المؤلفون
1 باحث ماجستير
2 أستاذ التصوير المتفرغ بکلية الفنون الجميلة جامعة الإسکندرية ووکيل أول وزارة الثقافة ورئيس أکاديمية الفنون بروما (سابقاً)
3 أستاذ الرسم والتصوير المساعد بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية جامعة المنصورة
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
مقدمة البحث:
من المعروف أن الفن نشاط حر يتمتع الممارس له بقدر کبير من الاختيار , والتعبير المنطلق من أحساس الفنان , والفن حينما يمارس وفق منهجية تتفق مع طبيعة الممارس يعد هذا من الوسائل الفعالة لتنمية الفرد . "ولقد کانت لغة الخطوط المرسومة هى اللغة الأولى قبل لغة الصوت والحرف والنغم , حيث کانت الرسوم البدائية هي الوسيلة الأولي للتعبير عن إنسان العصر الحجري . وتحولت تدريجياً عبر مئات الألوف من السنين من وسيلة تعبيرية أساسية للتواصل بين الأجيال والحضارات و نقل الواقع من جيل إلي جيل إلي أداة تعبير عن رؤى الإنسان لأفکاره الأکثر عمقاً ولمنحنيات أکثر تعقيداً في دهاليز النفس البشرية.
"والشکل هو جوهر العمل الفنى وهو الجانب الأعلى وهو الجانب الروحى فهناک حافز مستمر يدفع إلى تشکيل الخامات للذوبان فى الشکل إلى أقصى مدى وکل ما فى العالم هو مزيج من الشکل والمادة... , ولو وصفنا طبيعة کل شکل ومعناه بطريقة مستقل ومنفرد خارج نطاق اللوحة لکان ذلک وصفا جزئيا ومسطحا, لأن الشکل يأخذ معناه وذاتيته وتأثيره من خلال السنياريو أو الجو
العام للوحة ."[1]
" وتتنوع الأشکال فى الطبيعة باعتبارها المصدر الأول للاستلهام عند الفنان... , فهناک أشکال وهيئات عضوية فى الطبيعة تتخذ أشکال هندسية نتيجة لبعد مسافة الرؤية کاستدارة القمر ورؤيتنا لخط الأفق وقرص الشمس وهم فى الحقيقة أشکال غير منتظمة..., وهناک أيضا الأشکال المجردة التى استقلت عن مظاهر الطبيعة ولا تضاهى أو تحمل ملامح فى الطبيعة الظاهرة , سواء کان الشکل المجرد عضويا أو هندسيا ".[2]
والشکل عند هيجل : "هو التجلى المحسوس للفکرة" وهو الذى يحدد الأثر الفنى کما يحدد الطريق لإدراک العمل الفنى ويعمل على أکسابه جاذبية" .[3] ويعد الضوء أساسا فى رؤية الأشياء من حولنا , حيث تتم عملية الأبصار للأشياء عن طريق الإضاءة , فإذا تواجد الضوء کانت هناک رؤية بصرية وبانعدامه تنعدم تلک الرؤية تماما ولا تبدو للعين أية مرئيات".[4]
وکان من المعتقد قديما أن الضوء من الخصائص الکامنة فى الأشياء التى نراها . وأن الأجسام هى التى تعکس الأشعة ولکن ثبت بعد ذلک أن الأشعة تنبعث من مصادر مضيئة (سواء مصادر طبيعية أو صناعية ) ثم تسقط على الأجسام فتنعکس منها بقدر يتوقف على خصائصها "وبمرور السنوات ومع تتطور أساليب الفن لم تعد الإضاءة رمزا دينيا فقط للتعبير عن السمو أو القدسية لکن أصبحت تحقق غايات فنية متعددة فى الفنون."[5]
"وإذا أعتبرنا الضوء عنصر إيجابيا فأن الظلال هى المقابل السلبى لها فهى نتيجة حتمية لسقوط الضوء على الأجسام ".[6] والمثير اللونى مشروط بوجود مصدر ضوء , وجسم تتم اضاءته , ومشاهد يلاحظ اللون والضوء .
ففى عام 1931 "قامت مجموعة من الخبراء الدوليين يطلق عليها اسم اللجنة الدولية للأضاءة (Commission Internationale d'Eclairage) (CIE) بتطوير طريقة حسابية لنموذج اللون. وکانت الفروض التى استخدمتها (CIE) هى أن اللون هو إتحاد لثلاث أشياء مصدر ضوء , وجسم , ومشاهد ." [7]ويتغير اللون بتغير الضوء والإضاءة يعبر عنها فى التصوير بألوان فاتحة ,والظلال يعبر عنها بألوان أقتم , والظلال يعبر عنها أحيانا بألوان شديدة القتامة أو سوداء , والضوء وسيط لتحقيق العمق الفراغى فى الشکل .
من هنا يحاول الباحث من خلال هذا البحث الإشارة إلى العلاقة بين الضوء والشکل واللون وذلک من خلال دراسة تاريخية تحليلية لمختارات من أعمال بعض فنانى العصور الفنية المختلفة والکشف عن المتغيرات التى تحدث فى هذة العلاقة فى تلک العصور لتأکيد القيمة التعبيرية فى اللوحات المعاصرة.
مشکلة البحث:
من خلال عمل الباحث بالتدريس لطلاب المرحلة الثانوية لاحظ وجود قصور بين طلاب هذه المرحلة فى توضيح هذة العلاقة بين الضوء واللون والشکل , فنجد أعمال الطلاب البعض يبرز أهمية الشکل والبعض الأخر يهتم باللون على حساب العناصر الفنية الأخرى ويغيب وجود الضوء فى غالبية الأعمال , ولأن الرسم والتصوير يعتبر مجالا للتعبير الفنى فى جميع مراحل التعليم فقد وجد الباحث ضرورة الاهتمام بهذه العلاقة لتنمية القدرات الأبتکارية والفنية لطلاب المرحلة الثانوية . ومن هنا تتمثل مشکلة البحث فى التساؤل التالى :-
ما مدى تأثير کلاً من الضوء واللون والشکل على تأکيد القيمة التعبيرية
فى تدريس التصوير لطلاب المرحة الثانوية ؟
أهداف البحث:
فروض البحث : يفترض الباحث إن :
حدود البحث :
أهمية البحث :
منهجية البحث :
الإطار النظرى :
الإطار التطبيقى :
يتمثل فى تجربة طلابية يقوم بها الباحث لمحاولة تحقيق أهداف البحث .
