علاقة التقنية بالنحت المعاصر

المؤلفون

1 باحثة ماجستير بقسم التربية الفنية ـ تخصص النحت کلية التربية النوعية ـ جامعة المنصورة

2 أستاذ النحت المساعد ووکيل کلية رياض الأطفال لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ـ جامعة المنصورة

3 مدرس النحت والخزف بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية ـ جامعة المنصورة

المستخلص

الملخص :
کان للاکتشافات العلمية التي حدثت فى النصف الثاني من القرن العشرين أثرها فى تغير کثير من المفاهيم الفکرية والعلمية والفنية فى حرکة الحضارة الإنسانية وقد تأثرت حرکة الفن ـ بوصفها جزء من هذه الحضارة الإنسانية – بهذه التغيرات وتکونت بذلک حرکات واتجاهات فنيه جديدة ترتبط فى تطورها بحرکة الفن الحديث فى النصف الأول من هذا القرن.
استهدفت الدراسة تحليل الأطر النظرية لموضوع البحث متناولاً دور التقنية فى النحت الحديث مع التقدم التکنولوجي والصناعي حيث استخدمت خامات وأدوات زادت من القدرات التشکيلية للنحات، ولم يقتصر دور النحات على العمل داخل المرسم بل اتجه إلى المصانع مستخدما الوسائل التکنولوجية الحديثة من العدد والأدوات المتطورة – التي تعينه على إنجاز عمله – والمستخدمة فى عمليات القطع، واللحام والصهر وکل ما هو غير مألوف فى مجال النحت بل يرتبط بالصناعة والهندسة والبناء وعلوم الفيزياء وغيرها مستعينا بکل هذه الوسائل فى بناء أعماله النحتية ، مما أضاف للنحات أبعاداً ورؤى جديدة لتفاعل التقنية والخامة.
وخلصت الدراسة إلى نتيجة هامة وهي: إن التقنية الوسيط الذي تبنى من خلاله الفکرة الإبداعية فى النحت الحديث ، حيث أنها مجموعة الإجراءات التي يتوسط بها النحات الحديث فى تجسيد رؤيته الإبداعية المرتبطة بمفاهيمه الفنية التي تعکس طبيعة القرن العشرين وتطوراته العلمية والتکنولوجية فى تطور وتنوع التقنية.
کما توصلت الدراسة إلى إن التکنولوجيا فى الفترة المعاصرة هي ما يؤثر ويحرک کل جوانب الحياة ومجالاتها المختلفة کالفنون والعلوم البحتة والصحة والتعليم والإعلام والثقافة والسياحة وکل نواحي الحياة ، فقد استطاعت التکنولوجيا أن تؤثر على حياة البشر بشکل عام ، وسواء کان هذا التأثير سلبياً أو ايجابياً ، فهذا لا يمنع أن التأثير کحقيقة قائم فى عصرنا الحالي وبصورة أکثر غزارة وقوة عن القرون السابقة بحيث نخلص أن العلم والتکنولوجيا المطبقة له أصبحاً هما محور الحياة بالقرن العشرين وأن مستقبل البشرية ونحن فى بدايات القرن الحادي والعشرين سيتوقف على هذا العلم والتطبيق التکنولوجي له .

الموضوعات الرئيسية


تمهيد :-

کان للاکتشافات العلمية التي حدثت فى النصف الثاني من القرن العشرين أثرها فى تغير کثير من المفاهيم الفکرية والعلمية والفنية فى حرکة الحضارة الإنسانية وقد تأثرت حرکة الفن ـ بوصفها جزء من هذه الحضارة الإنسانية – بهذه التغيرات وتکونت بذلک حرکات واتجاهات فنيه جديدة ترتبط فى تطورها بحرکة الفن الحديث فى النصف الأول من هذا القرن.

