تحليل رسوم الأطفال المعتَدَى عليهم جنسيًا بمملکة البحرين دراسة وصفية تحليلية

المؤلف

قسم الإعلام والسياحة والفنون کلية الآداب - جامعة البحرين

المستخلص

الملخص
هدفت هذه الدراسة إلى تحليل رسوم الأطفال المعتَدى عليهم جنسيًا في محاولة لتحديد صيغ شکلية ورموز تساهم في التوصل إلى دلائل تبين هذا الاعتداء. وقد تکونت العينة من (23) طفلا من الذين تم الاعتداء عليهم جنسيًا. بواقع (4) ذکور و (19) أنثى. تتراوح أعمارهم بين (3-11) سنة. وتم اختيارهم من مرکز حماية الطفل بمملکة البحرين.
وتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي لتحليل رسوم الأطفال المعتَدى عليهم جنسيًا، والمقارنة بين الجنسين والفئات العمرية في الرموز التي ظهرت في هذه الرسوم. وتم إعداد أداة لتحليل رسوم الأطفال تکونت من خمسة محاور. وقد توصلت الدراسة الحالية إلى أهم النتائج التالية:
أهم الرموز التي ظهرت والتي تدل على وجود اعتداء جنسي کانت تفاصيل الجسد بنسبة بلغت 60.9%. کما اتضح أنه لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين الجنسين في الرموز، فيما عدا رموز الأعضاء التناسلية التي ظهرت فروق دالة إحصائيًا عند (0.5) لصالح الذکور. وأخيرًا اتضح أنه توجد فروق دالة إحصائيًا في محور المکان لصالح الفئة العمرية (2-4) سنوات، کما ظهرت فروق دالة إحصائيًا في بند المظاهر المرتبطة بالاعتداء لصالح الفئة العمرية (9-11) سنة.
الکلمات المفتاحية: الاعتداء الجنسي على الأطفال، رسوم الأطفال.

مقدمة

عالم الطفولة عالم له خصوصية وفرادة. ويتميز ببراءته وبحاجته للحماية. لکن من المحزن افتقاد بعض البالغين لمقومات الرحمة والإنسانية؛ فيعتدون على هذه البراءة، ويعجّلون في خوض الطفل لمشاعر وآلام کان من المفروض عدم مروره بها في هذه الفترة من عمره، أو في أي فترة أخرى.

ويعتبر موضوع الاعتداء الجنسي على الأطفال من الموضوعات التي تؤثر بشکل سلبي على الطفل وعلى الوالدين، وعلى الأسرة بشکل عام. وکان اختيار هذا الموضوع بمثابة لفت النظر في مجتمع مملکة البحرين لخطورته وأهميته. وذلک للحد من انتشاره، وللمساهمة في الضغط على الجهات المختصة لوضع عقوبات مناسبة ورادعة لمرتکبي هذه الجرائم. فقد نصت اتفاقية حقوق الطفل التابعة لليونسکو والتي وقعت عليها مملکة البحرين على عدة مواد منها المادة (19) والتي تنص على:

1.  تتخذالدولالأطرافجميعالتدابيرالتشريعيةوالإداريةوالاجتماعيةوالتعليمية الملائمةلحمايةالطفلمنکافةأشکالالعنفأوالضررأوالإساءةالبدنيةأوالعقلية والإهمالأوالمعاملةالمنطويةعلىإهمال،وإساءةالمعاملةأوالاستغلال،بمافيذلک الإساءةالجنسية،وهوفيرعايةالوالد (الوالدين) أوالوصيالقانوني (الأوصياء القانونيين) عليه،أوأيشخصآخريتعهدالطفلبرعايته.

2.  ينبغيأنتشملهذهالتدابيرالوقائية،حسبالاقتضاء،إجراءاتفعالةلوضعبرامج اجتماعيةلتوفيرالدعماللازمللطفلولأولئکالذينيتعهدونالطفلبرعايتهم،وکذلک للأشکالالأخرىمنالوقاية،ولتحديدحالاتإساءةمعاملةالطفلالمذکورةحتىالآن والإبلاغعنهاوالإحالةبشأنهاوالتحقيقفيهاومعالجتهاومتابعتهاوکذلکلتدخلالقضاء
حسب
الاقتضاء.

ونصت المادة (34) على أن: تتعهد الدول الأطراف بحماية الطفل من کافة أشکال الاستغلال الجنسي والانتهاک الجنسي. [1]

وقد أجريت هذه الدراسة من خلال استخدام رسوم الأطفال، حيث يعتبر الرسم بالنسبة للأطفال لغة لها أبجدياتها الخاصة التي تتضح في رموزهم ورسومهم في مختلف مراحلهم العمرية. وقد أکدت الکثير من الدراسات أن الأطفال في عموم مراحلهم العمرية يمرون بمراحل تطورية فنية يشترک فيها جميع أطفال العالم -على اختلاف أعراقهم وبيئاتهم ودياناتهم- بأبجديات هذه اللغة. ولا تبرز الفروقات بين أطفال العالم إلا عندما يبدأ الطفل بالتأثر بالبيئة، وبالعادات والتقاليد.

ومن الجانب النفسي نجد أن رسوم الأطفال کانت من الأهمية بمکان بحيث ظهر فرع من فروع علم النفس تحت مسمى سيکولوجية رسوم الأطفال ليبحث الحقائق السيکولوجية المتعلقة بظهور رسوم الأطفال وتطورها في مختلف مراحل النمو. وقد وجد الباحثون أن سيکولوجية رسوم الأطفال مهمة للمربي –أيا کان موقعه- "کي لا يفسر إنتاج الأطفال الشکلي تفسيرا خاطئا فيقيم توجيهه للأطفال على ضوء الحقائق التي اکتشفت، ومن ثم يمکنه أن يوجه أطفاله التوجيه التربوي والفني الصحيح" (البسيوني، 1958).

وقد انتشرت نظريات کثيرة لتفسير رسوم الأطفال، ومنها النظرية العقلية (Intellectual theory)، حيث ذهب أصحاب هذه النظرية إلى أن رسوم الأطفال تستمد من مصدر غير بصري، أي من مفاهيم مجردة غير مدرکة حسيًا. فرسوم الأطفال بمثابة رموز تعبر عما انطبع في أذهانهم من مفاهيم عن الأشياء (القريطي، 2001).

فقد أوضح ميلير، وفيلتکامب، وجانسون أن الأطفال الصغار يفتقدون المعرفة للتعبير، ومعالجة الأحداث المؤلمة بنجاح ويکونون في صراع داخلي. ومن الممکن أن لا يکونوا قادرين على التواصل اللفظي لهذه الأحداث المؤلمة (Miller, Veltkamp & Janson, 1987). والاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل صدمة نفسية عليهم، والتي غالبًا ما تجعلهم مضطربين وغير قـــادريــن علــى التعــبير عما جــــرى لهـــــم بــواسطة الکــلام.

وتتنوع صور التحرش الجنسي على الأطفال، والتي من ضمنها: ملامسة أعضاء الجسم بطريقة غير لائقة، التقبيل غير اللائق، دعوة الطفل لمشاهدة أفلام جنسية، دعوة الطفل للمس مناطق معينة لدى المعتدي، إسماع الطفل لمصطلحات جنسية، محاولة إقامة علاقات جنسية مع الطفل، وقد يصل التحرش والاعتداء الجنسي حد الجماع الکامل.

والطفل الذي يتعرض للتحرش غالبا ما يحدث له ما يسمى بالإفاقة الجنسية. وهذا يؤدي إلى إصابته بنشاط جنسي زائد. والطفل في هذه السن المبکرة من الناحية العملية لا يعرف الميول الجنسية بالمعنى المعروف لدى الکبار. لکن يمکن أن يندرج هذا النشاط الجنسي الزائد -بما يتتبعه من تصرفات- تحت ما يسمى بالسلوک السيء الذي يفعله الطفل مقلدا أو مجبرا دون غريزة حقيقية داخله، فتظهر لديه تصرفات جنسية وقد يتحول لمتحرش (وحدة النشر والمعلومات، 2009).

وغالبًا ما يُظهر الطفل المعتدَى عليه جنسيًا سلوکيات تکون کمؤشرات على حدوث الاعتداء. وهي تحدث نتيجة الصدمة، وعدم قدرة الطفل على فهم واستيعاب ما حدث له. 

وقد بيّن ريوردان، وفيردل المؤشرات السلوکية التي تدل على حدوث الاعتداء
الجنسي کالآتي:

-     يُظهر العديد من الأطفال الذين تم الاعتداء عليهم نضجًا خاطئًا غير حقيقي مقارنة بالمعرفة الجنسية التي يملکها من هم في مثل عمرهم.

-     معظم الأطفال المعتدَى عليهم يظهرون صورة ذاتية متدنية (poor self-image).

-     ظـهور مشکلات مثل: العـدوانية، والميل للانتحار، والاکتئاب(Riordan & Verdel, 1991).

وبالطبع فإن وجود بعض هذه السلوکيات لا تعني بشکل قاطع حدوث الاعتداء الجنسي، ويجب البحث عن أدلة وشواهد أخرى، والاستعانة بالمختصين للتشخيص الدقيق والمناسب.

وفي دراسة قامت بها المحروس والعامر، 2001 تم فيها تبيان المؤشرات الجسدية التي ظهرت على عينة الدراسة والتي دلت على حدوث اعتداء جنسي وهي: نزف من المهبل أو منطقة الشرج. تمزق غشاء البکارة، أو تهتک الشرج، أو ارتخاء في العضلة الشرجية. اضطراب التغوط. الجروح والسحجات. إفرازات غير طبيعية. مرض السيلان. الحمل. (Al-Mahroos & Al-Amer, 2011).

والوضع المعقد، والحالة العاطفية للطفل المعتدَى عليه تحِدُّ في معظم الأحيان من قدرته على التعبير عن حدوث الاعتداء. ويعود موضوع عدم قدرة الأطفال على الافصاح عن حدوث الاعتداء الجنسي إلى الضغط النفسي الذي يحدثه المعتدي، والخوف من التهديد الذي قد يمارسه عليه أحيانا. مما يجعل الطفل يعبر عن الاعتداء من خلال صفات وسلوکيات مختلفة. فنحن قد نجد لدى الطفل (في بعض الأحيان) إما حاجة عاطفــــــــــــية شديـــدة لنکـــــــــــــــــــران حـــــــــدوث الاعتــــــــــــــــداء، أو رفضــــــــــه لرؤيـــــة الوضع على أنه اعتداء(Riordan & Verdel, 1991).

وترى الباحثة أن سبب صمت الطفل وعدم إفصاحه عن تعرضه للاعتداء قد يعودکذلک إلى شعوره بالخزي والخجل، والشعور بالذنب بأنه هو المتسبب بهذا الاعتداء (لوم الذات).وحيث أن اللغة اللفظية قد تخذل الطفل عند رغبته في التعبير عما يشعر به، فنجد أن أحاسيسهم وتجاربهم المختلفة تجد سبيلها الدقيق من خلال الرسم. وقد بيّن ستِمبر أن الفن يعتبر کأداة غير مُهدِّدة في عملية التواصل بين الطفل والمعالج، والتي قد تکون مجالا خصبا للدراسة من خلاله
 
(Stember, 1980).

ويُعْرَف التواصل على أنه عملية اتصال تسير في اتجاهين، وهي تشمل محاولة فهم الأفکار والمشاعر التي يعبر عنها الآخرون والاستجابة بطريقة نافعة ومساعدة. وهذا يعني أن قيام تواصل جيد يحتاج إلى مهارات الإصغاء للآخرين ومراقبتهم وفهم الرسالة التي يعبرون عنها (ريتشمان، 1999).

وأکد ميلير وفيلتکامب أن رسم الجسم البشري يسمح للمحرکات اللاشعورية بأن تُظهر نفسها بطريقة آمنة بالنسبة للطفل (Miller & Veltkamp, 1989 ). فالطفل عندما يقوم برسم الإنسان فإنه يقوم في الواقع بتلخيص خبرته عن الإنسان في صورة شکل مرسوم يطلق عليه مُدرَک شکلي (حسن، 2009).

ومن أعضاء جسم الإنسان التي يرسمها الطفل المعتدى عليه جنسيًا وتدل على حدوث إعتداء جنسي الفم الکبير وخاصة عندما يکون مفتوحًا. فالأفواه الکبيره الدائرية ترسم في العادة عندما يکون هناک اعتداء جنسي باستخدام وسيلة الجنس الفموي ((Briggs
& Lehmann, 1989
.

ومن الأمور التي رکزت عليها مالکودي (Malchiodi, 1994) ضرورة فهم المراحل التطورية لفن الطفل. فيجب على المعالج النفسي أو الاختصاصي، أن يحصل على فهم واضح وصحيح للمراحل التطورية لفن الطفل العادي عمومًا (Malchiodi, 1994).

ومن العلماء الذين بحثوا في هذا المجال فيکتور لوينفيلد، حيث أجرى دراسة شاملة لمراحل التطور الفني عند الأطفال من سن الولادة وحتى (18) عامًا. وقد رأت الباحثة أنه من المناسب وضع هذه المراحل في الدراسة الحالية. وهي مبينة فيما يلي:

مراحل التطور الفني لدى الأطفال عند فيکتور لوينفيلد:

1-مرحلة ما قبل التخطيط (الشخبطة) من الولادة – سنتين:

·    طفل هذه المرحلة ليس لديه اتجاهات معينة.

2-مرحلة التخطيط (الشخبطة): من (2- 4) سنوات.

تشمل هذه المرحلة أنماطًا متعددة هي:

·    التخطيط غير المنظم: إحساسات عضلية وجسمانية.

·    التخطيط المنظم: تبدأ خطوط الأطفال بعد مدة باتخاذ وضع أفقي أو رأسي أو مائل، وذلک لإدراک الطفل للعلاقة بين حرکات يديه وبين أثرها على الورقة.

·    التخطيط الدائري: في حوالي سن الثالثة يتطور التخطيط المنظم إلى تخطيط دائري وذلک يرجع إلى قدرة الطفل على التحکم بعضلاته والسيطرة على حرکاته المختلفة.

·    الرموز المسماة: مع بداية سن الرابعة يتحول تعبير الطفل من الإحساسات العضلية والجسمانية إلى الخيال الذي يعتمد على التفکير، ويظهر هذا من خلال رسم الطفل لبعض الرموز وإطلاق تسميات خاصة عليها.

3-مرحلة تحضير المُدرَک الشکلي من (4 – 7) سنوات:

تتسم هذه المرحلة بخصائص مختلفة هي:

·   رسوم الأطفال محملة بالخبرة الواقعية (نستطيع تمييز الإنسان عن الحيوان..إلخ).

·   يغلب على رسوم أطفال هذه المرحلة الصبغة الهندسية.

·   تنوع في رسوم العنصر الواحد.

·   اتجاه ذاتي نحو العلاقات المکانية للأشياء.

·   استخدام اللون من أجل المتعة والتفرقة بين العناصر.

4-مرحلة المُدرَک الشکلي: من (7 – 9) سنوات:

تتسم رسوم هذه المرحلة بالحرية والتلقائية فضلاً عن ظهور بعض الاتجاهات الشائعة بين أطفال هذه المرحلة مثل:

·   التکرار في الرسوم، بمعنى أن الطفل بعد مرحلة التنويع في رسم الشکل الواحد نجده وقد استقر على عدد معين من الأشکال يکررها بصفة مستمرة، بحيث يصبح لدى الطفل رمزا ثابتا يلجأ إليه ويکرره کلما طلب منه التعبير عن شکل معين.

·   التسطيح، حيث تظهر العناصر المرسومة في الصفحة وکأنها مسطحة دون مراعاة قواعد المنظور والمنطق في الرسمة.

·   المبالغة والحذف، کأن يرسم الطفل الأعضاء في جسم الأشخاص التي يرسمها مبالغ فيها أو أن يقوم بإلغائها وذلک تبعا لأهمية الدور الذي تلعبه هذه الأعضاء من وجهة نظره. أو أن تکون بعض عناصر رسمته ذات حجم مبالغ فيه مقارنة بالعناصر الأخرى، وذلک لرغبة الطفل في إبرازها بصورة أوضح.

