نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلفون
1 المدرس المساعد بکلية التربية النوعية کفر الشيخ
2 أستاذ الصحافة ووکيل کلية الإعلام لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة - جامعة القاهرة
3 مدرس بقسم الإعلام التربوي کلية التربية النوعية – جامعة المنصورة
الموضوعات الرئيسية
مقدمة :
يعد الاهتمام بنشر أخبار الجريمة والحوادث من الأمور التي انتشرت في الآونة الأخيرة وذلک لما تمثله مثل هذه الموضوعات من أهميه في جذب القراء ,حيث يحرص الکثيرون علي قراءتها .
فقد کانت الصحف في أول الأمر تخصص صفحة لنشر الحوادث والقضايا کمادة مثيرة يقبل عليها القراء ويتلهفون علي متابعتها . وبتطور الحياة وتعقدها زادت معدلات ارتکاب الجرائم وظهرت أنماط جديدة من السلوک الإجرامي , وانعکاساً لذلک زاد الاهتمام بتغطية أخبارها والتوسع في نشرها وتخصيص مساحات تحريرية أکبر لها وفي مواضع بارزة من الصحيفة (1). ثم ظهرت الصحف المتخصصة لنشر الحوادث والجرائم وذلک نظراً لشغف القراء لمثل تلک الموضوعات .
ومن هنا زادت أهمية الدور الذي تقوم به الصحافة في معالجة مثل هذه الموضوعات وبرز الدور التربوي للصحافة في هذا المجال , حيث تعددت الصحف التي تهتم بأخبار الجريمة وتعددت صفحات الجرائم والحوادث في الصحف المختلفة فمنها الصفحات المتخصصة في الصحف القومية مثل الأهرام والأخبار والجمهورية , ومنها الصفحات المتخصصة في الصحف الحزبية مثل الوفد وغيرها , والصفحات المتخصصة في الصحف المستقلة مثل النبأ والأسبوع والدستور وغيرها من الصحف المستقلة والتي أظهرت اهتماما کبيراً بأخبار الجريمة , بالإضافة إلي ظهور الملاحق المتخصصة في الجرائم والحوادث مثل ملحق دموع الندم ودفتر أحوال , وأيضا الصحف المتخصصة في الجرائم والحوادث مثل أخبار الحوادث والجريمة وغيرها, ومع تعدد هذه الصحف وتنوعها وتنوع انتماءاتها تعددت الأطر التي تقدم من خلالها مادة الجرائم والحوادث فمنها ما يتناول الجريمة من خلال الإطار القانوني لها وفيه يتم الترکيز علي الرأي القانوني في الجريمة والعقوبة المقررة لها , ومنها ما يتناول الجريمة من خلال الإطار الإنساني أو الاجتماعي وفيه يتم إبراز الظروف الإنسانية التي تحيط بالجريمة ومسئولية المجتمع تجاه الجريمة , ومنها ما يتناول الجريمة من خلال الإطار الديني وفيه يتم إبراز رأي الدين في الجريمة , ومنها ما يتناول الجريمة من خلال الترکيز علي أحد جوانب الحدث مثل الجاني أو الضحية , ومنها ما يتناول الجريمة من خلال الترکيز علي الأسباب التي أدت إلي حدوث الجريمة والنتائج المترتبة عليها سواء بالنسبة للجاني أو الضحية أو للمجتمع .
ومن هنا ظهرت أهمية أطر المعالجة الصحفية لمادة الجرائم والحوادث , وأن لا تقتصر تلک المعالجة علي نشر خبر الجريمة أو الحادثة فقط , وإنما يتم تخصيص مساحات لمناقشة أسباب ودوافع السلوک الإجرامي وملابساته وأيضاً الترکيز في المعالجة الصحفية علي نشر العقوبات الرادعة لنوعية معينة من المجرمين حتى يمکن تحقيق ضبط اجتماعي قوي .
ومما سبق يتضح أهمية دراسة أطر معالجة الجرائم والحوادث في الصحف المصرية للتعرف علي أهم جوانب الحدث والأطر التي رکزت عليها المعالجة الصحفية للجرائم والحوادث في الصحف للتعرف علي مدي نجاح الصحف المصرية في القيام بالدور المنوط بها في عرض السلبيات المتعلقة بمثل هذه الموضوعات والتأکيد علي القيم والأخلاقيات الإيجابية التي يجب نشرها بين أفراد المجتمع وذلک للتوصل إلي الطريقة المثلي التي يجب أن تعالج بها الصحف المصرية الجرائم والحوادث ، لذلک فقد اختارت الباحثة دراسة أطر معالجة الجرائم والحوادث في صحيفة أخبار الحوادث لکونها من أهم وأول الصحف المتخصصة في هذا المجال .
الدراسات السابقة:
1 - دراسة دعاء فکري عبد الله ( 1996) ([1]) حول تأثير نشر الجرائم الأسرية في الصحف المصرية
وقد شملت عينة الدراسة کلا مــن صحيفة أخبار اليـــوم , وأخبار الحــــوادث , وجريدة صوت الشرق . وقد توصلت الدراسة إلى أن هناک ارتفاعا نسبيا لمعدل اهتمام صحف الدراسة بجرائم الأسرة , وقد اختلفت درجة اهتمام کلاً من صحف الدراسة الثلاثة بجرائم الأسرة , وأن الغالبية العظمي من جرائم الأسرة المصرية التي نشرتها الصحف الثلاث ترتکب لدوافع مادية .
2 – دراسة أمل متولي وسحر فاروق (2003) ([2]) حول أخلاقيات نشر مادة الجريمة في الصحافة المصرية:
وقد تمثلت العينة التحليليــة للدراســـــــة فــــي الأعـــداد الصادرة مـــن صحـــــف ( الأهرام – الوفد – الميدان ) وذلک خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من عام 2002 , کما اشتملت العينة الميدانية للدراسة على 48 مبحوثاً من الصحفيين . وقد توصلت الدراسة إلى أن صحف الدراسة لم تلتزم بميثاق الشرف الصحفي في تناولها لمادة الجريمة , حيث قامت بتجهيل الأخبار علي مستوي الفاعل سواء کان مجنياً عليه أو متهماً أو متورطاً في الأحداث , أو شاهد عيان . کما قامت الصحف الثلاث بنشر ألفاظ غير ملائمة ,کما اتسمت معالجتها لمـــواد الجريمة بالمبالغة فـــــي سرد تفاصيل الحـــوادث ذات الطبيعة الغربية أو الشاذة .
3 - دراسة دعاء فتحي سالم (2004) ([3]) حول المعالجة الصحفية للجرائم التي يرتکبها الأطفال بالصحف المصرية خلال العقد الأول والثاني للطفل المصري:
وقد أجريت الدراسة علي عينة من الصحف المصرية وهـــي ( الجمهورية - الوفد – أخبار الحوادث ) وذلک خلال الفترة من 1/1/1997 حتي 31/12/2002 , کما اشتملت العينة الميدانية على عدد من الأطفال مرتکبي الجرائم للتعرف علي العوامل المؤثرة في تنشئتهم والدوافع التي أدت إلي اتجاه الأطفال نحــو الجريمة . وقد توصلت الدراسة إلى أن الخبر الصحفي قد جاء في مقدمة فنون التحرير الصحفي التي استخدمتها صحف الدراسة في عرضها للموضوعات الخاصة بجرائم الأطفال . کما أن صحف الدراسة قد نشرت هذه الجرائم علي عمود أو عمودين وذلک بنسبة 66 ٪ , بينما لم تلجأ کثيراً إلي المانشيت في نشر جرائم علي الرغم من أهميتها .
4 - دراسة فتحي حسين أحمد عامر (2005) ([4]) حول أخلاقيات نشر الجريمة في الصحف الخاصة:
وقد تمثلت عينة الدراسة في جميع الأعداد التي صدرت من ( جريدة الميدان – جريدة النبأ الوطني – جــــــريدة الأسبوع – جـــــــريدة صوت الأمة ) وذلک خــــــلال الفترة مـــــن 9/6/2002 حتي 9/6/2004 . وقد توصلت الدراسة إلى أن صحف الدراسة الأربعة وهي : النبأ والأسبوع والميدان وصوت الأمة جميعها تخرج علي أخلاقيات الممارسة المهنية فيما يتعلق بنشر مواد الجريمة فيها , وأن الصحف الأربعة تنتمي إلي الصحف الشعبية التي تسعي لمخاطبة عقلية الشخص العادي وذي المستوي التعليمي المنخفض والمتوسط . وقد کانت صحيفة النبأ الوطني تعتبر أکثر صحف الدراسة خروجاً علي أخلاقيات نشر الجريمة خلال فترة الدراسة , تلتها في المرتبة الثانية جريدة الميدان , ثم جاءت في المرتبة الثالثة جريدة صوت الأمة وفي المرتبة الأخيرة جاءت جريدة الأسبوع من حيث الخروج علي أخلاقيات النشر لمواد الجريمة.
