تحليل البنية التشکيلية لمختارات من الدياتومات والراديولاريات کمصدر لإثراء التصميمات الزخرفية

المؤلفون

1 المدرس المساعد بقسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية – جامعة المنصورة

2 استاذ التصميم بکلية التربية الفنية -جامعة حلوان

3 استاذ النسيج ورئيس قسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية -جامعة المنصورة

4 مدرس التصميم بکلية التربية النوعية-جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث
تعد الطبيعة مصدراً ثرياً لإثارة فکر الفنان، بما تتضمنه من جماليات يختار منها مفرداته التشکيلية لإبداع العديد من الأعمال ، ولقد شهد القرن العشرون متسعاً من البحوث العلمية الحديثة التى وجهت رؤى الفنان المعاصر تجاه مفهومة للطبيعة فلم يقتصر على المظاهر الخارجية للعناصر، بل شمل أنظمة تکمن داخل تلک العناصر ، و تضافر العلم والفن في البحث والکشف عن الطبيعة، کان له أکبر الأثر في الخلق والإبداع لمختلف المجالات الفنية ، وتعد الصور الجمالية للطحالب أحد العناصر الطبيعية، التي تتعدد هيئاتها لتشمل عناصر متنوعة کللنقط، الخطوط، الملامس، والألوان، في إيقاعات مکونة في مجموعها أبجديات تشکيلية متفردة، ونظرا لان دراسة الطحالب علم واسع المجال يحتوى على العديد من الشعب والأجناس المتعدده الأمر الذى دفع الباحثة إلى اختيار صف الطحالب العضوية(الدياتومات والراديولاريات) فهى أحد صفوف الطحالب الذهبية وهى طحالب واسعة الانتشار، تضم أجناس غالبيتها أحادية الخلية أو تکون بشکل مستعمرات متجمعة أو خيطية الأمر الذى دفع الباحثة الى الرؤية الشمولية لعناصر ومفردات، ومظاهر التشکيل في مختارات من أشکال الدياتومات والراديولاريات ، فمنها ما يظهر في صور التماثل في الهيئة، ومنها الذي يتضح فيه التباينات، کما أن منها ما يتمثل في هيئة إشعاع حول مرکزة، فالعنصر الذى يعتمد بناءه على خطوط منحنية، يختلف عن العنصر الذى يعتمد بناءه على خطوط متموجة أو مستقيمة ، يتبع البحث المنهجين الوصفى التحليلى والتجريبى، وذلک في الخطوات التالية:
-       دراسة وصفية للتعرف على ماهيه الدياتومات والراديولاريات کنوع من أنواع العناصر العضوية في الطبيعة وتصنيفها.
-       تحليل البنية التشکيلية لمختارات من الدياتومات والراديولاريات لاکتشاف النظم اللونية والخطية والملمسية وکذلک قيم الإيقاع والاتزان والوحدة .
 تجربة عملية تجريها الباحثة تحاول فيها تحقيق أهداف البحث والتأکد من
صدق فروضه.

الموضوعات الرئيسية


خلفية البحث:

تعد الطبيعة مصدراً ثرياً لإثارة فکر وحس الفنان، بما تتضمنه من جماليات تتعلق بنظم، عناصر، وهيئات لا نهائية يختار منها موضوعاته الفنية ومفرداته التشکيلية لإبداع العديد من الأعمال، فمن خلال رؤيته الخاصة يتکشف عناصرها، وأنظمتها، التى تتسع لابتکار العديد من الصياغات التشکيلية والمجالات الإبداعية.

لقد شهد القرن العشرون عديدا من البحوث والدراسات العلمية الحديثة التى وجهت رؤى الفنان المعاصر تجاه مفهومة للطبيعة فرکز اهتمامه نحو دراسة قوانينها، وأنظمتها وظواهر نموها المتعددة التى بنيت عليها جميع ظواهر الکون الطبيعية، فلم يقتصر مفهوم الطبيعة على المظاهر الخارجية أو الواقعية للعناصر، بل شمل أنظمة تکمن داخل تلک العناصر وتتحکم في بنائها
وهيئاتها المختلفة.