·   الشفافية، وذلک بأن يرسم الطفل عناصره في رسومه وکأنها شفافة، وذلک لرغبته بإعلامنا عن أحداث تحصل داخل الشيء قد لا نعرفها إن رسمها على حالها. ومن الأمثلة الطريفة على ذلک رسم الطفل للمرأة الحامل وجنينها يظهر من خلال ملابسها.

·   الجمع بين المسطحات المختلفة في حيز واحد. بمعنى أن يجمع الطفل في رسمه عدة مناظر في نفس المکان في الصفحة.

·   الجمع بين الأمکنة المختلفة في حيز واحد. بمعنى أن يقوم الطفل برسم عدة أحداث في نفس الصفحة. ونجد ذلک کثيرًا في رسوم الأطفال خاصة عندما يرسمون سلسة من الأحداث التي حصلت من خلال تجربة شخصية.

·   خط الأرض. وذلک برسم الطفل العناصر والأشخاص وتحتهم خط يمثل الأرض.

5-مرحلة محاولة التعبير الواقعي من (9 – 11) سنة:

تتميز هذه المرحلة بالتالي:

·   التحول من الاتجاه الذاتي إلى الاتجاه الموضوعي، والتحول من الاعتماد على الحقائق الذهنية إلى الاعتماد على الحقائق البصرية نتيجة التطور والنمو الشامل.

·   التمسک بالعلامات والمظاهر المميزة للأشياء. کأن ترسم الطفلة  بنتًا وترسم لها زينة للشعر، أو أن يرسم الطفل رجلاً عجوزًا وبيده عصا يتکأ عليها.

·   اختفاء بعض الاتجاهات السابقة (مثل: الحذف والمبالغة والتسطيح) وحلول ما توحي به الرؤية البصرية. ويستخدم الطفل اللون استخداما موضوعيًا.

6-مرحلة التعبير الواقعي من (11 – 13) سنة:

في هذه المرحلة يتحول الطفل من حياة الطفولة إلى حياة الشباب وما يتبعها من تغيرات شاملة في جميع نواحيه العقلية والجسمية مما يسبب تشکل خصائص جديدة هي:

·   قلة الإنتاج.

·   ظهور القدرات الخاصة عند التلاميذ.

7-مرحلة المراهقة من (13- 18) سنة:

لا تختلف اتجاهات التلاميذ في هذه المرحلة عن اتجاهاته في المرحلة السابقة. لکن نلاحظ:

·   وجود وعي منطقي بالنسبة للعالم الخارجي في رسوماتهم.

·   رسم أنصاف أو أجزاء من العناصر.

·   انقسام التلاميذ إلى فئتين ذات اتجاهين:

-      الاتجاه البصري والذي يعتمد على نقل وتسجيل الحقائق واستخدام المنظور.

-      الاتجاه الذاتي والذي يتميز باستعمال رموز وفقا للانفعالات الخاصة. (Lowenfeld & Brittain, 1982).          

ويعتبر قيام المعالج بجعل الطفل يتحدث عن رسمه أمرًا بالغ الأهمية ليس لفهم الطفل فقط، بل لتفسير لغته البصرية الخاصة به. وأکدت مالکيودي على ضرورة احترام رسوم الطفل، حيث أنها عبارة عن تجارب شخصية لعالمهم الداخلي فيجب على الاختصاصي أن لا يکتب أو يعلق على رسم الطفل(Malchiodi, 1994).

وترى الباحثة أنه يمکن للمعالج أن يقوم بتصوير رسم الطفل بعد الانتهاء من رسمه، وأن يکتب المعالج ملاحظاته الخاصة، وتعليقات الطفل -حول بعض الرموز التي قد يُشکل عليه فهمها وتفسيرها- على النسخة بحيث يُبقى الرسم الأصلي بين يدي الطفل للحديث عنه. مع حرص المعالج على أن لا يُري الطفل کتاباته عليها، حتى وإن کان لا يعقل القراءة بعد، وذلک لأن بعض الأطفال يشعرون بعدم الراح عند الکتابة على رسومهم أو التدخل فيها.

مشکلة الدراسة

عالم الطفولة عالم رقيق يحتاج منا إلى کل رعاية واهتمام. ويستخدم الطفل في عالمه هذا لغات عدة، إحداها الرسم. ويلجأ الطفل عادة للتعبير بواسطته حين تخونه الکلمات، وحين يصبح التعبير اللفظي غير ممکن نظرًا لصعوبة الحديث عن الموضوع أو الحرج المصاحب له.

ومن منطلق التعامل مع رسوم الأطفال من خلال مقررات فن الطفل التي قامت الباحثة بتدريسها في جامعة البحرين، برزت الحاجة لقراءة رسوم الأطفال وتحليلها. وکان هذا بالنسبة للأطفال العاديين الذين (من المفترض) لم يتعرضوا لاعتداء جنسي.

ومن خلال استعراض رسوم الأطفال برزت أمام الباحثة بعض الرموز التي حملت في مجملها دلالات ذات معانٍ أعمق مما تبدو عليه. ومن هنا ظهرت الحاجة إلى تحليل رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا، وإلى محاولة استنباط رموز مشترکة قد تکون دليلاً أو مؤشرًا على حدوث مثل هذا النوع من الاعتداءات لدى الأطفال بشکل عام إن وجدت في رسومهم.

وفي مؤتمر حماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال الذي انعقد في أکتوبر (2001) في مملکة البحرين، تم تقديم ورقة عمل رصدت ظاهرة سوء المعاملة والإهمال في البحرين من خلال الحالات المحولة إلى لجنة حماية الطفل في وزارة الصحة. وقد تضمنت البيانات التالية:

·    في الفترة من (1991) و(2001) عالجت اللجنة )150( حالة لإيذاء جسدي وجنسي منها )87( اعتداء جنسي

·    بلغت نسبة الاعتداء الجنسي على الذکور )45%(

·    بلغت نسبة الاعتداء الجنسي على الإناث )55%(

·    )82%( من حالات الاعتداء الجنسي وقعت في أماکن من المفترض أن تکون آمنة بالنسبة للطفل

·    )77%( من المعتدين هم أشخاص من المفترض أن يکونوا موضع ثقة الطفل.

·    نجم عن الاعتداءات الجنسية الإصابة بمرض السيلان البني لدى )5%( من الذکور، و) 8%( من الإناث وأدى إلى حمل )12%( من الفتيات (المحروس، 2004)

وقد قامت اللجنة البحرينية لمناهضة العنف الأسري وبمساندة وتعاون مع شرکة الاتصالات بتلکو بافتتاح أول مرکز متخصص في منطقة الخليج العربي لمساعدة ضحايا العنف الأسري. ويقدم هذا المرکز خدماته المجانية في مساعدة جميع ضحايا العنف الأسري بجميع أشکاله (بوزبون، 2008).

وتشير الدلائل إلى أن مشکلة التحرش الجنسي الممارس ضد الأطفال تعتبر مشکلة عالمية؛ فقد بينت الأرقام أن حالات الاعتداء في ازدياد. وأشارت الإحصائيًات إلى أنه تحدث حالة تحرش أو اعتداء جنسي کل دقيقتين في الولايات المتحدة. أي حوالي )207754( حالة کل سنة لمن هم في سن تحت )12( سنة أو أکبر.[2]

وفي المملکة المتحدة بينت الإحصائيًات أنه تم التبليغ عن )17727( جريمة جنسية بحق الأطفال  لمن هم تحت سن )16( سنة في کل من انجلترا وويلز.[3]

وفي الدول العربية فقد "بينت سجلات عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالأردن للعام )1998( حدوث )174( حالة إساءة جنسية".[4] کما بينت دراسة أجرتها اليونسيف أن ما بين )2( إلى )7( أطفال من أصل )100( طفل يتم التحرش والاعتداء الجنسي عليهم في الأردن. [5]

وفي مملکة البحرين فقد أشارت إحصاءات مرکز حماية الطفل التابع لوزارة الشؤن الاجتماعية أن في عام )2007( وقعت )51( حالة اعتداء جنسي. وفي العام )2008( وقعت )63( حالة. وفي العام )2009( وقعت )70( حالة. وفي العام )2010( وقعت )71( حالة. وفي العام )2011( وقعت )38( حالة. وأشارت آخر إحصائية لهم لنصف العام )2012( وقوع )26( حالة. وبالتأکيد فإن هذه هي الحالات التي يتم التبليغ عنها. وهناک حالات يفضل الأهل فيها الصمت درءًا للفضائح وحماية للطفل
حسب زعمهم.

وحيث أن الحديث عن الاعتداء يعتبر أمرًا صعبًا على الأطفال، فقد تم تبني فکرة استنباط بعض الرموز التي تَرِد في رسوم الأطفال والتي يمکن من خلالها استشعار وجود عنف جسدي، مُورسَ أو مازال يُمارس ضدهم. ويمکن تلخيص مشکلة الدراسة في السؤال التالي:

هل يمکن استنباط رموز ودلالات من رسوم الأطفال تشير إلى حدوث اعتداء جنسي؟

ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية:

أسئلة الدراسة

1.  هل يمکن تحديد الرموز التي تظهر في رسوم الأطفال من أفراد العينة والتي تدل على وجود
اعتداء جنسي؟

2.   هل يمکن معرفة من هو الشخص المعتدي من خلال رموز هؤلاء الأطفال؟

3.   هل يمکن تحديد مکان الاعتداء على الأطفال من خلال رسومهم ورموزهم؟

4.   هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين الجنسين في الرموز التي تظهر في رسومهم وتعبر عن وجود اعتداء جنسي؟

5.   هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين الفئات العمرية في الرموز التي تظهر في رسومهم، والتي تعبر عن وجود اعتداء جنسي؟

أهداف الدراسة

1.إلقاء الضوء على رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا، وتحديد بعض الرموز الدالة
على الاعتداء.

2.دراسة أثر هذه النوع من الصدمات في طرق التعبير بالرسم لدى الأطفال.

3.توفير رؤية أوضح لفهم رسوم الأطفال، والرموز التي تظهر في رسومهم للمشرفين والاختصاصيين العاملين في هذه المجال للمساعدة في إنجاز عملهم.

أهمية الدراسة

تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها في مملکة البحرين التي تتناول موضوع الاعتداء الجنسي على الأطفال من خلال تحليل رسومهم. وتبرز الأهمية في أن موضوع الدراسة من الموضوعات التي يعتبر الخوض فيها من المحظورات، أو من المتجنب ذکرها. وحيث أن لغة الأطفال الأسهل في التعبير هي الرسم، فقد أکد هذا الأمر على ضرورة استخدام رسومهم ورموزهم لمحاولة تبيان أو إثبات وجود أي خلل يحدث في حياتهم وأهمها الاعتداءات الجنسية. وبالأخص الاعتماد على رسم الشکل الإنساني الذي يعتبر موضوعا مهما لاکتشاف مواضع الخلل والتشويه، والذي يتعمد کثير من الأطفال إحداثه على بعض أعضاء الجسم عند حدوث خلل أو تعدّي عليه من أي نوع. فقد رأت ماکوفر (المشار إليها في القريطي، 2001) أن الفرد خلال عملية الرسم يکون خاضعًا لتأثير العمليات الشعورية واللاشعورية المتصلة بصورته الذاتية. فالشکل الإنساني المرسوم يعتبر تعبيرًا عن الأمزجة والتوترات، وأنه وسيلة لإسقاط مشاکل صاحب الرسم وأسلوبه، ولتجسيد صراعاته النفسية حول أعضاء هذا الجسم وصفاته کما يراها.

ويمکن إيجاز أهمية الدراسة في النقاط التالية:

1.  استخلاص الرموز والأشکال التي قد تشير –بالإضافة لتوافر أدلة أخرى- إلى حدوث
اعتداء جنسي.

2.  توضيح الکيفية التي يحدث فيها الاعتداء الجنسي على الأطفال، والظروف المهيئة لذلک.

3.  تفيد هذه الدراسة في توضيح بعض من صفات المعتدي، والصلة المشترکة بينه وبين الطفل المعتدَى عليه.

4.  تسليط الضوء على قضية من أهم القضايا المسيئة للطفولة، مع محاولة کسب الرأي العام لسن قوانين تکفل الحماية للطفل، وتضمن تطبيق أقسى العقوبات على مرتکبيها.

مصطلحات الدراسة

رسوم الأطفال Children’s Drawings: هي تلک التخطيطات الحرة التي يستخدمها الأطفال کلغـــــــــــة يعبــرون فيها على أي سطح کان منذ بداية عهدهم بمسک القلم، إلى أن يصلوا مرحلة البلوغ (الهنيدي، 2009).

الاعتداء الجنسي على الأطفال Child Sexual Abuse: يعتبر نوع من أنواع سوء المعاملة. ويتعلق بفرض فعل جنسي على الطفل من قبل بالغ أو مراهق لاشباع رغبة جنسية. ويتضمن هذا السلوک الملامسة للجسم أو للأعضاء التناسلية، التقبيل، الاستمتاع بجسد الطفل بطرق مختلفة، مشاهدة صور وفيديو اباحي مع الطفل. وقد يصل حد الجماع الکامل
 
(Malchiody, 1997).

منهجية الدراسة وإجراءاتها

أ‌.      المنهج المستخدم: المنهج الوصفي التحليلي: وذلک لوصف وتحليل رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا، والمقارنة بين الجنسين والفئات العمرية في الرموز التي تظهر في هذه الرسوم.

ب‌.   محددات الدراسة: تتحددالدراسة في الأمور التالية:

-       الحدود البشرية: أطفال مملکة البحرين.

-       الحدود الجغرافية: أطفال مرکز حماية الطفل التابع لوزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية.

-       الحدود الموضوعية: تحليل رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا.

ج‌.   مجتمع الدراسة والعينة: اشتملت العينة على عدد )23( طفلا وطفلة من الذين تم الاعتداء عليهم جنسيًا. بواقع )4( ذکور، و) 19( أنثى. وتتراوح أعمار أفراد العينة بين )3( إلى )11( سنة، تم اختيارهم من مرکز حماية الطفل بمملکة البحرين.

جدول (1) الفئات العمرية والتي تم تقسيمها بناءً على مراحل التطور الفني عند فيکتور لوينفيلد

 

المرحلة العمرية

 

من 2 إلى 4 سنوات

من 4 إلى 7 سنوات

من 7 إلى 9 سنوات

من 9 إلى 11 سنة

المجموع

عدد الأطفال

2

9

7

5

23

د‌.    أدوات الدراسة: استخدمت الباحثة قائمة بتحليل رسوم الأطفال من إعدادها. وقد اعتمدت في تصميم هذه الأداة على ما يظهر في رسوم الأطفال عادة من رموز ومظاهر، وعلى الحاجات الأساسية التي يتطلبها الطفل في هذه الفئة العمرية ويعبر عنها في رسومه. وقد تکونت الأداة من خمسة محاور هي:

1.   مکان الاعتداء. ويندرج تحت هذا المحور )8( بنود هي: المنزل، الحجرة، سطح المنزل، تفاصيل خارجية، السرير، ملحق الخدم، وقت الاعتداء، مظاهر مرتبطة بالاعتداء.

2.   المشاعر والأحاسيس. ويندرج تحت هذا المحور )8( بنود هي: استخدام لون واحد، استخدام عدة ألوان، الألم، الخوف، عدم التأثر، الابتسام، الانکار، التوتر والتشتت.

3.   الحماية/ الحاجات. ويندرج تحت هذا المحور )5( بنود هي:  العلاقة بالأم انفصال/ قرب ، العلاقة بالأب انفصال/ قرب، الأسرة. ملاحظة: المقصود بالانفصال/ القرب، الانفصال والقرب الجسدي والمعنوي.

4.   المعتدي. ويندرج تحت هذا المحور )5( بنود هي: تفاصيل الوجه، تفاصيل الجسد، وضوح المشاعر،  الأعضاء التناسلية، کتابة اسم المعتدي/ أو اشارة دالة على شخصيته.

