الرؤية المعاصرة في التصميم الداخلي للمتحف السعودي

المؤلفون

کلية الفنون والتصميم الداخلي بمکة المکرمة قسم السکن وإدارة المنزل -جامعة أم القرى


المقدمة:

لقد أخذ الاهتمام بإنشاء المتاحف ورعايتها يتزايد يوماً بعد يوم حتى أخذت  مکانة مرموقة في الساحة الثقافية والتعليمية، وکان ذلک نتيجة للدور التعليمي والثقافي الذي تضطلع به المتاحف کوسيلة اتصال تعليمية تهيىءعن طريقها الخبرات التعليمية الواقعية المباشرة.

ونتيجة لتفرع العلوم  وتشعبها تعددت المتاحف حتى أصبح لکل علم من العلوم متحف خاص به، ولم تکن المتاحف أقل حظاً من المرافق الأخرى في الأخذ بمعطيات التقنية الحديثة سواء في التصميم أو الإعداد أو الإدارة، فساهم ذلک في رفع کفاءة المتحف في جمع العينات وتصنيفها وحفظها أوعرضها في ردهات العرض المخصصة لها. کل ذلک يتم وفق أسلوب تقني حديث فعمرت ردهاتها ومعاملها بالباحثين وطلبة العلم إلى جانب السياح وقاصدي النزهة والترفيه، لذا أصبح التخطيط والإعداد والتنفيذ وإدارة المتاحف علماً قائماً بذاته يتشعب حسب أهداف المتحف ووظائفه.

لذا أصبحت المتاحف في معظم بلدان العالم وسيلة من وسائل التعليم وإعداد البرامج التعليمية والتربوية. مما جعل المسؤولين عن المتاحف يعمدون إلى إنشاء أقسام خاصة للتربية والتعليم داخل المتحف تقوم بدراسة إحتياجات المراحل التعليمية المتعددة وفق المنهج التربوي وتسخير وحدات المتحف ومعارضه لتکون في متناول أيدي الطلبة والمدرسين. کما جهزت المتاحف بمراکز للوسائل التعليمية تحتوي على بعض الجوانب من اهتمامات المتحف على شکل أشرطة سمعية وبصرية ومجسمات وحقائب تعليمية، وذلک للخروج بالمتحف من أروقته إلى الفصول الدراسية عن طريق تلک الوسائل التعليمية المتعددة الأغراض.

وقد أنشأت بعض المتاحف أقساماً خاصة للثقافة والإرشاد ومن أعمالها إعداد البحوث وطبع الکتب وإلقاء المحاضرات الثقافية وتنظيمها وعرض الأفلام التوجيهية. کما أن کثير من الاکتشافات العلمية والبحوث الميدانية في علوم الحياة والطبيعة يعود السبب في ظهورها إلى المتحف وذلک لتوافر الإمکانات اللازمة للتجارب والأبحاث العلمية والتاريخية.

وإلى جانب ماسبق، علينا أن لانغفل أهم الأدوار التي يلعبها المتحف في تعريف جمهور الزوار بالمدينة التي تحوي المتحف، منذ بدايتها، وعادات وتقاليد شعبها، ومراحل تطور المدينة والبلد، إلى ماوصلت إليه في العصر الحاضر. والحفاظ على الموروثات التي خلفتها العصور السابقة، وهي أهم شواهد على تلک الحضارات. 

مشکلة البحث:

إن ماتعانيه المتاحف في مدينة جدة، ومختلف مناطق المملکة عموماً، حيث لاتحظى بالإهتمام والدعم المعنوي من قبل الجهات المختصة والأفراد، لذا طرق البحث هذا الباب للتعرف على کيفية إنشاء وتصميم أو معالجة المباني القديمة الأثرية لتصبح في مستوى المتاحف العالمية في التنظيم والإعداد والتصميم وجذب الناس والسائحين إليها ليتعرفوا على تراث هذا البلد العظيم قبل أن يندثر دونما علم، وتطورها وما وصلت إليه من حضارة وتقدم في شتى المجالات.

أهداف البحث:

1. التعرف على أفضل الطرق التصميمية لمعالجة الفراغ الداخلي للمتحف.

2. دراسة لأحد المتاحف المحلية المنشأة في مدينة جدة، والتعرف على السلبيات الموجودة ومعالجتهاعلى أسس علمية تصميمية صحيحة.

