تحليل المحتوى الثقافي لکتاب (القراءة الميسرة )

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

أستاذ مساعد -جامعة البلقاء التطبيقية-کلية الأميرة عالية الجامعية

المستخلص

الملـــخص
تعنى هذه الدراسة بتحليل المحتوى الثقافي لکتاب (القراءة الميسرة) سلسلة في القراءة العربية لغير الناطقين بها – الجزء الأول – وهو صادر عن معهد اللغة العربية في جامعة الملک سعود ، وهو معهد متخصص بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ، وقد ارتبط موضوع هذا الکتاب بالمتعلمين المسلمين من المبتدئين الناطقين بغير اللغة العربية.
وبينا خلفية الدراسة وأهميتها وطريقتها وإجراءاتها ونتائجها ، موزعة على سؤاليها المتعلقين بالبيانات العامة للکتاب موضوع الدراسة ، والمجالات الثقافية فيه ، محددين تکراراتها ونسبها المئوية.
وقد بينا في أثناء التحليل أن الجانب الثقافي متصل أيما اتصال بالجوانب الأخرى اللغوية والتربوية. ثم ناقشنا النتائج.
وما ذلک کله إلا محاولة للعمل على أن تناسب کتب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها مستوى متعلميها في کل مرحلة تعليمية من أجل وصولهم إلى الکفاية اللغوية والثقافية التي تمکنهم من التواصل مع الناطقين بالعربية في شتى مجالات المعرفة الإنسانية .                   
الکلمات الدالة: تحليل المحتوى،وتعليم العربية للناطقين بغيرها،والقراءة الميسرة. 

القسم الأول :

     أهمية الدراسة:

تناول الباحثان في هذه الدراسة تحليل المحتوى الثقافي؛ وذلک في محاولة منهما لرسم صورة واضحة عن مناهج تعليم العربية للناطقين بغيرها ، وخاصة تلک الموجهة للناشئين والمبتدئين؛ فنسبة ما أُلِّفَ من مناهج تعليم العربية لغةً ثانيةً حتى 1985م هي 68%للمستوى الابتدائي و 12% للمستوى المتوسط و11% للمستوى المتقدم، و9% بقيت بلا تحديد واضح للمستوى.

وتکمن أهمية هذه الدراسة في اتباعها أسلوب تحليل المحتوى؛ إذ يعد هذا الأسلوب أداة بحث في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ، إضافة إلى ما تتميز به هذه الأداة من استخدامات ووظائف في خدمة البحوث التحليلية. فتحليل المحتوى أسلوب من أساليب البحث العلمي الذي يستهدف الوصف الموضوعي المنظم والکمي للمضمون الظاهر لمادة الاتصال([1]). وهذا ما أکده معظم الباحثين في هذا المجال ، وخاصة (بيرلسون) الذي يعد من الرواد الأوائل الذين کتبوا في تحليل المحتوى ، ويعد کتابه (أسلوب تحليل المحتوى في بحوث الاتصالات وتبادل المعلومات) مصدرا أساسيا للباحثين الآخرين في هذا الميدان ([2]) .

فنشأة تحليل المحتوى قد ارتبطت بالدراسات الإعلامية ؛ لأن الاحتياجات المنهجية للإعلام دفعت بعض الباحثين في بداية القرن العشرين إلى بلورة أسلوب جديد -هو هذا الأسلوب -في جمع المعلومات وتحليلها وفقا لأشکال وأنماط متنوعة بما يؤدي إلى استنباط المزيد من التحليلات والتفسيرات والاستدلالات والاستبصارات منها وربطها مع مجموعة المعارف الأخرى المتصلة بموضوع التحليل([3]).

وأسلوب تحليل المحتوى ليس هدفا في حد ذاته ؛ وإنما هو أداة بحثية لتحقيق أهداف هذه الدراسة ؛ فهو أداة للقياس والتقويم الدقيق([4])؛ إذ يساعدنا على تحديد مستوى الکتاب المحلل مثلما يساعدنا على معرفة ما إذا کان هذا المستوى مناسبا لمستوى المتعلمين وحقيقة کفايتهم اللغوية والثقافية . ولعل من أشهر أدبيات تحليل المحتوى الکشف عن الميول والقيم الاجتماعية والوقوف على بؤرة الاهتمام([5]). وقد تحدث عن فوائد تحليل المحتوى الأخرى واستخداماته بالتفصيل شکري سيد أحمد وعبدالله الحمادي في کتابهما (منهجية أسلوب تحليل المضمون وتطبيقاته في التربية)([6]) ورشدي أحمد طعيمة في بحثه (تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية)([7]) وکتابه (دليل عمل في إعداد المواد التعليمية لبرامج تعليم العربية)([8]).وقد تحدث محمد أحمد العمايرة في الوقت نفسه عن الثقافة الإسلامية في کتب تعليم العربية للناطقين بغيرها ، ووقف على أهم الدراسات التي تعرضت لموضوع تحليل المضامين الثقافية في المناهج التعليمية[9] .              

وستقف الدراسة إن شاء الله على المجالات الثقافية المقدمة في الکتاب الذي تتناوله ، وطريقة تقديمه إياها ، ومدى اهتمامه بها ؛ من أجل تحديد جوانب الضعف أو القوة فيه ؛ لتطويره في حال تحقق الجوانب الأولى فيه.

تحديدات المشکلة:

   ستعمل هذه الدراسة على تحديد المجالات الثقافية التي اهتم بها الکتاب المحلل، وتقويمها، وإعطاء صورة واضحة عن المحتوى الثقافي الذي اهتم به هذا الکتاب؛ من أجل تدارک نقاط الضعف فيه ؛ ولذلک ستعمل على الإجابة عن السؤالين الآتيين:

1- ما البيانات العامة المتضمنة قي مقدمات هذا الکتاب؟ وتشمل الجوانب الآتية: اسم السلسلة وأهدافها ، ومکان صدورها وتاريخها ، وناشرها ومؤلفيها ، وعدد صفحاتها ، وعدد دروسها ، وطريقة عرض هذه الدروس فيها ، ومستوى متعلميها ، إضافة إلى بيانات أخرى مثل تجريب الکتاب الخاص بهذه السلسلة ، والمدة الزمنية التي يحتاجها المتعلم لإنهاء محتوياته.

