الطينات الحجرية من الخامات المحلية وإمکاناتها التشکلية فى مجال إنتاج البلاطة الفخارية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

الأستاذ المتفرغ بکلية التربية الفنية جامعة حلوان

المستخلص

ملخص البحث
"الطينات الحجرية من الخامات المحلية وإمکاناتها التشکلية فى مجال إنتاج
البلاطة الفخارية".

تعتبر البلاطة الحجرية الفخارية من أهم العناصر المکملة  للعمارة الخارجية. فقد قام الباحث بإجراء العديد من التجارب على الطينات المحلية، لإکتشاف أفضل الخلطات الطينية  للحصول على مکونات الطينات الحجرية، والتعامل معها کميائيا للتوصل على أفضل النوعيات، والتى تتناسب ودرجات الحرارة الموجودة بالبيئة المصرية، مع  إکسابها المواصفات القياسية العالية بحيث تضاهى مثيلها من المنتجات العالمية. وقد تم إجراء بعض التجارب التطبيقية على تلک الخلطات لتوضيح مدى صلاحيتها لإنتاج البلاطة الفخارية الحجرية ذات قيمة تشکيلية متعددة مما يتيح أمام الدراسين لفن الخزف دور التجريب فى التوصل لتلک النوعيات من الطينات. مع وضع تصور لاستخدامها الأمثل فى مجال انتاج الکسوات الجدارية بالعمارة المصرية وتنمية البيئة جمالياً سواء بالمدن الساحلية، أو القرى السياحية لتتناسب تلک النوعيات من البلاطات مع المبانى وإکسابها الطابع الجمالى، بجانب محافظتها على المبنى من عوامل التعرية والظروف
البيئية المتغيرة.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

إن  فن الخزف  فن قديم تمتد جذوره إلى فترات تاريخية موغلة فى القدم فى شتى المجتمعات الإنسانية، سواء کانت مجتمعات حضارية، کما کان الحال فى المجتمع المصرى فى الحضارة الفرعونية والإسلامية وکذلک بالنسبة للصين واليونان، أو کانت مجتمعات قبلية بدائية کما فى القبائل الإفريقية ووسط أسيا وأمريکا الشمالية.

فمن أهم الانتاجات الفنية التى اعتنى بها الإنسان منذ القدم حتى يومنا هذا هو مجال التکسيات الجدارية من اللوحات والبلاطات الفخارية أو الخزفية بأشکالها المتنوعة سواء العضوية أو الهندسية المستمدة من الطبيعة أو التراث الفنى، أو کلاهما معاً لإکساب العمارة الخارجية والداخلية قيما فنية وجمالية متعددة تثرى معها الطابع المعمارى من حيث ربط العمارة بالمعالجات الفنية لأسطحها لإکسابها الطابع الجمالى، سواء کان هذا باستخدام البلاطات الفخارية ذات المعالجات السطحية المتنوعة بين البارز والغائر والمشطوف والمحزوز والمفرغ، وبين البلاطات الخزفية المزججة أو ذات التطعيمات باللدائن الزجاجية الملونة، کلها ذات محتوى تعبيرى واحد من حيث الوظيفية، ولکنها تختلف تبعاً لنوعية المبنى ومکان وجوده سواء فى المناطق الساحلية أو المناطق الداخلية، مع احترام رؤية الفنان الخزاف وتجاربه المتعددة للوصول إلى أجود نوعية من التکسيات الجدارية ومدى توائمها مع المبنى المعمارى وأيضاً للغرض والمکان المناسب للأسطح المعمارية.

کما لا يفوتنا التجارب العديدة التى خاضها الفنان عبر العصور فى محاولة للوصول إلى تکوين جسم البلاطة الخزفية من الخامات المحلية لإنتاج الکسوات الجدارية سواء على هيئة بلاطات يمکن تشکيلها، وعمل تکوينات فنية من خلال تعدد أوضاعها فى التکوين الفنى للجدارية، أو عمل لوحات تعبيرية تعکس ثقافة المجتمع ورموزه التراثية، أو تمجيداً لأحداث تاريخية خالدة أو تسجيلاً لتراث  يجمع بين الاصالة والتجديد  والمعاصرة.

لقد انشغل العديد من الخزافين على مر السنين بمجال التجريب فى خامات الطين المختلفة، فى محاولة للتوصل إلى نوعيات وخلطات طينية جديدة تفى بنوعية المنتج المطلوب الحصول عليه، وهذا ما دفعهم إلى الإنخراط فى الجوانب التقنية والتطبيقية لمعظم الخلطات الطينية بطرق وأساليب مختلفة، وفقاً لمتطلبات التطبيق واحتياج المجتمع لتلک النوعيات. فکثيراً ما کانت هناک تجارب على الطينات والزخارف والطلاءات الزجاجية فى محاولة للإتيان بتقنيات وأساليب جديدة سواء فى  مجال التشکيل أو الصناعة أو الترکيب أو البحث عن معطيات جمالية بيئية جديدة لطرق التشکيل الفنى، ومنها  مجال انتاج الجداريات الخزفية سواء من حيث البلاطة الفخارية أو تکوين جداريات خزفية معاصرة.

وتبعاً لذلک نجد أن وسائل الإنتاج الخزفى المعاصر قد تعددت نتيجة لتعدد طرق البحث والتجريب والترکيب المستمد من الخامات، حيث أصبحت غالباً ما ترتبط تلک الوسائل بنوعية الخامة وطرق التعامل معها للحصول على أشکال خزفية ذات تقنيات وأساليب عالية ربما لم تتحقق فى بعض الخامات التقليدية الأخرى.

فالبحث فى مجال الخامات المحلية المکونة للطينات الحجرية کان شاغل الباحث لإيجاد نوعية من البلاطات الفخارية الحجرية التى يمکن استخدامها فى الکسوات الجدارية للإماکن السياحية، أو الأماکن ذات عوامل تعرية عالية، مما يتطلب نوعية جيدة من تلک البلاطات تقاوم تلک العوامل وتحفاظ على المبنى، وأيضاً إکسابه قيمة جمالية تراثية أو فنية معاصرة، وفقاً لطبيعة المکان. فإن التوصل لإنتاج ذلک النوع من البلاطات الفخارية الحجرية من الخامات المحلية المصرية لهو من الأمور الهامة للاقتصاد المصرى وکبدائل للرخام وغيره من التکسيات الجدارية الحالية، کما لا يفوتنا أهمية انتاج تلک البلاطات لتحرق فى درجات حرارة تتناسب والأفران عندنا بحيث تحرق وتتصلب جيداً على درجة  حرارة تتراوح ما بين 1100 ـ 1200º م. لهو بمثابة تقديم خبرات جديدة فى مجال التجريب للباحثين للتعامل مع تلک الخامات الطينية المتوفرة بالبيئة المصرية بطرق جديدة، وترکيبات متعددة يمکن الإستفادة منها فى إيجاد نوعيات من الإنتاج الفنى للبلاطة الفخارية، ذات الصلابة العالية والمقاومة لعوامل التعرية، وإستجابتها للمعالجات والتقنيات الأدائية والزخرفية بها بحيث نصل بنوعية الخامة المحلية إلى مشابهة مثيلتها بالدول الأوروبية الأخرى فى مجال إنتاج البلاطة الفخارية الحجرية.

وهذا ما دفع الباحث لإجراء العديد من التجارب على الطينات المحلية المصرية فى محاولة للتوصل  من خلالها  على خلطات طينية حجرية تحرق مرة  واحدة، وتتمتع بدرجة صلابة عالية ودرجة إنکماش منخفضة، ومقاومة لعوامل الإنکسار والتعرية بجانب تفوق ملمسها واستجاباتها لطرق التشکيل الفنى المختلفة، مما يتيح لنا الحصول على بلاطات فخارية حجرية ذات أشکال جمالية متعددة وفقاً لمعطيات الاستخدام النفعى لها، فى مجال التکسيات الجدارية.

مشکلــة البحـــث:

دراسة إمکانية إنتاج بلاطة فخارية من الطينات الحجرية المحلية المصرية تقاوم عوامل التعرية، ذات صلابة عالية بعد حرقها،ويمکن تشکيلها فنيا من خلال إنتاج القطعة المنفردة التى يسهل تکرارها، من حيث تصميماتها الفنية الجمالية، وما تحتوى عليه من معالجات سطحية متعددة، تعکس رؤية تشکيلية معاصرة لوحدة البلاطة، تخدم مجال التکسيات الجدارية المعمارية.

