نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلف
المدرس بقسم الإعلام التربوي کلية التربية النوعية جامعة المنيا
الموضوعات الرئيسية
مقدمة
يتناول موضوع الدراسة تحديد أطر التغطية الإخبارية لانتخابات مجلس الشعب 2010 من خلال تحليل النصوص الإخبارية المنشورة في الصحف المصرية الثلاث الأهرام– الوفد– المصري اليوم، ومدى ارتباط هذا بأنماط ملکية الصحف وتنوع سياستها التحريرية، ويکتسب هذا الموضوع أهمية في إطار ما أفرزته التعددية الحزبية والصحفية في مصر من تنوع وتعدد وتنافس وصراع، وما يصاحبه من تغييرات وتبدلات في الترکيبة السياسية والاجتماعية للمجتمع المصري
ويزيد من أهمية هذا الموضوع إطار التحول الذي شهدته انتخابات مجلس الشعب 2010 من تغييرات دستورية أبرزها عدم الإشراف القضائي على عملية الاقتراع عما کان معهوداً عليه من قبل في الدورتين الانتخابيتين السابقتين 2000، 2005، حين اقترح الرئيس محمد حسنى مبارک يوم السادس والعشرين من ديسمبر 2006 تعديل أربع وثلاثين مادة من مواد الدستور المصري تتناول النظام الانتخابي والنظام البرلماني والحزبي والنواحي الاقتصادية، مما کان له آثاره السلبية على مصداقية العملية الانتخابية.
وإذا کان التحول إلى التعددية السياسية والصحفية في مصر قد أتاح هامشاً أوسع من الحرية ومساحة اکبر للحصول على المعلومات وتطوراً ملحوظاً في عدد الصحف والصحفيين، فمن الملاحظ أن هناک قصوراً في إدراک بعض الصحفيين لمفهوم التعددية ومتطلباتها ودور الصحافة في إطارها، ربما يرجع ذلک لاستمرار العلاقة الراهنة بين الصحف القومية والسلطة السياسية، وهيمنة الأحزاب السياسية على صحفها التي تصدرها
وعلى الرغم من أن الموضوعية تعد أحد معايير تقويم أداء وسائل الإعلام في المجال الإخباري، إلا أنها لا تزال معياراً غامضاً في الممارسات الإعلامية، فهي في الأساس معياراً غربياً فرضتها ظروف المنافسة في التعددية السياسية في المجتمعات الغربية، ومع ذلک فإن الموضوعية تظل مطلباً أساسياً في التغطية الإخبارية طالما أن الخبر هو أقل أنشطة وسائل الإعلام قبولاً للتدخل بالرأي، وهو ما لم يتحقق بشکل کامل في أي من الأنظمة الإعلامية السائدة حالياً(1)
ومن هنا تأتى إشکالية التوازن والتحيز في مقدمة الإشکاليات التي تؤرق القائمين بالاتصال في مجال الأخبار، وتبدو هذه الإشکالية أکثر إلحاحاً أثناء تغطية الحملات الانتخابية، حيث يصعب الالتزام بالموضوعية والتوازن والحياد في ظل التقيد بمقتضيات القيم الإخبارية والتنافس الحزبي، والتفاعلات بين الثقافة السياسية والثقافة المهنية للقائم بالاتصال(2) حيث تتنوع الضغوط التي يواجهها الصحفيون في تعاملهم مع مصادرهم وتتشابک مثالب التعددية الحزبية والتعددية الصحفية لتتعدد معايير الموضوعية والحيدة والاستقلالية ولتتراجع المعايير المهنية الصارمة في إطار المنافسة الصحفية والتکيف مع الضغوط السياسية والاقتصادية الرامية في تشکيل
الأخبار وتوجيهها(3)
الإطار النظري للدراسة:
تعتمد هذه الدراسة في بنائها النظري على نظرية الأطر الإعلامية، والإطار الإعلامي کما حدده انتمان Entman هو الانتقاء المتعمد لبعض أبعاد الحدث أو القضية وجعلها أکثر بروزاً في النص الإعلامي بطريقة تنظم القضية وتحددها وتضفي عليها قدراً من الاتساق. (4) ويتضمن تحليل الإطار الإعلامي ثلاثة مکونات أساسية هي: (5)
- البناء الترکيبي للقصة الإخبارية.
- الفکرة المحورية.
- الاستنتاجات الضمنية .
ويتحکم في تحديد الإطار الإعلامي خمسة متغيرات أساسية هي: (6)
- مدى الاستقلال السياسي لوسائل الإعلام.
- نوع مصادر الأخبار.
- أنماط الممارسة الإعلامية.
- المعتقدات الأيديولوجية والثقافية للقائم بالاتصال.
- طبيعة الأحداث ذاتها.
وإذا کانت هذه النظرية تفترض أن اختلاف وسائل الإعلام في تحديد الأطر الإعلامية يؤدى إلى اختلاف في أحکام الجمهور فيما يتعلق بتشکيل المعارف والاتجاهات نحو القضايا المثارة، فإن نتائج بعض الأبحاث تشير إلى ان إطار الجمهور قد يختلف أو ينحرف عن الإطار الإعلامي في الحالات التي يکون لدى الجمهور خبرات شخصية تتعلق بالقضية المثارة(7) ويوضح کل من برايس Price وتوکسبوى Teuksbwy وباورز Powers أن هناک مستويين لتأثيرات الأطر الخبرية في اتجاهات الجمهور نحو الأحداث والقضايا المثارة
المستوى الأول:، ويحدث أثناء عملية معالجة المعلومات وتمثيلها أو بعد هذه العملية مباشرة، حيث تبرز السمات البارزة للمضمون أفکاراً بعينها تستخدم بدورها في عملية تقييم القضايا
المستوى الثاني:، ويقع على زمن بعيد نسبياً، حيث يتم تنشيط الأفکار التي اکتسبت قدراً من الاستقرار وتوظيفها في عملية التقييم الملاحقة للسياسات والقضايا المثارة. (8)
وفي هذا الإطار فان تأثير الأطر الخبرية على الاتجاهات السياسية للجمهور يتم من خلال مستويين:
المستوى الأول ويتمثل في بروز المضمون الکمي.
المستوى الثاني: ويتمثل في انتقال بروز المضمون الکيفي، الأمر الذي يرتبط بالأساليب المتعددة التي تستخدمها المصادر لتأطير القضايا، ومدى تأثر القائمين بالاتصال بتلک الأساليب.(9)
ويحدد کل من اينجار Iyengar وزيلرZaller تأثيرات الأطر الخبرية على الاستجابات المعرفية للجمهور من ثلاثة أبعاد هي (10):
- إدراک الجمهور للقضية وأهميتها
- طريق فهم الجمهور للقضية.
- تغيير التقييم النهائي للقضية
ويتزايد تأثير الأطر الخبرية في أوقات الأزمات السياسية والأحداث الساخنة، حيث تسهم تلک الأزمات والأحداث في التأثير على الأطر الإعلامية بما يدعم من تأثير الأطر الخبرية على اطر الجمهور، وبالتالي تشکيل اتجاهات الرأي العام. (11) وتعد نظرية الأطر مدخلاً ملائماً لهذه الدراسة للأسباب التالية
1. أن الإطار الإعلامي يساعد على تحديد الأطر المستخدمة في تغطية انتخابات مجلس الشعب لعام 2010 سواء ما يتعلق بالقضايا المثارة أو المرشحين باتجاهات هم وانتماءاتهم المختلفة.
2. أن الإطار الإعلامي بما يرتکز عليه من انتقاء متعمد يرتبط بموضوعين هامين في بحوث الإعلام الموضوعية في وسائل الإعلام، وحيدة الجمهور، الأمر الذي يجعل هذه النظرية أکثر ارتباطاً بموضوع الدراسة.
3. کما أن الإطار الإعلامي يتزايد تأثيره في أوقات الأحداث الساخنة بما يدعم تأثير الأطر الخبرية على أطر الجمهور وبالتالي يساعد في تشکيل اتجاهات الرأي العام.
الدراسات السابقة:
من خلال مسح الدراسات العربية والأجنبية ذات الصلة بموضوع البحث، تمکن الباحث من تقسيم هذه الدراسات على النحو التالي:
1. دراسات تناولت تحليل الأطر الإعلامية للتغطية الانتخابية
2. دراسات تناولت أساليب الدعاية الانتخابية وتحليل الخطاب الإعلامي الانتخابي
3. دراسات تناولت تأثير التغطية الإعلامية في الانتخابات على اتجاهات الجمهور وقادة الرأي العام.
أولاً: الدراسات التي تناولت الأطر الإعلامية للتغطية الانتخابية:
أ- الدراسات العربية:
1- دراسة (هشام عطية، 2000) حول الصحافة المصرية والانتخابات "دراسة حالة لمعالجة الصحف المصرية القومية والحزبية (12)استهدفت الدراسة استکشاف الرکائز المعرفية والأيديولوجية التي تحکم معالجات الصحف لقضية الانتخابات، وشمل التحليل صحف الأهرام والأهالي والشعب والوفد ومايو والعربي.
وتوصلت الدراسة إلى انعکاس حدة الصراع بين القوى السياسية على أداء کل الصحف فيما يتعلق بمعالجاتها الحزبية لأحداث ووقائع الانتخابات، حيث تحولت کل جريدة إلى خطاب حشد وتعبئة لتأييد نخبة الحزب بکل الطرق، مع محاولة نزع الشرعية عن النخب المنافسة.
2- دراسة (محمد سعد إبراهيم، 2001) حول التوازن والتحيز في التغطية الإخبارية لانتخابات مجلس الشعب 2000 "دراسة تحليلية للأطر الإعلامية وحقول الدلالة في الصحف اليومية "(13) استهدفت الدراسة تقويم التوازن والتحيز في التغطية الإخبارية للصحف القومية اليومية لانتخابات مجلس الشعب 2000 وتحديد مدى دلالة الفروق بين تلک الصحف فيما يتعلق بحجم الاهتمام، ومعدل التحيز والإطار الإعلامي.
واستخدمت الدراسة منهج المسح بشقيه الوصفي والتحليلي لتوصيف وتحليل التوازن والتحيز في التغطية الإخبارية لانتخابات مجلس الشعب 2000، واعتمدت على تحليل المضمون والتحليل الدلالي، وتمثلت عينة الدراسة في الصحف القومية اليومية الثلاث الأهرام والأخبار والجمهورية في الفترة من 26 ديسمبر إلى 15 نوفمبر وهى فترة بداية وإعلان النتائج الرسمية النهائية للمراحل الثلاث من الانتخابات.
وکشفت نتائج الدراسة ارتفاع معدلات التحيز في التغطية الإخبارية في الصحف القومية اليومية للانتخابات، وتقدمت جريدة الأهرام على الصحف الثلاث فيما يتعلق بمعدل التوازن، يليها الجمهورية، ثم الاخبار، وتقدم الحزب الوطني يليه المستقلون ثم حزب التجمع فيما يتعلق بالتغطية الايجابية، في حين ارتفعت نسبة التغطية السلبية لدى جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الوفد، کما کشفت النتائج تمحور المعرکة الانتخابية في الصحف الثلاث حول الأطر القضائية والشخصية والصراع والخدمات والمال.
ب- الدراسات الأجنبية:
1) دراسة(Hollisemetko,1991) حول الأطر الخبرية للتغطية الإخبارية في الصحف الأمريکية والبريطانية.(14) استهدفت الدراسة تحليل الأطر الإعلامية للتغطية الإخبارية في الصحف الأمريکية والبريطانية للانتخابات التي أجريت عامي 1983/1984.
وخلصت الدراسة إلى أن الإطار العام للجمهور يتحدد إما في إطار تأثيرات الأطر الإعلامية لوسائل الإعلام أو بفعل المعلومات المتداولة في الحملات الانتخابية، کما کشفت نتائج الدراسة ارتفاع معدلات الأطر السلبية في الصحف الأمريکية وانخفاضها في الصحف البريطانية التي اتجهت إلى الترکيز على القضايا واتجاهات المرشحين إزائها.
2) دراسة (Sanah Zupko, 1994 ) ورکزت هذه الدراسة على المقارنة بين الأطر الإعلامية لوسائل الإعلام وبين کل من أطر المرشحين وأطر الجمهور في الانتخابات الأمريکية لعام 1994 من خلال تحليل أجندة المرشحين ووسائل الإعلام وأطر الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين والمستقلين، وتوصلت الدراسة إلى عدم وجود توافق بين الإطار الإعلامي وکل من إطار المرشحين وإطار الجمهور، وتمثلت أطر الجمهور في قضايا البيئة والصحة والمرأة، في حين رکزت الأطر الإعلامية على الصراع الانتخابي والجوانب المثيرة في الحملة الانتخابية، مما يعکس محدودية التأثير الإعلامي على الطريقة التي يؤطر بها الجمهور قضايا الانتخابات. (15)
3) دراسة (Matthew Mendesohn, 1998) حول الإطار الإعلامي للتليفزيون في الانتخابات الکندية في عام 1988، حيث تم التحليل على خمس مستويات هي: إطار الحملة الانتخابية – إطار القادة – إطار القضايا والقيم الأيديولوجية، إطار اتفاقية الجات – تأثير إطار التليفزيون على الناخبين، وتم تحليل الإطار من خلال الکلمة التي تمثل إطار القصة الإخبارية، والموضوع الذي يعرض لتفسير أسباب وقوع الحدث، والأسئلة التي يحاول القائم بالاتصال الإجابة عليها، والفکرة التي تتکرر داخل القصة، وتوصلت الدراسة إلى أن تفسير الحملة الانتخابية جاء في إطار السياق الانتخابي أولاً، ثم إطار القيادة ثانياً، وکشفت النتائج أن الأحزاب السياسية حاولت فرض أطرها من خلال وسائل الإعلام التي تمتلک القدرة على تحديد ما هو المقبول أو المرفوض من تلک الأطر المفروضة، کما توصلت الدراسة إلى تضاؤل دور الصحفيين کأفراد في تحديد الأطر الإعلامية، وتزايد دور التليفزيون ووسائل
الإعلام الجديدة. (16)
ثانياً: الدراسات التي تناولت أساليب الدعاية الانتخابية وتحليل الخطاب الإعلامي الانتخابي:
أ- الدراسات العربية:
1) دراسة ( سلام احمد عبده 2001) حول الأداء الإعلامي للأحزاب السياسية المعارضة أثناء الانتخابات البرلمانية 2000.(17) استهدفت الدراسة رصد وتحليل الخطاب الانتخابي للأحزاب السياسية المعارضة وتحليل کل ما نشرته صحفيتا الوفد والأهالي عن الانتخابات على مدى شهرين، منذ فتح باب الترشيح وحتى انتهاء الانتخابات للتعرف على السمات العامة للخطاب الصحفي الانتخابي المعارض، ومرتکزاته السياسية، وما يسعى لتحقيقه من أهداف، والعوامل السياسية والاقتصادية والمهنية المؤثرة على توجهات هذا الخطاب، وتوصلت نتائج الدراسة إلى انه على الرغم من نجاح الخطاب الصحفي في جريدتي الوفد والأهالي في تقديم صورة ايجابية لمرشحي حزبي الوفد والتجمع، إلا أن هذا الخطاب فشل في تحقيق نجاحات ملموسة في حشد وتعبئة الناخبين لصالح مرشحي هذه الأحزاب، ويرجح الباحث هذا التناقض إلى محدودية انتشار الصحف الحزبية، وتراجع الانتماء الحزبي، وضعف الإمکانيات والموارد المادية والمهنية، الأمر الذي ينعکس سلباً على أدائها الصحفي.
