ضمان الجودة في التعليم الموسيقي العالي معالم من أجل مشروع لتطوير جودة التعليم الموسيقي في جامعة طرابلس

المؤلف

کلية الفنون والإعلام -جامعة طرابلس

المستخلص

مدخل
1ـ مدخل مفاهيمي.
1.1 ـ ما هو ضمان الجودة في التعليم الجامعي؟
1 .1 . 1ما هو الضمان؟
1..1  2ما هي الجودة؟
1. 1. 3ضمان الجودة: غاية أم وسيلة؟
1. . 1 4 لماذا هذه الأهمية المتنامية لضمان الجودة؟
1 ـ  2خصائص الدراسات الموسيقية العالية.
1ـ.2   1الموسيقى
1ـ2 2. الموسيقي
.2.1   3الجودة الموسيقية
1ـ .2 4 التعليم الموسيقي العالي
2ـ مفاهيم أولية حول ضمان الجودة الموسيقي الداخلي.[تحديد المصطلح].
 2ـ1 "الجودة" والجودة الموسيقية.
2.2  الضمان
2.3 الداخلي
3ـ هدف الجودة.
3.1 مدخل
3.2 المنتَج
3.3 العمليات
3.4 التنظيم
4ـ إنشاء نظام جودة داخلي في معهد موسيقي.
4.1 تحليل إنشاء نظام الجودة الداخلي.
4.1.1  تعريف أهداف الجودة
4.1.2 اختيار مؤشرات المستوى.
4.1.3  إضافة المتطلبات الخارجية
4.1.4 اختيار الأدوات الموسيقية
4.1.5 صياغة النتائج المرغوبة
4.1.6 تخطيط التنفيذ
4.1.7 التوصيف
4.1.8 المتابعة
5ـ خصائص ضمان الجودة في التعليم الموسيقي.
1.5 .احترام محتوى وطبيعة الموسيقى، کذلک علاقتهما بالتعليم والتکوين في مجال الموسيقى المهني.
5 .  2احترام الخصائص الأساسية للتعليم وللتکوين الموسيقي على المستوى المهني.
5ـ  3احترام طبيعة، نجاحات، وبنية کل مؤسسة تعليمية موسيقية.
5ـ  4توسيع توظيف الأنظمة والطرائق في التقييم بالتکامل مع طبيعة الموسيقى، وتوسيع دراسة الموسيقى وعمل المدارس والمعاهد الموسيقية.

مدخل

تعتبر الشبکة الأوربية ERASMUS المشروع الأوربي الأکبر حتى يومنا هذا فيما يتعلق بالتدريب والتکوين الموسيقي الأکاديمي والمهني. يوجد في هذا المشروع 67 هيئة ومؤسسة من 32 بلدا أوربيا ناشطا في مجال التدريب الموسيقي بکل أبعاده، کما تضم 30 خبيرا مقسمين إلى خمس مجموعات عمل بهدف الارتقاء بالموسيقى أکاديميا ومهنيا. استمر المشروع ثلاث سنوات، ما بين 2004 و 2007. أما الأهداف الدقيقة أو المجددة لهذا المشروع فکانت کالتالي:

1ـ دراسة الأسئلة المرتبطة بتنمية وتطوير المواضيع التعليمية في المراحل التعليمية الموسيقية العليا (الجامعة،الماجستير و الدکتوراه).

2ـ جمع المعلومات حول تعليم الموسيقى في المراحل ما قبل الجامعية.

3ـ الاستفادة من التجارب العالمية والتغيرات في مهنة وتعليم الموسيقى.

في بحثنا هذا نحاول بدورنا الاستفادة من اطلاعنا وقراءتنا لهذا المشروع [ کما نشر بالفرنسية والإنکليزية] من خلال اسقاط بعض مفاهيمه ونتائجه على التفکير في مشروع تطوير الجودة الموسيقية في قسم الموسيقى بجامعة طرابلس، کما سيتبين من خلال البحث. إذا، من أهداف هذا البحث تقديم أفکار [کدليل] أو معالم أولية لإعادة صياغة مفهوم الجودة في هذا القسم على أمل وضع نظام متکامل في جميع أبعاده لنظام ضمان الجودة في التعليم الموسيقي الليبي.

نحاول في الجزء الأول من هذا البحث قراءة ضمان الجودة الداخلي من خلال توضيح عن اية جودة نتحدث عندما نطرح أو نحلل مفهوم الجودة؟ وما هي المعايير أو المقاييس التي نتخذها لقياس الجودة؟ أما الجزء الثاني فيعرض الخطوط الکبرى للکيفية التي من خلالها نقيّم مؤسسة تعليمية موسيقية عالية و کيفية تقييم المادة الدراسية وجودتها في هذه المؤسسة. وهي محاولة لتقديم بعض المقترحات في مساعدة وضع نظام للجودة في المعاهد الموسيقية وأفکار نقدمها لمختلف الجهات التي لها ارتباط بتحديد وإنشاء وتقييم الجودة في هذه المعاهد.

هذا البحث عمل تکثيفي ومحاولة لوضع خطوط عريضة لمفهوم ضمان الجودة في معاهد أو کليات الموسيقى، ويرکز البحث على مفهوم ضمان الجودة الداخلي في هذه المؤسسات. بالمقابل، لا ندّعي القدرة على الإحاطة الکاملة بدراسة ضمان الجودة الداخلي في المؤسسات التعليمية الموسيقية، وستترکز الدراسة على العناصر الأساسية لهذا الضمان الداخلي ودورها في تنمية جودة التعليم الموسيقي. انطلق التفکير بهذه الدراسة بعد سنة من التدريس للموسيقى في قسم الموسيقى/جامعة طرابلس الليبية، ورؤيتنا لأهمية تطوير جميع الجوانب التعليمية في هذا القسم لاسيما فيما يتعلق بمفهوم ضمان الجودة.

هذا العمل موجه لکل العاملين في الأقسام الموسيقية ولديهم معرفة بالمبادئ الأولية بأسس ضمان الجودة في التعليم الموسيقي العالي، وهو رغبة حقيقية في مشارکتهم هذه الأفکار وتبادل معرفي يهدف في النهاية إلى تطوير جودة التعليم الموسيقي.

1ـ مدخل مفاهيمي.

