المؤلف
تخصص علم نفس تربوي قسم التربية وعلم النفس کلية التربية للبنات بمکة المکرمة جامعة أم القرى
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
مقدمة :
لقد أدي التطور المستمر في البحوث والدراسات العديدة التي أجريت في مجالات علم النفس خاصة مجال التمايز النفسي إلي ظهور مفاهيم عديدة ؛نتج عنها مفهوم الأساليب المعرفية والتي يمکن بواسطتها . الکشف عن الفروق بين الأفراد في تعاملهم مع المواقف التي يتعرضون لها ؛ ليس فقط في نطاق عملية الإدراک والعمليات المعرفية الاخري ؛ کالانتباه ، والتذکر ، والتفکير ، وتکوين المفاهيم ، ولکن کذلک في المجال الاجتماعي ودراسة الشخصية ،ولذلک أطلق علي هذه الطرق الأساليب المعرفية ."(الشرقاوي ،2003 ، 3 ؛ جلال 1998 ، 47 ) .
وتزايد اهتمام علماء النفس المعرفي في الآونة الأخيرة بدراسة العمليات العقلية والمعرفية لدي الفرد ، لأهميتها في حياة الفرد ، وفي تغير اتجاهاته ، وتعديل أساليبه المعرفية ، ومن خلال العمليات المعرفية يمکن معرفة خصائص الفرد خاصة الخصائص المعرفية ، والإدراکية ، والأسلوب المعرفي يعتبر من المفاهيم المرتبطة بکل هذه العمليات وهو في نفس الوقت مصدر لفروق فردية بين البشر ، فهو يصف ، ويحدد الطريقة التي تتم بها هذه العمليات العقلية .
لذلک تعد معرفة خصائص ومميزات ذوي الأساليب المعرفية المختلفة أسس يعتمد عليه في التنبؤ بدرجة معقولة من الدقة بنوع السلوک الذي يمکن أن يأتي به الأفراد المختلفون في أساليبهم المعرفية أثناء تعاملهم مع المواقف المختلفة خاصة في المواقف التعليمية في حجرة الدراسة مع الطالبات لان الخصائص المعرفية من أهم ما يميزهم في تعليمهم ، ويمکن من خلالها اختيار الأسلوب ، والطريقة المناسبة لتوصيل المعلومة للأفراد في الوقت الراهن علي حسب الأسلوب المعرفي المتميز للأفراد .
ويعتبر سلوک الفرد وطريقته في التعامل مع المعرفة ، والمعلومات وکيفية تعلمها ، والاحتفاظ بها واستدعائها ، واستخدامها لحل المشکلات التي تواجهه انعکاس لأساليب تفکيره ، وأساليبه المعرفية ، وبناء علي ذلک يمکن ملاحظة الفروق بين الأفراد في أساليبهم في التعامل مع المعرفة ، والمشکلات المعرفية ، والحياتية ، والمهنية ، حيث يفضل بعضهم أسلوبا علي الأخر ، وهناک أنماط مختلفة تتعامل مع المعرفة ، والتفکير ، يطلق عليها أساليب التعلم ، والتفکير ، وهناک طرق مفضلة لدي الأفراد في استقبال المعلومات والتعامل معها ؛ تسمي الأساليب المعرفية . (رزق وآخرون ، 1998 ، 82 ) .
کما تعتبر الأساليب المعرفية نموذجا لتکوين وتناول المعلومات ، بصرف النظر عما إذا کان المصدر الأساسي لهذه المعلومات هو العالم الخارجي المحيط بالفرد ، أو هو الفرد ذاته ؛ لذلک تساهم الأساليب المعرفية في تفسير قطاع هام من الحياة النفسية للفرد ، هذا بالإضافة إلي أن الخصائص التي تتميز بها وضعتها بعيدة عن أبعاد القدرات العقلية التي تستخدم عادة في تحديد نوع النشاط العقلي للأفراد . (ناديا أبو دنيا ، 1997 ، 159 ) .
وأوضح وتکن وجودانف ، إن الأساليب المعرفية تعتبر أساسا يعتمد عليه في دراسة الفروق بين الأفراد في أسلوب تعاملهم مع مواقف الحياة الخارجية ، فلکل فرد له أسلوبه المفضل في تنظيم ما يراه وما يدرکه من حوله ، وله أسلوبه في تنظيم ما يحتفظ به في ذاکرته ، کما أن هناک تنوعا من الثبات النسبي لدي الأفراد في أساليب إدراکهم لما يحيط بهم ، وبالتالي في أساليب تعاملهم مع المجال الخارجي الذي يوجدون فيه .
وترتبط الأساليب المعرفية ارتباطا وثيقا بدراسة الشخصية ، وتلعب دورا مهما في تفسير الکثير من جوانب الشخصية المعرفية ، والاجتماعية ، والانفعالية ، مما يعطيها القدرة علي تنظيم بيئة الفرد ، وسلوکه کموجه لأسلوب الفرد في التعامل مع مواقف الحياة المختلفة . (العثوم ، 301 ، 2004) .
ويکون أداء الفرد أکثر تميزا کلما کان قادرا علي الاستجابة بطريقة واضحة کما أن لديه أيضا القدرة علي عزل الذات عما دونها ، وما دونها هي البيئة المحيطة بما فيها من ذوات الآخرين ، وما يحيط بها من مثيرات ، وکذلک له القدرة علي إدراک التفاصيل المحيطة بالموقف ، بالإضافة إلي ذلک فانه لا يتأثر بسهوله بالآخرين ، وما يحيط بها من مثيرات وکذلک له القدرة علي إدراک التفاصيل المحيطة بالموقف ، بالإضافة إلي ذلک فانه لا يتأثر بسهولة بالآخرين ، کما انه يعتمد علي نفسه في إصدار الأحکام ، بينما الفرد الأقل تميزا تکون استجابته اقل وضوحا وأکثر تداخلا مع المثيرات المحيطة به ، کما انه يفتقد القدرة علي عزل الأنظمة ، أو الأبعاد النفسية عن بعضها البعض بالإضافة إلي ذلک فانه يعتمد علي الآخرين في إصدار الأحکام . (الشرقاوي ، 2003 ،23) .
ويعد الأسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال ) عن المجال الإدراکي من أهم الأساليب المعرفية التي درست ضمن أهم تصنيفات الأساليب المعرفية ، حيث يبرر ساباتيلي تصنيف الأفراد إلي معتمدين ، مستقلين عن المجال الإدراکي وفي ضوء التمايز النفسي بأنه إذا کانت خبرة الفرد الذاتية معتمدة علي الإطار الداخلي للذات فذلک يعلل استقلال الذات في العلاقات الاجتماعية ، بينما الذات الأقل تمايزا والمعتمدة علي الإطار الخارجي للذات ، يقلل استقلالها الشخصي ، وهذا بدوره يؤثر علي توجه الفرد نحو الصدر الأساسي للأطر الخارجية ، وبذلک يکون من السهل مسايرة الأفراد معتمدي المجال ، والتکيف معهم ؛ بسبب توجههم القوي في علاقاتهم الشخصية ، واهتمامهم بالآخرين ، ومهارتهم الاجتماعية الفائقة . (Sabatelli ,1983 ,194 )
ويفيد الأسلوب المعرفي (الاعتماد- الاستقلال) عن المجال الإدراکي في فهم النواحي النفسية ، والاجتماعية ، والإدراکية للفرد ؛ حيث انه مرتب بتکوين شخصية الفرد ، کما أن الأفراد الذين يختلفون في الأسلوب المعرفي ، کذلک يختلفون في کيفية إشباع الحاجات ، وتکوين وتقوية الاتجاهات الخاصة بهم . (فتون خرنوب ، 3 ، 20 ، 62) .
وتعتبر الاتجاهات الوالدية في تنشئة الأبناء نوع مهم من الاتجاهات الاجتماعية ، وهي تعبر عن أساليب التعامل ، وأنماط الرعاية الوالدية ، وتتمثل الاتجاهات الوالدية في القبول-الرفض من قبل الوالدين فحينما تکون المعاملة الوالدية سليمة تؤدي إلي نضج شخصية الفرد ، ونموه نمو ايجابي سليما ، فالمعاملة الوالدية القائمة علي أساس تقبل الأبناء والتي تتسم بالحب ، والدفء ، ويکون لها اثر ايجابي علي شخصياتهم يتمثل في الإحساس بالثقة بالنفس ، وعدم الإحساس بالاضطهاد ، أو الدونية والعکس . (عواطف بياري ، 1999 ، 356 ) .
فالاتجاهات الوالدية (القبول-الرفض) لها أهمية کبيرة في شخصية الفرد ، حيث أنها ىتزودة بخبرات تعده للاستجابات بطريقة ايجابية ، أو سلبية في حياته المستقبلية ، فهو يعمل علي تنظيم ينمي وظائفه الحيوية فقد يغلب عليه أثناء تفاعله مع البيئة المحيطة به الحب ، والتقبل ، التهديد والتسلط ، فالأساليب القائمة علي التشجيع علي الاستقلالية، وروح الديمقراطية ، وتجنب أساليب التسلط والرفض ، تسمح بنمو شخصية الأبناء نموا سليما ، وکل ذلک يکون له الأثر البالغ في مسار حياته ، کما أن للاتجاهات الوالدية اثر في نمو القدرات العقلية لدي الأفراد ، القبول-الرفض ألوالدي من الأساسيات التي تؤدي إلي التفوق والتأخر الدراسي . فطاقات المتفوقين من أفضل المصادر التطبيقية التي يمتلکها المجتمع ومن اهم دعائم القوة فيه ، فهي تساهم في مدي رفاهيته في المستقبل وفي تنميته ، فالاهتمام بهذه الفئة يعد حضارية يفرضها التحدي العلمي والتکنولوجي ؛ وهو يدل علي مدي أهمية المتفوقين ورعايتهم . وبالمثل فان المتأخر الدراسي يشکل خطورة علي البيئة وما له من أثار سلبية علي الطالبات ، وأسرهم ، وعلي المجتمع نفسه الذي يعيشون فيه .
فلذلک تعد هذه الدراسة الحالية خطوة هامه في تخطيط أي برنامج تربوي لهم ، فالتعرف علي هذه الفئة وأساليبهم المعرفية ، ودور الاتجاهات الوالدية لديهم يهيئ الجو المناسب لرعايتهم بشکل أکثر فاعلية .
ولقد ذاد الاهتمام من قبل الباحثين في الآونة الأخيرة بالدراسات حول الأساليب المعرفية ، وارتباطها بالعديد من المتغيرات الاخري ، ونجم عن هذا الاهتمام تعدد الدراسات والبحوث التي تناولت الأسلوب المعرفي ، والاتجاهات الوالدية ، فقد حظيت متغيرات الدراسة في هذا المجال بالعديد من الدراسات کدراسة Richad, 2007 Kogan,et al , 1997 , Holzener et al ,1979
ولکن معظم هذه الدراسات لم تحظي ببحث هذه المتغيرات لدي فئة المتفوقين دراسيا ، والمتأخرين دراسيا في حدود علم الباحثة ومن هنا جاءت هذه الدراسة التي تحاول التعرف علي طبيعة الأسلوب المعرفي ، وعلاقته بالاتجاهات الوالدية ، والوقوف علي الفروق بين المتفوقات دراسيا ، والمتأخرات دراسيا .
حيث تبين انه علي الرغم من کثرة الدراسات التي تناولت هذه المتغيرات علي الصعيد العالمي أن هناک عدم اتساق في بنائها وقد تلقي هذه الدراسة الضوء علي الجانب الذي أغفلته الدراسات السابقة ، کما انه قد تساهم في إيجاد ومعرفة الأسباب الحقيقية وراءها ، وتنمية الأسلوب المعرفي الاستقلال عن المجال الإدراکي لديهم ، فبعض الأفراد إذا أتيحت لهم فرص مناسبة للتفاعل مع البيئة التي يعيشون فيها يستطيعون تحقيق التفوق والتقدم .