2) دراسة (منصور محمد أحمد 2006) حول أساليب الدعاية السياسية في الصحافة الحزبية المصرية 2006 "دراسة تحليلية لصحف مايو والوفد والأهالي.(18)هدفت الدراسة إلى التعرف على الدعاية السياسية للأحزاب والصحف التابعة لها ومعرفة طبيعة العلاقة بين الصحف الحزبية موضع الدراسة وبين متغيراتها.
وکشفت الدراسة عن صحوة سياسية من خلال سعي الصحف الحزبية لاستخدام أساليب دعاية سياسية لتحقيق أهدافها ونشر برامجها الحزبية، وکان أسلوب التکرار وتفخيم الزعماء والرموز السياسية من أکثر الأساليب الدعائية استخداماً في صحيفة مايو لسان حال الحزب الوطني، بينما کن أسلوب السجل السيئ وابتزاز الأخر وتفخيم الزعماء والشائعات أهم أساليب صحيفة الوفد، وجمعت صحيفة الأهالي بين هذه الأساليب جميعاً.
3) دراسة (سحر محمد وهبي، 2007) حول اتجاهات الناخبين نحو أساليب الدعاية الانتخابية التي استخدمها المرشحون لانتخابات مجلس الشعب 2005.(19) هدفت الدراسة رصد واقع الحملة الانتخابية لبرلمان مجلس الشعب 2005 من حيث اتجاهات الناخبين وأرائهم نحو المرشحين وانتماءاتهم وأسباب نجاحهم أو فشلهم والأساليب الدعائية التي تم استخدامها وأثرها على السلوک الانتخابي للناخبين، واستخدمت الدراسة منهج المسح الميداني لجمع البيانات وتفسيرها، واعتمدت على العديد من الأدوات مثل أسلوب الملاحظة، وأسلوب المقابلة المقننة، وصحيفة الاستبيان عن طريق المقابلة الميدانية المباشرة، وتمثلت عينة الدراسة في 300 مفردة ممن شارکوا بالإدلاء بأصواتهم في محافظة سوهاج وتوصلت الدراسة إلى:
ب- الدراسات الأجنبية:
1) دراسة (Marion Just, 1992) حول التغطية الإعلامية لوسائل الأعلام لحملة انتخابات الرئاسة الأمريکية 1992. (20) استهدفت الدراسة تحديد الفروق والاختلافات بين الخطاب الإعلامي للمرشحين والتغطية الإعلامية لوسائل الإعلام لحملة الانتخابات الرئاسية 1992 وشملت الدراسة 240 قصة خبرية في أربع شبکات إخبارية والصحف المحلية والتليفزيون المحلى في لوس انجلوس وبوستون ومينوستا وينستون بالم، وتمثلت فئات التحليل في المصادر والأفعال والموضوعات والأهداف واطر الحملات، وخلصت الدراسة إلى ترکيز الصحف على تحليل السياسات والقضايا، في حين أعطى التليفزيون اهتماماً أوسع لمناقشات وبرامج المرشحين، ومن خلال تحليل الأفعال الايجابية والسلبية والمحايدة والأطر السياسية، تبين ارتفاع نسبة القصص السلبية في الصحف وشبکات التليفزيون، والقصص الايجابية في الإعلانات السياسية، والقصص المحايدة في القنوات المحلية.
2) دراسة (Koetzle and Brumell, 1992) حول رسوم الکاريکاتير في حملة انتخابات الرئاسة الأمريکية لعام 1992، من خلال تحليل مضمون 505 من رسوم الکاريکاتير في عينة من الصحف اليومية، وتوصلت الدراسة إلى أن التوجه العام لتلک الرسوم هو تقييم المرشحين بسماتهم والترکيز على الجوانب السلبية في ممارساتهم، کما کشفت الدراسة تضاؤل الاهتمام بالقضايا السياسية المثارة في إطار الحملة الانتخابية، وتزايد الاهتمام بطبيعة الحملات الانتخابية ومسئوليات المرشحين، واتضح عدم تأثر رسامي الکاريکاتير بانتماءاتهم السياسية في تغطيتهم وتقيمهم للمرشحين. (21)
3) دراسة (Tedesco and Mchinnon and Kaid, 1996) حول تقارير المراقبة للإعلانات السياسية الانتخابية.(22) هدفت الدراسة تحليل مضمون المراقبة للإعلانات السياسية في حملة انتخابات الرئاسة الأمريکية لعام 1992 على عينة من الصحف اليومية والمحطات الإذاعية الأمريکية. وتوصلت الدراسة إلى أن تلک التقارير اتسمت بالتحيز وعدم التوازن، حيث ارتفع حجم الاهتمام بحملة کلينتون في تقارير الصحف، وانخفض حجم الاهتمام في تقارير الراديو، وتقترح الدراسة استخدام منهج جديد لتقييم التغطية الإخبارية المتعلقة
بالإعلانات السياسية.
4) دراسة (Lichterand Smith, 1996) واستهدفت تحليل خطاب الإعلام وخطاب المرشحين وانعکاساتهما على التغطية الإخبارية للحملة الانتخابية الأولية لانتخابات الرئاسة الأمريکية في عام 1996، واستعانت الدراسة بنظرية الأطر الإعلامية في تحليل السمات الشخصية للمرشحين والقضايا والموضوعات ونبرة الجدل السياسي. وتوصلت الدراسة إلى أن التغطية الإعلامية أسهمت في تقديم صورة سلبية للمرشحين، مما أدى إلى ارتفاع نبرة الخطاب لدى الجمهور، مما يعکس الحاجة إلى تقارير إعلامية انتخابية أکثر حيدة وموضوعية وأکثر اهتماماً بخدمة الناخبين للقيام بدور نشط في الحملات الانتخابية.(23)
ثالثاً: الدراسات التي تناولت تأثير التغطية الإعلامية على اتجاهات الجمهور وقادة الرأي:
أ- الدراسات العربية:
1) دراسة (إيمان نعمان جمعة، 2001) حول تأثير التغطية الإعلامية على المشارکة السياسية في الانتخابات البرلمانية لعام 2000 (24) استهدفت الدراسة توصيف حدود تأثير التغطية الإعلامية لمجلس الشعب على صورته الذهنية المدرکة لدى الأفراد من خلال الاعتماد على نظرية التوازن المعرفي وشمل التطبيق على 600 مفردة.
وتوصلت الدراسة إلى أن اتجاهات المبحوثين نحو أسلوب التغطية اتسمت بالسلبية، حيث ارتفعت نسبة الذين وصفوها بالتحيز إلى 52%، مقابل 16.4% قالوا أنها تغطية موضوعية، کما أوضح 36% أن التغطية منقوصة، مقابل 22% قالوا تغطية کاملة، 39% قالوا تغطية نمطية، مقابل 28.5% قالوا تغطية متجددة، 33% قالوا تغطية مصطنعة، مقابل 24% قالوا تغطية واقعية.
2) دراسة (جمال عبدالعظيم، 2001) حول دور الصحافة في المشارکة السياسية لدى قادة الرأي "دراسة ميدانية بالتطبيق على انتخابات مجلس الشعب عام 2000 في إطار نموذج الاعتماد على وسائل الإعلام (25) استهدفت الدراسة التعرف على دور الصحافة في تدعيم المشارکة السياسية لدى قادة الرأي في انتخابات مجلس الشعب 2000.وطبقت على عينة قوامها 240 مفردة من محافظتي الجيزة والدقهلية.
وتوصلت الدراسة إلى أن العلاقة بين النظام الاجتماعي ووسائل الإعلام والجماهير علاقة اعتماد تبادلية وتفاعلية، حيث برز اعتماد غالبية المبحوثين 60% على الصحافة في تکوين أرائهم السياسية عن الانتخابات، وأعرب 60% من المبحوثين عن رضاهم عن التغطية الصحفية للانتخابات، مقابل 23.3% قالوا أنها تغطية غير مناسبة لترکيزها على مرشحي الأحزاب في المدن، وإغفالها عدد کبير من المرشحين المستقلين.
3) دراسة (هويدا مصطفي، 2001) حول تقييم التغطية التليفزيونية في دعم المشارکة السياسية لدى الناخبينلإنتخابات مجلس الشعب 2000، (26) استهدفت الدراسة مدى فاعلية التغطية في عم المشارکة السياسية لدى الناخبين، ومدى نجاح التغطية في التعبير عن کافة القوى والتيارات السياسية، وذلک من خلال استطلاع رأى 30 من القيادات الإعلامية والخبراء والباحثين في الشئون السياسية وممثلي الأحزاب.
وتوصلت الدراسة إلى أن 50% من المبحوثين أوضحوا عدم نجاح التغطية في تمثيل کافة التيارات الحزبية بسبب إخفاق الأحزاب في تقديم صورة ايجابية لها، واعتمادها على وحدة حزبية لا تحظى بالقبول والجاذبية الجماهيرية، کما تبين عدم ملائمة الوقت المتاح للأحزاب السياسية لعرض برامجها والضعف العام في مستوى إعداد البرامج، والترکيز على قيادات الحزب الحاکم أکثر من الأحزاب الأخرى.
ب- الدراسات الأجنبية:
1) دراسة (Traugatt, 1990) حول تأثير الحملات الانتخابية على تقييم المرشحين. (27) هدفت الدراسة قياس تأثير اطر الحملات الانتخابية خلال عامي 1988/ 1989، وشملت قياس التأثيرات على المستويين الفردي والجماعي مع الترکيز على متغيرات التعرض والتعليم والمعرفة السياسية، وتوصلت الدراسة إلى حدوث تحول في تقييمات المبحوثين للمرشحين الثلاثة بوش وريجان ودوکاکيس، وأن هذا التحول کان سلباً إزاء دوکاکيس، کما أوضحت الدراسة عدم وجود فروق دالة فيما يتعلق بتأثير الأطر المستخدمة خلال عام 1988، بينما جاءت الفروق دالة في عام1989 باستخدام نفس الأطر، کما تبين وجود علاقة ارتباطية موجبة بين مستوى المعرفة السياسية وتأثيرات التهيئة المعرفية، جاءت العلاقة سلبية بين معدلات التعرض والتهيئة المعرفية.
2) دراسة (Kleinnynhuis and Fin, 1999) حول التغطية الإعلامية وتدفق الناخبين في ألمانيا وهولندا. (28) استهدفت الدراسة مدى تأثير التغطية الإخبارية السلبية على تدفق الناخبين بالتطبيق على الانتخابات الألمانية والهولندية لعام 1994 بتحليل مضمون عينة من الصحف ووسائل الإعلام الالکترونية، واستبيان طبق على عينة من الناخبين من ذوى الانتماءات الحزبية. وتوصلت الدراسة إلى أن تأثير التغطية السلبية يمکن تفسيره في إطار ثلاثة نماذج هي:
3) دراسة (Jasperson & Shaha, 1998) حول تأثير الأطر على اهتمامات الجمهور بالميزانية الفيدرالية. (29) اعتمدت الدراسة على مدخل تکاملي يجمع بين نظريتي ترتيب الأولويات والإطار الإعلامي، بجانب الاستعانة بنموذج التغيير في اتجاهات الرأي العام، وبتحليل الأطر الخبرية لتسع عشرة جريدة أمريکية واثني عشر استطلاعاً للرأي العام، مع الترکيز على أربعة أطر هي الحوار والأزمة والصراع والمأزق.
توصلت الدراسة إلى أن تأثير الأجندة أسهم في تشکيل اتجاهات 85% من المبحوثين، في حين أسهم تأثير الأطر الخبرية في تشکيل اتجاهات 92%، وبالرغم من أن نسبة إطار الصراع بلغت 22.5% مقابل 61.1% لإطار الحوار حول الميزانية، إلا أن تأثير إطار الصراع کان اکبر على المبحوثين، مما يعکس دور النخب المتصارعة في زيادة معدل اهتمام الجمهور.
تعقيب عام على الدراسات السابقة:
يتضح من مسح الدراسات العربية والأجنبية بروز مجموعة من الملاحظات والاستنتاجات نجملها على النحو التالي:
هکذا يتضح من مسح الدراسات السابقة رغم تعددها وتنوعها، إلا أنها رکزت على أساليب الدعاية الانتخابية وتحليل الخطاب الإعلامي والمقارنة بين أطر الإعلام والجمهور والقادة والمرشحين، وقد أفادت الباحث في تحديد مشکلة دراسته، ووضع الأهداف والفروض، وما تزال الحاجة ماسة لإجراء المزيد من الدراسات لتقويم التغطية الإخبارية من خلال الاعتماد على مدخل تکاملي يجمع بين تحليل المضمون وتحليل الإطار والتحليل الدلالي، الأمر الذي يحقق درجة أعلى من الضبط
والقياس الکمي.
مشکلة الدراسة:
يتضح من خلال عرض الدراسات السابقة ترکيز الدراسات المصرية على تقييم التغطية الإعلامية في دعم المشارکة السياسية لدى النخبة والجمهور، وتحليل أساليب الدعاية المستخدمة والرکائز التي تحکم المعالجة الإعلامية لقضية الانتخابات، وأسفرت نتائج هذه الدراسات إلى انعکاس حدة الصراع بين القوى السياسية على أداء کل الصحف فيما يتعلق بمعالجاتها الحزبية لأحداث ووقائع الانتخابات، وتحولت کل جريدة إلى خطاب حشد وتعبئة لتأييد نخبة الحزب بکل الطرق، وذلک لأن صحافة اليوم لم يعد انطلاقها في عملها على أسس واعتبارات مهنية بحتة، بل أصبحت تعبر عن اتجاهات ومصادر وأيديولوجيات وفئات وطوائف.
