دراسة تحليلية للزخارف الأثرية في موقع الحجر (مدائن صالح) في المملکة العربية السعودية وتطويعها غلى الملابس التقليدية باستخدام الحاسب الآلي

المقدمة :

ارتقى الإنسان درجاتٍ في سُلَّم التطور الحضاري ، وسار خطوات حثيثة على طريق التقدم ، وکلما تشعبت ثقافته ازداد ترکيبها تعقيدا . وفي عالمنا المعاصر تعددت مصادر الثقافة ، وتفرعـت قضاياها ، وتباينت مظاهرها ، وتداخلت مکوناتها المادية منها والمعنوية، وأصبح لکل أمة ثقافة عامة شاملة تستمدها من الموروثات التي تعبر بها عن تميزها وخصوصيتها  .

فالتراث هو کل موروثات القرون السابقة ؛ سواء المادية منها ، أو الفکرية الثابتة أو المنقولة الظاهرة أو المطمورة  . وهو الوثيقة الحية الصادقة التي لا تنطق باطلا ولا تحکي زورا ، فالعناية به ظاهرة حضارية تدل على مستوى وعي الأمة ورقيها ونضجها الفکري ، وتوثيــــق الثقافة التقليديـة والتراث المادي ؛ باعتباره مرآة تعکس البناء الاجتماعي ، والتقاليد والأعراف والقيـــم قد حرصت جميع دول العالم على المحافظة والعناية بتراثها ، والبحث عنه ؛ لکشف جوانب تاريخها ، وحفظ مآثر الماضي ، من خلال المتاحف .

والمملکة العربية السعودية ، التي قامت على أرضها من حضـارات بشرية على مر العصور؛ تزخر بالعديد من ، لکل منها طابع مميز ومعانٍ خاصـــة ؛ حيث إن  بلادنا أ رض البطولات والتاريخ ، وبلاد التراث والعراقة والأصالة ، وموطن العروبـة في کل شبر منهــا صرح عملاق ، وفي کل زاويـة شواهد حضارية ؛ إنها دولة الإسلام ، ومهد الرسالات ،  وبلاد الرجولـة والکرم عبر التاريخ  . (  السبيعي ، 1999)  . ولقد أثر ذلک على فنونها الشعبية ، وأعطى لها صفة نادرة ؛ فنلاحظ أن الفنان الفطري قد أدرک وأحس بجمال کل ما يحيط به من أشياء ، فعرف کيف يزين منزله وأدواته وملابسه
وحياته ، وذلک باستخدام رموز ذات أشکال هندسية وطبيعية   وغيرها  ؛ لتُکسِبَ المنتجاتِ قيماً جماليةً وفنية ؛ إلى جانب النواحي النفعيــة . (  النويصر، 1999 )  .

وللرمز أهمية في معرفة البلد أو المنطقة التي ينتمي اليها ، کما أنه فنٌّ من الفنون التجريدية ؛ التي لهـا قيمتها ، وأسلوبها ، وعناصرها في تحوير وتبســيط الکثير من العناصر التي تزخر بها البيئة السعوديـة . ونلاحظها کذلک في تکوينات نباتية ، وکائنات حية ، وأشکال هندسية ؛ لتصبح هذه الزخارف أساساً للفن والعلم .(  نصر،  2002 ) ، وتعد من رصيدنا الحضاري ، الذي من واجبنــا حمايته ، والمحافظة عليه ، وإعادة تصميم ما اندثر منه  ( القحطاني ، 1996) .

تمثل فنونُ ما قبل التاريخ أقدمَ المظاهر الفنية التي عرفتها البشرية ، والتي تعبر عن أصالتها وامتداد تاريخها . وهي التراث الذي يتوارثه الأبناء عن الآباء ؛ فقد حملت لنا آثار المملکة العربية السعودية في الفترة التي سبقت الإسلام عطاءات کثيرة ؛ في مجال العمارة والفنون ؛ إذ کانت تمثّل طابع قوم ، وروح عصر متميز؛ له أثره في تطوير مجتمعه ، لما اختص به من إبداع وابتکار .( الباشا،2000 ، 7 ) ومنها القوش الصخريه ، الوسوم ، الکتابات القديمة والعماره والمقابر .

وبما إن البحث في مجال تخصص  الملابس والنسيج ، فقد حاولنا التعرف عن کثب على أنواع الزخارف والنقوش الموجودة في المعالم الأثـريـة في منطقة الحجر ( مدائن صالح ) التي ترجع لحضارة الأنباط . ومن ثم تصنيف الزخرفه الموجودة عليها ، وتطويعها بعد ذلک في تطوير الملابس التقليديــــة ؛ باستخدام الأساليب الفنية الحديثة.

ومنها التطريز الآلي المرتبط بالحاسوب ؛ الذي يعتمد على حسن استخدام عناصر العمل الفني ، مع توافق کلٍّ من : النسيج ، ولون الخيط ، والرسم الزخرفي ، ومدى  مناسبة کل ذلک  للاستخدام  على  القطعة  الملبسية . ( خضر   1993 ) ؛ مما  يساعد في إثراء الناحية الفنية ، ويکسبها تميزا خاصــا . ويعتبر وسيلة من الوسائل الحديثة ؛ التي تساعد في تصميم الوحدة الزخرفيـة ؛ التي توحي  للمصمم بأشکال وألوان وقيم سطحية ، تتعلق بالموضوع وتحليلها إلى عناصر فنية ؛ کالخط ، واللون ؛ ومن ثم تعديلها في ضبط الأبعاد والزوايا ، واستخلاص الزخارف ، ووضعها بعد ذلک في تکوينات حديثة ، ليختار المصمم  ماهو مناسب . (  شوقي 2001  )  .

