الشخصية اليهودية فى مسرح کريستوفر مارلو

المؤلفون

1 المدرس المساعد بقسم الإعلام التربوى کلية التربية النوعية بأشمون– جامعة المنوفية

2 أستاذ ورئيس قسم الدراما والنقد المسرحى-بالنعهد العالى للفنون المسرحية – أکاديمية الفنون

3 أستاذ مساعد المسرح بقسم الإعلام التربوى کلية التربية النوعية جامعة المنصورة

4 مدرس أصول التربية کلية التربية النوعية جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث:
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على سمات الشخصية اليهودية کما عکستها مسرحية"يهودى مالطة"لکريستوفر مارلو، حيث دارت أحداث المسرحية حول شخصية اليهودى براباس الذى جمع ثروة طائلة من خلال عمله بالربا والتجارة، ولکن حاکم المدينة صادر کل أملاکه بسبب رفضه التبرع بنصف ثروته لتجهيز الجيش للدفاع عن المدينة، ولما کان براباس يتوقع هذا القرار فقد خبأ معظم أمواله ومجوهراته بعيداً عن الأعين . ورغم أنه نجا بمعظم أملاکه من المصادرة إلا أنه بدأ ينتقم من الجميع . وقام الباحث بتحليل مضمون هذا النص المسرحى وخرج بعدة نتائج أهمها:
-          تعصب اليهود لجنسهم وغدرهم وأنانيتهم وجشعهم ليست صفات مستحدثة، ولکنها صفات قديمة ولاصقة باليهود منذ نشأتهم وحتى الآن .
-          اليهود لا يتورعون فى استعمال الجنس – أى المرأة – للوصول إلى مآربهم . .
-          اليهودى لا يقف فى سبيل تحقيق أهدافه وأطماعه أى عقبة من دين أو رحمة أو تقاليد أو أى مبدأ من المبادئ الإنسانية .
-          يؤمن اليهودى إيماناً مطلقاً بنظرية الجنس السامى وأنه من سلالة سامية .
-          من السمات المتأصلة فى اليهودى سمات : خيانة العهد والغدر الخداع والدهاء والمراوغة، البخل، الربا، عشق المال، الکذب، حب الذات، قسوة القلب وانعدام الرحمة، النفاق والتملق، أنه شيطان شرير، يعشق الفتنة وتدبير المکائد والوقيعة بين الناس، الجحود وعدم الوفاء حتى لأهله، الجبن، والرشوة والسرقة، المصلحتة الذاتية (الأنانية)، يکره المسيحيين والمسلمين بشکل عام ولا يثق فى الآخر .
-          تعرض براباس إلى لون ما من ألوان الإضطهاد الممقوت لأقلية دينية، حيث تعرض
-          لمصادرة کل أملاکه من قبل حاکم المدينة لسبب اعتراضه على مطالبة سلطات المدينة أن يقوم اليهود - دون غيرهم - بدفع نصف ممتلکاتهم کضرائب للمدينة، وهذا يعد اضطهادا لأقليات دينية أيضاً . وأوصت الدراسة القائمين على إدارة شئون البلاد بالإهتمام ببناء عقول المواطنين عن طريق تقديم فکر راقٍ وابداع حقيقى، والبعد عن تقديم الثقافة السطحية المبتذلة ؛ لأنها نوع من الإسراف لا مبرر له، کما توصى بتوعية المواطنين بأبعاد الشخصية اليهودية الحقيقية، ليعرفوا عدوهم الأول والأساسى فى هذا العصر .

مقدمه :

لن يجد المتابع لتاريخ اليهود أية صعوبة فى اکتشاف حقيقة أنهم عانوا من الإضطهاد ونبذ الجميع لهم فى کل زمان وفى کل مکان عاشوا فيه، ولن يجهد تفکيره أيضاً فى معرفة السبب، لأن هذا الإضطهاد وهذا النبذ ليس من فراغ، بل هو رد فعل طبيعى تجاه أفعال وعقول هؤلاء اليهود الذين يعتقدون أنهم شعب الله المختار ؛ لذلک فإن صفاتهم وتصرفاتهم تتسم بالفساد والفسق والفجور؛"فهم لم يتأقلموا طوال تاريخ تواجدهم – مع البلاد التى أخذوها موطناً لهم"([1]) . وهذا الإضطهاد جعل اليهود لا يستقرون فى مکان، وبالرغم من هذا لم يحاولوا أن يغيروا من أنفسهم، واستمروا فى أفعالهم اللاإنسانية، وراحوا يمارسون الغدر والمکائد والربا والفسق والفجور وامتصاص ثروات الشعوب . والدراما المسرحية تقدم نماذج مختلفة من الشخصيات والموضوعات المختلفة، وهذا التقديم قد يکون إيجابيا أو سلبيا مما يساهم فى خلق صورة ذهنية أو إنطباعا معينا لدى جمهور المسرح عن الشخصيات أو الموضوعات، ومن بين الشخصيات التى تعرض لها المسرح بالوصف والتحليل الشخصية اليهودية، ولما کانت هذه الشخصية مثار جدل دائم وأزلى فإن التصدى لها بالدراسة من خلال المسرح قد يکون حلاً لهذه الإشکالية عند الکثيرين خاصة عندما نتعرف على سمات هذه الشخصية ونرصد المشکلات الخاصة بها، وأحلامها المشروعة وغير المشروعة . واختار الباحث مسرحية يهودى مالطة -للکاتب الإنجليزى الشهير کريستوفر مارلو - لأنها تٌعد واحدة من أشهر مسرحيتين تناولتا الشخصية اليهودية عبر التاريخ مع مسرحية"تاجر البندقية"لشکسبير، بالإضافة إلى أن هذه المسرحية تمت کتابتها فى القرن السادس عشر عقب"دخول اليهود إلى أوربا فى أعقاب نکسة الأندلس ولجوء بعضهم إلى بعض الأقطار الأوربية"([2])، مما قد يعطينا تأکيدًا أو نفيًا للصورة الذهنية الموجودة لدينا عن شخصية اليهودى فى عصرنا الراهن .

 

مشکلة البحث

 الفن بشکل عام و"المسرح بشکل خاص لا يمکن أن ينفصلا عن الواقع الذى يتواجدان فيه، (...) ولا يستطيع الفن أن يبقى بعيداً عن اضطرابات العصر الذى يرى فيه النور"([3]) .

 وعلى هذه الفرضية الواقعية إذا أردنا أن نتعرف على طبيعة شعب ما أو فئة من الفئات البشرية وعلاقتها ببعضها البعض فى مرحلة زمنية معينة فما علينا إلا أن نقوم بدراسة النصوص المسرحية المؤلفة أثناء تلک المرحلة، حيث سنجد فيها ما يرشدنا إلى الوقوف على الحقائق التاريخية الثابتة . ومن الفئات البشرية الجديرة بالدراسة وبالفحص والتحليل هم اليهود ؛ لأن اليهود ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم شعب الله المختار، الذى اصطفاه الله من بين شعوب الأرض ليحمل رسالته، مفضلاً إياه على هذه الشعوب جميعاً . ومن هذا المنطلق فإن اليهودى لا يرغب فى الإندماج مع غير اليهودى، لذلک فهم يسعون إلى الإلتفاف والتقرب من بعضهم البعض، ويعملون جاهدين للسيطرة على کل البشرية، وهم من أجل ذلک لا يتورعون فى فعل أى شئ . فما هى هذه الأشياء ؟!، وماهى سماتهم الشخصية ؟!. وعليه فقد تبلورت مشکلة هذا البحث فى التعرف على طبيعة الشخصية اليهودية وعلاقتها مع الآخر وذلک من خلال تحليل المضمون لمسرحيته"يهودى مالطة"للکاتب الإنجليزى الشهير کريستوفر مارلو .

تساؤلات الدراسة :

 تطرح هذه الدراسة عدة تساؤلات لعل أهمها :

-          ماأهم سمات وخصائص الشخصية اليهودية کما صّورها مارلو ؟

-          ما هى أهم المشاکل والقضايا التى يعانى منها المجتمع اليهودى ؟ .

-          ما الأسباب المؤدية لطبيعة تلک الصورة ؟، وما هى نظرة المجتمع الأوربى لليهود ؟ 0

أهمية الدراسة :

ترجع أهمية هذه الدراسة إلى أنها تتناول شخصية أثارت وما زالت تثير الجدل حولها ألا وهى شخصية اليهودى، ويرى الباحث أن هذه الدراسة ستعود بالنفع على الشباب المصرى بصفة خاصة والشباب العربى – بصفة عامة - وستزيد معرفتهم بهذه الشخصية المثيرة للجدل.

أهداف الدراسة :

1-الکشف عن أحوال اليهود، وتاريخهم، وأخلاقهم، وقبائحهم، معتمداً فى بيان ذلک کله على ما جاء عنهم فى مسرحية"يهودى مالطة". الأمر الذى سيعود بالنفع على الشباب العربى بصفة عامة، والشباب المصري بصفة خاصة .

2-التعرف على طبيعة وسمات الشخصية اليهودية کما تعکسها المسرحية (عينة الدراسة ) .

 

الدراسات السابقة :

أولاً: الدراسات العربية:

1ـ دراسة : عبدالکريم قطب شحاته ( 2002 ) ([4]) : السمات اليهودية فى روايات سول بيلو وبرنارد مالامود:

 هدفت هذه الدراسة إلى الترکيز على الطريقة التى کتب بها الروائيون اليهود فى أمريکا شخصياتهم ومناقشة الموضوعات اليهودية، کذلک دراسة الطريقة التى قام بها الروائيان سول بيلو وبرنارد مالامود باستخدام هذا الفن لعرض القضايا اليهودية وإبداع نماذج من الشخصية اليهودية تختلف عن النموذج المعروف فى العصور الوسطى 0 وتوصلت الدراسة إلى وجود هذه السمات اليهودية فى روايات بيلو ومالامود، وأنه من الضرورى بذل الجهد لمواجهة الدعاية اليهودية القائمة على حساب العرب والمسلمين غالباً .

2- دراسة :فوزى إبراهيم عبد الهادى(1988([5]):صورة اليهودى فى المسرح العربى فى مصر :

 تناولت هذه الدراسة صورة الشخصية اليهودية کما عکستها الأعمال المسرحية المصرية خلال الفترة من 1945حتى عام 1981، واستعرض الباحث فى دراسته تاريخ اليهود وتطور حياتهم وطرق وسبل حياتهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض من ناحية، وعلاقاتهم بالمجتمعات التى عاشوا فيها من ناحية أخرى. وقام بعملية تحليل لمضمون النصوص المسرحية – عينة الدراسة - . وتوصل إلى أن الشخصية اليهودية مکروهة من کل المجتمعات التى عاشت فيها، کما أظهرت النصوص المسرحية المختارة الشخصية اليهودية بصورة سيئة للغاية ؛ فهى شخصية طماعة وأنانية وحقودة وغدارة وغير مؤتمنة ومرابية وناقضة للعهود ومصلحتها فوق أى معايير إنسانية .

