نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلفون
1 المدرس المساعد بقسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية جامعة طنطا
2 أستاذ التصوير بقسم الزخرفة کلية الفنون التطبيقية – جامعة حلوان
3 استاذ مساعد بقسم الزخرفة کلية الفنون التطبيقية – جامعة حلوان
4 رئيس مجلس قسم التربية الفنية کلية التربية النوعية – جامعة طنطا
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
مقدمة :
" الفن خبرة أساسية لحياة الفرد الجمالية والفعلية والاجتماعية والابتکار الفنى هو المجال الذى يندمج فيه الاحساسات والانفعالات الوجدانية بالشکل Form الذى يتفاعل معه الفرد . عملية الاندماج بين الذاتية الوجدانية والموضوعية العقلية تکتمل الفاعلية التى تمتاز فى جوهرها بطابع الإبداع والتجديد"([1])، والرؤية الفنية تتميز بإدراکها للصور المعبرة عن الجانب الوجدانى والذى يشکل الاسلوب الثقافى والحضارى الذى يعيشه المجتمع ، وفى حين تهتم اللغة بتشکيل وصياغة إدراکنا لموجودات البيئة المحيطة بنا ، فإن الفن يصور حقائق عالمنا الباطنى وما فيها من انفعال ومشاعر مقدماً إياها فى شکل رمزى يلعب الخيال دوراً کبيراً فى إبداعها . ولذا " فالفنان هو ذلک الانسان الذى يحاول تغيير الواقع وتبديله والسعى الى السمو إليه ، ومن ثم رأى ضرورة تنظيمه ، والاجتهاد فى کشفه عن طريق وجدانه وذلک بواسطة التعبير " ([2]) .
حيث يعد التعبير الفني من أهم عناصر تکامل ووحدة العمل الفنى والتى تتحقق من خلال ثلاثة عناصر هى المادة والموضوع والتعبير ، فالتعبير يمثل العنصر الانسانى فى العمل الفنى وهو قابل للحدس من خلال عمليات الفهم والإدراک ، ولذا يمثل الصله القوية التى تربط بين الفنان وعمله الفنى ، کما يلعب الفن دوراً أساسياً فى الکشف عن المضمون الوجدانى المرتبط بالجماعة والذى يختلف حتماً باختلاف الحضارات ويتغير بتعاقب الأجيال .
" ومن صفات الفن أنه يحمل فى أعماقه التوتر والتناقض ، فهو لا يصدر فقط عن معاناة قوية للواقع بل لابد له أيضاً من عملية ترکيب ، لابد له من اکتساب شکل موضوعى " ([3]) والفنان فى حاجة لامتلاک أدوات وطرق مناسبة تحقق اتصاله بجمهوره لتوصيل تجربته الفنية ، فترتقى هذه التجربة من المستوى الحسى الانفعالى الى مستوى الأفکار التى يمکن أن تنتقل إلى وعى المشاهد الذى يحاول قراءة العمل الفنى واکتشاف ما وراء المظهر الخارجى للصور .
وقد تنوعت الأساليب والأنماط الفنية فى التعبير عن الانفعالات والمشاعر " وإذا قرأنا رسائل مصور تعبيرى عظيم مثل ( فان جوخ Van Gogh ) ( 1853 – 1890 ) لرأينا أن رسم صورة بالنسبة له هو دائماً مسألة ترجمة الموضوع الذى يتناوله الى صفات حسية ليس لها وظيفة المحاکاه ، وانما هى تثير فى المشاهد احساسا مماثلا لا صورة مماثلة ، فالشئ يتکون من الوان خضراء متنوعة من نفس القيمة اللونية لکى تکون کلا أخضر يجعلک بذبذباته تتمثل حفيف سنابل القمح وقد موجها النسيم " ([4]) " وکما يقول هربرت ريد فإن کاندنسکى اقترح أن الشکل واللون يکونان فى ذاتهما عناصر اللغة الکافية للتعبير عن الانفعال تماماً مثلما يفعل الصوت الموسيقى " بالروح " .
والضرورة الهامة فى تکوين الشکل واللون هو تشکيل يعبر بطريقة تتسم بالکفاءة عن الانفعال الداخلى ويمکنه أن يوصل العمل بکفاءة إلى المشاهد ، وليس من الضرورى إعطاء الشکل واللون المظهر المادى الخاص بالأشياء الطبيعية ، فالشکل نفسه هو التعبير عن المعنى الداخلى ، أما فيما يختص برسم الجسم الإنسانى ،" فقد کان نجاح فن الصور الشخصية ، الذى يتبع المعيار الانسانى يتوقف على مدى التعاطف الذى ينشأ بين الفنان والشخصية التى يقوم برسم صورة لها، أما عندما يحصر الفنان اختصاصه فى قضايا الشکل والتقنيه ، دون أن يربط فنه بالواقع وبمن حوله ، فسوف ينذر ذلک بنشوء مشکلة بين الفنان وجمهوره " ([5]) ، بينما تکون الطاقة الإنفعالية لدى الفنان هى المحرک الذي يدفعه لإختيار المواد والتحکم فيها ووضعها فى نسق معين يحقق من التعبير تحقيقاً موضوعياً ويجعله تعبيراً إنفعالياً جمالياً .