وقد ظهر دور التقنية فى النحت الحديث مع التقدم التکنولوجي والصناعي حيث استخدمت خامات وأدوات زادت من القدرات التشکيلية للنحات ، ولم يقتصر دور النحات على العمل داخل المرسم بل اتجه إلى المصانع مستخدما الوسائل التکنولوجية الحديثة من العدد والأدوات المتطورة – التي تعينه على إنجاز عمله – والمستخدمة فى عمليات القطع ، واللحام والصهر وکل ما هو غير مألوف فى مجال النحت بل يرتبط بالصناعة والهندسة والبناء وعلوم الفيزياء وغيرها مستعينا بکل هذه الوسائل فى بناء أعماله النحتية ، مما أضاف للنحات أبعاداً ورؤى جديدة لتفاعل التقنية والخامة .

وأخذ النحات يتخطى المفاهيم التقليدية لفن النحت والتفاعل والتعايش فى العصر الحديث باستخدام خامات وتقنيات حديثة والتحرر من مفهوم الکتلة الصلبة المصمتة التي يحيطها الفراغ، بل أصبحت الکثير من الأعمال النحتية الحديثة تتحرک وتصدر الأضواء وتعکسها وتنبعث منها الأصوات التي أدت إلى إمکانية رؤية العمل النحتي من الداخل ومن الخارج وإمکانية التداخل مع الفنون الأخرى فى کثير من العناصر والعمليات التقنية لذا تتطرق الباحثة بالدراسة في هذا الفصل إلى: مفهوم التقنية .والتقدم العلمي والتکنولوجي والوسائط التکنولوجية الحديثة. کما تتناول بالدراسة تطور مفهوم النحت فى العصر الحديث والمعاصر، وعصر الآلة وتأثيرها على الإبداع النحتي وکذلک تتناول بالدراسة تطور أدوات وخامات النحت، وتتعرض بالدراسة الفکر الفلسفي في العصر الحديث والمعاصر.

مفهوم التقنية :

 التقنية کمصطلح لغوى هي " مجموع العمليات التي يمر بها أي عمل فني أو صناعي حتى يصبح قائما بذاته " ([1]) .

ويؤکد (توماس مونروT.Monro ( فى تعريفه للتقنية بأنها:" تعنى جانبين الأول مجموع العمليات والمهارات نفسها التي يمر بها الفرد والمشتغل للوصول إلى منتج قائم محدد المعالم،أما الجانب الثاني فهو المعرفة أو النظرية أو العلم الذي ينمو ويتطور بصدد المهارات " ([2]) .

وتعتبر التقنية الوسيط الذي تبنى من خلاله الفکرة الإبداعية فى النحت الحديث ، حيث أنها مجموعة الإجراءات التي يتوسط بها النحات الحديث فى تجسيد رؤيته الإبداعية المرتبطة بمفاهيمه الفنية التي تعکس طبيعة القرن العشرين وتطوراته العلمية والتکنولوجية فى تطور وتنوع التقنية.

التقدم العلمي والتکنولوجي والوسائط التکنولوجية الحديثة .

کان نتيجة التطور العلمي والتکنولوجي والثورة الصناعية وتعدد الوسائط التکنولوجية الحديثة الأثر فى تغيير کثير من المفاهيم الفنية ولا سيما تغيير مفهوم النحت ، ففرضت على النحات ‘ إعادة النظر والتفکير فى أعماله النحتية .

أصبحت التکنولوجيا فى الفترة المعاصرة هي ما يؤثر ويحرک کل جوانب الحياة ومجالاتها المختلفة کالفنون والعلوم البحتة والصحة والتعليم والإعلام والثقافة والسياحة وکل نواحي الحياة ، فقد استطاعت التکنولوجيا أن تؤثر على حياة البشر بشکل عام ، وسواء کان هذا التأثير سلبياً أو ايجابياً ، فهذا لا يمنع أن التأثير کحقيقة قائم فى عصرنا الحالي وبصورة أکثر غزارة وقوة عن القرون السابقة بحيث نخلص أن العلم والتکنولوجيا المطبقة له أصبحاً هما محور الحياة بالقرن العشرين وأن مستقبل البشرية ونحن فى بدايات القرن الحادي والعشرين سيتوقف على هذا العلم والتطبيق التکنولوجي له .

ساهمت تکنولوجيا العصر فى أحداث کثير من التغيرات فى شتى ميادين الحياة المختلفة ومن هناک أثر کبير على أشکال الفنون وعلى ممارسة الفنانين للأعمال الفنية .