أهم المعايير المتبعة عند تصميم المتاحف:

1- إختيـار الـمـوقـــع :

إن إختيار موقع المتحف يعد من أهم العوامل التي تتدخل في نجاح جذب الجمهور والعامة له وهناک شروط عامة يستلزم توافرها في الموقع وهي :

1-1 يجب اختيار المکان الذي يشيد فيه المتحف بضوء طبيعة المؤسسة ومستلزماتها، والمتاحف الحديثة يجب أن تکون واسعة وتقع في مکان هادئ بعيد عن الضوضاء ويفضل أن تکون في وسط حدائق جميلة وتتوفر فيها الشروط الصحية ويسهل الوصول إليها ولا تتعرض للأخطار. 

2- 1 أن يتمتع المکان المختار لإقامة المتحف بأفضلية سياحية تشجع السواح على الزيارة وأن يکون على مقربة من طرق المواصلات العامة الرئيسية. کما يجب اختيار الموقع التاريخي المناسب لإنشاء المتاحف الأثرية،  ويؤثر الجو العام للطقس في المنطقة على تصميم المبني وحفظ أوصيانة المعروضات. (الشاعر، 1992، ص 17 – 19)

3-1 أن تتناسب مساحة الموقع مع عدد الأجنحة والجمهور المتوقع لتلافي التکدس.

4-1 طبيعة الأرض وتنوعها، لإمکانية التنوع في التشکيل والمنطقة المحيطة بها من مسطحات خضراء والمنظر العام بشکل عام مهم أيضاً، مع تجنب العناصر التي يصعب التحکم بها. (خلوصي2001، ص10) تجنب الاراضي المرتفعه جدا لأنها تتطلب استخدام مصاعد کهربائيه. (الدباغ،رشيد، 1979، ص41-  43)

 

 

 

صورة (1) توضح متحف اللوفر من الخارج

2- تصميـم المتحـف :

إن تصميم مباني المتحف تحتاج إلى دراسة مستفيضة لنوع ذلک المتحف وأهدافه والغرض المقام من أجله وأسلوب العرض المقترح. لذلک فإن عملية الإستفادة من تصاميم متاحف أخرى نموذجية لاتجدي لأن مباني المتاحف لايمکن نسخها في مواقع أخرى دون دراسة لذلک الموقع وبيئته ومناخه وإجراء بعض التعديلات الضرورية لتلک النماذج. (الشاعر، 1992م، ص 30)

إن مباني المتحف لها مدلولها الإتصالي للزائرين، ولها معانٍ في نفوسهم، فهناک مباني صممت خصيصاً لکي يکون لها تأثير جمالي وفني مباشر على الناظرين إليها ومشاهديها، وهذه الصفة الجمالية قد لايکون لها أي إرتباط بوظيفة المبنى أو عمله. ولکننا نجد في أحوال کثيرة أن تصميم مباني المتحف يعتبر الخاصية الوحيدة التي تعلق بذاکرة جمهور الزائرين.

إن الطريقة الشائعة لإقامة المتاحف الأثرية ماهي إلا إعادة إستخدام المباني القديمة بعد تعديلها وجعلها مناسبة له. وخير دليل على ذلک متحف اللوفر في فرنسا، وهيرميتاج، وبرادو وغيرها من القصور العظيمة. والمتاحف التي تشبه القصور في عظمتها تولد لدى الناظر الإحساس بالعظمة والروعه والمهابة والتيه والکبرياء والفخر حتى ولو لم يدخل من بابها.

3- توزيع المساحات داخل المتحف :

هناک ثلاث مساحات رئيسية يشغلها المتحف وهي :

  • منطقة عامة خاصة بالجمهور
  • مساحات خاصة بالمکاتب والإدارة
  • مساحات خاصة بالخدمات

1- المساحات الخاصة بالجمهور وتقوم بالوظائف الآتية :

أماکن استقبال عامة وخاصة - معارض دائمة ومؤقتة - حجرات قراءة وحجرات للمراجع - حجرات أو فصول للمحاضرات وأخرى لعرض الصور المتحرکة على شاشات العرض - حجرات للإجتماعات و الإستراحات - مقهى أو مطعم، ومتجر مبيعات، وأماکن للورش الخاصة بالمتحف - مخازن للنسخ المکررة من مجموعات العرض أو الزائدة عن الحاجة في الوقت الحالي.

2- المساحات الخاصة بالمکاتب والإدارة:

تغطي الوظائف التالية الإدارة، الصيانة والترميم والتسجيل والتوثيق.