الحرکة أياً کان مصدرها – حرکة إنسان أو حيوان أو نبات أو جماد – غالباً ما تکون أسلوباً للتعبير ، فالإنسان يتحرک والقطار يتحرک والحيوانات باختلاف أنواعها تتحرک ، وکلٍ يتحرک لغرض ما ، فرفع الطالب ليده في الفصل هى طلب منه للسؤال أو المشارکة ، واللاعب فى الملعب يحرک ساقيه وکل جسمه فى حرکات منسقة وبتکنيک محدد ليعبر عن نشاط له خصائص معينة ، والراقص على المسرح يتحرک بشکل تعبيرى قد يظهر فرحاً أو حزناًَأو حباً أو انتقاماً ... الخ ، بل أن حرکة ثمار النباتات بسقوطها من أشجارها إنما هى دلاله على التجديد والأمل في الإستمرار .
أهداف البحث : يهدف البحث الي ما يلي :
1. التأکيد علي الحرکة کمفهوم فني ذو قيمة تعبيرية فى فن التصوير .
2. الکشف عن أوجه الرؤي الفنية المختلفة للحرکة فى بعض مختارات من مدارس فن التصوير.
3. وضع منهجية لطلاب التربية الفنية للمساعدة على ابتکار صيغ جديدة وغير مألوفة في مجال التصوير تعتمد علي تحقيق عنصر الحرکة .
أهمية البحث : يهتم البحث بما يلي
1. الأعمال الفنية التي تتناول الحرکة بأشکالها المتعددة وتحقيق عنصر الحرکة من خلال المعالجة بالخطوط والمساحات والألون فى لوحة التصوير .
2. دراسة الحرکة وتوظيفها لتحقيق المغزي التعبيري والدرامي لمضمون العمل الفني .
فروض البحث : يفترض البحث ما يلي
1. أن عنصر الحرکة له إمکانات تعبيرية متنوعة في مجال فن التصوير .
2. الإستفادة من الدور التعبيري لعنصر الحرکة لإثراء مجال التصوير .
حدود البحث :
يقتصر البحث على دراسة عنصر الحرکة فى بعض أعمال مدارس فن التصوير وهي :
1. المدرسة المستقبلية ، مدرسة الخداع البصري .
2. تنفيذ بعض الأعمال الفنية التي تعتمد على التعبيرات الحرکية .
منهج البحث : يعتمد البحث على
1. المنهج الوصفي التحليلي لفلسفة بعض مدارس فن التصوير فى مجال الحرکة .
2. المنهج التجربي من خلال عمل تجربة بحثية تتناول عنصر الحرکة کمفهوم تعبيري .
مفهوم التعبير Expression :
" التعبير هو سلوک إنسانى يأتى نتيجة دافع يکمن فى النفس وهذا السلوک لا يخضع لتکوين الکائن الحى الداخلى فحسب ، وانما يخضع أيضاً لتلک العوامل الخارجية المحيطة به والتى تتفاعل معه ، وتؤثر فيه أثناء سعيه للتکيف مع البيئة وهى عوامل لها أثرها فى إيجاد الدوافع وتحقيق الانفعالات " ([6]) " وقد عرفت نظرية الجشطالت التعبير على أساسين هامين :
أ – نوع المنبه الإدراکى الذى يشتمل على الظاهرة موضوع الإهتمام .
ب- نوع العملية العقلية التى يعتمد وجود التعبير عليها .
وفى ضوء هذه النظرية إتسع مفهوم التعبير ليشمل موضوعات لا حصر لها ، طالما أنها موضوعات مدرکه تحمل تعبيرات معينة ، فمثلا لا يتوقف التعبير على المظاهر الخارجية للشخصية الإنسانية ، بل تمتد لتشمل الموضوعات غير الحية کالجبال والسحب ، الآلات والحيوانات ، النيران والصخور والاشجار ، فکل منها ذات تعبير خاص من حيث الحجم والشکل والحرکة ، وبهذا ربط علماء الجشطلت بين الإدراک والتعبير ورأوا بأن الخبرات المختلفة التى تصنف تحت مصطلح " إدراک التعبير " تتم من خلال مجموعة من العمليات السيکولوجية التى يمکن التمييز بينها .