وهکذا ؛ فتلک الوسائل والأساليب من أهم أسباب المساعِدة على الحفاظ على الرموز الأثريه السعودية ؛ في صورة  تصميمات حديثة  مبتکرة ، ذات طابــع تقليدي أصيل ، مع الاحتفاظ بالذات والشخصية السعودية بالعودة للجذور التراثية ؛ حيث إنها أفضل الطرق ، حتى لا يضيع تراثنا ضمن متغيرات العصر الحديث.

مشکلة البحث :

 ضرورة الحفاظ على زخارفنا ، بإستحداثها في (تصميم زخرف) تصميمات  زخرفية نابعة من البيئة السعودية ، مع الإستعانه بالإتجاهات العلمية الحديثة ، في تطويعها على الملابس التقليدية.

هدف البحث وأهميته  :

1- التأکيد على تأثير الموقع المميز للمملکة في شبه الجزيرة العربية ، ودوره في تکوين الرموز الشعبية وتأثره بالحضارات القديمة التي مرت على کل جزء منها .

2- التعرف على الأشکال الزخرفية من خلال الفنون المادية المختلفه للزخارف الشعبية ، الموجودة في منطقة الحجر ( مدائن صالح ) في المملکة العربية السعودية .

3- المساهمة في حماية بعض من التراث المادي السعودي من الإندثار ، وتعريف الأجيال الجديدة به .

منهج البحث : 

يتبع البحث المنهج التاريخي الوصفي التحليلي .

حدود البحث  :   

منطقة الحجر (مدائن صالح) في الشمال الغربي بالمملکة العربية السعودية .  

الدراسات المرتبطة بموضوع البحث الحالي :

1- دراسة ليلى محمد السنديوني 1975م ، بعنوان : ( الفخار المصري قبل الأسرات ، طبيعته الجمالية وکيفية الاستفادة منه في تنمية القدرة التشکيلية عند الأطفال )

هدفت الدراسة إلى التأکيد على أهمية الفخار المصري قبل الأسرات وتوصلت الدراسة إلى أن إناء الفخار في عصر ما قبل الأسرات وما عليه من رسوم ؛ هو البداية والمنطلَق الذي انطلقت منه صروح الفن المصري القديم  ، وماتميزبه من بساطه ونقاء وتنوع فطري في أسلوبه العتيق ؛ هو الأساس المنسي الذي يستحق أن تقوم عليه التربية التشکيلية للناشئين . تفيد هذه الدراسة البحث الحالي على تأکيد أهمية دراسة الفخار کمادة أثرية .

2- دراسة محسن محمد الخضراوي 1987م . بعنوان:( رحلة الحرف والکلمة العربية عبر الفن )

توضيح أهمية وإمکانية استخدام الحرف العربي في عمل تشکيلات فنية مجردة ؛ أدّت دورها الفني التشکيلي ، بما تحمل من أبعاد فنية لها دور واضح في دفع حرکة الفن التجريدي المصري المعاصر إلى الأمام . وقد استفاد البحث الحالي من أهداف ونتائج الدراسة السابقة .

3- دراسة مصطفى محمد الشوربجي 2000م ، بعنوان : ( توظيف القيم الفنية والجمالية لکنوز توت عنخ أمون في تصميم طباعة أقمشة السيدات ) .

هَدَفَ هذا البحث إلى دراسة القيم الفنية والجمالية لکنوز توت عنخ أمون دراسة
نظريه وفنية.

وتوصل البحث إلى أن کنوز الملک توت عنخ أمون تحمل في طياتها قيما فنية وجمالية ؛ لتراث عريق يمکن الاستفادة منه في مختلف فنون الحياة .  وقد استطاعت الدراسة التوصُّل إلى ابتکار أشکال وعناصر زخرفية أمکن توظيفها في تصميم طباعة أقمشة للسيدات ؛ حيث يمکن للبحث الحالي الإستفادة من نتائج الدراسة السابقة .

4- دراسة ليلى صالح البسام ومنى محمود صدقى 2000م ، بعنوان : (دراسة لوضع تقنيات حديثة لبعض الملابس التقليدية في المجتمع العربي ) .

هدفت الدراسة إلى وضع أسس لرسم بترونات خاصة الأزياء التقليدية ( الثوب )  المسمى في المملکة العربية السعودية : المقطع ، أو الدراعة ، أو الدشداشة  ، والمعروف بـ : ( الجلابية ) في المغرب العربي . وکذلک ( الثوب العلوي ) المسمى في المملکة العربية السعودية بـ : ( الثوب ، أوالثوب السحابي ) والمعروف ( بثوب النشل ) في منطقة الخليج ، والمنطقة الشرقية من المملکة العربية السعودية .  وکذلک ( الثوب الهاشمي ) في العراق ، و ( ثوب السلبة ، أو الثوب الکبير ) في مصر العربية .

کما قامت بدراسة بعض التقنيات المستخدمة في تنفيذ الملابس التقليدية ، وتطوير ما يحتاج منها إلى تطوير أو إضافة تقنيات جديدة ؛ حسب احتياج الزي ، مع تعديل بعض العيوب التي توثر على الشکل العام للزي التقليدي .