مصطلحات البحث :
الضوء (Light ) :
" هو موجات کهرومغناطيسية تسقط على الأشياء وتميزها فتثير حاسة البصر وفى قدرتها النفاذ فى الأشياء لإخراج معانيها وعکس ما فى داخلها إلى الخارج "(1), "يعرف نيوتن الضوء على أنه نور الشمس الذى يتکون من أشعة تختلف قابليتها للانکسار ويقابل کل انکسار لون ضوئى محدد...., ويمکن مزج الأشعة الضوئية من خلال المرشحات الضوئية التى تعطى أضواء مرکبة جديدة فمثلا يتراکب الضوئيين الأحمر والأزرق نحصل على الضوء البنفسجى".(2)
اللون (Color ):
نلاحظ أن البعض نسب دراسة اللون لعلوم شتى منها علم الکيمياء والفيزياء والبصريات. فعند علم الطبيعة يقصدون بکلمة لون:تلک الأشعة الملونة الناتجة عن تحليل الضوء الشمسي أو الضوء الصناعي."(3). وعند الکيميائيين فقد يعني نوعاً معيناً من الضوء وتأثيره على عين الإنسان أو نتيجة هذا التأثير على عقل الرأي. أما اللون عند علماء النفس هو إحساس يصل إلى المخ عبر
العين " (4)
الشکل : (Form ) :
"هو البناء الأساسى للتکوين فى العمل الفنى ....,ويتحدد الشکل بأتجاة الضوء وطبيعته "(5)وهو "الهيئة الفنية والإطار العام المحسوس ....., وهو نظام من البناء والترکيب والنسب والخطوط والألوان والملامس له محاوره وأبعادة ومکوناته من خلال ممارسة الحوار معه يثمر على هيئات جديدة وعلاقات مستحدثة.(6)
التعبير الفنى :
" التعبير هو الإفصاح عن المعانى بلغة الشکل "(1) "ويقصد به فى الفن ايضا أقامة انعکاس معادل للمضمون المراد أثباته , على أعتنبار ان الفنان لابد ان يضمن عمله مضمونا دراميا اوفنايا ينبغى نشرة او التعريف به من خلال الفن , بالإضافة إلى أثبات وجة نظر الفنان وذاته داخل نفس مرحلة التعبير "(2). وفيما يلى عرض للثلاث عناصر (الضوء واللون والشکل ):
v الأهمية التشکيلية للضوء :
أثبت الضوء بما له من طبيعة فيزيائية خاصة أنه کان ولا يزال الطاقة الحيوية الهامة التي اعتمد عليها الجانب المرئي للفنون التشکيلية على مر العصور . کما أکد الفنان على عنصر الضوء الذي کان من أهم مصادر الإلهام لکثير من المصورين الذين تمکنوا من تطويعه للتعبير عن أهدافهم التشکيلية . ومن ثم تطور کعنصر تشکيلي واتخذ لنفسه أشکالاً وسمات اختلفت باختلاف الأساليب وتطور طرق الأداء التي اتبعها الفنانون کانت غالباً ما يستخدم الضوء قديما للتعبير عن أهداف وصفية وتسجيلية بحتة ، ثم تطور فى العصر الحديث والذي استخدمت فيه وسائل إيضاحية أکثر تجريدية للتعبير عن الضوء .
v أنواع الضوء التشکيلي :
ومن خلال دراسة أغلب لوحات فنانى الضوء ؛ لاحظ الناقد الأيطالى ليونيللو فينتوري Venturi Lionello (1885 – 1961م)(3) أنها تتميز بنوعين من الضوء وهما
(1) الضوء الأساسي :الضوء الأساسي هو الضوء الصادر من أى منبع ضوئى ويغطى المساحة القريبة منه , ويؤثر على الألوان تأثيراً مباشراً, فتبدو هذه الألوان فى المناطق شديدة الاستضاءة ؛ ذات کثافة لونية واضحة , تجعل منها مناطق دافئة , ثم يبدأ اللون فى الدکنة التدريجية کلما بعدنا عن دائرة الضوء , إلى أن يصبح لوناً بارداً .
(2) الضوء المحلى :ما هو إلا نتاج مصادر ضوئية صناعية ؛ فأن الضوء الصادر عن هذا المنبع سوف لا يغطى الغرفة أو ما بها من أشخاص أو أشياء بالقدر الذى يسمح لنا برؤية کامل هيئتها , وسوف يلاحظ زيادة مناطق الظلال الثقيلة وبصورة حادة .
v اتجاه الضوء التشکيلي :
ويؤکد شکري عبد الوهاب [8] أن الفنان يعتمد في إبراز القيمة النفسية على اتجاه الضوء (جانبي ، أو أمامي ، أو خلفي ، أو من أسفل ، أو من أعلى) ؛ إذ أن لکل اتجاه من هذه الاتجاهات تأثيره الخاص على ملامح الأشخاص وهيئة الأشياء المصورة .
وفيما يلي عرض لکل منهم في تهيئة الجو المناسب للموضوع الفني :
أ-ضوء يأتي من الأمام : وفي هذه الحالة يساعد الضوء على تسطيح الأشياء ؛ بسبب انعدام مناطق الظلال التي تساهم في إضفاء التجسيم على عناصر الأشياء ، کما أنها تلقي الأجسام
ظلالها خلفها .
ب-ضوء يأتي من أحد الجوانب : وهو يجعل الجانب المواجه له متميز الإضاءة ، کما تبدو ألوانه مشرقة ، وتقل تدريجياً إلى أن تصل إلى منطقة ما لا تصلها أية کمية من الضوء .
ج-ضوء يأتي من الخلف : وينقسم إلى نوعين ، فالأول يأتي من الخلف إلى الأمام وتمس أشعته بعض حواف الشکل. والثاني الذي يوضع خلف الأجسام تماماً ولا تظهر سوى حدود الشکل والجسم الخارجي دون تفاصيل .
