الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في تحصين طلابه ضد التلوث الثقافي وسبل تطويره من وجهة نظره

المؤلف

قسم أصول التربية کلية التربية بالإسماعيلية - جامعة قناة السويس

المستخلص

ملخص
يهدف البحث إلى الوقوف على التلوث الثقافي التي يستهدف الشباب المصري بصفة عامة، وطلاب الجامعة بصفة خاصة في القرن الحادي والعشرين،  وتحديد أهم الأبعاد المرتبطة به، وأهم الملامح التي يشکلها في المجتمع المصري المعاصر، وکذلک أبرز العوامل الداخلية والخارجية التي ساعدت على تکريسه في المجتمع المصري. وکذلک تحديد العوامل وقنوات التلوث الثقافي المؤثرة على قيم طلاب الجامعة وممارساتهم. وتحديد أهم مظاهر التلوث الثقافي لدى طلاب الجامعة في المجتمع المصري.
وختاماً التعرف على الدور التربوي الممارس من قبل عضو هيئة التدريس في جامعة قناة السويس في مواجهة التلوث الثقافي من وجهة نظر عينة الدراسة ، والکشف عن دلالة الفروق في تقدير أفراد العينة لطبيعة الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التلوث الثقافي وفقاً للمتغيرات التالية: (التخصص- سنوات الخبرة- المؤهل العلمي). ثم محاولة وضع صيغة تربوية لدور عضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة  التلوث الثقافي.
في ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج فيما يتعلق بواقع الدور التربوي الممارس الذي يتعرض له عضو هيئة التدريس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي، يقدم الباحث التوصيات التالية:
١- استمرارية اطلاع عضو هيئة التدريس على آخر ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات في مجال تخصصه، وفي مجال القضايا الفلسفية والاجتماعية التي تؤثر وتتأثر بها حرکة المجتمعات في العالم.
٢- مواکبة وملاحقة التطورات المعرفية والتقنية والتکنولوجية من خلال الدورات المؤهلة لجميع أعضاء هيئة التدريس بکافة تخصصاتهم .
3- تخصيص مقرر خاص بالتلوث الثقافي في کافة أبعاده الدينية- الاقتصادية – السياسية – الثقافية – التربوية –الاجتماعية – التطبيقية – العسکرية – الإکلينيکية (البيئية) لجميع طلبة الجامعة مع الترکيز على مفهومه وسلبياته – وآليات واستراتيجيات التعامل معه – وکيفية مواجهته في کافة آثارها السلبية، وکيفية المحافظة على الهوية الثقافية الأصيلة في ظل التلوث الثقافي .
4- ترکيز عضو هيئة التدريس على بناء شخصية الطالب الجامعي بتکاملية أکبر في جميع جوانب شخصيته .
5- يوصي أعضاء هيئة التدريس في الکليات العلمية بالذات بعدم الاقتصار على تدريس الجانب العلمي من المقرر، بل لابد من القيام بدوره التربوي التوجيهي للطلبة وربط الحقائق العلمية بتحديات التلوث الثقافي

أولاً: الإطار العام للدراسة

مقدمة الدراسة:

يعد الاستثمار في الموارد البشرية من الأهداف الرئيسية للتعليم من أجل اکتشاف قدراتها وامکاناتها؛ بما يحقق لها التنمية الشاملة والمتکاملة في جميع جوانبها؛ الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق تنمية مجتمعية في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.(1)

والمجتمع يعتبر الإنسان هو هدف التنمية ووسيلتها، باعتباره المحرک الرئيسي للحياة في مجتمعه ومطورها ومجددها، فالتنمية البشرية تستهدف إنساناً في ظل مجتمع بکل ما يکتنفه من أوضاع اجتماعية واقتصادية وسياسية وفکرية وعلمية وتکنولوجية، فإذا صلحت التنمية في هذه الأوضاع أدت إلى تشکيل إنساناً صالحاً في جميع جوانبه الجسمية والعقلية والوجدانية والعلمية والروحية... (2)

وإذا کان ثمة تسليم بضرورة الاهتمام بالإنسان ورعايته باعتباره غاية التربية ووسيلتها، فإن هذا الاهتمام وتلک الرعاية يجب أن يتضاعفا في مرحلة الشباب، حيث تعتبر هذه المرحلة في حد ذاتها من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته؛ وذلک لما يحدث فيها من تحولات، وعمق تأثيرها في الذات والواقع.(3) فالشباب هم أصحاب المستقبل وهم الذين سيحملون أعباءه، ويتعايشون معه إن لم يکونوا قادرين على أن يتحکموا به، أو يمسکوا بزمامه؛ لذلک کان الشباب وما زالوا المستهدفين أکثر من غيرهم وإليهم تصوب سهام التغييرات والتحديات.

وتأسيساً على ذلک فإن مدى ما توجهه الأمة لشبابها من رعاية واهتمام إنما هو مقياس أساسي لتقدمها ونهضتها ليس في الحاضر فحسب بل ولما تکون عليه الأمة في المستقبل أيضاً، " فعلى قدر ما يکون عليه شباب الأمة من قدرة وکفاءة وخلق وعلم وثقافة يکون قدر الأمة من تقدم وازدهار ورخاء" (4) حيث يوشک هؤلاء الشباب على حمل رسالة قيادة مجتمعاتهم؛ ومن ثم يتوقف عليهم إلى حد ما تقدم هذه المجتمعات أو تخلفها، رفاهيتها أو معاناتها.(5) 

وإذا کان العالم اليوم يهتم بشئون الشباب وقضاياهم وحمايتهم ضد الأخطار التي تحدق بهم، فإن العناية بطلاب الجامعة بصفة عامة لها ما يبررها فهم صفوة أبناء جيلهم، والشريحة المتعلمة تعليماً يفوق في مستواه تعليم غيرهم من الشرائح الأخرى، وأکثرهم وعياً وإدراکاً لأبعاد المتغيرات الثقافية والمشکلات التي تعتري مجتمعهم، والأقدر إذا تم تثقيفهم الثقافة الواعية من صناعة الحياة في مجتمعهم وتشکيلها وتوجيهها.(6)   

إلا أن عملية تثقيف طلاب الجامعة الثقافة الواعية ليست بالعملية السهلة والبسيطة في ظل المشکلات الثقافية الخطيرة التي بدأت تلوث المجتمعات العربية بصفة عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة، والتي من أهم مظاهرها ومشکلاتها عدم إحساس الفرد بمجتمعه، وعدم وعيه بواجباته وحقوقه، والتسيب والإهمال واللامبالاة، والبعد عن القيم الخلقية والاجتماعية السليمة.........، وأصبح واضحاً أن الدافع وراء هذه المشکلات هو وقوع فئات کثيرة في المجتمع خاصة طلاب الجامعة لملوثات ثقافية من خلال وسائل الإعلام والاتصال المختلفة، سواء کان منها ما هو مقروء أو مرئي أو مسموع؛ مما أدى إلى إعاقة التنمية التي يتطلبها المجتمع للخروج من مشکلاته الاقتصادية والاجتماعية.

فإذا نظرنا إلى عالم اليوم نجده يحفل بکثير من التغيرات والتبدلات والتحولات التي فرضتها الإنجازات العلمية الباهرة في شتى حقول العلم والمعرفة، کما أن لتکنولوجيا الإعلام والاتصال دوراً مؤثراً في صياغة الحياة المعاصرة، حيث تقلصت المسافات وتداخلت الأفکار والثقافات، وأصبح العالم قرية کونية صغيرة. (7)

فکما أن البيئة الطبيعية تتلوث بمخالطة الشوائب الغريبة والضارة لعناصرها من ماء وهواء وتربة، فإن البيئة الثقافية الاجتماعية تتلوث هي الأخرى بالأمراض الخلقية والفکرية والنفسية والاجتماعية.     

فالخطورة الحقيقية للتلوث الثقافي في مجتمعنا تکمن في أن الأمراض الخلقية والفکرية والنفسية والاجتماعية التي يتمثل فيها ذلک التلوث إنما تفضي إلى حالة من الوهن الحضاري (8)، الذي يتبدى أساسا في افتقارنا لأدوات النمو الاقتصادي والاجتماعي وتراجعنا عن مواقع الريادة واعتمادنا على غيرنا في أکثر ما نحتاج إليه في معاشنا وبناء مجتمعنا(9) ؛ ومن ثم دخولنا في دوائر الهيمنة والنفوذ للدول الکبرى.

ونتيجة لظاهرة التلوث الثقافي التي باتت تشکل تحدياً کبيراً لمختلف المجالات؛ والتي باتت مظاهرها السلبية واضحة على "الثقافة العربية والإسلامية، حتى أصبحت تلک الثقافة تتعرض لهذا التحدي، فالتلوث الثقافي يمثل أخطر أنواع التحدي الاجتماعي المعاصر، فهو يسعى إلى اختراق الثقافة العربية من خلال تدفق المعلومات عبر أجهزة الإعلام والإنترنت والاتصال والثقافة، والتي يراد من ورائها بث وإشاعة ألواناً جديدة من الملوثات الثقافية والفکرية في أوساط المثقفين، وبالتالي التوغل إلى روح الثقافة العربية، وروح المواطن العربي وزعزعة القناعة والثقة بها، والترويج لقيم ومفاهيم الثقافة الأمريکية.

وبذلک تجلت تحديات التلوث الثقافي في أعتى مظاهره السلبية من خلال "احتکار الولايات المتحدة الأمريکية لأضخم مراکز الصناعات الثقافية في العالم، فهي القطب المسيطر على إنتاج الصورة والمعلومات، حيث تتمرکز بها مجمعات الصناعات الثقافية الضخمة، والتي يسيطر عليها عدد ضئيل من أصحاب رؤوس الأموال فيما يمتد نفوذهم إلى کامل أرجاء المعمورة".(10)

فإذا کان التعليم يمثل عصب الحياة في المجتمع، فإن التعليم الجامعي يمثل أخطر مراحله وأشدها تأثيراً، وأبعدها عمقاً في توجيهات حرکة الفکر بوجه عام، ولا شک أن موقع الجامعة من المجتمع يظل مرهوناً بقدرتها على تطوير نفسها وتطوير أعضاء الکادر التدريسي فيها، وبالتالي تطوير طبيعة الأدوار المتوقع منهم ممارستها، لتجديد حرکة الفکر الذي يستهدف أبنائها وذلک أن التطوير ضماناً للاستمرارية والبقاء.

وانطلاقاً من هذا المطلب، ومن أهمية التعليم واستناداً إلى دور الجامعة في تطوير دور عضو هيئة التدريس فيها من أجل تکوين الطالب الجامعي الذي تشکله اليوم ليکون عدة الغد وعالم المستقبل، في ظروف باتت الجامعة وأعضاء هيئة التدريس فيها مطالبين بالأخذ بيد طلبتهم نحو ملاحقة تطورات العصر بمستجداته الحديثة، وثوراته العلمية والتکنولوجية المتلاحقة في فترة التحول والتغيير الذي تعيشه الأمة الآن، حيث يواجه التعليم حالياً على مستوى العالم فترة تغيير وتکييف لا مثيل لها؛ نتيجة تقدمه نحو مجتمع يعتمد على المعرفة واکتساب المعارف، وتحديثها واستخدامها؛ بسبب "التطور الهائل في مجال المعلومات والاتصالات، الأمر الذي يتطلب مواجهة هذا التحدي، وضرورة التعامل مع حرکة المستقبل وتطوراته ومتطلباته کي نستطيع أن نحقق لأبنائنا المزيد من التقدم".(11)

وإذا کان هذا العصر قد أفرز هذه التحديات بمصاعبها ومتاعبها التي ستضاف إلى المشاکل المتراکمة والمزمنة في الدول النامية، والدول العربية خاصةً لعدم امتلاکها زمام الثورة العلمية والتکنولوجية ووسائل التقنية والمعلوماتية وغيرها، فإن آمال هذه الدول وطموحاتها تتجه نحو المؤسسات التعليمية ومنها الجامعات، ونحو من يقوم بالدور الضليع بها وهو عضو هيئة التدريس للقيام بالمهام والأدوار التربوية العصرية لتمکين شبابها وطلابها من تفهم وإدراک ما يدور حولهم من تحديات، وتزويدهم بالمعرفة التي تمکنهم من التفاعل مع الواقع الجديد، کلٌ بحسب تخصصه في تحملهم لأدوارهم التربوية الملقاة على عاتقهم، والمهام المسندة إليهم في تشکيل ثقافة الشباب وتوجيه أفکارهم وقيمهم وسلوکياتهم واتجاهاتهم، وإحاطتهم علماً وفهماً ووعياً بکل ما يحيط بهم من ألوان التلوث الثقافي". (12)

وانطلاقاً من هذه النظرة فقد قام الباحث في هذه الدراسة بمحاولة التعرف على واقع الدور التربوي الممارس من قبل أعضاء هيئة التدريس في جامعة قناة السويس لأدوارهم المسندة إليهم لمواجهة الملوثات الثقافية. وکذلک التعرف إلى الحاجة الماسة في تفعيل وتطوير هذا الدور في مواجهة تلک الملوثات بهدف تزويد طلبتهم بحصانة دينية وثقافية واجتماعية وعقائدية وتربوية، تلک الحصانة التي تجعلهم قادرين على مقاومة الاستسلام، بعيداً عن الالتحاق والتبعية في الفکر والمعتقدات والقيم والاتجاهات والسلوک، وبما يؤهلهم لتمحيص ونقد کل التطورات الجارية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ومن ثم ملاحقتها والتصدي لها .

فهل يمارس عضو هيئة التدريس الجامعي هذه الأدوار؟ لذلک اتخذ الباحث من هذا الموضوع منطلقاً للدراسة وهو "واقع الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التلوث الثقافي، وسبل تطويره " على أمل أن يتم تقديم تصور مقترح لهذا الدور التربوي في مواجهة تلک الملوثات الثقافية الواردة في الدراسة .

مشکلة الدراسة:

أخذت کثير من المتغيرات العالمية والتحولات الکبرى والتطورات السريعة تؤثر في حياة الناس وتغير من العادات والآداب والأخلاق، وُتزلزل مبادئ أخلاقية فتنهار في بعض الأحيان لتحل محلها مبادئ أخلاقية جديدة، وذلک بفعل تکنولوجيا الإعلام والاتصال، والاطلاع على ثقافات الشعوب والأمم الأخرى، والانبهار بالحضارة المادية للغرب، مما أدى إلى ظهور عادات جديدة وأنماط سلوکية جديدة وتقاليد وأخلاقيات جديدة.

فالأيديولوجيات الخارجية التي تروًج من خلال الإعلام، تهدف إلى قوًلبة الشباب وتنميطهم، وذلک من خلال المظاهر والسلوکيات والتفضيلات التي تمارس ضغطًا کبيرًا على الأجيال الصاعدة للانخراط فيها، ولأن الشباب يميلون بشکل طبيعي إلى الانفتاح والبحث عن کل جديد، والرغبة في تجربة کل حديث، وکراهية کل قديم وکل مألوف، وکسر الروتين والجمود.. فإن الشباب أکثر تأثرًا وانجذابًا إلى الأفکار الحديثة والعادات الجديدة، بغض النظر عما إذا کانت خيرًا أو شرًا، إيجابًا أو سلبًا. (13)

من هنا يجد الشاب بصفة عامة وطالب الجامعة بصفة خاصة نفسه واقفًا على أرض تفتقر إلى الثبات والاستقرار في خضم التيارات الثقافية الوافدة والتي يقف في مواجهتها وحيدًا دون أن يکون متسلحًا بما يعينه على هذه المواجهة ويرسخ وجوده في ظل تحدياتها، فيلجأ في کثير من الأحايين للطريق الأسهل متنکرًا لهويته الثقافية والحضارة، منسلخًا عن واقعه ومجتمعه، متمسکًا بقشور حضارة الغرب وماديتها، ليجد هويته وتميزه من خلالها.

وتعد دراسة التلوث الثقافي لطلاب الجامعة ودور عضو هيئة التدريس في مواجهته أمراً بالغ الأهمية؛ لما يشاهد من سلوکيات بعض الطلاب الجامعيين الرافضة لثقافة المجتمع والمتمردة عليها، ومحاولة تقمص ثقافات أخرى لإشباع طموحات معينة، ومن ثم نجد من بين الطلاب من يتنکرون لهويتهم الثقافية ويتمردون على خصائصها، بل قد يحتقرون عاداتهم وقيمهم وأصالتهم، فنجد من بين الطلاب من يتشبث باللغات الأجنبية لهجة، ومن يشارک الغرب عاداتهم في الطعام والشراب والزى ونمط التفکير وأسلوب المعيشة بوجه عام.(14)

کما تعد العلاقة بين الطالب والأستاذ الجامعي لها دور في بناء ذات الفرد وتحقيق إنسانيته، إذ أن هذه العلاقة لا تقتصر على الجانب الأکاديمي فقط، بل ينسحب تأثيرها على الجانب الإنساني، فعندما يشعر الطالب بقرب أستاذه منه واهتمامه به کلما شجعه ذلک في الرجوع إليه ليسأله أو ليطلب مشورته في الجوانب الأکاديمية التي يلاقي صعوبة فيها، أو التي يبرز مواهبه فيها؛ لذا يجب أن يشعر الطالب من خلال هذه العلاقة بالثقة والاطمئنان (15). کما أن الأستاذ الجامعي إذا أحب طلبته واحترمهم وعاملهم على أساس أنهم أبناؤه وأخوته وحرص على تعليمهم وإرشادهم ومساعدتهم فيما يصادفونه من مشکلات، وکان لهم في کل ذلک نموذج يقتدون به، فإنهم يستجيبون له ويحترمونه ولا يتغيبون عن درسه، ويميلون للمادة العلمية التي يدرسونها معه، بل ينصرفون إلى دراستها بجدية تحقق لهم تحصيلا علميا ونتائج أفضل. (16)

کما أن الأستاذ الجامعي يقوم بدور الأب فمن المعروف عن الطلبة أنهم يضعون ثقتهم في البعض من أساتذتهم، وعليه أن يحترم الثقة التي يضعها فيه طلبته، وأن يحتفظ بخصوصية ما يدور من حوار بينه وبين طلابه.(17)

والسؤال المطروح هنا، ما الدور التربوي الذي يمکن أن يلعبه عضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة ظاهرة التلوث الثقافي لطلابه کسبيل لمواجهتهم کثير من التحديات التي تطرأ على أنظمتهم الثقافية، وتنصب الدراسة هنا على الجامعة باعتبارها المسئولة عن إعداد وتربية الطلاب باعتبارهم الرکيزة الأساسية التي تعتمد عليها العملية التعليمية، ويقع على عاتقه التطوير الذي يحدث في التعليم ليواکب العصر الذي نعيش فيه، والذي يتسم بالسرعة والتعقيد نتيجة التطور الهائل في المعرفة العلمية و التکنولوجية (18)، وهذا ما تحاول الدراسة الحالية استجلائه.

من هنا تتمثل مشکلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي :

* ما الدور التربوي لأعضاء هيئة التدريس في  الجامعة في تحصين طلابهم ضد التلوث الثقافي ، وما سبل تطويره من وجهة نظرهم؟

ويتفرع من هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية :

1-ما مفهوم التلوث الثقافي وما أبرز خصائصه في المجتمع المصري؟

2-ما أهم العوامل التي ساعدت على انتشار وتکريس التلوث الثقافي لدى طلاب الجامعة؟

3-ما أهم مظاهر التلوث الثقافي لدى طلاب الجامعة في المجتمع المصري؟

4-ما أهم الأدوار التي يجب أن يقوم بها عضو هيئة التدريس في مواجهة ظاهرة التلوث الثقافي لدى طلابه؟

5-ما درجة ممارسة عضو هيئة التدريس بجامعة قناة السويس لأدواره التربوية في مواجهة التلوث الثقافي؟

6-هل تختلف درجات ممارسات أعضاء هيئة التدريس الجامعي لأدوارهم التربوية في مواجهة التلوث الثقافي بحسب المتغيرات التالية: (الکلية – سنوات الخبرة- المؤهل العلمي).

7-ما سبل تفعيل وتطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التلوث الثقافي؟

 

أهداف الدراسة:

  وفي ضوء ما تقدم يمکن للبحث أن يشير إلي الأهداف الآتية:-

1- تحديد مفهوم التلوث الثقافي وتحديد أهم الأبعاد المرتبطة به، وأهم الملامح التي يشکلها في المجتمع المصري المعاصر، وکذلک أبرز العوامل الداخلية والخارجية التي ساعدت على تکريسه في المجتمع المصري.

2- تحديد أهم العوامل التي ساعدت على انتشار وتکريس التلوث الثقافي لدى طلاب الجامعة.

3- تحديد أهم مظاهر التلوث الثقافي لدى طلاب الجامعة في المجتمع المصري.

4- التعرف على الدور التربوي الممارس من قبل عضو هيئة التدريس في جامعة قناة السويس في مواجهة التلوث الثقافي من وجهة نظر عينة الدراسة .

5- الکشف عن دلالة الفروق في تقدير أفراد العينة لطبيعة الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التلوث الثقافي وفقاً للمتغيرات التالية: (التخصص - سنوات الخبرة - المؤهل العلمي).

6- محاولة وضع صيغة تربوية لدور عضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة  التلوث الثقافي.

أهمية الدراسة:

تتضح أهمية الدراسة فيما يلي:

1- من خلال کونها تتعامل مع فئة هامة في المجتمع، تحتاج إلى رعاية خاصة ألا وهي فئة الشباب- ذلک أن قوة أي مجتمع إنما تقاس بقوة شبابه وتميز إعدادهم. کما تتعامل هذه الدراسة مع فئة مهمة في المجتمع المصري، وهم أعضاء هيئة التدريس الجامعيون المؤهلون تربوياً وعلمياً وثقافياً وأکاديمياً؛ من أجل التعرف على طبيعة دورهم التربوي الممارس في مواجهة التلوث الثقافي على مجتمعهم وطلبتهم .

2- قد تفيد الدراسة في الکشف عن الغموض الذي يکتنف مفهوم التلوث الثقافي، فهو مفهوم له علاقة مباشرة بالشخصية القومية والهوية الثقافية.

3- إبراز أن الجامعة تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة تحديات التلوث الثقافي باعتبار أنها المسئولة عن صناعة البشر وإعداد الطلاب القادرين على تشکيل ثقافة المجتمع مستقبلاً.

4- إن الدراسة تفتح الباب أمام الباحثين لإجراء مزيد من البحوث، حول أدوار جديدة للجامعة وأعضاء هيئة التدريس بها، وأدوار مؤسسات التنشئة الأخرى، في التعامل مع التلوث الثقافي للطلاب.

5- تؤکد على أن التعليم الجامعي لا ينبغي أن يکون تعليماً من اجل المعرفة وإنما يجب أن يکون تربية من اجل التکيف الناجح مع التغيرات المستمرة.

6- قد تسهم نتائج الدراسة في لفت الأنظار إلى أهمية بناء ذات الطالب وتحقيق إنسانيته، وحمايته من أخطار التلوث الثقافي وما يؤدي ذلک من تحقيق الأهداف التربوية التي تهدف الجامعة تحقيقها.

منطلقات الدراسة:-

1- أن التلوث الثقافي فعل بشر يستند إلي إرادات بشرية ومؤسسات عالمية تهدف إلي السيطرة والهيمنة علي العالم والنتيجة التي تترتب علي ذلک هو کيف يمکن أن نواجهها بالتخطيط والتدبير.

2- أن العالم يتغير والتعليم يتغير أيضاً شئنا أم أبينا ونحن في مصر نستطيع أن نرصد التغير من خلال الجامعات وأعضاء هيئة التدريس فيها.

3- إذا أردنا الانطلاق في تحليل التلوث الثقافي المؤثر على طلاب الجامعة فإنه يجدر بنا أن نشير إلى حقيقتين تتعلق بطلاب الجامعة وهما:

  • أنهم حقيقة بيولوجية وسيکولوجية واجتماعية.
  • أنهم شريحة غير متجانسة تتباين من حيث الشخصية والنوازع الداخلية والاتجاهات والسلوک والانتماء الطبقي فضلاً عن التنشئة الاجتماعية.

4- أن ما يقدم من أراء ومقترحات يمکن أن يکون له مردود إيجابي حين يلتقي أصحاب المصلحة في التغير مع هذا الفکر وأن يقدم لهم هذا الفکر برنامجاً عملياً يتسلحون به لمواجهة ظاهرة التلوث الثقافي.

مصطلحات الدراسة:

تضمنت الدراسة عدة مفاهيم، وهي الدور التربوي، التلوث الثقافي، وعضو هيئة التدريس، وتلتزم الدراسة بالتعريفات التالية:

  • ·     الدور التربوي:

المقصود بالدور التربوي في هذه الدراسة هو :"مجموع الأنشطة التي يقوم بها عضو هيئة التدريس الجامعي من توجيه وإرشاد تربوي لطلبته من خلال المحاضرات والندوات، والمؤتمرات، واللقاءات الطلابية سواء داخل الجامعة أو خارجها، باعتباره معلماً ومربياً وموجهاً لطلبته، وإنساناً متفاعلاً مع متطلبات واقعه، وما يفرضه هذا الواقع من تحديات.

  • ·     التلوث الثقافي لطلاب الجامعة

" بعض مظاهر التغير في ثقافة الطلاب نتيجة تأثرهم بالثقافة الغربية الوافدة، التي تتناقض مع قيم الأديان ومبادئها الأصيلة وتبدو واضحة من خلال الجوانب الدينية والاجتماعية والتربوية والعلمية.

  • ·     عضو هيئة التدريس:-

وهو کل من يقوم بالتدريس في الجامعة من حملة شهادة الدکتوراه بالجامعة بکلياتها المختلفة.

 

الدراسات السابقة:

من خلال اطِّلاع الباحث على الأدب التربوي والدراسات السابقة التي عالجت الظواهر الثقافية وانعکاساتها على الطلاب، وجد ثراء واسعاً، ووفرة في عدد الدراسات والبحوث والمراجع التي اندفع من خلالها کثير من الباحثين والدارسين نحو تفسير وتحليل ونقد أو تأييد أو تحييد حيال هذه الظاهرة، وتقديم رؤى وتصورات حولها وتحليل لأبعادها.

وقد رتب الباحث الدراسات السابقة حسب تاريخ النشر فبدأ بالأحدث من الدراسات العربية ثم الأجنبية، کما يلي:

أولاً: الدراسات العربية:

هناک العديد من الدراسات اهتمت برصد التحديات الدولية والإقليمية والمحلية التي أفرزتها الظواهر العالمية مثل العولمة وملوثاتها الثقافية على الدول النامية عامة، والدول العربية خاصة منها دراسة (ناجي، 2005)، والتعرف على الدور التربوي الممارس من قبل هيئة التدريس في جامعة الأقصى في مواجهة الملوثات الثقافية التربوية والعلمية، هذا بالإضافة إلي الکشف عن الاختلاف في درجة ممارسة عضو هينة التدريس لأکثر الأبعاد شيوعا في مواجهة تحديات الملوثات الثقافية ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي. وقد تبين من خلال دراسته الميدانية أن درجة ممارسة الاستاذ الجامعي لدوره التربوي تتفاوت حسب درجته العلمية فالأستاذ المشارک على الرغم من أنه أکثر خبرة علمياً من الأستاذ المساعد والمحاضر، إلا أنه حصل على متوسط أقل عند قياس ممارسته في مواجهة تحديات العولمة التربوية والعلمية.(19)

کما اهتمت العديد من الدراسات بالتلوث الثقافي الناتج عن العولمة منها دراسة (فهد السلطان، ٢٠٠٤) تحت عنوان :´´المدرسة وتحديات العولمة ، التحدي المعرفي والتکنولوجي نموذجا"، حيث           ‏هدفت الدراسة إلي تقديم تصور مقترح عن أولويات التجديد التربوي للمدرسة في ظل التحديات التي تفرضها العولمة والذي يرتکز على أساسين: هما التجديد المعرفي والتجديد التقني والتکنولوجي، کما هدفت الدراسة إلى تعيين المقترحات لتشجع المعلمين على الابتکار والتجديد في عمليات التعلم والتعليم. (20)

ومن الدراسات التي رکزت على´´ دور المدرسة في مواجهة المخاطر العلمية والثقافية والاقتصادية للعولمة على الشباب" دراسة (ثناء الضبع، 2004) ، حيث هدفت الدراسة إلي الکشف عن دور المدرسة في مواجهة آثار العولمة علي الشباب في عصرنا الحديث والذي يظهر فيه التقدم التکنولوجي المعرفي والانفتاح الثقافي والتغيرات السريعة في العديد من المجالات المادية والتقنية والاقتصادية والثقافية؛ مما يستلزم من المؤسسات التربوية متابعة هذا التطور ودراسة أثره علي السلوک والقيم، کما قدمت الباحثة تصورا لدور المدرسة في مواجهة مخاطر العولمة وکيف يمکن للمدرسة الحفاظ علي قيم المجتمع الإسلامي ، ودور المدرسة في الإرشاد وتوجيه الطلاب للتوافق مع التغيرات التکنولوجية والتعامل مع أدوات عصر العولمة.(21)

ومن أهم هذه الدراسات  في هذا الميدان دراسة لمياء أبو جلالة (2003) التي رکزت على الدور التربوي لأعضاء هيئة التدريس الجامعي في مواجهة تحديات العولمة وسبل تطويره من وجهة نظرهم. حيث هدفت هذه الدراسة إلي التعرف علي ورصد تأثير هذه التحديات وانعکاساتها علي مجمل الأوضاع الاقتصادية والسياسية وبالذات علي الأوضاع الاجتماعية، وخرجت الدراسة ببعض من النتائج التالية منها: توجد فروق إحصائية عند مستوى دلالة بين متوسط درجات ممارسة أعضاء هيئة التدريس لدورهم التربوي في مواجهة تحديات العولمة تعزى لمتغير الکلية، وسنوات الخبرة التدريسية ولا توجد فروق تعزى لمتغير الدرجة العلمية.(22)

وفي دراسة (نعمت هارون، 2003) التي هدفت إلى التعرف على دور الأسرة المصرية في مواجهة الاستلاب التربوي والثقافي للبث الفضائي، حيث عرضت الدراسة في جانبها النظري لأهم الانعکاسات السلبية للبث الفضائي على التکوين التربوي والثقافي للناشئين من خلط علاقة الفضائيات بالعولمة الثقافية، ودورها في نشر الثقافة الاستهلاکية، وأخطار الصراع القيمي، وعزلة العوالم الافتراضية، والعنف الترفيهي، وأثر ذلک في مستوى التحصيل الدراسي. وقد أسفرت الدراسة عن عدد من النتائج من أهمها: أن الاتجاه الأکثر شيوعا للأسرة المصرية هو منع الأبناء عن مشاهدة القنوات الفضائية، وأن أهم المبررات هو التعارض مع القيم الأخلاقية والاجتماعية. (23)

ومن الدراسة التي رکزت على دور الثقافة العربية الإسلامية إزاء تحديات ‏العولمة دراسة (وطفة، والعبد الغفور، 2003) حيث ‏هدفت الدراسة إلي استطلاع رأي نخبة من المفکرين العرب وقادة الرأي وأساتذة الجامعات بدولة الکويت لتحديد موقفهم ورؤيتهم لظاهرة العولمة، بالإضافة إلي تحديد رؤيتهم في طبيعة العلاقة بين الهوية العربية الإسلامية والعولمة بما تنطوي عليه من تحديات ومخاطر، وقد أظهرت نتائج الدراسة عن وجود فروق بين أفراد العينة من حيث ايجابيات العولمة وسلبياتها وقد أرجع الباحث سبب ذلک إلي العوامل الحضارية والثقافية التي تتصل بالتکوينات الأيديولوجية للمفکرين وأساتذة الجامعة وکذلک إلي طبيعة اهتمامهم بظاهرة العولمة. (24)

وعلى نفس المنوال جاءت دراسة (لطيفة اللهيب: 2002) عن الآثار السلبية للبث الفضائي المباشر على الطالبات الجامعات ودور خدمة الفرد في التعامل معها، حيث استهدفت الدراسة الکشف عن العوامل التي تؤثر سلبا على طالبات الجامعات ومعتقداتهن وقيمهن نتيجة مشاهدة برامج الفضائيات وتقليدهن لها، وقد تمثلت أهم هذه الآثار وفقا لنتائج الجانب الميداني للدراسة والذي تضمن تحليلا لآراء عينة من الطالبات المقيدات بالفرقة الأولى بکليات البنات بالرياض في الإعجاب بالحياة الغربية، والانشغال عن المذاکرة، وضعف اللغة، والشعور بتخلف العادات والتقاليد العربية، وإقامة علاقات قبل الزواج، إلى جانب الآثار الصحية الضارة کالتعود على الخمول، وزيادة الوزن وضعف البصر وغيرها، ثم طرحت الدراسة تصورا مقترحا لدور الأخصائيات الاجتماعيات في مواجهة هذه الآثار ومعالجتها. (25)

وتتشابه مع الدراستين الأخيرتين دراسة (سلوم، 2002) التي تدول حول: "الانفتاح الإعلامي وخطره على قيم الشباب المسلم". والتي استهدفت هذه الدراسة تحديد أبرز التأثيرات العقائدية والاجتماعية المحتملة التي يحدثها التلفزيون المرتـبط بالفضـائيات في الشباب المسلم من خلال المضامين الإعلامية والمعلوماتية الموجهة للوطـن العربـي والإسلامي. وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أبرزها :أن للـتلفاز والفضائيات آثاراً خطيرة على الشباب منها: إضعاف الولاء للمجتمع والوطن، وتعمـيق الإحسـاس بالاغـتراب، وإضعاف الروابط الأسرية، وازدياد السلوک الإجرامي والأمراض الاجتماعية .(26)

کما هدفت دراسة (الشرقاوي، 2001) إلى الکشف عن آليات وأساليب تعزيز الهوية العربية والإسلامية لمواجهة الهيمنة الثقافية في ضوء الرؤية المعاصرة للتعليم في زمن العولمة . وقد توصلت الباحثة إلى نتائج کان من أهمها:

- سيطرة الولايات المتحدة الأمريکية علي الواقع الدولي، وتفردها بزعامة العالم، وتکثيف دعايتها للقبول بهيمنة الحضارة الغربية من خلال النظام العالمي الجديد من أجل تکريس هيمنتها على العالم.