3- مساحات خاصة بالخدمات:

وتخص المختبر، الورش الخاصة بالمتحف ومعروضاته الأثرية، الورش الخاصة بصيانة مباني المتحف، المستودعات، المباني الخاصة بالمکاتب الإدارية والمباني الخاصة بالمکاتب الفنية، أماکن لوقوف السيارات. (الشاعر، 1992م، ص 46 – 48)

   

صورة (2) مکتب الاستقبال

صورة رقم (3) الردهة في المدخل

   

صورة (4)  توضح المقهى

صورة (5) توضح المتجر

   

صورة (6) کيفية استخدام النبات داخل قاعة العرض

صورة (7) قاعة المؤتمرات

4- المـمرات داخل المتحف:

يجب أن تکون الممرات واسعة لتمنع الإزدحام وتسهل المرور والانتقال من قاعة إلى أخرى ، ويفضل أن لا يکون طريق واحد يمر بعدة قاعات بدون تغيير لأنه يؤدي للملل، وإن المرور الإضطراري عبر عدد قليل من القاعات لا اعتراض عليه.

وتظهر مشاکل المرور في صعوبة التوفيق بين العرض لغالبية المشاهدين الذين يزورون المتحف والعرض للأقلية التي تريد دراسة المواد. ويمکن تخصيص منطقة معينة في القاعة لعرض المواد الخاصة للدراسة وابقاء القسم الآخر من القاعة مفتوحاً للزيارات العابرة.( الدباغ، 1979م، ص 153، 154) وهناک نوعان من خطوط السير يمکن للمصمم أن يتبعها في تصميم خطوط السير وهما:

1-خط سير محدد

ويستخدم إذا کان هدف المعرض تقديم موضوع متسلسل ويتحتم معه أن يرى کل شخص کل شيء.      

 

صورة (8) خط السير المحدد

2- خط سير حر

يتبع في المعارض التي لاتحتاج إلى التسلسل، بحيث يترک للزائر فرصة التجول.

 

 

صورة (9) خط السير الحر

وهناک ثلاثة مبادئ للعرض الجيد وهي :

  1. عدم تکديس صناديق العرض بالمعروضات، لأن ذلک يفقد العينات قيمتها العلمية والجمالية وبالتالي اهتمام الزائرين.
  2. ترتيب العينات المعروضة وتصنيفها في صورة مجاميع ذات علاقة وارتباط منطقي، وهکذا يسهل على الزائر تتبع فکرة العرض واستيعابها.
  3. تقسيم فکرة العرض إلى وحدات صغيرة بحيث يحوي کل صندوق عرض فکرة مستقلة.

 

خصائص المعرض الجيد وهي:

  1. أن يتوفر به شروط الأمن والسلامة.
  2. أن تتوفر فيه الرؤية الواضحة.
  3. أن يثير الإهتمام ويجذب الانتباه.
  4. أن يکون الشکل العام للمتحف جيداً وملائماً لأهمية المتحف.
  5. أن يکون العرض متسلسلاً وشاداً للانتباه. (خلوصي، 2001، ص10، 11، 13 ، 14)
  6. أن يکون العرض جدير بالاهتمام والمشاهدة بمعنى أن تکون معروضاته ذات قيمة علمية وثقافية تهم عامة الزوار.
  7. أن يتمشى مع الذوق العام والمجتمع الذي يخدمه المعرض وأن يکون جيد الإخراج ويتمشى مع العادات والتقاليد والقيم والمعايير والعرف الإجتماعي.

أهم عناصر التصميم الداخلي الأساسية في تصميم المتحف: ـ

1- الأبواب :

يجب أن تکون فتحات الأبواب بسيطة خالية من الزخرفة المعمارية، وتعتمد سعتها على حجم البناية ونوع المعروضات، ويفضل أن يبلغ ارتفاع الأبواب حد السقف، أما بالنسبة لعرض فتحة الباب فيصل إلى 1.50 م، من المفيد جداً استخدام الأبواب التي تختفي في الجدار Slide ، وتفضل الأبواب الحديدية في حال حدوث الحرائق.