3 - دراسة : محمد أحمد أحمد إسماعيل (2009)([6]) : تصوير الشخصية الإسرائيلية فى الدراما التليفزيونية المصرية _ الفترة 1987- 2003 .

 تناول الباحث فى دراسته خصائص الشخصية اليهودية کما صورتها الدراما التليفزيونية التى تعرضت للشخصية الإسرائيلية فى الفترة من 1987 -2003 من حيث التحليل الفکرى للجماعات اليهودية وهجرتهم لإسرائيل ثم التحليل التطبيقى للأعمال الدرامية فى محاولة لإکتشاف مواطن الضعف والقوة فى هذا التناول . وخرج الباحث من دراسته بعدة نتائج من أهمها : تنميط الشخصية الإسرائيلية فى معظم المسلسلات وکذلک فى المسلسل الواحد فنلاحظ تشابه الخصائص الدرامية لکل الشخصيات ( العناد – التعصب – الإنتهازية )، کما أظهرت المسلسلات – عينة الدراسة – الشخصية الإسرائيلية بصورة سيئة وسلبية .

4 - دراسة : محمد عصام بهى (1983)([7]) : الشخصية الشريرة فى الأدب المسرحى

 رصدت هذه الدراسة الشخصيات الشريرة فى الأدب المسرحى ومن ضمن هذه الشخصيات التى تطرقت إليها الدراسة الشخصية اليهودية، على اعتبار أن الشخصية اليهودية هى شخصية شريرة فى الأساس، حيث نرى نماذج کثيرة للشخصية اليهودية تناولها الباحث فى هذه الدراسة، فنجده قد تناول الشخصية اليهودية فى النصوص المسرحية :"إله إسرائيل"، "شيلوک الجديد"، "شعب الله المختار" لعلى أحمد باکثير، و فى النص المسرحى"اليهودى التائه"ليسرى الجندى، والنص المسرحى"يهودى مالطة"لمارلو . وتوصلت الدراسة إلى أن مسرح عصر النهضة الأوربية – بعامة – والمسرح الإليزابيثى فى إنجلترا – بخاصة – أدى الدور الحاسم فى هذا التحول من الشيطان، بوصفه الشخصية الشريرة الجاهزة، إلى الشيطان البشرى، ثم إلى النماذج الأخرى . وتوصلت الدراسة أيضاً أن المسرح المصرى – فى مراحله المختلفة – أفاد إفادة واسعة من التراث المسرحى العالمى، واقتبس نماذجه بعامة والنماذج الشريرة بخاصة .

5- دراسة : محمد سيد طنطاوى (1966 م)([8]) : بنو إسرائيل فى القرآن والسنة

 تناولت هذه الدراسة الشخصية اليهودية کما جاءت فى القرآن الکريم والسنة النبوية المطهرة؛ حيث أوضحت الدراسة أن القرآن الکريم فى حديثه عن بنى إسرائيل يربط ربطاً محکماً بين طباع وأخلاق المعاصرين منهم للنبى (صلى الله عليه وسلم ) وطباع وأخلاق آبائهم الأولين الذين عاصروا موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وذلک ليبين أن ماعليه الأبناء من فسوق وعصيان ومحاربة لدعوة الإسلام إنما هو ميراث من الخلق السيئ توارثه الخلف من السلف وأخذه الأبناء عن الآباء . ومن الأدلة على صدق القرآن الکريم أن ما وصفهم به من صفات نراها فى کل زمان ومکان منطبقة عليهم، ولم تزدهم الأيام إلا رسوخاً فيها . وأکدت الدراسة أن اليهود هم المسئولون عن کل اضطهاد وقع بهم، وأنهم مستحقون لهذه العقوبات لأسباب من أهمها : أنانيتهم وأطماعهم التى لا حدود لها، فقد سوَلت لهم أنفسهم أن العالم ملک لهم بکل من فيه وما عليه، وأن عليهم متى حلوا فى أى دولة أن ينهبوا خيراتها بکل وسيلة، وأن يجمعوا أموالها بأى طريقة، فإن المال هو معبود اليهود من قديم الأزل . وبينت الدراسة أيضاً أن اليهود يعتبرون أنفسهم أبناء الله وأحباءه، وشعبه المختار .

 

ثانياً : الدراسات الأجنبية :

1 – دراسة : جودزينسکى فرانسيس سکلامويتز (1980)([9]) : تصوير اليهود فى روايات بلزاک :

 هذه الدراسة تتناول بالشرح والتحليل صورة اليهودى کما تناولها الکاتب"بلزاک"فى رواياته، فعلى عکس العديد من الکتاب فى القرن التاسع عشر فإن بلزاک يصور الشخصيات اليهودية فى روياته بصورة إيجابية ومثالية، ورسمها بشکل يناقض تماماً الصورة التى رسمتها لهم المؤلفات القديمة . وهذه الدراسة أوضحت أن بلزاک لا يرى عيباً فى اقتناص اليهودى للذهب وشغفه اقتنائه والحرص على جمع أکبر کمية منه ؛ لأن الذهب يمثل لليهودى الثروة التى تحدد مصير البشر، ويمثل النفوذ والقوة، کما أن بلزاک لا يرى فى مؤلفاته أى عيب فى عمل إقراض اليهودى المال للآخرين بالربا، ويعتبره نجاحاً لليهودى .

2 - دراسة : دوکس دونالي.. (1995) ([10]) : اليهود فى الدراما الإنجليزية فى العصور الوسطى .

 تتناول هذه الدراسة الشخصية اليهودية فى الدراما الإنجليزية أثناء العصور الوسطى، ورکزت على مسرحية قام بتأليفها کاتب يدعى"ايست انجليان"، تحت اسم"القداس". وترصد هذه الدراسة فى أعمال درامية أخرى العنف الموجه ضد اليهود، واضطهاد الإنجليز لهم بسبب الإنحلال وسوء الأخلاق والفساد الذي کانوا يعيشون فيه هؤلاء اليهود . وتشير هذه الدراسة أيضاً إلى أن هناک بعض الروايات التى أظهرت اليهود بصورة حسنة، وخاصة الأعمال التى تناولت القرن الثالث عشر، واعتبرت أنهم رمز التشريع الإنجليزى فى عام 1290، وکان لليهود فى هذه الفترة مکانة عالية فى المجتمع، وهناک بعض الأعمال التى أظهرت اليهود فى انجلترا فى القرن الخامس عشر بصورة الفئة الضالة، الخارجة عن المجتمع وعاداته وتقاليده، وصورتهم على أنهم قتلة وسفاحين وخونه وخاصة فى مجال السياسة . کما أشارت الدراسة أيضاً إلى تحول عدد لا بأس به من اليهود إلى المسيحية وذلک فى القرن التاسع عشر .


3 – دراسة: ليفين ستانلى فالليس 1984([11]) :اليهودى فى الأدب الفرنسى قبل الثورة

 تتناول هذه الدراسة صورة الشخصية اليهودية کما صورها الأدب الفرنسى قبل اندلاع الثورة الفرنسية فى أواخر القرن الثامن عشر، ورکزت الدراسة على الشخصية اليهودية فى مؤلفات راسين وفولتير وبسکال وليمان، حيث رکز الکتاب الفرنسيون على علاقة اليهود بالمجتمع الذى يعيشون فيه، ونمو وانتشار وتغلغل اليهود فى المجتمع الأوربى بشکل عام والمجتمع الفرنسى بشکل خاص، وتناولوا علاقة اليهود ببعضهم البعض، وکيف أنهم يفضلون مصلحتهم على مصالح الآخرين حتى لو کان بالباطل . واتسمت الشخصية اليهودية فى هذه الکتابات بالأنانية وسوء الخلق، بالإضافة إلى تشاؤم المحيطين بالشخصية اليهودية منها .

نوع البحث ومنهجه

 يعد البحث من البحوث الوصفية فى تحليل المضمون .

أداة تحليل المضمون ( Content Analysis):

أداة تحليل المضمون ستکون الأداة الأساسية التى سوف يعتمد عليها الباحث فى الدراسة .

طريقة اختيار العينة :

 اختار الباحت مسرحية يهودى مالطة بشکل عمدى للأسباب المذکورة في المقدمة .

مصطلحات الدراسة :

1- الشخصية :

 "هى تنظيمٌ ديناميٌ داخل الفرد له قدر من الثبات والدوام لمجموعة من الوظائف أو السمات أو الأجهزة الإدراکية النزوعية والإنفعالية والمعرفية والدافعية والجسمية التى تحدد طريقة الفرد المتميزة فى الإستجابة للمواقف وأسلوبه الخاص فى التکييف مع البيئة وقد ينتج عن هذا الأسلوب توافق أو سوء توافق"( [12])

2- الشخصية اليهودية : Jewish Character

 الشخصية اليهودية "مصطلح يفترض وجود شخصية يهودية لها سماتها المحددة وهوية يهودية تختلف عن هوية الجماعات التى يعيش أعضاء الجماعات اليهودية بين ظهرانيها"([13] ) .

3- اليهودى The jew

 "هو الذى يؤمن بالعقيدة اليهودية "([14]) .

4 - المسرح

 شکل من أشکال التعابير الفنية التى ابتدعتها العقلية الإنسانية المبدعة للتعبير عن واقع الإنسان عن طريق مؤدين يشخصون شخصيات ليست شخصياتهم . ويجسد فى ذلک أنساق من الرموز التى تشکل لغات العرض المسرحى التى تحقق التواصل بين المؤدين وجموع المشاهدين، ويتم ذلک فى مکان خاص معد لتقديم هذا العرض المسرحى([15]).

المسرح الإليزابيثى

تمهيد :

 ازدهر المسرح الأوروبى ازدهاراً کبيراً فى عصر النهضة، وخاصة فى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا فى البداية، ولکن انجلترا ما لبثت أن تفوقت على أوربا کلها فى هذا المجال، بعد أن کانت متخلفة کثيراً عن هذه الدول الثلاث، حيث استطاعت فى عشرات قليلة من السنين أن تتبوأ الصدارة المسرحية فى أوربا، وکان نجاحها هذا مثار إندهاش وإعجاب النقاد والمتابعين للحرکة المسرحية فى ذاک الوقت.

 وفى هذا العصر - الذى سُمىَ العصر الإليزابيثى نسبة إلى الملکة إليزابيث الأولى - ظهر العديد من المؤلفين المسرحيين، ولکن برع منهم شابان، کان "کل منهما فى السادسة عشرة من عمره، أحدهما طالب بکلية سانت جون (St.John) بجامعة أکسفورد (Oxford) وأما الثانى فکان مساعداً لأبيه فى تجارة الصوف، وانضم هذان الکاتبان بعد ذلک بقليل إلى صفوف کتاب المسرح فى لندن . ولحسن الحظ أسرع أول هذا الثنائى إلى دوائر المسرح قبل صاحبه بسنوات معدودة، وکان يدعى کريستوفر مارلو (Christopher Marlowe)"([16]) .