5.   المعتدَى عليه. ويندرج تحت هذا المحور )6( بنود هي: تفاصيل الوجه، تفاصيل الجسد، الأعضاء التناسلية، الانطباع على الوجه (-) ويعني المشاعر السلبية کالحزن والألم، الانطباع على الوجه (+) ويعني المشاعر الايجابية کالابتسام، والاشارة لموضع الاعتداء على الجسد. وقد تم تحليل رسوم الأطفال بناء على هذه المحاور وبنودها، وتم رصد ماظهر منها في رسومهم.

صدق الأداة

تم عرض الأداة على عدد من المحکمين في المجال من جامعة البحرين. وقد تم إجراء بعض التعديلات بناءً على اقتراحات وآراء المحکمين.

والجدول التالي يوضح قائمة تحليل رسوم الأطفال وتوزيع البنود والمحاور في
الدراسة الحالية:

جدول (2) قائمة لتحليل رسوم الأطفال وتوزيع البنود والمحاور

23

22

21

20

19

18

17

16

15

14

13

12

11

10

9

8

7

6

5

4

3

2

1

 

11

11

11

9

9

8

8

8

5

7

7

7

7

6

5

5

5

5

4.5

4

4

3.5

3

العمر

أ

ذ

أ

أ

أ

ذ

ذ

أ

أ

أ

أ

أ

أ

أ

ذ

أ

أ

أ

أ

أ

أ

أ

أ*

الجنس

التکرار

مکان الاعتداء

/

 

 

 

 

 

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

المنزل

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

حجرة

 

 

 

 

 

 

/

 

 

/

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سطح المنزل

 

 

/

/

 

 

/

 

 

/

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

/

تفاصيل خارجية

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

/

السرير

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملحق الخدم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقت الاعتداء

/

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مظاهر مرتبطة بالاعتداء

التکرار

المشاعر والأحاسيس

 

 

/

 

 

 

/

 

 

/

 

/

 

 

/

/

 

 

 

/

 

 

 

استخدام لون واحد

/

/

 

/

/

/

/

/

 

 

/

 

/

/

 

 

/

/

/

 

/

/

/

استخدام عدة ألوان

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

الألم

 

 

 

/

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخوف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

عدم التأثر

/

 

/

 

 

 

 

 

/

 

/

 

/

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

الابتسام

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الانکار

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

/

 

 

 

 

 

 

التوتر والتشتت

التکرار

الحماية/ الحاجات

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

/

العلاقة بالأم انفصال

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

/

العلاقة بالأب انفصال

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

العلاقة بالأم القرب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

العلاقة بالأب القرب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

/

 

 

الأسرة

التکرار

المعتدي

/

 

 

/

/

 

/

 

/

/

 

/

 

/

/

/

 

 

 

 

 

 

 

تفاصيل الوجه

/

 

 

/

/

 

/

 

/

/

 

/

 

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

تفاصيل الجسد

 

 

 

/

/

 

/

 

/

 

 

/

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

 

وضوح المشاعر

 

 

 

 

 

 

/

 

 

/

 

/

 

 

 

 

 

 

/

/

 

 

 

الأعضاء التناسلية

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

کتابة اسم المعتدي/ إشارة دالة على الشخص

التکرار

المعتدَى عليه (رسم النفس)

/

/

 

/

/

/

/

/

/

/

 

 

/

/

 

/

/

 

 

/

/

 

 

تفاصيل الوجه

/

/

 

/

/

/

/

 

/

/

 

 

/

 

/

 

/

 

/

/

/

 

 

تفاصيل الجسم

 

 

 

 

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأعضاء التناسلية

 

/

 

/

/

/

/

/

/

 

 

 

/

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

الانطباع على الوجه - **

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

/

 

 

الانطباع على الوجه + **

 

 

 

/

/

 

 

 

 

/

 

 

 

 

/

 

 

 

/

/

 

 

 

الاشارة لموضع الاعتداء

* حيث يشير الحرف ( أ) إلى الإناث والحرف (ذ) إلى الذکور

** الانطباع على الوجه (-) يعني رسم المشاعر السلبية کالحزن والألم. والانطباع على الوجه (+) يعني رسم المشاعر الإيجابية کالابتسام.

ه‌.   إجراءات الدراسة: طُلب من الطفل المعتدَى عليه رسم المعتدي ولحظة الاعتداء الجنسي. وقد قام کل طفل برسم هذه اللحظة دون تدخل من المشرف المسئول عنه. وتم توفير أقلام رصاص، وألوان ذات الرأس اللبادي ((Fiber felt color pens وألوان خشبية. وتُرک للطفل اختيار نوعية الألوان، والألوان التي يراها مناسبة.

و‌.  الأساليب الإحصائية: تم حساب التکرارات والنسب المئوية لبنود القائمة، و (کا2) للتعرف على دلالة الفروق بين الجنسين في النسب المئوية.

نتائج الدراسة ومناقشتها

أولاً: للإجابة على سؤال الدراسة الأول، والذي ينص على: "هل يمکن تحديد الرموز التي تظهر في رسوم الأطفال والتي تدل على وجود اعتداء جنسي؟"

تم حساب التکرارات والنسبة المئوية للرموز التي تظهر في رسوم الأطفال، والتي تدل على وجود اعتداء جنسي، والجدول التالي يوضح ذلک:

جدول (3) الرموز التي تظهر في رسوم الأطفال والتي تدل على وجود اعتداء جنسي

الرمز

التکرار

النسبة المئوية

الأعضاء التناسلية (المعتدَى عليه)

2

8.7

الأعضاء التناسلية (المعتدي)

5

21.7

تفاصيل الجسد (المعتدَى عليه)

14

60.9

الخوف/ الحزن/ الدموع/ الألم (المعتدَى عليه)

3

13.0

الاشارة لموضع الاعتداء (الجسد)

6

26.1

من خلال تحليل واستعراض رسوم العينة فقد تبين وجود رسمتين مختلفتين ظهرت فيهما الأعضاء التناسلية للمعتدَى عليهم. ووجود خمسة رسوم ظهرت فيها الأعضاء التناسلية للمعتدي. ومن حيث ظهور مشاعر غير طبيعية فقد تبين وجود ثلاثة رسوم مختلفة (الأعمار من 8 إلى 9 سنوات) ظهرت فيها علامات الخوف على وجه المعتدَى عليه. وهذا أمر غير طبيعي بالنسبة لرسوم الأطفال في عمر الثمان والتسع سنوات. وبالنسبة للإشارة لموضع الاعتداء على الجسد فقد ظهر ذلک في ستة رسوم مختلفة.

وقد لاحظ کوهين وفيلبس أن الأطفال المعتدَى عليهم يُضمِّنون تفاصــــــــيل إنسانيــــــــــــة أکثـــر فـــي رسومهم. وتعتبر الدموع والوجه الحزين مؤشرات الاکتئاب والحزن (Cohen & Phelps, 1985) .

وبين ريوردان، وفيرديل أن أحد أهم المظاهر التي تظهر في رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا هي الأعضـــاء التناسليـــــة. فهــــي تمثـّل فــــي الغالـــب بتفاصيـل واضحــــة وبحجم مبالغ فيه. (Riordan & Verdel, 1991).

وفيما يختص بإظهار المشاعر على الوجه فقد قام خمسة أطفال من العينة برسم أنفسهم وعلى وجوههم ابتسامة على الرغم من أن المحيط العام للرسم لا يوحي بالفرح. ويبين جونز أن في رسوم الأطفال المعتدَى عليهم قد تدل الابتسامة على محاولة لاخفاء المشاعر الحقيقية، خاصة مع ظهور أشخاص آخرين يحملون تعابير مختلفة (Jones, 1989).

ولاحظت الباحثة وجود رسمين مختلفين قام الأطفال فيهما برسم وجهيهما بدون أية مشاعر. وکأن الطفل يُظهر عدم التأثر. وکذلک لاحظت الباحثة وجود رسم واحد لطفلة رسمت موضوعًا مختلفًا تمامًا عن المطلوب منها (رسم لحظة الاعتداء). وذلک لأن الطفلة کانت قد اعتادت على الاعتداء الجنسي عليها من قبل الخادمة، ولعدم إحساسها بأنها تتعرض لسوء معاملة (أي أن تفسير ذلک يعود إلى التعود، أو الانکار).

ومن الرسوم الملفتة للنظر في عينة البحث رسم لطفلة مثلت نفسها بدون الجزء السفلي، ورسمت نفسها مقطعة الأوصال في جانب آخر من الرسم نفسه؛ حيث رسمت الرأس منفصل عن الجذع، ورسمت أطرافها منفصلة عن جسدها شکل (1). وبالنسبة لعدم رسم الجزء السفلي للجسم: فقد تم وضع تفسيرين محتملين لذلک. الأول کما بينه کلِبش ولوجي: بما أن الأرجل تدعم الجــــــزء العلوي من الجسد فيکون عدم رسم هذا الجزء کإشارة لفقدان الشعور بالسند أو فقدان الأمل (Klepsch & logie, 1982).

والتفسير الثاني حسب مالکودي:  عندما لا يرسم الطفل الجزء السفلي للجسد فهو هنا ينکر منطقة العضو التناسلي (Malchiodi, 1990).

شکل (1)

رسم لطفلة عمرها سبع سنوات تعرضت لاعتداء جنسي. رسمت نفسها بدون الجزء السفلي عدة مرات. وفي رسمها هذا رسمت نفسها مقطعة الأجزاء.

ثانيًا: للإجابة على السؤال الثاني، والذي ينص على: "هل يمکن معرفة من هو الشخص المعتدي من خلال رموز الأطفال؟"

تم تحليل رسوم الأطفال ورصد الإشارات الدالة على شخصية المعتدي. وفيما يلي بعض النماذج التي توضح ذلک:

شکل (2)

قامت الطفلة (العمر 7 سنوات) برسم المعتدي وکتبت اسمه

 (ملک الرحمن) حيث اتضح أنه الآسيوي الذي يعمل في محل البقالة.

شکل (3)

قامت الطفلة (العمر 9 سنوات) برسم واقعة الاعتداء ورسمت الشخص المعتدي وکتبت اسمه بلون مغاير عن الاسماء الأخرى (اسمه إبراهيم) والذي اتضح أنه زوج الخالة لأنه اعتاد على أخذها وأبناء خالتها إلى شاطئ البحر بسيارته الموضحة أعلى الرسمة.

ويوضح الجدول التالي التعرف على هوية الشخص المعتدي على الطفل:                

جدول (4) التعرف على هوية الشخص المعتدي على الطفل

البند

التکرار

النسبة المئوية

کتابة اسم المعتدي

2

8.7

إشارة تدل على المعتدي

1

4.3

ومن خلال ملاحظة رسوم العينة، فقد تم العثور على رسمين ظهر فيهما اسم الشخص المعتدي جليًا (شکل 2 و 3). فقد کتبت الطفلة في شکل (2) اسم المعتدي (ملک الرحمن). وفي شکل (3) کتبت الطفلة اسم المعتدي (ابراهيم) بلون مغاير عن بقية الأسماء، حيث کتبت اسمه باللون الأسود، وباقي الأسماء باللون البنفسجي.

وظهر في رسم آخر لطفل عمره ثمان سنوات إشارة تدل على شخصية المعتدي شکل (4). إذ رسم الطفل نفسه وهو حزين ومعه شخص آخر على سطح منزلهم. وکانت الأم لا تسمح لأحد بالتواجد مع ابنها على سطح منزلهم إلا لجارهم المراهق. فتم التأکد من شخصية المعتدي من خلال ذلک.

ثالثًا: للإجابة على سؤال الدراسة الثالث، والذي ينص على: "هل يمکن تحديد مکان الاعتداء على الأطفال من خلال رسومهم ورموزهم"

تم تحليل رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا للتعرف على المکان الذي تم فيه الاعتداء. والرسوم التالية توضح ذلک:

شکل (4)

يتضح من خلال الرسم والذي يمثل وقت الاعتداء أن الطفل

(العمر 8 سنوات) قد صور المکان بدقة ووضوح حيث بين أن الاعتداء قد تم على سطح منزله والذي تقوم عائلته بتربية بعض الطيور فيه. ونلاحظ من خلال الرسم وضوح العضو الذکري للمعتدي والمعتدَى عليه.

شکل (5)

يتضح من خلال الرسم أن الطفلة (العمر 11 سنة) قد بينت مکان الاعتداء عليها وهو حجرة نومها. وقد رسمت الطفلة نفسها على سريرها لتبين وقت الاعتداء(عند نومها) وکذلک بينت المعتدي وهو أخوها.

 

والجدول التالي يوضح مکان الاعتداء کما ظهر في رسوم الأطفال:


جدول (5) الرموز التي تظهر في رسوم الأطفال والتي تدل على مکان الاعتداء

البند

التکرار

النسبة المئوية

منزل/ حجرة/ سرير

3

13.0

سطح المنزل

2

8.7

ملحق الخدم

1

4.3

تفاصيل خارجية

2

8.7

فمن خلال استعراض رسوم الأطفال في العينة، فقد تبين أنه قد ظهرت في رسومهم دلائل وإشارات واضحة لمکان الاعتداء. فقد ظهر منزل الجدة في رسم طفلة، وتم رسم الحجرة التي کان يتم طلاؤها من قبل عامل. وقد کان هو المعتدي. وفي رسم آخر رسمت طفلة حجرة نومها ورسمت إلى جانبها المعتدي (أخوها) وکانت تفاصيل حجرتها واضحة شکل (5). ورسم آخر بينت فيه طفلة ملحق الخدم الذي تم فيه الاعتداء. وفي رسم آخر رسمت الطفلة شاطئ البحر (المکان الذي تم فيه الاعتداء) وبينت فيه الأشخاص الذين کانوا وقت الاعتداء. وطفل آخر رسم الحديقة بتفاصيلها الدقيقة والتي کانت مکان الاعتداء.

رابعًا: للإجابة على سؤال الدراسة الرابع، والذي ينص على: "هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين الجنسين في الرموز التي تظهر في رسومهم وتعبر عن وجود اعتداء جنسي؟"

تم حساب اختبار (کا2) للتعرف على دلالة الفروق في النسب المئوية بين الجنسين في الرموز التي تظهر في رسومهم وتدل على وجود اعتداء جنسي، وکما يظهر من خلال الجدول التالي:

جدول (6) نتائج (کا2) لدلالة الفروق بين الجنسين في الرموز
 التي تظهر في رسوم الأطفال وتدل على وجود اعتداء جنسي

البند

ذکور

إناث

قيمة

کا2

دلالة

کا2

نعم

لا

نعم

لا

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

أولًا: المکان

 

المنزل

0

0

4

100

4

21.1

15

78.9

1.019

(0.313) غير دالة

الغرفة

0

0

4

100

2

10.5

17

89.5

0.461

(0.497) غير دالة

سطح المنزل

1

25

3

75

2

10.5

17

89.5

0.610

(0.435) غير دالة

تفاصيل خارجية

1

25

3

75

5

26.3

14

73.7

0.003

(0.957) غير دالة

السرير

0

0

4

100

3

15.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

ملحق الخدم

0

0

4

100

1

5.3

18

94.7

0.220

(0.634) غير دالة

وقت الاعتداء

0

0

4

100

1

5.3

18

94.7

0.220

(0.639) غير دالة

مظاهر مرتبطة بالاعتداء

0

0

4

100

3

18.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

ثانيًا: المشاعر

 

استخدام لون واحد

2

50

2

50

5

26.3

14

73.7

0.875

(0.349) غير دالة

عدة ألوان

3

75

1

25

13

86.4

6

31.6

0.068

(0.795) غير دالة

الألم

1

25

3

75

1

5.3

18

94.7

1.621

(0.203) غير دالة

الخوف

1

25

3

75

2

10.5

17

89.5

0.610

(0.435) غير دالة

عدم التأثر

0

0

4

100

2

10.5

17

89.5

0.461

(0.497) غير دالة

الانکار

0

0

4

100

3

15.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

التوتر والتشتت

0

0

4

100

5

26.3

14

73.7

1.345

(0.246) غير دالة

ثالثًا: الحماية

 

العلاقة بالأم انفصال

0

0

4

100

3

15.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

العلاقة بالأب انفصال

0

0

4

100

3

15.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

العلاقة بالأم القرب

0

0

4

100

1

5.3

18

94.7

0.220

(0.639) غير دالة

العلاقة بالأب القرب

0

0

4

100

1

5.3

18

94.7

0.220

(0.639) غير دالة

الأسرة

0

0

4

100

2

10.5

17

89.5

0.461

(0.497) غير دالة

رابعًا: المعتدي

 

تفاصيل الوجه

2

50

2

50

8

42.1

11

57.9

0.084

(0.772) غير دالة

تفاصيل الجسد

2

50

2

50

7

36.8

12

63.2

0.240

(0.624) غير دالة

وضوح المشاعر

2

50

2

50

5

26.3

14

73.7

0.875

(0.349) غير دالة

الأعضاء التناسلية

1

25

3

75

4

21.1

15

78.9

0.030

(0.862) غير دالة

خامسًا: المعتدَى عليه

 

تفاصيل الوجه

3

75

1

25

12

63.2

7

36.8

0.204

(0.651) غير دالة

تفاصيل الجسد

4

100

0

0

10

52.6

9

47.4

3.113

(0.78) غير دالة

الأعضاء التناسلية

2

50

2

50

0

0

19

100

10.405

(0.001) دالة

الانطباع على الوجه -

3

75

1

25

6

31.6

13

68.4

2.616

(0.106) غير دالة

الانطباع على الوجه+

0

0

4

100

3

15.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

الاشارة لموضع الاعتداء

1

25

3

75

5

26.3

14

73.7

0.003

(0.957) غير دالة

ويتضح مما سبق أنه لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين الجنسين في الرموز التي تظهر في رسومهم وتعبر عن وجود اعتداء جنسي، فيما عدا رموز الأعضاء التناسلية. فقد اتضح وجود فروق دالة إحصائيًا عند مستوى دلالة )0.001( لصالح الذکور الذين أظهروا هذه الرموز بشکل دال
عن الإناث.

