فن التجميع وعلاقته بالوسائط التشکيلية لبقايا الزجاج في اثراء المشغولة المعدنية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 مدرس مساعد تخصص (معادن) -قسم التربية الفنية کلية التربية النوعية -جامعة أسيوط

2 أستاذ أشغال المعادن المتفرغ ورئيس قسم أشغال الفنية والتراث الشعبى سابقاُ

3 مدرس أشغال المعادن کلية التربية النوعية جامعة عين شمس

المستخلص

الملخص
مقدمة :
القرن العشرين اتسم بالتقدم العلمي والتکنولوجي علي أوجه النشاط الفني ما صاحبة من ثورة صناعية وتکنولوجيا حيث ظهرت بعض المتغيرات في طرق الأداء فأصبح العمل الفني حقلا لممارسة التجريب بخامات مختلفة وإضافة ممارسات تقنية جديدة مما أدي إلي ظهور الکثير من المفاهيم الفنية الحديثة ، فقد اهتم الفنان بالبحث والتجريب وإعطاء حلول جديدة للرؤي التشکيلية تتناسب والأبعاد الفکرية المعاصرة للثقافة المواکبة لهذا العصر وتعتمد علي الخامة وما نبع عنها من متغيرات جمالية وممارسات تشکيلية وبالتالي أصبح الفنان مسيطر علي الخامة مستثمر إمکانياتها([1])،وقد أدي ذلک إلي المزيد من الحرية والانطلاق في مجال الکشف عن خامات مستحدثة واستخدام خامات جاهزة علي سطح العمل الفني متضمنة قيم تعبيرية وحلول تشکيلية فبدأت تلک الخامات المختلفة تغزو سطح العمل الفني وبدخولها وقتها ظهرت مفاهيم جديدة واتجاهات فنية کثيرة فيما بعد الحداثة منها الفن التجميعي ،فن البوب، فن المينمال، افن المفاهيمي ،وغيرها من الاتجاهات المختلفة ، وفي هذا البحث يحاول الباحث الاستفادة من السمات الفنية والتقنية لأحد فنون ما بعد الحداثة وهو فن التجميع .
مشکلة البحث:
کيف يمکن استحداث تشکيلات معدنية معاصرة ذات إمکانيات تشکيلية بمعالجات فنية لبقايا الزجاج مستوحاة من الفن التجميعى .
فرض البحث :
-هناک علاقة ايجابية بين تقنيات ومعالجات بقايا الزجاج وبين إثراء التشکيلات المعدنية مستوحاة من الفن التجميعى
أهداف البحث :
- طرح مداخل لتوظيف الزجاج والمعدن في صياغات مستحدثة قائمة علي فن التجميع
- التعرف علي أهم المعالجات التشکيلية والملامح الفنية والوظيفية لهذه الأعمال.
- استخلاص أهم السمات الفنية والقيم التعبيرية لهذه الأعمال المتناولة بالدراسة التحليلية
حدود البحث :
دراسة فن التجميع لبقايا الزجاج وعلاقتهم بالمشغولة المعدنية
منهج البحث :
وصفي تحليلي
النتائج والتوصيات:
من الدراسة کانت النتيجة:
-  فن التجميعي له علاقة ايجابية علي تقنيات ومعالجات بقايا الزجاج وبين إثراء التشکيلات المعدنية المستوحاة من الفن التجميعي
- من استخدام أسلوب المزاوجة بين الخامات المعدنية والوسائط التشکيلية المتمثلة في بقايا الزجاج أدي إلي تنوع الحلول المختلفة سواء في توزيع المفردات داخل بنية العمل أو فى شکل الإطار الخارجي للعمل الفني ککل وذلک مما عرض.
ولذک يوصى الباحث :
1. الاهتمام بتدريس الفکر التجريبي وخاصة التجميعي کوسيلة لتنمية الوعي الجمالي فى الکليات الفنية المتخصصة و تدريب الطلاب على کيفية التعامل مع الخامات المختلفة والتعامل معها بلغة تشکيلية جديدة .
2. اهتمام الباحثين بالبحث والدراسة لتلک المجالات التجريبية وخاصة الفن التجميعي في مجال الأشغال المعدنية ونشر ثقافة الأعمال التجميعية وإمکانية تنفيذها علي مسطحات مختلفة بخامات مناسبة.
 



(1) محمود البسيوني1938: الفن في القرن العشرين، دار المعارف، القاهرة،ص121.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

القرن العشرين اتسم بالتقدم العلمي والتکنولوجي علي أوجه النشاط الفني ما صاحبة من ثورة صناعية وتکنولوجيا حيث ظهرت بعض المتغيرات في طرق الأداء فأصبح العمل الفني حقلا لممارسة التجريب بخامات مختلفة وإضافة ممارسات تقنية جديدة مما أدي إلي ظهور الکثير من المفاهيم الفنية الحديثة ، فقد اهتم الفنان بالبحث والتجريب وإعطاء حلول جديدة للرؤي التشکيلية تتناسب والأبعاد الفکرية المعاصرة للثقافة المواکبة لهذا العصر وتعتمد علي الخامة وما نبع عنها من متغيرات جمالية وممارسات تشکيلية وبالتالي أصبح الفنان مسيطر علي الخامة مستثمر إمکانياتها([1])،وقد أدي ذلک إلي المزيد من الحرية والانطلاق في مجال الکشف عن خامات مستحدثة واستخدام خامات جاهزة علي سطح العمل الفني متضمنة قيم تعبيرية وحلول تشکيلية فبدأت تلک الخامات المختلفة تغزو سطح العمل الفني وبدخولها وقتها ظهرت مفاهيم جديدة واتجاهات فنية کثيرة فيما بعد الحداثة منها الفن التجميعي ،فن البوب، فن المينمال، افن المفاهيمي ،وغيرها من الاتجاهات المختلفة ، وفي هذا البحث يحاول الباحث الاستفادة من السمات الفنية والتقنية لأحد فنون ما بعد الحداثة وهو فن التجميع .

ويعد مصطلح التجميع assemblage من مصطلحات الفن الحديث الذي يشمل علي العديد من مجالات الممارسة العملية والبحث في نطاق الفن الحديث ، وترجع جذوره إلي الفنان الاسباني بابلو بيکاسوpapgo Picasso في العمل الذي شکله (جيتار معدني)([2])

والوسائط التشکيلية المستخدمة في المشغولة المعدنية بفنون ما بعد الحداثة هي مواد مستعارة او مستمدة من مجالات اخري تضاف الي المشغولة المعدنية لغرض تحقق مفهوم جمالي تشکيلي وهي تتمثل في مفهوم التجميع الحديث في تناول الخامة،لذلک اخذ الفنان فيما بعد الحداثة يبحث عن الوسائط التشکيلية التي تتناسب واثراء المشغولة المعدنية فتنوعت الخامة الملونة في العصر الحالي ،فأصبحت متعددة منها الخامات التقليدية وغير تقليدية او وسائط غير معدنية کبقايا الزجاج متعددة الألوان وهو ما تناوله البحث الحالي.

مشکلة البحث:

کيف يمکن استحداث تشکيلات معدنية معاصرة ذات إمکانيات تشکيلية بمعالجات فنية لبقايا الزجاج مستوحاة من الفن التجميعى .

فرض البحث :

- هناک علاقة ايجابية بين تقنيات ومعالجات بقايا الزجاج وبين إثراء التشکيلات المعدنية مستوحاة من الفن التجميعى

أهداف البحث :

- طرح مداخل لتوظيف الزجاج والمعدن في صياغات مستحدثة قائمة علي فن التجميع

- التعرف علي أهم المعالجات التشکيلية والملامح الفنية والوظيفية لهذه الأعمال.

