الشعور بالغيرة وعلاقته بفاعلية الذات ووجهة الضبط لدى تلاميذ المرحلة الإبتدائية

مقدمة:

تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل النمو فى حياة الإنسان ،لذا فإن العناية والإهتمام بها وبأنشطتها من أهم المؤشرات على تقدم المجتمعات ورقيها،فالبلدان المتقدمة تتميز بالنمو السليم لأطفالها،وأنهم أوسع ثقافة وأفضل تعليماً مقارنة بالبلدان الأخرى (وجدانالشمرى،2005:  23) .

والطفولة هى صانعة المستقبل ولذلک يتکاتف المجتمع بجميع مؤسساته بأن يرکز على العناية بالأطفال والطفولة. ويمر معظم الأطفال خلال مراحل نموهم ببعض المشکلات النفسية لعل أهم هذه المشکلات و أخطرها مشکلة الغيرة عند الأطفال .فالغيرة إنفعال شائع وهى من لوازم الطفولة التى لا يمکن تجنبها وهى تسبب فى مقتبل العمر العديد من أشکال الصراع الخفى إذ أنها لا تثير فى الطفل الغضب والحقد والشعور بالنقص فحسب بل إنها قد تؤثر فى مستقبله تأثيرا ً دائماً يدفع إلى دوام الخلاف الذى يؤثر فى حياة الفرد والمجتمع (مرفتعبدالغفار الجوهرى،2002: 1).

ويرى Maddux   &  lewis (1995)أن أحد المعالم الأساسية للتکيف النفسى الناجح هو إحساس الشخص بأن لديه القدرة على ضبط سلوکه و بيئته و افکارة و مشاعره فعندما يدرک الشخص أن لديه القدرة على التعامل مع الضغوطات وعلى بناء علاقات سليمة . و تقترن حالات القلق والإکتئاب بوجود معتقدات بأن الأشياء الجيدة فى الحياة لا يمکن الحصول عليها وأن الأشياء السيئة لا يمکن تجنبها من خلال الجهود التى يبذلها الشخص ومع أن هذه المعتقدات قد تنتج عن السلوک غير الفعال فإن وجود معتقدات کهذه يؤدى بدوره إلى سلوک غير فعال کما يؤدى إلى حالة من ضعف الدافعية للعمل(Maddux   &  lewis1995 ).

ويضيف کمال الياس و رمزى نعيم بأن الأفراد ذوى الضبط الداخلى يتمتعون بالقدرة على صنع القرار والسعى فى سبيل تحقيق هدف معين کما يتسمون بالمجاهد ة والتوکيدية وغالباً ما ينسبون نتائج فشلهم أو نجاحهم إلى سلوکهم الفردى وهم بالتالى يدرکون أهمية دورهم فى المشارکة والتغيير و الإعتماد على النفس أما ذوى الضبط الخارجى فيشعرون بميل زائد نحو التراجع و نسب فشلهم إلى سوء طالعهم و قوى القدرة و هم بالتالى يشعرون بالدونيه والإستسلام
) کمالالياس أبو شديد  ورمزىنعيمناصر،2002 :88-97).

ويذکر  (Woolfolk1998)أن المدرسة مکان ينمو فيه الأفراد بشکل إيجابى أوسلبى،الفاعلية الذاتية المدرکة هى التى ستحدد تقدير الذات )إحترام الذات( ،وفى المدرسة تنمو الصداقات مع الأقران و يتم لعب الدور کعضو مجمتعى فى فترة نمائية معينة ،وعليه فإن بناء إحترام الذات والکفاءة البين شخصية و حل المشکلات الإجتماعية و القيادة و الفاعلية الذاتية المدرکة ،کل ذلک يصبح هاماً فى حد ذاته و نقطة حاسمة للنجاح فى الحياة المدرسية (حسينأبورياشوعبدالحکيممحمودالصافى،2005: 5-6 ) .