- أن کثيراً من القيم الثقافية في حاجة إلى التطوير والتجديد، حتى لا تصبح سنداً للجمود والاستسلام لمعطيات التخلف .

- أن الهيمنة الثقافية تعني کما أشارت إلى ذلک الباحثة السيطرة على الأفکار والمعتقدات والعادات والتقاليد والاتجاهات والقيم وأساليب التفکير والمنجزات المادية، کما تعني المراقبة الثقافية لکل ما يصنعه الإنسان في البيئة الاجتماعية .

وفي ضوء تلک النتائج قدمت الباحثة مقترحات کان من أهمها:

أن تتحمل إدارة التعليم مسئولية الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيزها من خلال ما يلي :

أ- تنشئة الطلاب على أيديولوجية الجماعة ومقوماتها .

ب-الاهتمام بالإعداد الثقافي للمعلم .

ج-أن تفسح المناهج مکاناً أکثر للدين الإسلامي واللغة العربية، باعتبارهما جوهر الهوية الثقافية .

د-دراسة تأثير المخرجات الثقافية على البيئة المحيطة .(27)

ومن الدراسات الهامة في هذا المجال دراسة (أبو دف والأغا، 2001) التي هدفت إلى التعرف إلى مستوى التلوث الثقافي لدى الشباب في المجتمع الفلسطيني من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعات وعلاقته بمتغيرات (الجنس، الکلية، ومکان السکن)، کما هدف البحث إلى تحديد أهم أسباب التلوث الثقافي لدى الشباب في المجتمع الفلسطيني، ووضع صيغة تربوية لمواجهة التلوث الثقافي والحد منه.

وتوصل البحث إلى النتائج التالية:

1- أن نسبة التلوث الثقافي لدى الشباب في المجتمع الفلسطيني من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس بالجامعة قد بلغت 63.15%.

2- وجود فروق دالة إحصائياً في تقدير أعضاء هيئة التدريس لمستوى التلوث الثقافي لدى الشباب الفلسطيني يغزى لمتغير الجنس لصالح الإناث.

3- وجود فروق دالة إحصائياً لمتغير الکلية وذلک لصالح الکليات الإنسانية على الدرجة الکلية للاستبانة. (28)

ومن الدراسات التي رکزت على الملوثات الثقافية وانعکاساتها على الهوية الثقافية دراسة مجاهد (٢٠٠١) ، حيث هدفت الدراسة إلى: - محاولة فهم لظاهرة العولمة، ومتابعة تجلياتها المتنوعة، والکشف عن مخاطرها التي تهدد الهوية الثقافية للمجتمع المصري. تقديم تصور مقترح لدور التربية في مواجهة مخاطر التلوث الثقافي . وقد توصلت الدراسة إلى نتائج کان من أهمها :

- أن العولمة في بعدها الثقافي تسعى إلى تسييد الثقافة الأمريکية وطمس الهوية الثقافية للشعوب الضعيفة.

- تراجع اللغة الأُم في مواجهة اللغات الأکثر تداولاً على المستوى العالمي وخصوصاً الإنجليزية .

- الشعور بالاغتراب نتيجة استيراد نماذج ثقافية غربية للمجتمعات النامية .

- ضعف الانتماء الوطني وزيادة التفکيک الداخلي، وتزايد وتعميق الثقافة الاستهلاکية.

- أهمية بلورة استراتيجية تربوية تسمح للمجتمع بتعظيم الفائدة من إيجابيات العولمة، وتحجيم سلبياتها .

وتقدم الباحث بعدة تصورات  يستطيع الباحث أن يستفيد منها:

- تربية الفرد تربية صحيحة من خلال المحاور الثلاثة التالية: البناء القيمي والأخلاقي للفرد والتفکير النقدي .

- إعادة النظر في مناهج التعليم، وتربية المتعلمين في إطار متوازن بما يکسبهم القدرة على غربلة وتحليل طوفان المعلومات وحسن الانتقاء والاختيار الواعي من بين تلک المتغيرات والعناصر الثقافية الوافدة .(29)

وتتشابه مع الدراسة السابقة دراسة (فرج، محمود، 2001 )، والتي هدفت إلى التعرف على مدى انعکاس العولمة کإحدى وسائل الملوثات الثقافية وأبعادها في برنامج إعداد معلم التربية الإسلامية، بکلية التربية بسلطنة عمان، کما هدفت إلى التعرف على مدى اختلاف مستوى الوعي لدى هذا المعلم باختلاف الجنس، وتوصلت هذه الدراسة إلى تدنى مستوى وعي الطلاب بالعولمة، وتحدياتها وأثارها بسبب ضعف برامج الإعداد الحالية لذلک أوصت الدراسة بضرورة إعادة النظر في البرامج الحالية لمحاولة تطويرها لتتواکب مع التطورات والتغيرات والتحديات العلمية وضرورة الاهتمام بالأنشطة خاصة الندوات والمحاضرات التي تتناول موضوعات خاصة بالتوعية وتأهيل الطلاب لمعايشة المستقبل.(30)

وهناک من الدراسات من اهتمت بتناول دور البنية الثقافية في تنمية الوعي بالتحديات المستقبلية لطلاب کليات التربية في القرن الحادي والعشرين مثل دراسة (الجزار، غلاب1999م) وذلک عن طريق تحديد قائمة بالتحديات المستقبلية التي قد تواجه معلمي المستقبل، کما قام الباحثان  ببناء قائمة بالتحديات المستقبلية، وإعداد مقياس تقبل للتعرف على مدى تقبل الطلبة لهذه التحديات، کما تم تطبيق مقياس آخر للوعي للتعرف على دور کليات التربية في تکوين البنية الثقافية للطلاب، واستطاعت الدراسة تحديد بعض التحديات مثل (المتغيرات المعرفية، والتکنولوجيا الثقافية، والتربوية، والاقتصادية، والاجتماعية)، کما توصلت هذه الدراسة إلى افتقاد هؤلاء الطلاب إلى بنية ثقافية تساهم وتؤثر في تکوين الوعي الکافي لديهم. (31)

کما أن هناک دراسات رکزت على وضع الطالب الجامعي في جامعة المستقبل في ضوء التغيرات الإقليمية والعالمية وما تحدثه من ملوثات ثقافية مثل دراسة (ناس وعبد الکريم، 1996) التي هدفت إلى مناقشة العلاقة الجدلية بين الثورة العلمية والتقدم التقني من ناحية وبين الأوضاع الاجتماعية والتعليمية والمعيشية للأفراد من ناحية أخرى، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع التعليمية في الجامعات في خضم المتغيرات العلمية والتکنولوجية والمعلوماتية وثورة الاتصالات الحادثة والاستجابة لمقتضياتها .وتوجيه آمال الدول النامية إلى الجامعات لتمکين شبابها من فهم ما يدور حولهم من تحديات وتزويدهم بالمعرفة والمهارات التي تمکنهم من معايشة الواقع العالمي الجديد في ظل التحديات التي أفرزتها التکنولوجيا ووسائل التقنية والمعلوماتية وغيرها. (32)

الدراسات الأجنبية:

فمن الدراسات التي رکزت على مسئولية أستاذ الجامعة في عصر العولمة الثقافية عامة والتلوث الثقافي الناتج عنها دراسة ليجرين (Lagrain, 2004) حيث هدفت الدراسة إلي استطلاع رأي عدد من أعضاء هينة التدريس بالجامعة حول مسئولية انتقاء ما يصل إلي الطالب الجامعي من ثقافات غربية وعادات وتقاليد وحضارة، وذلک لمنع الانحراف والفساد الذي يقع فيه شباب الجامعة، وتوصلت الدراسة إلي نتائج اهمها: 

* أن 88.5% ‏من أفراد العينة أشارت إلي عضو هينة تدريس يجب أن يقوم بهذه المسئولية بفرض القيود والقوانين حرصا علي مستقبل الطالب الجامعي.

* أن عصر العولمة يتيح انتقال الثقافات والعادات والتقاليد من بلد لآخر کما يتيح انتقال المساوئ والمحاسن في کل مکان بالعالم.

* أن المراهقين والشباب أکثر تأثرا بالجوانب السلبية للعولمة الثقافية ، بحجة أنه سن الحرية وفک القيود.(33)

وعلى نفس المنوال هدفت دراسة ماکين (Makien, 2003)  إلى تحديد السبل التي يستطيع أستاذ الجامعة من خلالها مواجهة الملوثات الثقافية من خلال استطلاع رأي أساتذة الجامعة عما يحتاجونه لمواجهة العولمة السلبية، حيث طبقت الدراسة علي عينة تکونت من ١٥٠ ‏أستاذاً بجامعة نيودلهي وقد أسفرت نتائج الدراسة إلي أن 91.7% ‏من أفراد العينة يؤمنون بأن تطوير الأستاذ الجامعي هو الحل الأمثل لمواجهة تلک العولمة السلبية؛ وذلک من خلال معرفته وإلمامه بالتقنية الحديثة وأنه يجب أن يجيد التعامل معها، مع ضرورة وجود وسيلة دائمة للاطلاع علي کل ما هو جديد. (34)

‏ وبالتشابه مع الدراسة السابقة قام سميت (Semite, 2002) بدراسة هدفت إلي المقارنة بين الجامعات التي تتبع أسلوب القيادة  والجامعات التي لا تتبع ذلک للحد من مشکلات طلاب الناجمة عن الجانب السلبي للعولمة الثقافية کالاکتئاب والعزلة الاجتماعية وعدم الثقة بالنفس، وتوصلت الدارسة إلى أن: أسلوب القيادة الذي يتبعه أستاذ الجامعة سيجعل الأستاذ والطالب ‏مجموعة واحدة مترابطة يسودها التفاهم وتبادل وجهات النظر، مما يجعل عضو الهيئة التدريسية أقرب إلي طلابه بصفة مستمرة ، وسيزيد من قدرته في مساعدة الطلاب على مواجهة المشکلات النفسية. (35)

ومن أهم هذه الدراسات دراسة لارسون (Larson,2002) الذي قام بدراسة تحليلية لبعض التغيرات السريعة والتي أثرت في إحداث تغييرات في قيم الشباب. ومن العوامل المهمة التي أحدثت هذه التحولات سواء السلبية منها، أو الإيجابية، نجد أنها تتمثل في عولمة الاقتصاد والثقافة، والاتجاهات المعارضة التي ظهرت ضدها، إضافة إلى ما حدث من تغيرات سياسية، وديمقراطية من جانب، وفاعلية السلطة الحاکمة وما أحدثته من فقدان الثقة والتمزق من جانب آخر. أما بالنسبة للتغيرات الإيجابية  فنجدها في المؤسسات غير الربحية والتي تولي اهتماماً بحقوق الشباب واحتياجاتهم النمائية. وقد خرجت الدراسة ببعض التصورات المستقبلية الناتجة عن ثورة تکنولوجيا المعلومات والتحديدات التي أفرزها کتحديات يواجهها الشباب في المجتمع إضافة إلى تطلعات الشباب المستقبلية والمتمثلة بالتعليم، وتکوين العلاقات الاجتماعية، وقضاء أوقات الفراغ، ودور المجتمع في مساعدتهم على اکتشاف قدراتهم واهتماماتهم، إضافة إلى مساعدتهم في اختيار المهنة المناسبة والذي يعد من إفرازات سرعة التغيرات التي طرأت على سوق العمل والتي جعلت الشباب في أمس الحاجة لمعرفة کيفية اختيار المهنة المناسبة من بين البدائل المتاحة في المجتمع ککل.(36)

وجاءت دراسة تايلر (Taylor, 2002) حول الإنترنت واستخدامات الشباب: وهي دراسة استطلاعية للکشف عن العلاقة بين الوقت الذي يستغرقه الشباب في البقاء على الخط الشبکي (Online)، وأهم التأثيرات عليه وعلى مشارکته في الحياة المدنية. وأظهرت نتائج الدراسة أنه لم تظهر علاقة ارتباطية بين مقدار الوقت الذي يستغرقه الشباب في الجلوس أمام الإنترنت ومدى مشارکتهم في الحياة المدنية حسب مقياس (Youth Inventory Involvement)، کما کشفت نتائج الدراسة عن العلاقة الارتباطية بين الإحباط واستخدامات الإنترنت. وأشارت هذه الدراسة إلى بعض الشواهد المهمة للعلاقة الارتباطية بين استخدام الإنترنت ومشارکة الشباب في الحياة المدنية، وکذلک بين مستوى المشارکة والحالة النفسية والقيم لدى الشباب أيضاً.(37)

‏ کما هدفت دراسة لافييت (Laviolette, 2001) إلى إحداث تغيير في العلاقة القائمة بين الطلاب وأساتذة الجامعة والتي أساسها انتشار الأفکار المتطرفة نتيجة وجود الجدار النفسي بين الطالب وأستاذ الجامعة، وطبقت الدراسة علي عينة من ٢٥٠ ‏طالبا من جامعة بال الأمريکية وأثبتت الدراسة أن 97.5% ‏من الطلاب يؤيدون ضرورة إقامة علاقة حية بناءة مع أساتذتهم وأن 51% من العينة يريدون مناقشة الکثير من المخاطر والتحديات ولکن لا يدرون مع من يناقشونها.(38)

ومن الدراسات الأجنبية التي رکزت على التليفزيون کأحد وسائل التلوث الثقافي وتأثيره على المراهقين دراسة توماس (Thomas, R., 1999) حيث استهدفت الدراسة التعرف على دوافع المراهقين لمشاهدة التليفزيون والبرامج التي يفضلونها من خلال دراسة ميدانية أکدت على أن أهم هذه الدوافع على الترتيب: التسلية ثم الحضور على الحصول على المعرفة وحذرت الدراسة من الإفراط في مشاهد العنف والجنس وما يترتب على تقليد المراهقين وتمثلهم لها من عواقب وخيمة على الأسرة والمجتمع. (39)

وفي دراسة لتيسدال Teasdal, G.R. 1997)) عن علاقة العولمة کأحد الملوثات الثقافية بالأنماط الثقافية المغايرة لدى المعلمين حيث هدفت هذه الدراسة إلى توضيح أن العولمة جلبت معها أنماط ثقافة مغايرة، ولمواجهة ذلک نمت حرکة قوية في منطقة الباسفيک الأسيوي لتدعيم الثقافة المحلية والخصوصية المجتمعية، وذلک من خلال برامج إعداد المعلمين حتى يکتسبوا هذا الاتجاه وهم بدورهم ينقلونه لطلابهم وقد ارتکزت على عدد من الرکائز منها:

- التوسع في نشر الثقافة المحلية وربطها بالمتغيرات العالمية الحادثة في زمن العولمة.

- فهم الذات والولاء للثقافة الوطنية والخصوصية المتمثلة في الهوية الثقافية الوطنية .

- التأکيد على مفاهيم الحرية والتسامح .

وقد أوصى الباحث وأکد على أن الذاتية المجتمعية، وعدم التقليد هي أفضل طريق لتحقيق التقدم ومواجهة العولمة الثقافية المغايرة للثقافة المحلية والوطنية. (40)

تعليق عام على الدراسات السابقة ومدى استفادة الدراسة الحالية منها:

من خلال استعراض الدراسات السابقة العربية والأجنبية نجد أنها قد تعددت وتنوعت قيمتها فيما تباينت وتشابهت فيه، من حيث هدف الدراسة وأهم النتائج، وکذلک بالنسبة لأهم التوصيات والمقترحات، وسوف يعرض الباحث مدى هذا التباين والتشابه بين الدراسات السابق عرضها:

تباينت الدراسات السابق عرضها في النتائج التي توصلت إليها ما بين نتائج ايجابية في بعض الدراسات، ونتائج سلبية في دراسات أخرى، حيث توصلت بعض الدراسات إلى تحديد لأهم المشکلات المتعلقة بالتلوث الثقافي في المجتمعات المعاصرة، والتعرف على الجهود التربوية المبذولة في هذا المجال في العصر الحاضر. والقليل منها رکزت على الأدوار التي يجب أن يقوم أعضاء هيئة التدريس لمواجهة هذه الملوثات الثقافية.

وهناک بعض الدراسات التي أبرزت تباين مستوى التلوث الثقافي لدى الأفراد وفق عدة متغيرات من أهمها الجنس مثل دراسة أبو دف والأغا (2001).

وأبرزت بعض الدراسات السابقة ضعف وقصور في دور بعض المؤسسات التربوية نحو تنمية الوعي بالتلوث الثقافي، في حين توصلت عدة دراسات إلى فعالية المؤسسات التربوية النظامية في تحسين السلوک الثقافي لدى الطلاب.

ومن جهة أخرى فان الدراسات التي تناولت تحديد أهم التحديات المستقبلية التي تواجه العالم العربي والمجتمع المصري بصفة عامة، وأبرزت بعض هذه الدراسات افتقاد الطلاب إلى بنية ثقافية تساهم في تکوين الوعي الکافي لديهم، بالرغم من ارتفاع مستويات التقبل للتحديات المستقبلية مثل دراسة (عثمان الجزار، إکرام غلاب: 1999)، وأوصت بتأکيد الذاتية المجتمعية، وعدم التقليد هي أفضل طريق لتحقيق التقدم ومواجهة العولمة الثقافية المغايرة للثقافة المحلية والوطنية (تسيدال، 1997) . ومن الدراسات من حذرت من الإفراط في مشاهد العنف والجنس وما يترتب على تقليد المراهقين وتمثلهم لها من عواقب وخيمة على الأسرة والمجتمع.( Taylor, 2002)

ومن جهة أخرى کشفت بعض الدراسات عن تدني العلاقة بين عضو هيئة التدريس والطلاب مثل دراسة  لافوليتي (Lavoilette)، وأوصت بعض الدراسات مثل دراسة (Makien) إلى ضرورة استخدام الأستاذ الجامعي لاستراتيجيات تدريسية متعددة ، واستخدام التقنيات التعليمية الحديثة والاستفادة من الحاسب الآلي في التدريس.

موقف الدراسة الحالية من الدراسات السابقة:

- وجود تشابه کبير في وسائل التلوث الثقافي وتأثيراتها على طلاب وطالبات الجامعة وذلک کما أظهرته نتائج معظم الدراسات السابقة.

- تبين أن هناک اهتمام واضح بدور الجامعات ومؤسسات التعليم بمواجهة الملوثات الثقافية لدى الطلبة وخصوصاً طلبة الجامعات على اعتبار أنهم قوة المجتمع ورصيده المستقبلي، حيث أکدت معظم الدراسات السابقة على أن الجامعة تلعب دور محوري في تشکيل شخصية الطالب.

- اختلفت الدراسات فيما بينها في أثر المتغيرات المستقلة على دور الجامعة في مواجهة الملوثات الثقافية لدى الطلبة، وهذا أمر طبيعي يرتبط بخصائص وظروف کل مجتمع من المجتمعات. ومما يلفت الانتباه في هذه الدراسات أنه لم يتضح تناول دور الجامعة کنظام في مواجهة التلوث الثقافي من حيث دور الأستاذ الجامعي، والبرنامج الأکاديمي في الجامعة وکذلک دور الأنشطة اللامنهجية، على اعتبار أن هذه المجالات تمثل عناصر منظومة الجامعة، وهذا ما رکزت عليه هذه الدراسة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس، حيث لدى الأساتذة قدرة کافية ومقنعة على تقييم الأوضاع والأدوار التي تتعلق بحقوقهم وترتبط بمصالحهم وممارستهم، وهذا ما ميزها عن غيرها من الدراسات.

- إن ما أظهرته نتائج الدراسات السابقة يفيد الباحث في دراسته الحالية في التعرف على أهم وسائل التلوث الثقافي وعوامله ومسبباته لدى بعض طلاب وطالبات الجامعة، وکذلک وضع تصور مقترح للأدوار التربوية التي يقوم بها عضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهتها من وجهة نظرهم، تلک الأدوار التي لم تشر إليها الدراسات السابقة التي أتيحت للباحث والتي دفعت الباحث من خلال دراسته الحالية إلى الکشف عن وجودها أو عدم وجودها.

 

منهج الدراسة وأدواتها:

 إن المنهج الذي يسلکه أي باحث يعتمد بالدرجة الأولى على طبيعة الدراسة وأهدافها. وإذا کانت الدراسة تتناول التلوث الثقافي (الراهن) الذي يؤثر على طلاب الجامعة، وإذا کانت أهدافها تتلخص في محاولة (رصد) مظاهر التلوث الثقافي في هذا المجتمع (وتشخيص) عوامله الداخلية والخارجية، و(اقتراح) الأدوار التي يجب أن يقوم بها أعضاء هيئة التدريس لمواجهته، فإن المنهج الوصفي هو الأکثر ملائمة لطبيعة الدراسة الحالية وأهدافها. فإن المنهج الوصفي يهتم بتقدير ما ينبغي أن تکون عليه الأشياء والظواهر التي يتناولها البحث وذلک في ضوء قيم أو معايير معينة، واقتراح الخطوات أو الأساليب التي يمکن أن تتبع للوصول بها التي ما ينبغي أن تکون عليها في ضوء هذه المعايير أو القيم" (41)، وأما بالنسبة لرصد مظاهر التلوث الثقافي في مجتمعنا في الوقت الراهن، فإن المنهج الوصفي يهتم بالوضع الراهن للظواهر المختلفة وتقدير ما هو کائن(42) ورصد الظواهر والممارسات الشائعة أو السائدة وجمع المعلومات والحقائق عنها (43). وأما بالنسبة لتشخيص عوامل التلوث الثقافي، فإن المنهج الوصفي يهدف بعد رصد الظواهر والممارسات، وجمع الحقائق عنها وتصنيفها إلى الکشف عن العوامل التي تکرس تلک المظاهر، وتحديد ما قد يوجد بين هذه العوامل من صلات. (44)

ولذلک استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي من خلال عرض الأدبيات المختلفة التي تناولت مفاهيم التلوث الثقافي، وذلک بمراجعة العديد من الدراسات والأبحاث ذات العلاقة، والوصول منها إلى استنتاجات محددة تغطي جوانب الموضوع، ولتحقيق هذا الهدف قام الباحث بمقابلات فردية وجماعية مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وأجرى ملاحظات مباشرة عن تداعيات العصر الحالي من الناحية الثقافية ومدى تأثير ذلک على الطلاب الجامعيين، وتم تصميم مقياس يوضح أدوار أعضاء هيئة التدريس في مواجهة التلوث الثقافي لطلاب الجامعة بأبعاده المختلفة، موظفاً أدوات المقابلة والملاحظة المباشرة والاحتکاک بالواقع من خلال تطبيق المقياس على عينة الدراسة.

خطوات الدراسة

تشتمل الدراسة على الخطوات التالية:-

أ) الإطار النظري: ويشتمل على النقاط التالية:

1- التلوث الثقافي ماهيته، المفاهيم المرتبطة به، جوانبه، ملامحه:

2- خصائص التلوث الثقافي في المجتمع المصري:

3- العوامل التي أدت إلى انتشار التلوث الثقافي.

4- أهم مظاهر التلوث الثقافي لدى طلاب الجامعة في المجتمع المصري:

5- دور عضو هيئة التدريس في مواجهة ظاهرة التلوث الثقافي لدى طلابه:

ب) الإطار الميداني: ويشتمل على النقاط التالية:

1- خطوات اختيار عينة الدراسة.

2- خطوات بناء الاستبيان

3- الأساليب الإحصائية المستخدمة

4- عرض النتائج وتفسيرها

5- التوصيات والمقترحات التي توصل إليها البحث في ضوء النتائج.

ثانياً: الإطار النظري للدراسة

أولا : التلوث الثقافي ماهيته، المفاهيم المرتبطة به، جوانبه، ملامحه:

1- مفهوم التلوث الثقافي:

مبدئيا إذا کان التلوث الثقافي يعنى التغيير في منظومة الفرد من القيم والمشاعر والاتجاهات وهو بذلک يرتبط بالثقافة السائدة لعملية التنشئة الاجتماعية فان السؤال الذي يطرح نفسه هو ..

ما الثقافة؟

الثقافة من أکثر المصطلحات استخداما وأشدها غموضاً وقد يرجع غموضها إلى تعدد معانيها، فلکل مجتمع ثقافة تميزه وتبلور معتقداته وقيمة ومبادئه وعلاقاته الاجتماعية وأنماط سلوکه وتحيزاته الأيديولوجية.

والثقافة کلمة عريقة في اللغة العربية فهي تعني صقل النفس والمنطق والفطانة، وفي القاموس المحيط: ثقف ثقفاً وثقافة، صار حاذقاً خفيفاً فطناً، وثقفه تثقيفاً سوّاه، وهي تعنى بتثقيف الإنسان، تسويته فکراً ووجداناً وتقويمه سلوکاً ومعاملة.

واستعملت الثقافة في العصر الحديث للدلالة على الرقّي الفکري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات. والثقافة ليست مجموعة من الأفکار فحسب ولکنها نظرية في السلوک بما يرسم طريق الحياة إجمالاً، وبما يتمثل فيه الطابع العام الذي ينطبع عليه شعبُ من الشعوب، وهي الوجوه المميزة لمقومات الأمة التي تتميّز بها عن غيرها من الأمم، بما تقوم به من العقائد والقيم واللغة والمبادئ، والسلوک والمقدسات والقوانين والتجارب.

ولذا فقد انتقينا أحد التعاريف الشائعة، توصف فيه الثقافة بأنها منظومة متکاملة، تضم النتاج التراکمي لمجمل موجات الإبداع والابتکار التي تتناقلها أجيال الشعب الواحد، وتشمل بذلک کل مجالات الإبداع في الفنون والآداب والعقائد والاقتصاد والعلاقات الإنسانية، وترسم الهوية المادية والروحية للأمة لتحديد خصائصها وقيمها وصورتها الحضارية، وتطلعاتها المستقبلية ومکانتها بين بقية الأمم. (45)

وفي العموم فإن الثقافة هي الکلُّ المرکّب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات والتقاليد. (46)

من هنا يتبين لنا أن الثقافة تتسم بمجموعة من الخصائص تميزها وتختلف من مجتمع لأخر واهم الخصائص تتمثل في أنها:-

1-  أنها ظاهرة إنسانية، أي أنها الوسيلة المثلى بين الإنسان وسائر المخلوقات لأنها تعبير عن إنسانيته.

2-  أنها تحديدُ لذات الإنسان وعلاقاته مع نظرائه، ومع الطبيعة ومع ما وراء الطبيعة.

3- أنها قوام الحياة الاجتماعية وظيفةً وحرکةً، فليس من عمل اجتماعي أو فنيّ جمالي أو فکري يتم إنسانياً خارج دائرتها.

4- أنها عملية إبداعية متجدّدة، تُبدع الجديد والمستقبليُ من خلال العقول التي تتمثلها وتعبّر عنها.

5- أنها إنجاز کمّي مستمر تاريخيا، فهي بقدر ما تضيف من الجديد، تحافظ على التراث السابق، وتجدد قيمه الروحية والفکرية والمعنوية. (47)

وإذا نظرنا إلى الثقافة العربية الإسلامية أساساً نجدها تتميز بسمتين:

  • أولهما/ هي سمة الثبوت فيما يتعلق بالمصادر القطعية، وما جاءت به من عقائد وتشريعات وقيم ومناهج.
  • وثانيهما: هي سمة التغيير فيما يتعلق باجتهادات المسلمين وإبداعاتهم القابلة للصواب والخطأ ،وبالتالي الاختلاف، فالجانب القطعي في الثقافة العربية الإسلامية، يتسم بما يتسم به الإسلام من خصائص بصفته ديناً ومنهاجاً للحياة. وتتجلى هذه الخصائص في: العالمية، والشمولية، والوسطية، والواقعية، والموضوعية، والتنوع في الوحدة.(48)

والقرآن الکريم يُعدُّ المصدر الأساس للثقافة العربية الإسلامية بفضل ما ورد فيه من تعاليم دينية وأخلاقية واجتماعية، ولکونه صالحاً لکل زمان ومکان ومسايراً لمتطلبات کل عصر ومستجداته.

وتشکّل السنة النبوية المصدر الثاني الأساس للثقافة العربية الإسلامية. فکما اعتمد المسلمون في نهضتهم الفکرية والعلمية والحضارية على القرآن ودعوته، اعتمدوا کذلک على سنة نبيهم بعد أن جمعوها ودوّنوها وفصّلوا أبوابها واستثمروها في جهودهم العملية ومناهجهم المعيشية. (49)

واللغة العربية مقوّم أساس من مقومات الثقافة العربية الإسلامية، ذلک أن العربية ليست لغة أداة فحسب، ولکنها لغة فکر أساساً، وحتى الشعوب والأمم التي انضوت تحت لواء الإسلام، وإن کانت احتفظت بلغتها الوطنية، فإنها اتخذت من اللغة العربية وسيلة للارتقاء الثقافي والفکري، وأدخلت الحروف العربية إلى لغاتها فصارت تکتب بها.

کذلک فإن من أهم خصائص الثقافة العربية الإسلامية الانفتاحَ على الثقافات الشرقية والغربية، مع المحافظة على الأصول الثابتة من دون تجاوزها، وقد واجهت الثقافة العربية الإسلامية مديداً من التحديات في تاريخا الطويل، وهى تحديات المذاهب الفلسفية والأديان والدعوات المختلفة التي کان يزخر بها العالم إبان بعث الإسلام، وحاولت جميعها إثارة الشبهات وتحريق القيم الأساس، والإضرار بالأمة والدولة العربية الإسلامية والفکر جميعاً، ولکن الثقافة العربية الإسلامية انتصرت على هذه التحديات في الماضي بفضل مقوماتها الصلبة وخصائصها المتفردة.

ولقد أکسبَ ذلک الثقافة العربية الإسلامية ثراءً وغنى، وقوة ومناعة، وهى خاصية فريدة وميزةٌ تکاد أن تکون فريدة في التاريخ الثقافي الإنساني، ويأتي مصدرُ هذا إلى التنوع الذي يطبع الثقافة العربية الإسلامية التي من خصائصها الترغيبُ في طلب العلم، والحثُ على النظر والتفکير، والحضُ على التماس الحکمة من أي وعاء أو مصدر کانت، والدعوةُ إلى التعارف بين الأمم والشعوب بما يقتضيه ذلک من تقارب بکل معانيه، إلى جانب النهى عن الإکراه في الدين، وهو المبدأ القرآني الذي يمکن أن يکون قاعدة للتعايش الثقافي والفکري في إطار وحدة الأصل الإنساني، وهو المبدأ الأصلي الذي يختزل کل معاني حرية الفکر.(50)

فإذا حدث التلوث الثقافي فإنه يترجم إلى سلوک فإننا نستطيع أن نتعرف على ثقافة مجتمع ما من خلال سلوکيات أفراده وجماعاته، والسلوک الثقافي في هذه الحالة يعتبر مرآه هادفة لمدى تقدم ثقافة مجتمع ما أو تخلفها؛ ومن هذا المنطلق فکل مجتمع حريص على تأکيد ثقافته والسمو بها والاحتفاظ بعنصر الدينامية؛ لتنشيط فاعليات هذه الثقافة وتوريثها للأجيال اللاحقة.

وتشير کلمة تلوث في المعاجم العربية إلى معان التکدير والتشويه ومخالطة الشوائب الغريبة والضارة لما هو أصيل؛ کأن يقال مثلا: لَوَث الشيء: خلطه ومرسه " (51) وتلوث ثوبه بالطين: تلطخ به" (52) و" لوَث الماء: کدَره"  و" تلوث الهواء ونحوه: خالطته مواد غريبة وضارة" (53)

وفى ضوء ذلک يعرف التلوث الثقافي بأنه مفهوم اجتماعي نفسي يشير إلى التغيير الحادث في منظومة القيم والمشاعر والاتجاهات والأهداف.... .