- استخلاص أهم السمات الفنية والقيم التعبيرية لهذه الأعمال المتناولة بالدراسة التحليلية

حدود البحث : دراسة فن التجميع لبقايا الزجاج وعلاقتهم بالمشغولة المعدنية

منهج البحث :وصفي تحليلي

الدراسة:

تعتبر النهضة العلمية سمة من سمات العصر الحديث ، وقد توصل العلم إلى اختراعات واکتشافات کثيرة أدت إلى تعديل جوهرى في الوسط الذى نعيش فيه ، ولکن نجاح العلم في الوصول إلى هذه الاکتشافات والاختراعات کان له تأثير من ناحية أخرى أهم وأبعد مدى کان له تأثير على نفوسنا ذاتها ، ذلک أنه جعلنا نثق فيه ، ونطمئن أکثر فأکثر إلى أسلوبه في البحث والتفکير".([3]) ومن ثم فقد تعددت الاتجاهات والمدارس الفنية في القرن العشرين نتيجة لما قدمته التطورات العلمية المعاصرة إلى رؤية الفنان.

وهنا کان منطقياً مع مطلع القرن العشرين ، وما صاحبه من ثورة صناعية وتکنولوجية أن ظهرت بعض المتغيرات فى طرق الأداء ، وأصبحت المشغولة المعدنية حقلاً لممارسة التجريب بخامات مختلفة وإضافة ممارسات تقنية جديدة ، مما أدى إلى ظهور الکثير من المفاهيم الفنية الحديثة ، فقد اهتم الفنان بالبحث والتجريب وإعطاء حلول جديدة للرؤى التشکيلية تتناسب والأبعاد الفکرية المعاصرة للثقافة المواکبة لهذا العصر ، وتعتمد على الخامة وما نبع عنها من  متغيرات جمالية وممارسات تشکيلية ، ومن هذه الاتجاهات فن التجميع ، وکذلک المعالجة الفنية لبقايا الزجاج لإثراء القيمة الفنية للمشغولة المعدنية المستوحاة من هذا الفن وهو موضوع الدراسة.

مفهوم التجميع Assemblage :

يعد مصطلح التجميع من مصطلحات الفن الحديث ،التى ظهرت فى العصر الحديث ، يتوافق هذا النوع من الفن مع فکرة ذوبان الفواصل بين مجالات الفن المختلفة ، وإلغاء التصنيفات التقليدية القديمة للفنون حيث قام دبوفيه " Dubuffet "بتعريف الفن التجميعي assemblage art بأنه "هو الفن الذى يتم فيه تجميع عناصر من الواقع ليمحو بذلک العديد من الحدود الفاصلة بين الرسم الذاتي والنحت لصالح الفکرة الأبسط فکرة ترتيب الأجزاء([4])

ويذکر ريمون تشارميه Raymond Charmet في الموسوعة الموجزة للفن عند مقارنة فن التجميع بالکولاج بأنه "التجميع مصطلح أشمل من مصطلح الکولاج Collage وينطبق على النحت وکذلک التصوير الزيتي وأعمال الوسائط المتعددة multi media مثل الرسومات المجمعة combine paintings  وقد راقت هذه التقنية کثيرا لفناني الدادا والسريالية ، وهو يدخل عموماً في إبداع البيئات [5]) environments )

إن الاهتمام بالأساليب التجميعية قد أصبح في بؤرة النشاط الفنى وتمثل هذا في معرض عام أقيم عام 1961 نظمه متحف الفن الحديث في ينويورک باسم فن التجميع The Art Assemblage  صحبة کتالوج عالى التأثير کتبه ويليام س زايتس William C. Seitz تبعا لذلک أصبحت کلمة تجميع موضة بين النقاد([6]) عرف زايتس الأعمال التجميعية في هذا المعرض بأنها أولاً مجمعة Assempleled  لا مدهونة أو مرسومة أو مضافة في قوالب أو منقوشة ، ثانياً أن عناصرها المکونه لها ، إما کليا أو جزئياً هي خامات طبيعية أو مصنعة مشکلة من قبل ، أو أشياء أو أجزاء من أشياء کاملة قصد بها أن تکون خامات فنية ([7]) ، ومن هنا نجد أن التجميع طبقة فرعية من النحت فيه يتم تجميع أشياء موجودة مسبقاً وسهلة التميز معاً،بحيث تظل هويتها الأصلية واضحة ولکنها مع ذلک قد تغيرت في هذا السياق،أى أنها معروفة ولکنها تتخذ شکلاً جديداً داخل العمل الفني ([8]).

ومعنى (العمل الفن التجميعى) فى قاموس الفنون الجميلة "أنه تقنية بناء أعمال ثلاثية الأبعاد باستخدام عدد من الأشياء المرکبة ، ويحدث ذلک فى بعض الأحيان مع استخدام العناصر المشکلة بواسطة الفنان"([9])


العوامل التى أدت إلى ظهور فن التجميع فى الفن المعاصر :

1- التقدم العلمى والتکنولوجى

2- تطور إمکانيات الخامات

3- البيئة الفکرية لمجتمع ما بعد الحرب العالمية الثانية

4- العمل الفنى وأثر الخامات الصناعية عليه

أهم الاتجاهات الفنية الحديثة التى تناولت أسلوب التجميع :

إن أول من استخدم أسلوب التجميع فى الفن الحديث الدادية وهى تعتبر البدايات الأکاديمية لهذا الفن،حيث استخدامهم الأشياء جاهزة الصنع أو ما يعرف بالحقيقى ليحل محل الأشياء التقليدية،"ولقد عبر مارسيل دوشامب عن موقفه الرافض والساخر بتقييمه للأشياء غير المألوفة فنياً بإنتاجه أعمالاً فنية استخدم فيها ماي سمى بالجاهز Ready made object"،واتجه فنانو لتجميع فى المذهب الدادى إلى جمع أشياء غريبة على مسطح العمل الفنى،ولقد استخدم فنانو الدادية أسلوب التجميع فى أعمالهم ،حيث استخدموا الأدوات ذات البعدين،وکانت طريقتهم فى التجميع تهدف إلى إظهار البعد الثالث الحقيقى فى العمل الفنى وذلک من خلال الخامات
جاهزة الصنع.

الدادية : وفلسفة التجميع فى المذاهب الدادى :

المدرسة الدادية هى نزعة مشوبة بالغموض استهدفت تحطيم القيم والتقاليد الفنية المسبقة ، وتعنى بالتعبير عن کتل وأشکال،ولذلک کان استخدامهم لأسلوب التجميع ليس بغرض إعطاء قيم جمالية،بل هو تعبير عن روح التمرد،وذلک ما يؤکده روبرت روشنبرج وهو من فنانى التجميع حيث يقول"إن الهدف من استخدام الخامات،أن يکون العمل الفنى أکثر واقعية عندما يتکون من عناصر العالم الواقعى".([10])

ويقول الداديون "نحن نصور بأدوات وخامات جديدة ، نحن نصور بالمقص وأوراق اللصق الملونة والخيش ، نحن أنشأنا الکولاج والمونتاج والاسمبلاج وعندما نعرض الفن لکى يلائم الحياة اليومية وتجارب الأفراد فإنه لابد أن يتضمن نفس مخاطرة القوانين غير المرئية للصدفة"،وفنانو الدادية استخدموا خامات جاهزة الصنع متنوعة وغريبة ، فأصبحت تمثل علاقة من الغموض والدهشة فى مسار الحرکات الفنية وأصبحت القيم الجمالية التى يستخدمها الفنان فى عمله الفنى هى الغموض والعدمية، وبظهور الدادية وما قدمته من أعمال تستند من الوجهة الأساسية على الصفات التهکمية الساخرة تنوعت فيها عمليات التجميع بالخامات المختلفة لتشکيل مساحات جديدة من مکونات الصورة،فقد استخدم فنانو الدادية الخامات بمفهوم مختلف عن استخدام التکعيبيين،فاستخدامهم للخامات کان أساسه التمرد ليس ضد الشکل،ولکن ضد الأفکار التقليدية فى الفن والمجتمع"([11])

توظيف المذهب الدادى للتجميع : استخدام فنانو الدادية أسلوب التجميع فى أعمالهم وهو ما يتجلى فى استخدامهم الجاهز Ready made object ليحل محل الأشياء التقليدية، ولقد عبر مارسيل دوشامب M.Duchamp عن موقفه الرافض والساخر بتقييمه الأشياء غير المألوفة فنياً،وأنتج ما يسمى بالجاهز"ويعتبر الفنان الفرنسى "مارسيل دو شامب" Marsil Ducheimp (1887-1986) رائد الدادية وصاحب ما يعرف بالفن الجاهز في عمله(العروس والزجاج الکبير)شکل(1) المکون من سطح زجاجى کبير داخل إطار ألومنيوم ، وقد استخدم عليه أشکال من بقايا صفائح معدنية وسلک رصاص ، والعمل يرى من الوجهتين برؤية مختلفة ، حيث يرى من ناحية بلون فضى ، ومن الجهة الأخرى بلونين الأصفر الأوکر والأحمر مع درجات من البنى.

