العنف الأسري والعدوان وتوکيد الذات لدى الأبناء

المؤلفون

1 أستاذ علم النفس التربوي کلية التربية – جامعة الطائف

2 أستاذ علم النفـس التربوي المشارک جامعة الطائف

3 أستاذ مناهج وطرق تدريس اللغة العربية المساعد کلية التربية – جامعة الطائف

المستخلص

ملخص
يعتبر العنف الأسري من أکثر الظواهر والقضايا الاجتماعية التي دعت الباحثين لإجراء العديد من البحوث التي تهدف لتعميق الفهم لهذه الظاهرة من خلال الدراسة والتحليل، حيث يعد أسلوب تربية الأبناء مشکلة عالمية لا تقتصر على مجتمع واحد وإنما تعانى منها کافة المجتمعات. وتؤکد الدراسات أن الأساليب المناسبة في التربية تأتى في مقدمة العوامل المؤثرة في تکوين شخصية الأبناء وتأمينهم من الناحية النفسية، حيث يعيش الإنسان منذ بداية حياته في عدد من السياقات المختلفة کالأسرة، والمدرسة، والرفاق، والبيئة المهنية وغيرها. ولکن يظل السياق الأسرى من بين هذه السياقات سياقًا بالغ التفرد والخصوصية.
وتحاول الدراسة الحالية التحقق من تأثير ممارسة العنف من قبل أحد الوالدين أو کليهما في الأسرة على درجة عدوانية الأبناء کناتج عن التقليد والمحاکاة، أو کنوع من التنفيس، أو کأسلوب وحيد للتصرف مع أخطاء الآخرين کناتج عن التعلم في الأسرة، کذلک التحقق من استمرارية ايجابية توکيد الذات، حيث يمکن أن يحقق بعض الأبناء هذا المفهوم من خلال العدوان. وليس من خلال الأساليب السوية. وقد أجريت الدراسة على عينة تکونت من 285 طالبا من طلاب المرحلة المتوسطة الذکور ببعض مدارس مدينة الطائف، طبق عليهم مقاييس العنف الأسري، والعدوان، وتوکيد الذات التي أعدها الباحث الرئيس. وقد انتهت الدراسة إلى ما يلي:

توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات عينة الدراسة والمتوسط الفرضي، فکان المتوسط الفرضي أعلى بما يشير إلى انخفاض درجة العنف المدرکة لدى الطلاب.
لا توجد علاقات دالة إحصائيا بين درجات أبعاد مقياسي العنف والعدوان.
لا توجد علاقات دالة إحصائيا بين درجات أبعاد مقياسي العنف والعدوان.
لا يوجد عامل مشترک بين أبعاد مقياسي العدوان وتوکيد الذات بما يشير إلى استقلاليتهما.

مقدمة:

تعد الأسرة المؤسسة النفسية والاجتماعية الأولى للأبناء، ففيها تتشکل شخصياتهم، کما يؤثر الوالدان على الأبناء بما يسلکان معهم من أساليب معاملة وتنشئة، وبما يغرسان فيهم من معايير، وقواعد سلوکية، وقيم دينية وأخلاقية. وفقدان الأبناء للبيئة الأسرية السوية لأي سبب کممارسة العنف في التعامل معهم تجعلهم يفتقدون الکثير من المميزات النفسية، والاجتماعية، والوجدانية التي کان من المفروض تلقيها من الوالدين (إسماعيل، 2001). کما تمارس في الأسرة أيضا أول أنواع التفاعل الاجتماعي في إطار العلاقات الاجتماعية للأبناء.

وفى هذا الصدد أکدت الدراسات أهمية الدور الوالدي في تشکيل السلامة النفسية، أو المرض النفسي للأبناء وذلک وفقًا لإدراکهم للامان النفسي، والاهتمام، والاحترام من قبل الوالدين. ولذلک يشير ماسلو إلى أن إشباع الحاجات الإنسانية مثل حاجات الأمن النفسي يلي في الأهمية إشباع الحاجات الفسيولوجية الأساسية وأن الحرمان منها، أو عدم إشباعها يجعل الفرد يشعر بالتهديد، والخوف، وعدم القدرة على تحقيق ذاته.

وللإساءة الوالدية تأثير بالغ سواء على المدى القريب، أو البعيد في حياة الأبناء، فالابن الذي يتعرض للإساءة قد يصبح عنيفًا، مشاغبًا، قلقًا، منطويًا، مکتئبًا، خائفًا؛ حيث أوضحت الدراسات وجود ارتباطات دالة بين التعرض للإساءة الوالدية الجسمية، والانفعالية، والإهمال وبين ظهور بعض المشکلات النفسية للأبناء (Carlson, 2000; Bragg, 2003; Doorways for Women and Families, 2004; Child Welfare Information Gateway, 2009).

وتعد مشکلة الإساءة الوالدية، وعدم تلبية حاجات الأبناء الأساسية، وإهمالهم من المشکلات الأساسية التي لها آثارها القوية والخفية على هؤلاء الأبناء، وتنتقل معهم في مراحل حياتهم اللاحقة، وتؤکد الدراسات کما يشير درويش وعطا (2005: 168) أن الإساءة الوالدية تؤثر في الشخصية إلى أن يصبح الابن فردًا عاملا في علاقاته الاجتماعية المختلفة، وقد تجعله يمارس أشکال تلک الإساءة على أطفاله مستقبلا. ويشير والتون (Walton, 2005) إلى أن الخطر الأساسي على الأبناء، وخاصة الذکور هو أن يصبحوا عدوانيين في الرشد نتيجة التعرض للعنف الأسري في مراحل العمر الأولى. أما البنات اللاتي تتعرضن للعنف فيملن أکثر إلى أن يکن ضحايا للإساءة الأسرية کراشدات.

وفي المقابل، فإن الابن الذي ينشأ في ظل علاقات والدية سوية، وإيجابية فإنها تعد بمثابة سند قوي يدفعه إلى الانطلاق للحياة، والتفاعل مع أحداثها بصلابة، وقوة، ومرونة، ويکون شخصا طموحا، متوافقا، ويساعده في ذلک توکيده لذاته المکتسب لديه منذ الصغر في ظل البيئة الوالدية الآمنة. أما الإساءة الوالدية بمظاهرها المتعددة فإنه ينتج عنها أبناء سلبيين، غير قادرين على التوافق أو اتخاذ أي قرار في حياتهم، وذلک لأنهم لم يجدوا من ينمي شخصيتهم السوية منذ الصغر، ويدعم لديهم روح الاستقلالية، ويشعرهم بقيمتهم، واقتدارهم، وکفايتهم (حفني، 2007: 38).

ويمکن القول في ضوء ما سبق نرى أن الإساءة للأبناء تعد بمثابة ضغوط نفسية تواجه الأبناء في حياتهم، بل إنها أشد أنواع الضغوط لديهم؛ لأنه من الحقوق الطبيعية أن يجد الأبناء بيئة والدية آمنة، متوافقة، قادرة على التنشئة السوية لهم، وتعد بمثابة الحضن الأساسي للرعاية والحماية والتقدير، ويختلف الأفراد فيما بينهم في کفاءتهم في مواجهة مثل هذه الضغوط والتوافق معها، ومن ثم في الآثار المترتبة عليها.

مشکلة البحث:

تؤکد الدراسات أن الأساليب المناسبة في التربية تأتى في مقدمة العوامل المؤثرة في تکوين شخصية الأبناء وتأمينهم من الناحية النفسية، حيث يعيش الإنسان منذ بداية حياته في عدد من السياقات المختلفة کالأسرة، والمدرسة، والأقران، وغيرها. ولکن يظل السياق الأسرى من بين هذه السياقات سياقا بالغ التفرد والخصوصية فهو أول وأقوى مؤثر في شخصية الابن سواء على المدى القريب، أو البعيد وقد ينتج عنه إما ابن سوي أو جانح.

وتحاول الدراسة الحالية التحقق من تأثير ممارسة العنف من قبل أحد الوالدين أو کليهما في الأسرة على درجة عدوانية الأبناء کناتج عن التقليد والمحاکاة، أو کنوع من التنفيس، أو کأسلوب وحيد للتصرف مع أخطاء الآخرين کناتج عن التعلم في الأسرة. کذلک التحقق من استمرارية ايجابية توکيد الذات ، حيث يمکن أن يحقق بعض الأبناء هذا المفهوم من خلال العدوان، وليس من خلال الأساليب السوية في التعبير.

وتتلخص مشکلة الدراسة الحالية في محاولة الإجابة على التساؤلات التالية:

1. ما مستوى إدراک طلاب العينة لمستوى العنف الأسري الذي يعايشونه في المنزل؟

2. هل توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين درجات إدراک الأبناء للعنف الممارس في الأسرة ودرجات العدوانية لديهم؟

3. هل توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين درجات إدراک الأبناء للعنف الممارس في الأسرة ودرجات توکيد الذات لديهم؟

4. هل يوجد عامل مشترک عام بين درجات الطلاب على مقياسي العدوان وتوکيد الذات؟

أهداف البحث:

يهدف البحث الحالي إلي:

 1- التعرف على مستوى إدراک الأبناء للعنف الممارس في الأسرة.

 2- تحديد علاقة العنف المدرک من الأسرة بدرجة عدوانية الأبناء.

 3- تحديد علاقة العنف المدرک من الأسرة بدرجة توکيد الذات لدى الأبناء.

 4- تحديد التکوين العاملي لتوکيد الذات للتحقق من استمرار ايجابيته أو تحوله في الاتجاه السلبي.

أهمية البحث:

تنقسم أهمية البحث إلي:

أ- الأهمية النظرية:

1. أهمية الموضوع وهو العنف الأسري لما لهذا الموضوع من آثار خطيرة على شخصية الأبناء.

2. تناوله لمرحلة عمرية مهمة وهى مرحلة المراهقة المبکرة. ويشير تير (Terr, 1991) إلى أن طلاب المرحلة المتوسطة من التعليم أکثر قدرة على التعبير عن السلوکيات السلبية بصورة لفظية.

3. فتح المجال لبحوث أخرى تتناول إعداد برامج لخفض المشاکل السلوکية الناتجة عن المرور بخبرات عنف في المنزل لدى الأبناء.

ب- الأهمية التطبيقية:

 في ضوء ما سيسفر عنه البحث من نتائج يمکن تقديم بعض التوصيات للتخفيف من آثار العنف الذي يمارسه الآباء مع أبنائهم. وکذلک التوجيه إلى تقديم البرامج المناسبة للآباء وذلک لتوجيههم إلى أساليب التربية المناسبة، والأبناء لزيادة قدرتهم على التوافق.

مصطلحات البحث:

1- العنف الأسري: أي سلوک أو عمل متعمد ومتکرر يصدر من قبل أحد الوالدين أو کليهما تجاه أحد الأبناء أو جميعهم، ويتسبب في إحداث أي نوع من الأذى أو الضرر سواء بدنيًا، أو نفسيًا، أو حتى إهماله. ويتضمن الأبعاد التالية:

أ- الإساءة الجسمية: کل ضرر جسدي مباشر موجه نحو الأبناء من قبل أحد الوالدين أو کليهما، متضمنا الضرب المبرح، واللکم، والرکل بالقدمين، والعض، وإحداث التورم والکدمات.

ب- الإساءة العاطفية: وتشير إلى کل سلوک يوجه للأبناء من قبل أحد الوالدين أو کليهما ويتسبب في إحداث الضرر النفسي لهم، ويتخذ عدة صور مثل الرفض، والسخرية، والمعايرة بالعيوب، والتحقير والتقليل من الشأن، ونقدهم، والحرمان من العاطفة والمودة، والتسلط الزائد، والتمييز بين الأبناء.

ج- الإهمال: ويشير إلى عجز أو فشل أحد الوالدين أو کليهما في مد الأبناء بمشاعر الحب، وتجاهل المطالب الضرورية لهم، ونقص أو عدم الاهتمام بهم.

2- العدوان: أي سلوک يقوم به الفرد ويستهدف به أذى فرد آخر، سواء کان ذلک لفظيا أو بدنيا أو اعتداء على الأشياء، والحيوانات، ويتضمن هذا المفهوم الأبعاد الآتية:

أ- العدوان البدني: ويعبر عن قيام الفرد ببعض السلوکيات تتضمن الأذى البدني للآخرين، والذي يظهر في صورة الضرب، أو الرکل، أو إلقاء الأشياء بعيدا، أو الإطاحة بها بهدف التدمير.

ب- العدوان اللفظي: ويتمثل في سخرية الفرد من أقرانه، وتهديدهم، وسبهم، والنقد القاسي لهم، والتحقير من شأنهم.

ج- مهيئات العدوان: وتمثل العوامل الميسرة للعدوان مثل: عدم الطاعة، والتعرض للإحباط، والعقاب، وعدم الثقة بالآخرين، ووجود نماذج للعدوان، وسرعة الغضب، والبنية الجسمية القوية، ودوافع أخرى خفية.

3- توکيد الذات: "مجموعة الاستجابات الإيجابية التي تعبر عن ثقة الفرد في ذاته، ومقدرته على التعبير عن المشاعر الموجبة، والمبادأة في الاتصالات الاجتماعية. ويتضمن هذا المفهوم الأبعاد التالية:

أ- الثقة بالذات: مجموعة السلوکيات الدالة على الرغبة في إبداء الرأي بصراحة، والتحدث مع الزملاء، والرغبة في تکرار المحاولة، وعدم الخوف من المواجهة.

ب-التعبير عن المشاعر الموجبة: مجموعة السلوکيات الدالة على إظهار الفرد لمشاعر الألفة والمودة للآخرين عند التعامل معهم، واحترام القواعد والقوانين، وعدم الإساءة لمشاعر الآخرين، والمقدرة على الانتقال من الأدوار القيادية للأدوار المساندة.

ج-المبادأة في الاتصالات الاجتماعية: مجموعة السلوکيات الدالة على مقدرة الفرد على إقامة الحوار مع الآخرين، واستخدام عبارات الشکر، والاعتذار، والاستئذان عند الحاجة، ومساعدة الآخرين.

الإطار النظري للبحث

أولا: العنف الأسري

حظي موضوع الإساءة الوالدية للأبناء باهتمام کبير منذ سبعينات القرن الماضي لکونها مشکلة اجتماعية تهدد کيان واستقرار وتماسک الأسرة، وتلقى بظلالها الکئيبة على المجتمع بأسره، مما يجعلنا في حاجة لفهم هذه الظاهرة. ولقد أوصى الله سبحانه وتعالى الأبناء بالآباء، ولم يوص الآباء بالأبناء يکفى ما أنزله سبحانه وتعالى من رحمة وحب للأبناء في قلوب الآباء. ولذلک فالسؤال الملح هو: کيف يتحول الآباء والأمهات من بيئة حاضنة وحافظة وآمنه إلى بيئة طاردة ومهددة ومنفرة؟ (عبد الحميد وعبد المنعم، ١٩٩9: 104).              

وتشير الدراسات الطبية والنفسية والتربوية کما يشير الصويع (2003) إلى أن مفهوم الإساءة إلى الطفل يرتبط ارتباطاً کبيراً بالقيم والاتجاهات الاجتماعية السائدة في فترة تاريخية ما. وأن هذا المفهوم خضع مثل غيره من المفاهيم لعدد من التغيرات، وأهم هذه التغيرات المتعلقة بالطفولة هي أن المجتمعات بدأت تتخلص تدريجياً من مفهوم أن الطفل ملک لوالديه يفعلان به ما يريدان, بل إدراک أن الطفل له حقوق ويجب احترامها، والالتزام بها.

وتعد مشکلة إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم مشکلة واسعة الانتشار في کل المجتمعات. فالطفل في أي عمر، أو جنس، أو دين، ومن أي خلفية اقتصادية أو اجتماعية يمکن أن يصبح ضحية لإساءة المعاملة والإهمال. وتقدم وسائل الإعلام شواهد تلقى الضوء على المظاهر المثيرة لسوء معاملة الأطفال وإهمالهم تتضمن أطفالا يتعرضون للقتل، أو الحبس، أو التشويه, وأطفالا يتعرضون للضرب، أو يتخلى عنهم آباؤهم, وکذلک أطفال في عمر المدرسة يتعرضون لإساءة المعاملة الجنسية, ورغم أن هذه الأحداث تجذب انتباه العالم وتعاطفه مع هؤلاء الضحايا, إلا أن مشکلة إساءة المعاملة قد أصبحت مشکلة أکثر تعقيداً في السنوات الأخيرة حيث تشير التقارير الإحصائية إلى أن عدد الأطفال المساء إليهم يفوق المليون طفل سنوياً (راضي، 2002).

وللإساءة الوالدية تأثير بالغ سواء على المدى القريب أو البعيد في حياة الأبناء، فالابن الذي يتعرض للإساءة قد يصبح عنيفًا، مشاغبًا، قلقًا، منطويًا، مکتئبًا، خائفًا؛ حيث أوضحت دراسات عديدة کما يشير البشر (2005: 399) وجود ارتباطات دالة بين التعرض للإساءة الوالدية الجسمية، والانفعالية، وبين ظهور بعض المشکلات النفسية للأبناء.