5 - دراسة کريستوفر وهارفي (2001) ([5]) الجريمة في الصحف – دراسة حالة للجريمة الجنسية في ايرلندا الشمالية:
وقد استهدفت الدراسة فحـص الخطاب الإعلامي في الصحف المطبوعة بأيرلندا الشمالية , ودراسة الأطر التي تقدم من خلالها الجريمة الجنسية في الصحف وذلک خلال الفترة من 1985 وحتى 1998 . وقد أظهرت نتائج الدراسة أن هناک عدة عوامل تشکل الخطاب الصحفي تجاه الجريمة في ايرلندا الشمالية منها التأثيرات الاقتصادية والثقافية , وأن التيار السائد في الخطاب الإعلامي يجمع بين الأصولية والليبرالية , وأنه يمکن أن يصل الخطاب الصحفي إلي شکل أفضل وذلک من خلال إنتقاء بعض العناصر من کلا الاتجاهين , وذلک بهدف الوصول إلي أفضل إطار يمکن من خلاله التحليل الإجتماعي المنطقي لأخبار الجريمة في الصحف .
6 - دراسة " فيليس وديانا Phyllis and Diana " (2004) (1) حول کيف تقلل الصحف اللوم الموجهة إلي الضحايا النسائية للجرائم تمثلت عينة الدراسة في 148 مقالاً في أربعة صحف مختلفة .
وقد أوضحت نتائج الدراسة أن ضحايا جرائم العنف يعاملــــون بطــريقة مختلــفة حســــب الجنس ( النوع ) , حيث أوضح التحليل للمقالات فـي الصحف الأربع أن الضحايا الرجال أکثر من النساء , حيث کانت کلمة ( ضحية ) تنطبق علي الرجال , کما أکدت الدراسة أن تلک المعالجة يمکن أن تؤثر علي مقدار لوم الضحية . کما أشارت الدراسة إلي أن التعاطف مع الضحية قد زاد باختلاف جنس الضحية وعن طريق المعلومات الشخصية والطريقة التي توصف بها الضحية وأيضاً من خلال الإشارة إلي الضحية بالاسم , کما قل اللوم الموجه للضحايا من النساء .
7 – دراسة " مايمي بيرفس Mayumi Purvis " ( 2005 ) (2) حول جرائم الجنس والإعلام:
استهدفت الدراسة معرفة دور الصحافة في ايرلندا الشمالية في معالجة الجرائم الجنسية . وکيفية تمثيل الجرائم الجنسية في الصحف في ايرلندا الشمالية .وقد تمثلت عينة الدراسة في عدد من المقالات الخاصة بالجرائم والمنشورة بالصحف في ايرلندا الشمالية . وقد أوضحت الدراسة أن الصحف تقوم بدور کبير في فهم الأسباب التي تؤدي إليها داخل المجتمع , وذلک من خلال إلقاء الضوء علي بعض هذه الجرائم والإهتمام بالأسباب التي أدت إليها .
8- دراسة " شانون سامبرتShannon Sampert " ( 2006 ) ([6]) حول الجرائم الجنسية في الصحف الإنجليزية والکندية
وقد استهدفت الدراسة التعرف علي دور الصحافة في تغطية الجرائم الجنسية وتأثيرها في تناقص عدد النساء الذين يبلغون عن الجرائم الجنسية . وتمثلت عينة الدراسة في ست صحف إنجليزية کندية وذلک خلال عام 2002 . وقد أوضحت نتائج الدراسة أن وجود تناقص مستمر لمعدل البلاغات قد يرجع إلي استخدام الخرافات في تغطية الجرائم الجنسية في الصحف الإنجليزية الکندية , وبفحص الطرق التي تناولت بها الصحف مثل هذه الجرائم اتضح أن الدولة متمثلة في الشرطة تعتبر سبباً أساسياً في انتشار تلک الخرافات , وأوضحت نتائج الدراسة أن المرأة هي التي تتسبب في العنف الجنسي بسبب تصرفاتها غير المسئولة , کما أنها تتهم الرجال بالباطل بارتکاب جريمة الاغتصاب وهذا ما أکده تحليل المضمون في صحف الدراسة .
مشکلة الدراسة :-
ولذلک فقد استفادت الباحثة من الدراسات السابقة , ووجدت أن الصحف تقوم بدور يحتاج إلي الدراسة والتحليل في معالجة الجرائم والحوادث , حيث تختلف هذه المعالجة والأطر المستخدمة فيها من خبر إلي آخر فمن الممکن أن يتم تناول هذه الموضوعات من خلال عدة أطر مثل الإطار القانوني , الإطار الانساني , الإطار الاجتماعي , وقد ترکز إحدي المعالجات علي الجاني أو الضحية أو علي أسباب الجريمة أو النتائج المترتبة عليها , وهذه المعالجة قد تؤثر بشکل أو بآخر في قراء مثل هذه الموضوعات , لذلک فقد حددت الباحثة مشکلة الدراسة في رصد أطر معالجة الجرائم والحوادث في صحيفة أخبار الحوادث .
أهداف الدراسة :
يتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في التعرف علي طبيعة أطر معالجة الجـرائم والحوادث فـــي صحيفة أخبار الحوادث . ويتفرع من هذا الهدف عدة أهداف فرعية وذلک ما يلي :-
1. التعرف علي شکل المعالجة الصحفية والکمية والکيفية للجـرائم والحـوادث في صحيفة الدراسة .
2. التعرف علي نوعية الجرائم والحوادث التي رکـزت عليها المعالجة الصحفية في صحيفة الدراسة .
3. التعرف علي الأطر المختلفة التي يتم تناول أخبار الجرائم والحوادث من خلالها في صحيفة الدراسة.
4. التعرف علي أشکال التحرير الصحفي وعناصر الإبراز التي استخدمتها صحيفة الدراسة في عرضها للموضوعات الخاصة بالجرائم والحوادث .
تساؤلات الدراسة :-
يتمثل التساؤل الرئيسي لهذه الدراسة في : " ما طبيعة أطر معالجة الجرائم والحوادث في صحيفة أخبار الحوادث ؟ " .ويتفرع من التساؤل الرئيسي الأسئلة الفرعية التالية :-
1. ما شکل المعالجة الصحفية الکيفية والکمية للجرائم والحوادث فـــي صحيفة الدراسة ؟
2. ما نوعية الجرائم والحوادث التي رکزت عليها المعالجة الصحفية في صحيفة الدراسة ؟
3. ما أهم أطر المعالجة الصحفية التي تبنتها صحيفة الدراسة في عرضها لمادة الجرائم والحوادث ؟
4. ما أشکال التحرير الصحفي وعناصر الإبراز التي استخدمتها صحيفة الدراسة في عرضها للموضوعات الخاصة بالجرائم والحوادث ؟
الإطار النظري للدراسة :-
تستند الدراسة إلي نظرية " تحليل الإطار الإعلامي " Framing Analysis وذلک لتحليل أطر التغطية الخبرية التي استخدمتها صحف الدراسة في المعالجة الصحفية للجرائم والحوادث .
حيث تعني الدراسة بتحليل الأطر المرجعية التي تقدمها الصحف للقراء بشأن المعالجة الصحفية للجرائم والحوادث , حيث يوظف هؤلاء القراء تلک الأطر المرجعية في مناقشة القضايا وتفسيرها وبالتالي تؤثر في اتجاهاتهم .ففي العقد الأخير من القرن العشرين بدأت الدراسات الإعلامية تشهد عودة لدراسة دور وسائل الإعلام في تشکيل إتجاهات الجمهور , ومن هنا ظهر الإهتمام بنظرية الأطر التي تهتم بدراسة تأثيرات طريقة تناول ومعالجة القضايا المختلفة علي أحکام الجمهور تجاه هذه القضايا وبالتالي علي اتجاهاته نحوها . (1) حيث تقوم الأطر الإعلامية بدور تفسيري للمعلومات والحقائق الواردة في المضمون الإعلامي وبدور تقييمي حول مدي شرعية تصرفات معينة وصحتها . (2)
وتفترض نظرية تحليل الإطار الإعلامي Framing Analysis أن الأحداث تکتسب مفزاها من خلال وضعها في إطار يحددها وينظمها , ويضفي عليها قدراً من الإتساق , من خلال الترکيز علي بعض جوانب الموضوع وإغفال جوانب أخري , فالإطار الإعلامي هو الذي يحدد جوانب القضية ويعطي لها مغزي معيناً .فالإطار الخبري يضفي المعني أو المغزي علي الخبر بحيث تکون له دلالة وأهمية لدي الجمهور بحيث يحدد لهم المدخل أو الزواية التي يمکن رؤية الخبر من خلالها . (3)
وتقوم هذه النظرية علي تحليل محتوي الأطر الخبرية المستخدمة في وسائل الأعلام وذلک عن طريق عدة طرق :(4)
(1) تحديد الانتقاء المعجمي لمکونات الجملة .
paradigmatic selections of sentence constituents .
1. المنظـــــور والمــــــزايا الأسلــــــــوبية . Perspective and stylistic features
2. الاستعارات والتشبيــــــــهات .Metaphors and depictions .
3. التـوکيد الاحتمالي لنتائج حـدث ما .
Consequences emphasizing eventuality for an event .