وترجع أهمية هذه الدراسة في أنها تمثل عملية رصد إعلامي وتقييم لتجربة انتخابات مجلس الشعب 2010 من خلال تحليل وتوصيف الأطر الإعلامية التي استخدمتها الصحف المصرية في تشکيل وتوجيه المادة الإخبارية، ومدى انعکاسها على اتجاهات الناخبين الذين شارکوا في هذه الانتخابات وعايشوا أحداثها التي شهدت الکثير من التجاوزات والمفاجئات أبرزها:
§ عدم الإشراف القضائي الکامل على عملية الانتخابات
§ ترشيح الحزب الحاکم لأکثر من واحد على المقعد في معظم الدوائر
§ سقوط شخصيات ورموز سياسية کبيرة من قيادات حزبية وبرلمانية
§ خلو قبة البرلمان من جماعة الإخوان الذين فازوا بـ 88 مقعداً في الدورة السابقة
§ زيادة أعمال العنف والشغب والبلطجة والتي راح ضحيتها العديد من الناس
§ نجاح بعض العائلات في استعادة مقاعدها في البرلمان وإخفاق عائلات أخرى بسبب تعدد
المرشحين داخلها.
من هنا تأتى أهمية هذه الدراسة في التعرف على أطر التغطية الإخبارية لانتخابات مجلس الشعب 2010 في الصحف المصرية ومصادرها واتجاهاتها ومدى انعکاسها على اتجاهات الناخبين.
أهداف الدراسة:
تستهدف الدراسة رصد وتحليل أطر التغطية الإخبارية التي استخدمتها الصحف القومية والحزبية والخاصة لانتخابات مجلس الشعب 2010، وتحديد مدى دلالة الفروق والاختلاف بين تلک الصحف فيما يتعلق بحجم الاهتمام ومصادر التغطية واتجاهاتها إزاء مرشحي الأحزاب والتيارات السياسية والفئات النوعية داخل تجمعات المرشحين. کما تستهدف الدراسة التعرف على حدود تأثير تلک الأطر على اتجاهات الناخبين.
التساؤلات والفروض:
أولاً: التساؤلات والفروض المتعلقة بالدراسة التحليلية:
تسعى الدراسة التحليلية للإجابة على التساؤلات التالية:
1- ما هو حجم اهتمام الصحف القومية والحزبية والخاصة لمرشحي الأحزاب والتيارات السياسية المشارکة في انتخابات مجلس الشعب؟
2- ما هي الأطر الإعلامية التي استخدمتها الصحف الثلاث محل الدراسة في تشکيل وتوجيه
المادة الإخبارية؟
3- ما القوالب الإخبارية المستخدمة في الأخبار المنشورة؟
4- ما موقع المادة الإخبارية المنشورة في الصحف الثلاث؟
5- ما هي المصادر التي اعتمدت عليها الصحف الثلاث في تغطية الانتخابات؟
6- ما هي اتجاهات التغطية إزاء مرشحي الأحزاب السياسية؟
7- ما هي اتجاهات التغطية إزاء الفئات النوعية داخل تجمعات المرشحين؟
کما تسعى الدراسة التحليلية إلى اختبار صحة الفروض التالية:
1- توجد فروض ذات دلالة بين الصحف الثلاث فيما يتعلق بالأطر المستخدمة في تشکيل وتوجيه المادة الإخبارية.
2- توجد فروق ذات دلالة بين الصحف الثلاث فيما يتعلق بالمصادر التي اعتمدت عليها في تغطيتها للانتخابات.
3- توجد فروق ذات دلالة بين الصحف الثلاث فيما يتعلق بحجم الاهتمام بمرشحي
الأحزاب السياسية.
4- توجد فروق ذات دلالة بين الصحف الثلاث فيما يتعلق بحجم الاهتمام بالفئات النوعية داخل تجمعات المرشحين.
5- توجد فروق ذات دلالة بين الصحف الثلاث فيما يتعلق باتجاهات التغطية إزاء مرشحي
الأحزاب السياسية.
6- توجد فروق ذات دلالة بين الصحف الثلاث فيما يتعلق باتجاهات التغطية إزاء الفئات النوعية داخل تجمعات المرشحين.
ثانياً: التساؤلات والفروض المتعلقة بالدراسة الميدانية:
تسعى الدراسة الميدانية للإجابة على التساؤلات التالية:
1- ما معدل تعرض المبحوثين للصحف المصرية؟
2- ما معدل اعتماد المبحوثين على الصحف کمصدر للمعلومات عن انتخابات مجلس الشعب؟
3- ما معدل ثقة المبحوثين في الصحف المصرية بما تقدمه من أخبار عن انتخابات مجلس الشعب؟
4- ما تقييم المبحوثين للتغطية الإخبارية عن انتخابات مجلس الشعب في الصحف المصرية؟
5- ما العوامل المؤثرة على قرار المبحوثين في التصويت لاختيار المرشحين؟
6- ما معدل تبنى الأطر الإعلامية لتغطية انتخابات مجلس الشعب من وجهة نظر المبحوثين؟
7- ما اتجاهات الناخبين نحو المرشحين في انتخابات مجلس الشعب؟
کما تسعى الدراسة الميدانية إلى اختبار صحة الفروض التالية:
1- توجد علاقة ذات دلالة بين معدل التعرض وتبنى المبحوثين للأطر الإعلامية في
الصحف المصرية.
2- توجد علاقة ذات دلالة بين اعتماد المبحوثين على الصحف کمصدر للمعلومات وتبنى الأطر الإعلامية في الصحف المصرية.
3- توجد علاقة ذات دلالة بين معدل الثقة وتبنى المبحوثين للأطر الإعلامية في الصحف المصرية.
4- توجد علاقة ذات دلالة بين الانتماء الحزبي وتبنى المبحوثين للأطر الإعلامية في
الصحف المصرية.
5- توجد علاقة ذات دلالة بين معدل التعرض واتجاهات المبحوثين نحو المرشحين.
6- توجد علاقة ذات دلالة بين اعتماد المبحوثين على الصحف کمصدر للمعلومات واتجاهاتهم
نحو المرشحين.
7- توجد علاقة ذات دلالة بين معدل الثقة واتجاهات المبحوثين نحو المرشحين.
8- توجد علاقة ذات دلالة بين الانتماء الحزبي واتجاهات المبحوثين نحو المرشحين.
9- توجد علاقة ذات دلالة بين تبنى الأطر الإعلامية في الصحف المصرية واتجاهات المبحوثين
نحو المرشحين.
المنهج والأدوات:
تستخدم الدراسة منهج المسح بشقيه الوصفيDescriptive والتحليلي Analytical لتوصيف وتحليل أطر التغطية الإخبارية لانتخابات مجلس الشعب 2010 ومدى انعکاسها على اتجاهات الناخبين. کما تستخدم الدراسة التحليل المقارن کأسلوب منهجي مناسب لتحديد الفروق بين متغيرات الدراسة التحليلية والميدانية. وتتمثل أدوات جمع البيانات في أداتين هما:
1- تحليل المضمون.وذلک لجمع البيانات المتعلقة بحجم اهتمام الصحف بانتخابات مجلس الشعب، وحجم بروز الأطر الإعلامية ومصادر التغطية واتجاهاتها إزاء مرشحي الأحزاب
والفئات النوعية
2- الاستقصاء، وذلک لمعرفة تأثير تلک التغطية على أفکار واتجاهات الناخبين إزاء المرشحين وذلک من خلال تطبيق استبيان تضمن مجموعة من الأسئلة المغلقة والمفتوحة تم تطبيقه على عينة من طلاب الجامعات لمعرفة تأثير تلک التغطية علي أفکارهم واتجاهاتهم.
عينة الدراسة
أولاً: عينة الدراسة التحليلية:
تضمنت عينة الدراسة التحليلية صحف الأهرام والوفد والمصري اليوم، وقد روعي في اختيار تلک الصحف اختلاف أنماط ملکيتها واتجاهاتها السياسية، حيث تم تمثيل الصحف القومية بأقدم صحيفة يومية وأوسعها انتشاراً، وعلى مستوى الصحف الحزبية,تم اختيار جريدة الوفد لسان حال حزب الوفد کأقدم صحيفة حزبية يومية، أما الصحف الخاصة فقد تم اختيار جريدة المصري اليوم باعتبارها أول صحيفة يومية مملوکة للشرکات المساهمة الصحفية وتمثلت العينة الزمنية في الفترة من يوم الأربعاء الموافق 30/11/2010 وهو اليوم الأول لفتح باب الترشيح لانتخابات مجلس الشعب إلى يوم الثلاثاء الموافق 7/12/2010 وهو اليوم الذي أعلنت فيه النتائج الرسمية للانتخابات، وتحددت عينة المواد الصحفية في الأخبار والقصص الإخبارية والتقارير والموضوعات الإخبارية المنشورة في الصحف الثلاث لتغطية الانتخابات، فبلغ إجمالي حجم الأعداد التي خضعت للتحليل 102 عدداً بواقع 34 عدداً من کل صحيفة، کما بلغ إجمالي حجم المواد الإخبارية التي تم تحليلها 2392 مادة موزعة على النحو التالي:
Ø جريدة الأهرام 522 مادة إخبارية.
Ø جريدة الوفد 1090 مادة إخبارية.
Ø جريدة المصري اليوم 780 مادة إخبارية.
ثانياً: عينة الدراسة الميدانية:
تضمنت عينة الدراسة الميدانية حصراً شاملاً لطلاب الفرقة الرابعة بکلية التربية النوعية-جامعة المنيا بأقسامها الأربعة، والبالغ عددهم 212 طالباً وطالبة من واقع کشوف شئون الطلاب بالکلية، استجاب منهم 188 طالباً وطالبة بنسبة 88.7%، وتم استبعاد 8 صحائف غير مکتملة الإجابات، فبلغ إجمالي الاستمارات المقبولة 180 مفردة موزعة على النحو التالي:-
Ø قسم تکنولوجيا التعليم 69 طالباً وطالبة
Ø قسم الإعلام التربوي 64 طالباً وطالبة
Ø قسم التربية الموسيقية 27 طالباً وطالبة
Ø قسم الاقتصاد المنزلي 20 طالبة.
إجراءات الصدق والثبات:
تم التحقق من صدق استمارة تحليل المحتوى من خلال عرضها على مجموعة من المحکمين* وتم إجراء بعض التعديلات عليها في ضوء ملاحظاتهم وأرائهم، کما أجرى اختبار الثبات باثنين من الزملاء، حيث تم التطبيق على عينة محدودة ومتماثلة من الصحف الثلاث محل الدراسة، وتم حساب نسبة الثبات في التحليل داخل کل الفئات في الحالتين فتراوحت نسبة الثبات بين 88%، 91%، وللتحقق من صدق صحيفة الاستبيان تم عرضها على عدد من المحکمين الذين تم عرض صحيفة تحليل المضمون عليهم والذين أبدوا أرائهم وملاحظاتهم عليها، ولإجراء اختبار الثبات تم استخدام طريقة إعادة الاختبار، حيث أعيد تطبيق الاستبيان بعد مضى أسبوعين من التطبيق الأول على عينة تضم 30 مفردة من الطلاب، وبحساب معامل الثبات بين التطبيق في المرتين بلغت نسبته 89% وهى نسبة مرتفعه تشير إلى ثبات القياس ودقته.
التحليل الإحصائي:
استخدمت الدراسة المعاملات الإحصائية التالية:
أ- التکرارات والنسب المئوية
ب- اختبار کا2 chi-squire لقياس دلالة الفروق بين الصحف الثلاث.
ج- معامل الارتباط لقياس الفروق بين المجموعات.
د- اختبار شافيه Sheffe الذي يستخدم في المقارنات المتعددة لاکثر من مجموعتين لتحديد اتجاه الفروق.
نتائج الدراسة التحليلية:
1- حجم المواد الإخبارية المنشورة:
يشير الجدول رقم(1) أن إجمالي حجم المواد الإخبارية المنشورة في الصحف الثلاث خلال فترة الدراسة بلغ 2392 مادة إخبارية وهو ما يعکس کثافة حجم التغطية الإخبارية لتلک الانتخابات التي اتسمت بتضخم وتنوع عدد مرشحيها ذکوراً وإناثاً(5181) مرشحاً.وجاءت جريدة الوفد في المقدمة من حيث کثافة التغطية، حيث سجلت 1090 مادة إخبارية بنسبة 45.6%، تلتها جريدة المصري اليوم 780 مادة إخبارية بنسبة 32.6%، وجريدة الأهرام في الترتيب الثالث 522 مادة إخبارية بنسبة 21,8%، وهو ما يشير إلى التباين في حجم الاهتمام الذي يمکن تفسيره إلى زيادة المساحة المخصصة لصفحة انتخابات 2010 في جريدتي الوفد والمصري اليوم التي تصل إلى ثلاث صفحات في جريدة المصري اليوم وإلى أربع أو خمس صفحات في جريدة الوفد خاصة في أيام الذروة الانتخابية، بينما تحددت مساحة صفحة برلمان 2010 في جريدة الأهرام بين صفحة إلى ثلاث صفحات أيام الذروة الانتخابية.
2- أشکال المواد الإخبارية:
يتضح من نتائج الجدول رقم(2) ارتفاع نسبة الأخبار والقصص الإخبارية من النصوص الإخبارية المنشورة في الصحف الثلاث، فقد بلغت النسبة 44.3% للأخبار، 26.1% للقصة، ثم الموضوعات الإخبارية 17.3%، وأخيراً التقارير 12.3% مما يعکس اهتمام تلک الصحف بتوظيف کافة الأنماط المختلفة وخاصة الترکيز على المعلومات والأحداث والقصص الإخبارية التي تعد أکثر ملائمة لتغطية أجواء الانتخابات بصراعاتها وتحالفاتها ومناوراتها.وجاءت جريدة المصري اليوم أکثر الصحف الثلاث استخداماً للأخبار 47.8%، وجريدة الوفد أکثر استخداماً للقصص الإخبارية 29.7%، جاءت جريدة الأهرام أکثر استخداماً للموضوعات الإخبارية 22%، والتقرير 13.6%، وهو ما يمکن تبريره بالطابع الشعبي لجريدتي الوفد والمصري اليوم والذي يرکز على عناصر الإثارة والتشويق والطابع المحافظ لجريدة الأهرام الذي يعتمد على التغطية التفسيرية المدعمة بالمعلومات والمقابلات.
3- موقع المواد الإخبارية:
تشير نتائج الجدول رقم(3) إلى أن غالبية المواد الإخبارية في الصحف الثلاث بوجه عام تم نشرها في الصفحات الداخلية، حيث سجلت 80.3%، مقابل 15.4% للصفحة الأولى، 4.3% للصفحة الأخيرة، وهو ما يعکس التزاحم الشديد للأخبار في الصفحة الأولى على المستويين الداخلي والخارجي، ولجوء الصحف إلى تخصيص صفحات داخلية للبرلمان. وتلاحظ تقدم جريدة المصري اليوم فيما يتعلق بحجم المواد الإخبارية المنشورة في الصفحة الأولى، حيث سجلت 17.2%، مقابل 15.3% لجريدة الوفد، 13% لجريدة الأهرام، وتقدمت جريدة الوفد فيما يتعلق بحجم الأخبار المنشورة في الصفحة الأخيرة 6.2%، مقابل 3.2% لجريدة المصري اليوم، 2.1% لجريدة الأهرام، وهو ما يرجع إلى التزام جريدة المصري اليوم بتقديم الصفحة الأولى في صفحتين خلال أيام الدراسة واستخدام جريدة الوفد لهذا التقليد في معظم الأيام واستغلال الجريدة لنشر بعض الأخبار البرلمانية في
الصفحة الأخيرة.