خامسًا: للإجابة على سؤال الدراسة الخامس، والذي ينص على: "هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين الفئات العمرية في الرموز التي تظهر في رسومهم وتعبر عن وجود اعتداء جنسي؟"

وللإجابة على هذا السؤال تم حساب اختبار (کا2) للتعرف على الدلالة بين الفئات العمرية في الرموز التي ظهرت في رسوم الأطفال والتي تدل على وجود اعتداء جنسي، وکما يظهر في
الجدول التالي:

جدول (7) نتائج (کا2) لدلالة الفروق بين الفئات العمرية في الرموز
 التي تظهر في رسوم الأطفال وتدل على وجود اعتداء جنسي

البند

2-4 سنة

4-7 سنة

7-9 سنة

9-11 سنة

قيمة

کا2

دلالة

کا2

نعم

لا

نعم

لا

نعم

لا

نعم

لا

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

أولًا: المکان

 

المنزل

1

50

1

50

1

11.1

8

88.9

1

14.3

6

85.7

1

20

4

80

1.798

غير دالة

الغرفة

1

50

1

50

0

0

9

100

0

0

7

100

1

20

4

80

6.626

غير دالة

سطح المنزل

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

2

28.6

5

71.4

0

0

5

100

2.568

غير دالة

تفاصيل خارجية

1

50

1

50

1

11.1

8

88.9

2

28.6

5

71.4

2

40

3

60

2.164

غير دالة

السرير

2

100

0

0

0

0

9

100

0

0

7

100

1

20

4

80

15.947

دالة عند 0.001 و لصالح الفئة العمرية 2-4

ملحق الخدم

0

0

2

100

0

0

9

100

1

14.3

6

85.7

0

0

5

100

2.390

غير دالة

وقت الاعتداء

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

0

0

7

100

0

0

5

100

1.626

غير دالة

مظاهر مرتبطة بالاعتداء

0

0

2

100

0

0

9

100

0

0

7

100

3

60

2

40

12.420

دالة عند 0.01 و لصالح الفئة العمرية 9-11

ثانيًا: المشاعر

 

استخدام لون واحد

0

0

2

100

3

33.3

6

66.7

3

42.9

4

57.1

1

20

4

80

1.678

غير دالة

عدة ألوان

2

100

0

0

5

55.6

4

44.4

5

71.4

2

28.6

4

80

1

20

1.978

غير دالة

الألم

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

0

0

7

100

1

20

4

80

1.728

غير دالة

الخوف

0

0

2

100

0

0

9

100

2

28.6

5

71.4

1

20

4

80

3.351

غير دالة

عدم التأثر

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

0

0

7

100

1

20

4

80

1.728

غير دالة

الانکار

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

2

28.6

5

71.4

0

0

5

100

2.568

غير دالة

التوتر والتشتت

0

0

2

100

2

22.2

7

77.8

2

28.6

5

71.4

1

20

4

80

0.758

غير دالة

ثالثًا: الحماية

 

العلاقة بالأم انفصال

2

100

0

0

0

0

9

100

0

0

7

100

1

20

4

80

15.947

دالة عند 0.001 و لصالح الفئة العمرية 2-4

العلاقة بالأب انفصال

2

100

0

0

0

0

9

100

0

0

7

100

1

20

4

80

15.947

دالة عند 0.001 و لصالح الفئة العمرية 2-4

العلاقة بالأم القرب

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

0

0

7

100

0

0

5

100

1.626

غير دالة

العلاقة بالأب القرب

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

0

0

7

100

0

0

5

100

1.626

غير دالة

الأسرة

0

0

2

100

2

22.2

7

77.8

0

0

7

100

0

0

5

100

3.407

غير دالة

رابعًا: المعتدي

 

تفاصيل الوجه

0

0

2

100

4

44.4

5

55.6

3

42.9

4

57.1

3

60

2

40

2.098

غير دالة

تفاصيل الجسد

0

0

2

100

3

33.3

6

66.7

3

42.9

4

57.1

3

60

2

40

2.368

غير دالة

وضوح المشاعر

0

0

2

100

3

33.3

6

66.7

2

28.6

5

71.4

2

40

3

60

1.138

غير دالة

الأعضاء التناسلية

0

0

2

100

2

22.2

7

77.8

3

42.9

4

57.1

0

0

5

100

3.781

غير دالة

خامسًا: المعتدَى عليه

 

تفاصيل الوجه

0

0

2

100

6

66.7

3

33.3

5

71.4

2

28.6

4

80

1

20

4.359

غير دالة

تفاصيل الجسد

0

0

2

100

6

66.7

3

33.3

4

57.1

3

42.9

4

80

1

20

4.047

غير دالة

الأعضاء التناسلية

0

0

2

100

0

0

9

100

2

28.6

5

71.4

0

0

5

100

5.007

غير دالة

الانطباع على الوجه -

0

0

2

100

2

22.2

7

77.8

4

57.1

3

42.9

3

60

2

40

4.234

غير دالة

الانطباع على الوجه+

0

0

2

100

2

22.2

7

77.8

0

0

7

100

1

20

4

80

2.232

غير دالة

الاشارة لموضع الاعتداء

0

0

2

100

3

33.3

6

66.7

1

14.3

6

85.7

2

40

3

60

1.959

غير دالة

                                       

بينت نتائج اختبار (کا2) وجود فروق دالة إحصائيًا في محور المکان (بند السرير). حيث کانت (کا2) دالة عند )0.001( لصالح الفئة العمرية من )2( إلى )4( سنوات. فظهر في رسم لطفلة عمرها )3( سنوات السرير ضمن أثاث مبعثر للغرفة التي تم فيها الاعتداء. وظهر کذلک السرير -الذي تم تنفيذ الاعتداء عليه- في رسم لطفلة عمرها )3.5( سنة بشکل واضح في وسط رسمها. وأکدت على إظهار بعض التفاصيل کالوسادة وغطاء السرير. مما يؤکد على الارتباط الوثيق بين المکان الذي وقع فيه (السرير) الاعتداء والاعتداء نفسه في هذه الفئة العمرية.

وکانت قيمة (کا2) دالة عند مستوى )0.01( لصالح الفئة العمرية من )9( إلى )11( سنة في بند مظاهر مرتبطة بالاعتداء. فقد ظهر في رسم لطفلة تبلغ من العمر )9( سنوات سيارة صاحب الاعتداء وشاطئ البحر الذي غالبا ما کان يتم فيه الاعتداء عليها من قبل زوج خالتها. فالسيارة والشاطئ يعتبران مظهران مرتبطان بالاعتداء. وفي رسم آخر لطفلة تبلغ من العمر )11( سنة قامت الطفلة برسم تفاصيل التحرش الذي کانت تتعرض له من قبل أخيها على صورة تمثيل الأخ وهو يقوم بالتحرش بها وهي نائمة على السرير. فأظهرت الحجرة بکامل محتوياتها وطريقة التحرش. وفي رسم آخر لطفل يبلغ من العمر )11( سنة قام الطفل برسم الأرجوحة والحديقة التي تم فيها تعرضه للاعتداء. مما يدل على وضوح الرؤية للمکان الذي تم فيه الاعتداء، ومحاولة الأطفال في هذه الفئة العمرية تبيان کافة التفاصيل المرتبطة بلحظة الاعتداء.

وفي محور الحماية، بند العلاقة بالأم: (انفصال)، وبند العلاقة بالأب (انفصال) فقد کانت قيمة (کا2) دالة عند مستوى )0.001( لصالح الفئة العمرية من )2( إلى )4( سنوات. حيث ظهر الأب والأم في رسم لطفلة تبلغ من العمر )3( سنوات بعيدين عن الطفلة التي کانت تتعرض للاعتداء. حيث رسمتهما بحجم کبير وفي مکان بعيد جدًا عنها. وفي رسم آخر لطفلة تبلغ من العمر )3.5( سنة رسمت الطفلة سرير الاعتداء وکذلک رسمت الأم والأب في مکان بعيد عنها مما يدل على مدى حاجة الطفلة لتواجد الأبوين إلى جانبها، واختفاء هذه الحقيقة من الواقع حين رسمتهما في مکان يبعد عنها في نفس الصفحة. مما يشير إلى أن عدم تواجد الأم والأب في حياة الطفل بشکل دائم له تأثير کبير على شعور الطفل بالأمان والحماية، وأنهما يمثلان هذين الأمرين بشکل أساسي.

خلاصة النتائج ومناقشتها

من خلال استعراض رسوم الأطفال في هذه العينة فقد ظهر جليًا بأن الأطفال الذين تعرضوا لاعتداء جنسي يظهرون في رسومهم حقائق وتفاصيل لهذا الاعتداء من خلال رموز خاصة. ومن خلال قراءة متخصصة لهذا الرموز والتفاصيل فقد أمکن التعرف في کثير من الحالات على شخصية المعتدي، ومکان الاعتداء، وطريقة الاعتداء، وغيرها من المعلومات.

وقد تم التوصل إلى حقائق مهمة يمکن تلخيصها فيما يلي:

-      الاعتداء الجنسي على الأطفال لا يعني بالضرورة أن الأبوين أو أحدهما مهمل. فقد وقعت حادثة اعتداء جنسي على طفلة من قبل جارهم وذلک عندما غافلت الطفلة أبويها -اللذين يتميزان بحسن اعتنائهما وتربيتهما لأطفالهما- ووقفت أمام بوابة المنزل، ليقتنص الجار هذه الفرصة الوحيدة ويستدرج الطفلة بأسلوب شيطاني.

-      النقطة السابقة لا تنفي أهمية تواجد الأم والأب معًا في الأسرة. أغلب أفراد العينة تعرضوا للاعتداء في بيت الجد أو الجدة، وذلک لانفصال الأبوين وتکفل مسنين في رعاية أطفال، وإسناد هذا الدور في معظم الأحيان للخدم، وتعرض الأطفال للاعتداء من قبلهم، أو من قبل الأقارب المراهقين. وقد بلغت نسبة حالات الاعتداء في بيت الجد أو الجدة )34.7%( من حجم  العينة.

-      المکان التالي من حيث عدد الاعتداءات على الأطفال هو بيت الخالة. حيث بلغت النسبة )17.4%( من حجم العينة. ويعود السبب في الغالب إلى انشغال الأم مع اخوتها عند التجمع، وترک الأطفال يتحرکون بحرية ودون رقابة في المنزل وخارجة.

-      المعتدي (وکما ظهر من خلال العينة) قد يکون الأخ، أو زوج الخالة، أو ابن العم، أو الجار، أو العامل الآسيوي، أو الخادمة.. إلخ. المفتاح في قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال هو غياب الرقابة، وعدم توعية الأطفال لإمکانية حدوث هذا الأمر، وکيفية التصرف في حال حدوث بوادر
للاعتداء عليهم.

-      في رسوم الأطفال هناک ارتباط وثيق بين محتوى الأشياء والرموز التي يدرجها الطفل في رسومه وبين ما يواجهه في يومه. فيجب إعطاء کل عنصر (يحرص الطفل على تواجده في رسمه) العناية والانتباه الجيدين. وکذلک البحث من خلال طرح الأسئلة والنقاش مع الطفل عن علاقة هذا الرمز بما يحدث له (کما في ظهور السرير موضع الاعتداء، والمظاهر الأخرى المرتبطة بالاعتداء).

-      في الفئة العمرية من (2-4) سنوات ظهر من خلال رسوم الأطفال مدى أهمية وجود الأم والأب في حياتهم، وکيف أنهم يضمّنونهم في رسومهم طلبًا للحماية والعون ولکنهم يضعونهم في مکان منعزل أو بعيدًا عن الطفل عندما يکونان منفصلين أو غائبين (أحدهما أو کليهما) عن حياة الطفل. مما يؤکد على أهمية هذا التواجد بالنسبة للطفل.

التوصيات

-      حيث أن رسوم الأطفال لغة، فيجب تأهيل المربين والمختصين لتعلم أبجديات هذه اللغة. فتوصي الباحثة بضرورة عقد ورش عمل تدريبية لتأهيل الاختصاصيين في مرکز حماية الطفل وغيره من المراکز المختصة للحصول على المعرفة المناسبة لمراحل التطور الفني لدى الأطفال الأسوياء. وذلک حتى لا يتم الخلط بين ما هو سمة طبيعية، وبين ما هو غريب وغير مألوف لدى الطفل في المرحلة الزمنية المعينة.

-      توصي الباحثة کذلک بضرورة عقد دورات للمدرسين العاملين في المراحل الدنيا من الطفولة لتعريفهم بخصائص رسوم الأطفال في هذه المرحلة، ومحاولة قراءة وتحليل رسومهم لتدارک حدوث هذا النوع من المشاکل، أو لاکتشاف حدوثها.

عقد برامج خاصة في المدارس توجه للأطفال أنفسهم، وأخرى لآبائهم، لنشر الوعي والثقافة حول خطورة هذا الموضوع. وکيفية الوقاية منه، وکيفية التعامل مع الوضع بشکل عام حال حدوثه.



[1] http://www.unicef.org/arabic/crc/files/crc_arabic.pdf

[2] http://www.rainn.org

[3] http://www.nspcc.org.uk

مقدمة

عالم الطفولة عالم له خصوصية وفرادة. ويتميز ببراءته وبحاجته للحماية. لکن من المحزن افتقاد بعض البالغين لمقومات الرحمة والإنسانية؛ فيعتدون على هذه البراءة، ويعجّلون في خوض الطفل لمشاعر وآلام کان من المفروض عدم مروره بها في هذه الفترة من عمره، أو في أي فترة أخرى.