وقد اعتمد ذلک البحث على الاهتمام بمحورين أساسيين لتحقيقه هما:

المحور الأول:

الاهتمام بمجال التجريب فى الخامات الطينية المحلية، وتفعيل دورها فى التوصل إلى نوعيات عديدة لخلطات طينية حجرية ذات مواصفات عالية الجودة، يمکن من خلالها انتاج العديد من النوعيات المختلفة للبلاطة الفخارية، بحيث تساهم بشکل کبير وفعال، فى مجال إنتاج التکسيات الجدارية، التى تحافظ على المبنى بجانب إکسابه الطابع الجمالى المميز له، وفقاً لمتطلبات التصميم المراد تنفيذه.

المحور الثانى:

تقديم رؤية فنية جمالية لوحدة البلاطة الفخارية من الطينات الحجرية المحلية المستخلصة من التجارب السابقة کنموذج يمکن أن يقدم حلولاً عملية وتشکيلية جديدة لوحدة البلاطة ذات القالب المفتوح من إنتاج الباحث.

هــدف البحــث:

1. محاولة التوصل إلى خلطات طينية حجرية ذات مواصفات جودة عالية من حيث الصلابة وقوة التماسک ودرجة الإنکماش ونعومة ملمسها للتشکيل الفنى لإنتاج بلاطة فخارية حجرية ذات قالب مفتوح، مقاومة لعوامل التعرية عند استخدامها فى مجال التکسيات الجدارية.

2.   إيجاد حلول فنية وتصميمية وتشکيلية لمحتوى سطح البلاطة الفخارية الحجرية المستخلصة من التجارب السابقة.

أهميـة البحــث:

  • · التجريب فى الخامات الطينية المحلية المصرية فى محاولة للتوصل إلى خلطات طينية ذات مواصفات قياسية من حيث قوة الصلابة، وتماسک ذراتها وقلة معامل الإنکماش، وتقبلها للمعالجات السطحية، وقلة معادل الالتواء السطحى لها بمراحل الإنتاج المختلفة.
  • ·    إمکانية تقديم رؤية جمالية متعددة لشکل البلاطة الفخارية الحجرية فى مجال إنتاج القطعة المنفردة بتقنيات ومعالجات سطحية مختلفة.

فروض البحث:

1. أنه يمکن من خلال التجريف فى الخامات الطينية المصرية، التوصل إلى طينات حجرية ذات مواصفات فنية عالية، تصلح لمجال التشکيل الفنى لإنتاج بلاطة فخارية ذات قالب مفتوح، کمدخل لإنتاج التکسيات الجدارية المعاصرة.

2.   أنه يمکن  التوصل إلى مجموعة من الأساليب التقنية التى يمکن أن تثرى سطح البلاطة الفخارية الحجرية بقيم جمالية متعددة.

 

حــدود البحث:

  • · تقتصر تلک الدراسة على التجريب فى الخامات الطينية المصرية المحلية فقط فى محاولة للتوصل إلى خلطات طينية حجرية تصلح لإنتاج بلاطة فخارية يمکن استخدامها فى مجال التکسيات الجدارية.
  • · إجراء بعض التجارب التشکيلية على الطينات الحجرية المستخلصة للتأکد من صلاحيتها لإنتاج بلاطات فخارية ذات مفردات شکلية وجمالية متعددة فى مجال القطع المنفردة.

مصطلحات البحث:

البلاطة الفخارية: Panele Pottery

هى عبارة عن جسم فخارى مسطح  الهيئة يتراوح سمکها ما بين 1.5سم -2سم لها أبعاد قياسية متساوية، إما على هيئة مستطيل أو مربع، وحرقت فى درجات حرارة تتراوح ما بين 1100ºم ـ 1200ºم. وهى تتمتع بالقوة والصلابة، وقلة معامل إنکسارها وعدم تشققها والتوائها. فسطحها العلوى أما أملس أو به زخارف بارزة أو غائرة، وخلفيتها يکون بها بعض الخطوط الغائرة لتساعد على التصاقها بالمبنى  أثناء تثبيتها ببعض مواد التثبيت.

الطينات الحجرية: Stone ware

سميت بذلک الاسم لتشابهها فى مظهرها وخواص منتجاتها بالأحجار الطبيعية کما فى الجاسبر Jasper أو البازلت Basalt وهى احياناً توجد بالطبيعة وأحياناً أخرى يمکن ترکيبها بشکل أساسى من الکاولين، البول کلى ، الفلسبار وتحرق فى درجات حرارة تتراوح ما بين 1100ºم ـ 1200ºم (العادلى فى 1979 ، 91) ويفضل استخدام هذا النوع من البلاطات فى التکسيات الجدارية لما تتمتع به من صلابة وقوة تماسک زراتها وقلة معامل انکسارها والتواءها وتشققها.

منهــج البحـث:

  • · يتبع هذا البحث المنهج التجريبى، من حيث القدرة على الملاحظة والتجريب والتأويل، ولذا فهو يرفض کل تأمل أو  إغراق فى الغيبيات ويسعى لدراسة الظواهر موضوع الدراسة بغية دراستها وتفسيرها، وهذا يقتضى بالضرورة جمع المعلومات المتصلة بالظاهرة سعيا نحو التحقق من صحة أو عدم صحة تشکيله من الفروض وذلک من خلال التجريب والتأويل والتفسير.
  • · فالمنهج المستخدم إذا يتجه فى هذا البحث إلى الملاحظة  والتجريب فى الخامات المصرية، فى محاولة للتوصل  من خلالها إلى إنتاج خلطات متنوعة للطينات الحجرية، تنطبق عليها  المواصفات القياسية التى تتمتع بها نوعية البلاطات الفخارية المستخدمة فى التکسيات الجدارية.
  • ·    التعرف على البلاطات الفخارية المستخدمة فى التکسيات الجدارية عبر العصور وإمکانياتها الفنية  والجمالية والتقنية العالية.
  • ·    المفاهيم التى أثرت فى تغير المدرک الشکلى لمحتوى البلاطة الفخارية الحجرية کمفردة شکلية.
  • ·    خصائص البلاطة الفخارية فى مجال إنتاج القطع المنفردة.
  • · عرض لبعض الأعمال الفنية التطبيقية التى أجراها الباحث على الطينات الحجرية المستخلصة، من تلک التجارب فى مجال إنتاج القطع المنفردة، توضح مدى الاستفادة من تلک الدراسة. فإنه فى ضوء هدف البحث ومنهجيته سوف تتجه الخطة التالية فى معالجة البحث: 

أولاً: الخامات المحلية المستخدمة فى تحضير الطينات الحجرية:

أ) الطينــات:

وهى المادة الأساسية التى يشکل منها جسم البلاطة الفخارية وما يتبعها من تکوينات ومعالجات للحصول على  أعلى جودة، من حيث التجانس والجفاف والحريق للتصلب، ولما تتمتع به من خاصية اللدونة Plastisty التى تتيح فرص تشکيلها بسهولة بطرق التشکيل المختلفة سواء المجسم منها أو المسطح.