4- الأطر الإعلامية المستخدمة في النصوص الإخبارية:
وفقاً لنتائج الجدول رقم (4) سجل إطار الصراع أعلى معدل بروز في المواد الإخبارية المنشورة في الصحف الثلاث بوجه عام 14%، وهو ما يعکس شدة المنافسة بين مرشحي القوى السياسية التي اتسمت بالقوة والشراسة، وميل الصحفيين لتأطير الأخبار حول الصراع والنزاع والمنافسة، وهذا ما يتفق مع ما توصلت إليه دراسة (هشام عطية 2000) لتغطية الصحف لانتخابات مجلس الشعب 1995، حيث انعکست حدة الصراع بين القوى السياسية على التغطية الإخبارية وتم توظيف المواد الإخبارية لتغلب دور مواد الرأي في مساندة الأنصار ونزع الشرعية عن الخصوم، کما تتفق تلک النتائج مع ما توصلت إليه دراستي(Suoko, 1994) (Mendshon) 1998) في تراجع الأطر الإعلامية المتعلقة بالقضايا والسياسات وتضاؤل دور الصحفيين في تحديد نوعية الأطر، مقابل الدور المتزايد للمرشحين والمسئولين الرسميين والحزبيين، حيث جاء إطار الصراع الانتخابي في المقدمة، وهو ما يوضح أهمية نظرية الإطار الإعلامي في تحليل النصوص الإخبارية الانتخابية ومصادر تحديد تلک الأطر التي تساعد الناخبين في تشکيل اتجاهاتهم إزاء المرشحين، وجاء الإطار الحزبي في الترتيب الثاني 11.8%، ثم الإطار الأمني 11%، وإطار الفساد 9.4%، وفي حين سجلت أطر الديمقراطية 8.7%، والقضائية 8.4%، والمال 8.2%، تراجعت أطر الخدمات 7.9%، والقبلي 7.3%، والتضامن 6.8%،
والديني 6.5%.
وعلى مستوى المقارنة بين الصحف کما هو موضح بالجدول رقم (5) سجلت الأهرام أعلى النسب في الأطر التالية: الديمقراطية 16.9%، والأمني 12.3%، والقبلي 9.4%، والقضائي 9.2% مما يعکس دعم جريدة الأهرام للأجندة الرسمية التي تؤکد على حيادية ونزاهة الانتخابات مقابل محدودية اهتمامها بتحليل القضايا والبرامج السياسية، ففي إطار الديمقراطية استخدمت الجريدة صياغات دالة على الإشادة والتنظيم وحسن سير العملية الانتخابية مثل (شفافية، نزاهة، إشادة، ديمقراطية، نموذجيه)يدلنا على ذلک ما نشرته الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال: تصريح وزير الإعلام بإيقاف برامج المذيعين المرشحين بالانتخابات، ودعوة رئيس الجمهورية إلى انتخابات حرة ونزيهة، والعمل على مکافحة الفساد وضبط الأسعار، وتصريحه بزيادة الاستثمارات 20 مرة خلال خمس سنوات وتوفير 4 ملايين فرصة عمل، والاهتمام بالفقراء والبسطاء الذين يعانون ارتفاع الأسعار ونفقات المعيشة، وتصريح رشيد بالتزام الشرکات بالحيادية ومحاسبة المتجاوزين في الانتخابات، ولجنة لمراقبة مراحل الانتخابات وضمان نزاهتها، وتسليم تصاريح متابعة انتخابات مجلس الشعب لـ76 منظمة حقوقية، ودعوة الشريف للمواطنين إلى المشارکة في عرس الديمقراطية، وبيان مجلس الوزراء بنموذجية الانتخابات، وإشادة أوربية بحسن تنظيم وسير العملية الانتخابية، والتمثيل الحقيقي لفئات الشعب والأحزاب السياسية بدأ في عهد مبارک. (30)
وفيما يتعلق بالإطار الأمني استخدمت الجريدة صياغات دالة على التزام الأمن وحياديته لکافة الأحزاب والتيارات السياسية مثل (هدوء، دون تدخل، يجهض، ترتيبات، التزام) يدلنا على ذلک ما نشرته الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال: التزام أجهزة الأمن بتنفيذ أحکام القضاء للمرشحين ومواجهة محاولات تجاوز الشرعية، إجهاض الأمن للوقفة الاحتجاجية لمستبعدات کوته الشرقية، بحث الترتيبات الأمنية للانتخابات بين وزير الداخلية وقياداتها، تأکيد الداخلية على حيدة رجال الأمن وضمان سلامة عمليات التصويت، تصريح وزير الداخلية للتصدي بحسم للبلطجة وتأمين اللجان حتى انتهاء عملية الفرز، استعدادات أمنية لجولة الإعادة في انتخابات مجلس الشعب، خدمات أمنية مکثفة أمام مقار اللجان خوفاً من مشاجرات الإعادة. (31)
وفيما يتعلق بالإطار القبلي قدمت الجريدة العائلات أنها البديل الطبيعي للأحزاب السياسية فاستخدمت صياغات مثل(عائلات، عصبيات، تربيطات، معايرات) يدلنا على ذلک ما نشرته الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال:علام يلتقي بکبار العائلات لتسهيل وصول الناخبين للإدلاء بأصواتهم، والباسل يحشد رموز العائلات لحسم المعرکة الانتخابية، المعايرة بنتيجة الانتخابات أوقعت قتلى وجرحى في المنيا، المصالحة الکبرى حسمت جولة الإعادة بين الغول وقنديل، العصبية القبلية تطغى على انتخابات شمال سيناء. (32)
وفيما يخص الإطار القضائي استخدمت الجريدة صياغات دالة على حسن تنظيم اللجنة العليا للانتخابات مثل(تدعو، تباشر، تعيد، ضوابط) يدلنا على ذلک ما نشرته الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال:تصريح صفوت الشريف لوکالة أنباء الشرق الأوسط:الحزب الوطني يتحرک في إطار الضوابط التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات، اللجنة العليا تدعو المواطنين للمشارکة والتصويت، القضاء الإداري يؤيد شطب أي مرشح يرفع شعار"الإسلام هو الحل"، المحظورة تتطاول على اللجنة العليا وتدعى المؤامرة على شعار"الإسلام هو الحل"، القضاء الإداري يعيد 145 من المستبعدين لسباق الانتخابات، القضاء المصري يباشر الانتخابات بـ2000 قاضى يشرفون على اللجان العامة، التقدير الکامل للجنة العليا للانتخابات قامت بدورها على أکمل وجه. (33)
وسجلت الوفد أعلى النسب فيما يتعلق بالأطر التالية :الحزبي 16.1%، والصراع16.1%، والأمنى 12.4% مما يعکس دور الجريدة في تشکيل الأخبار وفق التوجه الأيديولوجي لحزب الوفد والسعي لاستقطاب تأييد الرأي العام، ففي الإطار الحزبي استخدمت الجريدة صياغات دالة على تجاوزات الحزب الحاکم واکتساب شرعيته بالبلطجة والعنف مثل(يغتصب، انحرفت، مذبحة، بلطجة)يدلنا على ذلک ما نشرته الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال:الحزب الوطني ينتظر فوزاً ساحقاً "سابق التجهيز" في الانتخابات البرلمانية، من أجلک أنت لا تنتخب مرشحي الحزب الوطني، هذه سياسات الحزب الحاکم الذي تولى السلطة منذ 58 عاماً تحت مسميات مختلفة، 600 مليون حصيلة الإتاوات التي فرضها الحزب الوطني على المرشحين، جزاء الوطني يعانى من الشيخوخة، رصد الممارسات غير القانونية والبلطجة واستخدام العنف لمرشحي الحزب الوطني، الحزب الوطني طعن نفسه بسکين والانتخابات ستزور 100%، برنامج الحزب الوطني أکذوبة، الحزب الوطني يغتصب وجوده بالبلطجة والعدوان، الحکومة انحرفت عن الوعد الرئاسي بضمان نزاهة الانتخابات، مصر شهدت مذبحة الحرية والديمقراطية واغتصاب السلطة، مرشحوا الوطني اکتسبوا شرعيتهم بالبلطجة والعنف واللجنة العليا للانتخابات مجرد ديکور، تزوير الانتخابات صناعة الحزب الحاکم، شباب فقدوا حياتهم بأسلحة الحزب الوطني، التجمع يصف الانتخابات بأنها الأسوأ في التاريخ المصري، إصرار النظام المصري على البقاء في السلطة استعداداً لانتخابات الرئاسة، الحزب الحاکم في مصر سرق الانتخابات، الانتخابات أصبحت مرآة لإرادة أحمد عز. (34).
وفيما يتعلق بإطار الصراع استخدمت الجريدة صياغات دالة على العنف والشراسة مثل (يواجه، يهدد، يطيح، تشتعل، خناقات، ضرب)يدلنا على ذلک ما نشرته الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال:الحزب الوطني يواجه تحدى المنشقين في الانتخابات القادمة، بيان شديد اللهجة للإخوان يهدد باللجوء للبرلمان الدولي احتجاجاً على شطب المرشحين، المعرکة تشتعل بين الوفد والوطني في القليوبية، إمام حنفي يشعل الانتخابات على مقعد الفئات ويعيد حسابات مرشحي الوطني، الوطني يشعل الفتن بين أبناء القبلية الواحدة بعد ترشيحه لأبناء العمومة في الدوائر المفتوحة، خناقات وضرب نار بين مرشحي الوطني في المنوفية، حسن عبد الجواد يطيح بـ الحسيني ومعتز يصارع من أجل البقاء في مطاي، اشتباکات بين أنصار الوطني والإخوان في المرج والنزهة، العنف سيد الموقف في الانتخابات، الصحة تعلن الطوارئ لاستقبال ضحايا البلطجة. (35) وفيما يخص الإطار الأمني استخدمت عبارات وصياغات متباينة تماماً مما استخدمتها جريدة الأهرام، ففي حين رکزت الأهرام على الحيادية وعدم التدخل، رکزت الوفد على الانحياز لحزب الأغلبية يدلنا على ذلک ما نشرته الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال:الانتخابات بدون أمن، انسحاب 3 وفديين من الترشيح في أکتوبر بسبب سوء إجراءات مديرية الأمن، مديرية أمن حلوان تمتنع عن قبول أوراق مرشحين من الوفد وأکتوبر ترفض أوراق 24 مستقلاً، مصادمات بين الأمن وأنصار مرشحي الإخوان، مظاهرات غاضبة واشتباکات بين الشرطة والناخبين وقمع المعارضة، الأمن طرد مندوبي مرشح الوفد من اللجان. (36)
وتقدمت المصري اليوم فيما يتعلق بالأطر التالية: الصراع 15.9%، والفساد 14.6%، والخدمات12.1% وهو ما يعکس الاتجاه الغالب للجريدة هو الإثارة والتشويق والتنقيب عن أوجه الفساد والخلل في العملية الانتخابية، ففي إطار الصراع استخدمت الجريدة صياغات دالة على المنافسة والتصارع بين المنافسين مثل: (هل سيفوز، الأبرز، اشتعال، أم المعارک) يدلنا على ذلک ما نشرته الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال: مظاهرة ومصادمات بين مرشحي الإخوان والأمن في أول أيام الترشيح، هل سيفوز المستقلون على مبادئ الحزب الوطني بالانتخابات البرلمانية مجدداً، في کفر الشيخ صباحي الأبرز ومرشحون للإخوان والوفد والسلام الديمقراطي، المنافسة تشتعل في مرکز الفيوم بين الوطني والإخوان والوفد، الزوج يترشح عن التجمع والزوجة جمهوري، الوطني والوفد والمستقلون يتصارعون على مقعد الفئات بدسوق، طعن ضد لکح أمام القضاء الإداري يطالب بشطبه، وطعن مرشح الوطني يطيح بزميله في طلخا، مواجهات ساخنة في دائرة محل القوى السياسية، أم المعارک في سوهاج 338 مرشحاً في 14 دائرة، اشتعال حرب المسيرات والتصريحات بين الإخوان والوطني، مشعل: "حسبي الله في المتاجر بالآم الناس"، وبکرى يرد: "من أين له هذا مزرعة ثمنها 350 مليون جنيه، اشتعال الإعادة في جنوب سيناء معرکة شرسة بين القبائل والوافدين." (37)
وفيما يتعلق بإطار الفساد استخدمت الجريدة صياغات دالة على تزوير الانتخابات والقيود على حرکة الأحزاب مثل(خارج الخدمة، مسرحية هزلية، تجاهلت، تشکک) يدلنا على ذلک ما نشرته الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال، مصر جائعة للديمقراطية وتزوير الانتخابات يحدث قبل ثورة يوليو، وزراء خارج الخدمة تفرغوا للحملات الانتخابية دون الحصول على إجازات رسمية، الانتخابات مسرحية هزلية بطولة مرشحي الحزب الوطني، العفو الدولية:مصر تجاهلت دعوات الإصلاح وتقمع المعارضة، وسائل إعلام أجنبية:مرشحوا انتخابات مجلس الشعب يتنافسون على نتائج معروفة سلفاً، الانتخابات البرلمانية أسوأ وأعنف انتخابات مرت على مصر، أمريکا تشکک في نزاهة الانتخابات وتؤکد الانتهاکات تعبر عن ضعف واضح للدولة. (38)
وفيما يخص إطار الخدمات استخدمت الجريدة صياغات دالة على تقديم الخدمات دون انتظار المقابل مثل(مصالح، منافع شخصية) فنشرت الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال:مرشح الوفد رمضان الزيات بمطروح:أعمل لحل أزمة منفذ السلوم مصدر دخل المحافظة وتوفير فرص عمل لأبناء الدائرة في شرکات البترول العامة بمطروح، محمد کامل مرشح الوفد:ليس لنا مصالح أو منافع شخصية بل العدالة والآدمية لشعب مصر، عاطف خليل مرشح الوفد:من أجل التغيير أخوض انتخابات مجلس الشعب، عزمي مجاهد:أرفض الرشاوى الانتخابية وحل مشکلات الدائرة أهم أولوياتي، صفاء عبد القوى:تأمين صحي للجميع معرکتي الأولى، مصطفي بکرى:لن يستطيع أحد شراء الأصوات بکرتونه أرز أو کيلو لحمة. (39)
وهکذا يلاحظ ازدواجية الخطاب الرسمي، حيث يبرز الخطاب المصري والأجندة الرسمية في الصحف القومية، بينما يبرز الخطاب البديل والأجندة البديلة في الصحف الحزبية والخاصة لتعکس خطابات الأحزاب والجماعات السياسية، الأمر الذي يوضح دور التعددية الصحفية في تنوع موضوعات واتجاهات وأساليب التغطية الإخبارية، وإن کانت الفجوة أکثر اتساعاً بين تغطية تبرز الملامح الايجابية تدعيماً للاستقرار والوضع الراهن وتغطية تکشف الملامح السلبية استثارة لعدم الرضا ودعوة لتغيير شامل.وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود فروق ذات دلالة بين الصحف الثلاث فيما يتعلق بأطر التغطية الإخبارية لانتخابات مجلس الشعب 2010، حيث بلغت قيمة کا² المحسوبة 190.84 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.05 وبدرجة حرية 20 وهو ما يعنى وجود علاقة دالة لنمط الملکية على أطر التغطية الإخبارية، وجاءت الفروق لصالح جريدة الأهرام فيما يتعلق بأطر الديمقراطية والأمنية والقضائية، في حين جاءت الفروق لصالح جريدتي الوفد والمصري اليوم فيما يتعلق بالأطر الحزبية والصراع والفساد.