إن تضافر العلم والفن في البحث والکشف عن الطبيعة، کان له أکبر الأثر في الخلق والإبداع لمختلف المجالات الفنية،کما اهتم الفن بالبحث والدراسة في القوانين الطبيعية وجماليات هيئاتها واختلاف عناصرها، واتساق علاقاتها التناسبية بين أجزائها بعضها البعض.

وتعد الصور الجمالية للطحالب أحد العناصر الطبيعية، التي تتعدد وتتنوع هيئاتها المختلفة في أنظمتها وبنائها التشکيلي لتشمل عناصر متنوعة للنقط، الخطوط، الملامس، والألوان، في إيقاعات وعلاقات لا نهائية مکونة في مجموعها أبجديات أو منظومات تشکيلية متفردة، ونظرا لان الطحالب علم واسع المجال يحتوى على العديد من الشعب والأجناس المتعدده الأمر الذى دفع الباحثة إلى اختيار صف الطحالب العضوية(الدياتومات والراديولاريات) وهو احد صفوف الطحالب الذهبية الأمر الذى دفع الباحثة الى الرؤية الشمولية لعناصر ومفردات، ومظاهر التشکيل في مختارات من أشکال الدياتومات والراديولاريات ، فمنها ما يظهر في صور التماثل في الهيئة، ومنها الذي يتضح فيه الاختلافات أو التباينات، کما أن منها ما يتمثل في هيئة تشعب أو إشعاع حول مرکزة، فالعنصر الذى يعتمد بناءه على خطوط منحنية، يختلف عن العنصر الذى يعتمد بناءه على خطوط متموجة أو مستقيمة شکل(1)، (2).

 

 

 

(أ)

 

(ب)

(أ)، (ب) شکل (1)

أشکال مختلفة من الدياتومات والراديولاريات يظهر فيها صور التماثل فى الهيئة*

 

(أ)

       

(ب)                                                                                (ج)

(أ)،(ب)،(ج) شکل (2)

أشکال مختلفة من الدياتومات والراديولاريات تظهر فى هيئة تشعب أو إشعاع حول المرکز*

حيث تزخر أشکال الدياتومات والراديولاريات بالعديد من العلاقات والصور الجمالية اللانهائية التى تشکل القيم السطحية للعناصر وتکسبها هيئة مميزة، مکونة صور إيقاعية متنوعة تضفي جماليات خاصة في صور التوازن وتنظيم الهيئات وجزيئاتها واتجاهاتها في صور جمالية لأنظمة التکرار، التدرج والتنوع.

کما يهتم البحث الحالي بدراسة عنصر اللون وتوظيفه تشکيلياً للحصول على متغيرات متنوعة من خلال دراسة التوافقات والتباينات اللونية للدياتومات والراديولاريات لاستثمارها في إثراء التصميمات الزخرفية.

مشکلة البحث:

وتتلخص مشکلة البحث في النقاط التالية:

  1. أن هناک الکثير من البحوث العلمية التى تناولت العلاقة بين الفن والعلم, وأشارت إلى أن الرؤية المتأملة تکشف عن ذلک النظام الدقيق الذي تستتر وراء نظم الطبيعة, ولا يمکن رؤيته عن طريق النظرة السريعة العابرة، رغم هذا فإن الإفادة من تلک الإمکانيات التى وفرتها التقنية الحديثة, والتى تسهم بدور فعال في الکشف عن مجال جديد يثري الرؤية الفنية وجدت أنها ترکز على التشکيل البنائى فقط للإفادة منها في التصميم.
  2. بالکشف عن الدراسات التى تناولت العناصر العضوية في الطبيعة وبصفة خاصة للدياتومات والراديولاريات في مجال التربية الفنية وجدت قليلة جدا.


وتتحدد مشکلة البحث في التساؤلات الآتية:

1. کيف يمکن لتحليل البنية التشکيلية لمختارات من الدياتومات والراديولاريات إثراء
التصميمات الزخرفية .

2. کيف يمکن اکتشاف نظم من تداخلات لونية متباينة ومتوافقة من خلال تحليل البنية التشکيلية لمختارات من الدياتومات والراديولاريات تثرى التصميمات الزخرفية.