مشکلة الدراسة :
تساهم التنشئة الاجتماعية السليمة في تنمية شخصيتهم ، وتنمية الاستعدادات المعرفية لديهم ، ومساعدتهم علي تحقيق الاستقلال والاعتماد علي النفس ؛ من خلال تنشئتهم في بيئة اجتماعية ، وثقافية ، تساعد علي تنوع الخبرات لديهم ، وتزيد من معارفهم ، والمعاملة الوالدية التي تتسم بالحب ، والقبول ، والتشجيع ، والاستقلال ، تساعد علي تحقيق النجاح ،والتقدم ، والتفوق ، بينما الرفض ألوالدي يؤدي إلي الاعتماد علي الآخرين ، وعدم القدرة علي تحقيق الاستقلال ، والفشل المتکرر .
حيث وجدت الباحثة أن الاتجاهات الوالدية من أهم العوامل التي تحول استعدادات الفرد إلي قدرات تساهم في بنائه المعرفي ، والثقافي ، وتشکيل شخصيته ، بحيث توثر جديا في بنائها من النواحي العلمية والمعرفية .
وانبثقت مشکلة الدراسة الحالية من خلال ملاحظة الباحثة أن لاتجاهان الوالدية (القبول-الرفض) دور في تنمية الأسلوب المعرفي الاستقلال عن المجال الإدراکي لدي المتفوقات دراسيا ، بينما لاحظه الباحثة أيضا أن الطالبات اتضح أن لديهن اعتماد علي المجال الإدراکي فهل للاتجاهات الوالدية دور في تنمية ذلک .
وبالعودة إلي الخلفية النظرية ، والدراسات السابقة نجد أن الأسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال) عن المجال الإدراکي نال اهتمام الباحثين الغربيين بالدراسة ، والبحث فبعض الباحثين قام بإجراء بحوث ودراسات عن علاقة الأسلوب المعرفي بالاتجاهات الوالدية وتوصلوا إلي وجود علاقة دالة إحصائيا کدراسة سارکوا Sarachoi , 1998 وتاتشمان واخرون Tashman , tag ,1997 وريتشاد وکوجان Kogan , Richad ,(1997) ، وهولزينر واخرون Holzner ,et al (1979) ، وباني Bayne (1979) ، وريتشاد Richad ,et al ومنهم من اهتم بدراسة الأسلوب المعرفي والتفوق الدراسي ومنهم من تناول الاتجاهات الوالدية والتفوق الدراسي کدراسة البرت ورنج Albert &Rung (1988) .
وفي المقابل لاحظه الباحثة من خلال اطلاعها علي بعض البحوث العربية ، والمحلية المرتبطة بالأسلوب المعرفي أن هناک ندرة في البحوث والدراسات علي المستويين العربي ، والمحلي التي تناولت الأسلوب المعرفي وعلاقته بکل من الاتجاهات الوالدية ، والتفوق ، والتأخر الدراسي فلم توجد هذه المتغيرات مجتمعة في بحث واحد في حدود علم الباحثة .
وانطلاقا من ذلک تحاول الباحثة الحالية إلقاء الضوء علي الأسلوب المعرفي وعلاقته بالاتجاهات الوالدية (القبول-الرفض) ألوالدي لدي المتفوقات-المتأخرات دراسيا والذين يمثلون الشريحة الأهم في المجتمع ومن هذا السياق والمنطق فان مشکلة الدراسة تتحدد من خلال طرح التساؤل العام التالي .
هل توجد علاقة ارتباطيه بين الأسلوب المعرفي (مستقل-معتمد)والاتجاهات الوالدية لدي عينة من الطالبات المتفوقات والمتأخرات دراسيا في المرحلة الثانوية بمدينة مکة المکرمة؟
ويتفرع منه الأسئلة التالية :
أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة الحالية إلي کشف العلاقة بين الأسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال) عن المجال الإدراکي والاتجاهات الوالدية (القبول-الرفض) ،وکشف الفروق بين الطالبات المتفوقات دراسيا والمتأخرات دراسيا تبعا لمستوي الأسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال)عن المجال الإدراکي ، وأبعاد الاتجاهات الوالدية (القبول-الرفض) في المرحلة الثانوية بمدينة مکة المکرمة .
أهمية الدراسة :
تکمن أهمية الأساليب المعرفية في المواقف والممارسات التربوية ؛ فمعرفة الأسلوب المعرفي للفرد يساعد علي تعزيز نجاح الفرد في التفاعل مع مجموعات کبيرة أو صغيرة .(رزق وآخرون ،1998 ،84) .
وتتضح أهمية الدراسة في أنها تعطي صورة علمية عن طبيعة الأساليب المعرفية لدي فئة مهمة من الطالبات ، وهم المتفوقات ، والمتأخرات دراسيا ، والتعرف علي أساليب التنشئة الاجتماعية التي تساهم في تنمية الاستقلال لديهن .
وتتضح أهمية الوالدين ودورهم من خلال تحقيق الاستقلالية في سلوک لبنائهم والتفوق والنجاح ، فالأبناء الذين ينشئوا في جو من الحب ، والديمقراطية في البيت يتميزون ويتصفون بأنهم أکثر استقلالا في دروسهم ، وأکثر شعورا بالمسؤولية ، وأکثر مثابرة علي مواجهة الصعاب .
ومن هنا تأتي أهمية الدراسة الحالية من حيث أن متغيراتها لم تنل حظها من الاهتمام ، والبحث ، والاستقصاء العلمي في علم النفس المعرفي ؛ بالرغم من أن الأساليب المعرفية قيد الدراسة قد حظيت في الآونة الأخيرة باهتمام الکثير من الباحثين ، إلا أن الدراسات التي تناولت هذه الأساليب لدي فئة المتفوقين ، والمتأخرين تعتبر قليلة خاصة في البيئة العربية ، مما دعي الباحثة إلي إجراء هذه الدراسة ، حيث لاحظت ندرتها في الساحة العربية عامة ، والبيئة السعودية خاصة ، ومن هنا انطلقت أهمية الدراسة من أهمية متغيراتها ويمکن إجمالها علي النحو الأتي :
الأهمية النظرية :
تظهر الدراسة الحالية عند تناولها للأسلوب المعرفي ، والبيئة الأسرية وعلاقتها بکل من التفوق ، والتأخر الدراسي ما يکشف لنا أن الفرد يرث طاقات عقلية ، ويقع علي الأسرة دور کبير في تنمية هذه الطاقات وتمايزها ، ويلقي الضوء علي عملية التفاعل بين الوالدين والأبناء ، وتأثير ذلک علي تفوقهم ونجاحهم ، کمتغيرات لها أهمية کبيرة تجعل الفرد أکثر شعورا بالقيمة ، والقدرة علي المواجهة والاستقلالية ، وکيفية التعامل معها ؛ تجنبا للاضطرابات النفسية في إدراکهم للرفض والقبول الوالدي .
ومن هنا تري الباحثة في حدود علمها بان هذه الدراسة سوف تکون بإذن الله إثراء للمکتبة التربوية في البيئة السعودية .
الأهمية التطبيقية :
مصطلحات الدراسة :
تشير الأساليب المعرفية إلي الطرق المميزة للأفراد في استقبال وتجهيز ، وتنظيم المعلومات وفهم البيئة ، وتفسيرها ، والاستجابة لها ، وترتبط بصورة مباشرة بعمليات التذکر ، والتفکير ، وحل المشکلات ، تلک العمليات التي تمثل حجر الزاوية في تعلم الفرد .(الشرقاوي ، 1995) .
وتتبني الباحثة تعريف معد القياس (الشرقاوي) المستخدم في الدراسة :
حيث عرف الأساليب المعرفية بأنها : تلک الطرق أو الأساليب التي يستخدمها الأفراد في تعاملهم مع المثيرات التي يتعرضون لها في تعاملهم في مواقف حياتهم المختلفة ، مما يساعدنا علي کشف الفروق بين الأفراد ليس فقط المجال المعرفي کالإدراک ، والتذکر ، والتفکير ، وتکوين المفاهيم ، والتعلم وتکوين ، وتبادل المعلومات ، ولکن کذلک في مجال الانفعال الوجداني ، والمجال الاجتماعي ، ودراية الشخصية ، وبالتالي تفسير الأساليب المعرفية المميزة للفرد ؛ في ضوء أساليب النشاط التي يمارسها ، بغض النظر عن محتوي هذا النشاط .(الشرقاوي ،2003 ،448) .
وتعرف الباحثة الأساليب المعرفية إجرائيا :
بأنه الدرجة التي تحصل عليها الطالبة في مقياس الأشکال المتضامنة (الصورة الجمعية) المستخدم في هذه الدراسة ، وتدل الدرجة المرتفعة في الاختبار علي الميل إلي الاستقلال عن المجال الإدراکي ، بينما تدل الدرجة المنخفضة علي الميل إلي الاعتماد علي ذات المجال .
القبول الوالدي Parental Acceptance :
ويعرف مرسي القبول الوالدي انه "شعور الطفل بعطف والديه ورضاهما عنه ،وسرورهما به ورغبتهما فيه فيرضي عنهما ، ويعجب بهما ، ويطمئن إليهما وتصبح علاقته بهما مشبعة لحاجاته الجسمية ، والنفسية ، والاجتماعية "
الرفض الوالدي Rarerta Rejection : فقد عرفه مرسي بأنه :
أما الرفض الوالدي (عدم التقبل )فقد عرفه مرسي بأنه إدراک الطفل عدم رغبة والديه فيه ، وعدم رضاهما عنه ، وعدم حبهما له ونبذهما ، أو رفضهما إياه ، وکراهيتهما له ، من خلال رغبتهما السيطرة عليه ، وتسلطهما عليه ، وقسوتهما عليه وتحقيرهما لأرائه ، وإهمالهما لمطالبه ، وصدهما لتطلعاته ، والحط من شائنة ، واستخفافهما بأفکاره ، وتضخيمهما لأخطائه ؛ مما يجعله لا يحبهما ، ولا يرضي عنهما ، ولا يثق بهما ، ولا يسکن إليهما ، وتصبح علاقته بهما سيئة ، فيشعر في کنفهما بالإحباط ، والحرمان ، والظلم والعجز ، وهي مشاعر مؤلمة ، تعوق نموه النفسي السوي .(مرسي ،1988 ،277) .
يعرف التفوق بأنه : هو تفوق الطالب المستمر في التحصيل ، لان الاستمرار في التفوق هو المؤشر ، أو المنبئ الأساسي الذي يدل علي تفوق الطالب باعتبار أن التحصيل الدراسي احد المظاهر الأساسية التي ترتبط بالنشاط العقلي (المعايطة ، البواليز ،2004 ،30) .
وتعرف الباحثة التفوق إجرائيا :
بأنه اعلي 5% من الطالبات الحاصلات علي اعلي الدرجات في جميع المواد الدراسية .
يعرف الطالب المتأخر دراسيا بأنه هو الذي يقصر في أدائه المدرسي تقصيرا ملحوظا بالنسبة للفرد العادي ، والتخلف الدراسي ، والتأخر الدراسي هو حالة تخلف ، أو تأخر ، أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية ، اوجسمية ، أو اجتماعية ،أو انفعالية ، مما أدي إلي تخلف الفرد عن اقرأنه في الدراسة ، والتحصيل .(هدي بيبي ،1995 ،104) .
حدود الدراسة :
سيتم تطبيق الدراسة ضمن الحدود الآتية :
تتحدد الدراسة الحالية بدراسة الأساليب المعرفية (مستقل- معتمد) وعلاقتها بالاتجاهات الوالدية (القبول-الرفض) ألوالدي ؛ لدي عينة من الطالبات المتفوقات والمتأخرات دراسيا في المرحلة الثانوية بمدينة مکة المکرمة .
تقتصر الدراسة علي عينة من المدارس الثانوية بمدينة مکة المکرمة .
يتم تطبيق إجراءات الدراسة خلال العام الدراسي 1428 ه-1429 ه .
أولا : الإطار النظري :
1. الأساليب المعرفية (Cognitive styles)
مقدمة :
اهتم علماء النفس المعرفي بالأساليب المعرفية نظرا لأنها تعد احدي النظريات التي تمثل اتجاها نحو التکامل بين عدة مجالات نفسية ، حيث تعد محاولة لتنظيم العلاقات ، وتنسيقها بين المعرفة ، والشخصية ، والسلوک الاجتماعي .