5- مصادر التغطية الإخبارية لانتخابات مجلس الشعب:
وفقاً لنتائج الجدول رقم(6) يتضح أن فئة المندوب سجلت أعلى النسب فيما يتعلق بمصادر التغطية، إذ استأثرت 15.4%من إجمالي النصوص الإخبارية المنشورة في الصحف الثلاث مما يعکس اعتماد الصحف على مندوبيها ومراسليها داخل المحافظات والمقار الانتخابية وأماکن المظاهرات والمصادمات بين أنصار المرشحين، وهذا ما يتفق مع نتائج دراسة محمد سعد 2001 لتغطية انتخابات مجلس الشعب 2000، والتي تصدر فيها المحرر کمصدر لسرد الوقائع والأحداث والخلفيات المتعلقة بالعملية الانتخابية، تليها فئة الخبراء 13.7%، ثم المرشحون 12.5%، والمسئولون الحزبيون 11.9%، والمسئولون التنفيذيون 11.5%، والقضائيون10.1%، والناخبون 9.5 %، والامنيون8.8%، والشخصيات الدينية في الترتيب الاخير6.6%.
وهکذا يتضح عدم التوازن في المصادر، يدلنا على ذلک ارتفاع نسبة المصادر الرسمية إلى 32.2% وتضاؤل مشارکة الناخبين والمرشحين کطرفين فاعلين في العملية الانتخابية.
وعلى صعيد المقارنة بين الصحف الثلاث کما هو مبين بالجدول رقم(7) سجلت الأهرام أعلى نسبة فيما يتعلق بالاعتماد على المسئولين التنفيذيين 19.3%، مقابل 10.8% لجريدة الوفد، 7.3% للمصري اليوم، وفي حين سجلت فئة المسئولين الحزبيين أعلى معدل بروز في الوفد 15.7%، مقابل 9.8% للأهرام، و7.9% للمصري اليوم، تفوقت المصري اليوم فيما يتعلق بالاعتماد على المرشحين کمصدر لسرد الوقائع والأحداث والخلفيات المتعلقة بالعملية الانتخابية
وتعکس تلک النتائج غلبة الطابع الرسمي لأخبار الصحف القومية وتزايد اعتماد الصحف الحزبية والخاصة على مصادر متخصصة، وتبين وجود فروق ذات دلالة بين الصحف الثلاث فيما يتعلق بمصادر الصحيفة الإخبارية، حيث بلغت قيمة کا² المحسوبة 127.62 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.05 وبدرجة حرية 16 وهو ما يعنى وجود علاقة دالة بين المصدر ونوعية الصحيفة.
6- حجم الاهتمام بالأحزاب السياسية وفق نسب التغطية:
يتضح من الجدول رقم (8) أن مرشحي الحزب الوطني الديمقراطي استأثروا وحدهم ما يقرب من ربع حجم التغطية الإخبارية في الصحف الثلاث بوجه عام، حيث ارتفعت نسبة المواد المنشورة عن الحزب الوطني إلى 23.1%، مما يعکس التحيز للحزب الحاکم باعتباره التنظيم السياسي المهيمن على النشاط البرلماني والذي يستمد نفوذه من کونه الحزب الذي يرأسه رئيس الدولة، وهذا ما يتفق مع ما توصلت إليه دراسة محمد سعد2001 بارتفاع کثافة حجم التغطية الإخبارية للحزب الوطني، مما يعکس التحيز للحزب الحاکم، وجاء حزب الوفد في الترتيب الثاني من حجم التغطية 20.3%، وهو ما يمکن تفسيره بتمثيل جريدة الوفد في عينة البحث، ثم المستقلون 11.7%، وحزب التجمع9.9%، والحزب الناصرى7.4%، وحزب الأحرار7.2%، وحزب التکافل 4.4%، وحزب الغد، وحزب الوفاق 2.9% لکل منهما، وحزب الأمة 2.2%، وحزب مصر الفتاه 1.9%، وحزب الخضر1.7%، وحزب السلام 1.6%، وحزب العدالة الاجتماعية 1.4%، وأخيراً حزب الجيل 1.3%.
وعلى مستوى المقارنة بين الصحف الثلاث(جدول رقم 9) سجلت الأهرام أعلى نسبة تغطية للحزب الوطني 45.4%، يليه المستقلون 15.5%، ثم حزب الوفد 11.9%، وفي حين سجلت الوفد أعلى نسبة تغطية لحزب الوفد 29.1%، يليه الحزب الوطني 15%، ثم حزب التجمع 10.9%، سجلت المصري اليوم أعلى نسبة تغطية للحزب الوطني 19.6%، يليه حزب الوفد 13.6%، ثم المستقلون 13.5%.
وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود فروق ذات دلالة بين الصحف الثلاث فيما يتعلق بحجم اهتمامها بمرشحي الأحزاب السياسية، حيث ارتبطت تلک الفروق بالوزن النسبي لکل حزب وطبيعة العلاقة بين الصحف والسلطة السياسية من جهة والأحزاب السياسية من جهة أخرى، حيث بلغت قيمة کا² المحسوبة 387.47 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.05 ودرجة حرية 28.
7- حجم الاهتمام بالفئات النوعية داخل تجمعات المرشحين:
وفقاً لنتائج الجدول رقم(10) يتضح أن الوزراء سجلوا أعلى نسبة تغطية في الصحف الثلاث بوجه عام 26.3%، تلتهم المرأة 23%، ثم الجماعات المحظورة 20.4%، ورجال الأعمال 20.3%، والأقباط في الترتيب الأخير10%، وهو ما يعکس عدم التناسب بين حجم اهتمام الصحف وعدد مرشحي کل فئة بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.
ويلاحظ ارتفاع حجم الاهتمام بالمرأة مقارنةً بحجم الاهتمام بمرشحي الأحزاب السياسية مما يشير إلى سعى الصحف لمواکبة توجهات السلطة السياسية فيما يتعلق بدعم المشارکة السياسية للمرأة وتبوأها لـ64 مقعداً في البرلمان وهو النظام الجديد الذي طبق للمرة الأولى في الحياة البرلمانية.
وعلى صعيد المقارنة بين الصحف الثلاث جدول رقم (11) سجلت الأهرام أعلى نسبة تغطية للوزراء 32.2%، مقابل 24.9% للمصري اليوم، و24.6% للوفد، وفي حين سجلت الوفد 25.4% للمرأة، سجلت المصري اليوم 16.2% للأقباط، وتبين وجود فروق دالة إحصائياً بين الصحف الثلاث فيما يتعلق بحجم اهتمامها بالرموز والفئات النوعية داخل تجمعات المرشحين، حيث بلغت قيمة کا² المحسوبة 68.97 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.05 ودرجة حرية 8.
8- اتجاهات التغطية الإخبارية:
يتضح من الجدول رقم (12) انخفاض نسبة التوازن فئ اتجاهات التغطية في الصحف الثلاث بوجه عام حيث بلغت 19.9%، مقابل 44.1% للاتجاهات الايجابية، 36%للاتجاهات السلبية مما يعکس اختلال التوازن في النظام الحزبي المصري سواء في بنيته أو أدائه أو فاعليته، وهو ما يتفق مع نتائجدراسة(Schroder, 2000) لتغطية انتخابات الرئاسة الأمريکية لعام 2000 من خلال قياس نبرة التغطية وتوجهها الأيديولوجي، حيث ارتفعت فيها نسبة القصص السلبية إلى 51%.
وجاءت الأهرام أکثر الصحف الثلاث توازناً وحيدة، حيث ارتفعت التغطية المحايدة إلى 39.5%، مقابل 25% للمصري اليوم، و7% فقط للوفد
وعلى مستوى المقارنة بين الصحف الثلاث کما هو موضح بالجدول رقم (13) سجلت الأهرام أعلى نسبة في التغطية الايجابية للحزب الوطني 73.5%، مقابل 15.4% للمصري اليوم، 4.9% للوفد، مما يعکس تأثير الممارسة الصحفية في الصحف القومية بالظروف والملابسات السياسية، فهي تارة تحاول استقلاليتها من خلال تحرى الدقة في التغطية الإخبارية کجريدة محافظة تستند إلى تراث مهني، وفي أغلب الأحيان تقوم بدور الترويج لسياسات السلطة وإبراز الموضوعات الايجابية التي تستهدف تدعيم صورتها بين المواطنين، يدلنا على ذلک ما نشرته الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال:الوطني حزب الطبقة المتوسطة، نسعى بقوة للحصول على أغلبية مجلس الشعب الجديد، النتائج الأولية تشير إلى تقدم الوطني والمعارضة في المرتبة الثانية وخسارة المحظورة، ما تحقق حتى الآن هو جني للثمار والأهداف التي حفل بها برنامج الحزب الوطني. (40) أما التغطية السلبية المرتفعة فقد تقاسمها ثلاثة أحزاب هي الوفد 16.9%، والتجمع 12.7%، والأحرار 11.3%
وسجلت الوفد أعلى نسبة تغطية ايجابية لحزب الوفد 70%، مقابل 14.4% للمصري اليوم، 6.9% للأهرام، وهو ما يعکس دور التوظيف السياسي للجريدة فيما يتعلق بمعالجاتها لأحداث ووقائع الانتخابات وتتحول إلى خطاب حشد وتعبئة لتأييد نخبة الحزب بکل الطرق، يدلنا على ذلک ما نشرته الجريدة في هذا الصدد على سبيل المثال:الوفد يحصل على 80 مقعداً على الأقل في حالة إجراء انتخابات نزيهة، مرشحوا الوفد يقودون معرکة التغيير، الوفد يسعى لإعادة اکتشاف نفسه بقيادة البدوي في الانتخابات، برنامج الوفد يعتمد على رؤية واضحة وليس مجرد تجارب، ترحيب شعبي واسع بانسحاب الوفد من الانتخابات، انسحاب الوفد يهز شرعية الانتخابات ويضرب مصداقية الحزب الحاکم. (41) أما التغطية السلبية المرتفعة فقد تقاسمها ثلاثة أحزاب هي الوطني 22.2%، والتجمع 16.1%، والأحرار 14.2%.
وسجلت المصري اليوم أعلى نسبة تغطية ايجابية للمستقلين 15.9%، مقابل 5.3% للأهرام، و 0.5% للوفد، وهو ما يعکس ارتباط حجم التغطية الايجابية بالوزن النسبي للمرشحين وطبيعة علاقة الجريدة بتلک القوى والصورة الذهنية السائدة عن کل حزب، أما التغطية السلبية المرتفعة فکانت من نصيب الحزب الوطني 21.8%، وحزب الوفد 14.1%.
وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود فروق دالة بين الصحف الثلاث فيما يتعلق باتجاهات التغطية الإخبارية إزاء الأحزاب السياسية، حيث بلغت قيمة کا2 المحسوبة 1507.31 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.05 وبدرجة حرية 122 وهو ما يعنى وجود علاقة دالة بين اتجاهات التغطية الإخبارية ونوعية الصحيفة.
وعلى مستوى الفئات النوعية جدول رقم (14) سجلت الأهرام أعلى نسبة في التغطية الايجابية للوزراء 66.9%، مقابل 29.9% للمرأة، 26% للأقباط، 16.9% لرجال الأعمال، مما يعکس اهتمام الجريدة على نحو محدود يتعقب الأبعاد السلبية في حملات رجال الأعمال، وسجلت الجماعات المحظورة أعلى نسبة في التغطية السلبية 13.3%، يليهم الأقباط مما يعکس دور الجريدة في مواکبة النظام السياسي وتخوفهم من الجماعات المحظورة لتکرار النوبة في استعادة مقاعدهم الـ88 في مجلس الشعب 2005، وسجلت الوفد أعلى نسبة في التغطية الايجابية للجماعات المحظورة 84.5%، مقابل 7،55% لرجال الأعمال، 37.3% للمرأة، 36.6% للأقباط، 22.3% للوزراء، وهو ما يعکس سعى الجريدة في تتبع تحرکات الإخوان المسلمين ومطاردة الأمن لهم في کل مکان لإبراز عنصري الإثارة والتشويق للقارئ، أما التغطية السلبية المرتفعة فکانت من نصيب المرأة 72.8% وهو ما يعکس عدم الرضا عل تبوأ المرأة لـ64 مقعداً للمرة الأولى من نوعها في البرلمان المصري، وسجلت المصري اليوم أعلى نسبة في التغطية الايجابية للأقباط 37.4%، مقابل 32.8% للمرأة، و27.4% لرجال الأعمال، و10.8% للوزراء، مما يشير إلى سعى الجريدة لمواکبة التوجهات العامة للسلطة بدعم المشارکة السياسية للمرأة والأقباط. أما التغطية السلبية المرتفعة فکانت من نصيب الوزراء 58.4% وهو ما يعکس عدم الرضا عن ترشيح الوزراء لمجلس الشعب والجمع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وبتطبيق اختبار کا² تبين وجود فروق دالة إحصائياً بين الصحف الثلاث فيما يتعلق باتجاهات التغطية الإخبارية إزاء الرموز والفئات النوعية، حيث بلغت قيمة کا² المحسوبة 771.95 وهى دالة عند مستوى معنوية 0.05 وبدرجة
حرية 28.