فى حين " ميز الفيلسوف " نيلسون جودمان " أيضاً بين التمثيل Representation والتعبير Expression فقال أن التمثيل يکون للموضوعات او الاشياء والاحداث ، بينما يکون التعبير للموضوعات أو الاشياء والاحداث ، بينما يکون التعبير " خاصاً بالمشاعر او الجوانب الاخرى غير الموضوعات والاحداث " ([7]) فى حين يرى شاکر عبد الحميد أنه قد يشترک فنانون فى تجسيدهم لموضوع واحد فى أعمالهم . لکن اشکال او اساليب التعبير عن هذا الموضوع تختلف بدرجات کبيرة يمکننا فهم التمثيل على أنه نوع من المرجعية الحرفية Literal reference النسبية للأشياء والأحداث ، أما التعبير فهو تجسيد او تکثيف ، أو إظهار خاص ( ولو على نحو ضمني ) للمشاعر والانفعالات الخاصة بالفنان فيما يتعلق بهذا الموضوع " ([8]) وقد ارتبط التعبير ارتباطاً وثيقاً بالفنون المختلفة و " الکاتب تولستوى Tolestoy ( 1608 – 1647 ) هو الذى عرف الفن بأنه نشاط انسانى يعبر الفنان من خلاله عن خبرة عاطفية تنتقل الى الاخرين شعورياً باستخدام الاشارات " ([9]) ويقول هربت ريد " ان العنصر الدائم فى البشرية الذى يتجاوب مع عنصر الشکل فى الفن هو حساسية الانسان الجمالية ، إنها الحساسية الثابتة، أما الشئ المتغير فهو الفهم الذى يقيمه الانسان عن طريق تجريده لانطباعاته الحسية ولحياته العقلية ، وإننا لندين لهذين العاملين بالعنصر المتغير فى الفن وهو ما يمکن أن نسميه التعبير ... وتستخدم کلمة التعبير للتدليل على ردود الافعال الوجدانية المباشرة ، ولکن النظام او القيود التى يحقق الفنان الشکل عن طريقها هى نفسها وسيلة للتعبير " ([10]) ، هذا التعبير هو الذى يتفاعل فى العمل الفنى بکل من الوسائط المادية والتنظيمية الشکلية للوصول الى تکوين العمل الفنى ، ليبعث فيه الحيوية ويکسبه عمقاً ويجعله مشحوناً بأصداء انفعالية مثيرة .
مفهوم الحرکة وإرتباطه بالتعبير :
- المفهوم العام للحرکة :
تعرف الحرکة على أنها " علاقة زمنية مکانية بحتة بصرف النظر عن القوى المسببة لهذه الحرکة "([11])
وهناک عدة تعريفات للحرکة کينيماتيکيا :
- يعرفها " بروير Brower " على أنها انتقال الجسم أو أحد أجزائه من مکان لآخر فى إتجاه معين وبسرعه معينة " ([12]) .
- يعرفها جنسى وسولتر " Gens , Solter " : الحرکة هى انتقال أو دوران الجسم أو أحد أجزائه في اتجاه وبسرعة معينة باستخدام أداة أو بدونها وتحدث نتيجة لانقباض العضلات والذى ينتج عندها الحرکة بالجسم کله أو أحد أجزائه " ([13]) .
والحرکة إما أن تکون ديناميکية أو استاتيکية ، وکلمة ديناميک Dynamic لفظ يونانى يعنى القوة أو الطاقة ، وهى تتبع الميکانيکا وهو العلم الذى يبحث فى تأثير القوة على الاجسام المتحرکة ، اما استاتيک فتعنى العلم الذى يبحث فى دراسة اتزان الاجسام وسکونها تحت التأثير القوى ويمکن تعريف الحرکة کنشاط جسدى إنسانى بأنها نشاط إنسانى أو شکل من أشکال الاتصال والمشارکة وتعبر عن استجابات ملحوظة للمتغيرات المتعددة
الحرکة کأسلوب تعبيرى :-
لقد جعل الإنسان الأول من حرکة جسده الوسيلة الأولى منذ بداية التاريخ للتعبير عن مظاهر حياته ومتطالبتها المختلفة ، فللحرب حرکات تعبيرية ارتبطت بدقات الطبول وتجمع المحاربين وسط حرکات تعبيرية راقصه ذات ايقاع مميز يعبرون به عن سعادتهم.