وشهد القرن العشرين ثورة تکنولوجية هائلة کانت وليدة التقدم التکنولوجي والعلمي السائد ، وثمرة لتطبيق المناهج التجريبية وبفضل التکنولوجيا المتقدمة تطورت حياة الإنسان الثقافية والفنية والاجتماعية والفکرية والسياسية ، وتوفر التکنولوجيا إمکانات التطور والدعم للفنان ، من خلال توفيرها لمصادر متعددة للإبداع التشکيلي تقدمها للفنان ، تتناول جوانب وخبرات معرفية مختلفة ومتنوعة فى قضايا الفن التشکيلي ، کقضايا الفراغ والحرکة والاختراق المعرفي لأسرار للطبيعة وللکائنات الحية والبحث عن المعادل التشکيلي لتلک المعارف ، وغيرها من القضايا التي يعتمد الفنان على فکره الإبداعي لتحقيق ممارسات وصياغات حديثة تؤکد رؤيته الجمالية لها ، وأساليب مختلفة عن الأساليب والمفاهيم التقليدية السابقة صورة (99) توضح الاستخدام المتنوع للخامات فى العمل الواحد من رؤى تشکيلية جديدة تناسب روح العصر .

ومن هذا المنطلق نجد" أن التقدم العلمي والمعرفي ، وارتقاء الصناعة ، أتاح لفناني اليوم اکتشاف معاني جديدة ومواد جديدة أو جدت أساليب مبتکرة فى الرؤية والتنفيذ ، وهذا يبين مدى التزام الفنان تجاه مواکبة عصره ، ومدى الحرية التي سمح لنفسه بممارستها لکي تتيح له طرق التناول والأداء" ([3]).

تطور مفهوم النحت في العصر الحديث والمعاصر

النحت هو تنظيم لمجموعة أشکال فى الفراغ ، وهو تشکيل مجسم مشحون بالمعنى الوجداني للفنان ، لتأکيد القيم الجمالية والتعبيرية ، وتلک القيم ثابتة على مر العصور ، أما الاختلاف ففي أسلوب وطريقة المعالجة وهدف التعبير وأدواته ووسائطه .

والفنانين کانوا دائما على موعد مع الاکتشافات العلمية والنظريات النقدية التي أتاحت لهم ابتکار مدارس فنية توائم العصر الذي ينتمون إليه ، وقد تحولت – فى نهايات القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين – أعمال کثير من الفنانين وأبحاث النقاد التشکيليين إلى التفاعل مع إمکانيات التکنولوجيا الحديثة لبناء الفکر الذي تقوم عليه إبداعاتهم ورؤيتهم الفلسفية للعمل الفني .

وفن النحت بوصفه جزء من الخبرة الإنسانية نجد أنه ارتبط بالخبرة الإدراکية والحسية لذلک تأثر بالتطور فى تلک الخبرة من خلال تطور المفاهيم المتمثلة فى مدرکات النحات العقلية والحسية کإنسان يتأثر بالبيئة والعصر وما يحدث به من تغيرات .

ونتيجة للتعاون بين العلم والفن ، فقد أتاح للفن الاستفادة من الحقائق العلمية والموضوعية فى تأکيد أن الشکل لم يعد حقيقة ثابتة ، وإنما مدرک بصري متغير، فقد حدثت تغيرات فى المفاهيم الفنية التي أثرت على فن النحت بشکل ملموس نتيجة الارتباط بين العلم والفن فى العصر الحديث وذلک من خلال التطور فى الشکل والمضمون التعبيري للعمل النحتي، وکان للنظريات العلمية والاکتشافات الحديثة أثرها على تحول نظرة النحاتين إلى مفهوم جديد للنحت حتى يمکنهم التعبير عن العصر الحديث ، وقد استغل النحاتون فى العصر الحديث الأساليب الصناعية والتکنولوجية الجديدة بصورة لم تحدث من قبل حيث أصبحوا متأثرين بخصائص هذه الخامات ، واستخدموا مفردات تشکيلية جديدة ومفاهيم تشمل تلک الخامات لإنتاج أشکال وأعمال جديدة مبتکرة کما يظهر فى الصورة (107).