1.1 ـ ما هو ضمان الجودة في التعليم الجامعي؟

من وجهة نظر عامة، ضمان الجودة في التعليم الجامعي يستند إلى مجموعة من العمليات والآليات التي تسمح بضمان جودة البرامج، المؤسسات التعليمية أو جودة النظام الوطني للتعليم والتدريب.[ 1]. بالنسبة لـ Vlascesanu and Grunberg :" ضمان الجودة هو مصطلح عام يشير إلى عملية دائمة ومستمرة تهدف لتطوير،تقييم،مراقبة،ضمان، الاحتفاظ وتحسين جودة النظام التعليمي، المؤسسات وبرامج التعليم العالي. [2]. هذان الکاتبان يميزان عموما بين ضمان الجودة الداخلي وضمان الجودة الخارجي: الأول، يشير التطبيق التابع لمؤسسة ما أو بين مؤسسات، بينما الثاني يستند لتطبيقات منشورة من قبل مؤسسة خارجية، أو بين مؤسسات دولية لا محلية. [المرجع السابق، ص38].

لقد خرج مصطلح ضمان الجودة من الميدان الاقتصادي ويستخدم في التعليم العالي منذ عام 1990، إذا استخدامه في التعليم يعتبر جديدا نسبيا. في العديد من البلدان، ضمان الجودة يحمل اسما آخر ويوجد قبل عشرين عاما، بينما انتماءه لمجال التعليم العالي هو جديد کليا. على سبيل المثال، تم إدخال آليات ضمان الجودة في بريطانيا عام 1832 وفي الولايات المتحدة عام 1905.

يحمل مصطلح ضمان الجودة معان متعددة، ويختلف معناه وفق السياق المستخدم به. هذه التعددية في المعنى أو بالأحرى هذا الغموض يعود بشکل أساسي للمعاني المختلفة و المتغيرة التي يمکن أن تکون مرتبطة بمصطلحي " ضمان" و "جودة".

1 .1 . 1ما هو الضمان؟

يمکن رؤية مفهوم الضمان من زوايا مختلفة. حيث نترجم معنى المفهوم من خلال ثلاث مصطلحات متمايزة:

● تقييم الجودة.

● ضمان الجودة أو کفالة الجودة.

● إدارة الجودة.

فالمقيّم، و المقرّر و المدير، ليسوا نفس الشخص ولا يعملون على نفس المواضيع. الأول يهتم بمسألة " کيف نقيس الجودة"، الثاني يهتم بـ "کيف نکفل هذه الجودة"، أما الثالث فيبحث عن معرفة " کيف يمکن الحصول على الجودة".

ثلاثة معان مرتبطة بـ ضمان الجودة.

التصرف

الهدف

السؤال المرکزي

المصطلح

وضع التقييم في التنفيذ

قياس الجودة

کيف نقيس الجودة؟

تقييم الجودة

تدقيق الجودة

إظهار وجود الجودة

کيف نکفل الجودة؟

ضمان الجودة

تنفيذ الإجراءات وتکوين ثقافة الجودة

إدارة الجودة

کيف نحصل على الجودة

إدارة الجودة

مهما کان الغموض يلف مفهوم ضمان الجودة إلا أن المصطلحات المتمايزة المذکورة أعلاه تعود لخطوة هامة جدا وهي محاولة تحسين الجودة.

1.. 1  2ما هي الجودة؟

إن مفهوم کلمة "جودة" وتأصيلها المفهومي ومن ثم تطبيقها العملي له تأثير وانعکاس واضح على شکل ضمان هذه الجودة. کل متخصص في الجودة أو منظِر لها يميز مفاهيم مختلفة لها في ميدان التعليم الجامعي. فمثلا الباحثان Martin و Stella يميزان مفهومين أساسيين للجودة:

O احترام القواعد والقوانين، حيث يکون ممکنا تعريف العديد من جوانب التعليم العالي وتطبيق القواعد نفسها على جميع الدروس والکليات وحتى المؤسسات التعليمية. هذه القواعد يمکن أن تطبق في حدها الأدنى (إغلاق مؤسسات أو برامج لا تحقق أهدافها) أو الأعلى (وضع نموذج مثالي تحاول البرامج التعليمية والمؤسسات الوصول إليه).

O تبني الهدف الذي يتم الترکيز عليه، لأن مهمات وأهداف المؤسسات والبرامج هي مختلفة والتقييم لا يستند على معايير مشترکة بل يعتمد تحليل السياق النوعي لکل برنامج و مؤسسة. [ميلاني جوليان و ليندا غوسلين، مرجع سابق ص 37].

أما Bogue فيربط بين ثلاثة معان للجودة:

O الجودة کشکل نموذجي، وهذا يفترض مؤسسات قوية تتنافس فيما بينها.

O الجودة کمهمة، أي أن الجودة تستند على بلوغ أهداف تم تثبيتها للوصول إليها من قبل البرنامج أو المؤسسة.

O القيمة المضافة، فالجودة تتواجد في النتائج التي نصل إليها وهذا ما يدعونا للترکيز على تعليم وتدريب الطلاب ووضعهم داخل عملية التعليم والتدريب نفسها. [المرجع السابق،ص ص 7ـ8].

قدم Harvey في عام 2008 خمسة تعاريف للجودة:

O فهي رديفا لشيء استثنائي، عندما تقدم نفسها کشيء خاص، مميز وتريد بلوغ تطبيق القواعد.

O رديفا للإتقان و التماسک، عندما تعرف نفسها من خلال غياب العيوب فيها وقدرتها على النجاح من الضربة الأولى.

O رديفا للتحوّل، عندما تقيّم القيمة المضافة للتجربة التعليمية على صعيد تحسين واستقلالية الطلاب.

O رديفا لتحقيق الدخل المادي، عندما تقول بقدرتها على إعادة وتعويض المصاريف التي استهلکتها.

O رديفا لقابليتها للعمل، حيث القدرة على القيام بالمهمة أو الوظيفة المحددة مسبقا، وإذا کانت هذه المهمة أو تلک الوظيفة مناسبة أو ملائمة.

1. 1. 3ضمان الجودة: غاية أم وسيلة؟

إن ضمان الجودة ليس هدفا بحد ذاته، بل أداة تسمح للدولة بشکل مباشر أو عن طريق مندوب أن تلعب دورها ککفيل للجودة وحامية للطلاب والعائلات ضد الأداء الضعيف والجودة المتواضعة محاولة تحسين الجودة في الأقسام والمؤسسات الجامعية. العديد من المختصين وضعوا وظائف ترتبط بضمان الجودة في التعليم الجامعي ومنها :

O نشر الحسابات، والذي يسمح بالرقابة على المصروفات المتعلقة بالمؤسسة التعليمية.هذه الرقابة تطمئن الطلاب على مسيرة الجودة والتحقق من إمکانية أو عدم إمکانية التدريب الذي وعدت به المؤسسة التعليمية.

O المراقبة، والتي تسمح بضمان نزاهة قطاع التعليم العالي.

O المطابقة، والتي تريد التأکد من أن المؤسسات تتبنى الإجراءات،التطبيق العملي والسياسات التعليمية المطلوبة والمرجوة من قبل الممولين والمسؤولين ومن قبل الدولة نفسها.