مشکله البحث:

وقد تصحب الغيرة مجموعة من السلوکيات السلبية کالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان تشبه تلک التى تصحب إنفعال الغضب فى حالة کبته کاللامبالاة أوالشعور بالخجل أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز أو فقدان الشهية أو فقدان الرغبة فى الکلام ومن الملاحظ أن من يعانى من الغيرة يواجه مشکلات متمثلة فى التبول اللاإرادى أو مص الأصابع أو قضم الأظافر أو الرغبة فى شد إنتباه الآخريين وإستجداء تعاطفهم أو إدعاء المرض أوالخوف والقلق أوالمشاکسة ) علاءالدينکفافى،2002)

إن الغيرة هى القاسم المشترک فى الکثير من المشکلات التى تؤدى إلى ضعف الثقه بالنفس والشعور بالنقص والإضطراب وعدم الأمان وقد تظهر فى شکل عدوان کما يذکر أيضاً من أخطر أنواع الغيرة ما ينشأ من الشعور بالنقص کنقص فى الجمال أو القدرة الجسميه أو نقص فى القدرة العقلية والحسية.) عبدالعزيزالقوصى،  1982 : 402 )

وتبين مارکوس وکيتياما  Markus.,Kitayama,(2001)أن للسلوک الإجتماعى أبعاداً  ذات أهمية تتعلق بالمواجهة والتکيف ،فالأشخاص الذين يتسمون بحسن التکيف هم أولئک الذين يستطيعون التعبيرعن أنفسهم بطريقة إيجابية ولديهم إحساس عالٍ بالفاعلية الذاتية ،ويرکزون على المشکلات ذاتها لاعلى حالتهم أو موقفهم الشخصى ذاته، و لديهم شبکة دعم إجتماعى قوية. (Markus.Kitayama,2001:119-137 )   

    کما أن المعتقدات التى يمتلکها الفرد حول قدراته وفاعليته الذاتية تؤدى إلى حالة إنفعالية تکيفية ،بينما تؤدى معتقدات عدم الفاعلية إلى حالة إنفعالية کئيبة ،لا تکون مؤلمة ،بل تؤدى بالفرد إلى عدم الفاعلية المعرفية والسلوکية أيضاً .فالأفراد الذين يملکون إحساساً قوياً بالفاعلية الذاتية يواجهون مواقف التحدى أو التهديد دون الإحساس الشديد بالقلق أو العجز ،کما أن تفسيرهم لأحداث الحياة السلبية بطرق تشعرهم بالعجز أو عدم الفعالية ،يبدو إحتمالاً ضعيفاً بالمقارنة مع من يملکون إحساساً قوياً بضعف الفاعلية ، حيث تسيطر عليهم المبالغة فى الخوف والإحساس بالعجز،مما قد يؤدى إلى الإضطراب المعرفى و عدم الفاعلية و الخمول وعدم التنظيم(Maddux  &   Lewis ,1995 ) 

ويعتبر مفهوم وجهة الضبط  Locus of controlأحد المفاهيم الحديثة نسبياً،والذى ظهر فى نسق نظرى متکامل على يد العالمة جوليان روتر  Julian Rotter فى نظرية التعلم الإجتماعى والتى قامت بتقديمها عام 1954 ،ولقد نشأت هذه النظرية من التراث النظرى لکل من نظرية التعلم ونظرية الشخصية ،حيث تبحث هذه النظرية فى السلوک المعقد للأفراد فى المواقف الإجتماعية المعقدة ،وتحدث هذه نوعاً من التکامل بين إتجاهات تاريخية واسعة فى علم النفس هى :السلوک والمعرفة والدافعية ،بالإضافة إلى الدراسات التى تمت فى مجال التعلم المرکب ،وبخاصة تلک المرتبطة بالأداء فى المواقف الغامضة ،ووفقا لتعبير روتر فهى "النظرية التى تحاول التعامل مع تعقد السلوک الإنسانى دون التفريط فى الإستفادة من الفروض التى إختبرت تجريبياً(فؤاده محمد هدايه ،1994 : 82 )

ويمکنصياغهالمشکلةمنخلالمجموعةمنالتساؤلاتالآتية:

1. ما العلاقه بين الشعور بالغيرة وفاعليه الذات لدى تلاميذ الصف السادس.؟

2. ما العلاقه بين الشعور بالغيرة ووجهه الضبط لدى تلاميذ الصف السادس.؟

3. ما مدى إمکانية التنبؤ بمعادلة للشعور بالغيرة بدلالة کل من  فاعلية الذات ووجهة الضبط  لدى کل من الذکور والإناث من  تلاميذ الصف السادس ؟

أهداف البحث :

تهدف هذه الدراسه الى التعرف على الشعور بالغيرة وعلاقته فاعليه الذا ت ووجهه الضبط   لدى تلاميذ المرحله الابتدائيه من خلال التعرف على التالى :-

1. العلاقة بين الشعور بالغيرة ووجهة الضبط  لدى تلاميذ الصف السادس الإبتدائي

2. العلاقة  بين الشعور بالغيرة وفاعلية الذات لتلاميذ الصف السادس الابتدائي

3. إمکانية التنبؤ بمعادلة للشعور بالغيرة  بدلالة  کل من فاعلية الذا ت ووجهة الضبط لدى الذکور و الإناث من تلاميذ الصف السادس  الابتدائي

أهميه البحث   :

تاتى أهميه البحث من خلال معالجتها لأحد أهم المشکلات السلوکية فى تلک المرحلة العمرية و فى المراحل النمائية التالية ومن الأهمية الإکتشاف المبکر للمشکلات السلوکية لدى أطفال هذه المرحلة تمهيداً لعلاجها قبل أن تتفاقم و تزداد خطورتها

کماتکمن أهميةهذهالدراسةفىالنقاطالتالية:

1. قد يقدم هذا البحث للعلم منظورا ًجديدا ً للتعامل مع الأطفال الذين يشعرون بالغيرة وکيفية التغلب على هذا الشعور .
2. تکمن أهمية هذا البحث فى عدم وجود دراسات تناولت هذا الموضوع فى مجال الصحة النفسية إلى حد علم الباحث.
3. قد تدفع هذه الدراسة بعض الباحثين إلى إجراء دراسات تحليلية حول علاقة الشعور بالغيرة بفاعلية الذات ووجهة الضبط  لتلاميذ المرحلة الابتدائية
4. إثراء الأدب التربوى بمقياس للغيرة لتلاميذ المرحلة الإبتدائية ،وکذلک مقياس لوجهة الضبط لتلاميذ المرحلة الإبتدائية بما يفيد الباحثين والدارسين فى هذا المجال ويفتح الباب أمامهم لمزيد من الدراسات .

الفروض

1.  توجد علاقة إرتباطية دالة إحصائية  بين الشعور بالغيرة ووجهة الضبط لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائى .
2. توجد علاقة إرتباطية دالة إحصائية بين الشعور بالغيرة وفاعلية الذات  لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي
3. يمکن التنبؤ  بمعادلة للشعور بالغيرة بدلالة  کل من فاعلية الذات ووجهه الضبط  لدى الذکور و الإناث من تلاميذ المرحلة الإبتدائية .

أدوات البحث :

• مقياس الغيرة لتلاميذ المرحلة الإبتدائية إعداد الباحث
• مقياس وجهة الضبط  لتلاميذ المرحلة الإبتدائية إعداد الباحث
• مقياس فاعلية الذات  لتلاميذ المرحلة الإبتدائية إعداد سامى محمد  زيدان

الأساليب الإحصائية :

سوف يستخدم الباحث الأساليب الإحصائية التالية :

• معامل إرتباط بيرسون .
• معامل الإنحدار المتعدد  .

 النتائج :

الفرض  الأول: توجد علاقة إرتباطية دالة إحصائية  بين الشعور بالغيرة ووجهة الضبط لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائى .

وللتحقق من صحة الفرض قام الباحث بحساب معامل إرتباط بيرسون بين درجات أفراد العينة على مقياسى الغيرة وفاعلية الذات وکانت نتيجة (ر) =  0.36   وهى قيمة دالة عند
مستوى دلالة 0.01

وتشير هذه النتيجة إلى تحقق صحة الفرض الأول ،وتشير إلى أن الدرجة المرتفعة من الشعور بالغيرة يصاحبها درجة مرتفعة من وجهة الضبط  .

