المؤلف
أستاذ مشارک کلية العلوم التربوية جامعة جرش
المستخلص
المقدمة والإطار النظري
للأدب مکانة مهمة في حياة الأمم والشعوب؛ لما له بفنونه المتنوعة وأساليبه الشائقة من دور کبير وحيوي في تهذيب النفوس وإثراء خبرات العقول. وأدب الأطفال على وجه الخصوص جزء رئيس من أدب أي أمة، إذ يهتم بشريحة معينة من شرائح المجتمع، ألا وهم الأطفال، حيث يأتي بأسلوب بسيط مشوق يناجي قلوب الأطفال وعقولهم؛ يطهر قلوبهم، ويغني معارفهم وخبراتهم، ويسهم في صنع مستقبلهم وإعدادهم للحياة.
والأدب بشکل عام من حيث المفهوم هو تصوير تخيلي للحياة والفکرة والوجدان من خلال أبنية لغوية، وهو ذلک الفرع من فروع المعرفة الإنسانية المعني بالتعبير عن الوجدان والعادات والآراء والقيم والآمال والمشاعر وغيرها من عناصر الثقافة، وتصويرها تصويراً فنيا، أي أنه تجسيد فني تخيلي للثقافة، ويشمل هذا المفهوم الأدب عموما، بما في ذلک أدب الأطفال(أحمد،2009). ولأدب الأطفال خصوصاً وُضعت عدة تعريفات، منها إنه هو الکلام الجيد، الذي يُحدث في نفوس الأطفال متعة فنية سواء أکان شعراً أم نثراً، وسواء أکان تعبيراً شفوياً أم تحريرياً، ويدخل في هذا المفهوم قصص الأطفال ومسرحياتهم وأناشيدهم، ومنها إنه الأعمال الفنية التي تنتقل إلى الأطفال عن طريق وسائل الاتصال المختلفة، وتشمل أفکاراً وأخيلةً، وتعبر عن أحاسيس ومشاعر تتفق مع مستويات نموهم المختلفة، ومن هذه التعريفات أيضاً الکتابات التي کتبت خصيصا للأطفال، في ضوء معايير تناسب مستواهم وخصائص نموهم ومطالبه (طعيمة، 2001).
ويتفق أدب الأطفال وأدب الکبار في أمور، ويختلفان في أخرى، إن کتابات الأطفال ينبغي أن تخضع لنفس معايير الجودة في الکتابة الأدبية، تلک التي تخضع لها کتابات الکبار، إلا إن الشکل الذي يخرج به کتاب الأطفال، ينبغي أن يختلف عن ذلک الذي يخرج للکبار، سواء من حيث الصور والرسوم، أومن حيث نمط الکتابة، أو غير ذلک من مقومات الإخراج الفني المختلفة، کذلک فإن الطريقة التي تعرض بها الأحداث والمنطق الذي يکمن وراءها، والعلاقات التي تحکمها، کما أن مضمون کتب الأطفال وقصصهم يختلف عن مضمون کتب الکبار ومؤلفاتهم، سواء من حيث الأفکار، أو الشخصيات، أو الأماکن والأحداث، وکذلک اللغة التي يکتب بها للأطفال ينبغي أن تتميز عن تلک التي يکتب بها للکبار، وأدب الکبار في معظمه أدب على الورق، يقرأ کثيراً ويسمع قليلاً ويشاهد أحياناً، أما أدب الأطفال فليس أدب ورق في کليته، وإنما يسمع ويشاهد في کثير من الأحيان (طعيمة ، 1998).
ولأدب الطفل خصائص ينبغي توافرها فيه، وتواؤمها مع المرحلة العمرية للطفل، منها أن أدب الطفل ينبغي أن يکون بسيطاً في صوره وأخيلته ومفرداته، والخيال المناسب هو الذي يشد الطفل، خصوصاً إذا کان هذا الخيال يخلع على الأشياء والجماد والنباتات الحرکة والحياة، والصور الفنية المستعملة فيه ينبغي أن تکون مشتقة من القوى البصرية لتلائم أحوال الطفولة، والاعتماد على القص والرواية ليثير القدرة على الانفعال.(أبو السعد، 1994).
وأدب الأطفال عمل لا يتوقف عند حدود لأنه عمل أدبي مرکب يجمع بين العقل والوجدان، فالأطفال بحاجة إلى الأدب الموجه لهم کالعلم تماما في مناهجهم الدراسية أو في حياتهم، لکي يرقى بوجدانهم، ويتمکن من إشباع حاجاتهم المتعددة. إن تعليم الأدب قبل الابتدائية وأثناءها يرتبط بتعليم الأطفال إشکالا واسعة لا ضيقة، إذ أن تعليم الأطفال يجب أن يبدأ بالمحادثة والحکاية والقصة وإنشاد الأناشيد، ثم بعد ذلک نتجه إلى القراءة والکتابة ( مدکور، 2009 ).
ولأدب الأطفال أهداف وغايات عديدة، ذکرها من کتبوا في هذا المجال، منها التعليم وتنمية الجانب المعرفي عند الأطفال،وإمدادهم بثروة لغوية هائلة، وتنمية التفکير والذاکرة عندهم، وتنمية أحاسيسهم ومشاعرهم ومهاراتهم وذوقهم الفني، ومعالجة بعض عيوبهم اللفظية وأمراضهم النفسية مثل التلعثم، والانفعالات الضارة، وتنمية روح النقد الهادف والبناء عندهم وتنمية قدرتهم على التمييز بين الجيد والردئ، کما يهدف أدب الطفل إلى تعليم الأطفال أشياء جديدة تساعد على فهم الحياة والتکيف معها، وتهذيب أخلاقهم، وتنمية خيالهم، وتربية ذوقهم، وتوجيههم للتعليم، وتنمية قدرتهم التعبيرية، وتعويدهم الطلاقة في الحديث (الحديدي، 1976، الهيتي، 1986، نجيب، 1991، إسماعيل،2011).