د-ضوء من أعلى إلى أسفل : أقرب نموذج له هو ذلک الضوء الصادر من الشمس والمتسلسل عبر نافذة ، أما إذا خرج الفنان إلى الهواء الطلق ليرسم منظراً طبيعياً فستکون الأضواء
منتشرة غامرة .
هـ-ضوء من أسفل إلى أعلى : وينقسم إلى نوعين فالأول هو ضوء يسلطه الفنان على وجوه الأشخاص في اللوحة والثاني هو ضوء ذاتي ينبع من شخصية أو شکل معين کشخصية مقتبسة.
v الغايات الفنية يحققها الضوء في الفنون :
ويلعب الضوء دوراً هاما في تحقيق الغايات الفنية التي يطلبها الفنان التشکيلي ؛ ويلخص الباحث هذه الغايات فيما يلي :
(1) عمل التکوينات مع تأکيد وإبراز العناصر الهامة :
ويوضع في الاعتبار فى بداية الخطة العامة للضوء وتخصيص الإضاءة التي تزيد من وضوح هذا الشکل وتأکيده وتجعله مميزاً وسط باقي العناصر .
(2) تحقيق السيادة للموضوع الرئيسي : ويکفل الضوء إبراز الموضوع الرئيسي في الصورة. فمرکز السيادة في الصورة مهما کانت طبيعته هو النواة التي تبني حولها الصورة.
(3) تحقيق التوازن في العمل الفني : حيث أن المساحات القاتمة تمثل في الواقع ثقلاً في مجال الإدراک البصري. وهو وجوب إقامة التوازن في توزيع المساحات البيضاء أو الرمادي الفاتح في الصورة .
(4) خلق الجو المناسب والإيحاء بالزمن : يوحي الضوء المناسبة بزمن ووقت الأحداث في اللوحة (الليل أم النهار ، الشروق أم الغروب) ؛ وبالتالي تحقيق الهدف الأساسي ؛ وهو إقناع المشاهد بصدق ما تراه عيناه.
(5) إخفاء التجسيم والاستدارة أو الإيهام بالبعد الثالث : فتجاور المساحات الدالة على الظلال في الصورة مع المساحات الشديدة الاستضاءة أثر قوي في الإحساس بالعمق الفراغي وأسهل الطرق لتحقيق هذا التجسيم والاستدارة هو نظام مدروس من الظل والنور ؛ ولأن الإضاءة المسطحة تعطي المشاهد الإحساس بالبعدين فقط .
(6) خلق الإحساس بمطابقة الضوء الصناعي لمثيله الطبيعي : حيث أن من الأمور الهامة في اللوحة الدقة في تطابق المؤثر الضوئي مع الطبيعة , وتفرض الطبيعة على الفنان الذي ينقل صورة صناعية للشمس نوعاً من الحذر لاختلاف نوعها ضوء الشمس الذي يود تقليده ,فإذا کان مباشراً فإن معنى ذلک يکون لون الشعاع الصناعي مطابقاً للون الشعاع الطبيعي بکل نقائه على عکس الضوء غير المباشر الذي يجب أن يحمل معه اللون المحلي .
اللون :
ولما کان اللون أوثق صله من سائر الحواس الأخرى بإدراک الأشياء فسرعان ما يصبح هذا التأثير عاملاً من عوامل الجمال على نحو لا يأتي لغيره من الحواس , فإذا کانت الوظيفة الأساسية للضوء هي الکشف عن الأشکال الفنية فإن اللون يمثل " الدور الحيوي في العمليات الإبداعية والفنية ؛ وذلک للاکتشافات الدائمة والمستمرة لقيمة اللون وعلاقة الألوان ببعضها والتأثيرات المختلفة التي تحدثها ، والمؤثرات التي يثيرها في الرؤية البصرية. واللون هو منبع الإحساس وإدراک العناصر والأشکال المرئية ؛ لما کانت عناصر أي تکوين لن تخرج عن أن يکون نقطة أو خط مساحة أو کتل ؛ فلابد أن يکون لأي من هذه العناصر لون Color في الأعمال الفنية , وبدون الضوء لا يوجد اللون ؛ فاللون يعتمد بصفة أساسية على وجود الضوء ؛ حيث لا يمکن رؤيته إلا في وجود الضوء .
الشکل :
الفن اکتشاف وتأسيس لعالم جديد من الأشکال ، وتغير وتحول مستمر للشکل عن طريق قوى حيوية غريزية قد لا تستند إلى شيء من العقل . ويعد الشکل لون ، وبدون اللون لا يُرى الشکل . ولابد للشکل أن يکون له کيان منفرد وليس وسيطاً ، ويحمل رموزاً ذات معان ؛ وبهذا يصبح الشکل " هو المحور الأساسي في العمل الفني والجوهر ، والقيمة ، والجانب الأعلى وهو الجانب الروحي" (1).
تعريف الشکل :
من المعروف کل ما في العالم مزيج من الشکل والمادة . والشکل هو " نظام من البناء والتراکيب والنسب والخطوط والألوان والملامس ، له محاوره وأبعاده ومکوناته کبنية خارجية وبنية داخلية ، ومن خلال ممارسة الحوار معه يثمر عن هيئات جديدة وعلاقات مستحدثة ."[9]" ويذکر عالم النفس ( ليبس)* أن الإنسان يميل مع الخط في حرکته المائلة ، ويندفع مع ثوابت الخط الرأسي ، ويلين مع الخط المموج ويهدأ أو يستقر مع سکون واستقرار المربع "[10].