وتتفق هذه النتيجة مع : ما توصل إليه Buriel (1981) إلى أن معتقدات الضبط و إدراک الفرد لکفاءته و إمکاناته الفعلية تختلف بإختلاف المستويات الثقافية التى ينتمى إليها الأفراد ،وبفروق التطبيع الإجتماعى و أساليب التربية المتبعة مع الذکور و الإناث وأقل هذه المستويات ( هبة الله السيد خاطر ،2007 : 76 ) .

وقد أوضح عبد الله سليمان و محمد نبيل عبد الحميد (1994 ) أن کثيرا ً من متغيرات الشخصية تتبلور حول متغير وجهة الضبط بصورة واضحة وأنه مفيد فى التنبؤ بقدر کبير من السلوک و الخصائص النفسية التى يمکن أن تؤثر على مستوى الأداء فالأفراد ذوى الضبط الداخلى يتميزون بخصائص شخصية متوافقة و إيجابية على عکس ذوى الضبط الخارجى ( عبد الله سليمان و محمد نبيل عبد الحميد ،1994 : 42 )

ويرى صلاح أبو ناهية (1987 ) أن أصحاب الضبط الداخلى أکثر إحتراما ً للذات و أکثر قناعة ورضا عن الحياة و أکثر إطمئنانا ً وهدوءً و أکثر ثقة بالنفس و أکثر ثباتا إنفعاليا ً و أقل قلقا ً وإکتئابا ً و أقل إصابة بالأمراض النفسية ،بينما ذوى الضبط الخارجى لديهم إستعداد أکبر للقلق و الإکتئاب .  ( صلاح أبو ناهية ،1987 :59 )

وتشير نزيه حمدى و نسيمه داود (2000 ) أن أحد المعالم الأساسية للتکيف النفسى الناجح هو إحساس الفرد بأن لديه القدرة على ضبط سلوکه وبيئته وأفکاره ومشاعره .

وقد أوضح مجدى عبد الکريم حبيب (1990 ) إلى أن إختلاف الأفراد فى إدراکهم لوجهة الضبط يمثل فروقا ً فى أساليب تعاملهم مع العالم الخارجى من حيث معالجتهم للمشکلات (مجدى عبد الکريم حبيب ،1990 : 123 )

وقد تبين أن للعلاقة الوالدية المعتمدة على الحب و الدفء و الحماية و التوجيه و التشجيع على الإنجاز و الإستقلالية أثرها البالغ فى بناء التوجه الداخلى للضبط لدى الأبناء ،فى حين تبين أثر الإهمال وقلة التوجيه والنقد اللاذع و السخرية فى دعم الإتجاه الخارجى للضبط لديهم ( صلاح الدين أبو ناهية ،1987 : 187-188 ؛ أحمد الخرسينى ،1998 : 39-40 ؛فيصل عبد الوهاب ،1996 : 98 )

وترى سهير کامل أحمد (1992، 2001) أن الأطفال الذين يتصفون بالتحکم الداخلى فى إدراکهم لمصدر قراراتهم غالبا ً ما يکونوا من أسر تتسم بالحب و الديموقراطية و النظام و المعايير المستقرة ، فى حين أن الأطفال الذين يتصفون بالتحکم الخارجى يتصف آباؤهم بالمبالغة فى عقابه سواء بدنيا ً أو إنفعاليا ًوبالسيطرة و العدائية  والحماية الزائدة و الإهمال الزائد وحرمانهم من حقوق کثيرة ينالها غيرهم ( سهير کامل أحمد ،1992 : 6 ؛  2001: 58 -64 )

وتکاد تجمع الدراسات على أن الحرمان الأسرى سواء من الأب أو من الأم أو کليهما يزيد من التحکم الخارجى مقارنة بنظرائهم من غير المحرومين .(أحمد عبد الرحمن ،1991 : 87 ) .

ووجدت دراسة Lee (1990) علاقة عکسية بين مصدر الضبط الداخلى
و الإکتئاب للشيخوخة .