ويساهم الأسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال) عن المجال الإدراکي في مجال التعلم المدرسي ؛ من خلال تفسير الفروق الفردية بين الأفراد ، حيث تساعد دراسة الفروق الفردية في المجال التربوي ،والنفسي في تحديد کثير من طرق التعامل مع الطالبات تبعا للفروق الموجودة بينهم ، والاهتمام والرعاية بهم ،سواء في ذلک علي المستوي الأسري ، أو التربوي ، أو النفسي ؛ وذلک لأهمية هذه الفروق ، وتأثيرها ، حيث يتضح الاختلاف بين الأفراد في العديد من النواحي العقلية ، والفکرية ،والشخصية ، فلکل فرد أسلوبه المفضل في تنظيم ما يراه ، وما يدرکه من حوله .
وتعتبر الأساليب المعرفية تباينات مستقرة بين الأفراد في إدراک المعلومات ، وتنظيمها ، ومعالجتها وتذکرها ، کما أنها تؤثر في أداء المهام المختلفة ، والأساليب المعرفية هي أنماط من العادات في معالجة المعلومات وهي لا ترادف القدرات ، فالقدرات تشير إلي استعدادات للقيام بمهارات ، ولکن الأساليب المعرفية تتضمن طرق لمعالجة المعلومات ، کما أن الأساليب المعرفية مهمة لأنها توفر معلومات عن طبيعة النمو المعرفي ، ويمکن أن نصل الأساليب المعرفية بأنماط سلوکية اکبر لدراسة نمو الشخصية ، ويبحث المربون ، ويدرسون الأساليب المعرفية لإعداد بيئات تعليمية مواتية ، ولتدريس أساليب توافقية ؛ لتحسين التعلم والدافعية .(جابر ،1990 ،485 ،الشمراني ، 1996 ، 27) .
واظهرت دراسة سارکوsaracho(2003) ان الاسلوب الادراکي يؤثر علي سلوکيات التدريس ، وتعلم الطلاب ، وکيفية التفاعل فيما بين المدرس ، والطالب في الاسلوب الادراکي ؛ لخلق بيئة تعليمية مختلفة .
واکدت دراسة زهرة الرواحي Zahra ,alrawahi(2002) ان الافراد قادرون علي الانجاز حينما يتم تعليمهم بطريقة تتناسب مع الاساليب الادراکية ، تشير الي دعم الطلاب بالبيئة الغنية التي يمکن من خلالها تحقيق التعلم ، بحيث يکون اکثر تاثيرا في طرق التدريس بشکل الي .
مفهوم الأساليب المعرفية :
اختلف علماء النفس المعروفون في تسمية الاساليب المعرفية ، فقد اطلق البعض عليها اسم الاساليب المعرفية ، واطلق عيها البعض اسم اساليب التحکم المعرفي ، او الاستراتيجيات المعرفية ، او انماط العمليات المعرفية ، وکل هذه التسميات وما تبعها من تصورات قد يکون ناتج عن اختلاف النظرة الفلسفية او النظرة العلمية القائمة علي کل منها اکثر من کونها تمثل اختلافات في شرح او تفسير الظاهرة . (زامل ،11 ،1998 ).
طبيعة الأساليب المعرفية :
يعتبر الاتجاه المعرفي لتفسير السلوک الانساني افضل الاتجاهان المعاصرة لفهم کثير من جوانب النشاط العقلي المعرفي المرتبط بهذا الاسلوب ، وتعد الاساليب المعرفية طرق ، او سبل ، او استراتيجيات الفرد المميزة في استقبال المعرفة ، والتعامل معها واصدارها ، والاستجابة لها فهي تعتبر طريقته في التذکر ، والتفکير ، واسلوبه الذي يرتبط بتجهيز ، او تناول المعلومات .
واتفق اغلب المهتمين ، والباحثين بهذه الاساليب علي اعتبارها ابعاد مستعرضة في الشخصية ، في تتخطي الحدود التقليدية التي سادت في التصورات النظرية للشخصية مما دعا الباحثين من النظر الي الشخصية نظرة کلية . (الشرقاوي ،2003 ،234) .
والاسلوب المعرفي کبعد مستعرض يستوعب العديد من انشطة الشخصية ؛سواء کانت تتعلق بالجانب المعرفي ، او تتصل بالجانب الوجداني وما يشمله من سمات شخصية ، او کونها تشمل الجوانب النفسية ، والاجتماعية ، کما تشمل نطاقا عريضا من خصائص الفرد النفسية ، والاجتماعية . (الحامولي ، 1997 ، 47 ) .
والاسلوب المعرفي للفرد يحدد اسلوبه ، ودقة ادراکه ، وتفکيره وهدفه ، کما يؤکدان بان الشخصية ثابتة ، وهذا لا يعني بان الناس لا يدرکون الفرق بين موقف واخر ، ولکن الثبات في الاسلوب المعرفي يفسر کيف يتميز الناس بين موقف واخر ، هذا وينمو الاسلوب المعرفي مع الخبرة ، والوقت ويصبح اکثر ثباتا کلما تقدم الفرد في العمر لذلک ينظر الي الاساليب المعرفية انها ترتبط بخبرة الفرد ، وتساعده علي التکيف بالبيئة التي يعيش فيها . (السلمي ، 1424 ،17 ) .
وتمثل الاساليب المعرفية احدي المحددات الهامة للفروق الفردية في کثير من المتغيرات المعرفية والادراکية والشخصية التي تنطوي علي اسلوب الفرد المميز في تجهيز ومعالجة المعلومات ، کما اثبتت دراسة کل من غنيا وشين chen & ghinea (2003) اثر استخدام الاساليب المعرفية في التعليم ، والفروق الفردية في العمليات المعرفية ، کما ذکر اهرامان وليفر Ehraman & leaver (2003) ان الاسلوب المعرفي يعتبر احد المحددات الهامة للفروق الفردية .
خصائص الاساليب المعرفية :
تعکس دراسة الاساليب المعرفية فروقا فردية بين الافراد ، وليس فروقا بين الثقافات ، مما يجعل عملية قياسها ممکنة ، وسهلة ، وتشير قوانين النمو الي ان الاساليب المعرفية قابلة للتوزيع بشکل طبيعي ، او اعتدالي بين افراد المجتمع الواحد ، ويفسر هذا التوزيع من خلال العوامل المؤثرة في الاساليب المعرفية ، کالتعليم ، والقدرات العامة والخاصة (البيئة-الوراثة ) .
واثبتت دراسة ليمر lemire (2002) انه يجب مراعات اساليب التعلم ، والاخذ في الاعتبار بهذه المفاهيم عند مدرسي النمو ؛ لکي تتم عملية التدريس بشکل مؤثر ، مع ملااعاة للفروق الفردية بين الافراد .
وتهتم الاساليب المعرفية بوصف اسلوب النشاط المعرفي الذى يمارسة الفرد (form ) وليس بمحتوي (content) النشاط ذاته ، ولذلک فهي تهتم بدراسة الفروق الفردية التي تتبلور من خلال ممارسة الغرد لنشاطه المعرفي من تفکير ، وتخيل وادراک ، وحل مشکلات ، واتخاذ قرارات ، فهي لا تعتبر فروقا في الکم بين الافراد ، وانما هي فروق ممثلة في طريقة التفکير ، والادراک في حين التعامل مع موقف معين ؛ مما يعطي الفرد نمطا مميزا .
تعد الاساليب المعرفية من الجوانب والابعاد الساسية في الشخصية ، فهي تنظر اليها نظرة شمولية کلية ، وتساهم في تفسير السلوک في مواقف الحياة المختلفة في جميع مجالات السلوک المعرفية ، والاجتماعية والانفعالية ؛ انطلاقا من الفکر الجشتالتي الکلي ، حيث ان دراسة الشخصية لا تتم بمعزل عن الاساليب المعرفية ، لان السلوک الانفعالي والاجتماعي والحرکي هو امتداد للنشاط المعرفي .
تتميز الاساليب المعرفية بالثبات النسبي علي امتداد الزمن ، فهي تنمو وتتطور مع التقدم في العمر ؛ لذا فهي اکثر ثبات المقاومة للتغير ، واکثر ميلا للثبات ، والاستقرار ، وهذا الثبات النسبي يساعد علي التنبؤ بردود فعل الافراد المعرفية ؛ وفهمنا لاساليبهم المعرفية ؛ من خلال عملية التعلم والارشاد ، وغيرها ، وهذه الاساليب المعلرفية يمکن تعديلها ، وتغييرها من خلال تطبيق استراتيجيات موجهة ، ومنظمة .
يخضح قياس الاساليب المعرفية غالبا لاساليب قياس ثنلئية القطب (bipolar) ويتوزع الافراد الي ثلاثة فئات تتميز بانها لا يوجد قطب افضل من الاخر ، فلکل قطب ايجابياته ، وسلبياته ، کما يمکن قياسها بوسائل لفظية ، وغير لفظية .
ترتبط الاياليب المعرفية بعلاقات سلبية ، او ايجابية مع فقرات عديدة کالدافعية ، والذکاء والنجاح الاکاديمي ، او التکيف مع ظروف الحياة . (العثوم ،2004 ،295) .
مفهوم أسلوب الاعتماد-الاستقلال عن المجال الإدراکي :
يستخدم هذا المصطلح أساسا للتعبير عن القدرة علي التغلب علي السياقات المطورة في الادراک ؛ أي القدرة علي عزل جزء part من کل منظم organized wholl وقد استخدمت عدة مصطلحات للتعبير عن هذه القدرة ، مثل التحليل الکلي Analytic-global فالافراد الذين يتغلبون علي السياقات المطورة هم التحليليون في اسلوبهم المعرفي ، اما الافراد الذين لا يستطيعون ذلک فهم الکليون . (هانم عبد المقصود ، 1991 ، 91) .
کما يعرف الاعتماد-الاستقلال عن المجال الادراکي بانه مدي قدرة الفرد علي التعامل مع الموضوعات کعناصر ادراکية فس المجال في اعتماده علي المجال الادراکي ، وفي استقلاله عنه ، ويقصد بافرد المعتمد علي المجال بانه الفرد الذي لا يستطيع ادراک الموضوع الا في تنظيم شامل کلي للمجال ، بحيث تظل اجزاء الارضية بالنسية له غير واضحة ، والفرد المستقل ذلک الذي لا يستطيع ان يدرک الموضوع منفصلا عما يحيط به من عناصر اخري . (الفرماوي ،1994 ،26 ) .
ويعرفه کوجان Kogan بانه طريقة تحليلية للادراک ، بعکس الشمولية ، ينتج عنها ميل الي ادراک الاجزاء کوحدات منفصلة عن خلفياتها ، وتعکس قدرة علي التغلب علي تاثير النص (السياق) الذي يحتضنها . (Kogan ,1971 ,247) .
العوامل المؤثرة علي النمو الاستقلالي لدي الفرد :
1-اساليب التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد في البيت منذ الصغر لها دور في تنمية الاستقلال ، والاعتماد لدي الفرد ، فتشجيع الوالدين الطفل علي عدم الاعنماد عليها کليا في کل شئ ، والاعتماد علي انفسهم ، فان هذا ينمي لديهم الاستقلال الذاتي ، وعکس ذلک حينما نجد افتقار الطفل لتشجيع الوالدين ، فان هذا ينمي لديه الاتکالية والاعتماد عليهما ، ومن ثم الاعتماد علي الاخرين .
2-الانماط الثقافية التي تسود المجتمعات ، والبيئة التي يعيش فيها الافراد ، مثل التوحد مع الجماعة ، وسيادة التقاليد والمسايرة .(نورا الحربي ، 1997 ، 21) .
وتاثيرات البيئة للتنشئة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد في حياته ، تنعکس اثارها علي شخصيته ، فالاختلافات في نواحي الشخصية يعني اختلاف البيئات ، واختلاف القيم والتقاليد السائدة لکل منها .(الشربيني ، 1992 ،31) .
خصائص الاعتماد-الاستقلال عن المجال الادراکي :
وصف وتکن بعد الاعتماد-الاستقلال بالخصائص التالية :
1-انه متغير کيفي ، حيث انه يصف طرق التوجه اکثر من وصفه للنجاح في تحقيق الاهداف .
2-انه من الابعاد الشاملة لوظائف الفرد .
3-يفسر الاتساق الذاتي للسلوک ، فانه يمکن التنبؤ به في المواقف المختلفة .
4-ثنائي القطب ، فالافراد المعتمدون علي المجال لديهم کفاءات تميزهم عن المستقلين المجال .