وتکمُن أهمية البحث في المحافظة على استمرارية الملابس التقليدية ؛ وذلک بتطويرها من حيث الشکل العام ، مما يجعلها تتناسب مع متطلبات المرأة العصرية ، ويمنحها المظهر الذي يحقق لها الأناقة ؛ دون الإخلال بالطابع المميز لتلک الملابس .

توصل البحث إلى وضع أسس لرسم بترونات الملابس التقليدية موضوع البحث ، وکذلک إلى وصف وتطوير بعض الأساليب المتبعة في تنفيذ تلک الملابس

5- دراسة ليلى صالح البسام 2002م ، بعنوان :( الملابس التقليدية في المنطقة الشرقية من المملکة العربية السعودية ) .

هدفت الدراسة إلى إعطاء نبذة تعريفية بالمنطقة ؛ من الناحية التاريخية ، وطبيعتها ،   ومناخها ، والنشاط السکاني ، والصناعات ، والمهن التي زاولها السکان في الفترة الزمنية للبحث ؛ التي تزيد عن مائة سنة مضتْ .

توصلت الدراسة إلى توضيح العلاقات الموجودة بين تلک الملابس ، وبين أصولها الإسلامية. وأوضحت تأثير التجارة في مدى التشابه بين ملابس المناطق ، وبين البلدان المجاورة لمنطقة البحث . هذا بالإضافة إلى توضيح تأثير الجو وطبيعة المنطقة الساحلية والمهن على أشکال الملابس

6- دراسة ليلى صالح البسام د.ت ،بعنوان: ( فن التوليف باستخدام تجاور النسيج وإضافته
في التراث الملبسي السعودي ) .

هدفَتْ إلى دراسة عينة من الأزياء التقليدية النسائية المزخرفة ؛ باستخدام تجاور النسيج أو إضافته في تجميل تلک الأزياء ، وجعل کل زي منها يتميز عن الآخر بصورة واضحة ؛ تُعرَف به وبنسبته إلى قبيلة أو منطقة معينه . 

توصلت الدراسة إلى المساهمة في توثيق فنٍّ من الفنون الزخرفية المستخدمة بکثرة في التراث الملبسي السعودي . وابتکار أساليب تطويرية تجعل هذا الفن صالحاً للاستخدام في العصر الحديث

الأنباط : ( القرن الرابع ق. م – القرن الرابع الميلادي ) :

عُرِفت مدائن صالح في التاريخ القديم باسم ( هجرا ) . وکان اسمها ( الحجر ) لدى المؤرخين والجغرافيين المسلمين ، والمصادر القديمة اليونانية والرومانية . وهي إلى الشمال من
الخريبة ،  ومن أکبر المراکز الحضارية في شمال الجزيرة العربية . ولم تعرف الحجر باسم مدائن صالح إلا في نهاية الخلافة العباسية . ( بابلي ، 2005 ، 7 ) . حيث ذکر ابن ناصر الدين محمد بن عبدالله ؛ نقلاً عن أبي القاسم البرزالي : أن مدائن صالح التي بالقرب من العلا منسوبة إلى صالح ؛ من بني العباس بن عبدالمطلب . ( الأنصاري & أبو الحسن ، 2002 ، 50 ) .

ويُرجِع المؤرخون السبب في عمارة مدائن صالح ؛ إلى وفرة مائها ، وخصوبة تربتها . والمشهور عند الناس أن ثمود قوم صالح عليه السلام هم أول من استوطنها . وعلى الرغم من توافر وثائق تاريخية تثبت بجلاء وجود الثموديين في الجزء الشمالي الغربي من الجزيرة العربية في الحجر ، وأنهم کانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنيين ، کما أخبر بذلک القرآن الکريم ؛ إلاّ أنّ هناک علاماتِ استفهام تثار حول : ما إذا کانت البيوت التي لايوجد داخلها قبور منحوتة في الصخر هي بعض بيوت الثموديين أم لا ؟ .

فنون الأنباط وأثارهم :

1.   النقوش النبطية :

عندما بدأ الأنباط يعملون بالتجارة  اکتشفوا حاجتهم الماسة إلى الکتابة ، وکانت اللغة الآرمية هي اللغة السائدة في جميع التعاملات في بلاد الشرق الأدنى حينئذ . فتعلم الأنباط الکتابة بالخط الآرامي من :

-          إمارة أدوم ؛ بعد أن استقروا في أرضها ، وتغلبوا على حکمها في الأردن .

-          دويلة دمشق الآرمية الأصل ، التي اتصلوا بها عن طريق  التجارة ، واستفادوا من حضارتها .- والخط الآرامي متطور عن الخط الفينيقي- ، فرسم الأنباط حروفه في أشکال مختصرة ، وکتبوا به لغتهم المحلية ؛ وکانت لغة عربية شمالية في مجملها ، ولکنها عربية ذات رطانة آرامية . ( صالح ، 1988 ، 31 )

ويتضح أن الخط النبطي تطور من الخط الآرامي حتى أصبح مستقلا بذاته شکل ( 1 ) .

شکل ( 1 )

نقش نبطي من الحجر ( مدائن صالح ) ( الصويان وأخرون ، 2000 ، 455 )

وينقسم الخط النبطي إلى قسمين :

الأول : الخط التذکاري . واستخدم في الکتابة على المقابر .

الثاني : الخط الجار ( الموصول ) . واستخدم في الکتابة للأغراض اليومية الحياتية . ويعتقد الباحثون أن الخط العربي تطور من الخط النبطي الجار . ( بابللي ، 2005 ، 38 ) .