2- کيف تناولت هذه السلسلة ممثلة بکتابها (القراءة الميسرة) -الجزء الأول – المجالات الثقافية التالية؟ وما دلالات هذه المجالات؟ وهي: القرآن الکريم والسنة النبوية ، والثقافة العربية والإسلامية ، والملامح التاريخية ، والمناسبات القومية والدينية والعالمية ، ومواقف الحياة اليومية ، ومظاهر الحياة الحديثة، والمجالات الثقافية الأخرى.

فمن المعروف أن من خصائص تحليل المحتوى تناوله للشکل والمضمون ؛ فالشکل من حيث إخراج الکتاب والبرنامج والمؤلف... ، والمضمون من حيث المفاهيم والأفکار والمعارف والقيم....([10]).

  وستکشف الإجابة عن ذينک السؤالين في أثناء مناقشة نتائج هذه الدراسة - مدى تحقق المعايير العامة لهذا الکتاب والمعايير الخاصة به أيضا کمعيار الاحتواء والشمول والواقعية والوحدة والدقة والتوازن والملاءمة ومستوى التعلم([11]).

        ثم إن الإجابة عن هذين السؤالين ستکشف لنا في الوقت نفسه عن إجابات أخرى للأسئلة الآتية: ما المفهوم الذي يتبناه المؤلفان للثقافة؟ وکيف يتضح هذا المفهوم؟ وهل تحدثا عنه في مقدمة الکتاب أو في مرشد المعلم؟ أم يستخلصه الباحث من الموضوعات والمواقف التي تدور حولها الدروس؟([12]) .

  وفي ذلک کله تحديد لفئات التحليل التي سوف ندرسها في هذا البحث ممثلة في المحتوى الثقافي والبيانات العامة والإخراج وطبيعة المقرر وأسس إعداد الکتاب.

*التعريفات الإجرائية:

في ما يأتي بعض مصطلحات هذه الدراسة، وقد عرفت إجرائيا:

1-المحتوى:

وهو المادة التعليمية التي يتضمنها الکتاب سواء أکانت لغوية أم ثقافية.

2-تحليل المحتوى(المضمون):

وهنا نؤکد مرة أخرى أن تحليل المحتوى أداة للبحث العلمي تستخدم في مجالات متنوعة([13]) لوصف المحتوى الظاهر للمادة العلمية المراد تحليلها، من حيث الشکل والمضمون ؛ تلبية للاحتياجات البحثية ، وطبقا للتصنيفات التي يحددها الباحث ، بهدف استخدام هذه البيانات في وصف هذه المادة ، أو لاکتشاف بعض الظواهر التي تنبع منها وبشرط أن تتم عملية التحليل وفق أسس منهجية، ومعايير موضوعية وأن يستخدم الباحث في جمع البيانات وتحليلها الأسلوب الکمي بصفة أساسية([14]).

 

 

3-نموذج تحليل المحتوى:

وهو المعيار المستخدم في التحليل، ويشمل وحدات التحليل وفئاته، ويتکون من عدة عناصر رئيسة وأخرى فرعية. وتتمثل المجالات الرئيسة في ما يأتي: القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة والثقافة العربية الإسلامية والملامح التاريخية والمناسبات القومية والدينية والعالمية ومواقف الحياة اليومية ومظاهر الحياة الحديثة. وثمة مجالات ثقافية فرعية أخرى([15]).

4-وحدة التحليل الصغرى(الفرعية):

تتمثل وحدة التحليل الصغرى في غير وحدة ، فهناک الفکرة والفقرة والجملة والکلمة والصفحة والسطر والفصل والباب والزمن والمساحة والشخصية.... والذي يحدد تلک الوحدة هو المحتوى نفسه ؛ فوحدة الزمن تناسب المحتوى المسموع والمشاهد أکثر من غيرها ، ووحدة المساحة تناسب الصحف والمجلات ، وأما الکلمة والفقرة والفکرة وغيرها ،  فتناسب المحتوى المقروء.

فالفکرة على مستوى المحتوى المقروء هي الأنسب في نظر معظم الباحثين ؛ لأنها تعبر عن الخاصية بصرف النظر عن طولها ، فالتعبير قد يتکون من عدة کلمات أو جمل أو فقرات أو صفحات ، ويرى آخرون أن الفقرة أو الکلمة أکثر تحديدا من الفکرة في حساب العدد ؛ فهي لا تعطي نتائج رقمية متفاوتة بين المحللين کما هي الحال مع الفکرة . ويرى بعض الباحثين في الوقت نفسه أن الکلمة وحدة صغيرة قد لا تناسب أحيانا بعض الموضوعات وتسبب مشقة کبيرة في عد الکلمات([16]).

ولذلک يميل کثير من الباحثين إلى الفقرة لسهولة حصرها بدقة لأنها ليست صغيرة کالکلمة وليست کبيرة کالفکرة أو الموضوع.ولکن الباحثين يتفقون على أنه ليس ثمة أساس واحد للتحليل؛ ولذلک يختار الباحث ما يناسب دراسته حسب الاحتياجات البحثية([17]).

وقد اخترنا نحن في هذه الدراسة وحدة الفکرة أو الموضوع؛ وذلک بسبب طبيعة ما ترمي إليه هذه الدراسة أصلا کسابقتها من تحديد البيانات العامة المتضمنة في مقدمة منهج هذه الدراسة والمجالات الثقافية فيه؛ فبهذه الوحدة تمکنا من الوقوف على تلک البيانات وتلک المجالات وتحديدها بصورة دقيقة قدر الإمکان؛ فالحديث مثلا عن مجال القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة يکشف مباشرة عن الأفکار المکونة لهذا المجال محددا أشکاله أو توابعه.

 

5- الثقافة:

نرى أن أي ثقافة إنسانية تشمل قسمين:قسما ماديا يمثل الأدوات والآلات وأنواع السکن والملبس والطعام والشراب ووسائل الاتصال....وقسما معنويا يمثل الأفکار والاتجاهات وأساليب التعامل والعادات وأشکال الفنون والعلوم والآداب...([18]).

*محددات الدراسة:

    تشمل محددات الدراسة ما يأتي:

-عينتها: کتاب ( القراءة الميسرة) ، الصادر عن معهد اللغة العربية في جامعة الملک سعود.