5-تشير هذه الثنائية الي ان هذه التکوينات متعادلة القيمة ، فکل قطب يتسم ببعض السمات تساعد الافراد علي التکيف مع الظروف المختلفة (ابراهيم ،1997 ،20) .
ثانيا : الدراسات السابقة
1- الدراسات التي تناولت موضوع الاسلوب المعرفي والاتجاهات الوالدية :
استعان ريتشارد واخرون (2001)Richard ,et al بدراسة تناول المستوي العلمي للوالدين ، وعلاقته بالاسلوب المعرفي ، وتکونت العينة من (207) طالبا وطالبة ، من احدي المدارس الکونية للمرحلة الثانوية ، حيث تتراوح اعمارهم بين (15 -18)سنة ،ثم لاحظوا اداهم المدرسي ، وتاثيرات البيئة ؛ من حيث تطنيق مقياس السلوک الانفعالي ، وسلوک التصرف ، وسلوک التربية ، والتعلم ، والانجاز .
واشارت النتائج الي ان السلوک المدرسي ، والاسلوب المعرفي لا يتحدد بعامل واحد فقط ، وانما هناک تاثيرات للبيئة ، والاتجاهات الاسرية ، والتي غالبا ما تساهم في جوانب الاداء المدرسي للطلاب ، کما اثبتت انه هناک علاقة دالة احصائيا بين الاسلوب المعرفي ، والاتجاهات الوالدية .
وتناول تشاتمان واخرون Tashman , et al .,(1997) عن الانماط المعرفية ، والامراض النفسية (الاکتئاب) والقلق ، والادمان ، وسوء قيام الشخصية بوظيفتها ، وعلاقة الاب مع الابن ؛ وتکونت العينة من (320) من الاباء ، و(241) من الطلاب ، حيث اختيار اساليب معرفية مرتفعة ، واساليب معرفية منخفضة لدي الابناء ، وتناولوا تاريخ الاکتئاب لاطفال مع ابائهم . وقد کان المتغير التابع هو خصائص الوالدين ؛ حيث اشارت النتائج انه لم توجد أي علاقة دالة احصائيا تتعلق بشخصية الاباء ، وعلاقة الاباء بالابناء ،واما التحليل الوسيط فقد اقترح ان العلاقة الابوية عملت کوسيط جزئي بين شخصية الاب ، والاسلوب المعرفي للابن . کما اشارت نتائج الدراسة انه يمکن لکتغير الوالدين ان يرتبط بالاکتئاب لدي الاطفال ، کما اثبتت ان هناک علاقة مباشرة بين الامراض النفسية للوالدين ، واکتءاب الاطفال ، والنمط المعرفي الادراکي للوالدين ، والايلوب المعرفي لدي الاطفال ، واکدت ان اتجاهات الوالدين (التي تتسم بالرفض) مع ابنائهم تؤدي الي حدوث الاکتئاب لهم .
وکانت دراسة کوجان واخرون Kogan, et al ., (1997) بعنوان تاثيرات استراتيجيات التعلمللوالدين علي الاسلوب المعرفي لدي الاطفال ، وتکونت العينة من (157) ؛ منهم (83) اما و(74) ابا ، بمساعدت اطفالهم التذين تبلغ اعمارهم 4 سنوات من البنين ، والبنات ؛ في اربع مهارات تتعلق بمشاکل خاصة باطفالهم . حيث استخدم الباحث مقياس التعلق بالغير ، والاستقلالية(FDI) مع الاطفال في الاعمار الاتية : (4 ، 7 ، 11 ، 14) سنة ، وتوصلت الدراسة الي : ان هناک اختلافات متميزة في الاستراتيجيات التعليمية للوالدين ؛ التي تعتمد علي الاستقلالية ، او التعلق لديهم (FDI) ؛ حيث منحوا اطفالهم استقلالية الراي ، وساعدوهم في الاوجه المعرفية لهذه المهام .
اما اباء الاطفال في مجال التعلق بالغير المعتمدين علي المجال کانوا يراقبون اداء اطفالهم بصرامة ، بل انهم کانوا يميلون للانتقاد .
واهتم هولزينر واخرون Holzner et , al.,(1979) باجراء دراسات تناولت تاثير الاتجاهات الامومية نحو تنشئة الاطفال ، ومقارنة الاسلوب المعرفي لدي (86) طفلا ، تراوحت اعمارهم بين (5 -6) سنوات ، وقد استخدم الباحثون الادوات الاتية : اختبار الاشکال المتضمنة-تصنيف الاشياء لمعرفة اتجاهات الامهات نحو تنشئة اطفالهن ، واظهرت النتائج : ان الامهات التي ينحدرن من طبقة منخفضة اجتماعيا کن اکثر حماية لاطفالهن ، وصرامة معهم ، اما الامهات اللاتي في مستوي اجتماعي متوسط ، فقد کن مع ابنائهن اکثر استقلالية .
کما کشفت الدراسة عن عدم وجود اختلافات في الاسلوبذ المعرفي مع (43) طفلا في کلا الطبقتين الاجتماعيتين ، وعدم وجود اختلافات في اداء الذکور بالمقارنة مع الاناث ، ووجدت اختلافات ضئيلة کانت ترتبط علي نحو واضح باتجاهات الامهات موضع المراقبة ، کما اثبتت الدراية وجود علاقة دالة احصائيا بين الاسلوب المعرفي ، والاتجاهات الوالدية .
ومن الدراسات العربية التي اجريت في هذا المجال وتناولت الاسلوب المعرفي ، والاتجاهات الوالدية في المجال دراسة النفعي (1998) وهي عن اثر اساليب المعاملة الوالدية علي بعض الاساليب المعرفية ، وتکونت عينة الدراسة من (369) طالبا وطالبة (199)طالبا و(190) طالبة من طلاب جامعة ام القري ، ولقد قام کل واحد منهم باکمال مقياس الاشکال المتضمنة ، ومقياس اساليب المعاملة الوالدية (صورة الام+صورة الاب)، ولقد تم استخدام الاسلوب الاحصائي تحليل المسار وتوصلت الدراسة الي النتائج التية : هناک تاثير مباشر وغير مباشر لاساليب معملة الاب (العقابي وسحب الحب ) علي الاسلوب المعرفي الاعتماد علي المجال ، بينما لم يکن هناک تاثير لاسلوب الاب التوجيه، والارشاد علي الاسلوب المعرفي ، کانت هناک تاثير مباشر وغير مباشر لاساليب معاملة الام (العقابي+سحب الثقة+التوجيه والارشاد علي الاسلوب المعرفي الاعتماد علي المجال ، وهناک تاثير مباشر وغير مباشر لاساليب معاملة الاب (سحب الحب+التوجيه والارشاد علي الاسلوب المعرفي الاستقلال عن المجال.
2- الدراسات التي تناولت علاقة الاسلوب المعرفي بالتفوق الدراسي :
تمحور اهتمام ارمسترونج Armstron[ (2000) حول تاثير الاسلوب الادراکي علي انجاز الطلاب الجامعيين في الرسائل ، والمشروعات البحثية في مجال التعليم الاداري وتکونت عينة الدراية من (119) طالب ، ومشرف داخل مدرسة جامعة الاعمال في المملکة المتحدة للمشارکة في هذه الدراسة ، ولقد تم استخدام مقياس تارستون للتطور الذاتي لقياس مشارکة الطلاب في الجودة الاشرافية ، واظهرت النتائج ان الطلاب ادرکو ان جودة الاشراف تزداد بدرجة ملحوظة مع درجة الاشراف خاصة التحليلي في الاسلوب الادراکي ، ان الطلاب الذي کان مشرفيهم اکثر تحليلا ، وايضا اکثر انجازا ، کانت لديهم نتائج افضل بالنسبة في رسائلهم وتؤکد النتائج ان لاسلوب الادراکي تاثير في الانتاج العلمي للطلاب .
وتناولت الرواحي Alrawahi (2000) دراسة عن الاساليب الادراکية ، وتعلم طلاب الطب ، مدي تاثير طرق التدريس بالتحکم في المتعلم ، واظهرت النتائج ان الانجاز الطبي ، والتفوق للطلاب يحدث عندما يتم تعليمهم بطريقة تتناسب مع الاياليب الادراکية ، کما اشارت الي ان دعم الطلاب بالبيئة التعليمية الغنية التي يتم من خلالها التعليم بانجاز ، حيث تکون اکثر تاثيرا قي الانجاز حيث تکون اکثر تاثيرا في طرق التدريس بشکل الي ، وبالتال يؤدي الي توقف الطلاب .
3- الدراسات التي تناولت الاتجاهات الوالدية والتفوق الدراسي :
رکزت دراسة کلا من البرت ورنج Albert & Rung (1988) علي معرفة الاتنجاهات الشخصية و الاتجاهات الوالدية ، والامکانيات الابداعية للاولاد المتفوقين ، وتکونت عينة الدراسة من الطلبة الذکولر الذين تراوحت اعمارهم بين (12 -13)سنة ،والذين تميزوا بالتفوق في المواد العملية ، واستخدم الباحثان اختبار لوفنجر لتکملة الجمل ، واشارت النتائج الي تشابة في العلاقة بين الطلاب المتفوقين ، والطلاب ذوي الذکاء العالي في درجاتهم في المقاييس المستخدمة ، واثبتت الدراسة ان هناک علاقة موجبة دالة احصائيا بين الاتجاهات الوالدية ، والتفوق .
ومن الدراسات العربية التي تناولت الاتجاهات الوالدية والتفوق الدراسي :
دراسة ثناء سليمان (1993) والتي اشارت الي بعض الجوانب المهمة للطلاب المتفوقين (اسرية-دراسية-المعلم) ، ودرجت رضاهم عن هذه الجوانب ، وتکونت عينة الدراسة من (785) طالب وطالبة بالصف الاول والثاني من فصول المتفوقين من (16)مدرسة من المدارس الثانوية بمدينة القاهرة ، واستخدمت الباحثة اختبار الرضا لطلاب المدارس الثانوية، واستمارة المستوي الاجتماعي ، والثقافي من اعداد الباحثة .
وقد توصلت الباحثة الي النتائج الاتية :
1-توجد فروق دالة احصائيا بين الطلاب المتفوقين والطالبات المتفوقات الذين ينتمون لمستوي اجتماعي ، وثقافي عالي ، والذين ينتمون لمستوي اجتماعي وثقافي منخفض في الجانب الاسري لصالح المستوي الاجتماعي ، والثقافي الاعلي .
2-توجد فروق بين الطلاب ، والطالبات المتفوقين في الجانب الصحي والاسري ، ورضاهم عنهما ، وبين درجاتهم من الجانب الدراسي ، والمعلم ، ورضاهم عنهما لصالح الجنب الصحي والاسري.
3-يشعر 64% من الطلاب المتفوقين ، 50%من الطالبات المتفوقات بکامل الرضا والارتياح داخل المنزل .
الدراسات التي تناولت الاتجاهات الوالدية والتاخر الدراسي :
اعد کلا من بيمبيقات وغينسبرغ Bempeghat &Ginsburg (1989) دراسة هدفت الي مراجعة العوامل المرتبطة بالتاخر الدراسي ، والي تناول البرامج والممارسات التي يبدو انها ذات فاعلية في ذيادة التحسين المعرفي ، والتطور التربوي للتلاميذ الذين يعانون من خطر الفشل الدراسي ، وقدطبقة الدراسة علي عينة کافية من الطلاب ؛ وقد اشارة النتائج الي ان المنزل او المدرسة او المجتمع المحلي يمکن ان يشکل مصدر للخبرة التربوية غير الکافية مما يساعدهم في حدوث التاخر الدراسي ، کما اظهرت النتائج ان 30%من طلبة المدارس في الولايات المتحدة هم علي حافة الفشل الدراسي ، کانت بسبب الظروف الاسرية .
وجاءت دراسة بيريتي واخرون Peretti et, al .,(1984) متناولة تاثير الرفض الوالدي علي سلوک السرحان السلبي في الفصل للطلاب ، وعلاقة الطفل بوالدهيه ومدي تاثيرها علي سلوک الطالب ، وتاخره الدراسي وتکونت العينة من (123) طالب في الصف الثالث الابتدائي بشيکاغو ، واستخدم الباحث استبانات مثلث العلاقة الابوية مع الطفل ، قبول الذات ، التاثير الوالدي ، ومقابلات مع المدرسين لجمع البيانات ، واظهرت النتائج ان سلوک الوالدين يؤثر علي الطالب اثناء متابعة شرح المعلم في الفصل ، واختلاف الاستجابة لديه يتکون من خلال معاملة الوالدين ، ومدي تاثيرها عليه .
