتخصصة في الإعلان الرقمي  ومنها ما کان عبر البريد الالکتروني ،وتحول أغلبها إلى رسائل مزعجة بسبب عشوائيتها واستخداماتها الخاطئة ….

" وعربيا يمکننا ملاحظة أن الإعلان عبر الانترنت انتشر بشکل کبير جدا ،ولکن للأسف بشکل خاطئ … فإذا ما تحدثنا عن أشهر المواقع والمنتديات العربية نجد  لاغلبها الهدف الأساسي والذي طغى على کل الأهداف الأخرى وهو الربح من الإعلان … ولکن المشکلة الکبرى ليست هنا فهذا من حق صاحب أي موقع لکن الطريقة التي يتم الإعلان بها شوهت المفهوم العام للإعلان، وترى الباحثة أن هذا يقلل من قيمة الموقع بحد ذاته ومن قيمة الإعلان فيه … فغالبا ما تبحث عن معلومة عبر google ليقودک إلى آلاف النتائج .. فما أن يوصلک إلى موقع عربي لا على التعيين علنا نجد فيه ما يفيد  إلى أن تظهر العشرات من البانرات والفلاشات والروابط الدعائية  التي تشتت الفکرک وتؤذي العينين بمجرد النظر لها وحتى أننا قد تنسى ما دخلنا لأجله وکذلک الأمر عندما نسجل في إحدى هذه المواقع أو المنتديات سنجد البريد الالکتروني يعج بالرسائل الدعائية التي تهم والتي لا تهم والتي لا علاقة لنا بها" ([3]) .

والمزعج في الأمر  أننا نادرا ما نرى أن ما يشير له الإعلان له علاقة بالمعلن عنه فقد يکتبون لنا عبارات فقط لمجرد لفت الانتباه وإثارة الفضول ولا تکون تمت بصلة للموقع أو السلعة أو الخدمة المعلن عنها .

ويؤثر الإعلان الجيد بشکل کبير على المتلقي ويثير اهتمامه مما يخلق الرغبة لديه للتوجه نحو موضوع الإعلان ، بما أن الإعلان يخدم مساحة عريضة من الجمهور فمن هنا تتضح أهميته وکيف أنه وسيلة يجب النظر إليها دائماً والعمل على تطويرها بما يتناسب مع التطور الهائل الذي يشهده العالم ، ومن هنا کان موضوع البحث حيث ارتأت الباحثة أن الفن الإسلامي وما يمکن أن يضيفه من قيم جمالية قد يؤثر بشکل إيجابي على شکل الإعلان بما يتناسب مع الحضارة العربية وينقل صورة جيدة للفن الإسلامي بتوظيف مفرداته وعرضها من خلال الإعلان المعروض بوسائله المختلفة وبوجه خاص الإعلان المعروض على شبکات الإنترنت نظراً للتطور التکنولوجي الهائل في مجال الاتصالات .

ويمکن أن تتلخص مشکلة البحث في الإجابة عن التساؤل التالي :

کيف يمکن إعادة صياغة الشکل الإعلاني المقدم من خلال بعض وسائل الإعلان بالاستفادة من القم التشکيلية لعناصر من الفن في العصر الاسلامي ؟

أهمية البحث :

ترجع أهمية البحث إلى محاولة إعادة صياغة الإعلان بوسائله المتعددة وما يمکن أن تضيفه تلک المحاولة من تميز للإعلان العربي المعروض على شبکات الإنترنت.

وترجع أهميته أيضاً إلى اختيار فکرة الإعلان بما يتناسب مع تکنولوجيا الإنترنت بأسس فنية تأخذ الطابع العربي والذي يميزنا عن الغرب بما يساهم في خدمة العملية الإبداعية في التصميم العربي على شبکات الإنترنت .

أهـداف البـحـث :

يهدف البحث إلى :

  • تخطيط الشکل الإعلاني وتطويره باستخدام مفردات الفنون العربية المتعددة .
  • المساهمة في تطوير التصميم الإعلاني العربي على شبکات الإنترنت بما يجعله متميزاً         بطابع يحمل الهوية العربي .