ويحاول البعض تقسيم أهداف أدب الأطفال إلى أقسام ووضعه في فئات، هي: المعرفية العقلية، والخلقية الاجتماعية، والنفسية الوجدانية، واللغوية التذوقية. وتحت الأهداف اللغوية التذوقية يضعون الأهداف التالية: تنمية المهارات اللغوية الخاصة بالقراءة، وتنمية الثروة اللغوية، وإثراء خيال الأطفال، ومعرفة الأجناس الأدبية المختلفة. وتحت الأهداف المعرفية العقلية يسردون الأهداف التالية: إمداد الأطفال بالمعلومات، وتنمية القدرات العقلية المختلفة، وتنمية حب الاستطلاع، وتنمية ملکة الحفظ. أما على صعيد الأهداف الخلقية والاجتماعية فيضعون أهداف من مثل: إمداد الأطفال بالقيم النافعة، وتنمية الوعي الاجتماعي لديهم، وتوجيه النشء إلى تبني الاتجاهات التي يقبلها المجتمع. وفي حقل الأهداف النفسية يضعون الأهداف التالية: تعويد الأطفال مواجهة المواقف المختلفة، وشحذ عواطفهم، وتخفيف التوترات النفسية، واکتشاف الميول، وخلق الاتجاه الايجابي نحو الأدب، وتنمية الميل إلى القراءة وحب الاطلاع (أحمد نجيب ، 1983).
وتتنوع فنون أدب الأطفال وأنواعه، ومن هذه الفنون القصة، التي تحتل المرتبة الأولى؛ لأنها مدخل لإمداد الطلبة بکم کبير من الخبرات؛ ولأنها تُحکى للطفل في فترة ما قبل المدرسة، والمسرحية من فنون أدب الأطفال، وتمتاز بأنها تتيح جوا من الحرکة والنشاط وتمثيل الأدوار والتفاعل المادي والمعنوي، ونقل الطفل من واقعه المقيد إلى عالم أکثر رحابة، وکذلک الشعر الذي يکون على شکل محفوظات وأناشيد، ويمتلک الشعر مقومات تجعله أکثر جاذبية للکبار والصغار، ومن هذه المؤثرات التصوير الکلي والجزئي، واستعمال المؤثرات الحسية المختلفة: کاللون والصوت والحرکة والرائحة في مکونات الصورة الواحدة، والوزن والقافية والموسيقى والإيقاع، ومن فنونه کذلک الطرائف والنوادر والألغاز، والأمثال والحکم والنصائح، والبرقيات والإعلانات والمقالات (حنورة،1989).
ولأدب الطفل مراحل، فقد قسمها علماء النفس إلى أربع مراحل، الأولى مرحلة ما قبل الکتابة وتمتد من (3 – 6) سنوات، ويطلق عليها "الطفولة المبکرة "، وفي هذه المرحلة يتمکن الطفل من سماع القصص، ويمکن تقديم نوع من الأدب المسجل والبرامج المعدة بالصوت والصورة. والمرحلة الثانية هي مرحلة الکتابة والقراءة المبکرة، أي المدرسة الابتدائية، وتکون ما بين (6-7) سنوات، وفيها تزداد خبرات الطفل، وفي هذه المرحلة يقدم للطفل القصة والشعر لتکوين العادات النافعة. والمرحلة الثالثة مرحلة التمکن من القراءة والکتابة، أي المدرسة الابتدائية وبداية المتوسطة، وهي ما بين (8 – 12) سنة، وفيها تبدأ شخصية الطفل بالظهور ويميل إلى الاعتداد بالنفس، ومن هنا يقدم للطفل بعض القصص والشعر والحواريات عن التاريخ الإسلامي وقصص الأنبياء والصحابة، سواء أکانت مسموعة أم مرئية أم مکتوبة. والمرحلة الرابعة تمتد بين (12 – 18) سنة، وهي مرحلة المراهقة، وفي هذه المرحلة يمتلک الطفل القدرة على فهم اللغة، ويزداد تعلقه بالمثل، والأفضل للطفل في هذه المرحلة أن يشغل بالأفکار، التي تجعله يشعر بإسهامه وتحمل المسؤولية ( الحر، 1984).
وهناک وسائط تستخدم في نقل المادة الأدبية للأطفال، وهذه الوسائط لها دور في إضفاء طابع التشويق على العمل وجعله أکثر قربا من نفوس الأطفال، وجعلهم أکثر حرصاً عليه وسعياً وراءه، ومن هذه الوسائط الکتب والصحف اليومية والمجلات والإذاعة والتلفاز والحاسوب وما يتصل به، ويعد الکتاب في طليعة الوسائط بين الأدب وجماهيره من الأطفال، إذ أن له إمکانياته الخلابة في اجتذاب الأطفال وحماية قدرات الطفل وميوله وحاجاته النفسية من الآثار الجانبية السيئة للوسائل التکنولوجية الحديثة، کما أنه يقود الأطفال إلى التفکير والتأمل وطرح الأسئلة على أنفسهم وعلى الآخرين، ويمتاز الکتاب کذلک عن الوسائط الأخرى من حيث سيطرة الطفل على ظروف التعرض، وإمکانية قراءة الرسالة أکثر من مرة، مما يجعل منه وسيلة إعلامية تعليمية تتميز بمقدرة عالية على معالجة الأمور المعقدة والمفاهيم التي تحتاج إلى تدقيق وإمعان ( نجيب ، 1991).