2- الأسقف :

لقد اختلف إرتفاع الأسقف مع مرور الأزمنه، حيث أصبح يتراوح إرتفاع السقف بين 3.60 – 4.20 متر. وتستخدم الأسقف المعلقة لإخفاء أعمدة السقف ومجاري التهوية والتبريد والتدفئة وأسلاک الإضاءة وأجهزة السمع. أما الأسقف المنحنية فتساعد على ترکيز الصوت وإحداث الصدى وتربک الهدوء، ويمکن التغلب على هذه المشکلة باستعمال مواد تخفض من حدة الصوت وإذا تعذر ذلک يجب تغير شکل القاعة. (الدباغ، 1979، ص 172، 173)

3- الأرضيات :

يجب أن تکون ذات مظهر حسن ولون محايد، ومن مواد ناعمة ومرنة مقاومة للإنبعاج والتآکل وقوية وزهيدة التکاليف، و يتطلب توفير نوعيات مختلفة من الأرضيات بما يتلائم مع کل نشاط. أما لونها فيتأثر بالذوق وطبيعة المعروضات والإضاءة. والسطوح الفاتحة اللون تحدث لمعاناً وبصفة عامة يجب أن تکون الأرضيات أغمق من لون الحوائط. إن انعکاس الضوء بنسنة 30% يکون جيداً لرؤية المعروضات بوضوح. وتعکس الأرضية المغطاه بالرخام 50% من الضوء وهذه النسبة تزيد عن الحاجة، بينما الأرضية اللامعة ذات اللون البني تعکس 12% من الضوء هذه نسبة ضئيلة، والأرضية المبنية من خليط من قطع الرخام والاسمنت Teriazo ذات اللون الرمادي تفيد العرض وکذلک الخشب يؤدي نفس النتيجة. ويجب تجنب الأرضيات المزخرفة والمزينة بالنقوش لأنها تلفت انتباه الزائرين عن المعروضات. (الدباغ، 1979، ص ، 158، 159 )

4- الأثاث الداخلي :

ويتضمن الأثاث الداخلي البنود التالية:

1-     المواد المعروضة نفسها سواء کانت معلقات أو قائمة بذاتها.

2-     صناديق العرض والقاعدات الخاصة بعرض المواد.

3-     بطاقات التعريف بالقطع المعروضة.

4-     أجهزة سمعية وبصرية.

5-     المکاتب الإدارية ومکاتب الإستقبال ومستلزماتها.

6-     کراسي لقاعات المحاضرات والکافتيريا.

7-     مستلزمات الکافتيريا ومعرض الهدايا.

8-     مستلزمات مناطق الخزن.

9-     أدوات الأمن والسلامة. (الدباغ،1979، ص 171، 172)

الصور (10، 11، 12) توضح بعض من الأثاث الداخلي داخل القاعات

أهم عناصر التصميم الداخلي المؤثرة في تصميم المتحف: ـ

1-إضاءة المتحف:

يمکن للضوء أن يصنع الکثير لزائري المتحف، حيث يؤثر على حالتهم النفسية. ويمکن أن يغير من سرعة نظرهم للمعروضات، کما أنه يمکن للضوء أن يبين فترة تاريخية معينة. کذلک يمکننا تحريک الزوار داخل المتحف بالکيفية التى نريدها من خلال توجيه الأضواء بطريقة معينة. (الشاعر، 1992، ص 53) لذلک يجب أن تکون وحدات الإضاءة المستعملة قادرة على إعطاء التأثيرات الضوئية المناسبة الخاصة بطبيعة المعروضات ونمط العرض المستعمل. (حماد، 1996، ص 188)

ويمکن أن نستخدم نوعان من الأضواء : الأضواء الزاهية، والأضواءالمتوهجة . إن مصابيح الفلورسنت * ذات اللون الأبيض البارد  تجعل الألوان تظهر غالباً کما هي في ضوء النهار، أما المصابيح الکهربائية ذات اللون الأبيض الدافئ تمدنا بضوء دافئ يقترب في لونه من لون ضوء المصابيح المتوهجة، والتى توضح الألوان الحمراء والبرتقالية والصفراء.

يوضح جدول رقم (1) بعض التغيرات اللونية التى تحدث نتيجة لاستعمال الانواع المختلفة من المصابيح الکهربائية.

جدول رقم (1)

مسلسل

اللون المدهون به المعرض

التغيرات اللونية الحادثة

مـتـوهــج

أبيض بارد قياسي

أبيض بارد فاخر

أبيض دافئ فاخر

1

اصفر خفيف

برتقالي مصفر زاه

اصفر زاه

اصفر زاه

اصفر غامق شديد

2

ازرق متوسط الزرقة

اخضر مزرق

ازرق رمادي

ازرق محمر

ازرق ارجواني

3

احمر فاتح (کرزي)

احمر برتقالي زاه

احمر مصفر

احمر کرزي (فاتح)

احمر برتقالي

وعند استخدام مصابيح الفلورسنت يجب أن تکون على بعد (3.60) م على الأقل من السطح العلوي لنسيج الأقمشة، الصور الزيتية، أو الصفحات المطبوعة بالألوان، ويمکن وضع الأنابيب البلاستيکية نصف الشفافة المعروفة باسم أنابيب الأشعة فوق البنفسجية فوق مصابيح الفلورسنت.   