کما يعتقد المؤرخون المسلمون القدامى أن الخط النبطي أخذه عرب الحجاز ؛ وهو أقرب الخطوط إلى الخط الکوفي القديم ؛ وذلک لقربهم من المناطق الشمالية ، وتعاملهم معهم في التجارة ، وما تتطلبه شؤون التجارة من الکتابة . وکانت أهم مراکز الکتابة في مناطقهم ؛ هي مکة ، ويثرب شکل ( 2 ) . ( صالح ، 1988 ، 34 ) .

شکل (2)

نقش مفرغ لعربي جاهلي من شمال الحجاز يمتاز عن غيره من النقوش النبطية باتجاهه

نحو الشکل اللين وإرتباط حروفه بعضها ببعض ، وهذا يمثل بداية تطور الشکل

النبطي نحو تشکل الحروف العربية

(الصويان وأخرون ، 2000 ، 459)

2.   الرسوم الصخرية :

تتميز الرسوم الصخرية بکثرة النقوش التي تمثل فُرسانا يحملون رماحا طويلة ، أو سيوفا بشکل ديناميکي ؛ يمتطون خيول إمّا في حالة قتال مع بعضهم البعض ، أو مشاهد لصيد الحيونات ؛ مثل : صيد الإبل ، والثيران ، والنعام ، والوعول ، والغزلان . ويُعبَّر عن الحرکة الديناميکية في رسوم الخيل - التي تتحرک أو تجري - برسم ذيولها مرفوعة ، والطرف الأمامي مقوس ، والوجوه متجهة إلى الأمام . لذلک فإن لکل حرکة دورا في التعبير عن المضى الذي يعبر عنه الحيوان في حالات معينة ؛ وهذا يظهر من خلال الأجزاء المتحرکة من أجسام الحيوانات .

کما تدل الرسوم على التعبير عن نشاط اجتماعي ؛ کالقتال ، والصيد .  کما نجد عدداً من الرسوم تصور قوافل من الجمال شکل ( 3 ، أ ) .

وفي أغلب الأحيان تنقش علامات أو وسوم بقُرب کل محارب ؛ قد تکون أشکالا لخطوط بسيطة ، أو خدوشا ، أو نَقَرَاتٍ ، أو دوائرَ ، أو مثلثات ، أو أي علامة من العلامات التي يمکن أن تکون قد رُسِمت بقصد الانتماء للقبيلة مثلا ؛ باعتبارها نظاما للاتصالات ذات مدلول مع الأشکال التي ارتبطت بها شکل ( 3 ، ب ) .

( أ )

فن الرسوم الصخرية في مدائن صالح ( مصري وأخرون ، 1986 ، لوحة 89 )

( ب )

أشکال الوسوم ( الرموز القبلية ) من موقع مدائن صالح  ( خان & الزهراني ، 2000 ، 123 )

شکل ( 3 ، أ ، ب )

فن الرسوم الصخرية عند الأنباط وهي غالبا ماتظهر بشکل تجريدي

وهکذا ؛ فتحليل الأشکال البشرية في شمال الجزيرة العربية يشير إلى أن أهلها لم يُظهِروا في رسومهم التي خلفوها لنا أي ملامح بشرية حقيقية ؛ بل إن فنهم يکشف حرية في الأسلوب ؛ حيث يکون التأکيد على التوضيح : التخطيط للأشکال ، وليس حقيقة الصور . وهذا يقودنا إلى الافتراض بأنهم کانوا يرسمون أشکالا للتعبير عن أشياء يريدون قولها ، أو لتسجيل أحداث معينة . ( الکباوي وآخرون ، 1986 ، 109:111 ) .

3.   الفَخَّار:

تعتبر صناعات الأواني الفَخَّارية عند الأنباط من أهم ماکانوا يشتغلون به من الصناعات ؛ فهو يعتبر من الأنواع الفريدة التي عرفها الشرق القديم ، في أسلوب صناعتها ، وزخرفتها بدرجات الأحمر ؛ بحيث کان لا يقل في الجودة عن الخزف الصيني .

وتميز الفَخَّار النبطي بـ :

-    الزخارف الهندسية ؛ التي هي عبارة عن خطوط طولية وعرضية ومتقاطعة ومتعرجة ، والخطوط المنکسرة والمائلة ، والمثلثات المتوالية والمعينات والدوائر والنقط شکل( 4 ، أ) . (الصويان وآخرون ، 2000 ، 282 ) .

-    تَفَنُّن الفنان النبطي بفن التصوير ، ورسمه بأسلوب النحت البارز . ومثال ذلک : کأس من الحجر الرملي نُحِت عليه رسم نسرناشر جناحيه ، وفرسين في حالة نفور ، وأسد جاثم ، وشکل آدمي شکل ( 4 ، ب ) . ( هويلن وآخرون ، 1989 ، 26 ) .

-    الزخارف النباتية ، التي قوامها أوراق وأفرع محورة .

هذا إلى جانب کِسَرٍ أخرى من الفَخَّار مزخرفٍ بزخارف نباتية محورة على أشرطة بشکل عرضي . ولعل هذا النوع من زخارف الفَخَّار النبطي الشهير ؛ الذي کان الأساس الذي قامت عليه أساليب زخرفة الخزف ذي البريق المعدني في القرن الثالث الهجري ( 9 م ) شکل ( 4 ، ج ) . ( ابراهيم & الطلحي ، 1988 ، 67 ) .