وهناک أسس ومعايير عند وضع أو اختيار النصوص الأدبية للطفل، فينبغي أن تکون النصوص التي تقدم للطفل مختارة بعناية فائقة، بحيث تحقق الأهداف المرجوة منها، ولا ينبغي أن يترک الطفل لاختياره الذاتي، الذي قد يوقعه في بعض المتاهات، خصوصاً وأننا نعلم أن السوق مليئة بأنواع شتى من الکتابات التي لا تتناسب مع حاجات الطفل، ومن أجل ذلک هناک مسؤولية کبيرة ملقاة على عاتق المربين والآباء، ومن المعايير التي ينبغي مراعاتها الارتکاز على القرآن الکريم والسنة النبوية وسيرة السلف الصالح، وتوافق المضمون مع معتقدات الأمة وأخلاقها، وتوظيف النصوص الأدبية العربية البليغة في أدب الطفل المعاصر، وربط المضمون بالواقع المحيط وما تعيشه الأمة من قضايا، واشتمال النصوص على قدر من الخيال والتصور الفني، بما يتناسب مع قدرات الطفل الذهنية (الهيتي، 1986).
ومع کبير المکانة التي يحتلها أدب الطفل فإن أدب الأطفال العربي يعاني الکثير، ابتداء بقلة الکتب المتخصصة، وقلة المکتبات، وقلة الکتّاب المتخصصين بهذا الفن، وانتهاء بضعف حيوية تدريس هذا الأدب، وعدم انتقاء النصوص المناسبة لطبيعة الطفولة، وحسب الفئات العمرية، لاسيما في رياض الأطفال وفي المرحلة الابتدائية؛ مما يحول في نهاية المطاف دون تحقيق أهداف هذا الأدب).أبو هيف، 2009).
الدراسات السابقة
لما لأدب الأطفال من أهمية کأداة هامة في نمو الطفل المعرفي والانفعالي والنفس حرکي حظي بالعديد من الدراسات التي تناولت محتواه وأهدافه وکتبه، وسنعرض ما تم التمکن من الوصول إليه کدراسات سابقة ذات صلة بهذه الدراسة وفق الترتيب الزمني.
في عام 2004 قام زغلول بدراسة هدفت إلى تعرف القيم التربوية المتضمنة في النصوص المسرحية المقدمة للمسـرح المدرسي، والقيم الفرعية، وواقع هذه النصوص المسرحية، مستخدماً المنهج المسحي من خلال عينة مختارة عددها (50) نصاً، وکانت النتائج أن القيم التربوية الأکثر شيوعاً في النصوص المسرحية تقع في المجال الأخلاقي والاجتماعي، بينما لم تنل القيم التربوية في المجال السياسي والاقتصادي والجمالي القدر الکافي من الاهتمام، کما بينت أن القيم التربوية المتضمنة في النصوص المسرحية ملائمة لخصائص المرحلة العمرية الموجهة إليها وهي مرحلة المراهقة المبکرة .
وفي عام 2004 أيضاً قامت الهولي بدراسة هدفت إلى التعرف على اتجاهات معلمات رياض الأطفال بدولة الکويت نحو تعليم الحساب باستخدام قصص الأطفال وکتبهم، وکذلک أثر بعض العوامل على الاتجاهات، مثل العمر، وسنوات الخبرة، وجامعة التخرج، والطرق المستخدمة في تعليم الحساب، وعدد مرات استخدام قصص وکتب الأطفال، وعدد قصص وکتب الأطفال الموجودة في الفصل، ولتحقيق أهداف الدراسة استجاب (217) معلمة في مناطق رياض الأطفال في ستة محافظات بالطريقة العشوائية، وتم استخدام استبانة من إعداد الباحثة، بالإضافة إلى استخدام مقابلات مقننة مع المعلمات اللواتي بلغ عددهن (24) معلمة، وکانت أهم نتائج الدراسة أن اتجاهات المعلمات نحو تعليم الحساب لأطفال الرياض ارتبطت إيجابياً باتجاهات المعلمات نحو استخدام قصص وکتب الأطفال لتعليم الأطفال الحساب. وکانت نسبة کبيرة من معلمات رياض الأطفال أبدين مستويات عالية من الارتياح والمتعة في استخدام قصص وکتب الأطفال في تعليم الحساب، ولکن في المقابل دلت النتائج على أن المعلمات بحاجة إلى المزيد من التدريب على استخدام تلک القصص والکتب.
ناسي وباتريشا Nacy & Patricia عام 2006أجريتا دراسة لبيان أهمية کتب الأطفال في الصفوف الأولى من وجهة نظر المعلمين، وقد قابلتا عينة من معلمي هذه الصفوف، وقد کانت آراء المدرسين أن اختيار کتب الأطفال الجيدة هو جزء من مسؤوليتهم تجاه أنفسهم وطلابهم، وبينوا أن تضمين أدب الأطفال في المنهاج يجعل من فعل القراءة فعلاً ساراً للأطفال، ويزيد من إتقانهم لمهارات القراءة، وثروتهم من المفردات، وقدرتهم على فهم المقروء، وطلاقتهم القرائية، وقدمت توصيات بضرورة الاهتمام بتضمين أدب الأطفال ضمن المنهاج الدراسي للصفوف الأولى.