O التحسين، والذي يهدف إلى تشجيع تبني السياسات التعليمية الجديدة وعدم الخوف من التغيير.

هناک خبراء آخرون في مجال الجودة يربطون، من جهتهم، ثلاثة وظائف بضمان الجودة:

O التقييم، والذي يمنح لبرنامج أو لمؤسسة، اعترافا عاما.

O المراقبة الدقيقة والعالية للسير العام للمؤسسات التعليمية مقارنة مع القواعد والقوانين في حدها الأدنى.

O التصديق الرسمي للدبلومات

 1. . 1 4 لماذا هذه الأهمية المتنامية لضمان الجودة؟

نلاحظ أهمية متزايدة لضمان الجودة على المستوى العالمي، هذه الأهمية يمکن أن نعيدها للأسباب التالية:

● تزايد المشارکة في التعليم الجامعي.

● تبني الکثير من الحکومات لتوجهات جديدة فيما يتعلق بالإدارة العامة.

● الاستقلالية المتنامية المعطاة للمؤسسات من أجل زيادة قدرتها على التصرف والعمل.

● الزيادة والتوسع في الممولين الخاصين وتنوع العروض المتعلقة بالتکوين والتدريب ومنها التکوين والتدريب عن بعد.

● الدور المعطى للجامعات في تريب العمالة ذات الخبرة العالية، هؤلاء هم العناصر/المفتاح للاقتصاد الجديد للمعرفة، وضمان الجودة وسيلة لکفالة التأهيل والمهارات التي يحصل عليها الدارسون.

● عولمة التعليم العالي وظهور تعليم وتدريب عابر للحدود، وهذا بدوره أدى لطرح أسئلة جديدة تتعلق بمعايير الجودة والتناغم في بنى التکوين والتدريب.

1 ـ  2خصائص الدراسات الموسيقية العالية.

1ـ.2   1الموسيقى

للموسيقى أشکال ووظائف مختلفة، فهي فن، دراسة أکاديمية، عامل من عوامل بناء الهوية الوطنية والتماسک الاجتماعي، أو طريقة من الطرق الفعالة التي تؤدي لراحة الإنسان النفسية والجسدية والعقلية، ولها تأثير يختلف من شخص لآخر. ولکن قبل کل شيء، الموسيقى شکل من اشکال الفن، إنها وسيلة من خلالها يستطيع الإنسان أن يعبر عن مشاعره وأحاسيسه الداخلية وبطريقة لا يمکن أن تکون إلا من خلال الموسيقى.

1ـ.2  2الموسيقي

الموسيقي يبدع الموسيقى بشکل رئيسي من خلال التأليف والتلحين. وتختلف قيمة هذا التأليف وقيمة الموسيقي من ثقافة لأخرى. الإبداع عنصر هام في ممارسة الموسيقى، إن کان في التأليف أو التلحين. أن الدراسات الموسيقية العالية في العصر الحديث لديها متطلبات کثيرة من الناحية المهنية والاحترافية، لاسيما فيما يتعلق باستخدام التکنولوجيا الموسيقية. وعندما يريد الموسيقي إنتاج عمل ما فإنه يستند لقدراته ومهاراته ومفرداته الموسيقية بشکل إبداعي عميق، استناد يتضمن المعرفة الموسيقية الکاملة بعناصر الموسيقى (البنية،الشکل، الهارموني، التاريخ، والجمهور)، و مهارات تکنيکية متقدمة جدا، من هنا نطلق على الموسيقي کلمة [فنان] بالمعنى الکامل.

إن عمل الموسيقي هو عمل فيزيائي وفکري إبداعي في نفس الوقت. عمل يتصف بحرية فنية ضمن خيارات محدودة جدا. العمل الموسيقي يفترض شجاعة کبيرة وقدرة على المخاطرة، أيضا القدرة على التفکير والتصرف بشکل نقدي وفعالية الاختيار الدقيق.

1ـ2 3 . الجودة الموسيقية

لا يوجد تعريفا عالميا معترف به کتعريف وحيد للجودة الموسيقية. القواعد النوعية للموسيقى أصابها الکثير من التطور ضمن التقاليد الموسيقية، بمعنى أن الخبرة والتجربة الموسيقية المتضمَنة داخل تقليدي موسيقي تشکل القاعدة التي بفضلها يمکن للجودة الموسيقية أن تتطور. إن الدراسات الموسيقية مرتبطة لحد کبير بالضمان، فنجاح هذه الدراسات يقاس على ضوء معاييرها ومتطلباتها العالية في عالم الموسيقى.

1ـ .2 4 التعليم الموسيقي العالي

عادة ما تکون دراسات الموسيقى مقدمة بشکل رئيسي من قبل مؤسسات مختصة تسمى [کونسرفتوار]، أو أکاديميات موسيقية، جامعات أو معاهد، وتستطيع أن تکون مؤسسات مستقلة أو أقسام داخل مؤسسات ضخمة متعددة التخصصات.

إن مصطلح المعهد الموسيقي [کونسرفتوار] الذي استخدمناه في هذا البحث يشير إلى جميع هذه المؤسسات. هناک أشکال مختلفة لبداية تلقي التعليم الموسيقي بالنسبة للأفراد [الطلاب]، تبدأ من المرحلة الثانوية کتخصص موسيقى، أو الدراسة الجامعية أو التخصص في دراسات ما بعد الجامعة. العديد من الجوانب الهامة في التعليم الموسيقي العالي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار أثناء التکوين والتعليم الموسيقي. هذه الجوانب التي يمکن أن تکون مطبقة في التعليم الموسيقي العالي هي:

● التعليم والتکوين في التعليم الموسيقي العالي يعتمد بشکل أساسي على مستويات من المهارات الموسيقية التي يتمتع بها الطالب قبل دخوله لتعلم الموسيقى. المدارس الإعدادية والثانوية لا تقدم إمکانية الحصول على هذه المهارات. من هنا على المؤسسات التعليمية الموسيقية أن تقيّم المرشح للدراسة فيها وفق اختبارات محددة، منها المقابلة مع لجان مختصة.

● عملية التعليم الموسيقي العالي تترکز تعميق المهارات الفنية لدى الطالب. والدروس في معاهد الموسيقى وجها لوجه مع المدرس لها دور کبير في تطوير وتنمية القدرات الموسيقية.

● الوصول إلى مستوى موسيقي عال يعتمد السيطرة التکنيکية و الفکرية على الصعوبات و أيضا الوصول إلى النضوج الموسيقي. لذلک، فإن مدة الدراسات في التعليم الموسيقي العالي من شأنها أن تکون أطول من المتعارف عليه والذي هو ثلاث سنوات على الأقل بالنسبة للدراسة الجامعية.

● المؤسسات التعليمية المتخصصة بالتعليم الموسيقي العالي تشجع الأعمال الإبداعية والجديدة في مجالات التأليف الموسيقي.