وقد تنوعت أشکال الحرکة على مر العصور وارتبطت بشکل الحياة الانسانية ، ففى حين اتسمت حرکات الانسان البدائى الذى يقطن الغابات والأدغال ، بالتشنج وعدم الانسيابية ، نجد أن التطور الثقافى والمدنى لشکل الحياة الانسانية من عصر لآخر بل من مکان لآخر ، يحمل تطوراً واضحاً فى شکل الحرکة فتزداد جمالاً ودقة وايقاعاً ، کما يتخللها مضمون خاص يختلف من مکان لآخر ومن مهنة لأخرى ، فقد ارتبطت الحرکة فى العصور الحديثة بمختلف الفنون خاصة ذات المعانى التعبيرية والانفعالية والانسانية ، کما امتزجت فى أحيان کثيرة بالايقاع الموسيقى ، " وما نشاهده اليوم للتمرينات الفنية ومن فن الباليه والتمثيل الصامت ما هو الا تعبير حرکى هادف وراق وصل بالحرکة الى مستوى أفضل ، فقد تعبر تلک الحرکات عما يجيش فى الصور من لوعة حب جارف أو رغبة انتقام جاثمة أو تعبير صادق عن نصيحة أو فداء أو انکار ذات ... إلخ من تلک الصفات السامية والتي لا يمکن التعبير الحقيقى عنها الا بالحرکة ، وبذلک أصبحت الحرکة فى تعبيرها أقوى من الکلمة المکتوبة أو المسموعة أو المرئية " ([14]) .
والخصائص الحرکية لجسم الإنسان أکسبته قدرة فريدة تتمثل فى استخدام عضلاته وخاصة عضلات الوجه فى التعبير عن مشاعره وأحاسيسه ، فوضع الجسم وايماءات وملامح الوجه يمکن أن توحى بأحاسيس الفرح أو الغضب وقد تفصح عن مشاعر أخرى أشد تعقيداً ، کالقلق أو التهديد أو الخوف . ولذلک ترتبط الحرکة فى المجال الانسانى بتفاعل الجوانب النفسية والفسيولوجية والعصبية لعمليات داخليه تؤدى الى المظهر الخارجى للحرکة ممثلة فى جانبيها الديناميکى والاستاتيکى ، وهو ما يميز الحرکة فى جسم الإنسان على الحرکة فى غيرها من الأجسام حيث تحکم الحرکات الانسانية عمليات عقلية عليا .
الحرکة والزمن :
تعد الحرکة من أهم العناصر التشکيلية التى يعتمد عليها الشکل فى العملية الابداعية لفن التصوير ، ويدخل الزمن عنصراً أساسياً فى تحديد کيان الاشياء عند التعبير عن حرکتها وقد بدأ الفنان يلتفت الى هذه الحقيقة فى بداية النصف الثانى من القرن الثامن عشر ، حين کتب الشاعر والناقد الالمانى " لنسنج " کتاب بعنوان " لاؤکون " بمعنى " فيما بين فنى التصوير والشعر من حدود " ، وناقش فيه مشکلة الزمن فى الفنون التشکيلية وکانت دراسته تدور حول امکانية تغلب الفنون التشکيلية على عنصر الزمن فتتمکن من ابراز الحرکة التى هى امتداد فى الزمان ، فى حين ان طبيعة الاداة التى تستخدم فى الاعمال التشکيلية تتسم بالجمود والذى يلازمها حتى بعد تشکيلها على يد الفنان ، فالالوان والاصباغ والحجارة والمعادن والخشب وغيرها من الخامات هى عناصر جامده قبل استخدامها ، ولکنها تکتسب معنى خاص على يد الفنان بعد تطويعها ودون ان يکسبها ذلک امتداد من الزمان ويحقق حرکة فعلية .
وقد ميز المستقبليون والانطباعيون والتکعيبيون وغيرهم من المحدثين ، بين نوعين من الحرکة ، فإذا ما تأمل الانسان الاشياء بعقله ووجدانه لوجد ان لحرکتها مغزى ، فالطفل الذى يرضع من ثدى امه ، وغصن الشجرة الذى يتدلى على صفحة الماء ، والثعلب الذى يلتفت حول فريسته فيعتصرها ، کل هذا يمثل حرکة مرئية تتضمن مغزى عقليا أو وجدانيا " وهذا النوع من الحرکة المرئية ذات المغزى العقلى أو الوجدانى ، وکذلک کل حرکة مرئية يؤدي بها الشئ وظيفة معينة أو يلبى بها حاجة بذاتها ، هذا النوع يسمى بالحرکة الدرامية " ([15]) .
وقد ارتبط هذا النوع من الحرکة بالفنون التشکيلية والتعبيرية التى اتخذت من الطبيعة أو الأشياء أو الأشخاص ومن کل بنية مادية محسوسة موضوعاً لها .
أما النوع الثانى من الحرکة فهى الحرکة المجردة وهى لا ترتبط بشئ ذو مدلول معين کالطفل والشجرة فى المثال السابق ، بل هى حرکة مجرده لا تستند لمدلول موضوعى ومتعارف عليه للاشياء.
ولم يتحقق هذا النوع من الحرکة سوى فى أعمال الفن التجريدى ، حيث حطم فنانوها الکيان الموضوعى للأشياء ذاتها ، فتحولت اللوحه لمجرد خطوط وأشکال وألوان فى تنسيق معين . وقد نجح هذا الأاسلوب فى التعبير عن الحرکة بشکل صرف أکثر اقناعاً من المستقبليين " إننا نشعر فى الفن التجريدى بالحرکة ولکن بلا تعيين .