وفيما يلى عرض للعلاقة بين الضوء واللون والشکل فى بعض مدارس الفن الحديث وتأثيرها فى أعمال الفنانين:
المدرسة التأثيريةImpressionism :
تعتبر المدرسة التأثيرية فى أواخر القرن التاسع عشر هى الثورة التمهيدية الأولى للفن الحديث. " فلقد کان أهم ما أکده التأثيريون هو أن الفن ينبغى أن تکون له لغته الخاصة , التى يتحدث بها ... , وهى لغه لا يمکن ترجمتها إلى لغه أخرى "[11]، إلى جانب أنها رد فعل طبيعى للتغيرات العلمية التى أسهمت إلى حد کبير فى تغير وتطور شکل الفن من زمن إلى أخر. " تنقل الفنان التأثيرى بين خطوط الرسم وألوان الأشکال المرسومة فى صراع إلى أبعد مدى ممکن . فلم يکتفوا بأنزال خطوط من الدرجة الأولى ليتوجهوا للألوان مع بقاء الخطوط فى الدرجة الثانية من الأهمية , وإنما قاموا بإلغاء قيمة الخطوط تماماً, فظهرت العناصر وکأنها مهتزة متداخلة وبلا حدود فاصلة لا يستطيع المشاهد أن يتعرف على العناصر المرسومة فى اللوحة إلا إذا اقتربت منها وألقى نظرة فاحصة على مکوناتها, ولکى يستوعبها عليه أن يبتعد مسافة کافية لکى تقوم عينه باکتشاف حدود الشکل خلال عملية عقلية تتم فى الحياة العادية "[12], وهکذا ضعفت الصلة بين الفنان ورؤياه للطبيعة وأصبح ما يهمه هو توزيع الضوء الذى يحدد الألوان التى يحسها الفنان. وأصبحت الصورة تحليل للشکل إلى بقع لونية نتيجة تغير الضوء من حول الأشکال , کما انصب اهتمام الفنان على اقتناص الضوء واللحظة التى لن تتکرر نتيجة تغير الضوء حول العناصر . حيث أن " لا يوجد قيمة ثابتة ولا صفة الثبات أو السکون المطلق فى الکون کما توقع الفيلسوف الأغريقى هيرقليدس (375–310ق.م) حينما قال (لا نستطيع أن تضع رجلک فى نفس النهر مرتين) .ومن هذا المنطلق کان للعديد من مصورى المدرسة التأثيرية رؤى متميزة ومختلفة فى تناول الضوء إذ لم يکن کل فنانيها من جنس أو طبيعة واحدة ولم يجمعهم برنامج واحد ولا قواعد واضحة . ومن خلال تأمل أسلوب کلود مونيه CL.Monet (1840-1926) واهتمامه بمشکلة الحرکة الدائمة للضوء , وأيضاً اهتمام ادجار ديجا Degas Edgar (1834- 1917) بتسجيل الضوء الصناعى وتأثيره على الأشخاص واستخدام فنست فان جوخ v.Gogh (1853-1890) للضوء للبحث عن مزيد من التعبير عن العاطفة والمشاعر ورصد أوجست رينوار للعلاقة بين الضوء والحجم . والمذهب التنقيطى واستخدام جورج سوراه George Seurat (1859- 1891)الطيف لترجمة الضوء داخل اللوحة مع تجزأة الألوان ووضعها على شکل نقط . وبهذا أخذ الضوء عندهم محل الاهتمام مع التحرر من اللون والشکل والواقعية فى الطبيعة .
المدرسة الوحشية: Fauvisme
تکتشف المدرسة الوحشية لغة جديدة فى استخدام اللون من حيث انه ضوء ونسبت هذة اللغة إلى شخصياتها وفنانيها . فعبر کلاً منهم عن الضوء من خلال اللون واعتبرهما شيئاً أساسياً فى بناء اللوحة , ولکى يصلوا إلى أفضل تعبيراً قاموا بتحريف أشکالهم وتبسيطها إلى أقصى درجة . والمدرسة الوحشية لم يعد يهتموا بمطابقة اللون فى اللوحة لما هو قائم فى الطبيعة لکنهم اتجهوا إلى عمل انسجامات لونية غير متآلفة دون إن يعيقهم التنافر اللونى ؛ فبالنظر إلى أعمال هنرى ماتيس Heneri Matisse (1896- 1954) نجده قد أهتم بالألوان وأستخدمها فى تشکيل الضوء للوصول إلى القدرة التعبيرية للألوان , جورج ريووه George Rouault (1958- 1871) الذى استخدم دسامة الألوان مع تحديدها باللون الأسود ولإعطاء القوة التعبيرية للإشکال . واستخدام رؤل دوفى Raul Dufy (1877- 1953) للون فى مساحات محسوبة لتحقيق الإشراق المتألق , والذين اهتم باللون فى سبيل تحقيق إضاءة والإشراق والقدرة التعبيرية للشکل.
المدرسة التکعيبية : Cubisme
اتجهت التکعيبية إلى التحرر من الشکل على النقيد فى ذلک مع التأثيرية ؛ فمثلما حاول التأثيرين تحليل أثر الضوء عندما يتلألأ عبر سطح معين , حاول التکعيبيون أن ينتزعوا الأشياء من واقعها الطبيعى المرئى , ومنحها واقعاً مرئياً جديداً , وهدف التکعيبية هو الاهتمام بالمدرکات العقلية لتحليل الشکل واللون بعيداً عن استخدام الإحساس. وهذا لا يعنى أن التکعيبية فرضت الأشکال الهندسية على الطبيعة وإنما اکتشفت نتيجة تأمل الصورة الطبيعية والبحث عن الجوهر الثابت والقيم المعمارية الهندسية فى الطبيعة وأن هذة الأشکال هى أساس البنية الطبيعية. ومن جانب أخر اکتشاف بول سيزان Paul Cezanne (1839-1906) للغة التصوير الأصلية للشکل واللون ساعد هذا الاکتشاف التکعيبيين على ابتکار فضاءاً تشکيلياً مملوء بالمساحات الهندسية , وذلک حلاً لمشکلة الحرکة المستمرة فى الطبيعة بصورة مبتکرة وجديدة والتى اهتم بها التأثيرين من قبل. فظهر بذلک التواصل والتتالى للأشکال لتظهر بها جميع جوانب الشکل فى رؤية واحدة وکأن للمشاهد إمکانية الدوران حول الجسم لينطبع أثر أحد الجوانب على شبکية العين ولا يزول حتى يحدث أثر جانب ثانى ثم ثالث فتتراکم هذه الآثار جميعاً فتتجمع وتندمج اللحظات. وإذا بدأنا بالمصور بابلو بيکاسو P.Picasso (1881-1975) فنلاحظ أن الأشکال الطبيعية قد حطمت وظهرت خطوطها عبارة عن تحريفات وزوايا , ونجد لوحة أخرى للمصور جوان جرى Juan Gris (1887- 1927) والذى أبرز فيها عامل الضوء کعنصر من عناصر ترکيب الصورة التکعيبية.