ويعتبر موضوع الاعتداء الجنسي على الأطفال من الموضوعات التي تؤثر بشکل سلبي على الطفل وعلى الوالدين، وعلى الأسرة بشکل عام. وکان اختيار هذا الموضوع بمثابة لفت النظر في مجتمع مملکة البحرين لخطورته وأهميته. وذلک للحد من انتشاره، وللمساهمة في الضغط على الجهات المختصة لوضع عقوبات مناسبة ورادعة لمرتکبي هذه الجرائم. فقد نصت اتفاقية حقوق الطفل التابعة لليونسکو والتي وقعت عليها مملکة البحرين على عدة مواد منها المادة (19) والتي تنص على:

1.  تتخذالدولالأطرافجميعالتدابيرالتشريعيةوالإداريةوالاجتماعيةوالتعليمية الملائمةلحمايةالطفلمنکافةأشکالالعنفأوالضررأوالإساءةالبدنيةأوالعقلية والإهمالأوالمعاملةالمنطويةعلىإهمال،وإساءةالمعاملةأوالاستغلال،بمافيذلک الإساءةالجنسية،وهوفيرعايةالوالد (الوالدين) أوالوصيالقانوني (الأوصياء القانونيين) عليه،أوأيشخصآخريتعهدالطفلبرعايته.

2.  ينبغيأنتشملهذهالتدابيرالوقائية،حسبالاقتضاء،إجراءاتفعالةلوضعبرامج اجتماعيةلتوفيرالدعماللازمللطفلولأولئکالذينيتعهدونالطفلبرعايتهم،وکذلک للأشکالالأخرىمنالوقاية،ولتحديدحالاتإساءةمعاملةالطفلالمذکورةحتىالآن والإبلاغعنهاوالإحالةبشأنهاوالتحقيقفيهاومعالجتهاومتابعتهاوکذلکلتدخلالقضاء
حسب
الاقتضاء.

ونصت المادة (34) على أن: تتعهد الدول الأطراف بحماية الطفل من کافة أشکال الاستغلال الجنسي والانتهاک الجنسي. [1]

وقد أجريت هذه الدراسة من خلال استخدام رسوم الأطفال، حيث يعتبر الرسم بالنسبة للأطفال لغة لها أبجدياتها الخاصة التي تتضح في رموزهم ورسومهم في مختلف مراحلهم العمرية. وقد أکدت الکثير من الدراسات أن الأطفال في عموم مراحلهم العمرية يمرون بمراحل تطورية فنية يشترک فيها جميع أطفال العالم -على اختلاف أعراقهم وبيئاتهم ودياناتهم- بأبجديات هذه اللغة. ولا تبرز الفروقات بين أطفال العالم إلا عندما يبدأ الطفل بالتأثر بالبيئة، وبالعادات والتقاليد.

ومن الجانب النفسي نجد أن رسوم الأطفال کانت من الأهمية بمکان بحيث ظهر فرع من فروع علم النفس تحت مسمى سيکولوجية رسوم الأطفال ليبحث الحقائق السيکولوجية المتعلقة بظهور رسوم الأطفال وتطورها في مختلف مراحل النمو. وقد وجد الباحثون أن سيکولوجية رسوم الأطفال مهمة للمربي –أيا کان موقعه- "کي لا يفسر إنتاج الأطفال الشکلي تفسيرا خاطئا فيقيم توجيهه للأطفال على ضوء الحقائق التي اکتشفت، ومن ثم يمکنه أن يوجه أطفاله التوجيه التربوي والفني الصحيح" (البسيوني، 1958).

وقد انتشرت نظريات کثيرة لتفسير رسوم الأطفال، ومنها النظرية العقلية (Intellectual theory)، حيث ذهب أصحاب هذه النظرية إلى أن رسوم الأطفال تستمد من مصدر غير بصري، أي من مفاهيم مجردة غير مدرکة حسيًا. فرسوم الأطفال بمثابة رموز تعبر عما انطبع في أذهانهم من مفاهيم عن الأشياء (القريطي، 2001).

فقد أوضح ميلير، وفيلتکامب، وجانسون أن الأطفال الصغار يفتقدون المعرفة للتعبير، ومعالجة الأحداث المؤلمة بنجاح ويکونون في صراع داخلي. ومن الممکن أن لا يکونوا قادرين على التواصل اللفظي لهذه الأحداث المؤلمة (Miller, Veltkamp & Janson, 1987). والاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل صدمة نفسية عليهم، والتي غالبًا ما تجعلهم مضطربين وغير قـــادريــن علــى التعــبير عما جــــرى لهـــــم بــواسطة الکــلام.

وتتنوع صور التحرش الجنسي على الأطفال، والتي من ضمنها: ملامسة أعضاء الجسم بطريقة غير لائقة، التقبيل غير اللائق، دعوة الطفل لمشاهدة أفلام جنسية، دعوة الطفل للمس مناطق معينة لدى المعتدي، إسماع الطفل لمصطلحات جنسية، محاولة إقامة علاقات جنسية مع الطفل، وقد يصل التحرش والاعتداء الجنسي حد الجماع الکامل.

والطفل الذي يتعرض للتحرش غالبا ما يحدث له ما يسمى بالإفاقة الجنسية. وهذا يؤدي إلى إصابته بنشاط جنسي زائد. والطفل في هذه السن المبکرة من الناحية العملية لا يعرف الميول الجنسية بالمعنى المعروف لدى الکبار. لکن يمکن أن يندرج هذا النشاط الجنسي الزائد -بما يتتبعه من تصرفات- تحت ما يسمى بالسلوک السيء الذي يفعله الطفل مقلدا أو مجبرا دون غريزة حقيقية داخله، فتظهر لديه تصرفات جنسية وقد يتحول لمتحرش (وحدة النشر والمعلومات، 2009).

وغالبًا ما يُظهر الطفل المعتدَى عليه جنسيًا سلوکيات تکون کمؤشرات على حدوث الاعتداء. وهي تحدث نتيجة الصدمة، وعدم قدرة الطفل على فهم واستيعاب ما حدث له. 

وقد بيّن ريوردان، وفيردل المؤشرات السلوکية التي تدل على حدوث الاعتداء
الجنسي کالآتي:

-     يُظهر العديد من الأطفال الذين تم الاعتداء عليهم نضجًا خاطئًا غير حقيقي مقارنة بالمعرفة الجنسية التي يملکها من هم في مثل عمرهم.

-     معظم الأطفال المعتدَى عليهم يظهرون صورة ذاتية متدنية (poor self-image).

-     ظـهور مشکلات مثل: العـدوانية، والميل للانتحار، والاکتئاب(Riordan & Verdel, 1991).

وبالطبع فإن وجود بعض هذه السلوکيات لا تعني بشکل قاطع حدوث الاعتداء الجنسي، ويجب البحث عن أدلة وشواهد أخرى، والاستعانة بالمختصين للتشخيص الدقيق والمناسب.

وفي دراسة قامت بها المحروس والعامر، 2001 تم فيها تبيان المؤشرات الجسدية التي ظهرت على عينة الدراسة والتي دلت على حدوث اعتداء جنسي وهي: نزف من المهبل أو منطقة الشرج. تمزق غشاء البکارة، أو تهتک الشرج، أو ارتخاء في العضلة الشرجية. اضطراب التغوط. الجروح والسحجات. إفرازات غير طبيعية. مرض السيلان. الحمل. (Al-Mahroos & Al-Amer, 2011).

والوضع المعقد، والحالة العاطفية للطفل المعتدَى عليه تحِدُّ في معظم الأحيان من قدرته على التعبير عن حدوث الاعتداء. ويعود موضوع عدم قدرة الأطفال على الافصاح عن حدوث الاعتداء الجنسي إلى الضغط النفسي الذي يحدثه المعتدي، والخوف من التهديد الذي قد يمارسه عليه أحيانا. مما يجعل الطفل يعبر عن الاعتداء من خلال صفات وسلوکيات مختلفة. فنحن قد نجد لدى الطفل (في بعض الأحيان) إما حاجة عاطفــــــــــــية شديـــدة لنکـــــــــــــــــــران حـــــــــدوث الاعتــــــــــــــــداء، أو رفضــــــــــه لرؤيـــــة الوضع على أنه اعتداء(Riordan & Verdel, 1991).

وترى الباحثة أن سبب صمت الطفل وعدم إفصاحه عن تعرضه للاعتداء قد يعودکذلک إلى شعوره بالخزي والخجل، والشعور بالذنب بأنه هو المتسبب بهذا الاعتداء (لوم الذات).وحيث أن اللغة اللفظية قد تخذل الطفل عند رغبته في التعبير عما يشعر به، فنجد أن أحاسيسهم وتجاربهم المختلفة تجد سبيلها الدقيق من خلال الرسم. وقد بيّن ستِمبر أن الفن يعتبر کأداة غير مُهدِّدة في عملية التواصل بين الطفل والمعالج، والتي قد تکون مجالا خصبا للدراسة من خلاله
 
(Stember, 1980).

ويُعْرَف التواصل على أنه عملية اتصال تسير في اتجاهين، وهي تشمل محاولة فهم الأفکار والمشاعر التي يعبر عنها الآخرون والاستجابة بطريقة نافعة ومساعدة. وهذا يعني أن قيام تواصل جيد يحتاج إلى مهارات الإصغاء للآخرين ومراقبتهم وفهم الرسالة التي يعبرون عنها (ريتشمان، 1999).

وأکد ميلير وفيلتکامب أن رسم الجسم البشري يسمح للمحرکات اللاشعورية بأن تُظهر نفسها بطريقة آمنة بالنسبة للطفل (Miller & Veltkamp, 1989 ). فالطفل عندما يقوم برسم الإنسان فإنه يقوم في الواقع بتلخيص خبرته عن الإنسان في صورة شکل مرسوم يطلق عليه مُدرَک شکلي (حسن، 2009).

ومن أعضاء جسم الإنسان التي يرسمها الطفل المعتدى عليه جنسيًا وتدل على حدوث إعتداء جنسي الفم الکبير وخاصة عندما يکون مفتوحًا. فالأفواه الکبيره الدائرية ترسم في العادة عندما يکون هناک اعتداء جنسي باستخدام وسيلة الجنس الفموي ((Briggs
& Lehmann, 1989
.

ومن الأمور التي رکزت عليها مالکودي (Malchiodi, 1994) ضرورة فهم المراحل التطورية لفن الطفل. فيجب على المعالج النفسي أو الاختصاصي، أن يحصل على فهم واضح وصحيح للمراحل التطورية لفن الطفل العادي عمومًا (Malchiodi, 1994).

ومن العلماء الذين بحثوا في هذا المجال فيکتور لوينفيلد، حيث أجرى دراسة شاملة لمراحل التطور الفني عند الأطفال من سن الولادة وحتى (18) عامًا. وقد رأت الباحثة أنه من المناسب وضع هذه المراحل في الدراسة الحالية. وهي مبينة فيما يلي:

مراحل التطور الفني لدى الأطفال عند فيکتور لوينفيلد:

1-مرحلة ما قبل التخطيط (الشخبطة) من الولادة – سنتين:

·    طفل هذه المرحلة ليس لديه اتجاهات معينة.

2-مرحلة التخطيط (الشخبطة): من (2- 4) سنوات.

تشمل هذه المرحلة أنماطًا متعددة هي:

·    التخطيط غير المنظم: إحساسات عضلية وجسمانية.

·    التخطيط المنظم: تبدأ خطوط الأطفال بعد مدة باتخاذ وضع أفقي أو رأسي أو مائل، وذلک لإدراک الطفل للعلاقة بين حرکات يديه وبين أثرها على الورقة.

·    التخطيط الدائري: في حوالي سن الثالثة يتطور التخطيط المنظم إلى تخطيط دائري وذلک يرجع إلى قدرة الطفل على التحکم بعضلاته والسيطرة على حرکاته المختلفة.

·    الرموز المسماة: مع بداية سن الرابعة يتحول تعبير الطفل من الإحساسات العضلية والجسمانية إلى الخيال الذي يعتمد على التفکير، ويظهر هذا من خلال رسم الطفل لبعض الرموز وإطلاق تسميات خاصة عليها.

3-مرحلة تحضير المُدرَک الشکلي من (4 – 7) سنوات:

تتسم هذه المرحلة بخصائص مختلفة هي:

·   رسوم الأطفال محملة بالخبرة الواقعية (نستطيع تمييز الإنسان عن الحيوان..إلخ).

·   يغلب على رسوم أطفال هذه المرحلة الصبغة الهندسية.

·   تنوع في رسوم العنصر الواحد.

·   اتجاه ذاتي نحو العلاقات المکانية للأشياء.

·   استخدام اللون من أجل المتعة والتفرقة بين العناصر.

4-مرحلة المُدرَک الشکلي: من (7 – 9) سنوات:

تتسم رسوم هذه المرحلة بالحرية والتلقائية فضلاً عن ظهور بعض الاتجاهات الشائعة بين أطفال هذه المرحلة مثل:

·   التکرار في الرسوم، بمعنى أن الطفل بعد مرحلة التنويع في رسم الشکل الواحد نجده وقد استقر على عدد معين من الأشکال يکررها بصفة مستمرة، بحيث يصبح لدى الطفل رمزا ثابتا يلجأ إليه ويکرره کلما طلب منه التعبير عن شکل معين.

·   التسطيح، حيث تظهر العناصر المرسومة في الصفحة وکأنها مسطحة دون مراعاة قواعد المنظور والمنطق في الرسمة.

·   المبالغة والحذف، کأن يرسم الطفل الأعضاء في جسم الأشخاص التي يرسمها مبالغ فيها أو أن يقوم بإلغائها وذلک تبعا لأهمية الدور الذي تلعبه هذه الأعضاء من وجهة نظره. أو أن تکون بعض عناصر رسمته ذات حجم مبالغ فيه مقارنة بالعناصر الأخرى، وذلک لرغبة الطفل في إبرازها بصورة أوضح.

·   الشفافية، وذلک بأن يرسم الطفل عناصره في رسومه وکأنها شفافة، وذلک لرغبته بإعلامنا عن أحداث تحصل داخل الشيء قد لا نعرفها إن رسمها على حالها. ومن الأمثلة الطريفة على ذلک رسم الطفل للمرأة الحامل وجنينها يظهر من خلال ملابسها.

·   الجمع بين المسطحات المختلفة في حيز واحد. بمعنى أن يجمع الطفل في رسمه عدة مناظر في نفس المکان في الصفحة.

·   الجمع بين الأمکنة المختلفة في حيز واحد. بمعنى أن يقوم الطفل برسم عدة أحداث في نفس الصفحة. ونجد ذلک کثيرًا في رسوم الأطفال خاصة عندما يرسمون سلسة من الأحداث التي حصلت من خلال تجربة شخصية.

·   خط الأرض. وذلک برسم الطفل العناصر والأشخاص وتحتهم خط يمثل الأرض.

5-مرحلة محاولة التعبير الواقعي من (9 – 11) سنة:

تتميز هذه المرحلة بالتالي:

·   التحول من الاتجاه الذاتي إلى الاتجاه الموضوعي، والتحول من الاعتماد على الحقائق الذهنية إلى الاعتماد على الحقائق البصرية نتيجة التطور والنمو الشامل.

·   التمسک بالعلامات والمظاهر المميزة للأشياء. کأن ترسم الطفلة  بنتًا وترسم لها زينة للشعر، أو أن يرسم الطفل رجلاً عجوزًا وبيده عصا يتکأ عليها.

·   اختفاء بعض الاتجاهات السابقة (مثل: الحذف والمبالغة والتسطيح) وحلول ما توحي به الرؤية البصرية. ويستخدم الطفل اللون استخداما موضوعيًا.

6-مرحلة التعبير الواقعي من (11 – 13) سنة:

في هذه المرحلة يتحول الطفل من حياة الطفولة إلى حياة الشباب وما يتبعها من تغيرات شاملة في جميع نواحيه العقلية والجسمية مما يسبب تشکل خصائص جديدة هي:

·   قلة الإنتاج.

·   ظهور القدرات الخاصة عند التلاميذ.

7-مرحلة المراهقة من (13- 18) سنة:

لا تختلف اتجاهات التلاميذ في هذه المرحلة عن اتجاهاته في المرحلة السابقة. لکن نلاحظ:

·   وجود وعي منطقي بالنسبة للعالم الخارجي في رسوماتهم.

·   رسم أنصاف أو أجزاء من العناصر.

·   انقسام التلاميذ إلى فئتين ذات اتجاهين:

-      الاتجاه البصري والذي يعتمد على نقل وتسجيل الحقائق واستخدام المنظور.

