الاستفادة من فکر مدرسة الباوهاوس لتوظيف طاقات الشباب نحو العمل اليدوي للنهوض بالاقتصاد القومي

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث

2 -

الموضوعات الرئيسية


مقدمة البحث:

تعد مدرسة الباوهاوس وهي من المدارس الحديثة التي نادت بأن يکون الفنان جامع بين الفن و الحرفة ويکون ملما بجميع جوانب الخامة التي يستخدمها مثل الخشب والالمام بخواصها الفيزيائية والميکانيکية لنقدر على التعامل معها وتشکيلها و بعض التراکيب الصناعية حتى نستطيع أن يصل إلى طرق التشکيل المناسبة في الخامة لانتاج مشغولة خشبية جمالية .

تنادى الباوهاوس بأن المنتج الفنى يجب ان يجمع الجانبين الوظيفى والجمالى والتأکيد على المهارة اليدوية لدى الفنان.، وتاهيل المهندسين والمصورين والنحاتين وکل حسب قدرتة الى عمال يدوين مهرة والى فنانين مبدعين ،مما دعى الى انشاء رابطة عمل للفنانين . ([1])

وتهدف الى تطور الاشکال العضوية عن طريق المعرفة بالعمل اليدوى ،کما تهدف الى تنمية الخلق والابداع والابتکار و التخيل لانتاج مشغولات مبتکرة تواکب متطلبات العصر

 کما تنادى ايضا بتجريب الخامة وجميع الخامات الجديدة وليس يقصد بالتجريب الحصول على اعمال فنية جميلة ولکن التجريب للحصول على الخبرةبالخامة التى قام بتجريبها ومعرفة خواصها والاحساس بها حتى نقدر على تشکيلهاونستنتج من هذة الاهداف ان الباوهاوس ينادى الى خلق فنان يجمع بين الفن والصنعة حتى يقدر على سد احتياجات السوق او العصر ،وانة ينادى الى خلق فنان حر يقدر على الابداع والتخيل حتى يستطيع ان يبتکر ويصل الى تصميم مشغولات مبتکرة تجمع بين الجانبين الوظيفى والجمالى ،وينادى بحريتة فى اختيار خاماتة وادوات تشکيلة والتخصص الذى يحب ان يمارسة حتى يقدر على الاعطاء فية والابتکار ،.

 وکان نظام الطوائف الحرفية الذي کان متبع في القرون الوسطى ،وکان يمتاز بکيانه الاجتماعي المؤثر في الصناعة وان وسائل الإنتاج وإدارة هذه المجتمعات الصناعية راجعة إلى الحکم الذاتي لهذه الحرفية وعمالها وليس للحکومة ،لأنهم أکثر دراية بجوانب هذه الصناعة ومتعايشين معها ، حتى يصبحوا اقدر الناس على حکمها وحل مشاکلها .

 وقد کان من أهداف الباوهاس تطوير أنماط محددة للسلع المصنّعة آلياً للاحتياجات اليومية وفقاً لمفهوم (غروبيوس)، وهو أن لا تضاد بين الحرفة اليدوية والتقنية، والآلة عنده مجرد أداة تقدم الشکل الذي يمکن للحرفي التصرف فيه، وهکذا حلت الأشکال المکعبة الصارمة للمنتجات الصناعية محل الأشکال التعبيرية الذاتية السابقة

وکان لکل حرفة مدرب يدرب التلاميذ على الحرفة وکيفية التعايش معها وتشکيلها ،وعندما يجد المدرب التلميذ أصبح متقن للحرفة ويقدر على أن يکون (أسطى) يذهب بة إلى شيخ الحرفة ويعطي له لقب الأسطى بعد التأکد من حرفيته ،ويسمح له بفتح محل خاص بة يمارس فيه المهنة أو الحرفة ،فتصبح لقب الأسطى للتلميذ بمثابة شهادة تخرج .

ومما سبق يتضح أهمية العمل الحرفي في مصر القديمة وان فکرة الفنان الحرفي لها أصول في مجتمعنا المصري ولکن في ظل تطورات العصر وتطورات التکنولوجية والميکانيکية انقرضت هذه الصناعات الحرفية أو الطوائف الصناعية التي کانت تخرج حرفيين فنانين يستطيعوا أن يخرجوا أعمال لها قيمة فنية عالية ذات دقه متناهية .