وهذه الخامة توجد بصورة غير منتظمة فى الطبيعة، وقد تکون غير لدنة بالدرجة الکافية، أو ليست بدرجة اللون المرغوب فيه، والواضح فى اختلاف اللون من منطقة إلى أخرى يتوقف ذلک على  مقدار الشوائب والأکاسيد المعدنية بها. أو قد لا تناسب درجة التسوية المخصصة لها، بالإضافة إلى اختلاف الخامة المأخوذة من مکان واحد من الناحية الکيميائية أو الفزيائية. وبصفة عامة يجب أن تکون الخامات الطينية خالية من الشوائب، ولها قدر معين من اللدونة، ويمکن تحسين لدونة  الطينة بإضافة طينة الکرة Ball Clay أو البنتونيت Bentonite. کما ينتج عن جفافها أقل نسبة من التشققات، وللتقليل من عملية التشقق المصاحبة لفترة الجفاف يعتمد إضافة قليل من "السليکا" أو "الجروک"، وهى عبارة عن بقايا الفخار المحروق بعد طحنها، والتى يمکن إضافتها للطين لجعلها أکثر مسامية. وتبعاً لذلک يحدث الجفاف الکلى المنتظم فى کل الاجزاء بالتساوى. کما يمکن إضافة بعض المواد المساعدة على الصهر، بغية التوصل إلى درجة التسوية المناسبة، والتى يتعين علينا استخدامها، والتى تناسب نوعية الطينات المستخدمة فى إنتاج البلاطة الفخارية. وهذا التجانس بين الخامات المکونة للطينات هو ما يبحث عنه الباحث، مع الاهتمام بصلابة جسم البلاطة بعد الحريق وتماسکها وقوتها، حتى يتسنى لنا التعامل معها بمعاملات تشکيلية وفنية متعددة، تثرى مجال الخزف. ولعل من أهم تلک الخامات المحلية هى طينة الکاولين، وهذه الطينة هى المادة التى تسمى بالکاولينات والتى تنتج عن التحلل النهائى لعمليات کولنة معادن الفلسبار، والصخور النارية الحامضية والمتبقية فى مکان تکونيها على هيئة رسوبيات غير منتظمة من الطين، وتتواجد هذه الطينة فى مصر فى مکانين أساسيين هما:ـ

ب) طينة الکاولين بسيناء:

حيث توجد فى شبه جزيرة سيناء (فى وادى بدعة ووادى بدرة ووادى نتسم ووادى عجاج) حيث يحتوى کاولين سيناء على تيتانيا على هيئة معدن الروتيل، وهذه تسبب قتامة للون مشغولاته. ويحتوى  کاولين سيناء أيضاً على نسب متفاوتة من الحديد ويوجد على هيئة عروق فى أماکن مختلفة فى شبه الجزيرة. يستعمل الکاولين فى صناعة البورسلان والمنتجات الخزفية البيضاء، کما يصلح فى صناعة الحراريات التى تنضج فى درجة حرارة 1300ºم ، ولذلک يعتمد عليه کمادة أساسية فى ترکيبات الطينات الحجرية التى تستخدم فى إنتاج المشغولات الخزفية (الدسوقى
وأخر، 2010 ، 106).

فخامة الکاولين المصرى هو ناتج من تحلل بعض الصخور الجرانيتية التى يفقد الفلسبار فيها کمية من السليکا والقلويات العالقة به، ثم يتحول إلى کاولين ويترکب عادة من سيليکا وألومنيا ومنجنيزيا وبوتاسا وغيرها کما يتضح من الجدول التالى (العادلى ، 1979 ، 48).

المکونات

کاولين اسوان

کاولين سيناء

سيليکا

52.4

49.6

بوتاسيوم

2.0

1.0

الومنيوم

30.1

36.0

تيتانيوم

0.7

0.1

صوديوم

0.2

0.3

حديد

1.5

0.8

مغنسيوم

0.4

0.1

کالسيوم

0.8

0.3

ج) کاولين کلابشة:

وتوجد فى جنوب الوادى بمنطقة کلابشة بأسوان، حيث تحتوى تلک الطينة على 95% من ترکيبها معدن الکاولينيت، بالرغم من إختلاف خواصها عن المادة التى تعرف بالکاولين، والتى تلائم  التشکيل بطرق التشکيل المعروفة لتميزه بدرجة من اللدونة، وقوى ميکانيکية تفيد فى مراحل التجفيف، ودرجة نقاء عالية ويتميز "کاولين کلابشة" عن الطينات المحلية  الأخرى باللون الأبيض بعد الحريق تحت ظروف حريق معينة، ومن جهة صناع الخزف فإنه يمکن إطلاق تعريف الطين النارى Fire clay على هذه المادة وذلک لاحتوائها على نسبة عالية من أکسيد الألومنيوم (37-38%).

التحليل المعدنى (حسب طريقة برول).

کاولينيت 97.1%

کواتز 1.4%

فلسبار 1.5%

الخواص الطبيعية:

ماء اللدونة: 20-23 %

القوى الميکانيکية 5.3 کجم/ سم2

الإنکماش 1.7% (کامل ، 1987 ، 19).

 ويرى الباحث أن معرفة التکريب الکيميائى للطينة مهم للتعرف على محتوياته من المواد المساعدة على الصهر، ومقدار ونوع ما يلزم إضافته لتحسين خواصه ليتناسب وطبيعة المنتج المراد الوصول إليه من الطينات الحجرية.

د) طينة أسوان:

الطين الأسوانلى لا يختلف کثيراً عن الطينات التى عرفت باسم البولکلى
 Ball clay ، إلا أنها تزيد فى درجة إحمرارها بعد التسوية بسبب وجود أکسيد الحديد بها بنسبة أعلى، وهى الطينة اللدنة الأساسية فى خلطات الطينات الحجرية، وتصلح للتشکيل بطرق متعددة أکثر من طينة (البول کلى). وتعتبر طينة محلية وأساسية لصناعة الفخار والخزف بمصر، ومنها ما هو مفروز وتقل فيه نسبة أکسيد الحديد کثيراً عن الأنواع الأخرى، ويعطى لون الکريم عند حرقه، وتسوى أشکاله فى درجة 1150ºم (العادلى، 1979، 6).

ومن الخواص الطبيعية لطينة أسوان:

  • مادة اللدونة 27% ـ 29 % (لدونة متوسطة).
  • ·    الإنکماش من 4-5 %.

ثانياً: المواد الخزفية غير المرنة: واشهر هذه المواد ما يلى:ـ

أ) الفلسبار: Feld spar

يوجد بمناطق مختلفة من الصحراء الشرقية وشرق أسوان ويوجد معدن الفلسبار على هيئة عروق وکتل  ضخمة فى صخور البجماتيت تمتد على سطح الأرض من (20-500) متر بعرض من (4-10) متر وتتفاوت فى العمق والارتفاع ودرجة الميل. (العادلى، 1979، 70).

ويضاف الفلسبار للحصول على خلطات طينية تتحمل درجات الحرارة العالية، إلا أن الفلسبار قابل للصهر فى درجات الحرارة العالية، ولذلک يمکننا تکوين خلطات طينية حجرية ذات صلابة عالية حيث أن ذرات الفلسبار عندما تتحد مع الطينات تزيدها صلابة وتماسک وتقلل من نسبة الإنکماش لجسم البلاطة وتحافظ عليها من التقوس أو الإنحناء أو الإلتواء، ويحتوى الفلسبار على أکسيد الصوديوم أو البوتاسيوم "القلويات" کما يحتوى على بعض الکالسيوم وبعض اکسيد الألومنيوم والسليکون، ويزيد فى بعضه الأخر البوتاسيوم، وهو قابل للإنصهار،  بمفرده تحت درجات حرارة 1100ºم ـ 1300 ºم  ويکون عند انصهاره سوائل عالية اللدونة تتجمد عند التبريد السريع إلى بنية زجاجية وإذا ما أضيف إليه حوالى 10% من کربونات الکالسيوم أو مسحوق الطلق تقل درجة انصهاره 50 درجة مئوية، وله مقاومة کيميائية وخواص حرارية، وهو من أنسب المواد المستعملة کمساعد صهر داخل مکونات الجسم الطينى ليزيد من تماسکه وصلابته بعد الحريق فى  درجات الحرارة ما بين 950º م ـ 1100ºم ومعظم الفلسبار المصرى من النوع البوتاسيومى يوجد منفرداً على هيئة صخور فلسبارية مثل صخور البجماتيت والآليت (علام، 1986 ، 54).

ب) الکـوارتـز:  Quartz

يوجد الکوارتز على هيئة عروق أو کتل تمتد بأطوال تصل إلى 100 متر، وهى من الأنواع النقية يحتوى على (97-98%) سيلييکا و 0.1% أکسيد حديد و0.5% الومنيا (علام، 1986 ، 52) ويوجد فى وسط الصحراء الشرقية وشرق أسوان.