فروض البحث:

يستند البحث الحالي على الفروض التالية:

  1. توجد علاقة ايجابية بين البنية التشکيلية لمختارات من الدياتومات والراديولاريات ونظم تشکلها يمکن أن تثرى التصميمات الزخرفية مع الأخذ في الاعتبار البعد الادراکى للمتلقي.
  2. توجد علاقة ايجابية بين تحقيق قيم التصميم من تداخلات لونية متباينة ومتوافقة للأساليب التشکيلية لمختارات من الدياتومات والراديولاريات وبين نظم تشکلها تؤدى إلى إثراء
    التصميمات الزخرفية.

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى تحقيق الأهداف التالية:

  1. الکشف عن جماليات أشکال الدياتومات والراديولاريات، والاستفادة منها کمصادر
    جديدة للتصميم .
  2. تحقيق صياغات تشکيلية لمتغيرات العلاقة بين النقط،الخطوط،الملامس والألوان في إثراء التصميمات الزخرفية .
  3. تحقيق أبعاد وقيم جمالية تتعلق بالتدريجات و التداخلات اللونية للأساليب التشکيلية لمختارات من صور الدياتومات والراديولاريات في إثراء التصميمات الزخرفية.

منهج البحث:

يتبع البحث المنهج التحليلى والمنهج التجريبى، وذلک في إطارين:

أولاً: الإطار النظري:

  • دراسة وصفية للتعرف على ماهيه الدياتومات والراديولاريات کنوع من أنواع العناصر العضوية في الطبيعة وتصنيفها.

ثانيًا: الإطار العملى:

  1. تحليل البنية التشکيلية لمختارات من الدياتومات والراديولاريات لاکتشاف النظم اللونية والخطية والملمسية وکذلک قيم الإيقاع والاتزان والوحدة .
  2. تجربة عملية تجريها الباحثة تحاول فيها تحقيق أهداف البحث والتأکد من صدق فروضه.

حدود البحث:

وتنحصر فيما يلى:

  1. عناصر التصميم المستمدة من مختارات من أشکال الدياتومات والراديولاريات فقط .
  2. تقوم الباحثة بتنفيذ مجموعة من التصميمات الزخرفية من تحليل ودراسة مختارات من أشکال الدياتومات والراديولاريات.

أهمية البحث:

تنبع أهمية البحث الحالي من الآتي :

  • الاستفادة من النظم الجمالية لمختارات من الدياتومات والراديولاريات في إثراء
    التصميمات الزخرفية.
  • دراسة عنصر اللون وتوظيفه تشکيلياً للحصول على متغيرات متنوعة من خلال اکتشاف نظم التوافقات والتباينات اللونية للدياتومات والراديولاريات لاستثمارها في إثراء
    التصميمات الزخرفية.

مصطلحات البحث:

1-  تصميم:

کلمة (تصميم) تعنى عند منير البعلبکي من الناحية اللغوية: "رسم خطة، تخطيط، تصميم، خطة، مقصد، هدف، وضع تصميماً فنياً، فن وضع التصاميم، أثر فني". (منير البعلبکى، 1992: 264)

وتعنى في قاموس وبستر الآتي:

1- خطة بسيطة، مشروع، غرض، قصد، هدف.

2- ما يخطط له أو النتيجة المستهدفة.

3 - العمل طبقاً لخطة ما.

4- خطة أو رسم يبدأ منه العمل، تخطيط کما في رسم منزل ما.              

 5- فن عمل الخطط أو الرسوم (Noah Webster, 1975: 493).

بينما يذکر إسماعيل شوقي إسماعيل أن التصميم في الفنون التشکيلية هو: " العملية الکاملة لتخطيط شيء ما وإنشائه بطريقة ليست مرضية من الناحية الوظيفية أو النفعية فحسب، ولکنها تجلب السرور والفرحة إلى النفس أيضا، وهذا إشباع لحاجة الإنسان نفعياً وجمالياً في وقت واحد " (إسماعيل شوقى، 1999: 43).

والمقصود بکلمة تصميم في هذا البحث هو عمل تخطيط وتنظيم لمفردات وعناصر لمختارات من أشکال الدياتومات والراديولاريات بعد رؤية عميقة لها وإخراجها في صورة مبتکرة تصلح لتنفيذها على التصميمات الزخرفية.