نتائج الدراسة الميدانية:
أولا: الخصائص العامة لعينة البحث:
تتضمن العينة کما يوضح الجدول رقم ( 15 ) 180 مفردة من طلاب الفرقة الرابعة بکلية التربية النوعيةـ جامعة المنيا، بينهم 101 مبحوثاً من الإناث بنسبة 56.1 % و 79 مبحوثا من الذکور بنسبة 43.9 %، وهو ما يشير إلى تزايد إقبال الطالبات للالتحاق بکلية التربية النوعية بأقسامها الأربعة، وتراجع معدل إقبال الطلاب .
يوضح الجدول رقم (16) ارتفاع عدد غير المنتمين لأحزاب سياسية 163 مبحوثا بنسبة 90.6 % مقابل 17 مبحوثاً للمنتمين بنسبة 9.4 %.
وجاء توزيعهم على النحو التالي جدول رقم (17) 11 مبحوثاً منتمين للحزب الوطني ومبحوثين لکل من حزبي التجمع والناصري، ومبحوثا واحدا لکل من حزبي الوفد والأحرار، وهو ما يتفق إلى حد کبير مع نتائج دراسة ( إيناس أبو سيف، 2001 )، حيث بلغت نسبة المنتمين لأحزاب سياسية 10 % غالبيتهم ينتمون إلى الحزب الوطني، الأمر الذي يعکس ارتفاع نسبة العزوف السياسي لدي طلاب الجامعات، وعدم فاعلية الأحزاب السياسية في استقطاب الشباب الجامعي.
ووفقاً لنتائج الجدول رقم (18) يتضح تراجع معدل مشارکة الطلاب في أنشطة الاتحاد الطلابية بالجامعة، حيث ارتفعت نسبتهم إلى 89.4 %، مقابل 10.6 % للمشارکين في هذه الأنشطة، وهو ما يشير إلى التراجع الکبير في معدلات المشارکة السياسية سواء على مستوي المشارکة في الاتحادات الطلابية، أو في عضوية الأحزاب السياسية.
ثانيا: معدل تعرض المبحوثين للصحف المصرية:
تشير نتائج الجدول رقم (19) إلى تراجع معدل متابعة المبحوثين لأخبار الانتخابات من الصحف المصرية بوجه عام، حيث أعرب 34.4 % منهم متابعتهم لها نادراً، مقابل 32.8، يتابعونها أحياناً، وفي حين بلغت نسبة الذين قالوا لا يتابعونها على الإطلاق 25.6 %، انخفضت النسبة إلى 7.2 % للذين يحرصون علي متابعتها دائماً، وهو ما يعکس تراجع معدلات توزيع الصحف في إطار المنافسة مع التلفزيون والقنوات الفضائية وشبکة الإنترنت من خلال اعتمادهم على المتابعة الفورية والسريعة والصور المصاحبة للتغطية .
وجاءت الصحف القومية في المقدمة من حيث معدل التعرض، حيث أعرب 56.7 % متابعاتهم لأخبار الانتخابات من تلک الصحف أحياناً، مقابل 25 % يتابعونها نادراً، وفي حين بلغت نسبة الذين يحصرون على متابعاتها دائماً 13.3% انخفضت نسبة الذين لا يتابعونها على الإطلاق إلى 5 %.
وجاءت الصحف الحزبية في الترتيب الثاني من حيث معدل المتابعة، حيث أقر ما يزيد عن نصف العينة 56.6 % متابعاتهم لتلک الصحف نادراً، مقابل 23.9 % يتابعونها أحياناً، وفي حين بلغت نسبة الذين لا يتابعونها على الإطلاق 14.4 % انخفضت النسبة إلى 6.1 % للذين يحرصون علي متابعتها دائماً، وجاءت الصحف الخاصة في الترتيب الأخير، حيث ارتفعت نسبة الذين لا يتابعون أخبار الانتخابات من تلک الصحف على الإطلاق إلى 57.2 %، مقابل 22.8 % يتابعونها نادراً، وفي حين بلغت نسبة الذين قالوا يتابعونها أحياناً 17.8 %، انخفضت نسبة الذين يحرصون على متابعاتها
دائماً إلى 2.2 %.
وتشير نتائج الجدول رقم (20) إلى أن جريدة الجمهورية تأتي في مقدمة الصحف متابعة من جانب المبحوثين لأخبار انتخابات مجلس الشعب، حيث بلغت نسبة الذين يتابعونها دائماً 35 %، مقابل 38.9 % قالوا أحياناً، وهو ما يعکس سعي الجريدة لاستقطاب الشباب الجامعي من خلال التوسع في نشر الأخبار الرياضية والفنية والتعليمية وأخبار الجريمة، الأمر الذي يعکس اتجاهاتهم لمتابعة أخبار الانتخابات من تلک الجريدة التي تلبي احتياجاتهم الرياضية والفنية والتعليمية.
تلتها جريدة المصري اليوم 25 % يتابعونها دائماً، مقابل 33.9 % يتابعونها أحياناً، ثم جريدة الأهرام 18.9 % يتابعونها دائماً، مقابل 56.1 % يتابعونها أحياناً، وجريدة الأخبار 15.6 % يتابعونها دائماً، مقابل 53.3 % يتابعونها أحياناً، وأخبار اليوم 16.1 % ، يتابعونها دائماً، مقابل 43.9 % يتابعونها أحياناً، وجريدة المساء 12.8 % يتابعونها دائماً، مقابل 35 % يتابعونها أحياناً. وفي حين بلغت نسبة الذين لا يتابعون الصحف التالية على الإطلاق:
أفاق عربية 75 %، وطني 68.9 %، الأهرام العربي 56.7 %، الأهالي 55.6 %، الأحرار 50.6 %، صوت الأمة 41.7 %، الأهرام المسائي 41.1 %، الأسبوع 36.7 %، الوفد 35 %، بلغت نسبة التعرض الدائم لأخبار الانتخابات من تلک الصحف، أفاق عربية 0.6 %، وطني 1.1%، الأهرام العربي 1.7 %، الأحرار 2.2 %، الأهرام المسائي 3.3 %، الوفد 4.4 %، صوت الأمة 6.1 % .
وهکذا تکشف النتائج ارتفاع معدل التعرض للصحف القومية اليومية، تليها جريدة المصري اليوم، الأمر الذي يعکس تزايد الاعتماد على التغطية الصحفية اليومية، ويثير التساؤل حول تراجع الاعتماد على التغطية الصحفية الحزبية والمستقلة لتعکس رؤى مختلف القوي السياسية وتقدم تغطية أکثر تحرراً من الصحف القومية الأکثر التزاماً بوجهة النظر الرسمية.
ثالثاً: ترتيب المبحوثين للصحف کمصدر للمعلومات عن انتخابات مجلس الشعب:
وفقاً لنتائج الجدول رقم (21) جاءت الصحف القومية في المقدمة کمصدر هام للمعلومات عن انتخابات مجلس الشعب، حيث أعرب 36.1 % من المبحوثين اعتمادهم عليها بشکل کبير، مقابل 52.8 % قالوا إلى حد ما، وهو ما يعکس تزايد الاعتماد على الصحف القومية في متابعة الأحداث الساخنة ذات التطورات السريعة، تليها الصحف الخاصة، حيث أعرب 30.6 % اعتمادهم عليها بشکل کبير، مقابل 54.4 % قالوا إلى حد ما، في حين جاءت الصحف الحزبية في الترتيب الأخير، حيث أقر 6.7 % فقط اعتمادهم عليها بشکل کبير، مقابل 71.7 % قالوا إلى حد ما.
وتشير نتائج الجدول رقم (22) إلى أن جريدة الأهرام تأتي في مقدمة الصحف من حيث تقديمها لتغطية جيدة لانتخابات مجلس الشعب، حيث بلغت نسبة الذين يعتمدون عليها بشکل کبير 64.4 % مقابل 25.6 قالوا إلى حد ما وهو ما يمکن تفسيرا بتزايد اهتمامها بالقصص والتقارير الإخبارية، وجاءت جريدة الجمهورية في الترتيب الثاني، حيث أقر 58.3 % اعتمادهم عليها بشکل کبير، مقابل 32.8 % قالوا إلى حد ما، ثم جريدة المصري اليوم، حيث أعرب 51.1 % اعتمادهم عليها بشکل کبير، مقابل 28.9 % قالوا إلى حد ما، وجريدة الأخبار، حيث بلغت نسبة الذين يعتمدون عليها بشکل کبير 31.7 % مقابل 42.8 % قالوا إلى حد ما. وفي حين بلغت نسبة الذين لا يعتمدون على الصحف التالية على الإطلاق:
أفاق عربية 74.4 %، الأهالي 69.4 %، صوت الأمة 66.7 %، وطني 65.6 %، الأهرام العربي 58.9 %، الأحرار 52.6 %، الوفد 50.6 %، الأسبوع 46.1 %، الأهرام المسائي 43.9 %، المساء 42.8 %.
وتعکس تلک النتائج ارتفاع معدل الاعتماد على الصحف القومية کمصدر للمعلومات، وهو ما يعکس استفادة تلک الصحف من الهامش المحدود من الحرية والوصفية القانونية لها کصحف مستقلة عن السلطة التنفيذية ومعبرة عن کافة التيارات السياسية في المجتمع .
رابعاً: معدل ثقة المبحوثين في الصحف المصرية:
يوضح الجدول رقم (23) تراجع معدلات الثقة في الصحف المصرية بوجه عام، حيث ارتفعت نسبة المبحوثين من فئة ذوي معدل الثقة المتوسط إلى 48.9 %، مقابل 21.5 % من ذوي المعدل المرتفع، 29.9 % لا يثقون فيها على الإطلاق، وجاءت الصحف القومية في الترتيب الأول من حيث ارتفاع معدلات الثقة، حيث بلغت نسبة المبحوثين من فئة ذوي المعدل المرتفع 44.4 %، مقابل 46.7 % من ذوي المعدل المتوسط، 8.9 % فقط لا يثقون فيها على الإطلاق، وهو ما يعکس استمرارية التحول النوعي لأداء تلک الصحف من خلال توسيع هامش الحرية والتعددية مقارنة بمواقفها في انتخابات مجلس الشعب في الثمانينيات والتسعينيات، وجاءت الصحف الحزبية في الترتيب الثاني، حيث ارتفعت نسبة الذين ينتمون إلى فئة ذوي المعدل المتوسط إلى 59.5 % مقابل 17.2 % لذوي المعدل المرتفع، 23.3 % لا يثقون فيها على الإطلاق، وجاءت الصحف الخاصة في الترتيب الأخير حيث ارتفعت نسبة الذين لا يثقون في تلک الصحف على الإطلاق 56.6 %، وفي حين بلغت فئة الذين يثقون فيها إلى حد ما 40.6 %، انخفضت النسبة إلى 2.8 % للذين يثقون فيها جدا .
وتشير نتائج الجدول رقم (24) إلى أن صحيفة الأهرام تأتي في مقدمة الصحف ثقة من جانب المبحوثين، حيث ارتفعت فئة ذوي الثقة المرتفع فيها إلى 59.4 %، مقابل 33.9 % لذوي الثقة المتوسط، وهو ما يشير إلى استفادة الجريدة من الهامش المتاح لها من الحرية وتقديمها تغطية جيدة نالت ثقة المبحوثين، وجاءت جريدة الأخبار في الترتيب الثاني 47.2 % لذوي الثقة المرتفع، مقابل47.2% لذوي الثقة المتوسط، ثم جريدة الجمهورية 42.8 % لذوي الثقة المرتفع، مقابل 33.4 % لذوي الثقة المتوسط، وأخبار اليوم 26.7 % لذوي الثقة المرتفع، مقابل 52.8 % لذوي الثقة المتوسط وفي حين بلغت نسبة الذين لا يثقون في الصحف التالية على الإطلاق، أفاق عربية 66.1 %، الأهالي ووطني 61.7 % لکل منهما، الأهرام العربي 59.5 %، الأحرار 58.9 %، صوت الأمة 56.6 %، الأهرام المسائي 38.9 %، الأسبوع 38.3 %، الوفد 35.6 %.
وتعکس تلک النتائج ارتفاع معدلات الثقة نسبياً لدي الصحف القومية رغم العلاقة التي تربطها بالسلطة السياسية، وتراجع معدلات الثقة لدي الصحف الحزبية والخاصة رغم التعددية المتاحة لتلک الصحف وهو ما يمکن تفسيره بارتباط تلک الصحف بالتوجيهات السياسية والإيديولوجية للأحزاب وجنوح بعضها إلى المبالغة وتصفية الحسابات والترکيز على جوانب القصور فقط في السياسيات والممارسات الحکومية، الأمر الذي أفقدها جانباً من الموضوعية في معالجتها الصحفية والذي انعکس بدوره على تراجع ثقة القراء فيها، وکذلک ارتباط دور الصحف الخاصة بتوجيهات رئيس التحرير المالک الفعلي للشرکة المساهمة الصحفية وميلها إلى الإثارة والمعالجات السطحية المنقوصة، أفقدها الکثير من ثقة القراء فيها .
خامساً: تقييم التغطية الإخبارية لانتخابات مجلس الشعب في الصحف المصرية:
وفقاً لنتائج الجدول رقم (25) يتضح ارتفاع نسبة التغطية المنحازة في الصحف المصرية بوجه عام 41.1 %، مقابل 36.7 % للتغطية السطحية، 22.2 % للتغطية المتوازنة، وهو ما يعکس غلبة الخطاب الدعائي والتوجيهي المنحاز وتأثر الخطاب الصحفي بمفردات الخطاب السياسي، مما جعله يتسم بعدم الاتساق والاضطراب والتخبط بين الخطابين النقدي والتبريري، وهذا ما يتفق إلى حد کبير مع نتائج الدراسات التي تناولت انتخابات مجلس الشعب 2000، والتي خلصت إلى ارتفاع نسبة الاتجاهات السلبية إزاء التغطية، حيث تراوحت بين 40 % في دراسة جمال عبد العظيم، 50 % في دراسة هويدا مصطفى، 52 % في دراسة إيمان نعمان جمعة وذلک بسبب التغطية المنحازة، وجاءت الصحف الحزبية في مقدمة الصحف في التغطية المنحازة، حيث بلغت نسبتها 77.2 %، مقابل 41.1 % في الصحف الخاصة، 27.2 % في الصحف القومية، وهذا ما أکدته نتائج الدراسة التحليلية، وفي حين سجلت الصحف القومية أعلى نسبة في التغطية المتوازنة 65.6 %، مقابل 22.2 للصحف الخاصة، 17.8 % للصحف الحزبية، سجلت الصحف الخاصة أعلى نسبة في التغطية السطحية 36.7 %، مقابل 7.2 % للصحف القومية، 5 % للصحف الحزبية .