                                                            ( ب )

                                                      ( ابراهيم & الطلحي ، 1989 ، لوح 13 ، 18 )

             ( أ )

( ج )

( الصويان وأخرون ، 2000 ، 280 )

شکل ( 4 ، أ ، ب ، ج ) فخار نبطي متنوع ذا عناصر زخرفية هندسية ونباتية وحيوانية

4.   العناصر المعمارية في مدائن صالح :

تنحصر العمارة في الحِجْر ( مدائن صالح ) في عمارة المقابر ، وأماکن العبادة المنحوتة في الصخر ، التي تعد من أبرز ما يميز الحضارة النبطية .

ولم تکن عملية نحت المقابر في الصخر من ابتکار الأنباط ؛ فقد کان شائعا في الشرق الأدنى ، وأقرب مثال على ذلک : المقابر التي وجدت في العلا . وهي بذلک تسبق الحضارة النبطية . ولعل أبرز ما يميز مقابر الأنباط عن غيرها في منطقة الشرق الأدنى : الاهتمام الواضح والملموس بالزخارف المعمارية لواجهات المقابر ؛ حيث صُمِّمَت في تناسق فني بديع .

لقد استطاع الأنباط أن يمزجوا بين العناصر الفنية المختلفة للحضارات السابقة ، فجمعوا بين الأسلوب المحلي ، وبين أساليب مصرية وهيلينستية ( يونانية ) ورومانية ؛ وهو نوع من العمارة يتم عن طريق النحت ؛ بحيث ينتهي على شکل غرف ، وأبواب ، وواجهات کبيرة ، وأعمدة ، وزخارف ؛ بحيث يبدأ النحات عمله من الأعلى متدرجا إلى الأسفل . کما نجد اسمه ، واسم مَنْ أشرف عليه مسجَّلاً على الکثير من الأضرحة المنقوشة .( الأنصاري & أبوالحسن ، 2002 : 50 ) .

وتنقسم مدائن صالح إلى ثلاثة أقسام :

- الأول : للعبادة .

- الثاني : للمعيشة .

- الأخير : للدفن .

ومازال الغموض يلف المنطقة التي کان يعيش فيها أهلها ؛ لأن بيوتهم مدفونة في الرمال وسط المکان .

ومن أهم الآثار الموجودة في مدائن صالح وأکثرها شهرةً : الأضرحة ( المدافن ) . وتتوزع على ستة أماکن : 

1-      قصر الصانع : ويتميز عن الأضرحة الستة الأخرى بنقوشه التي تحتوي تاريخ نحته ، والتي يوضح لنا کيفية حفظ التواريخ لدى الأنباط .

2-     أضرحة المجموعة ج : وتتميز واجهاتها عن غيرها بطرازها المعماري الخاص بها ؛ وهو عبارة عن صفين من المثلثات ، يتکون کل صف من مجموعة من المثلثات وعددها سبعة تقريبا متجاورة ، وعليها شرفات مسننة تمثل زخرفة شکل ( 5 ، أ ) .

3-      قصر الفريد : ويعود سبب تسميته بذلک ؛ لاحتوائه عناصر معمارية تفرد بها عن جميع الأضرحة النبطية الأخري في مدائن صالح ، بالإضافة إلى کونه منحوتا من صخرة واحدة هائلة الحجم . (بابللي ،2005 ، 16:12) . فقد قام النحات :

1- برسم نقوش متدرجة على هيئة ستة درجات .

2- بنحت أربعة أعمدة تحمل تيجانا نبطية .

3- بعمل واجهة من الطراز اليوناني تتخذ مثلثا شکل ( 5 ، ب ) .

4-      قصرالبنت : وتتميز واجهات هذه المجموعة بتنوع أشکالها ؛ من حيث اختلاف العناصر المعمارية فيها . وهي تتمثل في الشرافات المسننة ، أو خطوة الغراب المتکررة في معظم هذه الواجهات ، مع اختلاف الموقع . وهذه الشرفات تتکون من خمس درجات شکل ( 5 ، ج ) .

5-     الخريمات : وتتميز واجهاتها بعناصر معمارية وهندسية فريدة في نمطها بين الأضرحة في مدائن صالح . ومن هذه العناصر : استبدال النحات الواجهة المثلثة التي تعلو المدخل بواجهة نصف  دائرية ، يتوسطها طبق مسطح مزخرف بوردة . وهذا هو القوس الذي يظهر في العمارة العربية بعد ذلک . کما ظهرت أربعة أعمدة تحمل تيجانا نبطية ، موزعة بتناسق بديع شکل ( 5 ، ح ) . (عبدالوهاب، 2004 ، 135:134) .

( أ )                            ( ب )                             ( ج )

( د )                             ( هـ )                             ( ز )

                                   ( ح )

شکل ( 5 ، أ ، ب ، ج ، د ، هـ ، ز ، ح )

الفنون الزخرفية في عمارة المدافن عند الأنباط ( مدائن صالح )

( مصري وأخرون ، 1989 ، لوحة 46 ) ( بابللي ، 2005 ، 62 : 94 )

الزخارف الخاصة بحضارة الأنباط اتسمت بسمات أهمها :

1.       الوحدات الهندسية :

اتسمت الأشکال الهندسية بالبساطة وهي تمثل النقطة و الدائرة والخطوط المنحنية والمموجة والحلزونية . والخطوط المتوازية الرأسية والأفقية والمائلة ، في تکوينات زخرفية بسيطة على هيئة أشکال من المثلثات والمربعات والمستطيلات والمعينات ، او مجموعة من الخطوط المنکسرة والشبکية في تشکيلات فنية .

مميزة لها طابعها الخاص لهذه الفترة التاريخية .