فمع تصاعد وتيرة الليبرالية والدعوة إلى الحرية، لم يعد من السهل إيقاف الضخ السريع للقيم والأفکار الغربية عبر قنواتها الإعلامية على جميع شعوب العالم، حتى بات من الصعب الوقوف في وجه هذا التيار الهائل، وإلا تعرضت شعوب العالم الثالث لحملة أکثر وحشية للانتقاد والقذف بکل صفات الانغلاق والتخلف والرجعية.

وقد واکب هذه الموجة الإعلامية ثورة اتصالات، حطمت الأسوار بين الأمم والشعوب، وألغت العزلة، فأصبح الخبر ينتقل من مکان إلى آخر، من أول الدنيا إلى أخرها، في جزء من الثانية، زادت من معرفة الإنسان بأخيه الإنسان في کل مکان فأصبح الناس أکثر تواصلاً، وأکثر إلماماً بأحوال بعضهم ولغات وثقافات بعضهم، إلا أنها جعلت إمکانية ابتعاد الثقافات القومية عن الغزو الخارجي أمراً يکاد أن يکون مستحيلاً.(54)

فالتلوث الثقافي يتمثل في التلقي العشوائي والاستيراد الآلي في اتجاه واحد، إنه التأثير الدعائي المرًکز والمعتمد في الملتقى العربي عبر الضخ اليومي لأطنان من المعلومات والإعلانات الفاسدة مع غرس وتعميم الطفرة في الاستهلاکية، ووضعها على رأس الأولويات  وتدويرها على مجمل الوطن العربي بغرض اختراق العقل العربي، والوجدان العربي وخلق استجابة فکرية ونمطية وسلوکية تبعد الشباب خاصة والمجتمع عامة قوميته وإنسانيته.

وقد امتد هذا التلوث الثقافي بشکل سريع ومفاجئ خلال السنوات القليلة الماضية، إلى ألعاب الفيديو والمجلات المصورة ومواقع الإنترنت المتاحة للجميع وبأسهل الطرق حول العالم، حتى لم يعد الجنس والعنف - اللذان يقدمان وللأسف الشديد بأبشع الصور- شيئاً غريبا على الشباب في الدول الغربية، کما لا يبدو، في المقابل، أن جيلنا الناشئ في مأمن من ذلک.(55)

والتلوث الثقافي يتبدى في الإعلان التجاري الفاسد الذي يخرب الذوق ويخدش الحياء، وينقل الإنسان العربي والمصري من عليائه کبان للسدود والإنشاءات العملاقة، والشواهد الحضارية الأبدية التي ما تزال ماثلة في أهرامات مصر والسد العالي وغيرها کثير.... إلى إنسان أخر أداه للاستهلاک وألة عرض للإعلان نفسه.

والتلوث الثقافي هو ذلک الذي يطرق عقل الإنسان العربي والمصري وعاطفته اليوم أکثر منه بالأمس من أجل أعادة صياغة وعيه، وتشکيل ذهنه وقولبة شخصيته، بالتدريج وبهدوء وبحيث وخداع ومکر بطريقة تبدو وکأنها بريئة في أکثر الأحيان.

وباختصار التلوث الثقافي هو ثقافة الترفيه والضياع والإمتاع، وهو في الثرثرة الفارغة التي تقوم بتخدير الإنسان العربي وشل دورة الحضاري والانساني وسط خضم الأحداث العالمية.

إنه في ثقافة الکلمات المتقاطعة، ونجوم الفن ومهرجاناتهم وباب الحظ والعرس الکروي ومباريات کأس العالم، إنه في ثقافة الانفعالات الرخيصة والمشاعر المبتذلة. إنه في إکساء الإنسان العربي هوية غير هويته وثوباً غير ثوبه.

فإذا کانت الثقافة: هي مجموع المعارف التي يکتسبها الإنسان من أبويه ومحيطه وتجاربه. فإن الثقافة تستقر في العقل الباطن للإنسان وتحکم تصرفاته، حيث أنها تبرمجه فيعمل الإنسان بموجبها لاإرادياً، ويحاول نشرها لأکبر عدد من الناس لتحمسه لها ولاعتقاده أنها الصواب وغيرها الخطأ؛ ويصف غير المتبع لثقافتهم بالعجز والمرض.

وطبيعي أن يتأثر طلاب الجامعات بهذه البرامج الثقافية التي تبث لهم عبر السماوات المفتوحة، حيث يمثل طلاب الجامعات أکثر الفئات رغبة في التغيير والتطوير، والنظر إلى المستقبل باعتباره ملعباً لهم. فغالبية شباب الجامعات تبني آمالها وطموحاتها أثناء فترة دراستهم، وينظرون إلى ما يقدم إليهم من معلومات ومعارف نظرة ناقدة، فالطالب الجامعي مفترض، انه ينشد المعرفة من أي مصدر کان، کتب ومراجع، وبحوث، ودراسات، وبرامج تعليمية وثقافية تبث لهم عبر قاعات الدراسة، أو في أماکن عملهم أو في منازلهم بالنسبة للطلاب کبار السن، من خلال ما يعرف بالتعليم المفتوح والتعليم عن بعد.

والطالب الجامعي، شاب متيقظ، مدرک لما يدور حوله من تطورات، قادر على فهم الواقع الذي يعيشه فيه بنظرة متأملة، نابعة من الرغبة الجادة نحو معرفة ما يدور حوله من متغيرات تؤثر بدرجات متباينة في مجالات الحياة من حوله، خاصة قطاع التعليم الجامعي الذي ينتمي إليه، فهو يرغب في العيش مستقبلا في مستوى أفضل مما هو عليه، وکله أمل في أن تقدم إليه المعرفة والمعلومات والبرامج التعليمية والثقافية التي تمکنه من تحقيق هذا الهدف، وألا أدار ظهره لما يقدم له في مؤسسته العاجزة غير القادرة على مساندته للوقوف في المجتمع.

فکيف يستطيع الطالب أن يعايش العالم المتغير الذي يحيط به في ظل مقررات دراسية بالية، لم تعد ملائمة يشکل أو بأخر لخلق العقلية المبدعة التي نستطيع إن تفکر وتتوصل إلى الجديد من المعرفة؟!. (56)

هنا، يقف الطالب في مفترق الطرق ويتساءل، هل القصور في عدم قدرته على تحصيل المعرفة والمهارات التي تمکنه من السير نحو مستقبل أفضل ومعايشة المتغيرات التي تحيط به يرجع إليه، أم يرجع إلى الجامعة؟ هنا تزداد حيرة الطالب وارتباکه نحو ما يتقدم إليه داخل کليته.

من هنا ينبغي على التعليم الجامعي أن يوفر تعليماً أرقى، يحافظ على الهوية المستقلة، ويعمل مع ذلک، على جذب تلک الهويات داخل کل أوسع وأکثر شمولاً، يحترم کلا من الثقافات المتميزة والبيئة متعددة الثقافات، وسوف تنظر مؤسسات التعليم الجامعي إلى نفسها في المستقبل، على أنها تقف عند مفترق طرق بين الهويات الثقافية المحلية والهويات الأوسع نطاقاً، وأنها ستکون قادرة على توضيح مواقفها الأيديولوجية المحددة. (57)

2- خصائص التلوث الثقافي في المجتمع المصري:

من خلال ما سبق نستطيع أن نقول أن التلوث الثقافي المصدر إلى المجتمع المصري من خلال وسائل الإعلام العربية والأجنبية يتميز بعدة خصائص نستطيع حصرها فيما يلي:

1- الترکيز على ما يوصف بالثقافة الشعبية وترکيز صناعة الإعلام والإعلان على تحويلها إلى ثقافة ترفيهية جذابة تعمل على سلخ الجمهور المصري الذي تصله سلع تلک الثقافة بسهولة من خلال أجهزة ثقافية حديثة من مضمون ثقافتها الشعبية الوطنية.

2- إنه يعتمد  على "الفردية المستسلمة وهى أيديولوجيا تضرب في الصميم الهوية الثقافية بمستوياتها الثلاثة، الفردية، الجمعية والوطنية القومية .(58)

3- تکريس الانشطار والتفکيک للهوية الثقافية القومية، وذلک من خلال اعتماده المباشر على بث رسالته ومکوناته الثقافية من خلال وسائل سمعية وبصرية وبلغه يملکها، وتعد لها نظم تعليمية تکرس عمليات التمايز الثقافي بين النخب العصرية في المجتمع، وبين الطبقات الشعبية التي لا تتمکن من الحصول على الأنماط التعليمية التي تسهل بالإعداد اللغوي والتربوي لفئات النخبة العصرية وأبنائهم من التمکن والامتلاک لإمکانات الاتصال والتواصل مع تلک الثقافة الغربية، والتي تفتح لمن يتصل بها سمات من التميز الاجتماعي والاقتصادي في تلک المجتمعات؛ مما يعنى على المستوى الزمنى البعيد ذوبان تلک الهوية الثقافية کاملا وبعد عدة أجيال في مکونات ثقافة الغرب التي يتسابق الجميع للانتماء لها والاحتماء بمميزاتها.

4- استخدام أسلوب الصدمات الثقافية مع المتلقين باعتباره أسلوبا ملائما لنقل المتلقي لحالة الدهشة والانبهار بالمادة المنقولة مما يسهل عملية قبولها. "وإلى ظاهرة صدمة الثقافة يرجع الکثير من الحيرة والجمود والعجز عن التکيف، إنها تسبب القطيعة والإدراک الخاطئ للواقع  وعدم القدرة على المواجهة..." (59)وعدم إدراک الواقع المعاش والقطيعة عن کل خطوة ضرورية يتطلبها التلوث الثقافي لتحقيق عملية اختراقه للثقافات الوطنية، وهى جزء مما أسماه (ألفين توفلر) بصدمة المستقبل والتي يعتبرها «ظاهرة زمنية من نتاج المعدل المطرد السرعة للتغيير في المجتمع وهي تنشأ من عملية الترکيب لثقافة جديدة فوق أخرى قديمة". (60)

3- العوامل التي أدت إلى انتشار وتکريس التلوث الثقافي.

يمکن تعريف هذه العوامل للتلوث الثقافي بأنها: "العوامل التي أدت إلى تمرير الثقافة الأجنبية وحرکاتها الاستغلالية من خلالها إلى الدول العربية عامة والمجتمع المصري خاصة، بقصد التأثير في أفکار شبابها وقيمهم وممارساتهم تأثيرًا سلبيًا، يؤدي إلى الابتعاد عن الثقافة العربية الأصيلة والتنکر لها وطعنها مع تبني الثقافة الأجنبية الدخيلة، والتمسک بمفرداتها، واعتبارها الثقافة المعول عليها في کل شيء". (61)

ويمکن تصنيف هذه العوامل إلى :

1- وسائل الإعلام الجماهيرية.                        2- الاحتکاک الحضاري المباشر.

3- المؤسسات الثقافية والتربوية.                     4- التبعية التربوية.

5- التبعية الاقتصادية.                                   6- زيادة التصدع الأسري.

7- انتشار الإباحية الخلقية.                           8- فقدان الهوية والانتماء.

9- تناقض القيم والمعايير.                               10- زيادة وقت الفراغ.

وسنشرح طبيعة هذه العوامل التي أدت إلى انتشار وتکريس ظاهرة التلوث الثقافي مع توضيح دورها  في التأثير في قيم الشباب الجامعي  وممارساتهم في مصر.

1- وسائل الإعلام الجماهيرية :

إن الإعلام بمختلف وسائله، ظاهرة اجتماعية تطورت مع تطور المجتمعات البشرية حتى وصلت في أيامنا هذه إلى موقع مؤثر جدًا في حياة الفرد والمجتمع والإنسانية جمعاء، وغدا حاجة ماسة في عصرٍ تحولت فيه الکرة الأرضية إلى قرية صغيرة.

فللإعلام قدرة خاصة يملکها في نشر المعارف والأفکار، نتيجة لذلک کان له أکبر التأثير في عادات أو محاربة آراء أو إجراء عملية استبدال يستعاض فيها عن آراء ومواقف بآراء ومواقف مستجدة تحملها الرسالة الإعلامية. (62)

وتشير نتائج الدراسات إلى أهمية وسائط الإعلام کإحدى الوسائل المتممة لقيم المجتمع العامة، فقد أشار کثير من الباحثين أمثال (برلسون) و(انکلز) إلى الدور الذي يمکن أن تقوم به وسائط الإعلام في بث القيم العامة التي يراد لها أن ترسخ وتعمق لدى الأفراد.(63)

ومن هنا انتبهت الدول الأجنبية إلى خطورة الإعلام المعاصر وأهميته في عملية تشکيل الوعي أو تغييبه، فبدأت ترکز على الإعلام أکثر من ترکيزها على السلاح.

ولذلک أکدت وسائل الإعلام التي تمتلکها الأوساط المسؤولة عن تنظيم حملات التلوث الثقافي نقل الأخبار والمعلومات والقصص والأفکار والقيم والمعتقدات والممارسات من الدول الأجنبية التي تسيطر عليها الحرکات الأيديولوجية والسياسية المعادية إلى المجتمع العربي عامة والمجتمع المصري على وجه الخصوص، وهذه الأخبار والمعلومات والممارسات تنتقى بدقة، وتمرر عبر الوسائل الإعلامية إلى أبناء الدول العربية ولاسيما الشباب بقصد التأثير في أفکارهم وميولهم واتجاهاتهم. (64)

وإن الخطورة التي تمثلها وسائل الإعلام الأجنبية، ولاسيما التي تبث باللغة العربية کبيرة جدًا حيث تقوم بإحکام طوق التبعية الإعلامية على نحو لم يسبق له مثيل على مجمل الوطن العربي، والعمل على انهيار کل سدود الأمن الإعلامي العربي والمصري، ومن ثم دس السم في المادة المبثوثة، ومحاولة طرح قيم وأفکار جديدة تصب في معظمها في صالح الاحتکارات الأجنبية وتجعل الوطن العربي ومصر سوقًا استهلاکية على الصعد الفکرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

فنحن نعيش في عصر ثورة الاتصالات وانتشار الفضائيات، فيبرز لدينا التلفزيون کأهم معطى في هذه الثورة، فللتلفزيون تأثير کبير في المعرفة الاجتماعية والسلوک، ومن ثم في ترتيب القيم والاتجاهات والأفعال المرتبطة بها، ولبرامج التلفزيون أهمية کبيرة في تغيير قيم الأفراد واتجاهاتهم، وذلک من خلال تقديم المعارف والمعلومات التي تؤدي إلى زيادة وعيهم وتفضيلهم لاتجاه معين أو ابتعادهم عنه. (65)

ومن هنا کان التلفزيون أهم وسيلة لبث التلوث الثقافي وتعزيزه لدى الشباب العربي والمصري، وتأثيرها في قيمه وأفکاره، فلو أخذنا قنوات التلفزيون وبرامجه التي تسيطر عليها بعض الجهات في الدول الغربية والموجهة إلى الأمة العربية والمصرية، لشاهدنا أن هذه البرامج التلفزيونية مليئة بالمسلسلات والتمثيليات والمسرحيات والأخبار والقصص والمعلومات التي تنتقص من مکانة العرب في التاريخ وتقلل من قيمتهم الحضارية وتتجاهل مناقبهم ومآثرهم وأمجادهم وتجسد معالم تخلفهم وتبالغ فيها، وتسيء إلى الشخصية العربية وتطعن فيها إذ تصورها شخصية انهزامية وضعيفة وذليلة ومزدوجة حينًا، وهمجية غرائزية إرهابية حينًا آخر.

وإن هذه الأجهزة التلفزيونية تبث الأخبار السلبية عما يدور في الدول العربية کصراعاتهم وانقساماتهم وتخلفهم وعجزهم عن بناء مجتمعهم وحضارتهم ودورهم الاتکالي والهامشي. وهدفها من هذا التلفيق والتزوير والمبالغة، حمل الشباب العربي والمصري على التنکر لمجتمعه وشعبه وقيمه الأصيلة، وتمسکه بالحضارة الغربية وما تحمله من قيم ومثل وسياقات وممارسات.

فمحطات التلفزيون الغربية هذه تبث للشباب العديد من الأفلام والمسلسلات المليئة بالخلاعة والمجون وصور التحلل الأخلاقي، والفساد والصراعات وأعمال العنف وسفک الدماء بغية التأثير في قيم الشباب وممارساتهم اليومية، هذا التأثير الذي ما يلبث أن يحول بعضهم إلى ناقمين على المجتمع، وخارجين عن قوانينه وقيمه وأخلاقه السمحة. (66)

أما بالنظر إلى الصحافة وهي وسيلة إعلامية مهمة، فنجد أنها تبث کثيرًا من الأفکار، وتروج العديد من القيم، وتدعو للعديد من التوجهات، التي تمس صميم المجتمع العربي الإسلامي، فهي مملوءة بالمقالات والأخبار والتعليقات والأعمدة التي تهدف إلى الطعن بالعروبة، والتشکيک بالروح الحقه للإسلام، والافتراء على مبادئه وقيمه وتعاليمه، مع السعي لفسخ الصلة بين العروبة والإسلام وتشويه دور العرب في نشر وترسيخ مبادئ الدعوة الإسلامية وقيمها السماوية السمحة.

وتسعى الصحافة الموجهة جاهدًة إلى هدم النظام القيمي الأخلاقي والاجتماعي عند الشباب العربي والمصري، وذلک بما تنشره من صور خليعة وأفکار ماجنة توجه تفکير الشباب نحو الغرائز والفجور، أو عن طريق نظرياتها التي تنادي بالتحرر من الضوابط والقيود الخاصة بنظم الأسرة والزواج، والتفاعل بين الجنسين والاستخفاف بقدسية هذا النظام واتهامه بالرجعية وضيق الأفق، واعتبار العائلة مصدرًا لأنانية الفرد ونزعاته غير المهذبة.

إن هذه الأفکار تفسد قيم الشباب وتسيء إليها وتقلبها رأسًا على عقب، وهنا يميل الشباب إلى اعتماد الممارسات الخطأ والتفاعلات المتحللة التي تقلل من دورهم وفاعليتهم في المجتمع.

2- الاحتکاک الحضاري المباشر:

من العوامل التي ساعدت على  التلوث الثقافي الاحتکاک الحضاري المباشر بين العرب والأقطار التي توجد فيها منابع هذه التيارات کالدول الغربية. سواء أکان هذا الاحتکاک في دول الغرب وأمريکية، أم في دولنا العربية، عن طريق السياحة والسفر والتجارة والعمل والدراسة والتحصيل العلمي العالي والتمثيل السياسي والدبلوماسي.

وخلال عملية الاحتکاک والتفاعل الحضاري مع أبناء الأمة العربية والإسلامية، يحاول قادة التلوث الثقافي ومروجوه، توضيح دور الحضارة الغربية أو الأمريکية في تنمية الحضارة العربية الإسلامية وتطويرها، في حين ينکر أقطاب ومروجو هذا التلوث الثقافي دور الحضارة العربية الإسلامية في إنماء وتقدم حضاراتهم وشعوبهم ومؤسساتهم ومجتمعاتهم.

ويؤدي الاحتکاک الحضاري المباشر بين الشباب العربي والمصري من جهة وبين أبناء الحضارات الأخرى التي ينبع منها التلوث الثقافي من جهة أخرى، دوره الفاعل في تصديع الشخصية العربية والإساءة إليها والتقليل من شأنها وتحجيم قدراتها وقابليتها في الخلق والإبداع، فالأوساط المعادية تحاول زعزعة الشخصية العربية والتشکيک بقدراتها وعدم الثقة بها والطعن بإمکاناتها في بناء صرح الحضارة، کما تحاول تشويه صورتها الصادقة لکيلا تؤدي دورها الفاعل في خدمة المجتمع العربي الإسلامي، وحتى تکون منقادة للشخصية الغربية وخاضعة لها في کل شيء.

وتعمد تلک الأوساط عند لقائها وتفاعلها مع الشباب العربي المسلم إلى التعرض للقيم العربية الإيجابية والانتقاص من قيمتها والتشکيک بجدواها في المجتمع المعاصر کقيم الصدق والإيثار والشجاعة والإقدام والتعاون واحترام کبار السن وقادة المجتمع، وبهذا قد تبعد الشباب العربي عن القيم الأخلاقية الرفيعة لأمتهم ومجتمعهم، وابتعادهم عن هذه القيم يقود إلى هشاشة شخصياتهم وقلة فاعليتها وتلکؤ أدوارهم في المجتمع وتناقضها مع أدوار الآخرين.

وقد تزرع هذه الأوساط عند الشباب العربي القيم الاجتماعية السلبية کقيم الأنانية وحب الذات والتعالي والتکبر والغرور والتطاول على الآخرين والميوعة والخداع والکذب والغش والتضليل والعنصرية والتعصب، مما يسيء إلى سلوک الشباب العربي وأخلاقه ودرجة انسجامه وتکيفه مع البيئة العربية.

وقد يؤدي هذا الاحتکاک إلى نقل العديد من الممارسات الضارة التي تفسد أخلاق الشباب وتحط من قيمتهم وتزعزع شخصياتهم کالإدمان الکحولي والمخدرات والدعارة والخلاعة ولعب القمار وغيرها من الممارسات اللاأخلاقية التي تقوض أرکان المجتمع وتصدع کيانه وتخل بأمنه القومي. (67)

3- المؤسسات الثقافية والتربوية :

لا تقل مؤسسات التربية والتعليم في الدول التي ينطلق منها التلوث الثقافي إلى الوطن العربي أهمية عن القنوات الأخرى کوسائل الإعلام الجماهيرية والاحتکاک الحضاري المباشر، فهي تفعل فعلها المخرب في تشويه معالم الحضارة العربية والتقليل من شأن ومکانة العرب في تطوير العلوم والفنون والآداب، والتصدي للهوية العربية وتمزيق خصوصيتها القومية.

فالتوسع في قبول الطلاب الأجانب في الجامعات والمعاهد الغربية، ففي أمريکا وحدها أکثر من عشرين ألف جامعة ومعهد، مهمتها القيام بالبرامج الثقافية التي ترسخ لديهم الثقافة الغربية، وتستخدمهم وسائل إضافية للعولمة. ولقد فتحت أمريکا معاهدها وجامعاتها أمام الطلبة من أنحاء العالم، وهؤلاء يشکلون النخب في بلدانهم بعد عودتهم إليها بما يحملون من الأنماط الثقافية وطرق التفکير المقتبسة من أمريکا". (68)

ولهذه المؤسسات دور کبير في کسب الشباب المصري والعربي المثقف وتحطيم شخصيته وسلب إرادته وجعله مسيرًا لخدمة فلسفتها وأيديولوجيتها وسياستها الرامية إلى السيطرة على الشعوب والتأثير فيها وحملها على التصرف وفق برامجها وأهدافها الأخرى.

والمطَّلع على المناهج المدرسية لدول الغرب الراعية لهذه التيارات ولاسيما کتب التاريخ واللغة والأدب، يقف على المعلومات الخطأ والمتحيزة والظالمة للعرب وحضارتهم وماضيهم وتراثهم، وتهدف إلى خلق خيبة الظن عند الشباب العربي بأمتهم وحضارتهم وإمکاناتهم، وتستهدف الکفاءات والعقول العربية التي تدرس في جامعات الغرب أکثر من غيرهم لتدفع بهم إلى التخلي عن ثقافة أمتهم، والتشکيک بدورها الإنساني والتمسک بالحضارة الأجنبية، والارتماء في أحضانها، والولاء والإخلاص والانقياد لأفکارها وبرامجها وأساليبها.(69)

4- تعميق التبعية التربوية.

حيث تعيش الأمة العربية والإسلامية أزمة العثور على ذاتها وسط طوفان الأفکار والمذاهب المعاصرة، مما أفقدها قدرتها وقوتها التي تمکنها من العيش مع الأقوياء من الأمم الأخرى، ودائماً ينظر إلى النظم التربوية – باعتبارها المسئولة عن بناء شخصية الأبناء، والحفاظ على هويتهم – ويوجه لها الاتهام حيث تخلت عن جذورها وأصولها وراحت تتقصى أثر المناهج الغربية فأصابها الضعف والهوان وغاب عنها أن التربية المرتبطة بمجتمعها، وأن استعارة النظم من هنا وهناک لا يعود بالفائدة على الأمة وأبنائها بل يکمن في جعلها تابعاً، والتبعية في مجال التربية والفکر والثقافة من أخطر أنواع التبعية على الأمة، إذ تلغي عقول أبنائها ويجعلهم يفکرون بعقل الآخرين وتفقدهم ثقتهم بأنفسهم وتجعلهم غير قادرين على إدارة شئونهم وعلى المنافسة الحضارية. (70)

فالتربية الحقيقية هي التي تکون قادرة على تشکيل الإرادات، واکتشاف الطاقات والتعرف على القابليات والميول والتزويد بالمهارات التي تجعل الإنسان قادراً على التعامل مع الواقع والنهوض به إلى مستويات المثل الأعلى والأهداف الممکنة.

5- تعميق التبعية الاقتصادية.

يتعرض العالم اليوم – في المجال الاقتصادي – إلى تيار جارف في ظل العولمة وما يترتب على ذلک من تحکم في رؤوس الأموال وإطلاق العنان للتکتلات الاقتصادية الضخمة، والتي أفرزت اتحادات عالمية کبرى کالاتحاد الأوروبي، السوق الأمريکية، وآسيان للتجارة ومن حذا حذوهم. (71)

في ظل الغول الاقتصادي المسمى باتفاقية الجات تعيش الأمة العربية والإسلامية تبعية اقتصادية حيث معدلات المعيشة فيها متواضعة، تهددها الأزمات الاقتصادية والمجاعات. (72)

ولا سبيل إلى مغالبة الفقر والتبعية الاقتصادية وتحقيق تنمية سليمة بثقافة وتربية تحسن استثمار البشر وتزيد من مهاراتهم وکفاياتهم، وترسخ مفهوم أن العمل عبادة ، وأن تخطط للقوى العاملة وتعد کوادر مدربة حتى تستطيع هذه الأمة أن تستعيد موقعها الحضاري وتتمکن من مواجهة التحديات.

6- زيادة التصدع الأسري.

فالتحولات الاقتصادية شبه المفاجئة، ترکت تأثيراتها الفاعلة على بنية الأسرة، حيث بدأت تتعرض لعملية تفکيک هادئة، فقد أصبح بإمکان المرأة الانخراط في العمل الوظيفي مما ساهم في اختلال الاستقرار الأسري، والذي جعل الأبناء عرضة لتوجيهات أجنبية، في مقابل جمود الأمهات على أساليب تربوية دون بذل أي عناء في تنمية وعيهن التربوي بالقدر الذي تجلبه موجات الثقافة الأجنبية في التلفاز والمجلات... الخ.

وکذلک دور الأب الذي بدأ بفقد سلطانه، بعد أن کان يستحوذ على المجال التربوي داخل الأسرة، فالأب بما يمثله من مصدر حماية واطمئنان ومرجعية إسناد للأبناء أصبح هو الآخر عُرضة للتغيرات، فأصبح غياب الأب ظاهرة طبيعية سواء بموت أو استشهاد أو سفر، مما يؤدي إلى فجوة تربوية داخل الأسرة مما يؤدي هذا الغياب إلى صراع الأجيال الذي ينتج عنه عدم وجود جسور ممتدة بين الأجيال السابقة واللاحقة.(73)

وهذا الانقطاع لفترات طويلة أتاح فرص وفيرة للأبناء للبحث عن أماکن اللهو والمتعة وفرص الهروب من الأسرة والتخلص من قيودها وصاروا تحت رحمة الموجات الثقافية السائدة في کل الاتجاهات، حتى إذا تشبع الأبناء بهذه الموجات أصبحت الأسرة عاجزة عن إفراغ هذه الموجات واستعادة دورها التربوي.

7- انتشار الإباحية الخلقية:

الناظر لمعظم للمجتمعات العربية والإسلامية على مستوى العالم الإسلامي يجد أن المجتمع النظيف لم يعد له وجود تقريباً، وذلک بسبب بعد هذه المجتمعات عن الإسلام شريعة ومنهاجاً وسلوکاً وأخلاقاً، وقد تفشت الأمراض الاجتماعية في المجتمع.

يقول الشيخ (محمد الغزالي، 1988) " يحزنني أن أعرف بأن الأجيال باتت في مغارس رديئة ملوثة وأن الفضائل الشخصية والجنسية تذوب في حرارة الإثم الزاحف کما تذوب کتل الجليد فوق ألسنة اللهب ". (74)

وتسهم دور اللهو وأصوات الغناء في تأجيج الشر وإيقاظ الأهواء وتيسير الفجور، وتسمية السعَار الحيواني حباً شريفاً، وأصبحت صناعة الأزياء ومستحضرات التجميل ومسابقات ملکات الجمال هي المحرکات الأساسية لعقلية کثير من النساء في العالم الإسلامي من خلال التصوير اليومي لأفکار هذه الصناعات عن طريق غول الإعلانات الرهيب وأصاب الأسرة المسلمة من جراء هذه الحملة الإباحية الکثير من الأمراض ما بين التأثير السلبي على نفسية النساء العاديات من ربات البيوت، وعدم قدرتهن على مجاراة هذه الموضات، وزيادة حجم الاستهلاک الذي يؤثر على ميزانية البيوت إلى الوقوع في فخ الموضة الذي ينتهي إلى الخروج عن الأخلاق والقيم الاجتماعية والإسلامية.(75)

8- فقدان الهوية والانتماء. 

لا شک أن الهوية الثقافية لأمة من الأمم أو دين من الأديان هي ذلک القدر الثابت والجوهري المشترک من السمات والقسمات العامة التي تميز حضارة هذه الأمة عن غيرها من الحضارات والتي تجعل للشخصية الوطنية أو القومية طابعاً تتميز به عن الشخصيات الأخرى.

فلکل إنسان هويته هکذا شاء خالقه حين خلقه من ذکر وأنثى حيث قال تعالى: وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا (الحجرات: 13).

لقد خطط الغرب المستعمر لزعزعة هذه الأمة وتمزيق أوصالها والقضاء على عقيدتها، وتشويه معالمها، ونشر الفوضى والإباحية بين ربوعها بأساليبه المختلفة، وذلک عن طريق اقتناص الطلبة المسلمين في جامعاته ومدارسه لتوجيههم الوجه المدبرة (76)، فخرج الشاب لا يعرف أين هو؟ ولا إلى من ينتمي؟، وإنما يسير وراء من ظنوا فيهم إنقاذاً وتقدماً وحضارة يقلدونهم تقليداً أعمى.

وإذا صح القول بأن نهوض الأمة ومعاودة استردادها لدورها مرهون إلى حد بعيد باستقراء طرف وشروط ميلاده في الأول، حينها يظهر أهمية الاقتداء بقيم الکتاب والسنة وتطبيقات السيرة في بعث الأمة المسلمة من جديد. (77)

 

9- تناقض القيم والمعايير.

يعيش الشباب اليوم حالة من الازدواجية في کل شيء، فهو يعيش بين قيم ومُثل الماضي وتراث الأمة وتقاليد الآباء التي استقت منابع الإسلام وبين قيم مستوردة من هنا وهناک.

وکثير ما يصطدم الشباب بالقيم والتقاليد وذلک بسبب التناقض بين المبادئ الدينية والخلقية التي آمن بها منذ الصغر وبين ما يراه ممارساً بواسطة الکبار من حوله.(78)

وفي العصر الحالي ظهرت نزعات تتصف باللامبالاة عند الشباب کما هو الحال في جماعات الألتراس وغيرها، وليس هذه السلبية إلا تعبيراً عن ثورة الشباب وسخطه على المجتمع نتيجة الفشل التربوي.

وانتقل صداها إلى المجتمعات الإسلامية عن طريق الفضائيات، وأصبح من الصعب على الکثير من الشباب التمسک بدينهم – إلا من رحم ربي – وأصبح المتمسک بدينه وقيمه کالقابض على الجمر وما هذه التناقضات في القيم والمبادئ إلا للخواء الثقافي والعقائدي.

10- زيادة وقت الفراغ:

يعد الفراغ مفسدة للنفس، وأول مفاسده التعود على العادات الضارة التي يقوم بها الأبناء لملء فراغهم، والفراغ على رأس الأسباب المباشرة لإغراق الشباب، وهو المسئول عن مشاکل تشردهم وجناح الأحداث والتسکع في الشوارع والانضمام إلى رفاق السوء والعصابات وإدمان المخدرات وکل ما يؤدي إلى تدهور الأخلاق والقيم والأمراض النفسية.

والمهم أن الفراغ لا يبقى فراغاً، بل لا بد أنه سيملأ بالباطل وسيفتش الشباب عن النجوم في مجالات الفن والموسيقى والغناء والتمثيل التي تعج بها الأسواق.