المدرسة المستقبلية: Futurism
على الرغم من انتقاد المستقبلين للتکعيبية لخلوها من الحرکة , فإذا کان قد ابتکر التکعيبيين فضاءاً تشکيليا مملوء بالمساحات الهندسية, وذلک حلاًً لمشکلة الحرکة والاستمرار , واتجهوا إلى تحطم الشکل ليحلله ويؤلف من أجزاء شکل على نظام جديد , فأن الفنان المستقبلى يهدف فى هذه العملية الوصول إلى الخطوط الأساسية للقوة الکامنة فى حرکة الجسم. فمن خلال تجزئة الأشکال إلى عدد کبير من النقاط والخطوط والألوان يتضح لنا الحرکة السريعة داخل الشکل , ولهذا إتجه الفنان المستقبلى إلى رسم الأشخاص والحيوانات المختلفة بأطراف متعددة فتتحرک الأشياء وتتحرک ملامحها وتؤدى سرعة الحرکة فى الأشکال وتحول أوضاع الحرکة الثابتة للأشکال إلى صور متداخلة لتلک الأوضاع . فإذا بدأنا بالمصور جينوسفرينى Geno Severini (1883-1966) واقتران الحرکة بالضوء حيث اهتم بالدرجة الأولى بالضوء وبأشعته من المرکز إلى الخارج. وإذا انتقلنا للفنان جياکوموبالا Giacomo Balla (1871-1958) والذى حاول أن يربط بين العنصر المرسوم والمشاهد .باندماج المشاهد مع إيقاعات اللوحة فنجدة عالج بعض الأشکال کالعصفور والسيارة فالعجلات تحولت إلى حلوزونية لتؤکد الحرکة إلى جانب إشعاعات الضوء والألوان الشفافة باتجاهات مختلفة ومتعددة.
المدرسة التعبيرية : Experssionnisme
اتجهت المدرسة التعبيرية إلى التعبير عن الصور النفسية الداخلية وليس الصور الخارجية التى سعت وراءها الکثير من الأتجاهات الفنية کالتأثيرية والوحشية . فهى تجسيد للانفعال الداخلى للفنان فى صورة رموز يستطاع إدراکها من خلالها , وتعنى الإفصاح بلغة الأشکال والألوان والأحجام والأضواء والظلال عن قيمة فنية يحس بها الفنان ويريد أن ينقلها من خلال مشاعر الآخرين "(1). والتعبيرية تعنى ذلک " الاتجاه الوجدانى الذى يقوم على القلق والألتزام مع حرية التعبير الفنى وأن مايضفى على العمل الفنى روعة تأثير وعمق التعبير ليست تلک الصور الزاهية المتألقة للحياة , وإنما ينشأ ذلک العمق وتلک القوة نتيجة لما ينطوى علية موضوع العمل الفنى من صراع وتوتر , تتمثل فيه صور عظيمة من القيم الإنسانية لا توجد إطلاقاً فى تلک الحياة الهادئة المطمئنة " (2). ومن هذا المنطلق سجل لنا أسکار کوکوشکا Oskar Kokschka (1886-1980) بلمسات فرشاته التفاصيل المجملة للأشکال والتى يغمرها التعبير وتدفق الألوان المستمدة من الطبيعة والتى يغطى عليها اللون الرمادى المحمر , والفواتح هى التى فى مرکز الضوء حيث يزداد الأبيض. ومن جانب أخر نجد الفنان هنرى روسو Rousseau (1844- 1910) قد عبرعن ما بداخلة ووزع لمسات فرشاه والضوء بعفوية للأفصاح عن مشاعرة بلغة تلقائية ساذجة لا تدخل للتعليمات المدرسية ولا المهارات المحفوظة أو التعاليم الأکاديمية.
المدرسة السريالية : Surealisme
جاءت الحرکة السريالية فى أعقاب الحرب العالمية الأولى کرد فعل لحالة الدمار الشامل , وما خلفته هذة الحرب من أزمات نفسية .,"فتميزت السريالية بالترکيز على کل ما هو غريب ومتناقض ولا شعورى , وذلک من خلال البعد عن الحقيقة وإطلاق الخيال "[13] ونجد " أن فلسفة الضوء عند السريالين ارتبطت بالفلسفة التى حکمت الفن جاء توظيف الضوء على أساس ذاتى من واقع انفعالات وأحاسيس الفنان , وفلسفة الفن فى المدرسة السريالية ترى أن الفن جزء من فنون الخيال المتحرر الذى يأبى الأرتباط بأى صورة من صور المنطق "[14]. وتأکيداً لوظيفة الضوء نذکر ما قاله سلفادور دالى Salvador Dali (1904- 1989) " أن أنتاج الفنان فى تصويره لما فوق الواقع , يتطلب منه عمق التأمل بالاستغراق فى النفس وأنه عندما يکون أمام الشکل الواقعى الظاهرى , أنما يعمل على الارتفاع بهذا الشکل إلى ما هو فوق المرئى "[15] ولتحقيق ذلک يجب أن يتحرر الفنان من الأوضاع الظاهرة للأشکال وأيضاً من المعانى والاصطلاحات المتعلقة بالشکل ولقد وظف فنانى السريالية الضوء بأساليب متنوعة کلاً حسب تکوينه الذاتى الذى يعود إلى أصل طفولته أو ما يدور فى خياله . ومن جانب أخر يعد الفنان الأيطالى جيورجيودى کيريکو Girorgio Dechirico (1888-1978) الأب الروحى للسريالين فقد أسس أعماله المعمارية مع عدم إهمال الظل والنور فى مبانيه , فتظهر الظلال الهندسية کجزء أساسى من ترکيب الصورة.