 

الصورة (13) اضاءة الخزانات

 ويمکننا الجمع بين ضوئين داخل صندوق العرض مؤلفين من مصباح فلورسنت للإضاءة العامة، ومصباح أو کشاف عاکس ذي قوة منخفضة  للترکيز على العينة المعروضة. هذا ويجب الاهتمام بالتهوية المناسبة وحرکة الهواء عند استعمال الضوء المتوهج في داخل صناديق العرض.  (الشاعر، 1992، ص54،57) ويجب أن يصمم الضوء بطريقة تسمح للزائر بالتکيف خلال سيره في کامل أجزاء المتحف التي تحتوي مستويات مختلفة من الضوء، وبالتالي فإن المناطق ذات الإستنارة العالية يجب أن لاتسبق أو تلي تلک المناطق ذات الإستنارة القليلة، ويمکن الانتقال بالتدريج من مناطق مضاءة إضاءة عالية إلى الأقل فالأقل، بحيث تتکيف العين بالتدريج على المستويات المختلفة. (حماد، 1996، ص 190)

           

الصورتين (14، 15) توضحان تأثير الإضاءة على المعروضات

2- ألوان المتحف :

يبدأ إختيار الألوان بمعرفة الموضوع أو الفکرة الرئيسية للمتحف وکذلک الأشياء المعروضة. ويعتبر المصممون القاعة التي تعرض فيها المجموعات بالمتحف وحوائط قاعات العرض والأرضيات والأسقف الخلفية للمعروضات، متممة للعينات المعروضة وليست منافية لها.

   وهناک اعتبارات عامة تتعلق بالألوان يجب أن ندخلها في تصميمنا، مثال ألوان الحوائط التي يمکن أن توحي للمشاهد بالبيئة الطبيعية للمعروضات، أو توحي بفترة زمنية معينة تتميز بفن معماري معين، وهناک عدة اصطلاحات لتوزيع الألوان في المعرض، إلا أن هذا الاصطلاح لايکون إلزامياً لاختلاف ظروف العرض من بيئة إلى أخرى. ونوردها في جدول رقم (2)  ليس من باب الإلتزام بها إنما لمدلولها العام لدى المهتمين بشؤون المتاحف. (الشاعر، 1992، ص 60 ،61)

           

            

الصور (16، 17، 18، 19) توضح بعض ألوان خلفيات المعروضات

الـلــــــــــون

مــدلــــولـــــــه

الرمادي الفاتح والغامق

يستعمل على الخشب في معارض التعدين الخاصة باستخراج المعادن من المناجم الموجودة بالمتاحف التاريخية.

الأحـمـــــر

يستعمل في حالة الآلات أوالمکنات الزراعية والمصانع وماکينات البخار.

الأزرق الباهت

يستعمل في حالة عرض الصناعات اليدوية التي تمثل التراث الشعبي، وعند عرض الطيور.

الأصفر الزاهي

يستخدم في حالة عرض الصناعة أو منتجات تلک الصناعة. وأيضاً عينات الحيوانات البرية.

الأخضر الغامق جداً

يستعمل خلف الواجهات الصناعية والمعلقة بخيوط النايلون والمضاءة بواسطة الکشافات المسلطة. والقطع الأثرية أو الحلي ذات اللون الأصفر أو الأبيض.

الأزرق الغامق

يستعمل في حالة عرض الآثار الخاصة بحضارات البحر المتوسط، أو عينات حيوانات البحار والمحيطات.

الأرجواني الغامق

يستعمل هو والأبيض والرمادي عند عرض الدروع والأسلحة الخفيفة.

جدول رقم (2) يوضح الألوان المستخدمة في قاعات العرض بالمتحف ومدلولاتها.

ويجب اختيار ألوان صناديق العرض بحيث تکون مرتبطة بما يعرض داخلها لأنها تعتبر خلفية للمعروضات. فنجد أن الصناديق الغامقة اللون تجعل المواد المعروضة بداخلها تبدو أکبر من حجمها الحقيقي إذا کانت فاتحة اللون، نتيجة لوجود تضاد بين لون الخلفية ولون المعروضات. والعکس صحيح.                       