ويدخل الکوارتز فى تکوين الجسم الطينى للبلاطة الحجرية، وکلما زادت نسبة الکوارتز کلما  تحملت الطينة درجات حرارة عالية، ومقاومة لعوامل  الإنکسار والتمدد والإلتواء. کما يمتاز عن غيره من المواد بصغر معامل تمدده الحرارى، وکقاعدة عامة يقل معامل تمدد الاجسام الطينية الحجرية بزيادة نسبة الکوارتز أو السيليکا المکونة لمدة الجسم (الدسوقى، 2010 ، 110).

ج) حجر الطلق:

يترکب الطلق من سليکات الماغنسيوم المائية 3Mgo.4siO2, H2o وهو ذو لون أبيض  ومنه الأبيض النقى أو المخضر أو الرمادى ويستخدم الطلق فى صناعة بعض انواع الطوب الحرارى والطينات الحجرية. ويستخدم أيضاً بنسب متفاوتة ما بين 5-10% فى تجهيز طينات ـ الخزف الأبيض.

حيث تعتبر الطينات المجهزة من حجر الطلق ومنها على وجه الخصوص الطينات الحجرية، تکون على درجة کبيرة من مقاومة التغيرات المفائجة فى درجات الحرارة، ومقاومة عوامل التعرية مع إکساب الجسم الحجرى ملمس ناعم يمکن الضغط عليه بسهولة. فإن حجر الطلق يستخدم فى صنع الأدوات الکهربية، ويسوى على درجة حرارة منخفضة نسبيا، ويستخدم أيضاً فى صنع مکملات الأفران (نورتن: 1988، 160).

والطينات المضاف إليها حجر الطلق بنسب تترواح ما بين 10-15 من مکونات الخلطة الطينية يمکن تسويتها عند درجة حرارة منخفضة، وتکون رغم ذلک ذات متانة ملحوظة، وتقاوم درجة الحرارة المفاجئة وعوامل التعرية والتبريد (نورتن، 1988، 162).

د) الجــروک:

هو عبارة عن الطينات المحروقة الحريق الأول (فخار) ثم تُکسر وتُطحن بدرجات متفاوتة من المسک، وتضاف بنسب للطينات الحجرية لإکسابها القوة والصلابة، ومما تقلل من معامل انکسارها لتعرضها لعوامل الضغط والتشکيل، کما أن وجود الجروک داخل الخلطات الطينية الحجرية يساعد على عدم التواء البلاطة وتقوسها وسهول تجفيفها کما يقلل من نسبة الإنکماش بالجسم.

وقد أجريت بعض التجارب لخلطات طينية حجرية، وذلک باستخدام الخامات المختارة لتلک الدراسة، للوقوف على مدى إمکانياتها الفنية والتشکيلية فى إنتاج البلاطة بمواصفات عالية، من حيث طواعيتها للتشکيل أو الکبس فى القالب الجصى أو المعدنى الهيدروليکى أو التشکيل المباشر، مع تصلبها وقوة تماسکها بعد الحريق فى درجات حرارة تتراوح ما بين 1100ºم ، 1200ºم بما تتناسب وطبيعة الأفران بمصر، مع الاحتفاظ بمواصفاتها الطبيعية من عدم الإلتواء أو التشقق، مع نعومة سطحها ليسهل تنفيذ التصميمات المطلوبة عليه، وذلک لإکسابها الطابع الزخرفى والجمالى لها کوحدة تشکيلية مفردة، تعکس تکوينات فنية عدة نتيجة تجوارها، وتکرارها مع بلاطات أخرى، بأوضاع ترکيبية مختلفة، مما تثرى معها طبيعة التکسيات الجدارية.

والجدول التالى يوضح نسب التجارب الناجحة، التى توصل إليها الباحث للحصول على أجود أنواع الطينات الحجرية من تلک الخامات المحلية السابق دراستها، وتتناسب وطبيعة المعاملات الحرارية للطينات الحجرية المستخدمة فى التشکيل الفنى للبلاطة وهى:ـ

المجموعة

الخلطة الأولى

الخلطة الثانية

الخلطة الثالثة

الخلطة الرابعة

طين أسوانلى مفروز

15

20

30

10

کاولين کلابشة

25

15

15

30

کاولين سيناء

25

20

20

25

فلسبار

15

20

15

14

کواتز

10

11

10

10

حجر الطلق

4

6

3

3

جروک ناعم

 

8

7

8

درجة حرارة التسوية

1200

1050

1100

1160

اللون بعد الحريق

کريم فاتح

بنى فاتح

بنى داکن

کريم فاتح جداً

طريقة تحضير الطينات الحجرية للتشکيل:

للتحضير يجب إتباع الخطوات التالية:ـ

1.   تجهيز الخامات المستخدمة فى التحضير وهى فى حالة أتربة.

2.   وزن کيلو جرام ومضاعفاته من مجموع الخامات المکونة للخلطة الطينية الحجرية الواحدة، وذلک حسب الکمية المطلوب تحضيرها.

3.   دمج مکونات الخلطة الواحدة مع بعضها البعض وهى فى حالة أتربة.

4.   يضاف الماء بکميات مناسبة، وتنفع الطينات وتترک مدة کافية للتجانس والتخمر.

5. تترک الخلطات فى وعاء وتعرض للشمس والهواء للتخلص من الماء الزائد، ثم تعجن الخلطة الطينية بعد ذلک، لطرد الهواء منها وإکسابها التجانس واللدونة والمرونة الکافية
للتشکيل الفنى.

6. يتم استخدام الطينات بعد ذلک فى إنتاج البلاطة الفخارية بعدة طرق منها التشکيل المباشر أو الضغط فى قالب الجص، ثم تترک لتجف جفاف تام وببطء شديد، وبعد ذلک تحرق حرقة واحدة على درجات حرارة تترواح ما بين 1100ºم، و 1200ºم حتى تتصلب وتصبح صالحة للاستخدام ککسوات جدارية فى مجال العمارة ککسوات الخارجية.

* أهم خواص وصفات الطينات الحجرية التى تم التوصل إليها من خلال التراکيب الکيميائية السابق تحضيرها:

1. ذات لدونة مناسبة لعمليات التشکيل الفنى سواء من حيث التشکيل المباشر  أو الضغط فى القالب الجص بما يتناسب ونوعية التشکيل والتصميم الفنى المراد تحقيقه.

2.   مقاومة للإلتواء وسهولة التشکيل بالطرق والأساليب الفنية المختلفة.

3.   معامل إنکماشها قليل جداً.

4. تتمتع بقوة تماسک ذراتها وتصلبها بعد الحريق بدون ظهور عيوب من التشقق أو التقشير مع قلة معامل إنکسارها وزيادة تصلبها لما تتمتع به الطينات الحجرية.

5.   تترواح درجة تصلبها ما بين درجة 1100º م إلى 1200ºم.

مما سبق نستطيع أن نتوصل إلى ما يلى:ـ

إمکانية الحصول على طينات حجرية ذات مواصفات عالية، من الخامات المحلية بتراکيب وطرق مختلفة، تصلح لإنتاج بلاطة فخارية حجرية ذات قيمة فنية وتشکيلية جديدة وتحرق لتصلح للإستخدام کتکسيات جدارية، فى مجال العمارة الخارجية، وتتمتع بمقاومة عوامل التعرية.

وعليه يتأکد مصداقية الفرضية الأولى للدراسة والتى تنص على أنه: يمکن من خلال التجريب فى الخامات الطينية المصرية، التوصل إلى خلطات طينية حجرية ذات مواصفات فنية عالية تصلح لإنتاج بلاطة فخارية تستخدم فى التکسيات الجدارية المعمارية.

نبذة تاريخية عن البلاطات الحجرية ککسوات جدارية عبر العصور:

إن الخزف الحجرى ليس وليد العصر الآن، ولکنه وجد منذ أن وجدت العمارة، فقد ارتبطت نوعياته الخزفية بمدى توافر الخامات فى أماکن أنتاجها، ومع ارتباط الإنسان بالبيئة التى تحيط به. فقد ظهر الخزف المعمارى سواء فى الطوب الطينى المحروق، أو البلاطة ککسوات جدارية  أو عن طريق تطبيق بعض أساليب صناعة الطوب وزخرفة الحوائط، وأسلوب معالجتها بالطلاءات الزجاجية الى  حوالى1400ق.م.