2-  إثراء:

کلمة (يثري) من الناحية اللغوية کما يوردها قاموس المورد تعنى: "يغنى, يزخرف, يخصب (يزيد الأرض خصبا) أو يزيد قيمة الطعام الغذائية بإضافة الفيتامينات إليها" (منير البعلبکى،
 1992: 314).

والمقصود بکلمة إثراء في هذا البحث أن تساعد مختارات من أشکال الدياتومات والراديولاريات على زيادة قيمة الحلول الإبتکارية لصياغة العلاقات التشکيلية لإثراء
التصميمات الزخرفية.

3-  الشکل العضوي:

هو "نسق من الأشکال الطبيعية الذى يتحقق عن طريق العوامل البيولوجية المختلفة". أو هو کل ماله ترکيب أو بناء مادى منتظم له مميزات أو يتصل بکائنات حية" (توماس مونرو،
 1972: 72).

4-  تعريف الطحالب :

تعرف الطحالب بأنها نباتات بدائية ذاتية التغذية ،بسيطة الترکيب ،تفتقر الى وجود الأنسجة الوعائية وتحتوى على صبغة الکلوروفيل، ولها تراکيب تکاثرية بسيطة.

کما يکن تعريفها أيضا بأنها نباتات ثالوثية تفتقر الى وجود الأوراق والسيقان والجذور الحقيقية وتحتوى على صبغة الکلورفيل کصبغة رئسية وتکون أعضائها التکاثرية بسيطة الترکيب.

(MansouraUniversity, Faculty of Science, 2002- 2003:1)

5-  الدياتومات والراديولاريات:

" هى أحد صفوف الطحالب الذهبية ويطلق عليها الطحالب العضوية ويضم هذا الصف 170 جنس و 5500 نوع، وهى طحالب واسعة الانتشار، تضم أجناس غالبيتها أحادية الخلية أو تکون بشکل مستعمرات متجمعة أو خيطية".

(MansouraUniversity, Faculty of Science, 2002- 2003:93 )

6-  البنية :

"البنية - في اللغة العربية – کلمة لها دلالة معمارية ومعناها الاشتقاقى يرجع إلى الفعل الثلاثى:( بنى، يبنى، وبناية، وبنية) وقد تکون بنية الشئ-في العربية – هى (تکوينه)، ولکن الکلمة قد تعنى أيضاً (الکيفية) التى شيد على نحوها هذا البناء أو ذلک" (المعجم الوجيز، 1991: 63)

"وأما في اللغة الأجنبية فإن کلمة (structure) مشتقة من الفعل اللاتيني (struere) بمعنى (يبنى) أو (يشيد). وحين تکون للشيء (بنية) في اللغة الأوربية فإن معنى هذا –أولاً وقبل کل شيء (غير منتظم) أو (عديم الشکل) a morphe – بل هو موضوع منتظم له (صورته) الخاصة ووحداته الذاتية". (محسن صالح، 2002: 63)

وهنا يظهر ضرب من التقارب الأولى بين معنى (البنية) ومعنى (صورة) forme ما دامت کلمة (بنية) – في أصلها – تحمل معنى ( المجموع) أو (الکل) المؤلف من ظواهر متماسکة، يتوقف کل منها على ما عداه، ويتحدد من خلال علاقته بما عداه.

مما سبق يتضح أن کلمة (بنية) لها استعمالات خاصة في المجالات والعلوم المختلفة من رياضة، ومنطق،وفيزياء، وعلم أحياء، وأنثروبولوجيا، وعلم نفس، ولغويات....الخ.

الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع البحث:

1-  دراسة محمد حافظ الخولى (1982)

 بعنوان: النظم الهندسية في مختارات من العناصر النباتية کمصدر للتصميم.

استهدفت الدراسة استخلاص مجموعة من النظم الهندسية التى يتضمنها السطح الخارجي لمختارات من النباتات الشوکية والعصارية، وذلک بمساعدة مجموعة من الشبکات، صممها الباحث لإدراک هذه النظم الهندسية على أسطح النباتات المختارة (ثلاثة نباتات من العائلة الشوکية – وثلاثة من العائلة والعصارية).