يقول ( ماهولى ناجى (M . Nagy: "أن النحات الحديث سوف يصبح من جديد حرفيا ماهرا بالمعرفة ، إذ يجب عليه أن يعرف کيف يعالج المواد على المخرطة ويتقن عمليات اللحام والعمليات الصناعية الأخرى" ([4]).

" فقد فن النحت کل شيء کان يميزه فى الماضي ، فهذا الفن الجديد من النحت المتفتح على الشکل ذو الأغراض الديناميکية فى محاولة لتخفيض کتلته (ضخامته) وثقله ، وبعيدا عن مرتکز للثبات والاستقرار على خطوط أفقية ، فإنها – الأعمال النحتية الحديثة - تقع عن الأرض لتبحث عن حرکة مثالية فى الفراغ ، وبعيدا عن الالتزام بمثالية الاحتواء ، فهي تنطق وتخاطب المشاهد باحباطات عدوانية فأحيانا تقدم هذه العملية سطحا مصقولا ولکن فقط لکي تؤکد على الخشونة السائدة ، وأکثر من ذلک فحتى تتجنب أي افتراضات لمهارة حرفية مقصودة فإنها تلجأ – الأساليب التقنية الحديثة – إلى ترک المعدن بأساليبه التقليدية فى التشکيل استخدام المطارق الميکانيکية والآلات الضاغطة للعارضات المدمرة لضغط مثل هذه المادة سابقة التجهيز – المصنعة – لتحويلها إلى تکتلات عشوائية ([5]).

إن معظم الخامات والتقنيات التي استحدثت من خلال التکنولوجيا الحديثة قد استخدمت فى مجال النحت وأصبحت مقرونة بالأعمال النحتية کعناصر نحتية ذات أشکال ثلاثية الأبعاد ، وقد اتضح ذلک فى الأعمال البنائية " Constructivism " ، والنحت الحرکي " Kinetic Sculpture " ، والواقعية الجديدة " New Realism " ، ونحت البوب " Pop Art " ، والنحت المينيمالى " Minimal Sculpture " ، وغير ذلک من مدارس الفن الحديث ، وکانت هذه الاتجاهات الفنية بمثابة رد فعل للتغيرات الاجتماعية التي حدثت فى المجتمع العالمي على المستوى العلمي والتکنولوجي.

 " لقد تغير المفهوم التقليدى للشکل مع القاعدة ، وأصبح النحت ذو الأغراض الديناميکية يخاطب مشاهد القرن العشرين ذو الأفکار التحررية غير التقليدية ، فالأعمال النحتية تخرج عن الارض لتبحث عن قاعدة جديدة فى الفراغ بعيداً عن الالتزام بالمثالية فى وضعيه الشکل النحتى على القاعدة التقليدية ، وکان من أهم نتائج هذه التغيرات ما يسمى بظاهرة تعديل الشکل " Transformation Form " وهو بمثابة إعادة بناء للشکل "([6]).

ويذکر( ماهولى ناجى ) أن "واجب الفنان فى العصر الحالي هو اختراق الطبقات أو الدرجات غير المرئية من الوظائف الطبيعية ليبحث عن أبعاد جديدة للمجتمع الصناعي ، ويفعل ما وجد فى شکل ايهامات وجدانية Kristine Passuth "([7]).

ومع ظاهرة " اکتشاف الفضاء وهبوط الإنسان على سطح القمر فى أواخر الخمسينات 1957، اهتزت فکرة الثبات والرسوخ للأشياء فغيرت کثير من المفاهيم النحتية بفعل تحطيم مفهوم الجاذبية الأرضية للأشياء ، وحتى فکرة العالم الواحد Universe حلت محلها کثرة من العوالم Multiversity فتنوعت مداخل الرؤية الإبداعية للنحات وأخذ يفکر فيما وراء الطبيعة من قوى وقوانين ، وما هو لا مادي لاختراق کل ما هو مألوف کما شاهد عقد الخمسينيات دخول الآلات الموسيقية الکهربائية التي استطاعت أن تقدم ألحانا بأي تردد مطلوب ، وأن تصغ صوتا آليا ، مما تطلب وجود علاقة جديدة بين الناس وخبراتهم السمعية ، إلى جانب اختراع الکمبيوتر والأجهزة الالکترونية التي استعملت فى کل المجالات" ([8]) .

