نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلف
-
الموضوعات الرئيسية
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً کثيراً
في حديث بدأ نزول الوحي على رسول الله r روي عن عائشة رضي الله عنها قالت : عندما فجأ رسول الله r الحق وهو في غار حراء فجاءه الملک فيه فقال اقرأ قال رسول الله r فقلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ الجهد مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فغطني الثانية حتى بلغ الجهد مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فغطني حتى بلغ الجهد مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربک الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم قال فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال يا خديجة مالي وأخبرها الخبر وقال قد خشيت على نفسي فقالت له کلا أبشر فو الله لا يحزنک الله أبدأ إنک لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الکل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق .. ) رواه البخاري في صحيحه حديث 4670 ج 4 ص 1894 .
فيمر الإنسان خلال حياته ، باختلاف مراحلها بکثير من الخبرات المتنوعة والتي قد تؤثر على سلوکه ، وبالتالي تؤثر على شخصيته بشکل عام . لذلک تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يجب العناية والاهتمام بها ولا شک أن الطفل يتعرض لمواقف متعددة ومتباينة قد تؤثر في شخصيته البسيطة التکوين تارکة آثاراً قد تؤثر في السنوات القادمة من حياته . يقول ( عقيل ، 1415هـ ) " تمتاز فترة الطفولة بنمو السلوک الانفعالي بشکل تدريجي من الانفعالات العامة إلى الانفعالات المتمايزة والتي ترتبط بمواقف أو ظروف معينة ، ولعل المخاوف من أکثر هذه الانفعالات وضوحاً " . ( ص 196 )
ومما سبق نؤکد أن الإنسان يرث استعداداً عاماً للخوف والابتعاد عن الأشياء والمواقف التي تؤلم الجسم وتؤذيه ، أي أن الخوف غريزي فطري ، لذلک نلاحظ الطفل عقب ولادته ينزعج من الأصوات العالية ، وهذا بالتالي يؤکد أن الطفل يولد ولديه استعداداً فطياً للخوف وقد يبقى في حالة کمون ويساعده على ظهوره وتنوعه أساليب التربية الخاطئة .
ويصف ( أسعد ، 1982 ) " يؤدي دخول الطفل المدرسة إلى مجابهة زخم جديد من التحديات والفرص على السواء . وعلى الصغار قبل کل شيء التخلي عن الکثير من اتکاليتهم السابقة على الأهل وعلى محيط الأسرة ، إذ تفرض الحياة الجديدة عليهم أن يقضوا ساعات طويلة وعديدة من کل أسبوع في محيط جديد يديره أشخاص غرباء ويشغله أطفال غير مألوفين . ولا يلاقي الناشئ ، في وضعه الجديد ، التقبل النفسي المطلق الذي اعتاده في البيت ، فهو الآن في وسط جديد تلغى منه بعض الأوضاع الثابتة والاحترام الذي اکتسبه من أسرته وأطفال جواره وعليه أن يبدأ صفحة جديدة نظيفة . وکما هو معروف يحکم على الأطفال في المدرسة على أساس حسناتهم وسيئاتهم کتلاميذ وزملاء على مقعد في ملعب . تؤثر طريقة الحکم على الصغار والاستجابة لهم تأثيراً حاسماً في اتجاهاتهم من المدرسة ، وفي تکوين ميلهم للعمل والدأب وإحساسهم بالرفعة أو القصور " . ( ص 196 ) . لذلک يعتبر انتقال الطفل إلى المدرسة لأول مرة حدث يتطلب إعداداً جيداً حتى لا يترک أثاراً نفسية سلبية ، ورغم أن العديد من الأطفال يتطلعون بکثير من الشغف للذهاب إلى المدرسة وخاصة الأطفال الذين لهم إخوة يکبرونهم سناً ملتحقين بالمدارس حيث تکون لديهم الرغبة في تقليد إخوانهم في جميع الأعمال المدرسية من حمل الحقيبة وتعلم القراءة والکتابة .. وبالرغم من کل ذلک إلا أن هناک جوانب غير ايجابية تجاه المدرسة من بعض الأطفال حيث يظهر عدد منهم مخاوف متباينة من الذهاب إلى المدرسة أو مجرد التفکير في الذهاب إلى المدرسة وخاصة عند بدء التحاقهم بها .. وهذا ما يعبر عنه بالخوف المدرسي ، ومن حسن الحظ ليس التلاميذ جميعهم الذي يذهبون إلى المدرسة يصابون بالخوف المدرسي إذ أن البعض منهم هو الذي يعاني من ذلک وحتى التلاميذ الذين يصنفون بالرافضين إلى الذهاب إلى المدرسة فإن بعضهم مصابون بالخوف المدرسي فعلاً ولکن البعض الآخر يصنف ضمن الهاربين ( المزوغين )
ولتوضيح الخوف وأشکاله ومظاهره والخوف المدرسي والوقاية منه وأساليب علاجه سوف نقدم يحثنا هذا عبر المحاور التالية والمقسمة إلى ثلاثة فصول :-
الفصل الأول :
الفصل الثاني :
الفصل الثالث :
هذا وسنتناول هذه المشکلة بشيء من التفصيل في هذا البحث ونسأل الله تعالى أن يوفقنا في عرضها ومعرفة مسبباتها ومظاهرها ووضع الحلول والمقترحات المناسبة لها .
الفصل الأول
التعريف بالمشکلة ومظاهرها :
يرى کثير من علماء النفس والتربية والمشتغلين بالعلاج النفسي أن الخوف يوجد في کل حالات اضطراب الشخصية لدى الصغار والکبار فهو إما بصورة صريحة وإما بصورة مقنعة يظهر في مشکلات السلوک بمختلف أنواعها کما يرى ألرز ( Allers ) . ويرى فرويد أن الخوف والقلق أساس جميع الحالات العصبية .
فالخوف حالة يحسها کل إنسان أثناء حياته . فمن الطبيعي للکائن الحي – سواء في ذلک الإنسان أو الحيوان – أن يخاف في بعض المواقف التي تهدده بالخطر ، فإذا واجهنا ثعباناً فلابد أن نشعر بالخوف ، فالخوف حالة انفعالية داخلية طبيعية يشعر بها الإنسان في بعض المواقف ، ويسلک السلوک الذي يبعده عن مصدر الخوف . وهذا ينشأ عن استعداد فطري أوجده الخالق سبحانه وتعالى في الإنسان والحيوان ، وقد وجد ها الاستعداد الغريزي لحکمه تتعلق بصالح الکائن الحي . فالخوف هو الذي يدفعنا لحماية أنفسنا وللمحافظة عليها .
والخوف شعور طبيعي لدى کل الناس بل ولدى جميع الکائنات الحية وکل إنسان يستجيب لهذا الشعور بطريقة مختلفة ، ولکن قد يزيد الخوف عن حده الطبيعي فيصبح عندئذ مرضاً وهو ما يطلق عليه بالفوبيا phobia فقد يصاب الطفل بالفوبيا من أشياء عديدة منها الخوف من الأماکن المرتفعة أو الأماکن العامة أو من بعض أنواع الحيوانات على حد لا يتناسب مع خطورة تلک الأشياء بحيث يتحول من طفل طبيعي إلى طفل مريض لا يمکنه أداء وظائفه بشکل طبيعي وأن يحيى حياته مثل بقية الأطفال ، فعندما يبدي الطفل خوفاً مرتبطاً بموضوعات أو مواقف لا تنطوي على تهديد حقيقي أو خطر واقعي فإنه بذلک يعاني من خوف مرضي أو فوبيا أو رهاب وخوف أطفال ما قبل السادسة من أي موقف أو موضوع خارجي لا يجب اعتباره خوفاً مرضياً إلا إذا استمر ما بعد السادسة من العمر .
ولقد قسم فرويد المخاوف إلى قسمين لها أهمية کبيرة هما :
المخاوف الموضوعية الذي يرتبط فيها الخوف بموضوع معين کالخوف من الحيوان أو الظلام أو من مواقف معينة .
أما النوع الثاني فلا يتعلق فيه الخوف بأي بموضوع وحالة الخوف تکون هائمة لا تستقر على موضوع ما وتسمى هذه الحالة باسم القلق العصبي ( Anxiety Neurosis ) .
وهناک تقسيم آخر للمخاوف حسب موضوعاتها :
مخاوف حسية واقعية مثل خوف الأطفال من السيارات ومن أنواع من الحيوانات ومخاوف وهمية أو ذاتية أو غير حسية : مثل خوف الأطفال من موضوعات مجردة مثل الأشباح والظلام والموت .
ومما تجدر الإشارة إليه إلى أن الأطفال الأذکياء يدرکون الأخطار الممکنة أسرع وأفضل من الأطفال الأقل ذکاء ، وذلک لأن الطفل الذکي لديه القدرة على تخيل الخطر الکامن المحتمل الوقوع أکثر من الأقل ذکاء علاوة على قدرته على التمييز بين الأخطار الحقيقية والوهمية .
کما أن انعدام الخوف في طفل ما أمر غير عادي ، إلا إذا کان الأمر يتعلق بانخفاض مستوى الإدراک کضعاف العقول الذين يفتقدون إدراک مواطن الخطر فقد يرى عقرباً يجري يظنه لعبة لطيفة يحاول إمساکها واللعب بها . ولقد جاءت نظريتان تعالج الخوف إحداهما تعالجه على أنه استعداد غريزي والأخرى على أنه متعلم
تعريف الخوف لغة :
الخوف : الفزع ، خافه يخافه خوفاً وخيفة ومخافة . قال الليث : خاف يخاف خوفاً ، وإنما صارت الواو ألفاً في يخاف لأنه على بناء عمل يعمل ، فاستثقلوا الواو فألقوها ، ومنه التخويف والإخافة والتخوف ، والنعت خائف وهو الفزع .
والخوف : القتل . والخوف : القتال وبه فسر اللحياني قوله تعالى : [ولنبلونکم بشيء من الخوف والجوع] ، وبذلک فسر قوله أيضاً : [وإذا جاءهم أمر من الأمن والخوف أذاعوا به] والخوف : العلم ، وبه فسر اللحياني قوله تعالى : [ فمن خاف من موص جنفاً أو إثما] ، [وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضا] [1]
تعريف الخوف عند علماء النفس :
الخوف : عبارة عن تألم القلب يسبب توقع مکروه في الاستقبال . [2]
ويعرف ( شيفر ، 1989م ) الخوف بأنه : " انفعال قوي غير سار ينتج عن الإحساس بوجود خطر أو توقع حدوثه والمخاوف متعلقة إلا أن هناک مخاوف غريزية من الصوت المرتفع وفقدان التوازن والحرکة المفاجئة " . ( ص128 ) .
ويعرفه ( المخزومي ، 1414هـ ) بأنه : " انفعال يتسم بالقلق وعدم الراحة مفعم بتوقعات خطرة تهدد سلامة الفرد مع ظهور مکونات بدنية ظاهرة کسرعة التنفس أو سرعة ضربات القلب ، واصفرار الوجه وارتعاش في الأطراف ، وفرط في التعرق ، وجفاف في الحلق وترافقه توترات عصبية يترتب عليها نوعين من المواقف السلوکية : الهرب من المواجهة ، أو الصمود والقتال " . (ص 84)
ومن التعريفين السابقين يتبين لنا أن الخوف حالة انفعالية طبيعية موجودة لدى الکبار والصغار تثار عندما يشعر الإنسان بأن خطراً يهدد حياته وقد يصاحب ذلک اضطرابات جسمية مثل الرجفة مثلما ورد في حديث الوحي وظهور العرق وجحوظ العينين وزيادة في عدد ضربات القلب والتنفس وغيرها من الاضطرابات .