فـروض البـحـث :

يفترض البحث أنه :

  • هناک علاقة بين الإعلانات والتراث الحضاري .
  • تتوافر للفنون العربي السمات التي يمکن أن ترقى بها إلى العالمية .
  • يؤدى استخدام زخارف الفنون الإسلامية في التراث العربي إلى إظهار الإعلان بصورة تميزه عن سواه من الإعلانات في مختلف أقطار العالم .

منـهج البـحث :

- تتبع الدراسة منهج البحث الوصفي التحليلي ، ثم المنهج التجريبي حيث ستقوم الباحثة بعمل تجربة ذاتية لتحقيق الهدف المرجو من البحث .

حــدود البــحث :

أ - حدود زمانية :

تتمثل الحدود الزمانية في الفترة المعاصرة والتي کان للإعلان على شبکة الانترنت مکان واضح ومؤثر في مجالات الدعاية والتسوق .

ب - حدود مکانية :

وتشمل الإعلانات الموجودة على شبکات الانترنت العالمية والمجلات الحديثة ويتم انتقاء عناصر مختلفة من تلک الإعلانات وتحليلها وإعادة صياغتها بشکل يحمل السمة العربية .

الوسائل المختلفة للإعــلان :

1 - إعلان الجريدة 

الصحف تعد وسيلة اتصال واسعة الانتشار محلياً ودولياً واهتمام المعلنين بعرض إعلاناتهم من خلالها يرجع لما تتميز به الصحف من تغطية وانتشار على مدى واسع بين کل الفئات .

تعطى الجريدة انتشارا جماهيريا واسع المدى ، حيث أن حوالي 65% من البالغين يطالعون جريدة يومية أو أکثر کل يوم , أما الذين لا يتابعون الجرائد فهم عادةً من فئات غير مستهدفة بأغلب الخدمات والمنتجات التي تعرض إعلاناتها من خلال الجريدة . (1)

  ويتکون إعلان الجريدة من شکل رئيسي يکون عادة أکبر من باقي العناصر وعنوان رئيسي وآخر ثانوي کلماته أکثر عدداً وأصغر حجماً مع صور إضافية أصغر في الحجم من الشکل الرئيسي ، ونجد أنه إذا ما احتوى الإعلان على أسعار وهذا ما يحدث في غالب الأمر فتکتب الأسعار بخطوط کثيفة واضحة کي تراها العين وتعطى التأثير البصري المطلوب .

  وعلى الرغم من تفوق التصوير الفوتوغرافي على الرسوم وتفضيله في مجال الإعلان لمصداقيته العالية وکونه أکثر اقتصادية إلا أن الصحف مازالت تتمسک بالرسوم لملاءمتها للإمکانيات الطباعية للجريدة . ([4])

2 - إعلان المـجلة

وتشکل إعلانات المجلة وسيلة اتصال ذات فاعلية کبيرة وخاصةً قبل انتشار التليفزيون ولکنها تراجعت بعض الشيء بعد انتشاره وبدأت المجلات المتخصصة في الظهور لمواجهة هذه الظاهرة لأنها تستهدف فئات معينة مما ساعد المعلنين والمصممين على وضع تصميمات إعلانية تناسب الفئات المستهدفة من الإعلان ليعطى نتائج أکثر إيجابية .

وإعلان المجلة يعد أقل إزعاجاً وإلحاحاً من إعلان التليفزيون , فالمجلة تضمن للمعلن تهيئة نفسية أفضل للمتلقي واستعداد إيجابي لتقبل المادة الإعلانية الموجهة له أکثر من إعلان التليفزيون والذي يغلب عليه الإلحاح عن السلعة مما يصيب المشاهدين بالملل ويعطى أحياناً نتائج عکسية .

وتتميز المجلة عن الجريدة بإمکانياتها الإنتاجية ، فالمجلة تتيح تطبيق أکثر من وسيلة طباعية حتى في الإعلان الواحد أحياناً کالجمع بين طباعة الأوفست والجرافيور فضلاً عن مدى الألوان الواسع الذي تعرضه وبجودة عالية , کذلک فالورق المستخدم للمجلة عادةً ما يفوق في جودته ورق الجريدة فيعطى نتيجة طباعية أفضل ويحد من المشاکل التي تواجه الجريدة مثل الشف . ([5])

3 - الملصـقات : Posters

وهى وسيلة اتصال تعتمد على مزج الصورة بالکلمة ووسيلة عرض خارجية تتعدد فيها الأحجام والأشکال وطريقة التنفيذ وهى من أهم وسائل عرض الإعلان , کما أنها وسيلة جماهيرية واسعة المدى تنتقل فيها المعلومة بسرعة وإذا ما تم تصميم الملصق بشکل جيد ومؤثر کان وقعه على المتلقي کبير .