ومن الدراسات التي تناولت الاتجاهات الوالدية ، والتاخر الدراسي في العالم العربي کانت دراسة ابي مصطفي (1999) حيث بحثت التعرف علي ابرز المظاهر السلوکية لدي المتاخرين دراسيا ،والکشف عن وجود فروق دالة احصائيا بين الجنسين ، وفئتي العمر (6-12) ، (9-12) في تلک المظاهر ، ومدي ارتباطه بالمستوي التعليمي للوالدين ، وعدد افراد الاسرة ، وابرز ابعاد المظاهر السلوکية لدي المتاخرين دراسيا . وتکونت عينة الدراسة من (91) تلميذا ، (52) تلميذة تتراوح نسبة ذکائهم بين (80-90)حسب اختبار مکارثي ، واختبار کلارد ، کما تکونت عينة الدراسة من (143) معلما ، ومعلمة منهم (91) معلما ، و(52) معلمة وتم الاعتماد علي المعلمين ، والمعلمات في ادراکهم للمظاهر السلوکية للاطفال وراعي البحث ازاء ذلک مساواة عدد المعلمين والمعلمات لعدد التلاميذ ، حيث اجاب کل معلم ومعلمة علي استبانه واحدة لکل طفل يدرسة ويقوم بمتابعته سلوکيا ، واشارت النتائج الي عدم وجود ارتباط دالة بين المظاهر السلوکية الشائعة والمستوي التعايمي للوالدين کما تبين ، ابرز المظاهر السلوکية لدي المتاخرين دراسيا هي المظاهر النفسية ، والظروف الاسرية .
ومن الدراسات المحلية المرتبطة بهذا المجال تلک الدراسات التي قدمتها فاطمة الحازمي (1999)والتي هدفت الي التعرف علي اهم المشکلات (الدراسية-الاسرية-الصحية-النفسية-الاجتماعية-الاقتصادية) التب تعاني منها طالبات الصف الثالث الثانوي ذوات التحصيل المنخفض (المتاخرات دراسيا) بمدينة جدة واشتملت عينة الدراسة علي (96)طالبة في المدارس الثانوية تم اختيارهن بطريقة عشوائية ، حيث تم تطبيق استبانة للمشکلات التي تواجه هؤلاء الطالبات ، وقد اظهرت نتائج الدراسة ان هناک مشکلات يعاني منها طالبات الصف الثالث الثانوي ذوات التحصيل الدراسي النخفض ، وان ترتيب هذه المشکلات تم علي النحو التالي : (المشکلات الدراسية-المشکلات النفسية-المشکلات الصحية-المشکلات الاسرية)
وتمحور اهتمام دراسة الستاوي(1995) حول حصر العوامل العامة والعوامل الخاصةالمسببة للتاخر الدراسي حتي يتم ادراک جوانب القصور والحرص علي تلافيها ، وشملت عينة الدراسة جميع الذين رسبوا في امتحانات نهاية العام الدراسي (1987-1988) من الصف الرابع حتي الصف الثالث الثانوي ، وبلغ عدد التلاميذ في المرحلة الثانوية (1412)منهم (709)من الذکور و(703) من الاناث واستخدم الباحث (96) سؤالا ممثلة المجالات التالية (العوامل الاسرية ، العوامل الدمدرسية ، وعوامل خاصة بالاستذکار) واشارت النتائج الي تدني مستوي الاسرة العلمي ، وانتشار مشکلات بين افرادها من جهة ، وبين التاخر الدراسي من جهة اخري .
وبحثت دراسة محافظة (1994) الاهمية النسبية للبيئتين الاسرية والمدرسية في اخفاق تلاميذ وتلميذات قري الخرشة (الاردن) في امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) ، وکذلک معرفة مدي اختلاف تقدير الذکور ، والاناث لبعد البيئتين الاسرية-المدرسية ، وتکونت عينة الدراسة من (629) طالبا وطالبة من الذين اخفقوا في امتحان الثانوية العامةللفترة الواقعة بين(1984-1993) ، واکدت النتائج ان اهم العوامل الاسرية التي اسهمت في اخفاق الطلبة هي (التسلط من الاسرة ، والمشاکل المحيطة بهم الاسرية ، والمدرسية .
الدراسات التي تناولت الاتجاهات الوالدية مع متغير التفوق الدراسي والتاخر الدراسي :
ومن الدراسات الاجنبية التي اهتمت بهذا الاتجاه دراسة بنر Banner (1979) والتي اشارت الي الاتجاهات الخاصة من قبل الامهات بتربية الابناء الذين لديهم تاخر دراسي ،والمتفوقين وذکرت العلاقة بين الامهات والاطفال ، ومدي تاثيرها علي حياة الابناء ، واتجاهات الامهات نحو الانجاز الدراسي الخاص بطفلهم في سن الحادية عشر ، وقد طبقة الدراسة علي عينة کافية ، وتشير النتائج الي ان هناک مقارنة بين امهات الاطفال المتاخرين دراسيا حين کانو اکثر سيطرة واکثر ايجابية ، واکثر بحثا ، ولکن الامهات الذين لديهم بنات متاخرات دراسيا ، کانوا اکثر وقاية ، واکثر صلابة ، واکثر سيطرة ، بينما امهات التفوقين ، کانوا اکثر سواء ، واکثر قبولا لابنائهم .
وفي ذات الاطار کانت دراسة هيدر Haider (191) والتي ترکز اهتمامها حول اختلاف انماط التربية الاسرية بين امهات الطلاب المتفوقين تحصيليا ، والطلاب المتاخرين دراسيا ، وقد تم اختيار عينة البحث علي اساس محک نسبة الذکاء ، ومتوسط درجاتهم في مواد الصف الدراسي في صفوف السنة الثالثة ، والرابعة ، والخامسة الابتدائية ، وقد تم تصميم تصنيف المجموعة الي (23) تلميذا متفوقا و(34) متاخرا وقد تم تصميم مقابلة طبقت علي امهات هؤلاء التلاميذ ؛ وقد طکانت المقابلة عبارة عن مقياس للتقدير مکون من خمس درجات ، ويتضمن کافة المتغيرات المتعلقة بالتنشئة الاجتماعية ، وتوصلت النتائج الي الاتي :
1. ان امهات التلاميذ المتفوقين دراسيا کانت تنشئتهم سليمة ، عن امهات التلاميذ المتاخرين دراسيا .
2. عند مقارنة نوع ونمط العلاقات الاجتماعية بين الاطفال ، وامهاتهم اتضح ما يلي:
أ- ان نمط التربية للاطفال المتاخرين دراسيا نمط متسامح ، او متساهل ، زان الامهات لا يمارسون أي نوع من السلطة ؛ أي ليس لديهم تاثير في حياة اطفالهن .
ب- ان الدفء في العلاقة بين الطفل ، وکذلک عملية الاتصال بين الطفل ووالدية کانت اکثر دفء نسبيا في مجموعة المتفوقين ، عن المتاخرين دراسيا في بعض المتغيرات .
ج- کانت هناک بعض السمات التي تميز امهات التلاميذ المتاخرين دراسيا اهمها :
(1) الشعور بالنقص ، وعدم الثقة في تربية الاطفال .
(2) الشعور بالنقص في الاصرار علي معاقبة الطفل في اللحظة الصحيحة المناسبة .
(3) انحلال في القواعد العامة التي يتسم بها ربات البيوت .
(4) الظروف الاجتماعية والاسرية والاقتصادية والثقافية السيئة .
وعلي الصعيد العربي في هذا المجال جاءت دراسة عبد السلام (1998) والتي بحثت العلاقة بين المتغيرات الاسرية ، والتعليمية المرتبطة بالتميز الأکاديمي للأطفال وذلک بغرض تحديد الاهمية النسبية لهذه المتغيرات ، ودورها بالنسبة لانجاز الأطفال ، وطبقة عينة البحث علي عينة کافية ، واستخدم الباحث اداة تقييم مستوي تعليم الوالدين ، ومقياس الذکاء المصور ، واداةتقدير مستوي الدخل الاسري ، واظهرت النتائج وجود فروق دالة احصائيا بين المتفوقين والمتاخرين في الجوانب الاتية :الخبرات المدرسية ، والاتجاهات الوالدية والتي اظهرت ان لدي المتفوقين مفهوم عالي في ذاتهم يختلف عن العينة الاخري ، کما وجدت فروق في علاقة التلميذ باسرتة ، ومدي تاثير علاقتة بالبيئة المحيطة ، کما وجد تطابق بين العينات الثلاث في المتغيرات الاتية : (مستوي تعليم الوالدين-العمر الزمني-الصف الدراسي) .
اما دراسة فتحية نصير (1994)فقد بحثت العلاقة بين المعاملة الوالدية للابناء ، وبين التحصيل الدراسي للمتفوقين والمتاخرين دراسيا من الجنسين ، وبلغت عينة الدراسة (271)، واستخدمت الباحثة مقياس المعاملة الوالدية کما يدرکها الابناء ، استمارة المستويات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة ، کشوف درجات نهاية العام کمحک للتحصيل الدراسي للمتفوقين ، والمتاخرين ، واکدت النتائج الاتي :
1-انه توجد علاقة ارتباطية سالبة بين المعاملة الوالدية ، وبين التحصيل الدراسي ، کما تقيسة الابعاد السلبية .
2-تختلف اساليب المعاملة الوالدية للابناء ، باختلاف الجنس .
3-تختلف اياليب المعاملة للاب ، عن اساليب المعاملة للام نحو الابناء .
4-توجد علاقة بين المکتفوقين والمتاخرين ، واساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها الابناء ، نحو الوالدين .
واشارت دراسة الطحان (1990) الي معرفة العلاقة بين التحصيل الدراسي المرتفع ، والمنخفض عند الابناء ، والاتجاهات الوالدية في التنشئة وکذلک معرفة العلاقة بين التحصيل الدراسي ، والمستوي الاجتماعي-الاقتصادي للاسرة ، وتکونت عينة الدراسة من (340) ، طالبا وطالبة في الصف الاول الثانوي في دولة الامارات العربية المتحدة ، حيث طبق عليهم کل من مقياس الاتجاهات الوالدية في التنشئة ، ودليل المستوي الاجتماعي-الاقتصادي .
واظهرت النتائج وجود علاقة موجبة دالة بين التحصيل المرتفع ، وکل من الاتجاة الديموقراطي ، واتجاه التقبل عند الاباء وخاصة المرتفع بالنسبة للاناث ، وان هناک علاقة سلبية دالة بين التحصيل الدراسي عند الابناء ذوات التحصيل المنخفض ، وکل من اتجاه التسلط ، واتجاه الحماية الذائدة للاباء وخاصة عند الذکور ، وعند محاولة تحديد أي الاتجاهات الوالدية يسهم في تفسير التحصيل الدراسي عند الابناء تبين ان الاتجاه الديموقراطي في التنشئة ، هو اهم الاتجاهان الوالدية ، ويليه في الاهمية الحماية الذائدة بالنسبة للاباء اما بالنسبة للامهات فقد تبين ان اتجاه التسلط هو الذي حظي بالاهمية الاولي ، ويليه الحماية الذائدة حيث يؤثران سلبيا علي التحصيل الدراسي عند الابناء ، کما اوضحت الدراسة ان هناک علاقة ايجابية دالة بين التحصيل الدراسي عند الابناء ، والمستوي الاجتماعي-الاقتصادي للاسرة .
مجتمع الدراسة :
يتکون مجتمع الدراسة الحالية من طالبات المرحلة الثانوية المتفوقات ، والمتاخرات دراسيا ، في مدينة مکة المکرمة ، ويمثلون المجتمع الاحصائي لهذه الدراسة .