وقد استخدم المصريون القدماء البلاطات الفخارية والبلاطات الحجرية فى تکسية المعابد، ومنها أيضا المطلية بالزليج منذ آلاف السنين کما شهدت الأمبراطورية البابلية عام 580 ق.م تطوراً ملحوظاً فى الأسلوب المعمارى الذى اعتمد فى زخرفة الجدران على تصوير الحيوانات الأسطورية بأسلوب تقنية الحفر على حوائط من الطوب الکبير الحجم، والذى يتشابه فى هيئته مع البلاط المصرى القديم، والذى  اظهر فيه الفنان تنوعا کبيراً فيما استخدم فيه من طلاءات زجاجية ملونة. على حين نجد أن البلاط المصرى القديم قد استخدم فيه أسلوب التطعيم باستخدام الطينات والعجائن الطينية ذات الألوان المختلفة. (Hamilton,1978, 32).

حيث أننا نجد بداية ظهور البلاطات الخزفية المزججة فى بلاد الصين منذ 500 عام قبل الميلاد وذلک لتوافر الخامات المساعدة على إنتاج تلک النوعية، کما تطورت بعد ذلک بأساليب ابتکارية متعددة خاصة بتلک النوعية (Hamilton,1978,43).

فإذا ما تتبعنا ظهور صناعة البلاطات الفخارية الحجرية المستخدمة فى التکسيات الجدارية، نجد أنه قد شاع استخدامها فى بلاد الشرق الأقصى (الصين وکوريا واليابان) بأساليب وطرق متعددة، ونوعيات مميزة مختلفة من عصر لاخر، ثم انتشرت بعد ذلک بقرون طويلة لبقية البلدان المجاورة لها، حيث نجد بداية إنتاج البلاط الفخارى منذ القرن الثالث قبل الميلاد بالصين.

وقد بدأ ظهور أساليب أخرى خاصة بتلک النوعية من البلاطات الحجرية مع بدايات القرن الثانى عشر، والمستمرة حتى اليوم فى ألمانيا، کما تميزت بتطبيق الطلاء الزجاجى الملحى عليها، والذى يتميز به نوعية الخزف الحجرى عن غيره من النوعيات الأخرى، والتى تکسب الشکل خصائص مميزة للمنتج نوعا ما عن مثيليه من الفخار. کما يحتوى على قيمة جمالية، مما يتيح المجال لإبتکار أساليب فنية جديدة تثرى البلاطة وتميزها عن غيرها من النوعات الاخرى (Iroy,
1990-42)
.

کما نلمس تطوراً ملحوظاً فى الکسوات  الجدارية المشکلة من وحدة البلاطة سواء الحجرية المطلية بالطلاءات الزجاجية، أو بدن طلاء فى الفن المعمارى العراقى القديم. فمنها ما يکسو الجداران الأفقية وسطوح الأعمدة المستديرة الضخمة بطبقة من الفسيفساء، کما کانوا يشکلون قطعاً فخارية حجرية على هيئة مخاريط صغيرة يغرسون أطرافها المدببة فى الجدران، ويجعلون من قواعدها المستديرة بألوانها المختلفة زخارف تشکل فيما بينها خطوط متعرجة أو متقاطعة أو مثلثات ، أو معينات متعددة الألوان (عکاشة، 1978، 116).

کما نجد لهذه الطريقة صدى فى مدينة تل العمارنة بمصر، عندما قاموا بتکسية تيجان الاعمدة بمخاريط الفسيفساء والفخارية، وذلک لتقوية الطوب المستخدم فى المبانى، وبذلک کانوا يهدفون إلى تحقيق العزل الحرارى للطوب المستخدم فى المبانى وعدم تأثره أيضاً بعوامل التعرية للحفاظ على المبنى.

کما استخدم فنانوا العراق الأجر المزجج کعنصر هام لزخرفة  الأبنية ککساء خارجى للجدران، يشکلون منه تکوينات جميلة يصورون عليه بعض الرسوم التراثية مثل حاملى الوعاء المتدفق منه الماء، والثور، بجانب النخلة، وغيرها من الرسوم التعبيرية والمشکلة أيضاً فوق قوالب الطوب البارز والمنقوشة والمزججة وغير المزججة (عکاشة ، 1978 ، 492). 

کما تميزت العمائر الأشورية بأسلوب النقش البارز على الحجر، بجانب عمل العديد من الفنانين للوحات عدة ملونة من الآجر المزجج. وخير شاهد على ذلک ما هو موجود من جداريات فخارية ذات زخارف متعددة على جانبى بوابة "معبد سيس" (مورتکات ، 1990، 312).

فيعتبر الأشوريين والبابليين فى العراق القديم أشهر من برعوا فى استخدام الطوب والبلاط المحروق (الأجر) کتکسيات جدارية للمبانى والمعابد سواء الفخارى أو المزجج منها. ليس للحفاظ على المبنى المصنوع من الطوب اللب فقط ولکن لإضفاء الطابع الجمالى للمبنى بطرق تشکيلية جميلة، منها ما هو بارز أو غائر أو مشطوف کل فى توافق فنى بديع.

وقد انتشرت صناعة الطوب المحفور والبلاط الفخارى الحجرى فى أوربا أثناء الحکم الأغريقى والرومانى، حيث امتاز الرومان بمهاراتهم المتعددة فى إنتاج نوعيات متميزة من البلاطات الفخارية ذات الزخارف البارزة والمحفورة، فى تکسية الجدران المعمارية، فکان الغرض منها وظيفية أکثر منها جمالياً وبعد ذلک انتشرت التکسيات الجدارية إلى إفريقيا والمغرب العربى، ثم انتقلت بعد ذلک مع فاتحى الأندلسى إلى أسبانيا وفرنسا. 

کما قدم لنا الفن الإيطالى نموذجاً فريداً لصناعة البلاطات الفخارية، التى تميزت وسادت لفترات طويلة بأوروبا تشکيلياً وفنياً، فقد رسمت على سطوحها موضوعات معظمها ذات ارتباط دينى، ومن أشهر الخزافيين اللذين صنعوا تلک البلاطات الفنان "لوکادى لاروبيا" حيث انتج بلاطة صور عليها جريمة سانت سيستين وهى متعددة الالوان، وصنعت فى عام 1515 بفلورنسا، وهى بالمتحف الوطنى (Reckham,1998,45,49).

وقد تميزت العمارة فى القرن الخامس عشر بتکسيات مبانيها بالقوالب الحجرية المزخرفة بالرسوم المحفورة والبارزة على سطح البلاطة بأسلوب التراکوتا، لتجميل الواجهات المعمارية (Hamilton,1978.31).

ومنذ القرن العاشر وما بعده قدم لنا ألفن الإسلامى أروع المعالجات الفنية والتشکيلية لأسطح البلاطات الفخارية الحجرية سواء المزجج منها أو غير المزجج، لتکسية مبانيهم الدينية المعمارية، بتشکيلات زخرفية وکتابات کوفية بطريقة "الرليف" کما استخدموا الاجر المزجج أيضاً.

وقد تنوعت التقنيات والأساليب الآدائية الزخرفية على سطوح تلک التکسيات الجدارية باستخدام البلاط المزجج، حيث استخدم فى تنفيذها طرق واساليب عدة منها البلاطات الخزفية والفخارية الحجرية ذات الزخارف البارزة  وأيضاً البلاطات ذات الزخارف المحفورة، والبلاطات ذات الزخارف والتصميمات المحزوزة تحت الطلاء الزجاجى باللون الأزرق الفيروزى، والبلاطات ذات  البريق المعدنى، حيث احتوت التصميمات الزخرفية على العناصر النباتية والکتابية والهندسية بطريقة واسعة، وذلک فى العصر الفاطمى والعباسى، حيث نلمس ذلک فى حائط القبلة فى المسجد الجامع بمدينة القيروان، فنجد بلاطات مربعة ذات بريق معدنى وضعت فى ترتيب هندسى على وجه المحراب داخل التجويف. وأسلوب هذه الترابيع ينطبق تمام الإنطباق على أسلوب طراز سامر"
(الألفى، 1985، 267).