"عاش کريستوفر مارلو 1564 – 1593 حياة قصيرة متقلبة وکان ابناً لإسکافى من کنتربرى؛ حيث تنقل من مدرسة الملوک إلى کنتربرى ثم إلى کامبردج حيث حصل على الشهادة العالية سنة 1583 ولا تزال الحقائق الصادقة عن حياته بعيدة عن التحقق الواضح"([17]) . ومن مسرحيات مارلو : مسرحية (دکتور فاوست 1588 Doctor Faustus) التى کانت سببا فى شهرته، وقد اقترب فيها من الإطار المألوف للملهاة أکثر من ذى قبل، وهى مسرحية تدور أحداثها حول إنسان دفعه طموحه إلى الهلاک الشامل، ثم"أتت بعد ذلک مسرحية يهودى مالطة عام 1591- 1592"([18])، وهناک من يقول : إن مارلو"کتب مسرحية"يهودى مالطة The Jew Of Malta" عام 1589، ومسرحية"ديدو ملکة قرطاجنة 1593 Dido Queen of Garthage"([19])، ومسرحية"مذبحة فى باريس 1593 – 1594"([20])، ثم کتب مسرحية"إدوارد الثانى"عام 1592، التى ترکها لنا عبقرى عصر النهضة الثائر المنحوس أعظم مسرحياته طرافة، وانما کانت أبرعها صياغة"([21]) . أما مسرحية"تيمورلنک"فقد کتبها عام 1587، وکان هذا العمل منه"هو تماماً ما ينتظره العصر، فقد احتاج المسرح عام 1587 إلى رجل واثق من أهدافه، يعمل جاهداً على إصلاح المسرحية، وکان من الضرورى أن يأتى شخص يفتح طريقاً فى جرأة ليمر فيه شکسبير من بعده، فيثبت من روح الجمهور فى عصر"اليزابيث"ويعبر عنه تعبيرا نهائيا، وليست مسرحية"تيمور لنک بالمسرحية العظيمة، وإنما کانت إلهاما، فقد أثبت – مارلو بعبارات من شأنها جذب انتباه المتفرجين، وألفاظ متأججة – موضوعا يعالج البطولة فى وحدة حادة متصلة مع احتفاظه احتفاظا مستمرا بجدية الموضوع، وبرهن مارلو على أن الإعجاب والدهشة وحدهما يستطيعان أن يستحوذا على صمت جمهور احتشد فى مسرح، ولا يحتاج الجمهور دائما للهزل الرخيص، وإن البلاغة العالية التى دخلت فى ثوب معبر صالح لإلقاء الممثل أثر السحر فى جمهور المسرح"([22]) . ويحسب لمارلو أنه جعل بطل مأساته رجلاً عاديًا وليس ملکا کما کان متبعا لدى سابقيه من کتاب المسرح، وأثبت أن تجسيد أقل الناس مرتبة قد يحرک عواطف المتفرجين ربما أکثر من تجسيد الملوک.

 ولد (کريستوفر مارلو Christopher Marlowe) فى العام الذى ولد فيه (شکسبير) وکان شخصية أکثر إتقاداً من معاصره، وإن کان هذا المعاصر أعظم منه، فان"عبقرية شکسبير بدت متأخرة نسبياً، وظلت تشتعل نحو عشرين سنة بينما اشتعلت عبقرية مارلو فى بهاء، ثم اختفت فجأة بموته بعد سنوات قليلة، ولا يستطيع أحد أن يتکهن بما کان يستطيع أن يحققه لو أتيح له أن يحيا، على أن بريق الزهرة قد يشير إلى ضعف احتمال استمرارها زمناً، وإن کان لا يجزم بذلک، فقد اشتعلت بوحشية حادة لا تترکها محتفظة بخصائصها باستمرار"([23]) .

 على أية حال فإن تراجيديات مارلو هى مسرحيات جوهرية وهامة فى المسرح الإليزابيثى، فهى "تراجيديات تثير الإنتباه والتشويق من خلال الترکيز على البطل التراجيدى وتضخيم صورته وجعلها جبارة وقوية ومبالغ فى تصرفاتها (000)، وفن مارلو التراجيدى يقترب کثيراً من فن شکسبير"([24]) . أما الشخصيات الأخرى فى مسرحياته فهى شخصيات ثانوية وأقل حجماً وقوة، کما أن أغلب أحداث مسرحياته عبارة عن اسکتشات Sketches بدون أى معالم أو خطوط درامية قوية .

مسرحية"يهودى مالطة".. تأليف : کريستوفر مارلو

 على الرغم من أن تاريخ کتابة مارلو لمسرحيته "يهودى مالطة"لم يعرف على وجه الدقة إلا أن معظم الکتاب يعتقدون أنها "کتبت عام 1589 أو فى بواکير 1590"([25] ) .

المقدمة المنطقية لمسرحية يهودى مالطة :

 المقدمة المنطقية هى"المقدمة التى يهدف کل شئ فى المسرحية من فعل أو قول أو حرکة أو تصوير للمشاعر بالکلام أو الرمز أو الإيحاء أو بأى وسيلة من الوسائل إلى اثبات صحتها وإقامة الدليل على أنها الحق والقول الفصل"([26]) . وعليه إذا أردنا أن نتعرف على المقدمة المنطقية لمسرحية يهودى مالطة يتعيَن علينا أن نتعرف أولاً على موضوعها الرئيسى . ومن هذا المنطلق فإن مسرحية"يهودى مالطة"لکريستوفر مارلو تدور أحداثها حول شخصية تاجر يهودي يدعى"براباس"يفعل کل شئ مباح وغير مباحًا من أجل الحصول على المال ومن أجل مصلحته الشخصية .

 وتبدأ المسرحية بظهور شبح مکيافيلى ليقدم لنا المسرحية، وهذا الظهور يوضح لنا من البداية الملامح المبدئية لشخصية بطل هذه المسرحية"براباس"؛ فالصورة الذهنية لمکيافيللى عند الناس هى مبدؤه الذى يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة، وميکيافيللى هو رجل کان "يرى أن الجنس البشرى هو ذلک الجنس الذى أتيح له أن يعرفه حق المعرفة"([27])، کما أنه"لم يکن رجلاً عاطفياً، ولکنه ذرف بعض دموع الحب وقد أعجبته الشخصيات القوية القبيحة . وقدر کل التقدير کل من کان يريد الفهم، والتعمق فى صميم الأشياء ومعرفة الطبيعة البشرية على حقيقتها"([28])، ولم يکتف مارلو بأن يجعل مکيافيللى يقدم المسرحية، بل جعله يعلن عن بعض أفکاره الشيطانية، ومن بينها أنه لا يقيم وزناً للدين والقيم والمبادئ، أى أنه شيطان:

 مکيافيلى : (...) إن الدين عندى ليس إلا دمية صبيانية([29]) .

ويکاد مارلو يعلن عن المقدمة المنطقية لمسرحيته من اللحظة الأولى لها وذلک عندما يجعل مکيافيلى يعلن عن شخصية اليهودى "براباس" وأنه يشبهه تماماً فى کل شئ ويسير على نفس النهج الذى دعى إليه فى کتاباته:

 مکيافيلى : (...) فأنا لم أجئ إلى هنا، إلى بريطانيا لکى ألقى محاضرة، وإنما جئت لتقديم مأساة يهودى يبتسم لمرأى أکياسه محشوة بنقود لم يحصل عليها إلا بالوسائل التى أدعو إليها .. إننى أطلب شيئاً واحداً: هو أن تمجدوه کما يستحق أن يمجَد، وألا تسيئوا الحفاوة به لأنه يشايعنى ([30]) .

مثل هذه السطور الأخيرة لها أهمية کبيرة فى رسم صورة الشخصية اليهودية کما يراها کريستوفر مارلو، فهو يعلنها لنا منذ البداية ودون مواربة أن صورة اليهودى براباس تشبه تماما صورة مکيافيلى، وواضح هنا مدى تأثر مارلو بکتاب"الأمير Le prince"لصاحبه ميکيافيلى الذى کتبه"فى سنة 1513، ولقد عمت شهرته، أو سوء سمعته، فى أوربا کلها منذ نشره مصحوباً بموجة إما من الإعجاب والمدح وإما من التثريب والقدح . ولقد کان مارلو، بسبب استقلاله، واتجاهه الثورى فى الحياة، واحداً من الإنجليز الذين اعتنقوا تعاليم هذا الکتاب، والتعاليم الأخرى التى تفرعت عنها"([31])

 ويرى الباحث أن مارلو لم يحالفه التوفيق فى هذ التقديم، فهو أعطى للقارئ الملامح الرئيسية لبطله منذ البداية وطريقة تفکيره ونظرته للأمور، وأنه يسير على درب مکيافيلى ؛ الأمر الذى قد يجعل القارئ يستنتج أفعال اليهودى براباس، وما ستؤول إليه أحداث المسرحية، مما يفقد المتلقى متعة التشويق والترقب لما ستسفر عنه الأحداث .

 وبعد هذا التقديم نرى براباس وهو يستمتع بعد نقوده، والإستمتاع برؤية أکوام ما يملک من الذهب، ويتابع أعماله وتجارته، ونعرف أنه يملک أموالاً طائلة، کما نعرف أنه يفضل المال على أى شئ أخر :

 براباس : (...) إننى لأفضل أن أکون يهودياً مکروهاً وأنا ثرى على أن أکون مثار عطف الناس وأنا مسيحى فقير ([32]) .

 کما نعرف أن ليس لديه من الأبناء غير إبنة واحدة فقط، وهو يحبها ولکن فى نفس الوقت لا يتوانى فى التضحية بها من أجل منفعته الذاتية، وبارباس لم يصرح ذلک صراحة، ولکن شبه حبه لإبنته بحب أجاممنون لإبنته افيجينيا، وکما هو معروف أن "أجاممنون وعد بتقديم إيفيجينيا ضحية للألهة فى ميناء أوليس (...)، وأن الإلهة آرتميس أنقذت إيفيجينيا من النحر کضحية للألهة"([33]) .

 براباس : (...) لى بنت وحيدة أحبها کما أحب أجاممنون ابنته إفيجين([34]) .

ويدخل عليه ثلاثة من اليهود ويخبرونه أن أسطولاً من السفن الحربية الترکية قد رسى على شواطئ مالطة، وأن حاکم مالطة يعقد اجتماعاً ودعا يهود المدينة لحضور هذا الإجتماع الهام والعاجل، ويخمن براباس أن الأتراک ربما قد جاءوا لأخذ الجزية المتأخرة على مالطة، وبالفعل صدقت توقعاته، ويعرض فرنيزى - حاکم مالطة – على اليهود أن يساهم کل منهم بنصف ثروته لتسديد الجزية، إلا أن براباس يرفض الدفع ؛ فيعاقبة فرنيزى بمصادرة کل أملاکه بما فيها منزله الذى يحوله إلى دير للراهبات .