المدرسة التجريدية Abstractism
لم يستهدف الفنان التجريدى فى أعماله التأثيرات الضوئية العارضة کما فعل التأثيريون بل عبر عنه سعياً وراء المضمون الفنى . کما تعد التجريدية فى الفن ظاهرة واضحة على مر العصور , ذلک لأن الفن يلجأ إلى التجريد والاختزال عندما لا يکون محاکاة لعناصر الطبيعة . فالفن الوحشى أشد تجريداً من الفن التأثيرى , والفن التکعيبى أشد تجرياً من الفن الوحشى . ولقد تخلى الفنان التجريدى عن الشکل الظاهرى للطبيعة ولجأ إلى المحتوى المتمثل فى البنية الداخلية الکامنة له , محاولاً اکتشاف معان جديدة نابعة من نظم الکون وحقيقة جوهرية من خلال ما يقدمه من إبداعات وذلک يخلق عوالم صغيرة تتفق مع هذة الإيقاعات والنسب وتنعکس فيها صور الکون الأکبر. وبالتالى أصبح الضوء يرمز إلى العلم المجرد عن المادة ونابع من النفس البشرية. فنجد فى عند کثير من فنانى التجريدية الضوء يصارع لاختراق الظلمة ولکن يظهر ممزقاً ." وعلى الرغم من کل ما فى اللون من جمال وأغراء وما فى التکوين من أتساق " [16] يقوم اللون بمهام الضوء والظل . حيث أستخدم الفنان اللون للإيحاء بالفواتح والقواتم فى التکوين من خلال التجريد فالضوء هنا ليس مادى أى لا يأتى من مصدر معين حيث انه لا يرتبط بلحظة ومکان معينة. ومن الاتجاهات التجريدية أيضا التجريدية العضوية حيث يعتقد فنانى هذا الأتجاة أن وراء المظهر الخارجى للأشياء الطبيعية توجد بعض الصفات الأساسية لجوهر الشکل تکسبه قوة أو وجود متأصلاً يتمثل فى الأشکال الحية وعليهم بحث الجانب العضوى , لکى يتسنى لهم تجريد النماذج . ومن فنانى هذا الأتجاة واسيلى کاندنسکى Wassily Kandinsky (1866- 1944) حيث يعتبر العمل الفنى مجموعة من الخطوط والحلزونات والأشکال التى لا مدلول لها والتى تعنى شيئاً ويعنى کل شىء.
مما يؤکد أنه فى غالبية المدارس الفنية تحققت علاقات بين العناصر الثلاث ( الضوء واللون والشکل ) أثرت فى اللوحة التصويرية وأعطتها فى بعض الأحيان بعد درامى وفى البعض الأخر بعد تعبيرى أثرى القيم الفنية والجمالية للوحة فى التصوير .
الدراسات المرتبطة :-
(1) دراسة (إبراهيم عبد المغنى إبراهيم عفيفى 1993م )[17]
بعنوان "العلاقة الکامنة بين الشکل والأرضية فى التصوير الحديث کمدخل لبرنامج تجريبى لتدريس التصوير"
هدفت هذة الدراسة إلى التوصل إلى أسس عامة ومرنة لتنظيم العلاقة بين الشکل والأرضية وصياغة هذة الأسس فى منطلقات تصلح للتطبيق فى تدريس التصوير لطلاب التربية کلية التربية الفنية, ويستفاد من الدراسة فى تناولها لفاعلية تعدد الأشکال المتباينة فى الحجم , والتباين الضوئى , بالإضافة إلى فاعلية التباين اللونى من خلال التباين فى درجة اللون .وتأثير اللون على الشکل ,ووضع تصنيف مقترح على نوعيات الأشکال ,من حيث وجودها کحجم إيهامى وکمسطحات وما أنبثق عنها من حلول متعددة وأنماط مختلفة .
(2) دراسة (إيهاب مکرم يوسف عوض 2001م )[18]
بعنوان "جماليات تکامل الشکل والمحتوى فى التصوير المعاصر"
تعرضت هذة الدراسة إلى جماليات تکامل الشکل والمحتوى فى التصوير المعاصر وتتضمن دراسة تکامل الشکل والمحتوى کل على حدة ويستفاد الدراسة مع البحث الحالى فى تناول الشکل ودراسة وتحليل الاتجاهات الفنية التى تتعلق بالوظائف الجمالية للشکل وعلاقته بالعناصر الفنية فى التصوير المعاصر, وتحديد العوامل التى تؤثر إدراک هذة الوظائف.
(3) دراسة ( ثريا حامد يوسف 2000م )[19]
بعنوان "العلاقة التکاملية بين الشکل العضوى والهندسى فى التصوير التجريدى " 2000م
تناولت هذة الدراسة الجذور التاريخية والفلسفية على مدى تاريخ الفن لتوظيف الشکل المجرد فى التصوير ويستفاد من الدراسة من خلال تتبعها للجذور التاريخية والفلسفية على مدى تاريخ الفن لتوظيف الشکل المجرد فى التصوير والاختلاف فى الأبعاد الفلسفية التى وراء توظيف الشکل فى الفنون المختلفة لأن کل فن له أبعاده الفلسفية المختلفة وطريقة صياغته الأشکال وأساليب التعبير وتأثرها بباقى مکونات العمل الفنى.
(4) ( دراسة حامد محمد حامد صقر1979م )[20]
بعنوان " الضوء عند کارافاجيو وأثرة على مصورى الباروک"
تناولت هذة الدراسة لنشأت کارافاجيو منذ أن بدأ مشواره القصير مع فن التصوير وأهم المواقف والأحداث التى اعترضت مسيرة حياته والتى کان لها أبلغ الأثر على مجريات حياته. ويستفاد من الدراسة الحالية فى الدور الحيوى الذى يلعبه الضوء فى عملية الأبصار للأشياء , مع الاعتماد على بعض النظريات والتفسيرات العلمية .وتتبعت الدراسة مفهوم الضوء وعلاقته بالألوان الزيتية فى أعمال التصوير الزيتى منذ اکتشاف خامة الألوان الزيتية , وکيف أن استخدم المصورين الخامة السلسة الطبيعية , والتى مهدت السبيل للضوء کعنصر تشکيلى لکى يخطو خطوات واسعة فى فن التصوير , بفضل ثبات هذة الخامة وأتساع مدى درجاتها اللونية من الفاتح إلى القاتم .
(5) دراسة (حاتم حامد شافعى محمد 1995م )[21]
بعنوان "أثر الضوء على الشکل فى المجسمات النحتية"
تناولت هذة الدراسة العلاقة التبادلية بين الضوء والمجسمات فى الأعمال الفنية التى اعتمدت على الضوء کعنصر من عناصر التشکيل فى العمل الفنى وليس کوسيط بصرى , ويستفاد من الدراسة الحالية فى أهمية الضوء کعنصر من عناصر التشکيل فى العمل الفنى کذلک فى دراسة الضوء کعامل إبداعى فى الفن التشکيلى .وتناولت الدراسة أيضا الضوء کمصدر جمالى ومدى الوعى الجمالى بالضوء کعامل کونى فى الطبيعة وتأثيره الجمالى على العمل التشکيلى .