ومع بدايات القرن الخامس عشر وما بعده بدأ ظهور البلاطات الزخرفية والفخارية فى إيران سواء البارز والمحفور منها، والتى تميزت أيضاً بطابع فريد لاستخدام البريق المعدنى فى تنفيذ التصميمات الفنية على سطوحها، ثم انتقلت تلک الاساليب لمعظم بلدان العالم الإسلامى وأسبانيا، فى ظل الفتوحات الإسلامية. ثم انتقل فن انتاج بلاط التکسيات ذات الجودة العالية والقيمة الفنية الفريدة إلى أورباً وأمريکا، حيث نلمس ذلک فى تکسيات العمارة الأمريکية ببلاطات فخارية وخزفية لإضفاء الطابع الجمالى والحضارى عليها، حيث انتشرت بلاطات التراکونا البارزة ذات التصميمات البارزة.

ومع نهاية القرن التاسع عشر انتشر استخدام البلاط الجدارى داخل وخارج المبانى المحلية. وقد قدم لنا الخزافون أمثال "وليم دى مرجان William de morgan" "وبول راير Paul rayar" "ورول کورنيل Raul Coronel" وغيرهم إبداعات کثيرة ومتعددة  الصياغات الفنية، والفکرية، تجاه انتاج الکسوات الجارية، ومدى توائمها مع العمارة الحديثة، من حيث التأکيد على معالجة السطوح وإبراز قيمتها التعبيرية والتشکيلية، فى وحدة وتکامل تتمشى والفکر المعاصر فى مجال الفن الجدارى الخزفى، مسايراً لبقية الفنون الحديثة والمعاصرة.

وفى العصر الحديث نجد العديد من البلاطات الزخرفية المعمارية المصنوعة من الفخار أو الطينات الزلطية ذات الصبغة الجمالية. بحيث تتميز تلک البلاطات بقيم فنية عالية جمعت بين مفهوم التشکيل النحتى وبين استخدام وحدات ذات أشکال هندسية ذات قالب تشکيلى مفتوح، فعند تکرارها تعطى تکوينات وتشکيلات فنية متعددة القيمة على الرغم من ثبات الوحدة (البلاطة) ومتکيفة مع طبيعة المبنى المراد تجميله، فهى بلاطات ذات إمکانيات تشکيلية متعددة، تتنوع تبعا لتنوع طرق ترکيب الوحدات المنتظمة أو طرق التکوين بها وتوجد نماذج معاصرة عديدة توضح الإمکانيات المتعددة لمعالجة سطح البلاطة الفخارية والخزفية بقيم وتشکيلات جمالية، تثرى معها المبنى المخصص لها، کما هى فى اعمال کل من الفنانين الخزافين أمثال "نيکولاز فيرجيت Nicholas Vergette" ورول کورنيل Raul coronel" وبول راير Paul Rayar" وغيرهم Bedrd,1997,83).

ولا يفوتنا ذکر ان التنوع الحادث فى إمکانيات التشکيل الجمالى، هو نتاج  التقدم التکنولوجى والصناعى لوحدة البلاطة بجانب الاهتمام باللوحات الخزفية والفخارية الموضوعية والهندسية، أو باستخدام وحدات مختلفة من البلاطات ذات التصميم الزخرفى المفتوح، بمقاييس معروفة للتعامل مع وحدات هندسية مثل المربع والدائرة لتعطى فى تکرارها تکوينات زخرفية متعددة، على الرغم من ثبات الوحدة الفنية التشکيلية للبلاطة الخزفية، کما هو فى أعمال الخزاف "السويدى" سيلفيا ليتشفيوس Sylvia leuchovius وأعمال "روت بريک Rut Bryk (Bedrd,1997,110)، مما تعطى أيضاً تشکيلات مختلفة وإمکانيات متنوعة لها تبعاً لتنوع طرق ترکيب الوحدات المنتظمة أو طرق التکوين بالوحدات المختلفة، أو الاختلاف من حيث الملمس واللون أو معالجات السطوح الفنية المتنوعة، فهى تعمل کعامل وظيفى وجمالى معا، وأقل تکاليف من البلاط المزجج.

کما اهتم العديد من الفنانين الخزافيين المعاصرين بدراسة الطبيعة، کأحد المداخل الأساسية لاستنباط الوحدات الزخرفية المستخدمة فى الکسوات الجدارية، بجانب الطابع الهندسى والتعبيرى السابق ذکرهما. حيث ظهر ذلک فى استخدام الخطوط اللينة کأسلوب لمعالجة المسطحات الجدارية باسلوب نحتى لتأکيد العلاقة بين السطوح البارزة والفائزة بملامسها المختلفة، يمکن من خلال تکرارها إحداث نوعيات متعددة من التکوينات من أشکال مفردة. فإن إعادة تنظيم الوحدات وصياغتها فنيا وفکريا هو محور الإبداع الجدارى الفخارى الخزفى، کما نلمسه فيما قدمه لنا الفنان الخزاف الأمريکى "د.ل سيزرلاند D.J. Sutherland".

فهذا التشکيل النحتى هو أحد الحلول الفنية التى صاغ بها الفنان تشکيلاته من الکسوات الجدارية، وهى من جسم طينى غير مطلى، وهى بارزة عن سطح الحائط الأساسى، لتشکيل موضوعات زخرفية عضوية تضيف جانب جمالى للسطح المنفذ عليه. ومع مرور الوقت ظهرت النوعيات المتعددة للکسوات الجدارية سواء البارز منها أو الغائر أو المطلى بألوان فوق الطلا، أو الأشکال ذات الملامس السطحية المتعددة وذلک عن طريق استخدام التصميمات التى تنتجها الآله وأدوات التشکيل، مع تحکم الفنان فيها واختيار مواضع التصميم بها ثم تکرارها للحصول على جداريات کبيرة بتنظيمات زخرفية مختلفة (Ball,lovoos,1998,39).

فمن هنا يتضح لنا أن البلاطة الفخارية والخزفية ظهرت منذ ظهور المبانى فى حياة الإنسان، ثم أعقبها الاهتمام بالمحافظة على المبنى وإکسابه الطابع الجمالى، مما دفع الفنانين الخزافين إلى إدراک تلک العلاقة الترابطية بين المفهوم المعمارى وطبيعة معالجة السطح، باستخدام وحدات البلاط الفخارى والزلطى کوحدة تشکيلية تؤکد الطابع الجمالى المعمارى. وهذا ما نلمسه فى جميع الحضارات الفنية السابق ذکرها کمدخل لموضوع وبحث هذا المعرض الفنى، مع التأکيد على مدى الاهتمام الذى حظى به ذلک الفن من اهمية.

وفى ضوء ذلک حاول الباحث أن يضع بعض النقاط الهامة التى توضح بعض المفاهيم المرتبطة بإنتاج البلاطة کعنصر فعال فى تشکيل الجداريات، من حيث اعتبارها مفردة شکلية، قبل تقديم الإنتاج الفنى المصاحب لتلک الدراسة والتى تؤکد أهميتها فى مجال التکسيات الجدارية.

أولاً: المفاهيم التى أثرت فى تغير المدرک الشکلى لمحتوى البلاطة الفخارية
کمفردة شکلية.

لقد تعددت المفاهيم الأساسية التى صاحبت التطور الحادث فى مجال البلاطة الفخارية تبعا لتطور العمارة وبقية الفنون المصاحبة لها، وهذا ما دفع الباحث إلى محاولة الکشف عن أهم تلک المفاهيم التى أثرت على شکل البلاطة ککسوة جدارية، وکان لها صدى لدى الفنان عند صياغته لشکل البلاطة وهى:ـ

المفهوم العضوى:

وهو الارتباط بالأشکال الطبيعية فى هيئتها ونسبها ونظم التناسق بين اعضاءها فى تکوين بنائى عضوى، مبنى على وحدة التکامل بين المبنى والکسوات الجدارية المطبقة عليه حتى يتوائم الشکل الجمالى والوظيفى فى آن واحد.

والعمارة العضوية وما يرتبط بها من کسوات جدارية لا تعنى التناسق والانسجام بين أجزاء المبنى وبعضها البعض فقط وعلاقتها بالمبنى ککل، ولکن  العلاقة بين المبنى وتکامله مع الموقع والبيئة الثقافية، وهذا ما أکده والتر جروبيوس Walter Gropius أحد مؤسسى مدرسة الباوهاوس بالمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، والتى کان لها أکبر الأثر فى تغير مفاهيم الشکل يتبع الوظيفة، حيث أسس لنا قواعد العمارة، ومفاهيمها وما يرتبط بها من قيم جمالية مثل الکسوات الجدارية ومدى توائمها مع المبنى لتضيف عنصراً جمالياً بجانب طابعها العضوى الجمالى.