فالخوف أمر طبيعي محمود ومعقول وضروري يؤدي إلى حماية الفرد والمحافظة عليه ، وهو في درجاته المعقولة صفة طيبة يجب الاتصاف بها ، أما إذا کان الخوف کثيراً ومتکرر الوقوع لأي مناسبة يکون شاذاً وکذلک تضخم الخوف في موقف ما تضخماً خارجاً عن النسبة المعقولة التي يتطلبها هذا الموقف عادة يُعد أمرا شاذاً کما أن انعدام الخوف في شخص ما أمر غير عادي وهو نادر للغاية ويغلب أن يکون سببه قلة الإدراک .
تعريف الخوف المدرسي
يعرف ( بيرج ، 1969 ) : " الخوف المدرسي بأنه حالة من الاضطرابات تظهر على سلوک الطفل قبيل ذهابه إلى المدرسة ، ويصحبها نوع من القلق العاطفي والرغبة في الجلوس تحت علم ومراقبة الوالدين ، علماً بأن هؤلاء الأطفال عادة لا يعانون من أي مشکلات اجتماعية : . ( ص:131) .
ويعرف ( کيلي ، 1973 ) : " الخوف المدرسي على أنه بغض أو کره تام من قبل الطفل للمدرسة ، فالطفل يعاني من هذه الحالة من خوف شديد عند أخذه إلى المدرسة خاصة لأول مرة ، ونتيجة ذلک يحاول دائماً تجنب الذهاب إليها ويلتزم البقاء في البيت ، ومن ثم تنعکس آثار هذا الإحجام والهروب على صحة الطفل النفسية ونموه التربوي ، فالطفل حين يرفض الذهاب إلى المدرسة يکون ذلک نتيجة لقلق حاد يعاني منه ، وقد يصاحب هذا القلق بعض الأعراض المرضية الجسمانية کالصداع أو الإسهال أو ارتفاع في درجة الحرارة وغير ذلک " . ( ص : 140 ) .
ويعرف ( هيسا ، 1984 ) بأن : " الخوف المدرسي يمثل خوفاً شديداً وغير معقول نحو مثيرات مدرسية معينة مثل حجم المدرسة ، ضغط الاختبارات ، الرسوب المتکرر ، علاقات مضطربة مع الأقران ، والمدرسين ضغط من قبل الوالدين على الطفل نتيجة عدم تحقيقه لطموحاتهم ، وأخيراً ضعف القدرات العقلية " . ( ص : 40 ) .
وتعرف ( المجلة الطبية السعودية ، 1414هـ ) الخوف المدرسي : " لا تعني کلمة الخوف من المدرسة التجربة التي يخوضها بعض الأطفال حينما يذهبون إلى المدرسة لأول مرة فقط بل إن المصطلح يعني بالدرجة الأولى مجموعة من الأعراض ومظاهر القلق التي تظهر في الأطفال في سن المدرسة والتي تترجم إلى سلوک غيابي عن المدرسة وشعور بالخوف منها خلال سنوات التعليم الأولى " . ( ص : 40 ) .
ويعرف ( عيسوي ، 1992م ) : " الخوف المدرسي عبارة عن ارتباط الخوف القوي بالمدرسة والرهبة والحذر من وقوع کارثة . وفي الغالب ما يصاحب هذه الحالة من الخوف المرضي بعض الآلام والأوجاع الجسمية مثل الصداع أو آلام المعدة أو الغثيان " . ( ص:175) .
إذن جميع التعاريف تتفق على أن الخوف المدرسي هو :
انفعال شديد للطفل وعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة ، وقد تظهر عليه بعض الاضطرابات الانفعالية ، کالبکاء أو بعض الأعراض المرضية الجسمية کالصداع أو الإسهال أو ارتفاع في درجة الحرارة . ورغبة کبيرة في البقاء في المنزل ولذلک يعلل عدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة بأشياء عديدة منها عقاب المدرسة أو شدة المدرس ، أو اعتداء أحد التلاميذ عليه ، أو البقاء مع والدته ، وغير ذلک .
ظاهرة الخوف :
ظاهرة الخوف حالة تعتري الصغار والکبار ، والذکور والإناث .. وقد تکون هذه الظاهرة مستحبة إن کانت ضمن الحدود الطبيعية لدى الأطفال ، لأنها تکون وسيلة في حماية الطفل من الحوادث ، وتجنبه کثيراً من الأخطار .
ولکن إذا ازداد الخوف عن الحد المعتاد ، وتجاوز حدود المعتاد ، وتجاوز حدود الطبيعة .. فإنه يسبب في الأطفال قلقاً نفسياً ، فعنده يعتبر مشکلة نفسية يجب معالجتها والنظر فيها .
يقول المختصون بعلم نفس الأطفال : ( إن الطفل في السنة الأولى قد يبدي علامات الخوف عند حدوث ضجة مفاجئة أو سقوط شيء بشکل مفاجئ أو ما شابه ذلک .. ويخاف الطفل من الأشخاص الغرباء اعتباراً من الشهر السادس تقريباً ، وأما الطفل في سنته الثالثة فإنه يخاف أشياء کثيرة من الحيوانات والسيارات والمنحدرات والمياه وما شابه هذا ..
وبوجه عام فإن الإناث أکثر إظهاراً للخوف من الذکور ؛ کما تختلف شدته تبعاً لشدة تخيل الطفل ، فکلما کان أکثر تخيلاً کان أکثر تخوفاً ) .
الاضطرابات الانفعالية
الاضطراب الانفعالي حالة تکون فيها ردود الفعل الانفعالية غير مناسبة لمثيرها بالزيادة أو بالنقصان . فالخوف الشديد کاستجابة لمثير مخيف فعلاً لا يعتبر اضطراباً انفعالياً بل يعتبر استجابة انفعالية عادية وضرورية للمحافظة على الحياة . أما الخوف من مثير غير مخيف فإنه يعتبر اضطراباً انفعالياً .
أعراض الاضطرابات الانفعالية :
الخوف: کرد فعل انفعالي لمثير موجود موضوعياً يدرکه الفرد على أنه مهدد لکيانه الجسمي أو النفسي . ونحن نعلم أن الخوف انفعال ضروري للمحافظة على الحياة في وقت الخطر ، ولکن إذا تعدى الخوف مداه الطبيعي أصبح مرضاً يعرقل السلوک ويقيد الحرية . والخوف متعلم . وهناک ارتباط کبير بين مخاوف الأطفال ومخاوف أمهاتهم . ويشمل الخوف الکثير من أنواع الخوف ( الخوف المرضي ) أي الخوف المستمر من الأشياء التي تخيف مثل خوف الأماکن المغلقة والأماکن المرتفعة والرعد والماء والحيوانات والظلام والجموع والغرباء ... الخ . ويشمل کذلک الخوف المرتبط بفقد الأمن وفقدان الرعاية ومشاعر الذنب . والخوف له درجات متدرجة وهي الذعر والرعب والخوف الخفيف .
القلق : وهو مرکب انفعالي من الخوف المستمر بدون مثير ظاهر المصاحب للقلق تهديد متوقع أو متخيل ( غير موجود موضوعياً أو مباشرة ) لکيان الفرد الجسمي أو النفسي ، ويعوق الأداء الفعلي وسلوک الفرد بصفة عامة ، ويؤثر على الفرد في أشکال مختلفة منها المرض ، وأحلام اليقظة ، والأحلام المزعجة والکابوس . والتمرد ، والعدوان . والقلق عرض خطير خاصة في عصرنا الذي أطلق عليه البعض " عصر القلق " .
ويعتبر کل من الخوف والقلق استجابة لمثير خطر أو مهدد . ولکل منها ردود فعل فسيولوجية نتيجة لاستثارة الجهاز العصبي الذاتي مثل زيادة إفراز الأدرينالين ، وزيادة معدل ضربات القلب بسرعة التنفس ، ونقص الجهاز الهضمي ، وزيادة العرق .
الغضب : وهو وسيلة للتعامل مع البيئة المهددة . ويتضمن استجابات طارئة وسلوکاً مضاداً لمثيرات التهديد ويصاحبه تغيرات فسيولوجية إعداد الفرد لسلوک يناسب الموقف المهدد . والغضب قد يکون علامة قوة ، وقد يکون علامة ضعف . فهو علامة ضعف عندما لا يتناسب مع الموقف ، وعندما لا يوجه نحو مصدر التهديد وعندما يثير متاعب أکثر . ويؤدي إلى صراع ذي جانبين : أولهما صراع مع الآخرين الذين يعترضون على الغضب أو الذين يتهددهم الغضب ، وثانيهما صراع مع النفس لأن الغضب يحرم الفرد من العطف والحب والحنان ويفقده السيطرة على نفسه . هذا وقد يوجه الغضب نحو الآخرين وقد يوجه نحو الذات . وقد يظهر الغضب في شکل نوبات ، وقد يصب الغضب على کبش فداء ( شخص أو موقف آخر ) عندما يکون عاجزاً عن توجيه غضبه إلى الشخص أو الموقف الذي أثار الغضب . وقد ينسحب الفرد من الموقف . أو قد ينکص إلى سلک طفلي أقل نضجاً في مستواه . وقد يکبت غضبه ويکظم غيظه وتظهر أعراض سلوکية تدل على ذلک .
الغيرة : وهي مرکب من انفعالات الغضب والکراهية والحزن والخوف والقلق والعدوان . وتحدث عندما يشعر الطفل بالتهديد وعندما يفقد الحب والعطف والحنان .
أعراض أخرى : مثل الاکتئاب والتوتر والفزع والخجل . وأحلام اليقظة ، والاستغراق في الخيال والتبلد واللامبالاة والتناقض الانفعالي وعدم الثبات الانفعالي والانحراف الانفعال .
وقد يصاحب الاضطرابات الانفعالية ضعف وفقدان الثقة في النفس والاضطراب الکلام والسلوک الدفاعي وسهولة الاستثارة الانفعالية والحساسية النفسية بصفة عامة .
وللخوف العادي أشکال عديدة تفيد في تربية الفرد وفي تنظيم حياته منها :
1- الخوف من المرض : نتحصن ضد الأمراض وانتقال العدوى ، ونأخذ بأساليب الوقاية والسلامة .
2- الخوف من الرسوب في الامتحانات : يجعلنا نجتهد في الدراسة والتحصيل .
3- الخوف من الفشل في المسابقات والمنافسات يجعلنا نبذل جهداً کبيراً في اکتساب الخبرات التي تمکننا من الفوز والنجاح .
4- الخوف من سخط الوالدين والرؤساء في العمل والمدرسين والأصدقاء يجعلنا نعمل کل
ما يرضيهم .
5- الخوف من غضب الله : يجعلنا نعمل صالحاً ليرضى الله عنا .
6- الخوف من الحيوانات والأشياء والمواقف المؤذية : يجعلنا نبتعد عنها ونفر منها .
7- الخوف من العقاب : يجعلنا نعدل من سلوکنا لنتجنب العقاب .
أما الأشياء التي تثير الخوف عند الأطفال فتصنف إلى :
1- أشياء مؤذية مثل العقارب والثعابين والحيوانات المفترسة والنار وحوادث السيارات
والعقاب وغيرها
2- أشياء يتوقعون الأذى منها : مثل رکوب الطائرة أو الباخرة أو الأماکن المغلقة أو الظلام
أو الشرطي
3- أشياء غير ملموسة : لا يعرفون حقيقتها وتوهمون فيها مثل الأشباح والعفاريت والجن ويرتبط بموضوع الخوف لدى الأطفال صفة کثيرة الشيوع تساعد على تکوين انفعال الخوف وهي ضعف الثقة بالنفس ومن مظاهرها الضعف ، التردد ، التهتهة واللجلجلة[3] والخجل وعدم القدرة على التفکير المستقل ، وانعقاد اللسان في المجتمعات وفقدان الأمن وهذه الخصلة المفککة للشخصية تتکون في السنوات الأولى من حياة الطفل ، ويغرسها أعز الناس لديه وهما الوالدان .