عينة الدراسة :
تتکون عينة الدراسة في صورتها النهائية من عينة من طالبات الصف الاول الثانوي ، المتفوقات دراسيا والمتاخرات دراسيا السعوديات ، بمدينة مکة المکرمة ، عينة قصدية قوامها (259) منهم (150)طالبة من المتفوقات دراسيا و (109) طالبة من المتاخرات دراسيا ، حيث تتراوح الاستبيانات التي لم تتوافر فيها شروط العينة ، وقد تم اختيار عينة الدراسة بالنسبة للمتفوقات الحاصلات علي تقدير ممتاز ابتداء من (95%-100%) ، والمتاخرات دراسيا الحاصلات علي تقدير مقبول ابتداء من (50%-64%) .
أدوات الدراسة :
استخدمت الباحثة في الدراسة الحالية الادوات التالية :
1- اختبار رافن لقياس الذکاء (المصفوفات المتتابعة العادي) :
وصف الاختبار :
قام بإعداد هذا الاختبار جون رافن (1938) ، وقد تم تقنينه علي البيئة السعودية من قبل ابوحطب واخرون ، ويعتبر اختبار رافن العادي للمصفوفات المتتابعة من أشهر اختبارات الذکاء ، واکثرها استخداما علي المستوي العالمي ؛ باعتباره اقل اختبارات الذکاء تأثرا بعامل الثقافة .
ويتکون الاختبار من خمسة مجموعات (ا،ب،ج،د،ه) وکل مجموعة تتکون من 12 مفردة ؛ أي ان المجموع الکلي لمفردات الاختبار 60 مفردة ، وتبدا کل مجموعة بفقرة سهلة ؛ ثم تتزايد في الصعوبة ، وفهم العلاقة ، ومعرفة نظام ترتيب الاشکال ، وهي طريقة للتعلم من خلال الخبرة ، والممارسة ، ويحاول فيها المفحوص الاجابة عن کل فقرة في المجموعة ، ثم ينتقل الي المجموعة التي تليها ، وتتشابة مفغردات المجموعة کلها في المبدا المتضمن فيها ، وکلما تقدم في المجموعات يزداد مستوي الصعوبة الي ان تصل الي المجموعة الاخيرة ، فهي مصممة حيث تتدرج في مستوي الصعوبة الي ان تصل لدرجة عالية من التعقيد ، وهذا ما يعرف بتعقد العمليات العقلية المعرفية ، فالمجموعة الاولي الاکثر سهولة تتطلب الدقة في المقارنة ، والتمييز ، والتماثل ، والمجموعات الاخيرة الاکثر صعوبة تتطلب القدرة علي ادراک العلاقات المنطقية ، ومع ذلک فمفردات المجموعة تتشابة في المبدا المتضمن فيها .
وتتالف کل مفردة من رسم ، او تصميم هندسي ، او نمط شکلي حذف جزء منه ، وعلي المفحوص ان يحدد الجزء الناقص فيها ، وتعرض معها عدة بدائل واحتمالات ، في القسمين الاولين تکون الاحتمالات (6) ستة ، وفي الاقسام الثلاثة الاخيرة تکون (8) ثمانية .
وعلي المفحوص ان يستخدم مهارات مختلفة في التوصل للاجابة الصحيحة التي تتناسب مع طريقة عرض الفقرات في کل مجموعة .
وتعتبر الدرجة الکلية في الاختبار مؤشرا علي الطاقة العقلية للفرد ، کما تسهم الدرجة الفرعية التي يحصل عليها المفحوص في کل مجموعة من المجموعات الخمس علي تحديد درجة الاتساق ، والتقدير الذي يعطيه الاختبار ، کي يفيد في تحديد الدلالة النفسية للتفاوت في درجات الاختبار .
والدرجة التي يحصل عليها المفحوص تدل علي القدرة العامة للتفکير الاستنتاجي ، والتماثلي ، وذلک في حالة عدم تعيين الوقت ، اما في حالة تعيين الوقت فان الدرجة تعني مدي کفاءة القدرة العقلية في اصدار الاحکام الدقيقة ، والسريعة .
إجراء الاختبار :
يتکون الاختبار من کراسة الاسئلة ، کتيب التعليمات ، وورقة اجابة ، يجيب المفحوص عليها .
ويقوم الفاحص بتوزيع اوراق الاجابة التي يدون فيها ارقام الاجابة الصحيحة ، واقلام الرصاص ، ثم يطلب الفاحص من المفحوصين تعبئة البيانات الشخصية الخاصة بالاسم ، وتاريخ الميلاد ،/والمدرسة ، والصف ، وتاريخ اليوم ، وتدوين بداية الوقت في الاختبار ، ونهايتة ، والزمن الکلي .
وبعد ذلک يوزع الفاحص کراسات الاختبار ، ويطلب من المفحوصين عدم فتح الکراسات قبل ان يؤزن لهم ثم يشرح لهم تعليمات الصفحة الاولي ، وبقية الاختباريکون بنفس الطريقة .
اوجه استخدام الاختبار :
اعد اختبار المصفوفات المتتابعة العادي لجون رافن للاشخاص الذين نضجت لديهم قدرة الاستنتاج بطريقة القياس ، والاختبار صالح للتطبيق لجميع الاعمار ، ولکافة المستويات التعليمية ، والاجتماعية ، زالثقافية ، مکونة اختبارا غير لفظي ، ولهذا الاختبار عدة استخدامات اخري وهي کالتالي :
-تحديد المستوي العقلي العام .
-تحديد الاختبارات العامة للمتقدمين للعمل في الناحية التربوية والمهنية .
-تحديد الضعف العقلي ، وکشف التاخر الدراسي .
ثبات الاختبار :
يتم تطبيق طريقتين لتقدير ثبات الاختبار :
تم تطبيق ثبات الاختبار علي مجموعات مختلفة من عينة التقنين الاصلية في مختلف الاعمار ، وقد تراوحت معاملات ثبات الاختبار بين (0.73-0.81)عند المستويات العمرية الاقل من (25)سنة ، ومنها يتضح ان جميع معاملات الثبات مرتفعة بدرجة کافية .
ثانيا : طريقة تطبيق معادلة (کورد-ريتشاردسون) واتضح ان معاملات الثبات لهذه الطريقة جميعها مرتفعة بين (0.87-0.96) .
صدق الاختبار :
أثبتت الدراسات التي استخدمت هذا الاختبار ظهور نتائج تدل علي صدق الاختبار ، وفائدتة في قياس ، ومعرفة الفروق في مستوي الذکاء العام ، وقدايجاد صدق الاختبار عن طريق الصدق المرتبط بالمحکات ؛ حيث استخدمت المحکات التالية :
1-اختبار ذکاء الشباب اللفظي ، وبلغ معامل الارتباط (0.73) .
2-اختبار ذکاء الشباب ، وبلغ معامل الارتباط (0.78) .
3-مجموع درجات التحصيل في اختبار الکفاءة المتوسطة ، وبلغ معامل الارتباط (0.71).
4-المعدل التراکمي لطالبات الجامعة ، وبلغ معامل الارتباط (0.94) .
5-رسم الرجل ، وقد تراوحت معاملات الارتباط بين (22-0.52) .
وهذا الاختبار يرتبط بالعديد من المحکات ؛ الامر الذي يؤکد صدقه ، وجري تقنينه علي البيئة السعودية ، وقد تم استخدامة في العديد من البحوث التربوية ، والنفسية بمکة المکرمة .
ثانيا :اختبار الاشکال المتضمنة (الصورة الجمعية)
اختبار الاشکال المتضمنة (الصورة الجمعية) من اعداد وتکن واخرون تعريب الشرقاوي والشيخ (2002) وهو احد اختبارات ثلاثة تتکون منها بطارية اختبارات الاشکال المتضمنة وهذه الاختبارات هي :
1-اختبار الاشکال المتضمنة للراشدين .
2-اختبار الاشکال المتضمنة للاطفال .
3- اختبار الاشکال المتضمنة (الصورة الجمعية) .
ويعتبر الاختبار الاول والثاني اختباران فرديان ، اما الاختبار الثالث فهو اختبار جمعي ، وقد اعد بحيث يصلح تطبيقه علي الراشدين ، وعلي الاطفال .
واختبارات الاشکال المتضمنة من الاختبارات الادراکية ؛ ويطلب من المفحوص ان يحدد في استجاباته معالم الاشکال البسيطة التي تعرض عليه داخل مجموعة من الاشکال المعقدة ، نظمت بطريقة معينة تکون الاشکال البسيطة غير واضحة فيها ؛ حيث يطلب التعرف عليها بعد التفکير من المفحوص ، وتستخدم اختبارات الاشکال المتضمنة في قياس بعد مهم من الابعاد المعرفية ، او ما يعرف بالاساليب المعرفية وهو بعد (الاعتماد-الاستقلال عن المجال الادراکي ) .
وصف الاختبار :
يتکون اختبار الاشکال المتضمنة (الصورة الجمعية) من ثلاثة اقسام رئيسة هي :
ثبات المقياس :
يشير الشرقاوي والخضري (2002)ان ثبات الاختبار بلغ بطريقة التجزئة النصفية لعينة البنين 0.76 ، وللبنات 0.78 .
وفي دراسة وفاء خليفة (1983) کان معامل الثبات (0.72 ،0.73 ) .
-في دراسة دينا العظمة (1992) کان ثبات الاختبار (0.83) .
-في دراسة الشمراني (1997) کان ثبات الاختبار (0.84)
-في دراسة نوار الحربي (1997) کان ثبات الاختبار (0.86) .
صدق المقياس :
-في دراسة خليفة (1983) کان صدق المقياس (0.83) في البيئة السعودية .
-في دراسة العظمة (1992) تم حساب صدق الاختبار عن طريق حساب الارتباط بين القسم الثاني من الاختبار ودرجة الاختبار الکلي وکان (0.94) .
-في دراسة الشمراني (1996)کان صدق الاختبار (0.81) .
-في دراسة الحربي (1998) کان صدق الاختبار (0.81) .
2: استبيان القبول-الرفض الوالدي :
وصف الاستبيان :
قام رونر باعداد استبيان القبول-الرفض الوالدي (1986) وهو اداة للتقرير الذاتي ، وفيه تقدير کيفية ادراک الراشد لمدي القبول ، او الرفض اللذان لقيهما من ةقبل والديه (الام-الاب-او من يقوم مقامهما) ، حين کان بين السابعة والثانية عشر من عمره ، ويتکون الاستبيان من (60) عبارة ، موزعة علي اربعة مقاييس فرعية کما يلي :
1-الدفء-المحبة (1-5-8-12-15-19-22-26-29-33-36-40-43-47-50-54-55-57-58-60) وتشير الي المدي الذي يريبه المستجيب ان والديه يمنحانه الدفء ، والمحبة ، والعطف بلا قيد او شرط ؛ دون ان يکون هذا الحب مبالغا في اظهاره او التعبير عنه .
2-العدوان-العداء : ويتضمن العبارات (2-6-9-13-16-20-23-27-30-34-37-41-44-48-51) وتشير الي اشکال السلوک الوالدي التي يمکن ان يدرکها المستجيب علي ان الوالدين يقصدان ايذاء ؛ سواء بالقول او الفعل .
3-الاهمال-اللامبالاة : ويتضمن العبارات(3-7-10-14-17-21-24-28-31-35-38-43-45-49-52)وتشير الي السلوک الوالدي الذي يحتمل ان يفسره المستجيب علي ان والديه غافلان عنه ، غير مهتمين به ، غير عابئين بشؤنه ،وانشطته ، والامور التي يراها ذات اهميةبالنسبة له .
4-الرفض غير المحدد : ويتضمن العبارات (4-11-18-25-32-39-46-53-56-59)وتشير الي السلوک الوالدي الذي يمکن ان يراه المستجيب علي انه رفض وعدم قبول ؛ دون ان يتم هذا السلوک بوضوح علي شکل عدوان تجاهه ، او الاهمال ، ولامبالاة بشئونه ، ويمثل مقياس الدفء-المحبة طرق القبول ، اما الثلاثة مقاييس الاخري فتمثل الرفض .
صدق الاستبيان :
تم ايجاد صدق الاستبيان بالطرق التالية :
ا-الصدق التلازمي :
وذلک بحساب معاملات الارتباط بين مقاييس الاستبيان الفرعية ، وومقاييس صادقة کمقياس شايفر(1965) لتقدير الابناء للسلوک الوالدي ، واستبيان سيجلمان Sieglman(1965) للسلوک الوالدي .