قام القضاة 2008 بدراسة هدفت إلى تعرف أثر برنامج تدريبي قائم على إستراتيجيتي لعب الدور والقصة في تنمية الاستعداد للقراءة لدى أطفال ما قبل المدرسة، وکشف ما إذا کان هذا الأثر يختلف باختلاف المجموعة، والجنس، والتفاعل بينهما في أداء الأطفال على اختبار الاستعداد القرائي الکلي وأبعاده الفرعية. تکونت عينة الدراسة من (66) طفلاً وطفلة من أطفال الصف التمهيدي الثاني من روضة البراعم في جرش، تراوحت أعمارهم بين (5-6) سنوات، وزعوا وفق متغيري الجنس والمجموعة عشوائياً على ثلاث مجموعات، هي: المجموعة التجريبية الأولى (لعب الدور)، والمجموعة التجريبية الثانية (القصة)، والمجموعة الضابطة. کشف تحليل التباين الثنائي المصاحب المتعدد وجود أثر للبرنامج التدريبي في الأبعاد الستة للاستعداد القرائي (تمييز بصري، وتمييز سمعي، وفهم، ومعلومات، وتذکر سمعي، وتذکر بصري) يعزى لمتغير المجموعة، في حين لم يظهر أثر دال إحصائيًا لمتغير الجنس أو التفاعل بين المجموعة والجنس على جميع أبعاد اختبار الاستعداد القرائي. کما تبين من النتائج أن المجموعة التجريبية الأولى (لعب الدور) کانت أکثر تأثيرًا في أبعاد الاستعداد القرائي (التمييز البصري، والمعلومات، والتذکر البصري) مقارنة مع مجموعة القصة، ولم تظهر فروق دالة بين المجموعتين التجريبيتين على بقية الأبعاد.
أربعة من المعلمين هم Colleen کولين وآخرون قاموا بدراسة عام 2008هدفت إلى فحص منهاج معتمد على أدب الأطفال ولعب الدور، معد بعناية لإکساب الطلبة بعض المهارات الاجتماعية، نبعت فکرته من افتقار الطلبة لهذه المهارات، وعينتها کانت (89) طالباً من طلبة الصفوف الأولى، وتم تسجيل البيانات من خلال الملاحظة بوساطة قائمة شطب. نتائج الدراسة کانت متباينة، وجد أن التغيرات في سلوک الطلبة کانت قليلة إلى معدومة في بعض السلوکيات، والبعض الآخر مثل انعدام التعاون والعدوانية وعدم الإحساس بالمسؤولية انخفضت بعض الشئ، وعزا الباحثون ذلک إلى أن الدراسة طبقت في نهاية العام وليس في بدايته.
قام مالتيب Maltepe عام 2009 بدراسة نوعية؛ لتحديد ما إذا کان معلمو الصفوف الأولى وما قبل المدرسة تعلموا المبادئ التي تؤهلهم لاختيار کتب أدب الأطفال المناسبة، وهل طوروا وعيا لنوعية کتب الأطفال وجودتها وأهدافها، واستخدم فيها منهجية المقابلة الجماعية، والعينة فيها کانت مجموعة طلابِ الجامعةِ في السنتين الأخيرتين في قسمِ تعليمِ اللغةِ الترکيِة، في کليّة Necatibey في جامعةِ Balikesir. حيث تم اختيار ثلاثة طلاب من کل شعبة دراسية، بواقع (12) طالباً. وقد تمت مقابلتهم في مجموعتين منفصلتين ورصدت استجاباتهم بوساطة التسجيل الصوتي، وقد حللت البيانات التي تم تجميعها، وقد أظهرت النتائج أن المعلمين لديهم معرفة بمواصفات کتب الأطفال الجيدة، ولديهم الکفايات لاختيارها، وقد رکزوا في مواصفات الکتب على سهولة مقروئية الکتب وسهولة الفهم، وضرورة تمثيلها لثقافة المجتمع، ولم يهتموا ببعض أهداف أدب الطفل من مثل تطوير ثقافة القراءة، وتوسيع بيئة الطفل، وزيادة الحساسية نحو اللغة الأم.
أثينا وکونستانتينوس Konstantinos & Athina عام 2009قاما بدراسة للقيم المتضمنة في کتب الصفوف الأولى في المدرسة اليونانية، وقد حاولت الدراسة الإجابة عن ثلاثة أسئلة تدور حول وجود قيم في کتب الأدب التي تدرس، وطبيعة هذه القيم، ومدى اختلافها عن القيم التي کانت متضمنة في الکتب السابقة. أظهرت النتائج وجود قيم في هذه الکتب، وأن القيم المسيطرة هي القيم الاجتماعية تليها القيم الإخلاقية والروحية، کما أظهرت أن الکتب تطرح قيماً جديدة مقارنة مع الکتب القديمة، وهي القيم البيئية والثقافية، وفي الختام قُدمت توصيات للمعلمين الذين يدرسون هذه الکتب وهي الترکيز على هذه القيم عند تدريس الأدب.
عام 2011 قامت محمد بإجراء دراسة للتعرف على المضامين التربوية في شعر الأطفال في مصر في النصف الثاني من القرن العشرين، و خصائصه وأنواعه ووظائفه، والاتجاهات التي تميزه، وقد أظهرت النتائج التفاوت الملحوظ في الأوزان النسبية للمحاور المختلفة، وترکيز بعض الدواوين علي مضامين معينة علي حساب المضامين الأخرى، وأن شعر الأطفال يذخر بالعديد من المفردات اللغوية الجديدة مما يجعله وسيلة تعليمية يمکن استخدامها في إکسابهم هذه المفردات، وأنه يحتوي على مجموعة من المضامين الاجتماعية والأخلاقية والتي يمکن الاستفادة منها في تربية الأطفال ومساعدتهم على التکيف مع مجتمعهم، وأنه يقدم الکثير من المعارف والمعلومات التي يحتاج الأطفال إلى معرفتها وبالتالي يمکن استغلاله في تربيتهم وتنمية عقولهم، وأنه يتضمن مجموعة من القيم والسلوکيات، التي يرغب المجتمع في تزويد الأطفال بها، ولهذا يمکن الاستفادة منه في تربية الأطفال وغرس القيم والسلوکيات المرغوبة في نفوسهم.