 لم يکن هذا التصرف العنيف من قبل الحاکم"فرنيزى"يروق بالطبع لبراباس، لذلک کان رد فعل براباس عنيفاً وقاسياً وبلا رحمة ولا إنسانية، فها هو نراه يقنع ابنته ابيجيل أن تدعى ترکها لليهودية واعتناقها للمسيحية لکى تنقب له عن ثروته التى خبأها فى الدير، وبالفعل تنفذ هذا وتتوصل إلى کنوزه وتحضرها له ثم تعود إلى ديانتها اليهودية مرة أخرى، ولم يکتفى براباس برجوع کنوزة إليه، بل أراد الإنتقام من فرنيزى - حاکم مالطة – الذى سلبه بعض أمواله ؛ فاستغل جمال ابنته ابيجيل فى الإيقاع بإبنه"لودوفيک"، وکذلک الإيقاع بالمسيحى "ماثياس" - حبيب ابيجيل – حيث أوهم کلاً منهما على حدة أن الأخر يحبها ويتحداه فى حبها، ودبر لهما مکيدة محکمة ؛ فقتلا کلاً منهما الأخر . وعندما علمت ابيجيل بما فعله أبيها فى حبيبها وصديقه شعرت بالذنب وذهبت إلى الدير - صادقة – لتعلن تحولها من الديانة اليهودية إلى الديانة المسيحية، وتبدى رغبتها فى الرهبنة من أجل التعبد والتوبة:

ابيجيل : لقد أغضبت الله کثيراً وهذا يجعلنى شبه يائسة بسبب ذنوبى (...) أيها الراهب الرحيم، اهد والدى إلى الدين المسيحي لعله ينجو من العذاب . واشهد بأننى سأموت مسيحية([35]) .

 غير أن براباس لم يرض بأن تترک ابنته الدين اليهودى وتعتنق المسيحية، فيدبر جريمة لقتل ابنته بالسم ومعها کل راهبات الدير انتقاماً منهم جميعاً ومن الدين المسيحى أيضاً، وبالفعل ينجح فى تنفيذ جريمته بمساعدة خادمه اليهودى"اثامور"، وتموت جميع راهبات الدير بما فيهن ابيجيل، ولکن قبل أن تموت تعترف للراهب برناردين بأن أباها کان المدبر لجريمة قتل لودوفيک – ابن الحاکم – وصديقه ماثياس – حبيب ابيجيل - .

 يذهب الراهب برناردين مصطحباً معه الراهب جاکومو إلى براباس ليوبخاه على فعلته الشنعاء فى حق الصديقين لودوفيک وماثياس، إلا أن براباس يتخلص منهما بمکره ودهائه، حيث أوهمهما أنه يريد أن يعتنق المسيحية ويتبرع بکل ثروته لأحد الأديرة لکى يکفر عن ذنوبه وجرائمه التى ارتکبها، فيتکالب الراهبان على کسب ود براباس طمعاً فى أمواله، ويتعارک الإثنان على أىَ الديرين يصطفى أموال براباس، وينفرد بکل واحد منهما ؛ فيقتل أحدهما، ويتهم الآخر بقتله .

 يتعلق الخادم اليهودى اثامور بعلاقة عاطفية بغانية تدعى بلاميرا ؛ فيحکى لها – بعد أن سکر من شرب الخمر – کل أسرار سيده براباس ؛ فتنتهز الفرصة لتحصل منه على النقود، وتتمکن – بمساعدة قوَادها – من اقناعه أن يبتز براباس ؛ فيرسل اثامور قوَادها"بيليابورزا"إلى براباس لطلب أموال کثيرة حتى لا يبح بأسراره ؛ فيضطر براباس إلى الموافقة، ولکنه يقرر القضاء على اثامور والباغية بلاميرا وقوَادها بيليابورزا لأنهم عرفوا أسراره ؛ فيذهب إليهم متنکراً فى زى موسيقى فرنسى متجول، ويحمل فى قبعته وردة مسمومة تقضى عليهم الثلاثة عندما يمنحها لهم ليستنشقوا عطرها، غير أنهم لا يموتون إلا بعد أن يذهبوا إلى الحاکم ويبوحوا له بکل أسرار براباس، ومن هذه الأسرار أنه هو الذى دبر مؤامرة محکمة لقتل ابنه لودوفيک ومعه صديقه ماثياس، کما أنه هو الذى سمم الطعام للراهبات وقتلهن جميعاً بما فيهن ابنته ابيجيل ؛ فيرسل الحاکم من يقبض عليه ويضعه فى السجن انتظاراً لمحاکمته على جرائمه التى ارتکبها. فى السجن يشرب"براباس"شراباً منوماً، فيظنه الحراس قد مات ؛ فيلقون به خارج أسوار المدينة ؛ فيتقابل مع جيش الأتراک الغزاة ؛ ويدلهم على نفق سرى يدخلون من خلاله إلى وسط المدينة ؛ فيفاجئون فرسانها ويقضون عليهم، وقد حدث هذا بالفعل، ومکافأة لبراباس عيَنوه على مالطة حاکماً بعد أن قبضوا على حاکمها"فرنيزى"، إلا أن براباس يدرک بذکائه أن شعب مالطة يکرهه، ومن الصعب أن يستمر فى حکمه طويلاً ؛ فيعقد مؤامرة مع حاکم مالطة السابق ؛ مفادها : أن يقوم برباس بدعوة قادة وجنود جيش الأتراک على مأدبة غذاء ثم يقضى عليهم جميعاً، وبذلک يکون قدم عملاً طيباً لأهل مالطة فيحبوه ويستتب الأمر، بالإضافة إلى أن فرنيزى وعده بجمع الأموال له من أهل مالطة . ويلبى الأتراک الدعوة ويقضى براباس على کل الجنود الأتراک، ولکن عند تنفيذ مؤامرته على قادة الجيش الترکى ينقلب عليه فرنيزى، وينفذ خطة قتل هؤلاء القادة فى براباس نفسه، ويقبض فرنيزى على القادة الأتراک ويضعهم فى السجن، وبذلک يکون براباس ذاق من نفس الکأس الذى أذاقه للکثيرين من قبل، وتنتهى المسرحية.

مما سبق نستطيع أن نقول أن المقدمة المنطقية لهذه المسرحية هى :

(مبدأ الشخصية اليهودية هو الغاية تبرر الوسيلة ).

 ويرى الباحث أن کريستوفر مارلو حشد أحداثاً کثيرة ليبرهن على فکرته، وکان يکفى له بعضاً من هذه الأحداث ليقنع المتلقى بشيطانية اليهودى براباس، والدليل على ذلک هو أننا نستطيع أن نخرج بمقدمات منطقية أخرى - بجوار المقدمة المنطقية السابقة التى ارتأى الباحث إنها الفکرة الرئسية التى أراد النص أن يقولها – مثل :

-    الشخصية اليهودية تضع مصلحتها فوق جميع القيم والمبادئ الإنسانية .

-    الحنث بالقسم أو عدم الوفاء بالعهد مع من يخالفون اليهودي فى ديانته .

-    البناء الدرامى للشخصية اليهودية فى مسرحية"يهودى مالطة":

 الدراما هى محاکاة للأحداث، وبالتالى فهى تحاکى القائمين على هذه الأحداث، والشخصية من أهم عناصر العمل الدرامى، وهى التى تصنع الحدث الدرامى، والکاتب يخلق شخصياته من خلال خبراته وثقافاته، کما أنه قد يضيف إليها من خياله، "وللشخصية معنى ووظيفة وإطار من العلاقات تتجسد فى النص الأدبى، والنص الأدبى يصف الشخصية بطاقتها الدلالية، بالمظهر، وبالفعل، وبالباطن، وبما تقوله الشخصيات الأخرى عنها، وبکل ما يقال عنها بطريقة مباشرة – فى الحوار والتعليمات – أو بطريقة غير مباشرة"([36]) .

أبعاد الشخصية

الشخصية الدرامية تتکون من ثلاثة أبعاد اساسية هى:

1 – البعد المادى (الجسمانى) :

هو البعد الناتج عن الوراثة، حيث تنتقل الجينات الوراثية من الأباء إلى الأبناء .

2 – البعد الإجتماعى (وهو البعد الخاص بالبيئة المحيطة بالشخصية ) :

إن صفة حب المال واکتنازة اکتسبها براباس من أهله وعشيرته ؛ فالثراء هو مصدر أمان وفخر لليهود .

 وکذلک صفة المکر والدهاء اکتسبها وتعلمها براباس من أهله، فقد تعلم – عن طريق السمع – أن الأشياء التى تأتى بالحيلة والخداع هى التى تدوم، أما التى تأتى بالقوة فلا تدوم:

 براباس : لکن ما من شئ يأتى عن طريق العنف يمکن أن يدوم، هذا ما سمعته يقال مراراً ([37]) .

إن أغلب صفات اليهودى براباس اکتبسها وتعلمها من أهله اليهود، فنسيان الأذى لم يتعلمه، ولا يعرف إليه سبيلاً، وهو يعترف صراحة بأنه تعلم من مجتمعه اليهودى کيفية تقبيل الأيادى أحياناً، والرقص کالقرود أحياناً أخرى، وإدعاء التقوى والورع والمسکنة فى أحايين کثيرة من أجل الوصول إلى غايته :

 براباس : (...) لقد تعلمت فى (فلورنسا) کيف أقبل يدى وأهز کتفى عندما يدعوننى کلباً، وکيف أحنى الرأس کاى راهب حافى القدمين، ولکننى إنما أفعل ذلک أملاً فى أن أراهم يموتون جوعاً فى حظيرة حيوانات، أو أراهم يسألون العطاء فى کنيسنا، وعندما تصل إلىَ صينية العطاء فاننى سأتصدق ببصقة ([38])

3 – البعد النفسى :

 أما البعد الثالث فى تکوين الشخصية وهو السيکولوجى ( الکيان النفسى ) فهو ثمرة البعدين الآخرين – الفسيولوجى والسوسيولوجى -؛ حيث إن "أثرهما المشترک هو الذى يحيى فينا مطامعنا ويسبب هزائمنا وخيبة آمالنا ويکون أمزجتنا وميولنا ومرکبات النقص فينا (...)، هو الذى يتمم کياننا الجسمانى والإجتماعى ويشکلهما"([39])، وکل تصرفات اليهودى براباس ناتجة عن تکوينه النفسى الذى هو نتاج البعدين المادى والإجتماعى . وفى هذا النص نجح مؤلفه"کريستوفر مارلو"أن يجعل تصرفات براباس متناسقة مع أبعاد شخصيته بشکل خاص، ومع أبعاد الشخصية اليهودية بشکل عام، وهو فى سبيل إقناع المتلقى بتصرفات براباس الشاذة والبعيدة عن الإنسانية، کان حريصاً أن يسرد لنا فى أکثر من موضع التکوين النفسى لليهود عموماً، ولشخصية براباس بشکل خاص، وکرر فى أکثر من موضع أن شخصية اليهودى براباس لا تنفصل عن الشخصية اليهودية فى کل زمان ومکان، وتصرفاتهم وأفعالهم وصفاتهم کلها واحدة، لذلک نرى"مارلو"يجعل"براباس"يتحدث بلسان الجمع وليس المفرد، فيقول – على سبيل المثال - : نحن اليهود بدلاً من أن يقول : أنا، أو عاداتنا بدلاً من عادتى ... إلخ :

 براباس : فنحن اليهود نستطيع أن نتذلل کالکلاب عندما نريد ([40]) .