ويلجأ إليها المعلنون لخلق الوعي لدى الجمهور بوجود منتج أو خدمة جديدة دون ذکر تفاصيل حوله أو تذکيرهم بمنتج أو خدمة قائمة بالفعل وهى تحقق مدى انتشار واسعاً للغاية خاصة تلک المعروضة بالميادين العامة والطرق السريعة . (3)

 

4 - الإنتــرنـت :

الرغبة في الابتکار والعمل على التطوير والتعديل والتغيير باستمرار طموح يتصف به البشر للوصول لأفضل وأحسن ما يمکن .

ولا يتوقف هذا الابتکار أو ذاک التطوير عند حد ما أو في مجال دون آخر , فنجده يلمس أو يطرق بقوة في شتى المجالات من صناعة ورياضة وعلوم وآداب وفنون وما إلى ذلک من النشاطات الإنسانية . (1)

فعمليتي التطور والابتکار تتزايد بسرعة کبيرة فکل يوم يوجد جديد في عالم الکمبيوتر وأصبح الکمبيوتر متداخلاً في کل نشاطات الحياة فأصبح منتشراً في العمل والمنزل وبين کل الفئات ومع انتشار أجهزة الکمبيوتر تم ربط الأجهزة ببعضها البعض للحصول على مزيد من تبادل المعلومات والبيانات .

فظهر مفهوم الشبکة حيث يتم فيها اتصال مجموعة من الحاسبات بعضها البعض بواسطة طريقة اتصال Protocol ويعتبر ذلک أبسط تعريف لشبکة ما , وشبکة الإنترنت هي شبکة عالمية , أي على نطاق عالمي من مجموعة متنوعة ومتباينة من الشبکات الکمبيوترية الأخرى المتصلة ببعضها البعض . (2)

ويعتبر الإنترنت طريق المعلومات السريع وأداة فعالة للتجارة کوسيط بين المعلن والمستهلک لذلک زاد الاهتمام بالإنترنت وخاصةً بين الشرکات التجارية ورجال الأعمال .

وتتألف شبکة الإنترنت من مجموعة من منظمات وهيئات ومؤسسات مختلفة , فمنها المؤسسات والدوائر الحکومية والرسمية والجامعات والمعاهد العلمية والتعليمية والشرکات التجارية , وتسمح هذه المجموعة للآخرين بالاتصال بحواسبها والمشارکة الکاملة أو المحدودة للمعلومات فيما بينهم ، وتتوقف حجم هذه المشارکة في المعلومات والبيانات إلى تقدير کل منظمة أو هيئة من هذه المؤسسات . (3)

ويستطيع الأشخاص والهيئات والمؤسسات الاتصال ببعضهم من خلال الإنترنت وعبر أنحاء العالم .

تأثـير التطـور التکنـولوجي على العمـلية الإعـلانية :

تتطور العملية الإعلانية تطور سريع خاصةً بعدما ارتبطت بتکنولوجيا المعلومات وقد جعل ذلک المستهلک يکتسب زيادة بيانات ومعلومات شرائية مما أثر على طبيعة معلن اليوم بما يجعله متفرد ومتميز ، بأن يقوم على تحديد المستهلک وبناء علاقة قوية معه تؤدى لارتباط المستهلک بالمعلن أو الشرکة المعلنة ومن ذلک يتحقق هدف العملية الإعلانية .