ومن خلال استعراض الدراسات السابقة يلحظ أن هذه الدراسة تلتقي معها في الموضوع، وهو أدب الأطفال، وقد استفادت منها في تفسير النتائج، ولکنها اختلفت عنها في أنها تفحص مدى تحقيق قطع أدب الأطفال المتضمنة في کتب لغتنا العربية للصفوف الثلاثة لأهداف هذا الأدب التي حددها العلماء، وکان ذلک من وجهة نظر المعلمين في محافظة جرش.
مشکلة الدراسة وأسئلتها
يلعب أدب الأطفال دوراً في تحقيق العديد من الأهداف، التي تسهم في تنمية شخصية الطفل في جوانبها المختلفة المعرفية والانفعالية والاجتماعية والنفس حرکية، لذا ينبغي أن تختار نصوصه، وبخاصة التي في الکتب المدرسية بعناية؛ ليتم تحقيق هذه الأهداف، لذا هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مدى إسهام نصوص أدب الأطفال في کتب اللغة العربية للصفوف الأساسية الثلاثة الأولى في الأردن في تحقيق أهدافه، وقد جسدت هذه المشکلة في الأسئلة التالية:
أهمية الدراسة:
تجسدت أهمية الدراسة في الجوانب التالية:
تعريفات مصطلحات البحث
نصوص أدب الأطفال: هي النصوص التي توجد في کتب لغتنا العربية للصفوف الأساسية الثلاثة الأولى في الأردن، وتنطبق عليها حدود أدب الأطفال، من حيث أنها کلام جميل، يُحدث في نفوس الأطفال متعة فنية، سواءً أکان شعراً أم نثراً، وتشمل أفکاراً وأخيلةً، وتعبيراً عن أحاسيس ومشاعر تتفق مع مستويات نموهم المختلفة، وتأخذ هذه النصوص شکل القصة بأنواعها: ( الدينية، والطبيعية، والفکاهية، والشعبية، والاجتماعية، والتاريخية، والخيال العلمي)، کما تأخذ شکل المسرحية والحوارات، والأناشيد والمحفوظات، والطرائف والألغاز والنوادر، والوصايا، والحکم، والمقالات، وقد بلغ عدد النصوص التي يمکن أن تندرج تحت مسمى أدب الأطفال(160) نصاً، موزعة کما في الجدول أدناه:
جدول رقم(1) توزيع نصوص أدب الأطفال على کتب العربية للصفوف الأساسية الثلاثة الأولى
الصف |
الأول |
الثاني |
الثالث |
المجموع |
عدد النصوص |
46 |
54 |
60 |
160 |
مجتمع الدراسة وعينتها:
مجتمع الدراسة هو جميع المعلمين والمعلمات، الذين يدرسون الصفوف الثلاثة الأولى في محافظة جرش، وقد بلغ عددهم في مطلع العام الدراسي 2011/2012 أربعمائة وخمسة وسبعين معلماً ومعلمة، موزعين وفق متغيرات الدراسة، کما في الجدول التالي:
جدول رقم(2) توزيع أفراد المجتمع على متغيرات الدراسة
الجنس |
أقل من (5) سنوات |
أکثر من(5) سنوات |
مجموع |
ذکر |
46 |
92 |
138 |
أنثى |
116 |
221 |
337 |
مجموع |
162 |
313 |
475 |
أما عينة الدراسة فکانت (44.84%) من المجتمع تقريباً، أُخذوا بالطريقة العشوائية الطبقية، حيث مثلث جميع المتغيرات، من حيث الجنس وسنوات الخبرة (عودة وملکاوي،1995، 164)، وقد بلغت العينة في مجملها (213) معلماً ومعلمة، حسبت اعتماداً على برنامج (Raosoft) لحساب العينات (Raosoft,2004). والجدول (4) يبين توزيع العينة على متغيرات الدراسة.
جدول رقم(3) توزيع أفراد العينة على متغيرات الدراسة
الجنس |
أقل من (5) سنوات |
أکثر من(5) سنوات |
مجموع |
ذکر |
21 |
40 |
61 |
أنثى |
52 |
100 |
152 |
مجموع |
73 |
140 |
213 |
أداة الدراسة
أداة الدراسة تمثلت بقائمة بأهداف أدب الأطفال اشتملت على (19) هدفاً، وُضعت في أربع فئات، هي: فئة الأهداف اللغوية التذوقية وتضمنت خمسة أهداف، وفئة الأهداف المعرفية العقلية وتضمنت خمسة أهداف، وفئة الأهداف الخلقية الاجتماعية وتضمنت أربعة أهداف، وفئة الأهداف النفسية الوجدانية وتضمنت خمسة أهداف، وضعت هذه الأهداف على شکل تدريج خماسي کبيرة جداً، کبيرة، متوسطة، قليلة، قليلة جداً. وقد طُورت بالعودة إلى الأدب التربوي المختص في هذا المجال (الحديدي، 1976، الهيتي، 1986، نجيب، 1991، إسماعيل،2011، نجيب ، 1982، حنورة، 1989).
وقد حُقق الصدق لأداة الدراسة بعرضها على ثلاثة محکمين، أثنين ممن المختصين بمناهج اللغة العربية، وثالث من المختصين بالطفولة، وقد تألفت في صورتها الأولى من (17) هدفاً، وقد أفادوا بأن الأداة کافية لأغراض إجراء الدراسة، واقترحوا إضافة هدفين، هما الرابع والثامن عشر، فأخذت صورتها النهائية في (19) هدفاً.