ب-الصدق العاملي :
اسفر التحليل العاملي عن عاملين : الاول اطلق عليه الرفض ، وقد تشبعت عليه المتغيرات الخاصة بمقاييس العدوان-العداء ، والاهمال-اللامبالاة ، الرفض المدرک غير المحدد ، اما العامل الثاني فاطلق عليه القبول ، وتشبعت عليه مجموعات المفردات الخاصة بمقيلس الدفء المحبة .
ثبات الاستبيان :
تم حساب ثبات الاستبيان باستخدام معامل الفا کرونباخ ، وکانت معاملات ثبات المقاييس الفرعية تتراوح بين(0.86) ، (0.95) .
تقنين النسخة العربية :
قامت سلامة (1988) معدة النسخة العربية بترجمة عبارات الاستبيان من الانجليزية الي العربية عن استبيان لرونر (1986)Rohner وتقنينة علي عينة مکونة من (84)طالبا ، وطالبة ، منهم (41) من الذکور و(43) من الاناث ، تراوحت اعمارهم بين 18-25 سنة ، بمتوسط عمري قدره (21،52)عاما ، وانحراف معياري قدره (2.29) .
صدق الاستبيان :
تم ايجاد صدق الاستبيان بالطرق التالية :
أ-التجانس الداخلي :
تم حساب ارتباط کل مفردات الاستبيان بمجموع المقياس الفرعي الذي تنتمي اليه ، وتم ايجاد قيمة کل مقياس فرعي بالمجموع الکلي لدرجات الاستبيان ، وکانت معاملات الالاتباط الخاصة بجميع مفردات الاختبار دالة علي الاقل عند مستوي (0.1) ، وبالتالي لم ترفض أي مفردة من مفردات الاستبيان في صورته الغربية ، وقد تراوح معامل ارتباط درجات مفردات مقياس الدفء-المحبة ، بالمجموع الکلي لهذا المقياس بين (0.3-0.68) بمتوسط قدره (0.52) ، وتراوحت قيمة ارتباط مفردات العدوان-العداء بمجموع درجات هذا المقياس بين (0.3-0.79) ؛ بمتوسط قدره (0.58) ، وفي مقياس الاهمال-اللامبالاة تراوحت معاملات ارتباط درجات مفرداته الکلي بين (0.3-0.68) بمتوسط قدره (0.55) ، بينما تلااوحت معاملات الارتباط بين درجات مفردات مقياس الرفض غير المحددالمجموع الکلي لهذا المقياس بين (0.46) الي (0.64) ؛ بمتوسط قدره (0.54) .
ب-الصدق العاملي :
تم اختيار الصدق العاملي کاسلوب امثل للتحقق من الصدق البنائي ، واکد التحليل العاملي الصدق البنائي للاداة ؛ حيث ظهر عاملان مسؤلان عن تکوين الاداة ، اطلق علي الاول الرفض الوالدي ، وقدکان مسؤلا عن (53.82%) من التباين الارتباطي الکلي ، والثاني اطلق عليه القبول المدرک ، وقد حصل علي (8.99%) من التباين الارتباطي الکلي ، وهما نفس العاملان اللذان تم استخلاصهما من اجراء التحليل العاملي للنسخة الانجليزية .
ثبات الاستبيان :
تم حساب الثبات باستخدام الفاکرونباخ ، وقد اتضح ان معامل ثبات المقاييس الفرعية تتراوح بين (0.81-0.62) ؛ بمتوسط قدره (0.76) ، وهي معاملات ثبات تعتبر عالية ، وثابتةبالنسبة لمقياس الدفء-المحبة ، ومقياس العدوان-العداء ، ومعقولة بالنسبة لمقياس اللامبالاة-الاهمال ، ومقياس الرفض المدرک غير المحدد ، مما يشير لمستوي ثبات طيب بالنسبة للنسخة العربية للاستبيان.
صدق وثبات الاستبيان .
صدق الاستبيان :
تم حساب معاملات الارتباط بين کل عبارة ، ومجموع المقياس الفرعي الذي ينتمي اليه ، وحساب ارتباط کل مقياس فرعي ، والرجة الکلية للاستبيان ، وفيما يلي عرض للنتائج التي اسفرت عنها المعالجة الاحصائية للصدق :
حيث اتضح ان جميع معاملات الارتباط دالة احصائيا عند مستوي (0.01) و (0.05) ، وهذا مؤشر للتجانس الداخلي للاستبيان ، وصدقه في قياسه للظاهرة موضوع الدراسة .
کما اتضح ان معامل الارتباط بين المقاييس الفرعية ، والدرجة الکلية للاستبيان مرتفعة ، ودالة عند مستوي (0.01) وتتراوح بين (0.125-0.90) .
تم حساب ثبات المقياس بعدة طرق وهي :
أ-طريقة الفاکرونباخ :
تم التحقق من ثبات الاستبيان الحالي بابعاده الاربعة ؛ عن طريق حساب معاملات الثبات بطريقة الفاکرونباخ ؛ ومن خلال درجات العينة الاستطلاعية علي استبيان القبول-الرفض الوالدي .
واتضح ان معاملات ثبات الفاکرونباخ الخاصة بالمقاييس الفرعية لاستبيان القبول-الرفض الوالدي ، والدرجة الکلية له کالتالي :
وشارت النتائج الي ان معاملات الثبات بطريقة الفاکرونباخ ذو قيمة مرتفعة ، مما يدل علي ان المقاييس تتمتع بثبات مرتفع .
ب-طريقة التجزئة النصفية :
تم تقسيم المقياس الي نصفين ، احدهما يتضمن العبارات الفردية ، والاخر يتضمن العبارات الزوجية ، وبعد ذلک تم حساب معامل الارتباط بين درجات افراد العينة الاستطلاعية علي العبارات الفردية ، ودرجاتهن علي العبارات الزوجية ، وقد بلغ معامل الارتباط (0.801) ، وبعد ان استخدمت معادلة سبيرمان-براون لتصحيح هذا المعامل بلغ (0.899) .
ج-طريقة اعادة التطبيق :
حيث تم في هذه الطريقة تطبيق المقاييس علي افراد العينة الاستطلاعية ، ثم تم اعادة التطبيق علي نفس المجموعة بعد اسبوعين ، وتم حساب معامل الارتباط بين نتائج التطبيق الاول ، والثاني ، وبلغت معاملات الارتباط (0.694) ، وهي دالة عند مستوي دلالة (0.01) .
ومما سبق يتضح ان الاستبيان المستخدم في الدراسة الحالية يتميز بمعاملات ثبات مرتفعة ، مما يؤکد صلاحية استخدامه في البيئة المحلية .
نتائج الدراسة
الاحصاء الوصفي :
الغرض من عرض الاحصاء الوصفي لمتغيرات الدراسة ، وذلک لتسهيل الفهم للقارئ عن طبيعة عينة الدراسة ، وتوضيح ملائمة الاساليب الاحصائيةالاستدلالية المستخدمة لاختبار فروض الدراسة ، والجدول التالي يوضح الاحصاء الوصفي لمتغيرات الدراسة : (المتوسط الحسابي ، الانحراف المعياري ، الوسيط ، معامل الالتواء ، معامل التفرطح).
جدول رقم (4) يوضح الاحصاء الوصفي لمتغيرات الدراسة الحالية :
الاسلوب المعرفي |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الوسيط |
معامل الالتواء |
معامل التفرطح |
طالبات متفوقات |
5.853 |
2.695 |
6.5 |
0.602 |
0.907 |
طالبات متاخرات |
4.412 |
2.373 |
4 |
0.485 |
0.985 |
الدفء/المحبة |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الوسيط |
معامل الالتواء |
معامل التفرطح |
طالبات متفوقات |
50.053 |
18.524 |
53.5 |
0.052 |
1.286 |
طالبات متاخرات |
22.33 |
12.212 |
25 |
0.473 |
0.550 |
العدوان/العداء |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الوسيط |
معامل الالتواء |
معامل التفرطح |
طالبات متفوقات |
17.613 |
11.445 |
12.5 |
1.037 |
0.404 |
طالبات متاخرات |
26.467 |
13.639 |
30 |
0.055 |
1.048 |
اللامبالاة/الاهمال |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الوسيط |
معامل الالتواء |
معامل التفرطح |
طالبات متفوقات |
23.733 |
10.916 |
24 |
0.691 |
0.258 |
طالبات متاخرات |
30.550 |
13.087 |
35 |
0.621 |
0.515 |
الرفض المدرک غير المحدد |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الوسيط |
معامل الالتواء |
معامل التفرطح |
طالبات متفوقات |
11.046 |
2.414 |
10.5 |
0.672 |
1.675 |
طالبات متاخرات |
13.009 |
4.499 |
12 |
0.165 |
1.945 |
مجموع الرفض |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الوسيط |
معامل الالتواء |
معامل التفرطح |
طالبات متفوقات |
52.393 |
18.834 |
48 |
1.149 |
1.379 |
طالبات متاخرات |
70.027 |
23.263 |
70 |
0.068 |
1.220 |
مجموع القبول/الرفض |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الوسيط |
معامل الالتواء |
معامل التفرطح |
طالبات متفوقات |
102.446 |
24.272 |
104 |
0.205 |
0.049 |
طالبات متاخرات |
92.761 |
29.031 |
95 |
0.239 |
1.016 |
نتيجة الفرض الاول :
توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة احصائية بين درجات الاسلوبالمعرفي (الاعتماد-الاستقلال) عن المجال الادراکي ودرجات الاتجاهات الوالدية(القبول-الرفض)لدي عينة من الطالبات المتفوقات دراسيا.
وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط بين درجات الاسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال) عن المجال الادراکي ، ودرجات الاتنجاهات الوالدية لدي عينة من الطالبات المتفوقات ، وفيما يلي عرض للنتائج التي اسفرت عنها المعالجة الاحصائية :
جدول رقم (5) يوضح معامل ارتباط بيرسون للعلاقة
بين درجات الاسلوب المعرفي(الاعتماد-الاستقلال عن المجال الادراکي) .
الاتجاهات الوالدية الاسلوب المعرفي(الاعتماد-الاستقلال عن المجال الادراکي |
القبول والرفض الوالدي |
0.853 ** |
ويتضح من جدول رقم (5) وجود علاقة موجبة ذات دلالة احصائية بين درجات الاسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال) عن المجال الادراکي ، ودرجات الاتجاهات الوالدية (الدفء-المحبة) لعينة الطالبات المتفوقات حيث بلغت معامل الارتباط(0.853)وهي قيمة دالة عند مستوي (0.01) ، وتتفق هذه النتيجة مع العديد من الدراسات السابقة ؛ کدراسة سارکو Saracho (1980) والتي اشارت الي ان الفروق الثقافية ، والعوامل الوراثية لها تاثيرها علي تنمية الاستقلال لدي الفرد ، وان الانماط العقلية لها ارتباط شديد بالاهتمامات التربوية ، والتعليم ، ويؤکد ان تنشئة الوالدين لعا دور کبير في تحقيق الاستقلال .
ويمکن ان نفسر ذلک بان اتجاهات الوالدين الايجابية تجاه ابنائهم تساهم في بناء شخصيتهم ، واشتقلالهم ، وتنمية قدراتهم ، وتطوير الاستعدادات المعرفية لديهم ؛ حيث تعتبر البيئة المحيطة هي المصدر الذي يستقي منه الابناء الثقافة ، والمعرفة ، حيث تساعد البيئة الاسرية علي تنمية استعدادتهم ، ومهاراتهم المعرفية ، والعقلية ، وبذلک تکون للتنشئة الوالدية اثر فعال في دعم الاستقلال .
نتيجة الفرض الثاني :
توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة احصائية بين درجات الاسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال)عن المجال الادراکي ودرجات الاتجاهات الوالدية (القبول-الرفض) ؛ لدي عينة من الطالبات المتاخرات دراسيا .
وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط بين درجات الاسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال) عن المجال الادراکي ، ودرجات الاتنجاهات الوالدية لدي عينة من الطالبات المتاخرات ، وفيما يلي عرض للنتائج التي اسفرت عنها المعالجة الاحصائية :
جدول رقم (6) يوضح معامل ارتباط بيرسون للعلاقة بين درجات الاسلوب المعرفي(الاعتماد-الاستقلال عن المجال الادراکي) ودرجات الاتجاهات الوالدية للطالبات المتاخرات .