نظريات الخوف المدرسي
إن نظريات الخوف المدرسي لها ارتباط کبير بالبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الطفل کما أنها ترتبط بالسمات العادية لشخصية الطفل بحيث تختلف لسمات العامة للشخصية من طفل ومن ثم الأسباب التي تؤدي إلى الخوف المدرسي . ومن أهم النظريات التي تفسر الخوف المدرسي
ما يلي :
أولاً النظرية الغرائزية وترى أن الخوف استعداد وشعور غريزي کامن في البناء النفسي والبدني للطفل ، والإحساس بالخوف يأتي نتيجة نضج الجهاز العصبي والمراکز الحسية في الدماغ وقبل هذا النضج يوجد علامات من التخوف مما يشير إلى وجود بذور الخوف وکمونها ومن ذلک أن الطفل ينتابه الرهبة المفاجئة إذا فقد توازنه أو سمع صوتاً عالياً مفاجئاً فهذه الاستجابات أشبه بالخوف ، ويمکن أن تفسر في ضوء نظرية المنعکسات Reflexes الکامنة في تکوين الطفل منذ ميلاده على أنها خوف وراثي .
ثانياً النظرية السلوکية : وتعرف النظرية السلوکية الخوف المدرسي على أنه ( اقتران شرطي ) لأن المدرسة اقترنت بشيء أثار الخوف لدى الطفل ، وربما يکون فقدان الأم أو شيء أخر فخوف الطفل من فقدان أمه اقترن بالذهاب إلى المدرسة ، فأصبح الطفل يخاف المدرسة ومما يدعم عملية خوف الطفل من المدرسة هو زيادة عاطفة الأم للطفل وخاصة عندما تظهر عليه بعض الأعراض المرضية وتحبذ بقائه في البيت .
ثالثاً : نظرية التحليل النفسي : ( قلق الانفصال ) : وهذه النظرية التحليليلة تفسر الخوف المدرسي على أنه قلق انفصال الطفل عن أمه لأن الطفل يعتبر ذلک تهديداً لسلامته ، لذلک يظهر على الطفل القلق والخوف من المدرسة ، لأنه يعتقد أن المدرسة ستکون سبباً في ابتعاد أمه عنه . أي أن الخوف غريزي وفطري في الإنسان
رابعاً : نظرية تعلم الخوف : وتقوم على مبدأ التعليم Learning وترى أن الخوف شعور داخلي وسلوک يتعلمه الطفل نتيجة تعرضه لمؤشرات البيئة ، وهو محصلة لعمليات التنشئة التي يتلقاها الصغير في ضوء تقاليد ومعايير المجتمع وهي ترفض بذور الخوف الوراثية . وترى أن الطفل يولد متجرداً من الخوف ، وما يظهر في المراحل الأولى من عمره هو حصيلة ما تعلمه وما شاهده وما أحس به من مخاوفنا وانفعالاتنا ، فالطفل مقلد ومحاک للمشاعر ، وعلى هذا الأساس تشير هذه النظرية إلى إمکانية الخوف وتعديله في اتجاه مفيد ، کما أن هذه النظرية تفاؤلية في علاج الخوف ، وقد اشتقت من نظريات بافلوف Pavlov وواطسون Watson وسکنر Skinner وعن طريق هذه النظرية وتصورها يمکن أن يخاف الطفل من شيء غير مخيف ، وقد لا يخاف من شيء يستحق الخوف لأنه شاهد من حوله من يخافون من هذا الشيء .
ونخلص من ذلک إلى أن الخوف الذي يعاني منه الطفل أثناء الاستيقاظ قد يظهر لديه أثناء النوم وتظهر نفس الأعراض الوظيفية الجسمية الدالة على الخوف وأهم الأعراض :
قوة خفقان القلب وسرعته وتغيرات في نسبة المواد الدهنية والکيميائية بالدم ، ظهر العرق على الجسم أو الأطراف والشعور بالقشعريرة ، الشعور بالدوخة الرغبة في التبول ، جفاف الفم مما يؤدي إلى صعوبة إخراج الکلام ، ارتعاش الأطراف أو الشفتين ، الشعور بالإجهاد أو التعب فقدان الشهية للطعام ، الأرق ، الاستعداد للصراخ أو البکاء أو الهرب ، الشعور بقرب فقدان الوعي أو الدخول في حالة الإغماء وهذه المظاهر لا تظهر جميعها لدى الطفل أثناء الخوف ولکن يظهر بعضها .
واستمرار حالة الخوف واتخاذها أنماطاً مختلفة غالياً ما يؤدي إلى الاضطراب النفسي والتي أطلقنا عليها فوبيا وأشهر أنواع المخاوف التي تصيب الأطفال هي الخوف الاجتماعي أو الفوبيا الاجتماعية وهي حالة نفسية انفعالية تتضمن خوفاً مفرطاً وارتباک وقلق يداهم الفرد عند قيامه بأداء عمل ما قولاً أو فعلاً أمام مرأى الآخرين أو مسامعهم يؤدي به مع الوقت إلى تفادي المواقف والمناسبات الاجتماعية ، وهو الخوف مفرط ليس له ما يبرره في الواقع ، وهذا ما يجعله خوفاً غير مقبول کما أنه يسبب عجزاً في الجوانب المهنية الاجتماعية .
وأشهر المواقف التي تظهر فيها الأعراض : التقدم للإمامة في الصلاة الجهرية ، إلقاء کلمة أمام الطابور الصباحي في المدرسة ، التحدث أمام مجموعة لم يتعود الفرد عليهم ، المقابلة الشخصية ، الامتحانات الشفوية
أعراضها : تلعثم في الکلام وجفاف الريق ، مغص البطن ، تسارع نبضات القلب واضطراب التنفس ، ارتجاف الأطراف وشد العضلات ، تشتت الأفکار وضعف الترکيز .
أسباب ظهور هذه الأعراض :
إن المصاب بالخوف الاجتماعي ( الفوبيا الاجتماعية ) يخاف من أن يخطئ أمام الآخرين فيتعرض للنقد أو السخرية أو الاستهزاء ، وهذا الخوف الشديد يؤدي إلى استثارة قوية للجهاز العصبي غير الإرادي حيث يتم إفراز هرمون الأدرينالين بکميات کبيرة فوق المعاد مما يؤدي إلى ظهور الأعراض البدنية على الفرد الخجول في المواقف العصبية .
ويوجد فرق بين الارتباک ( الخوف العادي ) والفوبيا الاجتماعية فکل الناس يصابون بارتباک يظهر عندما يبدؤون التحدث أمام الآخرين وهذا الارتباک يزول سريعاً وخلال دقائق معدودة وهو لا يمنعهم من الاستمرار في التحديث أو القيام بأعمالهم أمام الآخرين وفي هذه الحالة يکون الأمر طبيعياً ولا يدعو للقلق .
مضاعفات الفوبيا الاجتماعية : يجعل الفرد سلبياً ومعرضاً عن المشارکة في المواقف والمناسبات الاجتماعية يمنعه من تطوير قدراته وتحسين مهاراته – يؤدي إلى ضياع حقوقه دون أن يبدي رأيه – يمنعه من إقامة علاقات اجتماعية طيبة – يؤدي به إلى مصاعب حياتية وصراع نفسي داخلي – قد يؤدي إلى مضاعفات نفسية مثل الانطواء والاکتئاب .
کيف تنشأ مخاوف الأطفال : يؤکد کثيراً من علماء النفس کما سبق أن أشارنا إلى أن الطفل يولد مزوداً ببعض المخاوف القليلة منها الخوف من الأصوات العالية والسقوط ، أما مخاوفه الأخرى – وهي کثيرة فيتعلمها من البيئة التي يعيش فيها ، وينشأ في أحضانها ، فالشخص الذي يتربى ويترعرع في بيئته تنمي فيه هذا الخوف ، ينشأ شجاعاً قليل المخاوف . فالخوف العادي کما قال الإمام الغزالي صفة حميدة ، يجعل الإنسان يفر من کل ما يؤذيه ، ليحي نفسه ويحافظ على حياته .
أسباب نشوء المخاوف لدى الأطفال :
1- القصور الجسمي والإعاقة والتشوهات الجسمية والعاهات وعدم التوافق معها .
2- الخبرات الأليمة العنيفة في الطفولة . والحکايات المخيفة للأطفال . وعدوى الخوف من الکبار . والإحباط والفشل والصراع بين الرغبة والإشباع وعدم إشباع الحاجات النفسية .
3- البيئة المنزلية المضطربة ( السلوک المنحرف والشجار والانفصال والطلاق والانفصال ن الوالدين وغياب أحد الوالدين أو کليهما ، والوالدان العصبيان ... الخ ) واضطراب العلاقة بين الوالدين والطفل . وأسلوب التربية الخاطئ ، والتفرقة في المعاملة بين الأخوة ، وتفضيل جنس على أخر . والسلطة الأبوية الزائدة . والتدخل الزائد عن الحد في شؤون الفرد . وإثارة المنافسة غير العادلة بين الأطفال . وميلاد طفل جديد ، والخطأ في تحول حب الوالدين واهتمامهم إليه خاصة إذا کان الطفل هو الأول أو الوحيد .
4- العلاقة المدرسية المضطربة – مثل تهکم المدرسين ، وسوء المعاملة أو العقاب واضطراب العلاقة مع الزملاء ، والامتحانات بأسلوبها المختلف المخيف .
5- الضغوط الموجهة إلى الفرد والصعوبات التي يواجهها المراهقون في التوافق وحل مشکلاتهم .
أسباب الخوف وضعف الثقة بالنفس :
1- مرور الطفل بخبرة مؤلمة منفرة عن مثيرات معينة : مثل مشاهدة طفل للکلب يجري وراء طفل آخر ويعضه ، فمع تکرار هذا الموقف يخاف من هذه الحيوانات فالخبرة والتکرار وراء هذا الخوف.
2- يلجأ البعض لتخويف الأطفال والتسلية والضحک وهو أمر متکرر الوقوع فخوف الطفل من القرد مثلاً قد يکون مثاراً للضحک عند الکبار على حساب تألم الصغار وانزعاجهم .
3- القصص المخيفة التي تحکي للأطفال قبل النوم أو مشاهدة الأفلام المزعجة التي تؤدي إلى خوف الأطفال من موضوعات هذه القصص أو الأفلام مما يجعلهم يرفضون النوم بمفردهم لشدة خوفهم .
4- بعض الآباء يخشى أن يصبح ابنه خوافاً ، فيعاقبون الأطفال عند ظهور هذا الانفعال عليهم ويجبرونهم على مداعبة الکلاب أو القطط لقمع انفعال الخوف عندهم .
5- التربية الخاطئة القائمة على عقاب الطفل وعدم تعويده الثقة بالنفس وتقديره لذاته ، وکذلک تسلط الآباء وعدم سماحهم للطفل بممارسة الأنشطة التي يحبها ، أو اعتماده على نفسه واستقلاله عن الکبار .
6- وقد يلجأ بعض الآباء لاستثارة الخوف في أطفالهم فيربطونه بأمور لم يقصد بها أن تکون مخيفة وإنما أن تکون مفيدة فالطبيب الذي يقوم بخدمات إنسانية واجتماعية مفيدة يستعمل اسمه کأداة للتخويف وکذلک الدواء والشرطي والمعلم والمدرسة فهذه الموضوعات التي يجب أن ترتبط في ذهنه بفائدتها وقيمتها تستعمل کوسائل للعقاب أو لاستثارة الخوف فينقلب معناها وتصبح مصدراً للخوف له .
7- ومن اشد مثيرات الخوف تلک التي تنتقل إلى الأطفال عن طريق الإيحاء أو المشارکة الوجدانية مثال المعلمة التي تشرح درساً لأطفال ما قبل المدرسة عن الضفدعة وهي تخاف الضفدع وأخذت معها ضفدعة في صندوق ، ولما فتحته قفزت الضفدعة ففزعت المعلمة وصرخت وصرخ الأطفال فهذه الحالة انتقلت إليهم عن طريق التأثير وبفعل إيحاء سلوک شخص له مکانته في نظر الأطفال وانتقلت معها فکرة أن الضفدع حيوان مخيف .