أما فيما يتعلق بالثبات فحسب من خلال إعادة تطبيق الاستبانة على (20) معلماً ومعلمة من معلمي اللغة العربية للصفوف الأساسية الثلاثة الأولى من خارج أفراد العينة، وکان معامل الثبات المحسوب (95.3%)، وقد عد ذلک مطمئنا للتوصل إلى استنتاجات.
الإحصائيات المستخدمة
للإجابة عن أسئلة الدراسة تم استخدام الإحصائيات التالية:
حدود الدراسة
الدراسة ونتائجها جاءت محددة بالمحددات التالية:
نتائج الدراسة ومناقشتها
النتائج المتعلقة بالسؤال الأول ومناقشتها
هذا السؤال يحدد مدى تحقيق نصوص أدب الأطفال في کتب اللغة العربية للصفوف الأساسية الثلاثة الأولى في الأردن لأهداف هذا الأدب من وجهة نظر المعلمين في محافظة جرش، والجدول(4) يبين ذلک.
جدول(4) المتوسطات والانحرافات المعيارية لآراء المعلمين حول مدى تحقق الأهداف
المجال |
الأهداف |
الوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الأهداف اللغوية التذوقية |
|
4.0329 |
.60177 |
|
4.1174 |
.70063 |
|
|
3.7136 |
.90993 |
|
|
3.3239 |
1.04305 |
|
|
3.5446 |
.68963 |
|
المجال ککل |
3.7465 |
.61610 |
|
الأهداف المعرفية العقلية |
|
3.5117 |
.89869 |
|
3.7418 |
.79740 |
|
|
3.6009 |
.89832 |
|
|
3.6009 |
.86624 |
|
|
3.7230 |
.93329 |
|
المجال ککل |
3.6357 |
.74343 |
|
الأهداف الخلقية والاجتماعية
|
|
3.9624 |
.91037 |
|
3.8357 |
1.14358 |
|
|
3.7136 |
.95050 |
|
|
3.5962 |
1.01237 |
|
المجال ککل |
3.7770 |
.90864 |
|
الأهداف النفسية الوجدانية
|
|
3.6385 |
1.03969 |
|
3.5211 |
1.01673 |
|
|
3.6103 |
1.05655 |
|
|
3.5962 |
.91959 |
|
|
3.6103 |
.87053 |
|
المجال ککل |
3.5953 |
.87231 |
|
المجالات کافة |
3.6840 |
0.70313 |
تفحص محتويات الجدول تبدي انخفاض الانحراف المعياري للفقرات والمجالات وللأداة ککل؛ مما يعکس تجانساً في إجابات أفراد عينة الدراسة، کما يبين أن تحقيق نصوص أدب الأطفال المتضمنة في کتب اللغة العربية للصفوف الثلاثة الأولى لأهداف هذا الأدب من وجهة نظر المعلمين في محافظة جرش کانت على الأداة ککل کانت بدرجة کبيرة، إذ بلغت(3.6840) ، کما جاءت بدرجة کبيرة على المجال الأول مجال الأهداف اللغوية التذوقية الذي بلغ وسطه (3.7465)، والمجال الثالث مجال الأهداف الخلقية الاجتماعية الذي بلغ وسطه(3.7770). أما فيما يعلق بالمجالين المتبقيين: المجال الثاني مجال الأهداف المعرفية العقلية والمجال الرابع مجال الأهداف النفسية الوجدانية فقد جاءت التقديرات لتحقيق الأهداف بدرجة متوسطة، حيث بلغ وسط المجال الثاني(3.6357) ووسط المجال الثالث(3.5953).
أما فيما يتعلق بأوساط الفقرات فقد جاءت تقديرات أوساط (8) منها بدرجة کبيرة، و(11) بدرجة متوسطة. أعلى الفقرات وسطاً کانت الثانية " تنمية الثروة اللغوية"، تلتها الأولى " النطق الصحيح للرموز اللغوية" ، وبعدها الحادية عشرة " إمدادهم بالقيم النافعة" ، أما أقلها وسطاً فکانت السادسة عشرة " شحذ العواطف وترقيق الوجدان"، تلتها الخامسة" إنماء القدرة التعبيرية"، وبعدها الثامنة عشرة " اکتشاف الميول والمواهب الأدبية".
جاء تحقيق الأهداف من وجهة نظر المعلمين بدرجة کبيرة على الأداة ککل، ويعزى ذلک إلى أن القطع المتضمنة في الکتب المدرسية منتقاة ومختارة من کتب أدب الأطفال، وهذه الکتب معدة من قبل مختصين وخبراء في هذا المجال، لذا فإن عرضها من قبل المعلمين وفق الخطوات والشروحات الموجودة في أدلة المعلمين تسهم بدرجة کبيرة في تحقيق الأهداف.
أعلى المجالات تحقيقاً للأهداف کان المجال الخلقي الاجتماعي، ويقصد بذلک إکساب الطفل السلوکيات والمهارات والمثل الخلقية التي تساعده على التعامل والتوافق مع أعضاء جماعته، وفهمه لذاته وقدراته، وذلک يعزى إلى أن التربية بجميع أشکالها وسيلة للإعداد للحياة والتنشئة الاجتماعية، ووسيلة لتکوين القيم وتعديلها، ويعد أدب الأطفال بعامة وشعر الأطفال بخاصة من بين أشکال التربية التي لها دور لا ينکر في بناء قيم المجتمع والعمل على نشره بين أبنائه (کنعان،1999). وقد أوضح بيرس Pires(2011) أنه في العالمِ المُعاصرِ عصر العولمة الذي تتدفقَ فيه الصورِ والمعلوماتِ والأفکارِ عبر المجتمعات، مما يُولّدُ ثقافاتَ هجينةَ جديدة يلعب أدب الطفل دورا هاما في التعامل مع هذه التغييراتِ، ويلتقي ذلک مع دراسة أثينا وکونستانتينوس Konstantinos & Athina عام 2009 التي بينت أن کتب الصفوف الثلاثة الأولى ترکز کثيراً على القيم الخلقية والاجتماعية، ودراسة زغلول 2004التي أوضحت أن القيم الأکثر شيوعاً تقع في المجال الخلقي والاجتماعي.