-      الاتجاه الذاتي والذي يتميز باستعمال رموز وفقا للانفعالات الخاصة. (Lowenfeld & Brittain, 1982).          

ويعتبر قيام المعالج بجعل الطفل يتحدث عن رسمه أمرًا بالغ الأهمية ليس لفهم الطفل فقط، بل لتفسير لغته البصرية الخاصة به. وأکدت مالکيودي على ضرورة احترام رسوم الطفل، حيث أنها عبارة عن تجارب شخصية لعالمهم الداخلي فيجب على الاختصاصي أن لا يکتب أو يعلق على رسم الطفل(Malchiodi, 1994).

وترى الباحثة أنه يمکن للمعالج أن يقوم بتصوير رسم الطفل بعد الانتهاء من رسمه، وأن يکتب المعالج ملاحظاته الخاصة، وتعليقات الطفل -حول بعض الرموز التي قد يُشکل عليه فهمها وتفسيرها- على النسخة بحيث يُبقى الرسم الأصلي بين يدي الطفل للحديث عنه. مع حرص المعالج على أن لا يُري الطفل کتاباته عليها، حتى وإن کان لا يعقل القراءة بعد، وذلک لأن بعض الأطفال يشعرون بعدم الراح عند الکتابة على رسومهم أو التدخل فيها.

مشکلة الدراسة

عالم الطفولة عالم رقيق يحتاج منا إلى کل رعاية واهتمام. ويستخدم الطفل في عالمه هذا لغات عدة، إحداها الرسم. ويلجأ الطفل عادة للتعبير بواسطته حين تخونه الکلمات، وحين يصبح التعبير اللفظي غير ممکن نظرًا لصعوبة الحديث عن الموضوع أو الحرج المصاحب له.

ومن منطلق التعامل مع رسوم الأطفال من خلال مقررات فن الطفل التي قامت الباحثة بتدريسها في جامعة البحرين، برزت الحاجة لقراءة رسوم الأطفال وتحليلها. وکان هذا بالنسبة للأطفال العاديين الذين (من المفترض) لم يتعرضوا لاعتداء جنسي.

ومن خلال استعراض رسوم الأطفال برزت أمام الباحثة بعض الرموز التي حملت في مجملها دلالات ذات معانٍ أعمق مما تبدو عليه. ومن هنا ظهرت الحاجة إلى تحليل رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا، وإلى محاولة استنباط رموز مشترکة قد تکون دليلاً أو مؤشرًا على حدوث مثل هذا النوع من الاعتداءات لدى الأطفال بشکل عام إن وجدت في رسومهم.

وفي مؤتمر حماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال الذي انعقد في أکتوبر (2001) في مملکة البحرين، تم تقديم ورقة عمل رصدت ظاهرة سوء المعاملة والإهمال في البحرين من خلال الحالات المحولة إلى لجنة حماية الطفل في وزارة الصحة. وقد تضمنت البيانات التالية:

·    في الفترة من (1991) و(2001) عالجت اللجنة )150( حالة لإيذاء جسدي وجنسي منها )87( اعتداء جنسي

·    بلغت نسبة الاعتداء الجنسي على الذکور )45%(

·    بلغت نسبة الاعتداء الجنسي على الإناث )55%(

·    )82%( من حالات الاعتداء الجنسي وقعت في أماکن من المفترض أن تکون آمنة بالنسبة للطفل

·    )77%( من المعتدين هم أشخاص من المفترض أن يکونوا موضع ثقة الطفل.

·    نجم عن الاعتداءات الجنسية الإصابة بمرض السيلان البني لدى )5%( من الذکور، و) 8%( من الإناث وأدى إلى حمل )12%( من الفتيات (المحروس، 2004)

وقد قامت اللجنة البحرينية لمناهضة العنف الأسري وبمساندة وتعاون مع شرکة الاتصالات بتلکو بافتتاح أول مرکز متخصص في منطقة الخليج العربي لمساعدة ضحايا العنف الأسري. ويقدم هذا المرکز خدماته المجانية في مساعدة جميع ضحايا العنف الأسري بجميع أشکاله (بوزبون، 2008).

وتشير الدلائل إلى أن مشکلة التحرش الجنسي الممارس ضد الأطفال تعتبر مشکلة عالمية؛ فقد بينت الأرقام أن حالات الاعتداء في ازدياد. وأشارت الإحصائيًات إلى أنه تحدث حالة تحرش أو اعتداء جنسي کل دقيقتين في الولايات المتحدة. أي حوالي )207754( حالة کل سنة لمن هم في سن تحت )12( سنة أو أکبر.[2]

وفي المملکة المتحدة بينت الإحصائيًات أنه تم التبليغ عن )17727( جريمة جنسية بحق الأطفال  لمن هم تحت سن )16( سنة في کل من انجلترا وويلز.[3]

وفي الدول العربية فقد "بينت سجلات عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالأردن للعام )1998( حدوث )174( حالة إساءة جنسية".[4] کما بينت دراسة أجرتها اليونسيف أن ما بين )2( إلى )7( أطفال من أصل )100( طفل يتم التحرش والاعتداء الجنسي عليهم في الأردن. [5]

وفي مملکة البحرين فقد أشارت إحصاءات مرکز حماية الطفل التابع لوزارة الشؤن الاجتماعية أن في عام )2007( وقعت )51( حالة اعتداء جنسي. وفي العام )2008( وقعت )63( حالة. وفي العام )2009( وقعت )70( حالة. وفي العام )2010( وقعت )71( حالة. وفي العام )2011( وقعت )38( حالة. وأشارت آخر إحصائية لهم لنصف العام )2012( وقوع )26( حالة. وبالتأکيد فإن هذه هي الحالات التي يتم التبليغ عنها. وهناک حالات يفضل الأهل فيها الصمت درءًا للفضائح وحماية للطفل
حسب زعمهم.

وحيث أن الحديث عن الاعتداء يعتبر أمرًا صعبًا على الأطفال، فقد تم تبني فکرة استنباط بعض الرموز التي تَرِد في رسوم الأطفال والتي يمکن من خلالها استشعار وجود عنف جسدي، مُورسَ أو مازال يُمارس ضدهم. ويمکن تلخيص مشکلة الدراسة في السؤال التالي:

هل يمکن استنباط رموز ودلالات من رسوم الأطفال تشير إلى حدوث اعتداء جنسي؟

ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية:

أسئلة الدراسة

1.  هل يمکن تحديد الرموز التي تظهر في رسوم الأطفال من أفراد العينة والتي تدل على وجود
اعتداء جنسي؟

2.   هل يمکن معرفة من هو الشخص المعتدي من خلال رموز هؤلاء الأطفال؟

3.   هل يمکن تحديد مکان الاعتداء على الأطفال من خلال رسومهم ورموزهم؟

4.   هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين الجنسين في الرموز التي تظهر في رسومهم وتعبر عن وجود اعتداء جنسي؟

5.   هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين الفئات العمرية في الرموز التي تظهر في رسومهم، والتي تعبر عن وجود اعتداء جنسي؟

أهداف الدراسة

1.إلقاء الضوء على رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا، وتحديد بعض الرموز الدالة
على الاعتداء.

2.دراسة أثر هذه النوع من الصدمات في طرق التعبير بالرسم لدى الأطفال.

3.توفير رؤية أوضح لفهم رسوم الأطفال، والرموز التي تظهر في رسومهم للمشرفين والاختصاصيين العاملين في هذه المجال للمساعدة في إنجاز عملهم.

أهمية الدراسة

تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها في مملکة البحرين التي تتناول موضوع الاعتداء الجنسي على الأطفال من خلال تحليل رسومهم. وتبرز الأهمية في أن موضوع الدراسة من الموضوعات التي يعتبر الخوض فيها من المحظورات، أو من المتجنب ذکرها. وحيث أن لغة الأطفال الأسهل في التعبير هي الرسم، فقد أکد هذا الأمر على ضرورة استخدام رسومهم ورموزهم لمحاولة تبيان أو إثبات وجود أي خلل يحدث في حياتهم وأهمها الاعتداءات الجنسية. وبالأخص الاعتماد على رسم الشکل الإنساني الذي يعتبر موضوعا مهما لاکتشاف مواضع الخلل والتشويه، والذي يتعمد کثير من الأطفال إحداثه على بعض أعضاء الجسم عند حدوث خلل أو تعدّي عليه من أي نوع. فقد رأت ماکوفر (المشار إليها في القريطي، 2001) أن الفرد خلال عملية الرسم يکون خاضعًا لتأثير العمليات الشعورية واللاشعورية المتصلة بصورته الذاتية. فالشکل الإنساني المرسوم يعتبر تعبيرًا عن الأمزجة والتوترات، وأنه وسيلة لإسقاط مشاکل صاحب الرسم وأسلوبه، ولتجسيد صراعاته النفسية حول أعضاء هذا الجسم وصفاته کما يراها.

ويمکن إيجاز أهمية الدراسة في النقاط التالية:

1.  استخلاص الرموز والأشکال التي قد تشير –بالإضافة لتوافر أدلة أخرى- إلى حدوث
اعتداء جنسي.

2.  توضيح الکيفية التي يحدث فيها الاعتداء الجنسي على الأطفال، والظروف المهيئة لذلک.

3.  تفيد هذه الدراسة في توضيح بعض من صفات المعتدي، والصلة المشترکة بينه وبين الطفل المعتدَى عليه.

4.  تسليط الضوء على قضية من أهم القضايا المسيئة للطفولة، مع محاولة کسب الرأي العام لسن قوانين تکفل الحماية للطفل، وتضمن تطبيق أقسى العقوبات على مرتکبيها.

مصطلحات الدراسة

رسوم الأطفال Children’s Drawings: هي تلک التخطيطات الحرة التي يستخدمها الأطفال کلغـــــــــــة يعبــرون فيها على أي سطح کان منذ بداية عهدهم بمسک القلم، إلى أن يصلوا مرحلة البلوغ (الهنيدي، 2009).

الاعتداء الجنسي على الأطفال Child Sexual Abuse: يعتبر نوع من أنواع سوء المعاملة. ويتعلق بفرض فعل جنسي على الطفل من قبل بالغ أو مراهق لاشباع رغبة جنسية. ويتضمن هذا السلوک الملامسة للجسم أو للأعضاء التناسلية، التقبيل، الاستمتاع بجسد الطفل بطرق مختلفة، مشاهدة صور وفيديو اباحي مع الطفل. وقد يصل حد الجماع الکامل
 
(Malchiody, 1997).

منهجية الدراسة وإجراءاتها

أ‌.      المنهج المستخدم: المنهج الوصفي التحليلي: وذلک لوصف وتحليل رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا، والمقارنة بين الجنسين والفئات العمرية في الرموز التي تظهر في هذه الرسوم.

ب‌.   محددات الدراسة: تتحددالدراسة في الأمور التالية:

-       الحدود البشرية: أطفال مملکة البحرين.

-       الحدود الجغرافية: أطفال مرکز حماية الطفل التابع لوزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية.

-       الحدود الموضوعية: تحليل رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا.

ج‌.   مجتمع الدراسة والعينة: اشتملت العينة على عدد )23( طفلا وطفلة من الذين تم الاعتداء عليهم جنسيًا. بواقع )4( ذکور، و) 19( أنثى. وتتراوح أعمار أفراد العينة بين )3( إلى )11( سنة، تم اختيارهم من مرکز حماية الطفل بمملکة البحرين.

جدول (1) الفئات العمرية والتي تم تقسيمها بناءً على مراحل التطور الفني عند فيکتور لوينفيلد

 

المرحلة العمرية

 

من 2 إلى 4 سنوات

من 4 إلى 7 سنوات

من 7 إلى 9 سنوات

من 9 إلى 11 سنة

المجموع

عدد الأطفال

2

9

7

5

23

د‌.    أدوات الدراسة: استخدمت الباحثة قائمة بتحليل رسوم الأطفال من إعدادها. وقد اعتمدت في تصميم هذه الأداة على ما يظهر في رسوم الأطفال عادة من رموز ومظاهر، وعلى الحاجات الأساسية التي يتطلبها الطفل في هذه الفئة العمرية ويعبر عنها في رسومه. وقد تکونت الأداة من خمسة محاور هي:

1.   مکان الاعتداء. ويندرج تحت هذا المحور )8( بنود هي: المنزل، الحجرة، سطح المنزل، تفاصيل خارجية، السرير، ملحق الخدم، وقت الاعتداء، مظاهر مرتبطة بالاعتداء.

2.   المشاعر والأحاسيس. ويندرج تحت هذا المحور )8( بنود هي: استخدام لون واحد، استخدام عدة ألوان، الألم، الخوف، عدم التأثر، الابتسام، الانکار، التوتر والتشتت.

3.   الحماية/ الحاجات. ويندرج تحت هذا المحور )5( بنود هي:  العلاقة بالأم انفصال/ قرب ، العلاقة بالأب انفصال/ قرب، الأسرة. ملاحظة: المقصود بالانفصال/ القرب، الانفصال والقرب الجسدي والمعنوي.

4.   المعتدي. ويندرج تحت هذا المحور )5( بنود هي: تفاصيل الوجه، تفاصيل الجسد، وضوح المشاعر،  الأعضاء التناسلية، کتابة اسم المعتدي/ أو اشارة دالة على شخصيته.

5.   المعتدَى عليه. ويندرج تحت هذا المحور )6( بنود هي: تفاصيل الوجه، تفاصيل الجسد، الأعضاء التناسلية، الانطباع على الوجه (-) ويعني المشاعر السلبية کالحزن والألم، الانطباع على الوجه (+) ويعني المشاعر الايجابية کالابتسام، والاشارة لموضع الاعتداء على الجسد. وقد تم تحليل رسوم الأطفال بناء على هذه المحاور وبنودها، وتم رصد ماظهر منها في رسومهم.

صدق الأداة

تم عرض الأداة على عدد من المحکمين في المجال من جامعة البحرين. وقد تم إجراء بعض التعديلات بناءً على اقتراحات وآراء المحکمين.

والجدول التالي يوضح قائمة تحليل رسوم الأطفال وتوزيع البنود والمحاور في
الدراسة الحالية:

جدول (2) قائمة لتحليل رسوم الأطفال وتوزيع البنود والمحاور

23

22

21

20

19

18

17

16

15

14

13

12

11

10

9

8

7

6

5

4

3

2

1

 

11

11

11

9

9

8

8

8

5

7

7

7

7

6

5

5

5

5

4.5

4

4

3.5

3

العمر

أ

ذ

أ

أ

أ

ذ

ذ

أ

أ

أ

أ

أ

أ

أ

ذ

أ

أ

أ

أ

أ

أ

أ

أ*

الجنس

التکرار

مکان الاعتداء

/

 

 

 

 

 

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

المنزل

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

حجرة

 

 

 

 

 

 

/

 

 

/

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سطح المنزل

 

 

/

/

 

 

/

 

 

/

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

/

تفاصيل خارجية

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

/

السرير

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملحق الخدم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقت الاعتداء

/

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مظاهر مرتبطة بالاعتداء

التکرار

المشاعر والأحاسيس

 

 

/

 

 

 

/

 

 

/

 

/

 

 

/

/

 

 

 

/

 

 

 

استخدام لون واحد

/

/

 

/

/

/

/

/

 

 

/

 

/

/

 

 

/

/

/

 

/

/

/

استخدام عدة ألوان

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

الألم

 

 

 

/

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخوف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

عدم التأثر

/

 

/

 

 

 

 

 

/

 

/

 

/

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

الابتسام

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الانکار

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

/

 

 

 

 

 

 

التوتر والتشتت

التکرار

الحماية/ الحاجات

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

/

العلاقة بالأم انفصال

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

/

العلاقة بالأب انفصال

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

العلاقة بالأم القرب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

العلاقة بالأب القرب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

/

 

 

الأسرة

التکرار

المعتدي

/

 

 

/

/

 

/

 

/

/

 

/

 

/

/

/

 

 

 

 

 

 

 

تفاصيل الوجه

/

 

 

/

/

 

/

 

/

/

 

/

 

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

تفاصيل الجسد

 

 

 

/

/

 

/

 

/

 

 

/

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

 

وضوح المشاعر

 

 

 

 

 

 

/

 

 

/

 

/

 

 

 

 

 

 

/

/

 

 

 

الأعضاء التناسلية

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

کتابة اسم المعتدي/ إشارة دالة على الشخص

التکرار

المعتدَى عليه (رسم النفس)

/

/

 

/

/

/

/

/

/

/

 

 

/

/

 

/

/

 

 

/

/

 

 

تفاصيل الوجه

/

/

 

/

/

/

/

 

/

/

 

 

/

 

/

 

/

 

/

/

/

 

 

تفاصيل الجسم

 

 

 

 

 

/

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأعضاء التناسلية

 

/

 

/

/

/

/

/

/

 

 

 

/

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

الانطباع على الوجه - **

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

/

 

 

الانطباع على الوجه + **

 

 

 

/

/

 

 

 

 

/

 

 

 

 

/

 

 

 

/

/

 

 

 

الاشارة لموضع الاعتداء

* حيث يشير الحرف ( أ) إلى الإناث والحرف (ذ) إلى الذکور

** الانطباع على الوجه (-) يعني رسم المشاعر السلبية کالحزن والألم. والانطباع على الوجه (+) يعني رسم المشاعر الإيجابية کالابتسام.