8- امتلاء الجو المدرسي بالقلق والخوف على من فيه يکون في العادة إسقاطاً للخوف على الذات .
9- تشاجر الکبار ، کتشاجر الأب والأم أو کثرة صخب الأب وغضبه ، ولهذا کله تأثير سيء لأنه قد يزعزع ثقة الطفل بوالديه مما ينشأ عنه حالات الاضطراب العصبي في الکبر
10- خوف الطفل من المسائل المجهولة غير الحقيقية أو التي لا يمکن للطفل إدراکها حسياً کالموت وجهنم . وهي أعمق أثراً في حياة الطفل من الخوف من المحسوسات کالخوف من الظلام وارتباطه في ذهنه بالعفاريت .
11- قيام بعض الآباء بموازنات ومقارنات بين الأطفال فيمدحون هذا لقوله أو نجاحه أو تفوقه ، ويذمون الآخر لقصوره وعجزه وفشله ، مما ينتج عنه آثاراً بالغة السوء على نفسية الطفل المحدود القدرات أو الذي يعاني إعاقة جسمية أو حسية أو عقلية مما يفقد الطفل ثقته بنفسه ويشعره بالفشل .
12- سوء معاملة الآباء والمدرسين للطفل مما يؤدي إلى تکوين خبرات مؤلمة عن المدرسة والمدرس والتعليم بوجه عام ويساعد ذلک تخويفهم بالمدرس کأداة للسلطة والعقاب .
13- ومما يقوي الخوف في النفوس استثارته کأداة لحفظ النظام أو لدفع الطفل لعمل معين أو منعه من القيام بلعب أو ضوضاء أو غير ذلک .
الفصل الثاني
أسباب الخوف المدرسي :
قد لا تتعدى اسباب الخوف المدرسي ما ذکرناه في النظريات التي فسرته إلا في نقاط بسيطة . ويمکن أن نجمل اسباب الخوف المدرسي فيما يلي :
1- أن يکون الطفل شديد الارتباط بأمه بحيث يعتمد عليها في کثير من شؤونه ، لذلک يشعر بما يسمى ( قلق الانفصال ) ، وعدم الشعور بالأمن والاستقرار أثناء ابتعاده عن أمه .
2- کثير من الأطفال يبالغون في تقدير الذات بحث يرون أن الأطفال أقل منهم وتساعد الأسرة في تدعيم هذا الشعور من خلال التعامل في البيت .
3- قد يکون الخوف من المدرسة عن طريق اقتران المدرسة بمثير أو موقف معين يثير في نفس الطفل الخوف والقلق بحيث يرتبط أو يقترن ذهاب الطفل إلى المدرسة بفقدان الأم أو البعد عنها ، وتکرار ذلک يجعل المدرسة تکسب صفة المثير ، لذلک يشعر الطفل بالخوف منها .
4- قد تکون المدرسة مثيرة للخوف لدى الطفل ، إذا ارتبطت ببعض الأحداث أو المواقف المثيرة للخوف ، من ذلک اعتداء بعض التلاميذ عليه ، أو الخلاف والمشاجرة مع أحد الزملاء ، أو الإخفاق الدراسي ، أو وفاة أو مرض أحد أفراد الأسرة مما يجعل الطفل يشعر بأن وجوده في المنزل يمکن أن يمنع حدوث الأمور السيئة ( الوفاة ، المرض ) .
5- الأساليب الخاطئة في التربية ، قد يتحدث الوالدان أمام الطفل عن العقاب في المدارس أو يصفون المدرس بأنه شديد ويستعمل أساليب عديدة لتأديب الطلاب ، ومنها ما يقع فيه کثير من الآباء في وضع صورة في ذهن الطفل عن المدرسة غير سليمة من خلال تهديدهم عندما يرتکبون بعض الأخطاء بأنهم سوف يزورون المدرسة من اجل أن تقوم المدرسة بمعاقبة الطفل مما يتسبب في خوف الطفل من المدرسة .
6- علاقة مضطربة بين الأم والطفل تسبب قلق الانفصال عند الأم مما يولد لدى الطفل نوع من الاتکالية وعد الثقة بالنفس .
7- على مستوى المدرسة الابتدائية يمکن أن تسبب البيئة الرديئة أعراض غير طبيعية في الشخصية يزدوج فيها قدرة الطفل على الأداء بمفرده .
8- على مستوى المدرسة المتوسطة والثانوية فإن ظروفاً قد تؤثر مثل التخلف الدراسي ، الحالة العقلية ، انفصام الشخصية ، الجنوح إلى انتهاک القانون ، کما يمکن ان تسهم أيضاً أزمة في زيادة المشکلة مباشرة .
أعراض الخوف المدرسي
يورد الکندري ، 1412هـ : ( يعتبر Hersov 1960م ) من الباحثين المتميزين الذين شخصوا أعراض الخوف المدرسي تشخيصاً دقيقاً ، فهو يرى أنه في بداية ظهور هذه المشکلة عند الطفل ، تکون هناک شکوى متکررة غامضة من قبل التلميذ نحو المدرسة ، هذه الشکوى غير مرکزة على هدف محدد ومعين في المدرسة ، فالتلميذ مرة يشکو من المدرس ، ومرة يشکو من أقرانه التلاميذ ، ومرة يشکو من المواد الدراسية ، وهکذا ... فلا يوجد هدف محدد . فکل ما يتعلق بالمدرسة يمکن أن يقع في مجال شکواه ، إلى جانب هذه الشکوى المستمرة نلاحظ أن قلق التلميذ يزداد صباح کل يوم دراسي ، فالتلميذ يزداد قلقه ويضطرب سلوکه عند أخذه إلى المدرسة . بالإضافة إلى هذا قد يصاحب شکوى التلميذ وقلقه نحو المدرسة أعراض جسمية أخرى کالقيء ، أو الإسهال ، أو غيرها . وهذا ما يدعم ويعزز خوف الطفل وقلقه نحو المدرسة ( ص:41 ) .
ويحدد ( فاضل ، 1407 ) أعراض الخوف المدرسي : " تبدأ الأعراض بشکوى مبهمة من المدرسة بشکل عام أو مقاومة بسيطة للذهاب إلى المدرسة تتحول بالتدريج إلى رفض کامل . وإذا أجبر الطفل في الصباح على الذهاب إلى مدرسته فإنه قد يعود من منتصف الطريق باکياً . وقد يصاب بحالة من الهلع الشديد عند حلول وقت الذهاب إلى المدرسة . وبعض الطفال تنتابهم حالة من الفزع الشديد يهرعون بعدها إلى منازلهم . وأحياناً تظهر المشکلة مقنعة بأعراض جسمانية بحتة مثل : فقدان الشهية والقيء والغثيان والإغماء والصداع والمغص وتعب لا مبرر له وإسهال وآلام بالأطراف وخفقان بالقلب " ( ص : 211 ) .
ويحدد ( العظماوي ، 1988 ) أعراض الخوف المدرسي : " إن رهاب المدرسة عند الطفال غالباً ما يرتبط مع شکوى الطفل من اعراض بدنية عابرة ، کاوجاع البطن ، وآلام في البلعوم أو الأطراف خاصة الساقين أو القدمين وغيرها " ( ص 257 ) .
ومن خلال ما سبق يمکن تحديد الأعراض التي يعاني منها الأطفال من الخوف المدرسي وتتلخص فيما يلي :
1- أعراض انفعالية وتشمل : قلق الطفل واضطرابه السلوکي والالتزام بالصمت في المدرسة مع الزملاء والمدرسين وفي بعض الأوقات يکون الطفل شديد الانفعال وقد يکون الطفل حاد التصرف مع زملائه والمدرسين وقد يصعب التعامل معه قبل الذهاب إلى المدرسة لاستيائه من الذهاب إلى المدرسة
2- أعراض السلوک الاجتماعي وتشمل : عدم الرغبة في الحديث والرغبة في العزلة وعدم التعاون مع الأطفال والارتباک والتردد أو الشعور بالخجل أو العدوانية أو الخشونة أثناء اللعب .
3- أعراض العمليات العقلية وتشمل : عدم القدرة على الترکيز وکثرة النسيان وکثرة الشرود وعدم القدرة على الابتکار .
4- الأعراض الجسمية وهي : ذات منشأ نفسي حيث إن من أکثر الأعراض انتشاراً : الصداع ، وآلام البطن ، وارتفاع درجة الحرارة ، والشکوى من آلا لم في المفاصل والتهاب الحلق المتکرر ، وتزايد الشهيق والحکة وخفقان القلب وآلام الصدر والإسهال وربما تزداد الأعراض إلى الإغماء أو عدم القدرة على النوم أو کثرة النوم والتعب وشحوب الوجه ، وفي العادة أن هذه الأعراض لا تشير إلى مشکلة عضوية حقيقية لأنه عند الکشف على الطفل تکون نتائج الفحص سليمة ويتضح عدم وجود أي مشکلة عضوية .
علماً بأن هذه الأعراض لا تظهر إلا في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة وفي أوقات تظهر أثناء وجود الطفل في المدرسة وقد تحدث دون أن يعبر الطفل بتاتاً عن خوفه أو رفضه للذهاب إلى المدرسة
مظاهر الخوف المدرسي
من أجل معرفة ظاهرة الخوف لدى الطلاب الجدد من المدرسة أجرينا مقابلات مع عينات من مدراء المدارس في بيئتين هما ( المدينة والقرية ) فکانت النتائج کما هو موضح في الجدول التالي :
المدارس |
مدرسة 1 بمکة |
مدرسة 2 بمکة |
مدرسة 3 بمکة |
مدرسة 1 بجدة |
مدرسة 2 بجدة |
مدرسة 1 بقرية |
مدرسة 2 بقرية |
عدد الطلاب الجدد بالمدرسة |
50 |
90 |
60 |
90 |
60 |
10 |
7 |
طلاب ظهر الخوف عليهم بوضوح(البکاء) |
4 |
5 |
4 |
6 |
4 |
0 |
0 |
طلاب ظهر عليهم القلق |
2 |
2 |
2 |
3 |
2 |
1 |
0 |
استمر الخوف لأکثر من أسبوع |
1 |
2 |
0 |
1 |
1 |
0 |
0 |
النسبة المئوية لکل مدرسة |
10% |
8.9% |
10% |
10% |
11.7% |
9.1% |
0% |
النسبة المئوية لکل فئة |
10% |
5% |
|||||
أسباب تفاوت النسبة بين المدينة والقرية |
يلاحظ أن نسبة الطلاب الظاهر عليهم الخوف في المدينة ضعف طلاب القرية ولعل الأسباب تکمن في : أن طلاب المدينة يأتون من أحياء متفرقة ومن أسر وقبائل مختلفة . قلة التآلف الاجتماعي بين أفراد الحي الواحد وأحيانا حتى بين أفراد العمارة الواحدة . أي حتى بين الجيران . حضور الطالب إلى المدرسة وهو لا يعرف أي طالب آخر معرفة سابقة فيظهر عليه خوف الغربة وأنه کيف سيواجه من أمامه من الغرباء عنه وخاصة المعلمين والطلاب الکبار . |
توفر في القرية ما لم يتوفر في المدينة من حيث التآلف الاجتماعي ووحدة القبيلة وأن الطالب يعرف أکثر الطلاب في المدرسة قبل حضوره لذا قلت النسبة عما في المدينة |
|||||
أسباب عدم ظهور الخوف عند نسبة 90% من طلاب المدينة |
لمعرفة أسباب عدم ظهور الخوف عند نسبة 90% من طلاب المدينة وجهنا السؤال التالي إلى بعض الطلاب المستجدين في بعض المدارس المزارة من قبلنا فکانت الإجابات کالتالي :- س : لم لم يظهر عليک الخوف من المدرسة أثناء حضورک لأول مرة ؟ 1- لأنني أحضر إلى المدرسة مع أخي الکبر وهو معي في المدرسة . 2- لأني أحب المدرسة . ( کأن الأسرة قد حببت إليه المدرسة ) 3- لأن أبي لا يتأخر علي . 4- أذهب إلى المدرسة کما يذهب إخواني الکبار وإذا لم يذهبوا لا أذهب . 5- سمعت من إخواني أن المدرسة تعطي جوائز عند النجاح . 6- لم أر في المدرسة أشکالاً مخيفة من الطلاب . 7- لأن الأستاذ أعطاني حلوى . 8- لأن ابن عمي معي في الفصل . 9 لأن في المدرسة العاب مسلية . |
||||||
أسباب ظهور الخوف عند نسبة 10% من طلاب المدينة |
لمعرفة أسباب ظهور الخوف عند نسبة 10% من طلاب المدينة وجهنا السؤال التالي إلى بعض الطلاب المستجدين في بعض المدارس المزارة من قبلنا فکانت الإجابات کالتالي :- س : لم ظهر عليک الخوف من المدرسة أثناء حضورک لأول مرة ؟ 1- سمعت من إخواني أن هناک مدرساً يضرب بشدة . 2- أخاف أن أبي يتأخر بعد الانصراف . 3- خفت من الطلاب الکبار لا يضربون . 4- ما في ألعاب في المدرسة . 5- أخاف من لوم المدرس عندما أتأخر عن المدرسة في الصباح بسبب من يحضرني إلى المدرسة متأخراً . 6- دورة المياه لا تناسبني . 7- لا أستطيع الجلوس على الکرسي بارتياح . 8- لأني لا أرى السبورة بوضوح . |
ولنتعرف على ظاهرة الخوف المدرسي من واقع مشاعر طالب مستجد نورد ما کتبه الأستاذ محمد عاطف السالمي المشرف التربوي بتعليم العاصمة المقدسة :
من الأولويات التي بدأتها وزارة التربية والتعليم برنامج استقبال الطالب المستجد المسمى بـ ( الأسبوع التمهيدي ) لاستقبال الطلاب المستجدين في الصف الأول ، وذلک إيماناً منها بأهمية هذا البرنامج الذي يساعد الطالب على التکيف مع الجو الجديد ، الذي يختلف کلياً عن جو المنزل ، والبرنامج ليس وليد سنة ، بل سنوات ( وما أشبه اليوم بالبارحة ) .