وإذا کان الشباب بلا هوية ولا انتماء ولا هدف فکيف سيستفيدون من وقتهم الذي حذر الرسول  من تضييعه وعدم الاستفادة منه في وجوه الخير "نعمتان مغبون فيهما کثير من الناس الصحة والفراغ". (79)

مما سبق يتضح من تلک العوامل التي تنتشر وتعصف بالأمة العربية والمصرية أن لدى الکثير من شبابنا تلوثا ثقفيا نتيجة غياب الفهم لمعنى الثقافة الإسلامية ولدورها وأهميتها وفق الأصول الشرعية کما جاءت في الکتاب والسنة في ظل هذا التلوث الثقافي، وبالتالي لا بد من مواجهة حقيقية.

4- أهم مظاهر التلوث الثقافي لدى طلاب الجامعة في المجتمع المصري:

لا تحاول قنوات التلوث الثقافي التي تستهدف الشباب المصري العربي تفتيت القيم وبعثرتها، وتخريب السلوک والمساس بمصداقيته واستقامته فحسب، بل تحاول تحطيم الشخصية العربية وإضعافها واستلابها والإساءة إلى عناصرها الأساسية؛ لکي تتحول من شخصية مؤثرة فاعلة وسوية إلى شخصية ضعيفة وهشة ومزدوجة ومريضة.

وإذا کانت الشخصية وهي حجر البناء الأساسي في بناء المجتمع والحضارة تعاني ما تعانيه من آثار سلبية فإن المجتمع بأکمله سيعاني من الضعف والجمود وعدم القدرة على الرقي والتنمية والتقدم.

إن أول ما يقوم به مخططو هذا التلوث هو تشويه الصورة الحقيقية الصادقة للشخصية المصرية والعربية عبر تاريخها الطويل، فيرسمون لها صورة متخلفة بقيمها ومقاييسها وعناصر ثقافتها، فهي شخصية ضعيفة وبائسة لا يمکن أن تقود المجتمع وتطوره لأنها تعاني من عقد الازدواجية والاستلاب والضياع، وغير ذلک من الادعاءات الکاذبة والمزيفة،  وهي من أجل ذلک تتعمد إضعاف شخصية الشباب لکيلا يکونوا قادرين على التأثير في المجتمع وتغييره نحو الأفضل، فضلا عن محاولة خلق حالة من انفصام الشخصية وازدواجيتها عند الشباب مما يجعلهم عناصر للإيذاء والهدم وللتخريب، ومع محاولة لاستلاب هذه الشخصية لتصبح شخصية لا حول ولا قوة لها، مغتربة، لا يسيرها أصحابها بل يسيرها أقطاب ومروجو هذا التلوث، کما أنها تحاول زرع السمات السلبية في الشخصية المصرية والعربية لکي تکون عاجزة عن بناء المجتمع المصري والعربي وتنميته وتطويره في المجالات کافة، ومن هذه السمات نذکر: الفردية، والانعزالية، والانشغال بالمسائل الفرعية الخلافية، وإهمال القضايا الکبيرة الحيوية، والوصولية، والتواکلية، والإهمال وانتشار الفساد، والنفاق، والمسايرة، والاستهلاکية المفرطة.(80)

وفيما يلي يعرض الباحث لمظاهر التلوث الثقافي السابقة لدى طلاب الجامعة بشيء من التفصيل:

1- الثقافة الجنسية:

لقد اصبح الاعلام المبثوث فضائياً في بعض بلداننا نسخة اخرى للإعلام الغربي، حيث لا نجد في بعض معلوماته غير المتابعات السطحية وبرامج اللهو الخليع التي تزيد في سطحية التفکير، وضآلة العقل وتحرفه عن التفکير في اساسيات الحياة؛ وبالتالي تقتل فيه روح المعرفة والعلم والابداع والمسؤولية وتحوله الى فرد غير مسؤول عن افعاله وغير مبالٍ بالقيم والارث الديني الاسلامي والاخلاق، ومندفعاً لتقليد ما يشاهده من معروضٍ على هذه القنوات (81)، ومحاولة تطبيقه شيئاً فشيئاً على حياته حتى يصبح جزءاً من عالمه الخاص ومؤثراً فيه.

فقد وقعت بعض المحطات الفضائية العربية في فخ المحظور أخلاقياً وقيمياً، وذلک من خلال محاولاتها الساعية الى جذب المشاهدين بأية وسيلة ممکنة، فعمدت الى استنساخ مجموعة من برامج اللهو والاثارة غير المألوفة والتي سبق وان جربتها التلفزيونات الغربية في اطار برامج تسمى برامج التصوير الواقعي او تلفزيون الواقع(82). فبعض القنوات العربية بدأت تتسابق على ارضاء الجمهور العربي وخاصة الشباب واجتذابه لهم بأية صورة من خلال بث المواد التي تتعارض مع التنشئة الاجتماعية العربية، وخاصة البرامج المحملة بفنون الاثارة الجنسية والغريزية والتي قد لا نجدها حتى في القنوات الأجنبية (83).

فاليوم نرى ان العديد من القنوات الفضائية عامرة بکل ما يثير الجنس وبمواد لم يألفها المجتمع المصري من قبل على سبيل المثال، محاولة تنميط المجتمع على صورة الاختلاط المباشر بين الجنسين والتصرفات الجنسية بينهم، ووضعها في اطار يوصف على انه ممکن قبوله حتى وان تطلب بعض الوقت.

 ان بعض الفضائيات بقيامها ببث العديد من المواد الاباحية، ما هي الا محاولة منها لنشر المحظور والممنوع رغبة منها بتفتيت الاسس الاخلاقية للمجتمع المصري مستهدفة على الاخص الشباب منه، ويمکن القول انها قد نجحت بعض الشيء في ذلک، فالاتجاه اليوم للاطلاع على تلک الفضائيات هو في اغلبه نحو کل ما يثير الجنس والتلاعب بالغرائز والتي هي بالتأکيد ستصرف الشباب المصري عن کل عمل ورغبة جادة في التقدم والتطور.

2- ثقافة الشعور بالنقص:

من المؤکد ان الحال الذي عليه المجتمع المصري، ومع هذا التلقي السلبي لکل ما يفد من الخارج من المواد الاعلامية، له اثر في تحديد البون الشاسع بين ثقافتنا وثقافة الغرب، فالشاب الجامعي بات ينبهر بکل ما يأتيه من الخارج عن طريق ما يشاهده عبر الفضائيات، والاعلام الغربي يستهدف في ذلک اشعار المصري بالعجز والنقص تجاه الغرب وآلياته المتطورة والهائلة.

ان البث الوافد من الفضاء يطمح الى عرض الحياة الغربية بصورة ايجابية على جميع المجتمعات الاخرى، والغرض من ذلک هو خلق حالة من الاعجاب والانبهار، والشعور بعدم القدرة على المواکبة لدى کل فرد يتعرض لمشاهدتها، اذ ان هذه البرامج تتمتع بقدر من الجاذبية التي من الممکن ان تصرف الفرد عن متابعة البرامج الوطنية والتحمس لمشاهدة کل ما هو عالمي، فتصور الحياة الغربية على شکل مدينة فاضلة محببة لدى الجميع (84)، ولا يوجد هناک من هو قادر على الوصول الى تلک المستويات، مما يولد الشعور بالعجز لتحقيق ذلک.

فلو تتبعنا مستخدمي برامج الفضائيات وبفترات متلاحقة لوجدنا ان اغلبهم قد تولدت لديهم فجوة ذاتية بين ما يعيشونه وما يشاهدونه، وذلک بحد ذاته کفيل بخلق عجزٍ واضح حتى عن القيام بالأمور الاعتيادية في الحياة، والشعور بالاغتراب الذي خلقته تلک المواد، ومن هنا تبدأ المقارنة والتفضيل لحياة الغرب مقارنة بوضعهم الذي هم عليه.

3- ثقافة العنف:

وقد بدت هذه الثقافة واضحة من خلال تجسيدها في بعض المواد المعروضة في وسائل الإعلام، فهناک العديد من الأفلام تحمل في طياتها العنف، والذي من الممکن ان يؤثر وبشکلٍ کبير على المشاهد، وخاصة الفرد المنهمک بکثرة في مشاهدة افلام العنف، وحتى برامج الاطفال وافلام الکرتون فهي لا تخلو من العنف الذي ينقل صورة مشوشة مملوءة بالعنف والافعال السلوکية العنيفة.

ان العنف اليوم برز بشکلٍ کبير وواضح في مجتمعاتنا، ومن المؤکد ان الاطلاع غير المناسب على مواد وسائل الإعلام له اثر کبير في انتقال هذه السلوکيات الى محيط الفرد .

4-ثقافة الاستهلاک:

إن الاطلاع بشکلٍ غير مناسب والتأثر بصورةٍ مبالغة بما يعرض على قنوات التلوث الثقافي، له أثر کبير في ازدياد حدة الاستهلاک وخاصة في ما تلعبه الاعلانات والدعايات من دورٍ مؤثر في ذلک. فالفرد يحاول ان يصل الى مستوى ما يراه عبر وسائل الإعلام، فيلجأ الى الاسراف المبالغ به دون ترتيب منطقي لاحتياجاته.

      فالآن توجد هناک برامج تلعب على دغدغة مشاعر الناس والبسطاء بشکلٍ خاص، وترسخ في المجتمع فکرة البحث عن الثراء السريع والاستهلاک هدفاً وطموحاً نهائياً وبدون بذل جهد حقيقي (85) .

5- ثقافة مضادة للقيم الدينية:

بلا شک ان وجود المواد الاباحية والمواد التي تحرض على العنف والاستهلاک والشعور بالنقص، ستؤدي الى اضعاف المعتقدات الدينية وتشويهها.

               إن انغماس الفرد في مشاهدة کل هذه المواد لهو کفيل بابتعاده عن قيمه وموروثاته الدينية، التي تمثل نقيضاً لما يطلع عليه. فبعض وسائل الإعلام اليوم تهدف الى زعزعة الدين الاسلامي، ونشرها للمواد اللاأخلاقية والهادفة الى الغاء الهوية المسلمة لهو دليل على ذلک.

       ولعل اخطر ما تقوم به الفضائيات الغربية هو محاولة تشويه الدين الاسلامي ونعته بالإرهاب والتخلف والجمود، والوقوع في هذه السلبيات المضادة لکل معتقد ديني بات سهلاً بالاستخدام غير المناسب للفضائيات.

6- ثقافة القوة:   

حيث تحاول العديد من القنوات الغربية وقلة من القنوات العربية المتآمرة من ابراز ان القوة هي في يد طرف واحد متمثل في( اميرکا)، وذلک من خلال قيام هذه الفضائيات بعرض مظاهر التسلح والقوة الاميرکية، وبعض الحروب التي قامت بها وقدرتها على الصناعات العسکرية، والترويج الاعلاني الکبير لها، والهدف من ذلک هو توضيح صورة للعالم بأن هناک قوة واحدة فقط هي المسيطرة وتمتلک زمام الامور، متمثلة بأمريکا.

7- ثقافة الأنانية والفردية:

تکون نفس الملوث بهذه الثقافة هي محور حياته وتفکيره فتمنعه من التعاون مع الغير أو تقدم المساعدة لهم فيتقوقع على نفسه؛ ويحرم نفسه من مکاسب العمل الجماعي؛ لأن العمل الجماعي له مکاسب کثيرة فالنحلة بمفردها لا تستطيع بناء الخلية وصنع العسل.

وتشير إلى ميل الفرد إلى الاهتمام بنفسه وشئونه الخاصة وإهماله لمسئوليته الاجتماعية وافتقاده الاستعداد للتضحية من أجل صالح الجماعة الصغيرة أو المجتمع الکبير. وقد تفشت الفردية في مجتمعنا بصورة واضحة حيث أصبح الفرد في الغالب تشغله مصلحته الخاصة وتعميه عن المصلحة العامة، بل وقد تغريه بالاعتداء عليها تحت شعار " أنا ومن بعدي الطوفان"

ومن مظاهر الروح الأنانية الفردية في مجتمعنا أن الرجل لا يهمه إلا ذاته، فالکبير يتخطى الصغير، والقوي يزاحم الضعيف، ويتحرک هذا الشعور الهابط في عشرات المعاملات؛ الکل يقول نفسي نفسي" (86) وعلى المستوى الجماعي، تظهر الروح الفردية- على سبيل المثال- في العمل المجتمعي.

فمثلا نرى على سبيل المثال أن کل إدارة – داخل الجهاز الواحد- تکاد تکون جهة مستقلة. وحتى في داخل الإدارة الواحدة تظهر الروح الفردية في تمزق العلاقات الاجتماعية بين الأفراد. والواقع "  أن شيوع الروح الفردية على مستوى الإدارة هو جزء من شيوع الروح الفردية وتفکک شبکة العلاقات الاجتماعية على المستوى الاجتماعي، فکل مجتمع يعاني من تفکک شبکة علاقاته الاجتماعية سيعاني قطعا من سيئات الروح الانفرادية، وستکون فيه العلاقات الإدارية ملوثة، لأن الخضوع الذي تفرضه هذه العلاقات أفقيا وعموديا لا يجد مسوغه کالتزام وواجب. (87)

ومن البديهي أن تؤدي النزعة الأنانية الفردية إلى تضخم الأنا، وتعميق الإحساس بالذات حتى ليفقد الفرد القدرة على رؤية الآخر أو الشعور به.

8-ثقافة الکراهية والانعزال :

وهي عکس ثقافة المحبة الإيجابية؛ تجعل المتلوث بها يکره کل شيء حتى نفسه أحياناً. وهي تشير إلى انکفاء الفرد على نفسه وضعف اهتمامه بالقضايا العامة وقلة ميله إلى التعاون أو المشارکة في العمل لحل المشکلات التي تمس الجماعة.

هکذا تباعد الروح الانعزالية الأفراد بعضهم عن بعض و" تشل الطاقات الاجتماعية وتشتتها تشتيتا تکون نتائجه عدم الانسجام وعدم التناغم ومعارضات طاغية في فوضى شاملة يسودها شعار " عليک بخاصة نفسک" ؛ ذلک الشعار الذي تدين به فترات الانحطاط والقهقري".

9- ثقافة الانتهازية :

وتشير إلى محاولة الوصول إلى المرکز الأعلى بوسائل غير مشروعة، ومن ثم غير أخلاقية کالنفاق، والرشوة، والوساطة، والتزوير، وما يترتب على ذلک کله من تخطي الغير وضياع تکافؤ الفرص وشيوع الحقد والتباغض والتحاسد بين الأفراد. وترتبط هذه الثقافة بالثقافة الميکافيللية: نسبة إلى الإيطالي ميکافيللي صاحب نظرية: " الغاية تبرر الوسيلة"  فترى الملوثون بهذه الثقافة لا يهمهم المآسي وعذابات الناس الذين يدوسونهم في سبيل وصولهم لغاياتهم؛ ويسمون بالعربية بالوصوليين.

کما ترتبط هذه الثقافة بثقافة أخرى هي ثقافة المصلحة التي تتلوث بها کثير من المجتمعات المدنية وتقل في الريف والبادية عنها في المدينة وتسود في کثير من الأمم المتطورة کأمريکا التي لا تتعامل إلا بالمصلحة.

وترتبط الوصولية بعدم الاستقرار وتعدد المفاجآت، وهذا يجعل الأفراد مهددين ليس عندهم ما يجعلهم يمضون في عملهم ليجنوا الثمرة أو يجنيها بنوهم، ومثل هذه الحالة تفضي إلى النهم والطمع ومحاولة الوصول إلى الغاية بأية وسيلة، مما يؤدي إلى إيجاد فروق غير مهذبة بين الأفراد وإيجاد نظام الطبقات تحت أسماء مختلفة وخلق طبقة غالبة وطبقة مغلوبة. والأثر الطبيعي لهذا کله أن تنقطع الصلة بين أبناء المجتمع وتتلوث حالتهم النفسية؛ فلا ثقة نفسية تقرب الأفراد بعضهم إلى بعض ولا تعاطف نفسي يوثق الصلات بينهم. (88)

10- ثقافة التلوث الصوتي:

لقد أصبح الصخب والضجيج الصارخ من أخطر المشکلات التي يعاني منها الإنسان المصري في الوقت الحاضر وهما يمثلان قمة الضغوط النفسية والفسيولوجية التي يتعرض لها المواطن المصري کل يوم (89). ويبرز الصخب والضجيج في الموسيقى الصاخبة والأصوات المرتفعة التي تنساب من المذياع والتليفزيون وکذلک الأصوات المرتفعة في المدارس والملاعب وأحيانا في شوارع المناطق الشعبية المزدحمة، فضلا عن الضوضاء الناتجة عن آلات التنبيه؛ " فإذا کانت الضوضاء الناتجة عن السيارات في بريطانيا مثلا مصدرها الأساسي هو الصوت المنبعث من الموتور عند سير السيارة وليس صوت آلة التنبيه ، ففي مصر نجد أن أصوات استخدام آلات التنبيه تضيف إلى الأصوات المنبعثة من الموتور ضوضاء متزايدة في الشوارع والطرق.

کذلک تجدر الإشارة إلى الصراخ الذي تعج به حياتنا، فالکثيرون يمارسون عادة الصراخ إذا تضايقوا من ازدحام المرور، ويصرخون على الآلة التي لم تؤد عملها على الوجه الأکمل، ويصرخون إذا لم تعجبهم صفارة الحکم، ويصرخون على الهاتف إذا لم يحصلوا على الرقم الذي يريدونه. بل لقد تحول الغناء في کثير منه إلى صراخ، وانتشرت الأغاني الهابطة التي لا تخرج عن کونها صراخا يشارک أصوات العربات والمشاجرات والميکروفونات في إحداث التلوث الضوضائي الذي يصيب الإنسان بالأمراض النفسية والعضوية.

11-ثقافة التلوث اللفظي:

ويبرز في سيل الکلمات الغريبة التي دخلت قاموس التعبير اليومي مثل الکلمات التي يستعملها المهربون والمدمنون واللصوص والمساجين والشباب ؛ فضلا عن ألفاظ الشتائم والسباب التي تلقى برذاذها في کل مکان. إن موجة الهبوط وتبادل الشتائم والسباب زادت بصورة لافتة للنظر، وهذه الموجة أکثر وضوحا في العروض الحية بالمسارح والحفلات حيث تتردد الألفاظ الرديئة غير المهذبة على لسان بعض الممثلين. إن مثل هذه الألفاظ والشتائم يبلغ أثرها السيئ مداه في تلويث آذان أبنائنا الصغار.

 وفضلا عن ذلک، فقد غدا الشارع المصري أعجميا بفعل الانتشار الکاسح للأسماء الأجنبية على واجهة المحلات والشرکات، والأدهى من ذلک تحريف الأسماء العربية بل والشعبية لتبدو أجنبية.

12- ثقافة الرجعية أو التعصب الفکري:

لا يتقبل الإنسان الملوث بهذه الثقافة أي جديد فيصعب تغييره ويتعصب للقديم الموروث والذي غاباً ما يکون ملوثاً بالأوهام والخرافات.

التعصب موقف ينطوي على الجمود في إصدار الأحکام والآراء. ولاشک في أن الاختلاف في وجهات النظر وتقدير الأمور والحکم عليها أمر طبيعي، غير أن الملاحظ في مجتمعنا هو شيوع ظاهرة التعصب الفکري في مجالات الدين والسياسة والاقتصاد .... إلى أخر مجالات الفکر (90).

والمتعصب فکريا يعتقد أن الموضوع الواحد لا يمکن أن يکون فيه إلا رأي واحد وأن کل ما عداه باطل. ومن ثم ينادي بما وصل إليه متجاهلا من يخالفه في وجهة نظره حتى لا يفقد ما وصل إليه. ولذلک في مجتمعنا " ما أسرع ما تضيق صدور الکثيرين بالمعارضة وما أسهل اتهام صاحب الرأي الآخر بالعمالة والخيانة وربما کفر لمجرد أنه لا يسير في الرکاب.

13-ثقافة التدين الظاهري :

وهذه ثقافة خطيرة فالتدين الظاهري يضر بالدين أکثر من الکفر والإلحاد واللذان يمتازان عن التدين الظاهري بالصدق والصراحة ؛ فالتدين الظاهري يستعمل الدين کغطاء للموبقات التي يمارسها من کذب وسرقة وزنا أو أي انحراف آخر عن جادة الصواب ينهى عنه الدين.

- دور عضو هيئة التدريس في مواجهة ظاهرة التلوث الثقافي لدى طلابه:

أ- عضو هيئة التدريس وأهميته:

عندما يبدأ الباحث الحديث عن عضو هيئة التدريس وأهميته، لابد وأن ندرک أن الحديث سيتم في إطار الحديث عن أهميته في العصر الحديث، عصر العلم والتقنية والتکنولوجيا والإنترنت وثورة الاتصال والمعرفة .

فعضو هيئة التدريس الجامعي له مکانة خاصة ومرموقة في مجتمعه أولاً، ومن ثم مکانته في العملية التعليمية الأکاديمية، ويعد أحد الرکائز الهامة جداً في العملية التربوية في مرحلة التعليم الجامعي، حيث بات يعتمد عليه اعتماداً کبيراً في مواجهة تحديات القرن المقبل بما سيحدثه من تغيرات علمية وتکنولوجية کبرى في العملية التعليمية حيث يأمل منه المجتمع أن يکون قادراً على ما يلي :

- تحمل أعباء التدريس بکفاءة عالية، وجودة وإتقان، حتى يستطيع مواجهة تحديات التلوث الثقافي .

- أن يکون إعداده إعداداً جيداً بشکل يجعله قادراً على وضع خطط لإصلاح التعليم الجامعي وتطويره .

- أن يربط محتوى الدراسة لطلبته بقضايا المجتمع ومشکلاته وملوثاته .

- أن يظهر اهتماماً کافياً بالمجالات العلمية والتطبيقية .

- توظيف معلوماته الأکاديمية في واقع العملية التعليمية .

- قدرته على تطبيق النظريات التربوية والسيکولوجية مثل مقررات مبادئ التربية والأصول الاجتماعية وغيرها .

هذا وقد أصبحت قضية إعادة النظر في إعداد عضو هيئة التدريس الجامعي، أمراً أکثر إلحاحاً، بسبب رياح الملوثات الثقافية التي تهب على جميع دول العالم ومن بينها مصر، لقد أصبح عضو هيئة التدريس في الزمن الحالي، يقع تحت تأثير تيارين شديدين، أحدهما تأثير الهوية الدينية التي يؤمن ويرتبط بها وبعقيدته التي تحکم سلوکه وأفکاره، کما يرتبط بمبادئها وأصالتها وإطارها القيمي .

والتيار الآخر هو تيار التغريب بما يحمله من أفکار ومبادئ وقوانين مادية رأسمالية، وتحديات تنافسية، وتکنولوجية، وتعليمية، واجتماعية، وثقافية .. الخ، ومن هنا يأتي الحديث عن أهمية دور عضو هيئة التدريس الجامعي في هذا الجانب، والذي يستهدف التعرف إلى طبيعة دوره الممارس في ظل هذين التيارين المشار إليهما، وهما دوره في ظل الهوية ودوره في حمايتها، ودوره في ظل التغريب وکيفية مواجهة تحدياته المتمثلة في الملوثات الثقافية.(91)

ب- الأدوار التربوية لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة آثار التلوث الثقافي:

سيبدأ الباحث بذکر بعضاً من الأدوار التربوية التي يتوجب على عضو هيئة التدريس ممارستها لدى طلبته في مواجهة التلوث الثقافي، من خلال عدة أدوار يستطيع من خلالها التفاعل الفعال مع طلابه هي المجال الديني، والاجتماعي، والتربوي، والعلمي، وإليک تفصيل لکل منها على حدة .

أ- الأدوار التربوية التي يجب أن يمارسها عضو هيئة التدريس لمواجهة آثار التلوث الثقافي في المجال الديني:

بعد هبوب رياح التلوث الثقافي على العالم ومحاولة تدمير هوية بعض المجتمعات أو النيل منها سواء بالسيطرة أو القهر أو الإذلال، والتي أدت إلى فقدان التماسک الاجتماعي، والتوحد المعنوي بين البشر، وانحراف بعض شباب المجتمع عن التمسک بقيم دينه ومجتمعه وسلوکياته، وأخلاقياته من خلال ما يبث من بعض شبکات المعلومات والأقمار الصناعية، کان جديراً بعضو هيئة التدريس أن يکون دوره فاعلاً وإيجابياً إزاء ما يحدث من سلبيات واختراق لقيم وحضارة المسلمين، وأن ينمي لدى طلبته حساً فاعلاً لمواجهة هذه التحديات ولا يتم ذلک إلا من خلال ما يلي :

١-أن تقوم العلاقة بين الأُستاذ الجامعي، وطلبته على مبادئ الخلق وقواعد الاحترام، لأهميتها في مساعدة الطالب على النمو المتکامل الشامل دينياً ومعرفياً وفکرياً وخلقياً واجتماعياً ونفسياً .

2-الاهتمام بإدخال الجانب الديني الواقعي في المقررات التربوية .

3-أن يعمل على تأصيل الهوية الدينية العقائدية في نفوس طلبته، "لأنه کلما تأصلت الهوية الخصوصية العقائدية في نفوس أفراد مجتمع ما، کلما ساعد ذلک على التأثير في ثقافة المجتمعات الأُخرى".(92)

4-إدخال بعد رابع في إعداد الطلاب وهو البعد القيمي، لتأکيد وتنمية الولاء لدى الطلاب ، الذي يؤدي في النهاية إلى تحقيق الهوية الدينية وتأصيلاً لها.

٥-تنمية الوعي الديني لدى الطلاب، من خلال تفهمهم للتغيرات العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية على المستوى العالمي والإقليمي والقطري، ومدى انعکاسها على قيم وهوية المجتمعات الدينية .

6-مساعدة الطلبة وتزويدهم بثقافة علمية دينية، تساعدهم على اکتساب قيم مجتمعية على أساس علمي.

7-التأکيد على الأصالة لدى الطلاب، وفي ذات الوقت الاهتمام بالمعاصرة، بما لا يتعارض مع قيم المجتمع.

8-أن يعمل عضو هيئة التدريس على إعادة بناء اللغة العربية الفصحى وتطويرها من خلال إرادة حازمة نابعة من قناعة عميقة بداخله، بأن اللغة العربية هي لغة عريقة قادرة على استيعاب متطلبات العصر .

9- أن يتحاور مع طلبته على ضرورة استخدام اللغة العربية الفُصحى، کوسيلة للاتصال الاجتماعي فيما بينهم، وللتفکير والإبداع، لأنها تمثل لهم الهوية الدينية الإسلامية ووعاء التراث للأمة الحضارية التي ينتمون إليها .

10-توجيه الطلبة نحو تعميق البعد الروحي الإيماني في نفوسهم، والعمل على زيادة تمسکهم بالخالق سبحانه وتعالى، وبالعقيدة وأرکانها، واحترام التراث الحضاري للأمة والذي يعتبر ضرورة شخصية واجتماعية وتربوية بالنسبة للإنسان، فضلاً عما يمنحهم ذلک من قوة في الداخل وثقة بالذات، وتحقيق التوازن بين البعد الروحي والأبعاد الأخرى للشخصية .

11-تحذير الطلبة من الآثار الأخلاقية الوخيمة المترتبة على الانفتاح على وسائل الاتصال المغرضة والمسمومة.

ب-الأدوار التربوية التي يجب أن يمارسها عضو هيئة التدريس لمواجهة آثار التلوث الثقافي في المجال الاجتماعي:

لا يقل دور عضو هيئة التدريس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجال الاجتماعي الذي يستوجب من عضو هيئة التدريس أن يوجه طلبته نحو فهمها واستيعابها، ويحاورهم في إيجاد سبل وآليات مواجهتها على الصعيد الاجتماعي. وسيذکر الباحث في هذا المقام بعضاً من الأدوار التربوية التي يفترض ممارستها من قبل عضو هيئة التدريس في مواجهة التلوث الثقافي في مجاله الاجتماعي بمستوياته على الصعيد المحلي والقومي والدولي ومنها:

1- عليه أن يحذر طلبته مما تبثه قنوات التلوث الثقافي في الجوانب الاجتماعية من وهم الفردية وحب الذات والأنانية، ووهم الخيار الشخصي ووهم الحرية الفردية، الذي تکرسه ثقافة الاختراق لدى الأفراد، ففي ظل التلوث في المجال الاجتماعي التي تعمل على أن يظل اعتقاد المرء أن مصلحته محصورة في فرديته، وأن ما عداه أجنبي عنه لا يعنيه، حيث يعمل هذا الوهم على تمزيق الرابطة الجماعية للفرد، مما يؤدي إلى إلغاء الهوية الجماعية والدينية، وکل إطار اجتماعي آخر لدى الفرد ليبقى الإطار العالمي العولمي هو وحده المسيطر والموجود.

2- يتحاور مع الطلبة في أساليب المواجهة لهذا التلوث في جانبه الاجتماعي من أجل إيجاد حلول لتعزيز موقف الشعوب الضعيفة والفقيرة والمضطهدة .

3- يؤکد على الدور المهم للمرأة في هذا العصر، باعتبارها الرحم الذي تولد منه الأجيال الجديدة، کما أنها تمثل الوسيط الذي ينقل ثقافة المجتمع لتلک الأجيال .

4- الترکيز على فلسفة النظام الاجتماعي المنبثقة من الإسلام، التي تحث أفراد المجتمع الإسلامي على توفر الإرادة السياسية لديهم في التغيير والنجاح، وفي تعبئة کل موارد المجتمع، الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، وإکسابهم القدرة على طرح الرؤُى الاستراتيجية البصيرة التي تُجيد قراءة المتغيرات العالمية، والتاريخ الاجتماعي والديني للأمة.

5- توجيه طلبته إلى أهم التحديات الاجتماعية التي تواجه المجتمع المحلي، ونحن على مشارف القرن الحادي والعشرين ودور التربية في إيجاد حلول حاسمة لها، ومنها:

- مشکلة البطالة والفقر .

- الإباحية والتحلل الأخلاقي .

- علاقة الرجل بالمرأة والعکس .

ج-الأدوار التربوية التي يجب أن يمارسها عضو هيئة التدريس في مواجهة آثار التلوث الثقافي في المجال التربوي:

يعتبر الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التلوث الثقافي من أکثر الأدوار التي تفرض عليه توجيه عناية الطلبة نحوها وتتمثل في :

١- يوضح لطلبته أهداف التلوث الثقافي في المجال التربوي، ومحاولاته الحثيثة في تغيير النظم والأنماط التربوية الإسلامية بنظم أخرى غربية تعمل على تغريب المجتمع في أنماطه التربوية والسلوکية .

٢- يحذر طلبته من أساليب التلوث الثقافي في مجال الرؤى والاعتقادات التربوية والسلوکية التي تسعى جاهدة إلى توجيه نظرة الإنسان في المجتمعات غير الغربية وفق الرؤى المادية النفعية والتصورات اللادينية للوجود من حيث علاقة الإنسان بالله وبالإنسان والکون والحياة، وإضعاف تأثير فاعلية التربية الدينية الإسلامية في نفوس الأفراد مما يؤدي إلى انحطاط القيم في المجتمع وجعله مجتمعاً تابعاً تبعية مطلقة للغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريکية .

٣- يحذرهم من خطر التلوث الثقافي التربوي الممنهج، والذي يهدف إلى تغريب الطلبة، وتلويث التعليم، وهي أشد الخطط دهاء لأنها تهدف إلى احتواء المسلم عقلياً وثقافياً وسلوکياً وقيمياً، من أجل صناعة أجيال في بلاد المسلمين تابعة مستسلمة منبهرة ومهزومة .

٤- تفعيل دوره في صياغة المناهج التربوية الموجهة في المعاهد والمدارس والجامعات، بحيث تنطلق من فلسفة المجتمع والدين الحنيف وتلاءم الفطرة والسلوک القويم .

٥- يساهم مع طلبته في عمل الأبحاث التربوية المرتبطة بالواقع الاجتماعي في بلده .

6- ينوع في أنشطته مع الطلبة في المواقف التعليمية، مما يتيح المجال أمام الطالب، لکي ينمو ويتطور في جميع أبعاد شخصيته، سواء في الجانب المعرفي، القيمي، الروحي، السلوکي، العقلي ... الخ .

7- مساعدة الطلبة على تنمية ضوابط السلوک الذاتية لهم .

8- يطور توجيه الطلبة نحو التوفيق بين الأصالة والمعاصرة في شخصياتهم، بما يضمن لهم استمرارية الهوية المميزة... الخ .