وربما کان سر نجاح الفن التجريدى فى تصوير الحرکة راجعاً الى تحطيم هذا الفن لکل المقومات المکانية للأشياء ، أى لتحلله من القيود المکانية الى أبعد حد مستطاع ، ودنوه الشديد من البنية الزمانية الصرفة للوجود ، تلک البنية التى تتحرک فيها الموسيقى فى طلاقة وحرية "([16]) " .
وهناک فارقاً بين الحرکة الفعلية الموضوعية والحرکة الذهنية التى نجدها فى العمل الفنى فى مجال التصوير او النحت ، وهى حرکة ترتبط بجميع الجوانب الإدراکية عندما يشاهد المتذوق أعمالاً ذات أوضاع حرکية سواء ساکنة أو فعلية لتقديم فکرة أو احساس معين " فالحرکة الذهنية هى حرکة وهمية تنشأ فى عقل المشاهد سواء کانت الهيئة ساکنة أو متحرکة حرکة فعلية حقيقية " ([17]) " .
وهذه الحرکة هى نتاج تفاعل الفنان مع مادة العمل الفنى ، والحرکة الذهنية متغيره من فرد الى اخر تبعاً لاختلاف البيئة والعقيدة والمفاهيم الإجتماعية التي تختلف من مجتمع لإخر ، وبذلک تعتمد فى المقام الاول على المشاهد وعلى العمل الفنى الذى شاهده . والشکل (21 ) يوضح لوحة المصور التکعيبى " مارسيل ديشامب " Marcel Duchamp ( 1887 – 1968 ) . وهو من أبرز المصورين الذين حاولوا تصوير الحرکة بلغة تشکيلية مبتکرة .
شکل رقم (1)
مارسيل ديشامب :امرأة تنزل السلم ،زيت على قماش ، 57 x35 إنشا،1912 ، متحف فلادلفيا للفن .
شکل رقم (2)
کونشاروفا : سائق الدراجة ،زيت على قماش ، 78 x105 سم ،1913 ، بيتسبرج ، المتحف الروسي
إرتباط الحرکة بالمدارس الفنية الحديثة :
لقد ظلت الحرکة هدفاًهاماً يسعى الفنان إلى تحقيقه في العمل الفني ،فالحرکة تعد من أقوى مثيرات الإنتباه للإنسان ، ذلک أنها تعبر عن فعل أوحدثٍ ما ، يتتبعه بالضرورة رد فعل للطرف الأخر ، ليس ضرورياً أن يکون في هيئة حرکة أخرى ولکن قد يکون في شکل إنفعالات و مشاعر .ودائما يطمح الفنان إلى تجسيد الإحساس بالحرکة لإثارة هذا القدر من الحيوية والتأثير في لوحته ، من خلال حرکة مقترنة بالزمن مما يجعلها أقرب إلى الواقع في ذروتها وحيويتها وإيقاعها السريع .
وقد يبدو العمل في حقيقة الأمر استاتيکياً من ناحية المظهر إلى حدٍ بعيد ،لا ينطوي على حرکة في جزئياته ، فالإحساس بالحرکة هنا لابد أن يتحقق بشکلٍ من أشکال الخداع الذي يصنعه الفنان عن طريق تنظيم أجزاء العمل .
وتلعب الحرکة دوراً في جعل کل أجزاء الصورة مٌکتشفة بمعنى أنه لا توجد بٌقعة دون تأثير درامي حيوي ، وهذا الهدف يتحقق بتوجيه الأشکال والخطوط نحو بعضها البعض بأسلوب غير مباشر ، لإعطاء فرصة للمشاهد أن يشارک الفنان في حل العلاقات التشکيلية الرئيسية والثانوية بطريقة لا شعورية . ويتم ذلک في حوار متجدد للحرکة بين المشاهد والعمل الفني .
وقد أثبتت الدراسات أن محاولات الفنان لتسجيل الحرکة لم تقتصر على مدارس الفن الحديث ، بل أنها ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ ؛ فقد اکتشف الباحثون في الأثار أثناء التنقيب عن حفرياتهم صورة مرسومة وجدت في مغارات "التيمارا" ضمن عديد من رسوم العصر البدائي التى تم العثور عليها ،عبر فيها الفنان البدائى عن الحرکة بمنتهى العفوية والتلقائية ، فرسم ثوراً يجري ، موضحاً مراحل الحرکة السريعة من خلال رسم عدة أرجل أمامية وعدة أرجل خلفية . کما في شکلي رقم (3) ،(4) يوضحان أحدث اکتشافات تمت في عام 1995 بأحد کهوف أرديش بفرنسا ،وقام الفنان برسم رأس وحيد القرن في شکل متتابع و متکرر ليوهم المشاهد بحرکة سريعة ، کما رسم رأس الحصان بنفس الشکل کأنها ترتفع بالتتابع إلى أعلى . وهو نفس الأسلوب الذي اتبعه فنانو المدرسة المستقبلية في محاولاتهم لتسجيل الحرکة في أعمالهم .