ه‌.   إجراءات الدراسة: طُلب من الطفل المعتدَى عليه رسم المعتدي ولحظة الاعتداء الجنسي. وقد قام کل طفل برسم هذه اللحظة دون تدخل من المشرف المسئول عنه. وتم توفير أقلام رصاص، وألوان ذات الرأس اللبادي ((Fiber felt color pens وألوان خشبية. وتُرک للطفل اختيار نوعية الألوان، والألوان التي يراها مناسبة.

و‌.  الأساليب الإحصائية: تم حساب التکرارات والنسب المئوية لبنود القائمة، و (کا2) للتعرف على دلالة الفروق بين الجنسين في النسب المئوية.

نتائج الدراسة ومناقشتها

أولاً: للإجابة على سؤال الدراسة الأول، والذي ينص على: "هل يمکن تحديد الرموز التي تظهر في رسوم الأطفال والتي تدل على وجود اعتداء جنسي؟"

تم حساب التکرارات والنسبة المئوية للرموز التي تظهر في رسوم الأطفال، والتي تدل على وجود اعتداء جنسي، والجدول التالي يوضح ذلک:

جدول (3) الرموز التي تظهر في رسوم الأطفال والتي تدل على وجود اعتداء جنسي

الرمز

التکرار

النسبة المئوية

الأعضاء التناسلية (المعتدَى عليه)

2

8.7

الأعضاء التناسلية (المعتدي)

5

21.7

تفاصيل الجسد (المعتدَى عليه)

14

60.9

الخوف/ الحزن/ الدموع/ الألم (المعتدَى عليه)

3

13.0

الاشارة لموضع الاعتداء (الجسد)

6

26.1

من خلال تحليل واستعراض رسوم العينة فقد تبين وجود رسمتين مختلفتين ظهرت فيهما الأعضاء التناسلية للمعتدَى عليهم. ووجود خمسة رسوم ظهرت فيها الأعضاء التناسلية للمعتدي. ومن حيث ظهور مشاعر غير طبيعية فقد تبين وجود ثلاثة رسوم مختلفة (الأعمار من 8 إلى 9 سنوات) ظهرت فيها علامات الخوف على وجه المعتدَى عليه. وهذا أمر غير طبيعي بالنسبة لرسوم الأطفال في عمر الثمان والتسع سنوات. وبالنسبة للإشارة لموضع الاعتداء على الجسد فقد ظهر ذلک في ستة رسوم مختلفة.

وقد لاحظ کوهين وفيلبس أن الأطفال المعتدَى عليهم يُضمِّنون تفاصــــــــيل إنسانيــــــــــــة أکثـــر فـــي رسومهم. وتعتبر الدموع والوجه الحزين مؤشرات الاکتئاب والحزن (Cohen & Phelps, 1985) .

وبين ريوردان، وفيرديل أن أحد أهم المظاهر التي تظهر في رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا هي الأعضـــاء التناسليـــــة. فهــــي تمثـّل فــــي الغالـــب بتفاصيـل واضحــــة وبحجم مبالغ فيه. (Riordan & Verdel, 1991).

وفيما يختص بإظهار المشاعر على الوجه فقد قام خمسة أطفال من العينة برسم أنفسهم وعلى وجوههم ابتسامة على الرغم من أن المحيط العام للرسم لا يوحي بالفرح. ويبين جونز أن في رسوم الأطفال المعتدَى عليهم قد تدل الابتسامة على محاولة لاخفاء المشاعر الحقيقية، خاصة مع ظهور أشخاص آخرين يحملون تعابير مختلفة (Jones, 1989).

ولاحظت الباحثة وجود رسمين مختلفين قام الأطفال فيهما برسم وجهيهما بدون أية مشاعر. وکأن الطفل يُظهر عدم التأثر. وکذلک لاحظت الباحثة وجود رسم واحد لطفلة رسمت موضوعًا مختلفًا تمامًا عن المطلوب منها (رسم لحظة الاعتداء). وذلک لأن الطفلة کانت قد اعتادت على الاعتداء الجنسي عليها من قبل الخادمة، ولعدم إحساسها بأنها تتعرض لسوء معاملة (أي أن تفسير ذلک يعود إلى التعود، أو الانکار).

ومن الرسوم الملفتة للنظر في عينة البحث رسم لطفلة مثلت نفسها بدون الجزء السفلي، ورسمت نفسها مقطعة الأوصال في جانب آخر من الرسم نفسه؛ حيث رسمت الرأس منفصل عن الجذع، ورسمت أطرافها منفصلة عن جسدها شکل (1). وبالنسبة لعدم رسم الجزء السفلي للجسم: فقد تم وضع تفسيرين محتملين لذلک. الأول کما بينه کلِبش ولوجي: بما أن الأرجل تدعم الجــــــزء العلوي من الجسد فيکون عدم رسم هذا الجزء کإشارة لفقدان الشعور بالسند أو فقدان الأمل (Klepsch & logie, 1982).

والتفسير الثاني حسب مالکودي:  عندما لا يرسم الطفل الجزء السفلي للجسد فهو هنا ينکر منطقة العضو التناسلي (Malchiodi, 1990).

شکل (1)

رسم لطفلة عمرها سبع سنوات تعرضت لاعتداء جنسي. رسمت نفسها بدون الجزء السفلي عدة مرات. وفي رسمها هذا رسمت نفسها مقطعة الأجزاء.

ثانيًا: للإجابة على السؤال الثاني، والذي ينص على: "هل يمکن معرفة من هو الشخص المعتدي من خلال رموز الأطفال؟"

تم تحليل رسوم الأطفال ورصد الإشارات الدالة على شخصية المعتدي. وفيما يلي بعض النماذج التي توضح ذلک:

شکل (2)

قامت الطفلة (العمر 7 سنوات) برسم المعتدي وکتبت اسمه

 (ملک الرحمن) حيث اتضح أنه الآسيوي الذي يعمل في محل البقالة.

شکل (3)

قامت الطفلة (العمر 9 سنوات) برسم واقعة الاعتداء ورسمت الشخص المعتدي وکتبت اسمه بلون مغاير عن الاسماء الأخرى (اسمه إبراهيم) والذي اتضح أنه زوج الخالة لأنه اعتاد على أخذها وأبناء خالتها إلى شاطئ البحر بسيارته الموضحة أعلى الرسمة.

ويوضح الجدول التالي التعرف على هوية الشخص المعتدي على الطفل:                

جدول (4) التعرف على هوية الشخص المعتدي على الطفل

البند

التکرار

النسبة المئوية

کتابة اسم المعتدي

2

8.7

إشارة تدل على المعتدي

1

4.3

ومن خلال ملاحظة رسوم العينة، فقد تم العثور على رسمين ظهر فيهما اسم الشخص المعتدي جليًا (شکل 2 و 3). فقد کتبت الطفلة في شکل (2) اسم المعتدي (ملک الرحمن). وفي شکل (3) کتبت الطفلة اسم المعتدي (ابراهيم) بلون مغاير عن بقية الأسماء، حيث کتبت اسمه باللون الأسود، وباقي الأسماء باللون البنفسجي.

وظهر في رسم آخر لطفل عمره ثمان سنوات إشارة تدل على شخصية المعتدي شکل (4). إذ رسم الطفل نفسه وهو حزين ومعه شخص آخر على سطح منزلهم. وکانت الأم لا تسمح لأحد بالتواجد مع ابنها على سطح منزلهم إلا لجارهم المراهق. فتم التأکد من شخصية المعتدي من خلال ذلک.

ثالثًا: للإجابة على سؤال الدراسة الثالث، والذي ينص على: "هل يمکن تحديد مکان الاعتداء على الأطفال من خلال رسومهم ورموزهم"

تم تحليل رسوم الأطفال المعتدَى عليهم جنسيًا للتعرف على المکان الذي تم فيه الاعتداء. والرسوم التالية توضح ذلک:

شکل (4)

يتضح من خلال الرسم والذي يمثل وقت الاعتداء أن الطفل

(العمر 8 سنوات) قد صور المکان بدقة ووضوح حيث بين أن الاعتداء قد تم على سطح منزله والذي تقوم عائلته بتربية بعض الطيور فيه. ونلاحظ من خلال الرسم وضوح العضو الذکري للمعتدي والمعتدَى عليه.

شکل (5)

يتضح من خلال الرسم أن الطفلة (العمر 11 سنة) قد بينت مکان الاعتداء عليها وهو حجرة نومها. وقد رسمت الطفلة نفسها على سريرها لتبين وقت الاعتداء(عند نومها) وکذلک بينت المعتدي وهو أخوها.

 

والجدول التالي يوضح مکان الاعتداء کما ظهر في رسوم الأطفال:


جدول (5) الرموز التي تظهر في رسوم الأطفال والتي تدل على مکان الاعتداء

البند

التکرار

النسبة المئوية

منزل/ حجرة/ سرير

3

13.0

سطح المنزل

2

8.7

ملحق الخدم

1

4.3

تفاصيل خارجية

2

8.7

فمن خلال استعراض رسوم الأطفال في العينة، فقد تبين أنه قد ظهرت في رسومهم دلائل وإشارات واضحة لمکان الاعتداء. فقد ظهر منزل الجدة في رسم طفلة، وتم رسم الحجرة التي کان يتم طلاؤها من قبل عامل. وقد کان هو المعتدي. وفي رسم آخر رسمت طفلة حجرة نومها ورسمت إلى جانبها المعتدي (أخوها) وکانت تفاصيل حجرتها واضحة شکل (5). ورسم آخر بينت فيه طفلة ملحق الخدم الذي تم فيه الاعتداء. وفي رسم آخر رسمت الطفلة شاطئ البحر (المکان الذي تم فيه الاعتداء) وبينت فيه الأشخاص الذين کانوا وقت الاعتداء. وطفل آخر رسم الحديقة بتفاصيلها الدقيقة والتي کانت مکان الاعتداء.

رابعًا: للإجابة على سؤال الدراسة الرابع، والذي ينص على: "هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين الجنسين في الرموز التي تظهر في رسومهم وتعبر عن وجود اعتداء جنسي؟"

تم حساب اختبار (کا2) للتعرف على دلالة الفروق في النسب المئوية بين الجنسين في الرموز التي تظهر في رسومهم وتدل على وجود اعتداء جنسي، وکما يظهر من خلال الجدول التالي:

جدول (6) نتائج (کا2) لدلالة الفروق بين الجنسين في الرموز
 التي تظهر في رسوم الأطفال وتدل على وجود اعتداء جنسي

البند

ذکور

إناث

قيمة

کا2

دلالة

کا2

نعم

لا

نعم

لا

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

أولًا: المکان

 

المنزل

0

0

4

100

4

21.1

15

78.9

1.019

(0.313) غير دالة

الغرفة

0

0

4

100

2

10.5

17

89.5

0.461

(0.497) غير دالة

سطح المنزل

1

25

3

75

2

10.5

17

89.5

0.610

(0.435) غير دالة

تفاصيل خارجية

1

25

3

75

5

26.3

14

73.7

0.003

(0.957) غير دالة

السرير

0

0

4

100

3

15.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

ملحق الخدم

0

0

4

100

1

5.3

18

94.7

0.220

(0.634) غير دالة

وقت الاعتداء

0

0

4

100

1

5.3

18

94.7

0.220

(0.639) غير دالة

مظاهر مرتبطة بالاعتداء

0

0

4

100

3

18.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

ثانيًا: المشاعر

 

استخدام لون واحد

2

50

2

50

5

26.3

14

73.7

0.875

(0.349) غير دالة

عدة ألوان

3

75

1

25

13

86.4

6

31.6

0.068

(0.795) غير دالة

الألم

1

25

3

75

1

5.3

18

94.7

1.621

(0.203) غير دالة

الخوف

1

25

3

75

2

10.5

17

89.5

0.610

(0.435) غير دالة

عدم التأثر

0

0

4

100

2

10.5

17

89.5

0.461

(0.497) غير دالة

الانکار

0

0

4

100

3

15.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

التوتر والتشتت

0

0

4

100

5

26.3

14

73.7

1.345

(0.246) غير دالة

ثالثًا: الحماية

 

العلاقة بالأم انفصال

0

0

4

100

3

15.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

العلاقة بالأب انفصال

0

0

4

100

3

15.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

العلاقة بالأم القرب

0

0

4

100

1

5.3

18

94.7

0.220

(0.639) غير دالة

العلاقة بالأب القرب

0

0

4

100

1

5.3

18

94.7

0.220

(0.639) غير دالة

الأسرة

0

0

4

100

2

10.5

17

89.5

0.461

(0.497) غير دالة

رابعًا: المعتدي

 

تفاصيل الوجه

2

50

2

50

8

42.1

11

57.9

0.084

(0.772) غير دالة

تفاصيل الجسد

2

50

2

50

7

36.8

12

63.2

0.240

(0.624) غير دالة

وضوح المشاعر

2

50

2

50

5

26.3

14

73.7

0.875

(0.349) غير دالة

الأعضاء التناسلية

1

25

3

75

4

21.1

15

78.9

0.030

(0.862) غير دالة

خامسًا: المعتدَى عليه

 

تفاصيل الوجه

3

75

1

25

12

63.2

7

36.8

0.204

(0.651) غير دالة

تفاصيل الجسد

4

100

0

0

10

52.6

9

47.4

3.113

(0.78) غير دالة

الأعضاء التناسلية

2

50

2

50

0

0

19

100

10.405

(0.001) دالة

الانطباع على الوجه -

3

75

1

25

6

31.6

13

68.4

2.616

(0.106) غير دالة

الانطباع على الوجه+

0

0

4

100

3

15.8

16

84.2

0.726

(0.394) غير دالة

الاشارة لموضع الاعتداء

1

25

3

75

5

26.3

14

73.7

0.003

(0.957) غير دالة

ويتضح مما سبق أنه لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين الجنسين في الرموز التي تظهر في رسومهم وتعبر عن وجود اعتداء جنسي، فيما عدا رموز الأعضاء التناسلية. فقد اتضح وجود فروق دالة إحصائيًا عند مستوى دلالة )0.001( لصالح الذکور الذين أظهروا هذه الرموز بشکل دال
عن الإناث.