 

شکل رقم(1)

التکعيبية:وفلسفة التجميع في المذهب التکعيبي :

إن فن التجميع Assemblage Art مثل کل الفنون البصرية جذوره عميقة في الماضى ، وأعمق هذه الجذور نجدها في الحرکة التکعيبية Cubism  ، حيث جرت محاولات متواصلة لإعادة تجميع الواقع ويعد الفنان الأسباني بابلو بيکاسو Pablo Picasso من أهم الفنانين الذين استخدموا اسلوب التجميع في لوحاتهم ومن هنا نجد التکعيبيون ابتدعوا طريقة اللصق بإضافة خامات غير تقليدية إلى لوحاتهم مثل الاسلاک المعدنية وغيرها من خامات مختلفة وقد انتقل بعض منهم بهذه الطريقة إلى مدى أبعد من ذلک فکانوا يلصقون کل ما يقع تحت إيديهم على اللوحة حتى لقد فقدت الصورة شکلها التقليدى ([12]).

توظيف المذهب التکعيبي للتجميع : استخدم فنانوا المذهب التکعيبي تقنيات استخدام الکولاج Collage لإدراج الأشياء الملقية في داخل الأعمال مثل الورق المقوى والبلاستيک وشرائح المعدن والسلک وبقايا الزجاج المختلفة الالوان وما تمتلکه هذه الخامات الحقيقية من طاقات تعبيرية وحضور ودلالات رمزية لا تتوافر في محاولة محاکاتها، وفي شکل رقم (2) يلاحظ عمل جوفرايزر وهو تکوين من بعض الشرائح المعدنية ذات اللون الاحمر والاسلاک المعدنية المختلفة الاقطار ذات اللون الفضى والذهبي وبعض من بقايا الزجاج المختلفة الالوان .

 

 

 

 

 

                                         

 

شکل رقم(2)

السريالية Surrealism :والتجميع فى السريالية:

استخدم بعض فنانى السريالية التجميع فى إنتاج أعمالهم بغرض الکشف عن الجوانب الغامضة التى يمکن الکشف عنها باستخدام الأشياء Object ، فقام الفنان السريالية بتوظيفها لخدمة العمل الفنى من خلال تطويعها بما يسمح بإقامة علاقات بين أشياء متعددة تتنافى مع مبدأ الواقع المرئى التقليدى وهى "مجرد أشياء کاشفة للصدفة ومنبهة ومثيرة للخيال.

فلسفة التجميع فى السريالية : السوريالية لم تکن مجرد مذهب عادى يقوم بمحاولة جديدة لإيجاد معادل آخر لفهم الواقع المرئى والحقيقة الداخلية ، ولکنه تعدى ذلک ليشمل کل ما فى الحياة من قيم أخلاقية واجتماية واقتصادية وسياسية ، وهو ما أکده (باتريک وولد نبرج Patrick waldberg) فى قوله إن السريالية "اختلفت عن معظم المدارس والحرکات الفنية السابقة عليها ، فهى لم تهدف فقط إلى إيجاد شکل جديد لفهم العالم المرئى والحقيقة الباطنة ولکنها قصدت أيضاً بقيامها أن تشمل کل أخلاقيات وسياسات الإنسان". ([13]) لذلک اهتم السريالية بهدم الصفات الموضوعية للأشياء من خلال بذل مجهود کبير فى انتقاض صفات الأشياء العادية بقصد "إبطال بنية الموضوعية نفسها فى هذه الأشياء المشاهدة بحقائقها الموضوعية".([14]) لذا أصبح معنى الأشياء عند السريالية ليس مرتبطاً باستعمالها المتعارف عليه ولکنه مرتبط بتغيرات هذا الاستعمال ، فالأشياء تعبر عن الإحساس بالواقع والحضور فى العالم فى آن واحد . وهذا الاستعمال التهکمى للأشياء يعطى الفرصة لإظهار التوترات اللاواعية ، ذلک لأن الأشکال والأشياء التى تتعدى استعمالها فى نطاق الواقع المرئى تکشف عن الذاتية وتصل إلى عالم ما فوق الواقع ، لذا اتجه الفنانون السرياليون إلى ابتکار ترکيبات وصياغات خيالية وغريبة للأشياء.

توظيف السريالية  لفن التجميع : کان اختيار الأشياء فى السريالية يتم لمعانيها الشعرية بدرجة تفوق قيمتها المرئية المحتملة،وفى شکل (3) استخدم الفنان "أرنست" أسلوب التجميع لعناصر مجسمة على سطح المشغولة ، والعمل يعبر عن دراما سرالية مثيرة للخيال ، وذلک من خلال الجمع بين المتناقضات المتمثلة في تحقيق البعد الثالث الحقيقى بوضعه شکل مجسم مفرغ من المعدن ويتم وضع بعض بقايا الزجاج المختلفة الالوان وکذلک وضع اسلاک معدنية مختلفة معلق علية بعض الرقائق من النحاس الاصفر المفرغ ومحاط بداخلها الزجاج ويتم تثبيت هذا العمل على قرص من الخشب ، وترکيب عناصر العمل وصياغته اللونية المتمثلة فى الخامات المعدنية المختلفة الالوان وکذلک تناول الاسلاک وبعض من بقايا الزجاج ادى الى ثراء المشغولة المعدنية والنهوض بها من نطاق الواقع المرئى إلى عام الخيال ويعبر عن الغرابة والدهشة.

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (3)

فن البوب :-

   فلسفة التجميع في فن البوب :  " نشأ فن البوب في بداية الستينات فهو فن يمثل الثقافة الشعبية التى انتجتها الثورة الصناعية والثورات التکنولوجية والثقافة الشعبية ، فقد ذکر فنان البوب الإنجليزى ريتشارد هميلتون R.Hamilton 1922 أن نوعية الفن المرغوب فيه يجب أن يکون کالموضة زائلة ، مؤقته شعبية منخفضة التکاليف وضخمة الإنتاج " ([15]).

ومن ناحية أخرى کانت الدادا Dada ملهمة أخرى لتطور فن البوب في طريقتها الشاذة التى جمعت بها الأشياء .

فالتوليف والتجميع هما مبدآن شکليان جوهريان في فن البوب .

توظيف فن البوب للتجميع :-

يعتبر الفنان الأمريکي روبرت روشبنرج Robert Rauschenberg من الذين مهدوا لفن البوب pop Art في أمريکا کما نلاحظ في عمل "بايرون ادواردز"  شکل رقم (4) اسلوب التجميع والتوليف حيث استخدم بعض من قصاصات الرقائق المعدنية وکذلک المواسير المعدنية والاسلاک وبقايا الزجاج بعد صهرها واستخدام اللحام لتجميع الشکل الذى انتهى بظهور فراشة محاطة ببعض من رقائق القصاصات المعدنية . 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (4)

الواقعية الجديدة : وفلسفة التجميع في الواقعية الجديدة :

" في فرنسا سمى فنانو البوب Pop art  بالواقعيين الجدد NeoRealists  لاستخدامهم الأشياء الواقعية الحقيقية وأخرى تکاد تکون مطابقة بوجودها الطبيعي في أعمالهم " ([16])

وصرح الناقد بيير ريستاني Pierre Restany مؤسس الحرکة أن الواقعية الجديدة هي تسجيل الواقع الاجتماعي دون أى نية جدلية ، ليدل على رغبة في وجود عرض غير شخصي للموضوع دون أى أشارات تعبيرية لعرض موضوع العمل في حياد تام ([17]) .