2.      الزخارف النباتية :

اتسمت بأشکال مجردة لسعف النخيل أو فروع لبعض النباتات .

3.      الزخارف الآدمية والحيوانية :

تميزت بأشکال للإنسان والحيوان بعضها خطوط بسيطة مجردة من التفاصيل وأحيانا بها تفاصيل ، أو بخطوط هندسية في تداخل فني جميل . ( بشاي وأخرون ، 2000 ، 24 )

ويرجع ذلک لثقافة المجتمع من عادات وتقاليد ومعتقدات .

- الملابس التقليدية النسائية في المملکة العربية السعوديه :

تنوعت الملابس التقليدية للنساء في مختلف مناطق المملکة وذلک يرجع للعوامل التاريخية ، والجغرافية ، والإجتماعية ، والإقتصادية . التي حددت بدورها ملامحها وخطوط تفصيلها وأسلوب تطريزها .

وفيما يلي عرض ( لثوب الدوک ) – قبيلة حرب ( الحجاز ) لوجود هذه القبيلة في نفس منطقة حدود البحث :

يصنع من قماش القطن الأسود السميک المعروف بإسم ( دوک ) ، والشکل العام عبارة عن :

-          بدنة : في الأمام والخلف في نهايتها عند الذيل تتکون من مستطيل من اللون الأسود بعرض حوالي ربع متر تقريبا ، يزخرف طوليا بمستطيلات من قماش ( الکروهات ) الصغير جدا باللون الأزرق والأبيض ، تثبت بأسلوب النسيج المضاف بغرزة ( اللفقة ) ، بالتبادل مع الأرضية السوداء من الثوب الأساسي  . ( البسام ، ب د  ، 8 )

-          فتحة الرقبة : في أعلى البدنة دائرية الشکل مثبت بها ( ياقة ) وصف من الأزارير المصنوعة من ( الصدف ) . مزخرف بقطعة مستطيلة من اللون ( الأحمر ) مثبتة بأسلوب النسيج المضاف بغرزة ( اللفقة )  .

-          الکم : عبارة عن قطعة مستطيلة يتعدى طولها طول الذراع ، يثبت بها قطعة مستطيلة أخرى . حيث زخرفت الأکمام بتجاور النسيج بمثلثات من اللون الأزرق أو الأخضر . (البسام ،  د . ت ، 8  )  .

-          البنيقة : توجد على جانبي ( البدنة ) لإعطاء الإتساع اللازم ، وتزخرف بخطوط طولية عن طريق التطريز الآلي بخيط لون أحمر.ويصل بين البنيقة والبدنة قطعة مثلثة بالورب (کالونة ) طولها يصل الى نصف البدنة تقريبا .

والجدول التالي يوضح الرسم التخطيطي لتصميم  ثوب ( الدوک ) – قبيلة حرب  :

جدول رقم ( 1 )

الأجزاء المکونة لثوب ( الدوک ) قبيلة حرب الحجاز ( مقتنيات خاصة )

من مکملات ثوب الدوک :

• البرقع : لتغطية الوجة متعددة وأبرز ماکان يميزها ، النسيج القطني الناعم أو الحريري الذي کانت تصنع منه ذا لون أحمر أو برتقالي . وتتدلى العملات المعدنية منها و ( الکتل ) ، وتوشى بالخرز الأبيض والفضى ، ويثبت أحيانا عليها أزرة من الصدف ، وشريط من ( التلي ) . شکل ( 6-أ ) ( الصويان وأخرون ، 2000 ، 322 )
• القناع : غطاء للرأس مستطيل الشکل من القطن الأسود ، خاص بقبيلة حرب ( الحجاز ) . يحيط بأطرافه شريط من قماش القطن الأحمر بأسلوب الأضافة ، کما تزخرف رکنتيه الأماميتين بمعينات حمراء يضاف فوقها أحيانا معينات أصغر منها من اللون الأخضر ويثبت حولها خرز الرصاص على شکل مثلثات وصفوف من أزرار الصدف والتي تتقاطع فوق المعينات الحمراء والخضراء شکل ( 6 - ب) . ( البسام ، د . ت ، 8 )

                                                               معينات حمراء ويثبت حولها خرز الرصاص                                    

                                                                            وصفوف من الأزارير            

                                                                    القناع  - ب      

( John , 2005 , 104)                            

 عملاتمعدنية       شريط من التلي                                                                                                                      

-البرقع - أ

شکل ( 6 ،  أ ، ب )

نماذج من لبرقع وغطاء للرأس لقبيلة حرب المنطقة الغربية ( الحجاز )

التجارب العملية

التصاميم الزخرفية المستحدثة :

مقترحات التنفيذ :

1. التصاميم زخرفية ، يمکن تطبيقها على هيئة   ( کنارات ) أشرطة ذات طابع تراثي ، يتم وضعها على أجزاء مختلفة من الملابس التقليدية المستحدثة ومکملاتها .

التصميم الأول

                        ( أ )                                               ( ب )

شکل ( 7 )

تصميم مستحدث لأشکال المقابر الرکامية المستخدمة

قبل التاريخ لدفن الموتى ، مع إضافة الأحرف الثمودية بداخلها .

    التصميم الثاني

شکل ( 8 )

تصميم مستحدث على شکل دائري عبارة عن النجم المجنح  المستخدم في زخارف ما قبل التاريخ ، وبداخله أسماء للحضارات القديمة التي مرت على أرض الجزيرة العربية ،

 مع اضافة أشکال للوسوم القبلية من جنوب المملکة . و التصميم محاط بإطار

من زخارف الفخار لموقع عثر الإسلامي .