وتشير نتائج الجدول رقم ( 26 ) إلى أن صحيفة الأهرام تأتي في مقدمة الصحف في تقديمها لتغطية متوازنة، حيث ارتفعت نسبتها إلى 82.8 % وتأتي هذه النتيجة تأکيدا لما خلصت إليه نتائج الدراسة التحليلية، مما يعکس سعي الجريدة لتأکيد استقلاليتها من خلال تحري الدقة في التغطية الإخبارية، وتعدد الانتماءات السياسية لکتابها، تلتها جريدة الجمهورية 71.7 %، ثم جريدي الأخبار والمصري اليوم 65.6 % لکل منهما، وأخبار اليوم 46.7 %، والمساء 36.7 %، وفي حين جاءت جريدة الوفد في مقدمة الصحف في تقديمها تغطية منحازة 53.3 %، تلتها جريدة الأحرار والأهالي 43.3 % لکل منهما، جاءت جريدة أفاق عربية في المقدمة من حيث تقديمها لتغطية سطحية 57.3%، تلتها وطني 53.9 %، ثم صوت الأمة 52.8 %، والأهالي 46.7 %، والأهرام العربي 44.5%، والأهرام المسائي 43.8%.
وتعکس تلک النتائج ارتفاع معدل التقييم الإيجابي للصحف القومية اليومية مما يدعو ضرورة الإبقاء على صيغة تلک الصحف مع توسيع درجة استقلاليتها من خلال تفعيل دور الجمعيات العمومية ومجالس الإدارة في اختيار القيادات الصحفية ورسم السياسات التحريرية لتلک الصحف، وهذا لن يأتي إلا من خلال تشکيل متوازن للجمعيات والمجالس .
سادساً: العوامل المؤثرة على قرار الناخبين في التصويت:
تشير نتائج الجدول رقم (27) إلى أن تواجد المرشح الدائم في دائرته هو المعيار الأول والرئيسي في المفاضلة بين المرشحين، حيث ارتفعت نسبته إلى 66.7 %، وهو ما يعکس رغبة المبحوثين في المرشح القريب منهم، والذي يشارکهم همومهم وأفراحهم، حيث ساد الاعتقاد لدي الشباب بأن معظم أعضاء مجلس الشعب يترکون دوائرهم بعد نجاحهم ويتمرکزون بالعاصمة ثم يتواجدون مع دوران عجلة الانتخابات، ويأتي الإعجاب ببرنامج المرشح الانتخابي في الترتيب الثاني، حيث بلغت نسبته 52.8 % وهذا ما يتفق إلى حد ما مع ما توصلت إليه نتائج سحر وهبي 2007، حيث جاءت الرغبة في التغيير في الترتيب الأول من حيث الاختيار الأفضل للمرشح، تليها تواجده الدائم في دائرته، ثم الإعجاب ببرنامجه الانتخابي، وجاء في الترتيب الثالث المعرفة الشخصية بالمرشح 47.8 % ونائب للخدمات، وعلاقاته الاجتماعية المتشعبة 43.3% لکل منهما، وحسن تصرفه في اتخاذ القرار 41.8%، والتزامه الحزبي 40.6 %، ومؤهلاته العلمية 38.3 %، ومقدرته الاتصالية 34.4 %، وصلة القرابة بالمرشح 33.3 %، والإعجاب بمظهره العام 32.8 %، والإعجاب بشخصية المرشح 31.7 %، ومراقبته للحکومة وتشريعه للقوانين في الترتيب الأخير 24.3%، وتعکس تلک النتائج بروز العوامل المجتمعية وثيقة الصلة بعلاقته مع المجتمع وتراجع العوامل الشخصية المتعلقة بالمرشح وصفاته ومؤهلاته وثقافته.
سابعاً: معدل تبني المبحوثين للأطر الإعلامية لتغطية انتخابات مجلس الشعب:
يتضح من نتائج الجدول رقم (28) تبني المبحوثين للأطر الإعلامية التالية:
1- إطار الصراع:
وافقت الغالبية العظمي من المبحوثين على أن المعرکة الانتخابية انحصرت بين الحزب الوطني وجماعة الأخوان، حيث أيد هذه العبارة 56.1 %، مقابل 30.6 % للمعارضين، 13.3 % على الحياد، کما وافق أکثر من نصف العينة 53.3 % على أن البلطجة تسيطر على أجواء انتخابات مجلس الشعب، مقابل 20.6 % للمعارضين، 26.1 % على الحياد، کما وقف على الحياد ما يقرب من نصف العينة 47.2 % على أن أعمال العنف تراوحت بين إطلاق النيران وقطع الطرق، مقابل 37.8 % للمؤيدين، 15 % للمعارضين، کما عارض أکثر من نصف العينة 55.5.% على أن العملية الانتخابية شهدت مواجهات عنيفة بين أنصار المرشحين، وهکذا تشير النتائج إلى تبني المبحوثين لإطار الصراع الذي شهدته العملية الانتخابية، وتراوحت الإجابات بين انحصار الصراع بين الحزب الوطني وجماعة الأخوان، واستعمال أعمال العنف والبلطجة أو بين انعدام المنافسة الحزبية التي لم تشکل أي خطورة، مما يعکس تبني الجمهور لإطار الصراع کما أکدته الدراسة التحليلية من خلال تبني الصحف لهذا الإطار من خلال إسهامها في تسخين المعرکة من خلال کشف التحالفات والتربيطات والتحرکات السرية من أجل الفوز بالحصانة.
2- الإطار الأمني:
تشير النتائج إلى موافقة ما يقرب من نصف العينة 40.6 % على مقولة وزارة الداخلية على حياديته رجال الأمن وضمان سلامة عمليات التصويت، مقابل 37.2 % للمحايدين 22.2 % للمعارضين، کما وافق ما يقرب من نصف العينة 43.3 % على نجاح الأمن في التصدي لأي تجاوزات خارجة عن الشرعية، مقابل، 43.3 % للمحايدين، 13.3% للمعارضين، ووافق أکثر من نصف العينة 56.7 % على تدخل رجال الأمن في اقماع الناخبين في التصويت لصالح الحزب الوطني، مقابل 22.2 % للمعارضين، 21.1 % للمحايدين، کما وافق أکثر من نصف العينة 52.8 على عبارة: الأمن المرکزي الجندي المعلوم على أرض المعرکة الانتخابية، مقابل 28.9 % للمعارضين، 18.3 % للمحايدين.
وتکشف تلک النتائج ارتفاع معدل التحفظ على تبني المبحوثين للإطار الأمني، بينما ارتفعت نسبة الذين يصرون على انحياز الأمن لمرشحي الحزب الوطني واقماع الناخبين في التصويت لصالحهم من خلال منع الصحفيون والمصورون من مراقبة اللجان، تراجعت نسبة الذين يقرون على حق الشرطة في حماية صناديق الانتخاب ووقف ما أسمته بإرهاب المرشحين والناخبين.
3- إطار المال:
وافق جميع أفراد العينة 100 % على أن المال کان له تأثيراته السلبية على العملية الانتخابية، کما وافقت الغالبية العظمي من المبحوثين 72.2 % على تأثير المال في تحديد تفضيلات الناخبين في التصويت لصالح المرشحين، مقابل 18.9 % للمعارضين، 8.9 % للمحايدين، ووافق ما يقرب من نصف العينة 46.1% على أن ذمم الناخبين لا تباع ولا تشتري مهما کانت المغريات، مقابل 42.8 %، للمعارضين 11.1% للمحايدين، واقتربت النسبة بين المبحوثين36.1% للمحايدين، مقابل 32.2% للمعارضين، 31.7% للمؤيدين على عبارة الخطاط والبودي جارد وأصحاب المقاهي ومحلات الفراشة أول الفائزين في الانتخابات.
وتکشف تلک النتائج تبني الغالبية العظمي من المبحوثين للإطار المالي الذي تراجع نسبياً في الدراسة التحليلية، مما يعکس تزايد عدد رجال الأعمال المرشحين الذين اعتمدوا على قدراتهم المالية في حملات مکثفة استندت إلى العديد من الأعمال الخيرية بعض الدوائر، الأمر الذي انعکس في التأثير على اتجاهات الناخبين.
4- الإطار القضائي:
عارضت الغالبية العظمي من المبحوثين 85.5% لعبارة اللجنة العليا تقر خروج الانتخابات بمنتهي النزاهة والشفافية، مقابل 8.9 % للمؤيدين، 5.6 % للمحايدين، کما رفضت الغالبية العظمي من المبحوثين 78.3 % على عبارة تجرد اللجنة العليا للانتخابات من أي اختصاصات وقراراتها مجرد بحيث عن الدور المفقود، مقابل 18.3% للمؤيدين، 3.3 % للمحايدين، وعارضت الغالبة العظمي من المبحوثين 82.2% على أن اللجنة العليا وفرت التسهيلات اللازمة لخوض الانتخابات، مقابل 5 % فقط للمؤيدين، 12.8% للمحايدين، وعارض أکثر من نصف العينة 50.6 % على أن اللجنة العليا مجرد ديکور لتجميل الحزب الحاکم، مقابل 27.8 % للمؤيدين، 21.7 % للمحايدين .
وتعکس تلک النتائج تراجع مصداقية المبحوثين في اللجنة العليا للانتخابات وتطلعهم إلى إشراف قضائي کامل بدءاً من إعداد الجداول وانتهاءاً بإعلان النتائج الرسمية يضمن حيدة الحکومة وإجراء انتخابات متکافئة تقطع الطريق أمام البلطجية ومحترفي التزوير وتجعل صندوق الانتخابات هو الفيصل.
5- الإطار القبلي
تشير النتائج إلى تقارب النسب بين المبحوثين 31.7 % للمؤيدين، 30 % للمعارضين 38.3 % للمحايدين على عبارة نجاح بعض العائلات البرلمانية في استعادة مقاعدها وإخفاق عائلات أخرى بسبب تعدد المرشحين داخلها، کما وافق أکثر من ثلث المبحوثين 41.1 % على سيطرة العصبيات والقبليات على أجواء العملية الانتخابية، مقابل 24.4 % للمعارضين، 34.4 % للمحايدين، ووافق 37.2% من المبحوثين على أن العملية الانتخابية حسمت عن طريق التربيطات العائلية والمصاهرة وصلات القربى، مقابل 25% للمعارضين، 37.8 للمحايدين، ووافق 40 % من المبحوثين على أن المعرفة الشخصية للمرشح أثرت على قرار الناخبين في التصويت، مقابل 22.8 % للمعارضين
24.3% للمحايدين.
وهکذا تکشف النتائج تراجع تبني الدور القبلي للمبحوثين ولتتراجع نسبياً دور العائلات ويتعاظم دور مسميات الوطني والوفد والتجمع والإخوان والمنشقين إلى ... الخ
وفي هذا الإطار يتعاظم تبني المبحوثين للإطار المالي، يليه إطار الصراع، ثم الإطار الأمني والإطار القضائي والإطار القبلي، ويتضح من نتائج الجدول رقم (29) وجود علاقة ارتباطية غير دالة إحصائياً بين معدل المتابعة وتبني الأطر الإعلامية، وهو ما يعني عدم التأثر بارتفاع وانخفاض معدل التعرض للصحف وتبني الأطر الإعلامية.
کما يتضح من نتائج الجدول رقم (30) وجود علاقة ارتباطية غير دالة بين معدل اعتماد المبحوثين على الصحف کمصادر لأخبار الانتخابات وتبني الأطر الإعلامية.
ووجود علاقة ارتباطية غير دالة إحصائيا بين معدل الثقة وتبني الأطر الإعلامية، وهو ما يعني عدم التأثر بارتفاع وتدني معدلات الثقة في الصحف القومية والحزبية الخاصة وتبني الأطر جدول رقم (31). کما يتضح عدم وجود تأثير دال للانتماء الحزبي للمبحوثين وتبني الأطر الإعلامية جدول رقم (32).
ثامنا: معدل اتجاهات المبحوثين نحو المرشحين في الانتخابات:
يوضح الجدول رقم (33) معدل اتجاهات المبحوثين نحو المرشحين لانتخابات مجلس الشعب علي النحو التالي:
اقتربت النسب بين مؤيد ومعارض علي أن الانتخابات شابهها التزوير والتدخلات الإدارية، حيث وافق 46.1%، مقابل 39.4% للمعارضين، 14.4 % للمحايدين، واقتسمت النسب بين المؤيدين 43.3% والمعارضين 43.3%, مقابل 13.3% للمحايدين علي أن العنف والبلطجة سيدا الموقف في الانتخابات، وعارضت الغالبية العظمي من المبحوثين 81.1% علي أن انتخابات مجلس الشعب قفزة کبيرة للديمقراطية في مصر، مقابل 18.9% للمحايدين، وعارضت الغالبية العظمي من المبحوثين 69.4% علي أن الانتخابات تمت بهدوء ودون تدخلات أمنية، مقابل 6.1% فقط للمؤيدين، 24.4% للمحايدين، کما عارضت الغالبية العظمي من الشباب 72.2% علي الرجوع إلي نظام القائمة لإجراء انتخابات مجلس الشعب، مقابل 18.1% للمؤيدين، 9.4% للمحايدين، ووافق ما يقرب من ثلثي المبحوثين 65% علي شبح البطلان يخيم علي الانتخابات بسبب اختيارات القضاة المشرفين علي اللجان، مقابل 11.7% للمعارضين,23.3% للمحايدين، وعارضت الغالبية العظمي من المبحوثين 70.5% علي أن انسحاب الأحزاب والإخوان من الانتخابات يهز شرعية الانتخابات وتضرب مصداقية الحزب الحاکم، مقابل 13.9%للمؤيدين، 15.6% للمحايدين، وعارض ما يقرب من ثلثي العينة 65% علي أن جولة الإعادة تفجر الأزمات والانقسامات داخل الأحزاب السياسية، مقابل 10% للمؤيدين، و 25% للمحايدين، کما عارضت الغالبية العظمي من الشباب 77.8% علي أن انسحاب بعض الأحزاب والأخوان من جولة الإعادة مؤامرة للحصول علي غنائم، مقابل 5% للمؤيدين, 17.2% للمحايدين، واقتربت النسب بين مؤيد 43.9% ومعارض 41.7% علي ضرورة التحالف بين فصائل المعارضة والمستقلين الذين ليس لهم أي تکوين سياسي، ووقف 14.4%منهم علي الحياد، ووافقت الغالبية العظمي من المبحوثين 74.4% علي أن التغطية الإخبارية في الصحف القومية اتسمت بالانحياز لمرشحي حزب الأغلبية، مقابل 18.9% للمعارضين، 6.7% للمحايدين، ووافق أکثر من نصف العينة 55.6% علي أن التغطية الإخبارية في الصحف القومية اتسمت بالتغطية المتوازنة، مقابل 32.8% للمعارضين، 11.7% للمحايدين .