وأتذکر أول يوم خطت فيه رجلاي أولى خطوتها إلى المدرسة برفقة والدي حيث کنت في شوق عارم ، وسعادة أکيدة ، ورغبة صادقة لمثل هذا اليوم الذي يعد أول أيام حياتي التعليمية ، وياله من يوم !
ارتجف قلبي ، وشعرت باختناق في صدري ، وزميلي يبکي ، وآخر متشبث بثوب أبيه ، وثالث مستمر في مکانه لا يحرک ساکناً . اختلجت الصدور ، وأحمر العيون ، واصطکت الأرجل ، وارتعشت الأيدي . ما هذا اليوم ؟ الجميع مشغولون بالطلاب . طمأنونا قليلاً بتقديم البسکويت والعصير ، ولکن لا نطعم له مذاقاً من الخوف . ولکن شوقي للصف الدراسي تغلب على مخاوفي ، ودفعني للاستمرار في برنامج الأسبوع التمهيدي .
ما هذا الصف ؟ الجدران ليس فيها سوى لوح کبير أمام الصف . أهذه السبورة التي يکتب عليها المعلم ؟ ، ما هذه الماصات أو الکراسي في الغرفة ؟ ، الماصة کبيرة ، والکرسي قصير ، إنها أکبر مني سأغيرها . زميلي يشکو من الکرسي . هل نتبادل مع بعض يأخذ الکرسي ، وآخذ الماصة ولکن ستبقى المشکلة . ما العمل ؟ کيف نکتب ؟ لن نستطيع الکتابة إلا واقفين . أنفقت طوال اليوم ؟ سوف نتعب . حتى الکراسي القصيرة ، لا تلحق أرجلنا الأرض وسوف تتعب عضلات فخذينا . کل هذه التساؤلات درات برأسي قبل دخول المعلم وقررت أن ابلغ المعلم بمعاناتي .
لا توجد ماصات في المدرسة . احمدوا الله . نحن درسنا على حنابل . يدي لا تمسک القلم ، يکاد يسقط مني . کيف أمسک القلم ؟ أشعر أن يدي لا تقوى على مسک القلم . کيف أتعلم إذا لم أمسک القلم ؟ ما العمل ؟ أترک المدرسة ، وأنا في الأسبوع الأول من المدرسة ؟
أم أصبر ؟ في الصف الثاني يقولون إنهم درسوا بنفس الطريقة . يعني أنهم صبروا
حتى کبروا .
سمعت في التلفاز طبيباً يقول : لابد أن يجلس الطالب جلسة صحيحة ؛ حتى لا يتقوس ظهره من الجلوس الخاطئ ، ولا يضعف نظره من إطالة النظر في الصفحة عن قرب ، ولا تتعب قدماه من کثرة الوقوف . کل هذه المشکلات سببها ( الماصة ) والکرسي غير المناسبين .
إذا کان کل ما ذکره الطبيب سيصيبني : لأني لن أکتب إلا واقفاً ، وأضع صدري على الماصة وأکتب ، وبذلک سيتقوس ظهري من هذه العادة ، والدفتر والکتاب قريبان من نظري : لأن ( الماصة ) في مستوى صدري ، ولا وسيلة لدي للکتابة إلا وضع صدري على الماصة لأتمکن من الکتابة . ليس هذا فحسب ، بل إن يدي تؤلمني من الکتابة بهذه الصورة : لأني أرفعها أعلى من مستوى کتفي والسبورة أعلى من نظري ، ولا أستطيع الکتابة عليها . لماذا لا يصممون فصولاً دراسية للطلاب الصغار مثلي وزملائي ؟
يجب أن تکون الماصات والکراسي مناسبة لنا وحدنا والسبورة أيضا غيرة ، وفي مستوانا لنتمکن من الکتابة عليها بيسر وسهولة .
کل هذه المشکلات ( کوم ) ، وغرفة الصف ( کوم آخر ) ، ليس فيها أي شيء يشدني إليها . غرفتي في المنزل فيها من الوسائل والألعاب ما يجعلني أتشوق إليها إذا غادرتها ، أما الصف فما فيه شيء يجذبني إليه سوى أنني يجب أن أتعلم کبقية زملائي .
يظهر أن مشکلاتي کثيرة ، فکلما انتهيت من مشکلة جاءت أخرى . فکثرتنا في الصف لا تجعل المعلم يتمکن من متابعتنا کما يجب ، وهو معذور في ذلک . لماذا لا يکون عددنا قليلاً ؟ ؛ حتى يتمکن المعلم من متابعتنا وتکون فرصتنا أکبر في التعليم .
إني أرسل هذا النداء إلى کل مرب ، وکل معلم ، وکلي أمل أن تتحقق هذه الطلبات التي صغتها في صورة مشکلات لکي تحل حلاً ناجحاً ، فما نحن إلا أبناء لهذا الوطن المعطاء وأعتقد أن المشکلة ليست صعبة على المربين ، وأولياء الأمور ، بل أسهل مما يتوقعون ولعلهم يسمحون لي أن أضع حلولاً لهذه المشکلة .
الفصل الثالث
خصائص النمو في مرحلة الطفولة الوسطى
مرحلة الطفولة الوسطى [ المرحلة الابتدائية – الصفوف الثلاثة الأولى ]
يدخل الطفل في هذه المرحلة العمرية إلى المدرسة الابتدائية إما قادماً من المنزل أو من دار الحضانة أو روضة أطفال وتتميز هذه المرحلة بما يلي :
اتساع الآفاق المعرفية ، وتعلم المهارات الجسمية اللازمة للألعاب وألوان النشاط العادية ، ووضوح فردية الطفل واکتساب اتجاه سليم نحو الذات ، واتساع البيئة الاجتماعية والخروج الفعلي إلى المدرسة والمجتمع والانضمام لجماعات جديدة وزيادة الاستقلال عن الوالدين .
النمو الجسمي ولذلک يجب على الوالدين والمربين مراعاة ما يلي :
النمو الفسيولوجي ويجب على الوالدين والمربين مراعاة ما يلي :
النمو الحرکي ويجب مراعاة ما يلي :
النمو الحسي ويجب على الوالدين والمربين مراعاة ما يلي :
النمو العقلي کما يجب أن يراعي الوالدان والمربون ما يلي :
النمو اللغوي ويجب على الوالدين والمربين مراعاة ما يلي :
النمو الانفعالي ويجب على الوالدين والمربين مراعاة ما يلي :
النمو الديني ويجب على الوالدين والمربين مراعاة ما يلي :
النمو الأخلاقي ويجب على الوالدين والمربين مراعاة ما يلي :
الوقاية من المخاوف وضعف النفس وعلاجها
1- عدم تخويف الأطفال وعدم استغلال مخاوفهم للتسلية والضحک .
2- تبصير الأطفال بالأشياء المؤذية ، وتوضيح ما فيها من تهديدات لحياتهم ، وتوضيح کيفية الحذر منها والبعد عنها .
3- توضيح ما هو غريب للطفل وتقريبه من إدراکه ثم ربطه بأمور سارة محببة للطفل بدلاً من ربطها بأمور تثير الخوف ، فتربية الطفل للقطة في المنزل وقيامه بإطعامها ومداعباتها يؤدي إلى عدم خوفه من الحيوانات .
4- تشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه ، وتحمل المسؤولية حتى يتعود على الجرأة والشجاعة .
5- يجب على الآباء والأمهات إذا أصاب أبناءهم شيء ما ، أن يکونوا عمليين فليلتزموا الهدوء ، ويضبطوا انفعالاتهم ويقللوا من خوفهم ، ومن کل ما يرکز انتباه الطفل على ما أصابه من مرض أو غير ذلک وليقوموا بعمل ايجابي لتخفيف الإصابة وعلاجها .
6- تدريب الآباء والأمهات أنفسهم على ضبط انفعالات الخوف عندهم ، لإخفاء مخاوفهم عن أطفالهم حتى لا يتعلموها بالملاحظة والتقليد أو الإيحاء والمشارکة الوجدانية .
7- تقليل تحذير الآباء لأبنائهم أو تأنيبهم أو تحقيرهم أو اهانتهم أو ضربهم لأن کل هذه التصرفات تسبب لدى الأطفال ضعف الثقة بالنفس وتجعلهم جبناء يشعرون دائماً بالخوف والتهديد .
8- عدم مشاجرة الوالدين أما الأطفال والابتعاد عن المقارنات بين الأخوة لأن ذلک يولد لدى الطفل مشاعر الخوف والقلق ويضعف الثقة بمن حوله .
9- تعويد الطفل على مثيرات الخوف بصورة تدريجية فمثلاُ إذا کان يخاف من القطط فنحاول تربية قطة في المنزل وبصورة تدريجية نحاول إطعامها ومراقبة مراحل نموها .
10- کثير من الأمهات مصابات بالخوف من الحشرات أو الحيوانات أو رکوب الباخرة أو الطائرة والقطار مما يؤدي ذلک إلى نقل هذا الخوف لأطفالها فهنا لابد من عرضهم على أخصائي نفسي للتخلص من هذه الحالة وعلاجها .
11- يستخدم بعض المدرسين أسلوب العقاب کالضرب لکي ينفذ التلاميذ أوامر معلميهم مما يؤدي ذلک إلى نشوء المخاوف لدى التلاميذ فينبغي على المعلم تعديل سلوکه وذلک باستخدام مبدأ الثواب والمکافأة بدلاً من العقاب والتخويف .
12- البحث عن مصادر المعلومات التي تسبب المخاوف لدى الأطفال وذلک لتصحيح أفکار الأطفال وتعديل ما يخافون منه فقد يکون مصدر هذه المخاوف هم الخدم .