وجدت دراسة محمود أبو مسلم (1994 ) إلى أنه کلما زاد إعتقاد الطلاب فى التحکم الداخلى إنخفضت درجة القلق .

وجدت دراسة Scott &Severance (1975) و Kamp &Ketteni (1975)ودراسة Aiken (1982) ودراسة رباب عبد المنعم سيف (2004 ) علاقة دالة موجبة  بين مرکز الضبط الخارجى والإکتئاب .

وجدت دراسة  Molinari &Kahanna (1991) إرتباط سالب بين الإکتئاب و الضبط الداخلى .ووجدت دراسة Williams & Vantress (1969)  ودراسة نافذ نايف وإبراهيم فالح (2002 ) ودراسة Sadowski & Wenzed (1982) علاقة بين مرکز الضبط الداخلى والعدوان .

وفى دراسة Sisco (1992) لتلاميذ الصفين الرابع و الخامس الإبتدائى ،وجد أن نمو الضبط الداخلى وتحسن تقدير الذات لدى الأطفال يصاحبه إنخفاض معدل تکرار
سلوکياتهم الحادة .

وفى ضوء نتائج دراسات Heisler (1974) ودراسة Charchil (1977) ودراسة Brown (1980) ودراسة صلاح أبو ناهيه (1984 ) ودراسة زکريا الشربينى (1988 ) وألفت شقير (1996 ) فإن ذوى الضبط الداخلى يتسمون بإنخفاض مستوى العدوانية ومستوى لوم الذات و إرتفاع مستوى المرونة التلقائية و التوافق الإنفعالى و التکيف أما ذوى الضبط الخارجى فيتسمون بإنخفاض مستوى التوافق الإنفعالى.

وأشارت دراسة فاطمة مهدى (1999 ) إلى وجود علاقة إرتباطية سالبة بين العدوان
ووجهة الضبط .

 وتشير دراسة   Esther Cohen ,etal (2008) إلى التأثيرات  المرکزية للبيئة المنزلية على النمو النفسى للأطفال، فمدى قبول الخبرات الأبوية قد يعزز من تطور طبيعة العلاقات المرنة المرتبطة بها مثل وجهة الضبط الداخلية .   

و دراسة أنستازيا (Anastasia,B(2007 وجدت أنه  لا توجد فروق بين الذکور أو الإناث فى مرکز التحکم

ودراسة Estrada,etal (2006) وجود علاقة دالة بين وجهة الضبط وکلا ً من التوافق العاطفى الشخصى .

ودراسة زينب عبد العزيز الدرينى (1995).التى وجدت أن  وجود الأب تزيد من الضبط الداخلى للأبناء ، کما وجد الباحث أن إنفصال الوالدين يزيد من ضبط الآخرين للأطفال يليه وفاة الأب ثم سفرالأب .

و دراسة کولى  Cooley,(2006)للعلاقة بين الغيرة ووجهة الضبط وکانت نتائجها أن العلاقة بين الغيرة ووجهة الضبط الخارجية على الشکل التالى : r(170)=.032,P<.01

الفرض الثانى: توجد علاقة إرتباطية دالة إحصائية بين الشعور بالغيرة وفاعلية الذات  لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي.

وللتحقق من صحة الفرد قام الباحث بحساب معامل إرتباط بيرسون بين درجات أفراد العينة على مقياسى الغيرة وفاعلية الذات وکانت نتيجة (ر) = 0.09 وهى قيمة دالة عند مستوى 0.05

وتشير هذه النتيجة إلى تحقق صحة الفرض الثانى ،وتشير إلى أن الدرجة المرتفعة من الشعور بالغيرة يصاحبها فاعلية ذات منخفضة ،و العکس صحيح .

ودراسة انثوني(1992) Anthony التى کشفت عن الأضرار الناجمة عن الغيرة الشديدة والتي تتمثل في تدني مفهوم الذات لدى الفرد

ودراسة حمدى الفرماوى (1991 ) التى وجدت علاقة بين فاعلية الذات ووجهة الضبط الداخلية ،وفاعلية الذات المنخفضة ووجهة الضبط الخارجية .