وبظهور تقنية الإنترنت والتطور الهائل الذي نشهده منذ التسعينات فقد أدى ذلک إلى إتاحة فرصاً جديدة وأساليب متنوعة تخدم إستراتيجية المعلنين ، ويمکن استخدام التقنية الرقمية بوصول ذکى للمعلومات والمنتجات والخدمات الترفيهية والتفاعل مع محتويات الرسالة الإعلانية  وبزوغ أهمية دور اختــيار المستهلک أو رد فعله بشکل کبـير ساهم في تغيير الإستـراتيجية

التسويقية والترويجية الإعلانية حيث أصبح رد فعل المستهلک ومشارکته الإعلانية إيجابية على عکس ما کان يحدث قبل الويب وشبکة الإنترنت . (1)

وحيث أن المعلن لا يستطيع تحديد ملائمة الإعلان في شکله ومضمونه لجمهور المستهدفين من المستهلکين عن طريق التليفزيون أو المجلة أو الجريدة ، في حين أن الإعلان على الإنترنت يسمح بعلاقة تفاعلية ثنائية بين المعلن والمستهلک فيستطيع إبداء رأيه في موضوع الإعلان ورسالته شکلاً ومضموناً ومن ثم الإستفادة من أسلوب عرض المنتج الذي يعمل على ترويجه وتحسين مواصفاته من أجل الوصول لتحسين الإنتاج وإرضاء العميل .

الفنون العربية المرتبطة بمجال البحث :

وتعتبر الفنون العربية أطول الفنون عمراً وقد دب فيها الضعف منذ القرن الثامن عشر وحدث ذلک بعد أن تأثر الفنانون بمنتجات الفنون الغربية وقاموا بتقليدها وهذا التقليد أنتج صيغ فنية لاهوية لها ، کما أن هذا الضعف أيضاً کان نتيجة أن أولئک الفنانين والصناع قد ترکوا ما ورثوه من أساليب فنية وفضلوا السرعة في الإنتاج والتقليد دون إعطاء الأعمال الفنية خاصتهم الوقت اللازم لإتقانها , کل هذا من الأساليب التي سببت في ظهور الفن الإسلامي .

الفن الإسلامي المصري :

لقد بدأ الفن الإسلامي في الظهور خلال القرن السابع الميلادي ولکنه لم يکن محدد من حيث الملامح أو الأسلوب ونجد أن الفن الإسلامي أعتمد علي عدة مصادر رئيسية أهمها :

1 - الفنون الشرقية القبطية

2 - الفن الساساني في العراق وأيران

نشأة الفن الإسلامي المصري :

تم فتح مصر من قبل العرب عام 641م , وفي بادئ الأمر بعث "علي بن أبي طالب" بثلاث من الولاة ثم أرسل "معاوية" جيش بقيادة "عمرو بن العاص" وانتصر هذا الجيش وهکذا استقر الأمر لبني أمية في حکم مصر عام 658م , وما لبثوا أن سقطوا عام 750م علي يد بني العباس. وفي سنة 868م تقلد الحکم في مصر القائد الترکي "باکباک" فاستخلف عليها "أحمد بن طولون" الذي أسس فيها أسرة لعبت في التاريخ الفني لوادي النيل دوراً کبيراً .([6])

وقد استمر الحکم الطولوني حتى عام 905م الى أن استولي الإخشيديون على الحکم واستمر ولاءهم للدولة العباسية ثم غزا الفاطميون مصر عام 969م وتم نقل قصر الحکم إلي القاهرة وهکذا استمر الحکم للفاطميين حتى عام 1171م الى أن تأسست الدولة الأيوبية في هذا العام علي يد "صلاح الدين الأيوبي" والذي استمر حکمهم حتى عام 1250م حتى أنتزع المماليک منهم السلطة في هذا العام وظلوا هکذا حتى انتهي حکمهم عام 1390م .

ويجدر بالذکر أن هناک تاريخيين مهمين في تاريخ الفن الإسلامي , أولها عام 641م عام فتح "عمرو بن العاص" لمصر ومنذ هذا التاريخ أصبح الدين الإسلامي هو الدين الغالب والعربية هي اللغة السائدة , أما الثاني هو عام 969م وهو تاريخ تولي الفاطميين الحکم في مصر حيث حدث تطور ملحوظ وواضح للفن المصري الإسلامي علي يد الفاطميين .