إن التعليم الموسيقي العالي يهدف لإعطاء کل طالب بيئة صحيحة لتنمية قدراته الموسيقية وخلق هوية موسيقية خاصة به. هذه البيئة تعترف بالقيمة والمهارات الفردية الخاصة لکل مدرس و طالب أيضا، کما أنها تعرف بقيمة البحث وتقاسم المعارف الموسيقية وتشجيعها.

2ـ مفاهيم أولية حول ضمان الجودة الموسيقي الداخلي.[تحديد المصطلح].

2ـ1 "الجودة" والجودة الموسيقية.

يعتبر مفهوم الجودة، وبشکل خاص، الجودة الفنية والموسيقية المفهوم الأکثر أهمية في التعليم داخل معاهد الموسيقى منذ زمن طويل.[3] وقد تحولت الجودة الموسيقية إلى تصور أو هدف لا يمکن الوصول إليه کليا بسبب الطموحات الکبيرة، ولکن لا بد من السير باتجاهه دائما. إذا، ضمان الجودة في التعليم والمحافظة عليها کان من المجالات الأکثر اهتماما في معاهد الموسيقى کما يشرح النص التالي :" الدراسات الموسيقية ترتبط بشکل کبير بالضمان، [....] فأثناء جلسات التدريب الموسيقية، البروفات، هناک تقييم دائم للعمل. فنجاح الدراسات الموسيقية يقاس على ضوء معايير عالية ومتطلبات کثيرة لعالم الموسيقى"[4].

الشکل المعتاد لضمان تعليم موسيقي بجودة عالية هو بتقييم وتدقيق الجودة من قبل موسيقيين جدا ويمکن أن يأخذ أشکالا مختلفة، لکن مهمة التقييم لا تسند لموسيقي واحد بل للعديد منهم ومن ذوي المستوى العالي. يفضل في هذه الحالة تشکيل لجنة أو هيئة من الموسيقيين تتمتع بالحرية الکاملة في التقييم حتى تصل إلى نتيجة صحيحة ودقيقة، أو هيئة من اختصاصات فنية متعددة. ونظرا لأهمية "الجودة" فقد انتشر في السنوات الأخيرة مصطلح ضمان الجودة الداخلي في أوساط التعليم العالي وفي الکثير من معاهد العلوم الموسيقية، لقد ازدادت أهميته مع مرور الزمن وأصبح التطرق إليه أمرا واقعا في معظم تقييمات التعليم العالي. [5].

2.2  الضمان

من الطبيعي أن يکون لکل معهد موسيقي إجراءاته الخاصة التي تکفل جودة التعليم فيه على الأقل من الناحية النظرية، وفي هذا الإطار ليس جديدا الحديث عن جودة التعليم الموسيقي العالي لاسيما أن الطلاب والمهتمين يفترضون وجود هذه الجودة. اليوم تغير هذا الافتراض والثقة لم تعد ثقة عمياء، ومن هنا تأتي أهمية البحث عن معايير الضمان في التعليم الموسيقي العالي حتى يصبح تعليما حديثا. فالتعليم في معاهد الموسيقى الأکاديمية لم يعد،فقط، تعليما عاليا بحد ذاته، بل أيضا کمنتج يوضع في أيدي العامة "الزبائن" کأية بضاعة أخرى في السوق.

لذلک على المؤسسة التعليمية إثبات أن الأموال التي تصرفها في قطاع التعليم لها عائداتها وأنها استثمرت بالشکل الصحيح. [انظر، ميلاني جوليان و ليندا غوسلين، مرجع سابق ص 9]. من هنا يأتي فهمنا لمعنى " الضمان" في مصطلح (ضمان الجودة). بمعنى البحث عن مدى تحقيق النتائج المنتظرة من التعليم العالي، أو أنها ستتحقق مستقبلا.

إن المفهوم الأساسي للضمان هو التدقيق والبحث مدى الوصول إلى النتائج، هذه النتائج يمکن تعريفها أو وضع معايير لها من قبل الحکومة أو هيئة وطنية مستقلة مؤلفة من مجموعة معروفة من المتخصصين في الموسيقى، والتعريف بحد ذاته يمکن أن يستند إلى معايير في حدها الأدنى، المتوسط أو المثالي. أيضا يمکن قياس النتائج من قبل المؤسسة التعليمية نفسها أو من مؤسسة صديقة/زميلة، أو مؤسسة مستقلة أو مباشرة من قبل الحکومة. 

2.3 الداخلي

يميز الدارسون لمفهوم "ضمان الجودة" بين شکلين لهذا الضمان: الداخلي والخارجي. ضمان الجودة الخارجي يتکون من أنظمة ومعايير للضمان تدار من قبل أفراد ومنظمات خارج المؤسسة التعليمية المستهدفة. أما ضمان الجودة الداخلي يتکون من أنظمة ومعايير تدار وتوضع من قبل المؤسسة نفسها. هذا البحث يقتصر على الحديث عن ضمان الجودة الداخلي على أمل بأن يکون ضمان الجودة الخارجي موضوعا لبحث آخر.

إن أنظمة ضمان الجودة الداخلية هي أنظمة للمراقبة يتم إنشاءها وإدارتها من قبل المؤسسة نفسها [تقييمات سنوية، طلب خبراء من الخارج، مراجعة دورية للتدريب والتکوين..الخ]. السلطات التعليمية تطلب من المؤسسات التعليمية المتخصصة بالموسيقى القيام بتقييمات داخل هذه المؤسسات من أجل تحسين نوعية عملها وجودته. هذه التقييمات يمکن أن تکون لبرامج تعليمية أو برامج تدريبية نوعية، أو حول المؤسسة التعليمية بکاملها. يمکن أن تهتم التقييمات بجوانب نوعية محددة في البرنامج التعليمي للمؤسسة، کتکوين وتدريب متمحور على الطالب و مرتکز على أهداف تتعلق به، أو حول الشفافية والجودة، التوظيف داخل بيئة وظيفية في حياة تطور وحراک دائم، ثم رؤية السياق العام للحياة الموسيقية المحلية وعلى المستوى الوطني، و تنمية وتطوير الإبداع عند الطلاب والمدرسين.

إذا، ضمان الجودة الداخلي له مکانة کبيرة في التعليم داخل معاهد الموسيقى، فکل معهد موسيقي لديه الوعي الکامل بأهمية جودة التعليم الذي يقدمه. تتنوع أنظمة ومعايير الجودة الداخلية من مؤسسة لأخرى فمنها ما هو في حده الادنى ومنها من يتبع نظاما دقيقا وقاسيا. هناک علاقة بين الضمان الداخلي والضمان الخارجي في التعليم الموسيقي، فمعايير الخارجي لابد أن تأخذ بعين الاعتبار معايير ضمان الجودة الداخلي لکل مؤسسة، بمعنى أن استقلالية ضمان الجودة الداخلي للمؤسسة يشکّل القاعدة الأساسية فيما يتعلق بضمان الجودة.