فلقد بدأ فناني الواقعية الجديد وکأنهم ينتمون لتجميعي الدادا في استخدام الأشياء والسلع الرخيصة المنتجة بکميات کبيرة ، وتعرض غالبا في ظل إيحاء سردى معين بإعتبارها المادة الخام للتجميع.

توظيف الواقعية الجديدة لفن التجميع :-

" استخدم الفنان الامريکى ( تشادبيتس) خامات جاهزة الصنع وخامات موجودة والتى خلفتها المجتمعات الصناعية الجديدة ليصيغ منها أعماله الفنية کبديل للخامات التقليدية وتميل أعماله لفکرة الحدث ، حيث ظهرت في أعماله تسجيل اللحظة أو جزء من الحياة اليومية کما هي بواقعيتها وعناصرها دون أى تدخل من الفنان " ([18]) ومن بين هذة الخامات اختارة خامة الاسلاک النحاسية لتشکيل دراجة محاط فى اطاراتها بعض من الزجاج ذات اللون الاصفر والازرق مغلفة باطار نحاسي کما نلاحظ فى شکل رقم (5) ، ومن هنا بتجميع الزجاج والمعدن ادى الى ثراء العمل الفنى .

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (5)

ومن هنا نجد أن الخامات المستخدمة غير مألوفة فنياً ، ولکن الفنان استخدمها لدلالاتها الرمزية فقط ،ومن الفنانين الذين تناولوا اسلوب التجميع في مصر(الفنان صلاح عبد الکريم واحمد نوار وايمن السمري وفاروق وهبة وعادل ثروت وفرغلي عبد الحفيظ وجمال عبد الناصر ورضا عبد السلام وعبد السلام عيد وعصمت دوستاشى ورمزي مصطفي ومنير کنعان وعفت ناجي، ومن فناني الغرب الفنانه کارين ليوناردو وهارفي لي وبايرون ادواردز وجوفريزر وموهولي نانجي وغيرهم....  ،وتنقسم هذه الخامات إلى وسائط تشکيلية معدنية ووسائط غير معدنية کما يقوم الباحث بتوضيح کلا منهما بالتفصيل وکذلک يقوم بتعريف کلمة وسائط على النحو التالى :

أ ـ الوسائط : Media

"ورد فى المعظم الوسيط ، الوسيط : المتوسط بين المتخاصمين والمتوسط بين المتبايعين أو المتعاملين ، والمعتدل بين شيئين وهى وسيطة".

والوسيط هو العامل المشترک بين شيئين ، ويقال أوسط الشئ : ما بين طرفيه کما يقال عن مجال الشئ وبيئته ، وما يتصل به إلى الشئ المراد تحقيقه.

فالوسيط هو : الخامة ، المادة الأولية التى يتم تطويعها بشکل جيد ، وذلک بهدف تحقيق مفهوم جمالى تشکيلى أو تعبيرى بها،ومما سبق يمکن تحديد مفهوم الوسائط على أنها : هى القوالب الحسية التى يتکون منها العمل الفنى ، ومن خلال ترتيب هذه القوالب وتنظيمها بشکل معين ينتج الشکل الفنى لهذا العمل".([19])


ب ـ الوسائط التشکيلية Plastic Media :

1- الخامة کوسيط تشکيلى :

الخامة لغوياً تعنى المادة الأولية (Row Material) ، أى الخامة التى لم يجرى عليها عمليات التشکيل والتشغيل ، بمعنى أنها المادة قبل أن تعالج (الخام ما لم يعالج). ([20]) فالخامة إذن هى المادة الخام قبل أن تمتد إليها يد الفنان سواء کانت خامة طبيعية أو مصنعة ، وبذلک تخرج الخامات من حالتها الأولية إلى مفردة أو وسيط للفنان

"فالخامة هى العنصر المحسوس عند الفنان وبالنسبة للعمل الفنى هى جوهره العينى ـ أو جسمه ـ وبدونها يکون العمل الفنى هزيلاً خاوياً".([21]) بمعنى أنها الجانب المادى المحسوس الناتج للعمل الفني .

فالعنصر المحسوس للعمل الفنى يتمثل فى مادته ، ويکون التمييز بين المادة Matter والوسيط المادى Material الذى هو وسيلة لإنتاج العنصر المحسوس (فالمادة الخام) هى العنصر الملموس ، أما (الوسيط المادى) فهو العنصر المحسوس فى العمل الفنى ، والمحسوس فى العمل الفنى هو المادة التى تشکل من وسائط مادية ، ولذلک نستطيع أن نسميها المادة الخام أو المحسوس الغفل (Brute Sensuous) کما نلقاه فى الإدراک العادى".([22])

من خلال ما سبق ذکره هناک اتفاق على أن الخامة هى المادة الخام قبل أن يشکلها الفنان ويکسبها شکلاً جمالياً معبراً ، وأن لکل فن واسطته الخاصة ، لذلک قد يکون تعريف أميرة حلمى مطر تعريفاً أکثر عمومية حيث تقول : "لکل عمل فنى وجوداً فيزيائياً ، أى أن الفنان يجسد عمله من مادة معينة أو واسطة معينة ، ينقل بها العمل الفنى إلى الآخرين ، وهى الواسطة المادية المتنوعة ، فهى قد تکون حجارة أو معدن أو خشباً أو الألوان والأصوات أو الجسم الإنسانى ، وبها تتکون مفردات اللغة التى يتعامل بها الفنان فى جمهوره".([23])

طبيعة الخامة وعلاقتها بالشکل والمضمون فى العمل الفنى :

"کل من الشکل والمادة لفظان مترابطان ، إذ يؤدى معنى کل منهما إلى الآخر ، ولا يمکن أن نجد المادة قائمة بذاتها ، بل إن لها على الدوام شکلاً ما".([24]) والمادة هى أساس کل ظاهرة جمالية تحدد الشکل وتضع له شروطه ، فالشکل فى العمل الفنى يخرج من صياغة المادة

ويعتبر أرنست فيشر "أن الشکل هو التعبير عن حالة المادة والظروف المادية التى تتميز بالحرکة والتغير "إن العلاقة الجدلية بين الشکل والمضمون تظهر واضحة فى الخامة وترکيبها ، وما نسميه شکلاً إنما هو تجميع وترتيب للمادة بصورة معينة ، غير أن المضمون يتغير وهو يصطدم بالشکل ، فيفجره ويخلق أشکالاً جديدة".([25])

ويرى الباحث أن الخامة تظهر طبيعة الشکل وعلاقته بالفراغ وحرکة السطح ، کما يعتبر الشکل والخامة کيان واحد مستقل لا يمکن فصله ، وللشکل والخامة وظيفة تتلخص أهميتها فى ترتيب عناصر العمل الفنى بصورة من شأنها أن تظهر قيمتها الحسية والتعبيرية والجمالية.

ونوع الخامة وخواصها الحسية والترکيبية تتحکم إلى حد ما فى الشکل ، وعلى الفنان أن يتکيف مع الخواص الفردية للمواد التى يستخدمها ، ومن هذا التعريف يتضح للباحث أن على الفنان دور فى اختيار خاماته وکذلک التکيف مع الخواص الفردية لها تحقيقاً للقيم الجمالية والتعبيرية ، فالنحاس الأحمر والأصفر والخامات المختلفة قبل تشکيلها تحتوى شکلاً ، ولکنها تظل فاقدة للقيمة حتى يتناولها فکر ويد الفنان بالتشکيل ليتفاعل معها بحواسه وعاطفته ، فتأخذ شکلاً مکتسباً بصيغة فنية من خصائصه لإظهار القيم التشکيلية والتعبيرية التى يسعى إلى تحقيقه.