مراحل تطور الفن الإسلامي :

انقسم الفن المصري الإسلامي في الواقع لقسمين أو لفترتين زمنيتين :

  • · الأولي: منذ أن تم الفتح العربي حتى العصر الطولوني وتعتبر تلک المرحلة هي مرحلة الانتقال من الفن القبطي المصري إلي الفن الإسلامي المصري .
  • · والثانية: من انتهاء العصر الطولوني حتى العصر الفاطمي وهي المرحلة المهمة في تاريخ الفن الإسلامي المصري وأولي مراحل وضوح معالم هذا الفن .

وفي الفترة الأولي کان الإنتاج الفني عبارة عن الجمع بين العناصر الفنية القديمة وبين الميول الإسلامية والذوق الإسلامي وکمثال لذلک الجمع بين العناصر الزخرفية کأشجار العنب والنخيل والسمک والحمام والتي کانت سائدة في الفن القبطي ، والعمل علي تهذيب تلک العناصر بالشکل اللائق مع الميول الإسلامية ولکن مع استبعاد زخارف أخري اعتاد الفنانون علي رسمها في العصر القبطي نظراً لأنها لا تليق بروح الفن الإسلامي مثل مناظر القصص اليونانية والرومانية والصلبان والقديسين والقساوسة , کما أن من الملاحظ أن الزخارف التي استخدمت کان الميل فيها إلي التسطيح بلا تجسيم .

وقد وصف الکثير من رجال الفن الإسلامي الغربيين الفن الإسلامي المصري في تلک الفترة بأنه عبارة عن عمليات جمع للعناصر الفنية القديمة مع ربطها وتوزيعها وقد أتضح فيها الابتکار والتعقيد والبراعة دون إتلاف العناصر الزخرفية والحفاظ علي کيانها .

والفن الإسلامي في هذه المرحلة کان مرحلة من مراحل التطور التي تأثر بها تاريخ فنون البلاد التي دخلها الفتح الإسلامي فساعد ذلک الفن الإسلامي علي الجمع والخلط والمزج ليخرج فناً جديداً.

وننتقل للمرحلة الثانية والتي امتدت من العصر الطولوني حتى الفاطمي فهي المرحلة الفنية الواضحة المعالم حيث نلاحظ أن العناصر الزخرفية التي استخدمت فيها بها اختلافات عن العناصر الزخرفية في المرحلة التي سبقتها , کما اختلفت أيضاً أساليب التنفيذ المستخدمة وظهر نوع جديد لم يظهر سابقاً وهو الخزف ذو البريق المعدني .

وفي العصر الفاطمي تقدمت البلاد اقتصاديا بشکل ملحوظ ونتيجة لهذا التقدم تأثر الفن واکتملت شخصيته الإسلامية المصرية , وقد تأثر في البداية بالفن العباسي ولکن ما لبث أن تخلص من هذه التبعية تماماً وأصبحت له شخصيته المتفردة .

اللامحاکاة والتجريد في الفن الإسلامي :

الفنون العديدة التي سبقت الفن الإسلامي کانت تنزع إلي فکرة المحاکاة بشدة حيث رأوا أن محاکاة الطبيعية في شتي صورها هي المثل الأعلى في الموضوع الجمالي واهتموا بتصوير الطبيعة والموضوعات الدينية في شتي صور الفنون المختلفة مثل : النحت , الإفريسک , المعادن , المنسوجات , الخشب , التصوير الزيتي .

وأما عن فکرة المحاکاة في الفن الإسلامي فنري بها ثمة إلغاء کامل لفکرة المحاکاة حيث تتحول الطبيعة لمجموعة نظم هندسية ورياضية حيث لا نقف أمام واقع مرسوم أو متخيل ومجمل کما في اللوحة الغربية أو الصينية بل نحن أمام تجريد للطبيعة .

ونجد أن نزوع الفنان المسلم عن المحاکاة وبعده عن الطبيعة نتيجة الشحن النفسي الذي حملته الديانة الإسلامية ضد المحاکاة فلجأ الفنان المسلم إلي ماهو أکثر إبداعاً من خلال تناول الطبيعة وتفکيکها لعناصرها الأولية وإعادة ترکيبها ، حيث عکس بذلک ما فعله أهل الفن في اليونان وفي إيطاليا في عصر النهضة حيث فخموا المنزلة البشرية ومجدوا العري في منحوتاتهم.