الاتجاهات الوالدية الاسلوب المعرفي(الاعتما-الاستقلال عن المجال الادراکي |
القبول والرفض الوالدي |
0.754 ** |
ويتضح من جدول رقم (6) وجود علاقة موجبة ذات دلالة احصائية بين درجات الاسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال) عن المجال الادراکي ، ودرجات الاتجاهات الوالدية (الدفء-المحبة) لعينة الطالبات المتفوقات حيث بلغت معامل الارتباط(0.754)وهي قيمة دالة عند مستوي (0.01) ، واتفقت هذه الدراسة مع دراسة ويتکن وجودانف (1981) بان اساليب تربية الطفل التي تشجع الاعتماد المستمر علي السلطة تميل الي ايجاد الاعتماد لدي الطفل علي الاخرين .وذکرت نوار الحربي ان الطفل حين يفتقر لتشجيع الوالدين فان هذا ينمي لديه الاتکالية والاعتماد عليهما ، ومن ثم الاعتماد علي الاخرين . (نوار الحربي ، 1998 ،21) .
وتعزو الباحثة ذلک الي ان الابناء حينما يفتقدون الاهتمام وعدم التوجيه ، والرعاية من قبل الوالدين ، وعدم التشجيع علي الاستقلالية ، وتنمية الاعتمادية لديهم فان هذا يولد بداخلهم مشاعر الاعتماد علي الاخرين ؛ نتيجة التنشئة الوالدية الخاطئة ، التي لم تشجع لديهم الاستقلال ، والاعتماد علي الذات ؛ لهذا فهم معتمدون علي المجال ، ولا يستطيعون اصدار الاحکام ، ولذلک نجدهم اقل تمايزا عن غيرهم ، وتکون استجاباتهم اقل وضوحا ، واکثر تداخلا مع المثيرات المحيطة بهم ، کما انهم يفتقدون القدرة علي عزل الانظمة ، او الابعاد النفسية عن بعضها البعض ؛ ولهذا فهم يعتمدون علي الاخرين في اصدار الاحکام؛ لذا نجد ان التنشئة الاجتماعية لها دور کبير في تنمية الاسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال) عن المجال الادراکي .
نتيجة الفرض الثالث :
توجد فروق ذات دلالة احصائية بين درجات الطالبات المتفوقات دراسيا ودرجات الطالبات المتاخرات دراسيا في الاسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال)عن المجال الادراکي .
وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة باستخدام اختبار (ت) T.test لحساب الفروق بين متوسطات الطالبات المتفوقات دراسيا ، ودرجات الطالبات المتاخرات دراسيا في الاسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال)عن المجال الادراکي ، وفيما يلي عرض النتائج التي اسفرت عنها المعالجة الاحصائية :
جدول رقم (7) يوضح نتائج اختبار (ت) لحساب الفروق في متوسط درجات الطالبات المتفوقات ودرجات الطالبات المتاخرات في الاسلوب المعرفي .
الاعتماد-الاستقلال |
المتوسط الحسابي (م) |
الانحراف المعياري (ع) |
العينة (ن) |
درجات الحرية(د-ح) |
قيمة(ت) |
الدلالة |
الطالبات المتفوقات |
5.853 |
2.695 |
150 |
257 |
4.462 |
0.01 لصالح الطالبات المتفوقات |
الطالبات المتاخرات |
4.412 |
2.373 |
109 |
ويتضح من جدول رقم (6) وجود علاقة موجبة ذات دلالة احصائية عند مستوي(0.01)؛ لصالح الطالبات المتفوقات ، مما يدل علي ان الطالبات المتفوقات اکثر استقلالا عن المجال الادراکي من الطالبات المتاخرات ؛ حيث کان المتوسط الحسابي للطالبات المتفوقات (5.853) ، في حين کان متوسط الطالبات المتاخرات )4.412) ، واتفقت هذه النتيجة مع ما اسفرت عنه نتائج الدراسات السابقة ؛ کدراسة ارمسترونج Armstrong (2004) التي اکدت ان للاسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال) عن المجال الادراکي تاثير في الانجاز العلمي للطلاب ، وتفوقهم .
ويمکن تفسير هذه النتيجة في الدراسة الحالية في ضوء العمليات العقلية المعرفية التي تعتمد علي التحليل ؛ لذا فهم مستقلون عن المجال الادراکي ، من حيث قدرتهم العالية علي تنظيم عناصر الموقف التعليمي ، وحسن ادراکهم لمکوناته ، وسرعتهم فيما يتعلق بالاثر الايجابي الدال علي مدي الاستقلال عن المجال لديهن ، والذي يدفعهم الي المذيد من التفوق ، والانجاز ، وقد يکون لديهن القدرة والحافز علي تحديد حاجاتهن ، والقدرة علي ادراک الاشياء ؛ من خلال اجزائها ، ومعرفة تفاصيلها ؛ لهذا فهن يتسمن بميلهن لان يکن مستقلات عن المجال الادراکي ، ويتضح انه لديهن اهتماما بانفصال ذاتهم عن المجال ، ولديهن ادراک واضح يختلف عن الاخريات کما يتميزون بالتحليل ، والموضوعية .
نتيجة الفرض الرابع :
توجد فروق ذات دلالة احصائية بين درجات الطالبات المتفوقات دراسيا ودرجات الطالبات المتاخرات دراسيا في الاتجاهات الوالدية (القبول-الرفض) بابعاده المختلفة .
وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة باستخدام اختبار (ت) T. test لحساب الفروق بيندرجات الطالبات المتفوقات ، والطالبات المتاخرات في الاتجاهات الوالدية .
جدول رقم (8) يوضح نتائج اختبار (ت) لحساب الفروق في متوسط درجات الطالبات المتقوفات ، ودرجات المتاخرات في الاتجاهات الوالدية (الدفء-المحبة) (الاهمال-اللامبالاة) (العدوان-العداء) (الرفض المدرک غير المحدد) .
الاتجاهات الوالدية |
المتوسط الحسابي (م) |
الانحراف المعياري (ع) |
العينة (ن) |
درجات الحرية (د.ح) |
قيمة (ت) |
الدلالة |
|
الدفء/المحبة |
متفوقات |
50.053 |
18.524 |
150 |
257 |
13.420 |
0.01 لصالح الطالبات المتفوقات |
متأخرات |
22.733 |
12.212 |
109 |
||||
العدوان/العداء |
متفوقات |
17.613 |
11.445 |
150 |
257 |
5.667 |
0.01 لصالح الطالبات المتاخرات |
متأخرات |
26.467 |
13.639 |
109 |
||||
اللامبالاة/الاهمال |
متفوقات |
23.733 |
10.916 |
150 |
257 |
4.560 |
0.01 لصالح الطالبات المتاخرات |
متأخرات |
30.550 |
13.087 |
109 |
||||
الرفض المدرک غير الحدد |
متفوقات |
11.046 |
2.414 |
150 |
257 |
4.522 |
0.01 لصالح الطالبات المتاخرات |
متأخرات |
13.009 |
4.499 |
109 |
||||
مجموع الرفض |
متفوقات |
52.393 |
18.834 |
150 |
257 |
6.732 |
0.01 لصالح الطالبات المتاخرات |
متأخرات |
70.027 |
23.263 |
109 |
||||
مجموع القبول/الرفض |
متفوقات |
102.446 |
24.272 |
150 |
257 |
2.917 |
0.01 لصالح الطالبات المتفوقات |
متأخرات |
92.761 |
29.031 |
109 |
ويتضح من الجدول رقم (8) وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسط درجات الطالبات المتفوقات دراسيا ، والمتاخرات دراسيا ، في ادراک القبول الوالدي ؛ حيث بلغت قيمة (ت) ، (13.420) ؛ لصالح الطالبات المتفوقات دراسيا ، وهذا يعني ان الطالبات المتفوقات دراسيا اکثر شعورا بالدفء والمحبة من الطالبات المتاخرات دراسيا .
وجاءت هذه النتيجة متفقة مع العديد من الدراسات السابقة ؛ کدراسة بنر Banne (197) والتي اکدت ان امهات المتفوقين کانوا اکثر سواء في معاملة ابنائهم ، واکثر قبولا لهم .
ويمکن تفسير هذه النتيجة في ضوء ما ذکره عبدالسلام واخرون : من ان توفير المناخ الاجتماعي المناسب للنمو السوي يعطي قوة دافعة موجهه لطاقات الفرد للنمو ، والتفوق ، والاستمرار فيه ، فالاتجاهات الوالدية الايجابية نحو التعلم يشجع الابناء علي النجاح ، والتفوق ، کما ان استمرار التقدير الاجتماعي ، وتدعيمه من قبل المجتمع ، والجماعات المحيطة بالطالب تدفعه الي حشد طاقاته ، وتوجيهها نحو التفوق ، کما ان البيئة الاسرية هي المناخ الذي ينمو في اطاره الطفل ، وهي المصدر الاساسي لاشباع حاجاته ، واستثارة طاقاته ، وتنميتها ، ولها دور کبير في دعم التفوق ، فالمستوي الثقافي والاجتماعي للوالدين يساعد علي تحقيق فرص النجاح لابنائهم ، من خلال المشارکة الايجابية والفعالة في تحديد مستويات من الطموح تتناسب مع قدرات الابناء ، ومنحهم الاستقلال في اتخاذ قراراتهم نحو الدراسة التي تناسبهم ، مع تهيئة الجو الملائم للاستذکار ، وتذليل العقبات والصعوبات التي تعترضهم .(عبدالسلام واخرون ، 1992) .
کما يتضح من الجدول رقم (8) ان هناک فروق دالة احصائية في ادراک الرفض بابعاده المختلفة ، حيث بلغت قيمة (ت) علي التوالي : (5.667) ، (4.560) ، (4.522) ، (6.732) وجميعها دالة عند (0.01) ، ويمکن تفسير هذه النتيجة في ضوء نظرية رونر Rohner (2004) حيث اشار ان العداء يشير الي حالة داخلية من الاستياء ، والغضب ، والضيق بالطفل ، ويغبر عنه في اشکال السلوک الوالدي التي يمکن ان يدرکها المستجيب علي ان والديه (الاب-الام) يتعمدان ايذائه ، وهذا يعني انه کلنا زاد ادراک الطالبات للعداء من الوالدين کان لذلک اثاره السلبية الذي يؤدي الي تاخرهم الدراسي .
وتري الباحثة ان العدوان/العداء بعد مهم من ابعاد المعاملة الوالدية ؛ لماله من تاثير سيء علي النمو النفسي للابناء ، فهو يحول دون نمو الابناء نموا سليما ، وبذلک نجد ان المعاملة الخاطئة تجاه الابناء تؤدي الي الرفض ، وبالتالي تشعرهم بضعف الثقة بالنفس ، وعدم القدرة علي الانجاز ، مما يؤثر علي مستواهم العلمي ، ويؤدي الي تاخرهم الدراسي .
ثالثا : توصيات الدراسة :
1-يجب العمل علي تجنب ما يؤدي الي التفکک الاسري ، وسوء المعاملة الوالدية داخل الاسرة ، واضطراب الجو الاسري ، واضطراب الوالدين انفعاليا ؛ وذلک حتي نتجنب ما يؤدي الي التاخر الدراسي ، کما يجب العمل ايضا علي اتباع الاساليب التربوية السليمة في تنشئة الابناء ، وخاصة في مرحلة الطفولة المبکرة ، وتکوين اتجاهات ايجابية للابناء نحو التفوق ، والتقدم .
2-الاهتمام بالمستوي التعليمي للابناء ؛ من خلال متابعتهم ، واسداء النصح لهم ، والبعد عن اساليب المعاملة الوالدية الخاطئة التي تؤثر علي مستواهم الدراسي .
3-تنمية الجانب المعرفي بالنسبة للطالبات ، وبنائهم المعرفي من خلال التنشئة الاجتماعية التي تربي الابناء علي الاستقلالية ، والاعتماد علي الذات ، لانها تسهم بدور ايجابي في توجيه البناء المعرفي للابناء .
4-الاهتمام بدور الوالدين عربيا ، ومحليا في التنشئة الاجتماعية ؛ وتثقيفهما ، وتذويدهما بالمعارف التربوية ، وامدادهما باوجه الرعاية الاجتماعية المختلفة ؛ ليتمکنا من القيام بدورهما بنجاح ؛ واتقان .