في تجارب العديد من البلدان نجد معاهد الموسيقى أو مؤسسات التعليم الموسيقي بشکل عام يوضحون ويبينون لمؤسسات خارجية، خاصة أو رسمية حکومية، أنهم يقدمون جودة تعليمية عالية کما هو موجود في معاييرهم الداخلية. إن الأهمية البالغة لضمان الجودة الداخلي تدعونا للقول بأن معايير الجودة فيه لا يضعها شخص لوحده وفق شروطه الخاصة بل يجب أن يکون من قلب المؤسسة التعليمية ومشهود له بالکفاءة في مجال الموسيقى، وله أيضا خبرة إدارية وله علاقات جيدة مع الطلاب والمدرسين، وعلاقات مع مؤسسات تعليمية موسيقية أخرى.

بشکل عام، ضمان الجودة الداخلي " لا ينطلق من الصفر، هناک دائما قاعدة متينة من الأفکار حول الجودة وعليها يمکن لأي معهد موسيقي أن يبني وينطلق بشکل تدريجي وفق الضرورة قبل أن يصل إلى مراحل متقدمة و واسعة لجودة التعليم الموسيقي، لاسيما المراحل التي يتبنى فيها متطلبات وإجراءات ضمان الجودة الخارجي.

3ـ هدف الجودة.

3.1 مدخل

تحدثنا سابقا على أن الکلمة المفتاح في مصطلح " ضمان الجودة" هي [الجودة] کما هو الحال في التعليم داخل المعاهد الموسيقية، لکن الجودة بحد ذاتها هي مفهوم مجرد. لا يوجد تعريف بل تعاريف کثيرة للجودة، ففي منشورات [الجمعية الأوربية للجامعة] نقرأ معايير متعددة لمفهوم الجودة: " إرضاء الزبائن"، " التفوق".[6]. لکن هناک عنصر أساسي نجد في کل تعريف للجودة، حيث أن مصطلح الجودة لا يمکن تطبيقه إلا إذا ارتبط بأشياء أخرى. فعندما نتحدث عن أهداف الجودة التي نبحث عنها فإننا نتحدث عن جودة شيء ما. نلاحظ في الشکل التالي أن أهداف الجودة يمکنها أن تنتظم حول أربع مستويات مختلفة:

 

الشکل له تنظيم تراتبي، ينطلق من الداخل باتجاه الخارج ضمن الشکل المرسوم، کل دائرة هي بشکل ما شرط أساسي للدائرة التي تليها. [المنتج] بفتح التاء،هو في المرکز لأنه هو الهدف النهائي،فعمليات التعليم والتعلم يمکن أن تکون أسئلة هامة ولکن أهدافها النهائية هي [المنتج] الذي ينتج عنها. بنفس الطريقة، المؤسسة ليست هدفا بحد ذاته بل يمکن فهمها وإدراکها من أجل دعم تقدم العملية التعليمية والتعلمية، وهي في النهاية تساهم في الوصول لمنتجات من جودة عالية. فأنظمة التقييم مهمة ولکن فقط من أجل ضمان جودة المؤسسة، العمليات، وأخيرا والأکثر أهمية : المنتجات.   

3.2 المنتَج

تسعى الکثير من المعاهد الموسيقية إلى تقديم معايير متقدمة للوصول إلى منتَج موسيقي ذي جودة عالية، وقد استطاع العديد منها أن يصل إلى أهدافه وفق للإجراءات التي اتبعها والتي تسير إلى الأفضل عاما بعد عام.وهنا لابد من القول أن تعريف " منتَج موسيقي" ينحصر بشکل دقيقي وصارم بالموسيقى المسموعة. هذا التعريف للمنتَج الموسيقي هو بشکل من الأشکال في قلب مفهوم الجودة في التعليم الموسيقي العالي لاسيما في المعاهد الموسيقية المتقدمة، لکنه تعريف تم توسيعه في ثلاث اتجاهات أساسية.

أولا، لا يوجد إلا نموذج الاستماع للعزف إلى عزف جماعي أو فردي لموسيقى کلاسيکية وهو نموذج يستطيع تکوين المنتَج النهائي للتعليم في المعهد الموسيقي. أشکال أخرى تم إدخالها و يمکن سماعها في هذا العزف: الجاز، موسيقى البوب،و نماذج مختلفة من الموسيقى في العالم. في أيامنا هذه يمکن اعتبار التعليم للموسيقى في حالات متعددة داخل الصف کمنتَج موسيقي، مثله مثل أي منتَج نهائي لمشروع تعليمي، أيضا تسجيل للموسيقى داخل الاستديو،أو جلسة موسيقية أو في العديد من الحالات إعداد بحث مکتوب عن الموسيقى.

ثانيا، الاتجاه الثاني الذي ساهم بتوسيع تعريف المنتَج الموسيقي يبقى داخل مفهوم أداء أو عزف الموسيقى الکلاسيکية، لکن الذي تغير هو الرؤية التي من خلالها نريد تأدية العزف الموسيقي حيث أصبح هذا الرؤية أکثر اتساعا. لکن تبقى الجودة الحقيقية للمستوى الموسيقي هي مرکز البحث.

الاتجاه الثالث يعتمد على ما يمکن أن نسميه " الجودة في الالتزام" بمعنى أن ننظر إلى المنتَج الموسيقي أو العمل الموسيقي من وجهة نظر تجارية، أي هل هذا المنتَج سيجذب الجمهور وهل يمکن بيعه؟

أخيرا، إن تعريف المنتَج الموسيقي تطور باتجاهات أخرى لها علاقة بالاتجاهين الأول والثاني اللذين تحدثنا عنهما. فالاعتراف يتزايد بشکل تدريجي بأن الهدف الحقيقي للتکوين والتدريب في المعاهد الموسيقية ليس التأليف الموسيقي بحد ذاته، ولکن التأليف والتلحين کتعبير عن قدرات ومؤهلات يتمتع بها الموسيقي الذي تم تکوينه. بمعنى دقيق و واحد، أصبح مفهوم المنتَج أو أن معنى المنتَج وقيمته انتقل من الموسيقى إلى الموسيقي، من التأليف الموسيقي إلى المؤلف ومن اللحن إلى الملحن.