خامسًا: للإجابة على سؤال الدراسة الخامس، والذي ينص على: "هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين الفئات العمرية في الرموز التي تظهر في رسومهم وتعبر عن وجود اعتداء جنسي؟"

وللإجابة على هذا السؤال تم حساب اختبار (کا2) للتعرف على الدلالة بين الفئات العمرية في الرموز التي ظهرت في رسوم الأطفال والتي تدل على وجود اعتداء جنسي، وکما يظهر في
الجدول التالي:

جدول (7) نتائج (کا2) لدلالة الفروق بين الفئات العمرية في الرموز
 التي تظهر في رسوم الأطفال وتدل على وجود اعتداء جنسي

البند

2-4 سنة

4-7 سنة

7-9 سنة

9-11 سنة

قيمة

کا2

دلالة

کا2

نعم

لا

نعم

لا

نعم

لا

نعم

لا

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

أولًا: المکان

 

المنزل

1

50

1

50

1

11.1

8

88.9

1

14.3

6

85.7

1

20

4

80

1.798

غير دالة

الغرفة

1

50

1

50

0

0

9

100

0

0

7

100

1

20

4

80

6.626

غير دالة

سطح المنزل

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

2

28.6

5

71.4

0

0

5

100

2.568

غير دالة

تفاصيل خارجية

1

50

1

50

1

11.1

8

88.9

2

28.6

5

71.4

2

40

3

60

2.164

غير دالة

السرير

2

100

0

0

0

0

9

100

0

0

7

100

1

20

4

80

15.947

دالة عند 0.001 و لصالح الفئة العمرية 2-4

ملحق الخدم

0

0

2

100

0

0

9

100

1

14.3

6

85.7

0

0

5

100

2.390

غير دالة

وقت الاعتداء

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

0

0

7

100

0

0

5

100

1.626

غير دالة

مظاهر مرتبطة بالاعتداء

0

0

2

100

0

0

9

100

0

0

7

100

3

60

2

40

12.420

دالة عند 0.01 و لصالح الفئة العمرية 9-11

ثانيًا: المشاعر

 

استخدام لون واحد

0

0

2

100

3

33.3

6

66.7

3

42.9

4

57.1

1

20

4

80

1.678

غير دالة

عدة ألوان

2

100

0

0

5

55.6

4

44.4

5

71.4

2

28.6

4

80

1

20

1.978

غير دالة

الألم

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

0

0

7

100

1

20

4

80

1.728

غير دالة

الخوف

0

0

2

100

0

0

9

100

2

28.6

5

71.4

1

20

4

80

3.351

غير دالة

عدم التأثر

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

0

0

7

100

1

20

4

80

1.728

غير دالة

الانکار

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

2

28.6

5

71.4

0

0

5

100

2.568

غير دالة

التوتر والتشتت

0

0

2

100

2

22.2

7

77.8

2

28.6

5

71.4

1

20

4

80

0.758

غير دالة

ثالثًا: الحماية

 

العلاقة بالأم انفصال

2

100

0

0

0

0

9

100

0

0

7

100

1

20

4

80

15.947

دالة عند 0.001 و لصالح الفئة العمرية 2-4

العلاقة بالأب انفصال

2

100

0

0

0

0

9

100

0

0

7

100

1

20

4

80

15.947

دالة عند 0.001 و لصالح الفئة العمرية 2-4

العلاقة بالأم القرب

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

0

0

7

100

0

0

5

100

1.626

غير دالة

العلاقة بالأب القرب

0

0

2

100

1

11.1

8

88.9

0

0

7

100

0

0

5

100

1.626

غير دالة

الأسرة

0

0

2

100

2

22.2

7

77.8

0

0

7

100

0

0

5

100

3.407

غير دالة

رابعًا: المعتدي

 

تفاصيل الوجه

0

0

2

100

4

44.4

5

55.6

3

42.9

4

57.1

3

60

2

40

2.098

غير دالة

تفاصيل الجسد

0

0

2

100

3

33.3

6

66.7

3

42.9

4

57.1

3

60

2

40

2.368

غير دالة

وضوح المشاعر

0

0

2

100

3

33.3

6

66.7

2

28.6

5

71.4

2

40

3

60

1.138

غير دالة

الأعضاء التناسلية

0

0

2

100

2

22.2

7

77.8

3

42.9

4

57.1

0

0

5

100

3.781

غير دالة

خامسًا: المعتدَى عليه

 

تفاصيل الوجه

0

0

2

100

6

66.7

3

33.3

5

71.4

2

28.6

4

80

1

20

4.359

غير دالة

تفاصيل الجسد

0

0

2

100

6

66.7

3

33.3

4

57.1

3

42.9

4

80

1

20

4.047

غير دالة

الأعضاء التناسلية

0

0

2

100

0

0

9

100

2

28.6

5

71.4

0

0

5

100

5.007

غير دالة

الانطباع على الوجه -

0

0

2

100

2

22.2

7

77.8

4

57.1

3

42.9

3

60

2

40

4.234

غير دالة

الانطباع على الوجه+

0

0

2

100

2

22.2

7

77.8

0

0

7

100

1

20

4

80

2.232

غير دالة

الاشارة لموضع الاعتداء

0

0

2

100

3

33.3

6

66.7

1

14.3

6

85.7

2

40

3

60

1.959

غير دالة

                                       

بينت نتائج اختبار (کا2) وجود فروق دالة إحصائيًا في محور المکان (بند السرير). حيث کانت (کا2) دالة عند )0.001( لصالح الفئة العمرية من )2( إلى )4( سنوات. فظهر في رسم لطفلة عمرها )3( سنوات السرير ضمن أثاث مبعثر للغرفة التي تم فيها الاعتداء. وظهر کذلک السرير -الذي تم تنفيذ الاعتداء عليه- في رسم لطفلة عمرها )3.5( سنة بشکل واضح في وسط رسمها. وأکدت على إظهار بعض التفاصيل کالوسادة وغطاء السرير. مما يؤکد على الارتباط الوثيق بين المکان الذي وقع فيه (السرير) الاعتداء والاعتداء نفسه في هذه الفئة العمرية.

وکانت قيمة (کا2) دالة عند مستوى )0.01( لصالح الفئة العمرية من )9( إلى )11( سنة في بند مظاهر مرتبطة بالاعتداء. فقد ظهر في رسم لطفلة تبلغ من العمر )9( سنوات سيارة صاحب الاعتداء وشاطئ البحر الذي غالبا ما کان يتم فيه الاعتداء عليها من قبل زوج خالتها. فالسيارة والشاطئ يعتبران مظهران مرتبطان بالاعتداء. وفي رسم آخر لطفلة تبلغ من العمر )11( سنة قامت الطفلة برسم تفاصيل التحرش الذي کانت تتعرض له من قبل أخيها على صورة تمثيل الأخ وهو يقوم بالتحرش بها وهي نائمة على السرير. فأظهرت الحجرة بکامل محتوياتها وطريقة التحرش. وفي رسم آخر لطفل يبلغ من العمر )11( سنة قام الطفل برسم الأرجوحة والحديقة التي تم فيها تعرضه للاعتداء. مما يدل على وضوح الرؤية للمکان الذي تم فيه الاعتداء، ومحاولة الأطفال في هذه الفئة العمرية تبيان کافة التفاصيل المرتبطة بلحظة الاعتداء.

وفي محور الحماية، بند العلاقة بالأم: (انفصال)، وبند العلاقة بالأب (انفصال) فقد کانت قيمة (کا2) دالة عند مستوى )0.001( لصالح الفئة العمرية من )2( إلى )4( سنوات. حيث ظهر الأب والأم في رسم لطفلة تبلغ من العمر )3( سنوات بعيدين عن الطفلة التي کانت تتعرض للاعتداء. حيث رسمتهما بحجم کبير وفي مکان بعيد جدًا عنها. وفي رسم آخر لطفلة تبلغ من العمر )3.5( سنة رسمت الطفلة سرير الاعتداء وکذلک رسمت الأم والأب في مکان بعيد عنها مما يدل على مدى حاجة الطفلة لتواجد الأبوين إلى جانبها، واختفاء هذه الحقيقة من الواقع حين رسمتهما في مکان يبعد عنها في نفس الصفحة. مما يشير إلى أن عدم تواجد الأم والأب في حياة الطفل بشکل دائم له تأثير کبير على شعور الطفل بالأمان والحماية، وأنهما يمثلان هذين الأمرين بشکل أساسي.

خلاصة النتائج ومناقشتها

من خلال استعراض رسوم الأطفال في هذه العينة فقد ظهر جليًا بأن الأطفال الذين تعرضوا لاعتداء جنسي يظهرون في رسومهم حقائق وتفاصيل لهذا الاعتداء من خلال رموز خاصة. ومن خلال قراءة متخصصة لهذا الرموز والتفاصيل فقد أمکن التعرف في کثير من الحالات على شخصية المعتدي، ومکان الاعتداء، وطريقة الاعتداء، وغيرها من المعلومات.

وقد تم التوصل إلى حقائق مهمة يمکن تلخيصها فيما يلي:

-      الاعتداء الجنسي على الأطفال لا يعني بالضرورة أن الأبوين أو أحدهما مهمل. فقد وقعت حادثة اعتداء جنسي على طفلة من قبل جارهم وذلک عندما غافلت الطفلة أبويها -اللذين يتميزان بحسن اعتنائهما وتربيتهما لأطفالهما- ووقفت أمام بوابة المنزل، ليقتنص الجار هذه الفرصة الوحيدة ويستدرج الطفلة بأسلوب شيطاني.

-      النقطة السابقة لا تنفي أهمية تواجد الأم والأب معًا في الأسرة. أغلب أفراد العينة تعرضوا للاعتداء في بيت الجد أو الجدة، وذلک لانفصال الأبوين وتکفل مسنين في رعاية أطفال، وإسناد هذا الدور في معظم الأحيان للخدم، وتعرض الأطفال للاعتداء من قبلهم، أو من قبل الأقارب المراهقين. وقد بلغت نسبة حالات الاعتداء في بيت الجد أو الجدة )34.7%( من حجم  العينة.

-      المکان التالي من حيث عدد الاعتداءات على الأطفال هو بيت الخالة. حيث بلغت النسبة )17.4%( من حجم العينة. ويعود السبب في الغالب إلى انشغال الأم مع اخوتها عند التجمع، وترک الأطفال يتحرکون بحرية ودون رقابة في المنزل وخارجة.

-      المعتدي (وکما ظهر من خلال العينة) قد يکون الأخ، أو زوج الخالة، أو ابن العم، أو الجار، أو العامل الآسيوي، أو الخادمة.. إلخ. المفتاح في قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال هو غياب الرقابة، وعدم توعية الأطفال لإمکانية حدوث هذا الأمر، وکيفية التصرف في حال حدوث بوادر
للاعتداء عليهم.

-      في رسوم الأطفال هناک ارتباط وثيق بين محتوى الأشياء والرموز التي يدرجها الطفل في رسومه وبين ما يواجهه في يومه. فيجب إعطاء کل عنصر (يحرص الطفل على تواجده في رسمه) العناية والانتباه الجيدين. وکذلک البحث من خلال طرح الأسئلة والنقاش مع الطفل عن علاقة هذا الرمز بما يحدث له (کما في ظهور السرير موضع الاعتداء، والمظاهر الأخرى المرتبطة بالاعتداء).

-      في الفئة العمرية من (2-4) سنوات ظهر من خلال رسوم الأطفال مدى أهمية وجود الأم والأب في حياتهم، وکيف أنهم يضمّنونهم في رسومهم طلبًا للحماية والعون ولکنهم يضعونهم في مکان منعزل أو بعيدًا عن الطفل عندما يکونان منفصلين أو غائبين (أحدهما أو کليهما) عن حياة الطفل. مما يؤکد على أهمية هذا التواجد بالنسبة للطفل.

التوصيات

-      حيث أن رسوم الأطفال لغة، فيجب تأهيل المربين والمختصين لتعلم أبجديات هذه اللغة. فتوصي الباحثة بضرورة عقد ورش عمل تدريبية لتأهيل الاختصاصيين في مرکز حماية الطفل وغيره من المراکز المختصة للحصول على المعرفة المناسبة لمراحل التطور الفني لدى الأطفال الأسوياء. وذلک حتى لا يتم الخلط بين ما هو سمة طبيعية، وبين ما هو غريب وغير مألوف لدى الطفل في المرحلة الزمنية المعينة.

-      توصي الباحثة کذلک بضرورة عقد دورات للمدرسين العاملين في المراحل الدنيا من الطفولة لتعريفهم بخصائص رسوم الأطفال في هذه المرحلة، ومحاولة قراءة وتحليل رسومهم لتدارک حدوث هذا النوع من المشاکل، أو لاکتشاف حدوثها.

-      عقد برامج خاصة في المدارس توجه للأطفال أنفسهم، وأخرى لآبائهم، لنشر الوعي والثقافة حول خطورة هذا الموضوع. وکيفية الوقاية منه، وکيفية التعامل مع الوضع بشکل عام حال حدوثه.



[1] http://www.unicef.org/arabic/crc/files/crc_arabic.pdf

[2] http://www.rainn.org

[3] http://www.nspcc.org.uk

 

  • قائمة المراجع

    • البسيوني، محمود (1958) سيکولوجية رسوم الأطفال. دار المعارف بمصر.
    • ريتشمان، ناعومي (1999) التواصل مع الأطفال في ظروف الضيق والنزاعات. ترجمة عفيف الرزاز ورشة الموارد العربية بالاشتراک مع بيسان للنشر والتوزيع بيروت لبنان.
    • القريطي، عبد المطلب (2001) مدخل إلى سيکلوجية رسوم الأطفال. الطبعة الثانية، دار الفکر العربي.
    • المحروس، فضيلة (2004). التعاطي مع حالات سوء المعاملة في البحرين. مرکز البحرين للدراسات والبحوث، مملکة البحرين.
    • بوزبون، بنه (2007) العنف الأسري 2 أسباب وعوامل. المؤسسة العربية للطباعة والنشر البحرين.
    • وحدة النشر والمعلومات )2009( دراسة حول واقع الاعتداء الجنسي على الأطفال في محافظات غزة.  المرکز الفلسطيني للديموقراطية وحل النزاعات.
    • حسن، مصطفى (2009) سيکلوجية التعبير الفني عند الأطفال. القاهرة: الأنجلو المصرية.
    • الهنيدي، منال (2009) مدخل إلى سيکلوجية رسوم الأطفال. عمان، الأردن: دار الميسرة للنشر
      والتوزيع والطباعة.
    • فرينه، أسامة (2011) القيمة التشخيصية لاختبار رسم الشخص في تمييز اضطراب ما بعد الصدمة لدى عينة من الأطفال. رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية، غزة.
      • Stember, C. J. (1980). Art therapy: A new use in the diagnosis and treatment of sexually abused children. Sexual Abuse of children: Selected Readings. Washington, DC: NCCAN.
      • Lowenfeld, V. & Brittain, W. (1982). Creative and mental growth (7th ed.). New York: Macmillan.
      • Klepsch, M., & Logic, L. (1982). Children draw and tell: An introduction to the projective uses of children’s human figure drawings. New York: Brunner/ Mazel.
      • Cohen, F. W., & Phelps, R. E. (1985). Incest markers in children’s artwork. The Arts in Psychotherapy, 12, 265-283.
      • Miller,T.W., & Veltkamp, L. J.  (1987) Projective measures in clinical evaluation of sexually abused children. Child Psychiatry and human Development, 18(1), 47-57.
      • Miller,T.W., & Veltkamp, L. J. (1989). Assessment of children sexual abuse: clinical use of fables. Child Psychiatry and human Development, 20(2), 123-133.
      • Briggs, F., & Lehmann, K. (1989). Significance of children’s drawings in cases of sexual abuse. Early Child Development and Care, 47, 131-147.
      • Riordan, R. & Verdel, A. (1991).  Evidence of Sexual Abuse in Children’s Art Products. School Counselor, 39(2) 116-21.
      • Jones, L. A. 1989. Hearts wish. Early Child Development and Care, 42, 175-182.
      • Malchiodi, C. (1994). Using Drawings in the Assessment of Children from Violent Homes. Peper presented at National Children’s Mental Health Confrence (Jacksonville, FL. May 13, 1994).
      • Malchiodi, C. A. (1997). Breaking the silence: Art therapy with children from violent homes. Taylor & Francis Group. Milton Park, Abingdon.
      • Al-Mahroos, F. & Al-Amer, E. (2011). Reported child sexual abuse in Bahrain: 2000- 2009. Annals of Saudi Medicine, 31(4): 376-382.
      • http://www.unicef.org/arabic/crc_arabic.pdf
      • http://www.rainn.org

    http://nspcc.org.uk