-جانب التحليل: الجانب الثقافي فقط، وهو لا ينفصل بطبيعة الحال عن ربطه بالجوانب الأخرى کالجوانب اللغوية والتربوية.

-المعالجة الإحصائية: التکرارات، ونسبها المئوية؛ لمعرفة أکثر الجوانب الثقافية ترکيزا في المنهاج.

*طريقة الدراسة وإجراءاتها:

1- مجتمع الدراسة وعينتها : يتألف مجتمع الدراسة من کتاب (القراءة الميسرة)  ، الصادر عن معهد اللغة العربية في جامعة الملک سعود، وهو يمثل أحد مناهج تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في العالم بشکل عام، وفي هذا المعهد بشکل خاص.

2- عرض البيانات:

تعتمد أدوات البحث في هذه الدراسة على تناول المجالات الثقافية الرئيسية في نموذج تحليل المحتوى الثقافي لکتب تعليم العربية للناطقين بغيرها، وهي: القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة، والثقافة العربية الإسلامية، والملامح التاريخية،  والمناسبات القومية والدينية والعالمية، ومواقف الحياة الحديثة ، ومجالات ثقافية فرعية أخرى.

3- وحدة التحليل:

   وقد وضحناها سابقا في أثناء التعريف بمصطلحات هذه الدراسة إجرائيا.

4-الإجراءات:

وقد تمثلت إجراءات هذه الدراسة في کل ما جاء في عناوينها الفرعية من بدايتها
حتى نهايتها.

*نتائج الدراسة:

في ما يلي نتائج الدراسة وفق سؤاليها، ونبدأ أولا  بنتائج السؤال الأول الخاص بالبيانات العامة المتضمنة في مقدمة الکتاب المحلل،ويشمل : اسم السلسلة، وأهدافها،ومکان الصدور وتاريخه،والناشر،والمؤلفين،وعدد الصفحات،وعدد الدروس،وطريقة عرضها،ومستوى المتعلمين،وتجريب الکتاب،والمدة الزمنية التي يحتاجها المتعلم لإنهاء محتوياته.

وفي ما يأتي جدول توضيحي بالبيانات العامة، وهذا الجدول هو رقم (1):

الجدول رقم (1)  بيانات الکتاب المحلل

مستوى المتعلمين

طريقة عرض الدروس

عدد الدروس

عدد الصفحات

المؤلفون

الناشر

مکان الصدور وتاريخه

اسم السلسلة

المستوى المبتدئ

السرد والحوار

42 درسا

295 صفحة (الجزء الأول)

محمد عادل شعبان ومحمد الفاتح فضل الله

جامعة الملک سعود عمادة شؤون المکتبات

المملکة العربية السعودية، الرياض 1983م/1403ه

القراءة الميسرة سلسلة في القراءة العربية لغير الناطقين بها

لقد تمثلت عينة الدراسة في کتاب (القراءة الميسرة) ، وبعد تحليل محتوياته تبين أنه يحتوي على مقدمة منهجية وضحت أهدافه متمثلة في تزويد الدارس غير العربي بمعارف ومفاهيم عن الثقاقة العربية الإسلامية بأسلوب مبسط في حدود الکلمات التي وردت في قائمة المفردات الشائعة التي أشرف على إعدادها المعهد وقائمة مفردات القرآن الکريم وهي من إعداد المعهد نفسه أيضا([19]).

     وذلک في ضوء ملاحظة معهد اللغة العربية في جامعة الملک سعود أن ثمة اهتماما عالميا متزايدا بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من المسلمين وغيرهم ، وأنه على الرغم من ازدياد الحاجة إلى المواد التعليمية المناسبة - نجد أن هناک فقرا فيها.ولذلک رأى هذا المعهد أن يضطلع بمسؤوليته في هذا الشأن ، فقام بإعداد مواد تعليمية مختلفة من بينها هذه السلسلة سلسلة (القراءة الميسرة)([20]).

والکتاب المحلل هو الجزء الأول من أربعة أجزاء قام المعهد بإعدادها ، ويمثل هذا الجزء المستوى الأول في هذه السلسلة.

فهذا الکتاب يحاول إعطاء متعلمي المستوى الأول المبتدئين  ذلک الاهتمام الذي حظي به تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ، وهو يريد أيضا أن يکون منهاجا خاصا بهؤلاء المتعلمين ؛ لتحقيق الأهداف المرجوة منه؛ وذلک أنه عندما سار معهد اللغة العربية في جامعة الملک سعود في ميدان تعليم العربية للناطقين بغيرها - وضع في حسبانه أن العمل فيه يقوم على الأسس الآتية([21]):

1-العناية بالحاجة العامة للمتعلم للتعرف على البيئة العربية ، ومحاولة معالجة الموضوعات معبرة عن الثقافة العربية الإسلامية.

2-العناية بالتنويع ، فمن موضوع ثقافي عام ، إلى موضوع إسلامي ، إلى معلومات أساسية إلى قصص فکاهية ، إلى حوار أو مراسلة ؛ تلبية لحاجة المتعلمين.

وقد قدمت اللغة العربية لهذا المتعلم المبتدئ الذي يتلقاها- في صورة نصوص سردية وحوارية ، تلتها نطاق البيئة العربية، فمنها مثلا الصلاة والهدى والرحمة ....

وهذا الارتباط بهذا الفهم للوعاء اللغوي الذي تقدم به اللغة جعل القائمين على هذا الکتاب وما يتلوه من کتب أخرى يلتزمون في تحديد مادته اللغوية بما يأتي على مستوى جميعا مجموعة من التدريبات. و قد قدمت له تلک النصوص من الحياة التي تحيط به وتتصل بها مطالبه وحاجاته، ولأن معظم هؤلاء المبتدئين مسلمون قدمت لهم تلک النصوص من خلال ارتباطاتهم الإسلامية بها، ومن خلال تلک المفردات والتراکيب التي قرعت آذانهم في حياتهم الخاصة مما جلبه الإسلام إلى اللغات التي ينطق بها المسلمون في خارج

المفردات والتراکيب والأساليب([22]):

1-      بناء الموضوعات في حدود أشيع 500 کلمة من قائمة المفردات الشائعة ، إضافة إلى أشيع 100 کلمة من قائمة مفردات القرآن الکريم . وتلک القائمتين من إعداد المعهد نفسه معهد اللغة العربية في جامعة الملک سعود . وقد اضطر المؤلفان إلى استخدام کلمات لا تدخل في القائمتين وذلک لاستقامة الأسلوب ، وسردا تلک المفردات جميعها مرتبة هجائيا في آخر الکتاب ، مستثنيين بعض الألفاظ الخاصة التي وردت في الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة .

2-      العناية باللفظ السهل المألوف الدقيق المعنى بعيدا عن المعاني المجازية التي لا تناسب المتعلم المبتدئ.

3-      التقليل ما أمکن من توظيف ضمائر الغيبة والجمل الفرعية مثل الحال والصفة وبعض المکملات.

4-      الحرص على تکوين الجمل والتراکيب القصيرة تسهيلا على المتعلم المبتدئ.

5-      مراعاة الفروق الفردية للمتعلمين ؛ فلم يقف المؤلفان عند حدود استعمال المفردات الشائعة بل راعيا أيضا استخدام التراکيب والعبارات والجمل المتنوعة التي تمکن المتعلمين من التعبير بها مهما تفاوتت قدراتهم في التناول.

وتتضح أفکار هذا الکتاب وطبيعته في أن دروس الکتاب قد قدمت في صورة نصوص سردية وحوارية تيسر استعمال اللغة ، وتسهل على المبتدئ التجاوب معها، ثم دعم ذلک کله بالتدريبات المتنوعة والشاملة للتدريب على المهارات القرائية واختبارها لدارسي هذه الموضوعات. وقد التزمت هذه التدريبات بالمفردات الشائعة أيضا ([23]).

ولم ترد أي إشارة إلى أي مواد مصاحبة للکتاب ، ولم يرد أي ذکر لدليل المعلم.واقتصر المؤلفان من ذلک کله على الإشارة إلى أن زملاءهم قد جربوا تدريس الکتاب وأبدوا ملاحظات قيمة أفادت في إعادة صياغة بعض الموضوعات والتدريبات . وقد راجع الکتاب في صورته الأولى کمال بشر ، وساعد محمود صيني المؤلفين بتوجيهاته وإشرافه على إخراج الکتاب في صورته النهائية([24]).

وجاءت نتائج هذه الدراسة في سؤالها الأول متفقة مع العديد من خصائص الکتاب الجيد کما حددها علي القاسمي([25]) سواء من حيث الأهداف السلوکية أو ملاءمة الکتاب للمتعلمين وللمعلم أو المادة التعليمية في جانبها الثقافي(الحضاري) کما سيتضح من نتائج هذه الدراسة في سؤالها الثاني.

ثانيا- المجالات الثقافية:

في ما يلي نتائج السؤال الثاني الخاص بکيفية تناول الکتاب المجالات، والملامح الآتية، ودلالاتها، وهذه المجالات هي: القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة، والثقافة العربية الإسلامية، والملامح التاريخية ، والمناسبات القومية والدينية والعالمية، ومواقف الحياة اليومية، ومظاهر الحياة الحديثة، ومجالات ثقافية متنوعة أخرى. وهي مجالات مرتبطة بجوانب دينية تاريخية وإنثروبولوجية واجتماعية واقتصادية وإنسانية....

1- الثقافة العربية والإسلامية:

وفي ما يأتي توزيع موضوعات هذا المجال على نحو ما يظهر في الجدول الآتي رقم (2):

الجدول رقم (2) توزيع مجال الثقافة العربية والإسلامية

الموضوعات الفرعية للمجال الثاني

التکرارات

النسبة المئوية

أسماء المدن والدول العربية والإسلامية

56

50,45

الأنبياء والعلماء والأدباء

16

14,41

العلاقات الاجتماعية

13

11,71

الأسرة

10

9,00

الحکم والأمثال والنوادر والطرائف

10

9,00

الوطن العربي

6

5,40

المجموع العام

111

 

يتکشف لنا من الجدول السابق أن أکثر الموضوعات الثقافية العربية الإسلامية ورودا – أسماء المدن والدول العربية والإسلامية، وقد تمثلت في تحديد دول العالمين العربي والإسلامي مثل الصومال وجيبوتي وتونس ...، وباکستان وغينيا وفولتا العليا ... ثم أتت دروس الکتاب على کثير من المدن العربية کالقدس والقاهرة وجدة والإسکندرية ... .

وحل في المرتبة الثانية موضوع الأنبياء عليهم السلام والعلماء والأدباء ؛ فقد خصص درس کامل للحديث عن شخصية محمد صلى الله عليه وسلم ، وخصص درس آخر للحديث عن شخصية أبي العلاء المعري ، وثالث للحديث عن شخصية مصعب بن عمير رضي الله عنه .وحل موضوع العلاقات الاجتماعية ثالثا ، في حين حل في المرتبتين الرابعة والخامسة بالتساوي موضوع الأسرة وموضوع الحکم والأمثال والنوادر والطرائف . ثم حل أخيرا الموضوع المرتبط بالوطن العربي ، فکان من أفکاره الحديث عن إحدى مؤسساته وهي جامعة الدول العربية ، ومقومات هذا الوطن العربي کالدين واللغة والتاريخ والثقافة .

2- مواقف الحياة اليومية:

جاء توزيع موضوعاتها على نحو ما يظهر في الجدول الآتي رقم (3):

الجدول رقم (3) توزيع مجال مواقف الحياة اليومية

الموضوعات الفرعية للمجال الخامس

التکرارات

النسبة المئوية

الوقت والتاريخ

55

79,71

السوق

4

5,79

الطعام

4

5,79

الصحة العقلية والجسدية

2

2,89

السفر

2

2,89

العمل والمهن

2

2,89

المجموع العام

69

 

لعلنا نلحظ أن مواقف هذا المجال توزعت على موضوعات الحياة اليومية من سوق وطعام وسفر وعمل وصحة بنسب متقاربة ولکن موضوع الوقت والتاريخ وما يرتبط به کان أکثر الموضوعات الفرعية تکرارا، وهذا أمر طبيعي؛ لأن هذا الموضوع يشکل محورا أساسيا في حياة هؤلاء المتعلمين المسلمين سواء في حياتهم اليومية أو في أثناء وقوفهم على التاريخ العربي الإسلامي على وجه التحديد.