کما حدد Entman خمس خطوات رئيسية يمکن من خلالها تحديد الأطر وهي :- (1)
1. حجم القضية الخبرية وأهميتها Sizing or Importance
2. الوسيلــــة Agency
3. التحــــديد Identification
4. التصنيف Categorization
5. التعمـيم Generalization
کما يري Entman أن الأطر تتشکل وتتجسد في أدوات محدودة وهي :- (2)
-الکلمــات الرئيسية key words
-المفـــــــاهيـــــــم Concept
-الوصف المجازي " الاستعارات " Metaphors
-الصـــور المرئية visual I mages
وتعتبر نظرية تحليل الإطار الإعلامي Framing analysis من أکثر النظريات ملائمة لموضع الدراسة , حيث تقوم هذه النظرية علي أن وضع الأحــداث والوقائع فـي نــساق معين ( إطار ) يحدد معناها ومغزاها ويعطي لها معني معيناً وذلک من خلال إلقاء الضوء علي بعض جوانب هذه الأحداث دون غيرها وفي هذه الدراسة سيتم دراسة المضمون الخاص بالجرائم والحوادث والأطر الإعلامية التي تيم من خلالها هذا المضمون , باختلاف هذه الأطر حيث يمکن إبراز أو تبني إطار معين لتناول الجريمة . قد يکون ذلک من خلال الترکيز علي المجرم أو علي الضحية أو علي کيفية حدوث الجريمة أو أسباب الجريمة أو النتائج المترتبة عليها . کما يمکن تناول الجريمة من خلال الإطار القانوني لها أو من خلال الإطار الديني أو الاجتماعي للجريمة . فعلي سبيل المثال : قضية " الإرهاب " قد يتم تناولها من خلال عدة أطر مثل ( الإطار الأمني ) أو ( الإطار الديني ) , فإذا تم تناولها من خلال الإطار الأمني , تصبـح المشکلة هو تهديد الأمن الداخلي ويمکن إرجاع الأسباب إلي قلة الوعي لدي أفراد المجتمع أو غير ذلک , أما الحلول المقترحة لمثل هذه القضية فقد يکون تکثيف المواجهة الأمنية للعمليات الإرهابية . ومن ناحية أخري فقد يتم تناول هذه القضية ( الإرهاب ) من خلال ( الإطار الديني ) , وبذلک تکون المشکلة هي الخلل في التنشئة الدينية للشباب , ويمکن إرجاع السبب إلي قلة الوعي الديني لدي الشباب وعدم التزام بعض الأفراد بأحکام الشريعة والدين , أما الحلول المقترحة لمثل هذه القضية يکون تکثيف الاهتمام بالتوعية الدينية للشباب .
ومما سبق يتضح أهمية إطار الذي يتم تناول من خلال الجريمة أو القضية والذي يمکن من خلاله تغير نظرة القارئ إلي القضية أو الجريمة , ولذلک تتضح أهمية دراسة أطر معالجة الجرائم والحوادث في الصحف المصرية , کما يتضح مدي ملائمة هذه النظرية علي موضوع الدراسة .
الإطار المنهجي للدراسة :-
منهج الدراسة :-
تستخدم الدراسة منهج المسح الإعلامي بالعينة حيث تطبق الدراسة علي عينة من الصحف المصرية متمثلة في صحيفة أخبار الحوادث والتي تمثل الصحف المتخصصة في نشر أخبار الجريمة.مع استخدام منهج المسح الإعلامي بشقيه الکمي والکيفي .
أدوات جمع البيانات :-
تتمثل أدوات جمع البيانات في استمارة تحليل المضمون ويسعي تحليل المضمون عن طريق تصنيف البيانات وتبويبها إلي وصف المضمون الصريح أو المحتوي الظاهر للمادة الإعلامية .(1)
کما يهدف تحليل المضمون إلي وصف المحتوي الظاهر The manifest content للاتصال وصفاً موضوعياً , وسوف تستخدم الدراسة استمارة تحليل المضمون بهدف وصف مضمون المادة الصحفية المتعلقة بالجرائم والحوادث في صحيفة أخبار الحوادث وذلک من الناحيتين الکمية والکيفية . من أجل التعرف علي نوعية الجرائم والحوادث التي رکزت عليها صحف الدراسة خلال فترة الدراسة والأهمية النسبية التي توليها صحف الدراسة لتلک الموضوعات . وأيضاً التعرف علي أطر معالجة تلک الموضوعات الخاصة بالجرائم والحوادث في کل صحيفة من صحف الدراسة , أما التحليل الکمي ويستهدف قياس مدي الترکيز علي نوعية معينة من الجرائم والحوادث أکثر من غيرها وذلک من خلال إحصاء لعدد المعالجات الصحفية التي قدمت حول کل نوعية من الجرائم والحوادث .
عينة الدراسة :-
تتمثل عينة الصحف في أعداد صحيفة أخبار الحوادث المتخصصة في الجرائم والحوادث وذلک خلال عام 2009م .
الإطار المعرفي للدراسة:
أولاً : مفهوم الجريمة :-
هناک العديد من التعريفات الخاصة بمفهوم الجريمة ويمکن تحديد مفهوم الجريمة من خلال أربع جوانب رئيسية يمکن رصدها فيما يلي :-
1. التعريف اللغوي للجريمة :
" أصل کلمة جريمة من جــــــرم بمعني کسب وقطع والجرم بمعني الجرم , وقيل أنها کلمة فارسية معربة والجرم مصدر الجارم الذي يجرم نفسه وقومه شراً کما تعني التعدي والذنب , فالجريمة والجارم بمعني الکاسب وأجرم فلان أي اکتسب الإثم . کما تعني ما يأخذه الوالي من المذنب , ورجل جريم أو امرأة جريمة أي ذات جرم أي جسم والجريمة تعني الجناية أو الذنب . (1)
2. التعريف القانوني للجريمة :
" هي أنواع من السلوک ينص القانون علي تجريمها وعقاب مرتکبيها " (2) فالجريمة هي کافة أشکال السلوک التي يعاقب عليها القانون الجنائي . (3)
3. التعريف الاجتماعي للجريمة :
" هي سلوک تعتقد الجماعة – عن حق أو عن وهم – أنه ضار بمصلحتها الاجتماعية , ومهدداً لکيانها . ويؤکد أنصار هذا الاتجاه علي أن کل انحراف عن المعايير والضــــــــــوابط الجمعيـة للسلــــوک , يُعد " جريمة " سواء نص القانون صراحة علي اعتباره جريمة أو لم ينص علي ذلک ". ([7]) ويعرفها آخرون علي أنها کل مخالفة لمشاعر الولاء الجماعي وکل خروج علي معايير الأمانة والاستقامة
4. التعـــــريف الدينــي للجريمة :
" الجريمة تعني محظورات شرعية زجر الله عنها بحد أو قصاص أو تعزيز , والجريمة إما أن تکون إتيان بجرم معاقب علي فعله أو ترک فعل معاقب علي ترکه . " (2) وهذا التعريف يشمل الجريمة الإيجابية التي تتم بإتيان فعل محظور کما يشمل علي الفعل السلبي الذي يتم بالامتناع عن فعل مأمور بإتيانه ذلک لأن لفظ المحظورات الرعية تعني المعنيين . کمــــا عــــــرفها الفقيــــــه عبــــد القادر عودة بأنها فعل أو ترک فعل نصت الشريعة علي تجريمه والعقاب عليه .
وبذلک فإن الجريمة في الإسلام تعني فعل ما نهي الله عنه وعصيان ما أمر الله به , أو بعبارة أعم هي عصيان ما أمر الله به بحکم الشرع الشريف , وهذا التعريف عام بحيث يشمل الجريمة المعاقب عليها دنيوياً من قبل الحاکم , کما يشمل علي الأفعال المعاقب عليه بالعقوبات التکليفية الدينية التي تکون کفارة للإثم , بجانب العقوبات الربانية المؤجلة ليوم الحساب عند رب العالمين .
أما الباحثون فقد استخدموا مصطلحات متباينة للتعبير عن هذه الظاهرة الإجرامية مثل الجريمة المنظمة Organized Crime والجريمة الاحترافية Professional Crime والجريمة المتقنة Sophisticated والجريمة المخططة Planned Crime والاتحادات الإجرامية Criminal Organization والواقع أن هذه المصطلحات تعکس بدرجات متباينة جوانب من حقيقة الظاهرة الإجرامية . (3)
وإذا نظرنا إلي التعريفات التي قدمها الباحثون في مجال الإعلام لمفهوم الجريمة نجد أن منها تعريف عبد الفتاح عبد النبي الذي عرف الجريمة علي أنها " کل فعل أو امتناع يقترفه فرد أو مجموعة من الأفراد أو جهات وقابل للاتهام لخروجه عن نطاق الضوابط القانونية والمعايير الاجتماعية العامة الصالحة التي يقبلها الجميع ويلتزمون بها في المجتمع في فترة زمنية معينة ويترتب عليها أضرار بالمصلحة العامة . (1)کما عرفها فتحي حسين بأنها " کل سلوک أو تصرف غير طبيعي يقترفه الإنسان في وقت ما ويختلف مع أحکام الشريعة الإسلامية , وقانون العقوبات ويمثل – في الوقت نفسه – انتهاکاً للمعايير والقيم والسلوکيات والأخلاق التي ارتضاها المجتمــــع لنفســه وتقوم عليها مصالحه وأهدافه والعلاقات بين أفراده .(2)
ويمکن تعريف الجريمة من وجهه نظر الباحثة علي أنها " أي سلوک يعاقب عليه قانون العقوبات وتحرمه أحکام الشريعة الإسلامية ويدينه المجتمع لأنه يخرج عن معاييره وضوابطه ويضر بمصلحته " .