ويعد أسلوب تربية الأبناء مشکلة عالمية لا تقتصر على مجتمع واحد وإنما تعانى منها کافة المجتمعات. وتدل الإحصاءات على أن عدد الأطفال المعرضين للإساءة آخذ في التضاعف خلال العشر سنوات الأخيرة حوالي ٢٠ مرة(Takei; Yamashita, & Yoshida, 2006:204) ، ففي استراليا على سبيل المثال فإن 75% من ضحايا العنف الأسري من الأطفال (SunnyKids annual report 2010).

وتؤکد الدراسات النفسية على أن سلامة البيئة الوالدية تأتى في مقدمة العوامل المؤثرة في تکوين شخصية الأبناء، وتأمين سلامتهم النفسية. فالبيئة الأسرية أقوى مؤثر في شخصية الابن سواء على المدى القريب أو البعيد وقد ينتج عنها إما ابن سوي أو جانح.

مفهوم الإساءة الوالدية:

تعد الإساءة الوالدية ظاهرة مرضية منتشرة في کل المجتمعات يتعرض لها الأبناء؛ من الجنسين، ولا ترتبط بأصل أو سلالة ما، أو دين، أو لغة، وفى هذا الانتشار الکبير للإساءة الوالدية، والزيادة الواضحة في معدلات الضحايا من الأبناء، وکذلک اختلاف أنماط الإساءة، وتعدد الآثار السلبية الناتجة عنها، کل ذلک أدى إلى صعوبة وضع تعريف محدد وشامل للإساءة الوالدية.

کما أنه نتيجة لاختلاف ثقافة المجتمعات العالمية فإنه يصعب وضع تعريف محدد للإساءة الوالدية للأبناء، لأن ما يعتبر سلوکا سويا في معاملة الأبناء في مجتمع ما قد يعتبر سلوکا غير سوي في مجتمع آخر، حيث يرتبط هذا المفهوم بالعرف، والقبول الاجتماعي، والمعيار الثقافي، وکذلک بالحدود الزمنية، والمکانية للمجتمعات (الصايغ، ٢٠٠1 : 9). ونظرًا لارتباط مفهوم الإساءة الوالدية بإدراک السلوک نفسه من جانب الفاعل، أو الضحية أو الملاحظ، فما يدرکه الفاعل على أنه سلوک مقبول اجتماعيًا قد لا يراه الضحية أو الملاحظ کذلک، فقيام أحد الوالدين أو کليهما بتدريب وتعويد الابن مثلا على الأعمال الخشنة لتقوية بنيته الجسدية تختلف عن تعمد ضربه وتعذيبه لأسباب معينة من جانب أحدهما أو کليهما.

کما أن هناک مشکلة أخرى تتمثل في نتائج الإساءة على الأبناء، فقد ينتج عن السلوک الصادر من الأبوين إعاقة، أو تشوهات، أو اضطرابات نفسية وجسمية، وقد ينتج عن السلوک نفسه أثار إيجابية في شخصية الأبناء کتقوية الجسد، وتنمية مفهوم الذات، وتحسين الثقة بالنفس.

ويعرف عبد السلام عبد الغفار الإساءة الوالدية على أنها: کل ما من شأنه إعاقة نمو الابن نموا متکاملا، سواء کان بصورة متعمدة أو غير متعمدة من قبل القائمين على أمر تنشئته، ويتضمن ذلک الإتيان بعمل يترتب عليه إيقاع ضرر مباشر له: کالإيذاء البدني أو العمالة المبکرة ، أو ممارسة سلوکيات، أو اتخاذ إجراءات من شأنها أن تحول دون إشباع حاجات الابن التربوية، والنفسية الانفعالية، والاجتماعية، وتوفير فرص مناسبة لنموه نموًا سليما (عبد الغفار، 1997: 410).

وتعرف منيرة آل سعود (2005: 49) مفهوم الإساءة الوالدية بأنه أي سلوک أو عمل متعمد ومتکرر يصدر من قبل أحد الوالدين أو کليهما أو الآخرين المحيطين تجاه أحد الأبناء أو جميعهم، ويتسبب في إحداث أي نوع من الأذى أو الضرر سواء بدنيًا، أو نفسيًا، أو جنسيًا عليه.

ويشير مفهوم الإساءة الوالدية لدى مايسة جمال أحمد (أحمد، 2006: 34) إلى أنه نمط التعامل السيئ من جانب الأم خلال علاقتها بالابن داخل الأسرة متمثلة في استخدام العقوبة البدنية، أو النفسية المتکررة، سواء کان ذلک عن طريق العقاب البدني بالضرب، أو من خلال السخرية، أو الإهانة المستمرة للابن، أو من خلال الإهمال المستمر لرعايته، أو عدم توفير حاجاته الصحية، والجسمية الأساسية بصفة عامة، وعدم إشباع احتياجاته التعليمية بصفة خاصة، مما ينعکس على الابن فيؤثر على أدائه وعلى سلوکياته بوجه عام.

أشکال الإساءة الوالدية:

للعنف الأسري في اللغة الانجليزية العديد من المترادفات تشمل کما يشير مارکوفيتز (Markowitz, 2000: 297-303) family violence, Domestic violence, domestic abuse, spousal abuse, and intimate partner violence (IPV) وتتضمن جميعها أشکالا سلوکية سيئة من قبل أحد الوالدين أو کليهما، ولهذا فعندما نعرف العنف الأسري نهتم بأشکاله العديدة التي تتضمن العدوان (الضرب، والرفس، والدفع، واللسع (العض)، والتقييد، والصفع، والإهمال، والقذف بالأشياء)، أو تهديدات تشمل: الإساءة العاطفية، والسيطرة والاستبداد، والتخويف، والملاحقة (المضايقة)، والإساءة الظاهرة والخفية (مثل الإهمال) والحرمان الاقتصادي، والمرض النفسي.

ويشير تير (Terr, 1991) إلى أن العنف المنزلي يتضمن الإساءة: الجسمية، والنفسية، والممتلکات، والحيوانات الأليفة. ويمکن اعتبار التعرض للعنف قوة لإدراک تهديد الحياة، ويمکن أن يؤدي إلى الإحساس بالعجز، والضعف، وفي الحالات المتطرفة الإحساس بالرعب. وتطلق الإساءة الجسمية على أي سلوک يتضمن الاستخدام المقصود للقوة ضد جسم أي شخص وتتضمن المخاطر إحداث الأذى والضرر و/أو الألم. وتتضمن الإساءة الجسدية الدفع، والضرب، والصفع، والخنق، واستخدام أدوات للضرب، والإجبار على ابتلاع مادة غير مرغوبة. والوصول إلى الالتزام من خلال التهديد بالقوة الجسمية، وتتضمن الإساءة النفسية کلمات تحقيرية، والتهديد من خلال نموذج يمثل ضحية للفرد من قبل، وکذلک تتضمن العزلة، والتهديد الاقتصادي، والإساءة العاطفية.

وتذکر منيرة آل سعود(٢٠٠5: 59) أنه على الرغم من وجود ثلاثة أنواع رئيسية متعارف عليها کأشکال لإيذاء الأبناء، وهى الإيذاء الجسدي، والنفسي، والجنسي بالإضافة إلى الإهمال المؤدى لإصابة الابن بالأذى، إلا أن هناک اختلافا في تصنيف أنواع الإيذاء بين الدارسين والمهتمين بمشکلة الإهمال حيث صنفها بعض الدارسين بشکل أکثر تفصيلا مثل: الإهمال العاطفي، والإهمال التعليمي. وأشارت أيضا إلى أن أنواع الإيذاء تتداخل فيما بينها بحيث أن الطفل قد يتعرض للإيذاء بعدة طرق في آن واحد، أو في أوقات مختلفة مما يجعل الفصل بين الإساءات المختلفة أمرًا صعبًا.

أما العسالي (2008: 19) فيرى أن هناک أربعة أشکال للإساءة الوالدية هي: الجسدية، والنفسية، والإهمال، والجنسية. ورغم أن لکل منها تحليل وخصوصيات شديدة التفاوت، فإنه يمکن تحديد عناصر مشترکة ضمن کل عنصر أو نمط تعکس جزئيًا النظرة الاجتماعية الخاصة لأفعال الوالدين التي تعد غير مناسبة أو غير مقبولة، حيث أنها تضع الأبناء تحت خطر الأذى الجسدي أو العاطفي.

مما سبق يمکن تحديد مظاهر أنواع الإساءة المختلفة کما يلي للاستفادة منها في صياغة مفردات مقياس العنف.

أولا: الإساءة الجسدية Physical abuse

وتتضمن: القصد بإحداث والألم، والجروح، أو أي معاناة جسدية أخرى، أو الأذى الجسمي بصفة عامة. وتتضمن الإساءة الجسدية: الضرب، والصفع، والخنق، والدفع، وأي نمط آخر من الاتصال ينتج عنه جروح جسدية. ويمکن أن تتضمن الإساءة الجسدية سلوکيات عدم الاهتمام بالطفل طبيا عندما يکون في حاجة لذلک، والحرمان من النوم، أو أي شيء آخر ضروري للحياة، أو إيقاع الأذى بالحيوانات الأليفة، أو الآخرين للتسبب في الأذى النفسي للضحية (U.S Department of Justice, 2007). ويرى الباحث أن الإهمال بعد مستقل عن الإساءة الجسدية، وأن إيقاع الأذى بالحيوانات إساءة انفعالية وليست جسدية.

ثانيا: الإساءة العاطفية Emotional abuse

ويطلق عليها أيضا الإساءة النفسية أو العقلية psychological abuse or mental abuse. وتتضمن الإذلال بشکل خاص، أو علني، والتحکم فيما يمکن أن يؤديه/لا يؤديه الفرد، وحجب المعلومات عنه، وتعمد فعل أشياء تجعل الابن يشعر بالحرج، أو النقص، وعزله عن أصدقائه، وابتزازه ضمنيا من خلال إيقاع الأذى بالآخرين عندما يکون في حالة سعادة، أو استقلالية، أو منعه من الحصول على المال، أو المصادر والحاجات الأساسية الأخرى (Follingstad & DeHart, 2000). وتتضمن الإساءة العاطفية أيضا التهديد بإحداث الضرر أو الجروح، والإذلال، والنقد المستمر، واستخدام العبارات التي تشير إلى عدم احترام وتقدير الذات، ودعوته بأسماء غير مقبولة، بل والدعوة في بعض الأحيان للآخرين بالإساءة عاطفيا للفرد بتعليمهم انتقاده بقسوة. ويشير الائتلاف الوطني ضد العنف المنزلي (National Coalition Against Domestic Violence, 2010) إلى أن الإساءة العاطفية تتضمن عبارات وأعمال متعارضة مصممة بهدف إحداث الاضطراب والإحساس بعدم الأمان. وهذه السلوکيات قد تؤدي بالفرد إلى أن يسأل نفسه عن السبب الذي يجعله في موضع المساء إليه.

وتتضمن الإساءة العاطفية الجهود الکبيرة لعزل الفرد، ومنعه من التواصل مع أصدقائه، والقصد من ذلک هو محاولة منع، أو التقليل من محاولة مساعدته، وتقليل المصادر التي يمکنه الاعتماد عليها. وينتج عن الشعور بالعزلة أذى کبير في إحساس الفرد بقوته الداخلية، بما يؤدي إلى الشعور بالعجز helpless، وعدم القدرة على الهرب من هذه الحالة. والأفراد الذين يساء إليهم عاطفيا غالبا ما يشعرون بأنهم لا يمتلکون أنفسهم، وأن الآخرين لهم سيطرة کاملة عليهم، کما يعانون من اکتئاب، بما يضعهم في خطر متزايد من محاولة الانتحار، واضطرابات الأکل.

ثالثا: الإهمال

ويشير إلى عجز، أو فشل أحد الوالدين أو کليهما في مد الأبناء بمشاعر الحب والاهتمام، وتجاهل المطالب الضرورية لهم، وعدم الاهتمام بهم جسميا، وطبيا، وتعليميا.

مما سبق يرى الباحث أن العنف المنزلي نمط من أنماط الإساءة، يتضمن إصابة شخص ما، عادة ما يکون قريبا جدا، ويمکن أن يکون الوالد، أو الوالدة، أو الطفل، أو أي فرد آخر في العائلة. ويمثل العنف المنزلي مشکلة خطيرة، ويمثل السبب الشائع لحدوث الإصابات، ويمکن أن يعاني الضحايا من الإصابات الجسمية، مثل الکدمات، أو حتى کسر العظام. ومن الناحية العاطفية، قد يعاني الضحايا من الاکتئاب، والقلق، والعزلة الاجتماعية.

أسباب العنف الأسري:

قام بعض الباحثين بتفسير أسباب العنف الأسري من خلال بعض النظريات النفسية، والاجتماعية. وتهتم النظريات النفسية بسمات الشخصية، والخصائص العقلية للآباء، أما النظريات الاجتماعية فإنها تهتم بالعوامل الخارجية في بيئة الآباء، مثل ترکيب الأسرة، والضغوط، والتعلم الاجتماعي. وکما هو الحال مع الظواهر الاجتماعية والخبرات الإنسانية لا يوجد مدخل واحد يمکن أن يتناول جميع الأسباب. وهناک العديد من النظريات التي تهتم بالأسباب التي تجعل الفرد يتصرف بقسوة تجاه أفراد عائلته.

 

النظريات النفسية:

ترکز النظريات النفسية على سمات الشخصية، والخصائص العقلية للمسيء. وتتضمن الخصائص ضعف تقدير الذات، وثورات مفاجئة من الغضب sudden bursts of anger وضعف التحکم في الاندفاع، وتشير نظريات مختلفة إلى أن خصائص أخرى مثل اضطرابات الشخصية، والمرض النفسي، تمثل عوامل أساسية أيضا، بالإضافة إلى خبرات الإساءة التي مر بها أحد الوالدين أو کليهما في الطفولة، حيث يمکن أن تؤدي بالبعض إلى أن يکونوا أکثر عدوانية کراشدين. وتشير کثير من الدراسات إلى انتشار المرض النفسي بين المسيئين. (Hamberger & Hastings, 1986; 1991; Hart; Dutton & Newloves, 1993 )

وتقترح هذه الدراسات أن 80% من الرجال الذين مارسوا العنف الأسري يعانون من المرض النفسي، واضطرابات الشخصية. وعند تقدير اضطرابات الشخصية في المجتمع العام وجد أنها أعلى من 15-20%، وکشخص عدواني يصبح أکثر معاناة في علاقاته، أما المرض النفسي فقد انتشر في هؤلاء الرجال بنسبة 100%. وکما يشير دوتون Dutton, 1994)) فإن البروفيل النفسي لهؤلاء الرجال يشير إلى شخصيات هامشية borderline personalities تطورت مبکرا. ويقترح البعض أن النظريات النفسية محدودة في تفسيراتها، وأن 10% فقط أو أقل من الحالات تتفق والبروفيل النفسي المقترح، ويرون أن العوامل الاجتماعية مهمة، بينما سمات الشخصية، والمرض العقلي أو النفسي عوامل محدودة lesser factors في تفسيراتها.

النظريات السلوکية:

تقوم هذه النظريات على تحليل السلوک، ولتطبيق تحليل السلوک تستخدم المبادئ الأساسية لنظريات التعلم لتغيير السلوک. والنظريات السلوکية الخاصة بالعنف الأسري ترکز اهتمامها على استخدام التقييم الوظيفي بهدف اختزال حوادث العنف إلى 0%. وتؤدي هذه البرامج إلى علاج السلوک. وغالبا مع تحديد الأولويات والترتيب لأفعال العنف فإنه يمکن تعليم الأشخاص العنيفين ضبط النفس. وحديثا هناک ترکيز کبير على الوقاية، ومنع السلوک العنيف (Shorey; Cornelius & Bell, 2008; Bonem; Stanely- Kime & Corbin, 2008).

نظرية الثروة (المورد): Resource theory

واقترح هذه النظرية وليام جود (Goode, 1971) وفيها يشير إلى أن النساء المعتمدات على أزواجهن من الناحية الاقتصادية (ربات البيوت housewives، والعاطلات unemployed، وذوات الإعاقة) وهن مقدمات الرعاية الأولية للأطفال، يخافون من زيادة الأعباء المالية إذا ترکن أزواجهن. والاعتمادية (التبعية) هنا تعني أن لديهن خيارات محدودة ومصادر قليلة لمساعدة أبنائهم مع، أو تغيير سلوک أزواجهم.

وعندما يشترک الزوجان في السلطة على حد سواء في المنزل تقل حوادث الصراع، وعندما ينشأ الصراع فلا يحتمل أن يصل للعنف. وإذا أراد احد الزوجين أن يکون أکثر سيطرة، وقوة في العلاقة فإنه قد يلجأ إلى الإساءة. وهذا يمکن أن يتضمن الإجبار، والتهديد، والتخويف، والإساءة العاطفية، والإساءة الاقتصادية، والعزلة، ولوم الطرف الآخر، واستخدام الأطفال (التهديد بأخذهم بعيدا عن الطرف الآخر).