الخامة کأداة تعبير :

التعبير Express هو الهدف والفکرة التى يحتضنها الفنان ليخرجها فى شکل جمالى يحتوى على نظام تتجاوب معه الأحاسيس الإنسانية ، لهذا لا يکون التعبير الإبداعى عنصراً إيجابياً إلا بتفاعله مع عنصرى الخامة والشکل ، حيث لا يوجد عمل فنى بدون شکل وخامة ، وعندما يفکر الفنان فى العمل الفنى فإنه يختار خامته ويصيغ الشکل بطريقة متعمدة لتحقق له أقصى عطاء تشکيلى وإبداع تعبيرى،والخامة والتعبير يعتمد کل منهما على الآخر فى بناء العمل الفنى ، ومن المحال فهم أى منهما أو تقديره إلا داخل الکيان الموحد وهو العمل الفنى.([26]) وقيمة المادة فى العمل النى "لا تتمثل فى جاذبيتها للحواس فحسب ، بل إن المادة معبرة".([27])

إن الخامة والشکل والتعبير لب وجوهر الفکرة الفنية وبصرف النظر عن الخامات والاتجاهات وهدف الفنان فإن هذه العناصر الثلاثة تبدو وکأنها تشکل النواة لکل محاولة لإنتاج العمل فنى . ولذلک يعتمد وجود الشکل النهائى على کيفية صياغة هذه العناصر والتى تتوقف "على قدرة الفنان فى تقدير دور کل عنصر ، والتى يعتمد فى صياغتها على عاملى الحس الفنى والخبرة التى تحقق للشکل التنوع والوحدة من عمل إلى آخر".


الفنان وعلاقته بالخامة :

"يعتبر دور الفنان ذو أهمية تتواءم مع عناصر العمل الفنى (الخامة والشکل والتعبير) ، فهو الذى يعطى العمل الفنى وحدته المتميزة ، وهو ما يعرف بشخصية العمل أو بالأسلوب الفنى"([28]) الذى هو خبرته وقدرته التشکيلية على التفاعل مع الخامة لتوحيد عناصر العمل ، ولا يوجد انفصال بين الفنان وعمله وخاماته ، حيث الاتصال والتفاعل والأثر والتأثير والفعل ورد الفعل بين العناصر الثلاثة ، والتى بتلاحمها تشکل أسلوب الفنان.

المادة لا تشکل نفسها "والفنان هو الذى يتدخل ليحول المادة الخام إلى  مادة جمالية ، فهو يطوعها ويجلو صفائها الکامن ويکشف عن حقيقتها وثرائها الحسى".([29]) ولأهمية العلاقة بين الفنان والخامة يرى الباحث أن هناک أسس لهذه العلاقة وهى:

أ ـ القدرة المهارية الإبداعية : وهى ترتبط بشخصية الفنان وقدرته على تنفيذ أعماله بأسلوب مميز يظهر من خلاله جوانب الصنعة والمهارة. "فکل صنعة فنان جزء لا يتجزأ من صميم أسلوبه ، والأسلوب الفنى هو طريقته الخاصة فى معالجة المادة وتنظيم التقنيات ، بحيث يفرض على المادة تلک الصيغة الشخصية ، والأساليب المهنية التکنيکية لأى فنان إنما تنطوى منذ البداية على معان شخصية لا تکاد تنفصل عن أسلوبه فى المعايشة أو طريقته فى النظر إلى العالم ، ومعنى هذا إن الحرفة والمهارة لأى فنان إنما هى توقيع يحمل طابع صاحبه".([30]) ولا يمکن إغفال الخبرات المرتبطة بالصنعة أو المهارات الدالة على اکتسابها ، "فالصنعة لابد وأن تکون متکيفة لنوع التعبير ، ومرتبطة بالعمل المبتکر وليست مجرد معلومات محفوظة ثابتة لا تتغير".([31])

لذا يرى الباحث أن أى عمل فنى لا يخلو من جوانب الصنعة ومهارات وطرق الأداء ولکن هذه الأمور جميعاً ليست إلا عوامل للتعبير الفنى ، فالصنعة بدون حساسية الفنان وخبرته لا تنتج فن. ومن هنا فإن العمل الفنى ليس مجرد مهارات أو جوانب صنعة ، بل إنه تجربة فنية يعيد فيها الفنان تکوين مواد مختلفة بين يديه ليمدنا فى النهاية بالتعبير الفنى.

ب ـ قدرة الفنان على التخيل : هناک مواد مختلفة لم تشکل بعد غير أنها تثير إعجاب الفنان بمرآها عندما يعثر فيها على جمال خالص ، يساعده فى إيجاد صياغة تشکيلية لعمله الفنى ، ولبعض المواد صفات شکلية خاصة ، وهى تتمتع بصورة تفرض نفسها على صورة الأعمال الفنية التى تنفذ من خلالها . وهکذا تقبل هذه المواد شکلاً ما ، وترفض شکلاً آخر ، ومن هنا يمکن القول بأن شکل العمل الفنى يعتمد بدرجة کبيرة على المادة المستخدمة فى تنفيذه"([32]) فإنه لزاماً عليه أن يفکر فى الصورة التى ستصبح عليها الخامة فيما بعد.

ولذلک يجب على الفنان أن يتمتع بقدر أکبر من الخيال حينما يتعامل مع توظيف الخامة وتشکيلها بما يتناسب وفکرة عمله الفنى لتحقيق المضمون التعبيرى ، وهذا الأمر ليس سهلاً على الفنان تحقيقه ، لذا عليه أن يتدرب ويتعامل مع خامته من خلال التجريب حتى تکشف له کل أبعاده التشکيلية ، وأن يصبح مسيطراً عليها ويستفيد من إمکانياتها.

وهذا لا يعنى أيضاً وجود حدود مسبقة للخامة ، إنما وجود رؤية مستقبلية لما سوف تکون عليه خامة العمل فيما بعد ، لذلک يجب أن يتصف دور الخامة فى العمل الفنى بالمرونة ، حيث يوضع فى الاعتبار سمات الخامة التى أصبح لوجودها مغزى فى العمل.

ج ـ الصدق الفنى فى التعامل مع الخامة : هو قدرة الفنان المبدع وخبرته فى التعرف على الخواص الحسية والترکيبية للخامات المختلفة وفهم الإمکانيات التشکيلية لکل نوع على حدة ، وقدرتها فى تحقيق صياغات تشکيلية ، وهذا ما يسمى بالإحساس والصدق الفنى للخامة حيث تتحول على يد الفنان إلى شکل جمالى معبر.

"والخامات التى تستخدم لغرض معين قد تغير الاستعاضة عنها بخامة أخرى ما لم يکن ذلک لتعبير آخر أو لإثارة أحاسيس جديدة ، حيث تختلف الأحاسيس التى تثيرها خامة معينة إذا اختلف أسلوب معالجتها"([33]) ويرى الباحث أن الصدق الفنى فى التعامل مع الخامة لا يتأتى إلا من خلال التجريب وممارسة الفنان على الحوار الداخلى لأحاسيسه تجاه الخامة وما تتيحه من إمکانيات ، والتجربة الفنية هى "تعبير" وتجسيم للمشاعر الوجدانية والانفعالات فى صورة مرئية محسوسة وملموسة ، وأهم جانب فيها الصدق الفنى.

2- التقنية کوسيط تشکيلى :

ويقصد بالتقنية کما جاء فى مختار الصحاح "تقن" ، إتقان الأمر وأحکامه"([34]) کذلک جاء فى معجم لسان العرب تحت کلمة "تقن ، أتقن الشئ ، وأحکمه ، وإتقانه أحکامه".([35])

ويعرف لفظ تقنية کمصطلح لغوى بأنه : "مجموعة العمليات التى يمر بها أى عمل فنى أو صناعى حتى يصبح منتجاً قائماً".([36]) فالتقنية هى العمليات التنفيذية والأساليب الأدائية والمهارات الذاتية التى يستخدمها الفنان فى التفاعل مع الخامة ، فينتج العمل الفنى محملاً بتعبيرات الفنان الداخلية التى قد سبق وأن تصورها.