وتکمن أهمية الدراسة في دعم مجال التصميم في التربية الفنية ببعض طرق التحليل للنماذج الطبيعية، لسهولة إدراک ما تحويه من نظم هندسية من شأنها أن تمهد الطريق نحو رؤية بصرية علمية للطبيعة أمام طلاب الفن وخاصة دارسي مادة التصميم.

وقام الباحث بتحليل مثالين من النباتات الشوکية جماليا من خلال زاويتي الرؤية (الأفقية – الرأسية) في ثلاث نظم:(نظام الخط الخارجي،النظام التتابعى لأجزاء النبات- نظام تفاصيل السطح). أجزاءه فحسب، وإنما هى أيضاً القانون الذى يفسر تکوين الشيء وجوهره.

وقد توصل الباحث من خلال الدراسة إلى النظام الذى تنمو بموجبة النباتات في الطبيعة مثلها کأي کائن حي نامي يخضع لقانون الحلزوني اللولبي (اللوغارتمى) المتساوي الزوايا، وأن النظام الهندسي الحلزوني الذى تحکم في نمو النباتات الشوکية والعصارية يؤثر في شکلها الخارجي، فيظهر نظمها الخارجية بطريقة واحده، رغم اختلاف أشکالها وأحجامها.

 کما تناول الباحث النظام والأسس الهندسية الموجودة في الطبيعة وکيف أنها تستند جميعها إلى قوانين ثابتة من الممکن أن تفيد في مجال التصميم، حيث اعتمد الباحث فعلا في بناء لوحاته على الأساس الهندسي الذي تنمو بمقتضاه النباتات الشوکية محل الدراسة مع استخدام الشطر، والمبالغة والحذف، لإنتاج تصميمات جديدة.

 ويتفق البحث الحالي مع الدراسة السابقة في مبدأ رياضية وثبات نظم الطبيعة, کما يتفق في أهمية الدراسة الدقيقة لجوهر الأشکال الطبيعية لما يمکن أن يتوافر بها من نظم وقوانين يمکن استنتاجها أو مظاهر شکلية أو بنائية موجودة بالفعل يتم الکشف عنها  للاستفادة منها في إثراء التصميمات الزخرفية .

2-  دراسة حسينى على محمد معوض (1983)

بعنوان: النظم الهندسية لعنصر النبات تحت الرؤية المجهرية کمصدر لإثراء
التصميمات الزخرفية.

وتهدف الدراسة إلى التعرف على النظم الهندسية الموجودة في البناء الداخلي لقطاعات نباتية, مثل نبات الذرة الشامية, وذلک من خلال الرؤية المجهرية، والاستفادة من النظم المستخلصة في استحداث مجموعة من التصميمات الزخرفية لإثراء مجال التصميم. تتناول الدراسة مفهوم الشکل في بعض الحضارات القديمة والحديثة, کما تناولت توضيح لفلسفة النظام الهندسي في افن المصري القديم والفن الإسلامي والفن الحديث. وتشير الدراسة على السيادة التى حققها النظام الهندسي کأحد الأنماط الفنية عبر العصور، وتعتبر هذه الدراسة بداية لاستخدام الوسائل التکنولوجية والاستعانة بها في توضيح النظم الفنية الکامنة بها في جوهر الأشکال الطبيعية والتى لا تستثنى في الرؤية العادية.

وتتمثل الاستفادة من الدراسة السابقة للبحث الحالي في التعرف على مجال جديد, ملئ بالأشکال الجديرة بالتأمل, والتعرف أيضا على طرق تحليل الأشکال الطبيعية المجهرية وکيفية التوصل إلى نظم شکلية ذات علاقات إيقاعية مختلفة يمکن تبسيطها وهندستها والاستفادة من حالتها الطبيعية في إثراء التصميمات الزخرفية.

3-  دراسة نجوى محمد أحمد المصري (1993)

بعنوان: إثراء تصميم اللوحات الزخرفية من خلال التحليل المجهري للنظم البنائية واللونية في البلورات المعدنية.

وتهدف الدراسة إلي إثراء تصميم اللوحات الزخرفية من خلال الاستفادة من النظم البنائية واللونية المستخلصة من الدراسة التحليلية لسبعة معادن مختلفة الفصائل, متوفرة في البيئة المصرية, تحت المجهر المستقطب.