13- محاولة إبعاد الأطفال عن مثيرات الخوف کمجالس الحديث عن الأموات والمآتم إلا أن يکون لدى الطفل رغبة في ذلک .
14- ينبغي على الآباء أن يکونوا قدوة حسنة لأبنائهم فيظهروا أمامهم بصورة تتسم بالشجاعة والثقة بالنفس لينتقل ذلک إلى أبنائهم عن طريق الإيحاء والمشارکة الوجدانية .
15- مراقبة واختيار ما يعرض على الطفل من قصص أو مجلات وکتب وأفلام بحيث لا تکون مما يثر المخاوف لدى الأطفال وإنما ينبغي أن تکون مما يحتوى على مشاهد فکاهية وأن تتناسب مع عمره الزمني .
16- إبعاد الطفل عن بواعث الخوف قبل سبع سنوات ثم تعريضه لمواقف الخوف تدريجياً مع ربط مصادر الخوف بأمور سارة ومحببة لدى الطفل مثل خوف التلميذ من المدرس نربطه بأمر سار کإعطائه حلوى .
ولقد استخدم باندورا وزملاؤه في علاج مخاوف الأطفال تقليد نماذج الشجاعة ويقوما على مشاهدة الطفل الخواف لأطفال آخرين يعرض عليهم أفلاماً کرتونية ثم أفلاماً سينمائية منها الشيء الذي يخاف منه الطفل والأطفال الآخرون يشاهدونه وهم فرحون مسرورون فيقلدهم في سلوک الشجاعة ويتخلى عن مخاوفه في هذا الشيء .
علاج الخوف الشاذ وضعف الثقة بالنفس عند التلاميذ :
هناک طرق عديدة للعلاج ولکن أکثر هذه الطرق شيوعاً تترکز في أسلوبين من العلاج وهما :
أولاً : العلاج النفسي للخوف :
يقوم العلاج النفسي أو التحليل النفسي بالکشف عن الدوافع المکبوتة والأسباب الحقيقية وراء الخوف ويکون ذلک بمحاولة تکوين عاطفة طيبة نحو مصادر الخوف . ويستخدم أيضا علاجاً نفسياً تدعيمياً لتنمية الثقة بالنفس والتشجيع على الاعتماد عليها وتنمية الشعور بالأمن
والإقدام والشجاعة .
ففي حالة الخوف المدرسي عادة يکون هناک تفکک بين أجزاء شخصية التلميذ حيث يکوم نتيجة لهذا التفکک بعملية استبدال أو التصاق لا شعوري لهذه المخاوف لهذه المخاوف في مثيرات طبيعية في البيئة کأن يکون المعلم شديداً جداً أو تکون الواجبات المدرسية کثيرة أيضاً ، ... وهکذا يتجنب التلميذ الذهاب إلى المدرسة فهذه العملية تعتبر وسيلة فعالة لحماية التلميذ من الوقوع في المواجهة مع الرغبات اللاشعورية التي تثير في نفسه القلق والخوف .
ومن أسباب العلاج النفسي العلاج بالاستبصار :
وهو نوع من العلاج النفسي المتعمق الذي يهدف إلى الکشف عن صراعات التلميذ وتبصيره بها ومساعدته على حلها وتنمية ثقته بنفسه وبمن حوله وتعديل مفهومه عن ذاته والاتجاهات نحو والديه وأخواته وأصدقائه ومعلميه ، ويضاف إلى تبصير التلميذ تبصير الوالدين والمعلمين وکل من له علاقة بالتلميذ حتى يساهم في علاجه بالعلاج الذي يعتمد على حد کبير بالتعاون مع الوالدين والمدرسة .
في ضوء هذه النظرية يتضح أن علاج الخوف المدرسي يمر کالأتي :
تکون علاقة طيبة مع التلميذ – استثارة خبرات التلميذ السابقة – مساعدة التلميذ على تحويل هذه الخبرات نحو المعالج النفسي – مساعدته على إدراک هذه الخبرات عن طريق الاستبصار ومن ثم نقلها إلى الواقع مما يساعد على تقليل حدة التوتر نحو المدرسة ومن ثم العودة إلى المدرسة .
ثانياً : العلاج السلوکي للخوف :
يقوم العلاج السلوکي على قطع الصلة بين الخوف وذکرياته المؤلمة والقيام بفک الاشتراط بين الخوف ومثيره وتستبدل آلام الخائف بأمور سارة محببة لنفسه وتعويده على مواجهة المواقف غير السارة بدون خوف کما يشجع المريض على المناقشة المحببة لنفسه .
ومن علماء النفس الذين تناولوا العلاج هو واطس 1976 : حيث أوضح أن العلاج السلوکي هو نوع جديد من العلاج يستخدم لتعديل السلوک المضطرب . والملاحظ أن هذا الأسلوب من العلاج يعتمد على التدعيم کعامل أساسي للتخلص من الخوف المدرسي لذلک من المهم عند علاج هذه المشکلة أن نقوم بعملية إعادة تعلم عن طريق الاقتران بين استجابة التلميذ ( الذهاب إلى المدرسة لمثير معين وهو المدرسة ) وذلک عن طريق حصوله على مکافأة معينة او تدعيم معين في هذه الحالة تعتبر المکافأة کنتيجة لاستجابته أو من ثم نتوقع أن يزداد تکرار هذه الاستجابة ، نتيجة لرغبة التلميذ في الحصول على نفس المکافأة مرة بعد مرة .
ومن أهم أساليب العلاج السلوکي :
1- عملية التحصين المنظم أو ( إضعاف الحساسية )
تعتبر هذه العملية من الأساليب الناجحة في علاج القلق الناتج عن سوء التکيف والمخاوف الشاذة وتقوم هذه العملية على أساس تقليل حدة القلق عند الشخص بصورة تدريجية نحو مثير معين عن طريق الخطوات التالية :
أ- تحليل السلوک الناتج عن المثيرات التي تعمل على إثارة واستدعاء الخوف والقلق عند التلميذ
ب- تقديم مواقف تثير القلق في التلميذ بشکل تدريجي تبدأ من الأسهل إلى الأصعب .
ت- تدريب التلميذ أثناء مواجهة هذه المواقف على الاسترخاء مما يسهل عملية امتصاص هذه المواقف بصورة تدريجية .
ث- تکرار الربط بين عملية الاسترخاء واستدعاء المثيرات التي تؤدي إلى القلق حتى يتم التخلص تدريجياً منه .
2- الفيض " الغمر " :
تقوم هذه العملية على أساس وضع التلميذ في مواقف يواجه فيها فيضاً من المخاوف المباشرة وبدون مقدمات ويترک في هذه المواقف حتى تبدأ درجة القلق تجاه هذا الکم الهائل من المخاوف تتضاءل ، والافتراض الموجود في هذه العملية هو إذا کان التلميذ قد اکتسب الخوف نتيجة لاقتران شرطي سابق فإن التقديم الکثيف للمثير الشرطي في إثارة الخوف فعملية الفيض في علاج الخوف عملية تحتاج من التلميذ أن يتصور نفسه في موقف يعبر عن أشد درجات القلق والخوف فيها وأنها عملية تحتاج تعاوناً کبيراً من البيت والمدرسة بالإضافة إلى دور المعالج النفسي حتى تحقق
النجاح المطلوب .
وقد أقام کل من شارب وسميث 1970باستخدام الفيض مع طفل عمره 13 سنة کان يعاني من الخوف المدرسي ، فد وجد أن هذا الأسلوب کان فعالاً جداً وسريعاً حيث أن الطفل عاد إلى المدرسة بعد عدد قليل من الجلسات وانتظم بشکل جيد في الدراسة بعد الجلسة الرابعة من العلاج فقد کان يطلب من الطفل أن يتخيل نفسه في أشد المواقف إزعاجا وقلقاً له ، وهو موقف الذهاب إلى المدرسة والجلوس في الفصل والاشتراک في المناقشة ، وتقديم فيض من هذه المواقف المدرسية التي تثير الخوف والقلق لدى الطفل بشکل متکرر أثناء جلوسه أمام المعالج النفسي دون أن يرتبط ذلک بحضوره فعلياً لهذه المواقف قد يجعلها تفقد قيمتها في إثارة القلق لديه وکذلک يحصل انطفاء لمفعولها مما ينتح عنه رجوع الطفل إلى المدرسة دون خوف .
ولازدياد الخوف لدى الأطفال عوامل وأسباب ، نذکر أهمها :
ولعلاج هذه الظاهرة في الأطفال يجب مراعاة الأمور التالية :
1- تنشئة الولد منذ نعومة أظفاره على الإيمان بالله ، والعبادة له ، والتسليم لجنابه في کل ما ينوب ويروع .. ولا شک أن الولد يربى على هذه المعاني الإيمانية ، ويعود على هذه العبادات البدنية والروحية .. فإنه لا يخاف إذا ابتلي ولا يهلع إذا أصيب .. وإلى هذا أرشد القرآن الکريم حين قال : ( إن الإنسان خلق هلوعا ، إذا مسه الشر جزوعا ، وإذا مسه الخير منوعا ، إلا المصلين ، الذين هم على صلاتهم دائمون ) ( المعارج 23 ) .
2- إعطاؤه حرية التصرف وتحمل المسؤولية وممارسة الأمور على قدر نموه ، ومراحل تطوره ، ليدخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري : ( کلکم راعٍ وکلکم مسؤول عن رعيته ) .
3- عدم إخافة الولد – ولا سيما عند البکاء – بالغول والصبع ، والحرامي ، والجني والعفريت . ليتحرر الولد من شبح الخوف وينشأ على الشجاعة والإقدام .. ويدخل في عموم الخيرية التي وجه إليها النبي صلى الله عليه وسلم – فيما رواه مسلم – ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) .
4- تمکن الطفل منذ أو يعقل بالخلطة العملية مع الآخرين ، وإتاحة المجال له للالتقاء بهم ، والتعرف عليهم ، ليشعر الطفل من قرارة وجدانه أنه محل عطف واحترام مع کل من يجتمع به ، ويتعرف عليه ليکون من عداد من عناهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه بقوله – فيما رواه الحاکم والبيهقي - : ( المؤمن آلف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ، وخير الناس أنفعهم للناس ) .
5- ومما ينصح به علماء النفس والتربية : ( ولا بأس بأن نجعل الطفل أکثر تعرفاً للشيء الذي يخيفه ، فإذا کان يخاف الظلام فلا بأس بأن نداعبه بإطفاء النور ثم إشعاله ؛ وإن کان يخاف الماء فلا بأس بأن نسمح له بأن يلعب بقليل من الماء في إناء صغير أو ما شابهه ؛ وإن کان يخاف من آله کهربائية مثلاً فلا بأس بأن نعطيه أجزائها ليلعب بها ثم نسمح له بأن يلعب بها کاملة وهکذا ... )
6- تلقينهم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومواقف السلف البطولية ، وتأديبهم على التخلق بأخلاق العظماء من القواد والفاتحين ، والسحابة والتابعين .. ليتطبعوا على الشجاعة الفائقة ، والبطولة النادرة ، وحب الجهاد ، وإعلاء کلمة الله .
7- ولنستمع إلى ما يقوله سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في هذا المعنى : ( کنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم کما نعلمهم السورة من القرآن ) .
8- وصية عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – للآباء في تعليم أولادهم مبادئ الفتوة والفروسية ،، ووسائل الحرب والجهاد – حين قال : ( علموا أولادکم الرماية والسباحة ، ومروهم فليثبوا على الخيل وثباً ) .
9- الحديث الذي رواه الطبرني : ( أدبوا أولادکم على ثلاث خصال : حب نبيکم ، وحب آل بيته ، وتلاوة القرآن ) ... وما هذه التوجيهات من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه الکرام من بعده .. إلا برهان قاطع على اهتمام الإسلام بتربية الأولاد على الشجاعة وحثهم على الإقدام .. ليکونوا في المستقبل جيل الإسلام الصاعد في إشادة صرح الإسلام الشامخ ، ورفع منار العزة الإسلامية في العالين .