 براباس : (...) إنها عادتنا المتبعة، نهرع إلى الهواء الطلق لتطهير أنفسنا کلما

 تحدثنا إلى کافرين مثلکم لأننا نحن أصحاب الوعد . ([41])

 نخلص من هذا أن"کريستوفر مارلو"يقصد – عن عمد – تجسيد کل شخصيات اليهود فى شخصية اليهودى براباس .

وحدة الموضوع :

 وهى وحدة من الوحدات الثلاث الکلاسيکية، وتعنى وحدة الحدث، أى أن المسرحية "تنظر فى قضية واحدة فحسب، ولا تتعدد الحبکات"([42])، وتعنى أيضاً أن"تدور المسرحية حول فعل واحد تام له بداية ووسط ونهاية، وعلى ذلک لا يجب أن يکون فى المسرحية غير بطل واحد يثير الإهتمام، وعمل واحد ترتبط أجزاؤه ببعض وتؤلف کلا متجانساً متدرجاً فى أهميته حتى النهاية، ويجب ألا تشتمل المسرحية إلا على قصة واحدة رئيسية، وهذا يعنى استبعاد القصص الفرعية"([43]) . وإذا طبقنا هذا التعريف على هذا النص نجد أن مارلوإ قد أطاح به جانباً، ولم يعره أى اهتمام ؛ فهذا النص لم يتناول حدثاً واحداً أو ثيمة واحدة، بل استخدم أحداثاً کثيرة وثيمات متعددة مثل ثيمات الطمع، الجحود، الخيانة، الکذب، النفاق، الغرور والتعالى، وغيرهم، مما ساعد على تفکک البناء الدرامى للمسرحية، وعدم ترابط الأحداث .

 أما من ناحية البناء الدرامى للنص فيرى الباحث أن المسرحية تفتقر إلى قوة البناء وإلى التوازن والترابط المنطقى للأحداث وإلى البراعة فى رسم شخصياتها، وجنحت المسرحية إلى الميلودراما ؛ فأحداثها فجة مفتعلة، وکثير من شخصياتها لا روح فيها، فمارلو بنى فعله المسرحى على شخصية أساسية واحدة فقط وهى اليهودى براباس، وجعلها تقف وحدها فى الميدان لا تجد من تصارعه، تفعل ما تشاء دون أن يعترض طريقها أحد ؛ وجعلها سوبر مان الشر، وليس مجرد فرد شرير، وهذا هو أسلوب مارلو فى رسم شخصيات کل تراجيدياته التى کتبها، "فهى تراجيديات تثير الإنتباه والتشويق من خلال الترکيز على البطل التراجيدى وتضخيم صورته وجعلها جبارة وقوية ومبالغ فى تصرفاتها (000)، أما الشخصيات الأخرى فى مسرحياته فهى شخصيات ثانوية وأقل حجماً وقوة، کما أن أغلب أحداث مسرحياته عبارة عن اسکتشات Sketches بدون أى معالم أو خطوط درامية قوية "([44]) . لذلک افتقد الصراع فيها إلى الخصم القوى الذى يشعل الصراع ويقويه ؛ فجنحت أحداث المسرحية إلى الميلودراما، ذلک لأن الميلودراما "فن قائم على المبالغة، وهى ليست مبالغة کمية، بل هى فى الأساس مبالغة کيفية"([45])، کما أن الميلودراما "ترکز الشر فى حفنة من الناس وأحياناً فى فرد واحد"([46]) . أيضاً تخلوا المسرحية خلواً تاماً من روح الکوميديا، فکل أحداثها کئيبة بدرجة کبيرة، والأجزاء التى تبدو مرحة فيها تشعرنا أنها أقرب إلى اللا معقولية أو الشعوذة وليس إلى الکوميديا .

 سمات الشخصية اليهودية فى مسرحية يهودى مالطة

 سمات الشخصية اليهودية فى هذا النص تتمثل فى شخصية اليهودى براباس، وهذه الشخصية تعتبر نموذجاً للشخصية الشيطانية، فمارلو جمع کل الصفات الشريرة – تقريباً – ووضعها فى شخصية براباس، ويرى الباحث أن مارلو لم يبرر – التبرير الکافى – لماذا جعل ردود أفعال هذه الشخصية متطرفة بهذا الشکل .

-الغاية تبرر الوسيلة (مکيافيلية )

 يؤمن اليهودى بارباس بأن الغاية تبرر الوسيلة، مهما کانت قذارة هذه الوسيلة، ولما کانت غايته جمع المال ولا شئ غير المال ؛ فقد سلک أقذر الطرق، فنراه يدس السم فى آبار المياه ليقتل من يشرب منه، ومارس مهنة الطب ليس حباً فى علاج المرضى، بل حباً فى قتلهم لکى يجمع المال، وهو لا يتوانى فى قتل الصديق قبل العدو من أجل منفعة مادية رخيصة، ولا يتوانى عن إغواء بعض اللصوص المسيحيين على السرقة ثم يبلغ عنهم ليزج بهم إلى السجن، وهو يفعل کل هذا ليس فى الخفاء، بل على مرأى ومسمع من الجميع، والأکثر من هذا يقوم هو بنفسه بالإعلان عن أفعاله الدنيئة واللإنسانية هذه - سواء کانت معلنة أو مستترة – کأنها أفعال فخر واعتزاز :

 براباس : إن سألت عنى فأنا أتلصص فى الليالى فأقضى على المرضى الذين يئنون تحت الجدران، وفى بعض الأحيان أخرج لأدس السم فى آبار الماء، ومن حين إلى حين أرضى بأن أسقط عدداً من ريالاتى، أشجع بها اللصوص المسيحيين لکى أراهم بعد ذلک من إيوانى يسيرون من جانب بابى مقيدى الأيدى إلى السجون . لقد درست الطب فى شبابى وبدأت أمارسه على الطليان أول الأمر، وهناک أغنيت الرهبان لکثرة من دفنوا من الموتى، وجعلت سواعد سدنة الکنائس تعمل باستمرار فى حفر القبور ودق أجراس الموتى . ومن بعد ذلک أصبحت مهندساً، وفى إبان الحروب بين فرنسا وألمانيا کنت أتوارى وراء التظاهر بمساعدة شارل الخامس، وأقتل الصديق والعدو بمکائدى([47]) .

 براباس : الغفران لنفسى المثقلة بالخطيئة . ([48])

-خيانة العهد والغدر الخداع والدهاء والمراوغة

 عندما أراد اليهودى براباس أن يستعيد کنوزه وأمواله التى خبأها فى بيته – قبل أن يصادر الحاکم هذا البيت ويحوله إلى دير للراهبات – لم يجد غير مکره ودهائه وخبثه لإستعمالهما من أجل هذا الغرض، وتوصل إلى حيلة خادعة مفادها أن تدعى ابنته ابيجيل أنها تخلَت عن الديانة اليهودية واعتنقت المسيحية، وأنها زهدت الدنيا وما عليها نتيجة لما حصل مع أبيها، لذلک فإنها ترغب فى الرهبنة للتکفير عن ذنوبها، ونصح ابنته بأن تتقمص – بإتقان - دور المخلصة فى توبتها وفى تحولها إلى المسيحية، وسيتقمص هو دور الأب الغاضب من ابنته التى خرجت من دينها ومن إرادة أبيها، وسوف يصب عليها اللعنات والشتائم وسيتبرأ منها أمام الناس حتى يصدقوا الخدعة التى رسمها، وتصبح الحبکة مقنعة للجميع، وبهذه الخدعة الماکرة استطاعت ابيجيل أن تدخل دير الراهبات – الذى کان بيت أبيها قبل ذلک – وتعيش فيه وتتجول فيه بحرية، وتتوصل إلى المکان الذى خبأ فيه أبوها کنوزه وأمواله، وتحصل عليها، وتعطيهم لأبيها، وبهذه الخدعة الماکرة استطاع براباس أن يسترد أمواله:

باراباس : (...) ليس من الضرورى أن يشاهدونى، سأحاول أن أبدو وکأننى غاضب بسبب انضمامک . کونى حذرة يا بنيتى، إن هذه الحيلة ستعيد لى ذهبى.([49])

وعندما أراد الإنتقام من فرنيزى – حاکم مالطة الذى صادر ثروته – فى شخص ابنه – لودوفيک– وکذلک التخلص من المسيحى ماثياس – حبيب ابنته ابيجيل والتى تتمسک به زوجاً على غير رغبته – لم يجد سوى المکر والخديعة والدهاء فى التخلص من الإثنين معاً

 وعندما علم أن الراهبين برناردين وجاکومو قد عرفا بسر قتل لودوفيک وماثياس استعمل المکر والخداع فى التخلص منهما، فقد ادعى التوبة والورع وأنه يرغب فى اعتناق الدين المسيحى .

 - حب الذات أو المصلحتة الذاتية (الأنانية)

 إن اليهودى براباس لا يهتم فى هذا الوجود سوى بمصلحته الشخصية فقط، فهو لا يعبأ باحتلال سلطان الأتراک لمدينته مالطة، ولا ضير عنده فى أن تستعمر مدينته ويستعبد أهلها وتستباح أموالها وأعراضها، وکل الذى يبتغيه ويعمل من أجله هو کيف يبعد الأذى عنه ويحقق المکاسب له، فهو لا يهتم ولا يفکر إلا بنفسه فقط:

 بارباس : (...) ولکن کيفما کان الأمر فسوف أحقق المکاسب لنفسى، وسأنشد فى الوقت المناسب صد الأذى عن نفسى، وذلک بحراسة ما أملک .. إننى أهتم بنفسى أکثر من أى شئ آخر، ألا فليدخلوا .. وليحتلوا المدينة !!! ([50] )

4- حب المال :

 المال عند اليهودى هو أصل سعادته، لذلک نراه فى بداية المسرحية يعد نقوده ويحصر ثروته وهو مستمتع بزيادة عددها وبضخامتها، کما نراه يحزن حزناً عميقاً عندما شعر بأن ثروته قد تضيع منه، ويصنع کل الحيل والمکائد من أجل استعادتها، ويصل الأمر بأن يضحى بإبنته فى سبيل الحفاظ على هذه الثروة، بل التضحية بوطنه بالکامل من أجل الحفاظ على کنوزه، لأن هذه الأموال هى سبب سعادته، وسبب بقائه فى الحياة :

 براباس : (...) إنکم استوليتم على ثروتى، وهى ثمرة کدى طوال حياتى، وسلوتى

 فى شيخوختى وأمل نسلى من بعدى ([51]) .