ولکى يخرج العمل الفنى إلى حيز الوجود ، يجب أن يتوصل الفنان إلى التقنيات التى تمکنه من تشکيل الخامة حتى يتحقق له التوافق بين الفکرة الإبداعية والبناء التشکيلى للعمل الفنى "فالنشاط الإبداعى للفنان يتطلب حرية الفکر والأداء واستخدامه لتقنيات متعددة تمهد له الطريق للکشف عن آفاق جديدة ورؤى تتوافق وتطلعاته التعبيرية من خلال تشکيلاته الفنية".([37])

وتعد التقنية عملية مرکبة للفنان تبدأ منذ اختياره للخامة التى يتفاعل معها ثم القيام بعمليات التنفيذ الإدائية لتحقيق فکرة الإبداعية ، وتستمر عملية التفاعل بين حواسه الفنية وقدراته التشکيلية مع الخامة وذلک عن طريق التقنية التى تتناسب مع هذه الخامة ، والتى تمکنه من السيطرة عليها حتى تتجاوب مع فکرته الفنية ، حيث تثير الإحساس لدى المتذوق بحالة التعبير التى تظهر فى الشکل النهائى للعمل الفنى.

ثانياً : تغير مفهوم استخدام الوسائط التشکيلية فى المشغولة المعدنية بفنون ما بعد الحداثة المتمثلة فى
الفن التجميعى :

لقد أدى التقدم الصناعى والعلمى والتکنولوجى منذ النصف الثانى من القرن العشرين إلى تطور فى إنتاج وصناعة الخامات والأدوات التى وفرت للفنان الحديث وسائط تشکيلية متعددة ومثيرة للإبداع الفنى.

"ومع تعدد تلک الوسائط والأدوات التشکيلية القديمة والحديثة زادت حرية الرؤية الإبداعية للفنانين نحو استخدامها فى تحقيق أفکارهم الفنية ، وتحول مرسم الفنان إلى ورشة لتشکيل الخامات التقليدية والمستحدثة ، والغير مألوفة من تراکمات ومخلفات الصناعات الحديثة والتکنولوجيا". ([38]) 

وقد تأثر الفنان ما بعد الحداثى بتلک الخامات التى وفرتها التکنولوجيا الحديثة ، حيث قدمت له کماً متزايداً من الخامات والتقنيات ، فتحرر الفنان من القيود التى فرضتها عليه الخامات التقليدية قبل ذلک ، وأدى هذا إلى تکوين مفاهيم تشکيلية جديدة نحو استخدام الخامة ، ولم يعد المفهوم التقليدى لاستخدام الخامة يتناسب مع الفکر الفنى ما بعد الحداثى القائم على استخدام الوسائط التشکيلية المستخدمة فى تکوين العمل الفنى.

ومن هذا المنطلق يمکن اعتبار (الوسائط التشکيلية) خامات غير تقليدية يمکن أن يستخدمها الفنان فى مجاله الإبداعى کمثير فنى يؤدى إلى تطور الأداء الفنى والإبداعى فى إطار المفهوم الحديث للفن.([39])


أ ـ مفهوم الوسائط التشکيلية فى المشغولة المعدنية بفنون ما بعد الحداثة :

تأثر مفهوم الوسائط التشکيلية بالتغير الذى طرأ على المشغولة المعدنية بفنون ما بعد الحداثة بفعل التقدم العلمى والتکنولوجى وخاصة فى مجال صناعة الخامات والأدوات ، حيث تحولت کل الخامات الطبيعية والصناعية المحيطة بالفنان إلى وسائط تشکيلية مستحدثة تساعده على نقل أفکاره وترجمة مشاعره للآخرين.

وعلى ذلک يمکن تعريف (مفهوم الوسائط التشکيلية) المستخدمة فى المشغولات المعدنية ـ بفنون ما بعد الحداثة على النحو التالى :

هى المواد المستعارة أو المستمدة من مجالات أخرى تضاف إلى المشغولات المعدنية لغرض تحقق مفهوم جمالى تشکيلى ، وهى تتمثل فى مفهوم التجميع الحديث فى تناول الخامة ، حيث أصبح مفهوم التجميع فى القرن العشرين ، هو دخول الخامات بغرض تشکيلى وجمالى وتعبيرى فى نفس الوقت ، وکانت البداية لدخول تلک الخامات على العمل الفنى هو رغبة الفنان فى محاکاة الطبيعة بعناصرها المختلفة ، وکان منطقياً أن تؤدى تلک المحاکاة إلى منطلقات جديدة فى استخدام الخامات المختلفة فى العمل الفنى متضمنة قيماً تعبيرية فى أداء جديد ، فتنوعت
وتعددت الخامات
. ([40]) 

وانطلاقاً من وعى المصممين بتغير المفاهيم الجمالية للخامة ، حيث أصبحت تمثل بعداً جديداً کفکر ومفهوم فى صياغة العمل الفنى ، اتجه المصممون للبحث والتجريب فى الخامات المعدنية ، وغير المعدنية للکشف عن المتغيرات الجمالية التى ترتبط بها والتى يمکن أن تسهم بحلول تشکيلية جديدة تتناسب والتعبير عن أفکارهم")1(والتى تعکس بدورها أحوال وقضايا مجتمعاتهم.

لذلک أخذ الفنان فيما بعد الحداثى يبحث عن (الوسائط التشکيلية) التى تتناسب لإثراء المشغولة المعدنية ، فتنوعت الخامات الملونة فى العصر الحالى ، والتى يمکن أن تستخدم فيها وأصبحت أکثر اتساعاً سواء کانت وسائط تشکيلية معدنية وتتمثل فى خامات تقليدية وخامات غير تقليدية أو وسائط تشکيلية غير معدنية کبقايا الزجاج المتعدد الألوان والدرجة والشفافية والشکل ، وغيرها من الخامات التى يصعب حصرها کلها")2(. ويمکن تقسيم الوسائط التشکيلية بفنون ما بعد الحداثة المستخدمة فى المشغولة المعدنية على النحو التالى :

أولاً : الوسائط التشکيلية المعدنية : خامات تقليدية وخامات غير تقليدية .

ثانياً : الوسائط التشکيلية الغير معدنية .


أولاً : الوسائط التشکيلية المعدنية :

أ ـ الخامات التقليدية : وقد عرفها (عماد عبد الهادى) على أنها "هى تلک الخامات المعدنية المعتاد استخدامها فى مجال أشغال المعادن مثل شرائح النحاس الأحمر والأصفر بالسمک المطلوب وأسلاک النحاس الأحمر والأصفر بجميع أقطارها وارتباط تلک الخامات بتقنيات متعارف عليها مثل التقبيب أو الريبوسية وجميع التقنيات کالطرق والضغط وکذلک تقنيف القطع والوصل واللحام وغيرها ...".([42]) وتتمثل ذلک الخامات فى هيئة (الرقائق ـ المسطحات ـ الشرائح ـ الأسلاک ـ الشبک ـ المواسير).

ب ـ خامات غير تقليدية : وقد عرفها (عماد عبد الهادى) نقلاً عن (حامد البذرة) على أنها "هى کافة الخامات الجاهزة والسابقة الصنع والتى قد أجريت عليها بعض عمليات الصناعة الآلية وحدد لها وظيفة معينة ثم أصبحت غير صالحة للاستعمال ، والتى تعطى انطباعاً جديداً نحو توظيفها بأداء غير متعارف عليه فى مجال أشغال المعادن".وتتمثل تلک الخامات فى هيئة : (الخامات الجاهزة الصنع ـ المتروکات والمستهلکات ـ الفضلات المعدنية).