 

صورة (20) توحيد لون الخلفية لإظهار المعروض

ويمکن أيضاً استعمال قليل من الألوان الخاصة لإبراز وتوضيح الأشياء المهمة کالحروف ثلاثية الأبعاد البارزة الخاصة ببطاقات التعريف أو عناوين المعروضات، وذلک لجذب الانتباه للأجزاء المهمة بالمتحف. ويجب تجنب استعمال العديد من الألوان الإيضاحية في جزء واحد من المعروضات. حيث انه يجب مراعاة البساطة في تخطيط صالة العرض وکذلک إخراج صندوق أو منصة المعروضات في شکلها النهائي. (الشاعر، 1992، ص 62 ، 63)

3- درجة حرارة :

ويعرف بأنه السيطرة على درجات الحرارة والرطوبة، والتهوية والتصفية للتقليل من الملوثات الجوية کالغبار، المواد الکيماوية والأحياء المجهرية.(جونسن، ، 1985، ص 57، 58)

يمکن للتقلب أو التطرف في درجات الحرارة أن يسببا الضرر بطرق عديدة ومختلفة. حيث يضاعف إرتفاع درجة الحرارة  في التفاعلات الکيمائية کلما زادت درجة الحرارة (10مْ) . وعلى هذا فإن درجة الحرارة العالية تزيد من عملية شيخوخة المواد وقد تسبب فقدان خواص ميکانيکية. کالصلابة والمرونة واللزوجة والقوة. لذا يجب عند نقل القطع من أماکن باردة إلى أماکن دافئة أن يتم بالتدرج في زيادة درجة الحرارة. وقد يتطلب حفظ بعض الأنواع من القطع في بيئة تجميد دائم .

وقد يسبب ارتفاع الرطوبة نمو الفطريات والعفن والتأکسد، والقطع المکونة من المواد السليلوزية يطرأ عليها تغير في أبعادها، وکذلک المواد البروتينية. أما المعادن فتؤدي الرطوبة العالية إلى تنشيط وجود ثاني أکسيد الکربون، وثاني أکسيد الکبريت والکلور، والحوامض التي تنطلق من الخشب.... وغيرها

ومن الصعب إختيار مستوى للرطوبة بحيث يکون ملائماً لجميع العناصر، وقد يکون أحد الحلول تهيئة طلاء حاجز للرطوبة لتغطية أجزاء القطع التي تمتص الرطوبة. کذلک يمکن استخدام أغطية من البولي اثلين لتغليف القطع لحمايتها من الغبار أو الماء، مع عدم احکام الإغلاق بشدة. ويمکن أيضاً استخدام مادة السليکا الهلامية لتوضع داخل الصناديق فهي تقوم على امتصاص الرطوبة. وکذلک يمکن تصميم غرف صغيرة لعزل المعدات الميکانيکية للتمکن من السيطرة
على الرطوبة.     

الجزء التطبيقي:-

تبنت فکرة المشروع التطبيقي الإتجاه الوظيفي، کأحد الإتجاهات الحديثة التي يمکن أن تطبق في التصميم الداخلي للمتاحف. حيث کان هدف البحث الترکيز على المعروضات کغرض أساسي لوظيفة المتحف. ولذلک استنبطت البحث فکرة المشروع من خلال تعرضه للنموذج المستحدث في متحف اللوفر والذي قام بتصميمه المعماري الياباني "أيو منج بي Ieoh Ming Pei " الذي اتبع في تصميمه الإتجاه الوظيفي.

واللوفر کان قصراً للحکم يعود بناءه إلى العام 1200 م ثم حول إلى متحف، ومن ضمن الترميمات والتحسينات التي أجريت على متحف اللوفر، قام المصمم "منج بي" بتصميم مدخل وصالة إستقبال جديدة للمتحف، وبناء هرم زجاجي في ساحة "کوور کاريه Cour arree" الواقعة في وسط المتحف. وأحاطه بالنوافير الخلابة لإبراز جمال الهرم. واستخدام الشکل الهرمي الزجاجي لإدخال کمية کبيرة من الضوء إلى داخل القصر. وإدخاله الحداثة على العمارة الکلاسيکية ليس للشکل الجمالي فحسب، وإنما لها غرض وظيفي أيضاً وهو التضاد مابين الکلاسيکية والحداثة يؤدي إلى الترکيز على المعروضات وإظهارها بشکل أوضح. وتعرف الوظيفية بأن يکون الغرض الوظيفي هو المسيطر على العمل التصميمي  مع تطويع التصميم للميکنة والإنتاج الکمي. ويقوم الإتجاه الوظيفي على فلسفة الجمال هو النِسَب، وأهمية تنظيم النِسب للوصول إلى القيم الجمالية واستعمل في ذلک الخطوط المنظمة لمحاولة إيجاد قانوناً يحکم هذه النسب الجمالية.