د-الأدوار التربوية التي يجب أن يمارسها  عضو هيئة التدريس في مواجهة آثار التلوث الثقافي في المجال العملي التطبيقي:

تبين لنا أن التلوث الثقافي يحمل في طياته آثاراً مدمرة وسلبية على التاريخ الإنساني في بعدها التطبيقي العلمي. وطبيعي أن يکون لعضو هيئة التدريس في هذا المجال دور بارز في توجيه عناية الطلبة إلى استغلال الجوانب الإيجابية في الثورة التطبيقية والمعلوماتية، وکل ما أنتجه مجتمع المعلومات العالمي .

وسيذکر الباحث بعضاً من الأدوار التربوية العملية التي يتوجب على عضو هيئة التدريس ممارستها مع طلبته في مواجهة التلوث الثقافي وتتمثل في :

١- توجيه الطلبة نحو متابعة کل جديد، وتحذيرهم مما تحمله ثورة المعلومات من مخاطر الهيمنة الثقافية.

2- يناقش طلبته في القضايا الدولية والمجال التطبيقي العلمي وإرشادهم إلى التقنية الملائمة لمجتمعهم .

3- تشجيع الطلبة على الاستخدام الإيجابي الفاعل لوسائل البحث والاتصال الحديثة، واستخدام المنهج العلمي المؤسس على المنهجية السليمة والمهارات العلمية الدقيقة .

4- يساهم في الأبحاث العلمية المرتبطة بوحدات الإنتاج التي تساهم في حل مشاکل المجتمع .

5- يلقي الضوء على وسائل التلوث الثقافي المتمثلة في استخدام وسائل الدعاية، والإعلام وشبکات البث الحديثة المباشرة أو غيرها کالأقمار الصناعية والقنوات الفضائية وشاشات الحاسوب وشبکات الإنترنت.

6- يبين لطلبته طبيعة العلاقة الوثيقة بين هيمنة تکنولوجيا المعلومات، والاتصالات، وبين الهيمنة المعرفية والثقافية.

7- ينبه الطلبة إلى ما تنطوي عليه العولمة التکنولوجية الحديثة من طمس للهوية الثقافية، وزيادة حدة النمطية التي هي نقيض لما تعنيه الهوية الثقافية من تفرد في الثقافات والعادات والقيم، والنظرة للکون والإنسان والحياة .

8-ينبه طلبته إلى أثر التفوق الغربي لتکنولوجيا المعلومات والاتصالات، وترکيزها في دول الشمال الغنية.

9- يشجع الطلبة على الإفادة من المنجزات العلمية التکنولوجية بقدر المستطاع، واستخدامها بفاعلية في حياتهم العملية.

10- ينبه طلبته إلى امتلاک القدرة على صناعة المعلومات لما لها من أثر إيجابي في النهوض للمجتمعات البشرية.

11 -يناقش الطلبة في الحلول والبدائل التي يفترض أن تنطلق منها الدول العربية في الصناعات العربية، وأن تنطلق في مجال اعتماد واستراتيجية عربية موحدة للتنمية الصناعية في مواجهة العملية العلمية .

ثالثاً: الإطار الميداني للدراسة:

إجراءات الدراسة:

تمهيد:

هدفت هذه الدراسة إلى رصد مجموعة التحديات التي أفرزها التلوث الثقافي، وبالذات التحديات التي تواجه الدول العربية والمجتمع المصري على وجه الخصوص .

کما هدفت الدراسة إلى معرفة مدى الانعکاسات والآثار لهذه التحديات على الطالب الجامعي المصري. وکذلک التعرف إلى طبيعة الأدوار الممارسة من قبل عضو هيئة التدريس في جامعة قناة السويس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي سواء کانت هذه الأدوار دينية، أو اجتماعية، أو تربوية، أو عملية، وسبل تطوير هذه الأدوار من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في الجامعة .ومعرفة أکثر الأدوار ممارسة من قبل أعضاء هيئة التدريس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي. کما هدفت الدراسة إلى الکشف عن دلالة الفروق في مواجهة تحديات التلوث الثقافي من خلال الأدوار الأربعة السابقة وفقاً للمتغيرات التالية (التخصص أو الکلية – المؤهل العلمي –سنوات الخبرة).

وفي النهاية وضع صيغة تربوية لأدوار عضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في کل مجال من المجالات الأربعة على حدة .

منهج الدراسة:

اعتمد الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي "وهو المنهج الذي يدرس ظاهرة أو حدثاً أو قضية موجودة حالية يمکن الحصول منها على معلومات تجيب عن أسئلة البحث دون تدخل الباحث فيها" . (93)

ويعتبر هذا المنهج مناسباً لهذه الدراسة لأنه يقوم على جمع البيانات (ووصف واقع الدور الممارس من قبل عضو هيئة التدريس في مواجهة ظاهرة التلوث الثقافي) وتصنيف هذا الواقع الممارس ومن ثم تحليل نتائجه. فالدراسة الحالية مرتبطة بالجوانب الفلسفية والاجتماعية والسياسية والثقافية والأيديولوجية، کما أن الباحث فيها يدرس ظاهرة فلسفية واجتماعية معاصرة لا دخل للباحث في تغيير مجرياتها.

 

عينة الدراسة:

تتکون عينة الدراسة من عدد (254) عضو من أعضاء الهيئة التدريسية بجامعة قناة السويس بمدينة الإسماعيلية لعام (٢٠12- 2013) الحاصلين على الدرجة العلمية دکتوراه فما فوق، أي (مدرس – أستاذ مساعد – أستاذ) .

والجدول التالي يوضح عدد أفراد عينة الدراسة في کل کلية مع توضيح لمؤهلاتهم ودرجاتهم العلمية، ومجموع کل منهم في کل کلية .

جدول (1) عينة الدراسة في کل کلية مع توضيح لمؤهلاتهم ودرجاتهم العلمية،

ومجموع کل منهم في کل کلية .

الکلية

القسم

دکتوراه

أستاذ مساعد

أستاذ

المجموع

 

 

 

 

 

الکليات الإنسانية

 

 

 

کلية الآداب

لغة عربية

6

4

0

10

لغة إنجليزية

6

1

0

7

جغرافيا

5

1

0

6

تاريخ

5

1

0

6

فرنسي

4

1

0

5

فلسفة

5

2

1

8

 

کلية التربية

أصول تربية

5

2

0

7

مناهج وطرق تدريس

11

2

0

13

تربية مقارنة وإدارة تعليمية

2

0

0

2

علم النفس التربوي

4

1

0

6

صحة نفسية

3

1

1

5

تربية خاصة

2

0

1

3

تربية فنية

0

0

1

1

تربية موسيقية

2

1

0

3

اقتصاد منزلي

3

1

0

4

 

کلية التجارة

إدارة أعمال

6

4

3

13

الاقتصاد

5

5

4

14

المحاسبة

7

2

3

12

الکليات العلمية التطبيقية

 

 

کلية العلوم

بيولوجي

11

6

2

19

کيمياء

7

3

4

14

رياضيات

11

3

4

18

فيزياء

10

2

7

19

کلية الزراعة

ميکنة زراعية

12

6

7

25

صناعات غذائية

5

5

5

15

 

 

أراضي

11

8

0

19

المجموع العام لکل الکليات من أعضاء هيئة التدريس

148

62

44

254

متغيرات الدراسة:

تم تحديد متغيرات الدراسة على النحو التالي:

1- متغير الکلية أو التخصص (کليات إنسانية – کليات علمية تطبيقية).

٢- متغير الدرجة العلمية (أستاذ -أستاذ مساعد- مدرس).

٣- متغير سنوات الخبرة (4 سنوات- 5 سنوات- 8 سنوات- 9 سنوات فأکثر).

أداة الدراسة:

استخدم الباحث الاستبانة کأداة رئيسة للکشف عن واقع الدور التربوي الممارس من قبل أعضاء هيئة التدريس في جامعة قناة السويس في مواجهة التلوث الثقافي، وسبل تطويره من وجهة نظرهم، وهذه الاستبانة مقسمة إلى قسمين:

  • القسم الأول: عبارة عن الفقرات التي تشکل بجملها البنود التي تصلح لقياس الدور التربوي الممارس لعضو هيئة التدريس في مواجهة  التلوث الثقافي في المجالات المذکورة .
  • القسم الثاني: عبارة عن سؤال مفتوح الطرف نصه کما يلي :

1- "من وجهة نظرک، ما سبل تطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التلوث الثقافي في المجال الديني"؟

2- "من وجهة نظرک، ما سبل تطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التلوث الثقافي في المجال الاجتماعي"؟

3- "من وجهة نظرک، ما سبل تطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التلوث الثقافي في المجال التربوي"؟

٤- "من وجهة نظرک، ما سبل تطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التلوث الثقافي في المجال العلمي التطبيقي"؟

وقد مر تصميم الاستبانة وبناؤها بالخطوات التالية :

١- الاطلاع من قبل الباحث على الکثير مما کتب حول التلوث الثقافي في الأدب التربوي، والدراسات السابقة .

٢- أجرى الباحث دراسة استطلاعية من خلال سؤال مفتوح على عينة استطلاعية بلغت 30 عضو هيئة تدريس في جامعة قناة السويس وذلک لمعرفة خلفياتهم عن الموضوع من خلال السؤال المفتوح هذا نصه:

١-"ما تحديات التلوث الثقافي في المجال الديني؟ وما الأدوار التي يمکن القيام بها لمواجهة هذه التحديات من وجهة نظرک"؟

  • "ما تحديات التلوث الثقافي في المجال الاجتماعي؟ وما الأدوار التي يمکن القيام بها لمواجهة هذه التحديات من وجهة نظرک"؟
  • "ما تحديات التلوث الثقافي في المجال التربوي؟ وما الأدوار التي يمکن القيام بها لمواجهة هذه التحديات من وجهة نظرک"؟
  • ما تحديات التلوث الثقافي في المجال العلمي التطبيقي؟ وما الأدوار التي يمکن القيام بها لمواجهة هذه التحديات من وجهة نظرک؟

٣- وبعد جمع الاستبانات الخاصة بالسؤال المفتوح، ومن خلال الاطلاع على ما کتب حول التلوث الثقافي في الأدب التربوي في کافة المجالات والتحديات الدينية – والاجتماعية– والتربوية والعلمية التطبيقية تم حصر التحديات التي وردت في الاستبانات والدراسات حسب مجالات الدراسة المذکورة أي في الجانب (الديني – الاجتماعي – التربوي – العلمي التطبيقي).

٤- واستناداً إلى الخطوات السابقة تم تصميم الاستبانة (الأداة الرئيسة للدراسة الحالية) في صورتها الأولية، حيث تم تصنيفها إلى أربعة أبعاد يضم کل بعد منها عدداً من الفقرات کالتالي:

- المجال الأول: التحديات الدينية للتلوث الثقافي واشتمل المجال على (32) فقرة .

- المجال الثاني: التحديات الاجتماعية للتلوث  الثقافي واشتمل المجال على (44) فقرة .

- المجال الثالث: التحديات التربوية للتلوث الثقافي واشتمل المجال على (44) فقرة .

- المجال الرابع: التحديات العلمية التطبيقية للتلوث الثقافي واشتمل المجال على (4٣) فقرة.

تم صياغة فقرات الاستبانة في صورتها الأولية وتکونت من (١6٣) فقرة معبرة عن الأربعة.

1- صدق الأداة Validity

استخدم الباحث الطرق التالية لحساب صدق الاستبانة :

أولا- صدق المحکمين (referees validity)

- تم توزيع الاستبانة بصورتها الأولية على أساتذة محکمين وعددهم (١0) من جامعة قناة السويس وجامعة بورسعيد وجامعة المنصورة ودمياط. وفي ضوء التحکيم تم تعديل بعض البنود، وحذف الآخر، ودمج بعض الفقرات مع بعضها البعض، وصياغة بعض الفقرات من جديد، وإعادة ترتيب فقرات أخرى.

- والباحث يشير هنا إلى أن بعض فقرات الاستبانة بأبعادها الأربعة قد أُعيدت صياغتها مع عدم المساس بجوهر أداة الدراسة.

- وبهذا اصبح عدد فقرات الاستبانة بعد التحکيم وحذف العديد من الفقرات (85) فقرة حيث أوصى معظم المحکمين بحذف عدداً من الفقرات، وذلک ليس لعدم ملاءمتها، وإنما کان ذلک بهدف التخفيف من فقرات الاستبانة حيث کان عدد الفقرات کبير. فکان عدد الفقرات في الاستبانة في البعد الأول (المجال الديني) بعد التحکيم (20) فقرة، وعدد الفقرات في البعد الاجتماعي الثاني (22) فقرة، وعدد الفقرات في المجال التربوي الثالث (٢1) فقرة. وعدد الفقرات في البعد العلمي الرابع (22) فقرة. کما وتم توزيع المدى على خمس درجات فيما يلي بيانها:

المدى

دائما

غالبا

أحيانا

نادرا

أبدا

الرقم

5

4

3

2

1

- هذا ولم يتم استبعاد أي فقرة من فقرات الاستبانة في أي بعد من الأبعاد الأربعة للدراسة ، حيث أن کل فقرة من فقرات الاستبانة في کل مجال من المجالات الأربعة. وصلت إلى مستوى الدلالة المطلوب حيث حققت کل فقرة من فقرات الاستبانة في الأبعاد الأربعة مستوى دلالة (مقبول)، وذلک من خلال اتساق الفقرات مع الدرجة الکلية للبعد الذي تنتمي إليه.

الاتساق الداخلي لفقرات المجال الثقافي (المجال الأول):

قام الباحث کذلک بحساب معامل ارتباط درجة کل فقرة مع الدرجة الکلية للبعد الذي تنتمي إليه کما يلي:

1-المجال الديني (التحديات الدينية للتلوث الثقافي):

والجداول من (٢- 5) تبين معاملات الارتباط بين درجة کل فقرة والدرجة الکلية لهذا البعد:

جدول (٢) يبين معامل ارتباط درجة کل فقرة مع الدرجة الکلية للبعد الديني

(التحديات الدينية للتلوث الثقافي)

رقم العبارة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

رقم العبارة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

1

0.714

**

12

0.790

**

2

0.548

**

13

0.816

**

3

0.638

**

14

0.671

**

4

0.356

**

15

0.534

**

5

0.756

**

16

0.523

**

6

0.876

**

17

0.765

**

7

0.757

**

18

0.456

**

8

0.736

**

19

0.569

**

9

0.787

**

20

0.567

**

10

0.567

**

 

 

 

11

0.670

**

 

 

 

** دالة عند مستوى 0.01                                     * دالة عند مستوى 0.05

يتبين لنا من الجدول رقم (٢) أن جميع فقرات البعد الأول للاستبانة حققت مستوى الدلالة الإحصائية عند مستوى (0.01) وهي (20) فقرة. بحيث لم يتم حذف أي فقرة من فقرات الاستبانة في البعد الأول، الأمر الذي يتبقى فيه فقرات البعد الأول للاستبانة کما هو موضوعه: (الدور التربوي لأعضاء هيئة التدريس في مواجهة التحديات الدينية للتلوث الثقافي (٢٠) فقرة .

2-المجال الاجتماعي (التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي) :

والجدول رقم (٣) يبين معاملات الارتباط بين درجة کل فقرة والدرجة الکلية لهذا البعد، مع بيان مستوى الدلالة في کل حالة :

جدول (٣) يبين معامل ارتباط درجة کل فقرة مع الدرجة الکلية للبعد الاجتماعي

(التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي) .

رقم العبارة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

رقم العبارة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

1

0.789

**

12

0.818

**

2

0.633

**

13

0.833

**

3

0.605

**

14

0.462

**

4

0.587

**

15

0.555

**

5

0.822

**

16

0.712

**

6

0.567

**

17

0.855

**

7

0.760

**

18

0.733

**

8

0.527

**

19

0.811

**

9

0.650

**

20

0.777

**

10

0.721

**

21

0.734

**

11

0.733

**

22

0.617

**

** دالة عند مستوى 0.01                                     * دالة عند مستوى 0.05

تبين من الجدول رقم (٣) أن جميع فقرات البعد الثاني للاستبانة – وهي (22) فقرة  حققت مستوى الدلالة الإحصائية عند مستوى (0.01) بحيث لم يتم حذف أي فقرة من فقرات هذا البعد. وهکذا بلغ مجموع فقرات البعد الثاني من الاستبانة – وموضوعه :الدور التربوي الممارس من قبل عضو هيئة التدريس في مواجهة التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي (22) فقرة .

3-المجال التربوي (التحديات التربوية للتلوث الثقافي) :

والجدول رقم (4) يبين معاملات الارتباط بين درجة کل فقرة والدرجة الکلية لهذا البعد، مع بيان مستوى الدلالة في کل حالة:

 

جدول (٤) يبين معامل ارتباط درجة کل فقرة مع الدرجة الکلية للبعد التربوي

(التحديات التربوية للتلوث الثقافي) .

رقم العبارة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

رقم العبارة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

1

0.766

**

12

0.721

**

2

0.617

**

13

0.501

**

3

0.543

**

14

0.532

**

4

0.537

**

15

0.713

**

5

0.712

**

16

0.722

**

6

0.766

**

17

0.830

**

7

0.621

**

18

0.644

**

8

0.765

**

19

0.761

**

9

0.670

**

20

0.756

**

10

0.654

**

21

0.698

**

11

0.655

**

 

 

 

** دالة عند مستوى 0.01    

يتبين من الجدول رقم (٤) أن جميع فقرات البعد الثالث وهي (21) فقرة حققت مستوى الدلالة الإحصائية عند مستوى (0.01) . وهکذا بلغ مجموع فقرات البعد الثالث من الاستبانة وموضوعه: الدور التربوي لأعضاء هيئة التدريس في مواجهة التحديات التربوية للتلوث الثقافي (21) فقرة .

4-مجال التحديات العلمية التطبيقية للتلوث الثقافي :

والجدول رقم (5) يبين معاملات الارتباط بين درجة کل فقرة والدرجة الکلية لهذا المجال، مع بيان مستوى الدلالة في کل حالة :

 

والجدول (٥) يبين معاملات الارتباط بين درجة کل فقرة. والدرجة الکلية للبعد العلمي

(التحديات العلمية للتلوث الثقافي)

رقم العبارة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

رقم العبارة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

1

0.444

**

12

0.543

**

2

0.645

**

13

0.574

**

3

0.614

**

14

0.761

**

4

0.761

**

15

0.679

**

5

0.651

**

16

0.543

**

6

0.870

**

17

0.634

**

7

0.666

**

18

0.716

**

8

0.633

**

19

0.706

**

9

0.591

**

20

0.806

**

10

0.790

**

21

0.779

**

11

0.789

**

22

0.654

**

** دالة عند مستوى 0.01  

يتبين من الجدول رقم (٥) أن جميع فقرات المجال الرابع وهي (22) فقرة قد حققت مستوى دلالة عند مستوى الدلالة (0.01) ولم يتم حذف أي فقرة من فقراته وهکذا بلغ مجموع فقراته (22) فقرة، وموضوعه (الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التحديات العلمية للتلوث الثقافي (22) فقرة.

من هنا يتضح للباحث أن المجموع الکلي لفقرات الاستبانة أنه لم يتم استبعاد أي فقرة لأن جميع فقرات الاستبانة قد حققت مستوى الدلالة الإحصائية 0.01 سواء عند بحث صدق الفقرات مع الدرجة الکلية للاستبانة، أو عند بحث صدق اتساق – الفقرات مع الدرجة الکلية – للمجال الذي تنتمي إليه .

حساب اتساق المجالات الأربعة والدرجة الکلية :

الاتساق الداخلي للمجالات .

قام الباحث بحساب ارتباطات الأبعاد الأربعة المکونة للاستبانة مع الدرجة الکلية للاستبانة، کما في الجدول التالي:

 

جدول (٦) يبين معامل ارتباط درجة کل بعد من الأبعاد الفرعية مع الدرجة الکلية للاستبانة

المجالات

قيمة (ر)

مستوى الدلالة

الأول

0.87

**

الثاني

0.84

**

الثالث

0.78

**

الرابع

0.75

**

من الجدول السابق يتضح للباحث ما يلي :

-ترتبط الأبعاد الفرعية الأربعة للاستبانة مع الدرجة الکلية للاستبانة بارتباطات جوهرية وقوية، وجميعها بلغ مستوى الدلالة الإحصائية عند (0.01) مما يعني أنها تنتمي فعلاً إلى موضوع الاستبانة .

-وهکذا يتحقق صدق البناء – المحتوى – لاستبانة : واقع الدور التربوي الممارس من قبل عضو هيئة التدريس في مواجهة التلوث الثقافي، الأمر الذي ييسر للباحث استخدامها في دراستها باطمئنان .

ثبات الأداة:

- الثبات بطريقة التجزئة النصفية Split Half Method: من أجل التأکد من ثبات الاستبانة قام الباحث بحساب معامل الارتباط بين مجموع درجات الفقرات الفردية لکل من المجالات الفرعية ومجموع درجات الفقرات الزوجية، وکذلک للاختبار ککل. کما تم استخدام معادلة جتمان لتعديل ثبات الاستبانة حيث تعتبر هي الأصلح للأعداد الفردية، لأن عدد فقرات الاستبانة فردي (٨٥) فقرة ، والجدول رقم (٧) ويبين ذلک:

جدول (٧) يبين قيم معاملات ثبات الاختبار بطريقة التجزئة النصفية قبل وبعد تعديل طول الاختبار

أبعاد الاستبانة

معامل الارتباط قبل التعديل

بعد التعديل

الأول

0.87

0.89

الثاني

0.86

0.93

الثالث

0.87

0.90

الرابع

0.86

0.88

الدرجة الکلية

0.81

0.86

** دالة عند مستوى 0.01                                     * دالة عند مستوى 0.05

١- تبين من الجدول رقم (٧) السابق أن معاملات ثبات الاختبار المحسوبة بطريقة التجزئة النصفية تراوحت بين 0.81- 0.86  الأمر الذي يشير إلى درجة عالية من الثبات .

 

٢- الثبات بطريقة ألفا کرونباخ : CronbchAlpha

قام الباحث بتقدير ثبات الاختبار في صورته النهائية بحساب معامل ألفا کرونباخ لکل بعد من الأبعاد الفرعية والدرجة الکلية للاستبانة "الدور التربوي لأعضاء هيئة التدريس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي" والجدول رقم (٩) يبين ذلک .                

حيث أن معامل ألفا کرونباخ= {ن= 85 فقرة { 1- مج ع2 کل فقرة}

                                                              ن + 1             ع2        

حيث ن = عدد فقرات الاستبانة .

ع2 = تباين الاستبانة ککل .

مج ع2= المجموع الکلي لتباين أو کل بعد من أبعاد الاستبانة کل فقرة من فقرات الاستبانة

جدول رقم (٨) يبين قيمة ألفا کرونباخ لاستبانة الدور التربوي الممارس من عضو هيئة التدريس الجامعي

في مواجهة تحديات التلوث الثقافي بجامعة قناة السويس.

المجالات

عدد الفقرات

قيمة ألفا کرونباخ

المجال الأول الدور التربوي الممارس في مواجهة التحديات الدينية للتلوث الثقافي

20

0.89

المجال الثاني الدور التربوي الممارس في مواجهة التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي

22

0.85

المجال الثالث الدور التربوي الممارس في مواجهة التحديات التربوية للتلوث الثقافي

21

0.84

المجال الرابع الدور التربوي الممارس في مواجهة التحديات العلمية للتلوث الثقافي

22

0.87

الدرجة الکلية

85

0.86

وأخيراً تبين من الجدول رقم (٨) أن معاملات ألفا کرونباخ لتقدير ثبات الاختبار للمجالات الفرعية تراوحت (أقل قيمة 0.84) لألفا- أعلى قيمة0.89) وهي معاملات عالية، کما أن معامل ثبات الاختبار کله ٨٥ فقرة بلغ (0.86) وهي قيمة مرتفعة جداً وتشير إلى درجة عالية من الثبات مما جعل الباحث يطمئن إلى استخدام الاستبانة للتحقق من فرضيات الدراسة.

سادسا- المعالجات الإحصائية

قام الباحث باستخدام برنامج الرزم الإحصائية  (spss)بغرض تحليل نتائج الدراسة، وذلک عن طريق استخدام المعالجات الإحصائية التالية:

١- المتوسطات الحسابية، والنسب المئوية، والأوزان النسبية.

٢- معامل ارتباط بيرسون، وألفا کرونباخ لقياس ثبات الاختبار للأبعاد الفرعية بعد تعديل الثبات عن طريق معادلة جتمان.

٣- تحليل التباين الأحادي .

٤- اختبار شافية للمقارنات البعدية .

٥-طريقة التجزئة النصفية – ومعادلة جتمان لتعديل ثبات الاستبانة لأن عدد فقراتها فردي وليس زوجي فهي (٨٥) فقرة .

سابعاً: عرض النتائج ومناقشتها:

استهدفت هذه الدراسة التعرف على واقع الدور التربوي الممارس من قبل عضو هيئة التدريس الجامعي في جامعة قناة السويس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجال الديني، والمجال الاجتماعي، وفي المجال التربوي، والمجال العلمي التطبيقي، وترتيبها من حيث شيوعها، ومقارنتها من حيث متغيرات الدراسة (الکلية –سنوات الخبرة - المؤهل العلمي) وقد اقتضى ذلک من الباحث الإجابة عن تساؤلات الدراسة التالية :

٣- ما درجة ممارسة عضو هيئة التدريس الجامعي لدوره التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجال الديني، والاجتماعي، والتربوي، والعلمي؟

٤- ما أکثر المجالات أو الأبعاد ممارسة من قبل أعضاء هيئة التدريس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي؟

٥- هل تختلف درجات ممارسات أعضاء هيئة التدريس لدورهم التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي حسب المتغيرين التاليين: (الکلية –المؤهل العلمي)؟

٦- ما سبل تفعيل وتطوير دور أعضاء هيئة التدريس الجامعي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي؟

٧- ما التصور المقترح لتطوير دور عضو هيئة التدريس الجامعي لمواجهة تحديات التلوث الثقافي المذکورة من وجهة نظر تربوية؟

وبعد معالجة البيانات إحصائياً، تم تفريغها في جداول، وذلک للإجابة عن تساؤلات الدراسة، والتي جاءت على النحو التالي :

نتائج الدراسة:

أولاً: عرض نتائج السؤال الثالث ومناقشتها:

للإجابة عن السؤال الثالث والذي ينص على ما يلي: "ما درجة ممارسة عضو هيئة التدريس الجامعي لدوره التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجال الديني، والاجتماعي، والتربوي،  والعلمي التطبيقي"؟

تم من خلال الجدول (٩) استخراج ارتباط درجة کل فقرة من فقرات الاستبانة مع الدرجة الکلية لها في المجالات الأربعة للدراسة، وکذلک معامل ارتباط درجة کل فقرة من فقرات الاستبانة في مجالات الدراسة الأربعة مع درجات المجال الذي تنتمي إليه کل فقرة، وذلک کما هو مبين في الجدول التالي رقم (٩)

 

جدول (٩) يبين قيم معامل ارتباط درجة کل فقرة من فقرات الاستبانة في المجالات الأربعة مع درجتها الکلية

الرقم المتسلسل

رقم العبارة المجال الأول الديني

Pearson correlation

قيمة ر معامل الارتباط

مستوى الدلالة

1

1

0.52

**

2

2

0.64

**

3

3

0.72

**

4

4

0.45

**

5

5

0.81

**

6

6

0.76

**

7

7

0.77

**

8

8

0.70

**

9

9

0.76

**

10

10

0.55

**

11

11

0.39

**

12

12

0.76

**

13

13

0.82

**

14

14

0.71

**

15

15

0.55

**

16

16

0.44

**

17

17

0.76

**

18

18

0.66

**

19

19

0.69

**

20

20

0.76

**

21

1

0.63

**

22

2

0.65

**

23

3

0.77

**

24

4

0.82

**

25

5

0.70

**

26

6

0.51

**

27

7

0.78

**

28

8

0.66

**

29

9

0.75

**

30

10

0.81

**

31

11

0.73

**

32

12

0.80

**

33

13

0.44

**

34

14

0.67

**

35

15

0.51

**

36

16

0.69

**

37

17

0.53

**

38

18

0.77

**

39

19

0.82

**

40

20

0.49

**

41

21

0.76

**

42

22

0.78

**

43

1

0.55

**

44

2

0.63

**

45

3

0.72

**

46

4

0.65

**

47

5

0.68

**

48

6

0.69

**

49

7

0.77

**

50

8

0.79

**

51

9

0.55

**

52

10

0.64

**

53

11

0.59

**

54

12

0.78

**

55

13

0.54

**

56

14

0.75

**

57

15

0.76

**

58

16

0.81

**

59

17

0.71

**

60

18

0.80

**

61

19

0.79

**

62

20

0.66

**

63

21

0.65

**

64

1

0.75

**

65

2

0.42

**

66

3

0.75

**

67

4

0.49

**

68

5

0.63

**

69

6

0.76

**

70

7

0.65

**

71

8

0.81

**

72

9

0.73

**

73

10

0.67

**

74

11

0.47

**

75

12

0.74

**

76

13

0.65

**

77

14

0.80

**

78

15

0.59

**

79

16

0.74

**

80

17

0.76

**

81

18

0.83

**

82

19

0.64

**

83

20

0.63

**

84

21

0.77

**

85

22

0.69

**

** دالة عند مستوى 0.01                                  

* دالة عند مستوى 0.05

تکون مستوى الدلالة عند (0.05) عندما تساوي قيمة (ر) 0.11 فما فوق.

يتبين من الجدول السابق رقم (٩) أن فقرات الاستبانة دالة عند مستوى دلالة أکثر من 0.01 وهي (٨5) فقرة،

مناقشة نتائج السؤال الثالث:

نتائج السؤال الثالث ونصه "ما درجة ممارسة عضو هيئة التدريس الجامعي لدوره التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في الجانب الديني، والاجتماعي، والتربوي، والعلمي التطبيقي"؟

ونتائج المعالجة الإحصائية للسؤال کما يشير إلى ذلک جدول رقم (٩) السابق إلى أن المجال الديني بجميع فقراته. وتبلغ (٢٠) فقرة قد حصلت على مستوى دلالة 0.01. کما تشير نتائج المعالجة الإحصائية إلى أن المجال الاجتماعي وعدد فقراته (٢٢) فقرة قد حصلت کل فقرة على مستوى دلالة أکثر من (0.01) وأن جميع فقرات المجال التربوي ويبلغ عددها (٢١) فقرة قد حصلت کل فقرة على مستوى دلالة أکثر من 0.01کذلک، وکذلک المجال الرابع التطبيقي العلمي فقد حصلت جميع فقراته ويبلغ عددها (٢٢) فقرة على مستوى دلالة أکثر من (0.01) لکل فقرة عند قياس درجة ممارسة عضو هيئة التدريس لدوره التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجال الديني، والاجتماعي، والتربوي، والتطبيقي العلمي .

ويعزو الباحث ذلک إلى ما يلي :

١- أن جميع فقرات البعد الديني التي حصلت على مستوى دلالة أکثر من (0.01) تقيس مدى انتماء عضو هيئة التدريس لهويته وخصوصيته الدينية، وقدرته على تنمية طلبته وتنمية ذاته مهنياً وأکاديمياً، وغربلة الأفکار الوافدة على المجتمع لذا نجد أعضاء هيئة التدريس قد حصلوا فيها على درجات عالية عند قياس مستوى الدلالة لممارستهم لأدوارهم التربوية في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجال الديني .

2- أما باقي فقرات الاستبانة في کل مجال سواء في المجال الاجتماعي أو التربوي أو العلمي، فجميع تلک الفقرات قد حصلت على مستوى دلالة أکثر من 0.01 عند قياس درجة ممارسة عضو هيئة التدريس لدوره التربوي في مواجهة تحديات کل مجال منها على حدة، وقد يعود السبب في ذلک إلى صدق انتماء کل فقرة للمجال الذي وضعت من أجله بدقة فساعد ذلک عضو هيئة التدريس على تحديد وفهم طبيعة الدور المطلوب منه ممارسته بدقة فأجاب عنها بدقة وثبات أکبر: کما قد يعود ذلک إلى الإعداد الجيد في کافة المجالات تقريباً لأعضاء هيئة التدريس في جامعة قناة السويس .

ثانياً: عرض نتائج السؤال الرابع ومناقشتها:

للإجابة عن السؤال الرابع والذي ينص على ما يلي: "ما أکثر المجالات ممارسة من قبل أعضاء هيئة التدريس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي"؟ وللإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والأوزان النسبية لکل مجال من مجالات أداة الدراسة. وذلک کما هو مبين في جدول رقم (١٠)

جدول (١٠) يبين المتوسطات الحسابية والأوزان النسبية لمجالات أداة الدراسة

المجال

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

الوزن النسبي %

الترتيب

1- المجال الديني

75.086

12.53

72.01%

الثاني

2- المجال الاجتماعي

77.56

16.79

70.7%

الثالث

3- المجال التربوي

76.87

14.79

73.30%

الأول

4- المجال العلمي التطبيقي

77.92

16.00

70.01%

الرابع

- يتبين من الجدول السابق أن المجال التربوي (التحديات التربوية للتلوث الثقافي) وموضوعه "الدور التربوي لأعضاء هيئة التدريس في مواجهة التحديات التربوية للتلوث الثقافي حصل على متوسط (76.55) ووزن نسبي (73.30) أي على الترتيب الأول في مجالات وأبعاد الدراسة .