مشکلة البحث :

مما سبق يمکن أن نصيغ مشکلة البحث في السؤال التالي

- کيف يمکن الاستفادة من فکر مدرسة الباوهاوس لتوجية طاقات الشبا ب نحو العمل اليدوي للنهوض بالاقتصاد القومي ؟

فروض البحث :

تفترض الباحثة انه:

  • ·    من خلال إتباع فکر مدرسة الباوهاوس يمکن توجية طاقات الشباب نحو العمل اليدوي والنهوض بالاقتصاد القومي
  • ·    من خلال اتباع النظام الطوائف الصناعية والزام الشباب بالاشتغال بالحرفة داخل مؤسسات صناعية للحصول على مؤهلات فنية تطبيقية .

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى:

  • ·   تنمية الجانب الحرفي او اليدوي لدى الشباب للنهوض بالاقتصاد المصري وتقليل نسبة البطالة
  • ·   استعادة نظام الطوائف الحرفية في مصر باسلوب يواکب العصر التکنولوجي
  • ·   التوسيع في اقامة المصانع وتدريب العمالة الشبابية بطريقة اکثر فاعلية .

 

حدود البحث :

  • ·   يتم التدريب النظري ساعة في فترة الدراسة وساعتين في فترة النشاط الصيفي .
  • ·   يتم التطبيق من خلال التجريب العملي لاکساب المهارات التقنية الازمة للتطبيق
  • ·   يتم تطبيق هذا البرنامج على طلبة المدارس بالمرحلة الثانوية تتراوح اعمارهم من 14- 17 عاماً

أهمية البحث:

يسهم البحث في :

  • ·   تنمية الحرف اليدوية واعادتها من خلال التوسع في اقامة المصانع
  • ·   اکتساب مهارات مهنية للشباب وتوجية طاقاتهم الجسمية .
  • · انعاش الاقتصاد المصري من خلال النهضة بالصناعات الصغيرة التي تتمثل في أشغال النجارةبفروعها الخرط ،الحفر ،التطعيم ،التفريغ)وبعض الصناعات الاخرى المکملة لشکل المشغولة الخشبية

الفن الجميل والفن النافع

ونجد أن "جويو" يرى أن الفن نشاط "جدي وثيق الصلة بالحياة، فلا يمکن أن تکون الأعمال الفنية مجرد مظاهر ترف أو موضوعات کمالية، بل هي ضرورات حيوية وأنشطة جادة وموضوعات نافعة، والموضوع النافع يولد بعض المشاعر الجمالية ليس لأنه نافع، بل لأنه في الوقت نفسه موضوع جميل" ([2])

 وهذا مادفع جون ديوي الى الربط بين النظرية والتطبيقية ،بين الفن الجميل والفن النافع رأى ضرورة المضي نحو فهم حقيقي للفن يدمج هذه الثنائيات في وحدة. وقد کان حرصه علي ربط الفن بالخبرة هو الذي جعله يقيم هذه العلاقة (أو الوحدة) بين النافع والجميل علي أساس أنهما يمثلان مظهرين من مظاهر النشاط الإنساني الواحد. فالفنون الجميلة ذات أهمية عملية، من وجهة نظر "ديوي" لا تقل عن بعض الصناعات التکنولوجية.

 فالفرق بين العمل الفني والعمل الصناعي لا يرجع إلى خصائص محددة في العمل الفني أو العمل الصناعي وإنما يرجع إلي نظرتنا نحن أو إلى موقفنا تجاهه، فقد يکون موقفا عمليا تارة وموقفا تأمليا جماليا تارة أخرى. وهذا يفضي بالطبع إلى أنه قد يمکن للآنية التي نشرب فيها أو الحذاء الذي نلبسه أن يتحولا إلي عملين فنيَين بمجرد أن نجعل منهما موضوعا للنظرة التأملية الجمالية )

 

الفنون الحرفية :

 ومن المعروف أن الفنون الإسلامية أقرب إلى الحرف منها إلى الفنون المجردة، لمحاولتها تحقيق وظيفة إنشائية ونفعية في المقام الأول، إضافة إلى الصبغة الجمالية التي تسعى إلي تحقيقها في نفس الوقت، هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى اکتسبت هذه الصبغةَ بسبب طريقة إعداد الحرفي، وهي في جوهرها لا تختلف کثيرا عن الوسيلة التي تتبع في إعداد الصناع الفنيين التقليديين، ويعتمد فيها علي تتلمذ عدد من الأطفال والصبيان على يد صانع ماهر يتدربون تحت إشرافه وإرشاده علي الأعمال الفنية مبتدئين من أبسطها ومنتهين بأکثرها صعوبة وتعقيدا.

 ولذلک ننادي بتعليم الاولاد في المدارس من خلال حصص النشاط بعض المهارات الحرفية او الصناعات الحرفية عن طريق عمل برنامج متبع لکل صنعة او حرفة ويکون هدفة اخراج الطالب متقن لصنعتة او حرفتة التي قام باختيارها ، وقام باخراج کل طاقاتة الکامنة والتي تخرج على شکل حرکات عنيفة وانماط سلوک ليست ايجابية ،ولکن عند استغلال هذة الطاقات في شئ نفعي يرى فية التلميذ ذاتة فسوف نقوم بتهذيب السلوک واشعارة بانة فرد بناء في المجتمع ،متحمل مسئولية وهي مسئولية انجاح عملة ويترتب على ذلک تحمل مسئولية ذاتة .

 فإذا قمنا بتنمية هذا الفکر الحرفي وتحقيق دخل منها من خلال توعيت التلميذ بأهمية العمل الصناعي ،ومعرفة اهدافة التي تعود على الدخل القومي وعلى الفرد نفسه من صفات شخصية تساعد على بناء الفرد وتجعله من صغره متحمل المسئولية وقادر على الإنتاج ،بمعنى ان يکون فرد نافع لنفسه ولمجتمعة ،وهناک امثال عديدة موجودة في بعض محافظات مصر کمحافظة دمياط.

 على الرغم من أن المفهوم الشائع للحرف اليدوية يميل إلى تحديدها بالمصنوعات التراثية إلا أن التعريفات الحديثة تميل إلى أنها تشمل کل ما يتم إنتاجه بمهارات يدوية وخلفية ثقافية خاصة، فهو يقبل التصاميم الحديثة ولا يقف عند حد المصنوعات التراثية، فعلى سبيل المثال يشترک الحرفيون في صناعة الاثاث او الصناعات الخشبيةمساهمين في إضفاء لمسة الفخامة اليدوية على شکلها النهائي.

ولابد من التمييز بين الحرفي والفنان التشکيلي، خاصة وأنهما يستخدمان تقنيات متشابهة ، إن الفرق يظهر بوضوح فيما ينتجانه والغاية منه؛ فالفنان التشکيلي هو من يشکل المواد وفق رؤية تعبيرية خاصة، مع الحرص على عدم تکرار أعماله التي ينتجها،فالعمل الفني الذي ينتجه يفترض فيه أن يحمل فکراً، وأن يکون فيه جِدّة، وليس تکرارا لأعماله السابقة أو نسخة مقلدة لأعمال الآخرين. وقد يقوم بتصميم لحساب منتجٍ صناعيٍ، وهو ما يعرف بالفن التطبيقي؛ حيث يقوم الفنان بتصميم قطعة فنية ذات وظيفة کقارورة العطر والساعة، أو جمالية کالحلي أو أشکال تطبع على الأقمشة وغيرها بغرض استنساخها، وبالمقابل فإن الحرفي يتخذ من حرفته مصدر عيش ويعمل على إنتاج مصنوعات يکررها بقدر ما يستطيع بعمله اليدوي وأدواته المساعِدة، ومن هنا فإن الفنان التشکيلي قد يکون مقدم الأفکار أو المصمم المبدع للحرفي، وقد يجمع الحرفي بين الأمرين فيکون فناناً مبدعاً وحرفياً في الوقت ذاته ، ولهذا فائدة مهمة إذ أن الفن التشکيلي يُعَدُّ في الوقت الحاضر نوعاً من التعبير الثقافي الراقي المقبول من المجتمع بکل طبقاته الاجتماعية والاقتصادية، في حين ينظر بصورة عامة إلى الحرفي نظرة ازدراء. إن الفن التشکيلي يمکن أن يکون بوابة العبور لإعادة الاعتبار للحرفة باعتبارها فن وصنعة ذات قيمة کبيرة لثقافة البلد واقتصاده

(ومن الجانب الآخر فإن تراجع الحرفة ربما أدى إلى تراجع الصنعة الفنية بوصفه انعکاس راجع على الفن التشکيلي، وهو أمر ملاحظ في إنتاج کثير من دارسي التربية الفنية ؛ إذ يلاحظ ضعف عام في مهارات أساسية کالخزف و التزجيج و سبک المعادن و غيرها، ذلک أنها في واقع المجتمع أصبحت بيد غير الحرفين وانقطع حبل توريث الصنعة بين الأجيال ينبغي أن نخرج من شرنقة عرض الأعمال الحرفية وممارسيها في مناسباتنا الثقافية إلى تطوير حقيقي بدعم ثقافي وتقني) ([3])

موقف الإسلام والدين من الحرفيين:

يعد موقف الإسلام والدين من الصناعة والحرف موقفاً واضحاً لا لبس فيه ، فالعمل کان ولا يزال هو ميزان تقدم الأمة، والمهارة في إتقانه هي مقياس الحضارة، والوفاء بالعمل هو الهدف الذي يسعى إليه الإصلاح الاجتماعي.

ومن شروط العمل الصالح في الإسلام إتقانه على الصعيدين الفني والعملي وعدم الغش فيه ؛ لأن ذلک يلحق الضرر بالأفراد والمجتمع ، ثم إنجازه في موعده المحدد، وأن لا يخادع به ولا أن يکذب ، ولا أن يحلف الأيمان الکاذبة لأجله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اليمين الفاجرة منفقة للسلعة ممحقة للکسب "..

هذا التوجه العام الإسلامي ساعد على ارتقاء الحرکة الحرفية والصناعية وتطورها وانخراط العرب في الصناعة ووصولهم للمهن واستلامهم زمام الأمور فيها، وبعد أن کان العربي يأنف من العمل في الحرف، وينظر إلى العاملين بها نظرة ازدراء، لأنها في عرفهم حرف وضيعة خلقت للعبيد والموالي ولا تليق بالأحرار، وکان الشريف منهم وصاحب الجاه لا يحضر وليمة يدعوه إليها رجل من أصحاب هذه الحرف ، وذلک لأنه ليس في مکانته ومنزلته

 وجاء الإسلام ليغير هذا المفهوم ويعمل الرسول لقلب هذه المفاهيم ، وعد حضوره منازل أصحاب هذه الحرف وقبول طعام الخياط والصائغ وأمثالهما عملاً فيه خروج عن المألوف ومخالفاً للأعراف والتقاليد التي کانت تحتقر الحرف والمحترفين وتحط من مکانتهم..
وبعد أن کان العربي يرفض الأسماء التي لا تدل على الأصل والحسب، ويحتقر النسبة إلى الصناعات کالصباغة والحدادة وغيرهما .

1- الشکل التنظيمي للحرفة: ([4])

وقد صنفت الصناعات حسب فائدتها فالکل صناعة اهميتها في المجتمع ولا نقدران نغفلها وتتمثل في: الصناعات الضرورية للمجتمع:‏ کالزراعة والحياکة والبناء ثم صنائع تأتي في الدرجة الثانية ، فهي إما تابعة للأولى أو متممة لها ومکملة، فمثلاً لا تتم الحياکة إلا بالغزل، والغزل لا يتم إلا بصناعة الحلج، فأصبحت صناعة الغزل وصناعة الحلج تابعة للحياکة ، کما أن الخياطة لازمة لعمل الملابس من النسيج ، فصارت الخياطة متممة للحياکة ، ثم هناک ثالثاً صنائع للجمال والزينة ، أمثال صنائع العطور والحرير والوشي، کما صنفوا الصنائع حسب موضوع الصناعة

إحياء طوائف الحرفية مطلب بلا صاحب

(على الرغم من طول تاريخ طوائف الحرف في بلادنا إلا أن أحدا لم يأبه للمطالبة بإحيائها، بل إن الاتجاهات الفکرية التي کان من المفترض أن تتبنى تلک المطالبة لم تفعل، فالحرکة الشيوعية نشأت للمطالبة بحقوق العمال والفلاحين وحسب، وکأن العمال في تعريفها هم فقط من تضمهم المؤسسات الصناعية الحديثة، ومن ثم نشأت الحرکة في أوساط العمال الروس في الإسکندرية بقيادة روزنتال عام1879). ([5])

(أما الحزب الوطني القديم فرغم اهتمامه بتعليم الحرفيين في مدارس الشعب الليلية واهتمامه بتنظيم المهمشين من فئات الشعب من خلال تأسيس حرکة التعاونيات عام 1905 إلا أنه أيضا اهتم بتأسيس أول نقابة عمالية مصرية تحت قيادة الحزب الوطني القديم في عام 1908 ولم يفکر في العمل على إحياء طوائف الحرف على أسس جديدة، ولم نسمع إلا "فنان الشعب" سيد درويش يغني لهم بعضا من أغنياته التي کانت تعبر عنهم وعما أصابهم من دخول الشرکات الأجنبية الکبرى مجالات أعمالهم.) (2)

وهکذا مضى التاريخ وبعدت الذکرى وضعفت الذاکرة، حتى هجمت علينا سياسات التکيف الهيکلي ورأينا اتساع فئات الشعب المهمشة من الأرزقية أرباب الحرف الصغيرة وعمال التراحيل الجدد وتجار الشوارع وهم يمثلون قطاعات عريضة من الشعب ليس لها أي غطاء اجتماعي أو صحي أو اقتصادي يتعرضون لاستغلال سلطات البلديات ومراقبي الصحة وشرطة المرافق وکبار الصناع والتجار وتفاقمت مشکلات تلک الفئات مع تفاقم ظاهرة العشوائيات في بلادنا، وصارت تلک الفئات بلا عادات ولا تقاليد ولا حتى لوائح ولا نظم تنظم عملهم أو تنظم علاقتهم بالمجتمع أو تضمن حقوقهم في العمل الحر م الشريف لکسب أقواتهم،

فصاروا بلا جبهة ولا کيان واحد يضم فئاتهم المختلفة، ورأينا في مناسبات عديدة کيف تستثمر السلطات المستبدة الوضع القائم باستغلالها لتلک الفئات ومن يعيشون على حوافهم في الاستبداد بباقي فئات الشعب مستغلين فقرهم وضعفهم وحاجتهم إلى حماية السلطة بالرضوخ إلى مطالبها ولو کانت البلطجة والبطش والعيش في حالة من الفوضى، هذا بينما نرى العالم من حولنا يتيح لهؤلاء تنظيم أنفسهم في أشکال تنظيمية جديدة رأينا بعضها يصل في وعيه ونضجه إلى استخدام شبکة الإنترنت لتحقيق مصالحه.

 

الصنعة والابتکار :

کثيرا ما خلط بين الجوانب الابتکارية وبين الصنعة والمهارة المرتبطة بالإنتاج ،فيجب على الحرفي او الفنان المتعلم يکون ملم بجميع المهارات المتعلقة بمجال او الحرفة التي يتجة اليها فمثال مثل حرفة النجارة فيجب ان يکون التلميذ او الاستاذ او المشتغل بهذة الحرفة ملم بجميع فنيات التطبيقية والتشکيلية والصناعية للحرفة سواء کان من قطع ومس وتجميع وتراکيب وجميع التقنيات التي تساعد الى الوصول إلى مشغولات ت خشبية متقنة ،فان المهارات والصنعة جزأ لايتجزء من العملية الابتکارية فلا يمکن فصلها عنها والانعزال عنها ولکي نقوم بجعل الفنان حرفي قادر على ان يکون حرفي ماهر يجب ان يتدرب أولا على القواعد الأولية لعملية النجارة مثل :

کيفية عمل التعاشيق والنشر واستخدام العدد والأدوات وغيرها فيجب ان ينزل الفنان الحرفي إلى الورش ويتدرب على کيف يقوم بعملية النشر التى يستخدمها النجار في شرح الالسنة او في قطع الأخشاب ذات المساحات الکبيرة وقطعها حسب المقاسات المطلوبة وثم کيف يقوم بعملية التعاشيق والتراکيب التي تستخدم في تجميع اجزاء الشکل ،ويجب ان يکون للفنان الحرفي ذو دراية کاملة عن کيفية استخدامه للأدوات البسيطة او البلدية التي يلجا اليها النجارون وبعد ذلک يقوم بتدريب على کيفية استخدام الماکينات الکبيرة الکهربائية ومعرفة قواعدها وکيفية استخدامها مع مراعاة النواحي الأمنية عند استخدامه لهذه المعدات فيجب ان يتناول الفنان الحرفي درس عن کيفية القيام بعملية النشر و التعشيق والتجميع وکيفية استخدام الأدوات والتغرية والتسمير وتکون هذه الدروس بمثابة سلسلة من التدريبات تسبق العمل المطلوب

ولذلک فيجب أن نصبغ المهارات التي يجب أن يکتسبها الفنان الحرفي على هيئة تمارين يدرب عليها قبل ان يقوم بعمال المنتج المراد فعلة ،وهذا الرأي يتبعه جميع النظم التعليمية التي تهتم بالتعليم الصناعي والتطبيقي بهدف تعليم النجارة أو أي عمل الأخر ،فتجريب أو التعليم للمهارات يکون الهدف منه الحصول على خبرة وليس التعليم لمجرد تحقيق الهدف المطلوب فقط ،وهذا ما کان ينادي بة فکر مدرسة الباوهاوس ، التجريب للحصول على خبرة وليس لتحقيق الهدف المرجو فقط ، فان الفنان الحرفي يجرب ليحصل على الخبرة وليس لمجرد أن يتقن صنعة ،ولکن أن يفکر في الخامة ذات الثلاثة أبعاد تفکير يحقق له الجانب ألابتکار

کما قال احد المراجع ( أن نظام التعليم يهتم بالإنتاج الصناعي او التطبيقي بهدف غايته تعليم النجارة وما يماثلها کمهنة تخصص ،وإمداد القطاع الصناعي بکوادر قادرة على الإنتاج بالجملة ) ([6])

وقد واجهة هذا الرأي انتقاض واعتراضات شديدة لان الغاية لا يقصد بها إتقان صنعة معينة لزيادة معدلات الانتاج والنهوض بالاقتصاد القومي .

ويقول احد المراجع (إذا قمنا بإتباع نظريات التربية الفنية المبنية على علمي النفس والتربية الحديثين والتى تنادي بالبدء بالمشکلة ککل ،ثم الانتقال منها إلى التفاصيل او الأجزاء ، لوجدنا ان القواعد والمهارات الخاصة باستخدام الادوات في اشغال النجارة هي في الحقيقة تفاصيل ،ولذلک فانها تنمو بطريق عرضى نمو مصحوباٌ لنمو التفکير في استخدام الخامة کمنطلق لحل مشکلات کلية مثل عمل منضدة او کرسي ،فالمتعلم قد يتقن عملية النشر الصحيح بشکل غير مباشر أثناء محاولة لعمل هذا الشئ) ([7]).

فمما سبق نستنتج أن المهارات کالقطع والتراکيب الفنية والتعاشيق وغيرها ما هي إلا مشکلات جزئية ،وهى تکتسب بطريقة غير مباشرة في أثناء ممارسة العمليات الکلية في دروس أشغال الخشب وعند قيامنا بتخريج فنان حرفي في مجال النجارة يجب أن يقوم المعلم بترکيز على مهارات الخاصة بهذا المجال ولا يقوم المعلم بتشتيت ذهن المتعلم بمهارات ليس لها علاقة بمجال أشغال الخشب لمجرد المعرفة ،فيجب أن يکون المعلم ملم بجميع المهارات المختلفة الخاصة بأشغال الخشب لان الخبرة التعليمية مهما ذادت بتتطلب نوعا من المهارة حتى تصبح خبرة متکاملة ،فيجب أن يقوم المعلم بزيادة الخبرات المعرفية لدى الطلاب عن طريق التعرف على المجال من الناحية العلمية ثم نقوم بعد ذالک بصقل المهارات وصقل مهارات المختلفة

ولذلک يجب ان نقوم بعمل برنامج تعليمي اي منظومة متکاملت العناصر من مدخلات وعمليات ومخرجات مراعيا فيها المؤثرات الخارجية التي تؤثر على تحقيق المنظومة او البرنامج لاهدافة مع تحديد طبيعة المتلقين لهذا البلرنامج من حيث نوع العينة واعمارها ،وطبيعة الحرفة التي ستطبق عليها هذا البرنامج

أولا: أهداف البرنامج :

يهدف البرنامج :

1-استغلال طاقات الشباب في اعمال نفعية يتم فيها بلورة سلوکة وتحويلة من شخص غير نفعي لشخص نافع لنفسة ولمجتمعة .

2-تعريف الطالب او الشباب بمجالات متنوعة من الحرف واختيار الانسب لميولة

3- تحسين مستويات الثقافة الفنية والتربوية لدى الطالب المرحلة الثانوية

4- النهوض بالاقتصاد القومي من خلال عمل معارض تباع فيها ما ينتجة الطلاب خلال فترة دراستهم للحرفة .

مدة البرنامج :

هى مدة حصص النشاط فى المدرسة وهى حصتين کل اسبوع خلال العام الدراسي بخلاف حصص النشاط هى تمثل اربع حصص مدة الحصتين ساعة بجانب الساعة التي تتمثل في الحصص الاساسية للمجال

 بالاضافة الى فترة النشاط الصيفى وتمتد اربع ايام في الاسبوع مدة الحصة خمس ساعات

عدد ساعات العمل :

محاضرات النظرية : ،وساعة في فترة الدراسة، ساعتين يومين في فترة النشاط الصيفي

محاضرات التدريب العملية : اربع ساعات يومياً في فترة النشاط الصيفي يعني 16 ساعة في الاسبوع

اما في فترة العام الدراسي ساعة واحدة بجانب ساعة اخرى لحصص المجال الاساسية التي تتمثل في ساعتين بمعدل 8 ساعات فى الاسبوع

فئة الدارسين :

يتم تطبيق هذا البرنامج على طلبة المرحلة الثانوية

القائمون بالتدريس :

1-اعضاء هيئة تدريس بالجامعة لاعطاء بعض المحاضرات التي تتمثل فى الجانب النظري .

2- وبعض المعلمين المشتغلين بهذة الحرف او المجالات مثل مدرس التربية الفنية ملم بعدد من الحرف ولکن يجب تعين مدرس متخصص بحرف معينة فتعين مدرس متخصص باشغال الخشب والحلي والطباعة و غيرها حتى يکون قادر على اعطاء معلومة حرفية تطبق بشکل مدروس وليس اعطاء معلومة سطحية لمجرد المعرفة .

التقسيم العام للبرنامج ومحتويات محاضراتة :

زمن المحاضرة تتراوح بين الساعة او ساعتين ويصاحب المحاضرة العرض بعض الصور او بعض الاساليب الايضاحية يتم عرضها على DATA SHOWباستخدام برنامج POWER POINT

يجب ان يحتوي البرنامج على :

1- بعض الطرز الفنية الخاصة لکل حرفة حسب طبيعة الحرفةومحتوها التشکيلى

2- مبادئ واسس التصميم الجيد

3- العلاقة بين التصميم والمشغولة

4- الخامة وعلاقتها للمشغولة

5- شرح نظري لبعض التراکيب الصناعية والحرفية والمصطلحات الفنية الخاصة لکل حرفة

6- المهارات الخاصة بکل حرفة حسب طبيعتها وکيفية اکتسابها

7- معرفة کيفية استخدام الالات ومساميتها وترکيبها واستخدامتها

8- التعرف على الشروط التي يجب ان يراعيها في استخدامة الالات وادوات تشکيل اي خامة وکفية الاعتناء بها والحفاظ عليها .

 

ثانيا : المحاضرات العملية للمدرب :

بعد التعرف من خلال الإطار النظري على مسميات الحرفية والالات والادوات التشکيل التي تخص الحرفة التي يشتغل بها الطالب يجب ان يقوم بتطبيق هذة بشکل عملي تحقيقاً لمبدأ التجريب الذي نادت بة مدرسة الباوهاوس ليحصل التلميذ او الطالب على خبرة يقدر من خلالها انتاج مشغولة خشبية عالية الجودة ويقدر من خلالها اکتساب ومهارات التشکيل المطلوبة للتصنيع .

من خلال التدريب يجب :

1-التعرف على الخامات والادوات بشکل مرئي وملموس ومعرفة کيفية استخدامه

2- التعرف على التراکيب الصناعية التي تساعد على المام مشغولة وتجميعها

وبهذا البرنامج نقدر علة ان نحقق اکتمال لشکل المنظومة فالمخرجات تتمثل في المعطيات التي سوف اقدامها للطالب من خلال المحاضرات النظرية والعملية ثم نقوم بتنفيذ هذة المعطيات والاشتغال بها في ضوء العمليات الذي يعد جزء هام من اجزاء المنظومة ويتخلل فترة العمليات او تنفيذ المعطيات وبلورتها الة منتج بعض المؤثرات الخارجية التي تؤثر على اهداف المنظومة او البرنامج ويجب ان يکون الطالب ملم ببعض هذة المؤثرات التي تکون وليدة اللحظة ولا يقدر ان يحصل عليها الى بالتجريب والخبرة ولذلک نزولة لورش الحرفة التي اختارها الطالب تجعلة يتعايش تعايش تام ويقدر من خلالها ان يبدع ويبتکر ومن خلال المشغولة التي سوف ينتجها نقدر ان نحقق هل حققت المنظومة او البرنامج اهدافة ام لال وماهي القصور ونقوم بوضع بعض الحلول حسب حجم القصور التي تعرضت الية المنظومة .

والتوصيات

يوصي البحث :

-الاهتمام بالعمل الحرفي وان يکون الفنان يجمع بين الفن والصنعة .

-انشاء الطوائف الصناعية التي انقرضت في ظل التطورات التکنولوجية .

-المام الفنان الحرفي بالادوات والخامات والتراکيب الصناعية التي تخص الحرفة المشتغل بها

-السعي الدائم في البحث والتجريب لنهوض بالمجتمع عن طريق الصناعات الحرفية

- الاستفادة من فلسفات المدارس الحديثة لنهوض بالعمل الحرفي باعتبارة يمثل العمل الحرفي اهمية کبيرة لدى الارتقاء بمستوى الفرد والمجتمع .



1-ليلى حسن سليمان :1979، اتجاة الباوهاوس فى النحت واثرة فى اعداد معلم التربية الفنية ،رسالة دکتوراة ،غير منشورة ،کلية التربية الفنية ،جامعة حلوان ،ص30

[3]- http://www.tshkeel.com/vb/showthread.php?t=11842

[6] مصطفى درويش1979،الاستفادة بتصميمات مخطوطة الجامع بين العلم والعمل ،النافع في صناعة الحيل للرزاز في مجال تدريس اشغال الخشب في اعداد مدرس التربية الفنية ، رسالة دکتوراة کلية التربية الفنية ،جامعة حلوان ،ص490

[7] مصطفى درويش1979،الاستفادة بتصميمات مخطوطة الجامع بين العلم والعمل ،النافع في صناعة الحيل للرزاز في مجال تدريس اشغال الخشب في اعداد مدرس التربية الفنية ، رسالة دکتوراة کلية التربية الفنية ،جامعة حلوان ،ص490

المراجع :
الکتب
- محمود عبد العال :النجارة العربية فى مصر
- مصطفى احمد :1990،تشکيل الخشب ،دار الفکر العربى ،ص94
رسائل علمية
مصطفى درويش1979،الاستفادة بتصميمات مخطوطة الجامع بين العلم والعمل ،النافع في صناعة الحيل للرزاز في مجال تدريس اشغال الخشب في اعداد مدرس التربية الفنية ، رسالة دکتوراة کلية التربية الفنية ،جامعة حلوان ،ص490
المواقع الانترنت :
1.   http://www.alfnonaljamela.com/akhbar_show.php?id=29
2.   http://www.tshkeel.com/vb/showthread.php?t=11842