ثانياً: الوسائط التشکيلية الغير معدنية :

الوسائط التشکيلية الغير معدنيةهى تلک الخامات الغير معدنية ، التى تتمتع بخواص العناصر (اللافلزية) ، حيث تتمثل فى عدم قابليتها للطرق والسحب ، کما أنها غير قابلة لتوصيل الحرارة والکهرباء . وهى قد تکون مواد طبيعية تکونت بفعل الطبيعة ويتميز بعض منها بتعدد ألوانها وتنوع أشکالها وهيئاتها ، أو مواد صناعية قام الإنسان بتکوينها وتجهيزها ، ويتميز بعض منها بالشفافية والمرونة وسهولة التشکيل والتلوين")2(.

وليس معنى هذا أن المقصود (بالوسائط التشکيلية الغير معدنية) أنها خامات (لافلزية) ، ذلک لأن خواصها تختلف تماماً عن خواص اللافلزات التى سبق عرضها والتعرف عليها.

لذلک کان لفظ "معدن" والدراسات المعدنية محصوراً فى المواد التى توجد وتتکون فى الطبيعة ، فمثلاً الصلب والأسمنت والزجاج ولو أنها مواد ناتجة من وحدات معدنية توجد فى الطبيعة ، إلا أنها لا تعتبر معادن لأن الإنسان قام بتجهيزها ، وکذلک الحال بالنسبة لجوهرة صناعية مثل الربرى (Ruby) فلو أنها تشابه تماماً جوهرة الياقوت کيميائياً وفيزيائياً إلا أنها لا تعتبر معدناً")1(. 

 

النتائج والتوصيات:

من الدراسة کانت النتيجة:

-    من استخدام أسلوب المزاوجة بين الخامات المعدنية والوسائط التشکيلية المتمثلة في بقايا الزجاج أدي إلي تنوع الحلول المختلفة سواء في توزيع المفردات داخل بنية العمل أو فى شکل الإطار الخارجي للعمل الفني ککل وذلک مما عرض.

-    ولذک يوصى الباحث :

1-   الاهتمام بتدريس الفکر التجريبي وخاصة التجميعي کوسيلة لتنمية الوعي الجمالي فى الکليات الفنية المتخصصة و تدريب الطلاب على کيفية التعامل مع الخامات المختلفة والتعامل معها بلغة تشکيلية جديدة

2-   اهتمام الباحثين بالبحث والدراسة لتلک المجالات التجريبية وخاصة الفن التجميعي في مجال الأشغال المعدنية ونشر ثقافة الأعمال التجميعية وإمکانية تنفيذها علي مسطحات مختلفة بخامات مناسبة.



([1]) - محمود البسيوني1938: الفن في القرن العشرين، دار المعارف، القاهرة،ص121.

([2]) - عادل محمد ثروت 1996:العمل الفني التجميعي کمدخل لإثراء التعبير في التصوير ،رسالة ماجستير غير منشورة ،کلية التربية الفنية جامعة حلوان،ص17.

(-([3] رمسيس يونان 1969 : دراسات فى الفن ، المؤسسة المصرية العامة للکتاب والنشر ، القاهرة ، ص16

(1)- Richard leslie : 1997, pop art anew Generation of style todri, new York p.44

(2)Raymond Charmet : 1972, concise Encyclopedia of Modern Art Collins Glasgow, London, p.15-

Edward Lucie – Smith: 1987, Sculpture Since. 1945, phaidon, London, p. 50 ([6])

([7])- H.H. Arnasoi : 1975 , A history of Modern Art Painting . Sculpture. Architectur, Thames and Hudson, p. 603

(1) Duane and Sarah Preble : 1985 Art forms Harper and Row publishers new York p. 173. 

([9]) Robert Atkins 1990 : Art Speak" Abbeville Ruess, New York, P. 110.

(1) جوهانز أيتين 1998 : التصميم واشکل فى مدرسة الباوهاوس ، ترجمة / صبرى عبد الغنى ، المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة ، ص17.

(2) محمد رضا عبد السلام 1983 : اللون واستخدامه فى التصوير الحديث ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية الفنون الجميلة ، جامعة حلوان ، ص165 .

(1) جورج فلانجان 1962 : حول الفن الحديث ، ترجمة ، کمال الملاخ ، صلاح طاهر ، دار المعارف ، القاهرة ، ص 263 .

([13]) Patrich Waldberg 1980 : The intiators of surrcalism, A Merican kibbrary, New York,
 P. 5.

(1) جان بول سارتر 1964 : ما الأدب ، ترجمة / محمد عفيفى هلال ، دار نهضة مصر ، القاهرة ، ص172.

(1) Denis Thomas 1981 : Dictionary of fine Arts. Hamlyn , London, New York, p. 139.

(1) Tillman osteroold 1995: popart taschen, koln, p.115

(2) H.H. Arnasoi 1975 : A history of modern Art painting sculpture. Architecture, thames and Hudson, p. 603.

(1) Neville Weston 1968 : kaleidoscope of modern Art Harry London, p. 208. 

(1) رحاب محمد أحمد 2009 : الوسائط التشکيلية الغير معدنية لإثراء التعبير الفنى فى الحلى المعدنية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، ص32.

(2) مجمع اللغة العربية ، 1980 : معظم ألفاظ الحضارة الحديثة ، مصطلحات الفنون، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية ، مصر ، ص57 .

(3) جيرم ستولنيز ، 1981 : النقد الفنى ـ دراسة جمالية وفلسفية ، ترجمة فؤاد زکريا ، ط2 ، الهيئة العامة للکتاب ، القاهرة ، ص217.

(1) هيدجر سارتر وآخرون 2001 : الخبرة الجمالية ـ دراسة فى فلسفة الجمال الظاهراتية ، ترجمة سعيد توفيق ، دار الثقافة والنشر والتوزيع ، القاهرة ، ص266 .

(2) أميرة حلمى مطر 1979 : مقدمة فى علم الجمال ، دار النهضة العربية ، مصر ، ص31.

(3) مجيروم ستولنيتز 1981 : النقد الفنى ، دراسة جمالية وفلسفية ، ترجمة د/ فؤاد زکريا ، الطبعة الثانية ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، ص325.

(1) أرنست فيشر 1998 : ضرورة الفن ، ترجمة / أسعد حليم ، الهيئة المصرية العامة لکتاب ، ص164 .

(1) جيروم ستولينتز 1981 : النقد الفنى ، مرجع سابق ، ص236.

(2) ناثان نوبلر 1987 : حوار الرؤية ، مدخل إلى تذوق الفن والتجربة الجمالية ، ترجمة / فخرى خليل ، دار المأمون للترجمة.

(3) على عبد المعطى : فلسفة الفن رؤية جديدة ، دار النهضة العربية ، بيروت ، 1985 ، ص251.

(1) محمد أبو ريان : فلسفة الجمال ونشأة الفنون الجميلة ، مرجع سبق ذکره ، ص99 .

(2) زکريا إبراهيم 1976 : مشکلة الفن ، مکتبة مصر ، القاهرة ، ص90.

(3) محمد البسيونى 1960 : أسس التربية الفنية ، دار المعارف ، القاهرة ، ص99.

(1) محسن محمد عطية 1997 : تذوق الفن ، أساليب وتقنيات ومذاهب ، دار المعارف بمصر ، الطبعة الثانية ، ص42.

(1) عبد الفتاح رياض 1995 : التکوين فى الفنون التشکيلية ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، ص322.

(2) عبد القادر الرازى "بدون تاريخ" : مختار الصحاح ، دار النهضة المصرية ، القاهرة ، ص78.

(3) ابن منصور ، بدون تاريخ : معجم لسان العرب ، الجزء السادس عشر ، ص221 .

(4) المعجم اللغوى ، 1973م : مجموعة المصطلحات العلمية والفنية ، المجلد الخامس عشر ، المطبعة الأميرية
القاهرة ، ص135.