- وأن المجال الديني وموضوعه "الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التحديات الثقافية للتلوث الثقافي" حصل على متوسط (75.01) ووزن نسبي (72.01) أي على الترتيب الثاني .

- وأن المجال الثاني الاجتماعي وموضوعه "الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي" حصل على متوسط (77.12) ووزن نسبي (70.7%) أي على الترتيب الثالث.

- وأن المجال العلمي التطبيقي وموضوعه "الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التحديات العلمية للتلوث الثقافي" حصل على متوسط (77.09) ووزن نسبي (70.01%) أي على الترتيب الرابع.

مناقشة نتائج السؤال الرابع:

نتائج السؤال الرابع ونصه "ما أکثر المجالات ممارسة من قبل أعضاء هيئة التدريس في جامعة قناة السويس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي"؟

ونتائج المعالجة الإحصائية للسؤال کما يشير إلى ذلک جدول رقم (١٠) السابق إلى أن المجال الثالث للدراسة، والذي عنوانه "ما الدور التربوي لأعضاء هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التحديات التربوية للتلوث الثقافي" ؟ والذي يتضمن (٢١) فقرة تتضمن تحديات التلوث الثقافي في المجال التربوي وطبيعة الدور الممارس من قبل عضو هيئة التدريس لمواجهة هذه التحديات .

قد حصل هذا المجال على الترتيب الأول في الأبعاد المذکورة  "فکان هذا البعد أکثر أبعاد التلوث الثقافي ممارسةً وشيوعاً لدى تطبيق أعضاء هيئة التدريس لأدوارهم التربوية في مواجهة تحديات أبعاد التلوث الثقافي الأربعة کما تشير إلى ذلک نتائج الدراسة .

ويعزو الباحث ذلک إلى ما يلي :

١- تخضع جامعة قناة السويس في الأساس إلى عدة منطلقات منها :

أ-  تنطلق الجامعة من فلسفة واضحة ودقيقة وتخضع لمعايير ومنهجية مضبوطة عند عملية اختيار عضو هيئة التدريس فيها، والإداريين والعاملين وبالذات في البعد (الفکري والتربوي) غالباً لعضو هيئة التدريس عند اختياره، بمعنى أن يکون سلوکه وأفکاره ومعتقداته بما يوافق منهج الأمة وفلسفتها التربوية الواضحة .

وهذا بدوره أدى إلى أن يحصل هذا البعد على المرتبة الأولى عند ممارسة عضو هيئة التدريس لدوره التربوي في الجانب التربوي لتحديات التلوث الثقافي في الجامعة .

ب-  من أهداف الجامعة أنها تنطلق عند تفعيل هذا الهدف من وسائل وآليات فاعلة يعمل من خلالها عضو هيئة التدريس على بناء الشخصية الفاعلة لطلبته باعتبار ذلک من فلسفة الجامعة .

ج-  شمولية المناهج التربوية التي تدرس من قبل أعضاء هيئة التدريس في الجامعة؛ والتي تساهم بقدر کبير جداً في عدم تغريب المناهج والطلاب من أجل صناعة الأجيال الفاعلة فيها .

٢- کما يعتبر البعد والمجال التربوي من أکثر مجالات الدراسة أو مجالات التلوث الثقافي على الإطلاق حساسية وخطورة وعمقاً في نظر أعضاء الهيئة التدريسية لارتباطه بالبعد العقائدي، لذلک نجد ممارساتهم في تطبيق هذا البعد التربوي لدى الطلبة أکثر ممارسةً وشيوعاً عند تطبيقه على أرض الواقع في جامعة قناة السويس بالذات.

3- کما يولي عضو هيئة التدريس وفقاً لفلسفة الجامعة الطالبات عناية خاصة وتوجيهاً تربوياً خاصاً نظراً لتأثيرهن الکبير على الأبناء في المستقبل، مما يدفع عضو هيئة التدريس إلى ممارسة هذا البعد على أرض الواقع أکثر من غيره من الأبعاد الأخرى نظراً لتأثيره وأثره العظيم في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في الجانب التربوي .

کما أن جلَّ أهداف تحديات التلوث الثقافي في المجال التربوي تشويه علاقة الإنسان بالخالق وعلاقته بالکون وبالإنسان وبالدنيا وبالآخرة. والمناهج في جامعة قناة السويس خاصة الجامعات المصرية عامة تنبه الطلبة إلى خطورة الغزو الفکري والتربوي في هذه القضايا الکبرى، لذا کان دور عضو هيئة التدريس في هذا البعد من أَول الأدوار التي حصلت على أعلى درجات الممارسة في هذا البعد.

فلا عجب إذاً أن يحتل هذا المجال أُولى المراتب عند مواجهة  تحديات التلوث الثقافي .

کما تشير نتائج الدراسة عند معالجة السؤال الرابع إلى أن المجال الديني للتلوث الثقاف والذي ينص على "ما الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التحديات الدينية للتلوث الثقافي ؟ "قد حصل هذا المجال على المرتبة الثانية عند ممارسة عضو هيئة التدريس لدوره التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي .

ويعزو الباحث ذلک إلى ما يلي :

- يعتبر البعد الديني من حيث الأهمية في المرتبة الثانية التي تلي الأهمية التربوية لارتباطه أيضاً بالبعد الديني ، فثقافة الإنسان دائماً وتصوراته تنبع من أيديولوجيته ومعتقداته إذن ثقافة الإنسان تُبنى وفقاً لتصوراته العقائدية حيث أنه يوجد بين العقيدة والثقافة علاقة لصيقة جداً أو وطيدة بل أنها تنطلق منها .

کما أن ثقافة الإنسان في الجانب العقائدي والقيمي والفکري واللغوي کل هذه تمثل أبعاداً هامة في هوية الفرد الإسلامية فهي جميعاً تمثل مکونات الثقافة لدى الإنسان .

وما دام عضو هيئة التدريس کما سبق وأوضح الباحث في المجال التربوي أنه قد تم اختياره وفقاً لمجموعة من النظم الفلسفية والتصورات العقائدية التي تنطلق منها فلسفة الجامعة، فلا بد وأن يکون عضو هيئة التدريس في الجامعة قد أصبح عضواً فاعلاً في ترسيخ العموميات الثقافية من مثل (الدين والقيم واللغة) ومناقشة کل مظاهر التلوث الثقافي في الجامعة حيث تشير نتائج الدراسة إلى أن فقرات هذا البعد کلها تشير إلى معاملات ارتباط بدرجات عالية حيث أن مضمون هذه الفقرات يؤکد على طبيعة الدور التربوي الذي يجب أن يمارسه عضو هيئة التدريس في تنبيه الطلبة إلى الآثار الدينية لوسائل الإعلام المعاصرة، وإرشاد الطلبة إلى الثقافة المفيدة، والتأکيد على المجال الديني في الحفاظ على ثقافة الطلبة، وتوضيح أبعاد الهوية الإسلامية المتمثلة في العقيدة والقيم والفکر واللغة لدى الطلبة ومناقشة مظاهر التلوث الثقافي المصاحب لموجة العولمة وترسيخ العموميات الثقافية لدى الطلبة ... الخ .

لذلک کان من الطبيعي في نظر الباحث أن يکون البعد الديني في المرتبة الثانية عند ممارسة عضو هيئة التدريس لدوره التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي .

کما حصل البعد الاجتماعي وهو عبارة عن البعد الثاني من أبعاد الدراسة والذي نصه "ما الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي؟" على المرتبة الثالثة عند قياس درجة ممارسة عضو هيئة التدريس لدوره التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي وعدد فقراته (٢٢) فقرة. ويعزو الباحث ذلک إلى ما يلي :

١-  أن هذا المجال يأتي فعلاً من حيث الأهمية بعد المجال التربوي والبعد الديني .

٢-  أن دور الجامعة في هذه المرحلة من حيث المؤسسات، التي تعمل على صقل شخصية الطالب، أقوى من دور الأسرة في الحفاظ على هوية الفرد، وثقافته، ودينه، والمناهج التي لابد وأن ينطلق منها؛ لذلک فهي تعمل على تشکيل قيمه وثقافته أولاً.

٣-  أن حجم الهجمة الشرسة على الجانب التربوي والمناهج والجانب الديني أقوى منها عما هي في الجانب الاجتماعي باعتبار هذين البعدين هما المحور الأساسي الذي تبنى عليه شخصية الفرد في المجتمعات .

٤-  أن أساليب وآليات النظم الإسلامية في الجانب التربوي والديني تعمل على حفظ شخصية الطالب من الوقوع في فخ التبعية للمجتمعات الأجنبية، لذلک يمثل المجال الاجتماعي لتحديات التلوث الثقافي دوراً أقل في توجيه سلوک الطلبة وتمييع هويتهم إذا تم تأهيلهم ثقافياً وتحصينهم تربوياً وعقائدياً. ويعد سبباً لحصولها على المرتبة الثالثة أيضاً .

٥- غالباً ما يخضع البعد الاجتماعي لتحديات التلوث الثقافي إلى نظريات التنمية في المجتمعات وهذه لا يتم تدريسها إلا وفقاً لتخصصات معينة في الجامعة أي لا يتم تدريسها على نطاق واسع ، لذا لا بد لنظريات التنمية وأن تناقش التحديات التي تواجه المجتمع المحلي من مثل البطالة واستنزاف الموارد الطبيعية والجهل والفقر والمرض وهذه تدرس في التخصصات الاجتماعية لذلک تکون درجة ممارستها من قبل عضو هيئة التدريس وفق محاضرات خاصة، لذلک تعتبر في درجة أقل مرتبة عند ممارسة تحدياتها من قبل أعضاء هيئة التدريس في الجامعة .

کما تشير نتائج السؤال الرابع إلى أن الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجال العلمي قد حصل على المرتبة الرابعة وعدد فقرات هذا البعد (٢٢) فقرة .

ويعزو الباحث ذلک إلى ما يلي :

١-  أن المجال العلمي للتلوث الثقافي أي مجال التقنيات والتکنولوجيا والصناعة والفضائيات وشبکات الإنترنت والأقمار الصناعية والکوابل الکهربائية والفاکسات .. الخ تُعد من الإيجابيات التي أفرزتها وسائل الإعلام الغربية حتى الآن في المجال التقني. ولعل ذلک يعود إلى أن معظم أعضاء هيئة التدريس غير متخصص في هذا الجانب أو اهتماماته به محدودة، لذلک نجده أقل ممارسة في دوره تجاه مواجهة تحدياتها السلبية .

٢-  أن هذه الثورات العلمية والمعرفية والتطبيقية الهائلة تکمن ضمن الإيجابيات إن نحن أحسنا استخدامها، وابتعدنا عن الجانب السلبي والسيء في استخدامها .

٣-  لعل أکثر المستخدمين للحواسيب والکمبيوتر والإنترنت والأجهزة العلمية والمعامل الفيزيائية والکيميائية وغير ذلک مما هو موجود في الکليات العلمية التي ينظرون لهذه الآلات على أنها آلة محايدة تعطيهم النتائج العلمية المطلوبة منها فقط، فهم لا يبحثون في مخاطرها الثقافية ولا أبعادها أو انعکاساتها التربوية لذلک نجد نظرتهم لها محايدة.

٤-  على الرغم من أن عدداً من أعضاء هيئة التدريس في الکليات الإنسانية يستخدمون الحاسوب وشبکة المعلوماتية بشکل فاعل، إلا أن اهتمامات المختصين في الدراسات الشرعية تُعد أقل من اهتمامات أعضاء هيئة التدريس في الکليات الأخرى بحکم ما تمليه عليهم تخصصاتهم المرتبطة مباشرة بالحاسوب وشبکة المعلومات .

ثالثاً: عرض نتائج السؤال الخامس (فروض الدراسة) ومناقشتها:

للإجابة عن السؤال الخامس والذي ينص على ما يلي: "هل تختلف درجات ممارسات أعضاء هيئة التدريس بدورها التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي بحسب المتغيرات التالية: (الکلية –المؤهل العلمي"؟

للإجابة عن السؤال السابق تم فحص نتائج الفرضية الأولى .

تنص الفرضية الأولى على ما يلي:

" لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α= 0.05) بين متوسط درجات ممارسة أعضاء هيئة التدريس لدورهم التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي تُعزى إلى متغير الکلية (إنسانية، تطبيقية).

١-نتائج الفرض الأول ومناقشتها :

"وللتحقق من صدق هذه الفرضية تم استخدام اختبار تحليل التباين الأحادي لمعرفة دلالة الفروق بين متوسط درجات عينات الدراسة (إنسانية، تطبيقية) وذلک کما هو مبين في الجدول رقم (١١)

الفرض الأول: (إنسانية- تطبيقية)

جدول رقم (١١) يبين نتائج تحليل التباين الأُحادي لمعرفة دلالة الفروق بين متوسط درجات عينات الدراسة

وفق متغير نوع الکلية (کليات إنسانية – کليات علمية تطبيقية)

المجال

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط المربعات

قيمة ف

مستوى الدلالة

الأول المجال الديني

بين المجموعات

595.326

2

2979.663

 

24.475

 

**

داخل المجموعات

19357.464

159

121.745

المجموع

25316.790

161

 

الثاني المجال الاجتماعي

بين المجموعات

1.666,372

2

5333.186

 

24.396

 

**

داخل المجموعات

34759.511

159

218.613

المجموع

45435.883

161

 

الثالث المجال التربوي

بين المجموعات

7946.896

2

3973.449

 

23.130

 

**

داخل المجموعات

27314.624

159

171.790

المجموع

35261.531

161

 

الرابع المجال التطبيقي

بين المجموعات

3338.345

2

1669.172

 

7.00

 

**

داخل المجموعات

37912.766

159

238.445

المجموع

41251.111

161

 

الدرجة الکلية

بين المجموعات

104095.345

2

52047.672

 

22.145

 

**

داخل المجموعات

372698.760

159

2350.307

المجموع

477793.105

161

 

** دالة عند مستوى 0.01                                     * دالة عند مستوى 0.05

يتضح من الجدول السابق أن قيم (ف) على الأبعاد الأربعة والدرجة الکلية کانت دالة عند مستوى (0.01) مما يشير إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المجموعات الثلاثة، ولمعرفة اتجاه هذه الفروق تم استخدام اختبار شافيه للمقارنات  البعدية وذلک کما هو مبين في الجدول التالي (١٢)

جدول رقم (١٢) يبين المتوسطات الحسابية على أبعاد الاختبار ودرجة الکلية وفق متغير الکلية

 

 

الکلية

العدد

المتوسط

1 المجال الديني

التطبيقية العملية

3

57

61.894

الإنسانية

2

73

74.041**

2 المجال الاجتماعي

التطبيقية العملية

3

57

65.771

الإنسانية

2

73

81.083**

3 المجال التربوي

التطبيقية العملية

3

57

65.456

الأدبية

2

73

79.319**

4 المجال العلمي التطبيقي

التطبيقية العملية

3

57

70.017

الإنسانية

2

73

76.718**

 

الدرجة الکلية

3

57

263.140

2

73

314.534**

** دالة عند مستوى 0.01                                     * دالة عند مستوى 0.05

تبين من الجدول السابق رقم (١٢) حسب تطبيق اختبار شافيه للمقارنات البعدية أن الفروق في المجال الديني الأول بين الکليات العلمية والتطبيقية والإنسانية لصالح الکليات الإنسانية عنها في الکليات العلمية التطبيقية، ويليها في ذلک أعضاء هيئة التدريس في الکليات الإنسانية أيضاً فتکون النتيجة لصالح الأدوار التي يمارسها أعضاء هيئة التدريس في الکليات الإنسانية عنها في الکليات العلمية والتطبيقية .

وکذلک الحال في المجال الاجتماعي والمجال التربوي .

مناقشة نتائج الفرض الأول:

ويعزو الباحث نتائج الفرض الأول إلى ما يلي :

عند دراسة نتائج المعالجة الإحصائية للبعد الأول حسب متغير الکلية (إنسانية – تطبيقية) يتبين أن أعضاء هيئة التدريس في الکليات الإنسانية کانت ممارساتهم لأدوارهم التربوية في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجال الديني النتائج فيها لصالح الکليات الإنسانية عنها في الکليات العلمية التطبيقية، وهذا ما يراه الباحث شيئاً طبيعياً إذ تتناول فقرات المجال الديني والآثار الدينية الضارة، والتأکيد على المجال الديني في الحفاظ على ثقافة الطلبة، والحفاظ على أبعاد الهوية الدينية والثقافية المتمثلة في العقيدة والقيم والفکر واللغة، والفروق بين عالمية الإسلام والعولمة الغربية، ومظاهر التلوث الثقافي المرافق لموجة العولمة، وترسيخ العموميات الثقافية مثل الدين واللغة والقيم الدينية والمفاهيم والمصطلحات التي تأثرت بمفاهيم الحداثة، فکل هذه الفقرات وغيرها يرکز عليها عضو هيئة التدريس في الکليات الإنسانية أکثر لأنها تنبع من تخصصه أولاً، ثم تنبع من الجانب العقائدي والقيم والمثل التي يتوجب عليه الترکيز عليها، والحث عليها، فمن الطبيعي کما يرى الباحث أن تکون نتائج المعالجة الإحصائية لفقرات هذا البعد لصالح أعضاء هيئة التدريس في الکليات الإنسانية .

- يتضح من خلال الجدولين السابقين أن المجال الثاني (التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي)  أنه توجد فروق بين الکليات الإنسانية والعلمية التطبيقية لصالح الکليات الإنسانية..

- کما يتضح من الجدول أن المجال الثالث (مجال التحديات التربوية للتلوث الثقافي) أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الکليات الإنسانية والکليات العلمية التطبيقية لصالح الکليات الإنسانية.

- کما يتضح من الجدول السابق أما في المجال الرابع (التحديات العلمية) أنه توجد فروق دالة إحصائياً بين الکليات الإنسانية والکليات العلمية التطبيقية.

- ويتضح أيضاً من الجدول أن الدرجة الکلية للکليات جميعاً توجد فيها فروق دالة إحصائياً بين الکليات الإنسانية والکليات العلمية التطبيقية لصالح الکليات الإنسانية.

کما يعزو الباحث هذه النتائج إلى وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس أنفسهم في الکليات العلمية التطبيقية والتي لمسها وناقشها معهم أثناء تطبيقه لأداة الدراسة عليهم، حيث اعتبر أعضاء هيئة التدريس في الکليات العلمية التطبيقية أن طبيعة الأدوار المطلوب منهم ممارستها في أبعاد الدراسة الأربعة أثناء أدائهم لأدوارهم کأعضاء هيئة تدريس في الجامعة. لا يوجد لديهم وقت لتطبيقها في أثناء المحاضرات ولا حتى في خارج المحاضرات لمشاغلهم المتعددة أولاً، ولأن وقت المحاضرات لا يسمح بذلک ثانياً؛ لأنه يوجد لديهم مقررات علمية هم ملزمون بإعطائها في أوقات المحاضرات، وعليهم تدريسها وهي أولى من وجهة نظرهم .

کما شرح العديد من أعضاء هيئة التدريس في الکليات العلمية التطبيقية مثل أعضاء هيئة التدريس في کليات العلوم والزراعة بأقسامها أن طبيعة الأدوار الموجودة في الاستبانة، والتي شملتها أبعاد الدراسة الأربعة هي ليست من الأدوار التي يعتقدون بأنها مطلوب منهم ممارستها، ووجهة نظرهم في ذلک أنه يجب أن تکون هذه الأدوار وتمارس من خلال متطلبات جامعية يخضع لها کل طالب في الجامعة في جميع الأقسام والتخصصات تسمى متطلبات جامعية أو من خلال متطلبات الکلية أيضاً.

وهذه وجهة نظر ربما لاقت القبول لدي ولکن ليس لدرجة الاقتناع الکامل بوجهة نظرهم؛ وذلک عندما تم لها مناقشة العديد من أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة في أثناء تطبيقها لأداة الدراسة، وبناء على هذا التفسير الذي برره أعضاء هيئة التدريس قد لا تحمل کامل المسئولية في قلة نتائج المتوسطات الحسابية لأداء أعضاء هيئة التدريس في الکليات التطبيقية في هذه المجالات الأربعة، وإنما ترجع بعض الأسباب إلى طبيعة المقررات المقرر دراستها من خلال المحاضرات، إلا أنها تشير إلى بعض القصور الذي يعتري طبيعة الأدوار الممارسة من قبل عضو هيئة التدريس في الکليات التطبيقية العلمية، ولهذا السبب أُرجعت سبب زيادة نتائج المتوسطات الحسابية في الکليات الإنسانية عنها في الکليات العلمية التطبيقية .

إلا أننا نشير هنا بموضوعية إلى أنه يوجد بعض القصور في طبيعة الأدوار الممارسة من قبل عضو هيئة التدريس في الکليات التطبيقية العلمية والمطلوب منهم ممارستها في المجال الرابع العلمي التطبيقي،  وکان من الأولى أن تشير نتائج المعالجة الإحصائية إلى أن تکون الفروق لصالح الکليات التطبيقية عنها في الکليات الإنسانية، إلا أن نتائج الدراسة أشارت إلى العکس تماماً .

ومن وجهة نظرنا لا بد وأن يکون عضو هيئة التدريس في هذه الکليات يمارس المجال التطبيقي العلمي على أعلى المستويات، ويفترض أن تکون نتائج المعالجة الإحصائية له تشير إلى دلالة إحصائية عالية لأن طبيعة الأدوار التي يفترض من عضو هيئة التدريس ممارستها في هذا المجال کما يشير إلى ذلک الأدب التربوي في نظرته إلى معلم القرن الحادي والعشرين سواء کان ذلک على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المحلي ؛لأن الباحث قد أعد فقرات هذا البعد بناء على الأدب التربوي المطلع على طبيعة الأدوار التي يفترض ممارستها من عضو هيئة التدريس في القرن الحادي والعشرين، بناء على القفزات المعرفية والتکنولوجية المتسارعة في عصر العولمة، وبناء على التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية على جميع المستويات الدولية والإقليمية والمحلية وبالتالي لابد لعضو هيئة التدريس من ممارسة هذه الأدوار الموکل بها أو بالارتقاء إلى ممارستها، لأنه من المکلفون بتربية الأجيال في هذه الأمة، ولأن الباحث عندما قاس کل فقرة في البعد الرابع فوجدها کما أشارت إلى ذلک نتائج الدراسة بأنها تنتمي للبعد الذي وضعت من أجله، وبالتالي لا بد لعضو هيئة التدريس في مثل هذه الکليات التطبيقية من ممارستها إذا کان يخضع في بنائه القيمي والمهني للفلسفة الإسلامية التي تتبني کل ما هو إيجابي، والبعد عن کل ما هو سلبي، وتدعيم الفکر التربوي السليم، والاستخدام الفاعل لوسائل التقنية الحديثة وتأهيل الطلبة لمواکبة هذه التقنيات، وحث الطلبة على تجنب آثارها السلبية في المجال العلمي وحثهم أيضاً على الاستفادة من شبکات الإنترنت في جانبها الإيجابي، وحثهم على تأسيس تقنية علمية فاعلة في العالم الإسلامي، والعمل على إيجاد قنوات اتصال علمية وتقنية فاعلة مع الجامعات ومراکز الأبحاث العلمية الأخرى لتعزيز الحرکة الأکاديمية العلمية في العالم الإسلامي وضرورة إيجاد التقنية الملائمة لمجتمعنا باعتبارها من فروض الکفاية، وتشجيع الطلبة على البحث العلمي المؤسس على منهجية علمية دقيقة ، والإکثار من الندوات والدورات العلمية التي تؤهل الطلبة للتفاعل مع التقنيات العلمية والتکنولوجية المتقدمة وغير ذلک من طبيعة الأدوار التي يفترض أنها من مستلزمات شخصية عضو هيئة التدريس في الکليات العلمية التطبيقية عنها في سائر الکليات الأخرى، فکان من المتوقع للباحث أن تکون نتائج المعالجة الإحصائية للبعد الرابع لصالح أعضاء هيئة التدريس في الکليات التطبيقية العلمية إلا أن ما حدث هو العکس تماماً وکانت النتيجة لصالح الکليات الإنسانية کما أظهرت النتائج ضعفاً في ممارسة الأدوار في البعد التطبيقي العلمي من قبل أعضاء هيئة التدريس في الکليات التطبيقية .

والتفسير الذي قدمه الباحث مسبقاً لا يعفي بالکلية أعضاء هيئة التدريس في هذه الکليات التطبيقية سواء على مستوى الجامعة أو المجتمع المحلي أو من خلال علاقتهم بالجامعة، فهم موکلون بممارسة هذه الأدوار تربوياً، وعقائدياً وفکرياً في مواجهة تحديات هذا البعد باعتبارهم مسلمون ومربون في نفس الوقت .

ويرجع الباحث تفسير ذلک إلى ما يلي :

- أن أعضاء هيئة التدريس في هذه الکليات يتعاملون مع طلبتهم وفقاً لمناهج مقيدة فقط کما سبق وأن تقدم، إلا أن عضو هيئة التدريس مهامه أعظم من ذلک بکثير، في نظر الباحث، وکما تشير إليه نتائج الدراسات ذات التوجه العالمي في تطوير دور عضو هيئة التدريس .

- افتقار المناهج والمقررات في الکليات التطبيقية إلى طبيعة الأدوار الملقاة على عاتقهم في هذا المجال، ولا تأخذ بعين الاعتبار طبيعة التحديات التي باتت مفروضة على العالم الإسلامي، وسبل مواجهتها والتعامل مع ايجابياتها بفاعلية .

- اعتقاد بعض أعضاء هيئة التدريس بأنه لا دور لهم في توعية طلابهم، أو المناقشة مع زملائهم، أو تأثيرهم في مجتمعهم، ظناً منهم أن هذا الدور ليس من صميم تخصصهم وعملهم .

کما يعزو الباحث النتائج التي أشارت إليها الفرضية الأولى بأن نتائج المتوسطات الحسابية للأدوار التي قام بها أعضاء هيئة التدريس في الکليات الإنسانية بأنها أعلى وکانت لصالح الإنسانية، وأنه يوجد فروق ذات دلالة بين الکليات الإنسانية والعلمية والتطبيقية لصالح الإنسانية، کما يوجد فروق بين الکليات الإنسانية والتطبيقية لصالح الکليات الإنسانية ويعزو الباحث ذلک إلى ما يلي :

- اهتمام أعضاء هيئة التدريس في الکليات الإنسانية بالبعد الإنساني أکثر، وبطبيعة المخاطر الفکرية والثقافية والتربوية والعقائدية التي وصلتنا عن طريق وسائل التقنية الحديثة أکثر .

- وکذلک اهتمامهم بالبعد الإيجابي لثقافة الطلبة والتي لابد من تکوينها وفق مناعة وحصانة ثقافية تؤهلهم لدخول عصر العلم والتکنولوجيا مع المحافظة على الأصالة والمعاصرة في الثقافة الإسلامية، واهتمامهم بالتکوين الفکري والتربوي والعقائدي للطالب الجامعي بصورة أکبر .

- حرص أعضاء هيئة التدريس في هذه الکليات على غربلة الوافد من المناهج والأفکار والمفاهيم، وتکوين تصورات ورؤى تنطلق من منظور التربية الإسلامية ومفهوم المواطنة .

- تعاملهم مع التقنيات الحديثة بما يتلاءم مع المفهوم والرؤية المجتمعية ، وبما يحفظ لهم ولطلبتهم هويتهم الدينية.

- إحساسهم العميق والمتجذر بداخلهم أن هذه الأدوار هم موکلون بالقيام بها وبممارستها، وبأنهم مسئولون عن تنميتها داخل نفوس الطلبة، ومع المجتمع المحلي المحيط بهم .


2- نتائج الفرض الثاني ومناقشتها:

وينص الفرض الثاني على ما يلي:

١- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α= 0.05) بين متوسط درجات أعضاء هيئة التدريس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي تُعزى إلى متغير الدرجة العلمية (أستاذ – أستاذ مساعد – مدرس).

وللتحقق من صحة هذه الفرضية تم استخدام تحليل التباين الأحادي ANOVA ONE WAY  لمعرفة دلالة الفروق بين عينات الدراسة (أستاذ، أستاذ مساعد ، مدرس)، وذلک کما يوضحها جدول رقم (١3)

جدول رقم (13) يبين نتائج تحليل التباين الأحادي لمعرفة دلالة الفروق بين متوسط درجات عينات الدراسة

وفق متغير الدرجة العلمية (أستاذ، أستاذ مساعد ، مدرس) في کل بعد من أبعاد الدراسة

المجال

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط المربعات

قيمة ف

مستوى الدلالة

الأول

بين المجموعات

1990.691

2

995.345

 

6.785

 

غير دالة

داخل المجموعات

23326.100

159

146.705

المجموع

25316.790

161

 

الثاني

بين المجموعات

2719.885

2

1359.942

 

5.063

 

غير دالة

داخل المجموعات

42705.998

159

268.591

المجموع

45425.883

161

 

الثالث

بين المجموعات

2503.420

2

1251.710

 

6.075

 

غير دالة

داخل المجموعات

32758.111

159

206.026

المجموع

35261.531

161

 

الرابع

بين المجموعات

1281.627

2

640.814

 

2.549

 

غير دالة

داخل المجموعات

39969.484

159

251.380

المجموع

41251.11

161

 

الدرجة الکلية

بين المجموعات

655.829

2

227.915

 

0.075

 

غير دالة

داخل المجموعات

477138.276

159

3000.870

المجموع

477794.105

161

 

يتبين من الجدول السابق رقم (13) الذي يبين نتائج تحليل التباين الأُحادي لمعرفة دلالة الفروق بين متوسط درجات عينات الدراسة وفق متغير الدرجة العلمية (أستاذ، أستاذ مساعد، مدرس) في مجالات الدراسة الأربعة أن المجال الأول مستوي الدلالة فيه (0.01) حيث يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أعضاء هيئة التدريس الجامعي في المجال الديني لصالح عضو هيئة التدريس المساعد في الکليات الإنسانية، ثم لصالح أعضاء هيئة التدريس بدرجة الأستاذ  المساعد في الکليات الإنسانية .

کما توجد فروق دالة إحصائياً في البعد الثالث (التربوي) حيث حصل البعد الثالث على مستوى دلالة (0.003) أي أنه يوجد فروق ذات دلالة إحصائية لصالح عضو هيئة التدريس المساعد في الکليات الإنسانية .

کما لا يوجد فروق ذات دلالة إحصائية في المجال الرابع حيث حصل البعد الرابع على مستوى الدلالة (0.081) أي أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية لصالح عضو هيئة التدريس في المجال الرابع .

جدول (14) يبين اختيار شافيه لمعرفة اتجاه الفروق

المتغير

العدد

المتوسط

أستاذ

31

293.285

أستاذ مساعد

74

312.337

مدرس

67

282.313

يتبين من الجدول السابق رقم (14) أن هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين أعضاء هيئة التدريس وفق متغير الدرجة العلمية (مشارک ، مساعد ، محاضر) لصالح الأستاذ المساعد، حيث حصل على متوسط حسابي (٣١٢,٣٣٧) وهو أعلى متوسط، يليه في ذلک الأستاذ، وقد حصل على متوسط حسابي (٢٩٣,٢٨٥) ، ثم يليه المدرس أثناء ممارسة کل منهم لدوره التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجالات الأربعة الخاصة بالدراسة .

ويعزو الباحث ذلک إلى ما يلي :

١- أن عضو هيئة التدريس المساعد من خلال التجربة والواقع، وآراء العديد من الطلبة وکما هو واقع وملموس. أنه يستفيد منه الطلبة أکثر من غيره من أعضاء هيئة التدريس لتفرغه قليلاً من المناصب الإدارية، ولأنه يعد جديداً وبالتالي يحاول أن يبذل قصارى جهده في الالتزام بفلسفة الجامعة، کي تکون بدايته في العمل الأکاديمية قوية ومتميزة .

٢-  أما عن المدرس فهو بدون شک ما زالت خبرته وعلمه دون غيره من أعضاء هيئة التدريس ممن هم مؤهلون علمياً وأکاديمياً وتربوياً أکثر منه، لذلک فمن الطبيعي أن نجده قد حصل على متوسط حسابي أقل من غيره عند قياس دوره التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجالات المذکورة في الدراسة .