أصبحت أعمال هذا العصر موضوعة على الأرض مباشرة دون قاعدة أو معلقة فى الهواء أو على الحائط ، وبعيدة عن مرتکز للثبات والاستقرار على خطوط أفقية وفى محاولة لتخفيض کتلته وثقله کما فى صورة (108)، فکان لزاما على النحات أن يتخطى مفاهيم فن النحت التقليدية – فى القرن العشرين – من مفهوم الکتلة الصلبة المصمتة فى الفراغ إلى التعايش المباشر مع الفراغ وکل ما هو لا مادي ، لذلک لم يعد النحت بالضرورة أن يکون صلباً ، بل أصبح يتحرک ويتوهج ويعکس الضوء ويصدره ، ويهتز ويصطدم بشيء ويرتد ويتلون وينبعث منه صوت ، إلى جانب التداخل مع الفنون الأخرى فى کثير من العناصر والعمليات التقنية ، حتى أصبح من الصعب التفريق بين العمل النحتي والعمل المصور أو المسرحي، وأصبح من الممکن إطلاق مفهوم فن النحت على شکل ثلاثي الأبعاد فى الفراغ ، سواء کان مشکلا من خامات تقليدية أو غير تقليدية ، فى أشکال تخطيطية أو صيغ کلامية، أو أشارات حرکية، أو فى کتلة مصمتة صلبه أو مخترقة بالفراغات ، أو أشکال ممتدة فى الفراغ Installation، أو أعمال تشکيلية Plastic أو عمليات إنشائية فى البيئة والهواء ([9]).

ولقد تأکد ذلک المفهوم من خلال استخدام النحاتين للمکونات الصناعية واستغلال أشکال القوى المختلفة لإبداع واقع نحتي جديد يتلاءم مع العصر الحديث فلم تعد الأعمال النحتية ترتفع على قواعد بل أصبحت مستقلة أو مرتکزة على الأرض أو تخرج من الأرض أو معلقة فى الهواء إما باستخدام الأسلاک أو أن تکون الأشکال فى السماء عن طريق استخدام غاز الهليوم فى هذه الأشکال فکأنها تسبح وتطفو فى الفراغ .

عرف ( نيکولاس روکس Nicholas Rouks ) مفهوم الحرکة الفعلية فى الفن الحديث بأنها " انتقال أجزاء الأعمال من نقطة إلى أخرى فى زمن معين بواسطة القوى الصناعية مثل المحرکات والضوء الصناعي المتحرک والقوى المغناطيسية والقوى الطبيعية المتمثلة فى الهواء والماء" ([10]).

وعندما " استخدم العلماء أشعة الليزر Laser لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد يطلق عليها الهيلوجرام Holograms استخدمها أيضاًُ الفنانون فى تجسيم أعمالهم الفنية واستخدموا أجهزة التصوير الالکترونية والفيديو بتقنياتها بما عرف بنحت الفيديو Sculpture Video حتى أصبح هذا النحت اللامادي ممکنا بفضل التعاون الذي تم بين الفنانين والمهندسين والتکنولوجيين فى إنتاج وإحداث بيئات ومجسمات ، وأصبح هذا الارتباط دليلا على التطور الهام الذي حدث فى الفنون المرئية فى القرن العشرين ، وفى نهاية الستينيات ظهر تحد بين أنواع النحت الجديد New Sculpture والأشکال الثلاثية الأبعاد وبين فن التصوير Painting وکان للنحت العديد من التعاريف التقليدية للوسائل ، کما ترک إطار الوجود المادي المرتبطة بالشيء النحتي بفضل عملية الوقت والأداء والفکرة والسلوک أکثر من الهيکل المادي الملموس) [11]) .

بالإضافة إلى تحرر الکتلة من الجاذبية الأرضية من خلال استخدام النحات للقوى الکهرومغناطيسية لإحداث تنافر بين الشکل النحتي وقاعدته إلى جانب الحرکة الفعلية للکتل النحتية التي غيرت من مفهوم الکتلة الساکنة الثابتة من خلال التوسط بالتقنيات التى تحدث الحرکة کاستخدام الموتورات الکهربائية واستخدام تقنيات المفاصل articulates والمحاور حتى أصبح بإمکان المشاهد المشارکة فى الأعمال النحتية والتعايش المباشر للتجربة الجمالية لتذوق العمل النحتي واستلهام الفکرة الإبداعية للنحات من خلال مظاهر العمل الشکلية والکيفية والتعبيرية .