(6) (رضا محمود محمد مرعى 1994م) [22]
بعنوان "تأثير الضوء على تکوين الصورة کمدخل لتدريس التصوير لطلاب کلية
التربية الفنية "
هدفت هذة الدراسة إلى الکشف عن تأثير جديد للضوء فى تکوين الصورة والتوصل إلى حلول مختلفة فى التکوين عن طريق التحکم الضوئى , وتهدف إلى استخلاص رؤى جديدة ضوئية يمکن أن تفيد فى تدريس مقرر التصوير لطلاب التربية الفنية , ويستفاد من الدراسة فى تناول مفهوم الضوء منذ تصوير الحضارات حتى التصوير الحديث , حيث أختلف مفهومه على مر العصور فتغيرت نظرة الفنان له تبعا للحقبة الزمنية التى ينتمى إليها . ودراسة الضوء فى مختارات من اتجاهات التصوير الحديث وعرضت ذلک فى تصوير عصر النهضة والتصوير الباروکى والرکوکو والمدرسة الکلاسکية والمدرسة التأثيرية والمدرسة الوحشية . والإفادة من تطور مفهوم الضوء فى التصوير قديما وحديثا ويتضمن نوعية الإضاءة وأثرها فى استخدام أساليب فنية جديدة وکيف تطورت نظرة الفنان للضوء وانعکاسات ذلک على فن التصوير .
(7) دراسة (محمود لطفى بکر 2000م )[23]
بعنوان "أثر الضوء على البناء اللونى فى التصوير الحديث"
تناولت هذة الدراسة الضوء واستخداماته المختلفة فى التصوير منذ البدايات الأولى فى الحضارات المختلفة , وثم تناول الاستخدامات المختلفة فى الاتجاهات الفنية الحديثة , ويهدف البحث للإشارة إلى المقدمات التاريخية لاستخدام الضوء بطرق مختلفة فى کل من الحضارات القديمة والاتجاهات الفنية الحديثة التى تهتم بالضوء باعتباره عنصرا تشکيليا . ويستفاد من الدراسة حيث تم تناولت الدراسة أثر الضوء على البناء اللونى فى التصوير الحديث حيث أعتبر الضوء بديلا تعبيريا عن اللون فى العمل التصويرى وخرجت عن حدود الوسيط التعبيرى التقليدى والمتمثل فى اللوحة التصويرية (توال وألوان ) إلى ما هو أرحب والمتمثل فى الفراغ .
(8) دراسة (محمود محمود عبد العاطي 1981م)[24]بعنوان:
بعنوان " دراسة تجريبية للإفادة من أهداف التشکيل عند فناني الحرکة والضوء في التصوير الحديث"
تناولت الدراسة أهداف التشکيل عند فنانى الحرکة والضوء فى التصوير الحديث , فأن حدودها تتطلب تقديم دراسة لأهم المقدمات التاريخية التى مهدت لهذه الأهداف . ويستفاد من الدراسة حيث تم تناولت استخدام المصور للضوء منذ القدم وحتى بداية العصر الحديث لأهداف متعددة منها التعبير عن حجوم الأشياء وتجسيمها وللتعبير عن الوقت والتميز المختلف للمواد ودراسة لأهم المقدمات التاريخية التى مهدت لهذه الأهداف عن طريق دراسة أهم المفاهيم الفکرية والتقنية لحرکات التصوير الحديث التى اهتمت بالحرکة والضوء.
أعمال الطلاب:
أعمال تعتمد على الضوء والشکل :
أسم الطالب : ياسمين على أسم الموضوع: منظر من الطبيعة الخامات : حبر شينى على ورق کانسون المساحة :60×80سم |
أسم الطالب : هناء إسماعيل الطوخى أسم الموضوع: منظر من الطبيعة الخامات : حبر شينى على ورق کانسون المساحة :60×80سم |
أعمال تعتمد على الضوء واللون :
اسم الطالب : فاطمة محمد السيد اسم الموضوع: منظر من الطبيعة الخامات : زيت على توال المساحة :30×40سم |
اسم الطالب : فاطمة محمد السيد اسم الموضوع: منظر من الطبيعة الخامات : زيت على توال المساحة :30×40سم |
أعمال تعتمد على الضوء واللون والشکل :
إسم الطالب : محمود مصطفى السيد أسم الموضوع: منظر من الطبيعة الخامات : زيت على توال المساحة :30×40سم |
اسم الطالب : فاطمة محمد السيد جمعة أسم الموضوع: منظر من الطبيعة الخامات : زيت على توال المساحة :30×سم40 |
إسم الطالب : هالة الشافعى محمد إسم الموضوع: منظر من الطبيعة الخامات : زيت على توال المساحة :30×40سم |
إسم الطالب : هناء إسماعيل الطوخى إسم الموضوع: منظر من الطبيعة الخامات : زيت على توال المساحة :30×40سم |
[1] إيهاب مکرم يوسف عوض : جماليات تکامل الشکل والمحتوى فى التصوير الحديث , رسالة ماجستير ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان، 2001م ، ص 14
[2] ثريا حامد يوسف : العلاقة التکاملية بين الشکلين العضوى والهندسى فى التصوير التجريدى, رسالة ماجستير , غير منشورة ,کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , 2000م , ص 2
[3] محسن عطية : غاية الفن , دار المعارف , القاهرة , 1991م , ص 107.
[4] محمود لطفى بکر: أثر الضوء على البناء اللونى فى التصوير الحديث , ماجستير , کلية التربية النوعية , جامعة المنصورة , 2000م , ص 1
[5] حاتم حامد شافعى محمد : أثر الضوء على الشکل فى المجسمات النحتية, ماجستير , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , 1995 م , ص 6,3
[6] عبد الفتاح رياض : التکوين فى الفنون التشکيلية , جمعية معامل الألوان , ط4,2001م, ص206.