(5) أحمد حافظ حسن 1977 : التشکيل بالسلک ، معرض فني منظر،قاعة حورس،کلية التربية الفنية، ص1.

([38]) Ray Faulkner, Eziegfeld, 1969 : "Art Today" Halt Rinchart & Winston, Inc., New York, P. 469.

(1) محمود حامد محمد ، 2002 : الوسائط التشکيلية المستحدثة کمدخل لإثراء مجال الأشغال الفنية ، بحوث فى التربية الفنية والفنون ، المجلد السادس ، العدد السادس ، نوفمبر ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، ص272.

([40]) Carlson Lauire, 2001: Fiber Arts, Vol 26. No 5 Lark Books . USA, P. 42.

)1(  خالد أبو المجد أحمد 2003 : الترسيب الکهربى کمدخل تجريبى للجمع بين الخامات المعدنية والغير معدنية فى صياغات مستحدثة ، رسالة دکتوراه ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، ص4 . [41]

)2(جيرمين فوزى سمعان 1997 : السمات الجمالية والتقنية للخامات الملونة فى الحلى المعدنية بمصر القديمة ، رسالة ماجستير غير منشورة

(1) عماد عبد الهادى محمد 2002 : الإمکانات التشکيلية للوحدات المعدنية سابقة الصنع فى استخدام حلى معاصرة ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، ص126.

)2(  عماد عبد الهادى محمد 2002 : الإمکانات التشکيلية للوحدات المعدنية سابقة الصنع فى استخدام حلى معاصر ، مرجع سابق ، ص126.

)1( - محمد عز الدين حلمى 1974 : علم المعادن ، مکتبة الأنجلو المصرية ، ط3 ، القاهرة ، ص7 

المراجع:
1-محمد عز الدين حلمى 1974 :علم المعادن،مکتبة الأنجلو المصرية، ط3،القاهرة
2-عماد عبد الهادى محمد 2002 : الإمکانات التشکيلية للوحدات المعدنية سابقة الصنع فى استخدام حلى معاصرة،رسالة ماجستير غير منشورة،کلية التربية الفنية،جامعة حلوان
 3-خالد أبو المجد أحمد 2003 : الترسيب الکهربى کمدخل تجريبى للجمع بين الخامات المعدنية والغير معدنية فى صياغات مستحدثة ، رسالة دکتوراه ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان  
4-جيرمين فوزى سمعان 1997 : السمات الجمالية والتقنية للخامات الملونة فى الحلى المعدنية بمصر القديمة ، رسالة ماجستير غير منشورة
5-حمود حامد محمد ، 2002 : الوسائط التشکيلية المستحدثة کمدخل لإثراء مجال الأشغال الفنية ، بحوث فى التربية الفنية والفنون ، المجلد السادس ، العدد السادس ، نوفمبر ، کلية التربية الفنية ،
جامعة حلوان
6-عبد الفتاح رياض 1995 : التکوين فى الفنون التشکيلية ، دار النهضة العربية ، القاهرة
7-عبد القادر الرازى "بدون تاريخ":مختار الصحاح،دار النهضة المصرية ،القاهرة
8-ابن منصور،بدون تاريخ:معجم لسان العرب،الجزء السادس عشر 
9-المعجم اللغوى ، 1973م : مجموعة المصطلحات العلمية والفنية ، المجلد الخامس عشر ، المطبعة
 الأميرية القاهرة
10- أحمد حافظ حسن 1977 : التشکيل بالسلک،معرض فنى منظر،قاعة حورس ،کلية التربية الفني ،جامعة حلوان
11-محسن محمد عطية 1997 : تذوق الفن،أساليب وتقنيات ومذاهب، دار المعارف بمصر،الطبعة الثانية
12-زکريا إبراهيم 1976 : مشکلة الفن ،مکتبة مصر ، القاهرة
13-محمد البسيونى 1960 :أسس التربية الفنية،دار المعارف، القاهرة 
14-ناثان نوبلر 1987 : حوار الرؤية،مدخل إلى تذوق الفن والتجربة الجمالية،ترجمة فخرى خليل،دار
المأمون للترجمة.
15 -على عبد المعطى : فلسفة الفن رؤية جديدة،دار النهضة العربية،بيروت ، 1985
16-أرنست فيشر 1998 : ضرورة الفن ترجمة أسعد حليم،الهيئة المصرية العامة لکتاب
17-هيدجر سارتر وآخرون 2001 :الخبرة الجمالية دراسة فى فلسفة الجمال الظاهراتية،ترجمة سعيد توفيق،دار الثقافة والنشر والتوزيع،القاهرة.
18-أميرة حلمى مطر 1979 :مقدمة فى علم الجمال،دار النهضة العربية، مصر
19-مجيروم ستولنيتز 1981 :النقد الفنى،دراسة جمالية وفلسفية، ترجمة فؤاد زکريا،الطبعة الثانية،الهيئة المصرية العامة للکتاب
20-رحاب محمد أحمد 2009 : الوسائط التشکيلية الغير معدنية لإثراء التعبير الفنى فى الحلى المعدنية،رسالة ماجستير غير منشورة،کلية التربية الفنية،جامعة حلوان
21-مجمع اللغة العربية ، 1980 :معظم ألفاظ الحضارة الحديثة، مصطلحات الفنون،الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية،مصر.
22-جيرم ستولنيز ، 1981 : النقد الفنى دراسة جمالية وفلسفية،ترجمة فؤاد زکريا ،ط2 ،الهيئة العامة للکتاب،القاهرة
23- إدوارد لوس سمين 2002 :الحرکة الفنية منذ 1945،ترجمة أشرف رفيق،هلال للنشر والتوزيع،الطبعة الأولى،القاهرة.
24-جان بول سارتر 1964 : ما الأدب،ترجمة محمد عفيفى هلال،دار نهضة مصر،القاهرة
25-جورج فلانجان 1962 : حول الفن الحديث،ترجمة کمال الملاخ، صلاح طاهر،دار المعارف،القاهرة
26-جوهانز أيتين 1998 : التصميم واشکل فى مدرسة الباوهاوس،ترجمة  صبرى عبد الغنى،المجلس الأعلى للثقافة،القاهرة
27- محمد رضا عبد السلام 1983 : اللون واستخدامه فى التصوير الحديث،رسالة ماجستير غير منشورة،کلية الفنون الجميلة،جامعة حلوان
28-رمسيس يونان 1969 :دراسات فى الفن،المؤسسة المصرية العامة للکتاب والنشر،القاهرة
29-محمود البسيوني1938: الفن في القرن العشرين،دار المعارف،القاهرة
30 -عادل محمد ثروت 1996:العمل الفني التجميعي کمدخل لإثراء التعبير في التصوير،رسالة ماجستير غير منشورة ،کلية التربية الفنية جامعة حلوان
مراجع أجنبية:
31- Carlson Lauire, 2001: Fiber Arts, Vol 26. No 5 Lark Books . USA
32- Ray Faulkner, Eziegfeld, 1969 : "Art Today" Halt Rinchart & Winston, Inc., New York,
33- (1) Neville Weston 1968 : kaleidoscope of modern Art Harry London
34-Tillman osteroold 1995: popart taschen, koln,
35-H.H. Arnasoi 1975 : A history of modern Art painting sculpture. Architecture, thames and Hudson
36-Denis Thomas 1981 : Dictionary of fine Arts. Hamlyn , London, New York
37-Patrich Waldberg 1980 : The intiators of surrcalism, A Merican kibbrary,
New York
38-Duane and Sarah Preble : 1985 Art forms Harper and Row publishers
new York
39-Robert Atkins 1990 : Art Speak" Abbeville Ruess, New York
40-Richard leslie : 1997, pop art anew Generation of style todri, new York
41-Modern Art Collins Glasgow, LondonEdward Lucie – Smith: 1987, Sculpture Since. 1945,
42-H.H. Arnasoi : 1975 , A history of Modern Art Painting . Sculpture. Architectur, Thames and Hudson