الضغوط الاجتماعية: Aneshensel, 1992))

تزداد الضغوط عندما يعيش الفرد في عائلة، بضغوط متزايدة. والضغوط الاجتماعية ترجع إلى عدم التکافؤ الاقتصادي، أو مشکلات أخرى في العائلة قد تزيد من التوتر. والعنف ليس نتيجة دائما للضغوط، ولکن ربما يکون العنف أحد الطرق التي يستجيب بها البعض للضغوط. وتمر الأسر في حالة الفقر على الأرجح بخبرة العنف الأسري، والذي يرجع إلى زيادة الضغوط، والصراعات حول التمويل وعوامل أخرى. ويخمن البعض بأن الفقر قد يفقد أو يعيق قدرة الرجال على العيش بفکرة الرجولة الناجحة successful manhood، ولذا يخافون من فقدان ماء الوجه honor، والاحترام. وتقترح النظرية أنه عندما يکون الرجل غير قادر اقتصاديا على دعم زوجته، ويحافظ على سيطرته، قد يتحول إلى الجريمة، وتعاطي المخدرات، وکره النساء.

نظرية التعلم الاجتماعي: Social learning theory

تقترح نظرية التعلم الاجتماعي أن الناس يتعلمون من خلال الملاحظة والنمذجة لسلوک الآخرين، ومع التدعيم الموجب يستمر السلوک. وإذا لاحظ أحد الأفراد سلوک العنف فإنه على الأرجح سيقوم بتقليده. وإذا لم توجد مترتبات سلبية للسلوک (مثل: تقبل الضحية للعنف، والاستسلام)، فإن هذا السلوک سيستمر. وغالبا ما ينتقل العنف من جيل لآخر بصورة دورية.

القوة والسيطرة: Power and control (Twohey, 2009)

ينشأ العنف في بعض العلاقات الاجتماعية عن الحاجة لإدراک القوة أو السيطرة، کشکل للإرهاب، وتعلم اجتماعي للإساءة. وينسب المسيء جهوده للسيطرة على الشريک إلى انخفاض تقدير الذات، أو الشعور بعدم الکفاءة، وصراعات طفولة غير محلولة، وضغوط الفقر، والعدائية نحو النساء، واضطرابات الشخصية، وميول وراثية، وتأثيرات ثقافية واجتماعية، وتشير کثير من الدراسات والهيئات إلى أن الشخصيات التي تقوم بالإساءة تنتج عن مزيج من عوامل متعددة، بدرجات مختلفة. ووجهة النظر السببية A causalist للعنف الأسري بمثابة إستراتيجية للحصول لاستمرار التحکم في الضحية. وتتفق هذه الوجهة من النظر مع توجه بانکروفت (کلفة الاستفادة) cost-benefit فالإساءة مکافأة للقائم بها بطريقة أو بأخرى، فهي ببساطة تدريب على ممارسة القوة على أهدافه. والدليل على ذلک، أنه في کثير من الحالات يکون المسيء قادر على السيطرة على ذاته، ولکنه يختار عدم القيام بذلک لأسباب مختلفة. ووجهة النظر البديلة تشير إلى أن الإساءة تنشأ عن العجز، والتبرير/الإسقاط powerlessness and externalizing/projecting ومحاولة التدريب على التحکم في الضحية، فالعنف محاولة للحصول على القوة والسيطرة على الضحية، ولکنه حتى عندما يقوم بذلک لا يتمکن من حل مشکلة العجز التي تقوده. ومثل هذه السلوکيات قد تدفع للإدمان، ومن ثم تؤدي إلى الدخول في دائرة العنف، أو الإساءة. ونقد هذا النموذج يقترح أنه أغفل الدراسات التي تربط العنف الأسري بالمشکلات النفسية، وتعاطي المخدرات.

يتضح مما سبق أن أسباب العنف متعددة، ومن الصعب حصرها في أسباب محددة، لاختلاف دوافعه، من فرد لآخر، بل ومن موقف لآخر.

الآثار المترتبة على الإساءة الوالدية:

تشير أمل المسلماني (2008) إلى أن للإساءة تأثير بالغ سواء علي المدى القريب أو البعيد من حياة الطفل، فالطفل الذي يتعرض للإساءة في طفولته قد يصبح عنيفاً، ومشاغباً، قلقاً، أو منطوياً، مکتئباً، وخائفاً، حيث بينت دراسات عديدة وجود ارتباطات دالة بين التعرض للإساءة الجسمية، والانفعالية في الطفولة، وبين ظهور بعض المشکلات النفسية کالاکتئاب، والقلق، وإيذاء الذات، والعنف، واضطرابات الهلع. وفيما يلي عرض لبعض آثار العنف المنزلي على الأبناء:

1-الآثار الجسدية:

يشير جونز وهوران Jones & Horan, 1997)) إلى أن من الآثار الجسدية للعنف الذي يمارسه أحد الوالدين أو کليهما على الأبناء: کسر العظام، والکدمات Bruises، وجروح الرأس، والنزف الداخلي internal bleeding، وقد تتطلب مثل هذه الآثار الرعاية الطبية، والعلاج بالمستشفى. ومن الحالات الصحية المزمنة التي يعاني منها ضحايا العنف الأسري التهابات المفاصل arthritis، واضطراب الأمعاء، والألم المزمن، وآلام بالحوض، والصداع migraines.

2-الآثار النفسية:

يعاني الأفراد الذين يتعرضون للعنف الأسري من درجات مرتفعة من الضغوط، والخوف، والقلق، والاکتئاب، کما يشعرون بالذنب نتيجة الاستفزاز باستمرار، وکونهم هدفا للنقد. وتشير التقارير کما يذکر Vitanza & Vogel, 1995)) إلى أن 60% من الحالات التي تعرضت للعنف الأسري تعاني من اکتئاب، وتزداد معه مخاطر الإقدام على الانتحار. وبالإضافة للاکتئاب يعاني الضحايا عادة من قلق طويل المدى Long-term anxiety، وآلام، يمکن أن تصل بالمحکات التشخيصية إلى اضطراب قلق عام، وهلع Panic. والآثار النفسية الشائعة للعنف الأسري تتمثل في اضطراب ما بعد الضغط (الإجهاد) Post-Traumatic Stress Disorder وتتصف هذه الحالة بتداخل الصور intrusive images، والکوابيس Nightmares، ويرى عديد من الباحثين أن اضطرابات ما بعد الضغط أو الإجهاد هي أفضل تشخيص للمعاناة من الآثار النفسية للعنف المنزلي.

 وتتفق الدراسات على أن تأثيرات العنف الأسري على الأطفال يمکن جمعها في أربع فئات کما يلي (Carlson, 2000; Bragg, 2003; Child Welfare Information Gateway, 2009):

1-الإساءة الجسدية والإهمال: بالإضافة إلى إمکانية الإساءة المباشرة للأطفال، وإهمالهم، فقد يتعرض الطفل للأذى في محاولته الدفاع عن أمه، حين تکون الأم هدفا للعنف.

2- الأمراض الجسمية: يمکن أن يعاني الأطفال من الضغوط المرتبطة بالمرض الجسمي، مثل: الصداع، والطفح الجلدي، والقرح، واضطرابات في المناعة الذاتية autoimmune disorders.

3- العدوان وصعوبات التفاعل مع الأقران: يمکن أن يقلد بعض الأطفال العدوان والعنف الذي يمرون بخبرته في منازلهم، في مقابل أن ينسحب البعض الآخر اجتماعيا لکي يحفظ على نفسه الأمن.

4- سلوکيات عامة: يمکن أن يعاني الأطفال من فقدان الشهية، والکوابيس، والقلق، ونوبات غضب، والتبول اللا إرادي. وغالبا ما يتأخرون في التعلم learning delays، ويعانون من مشکلات في السمع والنطق.

وتشير الدراسات إلى أن العنف في الأسرة ربما يکون عامل الخطر المهم والوحيد لقسوة الأطفال maltreatment. ويجب عزل الأطفال بعيدا، بحيث لا يرون، ولا يسمعون الإساءة فيتأثروا بها. ويعاني الأطفال الذين يتعرضون للإساءة بصورة أعظم؛ فالطفل الذي يشاهد العنف يتأثر به مثل الضحية. والأطفال الذين يرون عواقب الإساءة بعد حدوثها، قد يلاحظون الکدمات، والملابس الممزقة، وأشياء مکسورة، وأثاث محطم، وعيون منتفخة، ووجوه متورمة، يدرکون ويعانون من التوتر، والخوف من المسيء، ولا يشعرون بالأمن. ولذلک فسواء مر الطفل بموقف الإساءة بصورة مباشرة، أن کان هو المساء إليه فيه، أو غير مباشرة -بالتواجد في الموقف- فإن لهذا الموقف تأثير کفي inhibit على النمو الجسمي، والمعرفي، والنفسي، والاجتماعي.

وتشير بوابات المرأة والعائلة (Doorways for Women and Families, 2004) إلى الخصائص المشترکة، والسلوکيات للأطفال في الأسر العنيفة. ومن الطبيعي ألا يکون لجميع الأطفال نفس الخصائص، فالعديد من الأطفال يستطيعون الهرب من العنف بسلام. ومن الناحية الأخرى فإن الکثير من هذه الخصائص توجد في الأطفال في المنازل التي لا يوجد بها عنف جسدي، ولکن توجد أنماط تدل بقوة، بل وتمثل شهادة على التعرض للعنف:

1- السلوک الانسحابي/اللا مبالي؛ اکتئاب الطفولة، واللا اجتماعية، والشعور بالعجز، والمزاجية moody، ومفهوم الذات الضعيف.

2- السلوک العدواني/العنيف؛ الغضب، والتهيج open rage، وضعف تحمل الإحباط، وضعف الاجتماعية poorly socialized، وصعوبة التحکم، وضعف تقدير الذات.

3- الشعور بالخزي، والمذلة للانتساب للعائلة.

4- الشعور بالذنب، والمسئولية عن العنف الأسري.

5- الشعور بالعار Stigma؛ والإحساس بمشاعر مختلفة.

6- المخاوف الطبيعية.

7- الخوف من الحميمية (الألفة) intimacy؛ والارتياب distrustful، والتيقظ vigilant.

8- التوحد مع المعتدي Identification with aggressor (غالبا الذکور).

9- القيم المضطربة Confused values؛ فينظرون إلى القوة الجسمية على أنها الوسيلة المشروعة للتحکم (وخاصة تحکم الرجل في المرأة)، فالحق مع القوي.

10-المشاعر المتناقضة والمتعارضة، والولاء للآباء: مشاعر الحب/الحقد للأبوين؛ الغضب، والشفقة والاحتقار للشخص المسيء؛ والغضب، والخوف، والاحترام للشخص المسيء.

11-الطفل الأبوي Parental child: النضوج المبکر، وعکس الأدوار role reversal.

12-المشکلات، والشکاوى الجسمية.

13-مشکلات التعلم.

14-وفي العلاقة مع الطرف الآخر؛ يستخدم تعبيرات القوة والغضب، بدلا من الحب، والرقة tenderness.

ويرى الباحث أن تأثير العنف على الفرد وشخصيته قد تتوسطه بعض العوامل، بمعنى أن علاقة العنف بأبعاد شخصية الضحايا ليست مباشرة، ولکنها تخضع لبعض العوامل الوسيطة، ولذلک يمکن أن تتأثر بعض الشخصيات بالعنف، ولا تتأثر شخصيات أخرى به بسبب هذه العوامل. فيذکر براج (Bragg, 2003) أن البحوث تشير إلى أن تأثير العنف المنزلي على الطفل يمکن أن تتوسطه عوامل تشمل:

1. طبيعة العنف: فالطفل الذي يشاهد العدوان بصورة متکررة، وحادة يدرک أن العنف نوع من الفشل. وذلک لأنه يخفق في ملاحظة حل الصراع، ويمر هؤلاء الأطفال بضغوط أکبر من أقرانهم الذين يشاهدون أحداث عنف محدودة.

2. استراتيجيات ومهارات التعامل Coping strategies and skills: فالأطفال مع مهارات التعامل المحدودة يخبرون مشکلات أکبر مقارنة بالأطفال ذوي مهارات التعامل القوية، وشبکات الدعم الاجتماعي. والأطفال الذين يستخدمون استراتيجيات حل المشکلة يهدفون مباشرة إلى مصدر الخلاف ويبرهنون بذلک عن أعراض محدودة لسوء التکيف. واستراتيجيات مواجهة المشکلة على سبيل المثال أقل مرغوبية لأنهم يهدفون في الغالب إلى الاستجابة الداخلية لمواقف الضغوط. والتي يمکن أن ينتج عنها طرق تعامل ضعيفة (مثل القول بأن الوالد على حق).

3. عمر الطفل: يميل الأطفال الأصغر إلى إظهار مستويات قلق مرتفعة، وضيق نفسي بدرجة أکبر من أقرانهم الأکبر عمرا. والفروق المرتبطة بالعمر تنتج عن أن الأطفال الأکبر عمرا نمت قدراتهم المعرفية الخاصة بالفهم للعنف، واختيار استراتيجيات التعامل المختلفة للتخفيف من آثاره العاطفية المزعجة.

وبالإضافة للعوامل الثلاثة السابقة يضيف کارلسون وبوابة معلومات رفاهية الطفل إليها ما يلي (Carlson, 2000; Child Welfare Information Gateway, 2009) :

4. الوقت المنقضي على التعرض للعنف: يظهر الأطفال مستويات مرتفعة وبصورة فورية من القلق، والخوف عقب أحداث العنف مباشرة. وهناک ملاحظات محدودة ترى على الأطفال بعد مرور فترة أطول على حادث العنف.

5. الجنس: بصفة عامة، يظهر الأطفال الذکور سلوکيات خارجية ناتجة عن التعرض للعنف مثل العدوان، بينما تظهر الإناث سلوکيات داخلية بصورة أکبر مثل الاکتئاب أو الانسحاب.

6. وجود الطفل في حالة الإساءة الجسدية: فالطفل الذي يشاهد العنف المنزلي ويساء إليه جسديا في خطر زيادة مستويات سوء التوافق النفسي والعاطفي، عن الأطفال الذين يشاهدون العنف ولا يساء إليهم.

ثانيا: العدوان

تعددت التعريفات التي تناولت السلوک العدواني، واختلفت في صياغتها اللغوية، إلا أنها تتفق على أن هناک طرفين لهذا السلوک: وهما المعتدي وهو الشخص الذي يبدأ بالعدوان، والمعتدى عليه وهو شخص آخر أو حيوان أو جماد، أو قد يکون الفرد ذاته إذا کان العدوان موجهاً نحو الذات، ومن هذه التعريفات:

- العدوان: الاستجابة التي تعقب الإحباط، و يراد بها إلحاق الأذى بفرد آخر أو حتى بالفرد نفسه، ويتدرج العدوان من الاعتداء البدني على الآخرين، إلى التهجم اللفظي، والتأنيب، والاستخفاف بالآخرين، والسخرية منهم (العقاد، 2001: 98).

- والسلوک العدواني هو کل فعل يتسم بالعداء تجاه الموضوع أو الذات، و يهدف إلى التدمير. ويرى أدلر ِAdler أنه أي مظهر لإرادة القوة، بينما يعتبره دولارد Dollard وکثير من السلوکيين، فعل يمثل استجابة تهدف إلى إلحاق الأذى بکائن ما ( في: الشربيني، 2002: 73).

- والعدوان نوع من السلوک أو الأفعال المصحوبة بالغضب والتوتر والکراهية. ويعرف مينز العدوان بأنه کل سلوک يؤدي إلى إيقاع الأذى بالآخرين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع توفر عامل الاستمتاع بنواتج السلوک، وبذلک يجب عدم اعتبار أي ضرر أو أذى نوعاً من العدوان (في: الدسوقي، 2001: 52).

- العدوان: سلوک يتسم بالعناد والتحدي، ويهدف منه الفرد إلى إلحاق الضرر بالذات أو بالآخرين، سواء ضرر بدني، أو لفظي، أو تخريب الممتلکات العامة، أو اغتصاب لحقوق الغير (مندوه، 2004: 45).

تعقيب

- أشارت بعض التعريفات السابقة إلى أنواع السلوک العدواني، مثل العدوان البدني، أو اللفظي، وإيذاء الذات، أو عدوان على المرافق أو الأشياء.

- تجمع التعريفات على أن السلوک العدواني يهدف إلى إلحاق الأذى بالطرف الآخر، والاستمتاع بذلک.

- أشارت بعض التعريفات إلى مصاحبة الغضب، والإحباط، والتوتر للعدوان.

بعض النظريات المفسرة للعدوان:

1- نظرية التعلم الاجتماعي:

ومن رواد هذه النظرية باندورا Bandura والذي يشير إلى أن السلوک العدواني هو ناتج عن مخزون سابق من مشاهد، أو مواقف مر بها الفرد يستدعيها في مواقف مشابهة
(Kirch, 2006: 51). وأن السلوک العدواني ناتج عن تقليد الآخرين. کما ترى هذه النظرية بأن معظم العدوان الإنساني يرجع إلى عناصر التعلم الاجتماعي، وأن لسلوک العدوان خصائص إجرائية تعمل على استمرار حدوثه، إذا کانت النتائج معززة إيجابياً أو ذات فعالية في إنهاء الأحداث المزعجة (ناصر الدين، د.ت: 3). ولذلک ووفقا لهذه النظرية فإن السلوک العدواني سلوک يتعلمه الأبناء من الآباء في مواقف التفاعل الاجتماعي، وخاصة إذا تم تعزيز الأبناء بصورة مباشرة على سلوکهم، أو هو نوع من المحاکاة يقوم بها الأبناء لتقليد سلوک الآباء.