ومن العرض السابق عن تطور التقنية يتضح لنا مدى تأثر النحاتين بأحداث القرن العشرين وعصر العولمة وما به من انجازات وابتکارات تساعد الفنان والتي کان لها دور أساسي فى تغير کثير من المفاهيم الفنية النحتية التي أدت بدورها إلى ظهور طرق و

أساليب جديدة للنحات فى إبداع أشکال نحتية تنوعت فيها الصياغات التشکيلية. وهذا يبين أن الفنانين اعتادوا على أن ينتجوا أعمالهم طبقا للمفاهيم السائدة فى عصرهم، ويربطون بين الحدث الفني والآراء والقيم التي يحملها، ويعد هذا إسهاما منهم تجاه الحياة العصرية فى تمثيل القيم الإنسانية.

   

صورة (107) ناعوم جابو .

عمود ،1923 م ، بلاستيک ، معدن ، خشب ، 41.5 سم

صورة ( 108 ) ألکسندر کالدر .

الزهور المتتالة ، 1949م ، نحاس

 



[1] - المجمع اللغوى :" المجلد الخامس " ، المطبعة الأميرية ، القاهرة، 1973 ، ص135.

[2] - توماس مونرو :" التطور فى الفنون "، ترجمة عبد العزيزجاويش وآخرون، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة ،
 1972م ، ص 61 .

[3] - أحمد عبد العزيز عباس :الإبداع في فن النحت بين الحرية والالتزام ، رسالة دکتوراة غير منشورة ،کلية الفنون الجميلة ، جامعة حلوان ، القاهرة ، 1987 ، ص 65.

[4]-Donald J. Irving:"Sculpture Material and Process",Von. No strand, Reinhold, London, 1981, p.25, 26.

[5]-H. Read:" A concise History of Modern Sculpture", Thames& Hudson, London, 1974, p.253.

[6] - محمد عزيز نظمى : " القيم الجمالية " ، دار المعارف ، القاهرة ، 1984م ، ص 99 .

[7] -Kristine Passuth:" Moholy Nagy", Thames Hudson. Ltd, London, 1985, P. 53.

[8]-Peter Seliz:"Art In Our Times Apictorial History 1890-1980",Thomas& Huson, New York,
1982, P.387.

[9]-JackBrunham:"Beyond Modern Sculpture", George Praziller, New York, 1986, P, 22.

[10]NicholasRouks :" Plastic for Kinetic Art London", 1974, P.15.

[11] -Donald D. J. Irving:" Sculpture Material And Process", Van No strand Reinhold, London, 1981 ,P22

  1. مراجع البحث

    1. المجمع اللغوى :" المجلد الخامس " ، المطبعة الأميرية ، القاهرة، 1973 ، ص135
    2. أحمد عبد العزيز عباس :الإبداع في فن النحت بين الحرية والالتزام ، رسالة دکتوراة غير منشورة ،کلية الفنون الجميلة ، جامعة حلوان ، القاهرة ، 1987.
    3. توماس مونرو :" التطور فى الفنون "، ترجمة عبد العزيزجاويش وآخرون، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة ،1972م .
    4. محمد عزيز نظمى : " القيم الجمالية " ، دار المعارف ، القاهرة ، 1984م .

    5-Donald J. Irving:"Sculpture Material and Process",Von. No strand, Reinhold, London, 1981.

    6-H. Read:" A concise History of Modern Sculpture", Thames&Hudson,
    London, 1974.

    7-JackBrunham:"Beyond Modern Sculpture", George Praziller, New York, 1986.

    8-Kristine Passuth:" Moholy Nagy", Thames Hudson. Ltd, London, 1985.

    9-Peter Seliz:"Art In Our Times Apictorial History 1890-1980",Thomas&Huson, New York,1982.

    10-NicholasRouks :" Plastic for Kinetic Art London", 1974, P.15.