أن يکون متوسط الأهداف اللغوية بدرجة کبيرة يفسر بأن الکلمة هي مادة التعبير في أدب الأطفال، کاللون للرسام والنغمة للموسيقي، ولغة الطفل تنمو من خلال التقليد والمحاکاة، فتتسرب في نفسه من اللاإدراک إلى الإدراک، ومن اللاشعور إلى الشعور، وما يقدم للطفل من أدب يقلده ويحاکيه في استعماله اليومي، ويمتص منه غذاءه اللغوي الجيد، وبذلک يسهم أدب الأطفال بنماذجه المختلفة في نمو الطفل اللغوي دون عناء أو مجهود تعليمي(قناوي،2003، ص35)، ويلتقي ذلک مع دراسة ناسي وباتريشا Nacy & Patricia عام 2006التي أشارت إلى أن کتب الأطفال يراها المعلمون تجعل من فعل القراءة فعلاً ساراً وأنها تنمي الثروة اللغوية والعديد من المهارات اللغوية مثل القدرة على فهم المقروء.
أما انخفاض وسطي المجالين المعرفي والنفسي بعض الشئ عن المجالين السابقين فقد يعزى إلى طريقة معالجة المعلمين لنصوص أدب الأطفال المتضمنة کتب الصفوف الثلاثة الأولى، فهم يرکزون بدرجة کبيرة على قراءة هذه النصوص وتفسير المفردات الجديدة وطرح أسئلة حول الدروس والقيم المستفادة التي تمثل القيم المتضمنة في النصوص المختارة، ولا يلتفتون إلى الأهداف المتضمنة في المجالين المعرفي والنفسي لاعتقادهم أنها تفوق مستوى الأطفال، وهذا ما أشار إليه أبو هيف، (2009) من أن طريقة المعالجة والتدريس تحول دون تحقيق أهداف هذا أدب الأطفال في بعض الأحيان.
النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني ومناقشتها
يفحص هذا السؤال أثر متغير الجنس، أي هل توجد فروق في تقديرات المعلمين لتحقيق نصوص أدب الأطفال في کتب اللغة العربية للصفوف الأساسية الثلاثة الأولى في الأردن لأهداف هذا الأدب من وجهة نظر المعلمين في محافظة جرش تعزى إليه، والجدولان (6،5) يبينان ذلک.
جدول رقم(5) الأوساط الحسابية والانحرافات المعيارية لمجالات الأداة وفقا لمتغير الجنس
المجال |
الجنس |
العدد |
الوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الخطأ المعياري |
الأول اللغوي التذوقي |
الذکور |
61 |
3.7279 |
.78573 |
.10060 |
الإناث |
152 |
3.7539 |
.53610 |
.04348 |
|
الثاني: المعرفي العقلي |
الذکور |
61 |
3.5672 |
1.09190 |
.13980 |
الإناث |
152 |
3.6632 |
.54732 |
.04439 |
|
الثالث: الخلقي الاجتماعي |
الذکور |
61 |
3.5656 |
1.33768 |
.17127 |
الإناث |
152 |
3.8618 |
.65026 |
.05274 |
|
الرابع: النفسي الوجداني |
الذکور |
61 |
3.3148 |
1.27251 |
.16293 |
الإناث |
152 |
3.7079 |
.61671 |
.05002 |
|
المجالات کافة |
الذکور |
61 |
3.5427 |
1.03407 |
.13240 |
|
الإناث |
152 |
3.7407 |
.50787 |
.04119 |
جدول رقم(6) T- Test لدلالة الفروق بين الذکور والإناث
المجال |
قيمة (ت) |
درجات الحرية |
مستوى الدلالة |
فرق المتوسطات |
الخطأ المعياري |
الأول اللغوي التذوقي |
-.279 |
211 |
.781 |
-.0261 |
.09358 |
الثاني: المعرفي العقلي |
-.851 |
211 |
.396 |
-.0959 |
.11275 |
الثالث: الخلقي الاجتماعي |
-2.170 |
211 |
.031 |
-.2963 |
.13653 |
الرابع: النفسي الوجداني |
-3.030 |
211 |
.003 |
-.3931 |
.12973 |
المجالات کافة |
-1.868 |
211 |
.063 |
-.1979 |
.10595 |
تفحص محتويات الجدولين يشير إلى أنه على مجالات الأداة ککل لا توجد فروق عند مستوى دلالة(α0.05≥) بين تقديرات المعلمين والمعلمات، حيث بلغ مستوى الدلالة(.063)، ولکنه توجد فروق دالة إحصائياً بين تقديرات المعلمين والمعلمات تعزى لمتغير الجنس في المجال الثالث الخلقي الاجتماعي حيث بلغ مستوى الدلالة (.031) ولصلح الإناث حيث بلغ وسطهن على المجال (3.8618)، في حين بلغ وسط الذکور (3.5656). وکذلک في المجال الرابع، المجال النفسي الوجداني حيث بلغ مستوى الدلالة (.003) ولصلح الإناث حيث بلغ وسطهن على المجال (3.7079)، في حين بلغ وسط الذکور (3.3148).