وتعد نظرية التعلم الاجتماعي بمثابة منهج أکثر تفاؤلاً بخصوص التحکم في السلوک العدواني، لأنها تؤکد أن السلوک أمر يتعلمه الفرد لذلک يمکن إعادة تعلمه، فإذا تم دمج معايير اجتماعية جديدة، فسوف يکون تقدير الفرد للمواقف مختلفاً، وسوف يقل احتمال ظهور السلوک العدواني. ويقترح باندورا کذلک أن التقدير المعرفي سوف يکون أداة مفيدة في دوافع السلوک العدواني (ويليامز وبارلو، 2005: 14).

2- نظرية الإحباط – العدوان:

تقول هذه النظرية بأن الإحباط يولد دافعاً، ويصبح من الضروري بالنسبة للفرد العمل على خفض الدافع، فالإحباط يولد الدافع للعدوان، ويمکن خفض الدافع بممارسة سلوک العدوان (ناصر الدين، د.ت: 14). ويمکن تفسير ذلک بأن الإحباط ينتج عن إعادة السلوک الموجه، ومنعه مما يؤدي إلى إثارة الدافع العدواني، والذي يؤدي إلى أداء الأفعال العدوانية الظاهرة (باظه، 2008: 131).

و قد أشار (زيلمان) إلى أن دراسة مستوى ظهور السلوک العدواني أکثر أهمية من مجرد دراسة الدافع، حيث يرجع ذلک إلى أن ملاحظته وتقييمه أکثر سهولة، والدافع هنا هو إحباط الفرد نتيجة للحرمان من شيء، أو الفشل في موقف ما (ويليامز وبارلو، 2005: 14). ووفقا لهذه الوجهة من النظر فإن العدوان ينتج عن مواقف الإحباط التي يمر بها الفرد في أسرته نتيجة التضييق عليه، والتشدد معه، وممارسة أساليب غير سوية في التربية.

ويمکن أن يفسر العدوان بأنه تعلم اجتماعي ينشأ عن الثواب والعقاب، أو ينشأ عن تقليد النماذج العدوانية. ويفسر عند المشتغلين بالتحليل النفسي على أنه مظهر للسلطة، والسيطرة، أو الرغبة في التميز، وأقرب التفسيرات إلى النواحي الکمية الموضوعية هو التحليل العاملي الذي يعد العدوان القطب الموجب في عامل ثنائي القطبية، و قطبه السالب هو الخجل والحياء (السيد وعبد الرحمن، 1999: 14).

 

دوافع السلوک العدواني:

قد يکون الشخص ذا طبيعة عدوانية فيبدأ بعدوانيته تجاه الهدف أو أن يکون السلوک العدواني لدى الفرد رد فعل لاعتداء الآخرين عليه، وقد يکون رداً على الإحباط أو الغضب، أو نتيجة لهما. وفيما يلي بعض دوافع السلوک العدواني المرتبطة بموضوع البحث (ملحم، 2007: 152- 154):

1- الرغبة في التخلص من السلطة: يظهر السلوک العدواني عند الطفل عندما تلح عليه الرغبة في التخلص من ضغوط الکبار عليه، والتي تحول في کثير من الأحيان دون تحقيق رغباته.

2- الشعور بالنقص: إن شعور الطفل بالنقص الجسمي أو العقلي عن بقية الأطفال من حوله يمثل بالنسبة له منطلقا لظهور مشاعر الغيرة، والعدوانية عنده.

3- الرغبة في جذب الانتباه: قد يقوم بعض الأطفال باجتذاب انتباه الآخرين وذلک بإبراز قوتهم أمام الکبار والعدوانية ضد الآخرين.

4- العقاب الجسدي: إن عقاب الطفل جسديا من قبل أسرته، أو أي طرف يجعله يدعم في ذاکرته أن سلوک العدوان وإبراز القوة شيء مسموح به، فيمارس سلوک العدوان ضد الآخرين الذين يکونون في الغالب أضعف منه جسديا.

5- الأساليب غير السوية في التنشئة: مثل استخدام أساليب خاطئة أثناء التعامل مع الطفل، کالمغالاة في اللوم، أو نقده نقدا عنيفا، وعدم إحساس الطفل بوجوده الاجتماعي داخل الأسرة، والعنف في الأسرة، سواء کان موجها نحو الطفل، أو شريک الحياة.

6- رغبة الطفل في الاستقلال عن الکبار: فعدم قدرة الطفل على تکوين علاقات اجتماعية، والشعور بعدم الأمان، وتعرضه لأزمات نفسية، دوافع للعدوان (مختار، 2001: 58-60).

7- کما أن هناک ارتباط بين العدوانية وقسوة الأمهات في تدريب أطفالهن على عادات مواجهة العقبات (الشربيني وصادق، 2000: 38).

ثالثا: توکيد الذات

تعددت تعريفات مفهوم توکيد الذات بين الباحثين، فهناک من ينظر إلى توکيد الذات باعتباره حرية التعبير عن المشاعر، مثل:

  • توکيد الذات هو: التعبير بشکل إيجابي عن المشاعر الايجابية مثل: الاستحسان، والتقبل، والاهتمام، والود، والمشارکة، والصداقة، والإعجاب، أو التعبير عن المشاعر السلبية مثل: الرفض وعدم التقبل، والألم، والاستياء، والحزن، والشک دونما تردد، أو تراجع، أو المرور بأي قدر من القلق، وکذلک دونما إضرار بالآخرين أو الذات (عليان، 1992: 25).
  • توکيد الذات: السلوک الذي يمکن الفرد من التصرف بأسلوب حسن، وأن يدافع عن نفسه دون قلق، ويعبر عن حقوقه، ويطالب بها دون الاعتداء على حقوق الآخرين(Alberti & Emmons, 2001).

وهناک من يعرف توکيد الذات على أنه مهارة، مثل:

  • توکيد الذات: مهارة سلوکية لفظية، وغير لفظية، موقفية، متعلمة، وذات فاعلية نسبية، وتتضمن تعبير الفرد عن المشاعر الإيجابية والسلبية بصورة ملائمة، ومقاومة الضغوط التي يمارسها الآخرون لإجباره على إتيان ما لا يرغبه، والکف عن فعل ما يرغبه (فرج، 1998: 59).
  • توکيد الذات: مهارة تشمل القدرة على الرفض والطلب بأسلوب مناسب، والقدرة على إبداء الرأي في المواقف التي يتعرض لها الفرد، ورفض الطلبات غير المقبولة (Sorensen & Commedore, 1998).

وهناک من ينظر إلى توکيد الذات باعتباره قدرة، مثل:

  • توکيد الذات: قدرة الفرد على التعبير عن آرائه، ومعتقداته نحو الآخرين بطريقة مقبولة اجتماعيا، والدفاع عن الحقوق، ويتضمن ذلک حق التعبير عن الذات دون المساس بحقوق الآخرين (الهجين، 1998: 53).
  • توکيد الذات: قدرة الفرد على التعبير الملائم عن أي انفعال فيما عدا القلق نحو المواقف المختلفة في إطار الالتزام بالمعايير والقيم الاجتماعية (عبد العزيز وهدية، 2000: 20).
  • توکيد الذات: القدرة على ضبط النفس بصورة تتيح للفرد حرية الانفعال تجاه الأفراد والموضوعات للتعبير عن نفسه، والمطالبة بحقوقه تخفيفا لحدة التوتر والقلق النفسي لديه، مع مراعاة حقوق الآخرين (عبد المعطي، 2001: 145).

ويرى الباحث أنه بالرغم من الاختلاف الظاهر بين التعريفات إلا أنها تتضمن مبادأة الفرد، وحسن التصرف، والتعبير عن حقوقه مع مراعاة حقوق الآخرين.

أساليب تنمية توکيد الذات:

يتعلم الأطفال في الأسرة من خلال المشارکة في الأنشطة المختلفة بالتقليد والمحاکاة، وملاحظة الآخرين. وفي ضوء ذلک يمکن تنمية توکيد الذات في الأسرة من خلال ما يلي:

  1. التعلم بالنمذجة: حيث يتعلم الفرد من خلال ملاحظة نموذج يؤدي سلوکيات معينة. ولذلک يمکن أن يقوم الأبناء بمحاکاة سلوکيات الآباء، فهم القدوة والنماذج بالنسبة لهم. فيحاکي الأولاد الآباء، وتحاکي البنات الأمهات. ولذلک يمکن أن يکون الأولاد في الأسر التي يسود فيها العنف أکثر عدوانية، إذا لم تتدخل عوامل أخرى وسيطة للحد من هذا التأثير، وتميل البنات إلى أن يکن أکثر خضوعا واستسلاما. وهنا المشکلة، فيمکن أن يؤکد الفرد ذاته –من وجهة نظره- عن طريق العدوان.
  2. التعزيز: يشير التعزيز إلى أي شيء يمکن أن يزيد من احتمال تکرار الاستجابة. وتعزيز الآباء لسلوک أبنائهم في صورة التشجيع، والمکافأة، أو حتى بعدم التعليق على ما يقومون به من سلوک من العوامل التي تساعد في تنمية توکيد الذات.
  3. تشجيع التعبير عن الذات وإبداء الرأي: من المهم في المنزل السماح للأبناء بأن يکون لهم الرأي، وأن نحترم تفکيرهم، وخاصة في وجود الآخرين لأن ذلک من العوامل التي تنمي توکيد، والثقة بالذات لديهم.

العلاقة بين متغيرات البحث:

يظهر الأطفال المساء إليهم في عمر المدرسة کما يذکر تير (Terr, 1991) مستويات کلينيکية من القلق، والضغوط، وبدون العلاج فإن مثل هؤلاء الأطفال في خطر الانحراف (الجنوح) وتعاطي المخدرات، والرسوب في المدرسة، والصعوبات في علاقاتهم الخاصة. ويظهر الأطفال مدى کبيرا من ردود الأفعال نتيجة التعرض للعنف في المنزل. ويتصف الأطفال في نهاية المرحلة الابتدائية، والمرحلة الإعدادية (المتوسطة) بالقدرة على التعبير الخارجي عن السلوکيات السلبية (التعبير اللفظي). ويعانون من القلق (مشکلات في النوم، واضطرابات الأکل، والکوابيس)، وفقدان الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية، وضعف مفهوم الذات، والانسحاب، أو تجنب العلاقات مع الأقران، والتمرد، والسلوک المعارض في المدرسة.

ومن الشائع لدى الأطفال المساء إليهم ملاحظة نوبات الغضب، والهياج، وتکرار العراک في المدرسة، أو بين الأشقاء، وتحطيم الأشياء، ومعاملة الحيوانات بقسوة، وتهديد الأقران أو الآخرين بالعنف (مثل أعطني القلم وإلا ضربتک)، ومحاولة الحصول على (لفت) الانتباه من خلال الضرب، أو الرفس أو الخنق للأشقاء أو الأقران. وتميل الإناث بصورة أکبر إلى الانسحاب. والمراهقون في خطر الفشل الأکاديمي، والرسوب في المدرسة، وتعاطي المخدرات. ويقترح بعض الباحثين أن تاريخ العائلة في العنف عامل مهم يميز بوضوح بين الشاب الجانح وغير الجانح (SASS, 1996).

وفي المقابل، فإن الابن الذي ينشأ في ظل علاقات والدية سوية وإيجابية معه تعد بمثابة سند قوي يدفعه إلى الانطلاق للحياة والتفاعل مع أحداثها بصلابة وقوة ومرونة، ويکون شخصا طموحا متوافقا، ويساعده في ذلک توکيده لذاته المکتسب لديه منذ الصغر في ظل البنية الوالدية الآمنة. أما الإساءة الوالدية المتعددة فإنها تولد أبناء سلبيين غير قادرين على التوافق أو اتخاذ أي قرار في حياتهم، وذلک لأنهم لم يجدوا من ينمي صلابتهم النفسية منذ الصغر، ويدعم روح الاستقلالية لديهم ويشعرهم بقيمتهم، واقتدارهم، وکفايتهم (حفني، 2007: 38).

وتؤکد کوبازا أن نشأة الصلابة النفسية تکمن وراء العلاقة الإيجابية الدافئة المتفاعلة بقبول وحب وحنان الوالدين للأبناء حيث تمثل تلک العلاقة لهم أهم سند اجتماعي، وتجعلهم أکثر شعورًا بالفاعلية عند مواجهة الضغوط، فإدراک الأبناء لتلک المودة الوالدية واعتقادهم أنهم محبوبين، ومع اقتران هذا بإعطائهم قدرًا متوازيًا من الحرية في اتخاذ القرارات فإن هذا يزيدهم شعورًا بالثقة والکفاية ويجعلهم أکثر قدرة على المثابرة والتحدي، فالدفء المدرک لديهم يجعلهم يکونون صيغة ذاتية موجبة عن الذات والعالم والمستقبل، وأنه بالإمکان تخطى الأزمات والمشاکل بنجاح. أما الإساءة الوالدية فإنها تؤثر على الصلابة النفسية للأبناء، وتقلل من قدرتهم على التحکم والتحدي، ويمکن القول هنا أنه – أي العنف – يقتل تلک البنية الصغيرة في مهدها والتي تکون قابلة للنمو والاستمرار في نفوس الأبناء (مخيمر، 277:1997).

إن الخطر الأساسي على الأبناء وخاصة الذکور هو أن يصبحوا عدوانيين في الرشد نتيجة التعرض للعنف الأسري کأطفال. أما البنات اللاتي تتعرضن للعنف فيملن أکثر إلى أن يکن ضحايا للإساءة الأسرية کراشدات. وفيما يلي تأثيرات أخرى للعنف (Walton, 2005).:

1- يصبح الأطفال الذين يتعرضون للعنف أکثر عدوانية من أقرانهم. ويميلون على الأرجح إلى العدوان الجسمي ضد أقرانهم.

2- يظهرون الاکتئاب، والقلق، والخوف، والأرق insomnia، وانخفاض تقدير، وتوکيد الذات.

3- يبرهنون على ضعف قدراتهم المعرفية، ويعانون من صعوبة في الانتباه، ويکون انجازهم ضعيفا في المدرسة مقارنة بأقرانهم، ودرجاتهم ضعيفة في المهارات العقلية، والحرکية، واللفظية.

4- يظهرون بعض الأعراض الجسمية مثل الصداع، واضطرابات المعدة، والربو، والقرح، والإسهال کرد فعل للضغوط المتزايدة التي يتعرضون لها.

ويحذر الباحثون من أن الأطفال لا يتأثرون بنفس الطريقة عندما يتعرضون للعنف الأسري. فبعض الأطفال أکثر مرونة من آخرين، ويتأثرون بمشاهدة العنف في حالات خاصة. ويحدد الخبراء عوامل مختلفة للحماية أو الوقاية تقلل من التأثيرات المحتملة على الأطفال، تشمل:

1- مستوى العنف في کل أسرة.

2- الدرجة التي يتعرض بها الطفل للعدوان.

3- وجود أو غياب العوامل الضاغطة الأخرى في بيئة الطفل.

4- وجود أو غياب عوامل الأذى التي يواجهها الطفل.

5- مهارات تعامل خاصة بالطفل.

6- عوامل وقائية أخرى، مثل علاقات الطفل بالراشدين في المنزل، أو العلاقات القوية مع الراشدين الآخرين مثل الأقارب، أو المعلمين.

وتشير الدراسات المختلفة إلى أن الطفل يتعلم العدوان من خلال ما يلي:

1- مشاهدة أحد الوالدين أوکليهما في مواقف العنف.

2- تشجيع الآباء لأبنائهم.

3- ألعاب الأطفال التي تشمل الأسلحة، والمسدسات.

4- تشجيع العنف من خلال الرياضات والألعاب التنافسية.

5- مشاهدة العنف، والعدوان في برامج التسلية التليفزيونية، وألعاب الحاسوب.

وفي المقابل فإن العوامل التالية تحد من درجة العدوانية، وتحسن من درجة توکيد الذات لدى الأبناء:

1- التعرض لنماذج سلوکية موجبة بدرجة أکبر من النماذج السلبية.

2- التقدير المرتفع للذات.

3- العيش في العائلات الممتدة.

4- التفاعل مع النماذج السابقة في المجتمع.

5- الدعم من الأسرة، والمعلمين، والأصدقاء.

6- اشتراک أفراد العائلة في الأنشطة التي تتصف بالتبادلية، والاستقلالية.

7- أساس ديني أو روحي يتصف به الطفل.

دراسات سابقة:

يعرض الباحث عددا من الدراسات التي تناولت متغيرات الدراسة الحالية، مع الترکيز على أهم ما توصلت إليه من نتائج ترتبط بالدراسة الحالية وفقا للمحاور التالية:

  • أولا: دراسات تناولت علاقة العنف الأسري والعدوان.
  • ثانيا: دراسات تناولت علاقة العنف الأسري وتوکيد الذات.

ويتبع ذلک تعقيب على هذه الدراسات، وأخيرا فروض البحث.

أولا: دراسات تناولت علاقة العنف الأسري والعدوان.

يعرض الباحث في هذا المحور الدراسات التي تناولت أساليب التربية الأسرية، والعنف الأسري من ناحية وعلاقتها بالعدوان.