 

3-الملامح التاريخية:

   وفي يأتي توزيع موضوعات هذا المجال على نحو ما يظهر في الجدول الآتي رقم4:

الجدول رقم (4) توزيع مجال الملامح التاريخية

الموضوعات الفرعية    للمجال الثالث

التکرارات

النسبة المئوية

الشخصيات التاريخية

34

60,71

أماکن العبادة

12

21,42

المکتبات والجامعات

6

10,71

الأحداث التاريخية

4

7,14

المجموع العام

56

 

يتضح من الجدول السابق أن الحديث عن الشخصيات التاريخية سواء أکانت قيادية أم اجتماعية، أو الإشارة إلى تلک الشخصيات – کان له نصيب الأسد مقارنة مع بقية مواضيع هذا المجال . فثمة حديث جلي عن شخصيات قيادية اجتماعية في الوقت نفسه کشخصيات الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم جميعا ، وشخصية بلال بن رباح رضي الله عنه ،وشخصيتي الأمين والمأمون ابني هارون الرشيد ... . وترد إشارات سريعة إلى شخصيات أخرى عرفها العالم العربي والإسلامي مثل عبد المطلب جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم و أبي محمد الترمذي و الإمام ابن الجوزي ...

وأما الموضوع الثاني فهو الحديث عن أماکن العبادة الإسلامية والمسيحية في الوطن العربي لأنها جميعا تعد جزءا لا ينفصل عن الهوية العربية والإسلامية کالمسجد الأقصى وکنيسة القيامة. وتلاه الحديث عن الجامعات والمکتبات التاريخية کمکتبة الإسکندرية وجامعة الأزهر في القاهرة والزيتونة في تونس والقرويين في فاس في المغرب . وحل موضوع الأحداث التاريخية في المرتبة الأخيرة ؛ إذ اقتصر على الإشارات السريعة إلى بعض تلک الأحداث کمعرکة اليرموک ، ومحاولة إسرائيل حرق المسجد الأقصى في 1969 وإعلانها أن القدس عاصمة لها في 1980 !

4- القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة :

       جاء توزيع هذا المجال على نحو ما يظهر في الجدول رقم (5) الآتي:

الجدول رقم (5) توزيع مجال القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة

الموضوعات الفرعية للمجال الأول

التکرارات

النسبة المئوية

العقيدة الإسلامية والعبادات

23

56,09

آيات قرآ نية قصيرة

9

21,95

أحاديث نبوية شريفة

9

21,95

المجموع العام

41

 

فمن الواضح من الجدول السابق أن موضوع العقيدة الإسلامية والعبادات قد نال النصيب الأکبر على الرغم من عدم تخصيص درس کامل له . وکان من الأفکار المرتبطة بهذا الموضوع توحيد الله سبحانه وتعالى وتقواه وطاعته وعمل الصالحات والاقتصاد في المال.وقد جاء الموضوع الخاص بالقرآن الکريم ثانيا، وکذلک کانت حال الحديث النبوي الشريف.

وبمقارنة موضوع العقيدة الإسلامية مع الموضوعين الآخرين نجد أن الموضوع الأول جاء أصلا من خلال تلک الآيات القرآنية القصيرة وتلک الأحاديث النبوية الشريفة ومن خلال مواضيع أخرى ، ولم يخصص أي درس للحديث عن هذا الموضوع على عکس الموضوعين الآخرين ؛ إذ خصص درس للآيات الکريمة بعنوان هدى ورحمة ، وآخر للأحاديث النبوية بعنوان الحديث الشريف.

5-المناسبات القومية والدينية والعالمية:

وقد اقتصر هذا المجال على التعريف بعيدي الفطر والأضحى ، والإشارة سريعا إلى اليومين اللذين کانا يمثلان عيدين عند العرب قبل مجيء الإسلام .

6- مظاهر الحياة الحديثة:

وقد اقتصر هذا المجال على الإشارة إلى البنک (المصرف) ووسائل المواصلات التي تنقل الناس برا وبحرا وجوا ، والإنجازات السياسية والاقتصادية والعلمية والحضارية للمملکة العربية السعودية التي خصت بدرس يعرف بها وحدها.

7- مجالات ثقافية أخرى:

وقد اقتصرت هذه المجالات على موضوع النباتات ممثلة في نبتة عباد الشمس ، والأنهار والبحار وصحراء الجزيرة العربية .وهذه المواضيع لم تکن مقصودة في ذاتها مثلها مثل کثير من المواضيع الأخرى التي تضمنتها دروس هذا الکتاب وتضمنتها المجالات الأخرى .

وفي ما يلي النتائج الإجمالية للمجالات الثقافية ممثلة بنسبها المئوية في کل مجال منها في محتوى کتاب (القراءة الميسرة) ، والجدول الآتي رقم (6) يوضح ذلک:

الجدول رقم (6) المجالات الثقافية ونسبها المئوية

المجالات الثقافية الرئيسية

عدد الموضوعات

النسبة المئوية

الثقافة العربية الإسلامية

111

38,94

مواقف الحياة اليومية

69

24,21

الملامح التاريخية

56

19,64

القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة

41

14,38

المناسبات القومية والدينية والعالمية

4

1,40

مظاهر الحياة الحديثة

3

1,05

مجالات ثقافية أخرى

3

1,05

المجموع العام

285

 

نلحظ من الجدول السابق الخاص بالنسب المئوية العامة للمجالات الرئيسية في المحتوى الثقافي لکتاب (القراءة الميسرة) أنها جاءت على النحو الآتي:

تضمن نموذج تحليل المحتوى الثقافي سبعة مجالات ثقافية رئيسية ، حوت جميعا عددا من الموضوعات الفرعية ، وقد تشکل المجموع العام للمجال الرئيسي في کل منها من مجموع الموضوعات الفرعية فيه ، وقد جاء مجال الثقافة العربية الإسلامية أولا ، بنسبة قدرها (38,94) ، في حين حل مجال مواقف الحياة اليومية في المرتبة الثانية ، بنسبة قدرها (24,21) ، وحل مجال الملامح التاريخية ثالثا ، بنسبة قدرها (19,64) ، بينما حل مجال القرآن الکريم والحديث الشريف رابعا ، بنسبة قدرها(14,38) ، وجاء مجال المناسبات الدينية والقومية والعالمية في المرتبة الخامسة ، بنسبة قدرها (1,40) ،  وکانت المرتبة السادسة والسابعة لمجالي مظاهر الحياة الحديثة ومجالات ثقافية أخرى ، بنسبة قدرها(1,05) لکل منهما منفردين.