[7]http://fnaan.spaces.msn.com/personalspace.aspx?_c01_memberprofiletile=showdefault&_c=memberprofiletile)بتاريخ 5 يوليو 2006
(1) جلال جميل محمد : " مفهوم الضوء والظلال فى العرض المسرحى " الهيئة المصرية للکتاب , القاهرة , 2002م , ص 27
(2) أسحق نيوتن : ترجمة " إلياس شمعون _ رسالة فى البصريات – سلسلة الکتب العلمية _ معهد الإنماء العربى
1987 ص 12
(3) يحيى حمودة : نظرية اللون ، دار المعارف ، القاهرة ، 1981، ص 5 .
(4) ثناء سعد علي شلبي : العلاقات اللونية في مختارات من النباتات کمدخل لتدريس اللون " دراسة تحليلية " ، ماجستير ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 1996 غير منشورة ، ص 15 .
(5) جلال جميل محمد : مفهوم الضوء والظلال فى العرض المسرحى " الهيئة المصرية للکتاب , القاهرة , 2002م , ص 30
(6) إيهاب مکرم يوسف عوض " جماليات تکامل الشکل والمحتوى فى التصوير الحديث" ماجستير, کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , غير منشورة , 2001 م , ص 9.
(1) محمود البسيونى : أسرار الفن التشکيلى , عالم الکتب , القاهرة ,ط 2, 1994م ، ص 93.
(2) کامل عيد: " فلسفة الأدب والفن " دار العربية للکتاب ، ليبيا – تونس ص 87.
(3) ليونيللو فينتوري: کيف نفهم التصوير من جيوتو الى شاجال , ترجمة محمد عزت مصطفى , دار الکتاب العربى ، القاهرة , 1967, ص101.
[8] شکري عبد الوهاب : الإضاءة المسرحية ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة ، 1985 ، ص 241 ، 242 .
(1) أرنست فيشر : ضرورة الفن ، ترجمة أسعد حليم ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة ، 1998 ، ص 159 .
[9] المورد : منير البعلبکي ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1983 م .
* هيلاري م. ليبس: أستاذة في علم النفس، و رئيسة قسم علم النفس، و مديرة مرکز الدراسات الجنسانية في جامعة رادفورد، و حاصلة على درجة الدکتوراه من جامعة نورث ويسترن. وليبس هي مؤلفة کتاب " نظرة جديدة في علم نفس المرأة: النوع الاجتماعي، و الثقافة، و العرق" و " الجنس و النوع الاجتماعي: مقدمة" ، و کذلک کتاب " المرأة و الرجل و القوة الحائز على جائزة، کما قد نُشِرت أعمالها في عدد من المجلات المتخصصة، و هي متحدثة دائمة في مواضيع تتعلق بالمرأة، و القوة، و الإنجاز.
[10] ألفت حمودة نظريات وقيم الجمال المعماري ، دار المعارف ، القاهرة ، 1981 ، ص20 .
[11] عز الدين إسماعيل : الفن والإنسان , دار القلم , بيروت , 1974,ص74.
[12] صبحى الشارونى : مدارس ومذاهب الفن الحديث , الجزء الأول , الهيئة المصرية للکتاب , القاهرة , الکتاب السادس , 1994, ص198.
(1) محمود البسيونى : الفن فى القرن العشرين , القاهرة , دار المعارف , 1983, ص83.
(2) حسن محمد حسن : الأسس التاريخية للفن التشکيلى , دار الفکر العربى , القاهرة , شرح وزتحليل الجذور العميقة لهذا الفن , ج 1972, ص148.
[13] أسامة الفقى : التفکير بالألوان , مکتبة الأنجلو , القاهرة , 2006م, ص151.
[14] رضا محمود مرعى: تأثير الضوء على تکوين الصورة کمدخل لتدريس التصوير لطلاب کلية التربية الفنية " رسالة ماجستير , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , غير منشورة , 1994م, ص89
[15] حسن محمد حسن : مذاهب الفن المعاصر , دار الفکر العربى , القاهرة ,1989م, ص257.
[16] نعيم عطية : الفن الحديث , محاولة للفهم , دار المعارف ,القاهرة , 1982, ص55.
[17] إبراهيم عبد المغنى إبراهيم عفيفى : "العلاقة الکامنة بين الشکل والأرضية فى التصوير الحديث کمدخل لبرنامج تجريبى لتدريس التصوير" رسالة دکتواره , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , غير منشورة , 1993م
[18] إيهاب مکرم يوسف عوض : "جماليات تکامل الشکل والمحتوى فى التصوير المعاصر" , رسالة ماجستير , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , غير منشورة – 2001م
[19] ثريا حامد يوسف :"العلاقة التکاملية بين الشکل العضوى والهندسى فى التصوير التجريدى" رسالة ماجستير , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , غير منشورة , 2000م
[20] حامد محمد حامد صقر: الضوء عند کارافاجيو وأثرة على مصورى الباروک , رسالة ماجستير , کلية الفنون الجميلة , جامعة القاهرة ,غيرمنشورة , 1979 م
[21] حاتم حامد شافعى محمد : أثر الضوء على الشکل فى المجسمات النحتية , رسالة ماجستير , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان غير منشورة , 1995م
[22] رضا محمود محمد مرعى : تأثير الضوء على تکوين الصورة کمدخل لتدريس التصوير لطلاب کلية التربية الفنية , رسالة ماجستير, کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , غير منشورة , 1994م
[23] محمود لطفى بکر : أثر الضوء على البناء اللونى فى التصوير الحديث , رسالة ماجستير , کلية التربية النوعية ,جامعة المنصورة, , غير منشورة , 2000م.
[24] محمود محمود عبد العاطى : دراسة تجريبية للإفادة من أهداف التشکيل عند فنانى الحرکة والضوء فى التصوير الحديث , رسالة ماجستير , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , غير منشورة , 1981م.
المراجع:
ثانيا :الکتب المترجمة :
ثالثا :الرسائل العلمية :
رابعا : المعاجم :
خامسا :مواقع (Internet):
http://fnaan.spaces.msn.com/personalspace.aspx?_c01_memberprofiletile=showdefault&_c=memberprofiletile)بتاريخ 5 يوليو 2006