-الکذب

 الکذب شئ طبيعى عند اليهودى براباس طالما هذا الکذب يحقق مصلحة ما ، وهو سمة التعامل مع غير اليهود، بل إن حنث القسم ليس عيباً أو حرامًا عند براباس طالما أن الهدف من هذا القسم هو تحقيق مصلحة لليهودى من غير اليهودى، لذلک نراه يطلب من ابنته أن تکذب وتقسم بأغلظ الأيمان – على غير الحقيقة - بأنها تحب لودوفيک لأن لودوفيک ليس يهودياً، والکذب على غير اليهودى مباح وحلال :

 براباس : (...) احلفى وارفعى صوتک مقسمة إنک تحبينه، أنه ليس من نسل إبراهيم ([52]).

 وها هو نفسه يکذب على ماثياس، بل ويقسم بالسماء أنه ينوى أن يزوج ابنته ابيجيل له، فى الوقت الذى يدبر فيه خطة لقتل ماثياس حتى لا يتزوج من ابنته التى تعشقه وتتمسک بالزواج منه، وفى الوقت الذى يکذب فيه على ماثياس ويتعهد له أن يزوجه ابيجيل يکذب أيضاً على لودوفيک ويتعهد له أيضاً بأن يزوجه ابيجيل .

-انعدام الضمير

 وهى سمة واضحة فى هذا النص، حيث ندرک بوضوح أن شخصية"براباس"قد نحت ضميره جانباً، أو لم يکن يمتلکه من الأساس، فهو يؤمن إيماناً راسخاً بأن أصحاب الضمائر الحية قد يتسولون بسبب ضمائرهم هذه، کما يؤمن بأن العقيدة والمبادئ شئ هراء، لا وجود له، أو هى مجرد شعارات لا تغنى ولا تسمن من جوع، لذلک فإن کل شئ مباح عنده:

 براباس : (...) وقد يکون الرجل السئ الحظ ذا ضمير فيعيش بسبب ضميره متسولاً([53])

- الربا

 کلمة "المرابى" فى اللغة العربية تعنى "من يداين الناس بالربا قصدا لزيادة ماله على حساب ديونهم"([54])، والربا محرم فى الديانات السماوية، ومن ضمن هذه الديانات الديانة المسيحية التى أصدرت بشأن هذا الأمر "الحظر الکنسى العام للربا الذى أقدم عليه البابا فى عام 1179 الميلادى والذى قال بأن المسيحيين الذين يوافقون على الربا کانوا مذنبين بالکسب المخزى"([55])، وکان "عددا من رجال الدين قد أکدوا على أن الربا محرم فى العهد القديم الذى ساوى بين الربا والإبتزاز"([56]) . ولذلک نتفهم موقف کريستوفر مارلو من اتخاذه موقفاً معادياً تجاه المرابي اليهودي براباس . والربا هى السمة التى اشتهر بها براباس، فهو يعمل فى التجارة والربا الفاحش، حيث يستغل حاجة الناس ويقرضهم بفوائد مبالغ فيها للغاية .

-الفتنة وتدبير المکائد والوقيعة بين الناس

 تدبير المکائد من السمات الأساسية لشخصية اليهودى فى هذا النص حتى لو کان هذا على حساب الدين، فعندما أراد براباس أن يعيد أمواله ومجوهراته لم يتوان فى استغلال الدين، فقد طلب من ابنته أن تدعى التدين والرهبنة لکى تدخل دير الراهبات وتمکث فيه حتى تجلب له ثروته التى أخفاها فيه، ثم بعد ذلک تترک الرهبنة وتعود إلى حياتها العادية مرة أخرى، ومبرره فى هذا أنه فى شدة، وأن فى الشدة يجب على المرء أن يسلک کل السبل للوصول إلى هدفه :

 براباس : (...) فى وقت الشدة يجب ألا نترک مکيدة إلا طرقناها . ([57])

 وبالمکيدة أيضاً استطاع اليهودى براباس أن يصبح حاکماً على مالطة، وذلک عندما ساعد فرسان الأتراک على دخول المدينة والقضاء على جيش مالطة، وبالمکيدة أيضاً حاول أن يحافظ على کرسى الحکم:

 براباس : وهکذا فقد حصلت بمکائدک يا براباس على مرکز ليس بالبسيط، وعلى سلطة ليست بالهينة إننى الآن حاکم مالطة (...) فلتحافظ عليها محافظة باسلة بالمکيدة المنيعة ([58]) .

 إن اليهودى براباس يدرک تماماً أن تدبير المکائد هى شر کبير، وأنها دمار وخراب کبيرين للبشرية ورغم ذلک يتخذ من تدبير المکائد مذهباً وعقيدة وأسلوبًا للحياة، ولا يهمه العواقب الوخيمة التى ستجلبها مکائده هذه، کل الذى يهمه هو منفعته الذاتية فقط حتى لو مات البشر جميعاً :

براباس : (...) إن سياسة الکيد التى أعتنقها تمقت التحفظ .. وأنا أعرف النتيجة التى تنطوى عليها أهدافى الخفية، وستکون أرواحهم شاهداً على کيدى ([59]) .

-قسوة القلب وانعدام الرحمة والعطف والشفقة

 يعترف اليهودى براباس أن اليهود قساة القلب ومعدومى الرحمة فهم لا ينسون الأذى مطلقاً، وأنهم ينتقمون حتماً من الذى أذاهم أو وقف فى طريق مصلحتهم، فهم فئة من البشر لا تعرف اللين ولا الرحمة تجاه البشر ؛ فقسوة القلب وانعدام الرحمة والعطف والشفقة هى من المبادئ والتعاليم التى يؤمن بها اليهودى براباس، فها هو نراه يلقنها لعبده اثامور کأول شئ يعلمه له، وينصحه بأن يجعل شعاره فى هذه الدنيا هو عدم معرفة ما يسمى الرأفة والعطف:

 براباس : (...) عليک أن تلقى عنک هذه المشاعر التى يسمونها الرأفة والعطف والحب والأمل الغرير والخوف الجبان . لا تتحرک مشاعرک لشئ ولا تعطف على أحد ([60]).

الإيمان بنظرية الجنس السامى أو شعب الله المختار

 يعتقد اليهودى براباس أنه مخلوق أفضل من کل البشر، فهو يؤمن أنه مميز من قبل الله، وأن الله قد خلقه من طينة أفضل من الطينة التى خلق منها باقى البشرية، لذلک فإنه يستحق حياة أفضل وأحسن من أى مخلوق بشرى، ويؤمن إيماناً راسخاً بنظرية الجنس السامى أو شعب الله المختار، حيث يعتقد بأن الله قد خلقه من سلالة طاهرة، نقية، وخلق الآخرين من سلالة غير طاهرة وغير نقية، لذلک يجب أن يکون المال والثراء والنعيم والعيش الکريم لليهود وحدهم، أما الآخرون فلهم الفقر والذل والهوان والعبودية، لذا فهو يرى نفسه فوق الجميع :

 براباس :لقد عدت غنياً کما کنت، رغم أنف هؤلاء المسيحيين، أکلة الخنازير! إنهم شعب أمة غير مختارة لا متطهرة، وهم أشرار فقراء لم يحسب لهم أحد حساباً([61]).

شيطانة و شريرة

 يشبه اثامور سيده براباس بالشيطان ؛ فهو يصف المؤامرة التى رسمها براباس للتخلص من لودوفيک وماثياس بالمؤامرة الشيطانية، ويؤکد أن الشيطان نفسه تجسد فى شخص سيده براباس ودبر لتلک المؤامرة، لأنها مؤامرة شيطانية بعيدة کل البعد عن أفعال البشر الشريرة، کما يصف من کتب الرسالة التى حملها إلى لودوفيک ومن بعده ماثياس بأنه شيطان لا شک فى ذلک:

اثامور : ياللغرابة .. لقد اخترع الشيطان تحدياً، فکتبه مولاى وحملته أنا إلى (لودوفيک) أولا، ومن ثم إلى (ماثياس)، وبعدئذ التقيا للمصارعة، وکما تقول الرواية، أنهى کل منهما حياة الآخر بطريقة محزنة([62]) .

تکره المسيحيين والمسلمين

 الشخصية اليهودية فى مسرحية"يهودى مالطة"تکره المسيحيين کرهاً شديداً، فاليهودى"براباس"– الشخصية المحورية فى هذا النص – ينعت المسيحيين بالقذارة والخسة والحقارة، ويصفهم بالأشرار الفقراء الذين يحقدون على اليهود الأغنياء :

 براباس : (...) إنهم شعب أمة غير مختارة ولا متطهرة، وهم أشرار فقراء ([63])

- الجحود وعدم الوفاء حتى للأهل

 شخصية اليهودى براباس لا تکن أى خير للآخر حتى لو کان هذا الآخر هو أقرب المقربين لديها، فها نحن نراه يدس السم فى طعام إبنته قاصداً قتلها لأنها سلکت طريقاً مغايراً لطريقه، والأغرب من هذا هو کم الشر والإنتقام الباديان عليه وهو يجهز لقتلها ؛ فهو يجلب لها أشد أنواع السموم فى الکون وبکميات کبيرة ليقضى عليها فى الحال، وليس هى فقط، بل ومعها کل الراهبات فى الديرعقاباً لهم على مخالطتهم إياها :

 براباس : بالإختصار لتنطلق من مملکة جهنم يا دم (هايدرا)، ويا سَم (ليرنا)، ويا عصارة البرکان، وهبى يا أنفاس (کوکتيوس) ويا جميع سموم البحيرة الجهنمية، واقذفى بسمومک فى هذا الطعام ؛ سممى تلک التى هجرت أباها کما فعل إبليس([64]) .

- حب سفک الدماء

 صورة اليهودى"براباس" کما عکسها النص المسرحى"يهودى مالطة" هى شخصية محبة لسفک الدماء، وتعشق إراقته، شريطة أن يحدث هذا بعيداً عنها، فعندما عرف أن سفناً ترکية جاءت لمحاربة جيش وطنه - مالطة - لم يتمن أن يجنب الله أهل وطنه سفک الدماء أو على الأقل يتمنى لهم النصر، ولکن تمنى شيئًا مغايرًا تماماً عن الطبيعة البشرية السوية، فقد تمنى لأهل وطنه الهزيمة، وإراقة دمائهم أجمعين شريطة أن يبقوا عليه هو وابنته وثروته:

 وفى السطور الآتية يعترف فيها اليهودى اثامور ببعض جرائم سفک الدماء الذى ارتکبها مع سيده اليهودى براباس :

اثامور : لا أفعل شيئاً، ولکنى أعلم ما أعلم، إنه قاتل . (...) أنتما تعرفان (ماثياس) .. وابن الحاکم، لقد قتلناهما أنا وبراباس، دون أن نمسهما . (...) 00 لقد حملت المرق الذى سمم الراهبات ؛ وقد قمت واياه بشنق راهب، بعد أن أوقعناه فى شرک ([65]) .