وافقت الغالبية العظمي من المبحوثين 85.6% علي أن التغطية الإخبارية في الصحف الحزبية اتسمت بالتحيز الکامل للحزب الممول للصحيفة، مقابل 4.4% للمعارضين، 10% للمحايدين، کما وافق ما يقرب من ثلثي العينة 59.4% علي أن التغطية الإخبارية في الصحف الحزبية اتسمت بالطابع النقدي لممارسات الحزب الحاکم، مقابل 29.4% للمعارضين، 11.1% للمحايدين، ووافقت الغالبية العظمي من المبحوثين 70% علي أن التغطية الإخبارية في الصحف الخاصة انحازت لصالح مرشحي أحزاب المعارضة, مقابل 14.4% للمعارضين، 15.6% للمحايدين، وتقاربت النسب بين مؤيدين 37.2% ومعارضين 48.9% علي أن التغطية الإخبارية في الصحف الخاصة اتسمت بالتحيز لصالح رجال الأعمال، ووقف 13.9% منهم علي الحياد، ووافقت الغالبية العظمي من المبحوثين 92.2% علي عودة الإشراف القضائي الکامل لانتخابات مجلس الشعب لضمان حياديتها، مقابل 3.3% للمعارضين، 4.4% للمحايدين، ووافقت الغالبية العظمي من المبحوثين 81.7% على أن مراقبة الانتخابات حق لکافة منظمات المجتمع المدني، مقابل 15% للمعرضين، 3.3% للمحايدين, ووافقت الغالبية العظمي من المبحوثين 71.7% علي نسبة الـ 50% للعمال والفلاحين في انتخابات مجلس الشعب، مقابل 21.1% للمعارضين، 7.2% للمحايدين، کما عارض ما يقرب من ثلثي العينة 59.4% علي رفض اللجنة العليا تصاريح المراقبة لأسباب أمنية، مقابل 24.4% للمؤيدين, 16.1% للمحايدين.
وهکذا تعکس تلک النتائج تطلع الشباب الجامعي إلي عودة الإشراف القضائي الکامل لانتخابات مجلس الشعب لضمان حياديتها تجاه المرشحين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، إعادة النظر في نسبة العمال والفلاحين في انتخابات مجلس الشعب – مراقبة الانتخابات حق دستوري لکافة منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، وانحياز التغطية الإخبارية في الصحف القومية لصالح مرشحي الحزب الوطني، وانحياز التغطية الإخبارية في الصحف الحزبية لصالح مرشحي الحزب الممول للصحيفة، واللجوء إلي الهجوم والطابع النقدي لممارسات الحزب الحاکم، وانحياز التغطية الإخبارية في الصحف الخاصة لصالح مرشحي أحزاب المعارضة والتراجع نسبياً في انحيازها لرجال الأعمال، معارضة الغالبية العظمي من الشباب الجامعي على أن انسحاب الأحزاب وجماعة الإخوانمن جولة الإعادة يهز شرعيتها ويضرب مصداقية الحزب الحاکم, مع معارضتهم علي أن هذا الانسحاب مؤامرة للحصول علي غنائم، واقتربت النسب بين المؤيدين والمعارضين علي ائتلاف الأحزاب والتيارات السياسية في الانتخابات, واقتربت النسب أيضاً بين المؤيدين والمعارضين علي أن جولة الإعادة فجرت الأزمات والانقسامات داخل الأحزاب السياسية.
يتضح من الجدول رقم (34) وجود علاقة ارتباطية غير دالة إحصائياً بين معدل التعرض واتجاهات المبحوثين نحو المرشحين.
ويشير الجدول رقم (35) وجود علاقة ارتباطية غير دالة إحصائياً بين درجة اعتماد المبحوثين علي الصحف کمصادر للمعلومات واتجاهاتهم نحو المرشحين.
ويوضح الجدول رقم (36) وجود علاقة ارتباطية طردية دالة إحصائياً بين معدل الثقة (الصحف الخاصة) واتجاهات المبحوثين نحو المرشحين، حيث بلغت قيمة معامل الارتباط 17. وهي قيمة دالة إحصائياً عند مستوي دلالة 0.5، بينما توجد علاقة ارتباطية غير دالة إحصائياً بين باقي معدل الثقة واتجاهات المبحوثين نحو المرشحين.
ويشير الجدول رقم (37) وجود علاقة ارتباطية غير دالة إحصائياً بين الانتماء الحزبي واتجاهات المبحوثين نحو المرشحين.
ووفقاً لنتائج الجدول رقم (38) يتضح وجود علاقة ارتباطية عکسية دالة إحصائياً بين تبني الأطر الإعلامية واتجاهات المبحوثين نحو المرشحين، حيث بلغت قيمة معامل الارتباط ـــ 219. وهي قيمة دالة إحصائياً عند مستوي دلالة 0.05.
الخاتمة ومناقشة النتائج
استهدفت الدراسة رصد وتحليل أطر التغطية الإخبارية التي استخدمتها الصحف القومية والحزبية والخاصة والمتمثلة في کل من الأهرام والوفد والمصري اليوم بهدف تحديد مدي دلالة الفروق والاختلاف بين تلک الصحف فيما يتعلق بحجم الاهتمام ومصادر التغطية وتأثيرها في توجيه الأخبار واتجاهاتها إزاء مرشحي الأحزاب والفئات النوعية داخل تجمعات المرشحين، والتعرف على حدود تأثير تلک الأطر على اتجاهات الناخبين. ورکزت الدراسة على مسح النصوص الإخبارية في الصحف الثلاث من خلال الاستعانة بنظرية الأطر الإعلامية.
وخلصت الدراسة إلى مجموعة من الاستنتاجات:
§ اتسمت العملية الانتخابية بارتفاع حدة الصراع والنزاع والمنافسة بين القوي السياسية على التغطية الاخبارية، وأسهمت الصحف الثلاث في تسخين جو المعرکة الانتخابية، وتم توظيف المواد الإخبارية في مساندة الأنصار، وتحولت کل جريدة إلى خطاب حشد وتعبئة لتأييد نخبة الحزب بکل الطرق في محاولة نزع الشرعية عن الخصوم.
§ تمحورت المعرکة الانتخابية في الصحف الثلاث بوجه عام حول الأطر الديمقراطية والحزبية والأمنية والصراع والفساد، ولعبت السياسة التحريرية دوراً بارزاً في توظيف تلک الأطر، حيث تقدمت الأهرام فيما يتعلق بإطار الديمقراطية والإطار الأمني. في حين تقدمت الوفد في الإطار الحزبي وإطار الصراع، تقدمت المصري اليوم في إطاري الصراع والفساد، مما يعکس تزايد بروز الأطر المساندة للأجندة الرسمية تدعيماً للاستقرار والإشادة بالتنظيم وحسن سير العملية الانتخابية في جريدة الأهرام، وتبني جريدتا الوفد والمصري اليوم الأطر الداعمة للتغيير وتغطية تکشف التلاعب والتزوير، ورصد الممارسات غير القانونية والقيود على حرکة الأحزاب .
§ کشفت النتائج تزايد اعتماد الصحف على المصادر الرسمية في تغطيتها لانتخابات مجلس الشعب، وتضاؤل مشارکة الناخبين والمرشحين کطرفين فاعلين في العملية الانتخابية.
وتبين وجود فروق دالة إحصائياً بين صحف الدراسة فيما يتعلق بالمصادر التي اعتمدت عليها في تغطيتها للانتخابات، حيث يتزايد استخدام جريدة الأهرام للمصادر المسئولة، مما يعکس غلبة الطابع الرسمي على أخبار الجريدة، في حين اعتمدت جريدتا الوفد، والمصري اليوم على المصادر المتخصصة؛ بهدف إضفاء قدر من الشعبية والجماهيرية على الخطاب الصحفي وتوظيفه في إطار يفصح عن رؤية الجمهور للقضايا کجزء من ثقافة المعارضة.
§ تلاحظ ارتفاع حجم الاهتمام بالمرأة مقارنة بحجم الاهتمام بمرشحي الأحزاب والتيارات السياسية، الأمر الذي يعکس سعي الصحف لمواکبة توجهات السلطة السياسية بدعم المشارکة السياسية للمرأة بعد ما تبوأت 64 مقعدا وهو النظام الجديد الذي طبق لأول مرة في الحياة البرلمانية.
§ کشفت النتائج تراجع معدلات التوازن في اتجاهات التغطية في الصحف الثلاث بوجه عام وارتفاع نبرة الاتجاهات السلبية، مما يعکس اختلال التوازن في النظام الحزبي المصري سواء في بنيته أو أدائه أو فاعليته، وتبين وجود فروق دالة إحصائياً بين صحف الدراسة فيما يتعلق باتجاهات التغطية، ففي حين سجلت الأهرام أعلى النسب في التغطية الايجابية للحزب الوطني، سجلت الوفد أعلى النسب في التغطية الايجابية لحزب الوفد، الأمر الذي يعکس تأثير الممارسة الصحفية في الصحف القومية بالظروف والملابسات السياسية، وارتباط التغطية الإخبارية في الصحف الحزبية المعارضة بالتوجيهات السياسية والايدولوجية.
وبشکل عام اتجهت التغطية الإخبارية لانتخابات مجلس الشعب وجهتين متعارضتين، صحف قومية يحکمها توجه عام يسعي إلى التأييد والمساندة، وصحف حزبية معارضة يحکمها توجه عام يسعي إلى النقد والتشکک في سلامة ما يتخذ من إجراءات وقرارات، وفي کل من التوجهين يسود الغموض معالجات هذه الصحف للانتخابات.
وعلى مستوى الفئات النوعية داخل تجمعات المرشحين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية. سجلت الأهرام أعلى نسبة في التغطية الايجابية للوزراء، وفي حين سجلت الوفد أعلى نسبة إيجابية للجماعات المحظورة ورجال الأعمال، والمصري اليوم أعلى نسبة للأقباط والمرأة، مما يعکس دور السياسية التحريرية في تفضيل بعض الفئات النوعية داخل تجمعات المرشحين.
§ تزايد حجم المواد المنشورة عن الحزب الوطني الديمقراطي، مما يعکس للحزب الحاکم باعتباره التنظيم السياسي المهيمن على النشاط البرلماني والموجه للسلطة التنفيذية، وعدم تکافؤ الفرص المتاحة للفصائل الحزبية والسياسية سواء في الاتصال بالجماهير أو النفاذ
لوسائل الإعلام.
§ رغم تراجع معدل التعرض لأخبار الانتخابات من الصحف المصرية بوجه عام تشير النتائج إلى تزايد اعتماد الجمهور على الصحف القومية کمصدر للمعلومات وأداة لتشکيل الرأي العام إزاء المرشحين، مما يعکس حالة الاحتکار لسوق الإعلام المطبوع وأهمية الإبقاء على صيغة الصحف القومية وتوسيع درجة استقلاليتها من خلال تفعيل دور الجمعيات العمومية ومجالس الإدارة في اختيار القيادات الصحفية ورسم السياسات التحريرية لتلک الصحف
§ تراجع معدل ثقة المبحوثين في الصحف المصرية بوجه عام، حيث انتمت الغالبية العظمي لفئة ذوي المعدل المتوسط مع ارتفاع ملحوظ لمعدل الثقة في الصحف القومية، وهو ما يؤکد استمرارية التحول النوعي لأداء تلک الصحف من خلال توسيع هامش الحرية والتعددية التي شاهدته في الآونة الأخيرة .
§ يتحدد قرار الناخبين في التصويت وفق مجموعة من المحددات والمتغيرات يتصدرها البعد الاجتماعي للمرشح الذي يعتمد بشکل أساسي کقناة للتفاعل مع الجماهير ويتراجع نسبياً البعد الشخصي الذي يتعلق بمؤهلات المرشح وثقافته ومظهره العام، مما يعکس تعاظم دور مساهمة المرشحين في النشاط المتعلق بمشاکل الجماهير والقضايا التي تهمهم.
§ کشفت نتائج الدراسة ارتفاع معدلات التحيز في التغطية الإخبارية في الصحف المصرية بوجه عام وفق رؤية المبحوثين وهو ما يعکس تزايد دور الصحفيين في السيطرة على تدفق المعلومات، وتراجع دور المرشحين الذين يسعون إلى فرض أطرهم وجعل التغطية أکثر ايجابية، وجاءت الصحف الحزبية في المقدمة من حيث ارتفاع معدلات التحيز، وهو ما يشير إلى اعتماد الأحزاب السياسية على صحفهم کأداة للتواجد السياسي على الساحة الحزبية.
§ أوضحت الدراسة تباين معدلات تأثير الأطر الخبرية على اتجاهات الناخبين، حيث سجل إطار المال أعلى معدل للتأثير يليه إطار الصراع، ثم الإطار الأمني، وهو ما يعکس وجود علاقة بين نوع الإطار الإعلامي ومعدل التأثير على الاتجاهات.
ويلاحظ عدم وجود تفاعل دال بين متغيرات التعرض والثقة والانتماء الحزبي والاعتماد على الصحف کمصدر للمعلومات وبين تبني الأطر الإعلامية، وعدم وجود تفاعل دال بين متغيرات التعرض والانتماء الحزبي والاعتماد على الصحف کمصدر للمعلومات ويبين اتجاهات المبحوثين نحو المرشحين باستثناء معدلات الثقة (الصحف الخاصة) واتجاهات المبحوثين نحو المرشحين، في حين تبين وجود علاقة ارتباطية عکسية دالة إحصائيا بين تبني الأطر الإعلامية واتجاهات المبحوثين
نحو المرشحين.
وإذا کانت هذه الدراسة قد رکزت على التأثيرات المباشرة للأطر الخبرية فإنها تبرز الحالة إلي دراسات جديدة تتناول التأثيرات غير المباشرة التي تتم في مراحل لاحقة، من خلال تحديد مدي التغير في تأثيرات الأطر الإعلامية عبر مراحل زمنية مختلفة .
وإذا کانت هذه الدراسة قد رکزت على معدل التعرض والثقة والمصادر والانتماء الحزبي کمتغيرات متعلقة بالجمهور وإطار التغطية الإخبارية کمتغير متعلق بالرسالة الإعلامية، فإن الحاجة تتزايد إلى دراسات تتناول متغيرات المعرفة السياسية، وتقيم الذات، وحيوية الرسالة الإعلامية، وسهولة فهم الرسالة، ودرجة تحيز المضمون.
وفي الختام فإن هذه الدراسة مجرد محاولة لسد النقص في الدراسات الإعلامية العربية المتعلقة بتأثيرات الأطر الإعلامية، ونرجو أن تعقبها مزيد من الدراسات الفاحصة لافتراضات نظريات الأطر الإعلامية وترتيب الأولويات کمداخل متکاملة ومترابطة تعني بدراسات
التغطية الإخبارية.