والفن الإسلامي يتشابه مع حرکات الفن المعاصر کالتکعيبية حيث قاما الاثنين علي صياغة للعناصر الطبيعية وتحليلها لسطوح وأحجام هندسية ، وکذلک يتشابه الفن الإسلامي مع ما ذهب إليه الفن الوحشي القائم علي تبسيط الشکل الطبيعي وتحويله لسطوح بسيطة اعتمدت علي الخط واللون .

والفنان المسلم لم يهتم بالمحاکاة ولکن کان اهتمامه بتجريد المشاهد الطبيعية وتحويلها لخطوط هندسية ذات رؤية تجريبية تعبيرية تتناسب مع الطابع الديني , حيث يخشى بطبعه أن يقوده هذا لکبرياء الخلق بأن يتشابه أسلوب فنه مع الله سبحانه وتعالي فلا يهتم بتسجيل ما يراه بقدر ما يهتم بالتعبير عنه .

 

الفنون الشرقية القبطية :

" الفن القبطي (بالإنجليزية: Coptic art‏) يطلق هذا الاصطلاح على الفن الذى أنتج بواسطة المسيحيين في وادى النيل من حوالي (313)ميلادية حت دخول العرب مصر عام 641م.وکانت المسيحية قد ظهرت في عهد الامبراطور الرومانى نيرون عام 54 م وانتشرت بسرعة بين المصريين وخاصة أنها تؤمن بعقائد تشبه العقائد المصرية القديمة، وحتى أصبحت المسيحية الدين الرسمى وفرض على الرومان والدول التابعة لهم اعتناقه" ([7]).

السمات العامة للفن القبطي

  • · ان الفن الشعبي وليس فنا ملکيا أو إمبراطوريا، حيث کان الشعب يشرف على فنه ويبدعه وينفق عليه من ماله الخاص بعيدا عن أى مساندة رسمية.
  • · فن ريفي لأنه نشأ تحت کنف الاضطهاد وبعيدا عن أماکن الحکومة، ورسم الفنان أشخاصا من بين العاديين وحيواناتهم الأليفة التي تملا کل بيت ومناظر تمثل الحياة الريفية والشعبية البسيطة.
  • · فن ارتجالي بسيط لان الرهبان الذين کانوا يشرفون عليه لم تکن لهم دراية تامة من الناحية الفنية, کما کان الإنتاج يتم في جو مشحون بالقلق بعيدا عن الطمأنينة وراحة البال.
  • اتسم باستخدام الهالة على رؤوس القديسين والشهداء وأحيانا کان يضع تاجا أو يستخدم الاثنين معا.
  • البعد عن محاکاة الطبيعة وتقليدها، فالرسوم کان کانت محورة ورمزية وتظهر مميزات الأشکال المرسومة فقط.
  • · تميز الفنان القبطي عن الفنان البيزنطي في تصوير صور القديسين حولها هالة من النور في حين الفنان البيزنطي کان يرسم تاج على رأس القديس.

کما تميز أيضاً في ان يعرض ضور القديس فرحة مشرقة الوانا مشرقة خاصة وجه القديس اوالقديسة ليوضح موضوع عقائدي إذ يبرز الابدية السعيدة التي نالها هذا القديس أو هذه القديسة

 وقد تأثرت تلک الفنون بالفنون الهيلينية وکان مرکزها سوريا حيث ازدهرت بها المباني التي تحمل هذا الطراز فاخذ منهم المسلمون بعض أساليب العمارة .

الفن القبطي في مصر :

وقد ازدهر هذا الفن في مصر قبل الفتح العربي لها علي يد "عمرو بن العاص" وهو من طراز الفن البيزنطي واستمر الفن القبطي حتى بعد الفتح العربي لمصر لأن العرب المسلمون انشغلوا بالحروب ونشر الدين وهکذا حتى ازدهر الفن الإسلامي شيئاً فشيئاً في العصر الفاطمي حيث نلاحظ ظهور فن إسلامي مميز لحد کبير في مصر وقتها .