ثانياً: نشأة وتطور نشر مادة الجريمة في الصحف المصرية :-
إن الاهتمام بنشر الحوادث وأخبار الجريمة والقضايا المثيرة التي تعرض علي المحاکم , من الجوانب التي لازمت الصحافة منذ بداية ظهورها . وقد کانت الصحف في أول الأمر تخصص صفحة لنشر الحوادث والقضايا کمادة مثيرة يقبل عليها القراء ويتلهفون علي متابعتها . وبتطور الحياة وتعقدها زادت معدلات ارتکاب الجرائم وظهرت أنماط جديدة من السلوک الإجرامي , وانعکاساً لذلک زاد الاهتمام بتغطية أخبارها والتوسع في نشرها , وتخصيص مساحات تحريرية أکبر لها في مواضع بارزة في الصحيفة .(3)
وقد بدأ نشر أخبار الجريمة في الصحف المصرية عندما نشرت جريدة الوقائع المصرية عند صدورها عام 1828 في عددها السابع عن رجل کان يعذب زوجته بقطع أجزاء من جسمها کل يوم جمعة کأنفها وأذنيها وشفتيها . وقد بلغت نسبة الحوادث والقضايا في الوقائع المصرية عند
نشأتها 7.41 % من مجموع الأخبار الداخلية وکانت تنشرها للعبرة والموعظة , وتذکر ذلک في صلب الخبر . (1)
وعند إعادة تنظيم الوقائع عام 1841 أضيف إليها 13 بنداً منها أخبار القضايا التي يفضل فيها وفقاً للشرع والعرف مع ذکر الحکم والقصاص , وعند تطوير الوقائع المصرية أيام الشيخ محمد عبده في أکتوبر 1880 کان البند الأول هو نشر أحکام القضايا وأسباب الحکم ونتيجة التحقيق في المحاکم الشرعية ومجالس القضاء وأخبار القتل والسرقات .(2)
ومع تطور وزيادة الصحف صدرت صحف متخصصة في شئون الجريمة منها المصورة بعنوان وقائع البوليس أصدرها ديوان عموم البوليس والتي نشرت أهم الحوادث الجنائية وکيفية وقوعها وطرق الاستدلال عليها وذلک عام 1892 . (3)
وعند صدور جريدة الأهرام نشرت أخبار الجريمة والحوادث الداخلية وإن کانت قليلة , وفي عام 1933 خصصت الأهرام للحوادث باباً بعنوان " من حوادث الأقاليم " , وفي عام 1955 خصصت الأهرام صفحتها الرابعة وجزء من الخامسة لأخبار الحوادث . (4)
ومع صدور جريدة الجمهورية بدأت تنشر أخبار الحوادث والجرائم وفي عام 1953 خصصت صفحتها الحادية عشر لنشر الحوادث والقضايا يومياً .
ومـــــع تزايد عدد الصحف أصبحت أخبار الجريمة والحوادث من الأبواب الثابتة في معظــم الصحف , کمــــا صدرت العديد مـــن الصحف والمجـــــلات المتخصصة في أخبار الجرائم والحوادث .
منها علي سبيل المثال لا الحصر مجلة أخبار الحوادث والتي تصدر عن دار أخبار اليوم , وأيضاً جريدة الجريمة وغيرها من الصحف والمجلات المتخصصة في هذا النوع من الأخبار .
ثالثاً : الجدل حول نشر أخبار الجريمة :-
ينظر بعض علماء الاجتماع والقانون الجنائي إلي وسائل الإعلام باعتبارها أحد العوامل الخارجية في الظاهرة الإجرامية والمؤثرة کذلک في شخصية المجرمين , ويضعونها ضمن البيئة الثقافية التي تؤثر کماً ونوعاً علي ظاهرة الجريمة (1) وتهتم وسائل الإعلام بإختلاف أنواعها علي نشر أخبار الجريمة وأساليبها وطرق ارتکابها بل وتتسابق هذه الوسائل إلي نشرها في الوقت والسرعة المناسبة حتي تکسب ما يعرف بالسبق الصحفي . (2) ومع تزايد الرغبة في نشر أخبار الجريمة تزايد الجدل حول مدي النفع من نشر مثل هذه الأخبار وفي هذا الصدد ظهر اتجاهان الاتجاه الأول : يري أنه من الضروري نشر مثل هذه الأخبار , والاتجاه الثاني يري أن لنشر مثل هذه الأخبار سلبيات عديدة أکثر من الإيجابيات المتحقق من نشرها . وسوف نتناول فيما يلي کلا من الاتجاهين :-
الاتجاه الأول : يري أنصار هذا الاتجاه أنه بنشر أخبار الجريمة يمکن التعرف علي أسباب السلـوک الإجـــــرامي والتأکد مــن تحقق سير العدالة والتأکيد علي أن الجريمة لا تفيد , وأيضاً يساعد نشر أخبار الجريمة في التعرف علي کيفية وقوع الجريمة والذي من شأنه اتخاذ الإجراءات التي تحول دون تکرار مثل هذه الجرائم , حيث أن تکرار نشر أخبار القبض والمحاکمات والأحکام الرادعة في الصحف يوماً بعد يوم يحدث بعض الأثر في النفوس التي تميل إلي الإجرام , فيکــــون ذلک رادعــــــاً لهــــا بعـــــدم الإقدام علي مثل تلک السلوکيات خوفاً من العقاب . (3)
ويري أنصار هذا الرأي أن المؤسسات الصحفية يتحتم عليها أن تکون وکالات للضبط الاجتماعي Social Control تماماً کالمدارس والجامعات والهيئات الأخرى للتنشئة الاجتماعية والتربية السياسية والثقافية . کما أنها بممارسات عديدة تعتبر مؤسسات للوعي والدفاع الاجتماعي ضد السلوک المضاد . (1) ومن هذه الممارسات هي نشر أخبار الجرائم والحوادث لکي تعکس الواقع وتحاول إصلاحه بالتوجيه والإرشاد والتأکيد علي أن الجريمة لا تفيد وتدق ناقوس الخطر لکي ينتبه المجتمع إلي مثل هذه السلبيات .
ومما يؤيد وجهه نظر الاتجاه الأول ما يؤکده خبراء الاتصال حول دور الإعلام في مراقبة البيئة وإطلاع الجمهور علي حقائق الحياة وأن من حق الجمهور أن يعرف ما يدور حوله وأن حظر النشر حول الجريمة يفتح المجال أمام الشائعات التي تستمر قوتها من التعتيم الإعلامي والغموض .(2)
الاتجاه الثاني : ينادي أنصار هذا الاتجاه بعدم نشر أخبار الجريمة لما لها من سلبيات عديدة علي المجتمع وعلي الأشخاص المتعلقون بمثل هذه الجرائم والحوادث . ويبرهن أنصار هذا الرأي علي صحة رأيهم بأن الصحف في معظم الأحيان تنشر الجريمة فقط دون الرجوع إلي أسبابها ونتائجها ودون تحليلها تحليلا دقيقاً بما يفيد في عدم تکرار مثل هذه الجرائم . کما يري أنصار هذا الرأي أنه من الممکن تضييق نظام موجات الإجرام والإقلال منها بالحد من نشر أنباء الجرائم في الصحف , کما يري أصحاب هذا الاتجاه أن التوسع في النشر قد يتعارض مع توفير محاکمة عادلة للمتهم . (3) حيث يؤثر نشر مثل هذه الجرائم في عقول القراء وعواطفهم مما قد يؤثر في الحکم في مثل هذه القضايا .
ويقول أصحاب هذا الاتجاه أن الصحافة قد تخرج عن هدفها الأصلي لتصبح أحد مسببات الجريمة , وبخاصة حين تصور الصحافة المجرمين علي أنهم أبطال يناضلون من أجل رفع ظلم , أو إعادة حق , أو الدفاع عن الشرف والعرض , وأن الصحافة في کشفها لأشخاص المجرمين قد يعوق سير التحقيقات , مما قد يهدر حق المتهم في محاکمة عادلة . (1)
ومع وجود الاختلاف بين هذين الاتجاهين فإن هناک بعض الصحف التي تؤيد النشر والبعض الآخر ينشر مع التحفظ في النشر, ولکنه من حق الصحف أن تنشر أخبار الجرائم والحوادث لأن هذا جزء من وظيفة الصحافة في نقل الأخبار ونقل صورة للجمهور عن ما يحدث داخل المجتمع ولکن لابد وأن تتجنب الصحف أثناء نشرها لمثل تلک المواد , الإساءة إلي الأشخاص وهذا ما تنص عليه الضوابط ومواثيق الشرف التي وضعتها مجالس الصحافة والنقابات والاتحادات المهنية . إذ يعد نشر تفاصيل حياة المجرم حاجزاً نفسياً بينه وبين المجتمع . مما قد يدفعه بعد قضاء فترة العقوبة إلي أحد أمرين هما : العزلة أو العودة إلي الجريمة , وکلا الأمرين يعود بالضرر علي المجتمع . (2)
کما يجب أن لا تحکم بالإدانة علي المتهم قبل أن يحکم القضاء , کما يجب أن يتم نشر مثل هذه الموضوعات بموضوعية تامة وأن لا تتدخل مشاعر وذاتية المحرر في کتابة هذه الموضوعات کما يجب أن يشمل النشر علي التفسير والتحليل والرجوع إلي الأسباب والنتائج المترتبة علي الجرائم وذلک حتي يستفيد القراء من نشر مثل هذه المواد .