ويمکن تفسير هذه النتيجة في أن مراجعةِ الدِراساتِ الوصفيةِ والتجريبيةِ تشير إلى وجود اختلافات بين الجنسين في الجانب النفسي العاطفي وفي الجانب الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية وما يرتبط بذلک من تقديرات في هذين الجانبين (Stephen,1980) .
النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث ومناقشتها
يفحص هذا السؤال أثر متغير الخبرة، أي هل توجد فروق في تقديرات المعلمين لتحقيق نصوص أدب الأطفال في کتب اللغة العربية للصفوف الأساسية الثلاثة الأولى في الأردن لأهداف هذا الأدب من وجهة نظر المعلمين في محافظة جرش تعزى إليه، والجدولان (8،7) يبينان ذلک.
جدول رقم(7)الأوساط الحسابية والانحرافات المعيارية لمجالات الأداة وفقا لمتغير الخبرة
المجال |
الخبرة |
العدد |
الوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الخطأ المعياري |
الأول اللغوي التذوقي |
أقل من(5) سنوات |
73 |
3.2247 |
.71098 |
.08321 |
أکثر من(5) سنوات |
140 |
4.0186 |
.31545 |
.02666 |
|
الثاني: المعرفي العقلي |
أقل من(5) سنوات |
73 |
2.9479 |
.83068 |
.09722 |
أکثر من(5) سنوات |
140 |
3.9943 |
.32801 |
.02772 |
|
الثالث: الخلقي الاجتماعي |
أقل من(5) سنوات |
73 |
2.8562 |
.82382 |
.09642 |
أکثر من(5) سنوات |
140 |
4.2571 |
.47975 |
.04055 |
|
الرابع: النفسي الوجداني |
أقل من(5) سنوات |
73 |
2.6384 |
.73986 |
.08659 |
أکثر من(5) سنوات |
140 |
4.0943 |
.38117 |
.03221 |
|
المجالات کافة |
أقل من(5) سنوات |
73 |
2.9200 |
.66465 |
.07779 |
أکثر من(5) سنوات |
140 |
4.0823 |
.24257 |
.02050 |
جدول رقم(8) T- Test لدلالة الفروق بين المعلمين وفقا لمتغير الخبرة
المجال |
قيمة (ت) |
درجات الحرية |
مستوى الدلالة |
فرق المتوسطات |
الخطأ المعياري |
الأول اللغوي التذوقي |
-11.271 |
211 |
.000 |
-.7939 |
.07044 |
الثاني: المعرفي العقلي |
-13.095 |
211 |
.000 |
-1.0463 |
.07990 |
الثالث: الخلقي الاجتماعي |
-15.676 |
211 |
.000 |
-1.4010 |
.08937 |
الرابع: النفسي الوجداني |
-18.974 |
211 |
.000 |
-1.4559 |
.07673 |
المجالات کافة |
-18.496 |
211 |
.000 |
-1.1624 |
.06285 |
تفحص محتويات الجدولين يشير إلى أنه على مجالات الأداة ککل، وعلى کل مجال وحده توجد فروق عند مستوى دلالة(α0.05≥) بين تقديرات المعلمين، تعزى لمتغير الخبرة، حيث بلغ مستوى الدلالة الکلي والفرعي(.000)، وکان هذا الفرق لصالح المعلمين الأکثر خبرة، والذين تزيد مدة خدمتهم عن (5) سنوات، فقد کان وسطهم على المجال اللغوي (4.0186)، وعلى المعرفي (3.9943)، وعلى الخلقي (4.2571)، وعلى النفسي (4.0943)، وعلى المجالات کافة(4.0823)، في حين کانت اوساط المعلمين الأقل خبرة الذين تقل خدمتهم عن (5) سنوات کمايلي: (3.2247) على المجال اللغوي، و(2.9479) على المجال المعرفي، (2.8562) على المجال الخلقي الاجتماعي، و(2.6384) على المجال النفسي الوجداني، و(2.9200) على المجالات کافة.
ويمکن عزو ذلک إلى أن المعلمين الأکثر خبرة حضروا دورات تدريبية عدة في المناهج وطرائق التدريس، ودرّسوا المناهج والکتب المدرسية، وما فيها من قطع ونصوص أدب أطفال لسنوات أکثر، والتقوا المشرفين مرات أکثر؛ مما يجعلهم أکثر قدرة على معالجة هذه النصوص، وتوظيفها لمعالجة عدة أهداف تمثل مختلف مجالات أدب الأطفال.
التوصيات
في ضوء النتائج التي أسفرت عنها الدراسة فإنها توصي بما يلي:
1. على المعلمين الترکيز على ما تتضمنه نصوص أدب الأطفال من معارف وأفکار تعمق نظرتهم للحياة، وتنمي قدراتهم العقلية المختلفة، من حوار ونقد وتحليل، کما أن عليهم تنمية ملکة الحفظ وذلک بتکليفهم بحفظ الجيد من الشعر والنثر.
2. على المعلمين استغلال نصوص أدب الأطفال لتعويد الطلبة على مواجهة المواقف، والقضاء على دواعي الخجل، وشحذ عواطفهم، وتنمية مشاعرهم الإيجابية، وتخفيف توتراتهم النفسية، وتطهير نفوسهم من الانفعالات الضارة.
3. تضمين الدورات التدريبية للمعلمين الجدد ما يبين أهمية أدب الأطفال ودوره في تحقيق العديد من الأهداف، وإسهامه في نمو شخصية الطفل في جوانبها المختلفة.