٣-  أن عضو هيئة التدريس (أستاذ) هو بدون شک أکثر من غيره خبرةً وعلماً، ولکنه قد حصل على متوسط أقل عند قياس ممارسته لبعده في مواجهة تحديات التلوث الثقافي، ويرجع الباحث ذلک إلى انشغاله، حيث يوّلى مناصب إدارية کثيرة في الجامعة قد تعيقه عن ممارسته للأدوار المطلوبة منه بفاعلية أکبر .


رابعاً:-عرض نتائج السؤال السادس (سبل تطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس من وجهة نظرهم).

للإجابة عن السؤال السادس ونصه "ما سبل تفعيل وتطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التحديات المذکورة للتلوث الثقافي، من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة" ؟

اعتمد الباحث على ما يلي :

١-  التصور المقترح لتطوير هذا الدور من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية من خلال إجابتهم على السؤال المفتوح في الاستبانة أداة الدراسة الأصلية .

٢- التصور المقترح لتطوير هذا الدور التربوي، وقد تقدم به من خلال الاطلاع على الأدب التربوي، والدراسات السابقة في الموضوع من منظور الرؤية التربوية الإسلامية حيث تم التوصل إلى عدد من النتائج وبيانها فيما يلي:

تصورات أعضاء هيئة التدريس المقترحة من أجل تطوير أدوارهم التربوية في مواجهة التحديات الثقافية للتلوث الثقافي (يوضحها الجدول رقم١5)

 

جدول رقم (١5) يوضح تصورات أعضاء هيئة التدريس في مجال التحديات الدينية للتلوث الثقافي من وجهة نظرهم .

م

التصورات المقترحة لتطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التحديات الدينية للتلوث الثقافي من وجهة نظرهم

النسبة المئوية %

1

تعميق الوعي لدى أعضاء هيئة التدريس بتحديات التلوث الثقافي في المجال الديني من خلال عقد المؤتمرات والأيام الدراسية وورش العمل الخاصة بموضوع التلوث الثقافي  في الجامعة .

16.04

2

عقد دورات ثقافية لأعضاء هيئة التدريس وورش عمل لتقديم أوراق عمل خاصة بتحديات التلوث الثقافي في المجال الديني، وبيان کيفية المواجهة في هذا المجال، وتشجيع المدرسين على حضورها وتقديم رؤى وتصورات حولها .

14.19

3

عقد دورات للمتخصصين يحضرها بقية أعضاء هيئة التدريس، يتم خلالها طرح التحديات المتعلقة بالجانب الديني للتلوث الثقافي، ثم وضع تصورات وحلول لها تقدم بعدها لأعضاء هيئة التدريس يتم من خلالها إرشادهم إلى کيفية ربط محاضراتهم بتحديات التلوث الثقافي، ومخاطره في هذه المجالات .

24.07

4

متابعة آثار وانعکاسات التلوث الثقافي على العالمين العربي والإسلامي، وإلقاء الضوء على أهم وسائل التلوث الثقافي في فرض هيمنتها على العالم، ومعرفة آخر المستجدات على الساحة العالمية .

14.09

5

إصدار نشرات دورية ونصف سنوية خاصة بالموضوع تکشف عن خطورة التلوث الثقافي في هذا المجال، على أن يتم تفعيلها وتوزيعها داخل الجامعة على المدرسين والطلبة .. الخ .

14.19

6

العمل على ترسيخ العموميات الثقافية لدى الطلبة (الدين – القيم –اللغة) وإکساب الطلبة القيم التربوية المستمدة من القرآن والسنة، وتعزيز القيم الأصيلة مثل التدين – الصبر – الحرص – تحمل المسؤولية – الأمانة – التعاون الاجتماعي– التکافل ... الخ .

6.17

7

تفعيل المؤسسات التعليمية والتربوية في بث الوعي عن قضية التلوث الثقافي ومخاطره على الخصوصيات الدينية للمجتمعات الإسلامية .

9.87

8

مزيد من الاهتمام بشبکة الإنترنت، وتفعيل موقع الجامعة بما يخدم کشف عورة التلوث الثقافي، وإرشاد الطلبة إلى قائمة من المواقع المفيدة على شبکة الإنترنت والفضائيات .

15.43

9

تشجيع عضو هيئة التدريس على دراسة مجموعة المهارات العلمية والتقنية والتکنولوجية التي تساعده على فهم المکونات الثقافية لدى الآخرين .

7.40

10

تشجيع أعضاء هيئة التدريس من خلال الحوافز الأکاديمية والمالية لطرح مسابقات دينية تتضمن تقديم أبحاث علمية محکمة خاصة بهذا الموضوع – وقياس خلفياتهم حول قضايا التلوث الثقافي المطروحة على الساحة الثقافية – والسياسية – والتربوية –والاجتماعية والاقتصادية .. الخ .

11.72

11

استخدام منابر المساجد للدعوة إلى الإسلام عبادةً وسلوکاً لإکساب الأجيال حصانة ومناعة ثقافية تقيهم من تحديات التلوث الثقافي في المجال الديني

8.64

12

العمل على إنشاء منتديات ثقافية وفکرية طلابية ورعايتها من قبل النخب (أعضاء هيئة التدريس في الجامعات) تهتم بالمجالات الدينية، تستضيف مثقفين عدة من الجامعات يشارک فيها الطلبة والمدرسين.

8.02

13

عقد يوم دراسي کامل من قبل أعضاء هيئة التدريس في الأقسام التربوية يتم فيه مناقشة موضوع التلوث الثقافي بتحدياته المختلفة مع باقي أعضاء هيئة التدريس يدعى له أعضاء آخرون من الجامعات والمجتمع المحلي وطلبة وطالبات الجامعة الخروج منه بتصورات ورؤى حول التلوث الثقافي .

6.17

14

إقامة أندية وجمعيات مناهضة للتلوث الثقافي يتبنى فکرة وهدف الدفاع والنقد والتمحيص لکل ما يتصل بالموضوع .

3.70

15

تنظيم مؤتمر في الجامعة لبحث أثر التلوث الثقافي وانعکاساته على المجتمع .

3.08

16

أن تتضمن مناهج ومقررات الکليات الإنسانية مواضيع عن التلوث الثقافي بحسب التخصص مثل تخصصات التربية –الإعلام – علم النفس –إدارة واقتصاد – التاريخ ... الخ .

4.32

17

حث الطلبة على کتابة وعمل أبحاث تخرج تتعلق بموضوع التلوث الثقافي وانعکاساته أو سلبياتها في مجال تخصص الطالب .

4.32

18

زيادة الوعي الثقافي الإسلامي لدى أعضاء هيئة التدريس ، وبالذات الذين تلقوا تعليمهم في جامعات أجنبية؛ أو عربية بعيدة عن الفکر الإسلامي لتحصينهم من آثار التلوث الثقافي ، ليتم لهم فيما بعد ممارسة أدوارهم المطلوبة منهم بفاعلية أکبر .

7.40

19

تشجيع المدرسين والطلاب على نقد التلوث الثقافي من خلال الکتابة في الصحف المجتمعية المختلفة .

2.46

20

 تعريف مصطلح التلوث الثقافي ودوافعه  ومعرفة رأي الشرع فيه من خلال ندوة أو برنامج خاص أو مؤتمر، وتبني رؤية إسلامية واضحة حولها بعد النقاش والمداخلات لتکوين رؤية موحدة نوعاً ما تستخدم فيما بعد کمصدر تعليمي داخل أسوار الجامعة تکون کثقافة موجهة للطلاب حول الموضوع .

1.85

يتبين لنا من خلال الجدول رقم (١5) أن أکثر الفقرات التي تتضمن تصورات أعضاء هيئة التدريس في المجال الديني لتطوير دورهم التربوي في مواجهة تحديات هذا البعد هي الفقرة رقم (٣) ، و (١) ، و (٨) و(٢) و (٥) هکذا بالترتيب قد حصلت على أعلى النسب المئوية فحصلت الفقرة رقم (٣) على نسبة مئوية (24.07%) والفقرة رقم (١) على (16.04%) والفقرة رقم (٨) حصلت على نسبة مئوية (15.43%) والفقرة رقم (٢) ورقم (٥) على (14.19%) والفقرات هي کالتالي :

٣- عقد دورات ثقافية لأعضاء هيئة التدريس وورش عمل لتقديم أوراق عمل خاصة بتحديات التلوث الثقافي في المجال الديني، وبيان کيفية المواجهة في هذا المجال، وتشجيع المدرسين على حضورها وتقديم رؤى وتصورات حولها ..

١- تعميق الوعي لدى أعضاء هيئة التدريس بتحديات التلوث الثقافي في المجال الديني من خلال عقد المؤتمرات والأيام الدراسية وورش العمل الخاصة بموضوع التلوث الثقافي  في الجامعة

٨- مزيد من الاهتمام بشبکة الإنترنت، وتفعيل موقع الجامعة بما يخدم کشف عورة التلوث الثقافي، وإرشاد الطلبة إلى قائمة من المواقع المفيدة على شبکة الإنترنت والفضائيات .

٢- عقد دورات ثقافية لأعضاء هيئة التدريس وورش عمل لتقديم أوراق عمل خاصة بتحديات التلوث الثقافي في المجال الديني، وبيان کيفية المواجهة في هذا المجال، وتشجيع المدرسين على حضورها وتقديم رؤى وتصورات حولها .

٥- إصدار  نشرات دورية ونصف سنوية خاصة بالموضوع تکشف عن خطورة التلوث الثقافي في هذا المجال، على أن يتم تفعيلها وتوزيعها داخل الجامعة على المدرسين والطلبة .. الخ ..

من خلال الفقرات السابقة والتي حصلت على أعلى النسب المئوية کما هي مرتبة في السابق يتبين لنا أن سبب حصولها على تلک النسب المئوية العالمية هو رغبة عضو هيئة التدريس بالفعل في الإلمام بمخاطر التلوث الثقافي في المجال الثقافي ورغبته الأکيدة في تقديم تصورات حول کيفية مواجهتها تساعده على ممارسة دوره في هذا المجال بفاعلية أکبر .


ب-تصورات أعضاء هيئة التدريس المقترحة من أجل تطوير أدوارهم التربوية في مواجهة التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي يوضحها جدول رقم (١٦)

جدول (١٦) يوضح تصورات أعضاء هيئة التدريس في مجال التحديات الاجتماعية للتلوث  الثقافي من وجهة نظرهم

م

التصورات المقترحة لتطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي من وجهة نظرهم

النسبة المئوية %

1

لفت نظر الطلبة إلى الفرق بين مفهوم الحضارة في المجتمع الغربي المبنية على أساس التکنولوجيا ؛ واعتبارها هي الحضارة، وبين مفهوم الحضارة في المجتمع الإسلامي المبنية على أساس أن الحضارة هي القيم والمبادئ والسلوکيات التي تتوافق مع الفطرة .

21.60

2

الترکيز على النظام الاجتماعي الإسلامي من خلال مقررات دراسية معينة ودوره في حفظ الشخصية من الوقوع في فخ التبعية، وإشاعة العدل الاجتماعي والتنمية الاجتماعية .

22.83

3

تنبيه الطلبة إلى مخاطر التلوث الثقافي من خلال الندوات والمحاضرات التي تحاول فرض نمط ثقافي اجتماعي واحد .

15.43

4

تفعيل دور الجامعة مع المجتمع المحلي خارج الجامعة بإنشاء أعضاء هيئات التدريس في الجامعات لجمعيات خيرية توضح أساليب التلوث الثقافي وتکشف عورته .

8.02

5

لفت نظر الطلبة إلى محاولات التلوث الثقافي في المجال الاجتماعي القضاء على جميع الخصوصيات المجتمعية والدينية والقومية .

10.49

6

التعريف بأساليب التلوث الثقافي في الوصول إلى أهدافها في المجتمعات الإسلامية، والکشف عن هذه الوسائل والأساليب؛ من خلال المؤتمرات والأبحاث والتقارير والنشرات الخاصة بالموضوع.

9.25

7

اندماج عضو هيئة التدريس مع الواقع الاجتماعي، والاختلاط بالناس للتعرف على مشکلاتهم المعاصرة .

4.32

8

القيام بعمل ندوات أُسرية للعاملين في الجامعة وأعضاء هيئة التدريس تبين مفهوم ومضار التلوث الثقافي ومخاطره السلبية الاجتماعية ، ثم إصدار نشرات بالتصورات والرؤى التي تخرج منها الندوة توزع على العاملين في الجامعة وعلى الطلبة .

6.17

9

التنسيق بين الجامعة والمؤسسة الإعلامية في طرح الآثار السلبية المترتبة على التلوث الثقافي الاجتماعية .

4.93

10

التحذير من خطر المؤسسات المدعومة غربياً والتي تعمل وفقاً للأجندة الغربية .

4.32

11

التعاون بين الجامعة والجامعات الأُخرى على توجيه منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات النسوية بما يتلاءم مع الرؤية الإسلامية .

6.17

12

ضرورة زيادة الوعي الديني للعلاقات الاجتماعية في الإسلام وبمفهوم العولمة الاجتماعية لدى أعضاء هيئة التدريس من أجل تبني أدوارهم التربوية الموکل بهم القيام بها في هذا الجانب .

11.11

13

حث الطلبة وأعضاء هيئة التدريس على عمل أبحاث ودراسات لتحديد مدى التأثيرات الاجتماعية للتلوث الثقافي على الطلبة ، والتقويم المستمر للظواهر الاجتماعية الوافدة للمجتمع .

13.58

14

التبشير عبر أجهزة الاتصال الحديثة بالنمط الاجتماعي الإسلامي، وبث القيم الإسلامية الصحيحة من خلالها .

5.55

15

التحذير من النماذج الاجتماعية التي تُقدم للمجتمعات المسلمة عبر المسلسلات والأفلام العربية والأجنبية لأنها تمثل خطراً حقيقياً ، وتُحدث هزات عنيفة في التفکير الاجتماعي المحلي ؛ وتقود إلى اختلال القيم الاجتماعية .

7.40

16

التأکيد على التمسک بالشريعة الإسلامية والتراث الروحي للأمة المسلمة وذلک بغرس القيم والمفاهيم والعادات الإسلامية السليمة في نفوس الطلبة .

7.40

17

تنمية شخصية الطالب الاجتماعية بأبعادها المختلفة ؛ باعتبارها هدفاً تعليمياً هاماً ، وتزکية نفوس الطلبة وتربيتهم على روح الإيثار لغيرهم

6.79

يتبين لنا من خلال الجدول رقم (١٦) الذي يوضح لنا التصورات المقترحة لأعضاء هيئة التدريس لأدوارهم التربوية في مواجهة التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي أن أکثر الفقرات التي حصلت على أعلى النسب المئوية بالترتيب هي: الفقرة رقم(٢)، (1) ،(٤)، (3)، فقد حصلت الفقرات على النسب التالية بحسب ترتيبها (22.83%)، (21.60%)، (16.66%)، (15.43%)، (15.43%) والتصورات التي تقدم بها أعضاء هيئة التدريس والتي حصلت على أعلى النسب المئوية بحسب ترتيبها هو :

٢- الترکيز على النظام الاجتماعي الإسلامي من خلال مقررات دراسية معينة ودوره في حفظ الشخصية من الوقوع في فخ التبعية، وإشاعة العدل الاجتماعي والتنمية الاجتماعية

١- لفت نظر الطلبة إلى الفرق بين مفهوم الحضارة في المجتمع الغربي المبنية على أساس التکنولوجيا ؛ واعتبارها هي الحضارة، وبين مفهوم الحضارة في المجتمع الإسلامي المبنية على أساس أن الحضارة هي القيم والمبادئ والسلوکيات التي تتوافق مع الفطرة .

٤- تنبيه الطلبة إلى مخاطر التلوث الثقافي في المجال الاجتماعي من خلال الندوات والمحاضرات التي تحاول فرض نمط ثقافي اجتماعي واحد .

کما يدل على رغبتهم في تعريف الطلبة، وتنبيههم إلى مخاطر التلوث الثقافي في المجال الاجتماعي، بما يؤهلهم لتکوين مناعة لدى طلبتهم تقيهم من التأثر بالنماذج الغربية، وعدم تفضيلها على النموذج الإسلامي .


ج- تصورات أعضاء هيئة التدريس المقترحة من وجهة نظرهم من أجل تطوير أدوارهم التربوية في مواجهة التحديات التربوية للتلوث الثقافي يوضحها جدول رقم (١7)

جدول رقم (17) يوضح تصورات أعضاء هيئة التدريس في مجال التحديات التربوية للتلوث الثقافي من وجهة نظرهم

م

التصورات المقترحة لتطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التحديات التربوية للتلوث الثقافي من وجهة نظرهم

النسبة المئوية %

1

متابعة الطلبة والمدرسين للندوات والمؤتمرات التربوية لمواکبة کل جديد في الميدان التربوي .

26.54

2

حث الطلبة على قراءة الإنتاج العلمي للمفکرين المهتمين بالتأصيل الإسلامي للعلوم التربوية .

13.58

3

رصد أعضاء هيئة التدريس للآثار التربوية السلبية المحلية الناتجة عن موجة التلوث الثقافي .

24.07

4

مناقشة الطلبة في مظاهر اغتراب المنهاج التعليمي الجامعي على الأسس التربوية الأصلية .

10.49

5

متابعة الطلبة والمدرسين لنتائج الأبحاث التربوية المعاصرة الأصيلة والمحکمة .

21.37

6

تقديم اقتراحات من قبل أعضاء هيئة التدريس تساهم في تبادل الخبرات التربوية بين الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية .

20.37

7

البحث عن عوامل ضعف المؤسسات التربوية والتعليمية المحلية من خلال أبحاث هادفة، وإيجاد سبل لتطويرها، بحيث تواکب المؤسسات التربوية العالمية .

10.49

8

ضرورة استفادة التربية الإسلامية من أحدث الوسائل التعليمية، والأساليب التدريسية ومناقشة المشکلات التي تواجه النظام التربوي لدينا .

13.58

9

الترکيز على الجانب التطبيقي في المناهج التربوية .

14.81

10

تنبيه الطلبة إلى خطورة التغريب التربوي، والغزو الفکري المتمثل في تشويه علاقة الإنسان بالقضايا الکبرى التالية: الخالق – الکون – الإنسان – الدنيا – الآخرة .

11.72

11

إبراز أهمية المناهج التربوية التي رسخها الإسلام، والتي أثبتت صحتها عندما أخذ الغرب عن الإسلام ، والتأکيد على التراث القيمي والأخلاقي في عملية التعلم .

8.64

12

ضرورة بذل عضو هيئة التدريس مجهوداً کبيراً في إحياء الوازع الديني أو ما يعرف بالضمير والتربية القيمية والخلقية في نفوس الطلبة ، لأنه يشکل جانباً مهماً من جوانب التربية ضد التلوث الثقافي خاصةً في واقعٍ لا يطبق فيه الإسلام .

11.11

13

حث الجامعة لأعضاء التدريس على إجراء دراسات وبحوث أصيلة تبرز المنظور الإسلامي للتربية .

9.25

14

عقد دورات متخصصة عن آثار العولمة على المجال التربوي؛ على أن يعطي هذه الدورات أساتذة متخصصون من کلية التربية .

12.34

15

الترکيز من خلال المحاضرات والندوات الجامعية على دور الأسرة في التربية ، وتوعية هذه المصانع التي تخرج الجيل التربوي المطلوب وفق منهج الله تعالى .

8.64

18

التقويم الدوري المستمر لآثار الأفکار التربوية الوافدة الناتجة عن موجة التلوث الثقافي الغربي والتي باتت تحل محل المبادئ التربوية المحلية .

7.40

19

المساهمة من قبل الجامعة وأعضاء هيئة التدريس فيها في تنظيم وتفعيل الرقابة المجتمعية على التعليم ، حرصاً على تسرب مفاهيم التلوث الثقافي إلى مناهجنا التربوية .

5.55

20

ضرورة العمل من أجل امتلاک الطلبة لآخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة ، وکسب مهارة استخدامها وتوجيهها لصالح البحث العلمي .

6.79

21

اطلاع أعضاء الهيئة التدريسية على أحدث وسائل التربية لدى الآخرين أو اکتساب أساليب التربية الفاعلة وطرائقها.

6.17

22

ضرورة إلمام عضو هيئة التدريس بالفلسفة التربوية الإسلامية وأساليبها الفعالة ؛ حتى تمکنه من فهم المعايير التي على أساسها يمکن رفض أو قبول الوافد إلينا من خلال التقنيات في عصر التلوث الثقافي.

3.81

23

الترکيز على تعلم اللغة العربية لغة القرآن الکريم، والتحدث بها.

8.64

24

تفعيل المدرسين في الکليات، بإعطائهم المعايير التربوية الصحيحة، لمواجهة التحديات المذکورة للتلوث الثقافي .

9.25

25

تکوين لجنة خاصة من أساتذة الجامعات تشرف على المنهاج التربوي العلمي الجامعي ، ويتم تدريس مساق حول العولمة لجميع تخصصات التربية .

8.02

يتبين لنا من خلال الجدول رقم (١7) والذي يبين لنا التصورات المقترحة لأعضاء هيئة التدريس في مجال التحديات التربوية للتلوث الثقافي من أجل تطوير دورهم في مواجهة تحديات، هذا المجال أن أکثر الفقرات التي حصلت على أعلى النسب المئوية هي الفقرة رقم ١ ، 3، 5، 6  حيث حصلت بالترتيب على النسب المئوية التالية ٢٦,٥٤% ، 37.21%، 37.20%، 7.24% وقد تضمنت تلک الفقرات التصورات التي تقدم بها أعضاء هيئة التدريس في المجال التربوي والتي حصلت على أعلى النسب المئوية وهي:

١- متابعة الطلبة والمدرسين للندوات والمؤتمرات التربوية لمواکبة کل جديد في الميدان التربوي.

٣- رصد أعضاء هيئة التدريس للآثار التربوية السلبية المحلية الناتجة عن موجة التلوث الثقافي.

٥- متابعة الطلبة والمدرسين لنتائج الأبحاث التربوية المعاصرة الأصيلة والمحکمة

٦- تقديم اقتراحات من قبل أعضاء هيئة التدريس تساهم في تبادل الخبرات التربوية بين الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية               ومن خلال عرض تلک التصورات المقترحة التي حصلت على أعلى النسب المئوية من قبل أعضاء هيئة التدريس يتبين لنا ما يلي:

-حرص أعضاء هيئة التدريس عند تقديم مقترحاتهم لتطوير دورهم التربوي في هذا المجال على مواکبة الطلبة والمدرسين لکل ما هو جديد في المجال التربوي من أجل تطوير دورهم في هذا المجال .

-حرصهم على متابعة أيضاً نتائج الأبحاث المعاصرة لتطوير دورهم وتطوير طلبتهم، ومتابعة کل الآثار السلبية الناتجة عن موجة التلوث الثقافي من أجل تلاميذهم .

-حرصهم على تبادل الخبرات بين الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية يدلل أيضاً على رغبتهم الأکيدة في رفع مستواهم الأکاديمي والمهني ، والارتقاء بمستوى طلبتهم نحو الأفضل .


د-تصورات أعضاء هيئة التدريس المقترحة من وجهة نظرهم؛ من أجل تطوير أدوارهم التربوية في مواجهة التحديات العلمية التطبيقية للتلوث الثقافي يوضحها جدول رقم (١8)

جدول رقم (18) يوضح تصورات أعضاء هيئة التدريس في مجال التحديات العلمية للتلوث الثقافي من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة

م

التصورات المقترحة لتطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التحديات التطبيقية العلمية للتلوث الثقافي من وجهة نظرهم

النسبة المئوية %

1

أن يحرص أعضاء الهيئة التدريسية على المشارکة في الدورات المؤهلة للتفاعل الواعي مع وسائل الاتصال الحديثة .

20.98

2

الاستفادة من الکمبيوتر وشبکة الإنترنت وغيرها من وسائل الاتصال في الميدان العلمي والتربوي ما أمکن .

16.04

3

حث الجامعة لأعضاء التدريس فيها على المطالعة العلمية المستمرة، ومتابعة الندوات والمؤتمرات والاکتشافات والاختراعات العلمية ، والبحوث العلمية من خلال وسائل الاتصال الحديثة .

12.96

4

محاولة الجامعة لإيجاد قنوات اتصال فاعلة بينها وبين الجامعات الأُخرى من أجل تعزيز الحرکة الأکاديمية العلمية ذات الآفاق العالمية

16.04

5

حث إدارة الجامعة على تحديث برامج تدريب معلميها بحيث تتضمن استخدام وسائل التکنولوجيا الحديثة في الحقل التربوي التأصيلي .

14.81

6

الاهتمام بالدراسات التي تبين المهارات الأساسية اللازمة لأعضاء هيئة التدريس في العصر الحالي.

12.96

7

التعاون والتنسيق بين الجامعات المحلية والإقليمية على ضرورة فتح برامج مشترکة قائمة على التوأمة بين الجامعة والجامعات العالمية من نواحي علمية في مجال التنوير العلمي والتکنولوجي بين الدول العربية .

12.34

8

بعث الاعتزاز في نفوس الطلبة ، وتحفيزهم من خلال مناقشتهم في الإنجازات العلمية للمبدعين المسلمين المقيمين في الغرب ، من خلال حصر أسماؤهم وتاريخهم العلمي ومکتشفاتهم العلمية .

13.58

9

تشجيع عضو هيئة التدريس على البحث العلمي وتحفيزه ، وتطوير قدراته البحثية والعلمية بتکليفهم بإعداد أبحاث وتنظيم مؤتمرات دولية وعلمية حول موضوع التلوث الثقافي ومساعدة الجامعة لهم من خلال الدعم المادي لتغطية تکاليفهم المادية واختراعاتهم الإبداعية.

14.19

10

فتح الباب أمام الطلبة والمدرسين والباحثين مجاناً على مواقع شبکة الإنترنت والمواقع البحثية والمکتبات الإلکترونية على أجهزة الحاسوب للاستفادة القصوى منها ما أمکن .

8.64

11

تشجيع الجامعة للمواهب العلمية والقدرات الإبداعية في مجال البحث العلمي من خلال المسابقات الإبداعية في مجال العلوم التطبيقية والطبيعية بين أعضاء هيئة التدريس في الکليات عامة والکليات العلمية خاصة ، وإتاحة الفرصة الکاملة أمامهم للمشارکة في إعداد ونشر الأبحاث ن وتقديم التسهيلات الکاملة لهم مع وضع خطة أو برنامج تنافس وتشجيعي للمشارکين منهم، وتشکيل فرق بحث في موضوعات تنموية مختارة .

20.37

12

تشجيع الطلبة على الالتحاق بالکليات العلمية التطبيقية التي بدأت تشکو من قلة أعداد الطلبة الملتحقين بها مثل الفيزياء وغيره .

6.79

13

إقامة الجامعة لمعارض علمية للمخترعات الطلابية ولأعضاء هيئة التدريس المتميزة ، وإصدار نشرات علمية فيها ، وتشجيع النشر في هذا المجال .

4.93

14

التعاون بين الجامعة والجامعات الأخرى في دول العالم الإسلامي في مجال صناعة الإعلام والمعلومات وإقامة مشاريع علميا، وأبحاث مشترکة، والانتفاع المتبادل فيما بينها بکل ما أنجزته التطورات

العالمية في المجال التکنولوجي والمعرفي بما يخدم مصلحة هذا الدين.

8.64

15

ممارسة الأدوار بفاعلية وإيجابية لکل البنود والفقرات الشاملة التي أوردتها الباحثة في الاستبانة الخاصة بدور عضو هيئة التدريس التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي وتطبيقها على أرض الواقع في کل أبعاد الدراسة .

11.11

16

أن يوضح المدرس للطالب أثر القدرة على امتلاک صناعة المعلومات في النهوض الاقتصادي للمجتمعات البشرية .

13.58

17

لفت نظر الطلبة إلى أزمة التخلف العلمي والتکنولوجي ، وتأثيراتها السلبية على دول العالم الإسلامي .

4.93

18

تزويد عضو هيئة التدريس بشکل منظم بنشرات وإرشادات ترشده إلى عناوين الدراسات والأبحاث التي تهتم بالجوانب العلمية والبحثية وبتنمية الأدوار التربوية التي تهمه .

8.02

19

تنمية مهارات التفکير ، والبحث العلمي لدى طلبة الجامعة .

4.93

20

صقل عقلية وشخصية عضو هيئة التدريس الجامعي بالمفاهيم الإسلامية بشکل أعمق ، لکي يکون رؤية خاصة ناقدة وموجهة .

6.79

21

حث إدارة الجامعة على توفير المستلزمات العلمية للتخصصات العلمية في الکليات التطبيقية فيها ، وتشجيع الإبداعات العلمية فيها .

5.55

يتبين لنا من خلال عرض الجدول رقم (18) أيضاً ، الذي يبين لنا التصورات المقترحة التي تقدم بها أعضاء هيئة التدريس لتطوير دورهم التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجال العلمي أن أکثر تلک التصورات تکراراً وحصولاً على نسب مئوية أعلى من غيرها هي الفقرات التالية : فقرة رقم ١٠ ، ٥ ، ٤ ، ٢ ، ١٤ ، ١  وقد حصلت تلک الفقرات بالترتيب کما هي على النسب المئوية التالية 20.98، 20.37، 19.14، 14.81، 16.04، 16.04 ويتبين لنا من خلال تلک النسب المئوية أن تلک التصورات التي تقدم بها أعضاء هيئة التدريس يتضمن ما يلي:

١- أن يحرص أعضاء هيئة التدريس على المشارکة في الدورات المؤهلة للتفاعل الواعي مع وسائل الاتصال الحديثة .

14-تشجيع الجامعة للمواهب العلمية والقدرات الإبداعية في الکليات عامة والکليات العلمية خاصة، وإتاحة الفرصة أمام المدرسين للمشارکة في نشر أبحاثهم، وتقديم التسهيلات لهم مع تشکيل فرق بحثية في موضوعات تنموية مختارة .

2-الاستفادة من شبکة الإنترنت ووسائل الاتصال في الميدان العلمي والتربوي ما أمکن.

٤-إيجاد الجامعة قنوات اتصال فاعلة بينها وبين الجامعات الأخرى من أجل تعزيز الحرکة الأکاديمية العلمية .

٥-حث الجامعة على تحديث برامج تدريب معلميها ، بحيث تتضمن استخدام وسائل التکنولوجيا الحديثة في الحقل التربوي التأصيلي .

١٠-تشجيع عضو هيئة التدريس على البحث العلمي وتحفيزه ، وتطوير قدراته البحثية والعلمية ، وتنظيم مؤتمرات علمية حول موضوع التلوث الثقافي .

يتبين لنا من خلال تلک التصورات المقدمة من أعضاء هيئة التدريس الجامعي لتطوير دورهم التربوي في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجال العلمي حرصهم على تطوير أدائهم فعلاً في هذا المجال، وتطوير قدراتهم البحثية والعلمية واستخدام الوسائل الحديثة الفاعلة في هذا المجال رغبةً منهم فعلاً في تطوير أدائهم وأدوارهم التربوية ومستواهم الأکاديمي والبحثي، وهذا هو سبب حصول تلک التصورات على أعلى النسب المئوية عند وضعهم لتلک التصورات التي ترتقي بدورهم لمواجهة تحديات التلوث الثقافي في هذا المجال .

خامساً: التصور المقترح لتطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي في مجالاتها الأربعة:

في ضوء ما سبق من نتائج ؛ تقدم الباحث بتصور مقترح من منظور التربية الإسلامية من خلال الاطلاع على الأدب التربوي، والدراسات السابقة في الموضوع من أجل تطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي وأبعاده المذکورة في الدراسة، والنهوض بهذا الدور من جميع جوانبه سواء کان في البعد الثقافي أو الاجتماعي أو التربوي أو العلمي .

وقد تم التوصل إلى عدد من النتائج وفيما يلي بيانها :


أ- في مجال التحديات الدينية للتلوث الثقافي:

التصور الذي تقدم به الباحث من أجل تطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التحديات الثقافية للتلوث الثقافي يوضحها الجدول رقم (19)

وقد تناول هذا التصور المقترح هذا الدور التربوي لعضو هيئة التدريس من حيث علاقة المدرس بالطلبة وبالجامعة وبالمجتمع المحلي والدولي .

جدول رقم (١9) يوضح التصور المقترح الذي تقدم به الباحث في مجال مواجهة التحديات الدينية للتلوث الثقافي

م

التصور المقترح لمواجهة التحديات الدينية للتلوث الثقافي

1

أن يلفت نظر الطلبة إلى مظاهر الثقافة الانهزامية الشائعة في المجتمع؛ والمنبهرة بالمجتمعات الغربية .

2

إقناع الطلبة بضرورة ابتکار البدائل الأصيلة الأدبية والفنية والثقافية على مستوى المجتمع .

3

إتاحة الفرصة أمام الطلبة للحوار حول مفهوم العولمة، وآثارها الثقافية والاجتماعية .

4

التأکيد على انتماء الطلبة إلى الثقافة العربية الإسلامية .