استهدفت دراسة منيرة آل سعود (1421ه) التعرف على معدل حدوث حالات إيذاء الأطفال من خلال مراجعة المستشفيات في مدينة الرياض .وأنواع الإيذاء، وأسبابه، وخصائص الأطفال المتعرضين للإيذاء، وکذلک خصائص أسرهم، والمعوقات المجتمعية والمؤسسية – إن وجدت– التي تحول دون مساعدة الأطفال المتعرضين للإيذاء على الوجه الأمثل .وتم جمع بيانات هذه الدراسة من خلال الرجوع إلى عشر مستشفيات في مدينة الرياض، وجمعت بيانات هذه الدراسة عن طريق تطبيق استبيان على 182 ممارساً مهنياً (أخصائيون اجتماعيون، وأطباء الأطفال، وأطباء نفسيين، وأطباء، وأخصائيون نفسيون، ومتخصصون آخرون في المستشفيات). وانتهت الدراسة إلى ما يلي:

  • أکثر أنواع إيذاء الأطفال التي تعامل معها الممارسون هي حالات الإيذاء البدني، ويليها حالات الأطفال المتعرضين للإهمال، ثم حالات الإيذاء النفسي، ويليها الإيذاء الجنسي، ثم من يتعرضون لأکثر من نوع من الأذى من هذه الحالات التي تعامل معها الممارسون في المستشفيات. وکانت غالبية الحالات التي تعامل معها الممارسون قد وقع فيها الإيذاء على الأطفال من قبل أحد الوالدين، وکانت نسبة کبيرة منهم ممن تقل أعمارهم عن عامين وتتزايد نسبة الأطفال المتعرضين للإيذاء کلما کان العمر الزمني أصغر.
  • من أبرز صفات أسر الأطفال المتعرضين للإيذاء من الذين تعامل معهم الممارسـون هي أنها ذات دخل منخفض، کما أنها مفککة. أما أسباب تعرض هؤلاء الأطفال للإيذاء فتعود إلى وجود مشـکلات بين والدي الطفل المتـعرض للإيذاء بالإضافة إلى الأسباب والعوامل الأخرى .
  • واجه الممارسون المهنيون في المستشفيات من مفردات العينة مجموعة من المعوقات عند التعامل مع حالات إيذاء الأطفال، وکان أهمها عدم تعاون أسرة الطفل المتعرض للإيذاء.

وقد استهدفت دراسة الشقيرات والمصري (2001) تحديد طرق إساءة الآباء اللفظية للأبناء، وعلاقة الإساءة بالمستوى الاقتصادي للأسرة، وعدد الأبناء. وقد تکونت عينة الدراسة من (1673) طالبا وطالبة، وکان متوسط أعمارهم 14,5) سنة) من محافظة الکرک بالعراق.
صمم الباحثان استبيانا وضعت فيها الألفاظ المستعملة من قبل الوالدين في الإساءة اللفظية ضد الأطفال في 16 فئة. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الألفاظ المستعملة من قبل الوالدين في الإساءة اللفظية للأبناء تشمل ألفاظا لها علاقة بالزجر والتوبيخ والتهديد، وتقليل القدرات العقلية، وتشبيه الطفل بالجماد والحيوان، وألفاظا لها علاقة بالنظافة الشخصية للطفل، والدعوة بالمرض، ورفض الطفل، وشتم الوالدين، وکرامة الطفل، وسلوکيات أخرى مثل کثرة الأکل والنوم، وألفاظا ذات مرجع جنسي، وألفاظا ذات علاقة بالذات الإلهية. کما أشارت النتائج إلى أنه کلما زاد استخدام الإساءة اللفظية ضد الأطفال زادت شدة تأثرهم بها، وأن الذکور أکثر تعرضا لتکرار الإساءة اللفظية من الإناث، وأن الإناث أکثر تأثرا بالإساءة اللفظية من الذکور. کذلک أشارت النتائج إلى أن زيادة عدد أفراد الأسرة يزيد من استخدام الآباء للإساءة اللفظية، کما أن الوالدين ذوي الدخل المتدني أکثر استخداما لأساليب الإساءة.

وهدفت دراسة الهنداوي وزملاؤه (1423ه) إجراء مقارنة بين فئتي العدوانيين وغير العدوانيين في أساليب التنشئة الوالدية المدرکة التي تقوم على الديمقراطية والتسلط والإهمال من قبل الطلبة، ومقارنة مفهوم الذات الأکاديمي عند هاتين الفئتين أيضاً. وقد تکونت عينة الدراسة من (446) طالباً وطالبة من طلبة الصف التاسع الأساسي في محافظات جنوب الأردن نصفهم من العدوانيين والنصف الآخر من غير العدوانيين. تم تطبيق مقياس أساليب التنشئة الوالدية (الديمقراطية، والتسلط، والإهمال) في صورتيه (أ) للأب، (ب) للأم کما يدرکها الأبناء، ومقياس مفهوم الذات الأکاديمي على عينة الدراسة الذين تم اختيار العدوانيين منهم من قبل معلميهم ومعلماتهم. وأظهرت النتائج أن الطلبة غير العدوانيين يعاملهم الآباء والأمهات بأساليب ديمقراطية أفضل. کما بينت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات الدرجات التي حصل عليها الطلبة العدوانيون على مقياس أساليب التنشئة الوالدية التي تقوم على التسلط والإهمال والدرجات التي حصل عليها غير العدوانيين، حيث يعاني الطلبة العدوانيين ذکوراً وإناثا من تسلط وإهمال الآباء والأمهات في المعاملة. کما بينت الدراسة وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الطلبة غير العدوانيين والعدوانيين على مقياس مفهوم الذات الأکاديمي، وکان المتوسط عند غير العدوانيين أعلى منه عند العدوانيين. أما بالنسبة للنتائج المتعلقة بالجنس فقد کانت الفروق بين متوسطات درجات الذکور والإناث على مقياس أساليب التنشئة الوالدية التسلطية دالة إحصائيا أي کان إدراک الذکور لأساليب التنشئة الوالدية التسلطية التي يمارسها الآباء والأمهات عليهم أعلى من إدراک الإناث لتلک الأساليب، کما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا بين الإناث والذکور على مقياس مفهوم الذات الأکاديمي، إذ کانت متوسطات الإناث أعلى من تلک التي حصل عليها الذکور.

واستهدفت دراسة جونز وجاردنر (Jones & Gardner, 2002: 32-47) تحديد علاقة بعض المتغيرات بالاتجاه نحو العنف الأسري، واستخدام التفکير، والعدوان اللفظي، ووسائل الصراع العنيفة لطلاب المدارس العليا. وقد تکونت عينة الدراسة من 122طالبا بالمدارس العليا، تم فحص متغيرات: الجنس، وتقدير الذات، والاتجاهات نحو التعايش attitudes toward cohabitation وانفتاحية الأسرة، ودخل الآباء السنوي، والسلالة وعلاقتها بالاتجاه نحو العنف. وقد أشارت النتائج إلى أن الأسر التي تتصف بالانفتاحية مع استخدام التفکير في الصراعات اليومية أقل عنفا، بينما يرتبط انخفاض تقدير الذات لدى الآباء بارتفاع درجة عدوانهم اللفظي.

واستهدفت دراسة الحميدي (2003) بحث علاقة السلوک العدواني بأساليب المعاملة الوالدية لدى عينة من (834) طالباً وطالبة تم اختيارهم بطريقة عشوائية ممن ينتمون إلى الجنسية القطرية وتتراوح أعمارهم بين (13-15) عاماً وقد تم تقسيمهم إلى أربعة مجموعات وفقاً لأربع متغيرات هي: الجنس ذکور / إناث، الصف الدراسي (الأول الإعدادي/الثالث الإعدادي)، الحالة الاجتماعية للوالدين (يقيمان معاً / منفصلان / حالات وفاة)، والمستوى التعليمي للأب (عال / متوسط / دون المتوسط). طبق عليهم مقياس السلوک العدواني ومقياس أساليب المعاملة الوالدية (إعداد الباحثة). وقد انتهت الدراسة إلى:

1- اختلاف أساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها الطلاب والطالبات بالمرحلة الإعدادية بدولة قطر باختلاف متغيرات (الجنس، الصف الدراسي، الحالة الاجتماعية، مستوى تعليم الأب).

2- ازدياد درجة السلوک العدواني لدى کل من الطلاب والطالبات عينة الدراسة الحالية بالمرحلة الإعدادية بدولة قطر ممن يخبرون أساليب معاملة والدية سالبة عن نظرائهم ممن يخبرون أساليب معاملة والدية موجبة وذلک في بعض أبعاد مقياس السلوک العدواني.

واستهدفت دراسة مکلوسکي وليکتر (McCloskey & Lichter, 2003: 390-412) تحديد مدى إسهام العنف الزوجي في عدوانية المراهقين، وقد تم قياس الأشکال المختلفة للعدوان لدى 296 شاب وفتاة شارکوا في هذه الدراسة، وتضمن ذلک عائلاتهم التي تتصف بالعنف. وقد أقر الشباب بالعدوان الجسدي مع أقران من نفس الجنس. کما تم جمع بيانات عن الاکتئاب، والتعاطف من خلال المقاييس المناسبة. وقد وجد أن التعرض في مرحلة الطفولة للعنف منبئ عن العدوانية تجاه الأقران لجميع الشباب. کما يرتبط العنف بعدوانية الأبناء تجاه الآباء child-to-parent aggression وذلک فقط للشباب فوق 18 عاما. کما وجد أن الشباب من المنازل التي تتصف بالعنف کانوا أکثر معاناة من الاکتئاب کمراهقين. وبالرغم من أن العنف لا يرتبط بالتعاطف في المراهقة إلا أنه وجد أن الشباب المتعاطف قليلا ما ينشغل بالعدوان نحو الأقران، وکذلک ليس لهم تاريخ عدواني dating aggression. وتشير النتائج إلى أهمية التأکيد على مشکلات الصحة النفسية وبناء التعاطف في الشباب الذين يتعرضون للعنف.

واستهدفت دراسة سليمة (2005) الکشف عن العلاقة بين الأسرة والتنشئة الاجتماعية من ناحية والعنف المدرسي من ناحية أخرى. وقد تکونت عينة الدراسة من (504( تلميذا، (399) من الذکور و(105) من الإناث، وهؤلاء الطلبة کانوا من ببين أکثر الطلاب المشهود لهم بالعنف والشغب وعدم الانضباط داخل المدرسة. ومن خلال المقابلات، واستبيان أساليب التنشئة الأسرية، تم التوصل للنتائج التالية:

1- تؤدي العوامل الأسرية المتمثلة في: نمط التربية السيئة من المعاملة القاسية، وعدم العناية الوالدية، والتفرقة بين الأبناء إلى العنف.

2- تؤدي مجموعة العوامل الداخلية (الإحباط، والملل، والکبت)، والعوامل الخارجية(الفقر، والتعرض للظلم، ووسائل الإعلام، ورفقاء السوء...) التي يعيشها الأبناء إلى العنف.

3- إن التباين في المعاملة المدرسية التي ينتهجها مجتمع المدرسة (الإدارة المدرسية، والمعلم) في معاملة التلميذ تؤدي إلى سلوک العنف.

واستهدفت دراسة ثومبس وزملاؤه et al., 2007: 1-9) (Thombs الاستفسار عن مدى أهمية الإساءة في مرحلة الطفولة للمرضى البيض والسود. وقد تکونت عينة الدراسة من 832 مفحوصا تم الاستعلام منهم عن طريق التليفون في عام 1997، وعدد 967 آخرين في عام 2003. وتم الاستفسار من أفراد العينة عن الإساءة الجسمية، والانفعالية، والجنسية في مرحلة الطفولة. ولم توضح نتائج الدراسة وجود فروق واضحة للعقاب الجسمي کناتج عن الإساءة الجسمية وذلک لعينة الأفراد السود، وربما يرجع ذلک إلى أن استجابات السود لم تکن بالوضوح الکافي. ويذکر السود خبرات سيئة بصورة أقل من البيض، وربما يوضح ذلک أن العقاب الجسمي يستخدم بصورة أکبر، ويکون له دور مختلف في السود عنه في البيض. ويذکر أفراد العينة أنهم عوقبوا بأجسام صلبة ترکت علامات بأجسامهم، أو لاحظها أشخاص آخرون.

وافترضت دراسة نورمان وريان , 2008: 561-566) (Norman & Ryan أن الذکور الذين يقعون ضحايا العنف الأسري في المراحل المبکرة ويدخلون عملية علاج تتضمن إعادة البناء المعرفي سوف يظهرون مستويات أعلى من العدوانية مقارنة بأقرانهم في المراحل المتأخرة من عملية العلاج. وقد تم اختيار عينة من الضحايا لعملية العلاج من خلال أداة روزنفيج Rosenzweig وتم تسجيل استجاباتهم من قبل أفراد مدربين، وباستخدام مربع کاي تم التوصل إلى أن الأشخاص العدوانيين في الربع الأول من العلاج أظهروا استجابات تشير إلى عدوانية مرتفعة، بينما في الربع الأخير کانت الاستجابات تشير إلى انخفاض درجة العدوانية. وتؤکد هذه الدراسة أهمية استخدام أداة روزنفيج کمؤشر على التقدم في العلاج.

واستهدفت دراسة شوري وزملاؤه (Shorey et al., 2010) تحديد علاقة سمة الغضب، والاندفاعية impulsivity، والعدوان الجسمي، والنفسي، والعدوانية العامة لدى النساء اللاتي يتم توقيفهن بسبب العدوان المنزلي (ن=80). وتشير النتائج إلى أن کلا من الاندفاعية، وسمة الغضب ترتبطان ارتباطا دالا بارتکاب العدوان، وتتوسط سمة الغضب العلاقة بين الاندفاعية وارتکاب العدوان.

ويشير ستانلي وزملاؤه (Stanley et al., 2010: 2372-2391) إلى أن بلاغات وملاحظات الشرطة عن حوادث العنف المنزلي لتوفير حماية للأطفال هي اعتراف بالأذى الذي يسببه العنف الأسري على الأطفال. وهذه البلاغات تبرهن عن الحاجة لخدمات رعاية الأطفال ضحايا العنف الأسري. وتمثل هذه الدراسة أول بحث في المملکة المتحدة يهتم ببلاغات العنف الأسري بتعمق، ويختبر الصلة بين الشرطة وخدمات حماية الأطفال في حوادث العنف الأسري. ويذکر البحث أن 251 بلاغا تسلمته الشرطة لحوادث العنف الأسري الذي يتضمن أطفالا، وجد موظفو الخدمات الاجتماعية أن هذه البلاغات تحمل معلومات محدودة عن خبرات الأطفال الخاصة بالعنف الأسري. ولوحظ أن 40% من الأسر لم يکن لها أي تواصل مع خدمات حماية الأطفال في المنطقة، وتسببت البلاغات في التدخل الاجتماعي لنحو 5% فقط من الحالات، کما أشارت الدراسة إلى أن الحاجة ماسة وملحة إلى تحسين مداخل التواصل بين الشرطة وخدمات الحماية في علاقتها بالأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري.

وهدفت دراسة الصبان (2011: 1-56) إلى الکشف عن خبرات العنف الأسري والمدرسي لدى عينة من طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية بمکة المکرمة. وتکونت عينة الدراسة من 860 طالبة بالمرحلتين طبق عليهن مقياس خبرات العنف من إعداد الباحثة. وتشير النتائج إلى أن عنف طالبات المرحلة المتوسطة کان أعلى من طالبات المرحلة الثانوية في بعد العنف من الزميلات، والعنف الجسدي، والعنف المدرسي، بينما کان عنف طالبات المرحلة الثانوية النفسي، والعنف الموجه من الزميلات، والمعلمات وإدارة المدرسة أعلى من طالبات المرحلة المتوسطة. وکانت الطالبات من المستويات التعليمية الضعيفة أکثر تعرضا للعنف.

وقد استهدفت دراسة کوفمان وزملاؤه (Kaufman et al., 2011: 2042-2072) تحديد خصائص الأطفال الذين يتعرضون للعنف، وقد تم جمع بيانات هذه الدراسة من 10 مجتمعات (جاليات) تم الاهتمام فيها بخصائص الأطفال الصغار الذين يتعرضون للعنف الأسري، وهذه البيانات تم الحصول عليها من محامين خاصين بالعنف الأسري. والهدف من هذه الدراسة هو تحديد خصائص الأطفال وآباءهم الذين يبحثون عن المساعدة لمشکلاتهم النفسية المتعلقة بالتعرض لعنف المجتمع والأسرة. وتشير النتائج إلى أن نحو 25% من الأطفال، 50% من الآباء يظهرون مستويات ضغوط کلينيکية clinical levels of stress تتطلب الحاجة للتدخل على المستوى الأسري ومن ثم المستوى الفردي عند العمل مع الأطفال الذين يتعرضون للعنف. وبالإضافة إلى درجة التعرض للعنف، فإن هناک أنماطا متعددة من العنف يتعرض لها الأطفال. وترتبط الاضطرابات النفسية بالعنف الأسري، مثل اضطرابات الشخصية، واضطراب الشخصية المضاد للمجتمع، والشيزوفرينيا، واضطراب ثنائية القطب Bipolar disorder، والإدمان، وکذلک فإن اضطرابات التواصل التي لم يتم علاجها في الطفولة ترتبط بالعنف الأسري في الرشد.

ثانيا: دراسات تناولت علاقة العنف الأسري وتوکيد الذات.

يعرض الباحث في هذا المحور الدراسات التي تناولت أساليب التربية الأسرية، والعنف الأسري من ناحية وعلاقتها بتوکيد الذات.