ودراسة Martine ,N.J.(1992) التى  وجدت أن فاعلية الذات المنخفضة ترتبط بمستويات مرتفعة من الإکتئاب و القلق و الشکاوى البدنية وإستخدام الإستراتيجيات اللاتوافقية .

ودراسة  Ausbrooks ,E.P.(1993)ودراسة  حامد عبد العال عجوة (1993 ) اللتان أظهرتا أن فاعلية الذات و التفاؤل ترتبطان عکسيا ً بالغضب و التعبير عنه و إيجابيا ً بالتفاؤل .

ودراسة عواطف حسين (1994 ) التى وجدت علاقة إرتباطية سالبة بين أساليب التنشئة القائمة على الإذلال و الرفض و الإشعار بالذنب و فاعلية الذات لدى المراهقين .

کما وجدت علاقة إرتباطية موجبة بين أساليب التنشئة القائمة على التسامح و التوجيه و التشجيع وفاعلية الذات لدى المراهقين .

ودراسة ياسنشاک (1996 ) ودلت النتائج على أن الذين يدرکون أن أسرهم ودودة و مترابطة ،قد أظهروا مستوى أعلى لفاعلية الذات من أولئک الذين يتخذون أسرهم کإطار مرجعى .

ودراسة رائدة سليم کشک (1991 ) التى وجدت  علاقة إرتباط موجبة لأساليب التنشئة الوالدية التى تتسم بالتقبل والرعاية بکل من تقدير الذات ومرکز الضبط الداخلى .

وأشار Jakson (2000) فى دراسته لفعالية الذات و سلوک الأطفال ،وجدت مستوى منخفض من الفاعلية الذاتية المدرکة ،ووجدت هناک دلالة للتفاعل بين الفاعلية الذاتية المدرکة والسلوک المشکل لدى الأطفال

وفى دراسة Usher (1989) للعلاقة بين المشاکل السلوکية والفاعلية الذاتية للأطفال فى الفئة العمرية (9-11 ) سنة ،ووجدت أن مفهوم الذات يلعب دورا ً فى عملية تحفيز السلوک .

وأوضح Junica (1992) أن تکوين مفهوم الذات يبدأ من الميلاد ، وينمو ويتطور عند الطفل خلال سنوات ما قبل المدرسة ،ويتأثر بدرجة کبيرة بمن يحيطونه باللطف و مقدار تقبلهم أو رفضهم له ،ويظهر ذلک من خلال سلوکهم و إتجاهاتم نحوه ،کذلک فإن مفهوم الذات عيد الطفل يأتى نتيجة لتراکم الخبرات و الإتصالات مع الآخرين من حوله ومع البيئة المحيطة به ،فإذا ما کانت معظم هذه الخبرات و الإتصالات إيجابية ،فإن ذلک ينعکس على الطفل ،ويؤدى إلى أن الطفل يشعر شعورا ً إيجابيا ً نحو نفسه .( هدى حسين شوقى ، 1996 : 43 )

وقد أشار Owens (1987) إلى أن هناک رابطة عملية منطقية بين مفهوم الذات و السلوک فى سوائه و إضطرابه .( Owens ,1987:283 )

ودراسة Soloff& Houtz (1998) التى أظهرت أن هناک تلاميذ يظهرون إستجابات سلوکية متعددة تخفف من الآثار النفسية لديهم عند مواجهتهم للمواقف الضابطة مما ينعکس على کفاءتهم الذاتية وتعتبر الفاعلية الذاتية من أهم القوى الشخصية ،وهى تعمل کفئة مهمة فى محددات الدافعية وراء السلوک الإنسانى ،فهى تؤثر فى السلوک من خلال عمليات دافعية ومعرفية ووجدانية ومن هذه العمليات الآثار العاطفية(محمد السيد عبد الرحمن ،1998 : 638 ) .

وفى دراسة  (1990 ) Gorton وجدت علاقة موجبة ذات دلالة إحصائية بين التماسک الأسرى و التسامح من قبل الوالدين وفاعلية الذات .