- النفاق والتملق والتذلل

 النفاق، التملق والتذلل سمات أساسية فى شخصية اليهودى"براباس"للوصول إلى غايته وأهدافه، وهى سمات طرحها کريستوفر مارلو فى أکثر من حدث من أحداث مسرحيته هذه، ففى حدث من الأحداث نرى براباس يطلب من ابنته ابيجيل أن تتقمص - بإتقان - شخصية فتاة متدينة وزاهدة فى الدنيا، وتذهب إلى رئيسة الدير وتتوسل إليها بلطف، وتحدثها بکلام معسول لا يخلو من النفاق والتملق، وأن ترتدى عباءة الدين مؤقتاً حتى تصل إلى هدفها، وهو الوصول إلى أموال وکنوز أبيها المخبأة فى الدير . واليهودى براباس لا يجد غضاضة فى الإعتراف بأن اليهود يتذللون کالکلاب إذا کان فى التذلل مصلحة ما :

 براباس : (...) فنحن اليهود نستطيع أن نتذلل کالکلاب عندما نريد (...)([66])


-البخل

 البخل سمة أساسية فى اليهودى براباس، فهو عندما ذهب لشراء عبداً له ليساعده فى أعماله رفض أن يشترى عبداً ذو صحة جيدة حتى لا يلتهم کميات کبيرة من الطعام، وأخذ يبحث عن آخر بدنه ضعيف حتى لا يکلفه طعاماً کثيراً .

- السرقة والرشوة

 يؤمن اليهودى براباس بأن السرقة والرشوة سبيلان شرعيان للغنى والعيش الأمن، حيث نراه يبحث عن عبد يجيد السرقة ليشتريه، وهو مستعد لدفع أى مبلغ فيه لأنه يعرف أنه سيعوضه عما دفع، کما يؤمن أيضاً أن الرشوة طريق قصير وفعال للوصول إلى الهدف :

براباس : ما هذا، وهل يتقن السرقة حتى تطلب هذا القدر ؟ ربما کان صاحب حيلة جديدة لنشل محافظ النقود، فإذا کان کذلک فإنه يساوى ثلاثمائة قطعة فضية ([67]) .

- عدم الثقة فى الآخر

 اليهودى براباس لا يثق فى أحد، فهو يشک فى أى إنسان، فالشک عنده مبدأ، فعندما شرع فى شراء عبدٍ وعلم أن مهنته هى الحلاقة تراجع عن شرائه خوفاً من يقتله وهو يحلق له طمعاً فى سرقة أمواله":

براباس : ربما فى الأمر خديعة، فتحت ستار الحلاقة ربما تقطع حنجرتى طمعاً فى ممتلکاتى ([68]).

- تکفير الآخر

 اليهودى براباس يؤمن بأن کل ما هو غير يهودى يُعد کافراً، وهذا واضح فى أکثر من موضع فى هذا النص، فعندما تعجبت ابنته ابيجيل من طلبه لها أن تخدع لودوفيک وتدعى موافقتها على الزواج منه ؛ أقنعها أن هذا ليس عيباً أو حرامًا لأن لودوفيک مسيحى، وأن کل ما هو ليس يهودياًً يعتبر کافراً، لا عيب ولا ذنب فى خداعه :

 براباس : ليس إثماً أن تخدعى مسيحياً (...) وکل من لم يکن يهودياً فهو ملحد، إن هذا منطق سليم ولذلک لا تخافى يا ابنتى . ([69])

- الجبن

الجبن صفة من صفات اليهودى براباس، فعندما أرسل له اثامور ليطلب منه أموالاً لم يوافق إلا عندما عامله رسول اثامور بحدة .


- الظلم

 عندما تولى براباس حکم مالطة لم يتوقع أهلها منه إلا الظلم الشديد تجاهم، لأنهم يعرفون أنه ظالم، بل شديد الظلم :

فرنيزى : لما کانت الأمور تحت سلطتک، يا براباس، فإنى لا أرى غير خراب مالطة

 ولا أرتجى منک إلا أشد الظلم ([70])

- الذکاء

 براباس شخص ذکي، واقعى، سريع البديهة فقد استطاع أن يتوقع أن الأسطول الحربى الترکى ربما جاء إلى مالطة لمحاربتها بسبب التأخر عن دفع الجزية السنوية المفروضة على مالطة، وأن حاکم مالطة استدعاه ليأخذ منه ماله ليدفع الجزية المتأخرة عن المدينة، وأخذ الحيطة والحذر وخبأ معظم أمواله ومجوهراته أسفل سقف منزله .

- منبوذة من الجميع

 صوَر مارلو اليهود فى هذه المسرحية بالشعب البغيض والمنبوذ والممقوت من الجميع، بسبب أفعالهم وتصرفاتهم التى تجلب المصائب والخراب لکل من يعاشرهم ويقترب منهم، ففى هذا النص نرى فرنيزى حاکم مالطة يوبخ اليهودى براباس، ويتهمه بأنه هو وأهله من اليهود سبب کل النوائب التى حلَت بشعب مالطة، کما يتمنى أن تحط عليهم اللعنة من السماء لأنهم جديرون بها :

 فرنيزى : کلا أيها اليهودى .. ولکنکم تشارکون ککفار فقد عانينا کثيراً من عشرتکم البغيضة، أنتم يا من حقت عليکم لعنة السماء وبسببکم حلَت بنا کل نائبة فأثقلنا بالجزية ([71]) .

- عدم التورع فى استعمال الجنس – أى المرأة – للوصول إلى مآربهم :

 اليهودى براباس لم يتورع فى استخدام شرفة وعرضه – المتمثل فى ابنته – فى الوصول لأغراضه، فنراه يطلب من ابنته أن تلاطف لودوفيک وتعامله بدلال ولا مانع أن تمنحه القبلات والأحضان من أجل المصلحة:

 براباس :عاملى لودوفيک ابن الحاکم بکل ما فى وسعک من لطف على أن تحتفظى بعفافک، (000) قبليه، تحدثى معه بکلام جميل، وانصبى له شباک يهودية ماکرة .

نتائج الدراسة :

-          کشفت الدراسة عن أن تعصب اليهود لجنسهم وغدرهم وأنانيتهم وجشعهم ليست صفات مستحدثة، ولکنها صفات قديمة ولاصقة باليهود منذ نشأتهم وحتى الأن .

-          عانت جميع الأمم التى عاش فيها اليهود من أفعال وتصرفات اليهود، مما جعل هذه الأمم تمقتهم وتنبذهم ومن ثم تطردهم شر طردة من أراضيها .

-          اليهود لا يتورعون فى استعمال الجنس – أى المرأة – للوصول إلى مآربهم . .

-          اليهودى لا يقف فى سبيل تحقيق أهدافه وأطماعه أى عقبة من دين أو رحمة أو تقاليد أو أى مبدأ من المبادئ الإنسانية .

-          يؤمن اليهودى إيماناً مطلقاً بنظرية الجنس السامى وأنه من سلالة سامية .

-          من السمات المتأصلة فى اليهودى سمات : خيانة العهد والغدر الخداع والدهاء والمراوغة، البخل، الربا، عشق المال، الکذب، حب الذات، قسوة القلب وانعدام الرحمة، النفاق والتملق، سلوک الشيطان الشرير، يعشق الفتنة وتدبير المکائد والوقيعة بين الناس، الجحود وعدم الوفاء حتى لأهله، الجبن، والرشوة والسرقة، المصلحة الذاتية (الأنانية)، يکره المسيحيين والمسلمين بشکل عام ولا يثق فى الآخر.

-          تعرض براباس إلى لون ما من ألوان الإضهاد الممقوت لأقلية دينية، حيث تعرض لمصادرة کل أملاکه من قبل حاکم المدينة لسبب اعتراضه على مطالبة سلطات المدينة أن يقوم اليهود - دون غيرهم - بدفع نصف ممتلکاتهم کضرائب للمدينة، وهذا يعد اضطهادا لأقليات دينية أيضاً .

توصيات الدراسة :

-          توصى الدراسة القائمين على إدارة شئون البلاد بالإهتمام ببناء عقول المواطنين عن طريق تقديم فکر راقٍ وابداع حقيقى، والبعد عن تقديم الثقافة السطحية المبتذلة ؛ لأنها نوع من الإسراف لا مبرر له، کما توصى بتوعية المواطنين بأبعاد الشخصية اليهودية الحقيقية، ليعرفوا عدوهم الأول والأساسى فى هذا العصر .

-          توصى الدراسة القائمين على إدارة شئون البلاد بالإستعداد للعدو اليهودى بما استطاعوا من قوة ؛ انتظاراً لمعرکة قادمة - لا محالة - بيننا وبينهم، وأن يحذروا غدر العدو اليهودى.

 



1 - مدحت أبوبکر : محاولات تهويد الإنسان المصرى، القاهرة، مصر العربية للنشر والتوزيع، ط 1، 1987، ص 64 .

2 - عصام الدين محمد حسن : جسر العودة .. حقوق اللاجئين الفلسطينيين فى ظل مسارات التسوية، القاهرة، مرکز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ص 263 .

1- أحمد هاشم : المسرح الملحمى فى مصر (4)، القاهرة، مجلة"أفاق المسرح"، الهيئة العامة لقصور الثقافة، العدد 12 يونية 1999، ص 273 .

1 - عبدالکريم قطب شحاته : السمات اليهودية فى روايات سول بيلو وبرنارد مالامود، رسالة ماجستير، ج.م.ع، جامعة المنيا، کلية الألسن، 2002 .

2 - فوزى إبراهيم عبد الهادى الحاج : صورة اليهودى فى المسرح العربى فى مصر، رسالة دکتوراه، القاهرة، جامعة عين شمس، کلية الأداب، 1988 .

3 - محمد أحمد أحمد إسماعيل :تصوير الشخصية الإسرائيلية فى الدراما التليفزيونية المصرية .. فى الفترة من 1987 – 2003، رسالة دکتوراه، القاهرة، أکاديمية الفنون، المعهد العالى للنقد الفنى .

1 - محمد عصام أحمد محمد بهى : الشخصية الشريرة فى الأدب المسرحى، رسالة دکتوراه، جامعة عين شمس، کلية الأداب، قسم اللغة العربية، 1983 .

2 - محمد سيد طنطاوى : بنو إسرائيل فى القرآن والسنة، رسالة دکتوراة، القاهرة، جامعة الأزهر، 1966 .