تشير دراسة جارفينين وکينونين ,1988) (Järvinen & Keinonen إلى أن التفاعل بين عوامل الخطر المقترحة لظهور مرض الشريان التاجي يطلق عليها (العدوان، والأداء التنافسي، وتفاعلات وعائية قلبية). وتم دراسة 36 مراهقا من الذکور، وقياس العلامات المختلفة للعدوان من خلال مقابلات محددة البنية (مقيدة). کما تم قياس الثقة بالنفس من خلال المقابلات. وقد انتهت الدراسة إلى أنه لا يمکن الفصل الواضح بين العدوان والأداء التنافسي، وکان للعدوان في ذاته تأثير سلبي على الأداء، ولکنه عندما يتحد ودرجة مرتفعة من الثقة بالنفس ينتج عنه درجة مرتفعة من الأداء. والتفاعلات الوعائية القلبية ترتبط بالتنافس بدرجة أکبر من العدوان.

وهدفت دراسة عبد ربه (1997) إلقاء الضوء على أهمية السلوک التوکيدي للمراهقين، لعبور مرحلة المراهقة بسلام إلى مرحلة الرشد .وقد بلغ حجم العينة الأساسية للدراسة (126) طالبا وطالبة، تراوحت أعمارهم بين ( 15-17) عاما، من الصفين الثاني والثالث الثانوي. وقد انتهت الدراسة للنتائج التالية:

 - يوجد ارتباط سالب دال إحصائيا بين السلوک التوکيدي والمناخ الأسرى المتمثل في القسوة، والتسلط، والألم النفسي، والتفرقة، والإهمال، والحماية الزائدة لدى الجنسين.

 - يوجد ارتباط موجب دال إحصائيا بين السلوک التوکيدي والمناخ الأسرى الذي يتصف بالسواء لدى الجنسين.

واستهدفت دراسة الشيخ (2005) معرفة العلاقة بين درجة السلوک العدواني ودرجة کل من: تقدير الذات، وتوکيد الذات، من خلال متغيرات (الجنس/التخصص/حجم الأسرة). وقد تکونت عينة الدراسة من (400) طالبا وطالبة، (200) طالبا، (200) طالبة. وقد صمم الباحث ثلاثة مقاييس للسلوک العدواني، وتقدير الذات، وتوکيد الذات. وانتهت الدراسة إلى:

- توجد علاقة سالبة بين الدرجة الکلية للسلوک العدواني، والعدوان على الذات، والعدوان على الآخرين ودرجة کل من تقدير الذات، وتوکيد الذات.

- توجد علاقة موجبة بين درجات تقدير الذات وتوکيد الذات.

- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذکور والإناث في متوسطات درجات السلوک العدواني، والعدوان على الآخرين، والعدوان على الممتلکات، فکان الذکور أعلى عدوانية.

- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في متوسطات درجات تقدير الذات، وتوکيد الذات وکانت هذه الفروق لصالح الذکور.

واستهدفت دراسة الرجيب (2007) فحص العلاقة بين عوامل مهارات التوکيدية المختلفة وأساليب التنشئة الوالدية من جانب کل من الأب والأم لدى الذکور والإناث. وتکونت عينة الدراسة من(320) مبحوثا، (107 من الذکور، 213 من الإناث) في المدى العمري من 15 وحتى 49 سنة. وقد انتهت الدراسة للنتائج التالية:

-تسهم الأساليب السوية في التنشئة من جانب الأب في التنبؤ بعامل "الإنصاف وتقدير الآخرين" لدى الذکور.

-تسهم الأساليب السوية في التنشئة من جانب الأم في التنبؤ بعاملي "الدفاع عن الحقوق الخاصة" لدى الذکور، "والقدرة على مواجهة الآخرين، والدفاع عن الحقوق العامة" لدى الإناث.

واستهدفت دراسة المسلماني (2008) الإجابة على التساؤلات التالية:

-هل توجد فروق دالة إحصائياً بين أفراد المجموعة الضابطة وأفراد المجموعة التجريبية من الأمهات بعد تطبيق البرنامج الإرشادي وذلک في متغير إساءة المعاملة الوالدية؟

-هل استمر تحسن مجموعة الأمهات بالمجموعة التجريبية خلال فترة المتابعة؟.

وقد تکونت عينة البحث من 20 أما مسيئة لأطفالهن تم تقسيمهن إلي مجموعتين: مجموعة تجريبية تتکون من (10) من الأمهات وأطفالهن، وأخرى ضابطة تتکون من (10) من الأمهات وأطفالهن کما تم الاعتماد علي خمس أدوات هي: مقياس الإساءة الوالدية للأبناء، ومقياس تقدير الذات للأطفال، واستبيان کوبر سميث المدرسي لتقدير ذات الطفل، ومقياس المستوي الاقتصادي الاجتماعي، والبرنامج الإرشادي للوالدين وقوامه الإرشاد المعرفي السلوکي. وبينت النتائج أن برنامج العلاج المعرفي السلوکي ساهم في الحد من إساءة معاملة الأطفال لدي الأمهات عينة البحث، وساهم في وجود قدر من التفاعل الإيجابي بين الأم وأطفالها، وبالتالي ساهم البرنامج في تحسين تقدير الذات لدي هؤلاء الأطفال المساء معاملتهم، وبذلک ثبتت فاعلية برنامج الإرشاد المعرفي السلوکي في الحد من الإساءة وتحسين تقدير الذات لدي الأطفال.

واستهدفت دراسة محمد (2008) بحث علاقة أساليب المعاملة الوالدية بتقدير الشخصية، وتوکيد الذات، وقد تکونت عينة الدراسة من 80 طفلا من الذين يعانون من ضعف في القراءة بالصفين الرابع والخامس الابتدائي. وقد انتهت الدراسة للنتائج التالية:

  1. توجد فروق دالة إحصائيا بين الأطفال مضطربي القراءة والعاديين على مقياس المعاملة الوالدية (القبول الوالدي) لصالح العاديين، ولم تکن الفروق دالة بين المجموعتين في معاملة الأم (التشجيع، والتوجيه للأفضل). وفي المقابل، فإن الأطفال الذين يعانون من اضطراب القراءة أشاورا إلى معاملات غير عادية من جانب الأب تشمل: القلق، والإهمال، والرفض، والشدة، والتحکم، والتمييز، والدرجة الکلية للأساليب الشاذة).
  2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مضطربي القراءة والعاديين على مقياس تقدير الشخصية (العدوان/العدائية، والاعتمادية، والتقدير السلبي للذات، ونقص الکفاءة الشخصية، ومحدودية الاستجابة الانفعالية، والنظرة السلبية للحياة) وهذه الفروق في اتجاه المجموعة التي تعاني من اضطراب الانتباه.
  3. توجد علاقة موجبة بين الإهمال، والرفض، والشدة من ناحية والتقدير السالب للشخصية من ناحية أخرى.
  4. توجد علاقة موجبة بين الحماية الزائدة والاعتمادية، ونقص تقدير الذات، والقلق، والشعور بالذنب، والجمود الانفعالي، والنظرة السلبية للحياة. کما توجد علاقة موجبة بين الإهمال والرفض وکل من: محدودية الاستجابة الانفعالية، والنظرة السالبة للحياة. کما توجد علاقة موجبة بين التحکم ونقص تقدير الذات.

وأجرى الخطابي (2009) دراسة استهدفت تحديد العلاقة بين العنف الطلابي وبعض المتغيرات النفسية (القلق، وتقدير الذات)، والاجتماعية (المستوى الاقتصادي والثقافي)، لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مکة المکرمة. وقد تکونت عينة الدراسة من 353 طالبا بالمرحلة الثانوية، طبق عليهم مقياس العنف (زينب شقير). ومن النتائج التي انتهت إليها الدراسة عدم وجود علاقة بين العنف والمستوى الاقتصادي والثقافي. کما توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات مرتفعي ومنخفض العنف وکل من القلق، وتقدير الذات.

واستهدفت دراسة إمام وهدية (2010) تحديد علاقة السلوک التوکيدي بمتغيرات: الجنس، والعمر الزمني، وعدد الأشقاء، والفرقة الدراسية، والمستوى التعليمي والوظيفي للوالدين. وقد تکونت عينة الدراسة من 271 طالبا بالمرحلة الإعدادية من الجنسين، طبق عيهم مقياس التوکيدية الذي أعده الباحثان. وانتهت الدراسة إلى ما يلي:

  1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الجنسين في توکيد الذات لصالح الذکور. کما توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات توکيد الذات بين الفرق الدراسية لصالح الفرقة الأعلى. بينما لا توجد فروق بين متوسطات درجات توکيد الذات ترجع إلى المستوى التعليمي، أو الوظيفي للوالدين.
  2. لا توجد علاقة دالة إحصائيا بين العمر الزمني وتوکيد الذات.

تعقيب:

يتضح من العرض السابق ما يلي:

1. إن العينات التي أجريت عليها الدراسات متنوعة، تشمل الأطفال، والمراهقين، والراشدين، ويشير ذلک إلى أن العنف وإن کان يمارس ضد الأطفال والمراهقين إلا أن آثاره يمکن أن تمتد لمرحلة الرشد.

2. يوجد ارتباط موجب دال إحصائيا بين توکيد الذات وأساليب التربية الأسرية السوية، وارتباط سالب دال إحصائيا بين توکيد الذات وأساليب التربية الخاطئة.

3. إن الذکور أکثر تعرضا للعنف (الإساءة) من الإناث، وإن کانت الإناث أکثر تأثرا بالعنف من الذکور، ولذلک تم الاهتمام بدراسة الذکور فقط لوجود فروق بين الجنسين في التعرض للعنف.

4. إن طلاب المرحلة المتوسطة أکثر تعبيرا عن السلوکيات السلبية بصورة لفظية. ولذلک کان اختيار عينة الدراسة الحالية من هذه المرحلة.

5. إن زيادة عدد الأبناء في الأسرة، وتفککها، وانخفاض المستوى الاقتصادي قد تکون من عوامل زيادة معدلات الإساءة للأبناء، وبذلک يمکن أن تکثر معدلات الإساءة في المستويات الاجتماعية الضعيفة.

6. يرتبط العنف الأسري بانخفاض تقدير الذات، وارتفاع مستوى العدوانية.

فروض البحث:

1. لا توجد اختلافات بين متوسطات درجات العنف المدرک لدى الطلاب عينة الدراسة والمتوسط الفرضي.

2. يوجد ارتباط موجب دال إحصائيا بين العنف الأسري المدرک ودرجة العدوانية.

3. يوجد ارتباط سالب دال إحصائيا بين العنف الأسري المدرک وتوکيد الذات.

4. لا يوجد عامل مشترک عام (نتيجة التحليل العاملي) لمفردات مقياسي العدوان وتوکيد الذات.

إجراءات البحث:

أولاً: منهج البحث:

اعتمدت الدراسة الحالية على إجراءات المنهج الوصفي (دراسة العلاقات المتبادلة- الدراسات الارتباطية).

ثانياً: عينة البحث:

تکونت عينة الدراسة في صورتها النهائية من (285 طالبا) بالصف الثاني من المرحلة المتوسطة بمدارس: الملک عبد الله، ومتوسطة شهار، والريان المتوسطة، وتربية الأبناء الأهلية، وحطين المتوسطة، ومدرسة الملک خالد المتوسطة.

ويرجع اختيار أفراد العينة من الذکور دون الإناث إلى وجود فروق فردية بين الجنسين في الآثار المترتبة على العنف فيذکر (Carlson, 2000; Child Welfare Information Gateway, 2009) أن الذکور يظهرون سلوکيات خارجية ناتجة عن التعرض للعنف مثل العدوان، بينما تظهر الإناث سلوکيات داخلية بصورة أکبر مثل الاکتئاب أو الانسحاب.

وقد طبق الباحثون على أفراد العينة مقاييس: العنف الأسري، والعدوان، وتوکيد الذات. وقد أستبعد من العينة، عدد 15 طالبا لعدم استکمال الإجابة على مقاييس الدراسة، وعدد 10 طلاب لعدم الجدية في الاستجابة على المقاييس.

ثالثا: أدوات البحث:

أولا: مقياس العنف الأسري:

 وهو من إعداد الباحث الرئيس، ويهدف إلى قياس درجة إدراک الطالب للعنف الممارس ضده من قبل أحد الوالدين أو کليهما. وقد تم إعداد المقياس في ضوء المفاهيم الإجرائية للعنف الأسري، والمقاييس السابقة في هذا المجال، وقد تکون المقياس في البداية من 60 مفردة.

صدق المقياس:

تحقق الباحث من صدق المقياس بالطرق التالية:

1-صدق المحکمين:

تم عرض المقياس على عدد (7)* من المحکمين المتخصصين بمجال علم النفس وذلک للتحقق من مدى مناسبة المقياس، ومفرداته، وصياغته اللغوية لقياس العنف الأسري، وقد قام الباحث بتعديل صياغة بعض المفردات، وحذف مفردات أخرى بناء على توجيهاتهم. وقد قبل الباحث بنسبة اتفاق لا تقل عن (85%). والجدول التالي يوضح أرقام المفردات ونسب الاتفاق عليها بين المحکمين.

جدول (1)

نسب الاتفاق بين المحکمين على مفردات مقياس العنف الأسري

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

1

100%

2

100%

3

100%

4

100%

5

86%

6

100%

7

100%

8

86%

9

100%

10

100%

11

100%

12

100%

13

86%

14

100%

15

100%

16

86%

17

86%

18

100%

19

100%

20

100%

21

100%

22

100%

23

71%

24

100%

25

100%

26

100%

27

86%

28

100%

29

100%

30

83%

31

100%

32

100%

33

71%

34

86%

35

100%

36

100%

37

100%

38

100%

39

86%

40

83%

41

100%

42

100%

43

86%

44

86%

45

100%

46

100%

47

100%

48

100%

49

86%

50

100%

51

100%

52

86%

53

100%

54

100%

55

100%

56

100%

57

100%

58

86%

59

100%

60

83%

وقد تکون المقياس في صورته النهائية من 58 مفردة في الأبعاد الثلاثة موضع القياس، بعد حذف المفردتين التي تحمل أرقام: 23، 33 والتي لم تحصل على نسبة الاتفاق المحددة. يعطى الطالب في حالة اختيار البديل لا يحدث (درجة واحدة)، والبديل يحدث أحيانا (درجتان)، والبديل يحدث دائما (3 درجات) في حالة المفردات التي في اتجاه العنف، ويتم عکس التقدير في حالة المفردات عکس الاتجاه.

2-الاتساق الداخلي:

قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بين مفردات کل بعد والدرجة الکلية على البعد کمؤشر عن صدق مفردات المقياس، والجدول التالي يوضح هذه النتائج.

 

جدول (2)

توزيع مفردات مقياس العنف الأسري ومعاملات ارتباط المفردات بالدرجة الکلية للأبعاد

الأبعاد

المفردات

معامل الارتباط

المفردات

معامل الارتباط

المفردات

معامل الارتباط

المفردات

معامل الارتباط

المفردات

معامل الارتباط

الإساءة الجسمية

2

0.597

5

0.631

8

0.601

11

0.650

14

0.521

17

0.597

20

0.551

23

0.586

26

0.692

29

0.636

32

0.653

35

0.676

38

0.539

41

0.731

 

 

 

 

الإساءة العاطفية

1

0.612

4

0.706

7

0.681

10

0.539

13

0.781

16

0.609

19

0.571

22

0.645

25

0.601

28

0.732

31

0.548

34

0.693

37

0.647

40

0.646

43

0.639

44

0.523

45

0.599

46

0.584

47

0.663

48

0.784

49

0.633

50

0.697

51

0.576

52

0.525

53

0.589

54

0.505

55

0.563

56

0.548

57

0.556

58

0.606

 

الإهمال

3

0.717

6

0.656

9

0.603

12

0.616

15

0.709

18

0.546

21

0.539

24

0.576

27

0,578

30

0.585

33

0.514

36

0.631

39

0.660

42

0.650

 

 وجميع معاملات الارتباط السابقة موجبة، ودالة عند مستوى 0.01

ثبات المقياس :

تم التحقق من ثبات المقياس بطريقة ألفا کرونباک، وکانت معاملات الثبات: 78¸0, 87¸0، 79¸0 لأبعاد الإساءة الجسمية، والانفعالية، والإهمال على الترتيب.

ثانيا: مقياس العدوان

وهو من إعداد الباحث الرئيس، ويهدف إلى قياس السلوک العدواني لدى طلاب المرحلة المتوسطة. وقد تم إعداد المقياس في ضوء المفاهيم الإجرائية للعدوان، والمقاييس السابقة في هذا المجال، وقد تکون المقياس من40 مفردة تقيس السلوک العدواني في ثلاثة أبعاد: العدوان البدني، والعدوان اللفظي، ومهيئات العدوان.

صدق المقياس:

تحقق الباحث من صدق المقياس بالطرق التالية:

1-صدق المحکمين:

تم عرض المقياس على عدد (7)* من المحکمين المتخصصين بمجال علم النفس وذلک للتحقق من مدى مناسبة المقياس، ومفرداته، وصياغته اللغوية لقياس العدوان، وقد قام الباحث بتعديل صياغة بعض المفردات بناء على توجيهاتهم. وقد قبل الباحث بنسبة اتفاق لا تقل عن (85%). والجدول التالي يوضح أرقام المفردات ونسب الاتفاق عليها بين المحکمين.