وتهدف الدراسة أيضًا إلى إثراء مصادر الرؤية الفنية وتعميقها للدارس للفن عامة وطلاب التربية الفنية خاصة, والاستفادة من الأسلوب العلمي الذي يمکن أن يساعد الطالب على ممارسة أنشطة عقلية, مثل التحليل, التقسيم......

وتکمن أهمية البحث في الاستفادة من الإمکانيات المختلفة التى توفرها الرؤية من خلال المجهر المستقطب, باعتباره وفر مجالا لم توفره الرؤية العادية, للتعرف على ما قد تخفيه الطبيعة من نظم بنائية هندسية, وتدريجات لونية, من الممکن أن تفيد دارسي الفن في إنتاج أعمال فنية ذات
طبيعة خاصة.

والاستفادة من هذه الدراسة يتمثل في کونها إشارة لاستخدام الوسائل العلمية الحديثة للاستعانة بها في کشف دقائق الطبيعة وما تحمله في طياتها من أنظمة بنائية تفيد الفنان المصمم بالقطع في استحداث أفکار فنية جديدة وتفتح مجالا جديدا لاستقاء عناصر وأسس التصميم
من الطبيعة.

4-  دراسة إيمان على محمد الشرقاوي (2003)

بعنوان: النظم الشبکية في الغزل الفطري کمدخل لبناء اللوحة الزخرفية.

واستهدفت الدراسة الکشف عن النظم الخاصة بالتراکيب الشبکية للغزل الفطري من خلال الرؤية المجهرية للفطريات النباتية،حيث ترى الباحثة أنه من خلال إدراک القانون البنائي العام لهذه الفطريات ونظام النمو الغنى بعمليات التجمع والتشتت والانفجار يمکن استخلاص مجموعة من الشبکات ذات الطابع العضوي واستخدامها في بناء اللوحة الزخرفية، وتکمن أهمية البحث في إثراء الحلول الإبتکارية لصياغة العلاقات التشکيلية وتنوعها على سطح اللوحة الزخرفية وإعطاء الطالب معلومات ومفاهيم تعينه على تحليل الطبيعة وإدراک قوانينها وتذوق العلاقات البنائية والاستفادة منها في بناء اللوحة الزخرفية.                            

والاستفادة من هذه الدراسة يتمثل في اهتمامها بالنظم البنائية وتعدد أشکالها في الطبيعة والاهتمام بالوسائل العلمية الحديثة في کشف حقائق الطبيعة، وأيضا الترکيز على النظام الشبکي المستخلص في ضوء أسس التصميم مثل وظيفة الخط داخل النظام الشبکي و يساعد البحث الحالي في الاستفادة من دراسة الاتجاهات الخطية وعـلاقتها بتوزيع الکتل.

ومن العرض السابق ستطرح الباحثة النقاط التالية:

أولاً: الدياتومات والراديولاريات:

وهي مجموعة من النباتات اللازهرية الثالوسيه والنباتات اللازهرية أي لا تکون أزهارا, أما الثالوسية أي يتکون جسمها من ثالوث أي لا تتميز إلى جذور وسيقان وأوراق حقيقية, وتحتوي على صبغات تمثيلية (الکلوروفيل) وأصباغ أخرى, تعيش في المحيطات والبحار والبحيرات والبرک والتربة الرطبة وهى نباتات مجهريه وتتألف من خلية واحده فقط ".

(Mansoura University, Faculty of Science, 2005- 2006: 19)

لا يمکن رؤية هذه الکائنات الدقيقة إلا من خلال الفحص المجهري، وهذه النباتات ذات أشکال وتراکيب منتظمة، وذات تفاصيل دقيقة وعلى درجة کبيرة من الجمال والنظام، ويبدو أن جميعها قد اتخذت شکلها تبعا لنفس القوانين الرياضية والميکانيکية التي تحدد أشکال الأصداف وبلورات الثلج والخلايا، وتتنوع هذه الدياتومات في الشکل من حيث البساطة أو التعقيد وتنقسم الى طائفتين تبعا لشکلها وتماثلها، فمنها المرکزية وهى مستديرة ذات زخارف شعاعية، ومنها الريشية وهى مستطيله ولها أشکال في صور تشبه ريش الطيور.