فقد أظهر الفنانون منذ بداية القرن العشرين اهتماماً خاصاً بتحقيق عنصر الحرکة في أعمالهم ،ومن أهم المدارس التي أولت أبحاث الحرکة اهتماماً خاصاً ، المدرسة المستقبلية Futurism (1916-1909)، ومدرسة الفن البصري Optical Art .
شکل رقم (3) شکل رقم (4)
أحد اکتشافات التصوير الجداري علي جدران کهوف أرديش بفرنسا
المستقبلية والحرکة :
ظهرت هذه الحرکة الفنية في بداية القرن العشرين ، وارتبطت في بعض جوانبها بالحرکة التکعيبية ، حيث أصدر عدد من الفنانين الإيطاليين ومنهم " بوتشيوني Boccioni ،کارا Carra ، روسولو Russolo " بيانا عام 1910 هاجموا فيه الشکل الرجعي القديم للفن بکل مذاهبه ،وانتقدوا عدم قدرته على مواکبة التطور العلمي الحديث ، وذلک بقولهم " إن الديناميکية والتلقائية ،هما مفتاحان للمصطلحات المستقبلية في التعبير عن جمال السرعة ،وتعنيان في الرسم تلک الدراسات عن الحرکة التي أوحت بها التجارب الحديثة في السينما "([18]).کما أکدوا في بيانهم أنهم يسعون لتحقيق حرکة ديناميکية متضاعفة يتغير شکلها مع اندفاعها ،وأن الأشياء کلها ستکون في حالة حرکة و جريان وتحول سريع .
وبرغم أن أعمال کل من التکعيبية والمستقبلية اعتمدت على تفکيک الأشکال وإعادة صياغتها ،فنجد فى شکل رقم (5 ) لوحة للفنان مارک شاجال Marc Chagal
(1887 -1985) ، بعنوان ( آدم وحواء ) – 1912 . " استطاع الفنان فى هذا العمل أن يحقق إحساساً بديناميکية حقيقية فى مساحة العمل الفنى ، من خلال تحليل تشريحى للشکل " (1) " إلا أن الفنان التکعيبي في سبيل تحقيق الإحساس بالحرکة في هذا العمل لجأ إلى استخدام الأجزاء المفککة للأشکال الإنسانية و النباتية ليکُون شکلاً جديداً يعتمد في الأساس على الشکل الهندسي ، في حين هدف الفنان المستقبلي من عملية تفکيک الأشکال للتوصل إلى القوة الحرکية الکامنة في تکاثر الأشکال في اتجاه اندفاع الخطوط ، فاللوحة تبدو في حالة حرکة مستمرة متدافعة ناتجة عن استخدام اللون والخط والشکل ، فالحصان حين يجري يرسم بأربع سيقان وربما أکثر وفي الشکل رقم (6) لوحة للفنان جينوسيفريني G.Severini (1883-1966) تصور امرأة ترقص ، ونلاحظ أنه عبر عن الحرکة المستمرة من خلال تعدد الأذرع والأرجل ، واستخدم الفنان المستقبلى ألواناً زاهيةً في معظم أعماله بعکس الفنان التکعيبي الذي استخدم في معظم أعماله ألوانا ًداکنةً بنية و خضراء .
شکل رقم (5 )
لوحة للفنان مارک شاجالMarc Chagal (1912 )، بعنوان ( آدم وحواء )
شکل (6)
جينوسيفريني : (1912)
الخداع البصري والحرکة :
يعبر استخدام کلمة بصري في الفن عن الرؤية ،وسواءً کانت لأعمال ثنائية الأبعاد أو ثلاثية الأبعاد . وکان الفنان جورج سورات من اول المبشرين بالفن البصرى من خلال تنظيمة لنقاطه اللونية الصغيرة على اسطح لوحاته بإتقان محکم ، تلک النقاط التي خاطبت عين المشاهد بذبذباتها المضيئة لتصنع أعمالاً تشکيليةً توحي بالحيوية في الحياة .
والفن البصرى يعتمد على الخداع البصري ، وهو أحد أساليب التصوير التي تعتمد على التفاعل بين تصميم اللوحة والإيهام ،وبين الرؤية والإدراک.