رابعاً: ضوابط الکتابة الصحفية لمواد الجرائم والحوادث :-
هناک بعض المعايير والضوابط التي يجب مراعاتها عند الکتابة للمواد الخاصة بالجرائم والحوادث وسوف نذکرها فيما يلي کما يــــراها أساتذة وخبــــراء الإعلام وکما تنص عليها مواثيق الشرف المهنية .
(1) الالتزام بنشر الجريمة في حدود قيم المجتمع والآداب العامة :وتشمل الآداب العامة کل ما يتعلق بأسس الکرامة الأدبية للجماعة وکذلک أرکان حسن سلوکها ودعائم سموها المعنوي والالتزام بها وعدم الخروج عليها , وتحتوي الآداب العامة أيضاً علي الأخلاق العامة , حيث أن انتهاک حرمة الآداب لا يکون إلا بارتکاب القبائح , بينما انتهاک الأخلاق يحمل طابع الإخلال بالحياء أو الفساد والفجور والفسق والدعارة والبغاء والتهتک والخلاعة وانحطاط السلوک .(1) فالصحافة يجب أن يکون دورها دور إيجابي في نبذ السيئ والقبيح وکل ما يخرج عن قواعد وأعراف الدين والمجتمع کما يجب أن تبرز الجيد وتؤيده وتدعمه , فالصحافة لابد وأن تقوم بدورها الاجتماعي في الضبط والدفاع ضد السلوک الإجرامي .
(2) مراعاة الدقة والموضوعية في نشر أخبار الجرائم والحوادث :يجب علي الصحف تحري الدقة قبل نشر أخبار الجرائم والحوادث وقبل نشر تفاصيل الجريمة حتي لا تقع الصحيفة في تناقضات تفقدها ثقة القراء وتفقد الصحيفة مصداقيتها , کما يجب تحري الدقة حتى لا يتم الإساءة إلي البريء ولا يتم التشهير بسمعة شخص لم تثبت بعد عدم أدانته . فالدقة تقضي بعدم التورط في اتهام بريء أو مشتبه به دون دليل موثق من الجهات الرسمية المختصة , دون أدانته من المحکمة , فليس کل من يتهم في جريمة تثبت إدانته . (2) کما يجب تحري الدقة في المصطلحات والمعلومات التي يقدمها المحرر الکتابة وذلک لأن هناک اختلاف في المصطلحات القانونية , في درجة العقوبة وفي حيثيات الحکم . (3) کما تقتضي الموضوعية الحرص علي ذکر الجريمة بکامل جوانبها وکل تفاصيلها حتي لا يظهر تعاطف الصحفي مع أحد الأطراف , فيجب علي الصحفي التحلي بالموضوعية والبعد عن الذاتية في کتابته لأخبار الجريمة .
(3) الابتعاد عن الإثارة والتهويل أو التهوين : تعتبر الأخبار الخاصة بالجرائم والحوادث من أکثر المواد الصحفية إثارة لدي الجمهور , ولذلک تحظي باهتمام کبير من الصحف, وفي کثير من الأحيان يستغل بعض الصحفيين هذه السمة بشکل سلبي فيعتمدون اعتماداً کبيراً علي الإثارة والمبالغة والتهويل لجذب الجمهور وزيادة التوزيع وخاصة في الجرائم الشاذة والجرائم الجنسية وغيرها . وهنا يجب علي الصحفي الالتزام بإطار قيمي وديني , ومجموعة من العادات والتقاليد التي تمثل حزام الأمان للمجتمع والتي لا ينبغي اختراقها .(1) فيجب علي الصحفي تحري الحذر في نشر مثل هذه الجرائم والتي تعتبر من الجرائم الشائکة في مجتمعنا ويجب نشرها في إطار أحکام الدين وقيم المجتمع وتقاليده وأعرافه .
(4) عدم التأثير علي سير التحقيقات أو مبدأ العدالة : سجل المشرع وعيه بخطورة نشر أخبار الجرائم في الصحافة فأعطي الصحفي الحق في نشر مجريات الجلسات العلنية , باعتبار أن النشر ما هو إلا نتيجة حتمية لهذه العلانية , إلا أن هناک حدوداً لآداب التعبير ضمنها المشرع بنصوص المواد 189 , 191 من قانون العقوبات , فقد أجاز المشرع نشر ما يجري في الدعاوي الجنائية والإدارية والمدنية من تحقيقات وأقوال ومرافعات , وما يصدر من قرارات وأحکام , إلا أن هذه الحصانة مقصورة علي إجراءات المحاکمة , أما التحقيق الابتدائي فلا تمتد إليه الحصانة , فمن ينشر هذه التحقيقات ينشر ذلک علي مسئوليته , ويجوز محاسبته جنائياً مما يتضمنه هذا النشر من قذف وسب أو اهانة أو تحريض . (2) ولذلک يجب علي الصحفي عند کتابته لأخبار الجرائم عدم نشر ما يتعلق بالجرائم إلا بعد المحاکمات وثبوت الإدانة , وعدم نشر ما يمکن أن يضع أفکار البراءة أو الإدانة للمتهمين في أذهان القراء قبل محاکمتهم .(3)لذلک يجب علي المحرر أن يتوخي الحذر في کتابته عن أخبار الجريمة وعن إجراءات ونتائج المحاکمات حتي لا يعرض نفسه وصحيفته للمسائلة القانونية .
ويجب أن لا يتدخل في سير التحقيقات من خلال إلقاء التهم , والأوصاف , وإصدار الأحکام المسبقة . (4)
وبالإضافة إلي الضوابط الأربعة السابقة هناک بعض القواعد والضوابط الفرعية الأخرى التي يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار عند الکتابة لشئون الجريمة ويمکن إجمالها فيما يلي :-
العمل من خلال مبدأ التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة وعلي تعزيز مجموعة من القيم والأخلاقيات المهنية في ضمير الصحفيين , فيما يتعلق بتناول ظاهرة الجريمة في المجتمع بحيث يکون رقيباً ذاتياً لدي الممارسين . (1) والحرص علي عدم نشر صور وأسماء المجرمين والضحايا حرصاً علي حقوقهم وعدم التشهير بسمعتهم لکي يمکنهم الاندماج داخل المجتمع مرة أخري .
تخصيص مساحات ثابتة لمناقشة الجريمة بالتحليل والتفسير والبحث عن الأسباب والدوافع وراء ارتکاب الجرائم والنتائج السلبية المترتبة عليه , والاستعانة بأساتذة علم الاجتماع والنفس والقانون في تلک المناقشات . ولابد وأن يتم ذکر العقوبات المقررة لکل جريمة والتأکيد عليها حتي يتأکد القراء أنه لکل جريمة عقاب رادع آت لا محالة .
الترکيز علي جهود المکافحة الرسمية والشعبية علي حد سواء ودعم الجمعيات التطوعية لمقاومة الانحراف وتنشيط أدوارها کمنظمات الدفاع الاجتماعي , وجمعية تحسين العلاقات الأسرية ورعاية المفرج عنهم . (2) وتذييل نهايات أخبار الجريمة بأسلوب النصح والإرشاد . (3)
وفي ضوء الضوابط والقواعد السابقة يمکن للصحفي الکتابة في مادة الجرائم والحوادث باستخدام فنون التحرير المختلفة , ولکن لابد وأن يکون لدي الصحفي والجريدة وعي کامل بأهمية وخطورة تأثير المادة الصحفية الخاصة بأخبار الجرائم والحوادث التي يتم تقديمها ومدي تأثيرها علي القراء , حتي يتم تحقيق الأهداف الإيجابية لنشر مثل هذه المواد والابتعاد عن الآثار السلبية قدر المستطاع .
نتائج الدراسة :-
أولاً : فئات المضمون :
جدول رقم (1) يوضح نوعية الجرائم المنشورة في صحيفة أخبار الحوادث
نوعية الجريمة الصحيفة |
تسول |
سرقة |
قتل |
تعاطي مخدرات |
ترويج مخدرات |
ضرب واعتداء |
حرق |
دعارة |
حوادث مرورية |
سحر |
تزوير |
اغتصاب |
أخري |
المجموع |
||||||||||||||
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
|
أخبار الحوادث |
40 |
2.84 |
112 |
7.97 |
254 |
18.05 |
101 |
7.18 |
125 |
8.88 |
103 |
7.33 |
49 |
3.48 |
261 |
18.55 |
95 |
6.75 |
46 |
3.27 |
75 |
5.33 |
115 |
8.17 |
31 |
2.20 |
1407 |
100 |
احتلت الموضوعات الخاصة بجرائم الدعارة في الترتيب الأول حيث بلغت نسبتها 18.55% من إجمالي الموضوعات يليها جاءت جرائم القتل في الترتيب الثاني وذلک بنسبة 18.05% , ثم جاءت نسبة جرائم ترويج المخدرات وذلک بنسبة 8.88% , أما جرائم الاغتصاب فقد جاءت في الترتيب الرابع وذلک بنسبة 8.17% , يليها جاءت جرائم السرقة وذلک بنسبة 7.97% , ثم جاءت جرائم الضرب والاعتداء وذلک بنسبة 7.33% , أما جرائم تعاطي المخدرات فقد بلغت 7.18% , ثم جاءت الحوادث المرورية وذلک بنسبة 6.75% , ثم جاءت جرائم التزوير وذلک بنسبة 5.33% , يليها جاءت جرائم الحرق وذلک بنسبة 3.48% , ثم جاءت نسبة جرائم السحر حيث بلغت 3.27% , ثم جاءت جرائم التسول حيث بلغت 2.84% , أما نسبة الجرائم الأخرى فقد جاءت في الترتيب الأخير وذلک بنسبة 2.20% من إجمالي الموضوعات المنشورة .