ويمکن القول إن المجالات الثلاثة الأخيرة کما هو واضح  في الجدول السابق- لم تلق الاهتمام المناسب عند وضع المحتوى الثقافي للکتاب ، مقارنة بالمجالات الثقافية الرئيسية الأخرى ، وبمقابل ذلک نجد أن الکتاب قد أعطى المجالات الأربعة الأولى کما هو واضح في الجدول السابق- اهتماما کبيرا ، وهذا يتناسب في اعتقادنا مع من وضع الکتاب لهم ؛ وذلک لحاجتهم الملحة لتلک المجالات الأربعة الأولى ؛ لأنها ترسم صورة واضحة عن الثقافة العربية الإسلامية التي طالما حرص هؤلاء المتعلمون الذين تعد غالبيتهم من المسلمين – على المضي في وجودهم في ضوء تلک الثقافة . أما المجالات الثلاثة الأخيرة ، فمن السهل على أي من أؤلئک المتعلمين أن يقفوا عليها ؛لانها باتت تشکل جزءا من حياتهم ، وبخاصة ما يرتبط بفکرة الحديث عن المصارف مثلا ووسائل المواصلات والاتصالات التي لم تعد حکرا على أحد.

*القسم الثالث:

- مناقشة النتائج:

أولا-مناقشة نتائج البيانات العامة:

نلحظ أن هذا الکتاب قد تضمن مقدمة منهجية ، وضحت أهداف سلسلته ، ومراحل إعدادها ، وفئة المتعلمين التي توجهت إليهم ، وتجربة أصحاب هذه السلسلة التي قطعوها في ميدان تعليم العربية للناطقين بغيرها.وهذا الکتاب کتاب حديث بالنظر إلى الحقبة التي درس فيها. ولکن هذا الکتاب لم يحدد الفترة الزمنية لإنهاء محتوياته، وخاصة أنه حوى اثنين وأربعين درسا ، وقد ترک المجال فيها للمدرس لأن يختار منها ما يناسب طلابه في ضوء ملاءمة الموضوعات لميولهم وقدراتهم وحاجاتهم ، دون أن يحدد عدد تلک الدروس المطلوب تدريسها في هذا الکتاب أصلا ،  الذي يمثل الجزء الأول في تلک السلسلة . وهذا الکتاب صادر عن معهد اللغة العربية في جامعة الملک سعود ، وهو معهد متخصص في تعليم العربية للناطقين بغيرها ؛ ومؤلفاه من المختصين والمهتمين بمجال تعليم العربية للناطقين بغيرها ؛ ولذلک اختير عينة للدراسة والبحث ؛ إذ إن إعداده قد بني على أهداف محددة وواضحة ، کما بينا ذلک عند الحديث عن أهدافه.  

وقد تمثلت طريقة عرض الدروس في هذا المنهاج بالحوار والسرد  ؛ فالحوار يعد من الطرائق التعليمية الجيدة خاصة في المراحل الأولى ، کالمرحلة التي قدم هذا المنهاج لها.وقد جاء الحوار متوسطا في طوله وفي قيمته ومستواه الفني وإعداده ؛ وذلک يتناسب مع الفئة العمرية الموجه إليها هذا الکتاب.وقد اعتمد منهج الکتاب أسلوب تقديم اللغة ونماذجها الثقافية من خلال مواقف اجتماعية حية ؛ إذ يعد هذا الأسلوب أنجح الأساليب الحديثة المتبعة في التدريس بشکل عام، وفي تدريس اللغة بشکل خاص([26]).

ولعلنا نلحظ بوضوح تحقق کثير من خصائص الکتاب الجيد بشکل عام في هذا المنهاج کما وضحها علي القاسمي في بحثه(الکتاب المدرسي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها)([27]).فالکتاب يمکن أن يهدف إلى تعليم العربية لمجموعة معينة من الناطقين بغيرها القاطنين في منطقة جغرافية وثقافية محددة بحيث يضع الکتاب ظروفهم اللغوية والحياتية في الحسبان.

   والکتاب الجيد لتعليم العربية للناطقين بغيرها يحرص على تعريف المتعلم بالدين الإسلامي الذي يعتنقه أغلبية العرب والتقاليد العربية والقيم الاجتماعية والمظاهر المادية للثقافة العربية کالملابس والطعام والرياضة والفن...([28]).

ثانيا- مناقشة نتائج المجالات الثقافية الرئيسية:

1 – الثقافة العربية الإسلامية:

وقد کانت نسبتها أعلى النسب على مستوى المجالات الثقافية الرئيسية جميعا. وهذا يتفق مع ما حددته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم حول المحتوى الثقافي لکتب تعليم العربية للناطقين بغيرها ، ويتفق کذلک مع ما دعا إليه محمود کامل الناقة في دراسته حول تأليف کتاب أساسي لتعليم العربية للناطقين بغيرها([29]).

2- مواقف الحياة اليومية:

وقد حل هذا المجال في المرتبة الثانية ، على مستوى النسب المئوية للمجالات الثقافية الأخرى . وهو يتناسب بشکل کبير مع مجتمع الدراسة ، ممثلا بهؤلاء المتعلمين من المسلمين . فالتعرف على الطعام والسوق والعمل والسفر يعد جزءا أساسيا من حياة هؤلاء المتعلمين وکذلک الحديث عن صحة العقل والجسم ، وخاصة في أثناء وجودهم في غير ديارهم الأصلية بعيدا عن الأهل والأقارب . فإن اختلفت موضوعات هذا المجال ممثلة في السوق والطعام والعمل والسفر، فإنه لا مجال للاختلاف في الحديث عن التاريخ والوقت ؛ ولذلک نجد حرصا واضحا من المؤلفين على تحديد معظم ما يرتبط بهذا الموضوع ؛ فالنهار يبدأ من شروق الشمس إلى غروبها على عکس الليل ، واليوم أربع وعشرون ساعة ، وأوقاته هي الصبح والظهر والعصر والغروب والليل . والسنة القمرية 354 يوما في حين إن الشمسية 365 يوما وقد تکون 366 يوما . والتاريخ الهجري يبدأ من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مکة إلى المدينة ، بينما يبدأ التاريخ الميلادي من ميلاد النبي عيسى عليه السلام ....