وفى دراسة Lauren Mason (2004) وجدت علاقة موجبة ذات دلالة إحصائية بين العلاقة المثالية مع الوالدين وفاعلية الذات .

وفى دراسة يسرية صادق ( ١٩٨٢ م)وجد أنه کلما زاد حجم الأسرة زادت الغيرة لدى الفرد .وکلما زاد حجم الأسرة إنخفض مفهوم الذات .

وتشير دراسة Judy (2003) إلى أن الأبناء المساء معاملتهم ،فاعليتهم الذاتية منخفضة .

وتشير نتائج دراسة ( Kurts ,etal (1999 إلى أن الأبناء المنتمين لعائلات منفصلة ،فاعليتهم الذاتية منخفضة مقارنة بأبناء الأسر المترابطة ،حيث کانت فاعليتهم الذاتية مرتفعة و أعلى فى التحکم النفسى .

وقد أشار هارون توفيق الرشيدى & صبحى عبد الفتاح الکفورى (1996 )إلى أنه توجد علاقة قوية بين فاعلية الذات ومظاهر التفاعل السلوکى ،فالأفراد مرتفعى فاعلية الذات يختلفون عن أقرانهم منخفضى الفاعلية فيما يتخذونه من مظاهر سلوکية ،وفى تکيفهم مع البيئة المحيطة بهم .ويرى أن فاعلية الذات مفهوم سيکولوجى له دور فى السلوک و بذلک فإن تنمية مفهوم فاعلية الذات لدى التلاميذ تستطيع أن نتعرف من خلاله ببروفيل سلوک التلميذ وتکيفه .( هارون توفيق الرشيدى و صبحى عبد الفتاح الکفورى ،1996 : 135 )

حيث يعتبر إنخفاض الفاعلية الذاتية مظهرا ً هاما ً للإکتئاب ) Maddux & Meier ,1995 ) ولمشکلات القلق و المخاوف ) Williams ,1995 ) والقلق الإجتماعى وقلق العلاقات الشخصية ( Leary &Atherton,1986)   (فى :نزيه حمدى ،نسيمه داود ،2000 )

ودراسة Cozzarelli (1993) وجدت أن فاعلية الذات تتوسط العلاقة بين التکيف و مجموعة من المتغيرات تتضمن التفاؤل وتقدير الذات و القدرة على السيطرة و الإکتئاب .

ودراسة راويه حسين (1995 ) التى وجدت فروق دالة إحصائية بين مرتفعى و منخفضى الفاعلية الذاتية فى القلق و الإکتئاب لصالح منخفضى الفاعلية الذاتية .

ويرى بندر بن حسن العتيبى (2008 ) : أن الأفراد ذوى الإحساس المنخفض بفاعلية الذات أکثر عرضة للقلق ،کما أنهم أکثر عرضة للإکتئاب  کما أن فاعلية الذات تؤثر فى عملية إنتقاء السلوک ،وأن الأطفال الذين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم غير فاعلين إجتماعيا بنسحبون إجتماعيا ،ويدرکون فاعلية متدنية بين أقرانهم ،ويملکون شعورا منخفضا بقيمة الذات ( بند بن حسن العتيبى ،2008 : 36-38 )

ووجدت دراسة ماک فرلين و آخرون (1995 ) إرتباط سالب بين الإکتئاب وفاعلية
الذات الإجتماعية .

وتوجد علاقة موجبة بين فاعلية الذات و السلوکيات العدوانية السوية والغير سوية .( Susan,etal ,1985 : 93-101 ) وتوجد علاقة سالبة بين فاعلية الذات و القلق ( Malpass,etal ,1996 : 1-4  )

وفى دراسة Sherer &Adams (1993) وجد أن فاعلية الذات الإيجابية يظهر أصحابه توافقا ً شخصيا ً و إجتماعيا ً أفضل من ذوى الدرجات المنخفضة و أن توقعات فاعلية الذات الإيجابية تسهم فى زيادة التوافق الشخصى .

وتشير دراسة Stanley& Maddux (1995)  أن توقعات إنخفاض فاعلية الذات ينتج عنها زيادة فى درجة الإکتئاب ،فالمزاج الدال على الإکتئاب ينتج عنه إنخفاض فى توقعات
فاعلية الذات .