 1 - Godzinsky, Frances Schlamowitz : The Potrait Of The Jew In The Balzacian Novel , Ph.D , United States, Lllinois, University Of Lllinois At Urbana - Champaign; 1980

2 - Dox, Donnalee : The Jew in medieval English drama , ph.D, United States – Minnesota : University of Minnesota; 1995 .

[11] - Levine Stanley Fallis : The Jewish Presence in Pre-Revolutionary French Litrature . Ph.D , U.S.A. , California : StanfordUniversity; 1984.

2 - محمد أحمد أحمد إسماعيل : مرجع سابق ، ص6

 3 - عبدالوهاب المسيرى : موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ، القاهرة، دار الشروق، ط 1، ص 4.

4 - المرجع السابق، ص 43 .

1 - کمال الدين حسين : مدخل لفنون المسرح، ط1 القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 1998م، ص 1 .

2- لويس عوض : البحث عن شکسبير 00 أنطونيو وکليوبطرة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب 2007 .، ص 20 .

 3 - لويس فارجاس : المرشد إلى فن المسرح، ترجمة : أحمد سلامة محمد، القاهرة، مکتبة الأسرة، 2005، ص 98 .

 4- المرجع السابق ، ص 100 .

5- ألاردايس نيکول : المسرحية العالمية .. الجزء الثانى، ترجمة : محمود حامد شوکت، القاهرة، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، ص 46 .

6- لويس فارجاس : مرجع سابق ، ص 100 .

1- ألاردايس نيکول : مرجع سابق، ص 35 .

2- المرجع السابق، ص 42 .

3 -ألاردايس نيکول : مرجع سابق، ص 41 . [23]

4- William Shakespeare : Macbeth , New Delhi , Seventh Edition , 1997 , P 29

 4-کريستوفر مارلو : يهودى مالطة، ترجمة : الأديب السورى نصر عبدالرحمن، تقديم : زاخر غبريال، القاهرة، دار الکاتب العربى للطباعة والنشر بالقاهرة، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، وزارة الثقافة، روائع المسرحيات العالمية، نصف شهرية، يوليو 1967، العدد 49، ص 10 .

1-لاجوس اجرى : مرجع سابق، ص 8 .

2 -جوزيبى بريتيزولينى : حياة نيکولو ماکيافيلى الفلورنسى 00 ترجمة : طه فوزى، القاهرة، مؤسسة سجل العرب، 1964، ص 85 .

3-المرجع السابق، ص 85 .

4 - کريستوفر مارلو : مرجع سابق، ص 38 .

5 - المصدر السابق : ص 39 .

 1 - الارديس نيکول : علم المسرحية، ترجمة : درينى خشبة، الکويت، دار سعاد الصباح، ط 2، 1992، ص 252 .

2 - المصدر السابق : ص 46 .

3-روبرت جريفر : من أساطير الإغريق ( الملک أوديب – آجاممنون وکليتيمنيسترا)، ترجمة : توفيق على منصور، القاهرة، مجلة الفنون الشعبية، الهيئة المصرية العامة للکتاب، العددان 74/75، أبريل – سبتمبر 2007، ص 156 .

4 -کريستوفر مارلو : المصدر السابق، ص ص 49 – 50 .

1 -المصدر السابق : ص ص 124 – 125 .

 1 -مارى کارمن بوبيس : سيمولوجيا المسرح 00 ترجمة : أحمد عبدالعزيز، القاهرة، دار النصر للتوزيع والنشر ، 2004، ط 1، ص 283 .

 1 - المصدر السابق : ص 47 .

 2 - المصدر السابق : ص 81 .

 3 - لاجوس اجرى : مرجع سابق، ص 103 .

 1 -المصدر السابق : ص 81 .

 2 -المصدر السابق : ص 82 .

 3 -محمد محمد عنانى : الترکيب والتحليل فى المسرح المصرى، مجلة المسرح، مجلة شهرية تصدر عن مسرح الحکيم، القاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومى، هيئة الإذاعة والمسرح والموسيقى، العدد العاشر، أکتوبر، 1964، ص 33.

 4 -شکرى عبدالوهاب :النص المسرحى، القاهرة، دار فلور للنشر والتوزيع، ط 2، 2001، ص 19 .

5- William Shakespeare : Macbeth , New Delhi , Seventh Edition , 1997 , P 29

1 - على الراعى : مسرح الشعب، القاهرة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، ص 388 .

2 - المرجع السابق، ص 387 .

3 - المصدر السابق، ص 91 .

4 - على الراعى، مصدر سابق، ص 68 .

1 - المصدر السابق : ص 67 .

 2 - المصدر السابق : ص ص 50 - 51 .

 1 - على الراعى، مصدر سابق: ص 59 .

 2 - المصدرالسابق : ص ص 93 - 94 .

 3 - المصدر السابق : ص 47 .

 4- فاروق شوشة : جمال العربية، العربى 00 مجلة شهرية، الکويت، وزارة الإعلام، العدد 637، المحرم 1433ه، ديسمبر 2011م، ص 156 .

 5- حامد الحمود العجلان، العربى عامر ذياب التميمى : الربا والإقتصاد والتمويل الإسلامى، مجلة شهرية، الکويت، وزارة الإعلام، العدد 639، ربيع الأول 1433ه ، فبراير 2012م، ص 185

 6 - المرجع السابق ، ص 185 .

 1 - المصدر السابق : ص 65 .

 2 - المصدر السابق : ص 169 .

 3- المصدر السابق: ص 174 .

 1 - حامد الحمود العجلان، العربى، عامر ذياب التميمى، مصدر سابق: ص 90 .

 2 - المصدر السابق : ص 80 .

 3 - المصدر السابق: 110 .

 4 - المصدر السابق : ص 80 .

 1 -حامد الحمود العجلان، العربى، عامر ذياب التميمى، مصدر سابق: ص 120 .

 2 -المصدر السابق: ص 155 .

 3 –  المصدر السابق : ص 81 .

 1 - حامد الحمود العجلان، العربى عامر ذياب التميمى، مصدر سابق: ص 86 .

 2 - المصدر السابق:  ص 87 .

 3 - المصدر السابق : ص 99 .

 1 - حامد الحمود العجلان، العربى عامر ذياب التميمى، مصدر سابق: ص 171 .

 2 - المصدر السابق : ص ص 54 – 55 .

المصادر والمراجع
المصادر العربية
- أحمد هاشم : المسرح الملحمى فى مصر (4)، القاهرة، مجلة"أفاق المسرح"، الهيئة العامة لقصور الثقافة، العدد 12 يونية 1999 .
- شکرى عبدالوهاب :النص المسرحى، القاهرة، دار فلور للنشر والتوزيع، ط 2، 2001
- عبدالوهاب المسيرى : موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ، القاهرة، دار الشروق، ط 1.
- عصام الدين محمد حسن : جسر العودة .. حقوق اللاجئين الفلسطينيين فى ظل مسارات التسوية، القاهرة، مرکز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان .
- على الراعى : مسرح الشعب، القاهرة، الهيئة العامة لقصور الثقافة
- کمال الدين حسين : مدخل لفنون المسرح، ط1 القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 1998م .
- لويس عوض : البحث عن شکسبير 00 أنطونيو وکليوبطرة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب 2007
- مدحت أبوبکر : محاولات تهويد الإنسان المصرى، القاهرة، مصر العربية للنشر والتوزيع، ط 1، 1987.
المراجع المترجمة إلى العربية
-کريستوفر مارلو : يهودى مالطة، ترجمة : نصر عبدالرحمن، تقديم : زاخر غبريال، القاهرة، دار الکاتب العربى، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، روائع المسرحيات العالمية، نصف شهرية، يوليو 1967، العدد 49 .
-جوزيبى بريتيزولينى : حياة نيکولو ماکيافيلى الفلورنسى 00 ترجمة : طه فوزى، القاهرة، مؤسسة سجل العرب، 1964
-لويس فارجاس: المرشد إلى فن المسرح، ترجمة : أحمد سلامة محمد، القاهرة، مکتبة الأسرة، 2005.
-مارى کارمن بوبيس : سيميولوجيا المسرح 00 ترجمة : أحمد عبدالعزيز، القاهرة، دار النصر للتوزيع والنشر ، 2004، ط 1 .
-ألاردايس نيکول : المسرحية العالمية .. الجزء الثانى، ترجمة : محمود حامد شوکت، القاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومى، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر .
-الارديس نيکول : علم المسرحية، ترجمة : درينى خشبة، الکويت، دار سعاد الصباح، ط 2، 1992، ص .
المراجع الأجنبية:
- William Shakespeare : Macbeth , New Delhi , Seventh Edition , 1997 .
الدوريات :
-مجلة"الفنون الشعبية"، الهيئة المصرية العامة للکتاب، العددان 74/75، أبريل – سبتمبر 2007.
-مجلة"العربى"، الکويت، وزارة الإعلام، العدد 639، ربيع الأول 1433ه ، فبراير 2012م
-مجلة"العربى"، الکويت، وزارة الإعلام، العدد 637، المحرم 1433ه، ديسمبر 2011م.
-مجلة "المسرح"، تصدر عن مسرح الحکيم، القاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومى، هيئة الإذاعة والمسرح والموسيقى، العدد العاشر، أکتوبر، 1964.
أولاً : الدراسات العربية:
-عبدالکريم قطب شحاته : السمات اليهودية فى روايات سول بيلو وبرنارد مالامود، رسالة ماجستير، ج.م.ع، جامعة المنيا، کلية الألسن، 2002 .
-فوزى إبراهيم عبد الهادى الحاج : صورة اليهودى فى المسرح العربى فى مصر، رسالة دکتوراه، القاهرة، جامعة عين شمس، کلية الآداب، 1988 .
-محمد أحمد أحمد إسماعيل :تصوير الشخصية الإسرائيلية فى الدراما التليفزيونية المصرية .. فى الفترة من 1987 – 2003 م، رسالة دکتوراة، القاهرة، أکاديمية الفنون، المعهد العالى للنقد الفنى .
-محمد عصام أحمد محمد بهى : الشخصية الشريرة فى الأدب المسرحي، رسالة دکتوراه، جامعة عين شمس، کلية الآداب، قسم اللغة العربية، 1983 .
-محمد سيد طنطاوى : بنو إسرائيل فى القرآن والسنة، رسالة دکتوراة، القاهرة، جامعة الأزهر، 1966 .
ثانياً : الدراسات الأجنبية :
- Donnalee, Dox: The Jew In Medieval English Drama , Ph.D, United States – Minnesota : University Of Minnesota; 1995 .
- Frances Schlamowitz : The Potrait Of The Jew In The Balzacian Novel , Ph.D United States, Lllinois, University Of Lllinois At Urbana - Champaign; 1980
- Stanley Fallis, Levine : The Jewish Presence In Pre-Revolutionary French Litrature . Ph.D , United States , California : StanfordUniversity; 1984