جدول رقم (2) يوضح القيم الإخبارية التي تعکسها مواد الجريمة المنشورة في صحيفة أخبار الحوادث :
القيم الإنسانية الصحيفة |
الشهرة |
الفخامة |
الإثارة |
الاهتمامات الإنسانية |
الغرابة والطرافة |
التوقع |
الصراع |
أخري |
المجموع |
|||||||||
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
|
أخبار الحوادث |
110 |
7.82 |
95 |
6.75 |
403 |
28.64 |
235 |
16.70 |
100 |
7.11 |
57 |
4.05 |
375 |
25.73 |
45 |
3.20 |
1407 |
100 |
جاءت قيم الإثارة أکثر القيم الإخبارية استخداماً في عرض الموضوعات الخاصة بأخبار الجرائم والحوادث وذلک بنسبة 28.64 % , يليها جاءت قيمة الصراع في الترتيب الثاني بنسبة 25.73 % , ثم جاءت قيمة الاهتمامات الإنسانية في الترتيب الثالث بنسبة 16.70 % , يليها جاءت قيمة الشهرة في الترتيب الرابع بنسبة 7.82 % , ثم جاءت قيمة الغرابة والطرافة في الترتيب الخامس بنسبة 7.11 % , ثم جاءت قيم التوقع في الترتيب السادس والأخير بنسبة 4.05 % , ثم جاءت القيمة الأخرى بنسبة 3.20% , وهذه النتائج مع دراسة (فتحي حسين عامر2005) والتي أوضحت أن قيمة الإثارة قد احتلت القيم الإخبارية المستخدمة في أخبار الجريمة وذلک بنسبة 31.78% , ثم جاءت قيمة الصراع وذلک بنسبة 22.22%, ويرجع هذا الاتفاق إلى أن هاتين القيمتين هما الأکثر ملائمة لطبيعة هذه الموضوعات والتي غالباً ما تتسم بالإثارة والصراع.
جول رقم (3) يوضح الأطر التي تم استخدامها في عرض أخبار الجريمة
الأطـــر
اسم الصحيفة |
إطار الاهتمامات الإنسانية |
اطار اقتصادي |
إطار أخلاقي |
إطار الصراع |
إطار ديني |
إطار اجتماعي |
اطار أمني |
إطار قانوني |
المجموع |
|||||||||
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
|
أخبار الحوادث |
208 |
14.78 |
129 |
9.17 |
170 |
14.08 |
321 |
22.81 |
106 |
7.53 |
252 |
17.91 |
85 |
6.04 |
136 |
9.66 |
1407 |
100 |
جاء إطار الصراع أکثر الأطر استخداماً في عرض أخبار الجرائم والحوادث في صحيفة الدراسة وذلک بنسبة 22.81 % , بينما جاء الإطار الاجتماعي في الترتيب الثاني وذلک بنسبة 17.91% , أما إطار الاهتمامات الإنسانية فقد جاء في الترتيب الثالث وذلک بنسبة 14.78% , يليه جاء الإطار الأخلاقي وذلک بنسبة 14.08% , أما الإطار القانوني فقد جاء في الترتيب الخامس وذلک بنسبة 9.66% , وفي الترتيب السادس جاء الإطار الاقتصادي وذلک بنسبة 9.17% , أما الإطار الديني فقد جاء في الترتيب الأخير وذلک بنسبة 7.53% .
جدول رقم (4) يوضح الکلمات المحورية المستخدمة في وصف الجاني والمنجي عليه
الکلمات
اسم الصحيفة |
القاتل |
فتاة الليل |
سفاح |
ذئب بشري |
ضحية |
أخري |
لم يذکر فيه کلمات هامة |
|||||||
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
|
أخبار الحوادث |
228 |
16.21 |
199 |
14.14 |
88 |
6.25 |
97 |
6.89 |
310 |
22.03 |
194 |
13.79 |
291 |
20.68 |
تم استخدام العديد من الکلمات المحورية في وصف القاتل أو المجني عليه وکانت أکثر هذه الکلمات استخداماً هي کلمة ضحية حيث تم تکرارها 310 مرة بنسبة 22.03% , کما تم تکرار کلمه " القاتل " 228 مره بنسبه 16.21% , کما تم استخدام کلمه " فتاه الليل " 199 مره بنسبة 14.14 % , أما کلمه " ذئب بشري " فقد استخدمت 97 مره بنسبة 6.89 % , کما تم استخدام کلمه " السفاح " 88 مره بنسبة 6.25 % , أما نسبه الکلمات الاخري فقد بلغت 13.79 % أما الموضوعات التي لم يذکر فيها وصف الجاني أو المجني عليه فقد بلغت نسبتها 20.68 % من إجمالي الموضوعات المنشورة .
أمثله علي بعض الموضوعات التي ذکر فيها الکلمات السابقة :
نلاحظ من الأمثلة السابقة تکرار بعض الکلمات في أکثر من خبر وفي أعداد مختلفة مما يدل علي وجود " إنفاق إطار " المعالجة لتلک الموضوعات .
جدول رقم (5) يوضح أطر أسباب الجرائم کما تضمنتها المعالجة الصحفية لأخبار الجريمة في صحيفة أخبار الحوادث
التکرار والنسبة اطر الأسباب |
ک |
ن |
1- غياب الوازع الديني 2- القصور الأمني 3- صعوبة الظروف الاقتصادية 4- البطالة 5- التفکک الأسري 6- انتشار ظاهرة أطفال الشوارع |
310 108 310 257 155 267 |
22.03 7.67 22.03 18.27 11.02 18.98 |
المجمــــــــــــــوع |
1407 |
100 |
اتضح من نتائج الدارسة أن " غياب الوازع الديني " " وصعوبة الظروف الاقتصادية " کان أکثر أطر الأسباب عرضاً من خلال المعالجة الصحفية لأخبار الجريمة في صحيفة الدراسة حيث جاء 22.03% لکل منهما , أما انتشار أطفال الشوارع " فقط جاء في الترتيب الثاني وذلک بنسبة 18.98 % , يليه جاء " البطالة " وذلک بنسبة 18.28 % , ثم جاء التفکک الأسري وذلک بنسبة 11.02 % , وفي الترتيب الأخير جاء القصور الأمني وذلک بنسبة 7.67% من إجمالي الأسباب المعروضة .
جدول رقم (6) يوضح أطر الحلول المقترحة للحد من الجرائم کما طرحتها الصحف
أطر الحلول المقترحة |
ک |
ن |
1- تکثيف الوازع الديني 2- القضاء علي ظاهرة أطفال الشوارع 3- تکثيف التواجد الأمني . 4- القضاء علي البطالة . 5- تحسين الظروف الاقتصادية . 6- اهتمام الأباء وأبناءهم وحل مشکلاتهم |
359 292 97 244 224 191 |
25.52 20.75 17.34 15.92 13.58 6.89 |
المجمــــــــــــــوع |
1407 |
100 |
احتل " تکيف الوازع الديني المرکز الأول بين أطر الحلول المقترحة للحد من الجرائم کما اقترحتها صحيفة الدراسة حيث بلغت نسبتها 25.52% من إجمالي الموضوعات , بينما احتل " القضاء علي ظاهرة أطفال الشوارع الثاني وذلک بنسبة 20.75% , جاء " القضاء علي البطالة " في المرکز الثالث وذلک بنسبة 17.34 % , أما اقتراح " تحسين الظروف الاقتصادية " فقد جاء في الترتيب الرابع وذلک بنسبة 15.92% , يليه جاء " اهتمام الأباء بأبنائهم وحل مشکلاتهم " في المرکز الخامس , أما تکثيف التواجد الأمني " فقد جاء في الترتيب الأخير وذلک بنسبة 6.89% .
جدول رقم (7) يوضح الموضوعات التي ذکر فيها العقاب أو الحکم
الموضوعات اسم الصحيفة |
موضوعات ذکر فيها العقاب |
موضوعات لم يتم ذکر العقاب فيها |
المجموع |
|||
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
|
أخبار الحوادث |
512 |
36.39 |
895 |
63.61 |
1407 |
100 |
احتلت الموضوعات التي لم يذکر فيها عقاب الجاني المرکز الأول وذلک بنسبة 63.61% , وهي نسبة مرتفعة مما يدل علي وجود نقص في المعالجة جزء هام وضروري وهو ذکر عقاب الجاني ومتابعة القضية للوصول إلي الحکم النهائي وهذا يعتبر من أهم الفوائد الناتجة عن نشر أخبار الحوادث , لأن ذکر العقاب يؤکد للقراء أنه لا توجد جريمة بدون عقاب وجزاء .