    التصميم الثالث

شکل ( 9 )

تصميم مستحدث  يعتمد على تکرار وحدة المربع والمستطيل

والمعين بخط أفقي ، داخلها أشکال للجمال والأبقار ومن الرسوم الحجرية القديمة

والرموز القبلية من موقع الحجر

    التصميم الرابع

شکل ( 10 )

تصميم مستحدث يجمع بين القطع الفخارية المزخرفة من الحضارات

القديمة للجزيرة العربية ، مع أشکال للمنشآت الحجرية من ( ثمود ) ، والتصميم محاط بإطار زخرفي

    التصميم الخامس

شکل ( 11 )

تصميم مستحدث يجمع بين أشکال الأدميين والجمال والأبقار المستخدمة في الرسوم الصخرية

 لحضارات ما قبل التاريخ في

الجزيرة العربية ، والوسوم من موقع مدائن صالح . محاطة بإطار من زخارف الفخار من حضارة ( الأنباط ) .

    التصميم السادس

شکل ( 12 )

تصميم مستحدث يجمع بين أشکال المجامير

( المباخر ) المستخدمة في الحضارة الإسلامية ، محاطة برمز ( نبطي ) متکرر . 

    التصميم السابع

شکل ( 13 )

تصميم مستحدث يجمع بين أشکال البوابات

المختلفة في مدائن صالح وماتحتويه من زخارف يدل على إبداع الإنسان النبطي محاطة بإطار من

أشکال الزخارف الهندسية ( خطوط متکسره ونقط ) على الفخار النبطي .

تحليل التطبيق العملي للبحث

يتناولهذا الجزء التطبيق العملي لتقنية التطريز الآلي المرتبط بالحاسوب ، في تنفيذ التصميمات الزخرفية ؛ ومِنْ ثَمَّ تطويعها على الملابس التقليدية ومکملاتها على ثوب الدوک الحربي .

وقد تميّز التصميم بالجدية والأصاله والمعاصرة ، بحسب ما يحتويه من زخارف مستحدثة من الموروث المادي ، الذي تزخر به بلادناالعريقة منذ آلاف السنين.

تطبيق رقم ( 1 ) تصميم شکل ( 16 ) ثوب مستوحى من ( ثوب الدوک – الحربي ) مستحدثة زخارفة من ( فنون ما قبل التاريخ وبوابات مدائن صالح ) الموجودة في منطقة الحجر

- التصميم الزخرفي:

نفذ في هذا الموديل بالرجوع الى التصميم الزخرفي رقم ( 1،2،3،4،5،6،7) وقد تم توزيع الوحدات في منطقة الصدر ، وعلى النصف السفلي من الثوب ، وفي الأکمام ، وفي رجل السروال الطويل ، وحقيبة اليد.

- التقنيات المستخدمة:

• التطريز الآلي المرتبط بالحاسوب  .

- أثر التصميم الزخرفي على الموديل:

يتميز هذا التصميم بالأصالة ، والرجوع لفنون ما قبل التاريخ ؛ کالرسوم الصخرية التي کانت تعبر عن الإنسان الأول . وقد أضيفت هذه القطعة في منطقة الصدر شکل ( 14 ، أ ) .

ثم بعدها يظهر تطور فنون الإنسان ؛ عن طريق القطع الفخارية التي تحتوي على زخارف هندسية ، والتي تعتبر ظاهرة حضارية يُعرَف منها مدى تقدم الحضارة شکل ( 14 ، ب ) . کما استخدم شکل (المجامير) بزخارفها المختلفة ؛ التي تعبر عن الکرم وأهميتة ، قديما عند العرب . ووزعت کشرائط في منطقة الکُمّ . شکل ( 14 ، ج )

کما أضيفتْ قطعة فيها أسماء الحضارات التي وجدت في الجزيرة العربية ، حيث کُتِبت بالخط اللين الحجازي القديم ، ووُضِعتْ في وسط المستطيل المکملة للکم . شکل ( 14، د ) ، مع اضافة قطعة على شکل مقبرة رجومية في أسفل المستطيل المکمل للکم شکل ( 14 ، هـ ) . وبعد ذلک تصميم لبوابات من مدائن صالح ، التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية في المملکة ، والنواه الأولى للفن الزخرفي ، والکتابة بالخط العربي . وقد وُضِعتْ قطعة تعبّر عن ذلک في أسفل الثوب ( البدنة ) . شکل ( 14 ، ز ) . کما استُخدِمتْ أشکال المقابر الرجومية فيحقيبة اليد . شکل ( 15 ، أ ) ، وکذلک أشکال الأبقار والماعز البري ، التي کانت تستخدم في الرسوم الصخرية . وتتضح على رجل السروال . شکل (15 ، ب )

وقد استخدمت الباحثة تصميم الثوب الحربي ، وغطاء الرأس الخاص بالقبيلة ؛ للتعبير عن هذه الفنون القديمة ؛ لأن مدائن صالح تقع في المنطقة الغربية ( الحجاز ) ، وقبيلة حرب تمتد في هذه البقعهمن أراضي المملکة .

کما رکزت الباحثة على استخدام اللون البني بدرجاته الغامق والفاتح ؛ لإعطاء روح الصحراء ، التي تتميز بصخورها ورمالها الذهبية .

- مکملات الزي:

§         سروال طويل ، وغطاء للرأس من نسيج التل مثبت في وسطه وطرفه الأمامي قطع من نسيج الشمواه على شکل مربعات فوقها أزارير خشبية .