3- الملامح التاريخية:

     لقد حل هذا المجال في المرتبة الثالثة على مستوى النسب المئوية للمجالات الثقافية الأخرى . وهذا يتفق مع ما أشار إليه طعيمة من عد الملامح التاريخية في الوطن العربي بشکل متکامل من الأسس المهمة والرئيسية للمحتوى الثقافي في کتب تعليم العربية للناطقين بغيرها([30])، وتخالف هذه النتيجة في ما يتعلق بالشخصيات التاريخية – ما توصلت إليه دراسة کل من الناقة وطعمية من عدم اهتمام الکتب التي تناولها بحثهما بالشخصيات التاريخية العربية في مختلف ميادين الثقافة([31]).

4- القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة:

کانت نسبة هذا المجال جيدة ، خاصة إذا علمنا أن الکتاب موجه للمتعلمين المسلمين بالدرجة الأولى، وقد شمل هذا المجال تسع آيات من القرآن الکريم ، وتسعة أحاديث نبوية شريفة ، وقد نال الفرع الثالث ، ممثلا في العقيدة الإسلامية والعبادات المرتبة الأولى ، مقارنة بالآيات القرآنية الکريمة والأحاديث الشريفة ؛ وذلک لأنه حدد الهدف الذي أراده من إثباته الآيات القرآنية على نحو ما قدمنا ، ولأنه يريد تعريف المتعلمين المسلمين على بعض من واجباتهم الدينية، کالزکاة والحج والعدل بين الناس ... .

وذلک يتناسب مع الأسس المرتبطة بتحليل الکتاب کما وضحها رشدي أحمد طعيمة([32]).

5-مظاهر الحياة الحديثة ،       و 6-المجالات الثقافية الأخرى

و 7-المناسبات القومية والدينية والعالمية:

وقد جمعنا هذه المجالات الثلاثة معا ؛ لأنها جميعا لم تصل إلى نسبة ما وصلت إليه أي من المجالات الثقافية الأخرى. وقد سبق أن بينا أن من السهل على هؤلاء المتعلمين أن يقفوا على أي من هذه المجالات الثلاثة ، وبخاصة ما يرتبط بالحديث عن المصارف مثلا ووسائل الاتصالات. ومن السهل عليهم أن يعيشوا أيضا العيدين واقعا عيد الفطر وعيد الأضحى ، بعيدا عن أي عيد آخر لا تعترف به ثقافتهم العربية الإسلامية. ولعل غياب الحديث عن أي مناسبة أخرى تأخذ مسمى العيد على وجه التحديد – کان بتأثير من تلک الثقافة العربية الإسلامية.

 

الخاتمة :

لقد جاءت نتائج هذه الدراسة عامة ([33]) متوافقة مع خصائص الکتاب الجيد کما بينها محمود إسماعيل صيني وذلک من حيث المادة التعليمية في جانبها الحضاري. فاللغة لا يمکن فصلها عن الحضارة لأنها بمثابة الشکل المنطوق المکتوب لمضمون الحضارة ، ناهيک بأنها أصلا عنصر من عناصر الحضارة. وهذا الکتاب اختار مواقف حقيقية حيّة ضمنها مؤلفاه في دروسه وعرض الحضارة العربية الإسلامية من جوانبها الفکرية والمادية ؛ فعرف الطالب بالدين الإسلامي الذي يعتنقه أغلبية العرب والتقاليد العربية والقيم الاجتماعية والمظاهر المادية للحضارة العربية کالعمل والمهن والطعام.... وهو بذلک عمق إدراک الطالب للعربية وتراکيبها وساعده على التعرف على الحضارة العربية الإسلامية وتفهمها ([34]).

ونتائج هذه الدراسة جاءت متوافقة أيضا مع کثير من توصيات الندوات المختصة بتعليم العربية لغة ثانية ؛ فقد دعت (الندوة العالمية الأولى لتعليم العربية لغير الناطقين بها) إلى تأکيد الروح الإسلامية في تعليم العربية للناطقين بغيرها وتعميق الوجدان الإسلامي والربط بين اللغة والقرآن في تعليم المسلمين([35]).ودعت (ندوة تأليف کتب تعليم اللغة العربية للناطقين باللغات الأخرى) إلى تقديم المواقف التي لها صلة بالثقافة العربية الإسلامية بالحياة المعاصرة ، ودعت أيضا إلى الاهتمام بالحوار وخاصة في المراحل التدريسية الأولى لتنمية ملکة التعبير، وإلى إخراج الکتاب المدرسي في صورة جيدة وجذابة من ناحية الشکل([36]).

وکان من المواصفات العامة المرتبطة بالجوانب النفسية والثقافية التي قدمتها (ندوة الخبراء والمختصين في إعداد وتأليف الکتب والمواد التعليمية لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها)- أن تناسب المادة العلمية الخصائص النفسية والثقافية حسب العمر لکل فئة من الدارسين ، وأن تلتزم المادة بالموضوعية في معالجة المفاهيم الثقافية([37]).

وعلى الرغم من وضوح أجزاء غير قليلة من المادة العلمية المرتبطة بهذه الجوانب الثقافية وشهرتها بوصفها مادة علمية مألوفة ومتداولة بين الناس فقد حرص المؤلفان على توثيقها  وإيراد الأدلة التي تثبت صحتها. وهذا أمر إيجابي يتوافق مرة أخرى مع مواصفات الکتاب الجيد على نحو ما ذکره المختصون بهذا الميدان ممن أشرنا إليهم قبل قليل . وهذا الأمر يترک الباب مفتوحا على مصراعيه لمن شاء من أؤلئک المتعلمين أن يلج إلى أي من مواضيع تلک المجالات الثقافية ، وخاصة تلک التي ترکت في نفسه أثرا طيبا ، أو دفعته إلى مزيد من المعرفة ، أو أثارت في نفسه أسئلة لا يملک أن يردها من غير إجابة تجلّيها .