وقد وقع اختيار البحث على متحف "عبدالرؤوف حسن خليل" بمدينة جده، قاعة النحاسيات – الدور الأول، لتتم عليه معالجة الفراغ الداخلي باستخدام أسلوب الوظيفية في إعادة التصميم الداخلي لفراغ المتحف.

جدول (3) يوضح أهم السلبيات في المتحف والمعالجة المقترحة من البحث:-

البند

السلبيات الراهنة

المعالجة المقترحة

الـخـلـفـيـــــــات

کثرة الزخارف في الأسقف والجدران والأرضيات أدت إلى التأثير على المعروضات وضياع ملامحها وقيمتها داخل
قاعة العرض.

 

توحيد الخلفية لقاعة العرض بدون زخارف ونقوش، حيادية ذات خطوط مستقيمة، وتعرض المعروضات بشکل يظهرها ويرکز النظر عليها بتوجيه الإضاءة.

طريقة العرض

القطع معروضة بشکل مکثف وبأعداد کبيرة مما يؤدي إلى التقليل من قيمة القطعة المعروضة وتداخل في الرؤية ممايجعلها تطغى على بعض.

 

تعرض بشکل أکثر تلخيصاً داخل صناديق عرض مع ذکر المعلومات التعريفية لکل قطعة، مما يؤکد على قيمة القطعة ويظهر تفاصيلها وحفظها وعدم وصول الأيدي لها.

الـنــــوافــــــــــــذ

الستائر على النوافذ غير مناسبة من حيث ألوانها وشکلها والزخاف الموجودة عليها زيادة في الزخرفة الموجودة بالقاعة وغير متمشية مع العرض المتحفي.

استبعاد الستائر تماماً من قاعات العرض وتجليد الحائط لتغطية النوافذ للإستفادة من الحائط بشکل أکثر نفعاً.

العينات المعروضة

الفازات الکبيرة وضعت أعلى وحدات العرض في منتصف الصالة ممايعرضها لإمکانية الوقوع والکسر والتلف، وشکلت مستويات إرتفاعات متباينة مما يزيد في تشتيت الرؤية.

 

يفضل أن توضع داخل صناديق خاصة أو على قواعد بإرتفاع معين متناسب مع حجم الفازات ومحاط حولها بحاجز يمنع اقتراب الجمهور للمحافظة عليها وحمايتها وإعطاءها
قيمتها وأهميتها

 

صناديق العرض

وحدات العرض المستخدمة لعرض التحف والمعروضات مزخرفة مما يؤدي إلى  التشويش على المعروضات.

 

استخدام وحدات عرض بتصميم بسيط وخطوط مستقيمة خالية من الزخارف وألوان حيادية لتبرز القطع
المعروضة داخلها.

 

ترتيب العينات

اللوحات الفنية موضوعة بشکل غير مدروس ومکدسه بجوار بعضها على إمتداد الحائط مما أفقدها قيمتها وشکلها الجمالي وکيانها کلوحة فنية، وکذلک لون حائط في الخلفية غير متناسب مع الألوان الموجودة والجزء السفلي مغطى بالمرايات والنافورة الموجودة في منتصف القاعة غير مناسبة من الناحية التصميمية بأن تکون داخلية بهذه المساحة والشکل، والعرض مکرر بشکل يدعو للملل.

 

تقنين المعروضات واختيارها بعناية ليؤدي الغرض من عرضها في المتحف. وفکرة التصميم هنا مستوحاه من الشکل الهرمي، حيث استخدم الهرم الزجاجي في السقف لأنه يساعد في انتشار الضوء على مساحة أکبر داخل القاعة، وتم تکرار الهرم على الأرض بمساحة أکبر ليتم عرض المعروضات داخله. وقد إتخذ شکل المثلث کأحد أوجه الشکل الهرمي وشکلت به قاعدات العرض على جانبي الهرم، وتم تکرار شکل المثلث على الجدران بطريقة تجويفات غائرة في الجدار. مما أدى إلى تأکيد  الإنطباع الذي أبرز المعروضات بشکل واضح وأوجد خلفية حيادية أکدت الحداثة
لإظهار الأصالة.

 

أهم النتائج:-

1-     توزيع المعروضات داخل صناديق خاصة للعرض لحمايتها والتأکيد على قيمتها.

2-     تقنين عدد القطع المعروضة وإختيارها بعناية حتى لاتؤدي إلى ملل الزوار.

3-     کثرة المعروض يؤدي إلى إرهاق العقل من کمية المعلومات وإجهاد العين من کثرة الترکيز.

4-     کلما کانت قاعات العرض واسعة خالية من التقسيمات کان أفضل لوضوح للعرض وإنسيابية الحرکة.



* الفلورسنت هي عبارة عن أنبوب من الزجاج المدهون ببودرة الفلورسنت والمملؤ ببخار الزئبق والآرجون، وعند مرور التيار الکهربائي تشع الغازات اشعاعات فوق بنفسجية تؤثر على الفلورسنت والذي بدوره يعطي الضوء المنظور. وتوفر لنا هذه اللمبة الضوء البارد وتستهلک طاقة أقل من المصابيح الانکندسنت.

  1. قائمة المراجع:-

    المراجع العربية:

    1. إمارة منطقة مکة المکرمة، "جدة تاريخ وحضارة" ، جدة، 1999م
    2. ئي جونسن، جوان هورکان، "المجاميع المتحفية وأساليب خزنها"، دار الآفاق العربية للصحافة والنشر، بغداد، 1985م
    3. تقى الدباغ، فوزي رشيد، "علم المتاحف"، مطبعة جامعة بغداد، 1979م
    4. ربيع الحرستاني، "عناصر التصميم والإنشاء المعماري"، دار الأيام، دمشق
    5. رزق حماد، "الإضاءة النهارية والصناعية في العمارة، المرکز العربي للخدمات الطلابية، الأردن, 1999م
    6. عبدالرحمن ابراهيم الشاعر، "مقدمة في تقنية المتاحف التعليمية" ، عمادة شؤون المکتبات – جامعة الملک سعود، الرياض, 1992م
    7. عبدالرؤوف حسن خليل، "دليل الطيبات"، شرکة النصر للطباعة والتغليف، جدة، 1999م
    8. عبدالرؤوف حسن خليل، "متحف عبدالرؤوف حسن خليل"، شرکة النصر للطباعة والتغليف، جدة، 1985م
    9. عبدالقدوس الأنصاري، "موسوعة تاريخ مدينة جدة"، مطابع الروضة، جدة، 1980م
    10. الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة، "جدة حقائق وأرقام"، مرکز البحوث، 2002م
    11. فؤاد عبدالسلام فارسي، "الأصالة والمعاصرة المعادلة السعودية"، شرکة المدينة المنورة للطباعة والنشر،
       جدة، 1995م
    12. کايل غوش، "المناخ في المتاحف"، المرکز الإقليمي لصيانة الممتلکات الثقافية في الدول العربية،
       بغداد، 1988م
    13. محمد ماجد خلوصي، "الأبنية الثقافية الفنية معارض – قاعات مؤتمرات وبرلمانات"، دار قابس،
       بيروت، 2001م

    المطبوعات :

    1. مطبوع لدارة صفية بن زقر

    2. مطبوع لمدينة الطيبات

    3. مطبوع لمتحف قصر خزام

    4. محاضرات الدکتورة علا علي هاشم

    المراجع الأجنبية:

    1.Andrea Gleiniger, Gerhard Matzig, "Paris Contemporary Architecture", New
    York, 1997

    2.Bruce Pfeiffer, "Frank Lloyd Wright", Benedikt Taschen, Germany, 1994

    3.George Mansell, "Anatomy of Architecture", the hamlyn publishing group, 1979

    4.Hani M. Farsi, "Jeddah City of Art", Stacey International, London, 1991

    5.Philip Jodidio, " Contemporary American Architecture", Benedikt Taschen,
    Italy, 1996

    6."Interior World", exhibition, culture space, museum, No. 3

    7."Interior World", exhibition space, museum, No. 16

    مواقع الإنترنت:

    1. http://www.Paris.org/museem/louver/plan 

    2. http://www.sfvisitor.org

    1. http://members.tripod.com/~altshkeely/museums/louvre.html