§         حقيبة يد ، وحذاء للأقدام

( أ )                                           ( ز )

( ب )                                          ( ج )

( هـ )                                      ( د )

( أ  ) جزء من البدنة الأمامية             ( د ) في وسط القطعة المستطيلة المکملة للکم  

( ب ) الجزء العلوي من الکم             (هـ ) في نهاية القطعة المستطيلة المکملة للکم

 ( ج ) الجزء العلوي من الکم             ( ز  ) نهاية البدنة من الأمام

شکل ( 14 ، أ ، ب ، ج ، د ، هـ ، ز )

مقاطع مقربة لشکل التطريز في ( ثوب الدوک ) 

( أ ) حقيبة لليد              ( ب ) سروال يلبس تحت الثوب

شکل ( 15 ، أ ، ب )

مکملات ( ثوب الدوک )

التطبيق الأول

تصميم شکل ( 16 )

أسفرت هذه الدراسة عن عدة نتائج تم التوصل إليها ؛ والتي ترتبت على الجانب النظري والجانب العملي من الدراسة وهي کالتالي :

وقد لوحظ أن هناک تقارب شکلي لبعض زخارف القطع الأثرية للحضارات القديمة لحضارة الأنباط التي کان لها مادة أثرية في منطقة الحجر (مدائن صالح) في المملکة العربية السعودية وبين أجزاء مختلفة لأشکال الزخارف الموجودة على الملابس التقليدية النسائية ومکملاتها ( أغطية للرأس) لقيبلة حرب المنطقة الغربية (الحجاز)يوضحها الجدول التالي :

1. أسفرت دراسة المادة الأثرية لحضارت الأنباط في موقع الحجر مدائن صالح ومدى تأثرها بالحضارات القديمة التي مرت في شبه الجزيرة العربية ومواقعها الأثرية في المملکة ، إضافة مخزون ثقافي زخرفي استطاع من خلالها معرفة الأصول التاريخية لبعض من الزخارف ، والتي أثرت بدورها في تکوين الخطوط الزخرفية التراثيه للمملکة .
2. ان دراسة القطع الفخارية لحضارة الأنباط القديمه أتاح التوصل لمعرفة أن استمرار وجود بعض من أشکال الزخارف ، الموجودة عليها ، والتي تميزت بالبساطة ، والتسطيح ، والبعد عن التجسيم ، والمنظور . وصلت للفن الشعبي السعودي بنفس خطوطها حيث استخدمت في زخرفة بعض من القطع الملبسية التقليدية النسائية مثل الزخارف الشبکية والنقطية يوضح ذلک الرجوع الى جدول رقم (2)  .

3.       تتميز أشکال الحروف في الکتابات القديمة بالأشکال الهندسية التي تعتمد على حرکة الخط فمنها ( المتقاطع ، الشبکي ، الدائري ، المربع ، الخطوط الطولية ، نصف الدائرة ، نصف المربع .... ) ساعد في فتح منطلقات متنوعة في تصميم الوحدة الزخرفية على هيئة مجموعة من الأحرف داخل تکوين زخرفي أو تصميم حرف واحد بطرق مختلفة .

4.             تعد النقوش الصخرية في عصور ما قبل التاريخ النواة الأولى للخطوط الزخرفية بأشکالها المختلفة ( المستقيم ، المائل المنحني ، المتقاطع ، الشبکي ، الدائري ، المربع ، المثلث ...)، حيث کانت دائما صوت الإنسان الغير مسموع الذي يعبر به عما بداخله للعالم الذي حوله . مما ساعد ذلک في فتح مجالات جديدة في زخرفة الملابس التقليدية المستحدثة لتساهم في الحفاظ على تلک الخطوط من الإندثار والتعريف بها .

5.             ان الدراسة التحليلية للملابس التقليدية النسائية ومکملاتها من حيث خطوطها التفصيلية وأسلوب تطريزها يفتح أفاق أوسع في استحداث تصاميم ملبسية ذات طابع تراثي أصيل.

6.            تميزت التطبيقات الزخرفية التي تم تنفيذها بالتطريز الآلي المرتبط بالحاسوب بتقريب المسافة بين التصميم ومتطلبات التطبيق وذلک بجهد ووقت أقل في التنفيذ .

التوصيات :

1-  فتح آفاق أوسع وأرحب في مجال تصميم الوحدات الزخرفية الأثريه ؛ وذلک بالاهتمام بالموروثات المادية ، وحمايتها من أخطار الإندثار .

2-  تحفيز الأجيال الجديدة على تذوق الفن الزخرفي ؛ بالحفاظ عليه ، وخاصةً الزخارف ؛ لمالها من قيمة وأصول تاريخية .

3-  عمل برنامج لتدريب الطالبات في کلية الاقتصاد المنزلي قسم ملابس ونسيج ، للتطريز الآلي المرتبط بالحاسوب ؛ ممايتيح فرص عمل أکثر بعد التخرج .

4-  الاستفادة من نتائج البحث والدراسة التطبيقية لابتکار تصميمات زخرفية ذات طابع تراثي أصيل ، من ثم تطبيقها على الملابس النسائية .

5-  الاهتمام بحفظ وتسجيل التراث بأشکاله المختلفة ؛ للاستفادة منه في مجال تصميم الملابس التراثية وزخرفتها .

6-  الاهتمام ودعم الأصول المرجعية للتراث الشعبي ، وبحث أساليب حمايته وتطويره.