وهى تنقسم إلى عدة صفوف هي:

1-Class:  bacillariophyceae:

"ويضم هذا الصف 170 جنس و 5500 نوع، وهى طحالب واسعة الانتشار، تضم أجناس غالبيتها أحادية الخلية أو تکون بشکل مستعمرات متجمعة أو خيطية".

وصنفت الدايوتومات إلى رتبتين على أساس تناظرها وهى :

رتبة جانبية التناظر ( ريشية ):

1-1 Order  pennales

 Genus:  tabellaria

 

شکل (3) طحلب الـ tabellaria

Genus:  asterionella

 

شکل (4) طحلب الـ  asterionella

Genus: nitzschia

 

شکل (5) طحلب الـ nitzschi 

Genus : navicula

 

شکل (6) طحلب الـ navicula

Genus: bacillaria

 

شکل (7) طحلب الـ  bacillaria

تضم هذه الرتبة الأجناس الإشعاعية التناظر.

1-2  order : central

Genus: cyclotella

 

شکل (8) طحلب الـ ( cyclotella ) وهو على شکل قرصي مفلطح

Genus: coscinodiscus

 

 (أ)                                                    (ب)                                                  (ج)

شکل (9) (أ)، (ب)، (ج) طحلب الـ  coscinodiscus

(أ‌)      شکل مجسم.

(ب‌)    الوجه الأمامي على هيئة قرص دائري.

(ج‌)    تکبير لمحتويات القرص الدائري.

 

 

1-2 -3 Genus:  aulacosiera              

 

شکل (10) طحلب الــaulacosiera)) على شکل خطوط طويلة لولبية

1-2 -4 Genus: bidulphia

 

شکل (11) طحلب الـ  bidulphia

الدياتومات المتحجرة (Fossil diatoms  ):

"الطحالب العضوية تمتاذ بوجود مادة السيليکا في جدارها الخلوى والذى يمکن أن يبقى بعد موت وتحلل الخلايا، وقد تتراکم أعداد هائلة من هذه الجدران في مکان معين کالقاع الحجرى أو غيره وقد يظهر الدياتومات على مثل هذه السطوح وتسمى بالدياتومات المتحجرة يستفيد منها الجيولوجيين في أغراض مختلفة ."

(MansouraUniversity, Faculty of Science, 2002- 2003: 198)

 

شکل (12) مثال للدياتومات المتحجرة على شکل حلزوني

وبعد العرض السابق ستتناول الباحثة عرض الجانب العملي للبحث، والذى يتضمن التجربة البحثية وإجراءاتها وخطواتها حيث قامت الباحثة

أولا: باختيار عينة البحث من الدياتومات والراديولاريات المختارة والمنتقاة على أسس فنية وتصميمية مختلفة

ثانيا: إجراء التحليل الفني على کل صورة من حذف وإضافة وتفکيک وإعادة ترکيب.

ثالثا: الاستفادة من التحليلات السابقة والمتنوعة في عمل تصميمات زخرفية متنوعة.

العمل الأول

           

شکل (13)  طحلب    bidulphia                           شکل (14) العلاقات الخطية واللونية

المستوحاة من الطحلبالسابق

 

 

   

                  شکل (15)عمليات الاضافة                                  شکل (16)عمليات التفکيک واعادةالترکيب

 

        

 

شکل (17)  طحلب    bidulphia                    شکل (18) العلاقات الخطية المستوحاة من الطحلبالسابق

 

     

شکل (19)عمليات التفکيک واعادةالترکيب

 

 

شکل (20)عمليات الاضافة

 

 

شکل (21) اللوحة الزخرفية رقم (1)

 


العمل الثاني :

               

شکل (22) طحلب الـ navicula             شکل (23) العلاقات الخطية المستوحاة من الطحلبالسابق

 

                

شکل (24) العلاقات الخطية واللونية                                شکل ( 25) عمليات الحذف  

 

 

 (أ)

 

 

 (ب)

شکل (26) (أ) , (ب) عمليات التفکيک واعادة الترکيب

 

 

شکل (27) اللوحة الزخرفية رقم 2)

العمل الثالث :

   

شکل (28) نموذج من الدياتومات المتحجرة                                     شکل (29) العلاقات الخطية

 

 