أشارت فاطمه مهدى (1999 ) إلى وجود علاقة إرتباطية سالبة بين العدوان ومفهوم الذات .

ووجد أن الشعور بالإحباط يؤدى إلى نتيجة ختمية وهى السلوک العدوانى ،يقابله فى نظرية الفاعلية الذاتية أن الشعور بالعجز الناتج عن عدم القدرة و الإمکانية على التفاعل مع الموقف وتحقيق ما يطلب منه تحقيقه يؤدى إلى مستوى منخفض من الفاعلية الذاتية ( محمود الطاهر فتح الباب ، 2009 : 23 )

الفرض الثالث : إمکانية التنبؤ بمعادلة للشعور بالغيرة  بدلالة  کل من فاعلية الذا ت ووجهة الضبط لدى الذکور والإناث من تلاميذ الصف السادس  الابتدائي .

جدول ( 1 )

قيمة ت لمتغيرات وجهة الضبط وفاعلية الذات لدى عينة البحث من الإناث

- المتغير المساهم الأول فى مستوى الشعور بالغيرة للإناث لتلميذات الصف السادس الإبتدائى  :

يتضح من الجدول رقم ( 1 ) أن المتغير رقم ( 1 ) وجهة الضبط يساهم بالتنبؤ بمستوى الشعور بالغيرة للإناث لدى عينة البحث حيث بلغت قيمة ت الجدولية 6.682 وکانت قيمة المقدار الثابت0.439وقيمة ميل الخط المستقيم 15.020 وبهذا تکون المعادلة التنبؤية لمستوى الشعور بالغيرة للإناث بدلالة متغير وجهة الضبط هي کالتالى :    ص = ث+ م س1.        ص= 0.439 + 15.020 س1

 - المتغير المساهم الثانى فى مستوى الشعور بالغيرة للإناث لتلميذات الصف السادس الإبتدائى  :

حيث أن المتغير رقم (2) فاعلية الذات بالتنبؤ بمستوى الشعور بالغيرة للإناث لدى عينة البحث حيث بلغت قيمة ت الجدولية 2.503- وکانت قيمة المقدار الثابت-0.59 وقيمة ميل الخط المستقيم 15.020 وبهذا تکون المعادلة التنبؤية لمستوى الشعور بالغيرة للإناث بدلالة متغير فاعلية الذات هي کالتالى :   ص = ث+ م س1.                     ص= -0.059+ 15.020 س1

جدول ( 2  )

قيمة ت لمتغيرات وجهة الضبط وفاعلية الذات لدى عينة البحث من الذکور

- المتغير المساهم الأول فى مستوى الشعور بالغيرة للذکور لتلاميذ الصف السادس الإبتدائى  :

يتضح من الجدول رقم ( 2) أن المتغير رقم ( 1 ) وجهة الضبط يساهم بالتنبؤ بمستوى الشعور بالغيرة للذکور لدى عينة البحث حيث بلغت قيمة ت الجدولية 5.968 وکانت قيمة المقدار الثابت0.317وقيمة ميل الخط المستقيم 24.719 وبهذا تکون المعادلة التنبؤية لمستوى الشعور بالغيرة للذکور بدلالة متغير وجهة الضبط هي کالتالى :   ص = ث+ م س1.          ص= 0.317+ 24.719 س1

 - المتغير المساهم الثانى فى مستوى الشعور بالغيرة للذکور لتلاميذ الصف السادس الإبتدائى  :

حيث أن المتغير رقم (2) فاعلية الذات بالتنبؤ بمستوى الشعور بالغيرة للإناث لدى عينة البحث حيث بلغت قيمة ت الجدولية 1.732- وکانت قيمة المقدار الثابت-0.051 وقيمة ميل الخط المستقيم 24.719 وبهذا تکون المعادلة التنبؤية لمستوى الشعور بالغيرة للذکور بدلالة متغير فاعلية الذات هي کالتالى :   ص = ث+ م س1.                     ص= -0.059+ 15.020 س1