أما الموضوعات التي ذکر فيها العقاب أو الحکم فقد بلغت نسبتها 36.39% من إجمالي الموضوعات المنشورة .
ثانياً : فئات الشکل
1- أشکال التحرير الصحفي المستخدمة
جدول رقم (8) يوضح أشکال التحرير الصحفى المستخدمة
أشکال التمرين الصحفي اسم الصحفية |
خبر |
تحقيق |
حديث |
مقال |
تقرير |
کاريکاتير |
الصورة والتعليق |
أخري |
||||||||
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
|
أخبار الحوادث |
487 |
34.61 |
349 |
24.81 |
95 |
6.75 |
144 |
10.24 |
291 |
20.68 |
- |
- |
41 |
2.91 |
1407 |
100 |
وأوضحت نتائج الدراسة أن الخبر الصحفي کان أکثر فنون التحرير الصحفي المستخدمة في عرض أخبار الجرائم والحوادث في صحيفة أخبار الجرائم والحوادث حيث جاء في الترتيب الأول بنسبة 34.61% , ويليه جاء التحقيق الصحفي في الترتيب الثاني بنسبة 24.81% وهذه النسبة تعتبر نسبة مرتفعة حيث خصصت الصحيفة في کل عدد أکثر من تحقيق ينافس بعض الجرائم بالشرح والتفصيل , کما جاء التقرير الصحفي في الترتيب الثالث بنسبة 20.68% , بينما جاء المقال الصحفي في الترتيب الرابع وذلک بنسبة 10.24% حيث خصصت صحيفة أخبار الحوادث أعمدة ثابتة للمقالات منها عمود باسم " يستوقفني" , وعمود آخر بعنوان " أوقات حاسمة " , أما الحديث الصحفي فقد جاء في الترتيب الخامس وذلک بنسبة 6.75% , أما الصورة والتعليق فقد جاءت في الترتيب السادس والأخير وذلک بنسبة 2.91% أما الکاريکاتير فلم يسجل أي نسبة نظراً لعدم ملائمته لمضمون الصحيفة .
2-أنواع العناوين
جدول رقم (9) يوضح أنواع العناوين المستخدمة
اسم الصحيفــة |
العناوين |
|||||
رئيسي |
ممتد |
عمودي |
||||
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
|
أخبار الحوادث |
492 |
34.97 |
599 |
42.57 |
316 |
22.46 |
- جاء العنوان الممتد في الترتيب الأول حيث بلغت نسبته 42.57% من إجمالي الموضوعات,وهذا يتفق مع دراسة فتحي عامر2005 يليه جاء العنوان الرئيسي في الترتيب الثاني حيث بلغت نسبته 34.97 % , أما العنوان العمودي فقد احتل الترتيب الثالث وذلک بنسبة 22.46% , ويلاحظ من هذه النسب أن العنوان الرئيسي هما الأکثر استخداما وهذا يرجع إلى وجود مساحات کبيرة لعرض الجرائم المختلفة وذلک لأن الصحيفة من الصحف المتخصصة في نشر اخبار الجرائم والحوادث وتخصص کل مساحتها لهذه الموضوعات.
3- عناصر إبراز المادة التحريرية
جدول رقم (10) يوضح عناصر إبراز المادة التحريرية
عناصر الإبراز اسم الصحيفة |
الصور |
الرسوم |
البراويز والاطارات |
الألوان |
أخري |
بدون عناصر إبراز |
المجموع |
|||||||||
شخصية |
موضوعية |
|||||||||||||||
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
ک |
ن |
|
أخبار الحوادث |
359 |
25.52 |
475 |
33.67 |
119 |
8.46 |
714 |
50.75 |
242 |
17.20 |
97 |
6.89 |
114 |
8.10 |
1407 |
100 |
أوضحت نتائج الدراسة أن الصحيفة قد حرصت علي استخدام عناصر الإبراز المختلفة في عرضها لأخبار الجريمة , حيث جاءت نسبة استخدام البراويز والاطارات في الترتيب الأول وذلک بنسبة 50.75% , يليها جاءت نسبة استخدام الصور الموضوعية حيث بلغت نسبتها 33.76% , أما الصور الشخصية فقد بلغت نسبتها 25.52% وکانت تتمثل في بعض الصور الشخصية الخاصة بالمجرمين أو ضابط الشرطة الذين شارکوا في القضية , ثم جاءت نسبة استخدام الألوان في الترتيب الرابع وذلک بنسبة 17.20% , وجاء استخدام الرسوم في الترتيب الخامس وذلک بنسبة 8.46% وکانت تستخدم في بعض الموضوعات التي لا يتوافر لها صور شخصية أو موضوعية , ثم جاءت نسبة المواد التي لم يستخدم فيها عناصر إبراز أخري فقد بلغت نسبتها 6.89% .
خاتمة البحث:
من الغرض السابق يتضح أن صحيفة أخبار الحوادث قد استخدمت أطراً متنوعة في تناولها لأخبار الجرائم الحوادث وکانت أکثر تلک الطر استخداما هو إطار الصراع ويرجع ذلک إلى أن هذا النوع أکثر ملائمة لطبيعة تلک الموضوعات والتي غالباً ما يکون فيها صراع بين طرفين أو أکثر مابين جاني ومجني عليه, کما اتضح من نتائج الدراسة أن صحيفة أخبار الحوادث لم تکتفي بمجرد نشر الأخبار الخاصة بالجرائم والحوادث فقط وإنما تناولت تلک الموضوعات بالشرح والتفسير حيث خصصت الصحيفة مساحات کبيرة للتحقيقات وتناول أخبار الجريمة من جميع جوانبها وهذا يتضح من نسبة استخدام التحقيقات حيث بلغت 24.81%من إجمالي الموضوعات ,کما خصصت الصحيفة أعمدة ثابتة لإبداء الرأي في أهم الجرائم التي تثير الجدل ومن هذه الأعمدة عمود بعنوان "يستوقفني" وعمود آخر بعنوان "أوقات حاسمة", وقد اتسمت المعالجة الصحفية لأخبار الجرائم والحوادث ببروز بعض الکلمات المحورية التي تم تکرارها أکثر من مرة مثل کلمة "ضحية" و"قاتل" و"فتاة ليل" و"سفاح" وغيرها .
وقد عرضت تلک المعالجة بعض الأسباب المختلفة المفسرة للسلوک الإجرامي وکان أهمها غياب الوازع الدين وصعوبة الظروف الاقتصادية , کما عرضت الصحيفة بعض الحلول للحد من السلوک الإجرامي وکان اهمها تکثيف الوازع الديني .
وقد استخدمت صحيفة أخبار الحوادث العنوان الممتد بشکل مکثف وذلک في عرضها لأخبار الجرائم والحوادث, کما أکثرت الصحيفة من استخدام الإطارات کعنصر من عناصر الإبراز . ويؤخذ على المعالجة الصحفية لأخبار الجرائم والحوادث أنها لم تهتم في کثير من الأحيان بذکر عقاب الجاني أو ذکر العقاب المقرر للجريمة مما يمثل قصور في المعالجة الصحفية الخاصة بتلک الموضوعات.
(1) أسماء حسين حافظ ." دراسات في الصحافة المتخصصة– دراســــة تحليلية ميدانية بالتطبيق علي جريدة أخبار الحوادث " , ( القاهرة : دار الثقافة للنشر والتوزيع , 1998 ) , ص48 .
(1) دعاء فکري عبد الله . " تـــــأثير نشــــر الجـــرائم الأسرية في الصحف المصرية – دراسة تحليلية مقارنة " , رسالة ماجستير غير منشورة , ( جامعة الزقازيق : کلية الآداب , 1996 ) .
(2) أمل السيد متولي وسحر فاروق . " أخلاقيات نشر مادة الجريمة في الصحافة المصرية – دراسة تحليلية وميدانية علي عينة من الصحف والقائمين بالاتصال " , المؤتمر العلمي السنوي التاسع أخلاقيات الإعلام بين النظرية والتطبيق , ( جامعـــة القاهرة : کلية الإعلام , مايو 2003 ) , ص: ص 1147 : 1211 .
(1) دعاء فتحي سالم . " المعالجة الصحفية للجرائم التي يرتکبها الأطفال بالصحف المصرية خلال العقد الأول والثاني للطفل المصري " , رسالة ماجستير غير منشورة , ( جامعة عيــــن شمس : معهــــد الدراسات العليا للطفولة , 2004 ) .
(2) فتحي حسين أحمد عامر . " أخلاقيات نشر الجريمة في الصحف الخاصة – دراسة تحليلية مقارنة " , رســالة ماجستير غير منشورة , ( جامعة الدول العربية : المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم : معهد البحوث والدراسات العربية : قسم الدراسات الإعلامية , 2005) .
(3) Christopher Greer and Harvay Raymond . " Crime in the press : a case study of sex offending in Northern Ireland ", Ph.D. , ( Northern Ireland : Queen`s University of Belfast , 2001) .
(1) Phyllis Anastasio and Diana Costa . "Twice hurt How newspaper coverage may reduce empathy and engender blame for female victims of crime " , Sex Roles ,vol. 51 , No. 10 , 2004 P:P 535 : 542 .