3.3 العمليات

عندما نتحدث عن الجودة في التعليم الموسيقي العالي فإن مفهوم الجودة لا ينطبق فقط على جودة المنتَج. فالمنتَج هو ناتج عن عملية متکاملة.إن المنتَج في معاهد الموسيقي ينتج عن عملية تعليمية وتدريبية: فالطالب يتعلم بأشکال مختلفة وتتأثر أو تابعة لطرائق معلميه في هذا المجال، أو من خلال التعاون مع زملائه، أو من خلال خبرته الموسيقية التي يحصل عليها خارج المؤسسة التعليمية الرسمية. فالترکيز اليوم ليس فقط على جودة المنتَج النهائي بل أيضا  جودة العمليات التعليمية والتدريبية التي تقودنا للوصول إلى هذا المنتَج.لا يوجد نموذج واحد للعمليات التعليمية، بل هناک نماذج مختلف، هذا الاختلاف في مفاهيم العمليات التعليمية والتدريبية يقود التشعب في العمليات نفسها.

لدينا هنا نموذجان يتعلقان بالعملية التعليمية. الأول يعتمد تقسيما صارما للغاية، تم تطبيقه في منتصف القرن العشرين في المدارس الابتدائية والإعدادية، وتم نقله بسهولة إلى التعليم العالي.[7]. يأخذ هذا النموذج الشکل الوصفي "لدرس" ويؤکد على الأخذ في الحسبان في تخطيط العملية التعليمية العناصر التالية:

● حالة الإنطلاق أو البداية

● الأهداف

● عمليات التعلم بالنسبة للطالب

● عمليات التعليم بالنسبة للمدرس

● استخدام وسائل الإعلام

● المحتوى التعليمي

● أشکال تجمع الطلاب

● التقييم والتطوير

النموذج الثاني، والمستخدم حاليا في نموذج ضمان الجودة في التعليم العالي، يعود بشکل أکثر إلى نماذج التعليم المتمرکزة على المؤهلات خلال فترة دراسية کاملة (فصل أو سنة)، ويتضمن العناصر التالية:[8]

● البحث عن رغبات ومتطلبات المستهدفين

● مجموعة منتخبة من التخصصات

●مجموعة منتخبة من الدروس الداخلية والخارجية

● مفهوم مکونات الدراسة

● مفهوم التقييم

● مفهوم البيئة التعليمية

● نشاطات الطلاب والمعلمين

● المراقبة والمتابعة

لابد من القول هنا أنه إذا أردنا نظام ضمان الجودة أن يراقب ليس فقط جودة المنتَج الموسيقي بل أيضا جودة عمليات التعليم والتدريب، فمن المهم أن نختار العناصر التي سنقوم بمراقبتها. باختصار، عمليات التدريب والتعليم في المعهد الموسيقي هي متطلبات أولية ضرورية من أجل ضمان جودة المنتَج النهائي. هذه العمليات يمکن أن تکون مجزأة وفق المفهوم التعليمي لکل منا.

3.4 التنظيم

في ما يتعلق بمعاهد الموسيقى، ننظر إلى الجودة ونختبرها کمؤسسة تقوم بتنظيم عمليات التعليم والتدريب من أجل السماح للطلاب لأن يصبحوا مؤلفين موسيقيين بمستوى عال في نهاية دراستهم. إن مفهوم التنظيم أيضا متشعب ومتعدد، ويمکن أن ننظر للتنظيم أو إلى مؤسسة تعليمية منظمة من خلال النقاط التالية:

● في داخل عملية التنظيم يوجد عمليات أساسية، وفي حالة معاهد الموسيقى، العمليات الاساسية تتکون من التعليم والتدريب وأيضا من البحث في العديد من الحالات.

● العناصر المفتاح في العمليات الأساسية هي الإستراتيجية، المدرسون و المصادر.

● کل شيء تتم إدارته من قبل الإدارة.

أخيرا يمکن القول أن جودة المعهد الموسيقي کمؤسسة هي شرط أساسي وهام لجودة تنفيذه لمهامه ومن أجل الوصول إلى المنتَج النهائي. وليس هناک طريق واحد للوصول إلى الجودة في المعاهد الموسيقية، هناک نماذج متعددة للجودة التعليمية الموسيقية يمکن أن تقودنا لتحقيق الأهداف التي قام من أجلها هذه أو تلک المؤسسة.

4ـ إنشاء نظام جودة داخلي في معهد موسيقي.

إذا أردنا وضع نظام جودة جديد في إحدى المؤسسات التعليمية الموسيقية، ما هي الخطوات التي نتبعها؟ عمليا يمکننا اتباع الخطوات التالية:

1ـ وضع أهداف الجودة: اختيار العناصر التي سنشتغل عليها في التکوين والتدريب بعناية کبيرة.

2ـ الاختيار الدقيق لمؤشرات المستوى: قراءة العديد من نماذج الجودة والإطلاع على تقارير سابقة في مؤسسات أخرى، وهذا يساعد کثيرا في الحصول على أفضل المعلومات حول الجودة.

3ـ إضافة أهداف الجودة ومؤشرات المستوى الخارجية: تکمن ضرورة الإضافة هنا بأهمية استيعاب نظام الجودة الخارجي داخلي نظام الجودة الداخلي.

4ـ اختيار الأدوات الموسيقية التي تخدم في جمع المعلومات وتعريف وحدات القياس.

5ـ وضع وصياغة النتائج المتوقعة.

6ـ تخطيط الکيفية التي سنضع فيها نظام الجودة قيد التنفيذ.

7ـ التوصيف الدقيق لکل الأجزاء التي ستوضع قيد التنفيذ وهذا يساعد في تحديد المسؤوليات.

8ـ العمل الدائم على قياس و تحليل النتائج ثم اقتراح تبني کل ما هو ضروري، القيام بتبني الأفکار الجديدة ووضعها قيد التنفيذ، قياسها وتحليلها، وهکذا بشکل دائم.

9ـ التقييم المنتظم لنظام ضمان الجودة الداخلي.

4.1 تحليل إنشاء نظام الجودة الداخلي.

4.1.1  تعريف أهداف الجودة

لا يوجد في التعليم الموسيقي مستوى دقيقا أو "منطقيا" لجميع أنظمة ضمان الجودة الداخلية. وإذا اطلعنا على الکثير من معاهد الموسيقى في العالم، لاسيما في اوربا، نرى أن هذا المعهد مرتبط بشکل صارم بمقاييس ومعايير المنتَج الموسيقى حصرا، بينما ذاک المعهد يتبع مفهوم العمليات [تحدثنا عنه سابقا]  ويدعم فکرة أن جودة التعليم والتدريب تضمن جودة المنتَج الموسيقي، ومعهد ثالث يرکز وبقوة على جودة التنظيم.

عملية الاختيار بين نماذج وأشکال الجودة لا تخضع للإقصاء، بمعنى عدم استبعاد معايير جودة  واللجوء لمعايير محددة ومغلقة. يمکننا التوفيق بين عدة خيارات، هذا التوفيق يمکن أن يوضع تحت الملاحظة بشکل دقيق. إن کل ما يتعلق بالوصول إلى منتَج موسيقي ذي جودة عالية هو ضروري في العملية التعليمية : جودة الموسيقى، جودة التأليف الموسيقي وجودة التقديم وعرض المنتَج.