جدول (3)

نسب الاتفاق بين المحکمين على مفردات مقياس العدوان

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

1

100%

2

100%

3

100%

4

100%

5

100%

6

100%

7

86%

8

100%

9

100%

10

86%

11

100%

12

100%

13

100%

14

100%

15

100%

16

100%

17

86%

18

100%

19

100%

20

100%

21

100%

22

100%

23

100%

24

100%

25

100%

26

100%

27

86%

28

100%

29

100%

30

86%

31

100%

32

100%

33

100%

34

86%

35

100%

36

100%

37

100%

38

100%

39

100%

40

100%

الاتساق الداخلي:

قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بين مفردات کل بعد من أبعاد المقياس والدرجة الکلية للبعد کمؤشر عن صدق مفردات المقياس. والجدول التالي يوضح هذه النتائج.

جدول (4)

توزيع مفردات مقياس العدوان ومعاملات ارتباط المفردات بالدرجة الکلية للأبعاد

البعد

م

الارتباط

م

الارتباط

م

الارتباط

م

الارتباط

م

الارتباط

العدوان البدني

1

0.59

4

0.49

7

0.44

10

0.49

13

0.59

16

0.42

19

0.42

22

0.56

25

0.34

28

0.55

31

0.59

34

0.55

37

0.42

39

0.38

 

العدوان اللفظي

2

0.53

5

0.42

8

0.45

11

0.41

14

0.35

17

0.48

20

0.36

23

0.41

26

0.55

29

0.42

32

0.38

35

0.49

 

مهيئات العدوان

3

0.42

6

0.54

9

0.36

12

0.59

15

0.59

18

0.36

21

0.42

24

0.42

27

0.56

30

0.37

33

0.43

36

0.36

38

0.49

40

0.38

 

وجميع معاملات الارتباط السابقة موجبة ودالة


ثبات المقياس :

تم التحقق من ثبات المقياس بطريقة ألفا کرونباک، وکانت معاملات الثبات: 87¸0, 84¸0، 84¸0 لأبعاد العدوان البدني، والعدوان اللفظي، ومهيئات العدوان على الترتيب.

ثالثا: مقياس توکيد الذات

وهو من إعداد الباحث الرئيس، ويهدف إلى قياس درجة توکيد الذات لدى طلاب المرحلة المتوسطة. وقد تم إعداد المقياس في ضوء المفاهيم الإجرائية لتوکيد الذات، والمقاييس السابقة في هذا المجال، وقد تکون المقياس من 33 مفردة تقيس توکيد الذات في ثلاثة أبعاد: المبادأة في الاتصالات الاجتماعية، التعبير عن المشاعر الموجبة، والثقة بالذات.

صدق المقياس:

تحقق الباحث من صدق المقياس بالطرق التالية:

1- صدق المحکمين:

تم عرض المقياس على عدد (7)* من المحکمين المتخصصين بمجال علم النفس وذلک للتحقق من مدى مناسبة المقياس، ومفرداته، وصياغته اللغوية لقياس توکيد الذات، وقد قام الباحث بتعديل صياغة بعض المفردات، وحذف مفردة واحدة بناء على توجيهاتهم. وقد قبل الباحث بنسبة اتفاق لا تقل عن (85%). والجدول التالي يوضح أرقام المفردات ونسب الاتفاق عليها بين المحکمين.

جدول (5)

نسب الاتفاق بين المحکمين على مفردات مقياس توکيد الذات

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

المفردة

نسبة الاتفاق

1

100%

2

100%

3

86%

4

100%

5

100%

6

100%

7

100%

8

100%

9

100%

10

100%

11

100%

12

100%

13

100%

14

100%

15

100%

16

100%

17

86%

18

100%

19

100%

20

100%

21

100%

22

100%

23

86%

24

100%

25

100%

26

100%

27

100%

28

100%

29

86%

30

100%

31

100%

32

100%

33

100%

 

2- الاتساق الداخلي:

قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بين مفردات کل بعد والدرجة الکلية على البعد کمؤشر عن صدق مفردات المقياس، والجدول التالي يوضح هذه النتائج.

جدول (6)

توزيع مفردات مقياس توکيد الذات ومعاملات ارتباط المفردات بالدرجة الکلية للأبعاد

الأبعاد

المفردات

معامل الارتباط

المفردات

معامل الارتباط

المفردات

معامل الارتباط

المفردات

معامل الارتباط

المفردات

معامل الارتباط

المبادأة في الاتصالات الاجتماعية

1

0.581

4

0.476

7

0.577

10

0.514

13

0.492

16

0.497

19

0.553

22

0.550

25

0.575

28

0.527

31

0.554

 

التعبير عن المشاعر الموجبة

2

0.538

5

0.522

8

0.455

11

0.587

14

0.490

17

0.450

20

0.448

23

0.539

26

0.563

29

0.576

32

0.543

 

الثقة بالذات

3

0.547

6

0.529

9

0.568

12

0.495

15

0.568

18

0.541

21

0.524

24

0.623

27

0.570

30

0.630

ثبات المقياس :

تم التحقق من ثبات المقياس بطريقة ألفا کرونباک، وکانت معاملات الثبات: 79¸0, 74¸0، 79¸0لأبعاد المبادأة في الاتصالات الاجتماعية ، والتعبير عن المشاعر الموجبة ، والثقة بالذات على الترتيب.

نتائج فروض البحث:

نتائج الفرض الأول:

ينص الفرض الأول على: "لا توجد اختلافات بين متوسطات درجات العنف المدرک لدى الطلاب عينة الدراسة والمتوسط الفرضي". وللتحقق من هذا الفرض تم حساب الفروق بين متوسطات درجات أفراد العينة، والمتوسط الفرضي (متوسط الدرجات في حالة اختيار البديل أحيانا في جميع المفردات). وکانت الفروق کما يوضحها الجدول التالي.

جدول (7)

الفروق بين متوسطات درجات العنف المدرک لدى الطلاب عينة الدراسة والمتوسط الفرضي

البيان

المتوسطات

الانحرافات المعيارية

قيمة ت

مستوى الدلالة

الفرضي

العينة

العينة

الإساءة الجسمية

28

05¸18

71¸3

06¸43

01¸0

الإساءة الانفعالية

60

57¸39

8¸7

22¸42

01¸0

الإهمال

28

03¸19

24¸4

02¸34

01¸0

تشير نتائج الجدول السابق إلى وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطي الدرجات الفرضي، والحقيقي، فکان المتوسط الفرضي أعلى من المتوسط الحقيقي. وتشير هذه النتائج إلى انخفاض درجة العنف المنزلي المدرکة من جانب الطلاب عينة الدراسة الحالية.

وتختلف هذه النتائج مع ما أشارت إليه دراسات (راضي، 2002) من أن إساءة معاملة الأطفال مشکلة واسعة الانتشار في کافة المجتمعات، وما أشار إليه (Takei, yamashita & yoshida, 2006) من أن عدد الأطفال المعرضين للعنف في الأسر آخذ في التضاعف خلال السنوات العشر الأخيرة.

ويرى الباحث تفسيرا لهذه النتائج أن القيم الدينية التي يتحلى بها الآباء في المجتمع من العوامل التي تحثهم على العدل في التعامل سواء مع شريک الحياة، أو مع الأبناء. کما أن هذه القيم تحد کثيرا من المشکلات بين الزوجين، بما ينعکس على أسلوب تربيتهم للأبناء. کما أن تحسن المستويات الاقتصادية للأسر في ضوء التوجيهات الحکومية برفع مستوى المعيشة، وتحسين مستويات الدخول من العوامل التي حدت کثيرا من المشکلات الاقتصادية للأسرة، وقد انعکست هذه الأمور على استمرار الأسرة وتماسکها.

ويعد ارتفاع المستوى التعليمي للآباء في الوقت الحاضر، وتعدد مصادر المعلومات حول الأسرة والأبناء، وما يقدمه علماء الدين من توجيهات في هذا المجال من العوامل التي ساهمت کثيرا في معرفة الزوجين بحقوق وواجبات کل منهما، وحقوق الأبناء عليهما، وقد ساعدت هذه العوامل مجتمعة في الحد من مشکلة العنف في الأسرة.

نتائج الفرض الثاني:

ينص الفرض الثاني على: "يوجد ارتباط موجب دال إحصائيا بين العنف الأسري المدرک ودرجة العدوانية". وللتحقق من هذا الفرض تم حساب معاملات الارتباط بين أبعاد المقياسين، وکانت النتائج کما يوضحها الجدول التالي.

جدول (8)

معاملات الارتباط بين العنف المدرک من الأبناء ودرجة العدوانية

 البيان

مقياس العدوان

العدوان البدني

العدوان اللفظي

مهيئات العدوان

 

مقياس العنف الأسري

الإساءة الجسمية

0.05

0.12*

0.11

الإساءة الانفعالية

0.01

0.02

0.04

الإهمال

0.13*

0.09

0.11

دال عند مستوى 05¸0

وتشير نتائج هذا الفرض إلى عدم وجود علاقات دالة بين العنف الأسري بأبعاده، والعدوان بأبعاده، فيما عدا الإساءة الجسمية والعدوان اللفظي، والإهمال والعدوان البدني. ومعاملات الارتباط المحسوبة بالرغم من أنها دالة، إلا أنها ضعيفة، ويمکن أن تکون ناتجة عن حجم العينة وليست جوهرية.

وتختلف النتائج السابقة مع توصلت إليه الدراسات العربية من أن إدراک العنف في المنزل يرتبط بصورة موجبة بعدوانية الأبناء (آل سعود، 1421؛ الشقيرات والمصري، 2001؛ الهنداوي وزملاؤه، 1423؛ الحميدي: 2003؛ البشر، 2005: 399؛ سليمة، 2005). وکذلک ما توصلت إليه الدراسات الأجنبية (Jones & Gardner, 2002: 32-47; McCloskey & Lichter, 2003: 390-412; Norman & Ryan, 2008: 561-566; Shorey et al., 2010; Kaufman et al., 2011: 2042-2072).

ويرى الباحث أن عدم وجود علاقات بين المتغيرين ترجع إلى الاستقلالية النسبية لهما في هذه الدراسة، وخاصة في ظل انخفاض مستويات العنف المدرک في الأسرة من جانب الأبناء، بما يعني أن البيئة الأسرية بيئة صحية لا تدفع لسلوکيات غير سوية. ولذلک إذا ظهر العدوان لدى الأبناء بصورة واضحة فإنه يکون ناتجا عن عوامل أخرى غير التي نهتم بدراستها في البحث الحالي.

ومن العوامل التي حسنت من ايجابية البيئة الأسرية، وخففت کثيرا من المشکلات فيها: ارتفاع مستوى تعليم الوالدين بصورة ملاحظة عن ذي قبل، والتعرض لنماذج سلوکية موجبة بدرجة أکبر من النماذج السلبية، وتتوافر هذه النماذج وبصورة کبيرة في الأسر الممتدة عن الأسر النووية. وکذلک الالتزام الديني بما يفرضه على الوالدين من سلوکيات من الواجب التحلي بها، سواء في تعاملاتهم مع بعضهما، أو مع أبنائهم. کما أن اشتراک الآباء مع الأبناء في الأنشطة المختلفة التي تتضمن التبادلية، والاستقلالية، بما فيها الأنشطة الترفيهية يحسن کثيرا من فهم کل منهم للآخر، ومن ثم النجاح في تحديد وسيلة التعامل معه.

نتائج الفرض الثالث:

ينص الفرض الثالث على: "يوجد ارتباط سالب دال إحصائيا بين العنف الأسري المدرک وتوکيد الذات". وللتحقق من هذا الفرض تم حساب معاملات الارتباط بين أبعاد المقياسين، وکانت النتائج کما يوضحها الجدول التالي.

جدول (9)

معاملات الارتباط بين العنف المدرک من الأبناء ودرجة توکيد الذات

 

 البيان

مقياس توکيد الذات

المبادأة في الاتصالات الاجتماعية

التعبير عن المشاعر الموجبة

الثقة بالذات

مقياس العنف الأسري

الإساءة الجسمية

0.04

0.01

0.05

الإساءة الانفعالية

0.06

0.13*

0.03

الإهمال

0.01

0.01

0.01

 دال عند مستوى 05¸0

وتشير نتائج هذا الفرض إلى عدم وجود علاقات دالة بين العنف الأسري بأبعاده، وتوکيد الذات بأبعاده، فيما عدا الإساءة الانفعالية والتعبير عن المشاعر الموجبة. ومعامل الارتباط المحسوب بالرغم من أنه دال، إلا أنه ضعيف، ويمکن أن يکون ناتجا عن حجم العينة وليس جوهريا. ويرى الباحث أن عدم وجود علاقات بين المتغيرين ترجع إلى الاستقلالية النسبية لهما في هذه الدراسة، وخاصة في ظل انخفاض مستويات العنف المدرک في الأسرة من جانب الأبناء.

وقد أشارت الدراسات العربية السابقة (عبد ربه، 1997؛ الرجيب، 2007؛ محمد، 2008؛ الخطابي، 2009؛ إمام وهديه، 2010) إلى ارتباط السلوک التوکيدي بالمناخ الأسري الموجب. ومن العوامل التي تحسن من توکيد الذات لدى الأبناء ما يلي:

1- التعرض لنماذج سلوکية موجبة بدرجة کبيرة.

2- التقدير المرتفع للذات.

3- العيش في العائلات الممتدة، بما توفره من فرص للتفاعل، والتوجيه.

4- التفاعل مع النماذج المختلفة في المجتمع.

5- الدعم من الأسرة، والمعلمين، والأصدقاء.

6- اشتراک أفراد العائلة في الأنشطة التي تتصف بالتبادلية، والاستقلالية.

7- أساس ديني أو روحي يتصف به الطفل.

نتائج الفرض الرابع:

ينص الفرض الرابع على "لا يوجد عامل مشترک عام (نتيجة التحليل العاملي) لمفردات مقياسي العدوان وتوکيد الذات". وللتحقق من هذا الفرض استخدم أسلوب التحليل العاملي، وکانت النتائج کما يوضحها الجدول التالي.

جدول (10)

قيم تشبعات الأبعاد على عواملها

م

الأبعاد

العامل الأول

العامل الثاني

1

العدوان البدني

0.90

 

2

العدوان البدني

0.92

 

3

العدوان البدني

0.88

 

4

المبادأة في الاتصالات الاجتماعية

 

0.93

5

التعبير عن المشاعر الموجبة

 

0.94

6

الثقة بالذات

 

0.89

الجزر الکامن

2.69

2.28

التباين

44.82

37.93

يتضح من نتائج الجدول السابق عدم وجود عامل مشترک بين أبعاد مقياسي العدوان وتوکيد الذات، واستقلالية أبعاد کل منهما في عامل مستقل. ويعني هذا تحقق الفرض. وتشير نتائج هذا الجدول إلى وجود عامل مشترک بين أبعاد مقياس العدوان يفسر نحو 45% من تباين درجات أفراد العينة، وهو عامل العدوانية، وعامل آخر مشترک بين أبعاد المقياس الثاني يفسر نحو 38% من تباين درجات أفراد العينة وهو عامل توکيد الذات. ويعد ذلک دليلا على صدق المقياسين.

ويفسر الباحث استقلالية أبعاد المقياسين، ومن ثم السواء في توکيد الذات إلى الثقة الحقيقية في النفس، البعيدة عن العنف، والعجرفة overbearing التي قد يقوم بها البعض لتوکيد ذواتهم. کما أن التنشئة الدينية للأبناء في کثير من الأسر تجعلهم بعيدين عن الکبر، والتکبر، يميلون إلى المبادأة في الاتصالات الاجتماعية، وتساعدهم الثقة بذواتهم في التعبير عن مشاعرهم الموجبة للآخرين. وتتفق هذه النتيجة مع ما أشار إليه الشيخ (2005) من وجود علاقة سالبة بين العدوان بمظاهره وکل من: تقدير، وتوکيد الذات.

التوصيات والتطبيقات تربوية:

في ضوء ما توصل إليه البحث من نتائج، يمکن تقديم التوصيات والتطبيقات التربوية التالية:

  1. استمرار الاهتمام بما يقدم في المدارس من معلومات دينية واجتماعية عن الأسرة.
  2. زيادة الاهتمام بالإرشاد والتوجيه الديني للجنسين من خلال ما يقدم بالمساجد، ووسائل الإعلام من معلومات عن حقوق وواجبات الزوجين تجاه بعضهما، ونحو الأبناء.
  3. الاهتمام بإعادة تأهيل المرشدين الطلابيين بالمدارس من الناحية النفسية ليکونوا أکثر قدرة على التعامل مع مشکلات الطلاب والطالبات في مراحل التعليم المختلفة.
  4. الاهتمام بالبرامج التي تنمي الصفات الإيجابية في الشخصية مثل توکيد الذات، فمثل هذه البرامج کفيلة بالحد من السلوکيات السلبية، بالإضافة لتنميتها للصفات الإيجابية، فالشخصية کل متکامل.
  5. تعريف الطلاب من بداية العام الدراسي بالحقوق والواجبات داخل المدرسة، مع تحديد العقوبات للخارجين على النظام، والالتزام بتطبيقها لتصبح زواجر للسلوک.
  6. الاهتمام بالطلاب ذوي المشکلات الخاصة ومساعدتهم نفسيا واجتماعيا على مواجهتها.