رأي الدين في علاج هذه المشکلة
إن الخوف من الانفعالات المهمة في حياة الإنسان لأنها تدفعه إلى تجنب مواقف الخطر والابتعاد عما يؤذيه ويضره کما يستطيع أن يقوم باتخاذ وسائل الوقاية من قبل وقوعه فهو يساعده على التهيؤ للمواقف الخطر ، والاستعداد لمواجهتها . فخوف التلميذ من الرسوب في الامتحان يدفعه إلى بذل مجهود کبير في استذکار دروسه مما يؤدي إلى نجاحه بتفوق . وخوف الموظف رؤساءه يدفعه إلى بذل أقصى جهد في عمله لإرضاء رئيسه . وليس الخوف مقصوراً فقط على وقاية الإنسان من الأخطار التي تهدده في حياته الدنيوية وإنما يدفع المؤمن إلى اتقاء عذاب الله في الحياة الآخرة فيتجنب الوقوع في المعاصي والتمسک بالتقوى والانتظام في عبادة الله وعمل کل ما يرضيه قال تعالى : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذکر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوکلون ) ( الأنفال : 2 ) وقوله تعالى : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون ) ( السجدة : 16 ) .
فأهم أنواع الخوف التي تکون لها أعظم الفوائد في حياة الإنسان هو الخوف من عذاب الله سبحانه وتعالى فهو يدفعه إلى التمسک بواجباته الدينية ويمنعه من ارتکاب المعاصي والذنوب . قال تعالى : ( وخافون إن کنتم مؤمنين ) ( آل عمران : 175 ) ، وکانت آيات الترهيب من عذاب الله وعقابه في القرآن لها الأثر الفعال في الامتثال لأوامر الله تعالى . ولقد استعان الرسول صلى الله عليه وسلم بالترهيب من عقاب الله وعذابه في التربية النفسية للمسلمين ، وفي دفعهم إلى الامتثال لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه ، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يلج النار رجل بکى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ) أخرجه الترمذي . فکما أنه من المستحيل أن يعود اللبن إلى الضرع بعد خروجه منه ، فکذلک من المستحيل أن يدخل النار من خاف الله وبکى من خشيته . ويدل هذا الحديث على أن الخوف من الله منجاة من النار إذ أنه يدفع المرء إلى الطاعات ويبعده عن المعاصي.
ولقد دلت الدراسات الحديثة على أن الخوف إذا کان معتدلاً وغير شديد ومسرف فهو مفيد في دفع الإنسان إلى حسن الأداء أما إذا کان على درجة عالية من الشدة أدى على اضطراب الإنسان وسوء أدائه فالخوف الشديد من أداء الامتحانات يعوق التلميذ عن الترکيز الجيد في الاستذکار ، فيؤدي به إلى الأداء السيئ في الامتحانات فلقد وصف القرآن الکريم هذا الاضطراب ( الخوف الشديد ) بالزلازل الشديد الذي يهز الإنسان هزاً شديداً فيفقده القدرة على التفکير والسيطرة على النفس والذهول ولقد أشار القرآن حالة الذهول التي يسببها الخوف الشديد المفاجئ أثناء وصفه ليوم القيامة بقوله تعالى : بل تأتيهم بغتة فتبهتم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينتظرون ) ( الأنبياء : 40 ) فالخوف الشديد جداً من عذاب الله قد يؤدي بالفرد إلى اليأس من رحمة الله وحينئذ تضطرب شخصيته ويسوء أداؤه لواجباته الدينية ليأسه من النجاة من عذاب الله . ولذلک کان من الضروري أن يصاحب الخوف من عذاب الله الرجاء في رحمة الله ليخفف من شدة الخوف حتى لا يدع اليأس يتملک الإنسان وکذلک إذا کان الرجاء في رحمته شديداً إلى درجة کبيرة فقد يدفعه إلى إهمال واجباته الدينية طمعاً في رحمة الله .
ولذلک ينبغي على الإنسان أن يجمع بين الخوف من عذاب الله والرجاء في رحمته ليمده بطاقة دافعة توجهه إلى السلوک المستقيم . ولقد أشار الله إلى أهمية الجمع بين الخوف والرجاء في وصفه لأنبيائه وعباده الصالحين في قوله تعالى : ( إنهم کانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وکانوا لنا خاشعين ) ( الأنبياء : 90 ) ، وقوله تعالى : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون ) ( السجدة : 16 ) .
وتصاحب انفعال الخوف تغيرات کثيرة في الوظائف الفسيولوجية وفي ملامح الوجه ونبرات الصوت وهيئة البدن ويستجيب الفرد عادة لمواقف الخطر التي تهدده وتثير فيه انفعال الخوف بالابتعاد عنها والهرب منها ولقد ذکر القرآن في وصف خوف موسى عليه السلام من فرعون وهروبه منه ( ففررت منکم لما خفتکم ) ( الشعراء : 21 ) .
ويؤدي الخوف من الله وظيفة مهمة ومفيدة في حياة المؤمن إذ يجنبه المعاصي فيقيه من غضب الله وعذابه ويحثه على أداء العبادات والقيام بالأعمال الصالحة ابتغاء مرضاة الله ويحقق له الأمن النفسي لقوله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائکة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي کنتم توعدون ) ( فصلت : 30 ) .
فمنهج القرآن الکريم في التربية النفسية منهج لا نظير له في جميع النظريات التربوية . فهو يربي الفرد طفلاً ومراهقاً وشاباً ورجلاً يقوده إلى الحق والخير ويأخذ بيده إلى مستويات الکمال البشري ووسيلته إلى ذلک بعث شعور الخوف من الله سبحانه وتعالى لأن بعث هذا الشعور يعمل على تقويم الشخصية ويمده بطاقات واستعدادات ذاتية ومعنوية قوية تنکسر على قاعدتها کل مخاوف الفرد من دون الله ويخفى هذا الشعور کل رهبة لما دون الله .
إن خوف الطفل من الله عز وجل يضفي على شخصيته قوة واعتزازاً واستعلاء على مخاوف الدنيا وأمناً من مخاوف الآخرة ، کما يضفي على سلوکه انضباطاً وهدوءا وعلى نفسه الشعور بالقناعة والرضاء ، وبذلک يستحق أن يستظل بظل الله .
إن القرآن الکريم والأحاديث النبوية الشريفة تهدي الإنسان إلى ما يؤمن خوفه من المعلوم والمجهول کالوساوس والهواجس لتقليل وانحسار الآثار السلبية لانفعال الخوف قال تعالى : ( قل أعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق ، ومن شر غاسق إذا وقب ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد ) ( الفلق : 4-5 )
إن الظلمة بطبيعتها مخيفة في جميع المراحل – لما قد تخيفه من عدو متوثب قد ينقض فجأة والمراهق يبدو عليه شعور الخوف بالإثم عندما يقترف ذنباً أو يرتکب خطيئة وتبدو أيضاً في أن يتردى في المهاوي التي يقع فيها رفاقه وترجع هذه المخاوف إلى الشعور بالذنب لما يقترفه من مخالفات شرعية وما يصدر عنه من أخطاء وخوفه من أن يشتري به الفساد فيضل خلالها بعيداً عنه وهذه المحاسبة عنده جديرة بالتربية والتوجيه لإقامة التوازن بين نفسه والواقع الاجتماعي . أن التربية الإسلامية تخلص المراهق من الشعور بالذنب حيث تعلمه بأن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة عن عبادة ويعفوا عن السيئات قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربکم سيئاتکم ويدخلکم جنات تجري من تحتها الأنهار ) ( التحريم : 8 ) .
ولقد صور القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة کثيراً من المواقف التي عاشها المراهقون من أبناء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وکان لهم في هذا المواقف شجاعة وجسارة وأمثال ( أسامة بن زيد ) الشاب الذي ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم على جيش المسلمين لفتح بلاد الشام وهو ابن خمسة عشر عاماً . فيجدر بالمراهق المسلم أن يتخذ من هذه الأحداث التاريخية زادا يدعم به سلوکه في المواقف التي تثير فيها انفعال الخوف فيستجيب لها استجابة مناسبة ودالة على نضجه ورشده فالهروب والخوف من مواجهة الخطر ليس مذموماً في جميع المواقف التي تثيره بل ثمة مواقف يکون الهروب والخوف محموداً . قال تعالى : ( فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين ) ( القصص : 21 ) .
يجب أن يتعلم المراهق أن المواجهة وعدم الخوف في المواقف التي تهدد الفرد في نفسه ودينه تقابل بالشجاعة والمقدام . فالاستجابة للخوف تختلف باختلاف العقيدة فالمؤمن إذا يخاف الله سبحانه وتعالى يفر إليه ويقبل عليه کما في قوله تعالى ( ففروا على الله إني لکم منه نذير مبين ) ( الذاريات : 50 ) .
ولعلاج هذه الظاهرة في الأطفال ينبغي على الوالدين مراعاة الأمور التالية :
1- تنشئة الطفل منذ نعومة أظفاره على الإيمان بالله والعبادة له ، وينبغي على الوالدين تسحين المناخ النفسي والاجتماعي في المنزل ، حتى يشعر الطفل بالأمن والطمأنينة في علاقته بوالديه .
2- تعويد الوالدين الطفل على الحرية وتحمل المسؤولية بما يتناسب مع نموه ومن ذلک قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام البخاري ( کلکم راع وکلم مسؤول عن رعيته ) .
3- کما ينبغي على الوالدين عدم تخويف الطفل وخاصة عند البکاء من الغول والعفاريت أو من بعض المخلوقات : ليتحرر الطفل من الخوف وينشأ على الشجاعة والإقدام ومن ذلک قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من
المؤمن الضعيف ) .
4- أن يتعامل الوالدان مع مخاوف الطفل بهدوء فلا يجب الاستهزاء بها وخاصة المخاوف الشاذة ، أو اجباره على مواجهتها بالقوة ، فالطفل الذي يخاف الظلام لا نجبره على وضعه في غرفة مظلمة وإنما يتم اجباره بصورة تدريجية فنترک الأمور له ونجلس معه قليلاً ثم نخفض الاضاءة حتى يشعر بالأمن والطمأنينة ويرى أن مخاوفه لا مبرر لها .
5- تشجيع الوالدين الطفل على الاختلاط بالآخرين والتعرف عليهم ليشعر أنه موضع حب واهتمام من الآخرين ومن ذلک قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحاکم والبيهقي ( المؤمن إلف مألوف ، ولا خير في من يألف ولا يؤلف زخير الناس أنفعهم للناس ) .
6- تلقين الوالدين لأطفالهم المواقف البطولية للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتأديبه على التخلق بأخلاق العظماء من القواد والفاتحين والصحابة والتابعين : لتطبعوا على الشجاعة والبطولة وإعلاء کلمة الله .
7- تجلد الوالدين أمام أطفالهم فإذا کانت الأم تخاف بعض أنواع الحشرات أو شرب الدواء فلا تظهر هذه المخاوف أمامهم أو استخدام التشجيع الجمعي ، فنعطي مثلاً طفلاً شجاعاً الدواء تحت تأثير التشجيع أمام الآخرين ثم نعطي الآخرين دوائهم بعد ذلک تحت تأثير التشجيع أيضاً وبالتکرار نجد هذه الأشياء تنفذ بسهولة وسرعة .
8- کما يجب على الوالدين عدم تحقير أطفالهم وإهانتهم إذا أخطئوا وإنما تنبيههم إلى الخطأ برفق ولين وإقناعهم بتجنب الخطأ ولا يکون ذلک أمام الحاضرين ، أي إصلاحهم وتقويم اعوجاجهم بالأسلوب الحسن الذي يتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم . حتى لا يشعروا بضعف الثقة بأنفسهم وهي من الأسباب التي تؤدي إلى انحرافات الأطفال النفسية والخلقية .