ومع ظهور الفن الحديث، بدأت العمارة العضوية تهتم بالشکل الإنسيابى فى تکويناتها الفنية والمنفذة على واجهات المبنى کتشکيل  جدارى، ويرجع الفضل فى ذلک إلى الاتجاهات التى قدمها لنا الفنان النحات هنرى مور وبرانکوزى والخزاف د.ل سيزرلاند نحو مفهوم الشکل العضوى الحديث فى مجال النحت والخزف، وعلى الأخص تشکيلات البلاطة الخزفية ودورها ککسوة جدارية (Berd,1996,53).

وقد أکد الباحث على ذلک المفهوم من خلال إنتاج شکلى (5)، (6).

المفهوم التجريدى العضوى:

هو التعبير عن الطراز العالمى الحديث International style لأسلوب عمارة الربع الثانى من القرن العشرين، وما يرتبط به من جداريات، حيث نشأ وانتشر بسرعة کبيرة فى أغلب بلدان العالم المتحضر نتيجة عوامل ثقافية فنية حضارية لاستحداث أساليب ونظريات حديثة فى مجال التشکيل الفنى. فذلک المفهوم کان يعنى التجريد الذى نلمح من طياته نبض الحياة فى طبيعة الأشکال المجردة، بصرف النظر عن مدلولاتها البصرية (البسيونى، 1983، 177).

فالتجريد العضوى يعنى بالخواص المتحرکة داخل العناصر التى مردودها الطبيعة مثل أشکال الزلط، والقواقع وبعض العناصر الطبيعية، کالخضروات، والجزور وتأثيراتها الملمسية. مع الاهتمام بالإيقاع الناتج عن الإحساس العضوى  لمحتوى العناصر التشکيلية. فقد استخدم العديد من الخزافين الحديثين أمثال "ألن لويد Alan Lioyd، وروجرميشيال Rogar michell " "ومارى روجرز Mary Rogers" العناصر الطبيعية بمنظور تجريدى، مثل أشکال القواقع والشعب المرجانية وقطاعات من النباتات وأشکال الزلط وغير ذلک من أشکال الطبيعة (Clark,1989,159).

وقد قدم الباحث کل من شکلى (2) ، (3) کترجمة تطبيقية لذلک المفهوم.

المفهوم التجريدى  الهندسى:

لقد اعتمد هذا المفهوم على الهندسة، أي يشمل الخطوط الرأسية والأفقية، والأشکال المستطيلة والمربعة والدائرية. فإن نتاج العمل الفنى منذ بدايته يعتمد على استخدام الادوات الهندسية: المسطرة، والمثلث، والفرجار. حيث ارتبط هذا المفهوم بالظواهر الکونية وکشف قاعدتها الهندسية، مثل  خاصية التعامد کأحد خواص الوجود على الأرض، أما  امتداد الأرض فيشکل الخاصية الثانية والتى نسميها الأفقية.

ومن هنا نجد أنه على الرغم من انتشار ذلک الفکر فى العصر الحديث ولا زال حتى الآن، إلا أننا نجد لکل فنان مدخله الهندسى الخاص للتجريد فى مجال الکسوات الجدارية الخزفية، أحياناً يأخذها من حيث الترکيب لمفردات العناصر الهندسية مع اختلاف الحجم وأنماط التکرار، وأحيانا بالتشکيلات الهندسية النحتية البارزة، وأحياناً أقرب بتأکيد الرليف أو الحفر على سطح البلاطة سواء المشطوف أو المحزوز منها، وفى مرات أخرى بالتجسيم الهندسى الخالص، الذى تتعدد فيه السطوح من حيث الارتفاع والانخفاض، واستغلال الظل والنور، کمدخل لتفسير القيم الفنية التشکيلية الهنسية على سطوح البلاطات الزخرفية وغيرها من المدخلات التى ارتبطت بذلک الفکر، وأثرت على معظم الفنون المعاصرة، وخاصة التشکيلات الجدارية والبلاطات الفخارية والخزفية ودورها فى مجال العمارة الحديثة. ومن أمثال الفنانين الخزافيين اللذين نهجوا هذا الأسلوب کل من الفنانين "فارلى توبين Farley Tobin" و"جون کانکو Jun Kanekos" (Glenn,1991,87,90).

وقد  قدم الباحث فى انتاجه الفنى التطبيقى شکلى (1)، (4) نموذجا للمفهوم التجريدى الهندسى لمحتوى شکل البلاطة.

خصائص البلاطة الفخارية الحجرية فى مجال  إنتاج القطع المنفردة:

يعتبر التشکيل النحتى (رليف ـ Relief) من الخصائص التعبيرية المميزة لشکل البلاطة الخزفية، سواء عن طريق الحفر أو الإضافة ، فکلها معالجات للسطح يستطيع الفنان الخزاف من خلالها أن ينقل عين المشاهد من مقطع إلى آخر، عبر  السطوح الخزفية المتنوعة، ويجعل الشکل أکثر ثراء من حيث المعالجات السطحية المختلفة، حيث يرى المشاهد فى کل زاوية من زوايا الرؤية صورة متکاملة من العلاقات والعناصر الشکلية، والملامس السطحية، کلها تتفاعل مع بعضها البعض لتعطى إحساساً ترکيبيا متعادلاً بين المساحات والکتل والفراغات المحزوفة والمضافة والملامس السطحية، کلها فى تآلف تام تخدم وحدة التکوين الفنى، ومن أهم الخصائص التى تتميز بها البلاطة الفخارية ما يلى:ـ

‌أ)   الإستخدام المتنوع للأسطح فى التشکيل.

‌ب) الاستخدام المتنوع لأسطح ذات أشکال ترکيبية.

‌ج) الاستخدام المتنوع للتشکيلات النحتية البارزة Reliefe

‌د)   الاهتمام باستخدام  المفردة الشکلية المتکررة فى التشکيل الجدارى.

‌ه)  استخدام البلاطة کوحدة  تصميم تشکيلى جدارى.

‌و)  استخدام التشکيلات الهندسية المجردة فى القالب المفتوح.

التطبيقات العملية:

لقد قام الباحث بتقديم مجموعة بلاطات فخارية من الطينات الحجرية التى تم إعدادها من تلک الدراسة، وتطبيق بعض الحلول الفنية والتشکيلية بها، لتوضيح مدى استجابة تلک النوعيات من الطينات المستخلصة لتطبيق الأساليب الفنية والتقنية المختلفة التى استعرضها الباحث فى الدراسة النظرية السابقة، حيث قدم الباحث عدداً من الأعمال الفنية ذات معالجات مهارية وتقنية مختلفة، لتوضح لنا مدى استجابة تلک الطينات الحجرية المحلية لعناصر التشکيل السطحى، سواء بالبارز  والغائر أو الإضافة أوالريف أو الحفر أو الملامس السطحية. کلها عناصر تثرى معها جماليات سطح البلاطة وترفع من القيمة الجمالية للمبنى، مع الاحتفاظ بمتانتها وصلابتها بعد الحريق دون أي عيوب سبق ذکرها.

وقد روعى الباحث فى إنتاج تلک البلاطات التنوع فى انتاجها بما يتفق والمفاهيم السابق ذکرها مع استخدام القالب المفتوح فى التصميم، ومحققاً لمجمل العناصر والمفاهيم السابقة. وقد اتبع الباحث الخطوات التالية لإنتاج البلاطة.

بعد اتباع طريقة التحضير والتجهيز للطينات الحجرية المخلوطة وترکها حتى تصبح فى حالة اللدونة المناسبة للتشکيل بحيث تکون خلطة العناصر المکونة للطين ذات تجانس تام.