 



* أ.د. أحمد عبد الرحمن عثمان أ.د. محمد مصطفى الديب د. حمدان محمود فضة د. محمد محمود سعودي د مدحت عبد المحسن الفقي د. هاشم علي محمد د. وليد محمد نجيب

* أ.د. أحمد عبد الرحمن عثمان أ.د. محمد مصطفى الديب د. محمد محمود سعودي د. حمدان محمود فضة د مدحت عبد المحسن الفقي د. هاشم علي محمد د. وليد محمد نجيب

* أ.د. أحمد عبد الرحمن عثمان أ.د. محمد مصطفى الديب د حمدان محمود فضة د. محمد محمود سعودي د مدحت عبد المحسن الفقي د. هاشم علي محمد د. وليد محمد نجيب

  1. قائمة المراجع:

    1. أحمد، مايسة جمال (٢٠٠٦). العلاقة بين ممارسة خدمة الفرد الجماعية ومستوى الإساءة الوالدية. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان.
    2. إسماعيل، أحمد السيد (٢٠٠١). الفروق في إساءة المعاملة وبعض متغيرات الشخصية بين الأطفال المحرومين من أسرهم وغير المحرومين من تلاميذ المدارس المتوسطة بمکة المکرمة، مجلة دراسات نفسية، ١١ (2)، ٢٦٦-٢٧9.
    3. آل سعود، منيرة بنت عبد الرحمن (1421ه). إيذاء الأطفال أنواعه وأسبابه وخصائص المتعرضين له: دراسة استطلاعية بمدينة الرياض. رسالة دکتوراه غير منشورة، کلية الدراسات العليا، جامعة الملک سعود.
    4. آل سعود، منيرة بنت عبد الرحمن (٢٠٠٥). إيذاء الأطفال أنواعه وأسبابه وخصائص المتعرضين له. مجلة مرکز الدراسات والبحوث التربوية، الرياض.
    5. إمام، إلهامي عبد العزيز وهدية، فؤادة محمد (2010). السلوک التوکيدي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية في ضوء بعض المتغيرات الاجتماعية. أبحاث وأوراق عمل منشورة، کلية التربية، جامعة أم القرى.
    6. باظة، آمال عبد السميع (2008). الشخصية والاضطرابات السلوکية والوجدانية (ط2). القاهرة: مکتبة الأنجلو المصرية.
    7. البشر، سعاد عبد الله (٢٠٠٥). التعرض للإساءة في الطفولة وعلاقته بالقلق والاکتئاب واضطراب الشخصية الجدية في الرشد. مجلة دراسات نفسية، ١٥ (3)، ٣٩٩- ٤١٩.
    8. الحميدي، فاطمة مبارک حمد (2003). دراسة للسلوک العدواني وعلاقته بأساليب المعاملة الوالدية لدى عينة من طلبة المرحلة الإعدادية بدولة قطر. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة عين شمس.
    9. حفني، تغريد حسنين (٢٠٠٧). المناخ الأسري وعلاقته بالصلابة النفسية لدى المراهقين من الجنسين. رسالة ماجستير غير منشورة، معهد الدراسات والبحوث التربوية، جامعة القاهرة.
    10. الخطابي، خالد (2009). العلاقة بين العنف الطلابي وبعض المتغيرات النفسية والاجتماعية لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مکة المکرمة. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة أم القرى.
    11. الشيخ، جواد محمد (2005). السلوک العدواني وعلاقته بتقدير الذات وتوکيد الذات لدى طلبة المرحلة الثانوية بمحافظة غزة. مرکز المنشاوي للدراسات والبحوث، استرجعت بتاريخ 3/1/1433هـ، من خلال الرابط http://www.minshawi.com
    12. درويش، سهام وعطا، أحمد (٢٠٠٥). فاعلية برنامج إرشادي جمعي لتحسين التوافق النفسي ومفهوم الذات لدى الأطفال المساء إليهم ، مجلة العلوم التربوية والنفسية ، م ٦ ، ع ٣، 168-198.
    13. الدسوقي، أماني إبراهيم (2001). دور برنامج للدراما الإبداعية لخفض العدوان لدى الأطفال الملتحقين برياض الأطفال. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة عين شمس.
    14. راضي، فوقية محمد (2002). أثر إساءة معاملة وإهمال الوالدين على الذکاء المعرفي والانفعالي والاجتماعي للأطفال. المجلة المصرية للدراسات النفسية, العدد 26, مجلد 12.
    15. الرجيب، يوسف على فهد (2007). مهارات توکيد الذات وعلاقتها بأساليب التنشئة الوالدية. مجلة دراسات الطفولة، عدد يناير.
    16. سليمة، فيلالي (2005). علاقة الأسرة والتنشئة الاجتماعية بالعنف المدرسي دراسة ميدانية بثانويات مدينة باتنة. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الحاج لخضر، الجزائر.
    17. السيد، فؤاد البهي وعبد الرحمن، سعد (1999). علم النفس الاجتماعي رؤية معاصرة. القاهرة: دار الفکر العربي.
    18. الشربيني، زکريا (2002). المشکلات النفسية عند الأطفال. القاهرة: دار الفکر العربي.
    19. الشربيني، زکريا وصادق، يسرية (2000). تنشئة الطفل و سبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشکلاته. القاهرة: دار الفکر العربي.
    20. الشقيرات، محمد عامر والمصري، نايل (2001). الإساءة اللفظية ضد الأطفال من قبل الوالدين في محافظة الکرک وعلاقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية المتعلقة بالوالدين. مجلة أطفال العرب، الکويت، المجلد 2 (العدد 7).
    21. الصايغ، ليلى محمد (٢٠٠١). الإساءة "مظاهرها وأشکالها وآثارها على الطفل" ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر نحو بيئة خالية من العنف للأطفال العرب. مرکز حماية الطفل، الأردن، عمان، ١ – ١٣.
    22. الصبان، عبير بنت محمد (2011). خبرات العنف الأسري لدى عينة من طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية في مدارس التعليم العام بالعاصمة المقدسة. مجلة بحوث التربية النوعية، جامعة المنصورة، العدد الحادي والعشرون، 1-56.
    23. الصويع، سهام (2003). الإساءة إلى الأطفال وإهمالهم دراسة ميدانية في مدينة الرياض. مجلة الطفولة والتنمية, مجلد 3 ع (9).
    24. عبد الحميد، محمد نبيل وعبد المنعم، أسماء (١٩٩٩). الإساءة الوالدية کما يدرکها الطفل وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية. مجلد بحث المؤتمر الدولي للإحصاء والحسابات العلمية والبحوث الاجتماعية الرابع والعشرون، القاهرة، 103-149.
    25. عبد العزيز، إلهامي وهدية، فؤاد (2000). السلوک التوکيدي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية في ضوء بعض المتغيرات الاجتماعية. مجلة کلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة المنيا، المجلد 34، 15-35.
    26. عبد الغفار، عبد السلام (١٩٩٧). مظاهر إساءة معاملة الطفل في المجتمع المصري. القاهرة: مرکز الإرشاد النفسي، جامعة عين شمس.
    27. عبد المعطي، حسام عبد العزيز (2001). الاتجاهات الوالدية في التنشئة کما يدرکها الأبناء وعلاقتها بتأکيد الذات دراسة مقارنة بين الطفل الکفيف وغير الکفيف. رسالة ماجستير غير منشورة، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس.
    28. عبد ربه، أحمد فتحي (1997). السلوک التوکيدي لدى المراهقين وعلاقته بالمناخ الأسري. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية البنات، جامعة عين شمس.
    29. العسالي، محمد أديب (٢٠٠٨). أساسيات حماية الأطفال من سوء المعاملة والإهمال في سوريا. سلسلة الکتب الالکترونية، إصدارات شبکة العلوم النفسية العربية.
    30. العقاد، عصام عبد اللطيف (2001). سيکولوجية العدوانية وترويضها. القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر.
    31. عليان، إبراهيم أحمد (1992). دراسة العلاقة بين القبول الرفض/الوالدي وتوکيد الذات والعدوانية لدى المراهقين. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية الآداب، جامعة الزقازيق.
    32. فرج، طريف شوقي (1998). توکيد الذات مدخل لتنمية الکفاءة الشخصية. القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر.
    33. محمد، على محمد حيدر (2008). أساليب المعاملة الوالدية وعلاقتها بتقدير الشخصية وتوکيد الذات لدى الأطفال المصابين باضطراب القراءة. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية الآداب، جامعة الزقازيق.
    34. مختار، وفيق صفوت (2001). مشکلات الأطفال السلوکية الأسباب و طرق العلاج (ط2). القاهرة: دار العلم و الثقافة.
    35. مخيمر، عماد محمد (١٩٩٧). الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية متغيرات وسيطة للعلاقة بين ضغوط الحياة وأعراض الاکتئاب لدي شباب الجامعة. مجلة دراسات نفسية، م ٧ ، ع17 ، ١٠٣ – ١٣٨.
    36. المسلماني، أمل عبد الرحمن (2008). فاعلية برنامج إرشادي لتعديل سلوکيات الإساءة الوالدية نحو الأبناء وأثره في تحسين تقدير الذات لديهم. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة عين شمس.
    37. ملحم، سامي محمد (2007). الأسس النفسية للنمو في الطفولة المبکرة (ط1). القاهرة: دار الفکر.
    38. مندوه، محمود محمد (2004). ديناميات السلوک العدواني والانحراف السيکوباتي لدى الأحداث الجانحين. مجلة کلية التربية، جامعة المنصورة ، ع (56)، 41-88.
    39. ناصر الدين، سعد ( د . ت ). تطوير برنامج إرشادي لمعالجة سلوک العنف في المدارس- دراسة ميدانية. موقع أطفال الخليج ذوى الاحتياجات الخاصة.
    40. الهجين، عادل عبد الفتاح (1998). أثر التفاعل بين البيئة الأسرية والبيئة المدرسية على مستوى التوکيدية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية جامعة عين شمس.
    41. الهنداوي، علي فالح؛ والزغول، رافع عقيل والبکور، نائل محمود (1423هـ). الفروق بين الطلاب العدوانيين وغير العدوانيين في أساليب التنشئة الوالدية المدرکة ومفهوم الذات الأکاديمي .رسالة التربية وعلم النفس، العدد .(14)
    42. وليامز، إيما وبارلو، ريبيکا (2005). إدارة الغضب (ترجمة دار الفاروق)، القاهرة: دار الفاروق للطباعة والنشر.
      1. Alberti, R. E. & Emmons , M. L. ( 2001 ) : Your Perfect Right: Assertiveness and Equality in Your Life and Relationships (8th ed). Sanluis Obispo(CA): Im Publishers.
      2. Aneshensel, C. S. (1992). "Social stress: theory and research". Annual Review of Sociology, 18: 15–38.
      3. Bonem, M.; Stanely- Kime, K. L. & Corbin, M. (2008). A behavioral approach to domestic violence. Journal of Behavior Analysis of Offender and Victim: Treatment and Prevention, 1(4), 210-213.
      4. Bragg, H. L. (2003). Child Protection in Families Experiencing Domestic Violence. Washington, D.C.: U.S. Dept. of Health and Human Services, Administration for Children and Families, Administration on Children, Youth, and Families, Children's Bureau, Office on Child Abuse and Neglect. Retrieved online on August 5, 2011 from:

    http://nccanch.acf.hhs.gov/pubs/usermanuals/domesticviolence/domesticviolence.pdf

    1. Carlson, B. E. (2000). Children exposed to intimate partner violence: research findings and implications for intervention. Trauma, Violence, and Abuse, 1(4), pp. 321 – 340.
    2. Child Welfare Information Gateway (2009). Domestic violence and the child welfare system. U.S. department of health and human services, Retrieved online on August 5, 2011 from: www.hhs.gov
    3. Doorways for Women and Families (2004). Striving to end domestic violence and family homelessness in Northern Virginia. Retrieved online on August 5, 2011 from: www.doorwaysva.org/children.../impact-of-domestic-violence.
    4. Dutton, D. G. (1994). "Patriarchy and wife assault: The ecological fallacy". Violence and Victims, 9 (2): 125–140.
    5. Follingstad, D. & DeHart, S. (2000). "Defining psychological abuse of husbands towards wives: contexts, behaviors, and typologies". Journal of Interpersonal Violence, 15, 720–745.
    6. Goode, W. (1971). "Force and violence in the family". Journal of Marriage and the Family (National Council on Family Relations), 33 (4): 624–36.
    7. Hamberger, L. K. & Hastings, J. E. (1986). "Personality correlates of men who abuse their partners: A cross-validation study". Journal of Family Violence, 1 (4), 232–346.
    8. Hamberger, L. K. & Hastings, J. E. (1991). "Personality correlates of men who batter and non-violent men: some continuities and discontinuities". Journal of Family Violence, 6 (2), 131–47. 
    9. Hart, S. D.; Dutton, D. G. & Newloves, T. (1993). "The prevalence of personality disorder among wife assaulters". Journal of Personality Disorders, 7, 328–340.
    10. Järvinen,L. K. & Keinonen, M. (1988). Aggression, self-confidence, and cardiovascular reactions in competitive performance in adolescent boys. Journal Home, Vol. 14, Issue 4, 245-254.
    11. Jones, R. & Horan, S. (1997). "The American college of obstetricians and gynecologists: A decade of responding to violence against women". International Journal of Gynecology and Obstetrics, 58 (1), 43–50.
    12. Jones, S. R.Gardner, S. P. (2002). Variables related to attitudes toward domestic violence and use of reasoning, verbal aggression, and violent conflict tactics in high school students. Education, v20 n1, 32-47.
    13. Kaufman, J.; Ortega, S.; Schewe, P.; Kracke, K. & Safe Start Demonstration Project Communities (2011). Characteristics of young children exposed to violence: The safe start demonstration project. J Interpers Violence, vol. 26, (10), 2042-2072.
    14. Kirch, J. S. (2006). Children Adolescents and Media Violence : A critical Look at the Research . London: sage Publications.
    15. Markowitz, S. (2000). "The Price of alcohol, wife abuse, and husband abuse". Southern Economic Journal (Southern Economic Association), 67 (2), 279–303.
    16. McCloskey, L. A. & Lichter, E. L. (2003). The Contribution of marital violence to adolescent aggression across different relationships. J Interpers Violence, vol. 18, 4, 390-412.
    17. National Coalition Against Domestic Violence (2010). Retrieved April 24, 2011 from: http://www.ncadv.org/.
    18. Norman, M. & Ryan, L. J. (2008). The Rosenzweig picture-frustration study “extra-aggression” score as an indicator in cognitive restructuring therapy for male perpetrators of domestic violence. J Interpers Violence, vol. 23, 4, 561-566.
    19. Sexual assault survivor services (SASS) (1996). Facts about domestic violence. SASS home page at: http://www.portup.com/
    20. Shorey, R.; Brasfield, H.; Febres, J. & Stuart, L., (2010). The association between impulsivity, trait anger, and the perpetration of intimate partner and general violence among women arrested for domestic violence. J Interpers Violence, 30.
    21. Shorey, R. C., Cornelius, T. L. & Bell, K.M. (2008). Behavioral theory and dating violence: A framework for prevention programming. Journal of Behavior Analysis of Offender and Victim: Treatment and Prevention, 1(4), 1-13.
    22. Sorensen , P . D .& Commedore , C. (1998), ADHD Children and social skills training a handout for teacher. National Association of school psychologists, 4340, East west Highway.
    23. Stanley, N.; Miller, P.; Foster, H. & Thomson, G. (2010). Children’s experiences of domestic violence: developing an integrated response from police and child protection services. J Interpers Violence, vol. 26 (12) 2372-2391.
    24. SunnyKids annual report (2010). Available at: www.sunnykids.org.au
    25. Takei, T.; Yamashita, H. & Yoshida, K. (2006). The mental health of mothers of physically abused children: the relationship with children's behavioral problems report from Japan. Journal Of Child Abuse Review, Vol., 5, 204 – 218.
    26. Terr, L. (1991). Childhood trauma: An outline and overview. American Journal of Psychiatry, 148, 10-20.
    27. Thombs, B.; Bennett, W.; Roy C. Ziegelstein, R. C.; Bernstein, D.; Scher, C. & Forde, D. (2007). Cultural sensitivity in screening adults for a history of childhood abuse: evidence from a community sample. Society of General Internal Medicine, v. 22 (3), 1-9.
    28. Twohey, M. (2009). "How can domestic abuse be stopped?". Chicago Tribune. Retrieved at 16 April 2011 from:

    http://www.chicagotribune.com/news/local/chi-abusers-02- jan02,0,1147422.story?page=1.

    1. U.S Department of Justice (2007). "About domestic violence". Retrieved August 2, 2011 from: http://www.usdoj.gov/ovw/domviolence.htm.
    2. Vitanza, S. & Vogel, R. (1995). "Distress and symptoms of posttraumatic stress disorder in abused women". Violence and Victims, 10 (1): 23–34.
    3. Walton, S. (2005). Domestic Violence and Children. In B. Jacobs (Ed.), Family violence and children: Perspectives for policy (pp. 25-34) (New Mexico Family Impact Seminar Briefing Report #1). Las Cruces, NM: New MexicoStateUniversity.