ويحدث خداع البصر نتيجة استخدام مجموعة من الأشکال الهندسية في شکل شبکات مربعة وأخرى دائرية وبيضاوية معتمدة على خطوط ممتدة احياناً ، ومنکسرة احياناً أخرى ، يقوم الفنان بتنظيمها فى نظام معين بشکل منظورى من الأصغر إلى الأکبر من خلال توزيع الالوان بشکل مساحات مسطحة ، وتوزيع الغامق والفاتح ، فيتحول الضوء إلى لون ، مما يمنح المشاهد للعمل إحساساً بالحرکة يأتي نتيجة العلاقة بين الشکل والأرضية .
ومثال ذلک لوحة الفنان (فيکتور فازاريلي V.Vasarelly (1906- 1997) شکل رقم (7)، والذي يعد الرائد الأول للفن البصري .
شکل رقم (7)
فازاريللي :فيجا ، اکريليک على قماش ، 1967 ، 200 x 20
ويقول إدوارد لوسي سميث عن أعمال فازاربلى "إن هناک أعمالاً فنية تبدو انها تتحرک ذات بعدين او ثلاثة ابعاد ، فنجد فازاريلي قد رکز على الاعمال الشبکية ذات الأبعاد الثلاثة و الأعمال الساکنة تعتمد في حرکتها على ظاهرة معروفة مثل ميل العين إلى إنتاج صور متلاحقة ،حيث تواجه بتناقضات وهاجة للأسود أو الأبيض ،أو بفضل تجاوز تدرجات لونية معينة "([19])، وهي أعمال أعطت المشاهد إحساساً قوياً بتدرج حرکة الضوء المتوهج في مناطق ليظلم في مناطق أخرى.مثال شکل (8) لوحة للفنان فازاريلي بعنوان (أشکا ل ) 1961 .
شکل (8)
فيکتور فازاريللي :أشکال ،1961،متحف تيت ،لندن .
شکل (9)
التجربة البحثية :
عمل فني رقم (1) : شکل (9)
يتکون العمل من ثلاثة أشخاص ( شابين وطفل ) ، من خلال دراسة للجزء العلوي من الجسم ، مع دراسة مؤکدة لعنصر واحد هو الشاب الملثم الذي يتوسط المجموعة ، مع دراسة ملامح الوجه وتحيد منطقة العينين والحاجبين لما لهذه المنطقة من دور هام فى إبراز مشاعر الغضب ، وأمتدت أيدي الأشخاص عبر فراغ اللوحة متجهة إلى أقصي يمين اللوحة بعدة أشکال وتعبيرات ترمز للأنتصار ، وإلقاء الحجارة فى وجه نيران العدو التي أندفعت لتغطي النصف الأيمن من اللوحة .
نلاحظ اندفاع شابين فلسطينيين ( رمز له باستخدام الوشاح الفلسطيني الشهير )، من خلال حرکة الجذع فى قوة إلي الأمام والأيدي التي تسارعت عبر نيران العدو فى جرأة وتحدي بعلامات النصر التي اشتهر بها أطفال الحجارة مع استخدام لبعض المبالغات المنظورية بمزيد من الاستطالة في رسم الأيدي والأصابع لما حملته من دلالات تعبيرية للمقاومة والرفض، في حين حملت ملامح وجه الطفل الراکض فى إتجاه عکسي إلى أقصي اليسار السفلي للوحة ملامح مستبشرة بالتفاؤل وعدم الإستسلام ، والتعبير الحرکي فى مجال العمل يدفع بعين المشاهد مع حرکة أيدي الأشخاص فى حرکة قوية وسريعة غاضبة ومتفائلة إلى إتجاه اليمين ليحملنا بشکل تلقائي للبحث عن مصدر النيران التي أقتحمت اللوحة .
عمل فني (2) :شکل ( 10 )
شکل (10 )
استخدم في هذا العمل مجموعة ألوان تتناسب مع الجو العام باللوحة ، فساد اللون الأحمر و البرتقالي القاتم منطقة الخلفية معبراً عن غروب الشمس کرمز للرحيل ،متدرجاً في بعض المناطق إلى اللون الأزرق والبنفسجي ، اللذان يرمزان إلى مشاعر الحزن التي تحملها لحظات الوداع ، وامتدت بعض العناصر النباتية في الجزء السفلي من اللوحة لتملأ الفراغ بين شخوص اللوحة لتؤکد مشاعر الحب الدافئة بينهما ، وظلت الأيدي والأکف محتفظةً بألوان البشرة في تباين واضح مع باقي الدرجات اللونية باللوحة ،للتأکيدعلى الجانب التعبيري لهذه المنطقة .
و العمل يعبر عن تجربة ذات بعد إنساني عاطفي يصور لحظات الوداع بين المحبين وما تحمله هذه اللحظات من مشاعر مفعمة بالحزن والألم، في إطار درامي يغلب عليه الصمت والهدوء ،
حيث يصبح لملامح الوجه وايماءات الجسد دورا ًکبيراً في صنع حوار أکثر تعبيراًمن الکلمات المنطوقة.