 

    

                شکل ( 30) العلاقات الخطية                                شکل (31) عمليات التفکيک واعادة الترکيب

 

  

شکل (32) نموذج من الدياتومات المتحجرة                                شکل ( 33) عمليات الحذف والاضافة

       

شکل (34) التفکيک واعاده الترکيب                                شکل ( 35) العلاقات الخطية باستخدام الکمبيوتر

 

 

شکل (36) اللوحة الزخرفية رقم (3)

 

 

شکل (37) اللوحة الزخرفية رقم (4)

العمل الرابع :

 

شکل (38)  طحلب   ال asterionella

 

شکل (39) العلاقات الخطية

 

 

شکل (40) اللوحة الزخرفية رقم (5)

نتائج وتوصيات البحث

أولاً/ النتائج

من خلال الدراسة  النظرية والتطبيقية للبحث والدراسة التحليلية لمختارات من الدياتومات والراديولاريات في ضوء مجموعة من الأسس الفنية توصلت الباحثة الى مجموعة من النتائج کان من أهمها ما يلي :

1. تعتبر الدياتومات والراديولاريات مجال خصب لدراسة النظم البنائية في الطبيعة لاحتوائها على نظم بنائية متعددة ونسب جمالية وتناغمات ايقاعية وتکرارية وفق قيم فنية .

2. ساهمت دراسة تحليل البنية التشکيلية لمختارات من الدياتومات والراديولاريات على اثراء تصميم التصميمات الزخرفية المستمدة منها .

ثانياً/ التوصيات

1. توصي الباحثة بأن دراسة النظم البنائية لجميع الطحالب أمر مستعصي على أي باحث للوصول الى حلول ومعالجات فنية في وقت محدد , فيجب دراسة عنصر واحد لإتاحة الفرصة أمام الباحثين للتعمق في التخصص الدقيق لهذه الجزئية .

2. العمل على تنمية الجانب المعرفي الفني والتقني بالدراسة والتجريب والممارسة والتطبيق على خامات مختلفة لمحاولة الوصول الى طرق جديدة لتنفيذ اللوحة الزخرفية .



*  http://www.microscopy-uk.net/mag/imgmar99/polys3.jpg

*http://www.biology.lsa.umich.edu/courses/bio458/Polysiphonia_female.jpg

المراجع
1)   إسماعيل شوقي إسماعيل(1999). الفن والتصميم، القاهرة، الکاتب المصري للطباعة والنشر.
2)   إيمان على محمد الشرقاوي (2003). "النظم الشبکية في الغزل الفطري کمدخل لبناء اللوحة الزخرفية"، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان.
3)   توماس مونرو (1972). التطور فى الفنون، الجزء الثانى، ترجمة: محمد على أبو درة وآخرون، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة.
4)   حسينى على محمد عوض (1983). النظم الهندسية لعنصر النبات تحت الرؤية المجهرية کمصدر لإثراء التصميمات الزخرفية، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان.
5)   محسن محمود محمد صالح (2002). النظام الهندسي في الطبيعة والإفادة منه في استحداث مشغولات معدنية، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان.
6)   محمد حافظ الخولى (1982). النظم الهندسية فى مختارات من العناصر النباتية
7)   مصطفى فريد الرزاز (1984). التحليل المورفيولوجى لأسس التصميم وموقف المشاهد منه، مجلة دراسات وبحوث، جامعة حلوان، المجلد السابع، العدد الثالث.
8)   المعجم الوجيز (1991). مجمع اللغة العربية، طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم، جمهورية مصر العربية.
9)   منير البعلبکي (1992). قاموس المورد (إنجليزي – عربي)، بيروت، دار العلم للملايين.
10)                 نجوى محمد أحمد المصري (1993). إثراء تصميم اللوحات الزخرفية من خلال التحليل المجهري للنظم البنائية واللونية في البلورات المعدنية، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان .
11) MansouraUniversity, Faculty of Science, Department of Botany (2002-2003),"PHYCOLOGY".
12) MansouraUniversity, Faculty of Science ,Department of Botany(2005 -2006),"Algalforms
13) Noah Webster(1975):"Webster's New Century Dictionary"Cleuland Second Edition, World Publishing Company, P. 493