9- کما يجب على الوالدين معاملة الأطفال ذوي العاهات أو من يعاني من قصور جسمي أو عقلي معاملة رحيمة وتربية صالحة على أساس أن قيمة الإنسان في دينه وأخلاقه لا في شکله ومظهره ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلک فيما رواه الترمذي وأبو داود ( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمکم من في السماء ) والابتعاد عن تحقيرهم والاستهزاء بهم والسخرية منهم مما يکون له أثر سيء في نفوسهم وما تحدثه من مضاعفات أليمة في أعماقهم وأحاسيسهم ومشاعرهم کما يهيئ لهم رفقة من الأصدقاء الصالحين الذي يجتمعون بهم ويلتقوا معهم وبهذا يکون قد أزالوا من نفس هؤلاء الأطفال عقدة الشعور بالنقص وهيأه ليکون عضوا في المجتمع
دور المعلم في علاج هذه المشکلة :
يعد الخوف وضعف الثقة بالنفس من مشکلات السلوک الشائعة بين التلاميذ في جميع المراحل الدراسية وله دور کبير في انخفاض المستوى الدراسي لکثير منهم .
فالمعلم الناجح هو الذي يستطيع ان يکتشف نقاط الضعف في شخصيات تلاميذه ويتعامل مع کل بما يلائمها . ولعل أول خطوة يقوم بها المعلم بعد ذلک بالتعاون مع الأخصاءي النفسي والمنزل في حل مشکلة التلميذ ، فالتلميذ الخائف عديم الثقة بنفسه لابد من تشجيعه وبث الثقة بنفسه ما أمکن ومعرفة الأسباب التي أدت بذلک وعلاجه ، فالتلميذ يحتاج إلى الحب والحنان والاطمئنان والأمان حتى لا يضطرب سلوکه وحتى يستطيع أن يتکيف مع أسرته ومع رفاقه ومع مجتمع المدرسة .
وينبغي على المعلم مساعدة التلميذ الذي يبدو عليه الخوف على تنمية قدراته وإشباع ميوله ، ولا يکثر عليه من الواجبات المنزلية ، ولا يؤنبه ولا يحقره على أيام غيابه عن الفصل بل يجب تشجيعه ونقله من حالة السلبية إلى حالة الإيجابية ، وعدم الالتفاف إلى ما يصدر من التلميذ من استثارة جسمية أثناء الإجابة والنقاش مع المعلمين أو التلاميذ ، وعليه أن يخفف من حدة شعوره بصعوبة الموقف الذي يعيش فيه ويعطيه طابع الاعتيادية ، والاهتمام به في الأسئلة حتى يشعر بأنه محط اهتمامه ، کما ينبغي تقديم الخبرات السارة للتلميذ وإکسابه المعرفة والمهارة التي تزيد من ثقته بنفسه ، وتقديم الخبرات والمواقف التعليمية التي تتناسب مع قدراته وإمکانياته وميوله وتشبع حاجاته والتي يمکن عن طريقها إزالة الخوف من نفس الطفل عن طريق رفع روحه المعنوية وتعزيز ثقته بنفسه عن طريق ألفاظ التشجيع وبتعبيرات مؤثرة تدل على الإعجاب مهما کان حجم الإجابة التي يجيب عليها
والحقيقة أن هؤلاء التلاميذ مرهفو الحس ولديهم قدرات کبيرة على الإبداع لکنها مختفية تحت هذه النفس الخائفة ، ومعنى هذا أنه من الأهمية بمکان إشراک التلميذ في الأنشطة اللاصفية کالإذاعة المدرسية فيتيح للتلميذ الذي يعاني من الخوف الاجتماعي الفرصة في کتابة الموضوعات أو حتى إلقائها بعد تمرينه من قبل المعلم أو حتى تعود إلقائه مرات على نفسه ويحسن أن يستفيد من سماع صوته مسجلاً ليقف على نقاط القوة والضعف فيما يقدمه .
فإشعار الطفل بالنجاح والقدرة على التفوق هو الذي يجعله يثق بنفسه ويشعر بالأمن ويقوم تصرفات أکثر اتزاناً وأکثر إبداعاً ولا يکون ذلک في إطار شعوره الدائم بالحب من الجميع ومن معلميه وأصدقائه وإحساسه بقيمته بينهم ويتم ذلک بتقريب المعلم منه في فترات الراحة ، وبين الحصص حتى يثق به ، ويحاول تلمس مواهبه ومحاسنه ويبرزها . حتى يشعر الطفل بالارتياح في المدرسة ويقبل عليها ويجب الذهاب إليها وغلى المعلمين بدلاً من الخوف منها ومن معلميه ، توفير المثل الأعلى الذي يقلده الطفل في المدرسة ويحتذي به حيث أن الخوف کغيره من الانفعالات ينتقل إليه عن طريق الإيحاء والمشارکة الوجدانية والتقليد والمحاکاة .
ومن ملاحظة الجانب النفسي بالولد :
- فإن کان من أسباب هذا الشعور التحقير والإهانة فعلى المربي أن يخاطب الولد بالنداء الطيب ، والخطاب الجميل ..
- وإن کان من أسباب هذا الشعور اليُتم فعلى المربي أن ينفخ في نفسه الولد روح الصبر والمصابرة والاعتماد على النفس في بناء الشخصية الإسلامية حتى يشق الولد طريقه ، ويحقق ما حققه غيره من الرجال الکبار ، والأغنياء العظام !!..
- وإن کان من أسباب هذا الشعور الحسد فعلى المربي أن يعالج هذه الظاهرة بمحبة الولد ، وتحقيق عدل المعاملة بينه وبين إخوانه وإزالة کل سبب يؤدي إلى الحسد ..
- فإن کان من أسباب الغضب المرض فعلى المربي أن يسارع إلى معالجته طبياً ..
- وإن کان من اسباب الغضب الجوع فعلى المربي أن يسارع إلى إطعامه في الوقت المناسب .
- وإن کان من أسبابه التقريع من غير حق فعليه أن ينزه لسانه عن کلمات
الإهانة والتوبيخ .
- وإن کان من أسبابه الدلال والتنعم فعليه أن يعامله بالمعاملة العادية ويعوده
على التقشف .
- وإن کان من أسبابه الهزء والسخرية فعليه تجنيب الولد کل انفعال و‘ثارة .
کما على المربين جميعاً أن يأخذوا بقواعد الإسلام في تسکين الغضب ، وأن يعلموه أولادهم حتى يسکن غضبهم إذا غضبوا ، وتخف حدتهم إذا ثاروا !!..
ومن ملاحظة الجانب الاجتماعي بالولد :
وأن يلاحظ المربي في الولد کذلک المشاعر النبيلة مع الآخرين :
فإذا وجد الولد يتصف بالأنانية أرشده إلى الإيثار ، وإذا وجده يميل إلى نزعة التباغض غرس فيه بذور المحبة والصفاء ، وإذا وجده لا يحل حلالاً ، ولا يحرم حراماً .. أمره بالتقوى ، وذکره بعذاب الله والآخرة .. حتى تتأصل في نفسه عقيدة المراقبة لله ، والخشية منه .. وإذا وجد الولد قد ناله من الأذى من مکروه أو مرض ، رسخ في جنابه وأعماق قلبه عقيدة الرضى بالقضاء والقدر .. وهکذا يستطيع المربي أن يغرس في نفسه الولد هذه الأصول النفسية من الإيمان والتقوى والمراقبة ، وأن يزرع في قلبه الطاهر مشاعر الإيثار والتعاطف والصفاء .. حتى إذا شب وترعرع وبلغ سن التکليف أدى حق الله ؛ وحق نفسه ، وحق العباد .. وأصبح إنساناً سوياً ، ورجلاً عاقلاً حکيماً .. يُشار إليه بالبنان ، بل يکون له في القلوب احترام ، وفي النفوس إعزاز وإجلال !!..
کيف يرى الطالب المستجد الحلول المناسبة له وذلک إتمام لمشاعر الطالب المستجد :
أولاً : مشکلة ( الماصات ) والکراسي : إذا لم تتوفر للمدرسة ( ماصات ) وکراسي تناسب سن الطلاب يکلف ولي الأمر بإحضار ( ماصة ) وکرسي لابنه ، حسب مقياس مناسب تحدده المدرسة للجميع ، بدلاً من استخدام مقاس واحد من ( الماصات ) لطلاب الصف الأول والصف السادس .
ثانياً : مشکلة مسک القلم : على المعلم أن يحضر ماسکة قلم من التي تباع في المکتبات ويطلع أولياء الأمور عليها ، ويکلفهم بشرائها لأبنائهم وهي رخيصة الثمن ولا تکلف شيئاً .
ثالثاً : مشکلة السبورة : تستبدل بسبورة أخرى تکون في مستوى الصف الأول .
رابعاً : الوسائل التعليمية : في يد المعلم ، عليه أن يعد فصله قبل دخول الطلاب ، ويوفر لهم ما يحتاجون إليه من وسائل تعليمية ، وفي نفس الوقت تکون مصدر تشويق لهم للارتباط بالصف الدراسي .
خامساً : تحديد عدد الطلاب في الصف : آمل أن يکون موضع دراسة المسؤولين .
سادساً : على مدير المدرسة أن يختار المعلمين الأکفاء لنا ، الذين يحسنون التعامل معنا ويتخيرون لنا أفضل الطرق التي توصل المعلومة إلينا ؛ لنکون جديرين من حمل الراية من بعدهم .
نشرة تربوية حول قبول الأطفال في المدرسة الابتدائية
عزيزي ولي الأمر :
لعلک تدرک ما للمرحلة الابتدائية وبالذات الصفوف الدراسية الأولى من أهمية في مستقبل حياة ابنک الدراسية لکونها القاعدة الأساسية التي تمثل الانطلاقة الحقيقية لبناء شخصية الطفل ، وإکسابه المهارات الأساسية للتعلم ، التي تساعده على اجتياز المراحل الدراسية اللاحقة بسهولة ويسر وتجنبه الصعوبات والمعوقات التي قد تحد من تحصيله وتفاعله وتفوقه ، لذا فإن إلحاق الطفل في المدرسة يتطلب مستوى محدداً من العمر الزمني والنضج الفکري والتفوق النفسي والاجتماعي يتناسب مع متطلبات العمل المدرسي في هذه المرحلة .
وانطلاقاً من هذه الحقائق التربوية فقد أجرت وزارة التربية والتعليم دراسة مقارنة بسن القبول المناسب في المرحلة الابتدائية في عدد من دول العالم واتضح من خلالها أن ما نسبته 91 % من الدول التي شملتها الدراسة تتضمن سياستها التعليمية ونظمها التربوية تحديد سن القبول بست سنوات وذلک لکي يحقق الطفل في نهاية طفولته المبکرة الآتي :
الخاتمة
أخيراً . وفي نهاية هذا البحث نحمد الله تبارک وتعالى الذي وفقنا لإتمامه ، ونصلي ونسلم على خير الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
وبعد ...
فقد تناولنا في هذا البحث الخوف وتعريف مختصر له وتعريف الخوف المدرسي وأعراض الخوف المدرسي وأسبابه وبعض النظريات التي تحدثت عنه ، والتوصيات التي خرجنا بها .
ونسأل الله عز وجل أن نکون قد وفقنا في تقديم هذا البحث في أکمل صورة حتى ينال إعجاب ورضي أستاذنا الفاضل وأن يکون قد ألم بالمادة العلمية المرجوة منه .
ولا يفوتنا أن نتقدم بالشکر الجزيل لکل من أسهم معنا في کتابة هذا البحث وعلى رأسهم سعادة الدکتور / عابد النفيعي ، والزملاء الکرام .
ونسأل الله تعالى أن يجعل ذلک في موازين حسناتهم إنه سميع مجيب .
وفي الختام نصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
إعداد
عبدالعزيز محمد نعيم