ثم اختلطت الروح الإسلامية بالروح المصرية وشملت سائر البلاد ومرت العمارة الإسلامية في مصر بمراحل عديدة اتفقت مع کل عصر وکل مرحلة حکم مختلفة ، ونجد بعد ذلک الآثار الطولونية بزخارفها قد اختلفت عن الآثار الفاطمية التي تختلف عن الآثار الأيوبية وهکذا. وبالرغم من اتصال العصور إلا أن لکل عصر طابعه الخاص الذي يميز کل طراز عن الآخر.

وطبيعة موقع مصر المميز أفادها بالکثير بالإضافة لمواردها المتعددة ، وقد ذکرت مصر في القرآن وهذا تقدير کاف بالإضافة لما قاله عنها الکتاب أمثال "هيرودوت" مما جعلها محط الأنظار وجعل من الفن الإسلامي بعصوره المتعددة التي مرت علي مصر فن مميز کما کان الحال للفن القبطي والفن الفرعوني .

الفن الساساني في العراق وإيران :

ونجد أن تلک الأساليب قد انتشرت قبل ظهور الإسلام بمدة طويلة مثل الأساليب الفنية الهيلينية ومنذ أن فتح الإسکندر الأکبر الشرق الأدنى في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد امتزجت الأساليب الفنية الهيلينية بالفن الساساني والهندي .

(الدراسـة التـطبيـقـية)

التطبيق العملي ويشمل :

1-سيتم عرض لمجموعة من الإعلانات المعروضة بالمجلات العربية والمصرية  وهى لمنتجات متنوعة ، ونفس الإعلانات وقد تم تناولها من قبل عينة من طلاب التربية النوعية بغرض تحقيق أهداف البحث والمتمثلة  في تطوير التصميم الإعلاني العربي وإعادة صياغته من خلال المفردات المتعددة في الفن الإسلامي .

2-تطبيق يتم من خلال إجراء محاولات تجريبية لمجموعة من التصميمات الإعلانية المقترحة .

حيث سيتم عرض لمجموعة من الإعلانات المعروضة على شبکات الإنترنت ، ونفس الإعلانات وقد تم تناولها من قبل الباحثة بغرض تحقيق أهداف البحث والمتمثلة في تطوير التصميم الإعلاني العربي والمصري وإعادة صياغته من خلال استخدام المفردات الجمالية المتعددة في الفنون العربية .

 

 
 
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم ( 1 )

الإعلان بعد إعادة صياغته وقد أضيف عليه زخارف نباتية اسلامية

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم ( 2 )

الإعلان بعد إعادة صياغته مضاف إليه خطوط کوفية مزهرة فى الخلفية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (3)

الإعلان بعد إعادة صياغته وقد  اضيف إليه زخارف توريق

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم ( 4 )

الإعلان بعد إعادة صياغته  مضاف إليه أشرطة متعانقة مع الورود في شکل زخرفي 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم ( 5 )

الإعلان بعد إعادة صياغته مضاف إليه تشکيلات زخرفية هندسية جدارية بها أطباق نجمية

النتـائج والتـوصيـات

النتـائـج:

1 - أکدت الدراسة أن هناک علاقة تکاملية بين الإعلانات العربية والموروثات الحضارية التي تسهم بدورها في إثراء القيمة الفنية وتکوين منطلقات فنية وتقنية يمکن أن ترقى بمجال التصميم الإعلاني المحلي .

2 - أکدت الدراسة الدور المهم الذي يلعبه الفن العربي في تطوير الشکل الإعلاني وإضفاء الهوية العربية على الإعلانات التي تعرض على شبکات الإنترنت.

3 - أسهم البحث في خدمة العملية الإبداعية للتصميم العربي على شبکات الإنترنت وذلک باختيار فکرة الإعلان من خلال أسس فنية تأخذ الطابع العربي .

التـوصـيـات:

توصـي البـاحثـة بالتـالـي :

1-يعد التراث الفني العربي من أغنى الفنون التي يجب أن تدرس بعناية فائقة لنهل منطلقات فنية وتقنية ترقى بمجالات الفنون في کل التخصصات .

2-يجب إثراء الإعلانات العربية المعروضة على شبکات الإنترنت من خلال إضافة جماليات الفن العربي لإضفاء طابع مميز يرقى بها للعالمية  .

3-عدم دراسة الفنون التراثية باعتبارها مجموعة من المفاهيم والعوامل الزمانية والمکانية فقط ، وإنما تأکيد تلک القيم وما يمکن أن تضيفه على الفن بصفة عامة وعلى مجال التصميم الإعلاني على وجه الخصوص .