ويتکون العمل من دراسة لشخصين ( رجل وامرأة ) بهيئتهما الجسدية الکاملة ،تقع المرأة في مقدمة اللوحة ،بينما يقع الرجل في مکان أبعد قليلاً لتتداخل خطوطه مع خلفية اللوحة ، ويتوسطهما في الجزء العلوي دائرة کبيرة ترمز للشمس في مرحلة الغروب ،ويقطع الخلفية من الأعلى علاقات خطية ودائرية عرضية في شکل سحب متناثرة امتزجت بشعر المرأة المتناثر ،
تأکيداً على معنى التشتت والتباعد ، وامتدت في الجزء السفلي من اللوحة عناصر نباتية في شکل خطوط رأسية ومنحنية ودائرية تتوسط المسافة بين الرجل و المرأة .
أکدت التجربة في العمل الفني ( رحيل )على استخدام الجسم الإنساني بأکمله في التعبير عن البعد الدرامي المقصود ،ففي حين أمکن التعبير عن مشاعر الحزن والألم في الجزء العلوي من جسدي کل ٍ من الرجل والمرأة إلا أن حرکة الجسدين بأکملهما ممثلةً في العلاقة بين الجسدين
من الخلف ،فتخطو المرأة بخطوات بطيئة نحو الأمام ،في تعبير عن الحدث نفسه وهو الرحيل ، بينما تمتد أيدي الحبيبين لتلتقي في النصف الأيسر ، لتتشابک أکفهما في حرکة رقيقة تعبر عن العاطفة القوية بينهما برغم هذا الفراق ، فکلاهما يطأطئ رأسه في حزن ، يبرز من خلال التأکيد على منطقة العينين والحاجبين في المرأة لأنها أکثر تعبيرأًعنها في الرجل ، بينما ألغي الفم في إشارة إلى الصمت الحزين بالعمل .
لجأ العمل إلى بعض المبالغات في نسب الجسم الإنساني ، بعمل استطالة في منطقة الأذرع ، فهي محور التعبير عن الوداع في اللوحة ، والإمتزاج الخطي واللوني بين شخوص اللوحة وعناصر الطبيعة في اللوحة ، تأکيداً على وحدة المشاعر التي اکتست بها کل الشخوص والعناصر في العمل .
نتائج البحث : من النتائج التي توصل اليها البحث ما يلي :
1. إمکانية الإستفادة من الحرکة في الأعمال التصويرية لتحقيق المغزي التعبيري والدرامي لمضمون العمل الفني .
2. ترتبط الحرکة باشکال الخداع البصري في التعبير الدرامي في مجال التصوير .
3. دراسة الأعمال الفنية التي تعتمد علي الحرکة ومدلولاتها الفنية سواء اللون أو والإتجاهات المختلفة للحرکة تعمل علي إثارة الخيال لدي الفنان .
توصيات البحث : يوصي البحث بما يلي :
1. وضع منهجية لطلاب التربية الفنية للمساعدة على ابتکار صيغ جديدة وغير مألوفة في مجال التصوير تعتمد علي تحقيق عنصر الحرکة .
2. زيادة التعمق في دراسة الأعمال الفنية التي تعتمد علي الحرکة ومدلولاتها النفسية.
3. ضرورة تزويد طلاب الفنون بالإتجاهات الحديثة للفنون التعبيرية .
2) راوية عبد المنعم عباس : تاريخ الفن وفلسفة الوعى الجماعى ، الاسکندرية ، دار المعرفة الجامعية ، 1998 ، ص 444 .
1) أمانى سمير ذکى مطر : سمات الشخصية ودلالاتها النفسية فى التعبيرات الفنية لطلاب کلية التربية الفنية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة حلوان ، کلية التربية الفنية ، 2003 ، ص 157 .
11) شاکر عبد الحميد : التفضيل الجمالى ، الکويت ، عالم المعرفة ، سلسلة کتب ثقافية شهيره يصدرها الوطنى للثقافة والفنون والاد اب ، 2001 ، ص 57 .
1) ايمان عباس محمد حلبى : دراسة البعد الحرکى فى فن النحت المصرى القديم وبلاد ما بين النهرين " دراسة مقارنة ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جماعة حلوان ، کلية الفنون الجميلة ، 2004 ، ص 12 .
([18]) محسن محمد عطية :أفاق جديدة للفن ، القاهرة ،دار المعارف ، ط1،1995،ص 96.
( 1 ) Ingo F . Walther / Rainer Metzers :CHAGALL , TASCHEN , V G Bild Kunst,1993, Bonn, -p22
[19]- ادورد لوسى سميث : الحرکات الفنية منذ 1945 ، ترجمة اشرف رفيق عفيفى ، القاهرة ،المجلس الاعلى للثقافة ، 1997 صـ 118