إن الاعتماد على التوفيق بين نماذج متعددة للجودة يؤدي إلى الوصول لمجموعة من العناصر في کل نموذج معتمد. ففي اتباع معيار [المنتَج] : نعرف الجودة الموسيقية في الامتحان النهائي، والجودة في التأليف الموسيقي والتقديم أيضا في هذا الامتحان النهائي. وفي معيار [العمليات]: نحدد جودة التقييمات لاسيما في نفس مجال التخصص، و جودة التعليم والتکوين، ثم جودة البيئة التعليمية کالفصول وقاعات البروفات الموسيقية، الأدوات والأجهزة الصوتية. أما في معيار[التنظيم]: نتعرف على جودة الإدارة الفنية و جودة فريق المدرسين.

4.1.2 اختيار مؤشرات المستوى.

قبل أو [أثناء] تعريف أهداف الجودة، لابد من إنشاء مؤشرات المستوى الضرورية حتى نحدد الجودة. [انظر الشکل].

أهداف الجودة

مؤشرات المستوى

المنتَج

المنتَج

الجودة الموسيقية في الامتحان النهائي

رضا بالنسبة للأهداف

الجودة في التأليف الموسيقي في الامتحان النهائي

رضا بالنسبة للأهداف

الجودة في التقديم في الامتحان النهائي

رضا الجمهور الحاضر

العمليات

العمليات

جودة التقييم

رضا المجال المهني

جودة التعليم والتکوين

رضا الطلاب

جودة البيئة التعليمية

رضا الطلاب

التنظيم

التنظيم

جودة الإدارة الفنية

رضا غالبية الجمهور

جودة الفريق التعليمي

نسبة المدرسين الذين لديهم تدريب مهني خاص

4.1.3  إضافة المتطلبات الخارجية

تحدثنا سابقا عن مراقبة الأهداف الأساسية للجودة ومؤشرات المستوى داخل المؤسسة التعليمية. عمليا، في معظم المؤسسات التعليمية ضمان الجودة الداخلي لا يدار کليا بشکل ذاتي. في الغالب هناک من يأتي من خارج المؤسسة ليطالب بمراقبة الجودة في داخلها. غالبا ما تکون الحکومة والتي تختبر نظام ضمان الجودة الداخلي ويمکنها أن تطلب أشياء بعينها ومحددة من هذا النظام. بالنسبة لمعاهد الموسيقى التابعة للجامعات فإن الإدارة العامة للجامعة يمکنها أن تلعب دور الحکومة في هذا الصدد.

هناک العديد من النقاط التي يمکن للجهة الخارجية،غير المؤسسة التعليمية، مراقبتها والتأکد من جودتها:

● تقدم الطلاب ومعدلات نجاحهم.

● توظيف الدبلومات بعد التخرج من الجامعة.

● رضا الطلاب عن برامج الدراسة.

● کفاءة المدرسين.

● مصادر العملية التعليمية المتاحة أمام الطلاب وأسعارها.

4.1.4 اختيار الأدوات الموسيقية

علينا هنا أن نحدد الکيفية التي من خلالها نجمع المعلومات واختيار وحدة القياس، على سبيل المثال،کما هو في الشکل التالي:

أهداف الجودة

الأدوات

وحدات القياس

المنتَج

 

 

الجودة الموسيقية للامتحان النهائي

دراسة من قبل الإدارة

العلامات المعطاة للاختبار من 1 إلى 10

الجودة الملتزم بها في الاختبار النهائي

دراسة من قبل الإدارة

العلامات المعطاة للاختبار من 1 إلى 10

جودة تقديم الاختبار النهائي

استمارة أسئلة توزع على المستمعين

مستوى رضا المستمعين وفق علامات من 1 إلى 10

العمليات

 

 

جودة التقييمات

استمارة أسئلة للمتخصصين

النسبة المئوية لرضا المتخصصين

جودة التعليم وجودة التکوين

أسئلة للطلاب

النسبة المئوية لرضا الطلاب

التنظيم

 

 

جودة إدارة قسم الفنون

دراسة من قبل خدمة التسويق

العدد الکلي للنقاط الإيجابية المعطاة من قبل الصحافة المحلية والوطنية

جودة فريق التعليم

دراسة من قبل إدارة الموارد البشرية

نسبة المدرسين الذين لديهم خبرة عملية

4.1.5 صياغة النتائج المرغوبة

لابد هنا من صياغة النتائج النهائية والقطعية بالنسبة لمؤشرات المستوى، تبدو هذه الصياغة للوهلة الأولى صعبة وربما تکون غير دقيقة. يمکننا في بعض الأحيان أن نحدد وبدقة النتائج التي نرغب بالوصول إليها، وهذا يعتمد أيضا على حدس يمکن التأکد منه من خلال نتائج المؤسسة التعليمية. لاحظ الشکل التالي کمثال على صياغة النتائج.

أهداف الجودة:

وحدات القياس:

النتائج النهائية:

المنتَج:

 

 

الجودة الموسيقية للاختبار النهائي

العلامات المعطاة من 1 إلى 10

المعدل الوسطي من 7

الجودة الملتزم بها في الاختبار النهائي

مستوى رضا المستمع من 1 إلى 10

المعدل الوسطي من 7

العمليات:

 

 

جودة التقييمات

النسبة المئوية لرضا المجال التخصصي

70%

جودة التعليم والتکوين

النسبة المئوية لرضا الطلاب

80%

جودة البيئة التعليمية

النسبة المئوية لرضا الطلاب

80%

التنظيم:

 

 

جودة الإدارة الفنية

الرقم الکلي للنقاط الإيجابية في کل سنة في الصحافة المحلية والوطنية

المحلية 10 نقاط، الوطنية 2نقطة

جودة فريق التعليم

النسبة المئوية للمدرسين أصحاب الخبرة العملية

90%

4.1.6 تخطيط التنفيذ

بعد صياغة الأهداف المرغوبة من نظام ضمان الجودة الداخلي، نبدأ بالتفکير والتخطيط لوضع هذه الأهداف قيد التنفيذ. يجب ألاّ نحاول إنشاء نظام کاملا انطلاقا من لاشيء ومنذ السنة الأولى. إذا کان لدينا الکثير من الأشياء لننطلق بها فعلينا أخذ عدة سنوات وفق الإمکانيات المتاحة.