 



(1) صالح أحمد الشامى (1990). الفن الإسلامي التزام وإبداع ، دمشق: دار المعلم ، ص35،36.

([2]) http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=48952

([3]) http://alosh7.wordpress.com/2009/03/14/1/

(1) Nelson , Roy Paul (1989); The Design Of Advertising , WMC. Brown Publishers , U.S.A , P. 255.                                                                                       

([4]) Ibid; P. 266.

([5]) Ibid; P.  290

(3) Patti & Frazer . Ob. Cit; P. 62 .   

(1) بوب نورتون ، کاثى سميث (1997). التجارة على الإنترنت ، ترجمة مرکز التعريب والبرمجة ، الجمعية البريطانية لإدارة الأعمال  ، بيروت ، لبنان : الدار العربية للعلوم ، الطبعة الأولى ، ص7,11 .

(2) أحمد هلال طلبة هلال ، رسالة دکتوراه ، مرجع سابق ، ص48 .

(3) بوب نورتون ، کاثى سميث ، مرجع سابق ، ص7-11.

(1) Margrethe Dal Thomsen (1996); Advertising on The Internet , Dissertation Submitted to The University of West Minister for M.D in Markting , September , P.9-10. 

(1) د / زکي محمد حسن ، مرجع سابق ، ص 13 .

([7]) http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%86_%D9%82%D8%A8%D8%B7%D9%8A

  • المـراجــع

    أولا: الکـتـب:

    1- أرمان ماتلاد(1991). إمبراطورية الإعلان ، ترجمة/عزة أبو النصر ، دمشق : دار

    2-إسماعيل شوقي(1998). الفن والتصميم ، القاهرة : الناشر المؤلف .

    3-أحمد هلال طلبة هلال ، رسالة دکتوراه ، مرجع سابق ، ص48 .

    4-صالح أحمد الشامى (1990). الفن الإسلامى إلتزام وإبداع ، دمشق: دار المعلم ، ص35،36.

    5- بوب نورتون ، کاثى سميث (1997). التجارة على الإنترنت ، ترجمة مرکز التعريب والبرمجة ، الجمعية البريطانية لإدارة الأعمال  ، بيروت ، لبنان : الدار العربية للعلوم ، ط1 ، ص11،7 .

    ثانياً: الرسـائـل:

    • رسائـل الماجستيـر :

    6-أحمد هلال طلبة هلال(1996). أساليب استخدام المؤثرات الخاصة في الصور الفوتوغرافية الإعلانية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية الفنون التطبيقية ، جامعة حلوان .

    7- عصام رمزي الملاخ(1998). التقنية الحديثة وأثرها على تطور الإعلان المطبوع في مصر ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية الفنون التطبيقية ، جامعة حلوان .

    • رسائـل الدکتـوراه :

    8- أحمد هلال طلبة هلال(2002). الصورة الرقمية ودورها في تطوير الإعلان المصري على شبکة الإنترنت ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية الفنون التطبيقية ، جامعة حلوان .

    9-مجدي سيد محمود محمد(1990). الوحدة النباتية في الفن الإسلامي المصري وأثرها في مجال التصميم التطبيقي الزخرفي المعاصر رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية الفنون التطبيقية ، ج حلوان .

    10-منى سعيد المرزوقي(1989). الاتجاهات والنظريات العلمية والفنية الحديثة بفن الملصق الأوروبي والاستفادة منها في تصميم الملصق في مصر ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية الفنون التطبيقية ، جامعة حلوان .

    11- Frank Presbery(1929); The History and Development of Advertising , New York , Double Day .

    12- Margrethe Dal Thomsen(1996); Advertising on the Internet , Dissertation Submitted to the University of West Minister for M.D in Marketing , September .

    13- Margrethe Dal Thomsen (1996); Advertising on The Internet , Dissertation Submitted to The University of West Minister for M.D in Markting , September , P.9-10.

    14- http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=48952

    15- http://alosh7.wordpress.com/2009/03/14/1/

    16-http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%86_%D9%82%D8%A8%D8%B7%D98