(3) Shannon Sampert . " Let me tell you a story : The depiction of sexual assault crimes in English Canadian newspapers in 2002 " , Ph.D., ( Canada : University of Alberta , 2006 ).
(1) أماني السيد فهمي . " الاتجاهات العالمية الحديثة لنظريات التأثير في الراديو والتليفزيون " , المجلة المصـرية لبحوث الإعلام , العدد السادس , ( جامعة القاهرة : کلية الإعلام , أکتوبر – ديسمبر 1999 ) , ص218 .
(2) حنان عبد الفتاح بدر . " صورة مصر والمصريين فـــي الصحافة الألمانية – دراسة للمضمون والقائم بالإتصال " , رسـالة ماجستيــــر غـــــير منشورة , ( جامعة القاهرة : کلية الإعلام , 2005 ) , ص42 .
(3) أشرف جلال حسين . " القضايا العربية والإسلامية في وسائل الإعلام العربية – دراسة تحليلية مقارنة " , المؤتمر العلمي السنوي الثامن – الإعلام وصورة العرب والمسلمين , الجزء الثاني , ( جامعة القاهرة : کلية الإعلام , مايو 2002) , ص82 .
(4) June woong Rhee . " Strategy and issue frame in election compign - A Social cognitive account of Framing effects ", Journal of Communication, vol . 47 , No. 3 , summer 1997 , P : P 30 : 31 .
(1) نهلة مظهر أبو رشيد ." المعالجة الإخبارية لقضايا الدول النامية في الفضائيات العربية ", رسالة دکتوراه غير منشورة ,
( جامعة القاهرة : کلية الإعلام : قسم الإذاعة , 2005 ) , ص87 .
(2) Robert M. Entman . " Framing u.s. coverage of international news - Contrasts in narratives kAl and Iran air incidents , Journal of communication , vol . 41 , No.4 , Autumn 1991 , p.7 .
(1) أحمد بدر . " مناهج البحث والرأي العام الدولي ", (القاهرة : قباء للطبع والنشر , 1998), ص145.
(1) يسري عوض عبد الله . " ماهية الجريمة وتأصيلها الشرعي والقـــانوني " , منتدي القانون الجنائي والاجراءات الجنائية , 12/5/2010 , 11م .
(2) مصطفـــــي مطــــــــر . " علم اجتماع الجريمة والسلوک المنحرف " , ( القاهرة : منظمة الدفاع الاجتماعي , 1985 ) , ص73 .
(3) Herschel Prins . " Criminal behavior ", ( London and New York : Toni Stock Publication , 1982 ) , p.3.
(5) محمد أبو زهرة . " الجريمة والعقوبة في الشريعة الإسلامية " , ( القاهرة : دار الفکر العربي , د.ت ) , ص 25 .
(3)علي عبد الـرازق جلبـي . " المشکــــلات الاجتماعية – دراسات معـــــــاصــــرة فــــي العنف – الجريمة المنظمة " , ( الإسکندرية : دار المعرفة الجامعية , 2005 ) , ص : ص 151 : 152 .
(1) عبــد الفتاح عبــــد النبي . " التناول الإعلامي لجرائم النخبة : دراسة للنموذج المصري في الثمانينات " , ( القاهرة : دار الثقافة للنشر , 1991 ) , ص 32 .
(2) فتحي حسين أحمد عامر . " أخلاقيات نشر الجريمة فـــــــي الصحــــف الخاصة " , رسالة ماجستير غير منشورة , ( جامعة الدول العربية ک المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم : معهد البحث والدراسات العربية , قسم الدراسات الإعلامية , 2005 ) , ص 24 .
(3) أسماء حسين حافظ . " دراسات صحفية في الصحافة المتخصصة – دراسة تحليلية ميدانية بالتطبيق علي جريدة أخبار الحوادث " , مرجع سابق .
(1) أحمد محمد عبد الحي المنزلاوي . " الصفحات المتخصصة في الصحافة اليومية – دراسة مقارنة علي صفحات الرياضة والفن والجريمة في الأهرام والأخبار والجمهورية في الفترة من 1975 – 1981 " , رسالة دکتوراه غير منشورة , ( جامعة القاهرة : کلية الإعلام , قسم الصحافة , 1992 ) , ص127 .
(2) إبـــــــراهيــــــــم عبـــــــــــده . " تطور الصحافة المصرية " , ط4 , ( القاهرة : سجل العرب , 1982) , ص63 .
(3) أحمد محمد عبد الحي المنزلاوي . مرجع سابق , ص 127 .
(4) المرجع السابق , ص 228 .
(1) عادل فهمـــــي البيـومي . " دور التليفزيون المصري في تکوين الوعي الاجتماعي ضد الجريمة – دراسة تحليلية وميدانية " , رسالة دکتوراه غير منشورة , ( جامعة القاهرة : کلية الإعلام : قسم الإذاعة , 1995 ) , ص78 .
(2) عابدين الدردير الشريف . " قواعد وأسس وضوابط وأساليب وطرق التناول والمعالجة الصحفية لنشر أخبار الجريمة في الصحافة الليبية " , مجلة البحوث الإعلامية , العدد 36 , ( ليبيا : مرکز البحوث والمعلومات والتوثيق الثقافي والإعلامي , 2007) , ص5 .
(3) عواطف عبد الرحمن . " دراسات في الصحافة المصرية المعاصرة " , ( القاهرة : دار الفکر العربي , 1985 ) , ص79 .
(1) ســــــــالم ســـــــاري . " أخبار الجريمة في صحافة الإمارات – دراسة تحليلية " , مجلة العلوم الاجتماعية , العدد الثاني , ( جامعة الکويت : يونيو 1983 ) , ص65 .
(2)إبـــــــراهيم نـــاجـــي . " دور الإعلام في مکافحة الجريمة والحد منها " , في کتاب الإعلام الأمني : المشکلات والحلول , ط1 , ( المملکة العربية السعودية : أکاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية : مرکز الدراسات والبحوث , 2002 ) , ص : ص 107 : 108 .
(3)علي حمودة . " تأثير وسائل الإعلام علي سير العدالة الجنائية في مرحلة المحاکمة الجنائية " , بحث مقدم إلي المؤتمر العلمي الثاني لکلية الحقوق جامعة حلوان , الجزء الثاني , ( جامعة حلوان : کلية الحقوق , 14 – 15 مارس 1999 ) , ص : ص 4 : 5 .
(1)إبراهيم ناجي . " دور الإعلام في مکافحة الجريمة والحد منها " , مرجع سابق , ص109 .
(2)محمد شفيق . " الجريمة والمجتمع " , ( الإسکندرية : المکتب الحديث الجامعي , 1987 ) , ص52 .
(1) فتحي حسين أحمد عامر . " أخلاقيات نشر الجريمة في الصحف المصرية الخاصة – دراسة تحليلية مقارنة " , مرجع سابق , ص120 .
(2) Melvin Mencher . " News Reporting and Writing " , 4th Ed , ( WM : C. Browen Company Publishers , Dubuque , Iowa , 1993 ) , p.476 .
(3) محمد کمال عبد الرؤوف . " الصحفي المحترف – مترجم " , ط1 , ( القاهرة : الدار الدولية للنشر , 1990 ) , ص453 .
(1) أحمد المجدوب . " الضوابط القانونية لنشر أخبار الجــريمة " , الـــدورة التـــدريبية لمحـــرري الحوادث والقضايا , ( القاهرة : المجلس الأعلى للصحافة , 13 يناير – 4 فبراير 1993 ) .
(2) أمل السيد احمد متولي دراز . " قارئيه الصحف المصرية المتخصصة – دراسة تحليلية وميدانية , رسالة دکتوراه غير منشورة , ( جامعة القاهرة : کلية الإعلام , 2001 ) , ص133 .
(3) إبــــــــــراهيم نـــــــاجـــــــي . " دور الإعلام في مکافحة الجريمة والحد منها " , مرجع سابق , ص110 .
(4)عبـــــــــد الصبــور فاضل . " أساليب تقويم الأداء الصحفي في المجتمع الإسلامي : دراسة نظرية وتطبيقية علي عينة من الصحف المصرية اليومية " , رسالة دکتوراه غير منشورة , ( جامعة الأزهر : کلية اللغة العربية , 1993 ) , ص594 .
(1) إبـــــــــــراهيم نـــــــــاجــــي . " دور الإعلام في مکافحة الجريمة والحد منها " , مرجع سابق , ص 110 .
(2) إبراهيم ناجي . مرجع سابق , ص 11 .
(3) عابدين الدردير الشريف . " قواعد وأسس وضوابط وأساليب وطرق التناول والمعالجة الصحفية لنشر أخبار الجريمة في الصحافة الليبية " , مرجع سابق , ص8 .
(1) صحيفة أخبار الحوادث , العدد 893 , ص6 .
(2) صحيفة أخبار الحوادث , 891 , ص12 .
(3) صحيفة أخبار الحوادث , العدد 892 , ص26 .
(4) صحيفة أخبار الحوادث , العدد 892 , ص29 .
(5) صحيفة أخبار الحوادث ,. العدد 894 , ص12 .
(6)صحيفة أخبار الحوادث , العدد 891 .ص14 .