5

محاولة توجيه مواقف الطلبة إزاء أبعاد التلوث الثقافي بما يتلاءم مع الرؤية الإسلامية.

6

تشجيع الطلبة على الممارسات السلوکية العملية التي تمثل الهوية والخصوصية الثقافية .

7

مناقشة الطلبة في الوسائل والآليات الفاعلة التي تدعم المناعة الثقافية لديهم .

8

لفت نظر الطلبة إلى ما يتضمنه مفهوم التلوث الثقافي من خطورة الاستلاب والاجتياح الثقافي، ومحاولات فرض نمط ثقافي واحد .

ب-في مجال التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي:

التصور الذي تقدم به الباحث من أجل تطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس في مواجهة التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي يوضحها الجدول رقم (20)

جدول رقم (20) يوضح التصور المقترح الذي تقدم به الباحث في مجال مواجهة التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي

م

التصور المقترح لمواجهة التحديات الاجتماعية للتلوث الثقافي

1

العمل على إيجاد المؤسسات الاجتماعية التي تعني بالتفاعل الاجتماعي لدى الشباب .

2

مناقشة الطلبة في الإجراءات المقترحة لمواجهة تحديات التلوث الثقافي الاجتماعية .

3

تنبيه الطلبة إلى الآثار الاقتصادية السيئة للتلوث الثقافي .

4

أن يبين للطلبة دور الشرکات العالمية العابرة للحدود في التحکم في موارد الدول النامية .

5

مناقشة الطلبة في آثار التلوث الثقافي على استثمار الموارد البشرية في عملية التنمية المتکاملة .

6

أن يحذر طلبته من مضامين المؤتمرات الدولية والمحلية التي تندرج ضمن مطالب العولمة الاجتماعية

7

أن يعمق عند الطلبة بعض المصطلحات الأصيلة البديلة للمصطلحات الوافدة مثل (الشورى في مقابل الديمقراطية)

8

مناقشة الطلبة حول أهم التحديات التي تواجه الأسرة کالتفکيک الأُسري ، وضعف الرقابة على الأبناء .

9

أن يؤکد لطلبته على مفهوم التنمية الاجتماعية الأصيل، في مقابل التنمية المرتبطة بحرکة المجتمع الغربي .

10

أن يناقش طلبته فيما تقدمه البرامج الإعلامية المحلية والعالمية من نماذج اجتماعية وسلوکية مناقضة للمعايير الاجتماعية الإسلامية .

11

أن يظهر لطلبته ضرورة توحد المجتمعات العربية والإسلامية وتکتلها لتجنب تأثيرات التلوث الثقافي.

12

أن يحذر طلبته إلى أساليب التلوث الثقافي في فرض نمط المجتمع المهيمن الواحد .

13

أن يحذر طلبته من أخطار التلوث الثقافي التي يستهدف فئة الشباب .

14

مناقشة الطلبة حول الظواهر الاجتماعية الوافدة في عصر العولمة .

15

أن يتحاور مع طلبته في ملامح الأنشطة الاجتماعية التي تلائم مجتمعاتنا العربية الإسلامية .

16

أن يعمق انتماء الطلبة للأمة الإسلامية، والإيمان بوحدة الصف على مستوى المجتمع العربي الإسلامي .

17

أن يتيح للطلبة فرصة اقتراح خطط لمواجهة تحديات التلوث الثقافي في المجال الاجتماعي .

18

الاهتمام بتنمية روح الجماعة لدى الطلبة من خلال أساليب تدريس تقوم على الحوار والمشارکة .

أ-في مجال التحديات التربوية للتلوث الثقافي:

التصور المقترح الذي تقدم به الباحث من أجل تطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التحديات التربوية للتلوث الثقافي يوضحها الجدول رقم (21)

جدول رقم (21) يوضح التصور المقترح الذي تقدم به الباحث في مجال مواجهة التحديات التربوية للتلوث الثقافي .

م

التصور المقترح لمواجهة التحديات التربوية للتلوث الثقافي

1

أن يشارک عضو هيئة التدريس الجامعي في الأنشطة الداعمة لبرامج التعليم التي تمکن النشء من مواجهة أسباب التلوث الثقافي والتعليمي

2

أن يلفت نظر الطلبة إلى الإعجاز التربوي في الإسلام المتمثل في الأساليب التربوية الفاعلة (التربية بالحوار – التربية بضرب الأمثال – التربية بالأحداث – التربية بالاکتشاف).

3

أن يلفت نظر الطلبة إلى أهمية دور التربية الإسلامية في نقل الثقافة وتأصيلها .

4

تنبيه الطلبة إلى خطورة انفصال التعليم في بعض المجالات عن مطالب التنمية ، وأثر ذلک على جمود التعليم والتنمية .

5

أن يبين للطلبة خطورة العولمة في سعيها لتذويب النظم التربوية المحلية ؛ في نظام تربوي عالمي واحد .

6

أن يحاول مع زملائه من أعضاء هيئة التدريس في التخصصات المشترکة صياغة المقرر الدراسي للطلبة بما يتلاءم مع الإسلام من حيث الأهداف والمحتوى .

7

توجيه الطلبة إلى العناية بالتربية الذاتية لمواجهة التحديات التربوية المعاصرة .

8

أن يدعم في نفوس طلبته اتجاه تبنى عالمية الخطاب الإسلامي ، النابع من عالمية الرسالة الإسلامية .

9

أن يبين للطلبة ضرورة الجمع بين الأصالة المعاصرة في بناء النظام التعليمي .

10

توجيه عناية الطلبة إلى المرحلة الدراسية الجامعية ؛ بوصفها المرحلة الأهم في بناء الشخصية المستقلة الأصيلة بجوانبها المختلفة .

11

لفت نظر الطلبة إلى ما تتضمنه المقررات الدراسية من أُمور لا تتوافق مع المبادئ الإسلامية .

12

أن يوجه طلبته نحو الاهتمام بالجوانب التطبيقية للتعليم ، والدورات التدريبية التي تؤهل الطلبة للتفاعل المستمر مع الفکر التربوي المعاصر .

13

أن يرغب الطلبة في التوجه نحو التخصصات النادرة ذات العلاقة بالتقدم والتنمية الشاملة للمجتمع الفلسطيني .

14

يبين للطلبة دور النظام التربوي في تسليح الأفراد بأنماط التفکير والمعرفة التي تمکنهم من مواکبة التحولات العالمية المتسارعة .

15

ينبه طلبته إلى العلاقة بين التبعية في الأخذ بالنظم التعليمية للغرب والهدر البشري المسبب للبطالة الظاهرة والمقنعة .

16

أن يلفت نظر الطلبة إلى ضرورة الربط بين نوع التعليم وسوق العمل .

17

أن يوجه الطلبة نحو دراسات وبحوث ؛ تساهم في تطوير البرامج التعليمية ؛ دون الوقوف في فخ التبعية للغرب .

18

ينبه الطلبة إلى المشکلات التربوية المحلية بنظرة إسلامية من حيث التشخيص والعلاج .

19

أن يحث الطلبة على تعلم اللغة الإنجليزية ؛ بوصفها وسيلة معاصرة لمواجهة التلوث الثقافي .

20

أن يوجه طلبته إلى القراءة المستمرة والفاعلة

21

توجيه الطلبة إلى الاستخدام الفاعل لتکنولوجيا التعليم في العملية التربوية .

22

حث الطلبة إلى الاستفادة من شبکة الإنترنت ، وغيرها من وسائل الاتصال في الميدان التربوي .

23

يبين لطلبته الأهمية القُصوى لبناء فلسفة تربوية إسلامية توجه مجالات العملية التربوية برمتها .

24

يقدم اقتراحات للجامعة تساهم في تفعيل تبادل الخبرات التربوية بين الجامعات المحلية والعالمية .

25

تفعيل الدور التربوي للطلبة على مستوى أُسرهم والمؤسسات التربوية الأخرى .

26

يعرف الطلبة بالدور الذي ينبغي أن تقوم به کليات التربية في مواجهة التلوث الثقافي .

27

أن يحث زملائه من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة على تبادل الخبرات في المجال التربوي ؛ عن طريق الدراسات العلمية المشترکة ، والمناقشات .

أ-في مجال التحديات العلمية التطبيقية للتلوث الثقافي:

التصور المقترح الذي تقدم به الباحث لتطوير الدور التربوي لعضو هيئة التدريس الجامعي في مواجهة التحديات للتلوث الثقافي يوضحها الجدول رقم (22)

 

جدول رقم (22) يوضح التصور المقترح الذي تقدم به الباحث في مجال مواجهة التحديات العلمية للتلوث الثقافي .

م

التصور المقترح لمواجهة التحديات العلمية للتلوث الثقافي

1

أن يوجه الطلبة نحو متابعة کل جديد نافع ؛ تحمله ثورة المعلومات المعاصرة .

2

أن ينبه طلبته مما تحمله ثورة المعلومات من مخاطر الهيمنة الثقافية على المجتمعات الضعيفة .

3

يوجه الطلبة إلى الاستخدام الفاعل لتکنولوجيا التعليم في العملية التربوية .

4

يوضح للطلبة دور التکنولوجيا الحديثة في تکريس الهوة بين الدول المتقدمة وبقية دول العالم .

5

يبين للطلبة أن القوة في اعتماد المعادلة الاقتصادية الحديثة ترتکز على قوة العقل والتعليم أکبر من اعتمادها على الموارد الطبيعية والأيدي العاملة .

6

أن يلفت نظر طلبته إلى أن بناء الإنسان المتکامل في جميع جوانب شخصيته هو الأساس في دخول العالم التکنولوجي .

7

أن يلفت نظر طلبته إلى إيجابيات وسائل الاتصال الحديثة المتمثلة في اختزال المسافة والزمن والجهد .

8

يوضح الفرق للطلبة بين استيراد مظاهر التکنولوجيا وإنتاجها داخل حدود العالم الإسلامي .

9

يبين لطلبته ما يمليه التطور التقني المتسارع على التربية من حيث التأکيد على تعلم المهارات أکثر من جمع المعلومات .

10

يحث طلبته على الاستفادة من تقنية الاتصال الحديثة ؛ بوصفها من أهم الوسائل الداعمة للفکر الإسلامي .

11

ينبه الطلبة إلى تحديات تکنولوجيا المعلومات الجديدة المتمثلة في الاعتداء على البيانات الشخصية والأموال والحقوق .

12

يحذر الطلبة مما تمارسه بعض وسائل الاتصال الحديثة (الفضائيات والإنترنت) من ترويج للجنس والجريمة .

13

يوضح للطلبة الآثار النفسية والاجتماعية المترتبة على انشغال الإنسان المعاصر بوسائل الاتصال الحديثة لمدة طويلة .

14

تشجيع الطلبة على الإفادة من المنجزات العلمية بقدر المستطاع ، واستخدامها بفاعلية في حياتهم العملية .

15

لفت نظر الطلبة إلى أثر التکنولوجيا العلمية الحديثة على تبعية المجتمعات المستهلکة للنمط الثقافي الغربي .

16

ينبه الطلبة إلى أثر التفوق الغربي في مجال استثمارات البحوث ، والتطوير العلمي التقني وبراءات الاختراع على تعميق الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية.

17

تشجيع الطلبة على الإفادة من المنجزات العلمية التکنولوجية بقدر المستطاع ، واستخدامها بفاعلية في حياتهم العملية .

18

يوضح لطلبته طبيعة العلاقة بين التنمية الاقتصادية، ومشاريع البحث العلمي الفاعل .

19

توجيه الطلبة إلى ضرورة الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة على اختلاف تخصصاتهم .

20

يلقى ندوات حول أهمية التعامل مع التدريس الجامعي من خلال التقنيات الموجودة، وأهمية التدريب الميداني .

التوصيات:

في ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج فيما يتعلق بواقع الدور التربوي الممارس الذي يتعرض له عضو هيئة التدريس في مواجهة تحديات التلوث الثقافي، يقدم الباحث التوصيات التالية:

١- استمرارية اطلاع عضو هيئة التدريس على آخر ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات في مجال تخصصه، وفي مجال القضايا الفلسفية والاجتماعية التي تؤثر وتتأثر بها حرکة المجتمعات في العالم.

٢- مواکبة وملاحقة التطورات المعرفية والتقنية والتکنولوجية من خلال الدورات المؤهلة لجميع أعضاء هيئة التدريس بکافة تخصصاتهم .

3- تخصيص مقرر خاص بالتلوث الثقافي في کافة أبعاده الدينية- الاقتصادية – السياسية – الثقافية – التربوية – الاجتماعية – التطبيقية – العسکرية – الإکلينيکية (البيئية) لجميع طلبة الجامعة مع الترکيز على مفهومه وسلبياته – وآليات واستراتيجيات التعامل معه من منظور الرؤية الإسلامية – وکيفية مواجهته في کافة آثارها السلبية، وکيفية المحافظة على الهوية الثقافية الأصيلة في ظل التلوث الثقافي .

4- ترکيز عضو هيئة التدريس على بناء شخصية الطالب الجامعي بتکاملية أکبر في جميع جوانب شخصيته .

5- يوصي أعضاء هيئة التدريس في الکليات العلمية بالذات بعدم الاقتصار على تدريس الجانب العلمي من المقرر، بل لا بد من القيام بدوره التربوي التوجيهي للطلبة وربط الحقائق العلمية بتحديات التلوث الثقافي .

المقترحات:

1) دراسة مقارنة للمشکلات التي تعترض أعضاء هيئة التدريس في ممارسة أدوارهم.

2) دور عضو هيئة التدريس في تنمية الخلفية الثقافية – العقائدية – التربوية في نفوس الطلبة .

3) دور عضو هيئة التدريس في تنمية القيم الإسلامية الأصيلة ، وتکوين مناعة أو حصانة في وجه الاختراقات الثقافية والعقائدية والحضارية التي تمثل الهوية للطلبة والتحديات التي تواجه أعضاء هيئة التدريس في ذلک .

المراجع
1- أنظر في ذلک:
- بهاء الدين، حسين (1999): التعليم والمستقبل ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، ص93-95.
- Etchevery, F.E: A resource for the Human Capital Development of University Students, Dissertation Abstracts International , Vol. 58,No.11A. P. 4228.
2-عمار، حامد (1999): دراسات في التربية والثقافة، في التنمية البشرية وتعليم المستقبل: رؤية معيارية، القاهرة، مکتبة الدار العربية للکتاب، ص ص 29- 31.
3-حجازي، عزت (1985): الشباب العربي ومشکلاته، عالم المعرفة، الکتاب السادس، ط2، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الکويت، ص270.
4- فهمي، محمد سيف الدين (1982): حاجات الشباب ومطالبها في النظم التعليمية، مجلة التربية، کلية التربية، جامعة الأزهر، العدد الأول، السنة الأولى، ص3.
5- أنظر في ذلک:
-فهمي، محمد سيف الدين (1982): حاجات الشباب ومطالبها في النظم التعليمية ، مرجع سابق، ص3-5.
-محمود، يوسف محمد (1993): مشکلات طلاب الجامعة في مصر وأساليبهم في مواجهتها، دراسة استطلاعية لطلاب فرع جامعة القاهرة بالفيوم (1)، دراسات تربوية، المجلد (8)، الجزء (49)، القاهرة، رابطة التربية الحديثة، ص 215.
6-سکران، محمد محمد (1996): دور طلاب الجامعات المصرية في تنمية المجتمعات المحلية، دراسة ميدانية لطلاب جامعة القاهرة فرع الفيوم، دراسات تربوية، المجلد الثامن، العدد الثاني والخمسون، القاهرة، رابطة التربية الحديثة، ص51.
7-اليوسف، عبد الله أحمد (2002)، الشباب وهموم الحاضر وتطلعات المستقبل، مؤسسة البلاغ، بيروت، ص 8.
8- سقر، محمود محمد (1989): دراسة في البناء الحضاري- محنة المسلم مع حضارة عصره، کتاب الأمة، عدد (21)، مؤسسة أخبار اليوم، القاهرة، إبريل، 8.
9- أبو المجد، أحمد کمال (1988): حوار لا مواجهة، دار الشروق، بيروت، 1988، ص393.
10-جبريل ، أمجد أحمد (١٩٩٩) "العولمة والهوية الثقافية – دراسة حالة الوطن العربي" في مؤتمر بعنوان : "رؤية الشباب للعولمة" المنعقد في ٢٤-  ٢٥ نوفمبر ، القاهرة ، معهد البحوث والدراسات العربية ص 6.
11-البشير، حسين (٢٠٠٢) "التربية العلمية والتکنولوجية"
http://www.najah.edu.arabic.text/internet.com/internet4.htm. 6/11/2002.p.1-3.    
12-الصوفي، عبد الله (٢٠٠١) "التکنولوجيا الحديثة ومراکز المعلومات والمکتبة المدرسية" دار المسيرة للنشر والتوزيع : عمان، ص19 .
13-اليوسف، عبد الله أحمد، (2002)، الشباب وهموم الحاضر وتطلعات المستقبل، مؤسسة البلاغ، بيروت. ص 163- 164.
14-عبد الباري، إسماعيل حسن (1993): اتساق الهوية الثقافية عند الطفل في مجتمع متغير، المؤتمر السنوي السادس للطفل المصري و تنشئته في ظل نظام عالمي جديد 10- 13 ابريل، مرکز دراسات الطفولة، جامعة عين شمس ، ص671.
15-العاني، رؤوف عبد الرزاق (1989): أنسنة التعليم وواقع التدريس الجامعي، ندوة وحدة تطوير طرائق التدريس، جامعة بغداد للفترة من 5-6/12/1989، ص12.
16-الحسون، عبد الرحمن عيسى وآخرون (1994)، طرائق التدريس العامة، ط8، مکتب فرح للطباعة، بغداد، ص29.
17- ماتيرو، بربارا وآخرون (2000)، الأساليب الإبداعية في التدريس الجامعي، ترجمة حسين عبد اللطيف وماجد محمد، دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان، ص38.
18- الجولانى، فادية عمر (1993): علم الاجتماع التربوي، مؤسسة شباب الجامعات، الإسکندرية، ص193.
19- سکر ، ناجي رهب ، (2005‏): دور أعضاء هينة التدريس في الجامعات الفلسطينية ،التربية والتنمية، ع ٣٤ ‏، س ١٣ ‏، المکتب الاستشاري للخدمات التربوية، القاهرة، ص٢٥٤-٢٩٠ .
20- السلطان، فهد سلطان (2004‏): المدرسة وتحديات العولمة ، التحدي المعرفي والتکنولوجي نموذجا ، ´´ ندوة العولمة وأولويات التربية ´´ جامعة الملک سود ،الرياض.
 21-- الضبع، ثناء يوسف (2004): دور المدرسة في مواجهة مخاطر العولمة على الشباب ،´´ ندوة العولمة وأولويات التربية ´´، کلية التربية ، جامعة الملک سعود.
22- أبو جلالة، لمياء مصطفى حسن، (2003) ، الدور التربوي لأعضاء هيئة التدريس الجامعي في مواجهة تحديات العولمة وسبل تطويره من وجهة نظرهم، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية، کلية التربية، غزة، فلسطين.
23- هارون، نعمت أحمد حافظ (2003)، الأسرة المصرية في مواجهة الاستلاب التربوي والثقافي للبث الفضائي "دراسة ميدانية"، مجلة البحث التربوي: المرکز القومي للبحوث التربوية والتنمية – جمهورية مصر العربية، السنة الثانية، العدد الأول، يناير 2003م.
24- وطفة، علي ، العبد الغفور، محمد ، ( ٢٠٠٣) الثقافة العربية الإسلامية إزاء تحديات العولمة و فرصها ، آراء عينة من أعضاء الهينة التدريسية ، جامعة الکويت ، مجلة ‏اتحاد الجامعات العربية ، ع ٤٠ ‏، بيروت.
25- اللهيب، لطيفة عبد الله (2002): "الآثار السلبية للبث الفضائي المباشر على الطالبات الجامعيات ودور خدمة الفرد فى التعامل معها "، مؤتمر التربية ومستقبل التنمية البشرية في الوطن العربي، کلية التربية بالفيوم ، 21-22 أکتوبر 2002.
26- ســلوم، حســين (2002): الانفــتاح الإعلامــي وخطــره علــى قــيم الشــباب المســلم، بحــث مقــدم إلــى المؤتمـر العالمي التاسع للندوة العالمية للشباب الإسلامي بعنوان " الشباب والانفتاح العالمي " المنعقد بتاريخ 29/10- 1/11/2002م، الرياض، ص 265- 293.
27-الشرقاوي ، مريم إبراهيم (٢٠٠١) "أساليب تعزيز الهوية في مواجهة الهيمنة الثقافية ، رؤية معاصرة لإدارة التعليم في عصر العولمة" في مؤتمر بعنوان :"التعليم وإداراته في مواجهة الهيمنة الثقافية" المؤتمر السنوي الثامن المنعقد في ٢٩ يناير ص ١٦٧- 169.
28-أبو دف والأغا (2001): "التلوث الثقافي لدى الشباب في المجتمع الفلسطيني ودور التربية في مواجهته". مجلة الجامعة الإسلامية المجلد التاسع – العدد الثاني، 2001، ص ص 58- 108.
29-مجاهد ، محمد إبراهيم عطوة (٢٠٠١) "بعض مخاطر العولمة التي تهدد الهوية الثقافية للمجتمع ودور التربية في مواجهتها" "مجلة مستقبل التربية العربية" مج ٧ ، ع ٢٢ ، ص ١٥٧- 206.
30-فرج، محمود عبده احمد (2001) : العولمة وإبعادها في برامج إعداد معلم التربية الإسلامية، مجلة التربية، کلية التربية ، جامعة الأزهر ، العدد 102، أغسطس.
31-الجزار، عثمان إبراهيم، غلاب، وإکرام سيد (1999( : دور البنية الثقافية في تنمية الوعي بالتحديات المستقبلية لطلاب کلية التربية في القرن الحادي والعشرين ، مجلة التربية  ، جامعة الأزهر ، کلية التربية ، العدد 85، أکتوبر.
32-ناس، السيد وعبد الکريم، نهى (1996) الجامعة وعولمة الطالب الجامعي بين الإقليمية والعالمية "،مؤتمر جامعة القاهرة لتطوير التعليم الجامعي المنعقد في 22- إلى 24 مايو مجلة رؤية لجامعة المستقبل .
33- Legrain , Philippe (2004) , The property of selectivity in the Academic professor at the time of cultural ,The Globalization American, Journal for Humanities and Psychology, Vol.424 , No.1, pp 201-234
34- Makien , Sakkara (2003) : Developing the Academic Professor for Opposing the Negative Cultural Globalization , The International Journal for Education development, Vol.211 , No.1,pp. 33-59.
35- Semite , D.H (2002) :Leader Spumoni Academic professors , a key to face Globalization, Journal of the American Association of the School and University Education, Vol. 104, No.1, pp.114-133.
36- Larson, R.W (2002) Globalization, Societal Changes, and New Technologies: What They Mean for The Future of Adolescence, Journal of Research on Adolescence, Vol.12 no.1, pp 1-30. (ERIC: A95682587)
37- Taylor, Trevor P.D (2002) The Internet and Youth Engagement: An Exploration of How Youth Spend Their Time Online and Its Relation to Civic Involvement, Unpublished Master Thesis. (ERIC: MQ75889)
38- Lavallette, Jensen (2001): Adopting New Values, How can the Academic Professor Faces the Cultural Globalization in the University, The International Journal of the Cultural Glamorization and knowledge systems, Vol. 95, No.1 .P.20-42.
39- Thomas, R. (1999) Television in the lives of Adolescents, The University of Chicago Press.
40- Teasdal, G.R. (1997); “Globalization, Localization: Impacts” and Implication for Teacher Education in the Asia Pacific Region, ERIC, No: Ed 416038
41-عبد الحميد، جابر ، کاظم، أحمد خيري، 1989: مناهج البحث في التربية وعلم النفس ، دار النهضة العربية، القاهرة، ص40.
42-فان دالين، ديبولد (1985):   مناهج البحث في التربية وعلم النفس، ترجمة محمد نبيل نوفل وآخرون، مکتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ص3، ص292.
43-مرسي، محمد منير (د/ت): البحث التربوي أصوله ومناهجه، عالم الکتب، القاهرة،ص82.
44-لوفيل، ک.، لوسون، ک. س.، 1976: حتى نفهم البحث التربوي، ترجمة إبراهيم بسيوني عميرة، دار المعارف، القاهرة، ص37.
45-حوات، محمد علي  (2002)، العرب والعولمة.. شجون الحاضر وغموض المستقبل، مکتبة مدبولي، القاهرة، ص174. 
46-الجندي، أنور (1980): مَعْلمَة الإسلام، ، المجلد الأول ، المکتب الإسلامي ، بيروت، ص : 524 – 225.
47-الخطة الشاملة للثقافة العربية (1996)، نشر المنظمة العربية للتربية والعلوم الإسلامية والثقافة ، الطبعة الثانية ، تونس، ص :16 .
48- الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي (1997)، نشر المنظمة للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسکو - الرباط.
49-الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي (1997، مرجع سابق ، ص :52-53.
50-التويجري، عبد العزيز بن عثمان  (1998)، الحوار من أجل التعايش، دار الشروق ، القاهرة ، ص:104.
51-البستاني، بطرس (د/ت): قطر المحيط، مکتبة لبنان، بيروت، ص ص 1987- 1988.
52-معلوف، لويس (د/ت): المنجد في اللغة والآداب والعلوم، مکتبة لبنان، بيروت، ص 790.
53-الرازي، محمد بن أبي بکر عبد القادر (د/ت): مختار الصحاح، ص607.
54-أمين، جلال  (1998): العولمة، دار المعارف، القاهرة، ص ص44-45.
55-البکري، إياد شاکر  (1999) : عام 2000: حرب المحطات الفضائية، دار الشروق، عمان، ط1، ص259.
56-موسى، فاروق عبد الفتاح (1999): ندوة الدراسات المقارنة وتحديات القرن الحادي والعشرين ، کلية التربية، جامعة الزقازيق في 17/4/1999.
57- Herman, G . (2000): Institutional Challenges, responses AND Strategies, Working Paper Presented at the Regional Conference and Higher Education : National Strategies and Regional Co-operation for the 21st Century, Tokyo , 8-20July , UNESCO , Japanese National Commission for UNESCO/UNU/AUAP, P.27.
58-الجابري، محمد عابد (1999): العولمة والهوية الثقافية، تقييم نقدي لممارسات العولمة في المجال الثقافي ، في العرب والعولمة، مرکز دراسات الوحدة العربية ، ص302
59-توفلر، ألفين (1974): صدمة المستقبل، المتغيرات في عالم الغد، ترجمة محمد علي ناص، القاهرة، دار نهضة مصر للطبع والنشر، ص10.
60-توفلر، ألفين (1974): صدمة المستقبل، المتغيرات في عالم الغد ، المرجع السابق، ص11.
61-الحسن، إحسان، 1998، تأثير الغزو الثقافي في سلوک الشباب العربي، أکاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، ص 91.
62-صقر، ترکي، 1998، الإعلام العربي وتحديات العولمة، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، ص148.
63-کنعان، أحمد علي، 1999، أدب الأطفال والقيم التربوية، دار الفکر ، دمشق، ط2، ص14.
64-الحسن، إحسان، 1998، تأثير الغزو الثقافي في سلوک الشباب العربي، مرجع سابق، ص 92.
65-کنعان، أحمد علي، (2000)، القيم التربوية في برامج الأطفال ودور وسائط الإعلام في تعزيزها، مجلة المعلم/الطالب، العددان الأول والثاني حزيران – کانون الأول 2001 ، الأونيروا، اليونسکو، عمان الأردن، ص 14.
66-الحسن، إحسان،(1998)، تأثير الغزو الثقافي في سلوک الشباب العربي، مرجع سابق، ص ص 92- 94.
67-الحسن، إحسان، (1998)، تأثير الغزو الثقافي في سلوک الشباب العربي، مرجع سابق، ص ص 98- 101.
68-خليل، عماد الدين (2000): تحديات النظام العالمي الجديد، موقع الإسلام على الطريق www.islamonline.net/Arab)) على شبکة المعلومات الدولية.
69-الحسن، إحسان، (1998)، تأثير الغزو الثقافي في سلوک الشباب العربي، مرجع سابق، ص ص 102- 105.
70-علي، سعيد إسماعيل وآخرون (2005): التربية الإسلامية (المفهومات والتطبيقات)، الطبعة 2، مکتبة الرشد، ص 235.
71-أبو جلالة، لمياء مصطفى (2003): الدور التربوي لأعضاء هيئة التدريس الجامعي في مواجهة تحديات العولمة وسبل تطويره من وجهة نظرهم، مرجع سابق، 95- 96.
72-علي، سعيد إسماعيل وآخرون (2005): التربية الإسلامية (المفهومات والتطبيقات)، مرجع سابق، ص 239.
73-المسيري، عبدالوهاب (1997): الأنثوية (ما بين حرکة تحرير المرأة وحرکة التمرکز حول المرأة) (رؤية معرفية)، مجلة القاهرة، مصر، سبتمبر، عدد210، ص 63.
74-الغزالي، محمد (1988): من هنا نعلم، دار الکتب، الجزائر، ص133.
75-المسيري، عبدالوهاب (1997): الأنثوية (ما بين حرکة تحرير المرأة وحرکة التمرکز حول المرأة) (رؤية معرفية)، مرجع سابق، ص 63.
76-عبدالحميد، محمود سعد (ب ت): الجريمة المشکلات الاجتماعية للرعاية في مؤسسات الأحداث في سجن المنيا والمنصورة دراسة مقارنة، دار جي جي لطباعة الأوفست، المنيا، ص ص137- 140.
77-حسنة، عمر عبيد (1994): مراجعات في الفکر والدعوة والحرکة، الدار العلمية للکتاب الإسلامي، الرياض، ص 7.
78-الفقي، حامد عبدالعزيز (د/ت): دراسات في سيکولوجية النمو، الطبعة 3، عالم الکتب، القاهرة، 276.
79-الترمذي، عيسى محمد بن عيسى ابن سورة (ب ت): سنن الترمذي، تحقيق إبراهيم عطوة عوض، دار إحياء التراث العربي، ص 2304.
80-انظر:
- القباج، محمد مصطفى، (2002)، التربية والثقافة في زمن العولمة، سلسلة شهرية، (24)، الرباط، منشورات رمسيس.
- شبار، سعيد، (2002)، الحداثة في التداول الثقافي العربي الإسلامي، (36)، الرباط، منشورات الزمن.
- سبيلا، محمد، (2000)، النزعات الأصولية والحداثة، سلسلة شهرية، (13)، الرباط، منشورات رمسيس.
- الزروق، عبد الله، (2002)، تأثيرات العولمة وانعکاساتها على التربية العربية، من أعمال اللجنة الوطنية الليبية للتربية والثقافة والعلوم، طرابلس، (ورقة غير منشورة).
81-محمد، مازن مرسول (2004) ، الابعاد الاجتماعية والثقافية للمعلوماتية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية الآداب ، جامعة بغداد، ص89.
82-عبد المالک سلمان ، ازمة الاعلام  الفضائي العربي بين الافلاس والتغريب ، مقال منشور في صحيفة الوطن على الانترنيت :
83-خطر الغزو الثقافي والاعلامي على المجتمع العربي، مقال منشور على الانترنت:
84-محمد، مازن مرسول (2004) ، الابعاد الاجتماعية والثقافية للمعلوماتية ،مرجع سابق، ص98.
85-جمال سلطان، (د/ت)، الاعلام الاسلامي وتحديات العولمة ، مقال منشور في صحيفة الحياة على الانترنيت:
86-الغزالي، محمد (1983): مشکلات في طريق الحياة الإسلامية، دار الشروق، بيروت،ص41.
87-بن نبي، مالک (1986): بين الرشاد والتيه، دار الفکر ، دمشق،  ص40.
88-فؤاد، نعمات أحمد (1989): شخصية مصر، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة، ط5، ص 284.
89-کاظم، حسين رمزي (1982): الإدارة والمجتمع العصري، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة ،ص 121.
90-المجالس القومية المتخصصة (1988): التعليم وتحديات المستقبل، تقرير المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتکنولوجيا، الدورة الخامسة عشر، ص 39.
91-نصر، محمد علي (١٩٩٩) "إعداد المعلم وتدريبه بين العولمة والهوية الثقافية" في مؤتمر بعنوان "العولمة ومناهج التعليم" المؤتمر السنوي الحادي عشر ، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس ص ٦٢- 63.
92- نصر ، محمد علي (١٩٩٩) "إعداد المعلم وتدريبه بين العولمة والهوية الثقافية" ، مرجع سابق، ص 71.
93-الأغا، إحسان خليل والأستاذ، محمود حسن (١٩٩٩) "تصميم البحث التربوي (النظرية والتطبيق) مطبعة الرنتيسي: غزة . ص 83.