  • · يتم عمل إطار من الخشب حسب حجم البلاطة، ويوضع على سطح المنضدة، ويطلى بطبقة رقيقة من الزيت کمادة عازلة حتى لا تلتصق الطينة بالسطح الخشبى، وأن يکون ارتفاع البرواز عن السطح حسب سمک البلاطة.
  • ·     توضح الطينات وتکبس جيداً داخل الإطار الخاص بالبلاطة ثم تزال الزوائد عن إرتفاع البلاطة.
  • · يرفع الإطار الخشبى المحدد للبلاطة وترکها تجف ببطئ شديد حتى لا يحدث التواء لسطح البلاطة، ثم ينفذ على سطحها المعالجات الفنية والتقنية المتعددة من بارز وغائر حسب التصميم المطلوب تنفيذه. 
  • · وعند جفاف البلاطة جفافاً تاماً ترص داخل الأفران وتحرق على درجة حرارة تتراوح ما بين 1100ºم ، 1200ºم حتى تتصلب وتحمل کل  المواصفات السابق ذکرها والتى تمت تجربتها على عينات من البلاطات الصغيرة 2سم × 2 سم حتى نتأکد من صلاحيتها للتشکيل الفنى.

وقد حصل الباحث على مجموعة من البلاطات تمثل الخلطات الأربع التى تم الحصول عليها من خلال الترکيب الکيميائى المدون بالجدول السابق، وتم معالجتها فنيا وتشکيلياً، وفق الخطوات السابقة. وتم الحصول على بلاطة فخارية ذات مواصفات فنية وتقنية عالية وهى کالآتى:ـ

§ شکل رقم (1) وهو يمثل الخلطة الطينية الحجرية الأولى. حيث استخدم الباحث اسلوب الغائر، والبارز، بمستويات مختلفة، مع تأکيد الشکل باستخدام الملامس السطحية محققاً الشکل الجمالى بجانب الهدف الوظيفى لها.

§ شکل رقم (2) يمثل الخلطة الثانية، حيث استخدم الباحث التصميم المفتوح للبلاطة، حتى يسهل تکرارها بنظم جمالية مختلفة. فقد تم معالجة سطح البلاطة باستخدام اسلوب الحفر والمحزوز والمشطوف والبارز والغائر، لتأکيد تعدد السطوح ودوره فى إظهار الجسوم السطحية، وعدم إغفال الظل والنور کقيمة فنية لإبراز الجسوم على السطح.

§ شکل رقم (3) يمثل الخلطة الثالثة: حيث  تم معالجة أسطح البلاطة بتنقية الحفر فى جسم البلاطة بطرق مختلفة لتحقيق التصميم الفنى المراد تحقيقه.

§ شکل رقم (4) يمثل الخلطة الرابعة، حيث تم تنفيذ التصميم على سطحها بطريقة الغائر والبارز والمشطوف واستخدام الملامس السطحية المتنوعة لإظهار القيمة الجمالية،
لسطح البلاطة.

§      شکلى (5) ، (6) وهى تمثل نماذج للخلطة الطينية الثانية أيضاً ولکن بطرق تصميمية ومعالجات سطحية مختلفة.

وهذا يحقق الفرضية الثانية، التى تنص على أنه يمکن التوصل إلى مجموعة من الأساليب التقنية التى يمکن أن تثرى سطح البلاطة الفخارية الحجرية بقيم جمالية متعددة، وذلک من خلال ما قدمه الباحث من إنتاج فنى يتمتع بحلول فنية کثيرة، سواء فى التشکيل أو إعداد البلاطة الفخارية، أو من حيث التوصل إلى نوعية جيدة من تلک البلاطات تصلح لکسوات جدارية للعمارة الخارجية، سواء عن طريق إنتاج البلاطة ذات القالب المفتوح تصميماً. أو عن طريق عمل جداريات متکاملة من خلال تجميع البلاطات على أسطح الجدران بالأسلوب التعبيرى.

 

شکل رقم (1)

 

       

                         شکل رقم (2)                شکل رقم (3)

 

شکل رقم (4)

 

       

                         شکل رقم (5)                   شکل رقم (6)

أهم النتائج:

1.    إن مجال التجريب فى الخامات الطينية المحلية هو المصدر الأساسى للاستغلال الأمثل، والمتعدد لها فى مجالات صناعة الخزف.

2. إن الحصول على طينات حجرية ذات مواصفات تشغيل عالية الجودة فى مجال إنتاج البلاطات، لاستخدامها فى التکسيات الجدارية، لهو من الامور الهامة التى تنمى حب التجريب والإبتکار والإبداع لدى شباب الباحثين لتقديم المزيد من صلاحيات الخامات المصرية فى مجال
التصنيع المختلفة.

3. إن مجال التجريب يمکن أن يفتح الطريق أمام صغار الفنانين لاستثمار طاقاتهم فى مجال فتح أسواق عمل لديهم للإنتاج الحر، من خلال تقديم رؤية جديدة لشکل البلاطة الحجرية الفخارية من حرقة واحدة للتکسيات الجدارية.

التوصيات:

1. تأصيل وتفعيل دور البحوث التجريبية التطبيقية أمام الباحثين فى مجال الخزف، للکشف عن المزيد من المعالجات الفنية والتقنية والتکنولوجية للخامات المصرية وتوظيفها من أجل التنمية البشرية، وسد احتياجات المجتمع من التکسيات الجدارية الحديثة.

2. يوصى الباحث بإجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول الطينات المحلية للتوصل إلى أقصى قدر من الاستغلال الأمثل فى مجال صناعة البلاطات، والحراريات، والأدوات، والعوازل کإحدى المشروعات الصغيرة، لاستثمار طاقات الخريجين. 

3. التأکيد على أهمية استخدام الطينات الحجرية فى مجال إنتاج  الکسوات الجدارية التعبيرية فى مجال القرى والمدن السياحية، والشواط، لمقاومتها لعوامل التعرية ومقاومتها للظروف المناخية، مع إکسابها الطابع الجمالى المميز للبيئة المصرية.

المراجع
أولاً: المراجع العربية:
1-             العادلى، تهانى محمد نصر( 1979) الخزف الحجرى فى مصر: رسالة ماجستير، جامعة حلوان ، کلية الفنون التطبيقية ـ غير منشورة.
2-  الدسوقى، متولى إبراهيم وآخر (2010):  الإمکانات الفنية والتعبيرية للدائن الزجاجية الزلطية الملونة فى مجال الخزف ـ بحث منشور  ـ مستقبل التربية العربية، عدد 61 ـ يناير 2010.
3-             علام، محمد علام (1986)، علم الخزف، الجزء الثانى، ط 3 (القاهرة) مکتبة الأنجلو المصرية.
4-             کامل، عبد العزيز (1987) طينة الکاولين ودورها فى المجال  الصناعى (القاهرة)، المرکز القومى للبحوث، قسم الحراريات.
5-             نورتن، ف.د (1988)، الخزفيات للفنان الخزاف، ط3، ترجمة  سعيد الصدر (القاهرة) ـ دار النهضة العربية.
6-             الألفى، أبو صالح (1985)، الفن الإسلامى ـأصوله ـ فلسفته ـ مدارسه (القاهرة) ، دار المعارف بمصر.
7-             مورتکان، انطون (1990)، الفن العراقى القديم، ط 3 ترجمة وتعليق عيسى سليمان، وسليم طه التکريتى، (بغداد) وزارة الإعلام.
8-             البسيونى، محمود. (1983)، الفن فى القرن العشرين، (القاهرة) دار المعارف بمصر.
9-             عکاشة، ثروت. (1978)، الفن العراقى القديم، سومر، وبابل، واشور، (العراق) جزء 4 ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
ثانياً: المراجع الأجنبية:
10-  Beard,Geoffrey(1996). Modern Ceramics, (London),(1978) studio vista.
11-  D., Hamilton, (1978) Architectural Ceramics, (London),thames and Hudson ltd.
12-  J.,Iroy,(1977), Sat-Glazed Ceramic,(New york) Watson, cuptill publications.
13-  Recknam, Bernard,(1998) Islamic pottery and Itlian Majolica, (London), faber and faber limited.
14-  Ball. F carlton, lovoos Janice, (1993) making pottery texture and form in clay, (new york), van nos Irdnd Reinhold company.
15-  Clark Kenneth, (1989), the potter's Manual, (new york), chartwell book.
16-  Glenn, cnelson, (1991), ceramics, (new yourk), Hat, Rinehart and wiston.