 [1]طعيمة،رشديأحمد:دليلعملفيإعدادالموادالتعليميةلبرامجتعليمالعربية،معهداللغةالعربيةبجامعةأمالقرى،مکةالمکرمة،1985،ص37.

[2] أحمد،شکري سيد،والحمادي،عبدالله: منهجية أسلوب تحليل المضمون وتطبيقاته في التربية،جامعة قطر،1987،ص 343.

[3] حسين،سمير:تحليل المضمون،ط1،عالم الکتب،القاهرة،1983،ص 13 .

[4] أحمد،منهجية أسلوب،ص 356.

 [5]السابق،ص21.

 [6]السابق،ص358-367.

 [7]کليةالتربيةوالعلومالإسلامية،جامعةالسلطانقابوس،1996 ،ص5-6.

 [8]طعيمة،دليلعمل،ص331-333.

 [9]العمايرة،محمد:بحوثفياللغةوالتربية،ط1،داروائلللنشر،عمان،2002،ص 119 وص 129 .

[10] طعيمة،تحليلالمحتوى،ص 4 .

[11] أحمد،منهجيةأسلوب،ص358-362

 [12]طعيمة،دليل عمل،ص198

 [13]فمن مجالات استخدام تحليل المحتوى وتطبيقاته مجال الروايات الأدبية والصحف والمجلات ،والصور والرسوم،والاتصال الجماهيري(غير المکتوب)،ودوائر المعارف،والمناهج الدراسية والکتب المدرسية المقررة .ولعل  المجال الأخير هو أکثر تلک المجالات تطبيقا واحتواء لذلک الأسلوب؛فمن أمثلته دراسات العقيدة والديانات،والقراءة واللغة والمواد الاجتماعية ،والعلوم کالفيزياء،والعلوم الأخرى کالجغرافيا وعلم النفس.أحمد،منهجية أسلوب،ص362-367.                                                                               

[14].السابق،ص 353 وطعيمة،تحليل المحتوى ص3

 [15]من الدراسات السابقة التي عالجت هذه المجالات الرئيسية والفرعية دراسة توفيق خصاونة:(المحتوى الثقافي لکتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها تحليل وتقويم)وقد تمثلت عينتها في مناهج الجامعة الأردنية والمستنصرية والملک سعود ومعهد بورقيبة والجامعة الإسلامية وجامعة متشغان،وجميعها مناج مخصصة لتعليم العربية للناطقين بغيرها.رسالة ماجستير،جامعة اليرموک،1988.

 [16]أحمد،منهجية أسلوب ص378 و379و396 و402 و403

 [17]السابق،ص403

[18] طعيمة،دليل عمل،ص198.

[19]  شعبان،محمد،وفضلالله،محمد:القراءةالميسرةسلسلةفيالقراءةالعربيةلغيرالناطقينبها،عمادةشؤونالمکتبات(جامعةالملکسعود)،الرياض،1983،ج1،صهـ.

[20]السابق  .

 [21]السابق،ص و.

 [22]السابق ص هـ - و.

 [23]السابق،ص و

 [24]السابق،صز .

[25]   القاسمي،علي:الکتاب المدرسي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها،السجل العلمي للندوة العالمية الأولى لتعليم العربية لغير الناطقين بها،جامعة الرياض(سابقا)،1980،ج2،ص86-101.وانظر:طعيمة،رشدي أحمد:نحو أداة موضوعية لتقويم کتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها،المجلة الربية للدراسات اللغوية،الخرطوم،مج 1،ع 2،1983،ص 71.                                            

 [26] خصاونة،المحتوى الثقافي،ص82.

 [27]ص 88.

 [28]السابق،ص 101.

 [29]وقائعندواتص267-269

 [30] خصاونة،المحتوى الثقافي ص85

 [31]السابق.

 [32]طعيمة،نحو أداة،ص84.

 [33]وهينتائجتتفقجملةمعالنتائجالخاصةبدراستناالأخرىالتيأشرناإليهافيبدايةالبحث .

 [34]القاسمي،الکتابالمدرسيص101

[35] طعيمة،دليل عمل،ص464.

[36] السابق،ص 466

 [37]السابق،ص474-475

المصادر والمراجع
أ- الأبحاث المنشورة:
-   أحمد،شکري سيد ،والحمادي،عبدالله ،1987:منهجية أسلوب تحليل المضمون وتطبيقاته في التربية،مرکز البحوث التربوية،جامعة قطر.
-   حسين،سمير:تحليل المضمون،ط1،عالم الکتب،القاهرة،1983.
-   طعيمة،رشدي أحمد،1998:الأسس العامة لمناهج تعليم اللغة العربية إعدادها تطويرها تقويمها،ط1،دار الفکر العربي،القاهرة.
-   طعيمة،رشدي أحمد،1996:تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية، کلية التربية والعلوم الإسلامية،جامعة السلطان قابوس.
-   طعيمة،رشدي أحمد،1985:دليل عمل في إعداد المواد التعليمية لبرامج تعليم العربية،جامعة أم القرى،مکة المکرمة.
-   طعيمة،رشدي أحمد،1983:نحو أداة موضوعية لتقويم کتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها،المجلة العربية للدراسات اللغوية الخرطوم،مج 1،ع 2.
-   العمايرة،محمد:بحوث في اللغة والتربية،ط1،دار وائل للنشر،عمان،2002م.
-القاسمي،علي،1980:الکتاب المدرسي لتعليم العربية لغير الناطقين بها،السجل العلمي للندوة العالمية الأولى لتعليم العربية لغير الناطقين بها،عمادة شؤون المکتبات،جامعة الرياض،ج2.
-الناقة،محمود کامل،1985:خطة مقترحة لتأليف کتاب أساسي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها،وقائع ندوات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها،مکتب التربية العربي لدول الخليج العربي، ج 2.
ب- الأبحاث غير المنشورة(المخطوطات):
-أبوالرب،محمد وعلي،عبد العزيز:دراسة تحليلية للمحتوى الثقافي لکتاب اللغة العربية لغير الناطقين بها،دراسة مقدمة للنشر في مجلة دراسات الجامعة الأردنية.
-   خصاونة،توفيق،1988:المحتوى الثقافي لکتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها تحليل وتقويم،رسالة ماجستير،جامعة اليرموک.