4.1.7 التوصيف

هنا، علينا القيام بتوصيف منهجي لکل عنصر من عناصر نظام ضمان الجودة الداخلي: من ماذا تتکون الأهداف، مؤشرات المستوى، الأدوات الموسيقية التي يتم توظيفها، النتائج النهائية، المقاييس، الشخص أو الإدارة المسؤولة عن المقاييس، ما هو الإجراء التالي الذي علينا القيام به...الخ. هذا التوصيف يمکن أن يکون وفق الجدول التالي:

الهدف

الجودة الموسيقية للاختبار النهائي

مؤشرات المستوى

الرضا بالنسبة للأهداف

أداة ووحدة القياس المختارة

علامات أعضاء لجنة الاختبار من خارج المؤسسة من 1إلى 10

النتائج المرغوبة

المعدل من 7

عدد مرات القياس

مرتان في السنة، بعد کل امتحان فصلي

مسؤول القياس

الإدارة، وذلک وفق البرتوکول المتفق عليه بالنسبة للاختبارات

الدائرة الکاملة

بعد القياس: العودة إلى مدراء المؤسسة وإلى الدراسات، إلى النتائج والمقاييس التي توصلنا إليها على قاعدة النتائج الموجودة في کشف العلامات لدى المدرسين

4.1.8 المتابعة

بعد الانتهاء من النقاط السابقة يکون النظام قد وضع وانتهينا من کتابته. نقصد بالمتابعة العمل على ملاحقة کل ما تم التخطيط له: جمع النتائج وفق المقاييس التي اعتمدناها، مقارنتها بالنتائج المتوقعة، تحليل الاختلاف بين النتيجتين (المتوقعة والحقيقية)، تبني مقاييس جديدة في الفصل الدراسي التالي، ثم إعادة جمع النتائج من جديد، تحليلها من أجل تحديد إذا کنا قد حققنا تقدما مرضيا، وإذا لم نحقق هذا التقدم علينا من جديد العودة للتحليل وبدقة عالية، وفي حال تحقيق تقدم ونتائج أفضل يمکننا في هذه الحالة الحفاظ على النظام الذي وضعناه.

5ـ خصائص ضمان الجودة في التعليم الموسيقي.

تتقاسم الموسيقى العديد من النقاط المشترکة مع تخصصات أخرى فيما يتعلق بالتقييم وبضمان الجودة على مستوى التعليم العالي. مع ذلک لابد من تحديد خصائص کل تخصص لوحده حتى نکون أقرب إلى الدقة العلمية. هنا نريد توصيف العناصر التي علينا أخذها بالاعتبار في عملية التقييم المرتبطة بضمان الجودة في التعليم الموسيقي العالي.

في دراسة قامت بها "الجمعية الوطنية لمدارس الموسيقى" في الولايات المتحدة وضمن نطاق التعاون بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، أکدت هذه الدراسة أنه ومن أجل تقييم فعّال للمدارس الموسيقية العالية فيما يتعلق بالمحتوى الموسيقي ومهمة المؤسسة التعليمية الموسيقية، فإن عملية التقييم عليها أن:[9]

1.5 .احترام محتوى وطبيعة الموسيقى، کذلک علاقتهما بالتعليم والتکوين في مجال الموسيقى المهني.

● الاعتراف بالموسيقى کوسيلة وحيدة للاتصال وللتعبير الشفوي.

● احترام الموسيقى کعمل فکري يتم التعبير عنه في الموسيقى نفسها وفي داخل النص الذي يتحدث عنها.

5 .  2احترام الخصائص الأساسية للتعليم وللتکوين الموسيقي على المستوى المهني.

● الاعتراف ودعم ضرورة وجود الدروس التي تضم تعليما وجها لوجه أو تعليما خاصا، دعم الموسيقى بکليتها أيضا.

● الاعتراف بالطبيعة الخاصة للموسيقى وبتعليمها، الاعتراف هنا بالحاجة للوقت لتعلم الموسيقى واقتناء معارفها ومهاراتها الفکرية والفيزيائية.

● فهم الحاجة لمصادر أساسية لدراسة الموسيقى، کالحاجة لمدرسين مختصين، لأماکن مناسبة للتعلم أيضا.

5ـ  3احترام طبيعة، نجاحات، وبنية کل مؤسسة تعليمية موسيقية.

● احترام أن مختلف البنى والمقاربات للموسيقى ولدراستها يمکن أن تعمل بفعّالية وتقدم نتائج کبيرة.

● فهم المسؤوليات الفردية والجماعية فيما يتعلق بالجودة الموسيقية والتعليمية.  

5ـ  4توسيع توظيف الأنظمة والطرائق في التقييم بالتکامل مع طبيعة الموسيقى، وتوسيع دراسة الموسيقى وعمل المدارس والمعاهد الموسيقية.

● الاعتراف بالضغط الکبير لعملية التقييم بسبب طبيعة العرض الموسيقي أمام الجمهور وطبيعة التأليف الموسيقي نفسه.

● احترام أن مفهوم تعدد المقاربات يمتد إلى التعليم والتکوين کذلک إلى مسائل العزف والأداء على المسرح.

● الفهم بأن التقييم المستمر والمتدرج ضروري فيما يتعلق بالتحضير وتقديم الأداء على المسرح وأيضا فيما يتعلق بالتأليف الموسيقي.

المراجع
1ـ انظر، ميلاني جوليان و ليندا غوسلين، " ضمان الجودة في التعليم الجامعي، مفاهيم للتنفيذ، [بالفرنسية]، صادر عن المکتبة والأرشيف الوطني في کندا، 2012، الکيبک، ص 19.
2ـ انظر:
LazărVLĂSCEANU, Laura GRÜNBERG and Dan PÂRLEA, " Quality Assurance and Accreditation : A Glossary of Basic Terms and Definitions", Bucharest 2007. P. 38.
3ـ انظر، منشورات الجمعية الأوربية لمعاهد الموسيقى، " ضمان الجودة الداخلية في التعليم العالي الموسيقي"،Lunds University، 2007 ص 10.
4ـ انظر، www.arts-accredit.org/site/docs/pdf/10-MSMAP ، هذا الملف نشر ضمن إطار مشروع "الدراسات الموسيقية، حرکة وضمان"، مشروع مشترک بين الجمعية الأوربية لمعاهد الموسيقى و والجمعية الوطنية لمدارسة الموسيقى الأمريکية.
6ـ انظر،
7ـ هذا النموذج تم وضعه من قبل Van Gelder. للتوسع يمکن العودة إلى :
E.De Corte a.o., Beknopte Didaxologie, Groningen: Wolters-Noord hoff,1981.
8- Expertgroup (Groupe d’expertise) HBO, Method for improving the quality of higher education based on the EFQM model, Groningen/Ein hoven: Hanzehoge school. Groningen/Fontys Hogescholen, 2006.
9 ـ من أجل الإطلاع على هذا المشروع يمکنکم العودة إلى الموقع التالي: