التراکيب النسجية والاستفادة منها في إثراء المشغولة النسجية اليدوية

المقدمة:

تلقى المشغولات الفنية اليدوية القبول والاستحسان والإعجاب من فئة کبيرة من جمهور المستهلکين خاصة المصنعة باستخدام بعض التراکيب النسجية الزخرفية لإضفاء اللمسة الجمالية عليها، وذلک لاختلاف أسلوب تنفيذ تصميماتها عن التصميمات التقليدية المستخدمة في هذه المشغولات ، وتعد التراکيب النسجية أساس بناء المشغولة النسجية التي يمکن من خلالها تحقيق قيما جمالية من خلال تعاشق خيوط السداء الطولية مع خيوط اللحمة العرضية بطرق مختلفة. ^([1])

ويعد استخدام الخامات المختلفة من أهم المجالات في العصر الحديث ، ولکن لا يمکن أن تؤدى الخامة وظيفتها في مجال النسيج إلا إذا کانت هناک مهارة عند الصانع لتکييف هذه الخامة والتعامل معها, وأن تکون لديه العين الناقدة التي يستطيع بها أن يوازن بين مختلف المساحات والخطوط والألوان والملامس التي يتوصل إليها في عمله الفني، وحيث أن الخيوط والتراکيب النسجية هي المجال الذي يتناوله موضوع البحث بمختلف الخامات لذا فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بکل مجالات وأنواع النسيج وما يتضمنه من تراکيب نسجية متنوعة من حيث جماليات الخيوط واختلاف کل من اللون والنوع والسمک والملمس لتحقيق قيما فنية جمالية من خلال تعاشق الخيوط والتوليف بينها وبين خامات أخرى لإخراج منتج فني متکامل ومقبول فنيا وعمليا. ^([2])

ويعد هذا النوع من التوليف أحد العناصر الجمالية التي تميز الأعمال الفنية النسيجية حيث يبرز إمکانيات أکثر لعناصر التشکيل النسجي بما يؤدى إلى إبراز العناصر الجمالية للخيوط وقد شکلت ظاهرة توليف الخامات فکر الفنان منذ القدم حتى الوقت  الحالي , فالفنون الحضارية القديمة تعکس صورا من التوليف بالخامات في شکل نماذج فنية تمثل الأبعاد الفکرية لکل حضارة من هذه الحضارات الغزيرة بالنماذج التقنية التي توضح فن التوليف بالخامات النسيجية. ⁽¹⁾

الأمر الذي أدى إلى التفکير في إمکانية الاستفادة من بعض تأثيرات التراکيب النسجية البسيطة والمرکبة ( النسيج ساده - المبرد - الهانيکوم – الشبيکة التقليدية الخ...) بالإضافة إلى استخدام خامات وخيوط متنوعة من حيث اللون والسمک والنوعية في عمل تصميمات زخرفيه تستخدم في إنتاج مشغولات نسجية يدوية يمکن الاستفادة منها في الحياة اليومية مثل ( حقيبة يد - حزام - معلقه -  مفرش - خدادية....الخ..). وذلک باستخدام بعض المواد الغير تقليدية مثل ( شرائط ستان - خيوط – خامات أخرى ... ). وکذلک استخدم أنواع مختلفة من الخيوط بتخانات مختلفة, وامکن الحصول على العديد من التأثيرات النسجية من اختلاف نمر الخيوط , وکذلک تأثير اختلاف الترتيب اللوني لکل من السداء واللحمه للترکيب النسجي الواحد.

مشکلة البحث:

اقتصار تصميمات المشغولات النسيجية على التصميمات التقليدية مثل أسلوب التابستري أو الاستفادة من بعض الفنون الإنسانية أو الفنون الشعبية ..... الأمر الذي يؤدى إلى عدم الإقبال عليها ومن ثم کان التفکير في کيفية کسر حده الملل بإنتاج بعض التصميمات باستخدام التأثيرات اللونية النسيجية مع خامات وخيوط متنوعة من حيث اللون والسمک والنوعية مما قد يثري قيما جمالية على المنتج , ويمکن صياغة مشکلة البحث في التساؤلات الآتية :

1-ما إمکانية الاستفادة من بعض تأثيرات التراکيب النسجية في إثراء تصميم المشغولة النسيجية؟

2-ما مدى التوليف بين تنوع الخيوط والخامات المختارة لتنفيذ المشغولات النسيجية ؟

3-ما مدى الاستفادة من توظيف التأثيرات اللونية للمشغولات النسيجية ؟

أهداف البحث:    

يهدف البحث إلى:

1-دراسة تنفيذ المشغولة النسجية بصورة غير تقليدية مع مناسبة الغرض المصنوعة من أجله.

2-الاستفادة من بعض التراکيب النسجية ( تأثير الألوان ) في تنفيذ المشغولة النسجية.

3-أمکانية استحداث استخدام خامات بيئية متنوعة في توليفة مع بعض الخيوط المناسبة لإنتاج تصميمات للمشغولة النسيجية.

أهمية البحث:      

ترجع أهمية البحث إلى:

1-استخدام خامات بيئية متنوعة في تنفيذ المشغولة النسجية تناسب الغرض من الاستخدام.

2-تطوير إنتاج المشغولات النسجية باستخدام بعض الخامات البيئية والخيوط والتراکيب النسجية المختلفة التي قد تثري المشغولة النسجية.

3-توظيف المشغولة النسجية في منتج متنوع الأغراض للاستفادة منه في الاستخدام اليومي (حقيبة يد ، جراب هاتف محمول ، خدادية ، مفرش ، شبشب ،.......الخ.).

فروض البحث:

1. توجد علاقة إحصائية بين بعض التراکيب النسيجية وإثراء الناحية الجمالية لتصميم
المشغولة النسيجية.

1. توجد علاقة إحصائية بين بعض التراکيب النسيجية وطبيعة استخدام المشغولة النسيجية.
2. توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين اختلاف الخامات والخيوط من حيث اللون والنوع والسمک وجماليات واستخدام المشغولات النسيجية.

حدود البحث:  

تنحصر حدود البحث في الآتي:

1-استخدام بعض الخامات البيئية والخيوط المختلفة من حيث اللون والسمک والنوع في تنفيذ التصميمات المقترحة والمستحدثة للمشغولة النسجية.

2-استخدام التأثيرات اللونية في عمل تصميمات تناسب شکل واستخدام المشغولة النسيجية.

3-استخدام بعض التراکيب النسجية المناسبة بما يخدم المنتج النهائي للمشغولة النسجية.

منهج البحث: يتبع هذا البحث کلا من :

1-المنهج الوصفي التحليلي.             2- المنهج التجريبي.

مصطلحات البحث:

1-   المشغولة النسيجية:

هي فن من الفنون التشکيلية الراقية ذات القيمة الجمالية والوظيفية شأنها شأن الأعمال الفنية الأخرى کما أنها تعکس نوعا من المعاصرة لحرية الفنان المطلقة في اختيار الخامة والأسلوب التطبيقي المناسب. کما تعکس أيضا حريته في التعامل مع الخيوط لإخراج مشغولة تبعد کل البعد عن الشکل التقليدي المألوف. ومن ثم فقد أصبحت المشغولة النسيجية عبارة عن قطعة نسيج تعلق على الحائط أو تستقر على الأرض وأضيفت إليها الألياف التي تتم معالجتها لعمل تکوينات أو أشکال باستخدام أساليب النسيج المختلفة مظهرا متميزا. ^([3])

وفي تعريف شامل للمعلقات والمشغولة النسجية الزخرفية هي تلک الأقمشة ذات القيمة الفنية العالية التي تنسج أو تطبع بغرض استکمال العمارة الداخلية لأغراضها سواء أعدت لأغراض السکن أو لأغراض أخرى من أغراض الحياة العامة ,کدور العبادة أو المؤسسات السياحية
وغير ذلک.^([4])

کما تعتبر المشغولة النسجية إحدى أشکال التعبير في مجال المنسوجات اليدوية ويتم ذلک من خلال التقنية المنفذة بواسطة مجموعة من الخيوط الرأسية والأفقية (السداء واللحمة) باستخدام حلول تشکيلية مختلفة. ^([5])

التراکيب النسيجية: هي الکيفية التي يتم بواسطتها بناء المنسوج على النول عن طريق تعاشق خيوط السداء مع اللحمة. ^([6])

التوليف: هو عملية المواءمة حين تستخدم أکثر من خامة في تشکيل العمل الفني الواحد في إطار الالتزام بقوانين التجانس والانسجام الکامل بين مجموعة تلک الخامات مما يؤدى إلى إحکام الوحدة الفنية لهذا العمل وبالتالي تأکيد القيمة الفنية التي تختفي بها أي أن التوليف في الفن يتضمن معنى الانتماء الواعي للخامات في تکوين العمل الفني. ^([7])

التوليف بأسلوب الزخرفة النسيجية: هو أسلوب يتم عن طريق استغلال التراکيب النسيجية المتنوعة وتأثير جماليات الخيوط من حيث لونها وسمکها ونوعها لتحقيق قيم فنية عالية من خلال تعاشقها مع بعضها. ^([8])

التأثير اللوني: هي زخرفه لونية جمالية تنتج من تقاطع خيوط السداء مع خيوط اللحمة بألوان مختلفة. ^([9])

تطور استخدام الخامات النسيجية:

منذ خلق الله آدم عليه السلام وأسکنه فسيح جناته طمأنه قائلاً: إن لک ألا تجوع فيها ولا تعرى*. ثم قال: يا بني آدم قد أنزلنا عليکم لباساً يواري سوءاتکم وريشا ولباس التقوى ذلک خير ذلک من آيات الله لعلهم يذکرون ** ولما عصيا ربهما وظهرت عوراتها علمهما کيف يسترا أنفسهما بورق الجنة ( ورق التين ) وهنا يقول سبحانه وتعالى: فأکلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصي آدم ربه فغوى. ***

وقد ذکر الإمام أبو الفدا إسماعيل أبن کثير في کتابه ^([10]) : قصص الأنبياء في ص 31 في حديث رواه ابن عساکر عن طريق أبي القاسم البغوي .... عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هبط أدم وحواء عريانين جميعا، عليها ورق الجنة: فأصابه الحر حتى جلس يبکي ويقول لها: يا حواء قد آذاني الحر، قال: فجاء جبريل بقطن وأمر حواء أن تغزل وعلمها وأمر آدم بالحياکة وعلمه کيف ينسج کما ذکر أيضا في ص 48 من نفس الکتاب ذکر أبن جرير عن أبي عباس أن أول کسوة آدم کانت من شعر الضأن جزاه ثم غزلاه فنسج آدم له جبه ^([11]) ولحواء درعا وخمارا  ^([12]) وبالرغم من اختلاف نوع الخامة في الحديثين إلا أنهما متفقان على أن آدم وحواء أول من عرفا کيفية غزل ونسج الألياف ليسترا أنفسهما.

ولم يعرف أحد تطور الأحداث بعد ذلک . هل استمرت الأجيال التالية لآدم وحواء في ارتداء الملابس بنفس الطريقة لحمايتهم من البرد والحر أم بطريقة أخرى غير غزل ونسج الألياف . حيث لم يذکر لنا المؤرخون شيئا عن ذلک غير أن الإنسان الأول کان يستخدم فراء الحيوانات ککساء لحمايته من العوامل الجوية المختلفة . ومع مرور الزمن بدأ يبحث عن طرق أخرى أکثر راحة وأحسن مظهرا ليتخذها کساء له ، وفي وقت ما من التاريخ القديم استنتج أن الشعيرات الطويلة الرقيقة التي تنتجها بعض النباتات أو الحيوانات يمکن أن تبرم مع بعضها وينتج منها خيوطا ، وهذه الخيوط يمکن أن تتداخل مع بعضها لتصنع خامة منسوجة مرنة وتبعث الدفء للجسم.

ومنذ هذه الأزمنة البعيدة والإنسان يجرب عشرات الأنواع من الألياف الطبيعية الموجودة في جذوع بعض النباتات مثل التيل والقنب والکتان والجوت والشعيرات التي تغطي جسم الحيوانات مثل الصوف والشعر والشعيرات التي تفرزها دودة القز في شعيرات الحرير الطبيعي.

هذا وتعتبر صناعة الغزل والنسيج أول صناعة قام بها الإنسان في نهاية العصر الحجري القديم حيث اکتشف أقمشة بدائية توجد حاليا في متاحف سويسرا والدنمرک وفي العصر الفرعوني صنع المصريون القدماء الأقمشة والملابس من الکتان وزخرفوها مستخدمين الصبغات النباتية.

ويقول کارتر أن قدماء المصريين بوسائلهم البدائية کانوا أول من أتقن صناعة نسيج الکتان بدليل أن أرق أنواع خيوط الکتان الموجودة حاليا تبدوا غليظة إذا قيست بتلک التي وجدت أيام الفراعنة وقد انتشرت هذه الصناعة بعد ذلک ببطء في جميع أنحاء العالم عن طريق هجرة بعض المصريين من مصر، وقد اکتشفت أنوال يدوية ترجع إلى العصر الفرعوني کما تظهر في النقوش الموجودة على جدران بعض المقابر الخطوات العملية لصناعة الخيوط والحبال والأقمشة الکتانية التي استخدموها في ملابس الجنود والقلوع وشباک الصيد والأربطة. ^([13])

وعندما بدأت الثورة الصناعية تطورت صناعة الغزل والنسيج لمسايرة التطور الحضاري وبدأت آلات الغزل والنسيج تدار ميکانيکا لزيادة الإنتاج.  وفي خلال الخمسين عاما الماضية بدأ العلم يلعب دورا هاما في هذه الصناعة فقد ساعدت دراسة کيمياء وطبيعة الألياف النسيجية على خلق ألياف صناعية جديدة وعديدة منها الحرير الصناعي والنايلون والداکرون وکثير من الألياف الصناعية الأخرى، وبذلک انتهى عصر احتکار الطبيعة للألياف النسيجية، ودخل في مجال صناعة الغزل والنسيج ألياف من صنع الإنسان جزئيا أو کليا. ^([14])

ويختلف المؤرخون والکتاب فيما بينهم في معرفة وتحديد نشأه فن النسيج فبينما يعتقد البعض أن بداية معرفه النسيج ترجع إلى بلاد العراق فيما قبل عام 5000 ق.م ، ومنها انتشر إلى بلاد متفرقة من آسيا وأوربا ، وأکد البعض الآخر أن قدماء المصرين عرفوا فن النسيج منذ 6000 سنة ق.م. ، أما الرأي الثالث فيرجع أن النسيج قد ظهر في بلاد عديدة في وقت واحد ، والدليل على ذلک هو وجود أثار مغازل وأقمشة منسوجة في بلاد متفرقة وأعوام متقاربة. ^([15])

التراکيب النسجية Weave Structures

مفهوم التراکيب النسيجية

تعددت مفاهيم التراکيب النسجية واختلفت الآراء في صياغة مفهومها ولکن لم تختلف في المحتوى ومن أهم تلک المفاهيم :-

1-هي الکيفية التي يتم بواسطتها عملية تعاشق أو تشابک کلا من خيوط السداء واللحمه معا لتکويد المنسوج ^([16])

2-هي الوسيلة الأولى التي يتعرف فيها الطالب أو الممارس لفن النسيج على کيفية تنفيذ النسيج کفن وإبداع ^([17])

3-هي الکيفية التي يتم بواسطتها بناء المنسوج على النول عن طريق تعاشق خيوط السداء مع خيوط اللحمه. ^([18])

وهناک بعض المصطلحات المرتبطة بالتراکيب النسجية ارتباطا وثيقا وهي :-

1-المظهر السطحي : هو صورة مکبره للنسيج المعروض وفيها تدل الخيوط الرأسية بلون مميز على خيوط السداء والخيوط الأفقية بلون أخر على خيوط اللحمه.

2-التکرار النسيجي : يستخدم للدلالة على تکرار نموذج التعاشق کما هو في الترکيب النسيجي لتکرار واحد فقط.

3-الترکيب البنائي للقماش : يعتمد الترکيب البنائي للأقمشة على مجموعة علاقات مشترکة بين الترکيب النسجي والخيوط في بناء الأقمشة وهذه العلاقات تتميز بالتعقيد البالغ وذلک لصعوبة قياس أبعاد الترکيبات بوسائل القياس الهندسية العادية. ^([19])

ولقد مرت التراکيب النسجية بمراحل مختلفة تطورت من خلالها بتطور النسيج واختلاف أنواعه ، واختلفت أنواع النسيج باختلاف أغراضه وخاماته الأولية وکذلک طريقة عمله ، ولقد عرف الإنسان عبر العصور القديمة التراکيب النسيجية المختلفة بتعرفه على عملية النسيج نفسها حيث تطورت معرفته بالتراکيب النسجية بتطور النسيج في مراحله المختلفة وذلک منذ بدء الخليقة حيث کانت أغلب المراحل الهامة في تطور النسيج في مصر القديمة وکذلک مرورا بها حيث کان النسيج البدائي ومراحل تطوره من أهم التطورات في صناعة فن النسيج.

المنسوجات المصرية القديمة:

1-نسيج القباطي : هو المعروف باسم التابستري ويمتاز بأن زخارفه تتکون من لحمات غير ممتدة في عرض المنسوج وغير متقطعة وتعطي مناظر طبيعية.

2-الزردخان : أو اللحمة الظاهرة من الوجهين وهو أبسط أنواع المنسوجات المرکبة من الناحية التطبيقية ، ويطلق بوليميتا الآن على المنسوجات المرکبة المزرکشة ، وکلمه زردخان کلمه فارسية معناها ( دار السلاح ).

3-الدامسک والدمشقي : هو ضرب من الديباج اشتهر بصناعته مدينه دمشق بسوريا.

4-الديباج : ضرب من الحرير الغليظ الناعم ومعروف بالانجليزية بالبروکيد وبالفرنسية بالبروکيت ومعناها النقش والزخرفة.

5-الاستبرق : يستعمل للستور وهو أغلظ من الديباج وأخشن منه.

6-السندس : هو ضرب رقيق من الديباج ويصنع منه.

7-الجويلان : هو نوع من أقمشة القباطي العديد من دول العالم ومصر تحت أسماء مختلفة ومستعارة وکلمة جوبلان هي اسم لمصانع فرنسية اشتهرت بنسيج القباطي نقلا عن مصر القديمة.

8-ابيسون : هو نسيج القباطي مثل الزردخان والدامسک والجوبلان وغير ذلک وأخذ اسمه من مدينة ابيسون إحدى ضواحي باريس. ^([20])

ومن المعروف أن التراکيب النسجية کثيرة ومتعددة ولا يمکن حصرهما لکن سوف نتعرض لبعض التراکيب الأکثر شيوعا والتي لها علاقة بموضوع البحث.

النسيج السادة     Plain Weave

هو أبسط أنواع التراکيب النسجية علي الإطلاق ، وأکثرها استخداما حيث تمثل الأقمشة التي يتم نسجها بواسطة النسيج السادة حوالي 70 % من الأقمشة التي نستخدمها في حياتنا في مختلف الأغراض ، کما أنها أيضا أکثرها متانة عنها لو نسجت بترکيب نسجي آخر حيث يتميز النسيج السادة بکثرة تعاشقاته بين خيوط السداء واللحمه بعضها البعض .

وتکرار النسج السادة يتکون من خيطين من خيوط السداء ومثلهما من خيوط اللحمة ، وتتقاطع خيوط السدى مع خيوط اللحمة في زوايا قوائم ( 90 درجة ) .

ويوضح الشکل ( 1 ) تکرار النسج السادة 1/1 الذي يتکون من فتلتين ولحمتين (2×2مربع صغير) مرسوما علي ورق المربعات ( العلامة = اللحمة ).

ويوضح الشکل ( 2) أربعة تکرارات من النسج السادة 1/1 في کل من اتجاه السدى واتجاه اللحمة أي يتکرر الشکل علي 8 فتل و 8 حدفات (8×8 مربع) السدى باللون الأسود واللحمة أبيض. کما يوضح الشکل ( 3 ) خمسة تکرارات من النسيج السادة 1/1 ويتکرر على 10 فتل و 10 لحمات ( العلامة = السدى ) أيضا السدى باللون الأسود واللحمة باللون الأبيض.

مشتقات النسيج السادة:

النسيج السادة 1/1 هو أبسط أنواع التراکيب النسجية Weave Structures  وأکثرها استخداما ، غير أنه يمکن الحصول علي تراکيب نسجية أخري عديدة مشتقة منه وکثيرة الاستعمال وهناک ثلاثة عوامل يمکنها إحداث هذه المشتقات وهي:

1ـ تأثير أنواع الخيوط في النسيج من حيث النوع والتخانة ( السمک ).

2ـ تأثير ألوان الخيوط علي النسيج.

3ـ امتداد النسيج.

1- تأثير أنواع الخيوط على النسيج:

تستعمل خيوط مختلفة التخانات للحصول علي تأثيرات خاصة في المنسوجات الناتجة فمثلا تستخدم خيوط رفيعة في السدى وخيوط سميکة في اللحمة للحصول علي تأثير مخالف للتأثير الناتج من النسيج الذي تستخدم فيه خيوط السدى واللحمه من تخانه واحده .

2ـ تأثير ألوان الخيوط علي النسيج

تؤثر ألوان الخيوط علي مظهر القماش تأثيرا کبيرا بدرجة يصعب معها معرفة الترکيب النسجي الأصلي إلا بعد الفحص الميکروسکوبي ، کما أنها تعطي أشکالا جميلة يصعب الحصول عليها بغير استخدام الخيوط الملونة ( المصبغة ) . هذا بخلاف إمکان استخدام خيوط السدى جميعها من لون واحد وخيوط اللحمة من لون آخر مغاير للون السدى فيحدث مزج بين اللونين عند إتمام عملية النسيج وينتج القماش الناتج بلون مخلوط من اللونين المستخدمين في السدى واللحمة فعلى سبيل المثال إذا کان لون السدى أحمر ولون اللحمة أزرق يکون لون المنسوج الناتج بنفسجي.

3ـ امتداد النسيج

ينقسم امتداد النسيج السادة هنا إلي ثلاثة طرق هي:

أ   ـ السادة الممتد من السدى أو في اتجاه السدى ( السن من السدى ).

ب ـ السادة الممتد من اللحمة أو في اتجاه اللحمة ( السن من اللحمة ).

ج ـ السادة الممتد من السدى واللحمة معا ( في کلا الاتجاهين ).

وسوف نتعرف علي کل من الطرق الثلاثة بالتفصيل علي النحو التالي:

أ  ـ السن الممتد من السدى ( في اتجاه السدى )

أبسط الطرق المستعملة في هذا المجال للحصول علي نسيج آخر من النسيج الساده هو وضع حدفتين أو أکثر في نفس واحد ، وذلک باستعمال مکوک من خيطين أو أکثر أو استعمال أکثر من مکوک في نفس واحد مما يعطي نتائج طيبة وشکلا مغايرا للنسيج السادة ويسمي السن من السدى أو السادة الممتد من السدى ( في اتجاه السدى ) لامتداد خيوط السدى فوق أکثر من لحمة. ويوضح الشکل ( 4 ) تکرار واحد من النسيج السادة 1/1 وکيفية اشتقاق السن من السدى منه وذلک بوضع لحمتين في النفس الواحد بدلا من لحمة واحدة ويسمي النسيج في هذه الحالة بالسن الممتد من السدى 2/2 أي امتداد خيط السدى فوق لحمتين بدلا من لحمة واحدة في النسيج السادة 1/1 وأسفل لحمتين أيضا بدلا من لحمة واحدة ، والشکل السابق يوضح تکرار واحد من تکرارات هذا النسيج.

 کما يوضح الشکل ( 5 ) النسيج السادة 1/1 أيضا وکيفية اشتقاق السن من السدى بوضع ثلاث لحمات في النفس الواحد ويسمي النسيج الناتج في هذه الحالة سن ممتد من السدى 3/3 وذلک لامتداد خيط السدى فوق ثلاث لحمات وتحت ثلاث لحمات أيضا.

ويوضح الشکل ( 6 ) ثلاثة تکرارات من النسيج السادة الممتد من السدى 2/2 بامتداد خيط السدى فوق لحمتين وتحت لحمتين أخريين واستمرارها بطريقة منتظمة علي التوالي والذي يتکون من 6 مربعات رأسية و 12 مربع أفقي أي ست فتل واثنا عشر حدفه.

 شکل (4)                                                       شکل (5)                                                   شکل (6)       

ب ـ السن من اللحمة ( في اتجاه اللحمة )

کما أمکن وضع لحمتين أو أکثر في نفس واحد أو استعمال أکثر من مکوک أيضا في السن الممتد من السدى فإنه يمکن أيضا جعل کل خيطين متجاورين من خيوط السدى يعملان بحرکة واحدة أو أکثر من خيطين فتمتد خيوط اللحمة فوقها وتحتها أثناء عملية النسيج ويسمى النسيج الناتج بالسن الممتد من اللحمة أو السادة الممتد من اللحمة.

وهو علي عکس السن الممتد من السدى بمعني امتداد خيوط السدى فوق أکثر من لحمة (لحمتين ـ ثلاثة ) يعملان بحرکة واحدة فوق وتحت السدى أثناء عملية النسيج .

أما السن الممتد من اللحمة فإنه يعني امتداد خيوط اللحمة فوق أکثر من فتلة ( فتلتين ـ ثلاثة ـ أربعة) ويعملان بحرکة واحدة فوق وتحت خيوط اللحمة أثناء عملية النسيج .

ويوضح الشکل ( 7 ) تکرار واحد من النسيج السادة وکيفية اشتقاق السن من اللحمة منه ، وذلک بوضع خيطين من السدى بجانب بعضهما البعض ويعملان بحرکة واحدة.

کما يوضح الشکل ( 8 ) تکرار واحد من النسيج السادة وکيفية اشتقاق السن من اللحمة بوضع ثلاثة خيوط من السدى بجانب بعضهما البعض ويعملان بحرکة واحدة.

ويوضح الشکل ( 9 ) تکرارين من النسيج السادة الممتد من اللحمة وفي کلا الاتجاهين أي في اتجاه السدى واللحمة ويتکرر علي 8 × 4 مربع.

ويوضح الشکل ( 10 ) امتداد آخر للنسيج السادة من اللحمة وفيه أربعة خيوط من السدى يعملان بحرکة واحدة فيمر فوقها وتحتها خيط اللحمة.

 شکل (7)                                                                            شکل (8)               

  شکل (9)                                                                           شکل (10)

ج ـ السادة الممتد من السدى واللحمة معا (في کلا الاتجاهين) 

هذه الطريقة تجمع بين امتداد النسيج في اتجاه السدى وامتداده في اتجاه اللحمة في نفس الوقت . ويوضح الشکل ( 11 ) النسيج السادة 1/1 وعلاقته بامتداداته من اللحمة أو السدى أو الاثنين معا بترتيب خيطين في اتجاه اللحمة أو حدفتين في اتجاه السدى ، أو الاثنين معا في کلا الاتجاهين ، وبذلک نحصل علي سن ممتد من اللحمة 2/2 ( أ ) ، وسن ممتد من السدى 2/2 (ب) ، وسن ممتد من السدى واللحمة معا 2/2 ( ج ).

ويوضح الشکل ( 12 ) امتداد النسيج السادة 2/2 من الســدى واللحمة معا مکرر ثلاث مرات

(12 × 12 ) مربع وفيه کل خيطين متجاورين من السدى يعملان بحرکة واحدة ويمر فوقهما وتحتهما حدفتين من اللحمة في نفس واحد بالتبادل : والنسيج الناتج ( سادة منتظم 2/2 ممتد من السدى واللحمة معا أو سن ممتد 2/2 في کلا الاتجاهين ، ويوضح الشکل ( 13 ) المظهر السطحي للشکل السابق ويبين کيفية تعاشق حدفات اللحمة المزدوجة مع خيوط السدى المزدوجة أيضا. ^([21]) ، ^([22])

           شکل (11)                                                                شکل (12) يوضح سن 2/2 من السدى   

                                                                                        واللحمة مکرر ثلاث مرات في کلا الاتجاهين                                                                                           

شکل (13) يوضح المظهر السطحي لشکل (12)

نسيج المبرد  Twill Weave

يطلق اسم المبرد علي أنواع من الأنسجة ( الأقمشة ) تختلف في المظهر والترکيب عن النسيج السادة بوجود تأثيرات خطوط مائلة من الشمال إلي اليمين أو العکس من اليمين إلي الشمال أو بوجود خطوط مائلة متقابلة ، وهذه الخطوط المائلة تکون بزوايا مختلفة الدرجات وهي ما تسمي بالزوايا المبردية في حين أن الترکيب النسجي السادة 1/1 لا يعطي أي تأثير عل سطح القماش ، والمبارد أنواع عديدة منها البسيط والمنتظم والغير منتظم والمکسر والحلزوني... الخ. ، ونظرا لأن أنواع المبارد کثيرة ولا يتسع المجال هنا لحصرها والتعرض لشرحها فسوف يتم التعرض بإيجاز لبعض أنواع المبارد التي أمکن الاستفادة منها في موضوع البحث وذلک على النحو التالي :-

أولا : المبارد العادية                   Right - Hand Twills

ويرمز لها بالرمز ( Z ) وتسمي مبارد يمين ، حيث يتجه الخط المبردي فيها من أسفل الشمال إلي أعلي اليمين ، وتنقسم إلي مبارد بسيطة  Twills Simple  ومبارد منتظمة Regular Twills ، ومبارد غير منتظمة ويطلق عليه اسم Irregular Twills وأقل عدد من الخيوط يستخدم للحصول على النسيج المبردي هو ثلاثة خيوط تتعاشق مع ثلاثة حدفات ويسمي النسيج هذا ( مبرد 1/2 ) أو ( 2/1 ) ، وقد يظهر الخط المبردي علي سطح المنسوج متجها من اليسار إلي اليمين کما هو موضح في الشکل ( 14 ) والذي يحتوي علي ستة أنسجة مبردية هي علي التوالي 1/2 ، 1/3 ، 1/4 ، 1/5 ، 1/6 ، 1/7 والتکرار في کل نسيج من الأنسجة السابقة يحتوي علي عدد متساوي من الخيوط والحدفات يعادل مجموع البسط والمقام ، وعلي هذا فإن النسيج المبردي الأول ( 1/2 ) يحتوي تکراره علي ثلاثة خيوط وثلاثة حدفات ، والنسيج الثاني ( 1/3 ) يحتوي علي أربعة خيوط وأربعة حدفات ، والنسيج الثالث ( 1/4 ) يحتوي عي خمسة خيوط وخمسة حدفات … الخ. وهي التي تعرف بالمبارد اليمين ويرمز لها بالرمز (Z ).

أما إذا کان النسيج المبردي الأول ( 1/2 ) مبتدئا بتحريک الفتلة الثالثة متقاطعة مع الحدفة الأولي والفتلة الثانية متقاطعة مع الحدفة الثانية والفتلة الأولى متقاطعة مع الحدفة الثالثة ، أي بترتيب عکس ما کان عليه في الأنسجة المبردية الموضحة في الشکل السابق . فإن الخط المبردي سيظهر علي سطح المنسوج متجها من  أسفل اليمين إلى أعلى اليسار ويسمى في هذه الحالة مبرد شمال أو مبرد عکسي ويرمز له بالرمز ( s ) ويطلق عليه  Reversible  Twills وغالبا ما

تستخدم هذه المبارد في صناعة الأقمشة القطنية ، ويوضح الشکل ( 15 ) نفس الأنسجة المبردية الستة بالاتجاه العکسي أي من اليمين إلي اليسار.

شکل رقم (14) يوضح ستة أنسجة مبرديه والتي تسمى مبارد يمين (  Z)

شکل رقم (15) يوضح ستة أنسجة مبردية والتي تسمى مبارد شمال (S  )

ثانيا: المبرد المرکب   COMPOUND TWILL

هو النوع الثاني من أنواع المبرد وينتج من إضافة نوع أو أکثر من الأنسجة أو الوحدات البسيطة إلي قاعدة المبرد الأساسية . والغرض منها الحصول علي تأثيرات تختلف عن مظهر المبرد العادي وتعتبر هذه الإضافة جزءا متمما للمبرد نفسه . وقد تکون الإضافة في اتجاه المبرد أو في اتجاه آخر ويشترط فيها أن تتفق الأنسجة أو الوحدات المضافة مع قاعدة المبرد في التکرار وأن تعطي تأثيرا مقبولا في المنسوجات .

يوضح الشکل ( 16 ) النسيج المبردي المرکب قاعدته الأساسية مبرد 3/13 متجها من الشمال إلي اليمين والمبرد المضاف إليه هو مبرد 1/3 متجها من اليمين إلى اليسار عکس اتجاه المبرد الأساسي ) . ويلاحظ أن تکرار النسيج المبردي 1/3 هو أربعة خيوط وأربع حدفات يمکن تکرارها مرات صحيحة مع القاعدة الأساسية التي تتکرر على 16 خيطا من السدى ومثلها من الحدفات . کذلک يوضح الشکل ( 17 ) النسيج المبردي المرکب الموضوع علي نفس القاعدة الأساسية المستعملة في الشکل ( 16 ) غير أنه مضاف إليها نوعان من الأنسجة متجهة من اليمين إلي اليسار.

    شکل ( 16 )                                                                                  شکل ( 17 )

ثالثا: المبرد الزخرفي ( المنقوش ) FANCY TWILL

وفيه يتم إعادة توزيع العلامات في التکرار بحيث تعطي انتظامية. والمبرد المنقوش هو أحد أنواع المبارد المرکبة إلا أنه يتکون من خطوط مبردية أو وحدات زخرفية موضوعة علي أساس المبرد العادي أو امتداداته في اتجاه واحد أو عدة اتجاهات ، ويستعمل المبرد المنقوش في ملابس السيدات والمعاطف بأنواعها وفي منسوجات البدل الصوفية مع استعمال خيوط رفيعة.

يوضح الشکل ( 18 ) أحد المبارد المنقوشة وهو عبارة عن وحدة زخرفية متصلة ببعضها وتعطي تأثير الخطوط المبردية المائلة علي حسب زاوية المبرد المطلوبة. ويتکرر الشکل علي 16  خيط ، 16 لحمه کما يوضح اللقي الشکل ( 19 ) على 8 درأت ورباط الدوس بجانبه (8 دواسات).

 شکل ( 18 )                                                              رباط الدوس

        شکل ( 19 )

ويوضح الشکلين ( 20 ) ، ( 21 ) تصميمان لمبارد منقوشة يتکرر کل منهما علي 16 خيطا ومثلها من الحدفات وهي عبارة عن وحدات موضوعة على أساس اتجاه المبرد أو مضافة إليه وزواياه 45 درجة. ويوضح الشکل ( 22 ) المبرد المنقوشة التي يتکرر على ثمانية خيوط وست عشرة حدفة وزواياه 62 درجة. ⁽⁾

 شکل ( 20 )                                شکل ( 21 )                      شکل ( 22 )

نسيج الأطلس      Satin or Sateen Weave

يعتبر النسيج الأطلسي ثالث أنواع التراکيب النسجية البسيطة بعد النسيج السادة و المبردي وأحيانا ما يعتبر مشتقا من النسيج المبردي ، ويتميز النسيج الأطلسي بوجه عام بسطحه اللامع نتيجة لتفرقة موضع تقاطع خيوط السداء واللحمه في التصميم وقد عرف النسيج الأطلسي منذ العصور القديمة واشتهر الشرق بالمنسوجات المدبجة التي نسجت بهذه الطريقة.

فالأنسجة الأطلسية عبارة عن قماش يعطي سطح به تشييف للخيوط ( flats ) وهذا التشييف يسبب لمعان ونعومة لملمس القماش عندما ينعکس علية الضوء ( لقلة التقاطعات بين الخيوط ) والأطلس إما أن تأتي من تشييف السدى ( Satin ) أو من تشييف اللحمه ( sateens ) وکلما زاد التشييف کلما زاد سطح القماش بريقا ونعومة نتيجة لامتداد التشييف فوق الخيوط على أبعاد منتظمة مع ملاحظة زيادة کثافة خيوط السدى في حالة أطلس السدى مع قلة اللحمات في الوحدة (التکرار) وزيادة کثافة اللحمات وقلة السدى في حالة أطلس اللحمه.

ومن أهم مميزات النسيج الأطلسي هو ظهور أحد وجهي المنسوج مصقولا لامعا بينما يکون الوجه الآخر على عکس ذلک ( غير لامع ) . وذلک بخلاف النسيج المبردي الذي يعطي خطوطا مائلة بزوايا في کل من وجهي المنسوج ، کما أنه يختلف أيضا عن النسيج السادة الذي لا يعطي أي تأثير على أي من وجهي المنسوج ، وبرغم اختلاف الأطلس عن المبرد في تأثيره ولمعانه إلا أنه يتفق معه في نقطتين هما:

1ـ کما يوجد مبرد منتظم وغير منتظم وممتد فإنه أيضا يوجد أطلس منتظم وغير منتظم وممتد کما سيتبين ذلک فيما بعد .

2ـ أن نسيج الأطلس يعتبر نوع من الأنسجة المبردية ذات الحرکة الواحدة للدرأة الواحدة برغم أن بينهما اختلاف في الترتيب ، وسوف نوضح ذلک على النحو التالي :

القواعد الحسابية في رسم الأطلس المنتظم:

توجد قواعد حسابية لحساب توزيع العلامات للحصول علي الأطالس وهي:

أ ـ نستبعد الرقم الأول من بداية عدد فتل التکرار والرقمين الأخيرين.

ب ـ نستبعد أي رقم يقبل القسمة على عدد فتل التکرار أو يمکن اختصاره معه .

ج ـ باقي الأرقام غير الفتلة الأولي والفتلتين الأخيرتين من التکرار تصلح للعد والحصول بأي منها علي نسيج الأطلس المنتظم المطلوب.

وبتطبيق البنود (أ ، ب ، ج) يمکننا الحصول على العد المطلوب لنسيج الأطلس فعلى
سبيل المثال:

(1) في حالة معرفة العد لنسيج أطلس 5

أولا: نستبعد أي رقم يقبل القسمة على خمسة ( لا يوجد ).

ثانيا:   ،،    الرقم الأول والأخير وما قبل الأخير وهم ( 1 ,4 ، 5 ).

ثالثا: باقي الأرقام وهي ( 2 ، 3 ) تصلح للعد بأي منها للحصول على النسيج الأطلسي المطلوب تنفيذه أي يمکن الحصول على نسيج أطلس 5 بعد 2 أو 3 .

 (2) في حالة معرفة العد لنسيج أطلس 8 ، وبتطبيق البنود السابقة ينتج أن :

أولا : باستبعاد الأرقام التي تقبل القسمة علي عدد خيوط التکرار وهي (2،4،6،8) يتبقى عندنا الأرقام ( 1،3،5،7 ) .

ثانيا : باستبعاد الرقم الأخير وما قبله ( 1،7،8 ) لم يتبقى عندنا غير الأرقام ( 3 ، 5 )

إذا يمکن الحصول علي نسيج أطلس 8 بعد ( 3 ) أو بعد ( 5 ) .

ويوضح الجدول التالي رقم ( 2 ) الأنسجة الأطلسية من ( 4: 14 ) وإن کان الأکثر استخداما نوعان هما أطلس 5 ، أطلس 8 .

جدول رقم ( 2 )

ويوضح الشکل ( 25 ) کيفية تنفيذ أطلس 5 ( مرة بعد 2 ,مرة أخرى بعد 3 ).

کما يوضح الشکل ( 26 ) کيفية تنفيذ أطلس 8 ( مرة بعد 3 وأخرى بعد 5 ). ^([23])

   شکل (25) يوضح أطلس 5 بعد 2،3                               شکل (26) يوضح أطلس 8 بعد 3،5

تأثير الألوان وعلاقته بالتراکيب النسجية

تعطي معظم الأنسجة العادية التأثير الموجود لها على ورق المربعات ويکون التأثير أوضح إذا کانت اللحمة بلون والسدى بلون آخر.

غير أنه باستعمال خيوط أو لحمات ملونة موضوعة بترتيب خاص في السدى أو اللحمة أو فوق الاثنين معا نحصل علي تأثيرات أخرى تخالف في مظهرها تأثير النسيج الأصلي وقد يصعب الحصول عليها إذا کانت السدى أو اللحمة بلون واحد . وتختلف التأثيرات الناتجة من التصميم الواحد باختلاف ترتيب الألوان وعددها واختلاف البدء في تکرار النسيج.

ولرسم مثل هذه التصميمات والأفکار تتبع الخطوات الآتية :-

1-يتم رسم تکرار واحد فقط أو أکثر من الترکيب النسجي وذلک حسب حجم التکرار اللوني بالسداء واللحمه . ويکون التعبير عن علامة الرفع في الترکيب النسجي هو وضع نقطة خيفة بالقلم الرصاص إلى أن يستکمل وضع کل علامات الرفع في کامل مساحة التکرار اللوني .

2-يرسم دليل لترتيب الألوان في کل من السداء واللحمه بطريقة مبينه .

3-يتم تلوين علامات الرفع (المعبر عنها بالنقط الرصاص الخفيفة وذلک بتلوين المربع الصغير بالکامل والذي تتوسطه النقطة الخفيفة وذلک في صفوف المربعات الصغيرة الرأسية (والمعبرة عن خيوط السداء) .

4-يتم تلوين المربعات الخالية من علامات الرفع ( بون نقط ) في الصفوف الأفقية طبقا لدليل ألوان اللحمه .

5-يتم رسم أکثر من تکرار لوني على يمين التکرار اللوني الأساسي والذي انتهينا من تلوين مربعاته ، ويرسم کذلک أکثر من تکرار لوني أعلاه ، وذلک لبيان علاقة التکرارات مع بعضها البعض ، ولبيان التکامل الذي يحدث بين التکرار من الجهات الأربعة .

ولنضرب مثلا بالنسج السادة 1/1 شکل (27) عندما يکون السدى باللون الأبيض واللحمة باللون الأسود (العلامات = اللحمة فوق وهي مطابقة للون اللحمة) يکون التأثير ذو لون رصاصي نتيجة خلط اللون الأسود مع اللون الأبيض بنسبة 50 % لکل منهما ويکون ذلک مطابقا للرسم على

ورق المربعات شکل ( 28 ) ومبينا بجانب الرسم لون اللحمة في حين أنه إذا کانت خيوط السدى من لونين بترتيب خيط أسود يليه خيط أبيض واللحمة من لون واحد أسود کان التأثير الناتج مطابقا للشکل ( 29 ) ومبين بجانبه لون اللحمة وبأسفله ترتيب خيوط السدى.

شکل ( 27 )                                         شکل ( 28 )                                                     شکل ( 29 )

وللحصول علي التأثيرات الناتجة من استعمال الألوان في تراکيب المنسوجات علي ورق المربعات تتبع الطريقة الآتية :

أولا: يقرر عند رسم التصميم علي ورق المربعات إذا کانت العلامات تساوي السدي أو اللحمة کما هو مبين بشکل (30) الذي يوضح نسيج سادة 1/1 والعلامات = اللحمة فوق

ثانيا : توضع عدة تکرارات للنسيج بشکل نقط لتمييز ظهور السدى واللحمة في وجه المنسوج ( أي النسيج المستعمل ) کما هو مبين بالشکل ( 31 ) الذي يوضح أربعة تکرارات في اتجاهي السدى واللحمة من النسيج المذکور.

ثالثا: يوضح بأسفل التصميم ترتيب خيوط السدى الملونة وبجانب الرسم ترتيب اللحمات کما هو مبين بالشکل (32) الذي يوضح ترتيب فتلة أسود وفتلة أبيض في السدي ومثلهما في اللحمة.

رابعا: تملأ علامات اللحمة کل صف أفقي باللون المحدد أمامه مع ترک علامات الصفوف الأخرى من غير تلوين کما هو مبين بالشکل ( 33 ) الذي يوضح موضع ظهور اللحمة السوداء في
وجه المنسوج.

خامسا: تملأ المربعات التي تدل على السدى " غير العلامات " کل صف رأسي باللون المحدد بأسفله مع ترک مربعات الصفوف الأخرى کما هو مبين بالشکل (34) الذي يوضح موضع ظهور خيوط السدى باللون الأسود في وجه المنسوج.

سادسا: تجرى هذه العملية (تلوين مربعات السدى) على نفس الرسم الموضح فيه ظهور علامات اللحمة باللون الأسود ليظهر التأثير الناتج في شکل (35) الذي يوضح تأثير ظهور أقلام رأسية رفيعة في وجه المنسوج مبتدئة بالخط الأسود.

وإذا استعمل الترتيب السابق في السدى وبدئ باللون الأبيض قبل الأسود في اللحمة نتج التأثير الموضح بالشکل ( 36 ) وهو عبارة عن تأثير ظهور أقلام أفقية رفيعة في وجه المنسوج مبتدئة بالخط الأبيض بدلا من الخط الأسود. کذلک إذا کان ترتيب الألوان في السدى مبتدئا باللون الأبيض واللحمة مبتدئة باللون الأسود نتج التأثير الموضح بالشکل ( 37 ) ويماثل التأثير الموضح بالشکل ( 36 ) إلا أن الأقلام مبتدئة بالخط الأسود. وإذا بدأنا في السدى واللحمة باللون الأبيض نتج التأثير الموضح بالشکل ( 38 ) ويماثل الشکل ( 35 ) إلا أن الأقلام مبتدئة بالخط الأبيض.

ويوضح الشکل ( 39 ) تصميما على 16 خيطا من السدى ومثلها من الحدفات للتأثير الناتج من استعمال النسيج الساده شکل ( 30 ) مع ترتيب الخيوط واللحمات الموضح بالشکل. ^([24]) ، ^([25])

 شکل ( 30 )                                                                         شکل ( 31 )                        

شکل ( 32 )                                                                            شکل ( 33 )    

شکل ( 34 )                                                                                 شکل ( 35 )                                                   

شکل ( 36 )                                                                                      شکل ( 37 )

                        شکل ( 38 )             

                                                                                                                  شکل ( 39 )

خلايا النحل ( الهانيکوم )

ينتمي هذا النوع من الأنسجة إلي نسيج المعينات ، غير أنه نظرا للتأثير الناتج في المنسوج والذي يشبه في مظهره خلايا النحل فقد أطلق عليه هذا الاسم لتمييزه عن المعينات الأخرى . ويستعمل في منسوجات أغطية الأسرة وفي نسيج فوط المطبخ وفوط السفره ومنسوجات البدل والقمصان والصداري الصوف وملابس السيدات وفي تحبيس النقوش .

وسوف يتم إيضاح بعض الطرق التي تتبع في الحصول علي أنسجة خلايا النحل وهي:

الطريقة الأولي:

وهي عبارة عن انعکاس المبارد بالطريقة العادية في اتجاهي السدى واللحمة معا وتلوين أحد المعينين الناتجين من انعکاس المبرد ليعطي تأثيرا يخالف التأثير الناتج من المعين الثاني " الأول من السدى والثاني من اللحمة أو بالعکس " مع وجود تأثير النسيج السادة بين المعينات بعضها بعضا . ويعرف عدد خيوط وحدفات التکرار الناتج بواسطة مضاعفة خيوط وحدفات المبرد المعتاد مع خصم خيطين وحدفتين من الناتج نظير حذف الخيوط المتحدة الحرکة عند التقابل " الأخيرة والأولى "، وتوضح الأشکال من ( 40 ) إلى ( 42 ) طريقة انعکاس المبرد في اتجاهي السدى واللحمة وتوقيعها علي ورق المربعات للحصول على المعينات المطلوبة التي تعتبر أساسا لعمل تصميمات نسيج الهنيکوم ، الشکل ( 40 ) يوضح تکرارا واحدا من النسيج المبردي 1/4 وتکراره خمسة خيوط وخمس حدفات . ويمکن استخدام غيره من المبارد مثل مبرد 1/3 أو  مبرد 1/5 .

ويوضح الشکل ( 41 ) طريقة توقيع انعکاس المبرد 1/4 في اتجاه اللحمة (الأفقي) مرتين وحذف خيطي التقابل 5×2 = 10 وبحذف خيطي التقابل 10، 2 = 8 خيوط مع ثبات الحدفات
(5 حدفه).

کما يوضح الشکل ( 42 ) طريقة انعکاس الشکل السابق ( 41 ) في اتجاه السدى مع حذف لحمتي التقابل ويتکرر الشکل الناتج علي 8 خيوط ، 8 لحمات ، وبإتمام انعکاس المبرد في اتجاهي السدى واللحمة تتکون المعينات التي تعتبر أساسا لعمل نسيج الهانيکوم. ويلاحظ أن الشکل (42) يحتوي علي أربعة أنصاف معينات (کل نصفين متقابلين يتکون منهما معين واحد).

شکل ( 40 )                                        شکل ( 41 )                                       شکل ( 42 )    

ويوضح الشکل ( 43 ) طريقة تلوين أحد المعينين بعلامات من اللحمة مع ترک فراغ علامة واحدة بين التحديد السابق ( الخط المبردي ) والتلوين لتماسک الخيوط والحصول على تأثير النسيج السادة المطلوب ، ويلاحظ أنه من الممکن ترک أحد المعينات وتلوين المعين الثاني للحصــــــــول على نسيج الهنيکوم أيضا شکل ( 44 ) . والفرق في الحالتين هو أن التأثير الحادث في الأول يجعل الخلايا مستطيلة في اتجاه السدى والآخر مستطيلا في اتجاه اللحمة، 8 لحمات.

شکل ( 43 )                                                                   شکل ( 44 )           

الطريقة الثانية:

طريقة أخرى لعمل أنسجة خلايا النحل وهي عبارة عن انعکاس المبرد في اتجاه السدى أو اللحمة بالطريقة العادية ثم انعکاس في الاتجاه الآخر مع ترک حدفة أو خيط بين جهتي الانعکاس . وذلک لجعل أحد المعينين يزيد فراغه على الآخر ونحصل علي خيوط شائشة متعادلة الامتدادات في اتجاهي السدى واللحمة معا وتکون خلايا النحل الناتجة مربعة الأضلاع بعکس الطريقة الأولى التي تنتج الخلايا مستطيلة لاختلاف الامتداد بين خيوط السدى واللحمة،

يوضح الشکل ( 45 ) توقيع الانعکاس للمبرد 1/4 في اتجاه اللحمة کالمعتاد ويتکرر علي 8 خيوط بالوضع الآتي (1،2،3،4،5،4،3،2). کما يوضح نفس الشکل  قاعدة الانعکاس في اتجاه السدى للحصول علي فراغ أکبر بزيادة حدفة بين الانعکاسين وتکرار الحدفة الخامسة مرتين يفصلهما الحدفة الزائدة ( الحدفة السادسة ) وبذلک نحصل علي فراغ في الاتجاه الرأسي ينشأ عنه تساوي التشيف في اتجاهي السدى واللحمة بعد وضع تحبيس النسيج السادة بين المعينات کالمعتاد کما هو موضح بالشکل ( 46 ) والتلوين في اتجاه السدى،